شرح صلاة المشيشية

You might also like

Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 8

‫شرح صالة المشيشية‬

‫من جملة صيغ الصالة على النبي صلى هللا عليه وسلم الصالة المشيشية لموالنا العارف باهلل تعالى سيدي‬
‫( عبد السالم بن مشيش ) رضي هللا عنه وأرضاه ونفعنا ببركاته وعلومه وأسراره ‪ ،‬فلكمالها ودقة‬
‫أسرارها شرحها كثير من العارفين والعلماء الربانيين تبركًا بها وإظهارًا لشأنها ‪ ،‬ولنوال القرب من‬
‫‪ .‬صاحبها ‪ ،‬وبعث الهمة في قارئها وتاليها‬
‫‪ .‬إنه على ما يشاء قدير وباإلجابة جدير ) ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين (‬
‫اللهم صِّل على من منه انشقت األسرار وانفلقت األنوار ‪ ،‬وفيه ارتقت الحقائق ‪ ،‬وتنـَّز لت علوُم آدم(‬
‫فأعجز الخالئق ‪ ،‬وله تضاءلت الفهوُم فلم يدركه مَّنا سابٌق وال الحق ‪ ،‬فرياُض الملكوت بزهِر جماِلِه‬
‫مونقة ‪ ،‬وحياُض الجبروت بفيِض أنواِر ِه متدفقة ‪ ،‬وال شيء إال وهو به منوط ‪ ،‬إذ لوال الواسطُة لذهَب‬
‫( كما قيل ) الموسوط ‪ ،‬صالًة تليُق بك منك إليه كما هو أهله ‪ ،‬اللهم إَّنه سرَك الجامُع الَّد اُل عليك ‪،‬‬
‫وحجاُبَك األعظُم القائُم لك بين يديك ‪ ،‬اللهم ألحقني بنسبِه ‪ ،‬وحققني بحسبه ‪ ،‬وعرفني إياُه معرفًة أسلُم بها‬
‫من موارد الجهل ‪ ،‬وأكرُع بها من موارد الفضل ‪ ،‬واحملني على سبيله إلى حضرِتَك حمًال محفوفًا‬
‫بنصرتك ‪ ،‬واقِذ ف بي على الباطل فأدمغه ‪ ،‬وزَّج بي في بحار األحدية ‪ ،‬وانشلني من أوحال التوحيد ‪،‬‬
‫وأغرقني في عين بحر الوحدة ‪ ،‬حتى ال أرى وال أسمَع وال أجد وال أحس إال بها ‪ ،‬واجعِل الحجاَب‬
‫األعظَم حياَة روحي ‪ ،‬وروَح ُه ِس ُّر حقيقتي ‪ ،‬وحقيقته جامع عوالمي بتحقيق الحق األول ‪ ،‬يا أوُل يا آخُر يا‬
‫ظاهُر يا باطن اسمع ندائي بما سمعَت به نداء عبدك زكريا ‪ ،‬وانصرني بك لك ‪ ،‬وأيدني بك لك ‪ ،‬واجمع‬
‫بيني وبينك ‪ ،‬وحل بيني وبين غيرك ‪ ،‬هللا ‪ ،‬هللا هللا ‪ ( ،‬إن الذي فرض عليك القرآن لراُّد َك إلى معاد ) ‪،‬‬
‫)( ربنا آتنا من لدنك رحمًة وهيئ لنا من أمرنا رشدًا)‬
‫اللهم ‪ :‬أي يا هللا ‪ ،‬واسم الجاللة هذا علم على الذات األقدس الواجب الوجود ‪ ،‬المستحق لكل كمال‬
‫‪ .‬وجمال ‪ ،‬الدال علية تعالى داللًة جامعًة لمعاني أسمائه الحسنى كلها ما علم منها وما لم يعلم‬
‫‪ .‬صِّل ‪ :‬أي ارحم رحمًة مقرونًة بالتعظيم والثناء والمغفرة والبركة والتشريف والتكريم‬
‫‪ .‬وتعظيمه في الدنيا يكون ‪ :‬بإعالء ذكره ‪ ،‬وإظهار دينه ‪ ،‬وإبقاء شريعته‬
‫‪ .‬وفي اآلخرة يكون ‪ :‬بجزيل مثوبته ‪ ،‬وتشفعه في أمته ‪ ،‬وإبداء فضله بالمقام المحمود وغيره‬
‫على من منه انشقت األسرار ‪ :‬أي على من انفتح واتضح وظهر بنوره صلى هللا عليه وسلم ما كان خفيًا‬
‫من العلوم والمعارف المستفادة منه عليه الصالة والسالم ‪ ،‬ومنها اطلع العارفون على أسرار الذات‬
‫والصفات واألفعال‬
‫‪ .‬وانفلقت األنوار ‪ :‬أي انفتح بأصل خلقه باب األنوار الحسية والمعنوية من اإليمان واليقين والمعرفة‬
‫وفيه ارتقت الحقائق ‪ :‬أي بظهوره عليه الصالة والسالم ظهرت وارتفعت حقائق األشياء وعرف الحق من‬
‫‪ .‬الباطل‬
‫وتنـزلت علوم آدم فأعجز الخالئق ‪ :‬أي جميع العلوم التي نزلت على آدم عليه السالم ‪ ،‬نزلت على‬
‫المصطفى صلى هللا عليه وسلم ‪ ،‬وزاد عليه علم حقائق المسميات وغيرها ‪ ،‬فأعجز جميع المخلوقات من‬
‫‪ .‬األولين واآلخرين مالئكًة وغيرهم‬
‫وله تضاءلت الفهوم ‪ :‬أي تصاغرت وكلت وعجزت ووقفت عقول وأفهام الخالئق جميعًا عن التطاول لنيل‬
‫‪.‬معارفه وأسراره وما منحه هللا سبحانه وتعالى له صلى هللا عليه وسلم من العلوم‬
‫‪ .‬فلم يدركوا كمالها ‪ ،‬وكذلك تصاغرت أفهام الخالئق عن إدراك حقيقته عليه الصالة والسالم‬
‫َفلْم ُيْد ِرْك ُه مّنا سابٌق وال الِح ٌق ‪ :‬أي جميع البشر السابقين له في الوجود كآدم عليه السالم واآلتين بعده‬
‫كالصحابة رضوان هللا تعالى عليهم ومن بعدهم إلى قيام الساعة لم ولن ندرك حقيقة مقامه أو مكانته أو‬
‫‪ .‬علومه ‪ ،‬وال ُيدَر ُك ذلك إال في اآلخرة لكشف الحجاب عن الخالئق آنذاك‬
‫فرياض الملكوت بزهر جماله مونقة ‪ :‬أي أن نور جمال المصطفى صلى هللا عليه وسلم َز ّين ونّضر‬
‫‪ .‬وزركش عالم الملكوت وهو ‪ ( :‬ما غاب عنا من المحسوسات كالجنة والعرش والكرسي )‬
‫وحياض الجبروت بفيض أنواره متدفقة ‪ :‬أي أن إمداد بحر علمه الممتلئ صلى هللا عليه وسلم من عالم‬
‫‪ .‬األسرار والعلوم والمعارف ال ينقطع عن قلوب العارفين والعلماء الربانيين والفقهاء النجباء المخلصين‬
‫وال شيء إال وهو به منوط ‪ :‬أي ال يوجد شيء من األشياء من إنٍس وجن وملك وجماد ومحسوس ومعقول‬
‫وعالم سفلي وعالم علوي إال وهو مرتبط بالنبي صلى هللا عليه وسلم ومتعلق به من جملة الوجود واإلمداد‬
‫‪.‬‬
‫إذ لوال الواسطة لذهب كما قيل الموسوط ‪ :‬أي أنه صلى هللا عليه وسلم هو سبب النعمتين اللتين ما خال كل‬
‫‪ .‬موجود عنهما ‪ ،‬وال بد لكل ُم كَّو ن منهما ‪ - :‬نعمة اإليجاد ونعمة اإلمداد‬
‫‪ .‬إذ لوال أسبقية وجوده ما وجد موجود ‪ ،‬ولوال سريان نوره في الكون (الشريعة والقرآن) لهدمت دعائمه‬
‫فقد روى البيهقي عن عمر بن الخطاب رضي هللا عنه قال ‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ( لما‬
‫اقترف آدم الخطيئة قال ‪ :‬يا رب أسألك بحق محمد لما غفرت لي ‪ ،‬فقال هللا ‪ :‬يا آدم وكيف عرفت محمدًا‬
‫ولم أخلقه ؟ قال ‪ :‬ألنك يا رب لما خلقتني بيدك ‪ ،‬ونفخت فَّي من روحك ‪ ،‬رفعت رأسي فرأيت على قوائم‬
‫العرش مكتوبًا ال اله إال هللا محمد رسول هللا ‪ ،‬فعلمت أنك لم تضف إلى اسمك إال أحب الخلق إليك ‪ .‬فقال‬
‫هللا تعالى ‪ :‬صدقت يا آدم إنه ألحب الخلق إلَّي ‪ ،‬وإذ سألتني بحقه قد غفرت لك ‪ ،‬ولوال محمد ما خلقتك )‬
‫قال في مجمع الزوائد رواه الطبراني في األوسط والصغير وفيه من لم أعرفهم ‪ ،‬ورواه الحاكم وصححه‬
‫‪ .‬والطبراني وزاد فيه ( وهو آخر األنبياء من ذريتك )‬
‫وذكر العالمة القسطالني في المواهب اللدنية ( ‪69 /1‬ـ‪ ) 70‬أنه لما خلق هللا تعالى آدم ألهمه أن قال ‪ :‬يا‬
‫رب لَم كنيتني أبا محمد ؟ قال هللا تعالى ‪ :‬يا آدم ارفع رأسك ‪ ،‬فرفع رأسه فرأى نور محمد صلى هللا عليه‬
‫وسلم في سرادق العرش ‪ .‬فقال يا رب ما هذا النور ؟ قال ‪ :‬هذا نور نبي من ذريتك اسمه في السماء أحمد‬
‫وفي األرض محمد لواله ما خلقتك وال خلقت سماًء وال أرضًا ‪ .‬وعند ابن عساكر من حديث سلمان كما‬
‫ذكر العالمة القسطالني في المواهب اللدنية ( ‪ ) 1/83‬قال ‪ :‬هبط جبريل عليه السالم على النبي صلى هللا‬
‫عليه وسلم فقال ‪ :‬إن ربك يقول ‪ :‬إن كنُت اتخذت إبراهيم خليًال فقد اتخذتك حبيبًا ‪ ،‬وما خلقت خلقًا أكرم‬
‫‪ .‬علَّي منك ‪ ،‬ولقد خلقت الدنيا وأهلها ألعرفهم كرامتك ومنـزلتك عندي ولوالك ما خلقت الدنيا‬
‫صالًة تليق بك منك إليه كما هو أهله ‪ :‬أي يا هللا صل بجنابك وإحسانك على سيدنا محمد صلى هللا عليه‬
‫وسلم صالًة كاملًة مخصوصًة موصولًة منك إليه بدون واسطة تناسب عظيم قدره ومقداره لديك إذ ال‬
‫‪ .‬يعرف حق قدره ومقداره إال أنت‬
‫فقد أخرج الطبراني وأبو ُنعيم وابن النجار والخطيب بالسند عن ابن عباس رضي هللا عنهما أن رسول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم قال ‪ ( :‬من قال جزى هللا عنا محمدًا ما هو أهله أتعب سبعين كاتبًا ألف صباح ) وفي‬
‫‪ .‬رواية ( ألفي صباح )‬
‫اللهم إنه سرك الجامع ‪:‬أي يا هللا إن هذا الحبيب المصطفى عليه الصالة والسالم معدن سرك الجامع لما‬
‫تفرق في غيره ‪ ،‬إذ ما ّأعطيه غيره من األنبياء صلوات هللا تعالى وسالماته عليهم من الكماالت والمعارف‬
‫والعلوم والبركات والمعجزات مجموع فيه صلى هللا عليه وسلم و زاد عليهم بالمنح اإللهية والعطايا‬
‫‪ .‬الربانية ما ال يعلمه إال صاحب المن والعطاء اللطيف الخبير‬
‫الدال عليك ‪ :‬لكونه صلى هللا عليه وسلم هاديًا للخالئق جميعًا ‪ ،‬ومرشدًا لهم ‪ ،‬ومعرفًا لهم الطريق‬
‫الموصلة إلى هللا تعالى بأقواله وأفعاله ‪ ،‬وكل دال على هللا تعالى إنما يدل عليه بداللته صلى هللا عليه وسلم‬
‫‪ ،‬فنبوته صلى هللا عليه وسلم جمعت سائر النبوات ‪ ،‬ونوره صلى هللا عليه وسلم جمع سائر األنوار ‪،‬‬
‫‪ .‬وكتابه صلى هللا عليه وسلم جامع لجميع الكتب المنـزلة‬
‫وحجابك األعظم ‪ :‬أي المانع األعظم للعقول حيث عقلها بعقال شرعه عن النظر في حقيقة الذات اإللهية ‪،‬‬
‫لما رواه أبو الشيخ عن أبي ذر رضي هللا عنه قوله عليه الصالة والسالم ( تفكروا في خلق هللا وال تتفكروا‬
‫في هللا فتهلكوا ) وهو المانع األعظم للمؤمنين من العذاب بإرشادهم ودعائهم إلى اإليمان ‪ ،‬وهو حجاب‬
‫رحمة بين العبد وهيبة ربه ‪ ،‬وبواسطته تلَّقى المؤمنون شرع ربهم ‪ ،‬وهو مانع المضار الدنيوية‬
‫واألخروية عن أمته ( وما كان هللا ليعذبهم وأنت فيهم وما كان هللا معذبهم وهم يستغفرون ) ‪ ،‬وبما أن‬
‫األنبياء عليهم الصالة والسالم حجب ألممهم فرسول هللا صلى هللا عليه وسلم أعظمهم ‪ ،‬فال يمكن ألحد‬
‫‪ .‬الوصول إلى هللا تعالى إال عن طريق شرعه واتباع نبيه صلى هللا عليه وسلم‬
‫القائم لك بين يديك ‪ :‬أي القائم أتم قيام بتكاليف الرسالة وتوفية حقوقها ألجلك يا هللا تعظيمًا وإجالًال ‪ ،‬قيام‬
‫الخادم بين يدي المخدوم إذ شرعه الشريف صلى هللا عليه وسلم زاجر عن انتهاك حرماتك ‪ ،‬ومانع عظيم‬
‫عن إساءة األدب معك سبحانك ‪ ،‬فهو داعي الخلق إليك بك من غير واسطة بينك وبينه ‪ ،‬قائم بحضرة‬
‫‪ .‬القرب المعنوي منهمك في طاعتك‬
‫اللهم ألحقني بنسبه ‪ :‬أي أدم علَّي يا هللا نعمة الثبات على دينه صلى هللا عليه وسلم علمًا وعمًال قوًال‬
‫‪ .‬وحاًال ‪ ،‬واختم لي بالحسنى على ذلك حتى أكون من رفقائه صلى هللا عليه وسلم في دار نعيم الوصال‬
‫وحققني بحسبه ‪ :‬أي وفقني يا هللا للتخلق بأخالقه صلى هللا عليه وسلم ‪ ،‬واجعلني من المهتدين بهديه ‪،‬‬
‫المقتفين للتقوى بكتابه وسنته في أقواله وأفعاله وأحواله ‪ ،‬إذ متابعته صلى هللا عليه وسلم موجبة للرحمة‬
‫‪ .‬في الدنيا وموجبة للفالح في اآلخرة ‪ ،‬وموجبة للرفع إلى أعلى الجنان ‪ ،‬وموجبة للمحبة من هللا تعالى‬
‫وعرفني إياه معرفًة أسلم بها من موارد الجهل ‪ ،‬وأكرع بها من موارد الفضل ‪ :‬أي يا هللا عرفني على‬
‫مصطفيك معرفًة تامًة حتى ال أقع بالجهل المفسد لألديان ‪ ،‬ألنه صلى هللا عليه وسلم المرآة الكبرى‬
‫والواسطة العظمى ‪ ،‬فمعرفته موصلة إلى معرفة هللا تعالى ‪ ،‬وعلى حسب معرفته صلى هللا عليه وسلم‬
‫تكون معرفة هللا تعالى ‪ ،‬إذ هو باب هللا األعظم ‪ ،‬ومعرفته تثمر مقام المحبوبية عند هللا تعالى ‪ ،‬فان محبة‬
‫هللا تعالى لعبده على حسب محبة العبد للنبي صلى هللا عليه وسلم ومتابعته ‪ ،‬ومحبة العبد له على قدر‬
‫معرفته واطالعه على جماله ونواله وشرعه ‪ ،‬فان العلم فيه كالماء الزالل النافع لحياة القلوب واألرواح‬
‫‪ .‬واألجساد واألشباح‬
‫واحملني على سبيله إلى حضرتك حمًال محفوفًا بنصرتك ‪ :‬أي يا هللا اسلك بي طريقته ‪ ،‬واجعلني عامًال‬
‫بشريعته وسنته ألنها سبيل الوصول إلى الحضرة العلية ‪ ،‬محفوظًا من كل عائق حتى أصل إليك بعنايتك (‬
‫‪ .‬وهذا مقام السائرين إلى هللا تعالى المستدلين بالصنعة على الصانع )‬
‫واقذف بي على الباطل فأدمغه ‪ :‬أي اجعل الحق يا هللا معي ‪ ،‬ليخمد ويذهب الباطل ‪ ،‬واجعلني حجًة بالغًة‬
‫‪ .‬ظاهرًة ليتم لي االهتداء ويصح بَي االقتداء حتى ينـزاح بَي الباطل ويظهر بَي الحق‬
‫وزَّج بي في بحار األحدية ‪ :‬أي يا هللا ارم بي في أنوار ال إله إال هللا ‪ ،‬وأدخلني في طائفة المتحققين‬
‫بالتوحيد الخالص ‪ ،‬حتى تفنى عندي الرسوم وال يبقى إال الحي القيوم ‪ ،‬وهذا مقام أهل الفناء المحض الذين‬
‫غرقوا في توحيد األحدية فلم يشهدوا سوى ذات هللا تعالى العلية ( ويسمى هذا المقام عين الجمع المعبر‬
‫‪ .‬عنه بتجريد التوحيد )‬
‫وانشلني من أوحال التوحيد ‪ :‬أي خلصني يا هللا سريعًا من مخاوف ومزالق االعتقادات الرديئة الباطلة‬
‫ومن متشابهات األحكام التي زلت فيها أقدام الكثيرين إال من رحم هللا تعالى ومما يعرض للسالكين‬
‫المستدلين باألشياء على هللا تعالى من الشبهات ‪ ،‬فال تسلك بي مسلك من شطح في كالمه واصطلم ‪ ،‬أو‬
‫ممن ُلِّبَس عليه األمر فقال بالحلول واالتحاد ووحدة الوجود ‪ ،‬أو ممن غلبت عليه الحقيقة فادعى الجبر‬
‫ونفى الحكمة واألحكام ‪ ،‬ألن صاحب الفناء إن لم تدركه العناية اإللهية أنكر ثبوت اآلثار ومنها الرسل وما‬
‫‪ .‬جاءوا به بل والعالم برمته ‪ ،‬وتخليصه من تلك األوحال نقله من مقام الفناء إلى مقام البقاء‬
‫وأغرقني في عين بحر الوحدة ‪ :‬أي رَّد ني إلى البقاء بعد الفناء ألصلح للخالفة في األرض وأكمل غيري ‪،‬‬
‫وهو المعبر عنه بجمع الجمع ‪ ،‬إذ يكون الجمع في باطنه موجودًا والفرق على ظاهره مشهودًا ‪ ،‬ولذلك‬
‫كان مقصوده الزج في بحار األحدية الدفع ال على سبيل اإلغراق بل على سبيل الركوب والمرور ليعلم ما‬
‫فيها من الذخائر ‪ ،‬وهو مقام الفناء ثم االستغراق في عين بحر الوحدة ( وهي مدد البحر ) حتى يكون ممدًا‬
‫لمن خاض لججه ‪ ،‬وال يكون ذلك إال في مقام البقاء ‪ ،‬إذ التوحيد الخالص الكامل هو شهود الذات مّتصفًة‬
‫بالصفات ‪ ،‬فيستدل على الصنعة بالصانع لكونه ال يشهد إال هللا تعالى وصفاته ‪ ،‬والصنعة آثار صفاته‬
‫‪ ( .‬وهذا مقام العارفين )‬
‫حتى ال أرى وال أسمع وال أجد وال أحس إال بها ‪ :‬هذا غاية االستغراق المذكور وهو الغيبة عن األكوان‬
‫بشهود المكِّو ن ‪ ،‬أي ال أرى وال أسمع وال أجد وال أحس أي أثر من آثار خلق هللا تعالى إال بعد شهوده ‪،‬‬
‫‪ .‬فال يوجد شيء إال وهو قائم به سبحانه ‪ ،‬وبقاؤه مستمد بتقدير بقاء هللا تعالى له‬
‫ولما كان كمال العبودية وكمال التوحيد والمعرفة ال يتم لصاحبه إال باالستقاء من يد المصطفى صلى هللا‬
‫‪ :‬عليه وسلم قال‬
‫واجعل الحجاب األعظم حياة روحي ‪ :‬أي يا هللا مد روحي من النبي صلى هللا عليه وسلم كما تمد العود‬
‫األخضر بالماء ‪ ،‬ألنه صلى هللا عليه وسلم حياتها ‪ ،‬فاألرواح التي ال تشاهده وال تستقي منه كأنها أموات ‪،‬‬
‫وهذه إشارة إلى أن العارف باهلل تعالى ال غنى له عن واسطة النبي عليه الصالة والسالم وإن وصل إلى‬
‫حضرة القدس ‪ ،‬وفني عن وجوده وفنائه وعن كل شيء في هيبة شهوده ‪ ،‬واجعله يا هللا حاجبًا لروحي عما‬
‫فيه هالكها فتكون حيًة متمتعًة في معرفتك يا هللا بسببه ‪ ،‬فاَّن من لم يحتجب بالنبي صلى هللا عليه وسلم‬
‫‪ .‬وقع في المهالك وابتدع وضل وماتت روحه‬
‫وروحه سر حقيقتي ‪ :‬أي يا هللا اجعل شهود روحه عليه الصالة والسالم تنقل سر حقيقتي بأن تصير‬
‫حقيقتي سرًا بواسطة ذلك الشهود ‪ ،‬ألن حقيقة اإلنسان هي اللطيفة الربانية التي كان بها اإلنسان إنسانًا ‪،‬‬
‫فتسمى نفسًا في مقام اإلسالم ‪ ،‬وقلبًا في مقام اإليمان ‪ ،‬وروحًا في أول مرَتَبَتي اإلحسان وهي المراقبة في‬
‫‪ .‬أوالها ‪ ،‬والسر في ثانيها وهي المشاهدة‬
‫وحقيقته جامع عوالمي بتحقيق الحق األول ‪ :‬أي أسألك يا هللا بوجودك الحق السابق على كل شيء أن‬
‫تجعل حقيقتي متوجهًة إلى شهود حقيقته صلى هللا عليه وسلم مع عدم الغفلة عن شهود الربوبية‬
‫واالستغراق فيها ‪ ،‬حتى ال أقع كمن غلط في شهود الواسطة فجعلها مقصدًا ‪ ،‬إذ لوال تعريف هللا تعالى‬
‫عباده به ما عرفوه ( وما كنا لنهتدي لوال أن هدانا هللا ) وأسألك يا هللا أن تكون عوالمي كلها ( النفس‬
‫والقلب والروح والسر ) منصرفًة ومتوجهًة إلى شهود النبي عليه الصالة والسالم الصادقة بعوالمه‬
‫الشريفة ‪ ،‬واجعل كل أجزائي مشغولًة به ظاهرًا وباطنًا ‪ ،‬تابعًة له في كل ما أمر به ونهى عنه ‪ ،‬وأعني يا‬
‫هللا على شهوده اآلن في عالم األجساد بعد أن شهد قلبي التوحيد في عالم األرواح يوم ( ألست بربكم ) إذ‬
‫‪ .‬هو أول من أجاب بـقوله ( بلى ) ودعا إليه فاستجب لي ما دعوتك به يا هللا‬
‫ثم استغاث في سؤال شهوده صلى هللا عليه وسلم بهذه األسماء الحسنى لما فيها من الداللة على اإلحاطة‬
‫‪ :‬والقيومية والتنـزيه ‪ ،‬وأدخَل حرف النداء في أولها تأدبًا بإظهار نفسه‬
‫يا أول ‪ :‬وهو السابق على كل شيء لقدمه ‪ ،‬كان هللا تعالى وال شيء معه وهو اآلن على ما عليه كان‬
‫‪ .‬سبحانه‬
‫‪ .‬يا آخر ‪ :‬وهو الباقي الذي يستحيل عدمه ( كل شيء هالك إال وجهه )‬
‫‪ .‬يا ظاهر ‪ :‬وهو الواضح الربوبية بالدالئل ‪ ،‬والذي ليس فوقه شيء وظهر بصنعه وأفعاله سبحانه‬
‫ياباطن ‪ :‬وهو الذي ليس دونه شيء ‪ ،‬والذي تحجب عنا بجالله ‪ ،‬المحتجب عن األفهام الذي ال يحيط به‬
‫تكييف ‪ ،‬فال يحيط به عقل فيدركه ‪ ،‬جل المهيمن عن اإلدراك إذ تاهت عقول ذوي األلباب فيه ‪ ،‬وكَّلت‬
‫وضَّلت بحار العقل والفكر في ذاته سبحانه ‪ ،‬وإذا كان اإلنسان ال يحيط بصفات ذاته فكيف بباريه تعالى ؟‬
‫‪ .‬فال يعرف ذات هللا تعالى إال هو سبحانه وتعالى‬
‫ولهذه األسماء األربعة خواص عظيمة إذ قالوا ‪ :‬من قال بعد صالة ركعتين خمسًا وأربعين مرًة ( هو‬
‫‪ .‬األول واآلخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم ) حصل له مطلوبه أَّيًا كان‬
‫اسمع ندائي ‪ :‬أي يا هللا اسمع دعائي ومناجاتي سماع قبول وإجابة بطلبي الوارث لسري حتى ينتفع به‬
‫‪ .‬المؤمنون ويكونوا في ميزانه ‪ ،‬والمرء في ميزانه من اتبعه‬
‫بما سمعت به نداء عبدك زكريا ‪ :‬أي أقسم عليك يا هللا باالسم الذي سمعت به نداء عبدك زكريا عليه‬
‫السالم وهو ( المجيب الرحيم ) بطلبه أمرًا عظيمًا وهو يحيى عليه السالم ليرثه في النبوة والعلوم‬
‫والمعارف ( رب ال تذرني فردًا وأنت خير الوارثين ) ( فهب لي من لدنك وليًا يرثني ) ( يا زكريا إَّنا‬
‫نبشرك بغالم اسمه يحيى ) ‪ ،‬فأعطاه هللا تعالى القطب الكبير سيدي أبا الحسن الشاذلي رضي هللا عنه‬
‫‪ .‬فورثه في الطريق والعلوم والمعارف وكان على يديه الفتح واالنتشار‬
‫وانصرني بك لك ‪ :‬أي باسمك المعين النصير قوني بحولك وقوتك ال باألسباب والوسائط من أجل أن أقوم‬
‫بأداء ما كلفتني به من األمور الدينية والوظائف الشرعية مخلصًا لوجهك الكريم ال ألغراض نفسي حتى‬
‫‪ .‬أكون عبدًا على الحقيقة لك فهو منك وإليك‬
‫وأيدني بك لك ‪ :‬أي باسمك القوي المتين قوني من أجل أن أقوم بقهر أعدائك وردهم إلى القيام بحقك ‪،‬‬
‫وأعطني سرًا من عندك ألزداد قوة إيمان ويقين وصبر على البالء بحيث تصير الباليا عطايا ‪ ،‬فأصبر‬
‫‪ .‬شاكرًا على السراء حامدًا على الضراء وكل ذلك لمرضاتك‬
‫واجمع بيني وبينك ‪ :‬أي يا هللا أزل حجاب الغفلة عن قلبي وكل شاغل يشغلني عنك ‪ ،‬وال تحجبني عن نور‬
‫‪ .‬مشاهدتك طرفة عين ( وهذه تحلية )‬
‫وحل بيني وبين غيرك ‪ :‬أي أدم يا هللا الحيلولة بيني وبين كل قاطع يقطعني أو يحجبني أو يبعدني عنك ‪،‬‬
‫‪ .‬وصن قلبي من األغيار واحرسه بدوام األنوار ( وهذه تخلية )‬
‫هللا ‪ ،‬هللا ‪ ،‬هللا ‪ :‬أتى باالسم الجامع األعظم مجردًا عن حرف النداء لئال ُيشعر بالبعد استغراقا في هللا تعالى‬
‫وفناًء فيه ‪ ،‬وجعل ذكره ثالثًا تبركًا واستلذاذًا ‪ ،‬وإشارًة إلى الخروج عن العوالم الثالثة ‪ :‬عالم األفعال ‪،‬‬
‫‪ :‬وعالم الصفات ‪ ،‬وعالم الذوات ‪ ،‬فان مراتب الفناء ثالثة‬
‫‪ .‬فناء في األفعال ‪ :‬بدوام رؤية أن ال معز وال مذل وال مانع وال معطي إال هللا تعالى ‪1-‬‬
‫‪ .‬وفناء في الصفات ‪ :‬بدوام رؤية أن ال عاِلم وال قادر وال مريد وال حي إال هللا تعالى ‪2-‬‬
‫‪ .‬وفناء في الذات ‪ :‬بدوام رؤية أن ال موجود إال هللا تعالى ‪3-‬‬
‫فأتى بهذا االسم العظيم إيقاظًا لألرواح ‪ ،‬وتنبيها لها على التعلق به والتخلي عما سواه ‪ ،‬وتكراره تثبيت‬
‫معناه في الباطن وتأكيده في القلوب ‪ ،‬وقد قيل ‪ :‬الحكمة في ذلك التكرار أن النبي عليه الصالة والسالم كان‬
‫يلقن أصحابه الذكر ثالثًا ‪ ،‬وأن هللا وتر ‪ ،‬وأن منبره صلى هللا عليه وسلم ثالُث درجات كلما صعد على‬
‫‪ .‬واحدة قال ‪ :‬هللا ‪ ،‬ـ فاقتدى به ـ ‪ ،‬وأن النفوس ثالثة ‪ :‬أمارة ولوامة ومطمئنة‬
‫‪ .‬فإذا قال االسم الجليل أوًال خرج من األمارة ‪ ،‬وخرج ثانيًا من اللوامة ‪ ،‬ووصل ثالثًا إلى المطمئنة‬
‫الحكمة من ذكره هذه اآلية الكريمة والتي قيلت للنبي ‪ } :‬إن الذي فرض عليك القرآن لراَّد ك إلى معاد {‬
‫عليه الصالة والسالم في تأكيد مراده عليه الصالة والسالم مما يريد ويتمنى ومما أراده هللا تعالى له من‬
‫المقامات والعطيات ومما ال يعلمه إال هللا سبحانه وتعالى ‪ ،‬فالحكمة هي مناجاته تعالى بقوله ‪ :‬صدقت يا‬
‫‪ .‬هللا وعد حبيبك فاصدق وعدي بكل ما سبق ذكره ‪ ،‬وأنلني ما طلبته‬
‫وأراد الشيخ رحمه هللا تعالى تنبيه المريد إلى أنه سبحانه هو المعاد الذي ترجع إليه األمور دنيا وأخرى ‪،‬‬
‫فكن أيها المريد مستغرقًا فيه سبحانه وتعالى ‪ ،‬وِلهًا به ‪ ،‬لتأمن جميع المخاوف وتنهال عليك من جنابه‬
‫‪ .‬سبحانه جميل اللطائف ‪ ،‬فهو الموجود الخالق المعبود ‪ ،‬والكل يرجع إليه خلقًا وافتقارًا‬
‫الحكمة من إيثار هذا الدعاء القرآني ألصحاب ‪ } :‬ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدًا {‬
‫الكهف على غيره ليناسب ما تقدم ‪ ،‬فان من أوى إلى كهف الفردانية ‪ ،‬ولجأ إلى معاد حرم الصمدانية ‪،‬‬
‫يصير متناسيًا كل القواطع واألغيار ‪ ،‬فيسأل من فضل ربه العلي الكبير الذي شاهده ما يريد ‪ ،‬ويستمد منه‬
‫المساعدة والتيسير ‪ ،‬وفي هذا تنبيه للذاكر والمصلي على الحبيب عليه أفضل الصالة وأتم التسليم على أن‬
‫المقصود األعظم من ذكره تعالى هو القيام بحق العبودية ‪ ،‬والوقوف تحت أكناف الربوبية ‪ ،‬وأن يكون‬
‫دائمًا متوجهًا بوجه قلبه لحضرة ربه مستمدًا منه جميع مطالبه ‪ ،‬سائًال من نواله سبحانه ما ينفعه في جميع‬
‫شؤونه وأحواله ليحصل له األنس به سبحانه ‪ ،‬وبحصول األنس به تعالى ُيقبل على خطابه والتوجه إليه ‪،‬‬
‫ويطلب زيادة الهداية والثبات عليها ‪ ،‬ونبذ جميع األغيار ‪ ،‬ويطرح كل ما سوى الواحد القهار ‪ ،‬طالبًا أن‬
‫تهَّب عليه نفحات الرحمة من ربه ‪ ،‬وأن يكون أمره كله رشدًا وخيرًا وأن يكون له حظ من حال أهل‬
‫‪ .‬الكهف في الخفاء عن األضداد واألغيار لكون ذلك اعتناًء من الحق بهم وإعزازًا لهم‬
‫اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وقلل نسياننا وزدنا علمًا وفقهنا في الدين وأصلحنا والمسلمين لما‬
‫‪ .‬تحبه وترضاه‬
‫وآخر دعوانا أن الحمد هلل رب العالمين‬

‫يا رسول اهلل أجرنا يا رسول اهلل أجرنا‬


‫الغوث رسول اهلل الغوث رسول اهلل‬
‫يب وجد ال يدريه إال من يسكن فيه‬
‫أبديه أو أخفيه هو ملك رسول اهلل‬
‫أوقفت العمر عليه مبديح بني يديه‬
‫فوضت األمر إليه فاخرت يل رسول اهلل‬
‫ومدحت بطيبة طه ودعوت بطه اهلل‬
‫أن حيشرين أواها بلواء رسول اهلل‬
‫ووقفت على األعتاب وبكيت له بالباب‬
‫وبصفح دون عتاب قد جاد رسول اهلل‬
‫وشكوت إليه ذنويب فاستغفر يل حمبويب‬
‫ورجعت بدون عيوب من عند رسول اهلل‬
‫هللت له هتليال كم كان الصفح مجيال‬
‫داوى قليب العليال ترياق رسول اهلل‬
‫فشعرت به يسمعين مل يكد الكون يسعين‬
‫رباه به فامجعين يف حضن رسول اهلل‬
‫وعلى العشاق جتلى أهًال زواري وسهال‬
‫ما قال لباك كال يا عطف رسول اهلل‬
‫وسقاين العطف كؤوسا ملموسًا أو حمسوسا‬
‫فطربت ونلت دروسا يف حب رسول اهلل‬
‫وهناك طرحت فؤادي وهناك حلت أورادي‬
‫وبلغت بطه مرادي فرأيت رسول اهلل‬
‫وهناك أموت وأحيا والروح بطه حتيا‬
‫فأكاد أناجي الوحيا يف روض رسول اهلل‬
‫يف احلان شدت أحلاين واحلب حوته أواين‬
‫فأواين حىت أواين ببقيع رسول اهلل‬
‫يف العرش له متكني فمطاع مث أمني‬
‫وأذاب القلب حنني من عطف رسول اهلل‬
‫قد ضاق العمر علي مل ال والكأس محيا‬
‫فاشتقت مجال حميا موالي رسول اهلل‬
‫فأنا اخلطاء رسويل فارفع بالصفح محويل‬
‫وافتح يل باب وصول بيديك رسول اهلل‬
‫فالشوق لكم أوحى يل خلصين من أوحايل‬
‫فمقامي أو حايل عشق لرسول اهلل‬
‫قد هيمت القلوبا فأغث عبدًا حمسوبا‬
‫هو إن يك عاب عيوبا مداح رسول اهلل‬
‫فأسامة قبلي حب وعبيدك صب صب‬
‫إن أك أخطأت فقلب يل عند رسول اهلل‬
‫فحبييب أنت شفيع وأنا يف احلب رضيع‬
‫ومجيع الكون مجيع يهواك رسول اهلل‬
‫فيكم حيلو املديح تصريح أو تلميح‬
‫والقلب لدي جريح ودواه رسول اهلل‬
‫ودعوت لكل حبيب بنصيب مثل نصييب‬
‫ويغين عم قريب أنا ضيف رسول اهلل‬

You might also like