Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 130

‫ضمانات احلماية اجلنائية‬

‫ملمارسة مهنة احملاماة‬


‫دراسة تحليلية نقدية‬

‫األستاذ الدكتور‪ /‬بشير سعد زغلول‬


‫أستاذ القانون الجنائي‬
‫كلية الحقوق ‪ -‬جامعة القاهرة‬
‫مجلة القانون واالقتصاد – العدد (الثالث والتسعون)‬ ‫‪12‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫‪13‬‬ ‫ضمانات الحماية الجنائية لممارسة مهنة المحاماة‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫مقدمة‬

‫‪ -‬أهمية موضوع الدراسة‪:‬‬

‫انطالقا من كونها مهنة حرة تمارس دورهـا اسساسـي ـي الـد ا صـن مصـال‬
‫المتخاصــم ن أمــاا جهــات التقاضــي ــي الــدصاوا المختل ــة والمتهمـ ن ــي الــدصاوا‬
‫الجنائية‪ ،‬كان من المالئم تو ر حماية قانونية‪ ،‬وما يت ر صنها من حمايـة جنائيـة‪،‬‬
‫تك ل تو ر أجواء من الطمأن نـة والحرةـة والخصوصـية لممارسـة المحامـاة ااصت ارهـا‬
‫شــرة ا للســلطة القةــائية ــي تحق ـ العدالــة وتأك ــد ســيادة القــانون‪ ،‬و قــا لمــا ورد‬
‫االمادة اسولى مـن قـانون المحامـاة الصـادر االقـانون رقـم ‪ 17‬لسـنة ‪ ،1983‬وأكدتـ‬
‫الم َّ‬
‫عدل الصادر صاا ‪.2014‬‬ ‫المادة ‪ 198‬من الدستور ُ‬
‫والحقيقة أن غاية اإلجراءات القانونية صموما واإلجراءات الجنائيـة صلـى وجـ‬
‫الخصوص ليس إدانة المتهم اارتكاب الجرةمة‪ ،‬وإنمـا كفـا الحقيقـة وإقامـة العدالـة‬
‫الجنائية‪ ،‬سواء كانت هذه العدالة وتلك الحقيقة متمثلة ـي إدانـة المـتهم أو ءراءتـ ‪.‬‬
‫وقد استقر ي ال كر القانوني العاا أن إ ـالت صـدد مـن المتهمـ ن مـن العقـاب أ ةـل‬
‫مــن إدانــة ءــر واحــد‪ .‬واس ةـ لية هنــا نســبية اطبيعــة الحــال‪ ،‬سن اس ةــلية المطلقــة‬
‫المأمولة تتمثل ي اجتناب إدانة ءر والح لولـة دون إ ـالت مجـرا مـن العقـاب‪ ،‬نظـ ار‬
‫لمــا ســيجني المجتم ـ ج ـراء ذلــك مــن اســتقرار وأمــان اســبت انت ــاء الفــعور العــاا‬
‫االظلم والقهر أو ضيا الحقوق والمظالم‪.‬‬

‫ونظ ـ ار سن المــتهم اارتكــاب جرةمــة‪ ،‬أو المتقاضــي صمومــا‪ ،‬قــد ال تتـوا ر لديـ‬
‫المعر ـــة القانونيـــة الالممـــة لممارســـة حــ الـــد ا صـــن ن ســ ‪ ،‬ةـــال صـــن احتيـــا‬
‫ممارسة هذا الح إلى هدوء الت ك ر وروةت ‪ ،‬وهو ما قد ينت ـي لـدا المـتهم العـار‬
‫ءت اص ـ ل القــانون‪ ،‬قــد ك ــل الدســتور والقــانون‪ ،‬ــي نصــوص صديــدة‪ ،‬للمــتهم ح ـ‬
‫ــي تحق ـ صــالح وة صــره امــا يخ ــى صلي ـ مــن أمــور‬ ‫االســتعانة امحــاا يعاون ـ‬
‫قانونية أثناء س ر إجـراءات الـدصوا الجنائيـة‪ .‬ونظـ ار لمـا يوليـ المـتهم مـن ثقـة ـي‬
‫مجلة القانون واالقتصاد – العدد (الثالث والتسعون)‬ ‫‪14‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫محاميـ طيطلع ـ صلــى كث ــر مــن ت اص ـ ل الواقعــات موضــو الــدصوا‪ ،‬ـ ن المحامــاة‬
‫ـي الـدصوا‬ ‫دور أساسيا ي معاونة القةاء صلى الوصول إلى ح م صـحي‬
‫تمارس ا‬
‫المنظــورة أمامـ مــن ــالل مــا يعرضـ المحــامي أمــاا القاضــي شـ وةا أو كتاءيــا مــن‬
‫نقاط تتصل اموضو الدصوا‪.‬‬

‫وقـــد تةـــمنت النصـــوص الدســـتورةة والتفـــرةوية العديـــد مـــن أوجــ الحمايـــة‬


‫الجنائيـــة‪ ،‬اإلجرائيـــة منهـــا والموضـــو ية‪ ،‬وذلـــك ـــي صـــورة ضـــمانات تك ـــل لمهنـــة‬
‫المحاماة صوص تها المستمدة من كونهـا مسـتودصا سسـرار الـد ا ‪ ،‬وهـذا مـا أكـدت‬
‫صلي المادة ‪ 98‬من دستور صاا ‪ 2014‬صنـدما ذكـرت أن اسـتقالل المحامـاة وحمايـة‬
‫حقوقهـا ضـمان لك الـة حـ الـد ا ‪ .‬ومـن هنــا جـاءت أهميـة هـذه الدراسـة ـي إلقــاء‬
‫الةــوء امنهجيــة تحل ليــة نقديــة متعمقــة صلــى مظــاهر هــذه الحمايــة‪ ،‬للوقــو صلــى‬
‫نطاقها وما يم ن أن ي تن ها من غموض وما قد تحتا إلي من ضـمانات أو ـر مـن‬
‫أجل مزةد من ال عالية لممارسة مهنة المحاماة‪.‬‬

‫ـــي دراســـتنا صـــن الحمايـــة الجنائيـــة لمهنـــة المحامـــاة ءـ ـ ن‬ ‫وســـو نطـــو‬


‫تفرةعات صديـدة ذات صـلة اموضـوصها‪ ،‬ن حـث ـي ثناياهـا صمـا تـو ره مـن ضـمانات‬
‫تجســد عليــا هــذه الحمايــة اإلجرائيــة والموضــو ية‪ ،‬س ـواء لم تــت المحامــاة ااصت ــاره‬
‫صوصـــا‪ ،‬أو للعالقـــات المهنيـــة‬ ‫مســـتودصا سســرار المهنـــة صمومـــا وسســرار الـــد ا‬
‫واالتصاالت الجارةة ء ن المحامي وموكلي صموما والمتهم ن صوصا‪ ،‬أو للمحـامي‬
‫ن س ـ الممــارس سصمــال مهنــة المحامــاة‪ .‬وننــوه أن هــذه الحمايــة ليســت مــن قب ــل‬
‫الحصـــانة الفخصـــية سا مـــن صناصـــر ممارســـة مهنـــة المحامـــاة‪ ،‬ولكنهـــا حصـــانة‬
‫للمهنــة ذاتهــا تتق ــد االســت ادة منهــا اات ــا أصــولها ومــا تســتلزم ممارســتها مــن‬
‫أصمال‪.‬‬

‫و ةــال صمــا تتةــمن النصــوص القانونيــة مــن ضــمانات صمليــة تك ــل حمايــة‬
‫جنائية لممارسة مهنة المحاماة‪ ،‬وهو مـا تنصـت صليـ دراسـتنا‪ ،‬ـ ن نصـوص أ ـرا‬
‫تتةـمن توج هـات صامـة تعـد مـن قب ـل اسدءيـات القانونيـة التـي يسـتلزا تطبيقهـا ـي‬
‫‪15‬‬ ‫ضمانات الحماية الجنائية لممارسة مهنة المحاماة‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫الواق ـ العملــي نصوصــا ملزمــة تتةــمن ةليــات محــددة لتحق ـ غاياتهــا ةــال صــن‬
‫جــزاءات ت ـــرض احترامهـــا‪ .‬ومـــن هـــذه النصـــوص مـــا تقـــرره المـــادة ‪ 49‬مـــن قـــانون‬
‫المحاماة من ح للمحامي ـي أن يعامـل مـن المحـاكم وسـائر الجهـات التـي يحةـر‬
‫أمامها ااالحتراا الواجت للمهنة‪ .‬وما تقرره المادة ‪ 198‬مـن دسـتور صـاا ‪ 2014‬مـن‬
‫أن الةــمانات والحمايــة التــي يتمتـ ءهــا المحــامون أثنــاء تــأديتهم ح ـ الــد ا أمــاا‬
‫واالستدالل‪.‬‬ ‫المحاكم تسرا صل هم أيةا أماا جهات التحق‬

‫والحقيقـ ة أن النصــوص القانونيــة ال تقــرر قــو حقوقــا وضــمانات للمحــام ن‪،‬‬


‫ــي هــذا‬ ‫المالحـ‬
‫وإنمــا تفــتمل كــذلك صلــى العديــد مــن الواج ــات وااللتزامــات‪ ،‬إال أن ُ‬
‫هي أيةا و ي المقاا اسول الح اظ صلـى‬ ‫الخصوص أنها واج ات والتزامات تستهد‬
‫كرامة مهنة المحاماة واصت ارها‪ .‬ومن ذلك ما ت رض المادة ‪ 62‬من قـانون المحامـاة‬
‫صلى كل من يمارس مهنة المحاماة من االلتزاا‪ ،‬ليس قو ي سـلوك المهنـي وإنمـا‬
‫أيةا ي سلوك الفخصي‪ ،‬ام اد الفر والنزاهة المستمدة من القـانون والالئحـة‬
‫وقبل ذلك من ةداب المحاماة وتقال دها وأ القياتها‪ ،‬وهي أمور يتةـمنها قسـ ُم مهنـة‬
‫المحاماة الوارد ـي المـادة ‪ 20‬مـن قـانون المحامـاة‪ .‬ومـن ذلـك أيةـا مـا تفـ ر إليـ‬
‫المادة ‪ 67‬مـن قـانون المحامـاة مـن مراصـاة المحـامي ـي مخامبتـ المحـاكم للتـوق ر‬
‫الـالما القـائم صلــى االحتـراا والتعـاون المت ــادل ءـ ن المحـام ن واـ ن أصةـاء اله ــات‬
‫القةائية‪.‬‬

‫‪ -‬تقسيم موضوع الدراسة‪:‬‬

‫نقسم موضو دراستنا صلى النحو اآلتي‪:‬‬

‫الم حث اسول‪ :‬ضمانات حماية م تت المحاماة ي مواجهة إجراء الت تيش‬

‫المطلت اسول‪ :‬الطبيعة القانونية لم تت المحاماة‬

‫انتهاك أسرار الد ا‬ ‫المست ْه ِد‬


‫المطلت الثاني‪ :‬حظر ت تيش م تت المحاماة ُ‬
‫المطلت الثالث‪ :‬ضمانات ت تيش م تت المحاماة حال تجاومه أصول المهنة‬
‫مجلة القانون واالقتصاد – العدد (الثالث والتسعون)‬ ‫‪16‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫الم حث الثاني‪ :‬ضمانات حماية العالقة المهنية ء ن المحامي وموكل‬

‫المطلت اسول‪ :‬ضمانات حماية سرةة االتصاالت ء ن المحامي وموكل‬

‫المطلت الثاني‪ :‬ضمانات حماية اسسرار المهنية من اإل فاء‬

‫الم حث الثالث‪ :‬ضمانات حماية المحامي أثناء مزاولة أصمال مهنة المحاماة‬

‫مطلت تمه دا‪ :‬اإلجراءات المقررة ي مواجهة الكا ة افأن جرائم الجلسات‬

‫المطلت اسول‪ :‬حماية المحـامي مـن اإلجـراءات ال ورةـة افـأن إقامـة الـدصوا‬
‫الجنائية صن جرائم الجلسات‬

‫المطلت الثاني‪ :‬مدا قانونيـة اسمـر اـالق ل صلـى المحـامي أثنـاء أداء مهـاا‬
‫ي الجلسة‬ ‫صمل‬

‫المطلت الثالث‪ :‬الحماية الموضو ية للمحامي أثناء ممارست أصمال المهنة‬

‫الخاتمة والتوصيات‬
‫‪17‬‬ ‫ضمانات الحماية الجنائية لممارسة مهنة المحاماة‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫املبحث األول‬
‫ضمانات محاية مكتب احملاماة‬
‫يف مواجهة إجراء التفتيش‬

‫تث ر الطبيعة القانونية لم تت المحاماة إش اليات صمليـة تـنع س ءـدورها صلـى‬


‫ما يم ن مرح مـن حلـول قانونيـة افـأن ت تيفـها كـ جراء مـن إجـراءات التحق ـ أو‬
‫د ولهــا ك ـ جراء مــن إج ـراءات االســتدالل‪ .‬ونظ ـ ار التصــال م تــت المحــامي اممارســة‬
‫مهنة المحاماة ومـا يـرت و ءهـا مـن أسـرار الـد ا وأسـرار المهنـة صلـى وجـ العمـوا‪،‬‬
‫ن ُيحظر حظ ار مطلقـا ت تـيش م اتـت المحامـاة ح نمـا يتمثـل ال ـرض مـن الت تـيش‬
‫ي انتهاك هذه اسسـرار‪ .‬واالمقاءـل‪ ،‬ـ ن م اتـت المحامـاة غ ـر محصـنة لـذاتها ضـد‬
‫ِ‬
‫المستهد ة لكفا حقيقة الجـرائم المرتك ـة‪ ،‬ولـذلك يجـوم ت تيفـها‬ ‫م اشرة اإلجراءات‬
‫ح ن تتجاوم دورها المنوط ءها والمتصل اممارسة المهنة‪.‬‬

‫ولكـــي نخـــر مـــن تناولنـــا لهـــذه الجزئيـــة مـــن الدراســـة امقترحـــات تفـــرةوية‬
‫تو ر ضمانات أو ر لحماية ممارسة مهنة المحاماة‪ ،‬أو احلول إلشـ اليات‬ ‫تستهد‬
‫يع سها الواق العملي‪ ،‬سنقسم دراستنا ي هذا الم حث إلى ثالثة مطالـت‪ :‬نبـ ن ـي‬
‫أولهـا الطبيعـة القانونيـة لم اتـت المحامـاة‪ .‬ونتنــاول ـي ثان هـا حظـر ت تـيش م اتــت‬
‫المســت ْه ِد انتهــاك أس ـرار الــد ا ‪ .‬ونعــالث ــي ثالثهــا ج ـوام ت تــيش م تــت‬
‫المحامــاة ُ‬
‫المحامي حال تجاومه أصول ممارسة المهنة وضمانات الت تيش المقررة ح ن ذ‪.‬‬

‫املطلب األول‬
‫الطبيعة القانونية ملكتب احملاماة‬

‫إن معالجــة العديــد مــن اإلش ـ اليات القانونيــة التــي يطرحهــا موضــو ت تــيش‬
‫م تت المحامـاة ومـدا مـا تصـل إليـ الحمايـة أو الةـمانات المقـررة ـي هـذا الفـأن‬
‫يتوقف ااسساس صلـى الطبيعـة القانونيـة للم ـان الـذا ُتمـارس طيـ مهنـة المحامـاة‬
‫تلك المهنة المتصلة االقياا امهمة الد ا صن مصال العمالء مـن ناحيـة‪ ،‬ومعاونـة‬
‫مجلة القانون واالقتصاد – العدد (الثالث والتسعون)‬ ‫‪18‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫أو مفاركة القةاء ي إقامة العدالة والوصول لوج الحقيقة افـأن النـ از المطـرو‬
‫صلى جهات التقاضي المختل ة من ناحية أ را‪.1‬‬

‫واإلشـ الية التــي تطــر ن ســها ــي هــذا الصــدد‪ ،‬والتــي تنوصــت اآلراء ال قهيــة‬
‫افـأن إيجــاد الحلــول لهــا‪ ،‬تتمحــور حــول مــا إذا كــان م تــت المحامــاة م انـ ا صامـ ا أا‬
‫م انـا اصـ ا‪ ،‬ومـا يتصـل ءـذلك مـن اصت ـاره ـي ح ـم المسـ ن مـن صدمـ ‪ .‬وال يخ ــى‬
‫اطبيعــة الحــال اسثــر المترتــت مــن الناحيــة القانونيــة صلــى ل ـ أا مــن اسوصــا‬
‫ـي‬ ‫المفار إل ها أصاله صلى م تت المحاماة من ح ث مدا الحماية التي ستمن لـ‬
‫مواجهة إجراءات الت تيش وما يحيو ام اشرتها من ضوااو وضمانات‪.‬‬

‫والحقيقــة أن لـ وصــا الم ــان العــاا اطبيعتـ صلــى م تــت المحامــاة يخــر‬
‫اصــورة مطلقـــة صـــن مجـــال الحـــديث‪ .2‬وال يوجـــد ـــي ال قــ مـــن يخلــ صلـــى م تـــت‬
‫المحاماة وصا الم ان العاا االتخصيص حتى ي أوقات تح للجمهـور‪ ،3‬والسـبت‬
‫ي ذلك أن الد ول إلى م تت المحاماة لـيس مطلقـا للكا ـة ءـدون تم ـز‪ ،‬هـو مق ـد‬
‫من ح ث ال ـرض منـ والمتمثـل ـ ي ملـت المفـورة القانونيـة مـن المحـامي‪ .4‬ونحـن‬
‫نرا أن وإن كان د ول م تت المحامي مق د مـن ح ـث ال ـرض منـ ‪ ،‬وهـو مـا ي ـي‬
‫النت اء وصا الم ان العاا االتخصيص صن ‪ ،‬ن غ ر مق د من ح ث ص ة الـدا ل‬
‫ح ث يستطي أا شخص الد ول مالما كانت أءوااـ م توحـة السـتق ال العمـالء ـي‬
‫أوقات ُمعلنة‪ ،‬وأن التق د ال يرد صلـى مجـرد د ولـ وإنمـا صلـى اسـتمرار التواجـد طيـ‬

‫‪ 1‬و ــي ذلــك تــنص المــادة ‪ 198‬مــن الدســتور المعــدَّل الصــادر صــاا ‪ 2014‬صلــى أن ا المحامــاة مهنــة حــرة‪،‬‬
‫تفارك السلطة القةائية ي تحق العدالة‪ ،‬وسيادة القانون‪ ،‬وك الة ح الد ا ‪. ... ،‬ا‬
‫‪ 2‬يعــد مــن قب ــل الم ــان العــاا اطبيعتـ الفـوار والطرقــات والحــدائ العامــة الم توحــة للجمهــور صلــى الــدواا‪،‬‬
‫ح ث يستطي أا شخص دون تم ز المرور أو التواجد ءها ي أا وقت و قا للمعتاد‪.‬‬
‫‪ 3‬يعــد مــن قب ــل اسمــاكن العامــة االتخصــيص المتــاجر والمطــاصم والمقــاهي ودور الس ـ نما والمســار ‪ ،‬ح ــث‬
‫يسم للجمهور من دون تم ز اارتيادها ولكن ي أوقات محددة‪ ،‬وتتحول هذه اسمـاكن سمـاكن اصـة ـي‬
‫أوقات إغالقها أماا الجمهور اح ث ال يح لهم صندئذ الد ول ها‪.‬‬
‫‪ 4‬دكتور‪ /‬محمود محمـود مصـط ى‪ ،‬شـر قـانون اإلجـراءات الجنائيـة‪ ،‬دار النهةـة العرايـة‪ ،‬القـاهرة‪،1988 ،‬‬
‫ص‪ 281‬دكتــور‪ /‬حســن صــادق المرص ـ اوا‪ ،‬أصــول اإلج ـراءات الجنائيــة‪ ،‬منفــأة المعــار ‪ ،‬اإلس ـ ندرةة‪،‬‬
‫‪ ،1996‬ص‪.386‬‬
‫‪19‬‬ ‫ضمانات الحماية الجنائية لممارسة مهنة المحاماة‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫دون إرادة صاح ‪.‬‬

‫قهـي افـأن النظـرة إلـى م اتـت المحامـاة صلـى‬ ‫وحسن أن ي ون هناك إجما‬
‫أنهـا ليســت أمــاكن صامــة االتخصــيص‪ ،‬لمــا يــو ره ذلــك مــن ضــمانات جوهرةــة أءرمهــا‬
‫حظـــر مجـــرد د ولهـــا‪ ،1‬ولـــيس قـــو ت تيفـــها‪ ،‬امعر ـــة مـــأمورا الةـ ـ و القةـــائي‬
‫اص ـ تهم الوفيةيــة لم اشــرة ا تصاصــاتهم المتعلقــة امراق ــة تطب ـ المحــال العامــة‬
‫للقوان ن واللوائ المنظمة لممارسـة أنفـطتها التجارةـة أو الز ار يـة أو الصـنا ية أو‬
‫غ رهــا‪ ،‬وهــي مــن أصمــال االســتدالل التــي ال يلــزا لم اشــرتها وقــو جرةمــة‪ .‬نت ــي‬
‫افـأن م تـت المحامـاة مجـال تطب ـ أح ـاا د ـول مـأمور الةـ و القةـائي ل مـاكن‬
‫العامة ولو لمجرد إلقاء نظرة صلى محتوةات ‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أن ذلـك ال يحـول دون إصمـال نـص المـادة ‪ 45‬مـن قـانون‬
‫اإلجراءات الجنائية التي تبي لمأمور الة و القةائي د ـول أا م ـان مسـ ون ـي‬
‫حـاالت محــددة‪ ،‬سن حرمــة م تــت المحــامي ال يســتقيم أن تعلــو صلــى حرمــة المسـ ن‬
‫اـأا حـال مـن اسحـوال‪ .2‬غ ـر أن هـذا الـد ول إلــى م تـت المحـامي ال يبـي لمــأمور‬
‫الةـ و القةــائي ال حــث والتنق ــت ــي مل ــات المــوكل ن أو االمــال صلــى مــا تحتوةـ‬
‫مـــن أوراق أو مســـتندات لمـــا يمثلــ ذلـــك مـــن انتهـــاك سســرار الــ د ا ‪ .‬كمـــا يحظـــر‬
‫ـي أا مـن‬ ‫القانون صلى مأمور الة و القةائي ت تيش المس ن لـدا جـوام د ولـ‬
‫هذه الحاالت ح افا صلى حرمـة الحيـاة الخاصـة ااصت ـاره مسـتودصا ل سـرار الخاصـة‬
‫اســاكني ‪ ،3‬نــ يمتنــ صلــى مــأمور الةــ و القةــائي ت تــيش م تــت المحــامي أو‬
‫اسوراق والمسـتندات المتصـلة اأصمـال‬ ‫االمال صلى أا من أجزائ ذات الصلة اح‬

‫‪ 1‬أنظر ي إااحة د ول اسماكن العامـة االتخصـيص‪ :‬دكتـور‪ /‬محمـود نج ـت حسـني‪ ،‬شـر قـانون اإلجـراءات‬
‫الجنائية‪ ،‬دار النهةة العراية‪ ،‬القاهرة‪ ،1998 ،‬ص‪ 466‬وما اعدها‪.‬‬
‫‪ 2‬تنص المادة ‪ 45‬من قانون اإلجـراءات الجنائيـة صلـى أنـ ا ال يجـوم لرجـال السـلطة العامـة الـد ول ـي أا‬
‫محل مسـ ون إال ـي اسحـوال المب نـة ـي القـانون‪ ،‬أو ـي حالـة ملـت المسـاصدة مـن الـدا ل‪ ،‬أو ـي حالـة‬
‫الحرة أو ال رق أو ما شاا ذلك‪.‬ا‬
‫‪ 3‬أنظر ي ذلك‪ :‬نقل ‪ 17‬برايـر ‪ ،2010‬رقـم ‪ 19039‬لسـنة ‪ 37‬قةـائية‪ ،‬ح ـم غ ـر منفـور‪ ،‬موقـ شـ ة‬
‫قوان ن الفرق‪www.eastlaws.com ،‬‬
‫مجلة القانون واالقتصاد – العدد (الثالث والتسعون)‬ ‫‪20‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫مهنــة المحامــاة مــن منطل ـ كون ـ مســتودصا سس ـرار المهنــة‪ .‬ولــذلك يقتصــر د ــول‬
‫مــأمور الةـ و القةــائي صلــى م اشــرة اسصمــال الماديــة التــي رضــتها إحــدا حــاالت‬
‫المادة ‪ 45‬من قانون اإلجراءات الجنائية‪.‬‬

‫و ةــال صــن ذلــك ــ ن الحــاالت المقـــررة قانونــا والتــي ت تــرض الــد ول إلـــى‬
‫الم ــان لم اشــرة إجــراء يج ــزه القــانون كــالت تيش والمعاينــة ال تســرا افــأن م تــت‬
‫المحامـاة إصمـاال لــنص المـادة ‪ 51‬مـن قــانون المحامـاة التـي ال تج ــز ت تـيش م تــت‬
‫المحــامي إال امعر ــة أحــد أصةــاء النيااــة العامــة‪ ،‬وهــي الةــمانة التــي ســنتناولها‬
‫االفر الحقا‪ .‬وةعد من أءـرم الحـاالت التـي تج ـز لمـأمور الةـ و القةـائي الـد ول‬
‫إلـــى المسـ ـ ن‪ ،‬وهـــو مـــا يعـــد جـــائ از اطرةـ ـ االســـتنتا المنطقـــي االنسـ ـ ة لم تـــت‬
‫المحاماة‪ ،‬تعقـت مـتهم هـارب مطلـوب القـ ل صليـ ااصت ـار ذلـك مجـرد صمـل مـادا‬
‫سنده وأساس القانوني هو نظرةة الةرورة اإلجرائية‪.1‬‬

‫غ ــر أن ال قـ ‪ ،‬وصلــى جانــت ة ــر‪ ،‬لــيس مت قــا افــأن مــا يتمت ـ ا ـ م تــت‬
‫ءــدوره انع ــس صلــى مةــمون ومــدا‬ ‫المحامــاة مــن مبيعــة قانونيــة‪ ،‬وهــذا اال ــتال‬
‫الحماية التي يحظى ءها م تت المحاماة‪.‬‬

‫ذهت جانت من ال ق إلى أن م تت المحامـاة يعـد ـي ح ـم المسـ ن وةسـرا‬


‫ي أوقات غلق ما يسرا صلى المس ن من شروط تتعلـ ءت تيفـ ‪ .2‬ـي حـ ن‬ ‫صلي‬
‫ـارة صـن محـل‬ ‫يذهت اعل ال ق دا ل ن س هذا االتجـاه إلـى أن م تـت المحامـاة‬
‫اص يتمتـ احرمـة المسـ ن ـي جميـ اسوقـات اسـتنادا إلـى أن الـد ول طيـ لـيس‬

‫‪ 1‬نقــل ‪ 2‬أكتــوار ‪ ،2007‬مجموصــة أح ــاا الــنقل‪ ،‬رقــم ‪ ،35143‬س ‪ 69‬ق‪ ،‬ص‪ 557‬نقــل ‪ 30‬أكتــوار‬
‫‪ ،1967‬مجموصــة أح ــاا الــنقل‪ ،‬رقــم ‪ ،214‬س ‪ 18‬ق‪ ،‬ص‪ 1047‬أنظــر كــذلك‪ :‬دكتــور‪ /‬محمــود نج ــت‬
‫حسني‪ ،‬شر قانون اإلجراءات الجنائية‪ ،‬ساء اإلشارة إلي ‪ ،‬ص‪.465‬‬
‫‪ 2‬دكتــور‪ /‬مـــأمون محمـــد ســـالم ‪ ،‬اإلجــراءات الجنائيـــة ـــي التفـــرة المصـــرا – الجـــزء اسول‪ ،‬دار النهةـــة‬
‫العرايـــة‪ ،‬القـــاهرة‪ ،1997 ،‬ص‪ 536‬دكتـــور‪ /‬محمـــد مكـــي أءـــو صـــامر‪ ،‬اإلجـ ـراءات الجنائيـــة‪ ،‬دار الجامعـــة‬
‫الجديـدة‪ ،‬اإلسـ ندرةة‪ ،2014 ،‬ص‪ 550‬دكتـورة‪ /‬ومةـة صبدالســتار‪ ،‬شـر قـانون اإلجـراءات الجنائيـة و قــا‬
‫سحدث التعديالت‪ ،‬دار النهةة العراية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الط عة الثانية‪ ،2010 ،‬ص‪.301‬‬
‫‪21‬‬ ‫ضمانات الحماية الجنائية لممارسة مهنة المحاماة‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ـالل أوقـات تحـ للجمهـور ي ـون‬ ‫مطلقا للكا ة ءـدون تم ـز‪ ،‬كمـا أن الـد ول طيـ‬
‫مق دا اال رض الذا أُصد ل وهو ملت المفورة القانونية من المحامي‪.1‬‬

‫وتجدر اإلشارة ي هذا الصدد إلى أن أنصار االتجاه الـذا يسـ ع صلـى م تـت‬
‫المحامــاة ح ــم المسـ ن ال يعتبرونـ مسـ نا مــن الناحيــة ال عليــة‪ ،‬سنهــم يت قــون مـ‬
‫غ ـــرهم مـــن ال قهـــاء ـــي أن المسـ ـ ن أو المنـــزل الـــذا يحظـــى االحمايـــة القانونيـــة‬
‫المستمدة من كون مستودصا سسرار الحياة الخاصـة هـو الم ـان المخصـص لةقامـة‬
‫المعتادة أو المؤقتة ح ث يمارس حائزه كا ة مظاهر حيات الخاصة اع دا صـن إمصـا‬
‫‪2‬‬
‫وةةـم للمسـ ن كا ـة ملحقاتـ كالحديقـة وغ رهـا‬
‫اآل رةن و ي مأمن من تلصصهم ‪ُ .‬‬
‫شرةطة أن يةمها ا سور يمنـ ال ـ ر مـن الـد ول إل هـا دون اسـت ذان‪ .3‬وةسـتوا‬
‫ــي المس ـ ن أن ي ــون مملوكــا أو مســتأج ار كالمصــايف أو حج ـرات ال نــادق وغ رهــا‪،‬‬
‫وةســتوا أن ي ــون مــؤج ار م روشــا أو غ ــر م ــروم‪ ،‬أو أن يقــيم طي ـ حــائزه صلــى‬
‫سب ل التسام من صاح ‪.4‬‬

‫وةــذهت اتجــاه ة ــر ــي ال ق ـ إلــى أن م تــت المحامــاة‪ ،‬وإن كــان يعــد م انــا‬
‫صليـ القــانون مــن حرمــة مســتمدة مــن كونـ م انــا لمزاولــة مهنــة‬ ‫اصــا لمــا يسـ‬
‫المحاماة وما يتصل ءها من أسرار الـد ا ‪ ،‬لـيس ـي ح ـم المسـ ن‪ ،‬وال تسـرا صليـ‬
‫ت عــا لــذلك القواصــد والةــمانات الخاصــة ءت تــيش المس ـ ن سن حــائزه ال يــود طيــ‬

‫‪ 1‬دكتــور‪ /‬محمــود محمــود مصــط ى‪ ،‬المرج ـ الســاء ‪ ،‬ص‪ 281‬دكتــور‪ /‬حســن صــادق المرصـ اوا‪ ،‬المرج ـ‬
‫الساء ‪ ،‬ص‪.386‬‬
‫‪ 2‬نقل ‪ 20‬أكتوار ‪ ،2012‬مجموصة أح اا النقل‪ ،‬رقم ‪ ،1341‬س ‪ 75‬ق‪ ،‬ص‪.536‬‬
‫‪ 3‬نقل ‪ 3‬ديسمبر ‪ ،2008‬مجموصة أح اا النقل‪ ،‬رقم ‪ ،7054‬س ‪ 78‬ق‪ ،‬ص‪.547‬‬
‫‪ 4‬أنظــر ــي ذلــك كل ـ ‪ :‬دكتــور‪ /‬محمــود محمــود مصــط ى‪ ،‬المرج ـ الســاء ‪ ،‬ص‪ 280‬دكتــور‪ /‬حســن صــادق‬
‫المرص اوا‪ ،‬المرج الساء ‪ ،‬ص‪ 384‬دكتور‪ /‬صمر السع د رمةـان‪ ،‬م ـاد قـانون اإلجـراءات الجنائيـة –‬
‫الجـــزء اسول‪ ،‬دار النهةـــة العرايـــة‪ ،‬القـــاهرة‪ ،1993 ،‬ص‪ 326‬دكتـــور‪ /‬صـــوض محمـــد صـــوض‪ ،‬الم ـــاد‬
‫العامة ي قانون اإلجراءات الجنائية‪ ،‬منفـأة المعـار ‪ ،‬اإلسـ ندرةة‪ ،2011 ،‬ص‪ 305‬دكتـور‪ /‬محمـد مكـي‬
‫أءــو صــامر‪ ،‬المرج ـ الســاء ‪ ،‬ص‪ 220‬دكتــورة‪ /‬ومةــة صبدالســتار‪ ،‬شــر قــانون اإلج ـراءات الجنائيــة و قــا‬
‫سحدث التعديالت‪ ،‬سـاء اإلشـارة إليـ ‪ ،‬ص‪ 310‬دكتـور‪ /‬أحمـ د صـوض ءـالل‪ ،‬اإلجـراءات الجنائيـة المقارنـة‬
‫والنظاا اإلجرائي ي المملكة العراية السعودية‪ ،‬دار النهةة العراية‪ ،‬القاهرة‪ ،1990 ،‬هامش ص‪.389‬‬
‫مجلة القانون واالقتصاد – العدد (الثالث والتسعون)‬ ‫‪22‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫أسـرار حياتـ الخاصـة‪ .1‬وســندهم ـي ذلـ ك أن الم ـان الخــاص قـد ي ـون مسـ نا وقــد‬
‫ي ــون مخصصــا ل ــرض ة ــر غ ــر الس ـ نى‪ .‬واو ــارة أدق إذا كــان المس ـ ن اطبيعت ـ‬
‫م انـا اصـا‪ ،‬لــيس كـل م ــان ـاص االةـرورة مسـ نا‪ ،‬سن مـا يم ــز المسـ ن صــن‬
‫غ ره من اسمـاكن الخاصـة هـو تخصيصـ لةقامـة وممارسـة مظـاهر الحيـاة الخاصـة‬
‫كالنوا وغ ره مما يحج اإلنسان صـن اآل ـرةن وةحـول دون امالصهـ م صليـ ‪ .2‬وهـذه‬
‫المويار ي ل وصا المس ن صلى م ان ما هو ذات ما قةت ا مح مـة الـنقل‬
‫مــن أن المسـ ن هــو الم ــان الــذا يتخــذه الفــخص م انــا يــأوا إليـ وة ــون موضـ‬
‫سره وس نت ‪ ،‬اح ث ال ي ا ل ره د ول إال ا ذن من أو ا ذن قةائي مسبت‪.3‬‬

‫وت عــا لهـــذه الطبيعـــة القانونيـــة ــ ن حرمــة م تـــت المحامـــاة ال تعـــادل حرمـــة‬
‫المسـ ن واالتــالي ال يم ــن إ ةــا ت تيفــها لــذات الةــمانات والة ـوااو التــي تح ــم‬
‫المسـاكن‬ ‫ت تيش المنامل أو المساكن‪ .‬والقاصـدة التـي تح ـم اسمـاكن الخاصـة ـال‬
‫أو المنامل أن حرمتها تـرت و احرمـة صـاحبها أو حائزهـا اح ـث يجـوم ت تيفـها كلمـا‬
‫كان ت تيش هذا اس ر جائ از من الناحية القانونية‪.4‬‬

‫وممـــا ال شـــك طيـ ـ أن ت ـــاين هـــذه اآلراء ال قهيـــة افـــأن الطبيعـــة القانونيـــة‬
‫لم اتـــت المحامـــاة‪ ،‬وجميعهـــا قيمـــة ومعتبـــرة‪ ،‬يت عـ ـ ت ـــاين ـــي مـــدا الحمايـــة أو‬
‫ضمانات الت تيش التي يم ن إس اغها صلى هذه اسماكن المخصصـة لممارسـة مهنـة‬
‫ي الواق العملي حول أا اتجاه يتعـ ن السـ ر‬ ‫المحاماة‪ .‬وةظل التساؤل يطر ن س‬

‫‪ 1‬دكتور‪ /‬محمود نج ت حسني‪ ،‬شر قانون اإلجراءات الجنائية‪ ،‬ساء اإلشارة إليـ ‪ ،‬ص‪ 547‬دكتـور‪ /‬صمـر‬
‫الســع د رمةــان‪ ،‬المرج ـ الســاء ‪ ،‬ص‪ 329‬دكتــور‪ /‬صــوض محمــد صــوض‪ ،‬الم ــاد العامــة ــي قــانون‬
‫اإلجراءات الجنائية‪ ،‬ساء اإلشارة إلي ‪.378 ،‬‬
‫‪ 2‬دكتور‪ /‬محمود نج ت حسني‪ ،‬شر قانون اإلجراءات الجنائية‪ ،‬ساء اإلشارة إليـ ‪ ،‬ص‪ 471‬دكتـور‪ /‬صمـر‬
‫السع د رمةان‪ ،‬المرج الساء ‪ ،‬ص‪ 323‬و‪.325‬‬
‫‪ 3‬نقــل ‪ 5‬أكتــوار ‪ ،2008‬مجموصــة أح ــاا الــنقل‪ ،‬رقــم ‪ ،70064‬س ‪ 74‬ق‪ ،‬ص‪ 396‬نقــل ‪ 27‬ينـــاير‬
‫‪ ،1974‬مجموصة أح اا النقل‪ ،‬رقم ‪ ،3‬س ‪ 25‬ق‪ ،‬ص‪.58‬‬
‫‪ 4‬دكتــور‪ /‬محمــود نج ــت حســني‪ ،‬شــر قــانون اإلج ـراءات الجنائيــة‪ ،‬ســاء اإلشــارة إلي ـ ‪ ،‬ص‪ 472‬و ‪546‬‬
‫دكتور‪ /‬مأمون محمد سالم ‪ ،‬المرج الساء ‪ ،‬ص‪.648‬‬
‫‪23‬‬ ‫ضمانات الحماية الجنائية لممارسة مهنة المحاماة‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫وةر ـ‬ ‫اصــة ــي فــل ـراخ تفــرةعي يحســم الخــال‬ ‫صلــى نهج ـ وإصمــال نتائج ـ‬
‫الجدل‪.‬‬

‫ومـــن جانبنـــا نـــرا أن االتجـــاه اسول الـــذا يجعـــل م تـــت المحامـــاة ـــي ح ـــم‬
‫المس ن من ح ث حرمت وضـمانات ت تيفـ يعـومه االسـاس والسـند التفـرةعي‪ ،‬سنـ‬
‫ال يجوم تق د إجراءات المالحقة الجنائية‪ ،‬ومـن ء نهـا الت تـيش‪ ،‬دون نـص تفـرةعي‬
‫واض ـ وصــرة ‪ .‬وصلــى الــرغم مــن أن إصمــال هــذه الوجهــة مــن النظــر ي ــل حمايــة‬
‫أوس وضمانات أو ر لم اتت المحاماة ضد إجراء الت تيش‪ ،‬إال أنها ت تقـر إلـى نـص‬
‫تفرةعي ي رض صلى القةـاء النـزول صلـى ح مـ ‪ .‬ومـؤدا ذلـك أنـ و قـا للنصـوص‬
‫التفـــرةوية الســـارةة ال يم ـــن مـــد نطـــاق ســـرةان الةـــمانات المقـــررة للمنـــامل حـــال‬
‫ت تيفها إلى م اتت المحاماة‪.‬‬

‫واالمقاءـل ـ ن االتجـاه ال قهـي اآل ـر ينسـجم مـ القواصـد العامـة التـي تجعــل‬


‫من أماكن مزاولـة المهنـة أمـاكن اصـة‪ ،‬كم اتـت المحـام ن و يـادات اسم ـاء‪ ،‬نظـ ار‬
‫لما يرت و ءها من أسرار مهنية تخص المتردي ن صل هـا مـن اس ـراد وغ ـرهم‪ .‬غ ـر أن‬
‫إصمال هذه الوجهة من النظر يترتـت صل هـ ا نتـائث صمليـة ط ـرة تتمثـل ـي إضـعا‬
‫الةــمانات الممنوحــة لهــا اصــدد الت تــيش ح ــث تســتمد حرمتهــا و قــا لهــذه الطبيعــة‬
‫القانونية من حرمة شخص صاحبها‪ ،‬طيجوم ت تيفها ح ث يجوم ت تيش صاحبها‪.‬‬

‫واناء صلى مـا تقـدا‪ ،‬ومـن منطلـ الحـرص صلـى أسـرار الـد ا ‪ ،‬نـرا مالءمـة‬
‫تد ل المفر ءنص صرة ي ل حماية اصة وضمانات أو ـر لم تـت المحامـاة ـ ي‬
‫مواجهــة إج ـراء الت تــيش ااصت ــاره مســتود أس ـرار الــد ا ‪ .‬إذ ح ن ــذ ســنكون اصــدد‬
‫نــص تفــرةعي ملــزا للقاضــي ية ـ ي صلــى م تــت المحامــاة مبيعــة قانونيــة اصــة‪،‬‬
‫سـواء تقـررت مسـاواة حرمتـ احرمـة المسـ ن أا ال‪ ،‬تخرجـ مــن صـداد اسمـاكن التــي‬
‫يجوم ت تيفها لمجرد جوام ت تيش صاحبها أو حائزها‪.‬‬
‫مجلة القانون واالقتصاد – العدد (الثالث والتسعون)‬ ‫‪24‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫املطلب الثاني‬
‫ُ َ ْ‬
‫حظر تفتيش مكتب احملاماة املسته ِدف‬
‫انتهاك أسرار الدفاع‬

‫الت تــيش القةــائي امــا يعنيـ مــن احــث وتنق ــت ــي مســتود الســر للوصــول‬
‫إلى دل ل ي ـد ـي كفـا حقيقـة الجرةمـة محـل التحق ـ والتوصـل إلـى معر ـة هوةـة‬
‫االءتدائي الماسة احرمة الحياة الخاصـة واـالح‬ ‫مرتكب ها‪ ،‬يعد من إجراءات التحق‬
‫ي الخصوصية‪ .1‬والت تـيش كـ جراء جنـائي ينطـوا مـن غ ـر شـك صلـى كفـا صـن‬
‫مســتور وامــال صلــى أس ـرار يجــد مبــرره‪ ،‬شــأن شــأن غ ــره مــن إجـراءات المالحقــة‬
‫الجنائيــة‪ ،‬ــي المصــلحة العامــة للمجتمـ المتمثلــة ــي إقامــة العدالــة الجنائيــة وصــدا‬
‫إ الت مجرا من العقـاب‪ .‬ونظـ ار سن المصـلحة العامـة للمجتمـ تسـتلزا صـدا التعـدا‬
‫ـي الخصوصـية تلـك الحقـوق‬ ‫ي حرمة الحياة الخاصة أو الحـ‬ ‫تعس ا صلى الح‬
‫‪2‬‬
‫الم ولة دستورةا ‪ ،‬ـ ن التفـرة الجنـائي اإلجرائـي يتةـمن العديـد مـن الةـوااو أو‬
‫الةمانات التي تك ـل إقامـة نـو مـن التـوامن ءـ ن المحا ظـة صلـى مصـلحة التحق ـ‬
‫ي الخصوصية‪.‬‬ ‫وحسن س ر إجراءات المالحقة الجنائية وا ن صيانة الح‬

‫ــي المحا ظــة صلــى ســر المهنــة أحــد جوانــت الحيــاة الخاصــة‬ ‫وةمثــل الح ـ‬
‫لةنسان‪ ،‬وةمثل م تت المحاماة م انا ةمنا للمتهم كمسـتود سسـراره المتصـلة احقـ‬
‫ي الد ا صن ن س أماا القةـاء‪ ،‬طيسـلم لمحاميـ أوراقـا ومسـتندات ومراسـالت لـم‬
‫ي ن يسلمها إياه إال ثقة ي كـون م ت ـ م انـا ةمنـا لح ظهـا وحمايتهـا مـن اإل فـاء‬
‫أو االمــال صل هــا ــار نطــاق الخصــومة الجنائيــة أو لةض ـرار امصــلحت ‪ .‬ولــذلك‬
‫ي ل القانون حماية اصة لما ي ةي ا المتهم من أسـرار لمحاميـ تتعلـ االـد ا‬
‫صن افأن التهمة الموجهة إلي ‪.‬‬

‫‪ 1‬نقل ‪ 25‬سبتمبر ‪ ،2002‬مجموصة أح اا النقل‪ ،‬رقم ‪ ،8792‬س ‪ 72‬ق‪ ،‬ص‪.876‬‬


‫ي ذلك نص المادت ن ‪ 57‬و‪ 58‬من الدستور المعدَّل الصادر صاا ‪.2014‬‬ ‫‪ 2‬راج‬
‫‪25‬‬ ‫ضمانات الحماية الجنائية لممارسة مهنة المحاماة‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫وقــد ي ةــي المــتهم لمحامي ـ امعلومات ـ صــن التهمــة الموجهــة إلي ـ ش ـ اهة‪،‬‬
‫هذه المعلومات من قب ل السرائر التـي‬ ‫المحامي ءها ي ذهن وصقل وتص‬ ‫طيحت‬
‫يستح ل التنق ـت صنهـا ـي مسـتودصها وتنت ـي اصـددها إم انيـة االمـال قسـرا‪ .‬وقـد‬
‫ءهــا‬ ‫ــي الــد ا ‪ ،‬طيحــت‬ ‫ي ةــي المــتهم لمحاميـ اــأوراق أو مســتندات تتعلـ احقـ‬
‫كوديعة ااصت اره الم ـان أو المحـل الـذا ي اشـر مـن‬ ‫المحامي‪ ،‬ي ال الت‪ ،‬ي م ت‬
‫ءهــا مؤقتــا وصلــى ســب ل النــادر مــن اسح ـوال ــي منزل ـ ‪.‬‬ ‫الل ـ مهنت ـ ‪ ،‬وقــد يحــت‬
‫هــذه المعلومــات مــن اسس ـرار التــي يتصــور صقــال ال حــث صنهــا ــي‬ ‫وصندئــذ تص ـ‬
‫مستودصها واالمال صلى ما تحتوة من معلومات‪.‬‬

‫وت اديــا النتهــاك أس ـرار مهنــة المحامــاة وإصاقــة ممارســة ح ـ الــد ا احرةــة‪،‬‬
‫تنص المادة ‪ 96‬من قانون اإلجراءات الجنائيـة صلـى أنـ اال يجـوم لقاضـي التحق ـ‬
‫صـن المـتهم أو الخب ـر االستفـارا اسوراق والمسـتندات التـي‬ ‫أن ية و لدا المـدا‬
‫ســلمها المــتهم لهمــا سداء المهمـ ة التــي صهــد إل همــا ءهــا وال المراســالت المت ادلــة‬
‫ء نهما ي القةية‪1.‬ا‬

‫وســو نتعــرض ــي الم حــث الثــاني مــن هــذه الدراســة لــنص المــادة ‪ 96‬مــن‬
‫قــانون اإلج ـراءات الجنائيــة ااصت ــاره يقــرر ضــمانة هامــة تتعل ـ احمايــة صوصــية‬
‫العالقــة ء ـ ن المــتهم ومحامي ـ مــن ــالل حظــر ض ـ و المراســالت واسو ارق المت ادلــة‬
‫ء نهما المتصلة اح الد ا وأسراره‪ .‬إال أن إيرادنا لهذا النص ـي هـذا الموضـ مـن‬
‫ـــي معـــرض معالجتنـــا إلشـ ـ الية ت تـــيش م تـــت‬ ‫االســـتدالل اـ ـ‬ ‫الدراســـة يســـتهد‬
‫المحامـــاة‪ .‬ووجــ هـــذا االســـتدالل أن ضــ و اسشـــياء التـــي ت ـــد ـــي كفـــا حقيقـــة‬

‫‪ 1‬وتجدر اإلشارة إلـى أن هـذا الحظـر يفـمل كـذلك النيااـة العامـة صنـدما تتـولي هـي مهمـة التحق ـ االءتـدائي‬
‫وذلـك إصمــال لــنص المـادة ‪ 199‬مــن قــانون اإلجـراءات الجنائيــة المصــرا التـي تــنص صلــى أنـ ا طيمــا صــدا‬
‫ـي‬ ‫الجرائم التـي يخـتص قاضـي التحق ـ ءتحقيقهـا و قـا سح ـاا المـادة ‪ 64‬ت اشـر النيااـة العامـة التحق ـ‬
‫ـي المـواد‬ ‫مـ مراصـاة مـا هـو منصـوص صليـ‬ ‫مواد الجن والجنايات م قا ل ح اا المقررة لقاضي التحق‬
‫التالية‪.‬ا‬
‫مجلة القانون واالقتصاد – العدد (الثالث والتسعون)‬ ‫‪26‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫الجرةمـة يــأتي ــي ال الــت مــن الحــاالت كـ أثر للت تــيش‪ ،1‬وامعنــى ة ــر ـ ن الت تــيش‬
‫يمثل‪ ،‬ي ال الت من الحاالت‪ ،‬الوس لة الموصلة لنتيجة أو غاية هي ضـ و اسشـياء‬
‫التـــي ت ـــد ـــي تحصــ ل الـــدل ل الجنـــائي‪ .2‬ــ ذا كـــان نـــص المـــادة ‪ 96‬مـــن قـــانون‬
‫اإلجـراءات الجنائيــة يحظــر ضـ و أشــياء محــددة ن ـ واطرةـ اللــزوا العقلــي يحظــر‬
‫الت تيش صن هذه اسشياء ي مستود سرها الذا هو م تت المحاماة‪.‬‬

‫ونـــرا أن حظـــر تحصـ ـ ل الـــدل ل الجنـــائي مـــن اسوراق والمســـتندات الخاصـــة‬


‫اأسرار الد ا أماا القةاء يجد سنده ومبرره ي مبدأ أصل البراءة ـي المـتهم ذلـك‬
‫المبدأ الذا يلقـي اعـتء اإلث ـات صلـى صـات النيااـة العامـة ااصت ارهـا تمثـل االدصـاء‬
‫العاا ي الدصوا الجنائية دون أا إلزاا صلى المتهم ءتقديم دل ل ءراءت ‪ .‬و ـي سـب ل‬
‫تسه ل مهمة النيااة العامة ي تحصـ ل الـدل ل ولهـا القـانون العديـد مـن السـلطات‬
‫واإلجراءات ووسـائل القسـر التـي تع نهـا صلـى إنجـام مهمتهـا والتخةيـف مـن صب هـا‪،‬‬
‫ومــن ءـ ن هــذه الوســائل الت تــيش‪ .‬غ ــر أن هــذه الســلطات واإلجـراءات القســرةة تجــد‬
‫حــدودها ــي احت ـراا أصــل الب ـراءة‪ ،‬وتتق ــد اعــدا انتهــاك أس ـرار الــد ا التــي تةــمها‬
‫والتـي قـد تحتـوا صلـى‬ ‫المل ات واسوراق والمراسالت المت ادلة ء ن المـتهم ومحاميـ‬
‫ي الدصوا الجنائية المنظورة ضده أماا القةاء‪.‬‬ ‫ما ي د إدانت أو يةر اموق‬

‫وصلــى هــذا اسســاس يم ــن القــول اعــدا جـوام الت تــيش مطلقــا احثــا صــن دل ــل‬
‫جنــائي ــي م تــت المحــامي الــذا يتــولى مهمــة الــد ا صــن المــتهم‪ ،3‬اصــة صنــدما‬
‫يتحصــل هــذا الــدل ل مــن أوراق أو مســتندات أو مراســالت ســلمها المــتهم لمحاميــ‬
‫ــي الــد ا صن ـ أمــاا القةــاء‪ .4‬وصلــة حظــر الة ـ و ــي هــذه‬ ‫ا ــرض أداء مهمت ـ‬

‫‪ 1‬سن من المتصور إجراء الة و دون ت تـيش كمـا ـي الحالـة المنصـوص صل هـا ـي المـادة ‪ 99‬مـن قـانون‬
‫اإلجراءات الجنائية‪ ،‬أو صندما يجرا ض و اسشياء ي اسماكن العامة اطبيعتها مثل الطرة العاا‪.‬‬
‫‪ 2‬دكتور‪ /‬صبـدالمهيمن ا ـر‪ ،‬إجـراءات اسدلـة الجنائيـة – الجـزء اسول – الت تـيش‪ ،‬الط عـة اسولـى‪ ،‬ءـدون دار‬
‫نفر‪ ،1997 ،‬ص‪.306‬‬
‫‪ 3‬وةحظـر ت تـيش منــزل المحـامي إذا كـان ال ــرض مـن الت تـيش ضـ و أوراق أو مسـتندات مسـلمة إليـ سداء‬
‫مهمت ي الد ا صن المتهم‪.‬‬
‫‪ 4‬دكتور‪ /‬مأمون محمد سالم ‪ ،‬المرج الساء ‪ ،‬ص‪.649‬‬
‫‪27‬‬ ‫ضمانات الحماية الجنائية لممارسة مهنة المحاماة‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫الحالـة‪ ،‬ومــا يسـتت ع االةــرورة مـن صــدا مفـرو ية الت تــيش‪ ،‬هـو ضــمان ممارســة‬
‫المحامي دوره صلى نحو عـال ـي الـد ا صـن المـتهم ـالل نظـر الـدصوا الجنائيـة‪،‬‬
‫من قب ل الحقوق التي ت لـت‬ ‫وهو دور أساسي ي النظم اإلجرائية الحديثة‪ ،1‬وأص‬
‫ي العقاب‪.2‬‬ ‫ي أهم تها ح المجتم‬

‫انتهـاك أسـرار‬ ‫المسـت ْه ِد‬


‫وتجدر اإلشارة إلى أن حظر ت تيش م تت المحامي ُ‬
‫الد ا ال يمثل حماية أو حصانة اصة لفخص أو م تت المحامي سن هـذا الحظـر‬
‫ال يرت و امحـل الت تـيش ـي ذاتـ وإنمـا يتصـل اال ايـة منـ ‪ .3‬ـ ذا كـان نـص المـادة‬
‫‪ 96‬مــن قــانون اإلج ـ ارءات الجنائيــة يحظــر ض ـ و أشــياء محــددة ول ايــة محــددة ــي‬
‫م تت المحاماة‪ ،‬ن حظر ت تيف ال ي ون مطلقا‪ .‬وااإلضا ة إلـى ذلـك تج ـز المـادة‬
‫‪ 1/51‬من قانون المحاماة ت تيش م تت المحامي ولكن امعر ـة أحـد أصةـاء النيااـ ة‬
‫العامة‪ ،‬ومؤدا ذلك أن ت تيش م تت المحاماة ليس محظو ار صلى إمالق ‪ .‬ومـن هنـا‬
‫كــان ت تــيش م تــت المحامـ اة جــائ از ومفــروصا صنــدما يتجــاوم حــدود ممارســة المهنــة‬
‫وةص ـ ر محــال الرتكــاب ج ـرائم أو إلي ـواء متهم ـ ن ــارةن مــن وج ـ العدالــة‪ ،‬أو مخ ــأ‬
‫خدمت ــي ارتكــاب الجرةمــة أو تحصــلت‬ ‫سشــياء تعــد حيامتهــا جرةمــة‪ ،‬أو سدوات اسـ ُـت ِ‬
‫من ارتكاءها‪ .‬كما يجوم ت تيف حال توجي اتهاا م اشر للمحامي اارتكاب جنايـة أو‬
‫جنحة‪ .‬حرمة م تت المحاماة ال تعلو اأا حال صلـى حرمـة الب ـوت والمنـامل هـذه‬
‫اس رة يجوم ت تيفها حال توجي اتهامات مماثلة إلى أصحاءها المقيم ن ها‪.‬‬

‫‪ 1‬دكتور‪ /‬محمود نج ت حسني‪ ،‬شر قانون اإلجراءات الجنائية‪ ،‬ساء اإلشارة إلي ‪ ،‬ص‪.565‬‬
‫‪ 2‬دكتور‪ /‬صبدالمهيمن ا ر‪ ،‬المرج الساء ‪ ،‬ص‪.231‬‬
‫ن‬
‫‪ 3‬دكتور‪ /‬صوض محمد صوض‪ ،‬الم اد العامة ي قانو اإلجراءات الجنائية‪ ،‬ساء اإلشارة إلي ‪ ،‬ص‪.182‬‬
‫مجلة القانون واالقتصاد – العدد (الثالث والتسعون)‬ ‫‪28‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫املطلب الثالث‬
‫ضمانات تفتيش مكتب احملاماة‬
‫حال جتاوزه أصول املهنة‬

‫م تــت المحامــاة ــي حــد ذاتـ ال يستعصــي صلــى الت تــيش ك ــره مــن اسمــاكن‬
‫الخاصــة والعامــة‪ ،‬هــو غ ــر ــار صــن ســلطان القــانون ــي الدولــة‪ ،‬ولــذلك يجــوم‬
‫ت تيف ـ صنــدما يتجــاوم دوره المتصــل اممارســة مهنــة المحامــاة وتقتةــي مصــلحة‬
‫هذا اإلجراء احثا صن الدل ل الالما لكفا الحقيقة وإقامـة العدالـة الجنائيـة‪.‬‬ ‫التحق‬
‫الحصانة المقررة لم تت المحـامي ضـد الت تـيش ليسـت مطلقـة وإنمـا مقصـورة صلـى‬
‫أسرار الد ا وصلى ممارسة مهنة المحاماة‪.‬‬

‫ونظـ ار لخلــو قــانون اإلجـراءات الجنائيــة أو قــانون المحامــاة مــن أيــة نصــوص‬
‫تقرر تمت م اتت المحامـاة ءـذات الةـمانات المقـررة للمنـامل صنـد ت تيفـها‪ ،1‬ونظـ ار‬
‫سن م اتت المحاماة ليسـت مـن قب ـل المنـامل حتـى تسـرا صليـ قواصـد ت تـيش هـذه‬
‫اس ــرة‪ ،2‬نهــا تخة ـ افــأن ت تيفــها للقواصــد التــي تح ــم ت تــيش اسمــاكن‪ ،‬تلــك‬
‫القواصــد المنصــوص صل هــا ــي المــادة ‪ 2/91‬مــن قــانون اإلجـراءات الجنائيــة‪ .3‬ومـ‬
‫ذلك ونظ ار لكون م اتت المحاماة أماكن ذات مبيعة اصة مستمدة مـن كونهـا محـال‬
‫لممارسـة مهنـة المحامـ اة ومـا يتصــل ءهـا مــن أسـرار الــد ا ‪ ،‬قـد ي ــون مـن المالئــم‬
‫تقن ن ما يذهت إلي جانت من ال ق من اصت ارها ي ح ـم المنـامل‪ ،‬سنـ ءـدون هـذا‬
‫التقن ن ال يم ن‪ ،‬من وجهة نظرنا‪ ،‬إلزاا القاضي امـد ضـمانات ت تـ يش المسـاكن إلـى‬

‫‪ 1‬اصة أن نص المادة ‪ 1/51‬من قـانون المحامـاة تقـرر قـو وصـراحة أن ت تـيش م تـت المحـامي ال ي ـون‬
‫إال امعر ــة أحــد أصةــاء النيااــة العامــة‪ ،‬اسمــر الــذا يســتدل من ـ ‪ ،‬ومـ سـ وت الــنص‪ ،‬أنـ ت تــيش م تــت‬
‫المحامي ال يسرا صلي الةمانات الخاصة المقررة افأن ت تيش المنامل‪.‬‬
‫‪ 2‬دكتور‪ /‬محمود نج ت حسني‪ ،‬شر قانون اإلجراءات الجنائية‪ ،‬ساء اإلشارة إلي ‪ ،‬ص‪.547‬‬
‫‪ 3‬تنص المادة ‪ 2/91‬من قانون اإلجراءات الجنائية صلى أن ا ولقاضي التحق أن ي ـتش أا م ـان وةةـ و‬
‫طي اسوراق واسسلحة وكل ما يحتمل أن استعمل ي ارتكاب الجرةمة أو نتث صنها أو وقعـت صليـ وكـل مـا‬
‫ي د ي كفا الحقيقة‪.‬ا‬
‫‪29‬‬ ‫ضمانات الحماية الجنائية لممارسة مهنة المحاماة‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫م اتت المحاماة‪.‬‬

‫وســو نتنــاول ــي هــذا المطلــت حــاالت ت تــيش م تــت المحامــاة‪ ،‬ثــم نب ـ ن‬
‫ــــي هــــذا‬ ‫الةــــمانات التفــــرةوية الخاصــــة ءت تيفـــ ‪ ،‬ومــــا نقتــــر مالءمــــة تقن نـــ‬
‫الخصوص لتو ر مزةد من الةـمانات ح افـا صلـى مسـتود أسـرار مهنـة المحامـاة‪،‬‬
‫وذلك ي رص ن متتال ن صلى النحو اآلتي‪:‬‬

‫الفرع األول‬
‫حاالت تفتيش مكتب احملاماة‬

‫و قـــا لـــنص المـــادة ‪ 2/91‬مـــن قـــانون اإلجـ ـراءات الجنائيـــة يجـــوم لقاضـــي‬
‫أن ي ـتش م تـت المحـامي ك ـره مـن اسمـاكن مالمـا ال توجـد أح ـاا اصـة‬ ‫التحق‬
‫تقرر ص س ذلك‪ .‬وةجرا هذا الت تيش إمـا لل حـث صـن جسـم الجرةمـة كمـواد مخـدرة‬
‫أو أسلحة غ ر مر صة أو صمالت مزة ة‪ ،‬وإمـا لل حـث صـن اسدوات التـي اسـتخدمت‬
‫ــي ارتكــاب الجرةمــة كم ــاتي مصــطنعة أو ســال الجرةمــة أو ةلــة تزةيــف العملــة‪،‬‬
‫وإما لل حث صن متحصالت الجرةمة كالمسروقات وغ رهـا‪ ،‬وإمـا لل حـث صمـ ن وقعـت‬
‫ــي جرةمــة الخطــا أو االحتجــام ءــدون وج ـ ح ـ ‪،‬‬ ‫صلي ـ الجرةمــة كــالمجني صلي ـ‬
‫وذلك كل صلـى سـب ل المثـال ال الحصـر‪ .‬ـ ذا كـان المحـامي يحـوم ـي م ت ـ جسـم‬
‫الجرةمة أو ما استعمل ـي ارتكاءهـا أو نـتث صـن ارتكاءهـا جـام صندئـذ ت تـيش م ت ـ‬
‫لعدا تعل اسمـر صندئـذ اأسـرار الـد ا صـن المهـتم‪ .1‬وتجـدر اإلشـارة إلـى أن النيااـة‬
‫العامـــة تتمتـ ـ ءـــذات ســـلطات قاضـــي التحق ـ ـ ح نمـــا تتـــولى هـــي مهمـــة التحق ـ ـ‬
‫االءتدائي وذلك إصماال لنص المادة ‪ 199‬من قانون اإلجراءات الجنائية‪.‬‬

‫ومؤدا ذلك أن يجوم ت تيش م تت المحاماة إذا كان هنـاك اتهـاا موجـ إلـى‬
‫المحامي اارتكاا جناية أو جنحة يجوم ها الت تيش احثا صن دل ل افـأن الجرةمـة‬
‫لمرتك ة‪ .‬كمـا أنـ يجـوم ت تـيش م تـت المحامـاة ح نمـا ال يوجـ إلـى صـاح اتهـاا‬
‫اُ‬

‫‪ 1‬دكتور‪ /‬صبدالمهيمن ا ر‪ ،‬المرج الساء ‪ ،‬ص‪.231‬‬


‫مجلة القانون واالقتصاد – العدد (الثالث والتسعون)‬ ‫‪30‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫اارتكاب جرةمة وإنما توجد قرائن أو أمارات صلى أن م ت ُيتخذ م انا إل ـاء أشـياء‬
‫ت د ي كفا حقيقة جرةمة جارا التحق افأنها‪ .‬ي هـذه ال رضـيات يتةـ أن‬
‫المحــامي أو أحــد العــامل ن معـ أو لديـ قــد ــر ام تــت المحامــاة صــن كونـ محــال‬
‫لممارسة المهنة وح ظا سسـرار الـد ا ‪ ،‬وأسـاء ءتصـر ات وسـلوكيات التـي ال تتوا ـ‬
‫م ممارسة مهنـة المحامـاة إلـى هـذه المهنـة‪ ،‬ممـا يسـتوجت ر ـ الحمايـة القانونيـة‬
‫صن محل ممارسـتها وم اشـرة كا ـة اإلجـراءات المنصـوص صل هـا قانونـا والمسـتهد ة‬
‫المرتك ـة ممـا يتصـور‬
‫ال حث صن الدل ل وإقامـة العدالـة الجنائيـة‪ ،‬مالمـا أن الجرةمـة ُ‬
‫افأنها الت تيش‪.‬‬

‫وةتع ـ ن صــدا امتــداد الة ـ و إلــى أا شــيء ي ــون مســلما للمحــامي مــن أجــل‬
‫ي الد ا لتعل اسمر ح ن ذ اأسرار المهنـة‪ .1‬وإذا ثـارت أثنـاء الت تـيش‬ ‫أداء مهمت‬
‫أيــة إشـ اليات افــأن مــدا تعلـ مــا يــتم ضـ ط اممارســة المحــامي أصمــال المهنــة‪،‬‬
‫ي ون لمح مة الموضو وحدها سلطة تقدير تعل هـذه اسشـياء اـأداء مهمـة الـد ا‬
‫من صدم ‪ .2‬ومن اسمثلة صلى اسشياء التي يجوم ض طها ي م تـت المحـامي لعـدا‬
‫اتصالها اأسرار المهنة تلك المسلمة إلى المحامي صلى سب ل الوديعة‪.3‬‬

‫ومما سب يم ننا القـول ءوجـود رضـ ت ن يجـوم اسـتنادا سا منهمـا إ ةـا‬


‫م تت المحامي للت تيش القةـائي قانونـا‪ .‬ال رضـية اسولـى – ح نمـا ي ـون المحـامي‬
‫ن س ـ متهمــا اارتكــاب جنايــة أو جنحــة يجــوم اصــددها إج ـراء الت تــيش‪ .‬وال رضــية‬
‫الثــاني – ح نمــا ال ي ــون المحــامي متهمــا ــي الجرةمــة محـ ل التحق ـ وإنمــا تـوا رت‬
‫يتعل االجرةمة وة د ي كفا حقيقتها‪.‬‬ ‫قرائن أو أمارات صلى وجود شيء ام ت‬

‫ــــي ال رضــــية اسولــــى‪ ،‬ح ــــث ي ــــون المحــــامي ن ســـ متهمــــا اارتكــــاب أو‬
‫المسـاهمة ــي ارتكـاب جنايــة أو جنحــة‪ ،‬وسـواء كــان التحق ـ يجـرا امعر ــة قاضــي‬

‫‪ 1‬دكتور‪ /‬محمد مكي أءو صامر‪ ،‬المرج الساء ‪ ،‬ص‪.555‬‬


‫‪ 2‬دكتور‪ /‬مأمون محمد سالم ‪ ،‬المرج الساء ‪ ،‬ص‪.649‬‬
‫‪ 3‬دكتور‪ /‬صمر محمد سالم‪ ،‬الوج ز ي شر قانون اإلجراءات الجنائية – الجزء اسول‪ ،‬دار النهةـة العرايـة‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،2013 ،‬ص‪ 257‬و ‪.275‬‬
‫‪31‬‬ ‫ضمانات الحماية الجنائية لممارسة مهنة المحاماة‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫أو امعر ة النيااة العامة‪ ،‬ن أا من الجهت ن يملـك إصـدار اسمـر ءت تـيش‬ ‫التحق‬
‫مسـ ـ ن وم تـــت المحـــامي‪ ،‬إصمـــاال لـــنص المـــادة ‪ 91‬أو المـــادة ‪ 199‬مـــن قـــانون‬
‫اإلج ـراءات الجنائيــة‪ .‬وهــذه ال رضــية ال تث ــر إش ـ الية كب ــرة مــن ح ــث ج ـوام ت تــيش‬
‫م تــت المحامــاة سنــ يجــوم اتخــاذ كا ــة إجــراءات المالحقــة الجنائيــة ضــد المــتهم‬
‫اارتكاب الجرةمة مالما كانت الممـة لل حـث صـن أدلتهـا وتأك ـد هوةـة مرتكب هـا ومـن‬
‫ذلك إجـراء الت تـيش أيـا كـان الم ـان المـراد ت تيفـ مالمـا كانـت ال ايـة مـن الت تـيش‬
‫ض و ما ي ـد ـي كفـا حقيقـة الجرةمـة المرتك ـة‪ ،1‬وسـواء ـي ذلـك أن ي ـون هـذا‬
‫الم ــان مس ـ نا أو محــال اصــا أو صامــا‪ .‬ـ ذا كانــت ســلطة التحق ـ تملــك ت تــيش‬
‫المنزل صلى الرغم من حرمت استنادا إلى توجي اتهاا اارتكاب جنايـة أو جنحـة إلـى‬
‫شخص يقـيم طيـ ‪ ،2‬نـ يجـوم لهـا م اشـرة اإلجـراء ذاتـ افـأن م تـت المحامـاة إذا‬
‫توا رت شروط الت تيش ذاتها‪.‬‬

‫وةذهت جانت من ال ق إلى أن لو صـدر اإلذن ءت تـيش مسـ ن المـتهم وكـان‬


‫هذا اس ر محاميـا‪ ،‬ـ ن هـذا اإلذن يفـمل م تـت المحامـاة كـون هـذا اس ـر يسـتمد‬
‫أو امسـ ن ‪ .3‬غ ـر أننـا نـرا أن صوصـية‬ ‫حرمت إما من االتصال افخص صاح‬
‫م تت المحامي المستمدة من كون مستودصا سسـرار المهنـة وأسـرار الـد ا الخاصـة‬
‫اـــالعمالء‪ ،‬وهـــم مـــن ال ـــر‪ ،‬تســـتوجت إصـــدار إذن قةـــائي ـــاص ءت تـــيش م تـــت‬
‫المحــامي المــتهم اارتكــاب جنايــة أو جنحــة‪ ،‬أو أن يتةــمن اإلذن الصــادر ءت تــيش‬
‫كذلك‪.‬‬ ‫مس ن صلى نحو صرة ت تيش م ت‬

‫‪ 1‬دكتــور‪ /‬محمــود نج ــت حســني‪ ،‬شــر قــانون اإلج ـراءات الجنائيــة‪ ،‬ســاء اإلشــارة إلي ـ ‪ ،‬ص‪ 548‬دكتــور‪/‬‬
‫أحمد تحي سرور‪ ،‬الوسيو ي قـانون اإلجـراءات الجنائيـة – الكتـاب اسول‪ ،‬دار النهةـة العرايـة‪ ،‬القـاهرة‪،‬‬
‫‪ ،2016‬ص‪ 972‬دكتـور‪ /‬صــوض محمــد صــوض‪ ،‬الت تــيش ـي ضــوء أح ــاا الــنقل – د ارســة مقارنــة‪ ،‬دار‬
‫الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلس ندرةة‪ ،2011 ،‬ص‪.140‬‬
‫‪ 2‬تنص المادة ‪ 1/91‬من قانون اإلجراءات الجنائية صلى أن ا ت تيش المنـامل صمـل مـن أصمـال التحق ـ ‪ ،‬وال‬
‫يجـوم االلتجــاء إليـ إال امقتةــى أمــر مـن قاضــي التحق ـ ‪ ،‬ءنـاء صلــى اتهـاا موجـ إلــى شـخص يقــيم ــي‬
‫ـي ارتكاءهـا أو إذا وجـدت قـرائن تـدل صلـى أنـ‬ ‫المنزل المراد ت تيف اارتكاب جنايـة أو جنحـة أو ااشـتراك‬
‫حائز سشياء تتعل االجرةمة‪.‬ا‬
‫‪ 3‬دكتور‪ /‬مأمون محمد سالم ‪ ،‬المرج الساء ‪ ،‬ص‪.648‬‬
‫مجلة القانون واالقتصاد – العدد (الثالث والتسعون)‬ ‫‪32‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫و ــي ال رضــية الثانيــة‪ ،‬ح ــث توجــد ق ـرائن أو أمــارات تــدل صلــى وجــود شــيء‬
‫ام تــت المحــامي يتعلـ اجرةمــة مرتك ــة وة ــد ــي كفــا حقيقتهـ ا‪ ،‬ـ ن المســالة ال‬
‫تخر صن احتمال ن‪:‬‬

‫االحتمال اسول‪ :‬أن تف ر هذه القرائن أو اسمارات إلى أن المحامي يحـوم ـي‬
‫م ت ـ وهــو صــالم ءــذلك أشــياء تتعل ـ االجرةمــة المرتك ــة وت ــد ــي كفــا الحقيقــة‬
‫افأنها‪ ،‬دون أن ي ون مساهما ي ارتكاءهـا اأيـة صـور مـن الصـور‪ .‬ومواجهـة هـذا‬
‫االحتمال ال تث ر أية إش الية قانونية كما هو الحال االنس ة لل رضية اسولـى السـاء‬
‫معالجتها‪ .‬طيجوم ت تيش م تـت المحـامي إذا قامـت قـرائن قوةـة صلـى أنـ يخ ـي ـي‬
‫اء أداتهـا أو‬ ‫أشياء ت د ي كفا الحقيقة افأن جرةمة جارا تحقيقها‪ ،‬ك‬ ‫مت‬
‫متحصــالتها‪ ،‬مالمــا ال يتصــل موضــو الت تــيش اةـ و أشــياء تتصــل اممارســة حـ‬
‫الد ا ‪.1‬‬

‫ي ال الت من الحاالت ي ون المحامي ن سـ ‪ ،‬ـي هـذا االحتمـال‪،‬‬ ‫والحقيقة أن‬


‫متهما اارتكاب جرةمة اصة ا لمجرد هذه الحيامة أو هذا اإل ـاء سشـياء مع نـة ـي‬
‫م ت ـ ‪ .‬وصندئــذ ســيجرا ت تــيش م ت ـ ااصت ــاره متهمــا اارتكــاب جنايــة أو جنحــة و قــا‬
‫لنمــوذ تفــرةعي محــدد‪ .‬ومــن ذلــك جرةمــة معاونــة المحــامي سحــد المتهمـ ن اارتكــاب‬
‫ــاء أدلــة الجرةمــة ــي‬ ‫جنايــة أو جنحــة صلــى ال ـرار مــن وجـ القةــاء‪ ،‬ا يوائـ أو ا‬
‫م ت ـ ـ وهـــو صـــالم اارتكـــاب المـــتهم لهـــذه الجنحـــة أو تلـــك الجنايـــة‪ ،‬وهـــي الجرةمـــة‬
‫المنصوص صل ها ي المادة ‪ 145‬من قانون العقواات‪ .‬وكذلك جرةمـة إ ـاء المحـامي‬
‫ـــي م ت ـ ـ سشـــياء مســـروقة أو متحصـــلة مـــن جنايـــة أو جنحـــة مـ ـ صلمـ ـ ءـــذلك‪،‬‬
‫المنصــوص صل هــا ــي المــادة ‪ 44‬م ــرر مــن قــانون العقواــات‪ .‬وكــذلك مــا تــنص صليـ‬
‫المــادة ‪ 7‬مـــن قـــانون م ا حـــة اإلرهـــاب الصـــادر االقـــانون رقـــم ‪ 94‬لســـنة ‪ 2015‬مـــن‬
‫اصت اره شرة ا ي الجرةمة كل مـن و ـر إلرهـاءي أو لجماصـة إرهاءيـة‪ ،‬مـ صلمـ ءـذلك‪،‬‬
‫ي االجتماصات‪.‬‬ ‫س نا أو مأوا أو م انا لال ت اء‪ ،‬أو الستخدام‬

‫‪ 1‬دكتور‪ /‬صوض محمد صوض‪ ،‬الم اد العامة ي قانون اإلجراءات الجنائية‪ ،‬ساء اإلشارة إلي ‪ ،‬ص‪.396‬‬
‫‪33‬‬ ‫ضمانات الحماية الجنائية لممارسة مهنة المحاماة‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ــي هــذه اسمثلــة التفــرةوية جميعهــا ي ــون المحــامي ن س ـ متهمــا اارتكــاب‬


‫حال وجود قرائن أو أمارات تدل صلى ارتكااـ‬ ‫جناية أو جنحة تستوجت ت تيش م ت‬
‫أا من هذه الجرائم المفار إل ها‪ .‬وال يمن ذلك مـن تعـدد جرائمـ تعـددا معنوةـا و قـا‬
‫قانونيــة‪ .‬والحقيقــة أن ت تــيش م تــت‬ ‫لمــا ينطب ـ صلــى ســلوك المــادا مــن أوصــا‬
‫المحامي ي هذه ال رضـيات جميعهـا ال يسـتوجت إثـارة أيـة إشـ اليات قانونيـة افـأن‬
‫مفرو ية الت تيش‪ ،‬سن المحامي ح ن ُي ْق ِد ُا صلى مثـل هـذه التصـر ات التـي يجرمهـا‬
‫القــانون ي ــون قــد تخلــي اســلوك الم اشــر المخــالا للقــانون صــن الحمايــة المقــررة‬
‫ااصت ـاره محـال لممارسـة مهنـة المحامـاة‪ .‬والقـول ا ـر ذلـك يجعـل مـن‬ ‫قانونا لم ت‬
‫م اتت المحامـاة أمـاكن ةمنـ ة لمرتكبـي الجـرائم لل ـرار مـن وجـ العدالـة‪ ،‬ءـدال مـن أن‬
‫العدالة و رض سيادة القانون‪.‬‬ ‫تكون مهنة المحاماة مفاركة للقةاء ي تحق‬

‫واالحتمــال الثــاني‪ :‬أن تفـ ر الق ـرائن أو اسمــارات إلــى وجــود شــيء أو إ ائ ـ‬
‫ام تت المحـامي ي ـد ـي كفـا الحقيقـة افـأن جنايـة أو جنحـة ال ي ـون المحـامي‬
‫ائهـ ا ـي م ت ـ ‪ .‬ومـؤدا ذلـك أنـ ال‬ ‫مساهما ـي ارتكاءهـا وال يعلـم ءوجودهـا أو ا‬
‫يوجــد أا اتهــاا يم ــن توج هـ إلــى المحــامي صــاحت الم تــت‪ .‬وهــذا االحتمــال لــيس‬
‫ــت ــي م تــت‬ ‫مســت راا مــن الناحيــة العمليــة سن ـ قــد تكــون هــذه اسشــياء قــد أُ‬
‫المحامي امعر ة أحد العامل ن مع أو لدي ودون صلم من ءذلك‪.‬‬

‫وال يث ــر هــذا االحتمــال ءــدوره أيــة إش ـ اليات قانونيــة ــي حــال كانــت الســلطة‬
‫التــي تتــولى التحق ــ االءتــدائي هــي قاضــي التحق ــ ‪ ،‬إصمــاال لــنص المــادة ‪ 64‬أو‬
‫ــي إصــدار‬ ‫المـادة ‪ 65‬مــن قــانون اإلجـراءات الجنائيــة‪ ،‬سن هــذا اس ــر يملــك الحـ‬
‫أمر ءت تيش أا م ان اصر النظر صن مبيعت القانونية‪ ،1‬واصـر النظـر صمـا إذا‬
‫أا كـان غ ـر‬ ‫كان صاحت الم ان أو حائزه هو المتهم اارتكاب الجرةمة محل التحق‬
‫متهم‪ .‬واالساس القانون لت تـيش م تـت المحـامي غ ـر المـتهم اارتكـاب جرةمـة يقـوا‬

‫‪ 1‬مـ مراصـاة مقـررات ال عثــات الدءلوماسـية للـدول اسجنبيــة التـي تخةـ للحمايــة المقـررة اموجـت االت اقيــات‬
‫الدولية ذات الصلة‪ ،‬والتي يحمها صلى أية حال مبدأ المعاملة االمثل‪.‬‬
‫مجلة القانون واالقتصاد – العدد (الثالث والتسعون)‬ ‫‪34‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫صلى أن ال توجد حصـانة مطلقـة لم تـت المحامـاة ضـد الت تـيش صنـدما تكـون هنـاك‬
‫ضرورة صملية تستوجت ذلك اإلجراء لكفا حقيقة الجرةمـة المرتك ـة وإقامـة العدالـة‬
‫ت تيش منزل غ ر المتهم حال توا ر قـرائن‬ ‫الجنائية‪ .‬ذا كان يجوم لقاضي التحق‬
‫قوةـة صلـى أنـ حـائز سشـياء ت ــد ـي كفـا الحقيقــة‪ ،‬نـ يجـوم لـ ذلـك االنسـ ة‬
‫لم تت المحـامي صنـدما تتـوا ر القـرائن ذاتهـا‪ .‬وال ـرض هنـا أن غ ـر المـتهم‪ ،‬الجـارا‬
‫ت تيش مس ن أو م تت المحاماة الخـاص اـ صلـى حسـت اسحـوال‪ ،‬ال يعلـم أن هـذه‬
‫اسشــياء متحصــلة مــن جرةمــة أو تعــد حيامتهــا ــي ذاتهــا جرةمــة وإال جــام اصت ــاره‬
‫متهمــا اارتكــاب جرةمــة قائمــة ءــذاتها وم اشــرة اإلج ـراءات الجنائيــة ضــده صلــى هــذا‬
‫اسساس القانوني‪.1‬‬

‫ذا كانـت النيااـة العامـة هـي التـي تتـولى التحق ـ وتـوا رت قـرائن أو أمـارات‬
‫صلى أن م تت المحامي ُيتخذ مخ أ أو ملجأ إل اء متهم ن ـارةن مـن وجـ العدالـة‬
‫أو أشياء تتعلـ االجرةمـة محـل التحق ـ وت ـد ـي كفـا حقيقتهـا‪ ،‬دون أن ي ـون‬
‫ـاء هـؤالء المتهمـ ن أو‬ ‫المحامي صاحت الم تت مساهما ـي ارتكاءهـا أو صالمـا ا‬
‫هــذه اسشــياء ــي م ت ـ ‪ ،‬ـ ن ت تــيش م تــت المحــامي صندئــذ ال يخلــو مــن إشـ الية‬
‫قانونيــة تتصــل االســلطة صــاح ة اال تصــاص ــي إصــدار أمــر الت تــيش‪ .‬والتســاؤل‬
‫الـذا يطـر ن سـ صندئـذ يـدور حــول مـدا جـوام قانونيـة إذن الت تـيش الصـادر مــن‬
‫النيااة العامة‪ ،‬وهل هناك ما يلزمها االحصـول مقـ دما صلـى أمـر مسـبت مـن القاضـي‬
‫الجزئـــي إلجـ ـراء هـــذا الت تـــيش‪ ،‬إصمـــاال لـــنص المـــادة ‪ 206‬مـــن قـــانون اإلجـ ـراءات‬
‫الجنائية؟‬

‫والحقيقــة أن اإلجااــة صلــى هــذا التســاؤل القــانوني يح لنــا لةش ـ الية الســاء‬
‫تناولها لدا معالجتنا للطبيعة القانونية لم تـت المحامـاة‪ ،‬ومـا إذا كـان ُيعـد ـي ح ـم‬
‫المس ن أا أن م ان ذو مبيعة اصـة ولـيس ـي ح ـم المسـ ن‪ .‬وإصمـاال لمةـمون‬

‫‪ 1‬دكتــور‪ /‬محمــود محمــود مصــط ى‪ ،‬المرج ـ الســاء ‪ ،‬هــامش ص‪ 277‬دكتــور‪ /‬رمســيس ءهنــاا‪ ،‬اإلج ـراءات‬
‫الجنائية تأص ال وتحل ال‪ ،‬منفأة المعار ‪ ،‬اإلس ندرةة‪ ،1984 ،‬ص‪.570‬‬
‫‪35‬‬ ‫ضمانات الحماية الجنائية لممارسة مهنة المحاماة‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫الرأا ال قهي الذا يذهت إلى أن اسماكن المخصصـة لممارسـة مهـن مع نـة كم اتـت‬
‫المحاماة لها حرمة المنامل أو المساكن‪ ،1‬ن يتوجت صلى النيااـة العامـة الحصـول‬
‫صلـى إذن القاضـي الجزئـي قبـل ت تـيش م تـت المحـامي ـي الحالـة التـي ي ـون هـا‬
‫هذا اس ر غ ر متهم اارتكـاب جرةمـة‪ ،‬وذلـك قياسـا صلـى حالـة ت تـيش مسـ ن غ ـر‬
‫المتهم ح ث يتع ن الحصول صلى إذن القاضي الجزئي‪ 2‬من أجل إحامة هـذا اإلجـراء‬
‫الموج لفخص غ ر متهم امزةد من الةمانات‪ .3‬و ي ذات السـياق يـرا جانـت مـن‬
‫ال ق أن صدور اإلذن ءت تـيش مسـ ن المحـامي إذا كـان غ ـر مـتهم اارتكـاب جرةمـة‬
‫يج ــز ت تــيش م ت ـ مالمــا ال يتعل ـ اسمــر اة ـ و أوراق أو مســتندات ســلمت إلي ـ‬
‫ــي الــد ا صــن المــتهم‪ ،4‬وةســت اد مــن هــذا الـرأا أن م تــت المحــامي‬ ‫سداء مهمتـ‬
‫غ ر متهم اارتكـاب‬ ‫يخة لذات الةمانات المقررة افأن الت تيش حال كون صاح‬
‫جرةمـــة‪ ،‬و اصـــة مـــا يتعلــ ءوجـــوب الحصـــول صلـــى إذن القاضـــي الجزئـــي إلجـ ـراء‬
‫الت تـــيش‪ ،‬إال أنــ ال يفـــترط صـــدور إذن ـــاص ءت تـــيش م تـــت المحـــامي وة ت ـــي‬
‫ءت تيف لمجرد صدور إذن ءت تيش مس ن صاح ‪.‬‬

‫وصلــى الــرغم مــن قناصتنــا اةــرورة تــو ر ضــمانات أو ــى افــأن ت تــيش م اتــت‬
‫المحاماة‪ ،‬اصة ي الحالة التي ال ي ون ها المحامي متهما اارتكـاب جرةمـة‪ ،‬وذلـك‬
‫من منطل الحرص صلى حماية أسرار الـد ا وتم ـ ن المحـامي مـن أداء مهـاا مهنتـ‬
‫احرةة وامم نان‪ ،‬ن لـ وصـا المسـ ن صلـى م تـت المحامـاة أو اصت ـاره مـن قب ـل‬
‫ذلك ليس ل سند أو أساس من القـانون‪ .‬ومـؤدا ذلـك أنـ و قـا للنصـوص التفـرةوية‬
‫الســارةة ــ ن النيااــة العامــة تملــك مــن تلقــاء ن ســها ودون الحصــول صلــى إذن مــن‬

‫‪ 1‬دكتـــور‪ /‬حســـن صـــادق المرصــ اوا‪ ،‬المرجــ الســـاء ‪ ،‬ص‪ 303‬دكتـــور‪ /‬مـــأمون محمـــد ســـالم ‪ ،‬المرجــ‬
‫السـاء ‪ ،‬ص‪ 536‬دكتـور‪ /‬محمــد مكـي أءـو صــامر‪ ،‬المرجـ السـاء ‪ ،‬ص‪ 550‬دكتــورة‪ /‬ومةـة صبدالســتار‪،‬‬
‫شر قانون اإلجراءات الجنائية و قا سحدث التعديالت‪ ،‬ساء اإلشارة إلي ‪ ،‬ص‪.301‬‬
‫‪ 2‬نقل ‪ 7‬براير ‪ ،1999‬مجموصة أح اا النقل‪ ،‬رقم ‪ ،4128‬س ‪ 67‬ق‪ ،‬ص‪.110‬‬
‫‪ 3‬دكتــورة‪ /‬ومةــة صبدالســتار‪ ،‬شــر قــانون اإلجـراءات الجنائيــة و قــا سحــدث التعــديالت‪ ،‬ســاء اإلشــارة إلي ـ ‪،‬‬
‫ص‪.351‬‬
‫ن‬
‫‪ 4‬دكتور‪ /‬مأمو محمد سالم ‪ ،‬المرج الساء ‪ ،‬ص‪.648‬‬
‫مجلة القانون واالقتصاد – العدد (الثالث والتسعون)‬ ‫‪36‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫القاضي الجزئي إصدار أمـر ءت تـيش م تـت المحـامي ولـو كـان هـذا اس ـر غ ـر مـتهم‬
‫اارتكاب جرةمة أو جنحة‪ ،‬وذلك و قا لسلطتها المقررة اموجـت المـادة ‪ 199‬مـن قـانون‬
‫اإلجراءات الجنائية التـي تمنحهـا سـلطات قاضـي التحق ـ مالمـا ال تتةـمن النصـوص‬
‫ذلــك‪ .‬ونــرا أن الق ــود ال ـواردة صلــى ســلطة النيااــة‬ ‫الالحقــة صلــى هــذه المــادة ــال‬
‫العامــة اموجــت نــص المــادة ‪ 206‬مــن قــانون اإلج ـراءات الجنائيــة‪ ،‬والخاصــة تحديــدا‬
‫ءت تــيش منــزل غ ــر المــتهم‪ ،‬ال تســرا ولــو صــن مرة ـ القيــاس افــأن ت تــيش م تــت‬
‫المحامي صندما ي ون غ ر مـتهم لعـدا ةـو هـذه الحالـة لمجـال تطب ـ المـادة ‪206‬‬
‫المفــار إل هــا‪ .‬ونــرا أن مــن هــذه الةــمانة اإلجرائيــة افــأن ت تــيش م تــت المحــامي‬
‫غ ــر المــتهم اارتكــاب جرةمــة يســتوجت تــد ال تفــرةعا وذلــك صلــى النحــو الــذا ســنب ن‬
‫لدا تناولنا لةمانات ت تيش م تت المحاماة صلى النحو التالي‪.‬‬

‫الفرع الثاني‬
‫الضمانة اخلاصة بتفتيش مكتب احملاماة‬

‫يتب ن مما تقدا أن م تت المحاماة ليس محصنا لذات ضـد إجـراءات الت تـيش‬
‫القةائي الهاد ة لل حـث صـن الـدل ل الجنـائي وكفـا حقيقـة الجرةمـة المرتك ـة‪ ،‬وأن‬
‫حظــر الة ـ و الــذا هــو غايــة الت تــيش يقتصــر صلــى اسوراق والمســتندات الخاصــة‬
‫االعمالء وتلك المت ادلة ء ـنهم واـ ن محـام هم والمتةـمن أسـرارهم المهنيـة‪ ،‬وهـو مـا‬
‫ســنتناول ت ص ـ ال ــي الم حــث الثــاني مــن هــذه الدراســة‪ .‬غ ــر أن م تــت المحامــاة‬
‫ااصت ــاره مســتودصا ل س ـرار المهنيــة يقتةــي إيــالءه أهميــة اصــة وتقرةــر ضــمانات‬
‫إجرائية أو ر صنـد ت تيفـ تك ـل صـيانة أسـرار المـوكل ن اصـ ة صامـة وأسـرار الـد ا‬
‫الجنائي اص ة اصة‪.‬‬

‫ةال صن الةمانات العامة ءت تيش اسماكن‪ ،‬ومنهـا م اتـت المحامـاة‪ ،‬وهـي‬


‫الةمانات المتعلقة االفـروط العامـة للت تـيش مـن ح ـث الجرةمـة المسـتوج ة إلجـراء‬
‫الت تــيش ومحل ـ واتوجيـ اتهــاا إلــى الفــخص المـراد ت تيفـ ‪ ،‬أو ءوجــود قـرائن تــدل‬
‫صلى أن حائز سشـياء تتعلـ االجرةمـة‪ ،‬والتق ـد اـال رض مـن الت تـيش وتسـب ت إذن‬
‫‪37‬‬ ‫ضمانات الحماية الجنائية لممارسة مهنة المحاماة‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫الت تيش‪ ،1‬ن قـانون المحامـاة يقـرر ضـمانة اصـة ءت تـيش م تـت المحامـاة وهـي‬
‫أن يجـــرا الت تـــيش امعر ـــة أحـــد أصةـــاء النيااـــة العامـــة‪ .‬ومـــن المالئـــم أن يتـــد ل‬
‫المفر لمن م تت المحاماة ضمانات أو ى‪ ،‬قياسـا صلـى ضـمانات ت تـيش المنـامل‪،‬‬
‫ح نما ي ون المحامي ن س غ ر متهم اارتكاب جرةمـة‪ ،‬ح ـث ي ـون الت تـيش صندئـذ‬
‫غ ر قـائم صلـى اتهـاا موجـ إلـى المحـامي صـاحت الم تـت‪ .‬ونتنـاول طيمـا يلـي هـذه‬
‫الةمانة التفرةوية الخاصة ءت تيش م تت المحاماة‪ ،‬ثـ م نبـ ن مالمـ المقتـر الـذا‬
‫نرا مالءمة تقن ن تفرةويا‪.‬‬

‫أوال‪ :‬قصر تفتيش مكتب احملاماة على سلطة التحقيق‪:‬‬

‫تــنص المــادة ‪ 1/51‬مــن قــانون المحامــاة صلــى أن ـ ا ال يجــوم التحق ـ م ـ‬


‫محــاا أو ت تــيش م ت ـ إال امعر ــة أحــد أصةــاء النيااــة العامــة‪.‬ا ومــؤدا ذلــك أن‬
‫ت تيش م تت المحاماة‪ ،‬ي الحاالت التي ي ون ها هذا الت تـيش جـائزا‪ ،‬ال يـتم مـن‬
‫الناحية المادية إال امعر ة النيااة العامة ذاتها وصن مرةـ أحـد أصةـائها‪ .2‬واالتـالي‬
‫ن ال يجوم للنيااة العامة ندب أحد مأمورا الة و القةـائي لتن ـذ اسمـر الصـادر‬
‫ءت تيش م تت المحامي‪ ،‬وإن حدث ذلك كان الندب اـامال وة طـل ت عـا لـذلك الت تـيش‬
‫الــذا يجرةـ مــأمور الةـ و القةــائي‪ ،‬وةســت عد أا دل ــل متحصــل مــن هــذا اإلجـراء‬
‫ــي‬ ‫ال امــل‪ ،‬لتعلــ اسمــر اــ جراء جــوهرا‪ .3‬وت عــا لــذلك‪ ،‬إذا كــان يتــولى التحق ــ‬
‫وقاا هذا اس ر ءندب النيااة العامة إلجراء الت تـيش‪ ،‬نـ ال‬ ‫الجرةمة قاضي تحق‬
‫يجوم لهذه اس رة ندب مأمور الة و القةائي لتن ذ أمـر قاضـي التحق ـ ءت تـيش‬
‫م تت المحامي وإنما صل ها أن تن ذ أمر الندب امعر ة أحد أصةائها‪.‬‬

‫‪ 1‬أنظــر ــي هــذه الة ـوااو‪ :‬نقــل ‪ 15‬ســبتمبر ‪ ،1992‬مجموصــة أح ــاا الــنقل‪ ،‬رقــم ‪ ،22320‬س ‪ 60‬ق‪،‬‬
‫ص‪ 714‬نقل ‪ 22‬أكتوار ‪ ،1987‬مجموصة أح اا النقل‪ ،‬رقم ‪ ،1432‬س ‪ 57‬ق‪ ،‬ص‪.835‬‬
‫‪ 2‬نقل ‪ 15‬مايو ‪ ،1991‬مجموصة أح اا النقل‪ ،‬رقم ‪ ،199‬س ‪ 60‬ق‪ ،‬ص‪.802‬‬
‫‪ 3‬دكتــور‪ /‬محمــود نج ــت حســني‪ ،‬شــر قــانون اإلج ـراءات الجنائيــة‪ ،‬ســاء اإلشــارة إلي ـ ‪ ،‬ص‪ 568‬دكتــور‪/‬‬
‫مهـــدا‪ ،‬شـــر القواصـــد العامـــة لةجـ ـراءات الجنائيـــة‪ ،‬دار النهةـــة العرايـــة‪ ،‬القـــاهرة‪،2015 ،‬‬ ‫صبـــدالرءو‬
‫ص‪.740‬‬
‫مجلة القانون واالقتصاد – العدد (الثالث والتسعون)‬ ‫‪38‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫و ةــال صــن ذلــك‪ ،‬ـ ن ت تــيش م تــت المحــامي المــتهم اارتكــاب جرةمــة ــي‬
‫إحدا حاالت التل س‪ ،‬ت عا لت تيش شخص ااصت ـار م تـت المحامـاة لـيس لـ حرمـة‬
‫المسـ ن‪ ،‬ال يجــوم إال امعر ــة أحــد أصةــاء النيااــة العامــة‪ .‬ومــؤدا ذلــك أنـ يحظــر‬
‫حظ ار مطلقا صلى مأمور الةـ و القةـائي م اشـرة إجـراءات الت تـيش القةـائي دا ـل‬
‫م اتــت المحامــاة‪ ،‬س ـواء كــان منــدواا مــن ســلطة التحق ـ لــذلك أو كانــت الجرةمــة‬
‫المستوج ة لت تيش شخص المحامي صاحت الم تت ي حالة تل س‪.‬‬

‫وتكمن العلة من حظر تن ـذ ت تـيش م تـت المحامـاة إال امعر ـة أحـد أصةـاء‬
‫النيااة العامة طيما ينطوا صلي الت تيش من احـث وتنق ـت قـد يترتـت صليـ االمـال‬
‫صلـــى أســرار صمـــالء المحـــامي اصــ ة صامـــة وأســرار الـــد ا صـــن المتهمــ ن اصــ ة‬
‫ي هـ ذا الخصـوص ضـمانة للمحا ظـة صلـى صـدا‬ ‫اصة‪ ،‬طي ون الحظر المفار إلي‬
‫إ فاء اسسرار‪ .‬وما يؤكد أهمية هذه الةمانة الخاصة افأن ت تيش م تت المحامـاة‬
‫أن القواصد العامة تج ز نـدب مـأمور الةـ و القةـائي لتن ـذ اسمـر الصـادر ءت تـيش‬
‫المنامل‪ ،‬وهو ندب غ ـر جـائز افـأن ت تـيش م تـت المحامـاة حرصـا صلـى المحا ظـة‬
‫صلى أسرار الد ا واسسرار المهنية للموكل ن‪.‬‬

‫وصلى الرغم من وضو نص المـادة ‪ 51‬مـن قـانون المحامـاة مـن ح ـث حظـر‬


‫ت تيش م تت المحاماة إال امعر ة أحد أصةاء النيااة العامـة‪ ،‬نـ يم ـن تأك ـد هـذا‬
‫الحظــر قانونــا مــن ــالل نصــوص قــانون اإلج ـراءات الجنائيــة االقيــاس صلــى ســلطة‬
‫ض و الخطااات والرسائل وغ رهـا لـدا م اتـت البرةـد‪ ،‬وهـو قيـاس جـائز كونـ يصـت‬
‫ــي مصــلحة المــتهم وةمثــل ضــمانة إجرائيــة تحمــي حقــوق صمــالء م تــت المحــامي‬
‫وأسـرارهم المتعلقــة االــد ا ‪ .‬وايــان ذلــك أن ال قــرة اسولــى مــن المــادة ‪ 97‬مــن قــانون‬
‫اإلجـراءات الجنائيــة تلــزا قاضــي التحق ـ ‪ ،‬وهــو مــا يســرا صلــى النيااــة العامــة حــال‬
‫تول ها مهمة التحق ‪ ،‬ااالمال وحـده دون غ ـره صلـى الخطااـات والرسـائل واسوراق‬
‫‪39‬‬ ‫ضمانات الحماية الجنائية لممارسة مهنة المحاماة‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫المةبومة‪ .1‬كما تمنح ال قرة الثانية من المـادة ذاتهـا صنـد الةـرورة سـلطة تكليـف‬
‫أحــــد أصةــــاء النيااــــة العامــــة‪ ،‬ولــــيس مــــأمورا الةـــ و القةــــائي‪ ،‬ا ــــرم اسوراق‬
‫المةبومة و حصها‪.‬‬

‫ذا كانت القواصـد العامـة الـواردة ـي قـانون اإلجـراءات الجنائيـة افـأن ضـ و‬


‫اسوراق اصـ ة صامــة توجــت صلــى قاضــي التحق ـ أن يقــوا اــاالمال صل هــا و رمهــا‬
‫و حصها ءن س ‪ ،‬وتج ز ل صند الةـرورة أن يعهـد اعمليـة ال ـرم وال حـص إلـى أحـد‬
‫أصةاء النيااة العامة دون غ رهم‪ ،‬وتحظر صلى النيااـة العامـة حـال تول هـا التحق ـ‬
‫االءتــــدائي نــــدب مــــأمور الةــ ـ و القةــــائي للقيــــاا ا ــــرم اسوراق أو الخطااــــات أو‬
‫المســتندات المةــبومة و حصــها‪ ،2‬ـ ن هــذه القواصــد تكــون ءــذاتها واج ــة التطب ـ‬
‫واالحتراا ح ن ي ون الت تيش محل م تت المحاماة‪ ،‬والسند ي ذلـك أن الت تـيش قـد‬
‫وت عا لمحل هذا الت تـيش‪ ،‬االمـال صلـى اعـل المل ـات‬ ‫يقتةي‪ ،‬ي اعل الظرو‬
‫أو المستندات واسوراق التي يةمها م تـت المحـامي‪ ،‬ةـال صـن حصـها ثـم رمهـا‪،‬‬
‫اسمــر الــذا يعنــي إم انيــة كفــا مــا تحتوة ـ مــن أسـرار الــد ا أو اسس ـرار المهنيــة‬
‫صموما‪ ،‬كان لزاما تو ر مثـل هـذه الةـمانة الجوهرةـة لـدا ت تـيش م تـت المحامـاة‬
‫ح افا صلى أسرار المهنة من اإل فاء‪ .‬وما يؤكد هذا االستدالل المنطقـي مـن وجهـة‬
‫نظرنــا أن المــادة ‪ 58‬مــن قــانون اإلج ـراءات الجنائيــة تلــزا مــأمور الة ـ و القةــائي‬
‫اعدا إ فاء أية معلومات تكون قـد وصـلت إلـى صلمـ اسـبت الت تـيش إلـى غ ـر ذا‬
‫ص ة‪ ،‬وذلك تحت مائلة العقاب المقرر لجرةمة إ فاء اسسرار المنصوص صل ها ـي‬
‫المادة ‪ 310‬من قانون العقواات‪ .‬وصلى الرغم من ذلـك تحظـر المـادة ‪ 97‬مـن قـانون‬
‫اإلجراءات الجنائية‪ ،‬صلو نحو ما ء ناه أصاله‪ ،‬إم انيـة نـدب مـأمور الةـ و القةـائي‬
‫لالمال صلى الخطااات والرسائل والبرقيـات وغ رهـا التـي يجـرا ضـ طها‪ ،‬كمـا تحظـر‬
‫رمها أو حصـها‪ ،‬وهـو مـا يفـ ر إلـى أهميـة المحا ظـة صلـى سـرةة الخطااـات‬ ‫صلي‬

‫‪ 1‬أنظــر كــذلك المــادة ‪ 5/206‬مــن قــانون اإلج ـراءات الجنائيــة افــأن ســلطة النيااــة العامــة ــي االمــال صلــى‬
‫الخطااات والرسائل واسوراق المةبومة‪.‬‬
‫‪ 2‬دكتور‪ /‬صبدالمهيمن ا ر‪ ،‬المرج الساء ‪ ،‬ص‪.346‬‬
‫مجلة القانون واالقتصاد – العدد (الثالث والتسعون)‬ ‫‪40‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫والمراســالت المت ادلــة ءـ ن المـوامن ن‪ ،‬مــا االنــا لــو تعلـ اسمــر امراســالت أو أوراق‬
‫مت ادلة ء ن المتهم ومحامي وتتصل اأسرار الد ا ‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬مالءمة متتع مكتب ا حملامي غري املتهم حبرمة املسكن‪:‬‬

‫ء نا طيما سب أن اعل ال ق يرا أن م تت المحامـاة يعـد ـي ح ـم المسـ ن‬


‫واالتـــالي يتعـ ـ ن مراصـــاة أح ـــاا ت تـــيش المسـ ـ ن صنـــدما تســـتلزا مصـــلحة التحق ـ ـ‬
‫ت تيف ـ ‪ .‬ونحــن م ـ اصت ار نــا اأهميــة إحامــة م اتــت المحامــاة اةــمانات أو ــر صنــد‬
‫ت تيفها ااصت ارها مستودصا سسرار المهنة والد ا أماا المحـاكم‪ ،‬ننـا ال نجـد لهـذه‬
‫المساواة ء ن م اتت المحاماة والمنامل أا سند من النصوص القانونية‪.‬‬

‫و ةال صن ذلك‪ ،‬نرا أن اإلش الية القانونية افأن ت تيش م تـت المحامـاة ال‬
‫تثور من الناحية العملية إال صندما توجد قرائن أو أمارات تدل صلى إ ـاء شـيء ـي‬
‫هـا‪ ،‬وتفـ ر‬ ‫م تت المحامي ي د ـي كفـا الحقيقـة افـأن جرةمـة يجـرا التحق ـ‬
‫الدالئل أيةا إلى أن المحامي صاحت الم تـت لـيس مسـاهما ـي هـذه الجرةمـة اأيـة‬
‫اء هذه اسشياء ي م ت ـ ‪ .‬طي ـون المحـامي صـاحت‬ ‫صورة من الصور وال يعلم ا‬
‫م تت المحاماة المراد ت تيف غ ر متهم اارتكاب جرةمة ما‪.‬‬

‫ونرا أن من المالئم تقن ن هذه الحالة من الل تد ل المفر ءـنص صـرة‬


‫يمــن م تــت المحامــاة ــي هــذه الحالــة تحديــدا ضــمانة إضــاطية تتمثــل ــي وجــوب‬
‫اســت ذان القاضــي الجزئــي قبــل م اشــرة إج ـراء ت تــيش م تــت المحــامي غ ــر المــتهم‬
‫صندما تكون النيااة العامة هي الجهـة التـي تتـولى التحق ـ االءتـدائي‪ .‬وقـد يـتم ذلـك‬
‫ءتعديل صلـى المـادة ‪ 51‬مـن قـانون المحامـاة وإضـا ة قـرة جديـدة تحتـوا صلـى هـذه‬
‫الةـمانة‪ ،‬أو ءتعـديل نـص المـادة ‪ 206‬مـن قـانون اإلجـراءات الجنائيـة ا ضـا ة قــرة‬
‫ـ ن هـذ اإلشـ الية ال‬ ‫يتواله قاضي تحق‬ ‫جديدة ءذات المةمون‪ .‬ذا كان التحق‬
‫محــل لهــا اســتنادا لمــا يتمت ـ ا ـ قاضــي التحق ـ مــن ضــمانات تعــادل‪ ،‬إن لــم تكــن‬
‫ت ةل‪ ،‬ما يتمت ا القاضي الجزئي من ضمانات‪.‬‬

‫والعلــة مــن اقت ـ ار المســاواة ــي ضــمانات الت تــيش ء ـ ن منــزل غ ــر المــتهم‬
‫‪41‬‬ ‫ضمانات الحماية الجنائية لممارسة مهنة المحاماة‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫وم تت المحاماة صندما ي ون المحامي غ ر مـتهم اارتكـاب جرةمـة تتمثـل ـي امتـداد‬


‫الت تــيش إلــى المســاس احقــوق ال ــر‪ .‬الح مــة التــي مــن أجلهــا ق ــد المفــر ــي‬
‫المــادة ‪ 3/206‬مــن قــانون اإلجـراءات الجنائيــة‪ 1‬ســلطة النيااــة العامــة افــأن ت تــيش‬
‫منزل غ ر المتهم اةـرورة الحصـول صلـى إذن مسـب ومسـبت مـن القاضـي الجزئـي‬
‫تتمثل ي مساس الت تيش اأسرار الحياة الخاصة ل ر المتهم‪ .‬وهو ما يتـوا ر افـأن‬
‫ت تيش م تـت المحـامي صنـدما ي ـون هـذا اس ـر غ ـر مـتهم اارتكـاب جرةمـة‪ ،‬ح ـث‬
‫ينطــوا الت تـــيش صندئـــذ صلــى مســـاس ااسســرار المهنيــة للمحـــامي ولموكليــ ‪ ،‬تلـــك‬
‫اسسـرار التــي ي ةــي ءهــا صمــالء المحــامي والمتهمــون جنائيــا احرةــة وامم نــان مــن‬
‫منطلــ الثقـــة التـــي يولونهـــا لم تـــت المحامـــاة ااصت ـــاره م انـــا ةمنـــا لح ــ أســرارهم‬
‫الخاصة اأصمالهم وقةاياهم وأسرار د اصهم أماا المحاكم‪.‬‬

‫ونظ ار لخصوصية م تت المحامي المستمدة من أهميـة المحا ظـة صلـى أسـرار‬


‫الــد ا والعمــالء صمومــا‪ ،‬ن ـ يتع ـ ن أن تكــون الق ـرائن واسمــارات التــي تســتند إل هــا‬
‫النيااــة العامــة ــي ملبهــا ت تــيش م تــت المحامــاة قوةــة‪ ،‬وهــذا لــن يتــأتى إال اعمــل‬
‫تحرةــات جــادة ودقيقــة وكاطيــة مــن قبــل مــأمورا الةـ و القةــائي‪ .2‬وااإلضــا ة إلــى‬
‫ذلك‪ ،‬يتع ن أن يأتي تسب ت إذن الت تيش الذا سيصـدر ح ن ـذ مـن القاضـي الجزئـي‬
‫تسب ا عليا وجادا من دون تهاون‪ ،‬ولن يتحقـ ذلـك إال إذا قامـت الجهـة المختصـة‬
‫وتمحــيص مــا يفــتمل صليــ محةــر التحرةــات مــن‬ ‫ا صــ دار أمــر الت تــيش ءتــدق‬
‫معلومات‪.3‬‬

‫‪ 1‬تــنص المــادة ‪ 3/206‬مــن قــانون اإلج ـراءات الجنائيــة المصــرا صلــى أن ـ ا وةفــترط التخــاذ أا إج ـراء مــن‬
‫اإلجراءات السااقة الحصول مقدما صلى أمر مسـبت ءـذلك مـن القاضـي الجزئـي اعـد امالصـ صلـى اسوراق‪.‬ا‬
‫ومن ضمن هذه اإلجراءات السااقة ما أشارت إلي ال قرة اسولى من ذات المادة من ت تـيش غ ـر المـتهم أو‬
‫منزل غ ر المتهم‪.‬‬
‫‪ 2‬دكتــور‪ /‬محمــود نج ــت حســني‪ ،‬شــر قــانون اإلجـراءات الجنائيــة‪ ،‬المرجـ الســاء ‪ ،‬ص‪ 543‬دكتــور‪ /‬صبــد‬
‫مهـــدا‪ ،‬المرجــ الســـاء ‪ ،‬ص‪ 632‬دكتـــور‪ /‬صـــوض محمـــد صـــوض‪ ،‬الت تـــيش ـــي ضـــوء أح ـــاا‬ ‫الـــرءو‬
‫النقل‪ ،‬ساء اإلشارة إلي ‪ ،‬ص‪ 136‬دكتور‪ /‬محمد مكي أءو صامر‪ ،‬المرج الساء ‪ ،‬ص‪.544‬‬
‫‪ 3‬دكتور‪ /‬صبدالمهيمن ا ر‪ ،‬المرج الساء ‪ ،‬ص‪.340‬‬
‫مجلة القانون واالقتصاد – العدد (الثالث والتسعون)‬ ‫‪42‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫وإذا كانـت القواصــد العامــة افــأن ت تــيش منـزل غ ــر المــتهم ال تج ــز للقاضــي‬
‫الجزئي إلزاا النيااة العامة ام اشرة ت تيش منزل غ ر المتهم امعر ـة أحـد أصةـائها‪،‬‬
‫ح ث يجوم لها أن تنتدب لتن ذ الت تيش أحد مأمورا الة و القةائي كون سـلطة‬
‫القاضي الجزئي تقتصر صلـى مـن اإلذن أو حج ـ و قـا للةـوااو التـي يـنص صل هـا‬
‫ي حال تقن ن التعـديل المقتـر أصـاله افـأن ت تـيش م تـت المحـامي‬ ‫القانون‪ ،1‬ن‬
‫غ ر المتهم‪ ،‬ن سـلطة القاضـي الجزئـي لـن تخـر صـن هـذه الحـدود‪ ،‬غ ـر أن إلـزاا‬
‫النيااة العامة ءتن ـذ أمـر الت تـيش امعر ـة أحـد أصةـائها صندئـذ‪ ،‬ولـيس صـن مرةـ‬
‫ندب أحد مأمورا الة و القةائي‪ ،‬ي ون مصدره وأساس القـانوني هـو نـص المـادة‬
‫‪ 1/51‬من قانون المحاماة‪.‬‬

‫املبحث الثاني‬
‫ضمانات محاية العالقة املهنية‬
‫بني احملامي وموكله‬

‫لةـمان حمايــة عالــة لممارســة مهنــة المحامـاة وتــد يم الثقــة هــا ااصت ارهــا‬
‫دصامة أساسـية لتحق ـ العدالـة يتعـ ن تـو ر ضـمانات صـدة تخـص العالقـة المهنيـة‬
‫ءــ ن المحـــامي وموكلــ ‪ .‬مـــن هـــذه الةـــمانات مـــا يتصـــل احمايـــة ســـرةة المرســـالت‬
‫واسوراق والمستندات المت ادلة ء ن المتهم ومحامي والتـي تخـص أسـرار الـد ا أمـاا‬
‫القةــاء‪ .‬ومنهــا مــا يتعل ـ احمايــة الم المــات الهاتةيــة المت ادلــة ء نهمــا ــي إمــار‬
‫ممارســة مهنــة المحامــاة‪ .‬ومنهــا مــا يــرت و احمايــة صوصــية اللقــاءات واسحاديــث‬
‫الخاصـة التــي تجـرا م اشــرة ءـ ن المـتهم ومحاميـ لتم نـ مـن أداء أصمــال مهنتـ ‪.‬‬
‫ومنهــا مــا يخــص حمايــة اسس ـرار المهنيــة للمــتهم امــا ي ــل صــدا إ فــائها أو أداء‬
‫الفهادة افأنها‪ .‬وسنجمل هذه الةـمانات العديـدة ـي صنـوان ن رئيسـ ن نتنـاول كـل‬
‫منهــا ــي مطلــت مســتقل نخصــص أولهمــا لةــمانات حمايــة ســرةة االتصــاالت ء ـ ن‬

‫‪ 1‬دكتــور‪ /‬صــوض محمــد صــوض‪ ،‬الت تــيش ــي ضــوء أح ــاا الــنقل‪ ،‬ســاء اإلشــارة إليـ ‪ ،‬ص‪ 148‬دكتــور‪/‬‬
‫صبدالمهيمن ا ر‪ ،‬المرج الساء ‪ ،‬ص‪.367‬‬
‫‪43‬‬ ‫ضمانات الحماية الجنائية لممارسة مهنة المحاماة‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫المحامي وموكل ‪ ،‬ونخصص ثان هما لةمانات حماية اسسرار المهنية من اإل فاء‪.‬‬

‫املطلب األول‬
‫ضمانات محاية سرية االتصاالت‬
‫بني احملامي وموكله‬

‫ال تقتصر مهنة المحاماة صلى أداء مهمة الد ا صن المتهمـ ن أمـاا القةـاء‬
‫الجنــائي‪ ،‬وإنمــا تةــطل االعديــد مــن المهــاا اس ــرا ــي مجــاالت القــانون المختل ــة‬
‫كالمنامصـــات المدنيـــة والتجارةـــة واإلدارةـــة وغ رهـــا ممـــا ينـــدر تحـــت ممارســـة مهنـــة‬
‫المحامــاة‪ .‬و ــي ســب ل أداء أصمــال مهنتـ يتســلم المحــامي مــن موكليـ ‪ ،‬وقــد يت ــادل‬
‫ـي الـد ا‬ ‫معهم‪ ،‬العديد من المستندات واسوراق والمراسـالت الالممـة للقيـاا ءواج ـ‬
‫صــن مصــالحهم والســعي إلــى تم ــنهم مــن اقتةــاء حقــوقهم‪ ،‬أو تخليصــهم مــن ثقــل‬
‫االتهامـــات الجنائيـــة الموجهـــة إلــ هم‪ .‬و ةـــال صـــن ذلـــك‪ ،‬يلتقـــي المحـــامي اموكليــ‬
‫للتفـــاور حـــول القةـــايا الموكـــل ـــي الت ار ــ صـــنهم افـــأنها والحصـــول مـــنهم صلـــى‬
‫المعلومـــات التـــي تع نــ صلـــى تحق ــ مصـــالحهم أو الـــد ا صـــنهم ضـــد االتهامـــات‬
‫الموجهــة إلــى أا مــنهم‪ .‬كــان مــن الةــرورا تــو ر الحمايــة القانونيــة للمســتندات‬
‫والمراســـالت والم المـــات الهاتةيـــة المت ادلـــة ءـ ـ ن المـــتهم والمحـــامي وتلـــك الالممـــة‬
‫لةمان صوصـية وسـرةة اسحاديـث الخاصـة التـي تجـرا ء نهمـا‪ ،‬ااصت ـار ذلـك مـن‬
‫اسمـــور الجوهرةـــة لممارســـة مهنـــة المحامـــاة صلـــى نحـــو عـــال واحرةـــة تســـتلزمها‬
‫المصلحة العامة للمجتم والمصلحة الخاصة للمتهم‪.‬‬

‫وقد ورد الـنص صلـى حمايـة سـرةة اسوراق والمسـتندات والمراسـالت المت ادلـة‬
‫ــي المــادة ‪ 96‬مــن قــانون اإلجــراءات الجنائيــة التــي يفــ ر‬ ‫ء ـ ن المــتهم ومحاميــ‬
‫مةمونها إلى أن ُي ْحظر صلى قاضـي التحق ـ ضـ و أيـة أوراق أو مسـتندات سـلمها‬
‫المتهم لمحاميـ سداء مهمـة الـد ا صنـ أمـاا القةـاء‪ ،‬كمـا ُيحظـر صليـ ضـ و أيـة‬
‫م ارسالت مت ادلة ء ن المتهم ومحاميـ سداء هـذه المهمـة‪ .‬وةسـرا هـذا الحظـر صلـى‬
‫النيااة العامة ح نما تتولي ءن سـها م اشـرة إجـراءات التحق ـ االءتـدائي‪ ،‬وذلـك صمـال‬
‫مجلة القانون واالقتصاد – العدد (الثالث والتسعون)‬ ‫‪44‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ءــنص المــادة ‪ 199‬مــن قــانون اإلج ـراءات الجنائيــة‪ .‬وتك ــل المــادة ‪ 141‬مــن قــانون‬
‫اإلجراءات الجنائية صوصية التواصل الم اشر ءـ ن المحـامي والمـتهم صنـدما ي ـون‬
‫هذا اس ر ي مح س ‪.‬‬

‫وال شك أن نص المادة ‪ 96‬المفار إلي أصاله يقـرر ضـمانة هامـة تصـت ـي‬
‫مصلحة مهنـة المحامـاة وتك ـل المحا ظـة صلـى أسـرار المهنـة اصـ ة صامـة وصـيانة‬
‫ــارات الــنص تث ــر إشـ اليات‬ ‫أسـرار الــد ا صــن المتهمـ ن اصـ ة اصــة‪ .‬غ ــر أن‬
‫قانونيــة يم ــن أن تلقــي اظاللهــا ســل ا صلــى التطب ـ العملــي‪ ،‬وقــد ت ــت ال ــاب أمــاا‬
‫انتهـاك صوصــية التواصـل ءـ ن المـتهم ومحاميـ ‪ ،‬هـذا التواصــل الـذا يمثــل دصامــة‬
‫ــارة الــنص تف ـ ر إلــى حظــر‬ ‫قوةــة لممارســة مهنــة المحامــاة‪ .‬وتوضــي ذلــك أن‬
‫صــن المــتهم‪ ،‬اسمــر الــذا يث ـ ر التســاؤل صــن مفــرو ية ضـ و‬ ‫الةـ و لــدا المــدا‬
‫ـارات الـنص إلـى حظـر ضـ و‬ ‫المراسالت والمستندات ي أمـاكن أ ـرا‪ .‬كمـا تفـ ر‬
‫اسوراق والمســتندات والمراســالت‪ ،‬اسمــر الــذا يث ــر تســاؤال ة ــر افــأن مــدا امتــداد‬
‫هذا الحظر إلـى الم المـات الهاتةيـة المت ادلـة ءـ ن المـتهم ومحاميـ ‪ ،‬وإذا كـان حظـر‬
‫الةـ و يفــمل هـ ذه اس ــرة‪ ،‬علــى أا ســند مــن القــانون وو قــا سا نــص تفــرةعي‪.‬‬
‫وصلــى جانــت ة ــر‪ ،‬يث ــر نــص المــادة ‪ 141‬مــن قــانون اإلجـراءات الجنائيــة إش ـ الية‬
‫افــأن نطــاق تطبيقـ م انيــا‪ ،‬وهــل يقتصــر مجــال إصمالـ صلــى اللقــاءات التــي تجــرا‬
‫ء ن المتهم ومحامي أثناء تواجده ي مح سـ أا أنـ يم ـن مـد هـذا النطـاق إلـى أا‬
‫م ــان ة ــر يم ــن أن يقاءــل طيـ المــتهم محاميـ للت احــث أو التفــاور حــول مختلــا‬
‫جوانت القةية ومناقفة طة الد ا ‪.‬‬

‫ونــرا أن الخــرو ءـرأا محــدد افــأن هــذه التســاؤالت يســتوجت االنطــالق مــن‬
‫تحل ل النصوص التفرةوية العامة الـواردة افـأن إجـراءات ضـ و الخطااـات والرسـائل‬
‫والبرقيــات وغ رهــا‪ ،‬وكــذلك إج ـراءات مراق ــة المحادثــات الهاتةيــة وتســج ل اسحاديــث‬
‫الخاصــة‪ ،‬لنب ـ ن صقــت ذلــك نطــاق الحظــر المطل ـ لة ـ و المراســالت المت ادلــة ء ـ ن‬
‫ي المادة ‪ 96‬مـن قـانون اإلجـراءات الجنائيـة‪ ،‬ثـم‬ ‫المتهم ومحامي المنصوص صلي‬
‫‪45‬‬ ‫ضمانات الحماية الجنائية لممارسة مهنة المحاماة‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫نخــتم دراســة نطــاق هــذه الحمايــة ءبيــان مجــال الحمايــة المقــررة لخصوصــية لقــاءات‬
‫نتنـاول كـل جزئيـة مـن هـذه‬ ‫المتهم م محامي التي تجرا ي نطاق مهني‪ .‬وسـو‬
‫الجزئيات ي ر مستقل‪.‬‬

‫الفرع األول‬
‫القواعد العامة بشأن ضبط املراسالت‬
‫ومراقبة احملادثات اهلاتفية وتسجيل األحاديث اخلاصة‬

‫و قا للقواصد العامة التي تسرا افـأن الكا ـة ـ ن السـلطة المختصـة ام اشـرة‬


‫التحق ـ االءتــدائي تملــك ضـ و الخطااــات والرســائل والمطبوصــات والطــرود والبرقيــات‬
‫لــدا م اتـــت البرةـــد أو البـــرق‪ ،‬كمـــا تملــك مراق ـــة المحادثـــات الســـلكية والالســـلكية‪،‬‬
‫وتملك كذلك تسج ل اسحاديث التي تجرا ي م ان اص‪ ،‬مالمـا كـان سا مـن هـذه‬
‫اإلجراءات الجنائية ائـدة ـي فهـور الحقيقـة افـأن جنايـة صمومـا أو جنحـة معاقـت‬
‫صل هـا اـالح س لمــدة تزةـد صلـى ثالثــة أشـهر‪ ،‬وذلــك كلـ و قـا لمــا ورد ءـنص المــادة‬
‫‪ 1/95‬والمادة ‪ 2/206‬من قانون اإلجراءات الجنائية‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أن هذه اإلجراءات المقننـة اةـوااو محـددة تتوا ـ مـ مـا‬
‫المعـ َّـدل الصــادر صــاا ‪ 2014‬مــن أن ا للحيــاة‬
‫تــنص صلي ـ المــادة ‪ 57‬مــن الدســتور ُ‬
‫الخاصة حرمـة‪ ،‬وهـي مصـونة ال تمـس‪ .‬وللمراسـالت البرةديـة والبرقيـة وااللكترونيـة‪،‬‬
‫والمحادثـــات الهاتةيـــة‪ ،‬وغ رهـــا مـــن وســـائل االتصـــال حرمـــة‪ ،‬وســـرةتها م ولـــة‪ ،‬وال‬
‫تجـــوم مصـــادرتها أو االمـــال صل هـــا أو رقاءتهـــا إال اـــأمر قةـــائي مســـبت‪ ،‬ولمـــدة‬
‫محددة‪ ،‬و ي اسحوال التي يب نها القـانون‪.‬ا والمسـت اد مـن هـذا الـنص الدسـتورا أن‬
‫اسصــــل هــــو حظــــر الةــ ـ و أو المراق ــــة أو التســــج ل حمايــــة لســــرةة المراســــالت‬
‫والم المــات الهاتةيــة واسحاديــث الخاصــة ل ـراد والتــي قــد تتةــمن وتتنــاول شــؤون‬
‫حيــــاتهم الخاصــــة أو المهنيــــة التــــي ال يحــ ـ لل ــــر االمــــال صل هــــا إال ءرضــــاهم‬
‫مجلة القانون واالقتصاد – العدد (الثالث والتسعون)‬ ‫‪46‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫وموا قتهم الحرة صلى ذلك‪ .1‬ونظ ار سن المصلحة العامة للمجتمـ قـد تسـتلزا م اشـرة‬
‫أا مــن اإلج ـراءات المفــار إل هــا أصــاله لل حــث صــن أدلــة الجرةمــة أو لتحديــد هوةــة‬
‫مرتكب هــا للوصــول للحقيقــة وإقامــة العدالــة الجنائيــة‪ ،‬ـ ن الــنص الدســتورا‪ ،‬ومــن‬
‫التوامن ء ن المصال المتقاءلة‪ ،‬أجام م اشرة هذه اإلجراءات اةـوااو‬ ‫منطل تحق‬
‫محددة وض أسسها وأحال إلى القانون افأن تنظيم ت اص لها‪ .‬وقـد وضـ المفـر‬
‫لم اشــرة أا مــن هــذه اإلج ـراءات صــددا مــن الة ـوااو التــي تك ــل صــدا ا ت اتهــا صلــى‬
‫ي الخصوصية‪ ،2‬وذلك كل صلى النحو الـوراد ـي المـواد ‪ 95‬و‪ 97‬و‪،2/206‬‬ ‫الح‬
‫‪ 5 ،4 ،3‬من قانون اإلجراءات الجنائية‪.3‬‬

‫من ناحية أولى‪ ،‬يتع ن أن ي ـون ال ـرض مـن اتخـاذ أا مـن هـذه اإلجـراءات‬
‫الجنائيـــة متمـــثال ومنحصـ ـ ار ـــي كفـــا حقيقـــة الجرةمـــة المرتك ـــة الجـــارا افـــأنها‬
‫التحق ـ ‪ .‬و ال ـ ا لــذلك ال يجــوم انتهــاك صوصـ ية وســرةة حيــاة اس ـراد االتنصــت‬
‫صل ها أو مراقبتها أو غ ر ذلك‪.‬‬

‫ومن ناحيـة ثانيـة‪ ،‬ال يجـوم م اشـرة أا مـن هـذه اإلجـراءات الجنائيـة المفـار‬

‫‪ 1‬ةال صن الجزاء اإلجرائـي المتمثـل ـي الـ طالن الـذا يم ـن أن يترتـت صلـى مخال ـة الةـمانات الجوهرةـة‬
‫المقررة لم اشرة أا مـن هـذه اإلجـراءات والـذا يترتـت صلـى الح ـم اـ اسـت عاد الـدل ل المسـتمد مـن اإلجـراء‬
‫ــي الخصوصــية ح ــث تعاقــت المــادت ن ‪309‬‬ ‫ال امــل‪ ،‬ـ ن المفــر يــو ر حمايــة جنائيــة موضــو ية للح ـ‬
‫م رر و‪ 309‬م رر أ من قانون العقواات صلـى أ عـال تمثـل اصتـداء صلـى هـذا الحـ ‪ .‬ومـ ذلـك تحتـا هـذه‬
‫م التقدا التقني ي وقتنا الحاضر ومـا أنتجـ‬ ‫النصوص إلى إصادة ض و للصياغة اما ي ل حماية تتوا‬
‫مــن ســلوكيات قــد ال ينطب ـ صل هــا النمــوذ التفــرةعي للجرةمــة و قــا لنصــوص هــذه الم ـواد‪ ،‬وذلــك احترامــا‬
‫لمبدأ شر ية الجرائم والعقواات‪.‬‬
‫‪ 2‬أنظــر ــي ذلــك‪ :‬نقــل ‪ 26‬ديســمبر ‪ ،2012‬مجموصــة أح ــاا الــنقل‪ ،‬رقــم ‪ ،2257‬س ‪ 82‬ق‪ ،‬ص‪892‬‬
‫نقــل ‪ 27‬أكتــوار ‪ ،2003‬مجموصــة أح ــاا الــنقل‪ ،‬رقــم ‪ ،43945‬س ‪ 72‬ق‪ ،‬ح ــم غ ــر منفــور‪ ،‬ش ـ ة‬
‫قـ ـوان ن الفــــرق‪ www.eastlaws.com ،‬نقــــل ‪ 14‬ينــــاير ‪ ،1996‬مجموصــــة أح ــــاا الــــنقل‪ ،‬رقــــم‬
‫‪ ،6852‬س ‪ 59‬ق‪ ،‬ص‪ 72‬نقــل ‪ 2‬نــو مبر ‪ ،1989‬مجموصــة أح ــاا الــنقل‪ ،‬رقــم ‪ ،4684‬س ‪ 58‬ق‪،‬‬
‫ص‪.819‬‬
‫‪ 3‬أنظر ي هذه الةوااو صلى سب ل المثال ال الحصر‪ :‬دكتور‪ /‬محمود نج ت حسـني‪ ،‬شـر قـانون اإلجـراءات‬
‫الجنائيــة‪ ،‬ســاء اإلشــارة إلي ـ ‪ ،‬ص‪ 563‬دكتــور‪ /‬حســن صــادق المرص ـ اوا‪ ،‬المرج ـ الســاء ‪ ،‬ص‪405‬‬
‫دكتور‪ /‬رمسيس ءهناا‪ ،‬المرج الساء ‪ ،‬ص‪.592‬‬
‫‪47‬‬ ‫ضمانات الحماية الجنائية لممارسة مهنة المحاماة‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫إل هـا إال اصـدد جـرائم ذات وصـا قـانوني معـ ن‪ ،‬ح ـث ينحصـر اسمــر ـي الجنايــات‬
‫صموما والجن التي يقرر لها المفر صقواـة الحـ س مـدة تزةـد صلـى ثالثـة أشـهر‪،1‬‬
‫وةست عد ِسواها من إم انية م اشرة أا من هذه اإلجراءات‪.‬‬

‫ومن ناحية ثالثة‪ ،‬جعل المفر سـلطة إصـدار اسمـر ااتخـاذ أا مـن إجـراءات‬
‫المفار إل ها أصاله من ا تصاص القاضي وليس صةو نيااة صامـة‪ .‬وايـان‬ ‫التحق‬
‫المنتدء ن و قا لـنص المـادة ‪64‬‬ ‫ي اشره أحد قةاة التحق‬ ‫ذلك أن إذا كان التحق‬
‫أو المــادة ‪ 65‬مــن قــانون اإلج ـراءات الجنائيــة‪ ،‬ن ـ وحــده ي ــون المخــتص ا صــدار‬
‫اسمــر المفــار إلي ـ ‪ ،‬وذلــك إصمــاال لمــا ورد ءــنص المــادة ‪ 95‬مــن قــانون اإلج ـراءات‬
‫الجنائية‪ .‬ـ ذا كانـت النيااـة العامـة هـي التـي تتـولى التحق ـ ‪ ،‬وجـت التخـاذ أا مـن‬
‫هـذه اإلجـراءات الحصـول مسـ قا صلــى أمـر مــن القاضــي الجزئـي اعــد صــرض اسوراق‬
‫صلي ـ ‪ ،‬وذلــك إصمــاال لــنص المــادة ‪ 3/206‬مــن قــانون اإلج ـراءات الجنائيــة‪ .‬وتكمــن‬
‫العلة ي وجوب حصول النيااـة العامـة صلـى إذن القاضـي الجزئـي لةـ و المراسـالت‬
‫وغ رها من المطبوصات أو مراق ة الم المات الهاتةيـة أو تسـج ل اسحاديـث الخاصـة‪،‬‬
‫أن هذه اإلجراءات تمس لـيس قـو حقـوق المـتهم المقصـود مـن اإلجـراء وإنمـا تمتـد‬
‫إلــى المســاس احقــوق ومصــال غ ــر المــتهم‪ .2‬وتأك ــدا لــذلك تــنظم نصــوص قــانون‬

‫‪ 1‬ونــرا أهميــة التــد ل ءتعــديل تفــرةعي ير ـ الحــد اسدنــى لعقواــة الجــن التــي يجــوم هــا م اشــرة أا مــن‬
‫اإلجراءات المنصوص صل ها ي المادت ن ‪ 95‬و‪ 2/206‬مـن قـانون اإلجـراءات الجنائيـة إلـى الحـ س مـدة ال‬
‫تقــل صــن ســنة‪ .‬ح ــث يتماشــى مةــمون هــذا التعــديل مــن وجهــة نظرنــا م ـ السياســة التفــرةوية الجنائيــة‬
‫الحديثة ي النظم المقارنة التـي ُتعلـي مـن قيمـة الحقـوق والحرةـات اسساسـية‪ ،‬كمـا يتماشـى مـ النصـوص‬
‫الدســتورةة الحديثــة‪ ،‬سـواء ــي مصــر أو ــي غ رهــا مــن الــنظم القانونيــة المقارنــة التــي تك ــل حمايــة هــذه‬
‫الحقوق والحرةات وت رض صلى الدولة التزاما ا قرار التفرةعات الك لة ءذلك‪ .‬و ةال صن هذا‪ ،‬ـ ن التعـديل‬
‫المقتــر مــن جانبنــا ية ـ ي نوصــا مــن االنســجاا والتوا ـ ء ـ ن نصــوص قــانون اإلج ـراءات الجنائيــة ذات ـ‬
‫اصــة طيمــا يتعل ـ ام اشــرة اإلج ـراءات القســرةة الماســة اــالحقوق والحرةــات ال رديــة‪ .‬وصلــى وج ـ التحديــد‬
‫يتماشى اقتراحنا م ما استحدث المفر االقانون رقم ‪ 145‬لسـنة ‪ 2006‬افـأن نطـاق الجـرائم التـي يجـوم‬
‫هــا إصــدار أمــر احـ س المــتهم احتياميــا‪ ،‬ح ــث جعــل إصــدار أمــر الحـ س االحتيــامي جــائ از ــي الجنايــات‬
‫والجن المعاقت صل ها االح س مدة ال تقل صن سنة‪ ،‬وذلك و قا لما تنص صليـ المـادة ‪ 1/134‬مـن قـانون‬
‫اإلجراءات الجنائية‪.‬‬
‫‪ 2‬نقل ‪ 12‬براير ‪ ،1962‬مجموصة أح اا النقل‪ ،‬رقم ‪ ،37‬س ‪ 13‬ق‪ ،‬ص‪ .135‬أنظر كذلك‪:‬‬
‫مجلة القانون واالقتصاد – العدد (الثالث والتسعون)‬ ‫‪48‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫اإلجـراءات الجنائيــة مســألة تســليم هــذه اسوراق أو المراســالت أو المطبوصــة لصــاحت‬


‫الح ـ صل هــا أو إصطائ ـ صــورة منهـ ا أو إءالغ ـ امةــمونها صلــى حســت اسح ـوال‪،‬‬
‫وصلى نحو ال يمثل إض ار ار امصلحة التحق ‪.1‬‬

‫ومن ناحية رااعة‪ ،‬يتع ن أن ي ون اسمـر الصـادر مـن قاضـي التحق ـ أو مـن‬
‫القاضــي الجزئــي‪ ،‬صلــى حســت اسح ـوال‪ ،‬مســب ا‪ .‬وةعنــي ذلــك ضــرورة حــص الــدالئل‬
‫ي التحرةات التي تف ر إلى ائدة اتخاذ أا من هذه اإلجـراءات ـي فهـور‬ ‫والتدق‬
‫وكفا مرتكب ها‪.‬‬ ‫الحقيقة افأن الجرةمة محل التحق‬

‫ومن ناحية امسة‪ ،‬ن صالحية اسمـر الصـادر مـن قاضـي التحق ـ أو مـن‬
‫القاضي الجزئي ي هذا الفأن ال تتجاوم ثالث ن يومـا‪ ،‬وهـو مـا ي ـد صـدا وجـود مـا‬
‫يمنــ أن تكــون أقــل مــن هــذه المــدة‪ .‬وةم ــن تجديــد هــذه المــدة مــن ذات الســلطة‬
‫المختصة اءتداء ا صدار اسمر ءها لمـدة أو مـدد أ ـرا مماثلـة‪ ،‬و قـا لمـا ورد الـنص‬
‫ي المادة ‪ 2/95‬والمادة ‪ 4/206‬من قانون اإلجراءات الجنائية‪.‬‬ ‫صلي‬

‫ونرا أن ت ال اب أمـاا تجديـد مـدة أا مـن إجـراءات التحق ـ المفـار إل هـا‬


‫أصاله‪ ،‬م اس ذ ي االصت ار طورتها المستمدة مـن أهميـة الحـ الـذا تمسـ ‪ ،‬قـد‬
‫يــؤدا إلــى إســاءة اســتعمال هــذه الســلطة ــي اإلض ـرار احـ ال ــرد ــي صــدا انتهــاك‬
‫صوصية مراسالت ومحادثات الهاتةية وأحاديث الخاصة‪ .‬واص ة اصة ن ملـت‬
‫الة طية القةائية إصدار أمر ءتجديد مدة اتخاذ أا مـن هـذه اإلجـراءات صـدة مـرات‬
‫متتالية‪ ،‬ولهذه المدد الطوةلة‪ ،‬وافأن ذات الواقعة‪ ،‬يع س صدا جدية التحرةـات التـي‬
‫أو القاضـي الجزئـي صنـد إصـداره‬ ‫تستند إل ها ي ملبها وةستند إل ها قاضي التحق‬
‫أمر التجديد أو إصداره اسمر اءتداء‪ .‬ولذلك نرا مالءمة صدا إصدار اسمـر القةـائي‬

‫دكتـور‪ /‬محمــود محمــود مصــط ى‪ ،‬المرجـ الســاء ‪ ،‬ص‪ 287‬دكتــور‪ /‬محمــود نج ـت حســني‪ ،‬شــر قــانون‬
‫اإلج ـراءات الجنائيــة‪ ،‬ســاء اإلشــارة إليــ ‪ ،‬هــامش ص‪ 562‬دكتــور‪ /‬حســن صــادق المرصــ اوا‪ ،‬المرجــ‬
‫الساء ‪ ،‬ص‪ 405‬دكتور‪ /‬صمر السع د رمةان‪ ،‬المرج الساء ‪ ،‬ص‪ 386‬دكتور‪ /‬مـأمون محمـد سـالم ‪،‬‬
‫المرج الساء ‪ ،‬هامش ص‪.656‬‬
‫ن‬
‫‪ 1‬راج ي ذلك نصوص المواد ‪ 2/97‬و‪ 100‬و‪ 5/206‬من قانو اإلجراءات الجنائية‪.‬‬
‫‪49‬‬ ‫ضمانات الحماية الجنائية لممارسة مهنة المحاماة‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ءتجديـد مـدة م اشـرة إجـ راءات الةـ و أو المراق ـة أو التسـج ل اصـورة تلقائيـة اح ــث‬
‫يتع ـ ن صلــى قاضــي التحق ـ أو القاضــي الجزئــي تمحــيص اسوراق والمحاضــر التــي‬
‫تســتند إل هــا الة ـ طية القةــائية قبــل إصــدار أمــره ااتخــاذ أا مــن هــذه اإلج ـراءات‪،‬‬
‫وصــدا التــردد ــي ر ــل إصــدار اسمــر ءتجديــد أا منهــا حــال صــدا امم نان ـ لجديــة‬
‫التحرةات أو صدا عالية أا منها ي كفا الحقيقة افأن الجرةمة محل التحق ‪.‬‬

‫وصلــى الــرغم مــن أننــا نم ــل إلــى تق ــد ســلطة إصــدار اسمــر القةــائي ءتجديــد‬
‫مـرة‬ ‫ـي الخصوصـية لتصـ‬ ‫م اشرة أا من هذه اإلجـراءات الخط ـرة الماسـة اـالح‬
‫واحدة قـو اح ـث تصـل مـدة م اشـرة اإلجـراء إلـ ى سـتون يومـا ـي مجموصهـا ـ ن‬
‫ذلــك‪ .‬قــد يتعمــد مرتكبــي‬ ‫الواق ـ العملــي افــأن الج ـرائم الخط ــرة قــد يقتةــي ــال‬
‫الجـرائم إلــى الــد ول ــي حالــة مــن الصــمت والسـ ون‪ ،‬اصــة إذا مــا وصــل لعلمهــم‬
‫صـــدور أمـــر قةـــائي ام اشـــرة أا مـــن هـــذه اإلجــراءات ضـــدهم‪ ،‬إلـــى أن تمـــر تـــرة‬
‫صــالحية اسمــر القةــائي ــي حــال تق ــد مــدده تعــذر ح ن ــذ تحص ـ ل الــدل ل الــذا‬
‫يم ـــن صـــن مرةقـ ـ تقـــديمهم للمحاكمـــة لمحاســـبتهم صـــن جـ ـرائمهم وإقامـــة العدالـــة‬
‫الرد لهم ول رهم‪.‬‬ ‫الجنائية وتحق‬

‫ومن ناحية سادسة‪ ،‬يست اد من النصوص التفرةوية المفار إل ها أصـاله أنـ‬


‫ال يوجــد مــا يمن ـ نــدب مــأمور الة ـ و القةــائي لتن ــذ أمــر الة ـ و أو المراق ــة أو‬
‫التسج ل‪ ،‬ءل إن ذلك هو ما يجرا صليـ العمـل عليـا‪ ،‬شـرةطة أن يقتصـر دوره صلـى‬
‫صملية الة و قو دون رم أو حص المةبومات أو امال صلـى مةـمونها‪ .‬وهـو‬
‫مــا يعنــي اقتصــار دور مــأمور الة ـ و القةــائي صلــى وض ـ ال ــد صلــى المةــبومات‬
‫وتسليمها إلى الجهة اآلمرة االندب‪ ،‬سواء أكانت قاضي التحق ـ أا النيااـة العامـة‪.1‬‬
‫ومؤدا ذلـك اطبيعـة الحـال حظـر نـدب أحـد مـأمورا الةـ و القةـائي لالمـال صلـى‬
‫المةــبومات أو رمهــا أو حــص محتوةاتهــا‪ ،‬وذلــك إصمــاال لــنص المــادة ‪ 97‬والمــادة‬

‫‪ 1‬دكتور‪ /‬صبدالمهيمن ا ر‪ ،‬المرج الساء ‪ ،‬ص‪.346‬‬


‫مجلة القانون واالقتصاد – العدد (الثالث والتسعون)‬ ‫‪50‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ 5/206‬من قانون اإلجراءات الجنائية‪.1‬‬

‫واتأمــل نصــوص المـواد ‪ 95‬و‪ 97‬و‪ 206‬مــن قــانون اإلجـراءات الجنائيــة نجــد‬
‫أنها أجامت ندب مأمور الة و القةـائي لم اشـرة إجـراءات ضـ و المراسـالت وغ رهـا‬
‫من اسوراق والمطبوصات‪ ،‬ومراق ة المحادثات السلكية والالسلكية‪ ،‬وتسج ل اسحاديـث‬
‫التي تجرا ي م ان ـاص‪ .‬وحظـرت هـذه النصـوص صلـى مـأمور الةـ و القةـائي‬
‫االمال من تلقاء ن س صلى المراسالت أو اسوراق أو المطبوصات‪ ،‬ةال صـن حظـر‬
‫نداــ للقيـــاا ءهـــذا االمـــال ‪ ،‬و اراتهـــا تفـ ـ ر إلـــى أن االمـــال مقـــرر قـــو لقاضـــي‬
‫أو للنيااة العامة صلى حست اسحوال‪.‬‬ ‫التحق‬

‫ارات هذه النصوص التفرةوية إلى ذات الحظـر االنسـ ة‬ ‫واالمقاءل ال تف ر‬


‫لم ارق ة الم المات الهاتةية أو تسج ل اسحاديث الخاصة‪ .‬والحقيقـة أن إغ ـال الـنص‬
‫صلــى امتــداد حظــر نــدب مــأمور الة ـ و القةــائي لالمــال صلــى محتــوا الم المــات‬
‫الهاتةيــة التــي يجــرا رصــدها أو مةــمون اسحاديــث الخاصــة التــي يجــرا تســج لها‬
‫يتوا ـ مـ منطـ اسشــياء‪ ،‬امتــداد هــذا الحظــر إلــى هــذه اإلجـراءات قــد ي ــون مــن‬
‫قب ل العبث أو التعنت ااصت ـار أنـ مـن غ ـر المتصـور صمـال م اشـرة إجـراء التنصـت‬
‫صلى الم المات واسحاديـث الخاصـة ومراقبتهـا وتسـج لها دون االسـتما إل هـا‪ .‬وهـذا‬
‫ي حد ذات ي د امال مأمور الة و القةائي صلـى مةـمون أو محتـوا‬ ‫االستما‬
‫الم المـــة الهاتةيـ ـ ة أو الحـــديث الخـــاص‪ ،‬صلـــى ص ـــس الحـــال افـــأن المراســـالت أو‬
‫المطبوصات التي قد ال يعني مجرد ضـ طها الكفـا صـن محتواهـا والـذا ـي ال الـت‬
‫ما ي ون ي فر م ل ‪.‬‬

‫ونــرا أن ـ مــن الصــعواة ام ــان اســناد مهمــة مراق ــة الم المــات الهاتةيــة أو‬
‫ن س أو سحد أصةاء النيااـة العامـة لمـا‬ ‫تسج ل اسحاديث الخاصة لقاضي التحق‬
‫تســتلزم مــن ت ــرخ‪ ،‬وتســت رق مــن وقــت‪ ،‬وت ترض ـ مــن بــرة وتكــوةن تقنــي قــد ال‬
‫يتـوا ر لــدا أا مــن هـؤالء‪ .‬ـ ذا اصتبرنــا أن مــأمور الةـ و القةــائي اال عــل معاونــا‬

‫مهدا‪ ،‬المرج الساء ‪ ،‬ص‪.707‬‬ ‫‪ 1‬دكتور‪ /‬صبد الرءو‬


‫‪51‬‬ ‫ضمانات الحماية الجنائية لممارسة مهنة المحاماة‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ي كفا الحقيقة وال حث صن أدلـة الجرةمـة ومرتكب هـا‪ ،‬ـال شـائ ة‬ ‫لسلطة التحق‬
‫ــي الوثــوق ا ـ مالمــا كــان اضــعا ــي م اشــرت أصمــال الة ـ طية القةــائية لرقااــة‬
‫ســلطة التحق ـ ‪ .‬و ةــال صــن ذلــك‪ ،‬ـ ن المــادة ‪ 58‬مــن قــانون اإلج ـراءات‬ ‫وإش ـ ار‬
‫الجنائية يم ن أن تمثل سندا قانونيـا إللـزاا مـأمور الةـ و القةـائي اعـدا إ فـاء مـا‬
‫يصــل إلــى صلم ـ اســبت م اشــرت إج ـراءات مراق ــة الم المــات الهاتةيــة أو تســج ل‬
‫اسحاديــث الخاصــة‪ ،‬وإال صوقــت صــن جرةمــة إ فــاء اسس ـرار المنصــوص صل هــا ــي‬
‫المادة ‪ 310‬مـن قـانون العقواـات‪ .‬ونظـ ار لمـا قـد ي ـون ـي هـذا االسـتناد مـن ـرو‬
‫صلى مبدأ شر ية الجرائم والعقواات‪ ،‬ننـا نقتـر تـد ل المفـر ءـنص تفـرةعي يلـزا‬
‫االءتــدائي‬ ‫مــأمور الة ـ و القةــائي‪ ،‬المنــدوب مـ ن قبــل الســلطة المختصــة اــالتحق‬
‫لمراق ــة الم المــات الهاتةيــة أو تســج ل اسحاديــث الخاصــة‪ ،‬االمحا ظــة صلــى ســرةة‬
‫المعلومات أو الوقائ التي تصل إلى صلم اسبت أو امناس ة م اشـرت أا مـن هـذه‬
‫اإلجراءات‪ ،‬وإال صوقت صن جرةمة إ فاء اسسرار‪.‬‬

‫الفرع الثاني‬
‫احلظر املطلق لضبط‬
‫األوراق واملراسالت املتبادلة بني املتهم وحماميه‬

‫تنص المـادة ‪ 96‬مـن قـانون اإلجـراءات الجنائيـة صلـى أنـ ا ال يجـوم لقاضـي‬
‫صــــن المــــتهم أو الخب ــــر االستفــــارا اسوراق‬ ‫التحق ــــ أن يةــــ و لــــدا المــــدا‬
‫والمســـتندات التـــي ســـلمها المـــتهم لهمـــا سداء المهمـــة التـــي صهـــد إل همـــا ءهـــا وال‬
‫المراسالت المت ادلة ء نهما ي القةية‪1.‬ا‬

‫ومــؤدا نــص المــادة ‪ 96‬المفــار إلي ـ أصــاله أن المفــر ي ــل حمايــة ســرةة‬

‫‪ 1‬وتجــدر اإلشــارة ــي هــذا الصــدد إلــى أن البنــد ‪ 22‬مــن الم ــاد اسساســية الخاصــة ءــدور المحــام ن التــي‬
‫اصتمدها مؤتمر اسمم المتحدة الثامن لمن الجرةمة ومعاملة المجرم ن‪ ،‬المعقود ي ها انا ـالل ال تـرة مـن‬
‫‪ 27‬أغســطس إلــى ‪ 7‬ســبتمبر ‪ ،1990‬يــنص صلــى أن ا تك ــل الح ومــات وتحتــرا ســرةة جمي ـ االتصــاالت‬
‫والمفاورات التي تجرا ء ن المحام ن وموكل هم ي إمار صالقات المهنة‪.‬ا‬
‫مجلة القانون واالقتصاد – العدد (الثالث والتسعون)‬ ‫‪52‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫كا ـــة المراســـالت واسوراق والمســـتندات المتعلقـــة اممارســـة مهنـــة المحامـــاة واـــأداء‬
‫المحــامي دوره ــي الــد ا صــن المــتهم ــي القةــية الموكــل هــا‪ ،‬يســتوا ــي ذلــك‬
‫اسوراق والمســتندات المســلمة مــن المــتهم لمحامي ـ ‪ ،‬وأيــة مراســالت كتاءيــة مت ادلــة‬
‫ــارات الــنص مــن العموميــة التــي تســم‬ ‫ء نهمــا تحقيقــا لهــذا الــدور‪ .‬وقــد جــاءت‬
‫االمســـاواة ـــي حمايـــة الســـرةة ءــ ن اسوراق أو المســـتندات أو المراســـالت المســـلمة‬
‫م اشــرة مــن المــتهم لمحامي ـ أو المت ادلــة ء نهمــا م اشــرة‪ ،‬وتلــك التــي وصــلت إلــى‬
‫المحامي أو جرا ت ادلهـا ء نهمـا مـن ـالل وسـيو‪ ،‬كأحـد أقاراـ أو أصـدقائ أو أا‬
‫شخص ة ر‪ ،‬أو أا وس لة أ را ولو كانت غ ر مفروصة‪ .1‬وتجدر اإلشارة ي هـذا‬
‫الصدد إلى أن صدا مفرو ية وس لة تسليم المحـامي أيـة أوراق أو مسـتندات تتعلـ‬
‫اأداء دوره ـي الـد ا صـ ن المـتهم ال تر ـ صـن هـذه اسوراق أو المسـتندات الحمايـة‬
‫المقــرر افــأن ســرةتها‪ ،‬واالمقاءــل ال يمن ـ ذلــك مــن مالحقــة مرتكــت الســلوك غ ــر‬
‫المفرو حال ةو سلوك لنص تجرةم وصقاب‪.‬‬

‫وةســت اد مــن نــص المــادة ‪ 96‬مــن قــانون اإلجـراءات الجنائيــة أن المفــر لــم‬
‫ُي ْخ ِة اسوراق والمراسالت المت ادلة ء ن المتهم ومحامي لذات القواصـد العامـة التـي‬
‫تسرا افأن إجراءات الة و المنصـوص صل هـا ـي المـادت ن ‪ 95‬و‪ 206‬مـن قـانون‬
‫اإلجـراءات الجنائيــة‪ ،‬وذلــك صلــى الـرغم مــن احتـواء هــات ن المـادت ن صلــى العديــد مــن‬
‫الةمانات اإلجرائية الخاصة احماية سرةة المراسالت واسوراق المختل ة حال م اشـرة‬
‫إجراءات ضـ طها صلـى النحـو الـذا سـب تناولـ ت صـ ال أصـاله‪ .‬كمـا أن المفـر لـم‬
‫يقرر ضـمانات إضـاطية تك ـل تحق ـ حمايـة أو ـر لسـرةة اسوراق والمراسـالت صنـدما‬
‫تكـون مت ادلــة ءـ ن المــتهم ومحاميـ وتتعلـ اــأداء أصمــال المهنـة‪ .‬ذلــك أن مــا قــرره‬
‫المفــر وتبنــاه اموجــت المــادة ‪ 96‬المفــار إل هــا أصــاله هــو الحظــر المطل ـ إلج ـراء‬
‫ض و اسوراق والمسـتندات والمراسـالت المت ادلـة ءـ ن المـتهم ومحاميـ مالمـا تعلقـت‬
‫ي الد ا صن موكل أماا القةاء‪ .‬ومؤدا ذلك أنـ ال يجـوم‬ ‫اأداء المحامي مهمت‬

‫‪ 1‬دكتــور‪ /‬صبــدالمهيمن ا ــر‪ ،‬المرجـ الســاء ‪ ،‬ص‪ 232‬دكتــور‪ /‬صــوض محمــد صــوض‪ ،‬الم ــاد العامــة ــي‬
‫قانون اإلجراءات الجنائية‪ ،‬ساء اإلشارة إلي ‪ ،‬ص‪.396‬‬
‫‪53‬‬ ‫ضمانات الحماية الجنائية لممارسة مهنة المحاماة‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫من اسساس إصدار أمـر قةـائي اةـ و أا ممـا تقـدا وإال كـان هـذا‬ ‫لسلطة التحق‬
‫اسمر منعدما‪ ،‬وهو مـا يعنـي اسـتحالة الحـديث صـن تن ـذ مـادا لهـذا الةـ و‪ ،‬سـواء‬
‫ذاتها أو صن مرة نـدب مـأمور الةـ و القةـائي‪ .‬وال يخ ـى‬ ‫امعر ة سلطة التحق‬
‫صلى أحد المبرر وراء هذا التوج والمتمثل ـي ضـرورة المحا ظـة صلـى أسـرار مهنـة‬
‫المحامــاة ومــا يتصــل ءهــا مــن أسـرار الــد ا أمــاا القةــاء الجنــائي وأسـرار المــوكل ن‬
‫صموما صلى نحـو يم ـن المحـامي مـن ممارسـة مهنتـ احرةـة و عاليـة‪ .‬وممـا ال شـك‬
‫طي أن احتراا ح الـد ا يمثـل أهميـة كبـرا لـيس قـو للمـتهم وإنمـا للمجتمـ ك ـل‬
‫ااصت اره صنصـ ار هامـا مـن صناصـر المحاكمـة العادلـة أو المنصـ ة‪ .‬ءـل إن جان ـ ا مـن‬
‫ال ق ـ يصــل إلــى حــد القــول اــأن احت ـراا ح ـ الــد ا يمثــل أهميــة تعلــو صلــى أهميــة‬
‫كفـــا حقيقـــة الجرةمـــة وتوقيــ العقـــاب صلـــى مرتكبهـــا‪ .1‬وحقيقـــة اسمـــر أن الح ـــم‬
‫القةائي س القي االحتراا والقبـول العـاا لـدا أ ـراد المجتمـ ‪ ،‬سـواء كـان ااإلدانـة أو‬
‫االبراءة‪ ،‬اقدر ما تك لـ إجـراءات المالحقـة الجنائيـة وإجـراءات المحاكمـة مـن احتـراا‬
‫ذلك الح الـذا تـؤدا مهنـة المحامـاة افـأن دو ار أساسـيا تسـاهم مـن‬ ‫لح الد ا‬
‫العدالة الجنائية‪.‬‬ ‫ي تحق‬ ‫الل‬

‫ونحن نـرا أن مـا تقـرره المـادة ‪ 96‬مـن قـانون اإلجـراءات الجنائيـة مـن حظـر‬
‫مطل إلجراء ضـ و اسوراق والمراسـالت المت ادلـة ءـ ن المـتهم ومحاميـ يمثـل موق ـا‬
‫تفــــرةويا مو قــــا‪ ،‬سنـــ إذا تصــــورنا أن القــــانون يج ــــز ضـــ و اسوراق والمراســــالت‬
‫نطـاق مم ـن واموجـت ضـمانات غ ـر‬ ‫المت ادلة ء ن المتهم ومحامي ولـو ـي أضـ‬
‫مســـبوقة‪ ،‬عل نـــا أن نتصـــور أيةـــا مـــا يم ـــن أن ي ـــون صليـ ـ الواقـ ـ العملـــي مـــن‬
‫روقــات سســرار مهنـــة المحامــاة ءـــذرائ كث ـــرة ال أســـاس لهــا مـــن الواقــ ‪ .‬وصندئـــذ‬
‫سي ون تقدير مفرو ية إجراء الة و من سلطة قاضي الموضو الذا سـيعتمد ـي‬
‫ق ـراره صلــى مــا يجــرا تقديم ـ مــن محاضــر وأوراق‪ ،‬لــيس مــن المســت عد إجراؤهــا أو‬
‫الحصول صل ها االمخال ة س القيات ممارسة أصمال الةـ طية القةـائية أو التحق ـ‬

‫‪ 1‬دكتور‪ /‬صبدالمهيمن ا ر‪ ،‬المرج الساء ‪ ،‬ص‪.231‬‬


‫مجلة القانون واالقتصاد – العدد (الثالث والتسعون)‬ ‫‪54‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫الواقـ أن إجـراء الةـ و تــم اـ احتراا الةـمانات المقــررة‬ ‫االءتـدائي‪ ،‬تثبـت صلـى ــال‬
‫قانونــا‪ .‬وحت ــى صل ــى ــرض أن الق ـرار ك ــان اع ــدا مف ــرو ية إج ـراء الة ـ و م ــن‬
‫الناحي ــة القانوني ــة والح ــم ء طالن ـ واس ــت عاد م ــا تحص ــل من ـ م ــن أدل ــة‪ ،‬ـ ن‬
‫دو ن إم انيـة‬ ‫اإل فاء وانتهـاء أسـرار المهنـة وأسـرار الـد ا ي ـو ن قـد تحقـ‬
‫إصادة الحال إلى ما كان صلي قبل م اشـرة إجـراء الةـ و ال امـل ‪ .‬ولـذلك قـد‬
‫أحسن المفـر حـ ن حظـر اصـورة مطلقـة إم انيـة ضـ و اسوراق والمراسـالت‬
‫المت ادلة ء ن المتهم ومحامي سداء مهمة الد ا أمـاا القةـاء ‪ .‬و ةـال صـن‬
‫ن إجامة هذا اإلجراء‪ ،‬صلـى رضـية تصـوره‪ ،‬كـان سـ تعارض مـ مبـدأ‬ ‫ذلك‪،‬‬
‫قرةنة البراءة الذا يع ي المتهم من إث ات ءراءت وةلقي اعـتء اإلث ـات صلـى‬
‫الم ــدصي ــي ال ــدصوا الجنائي ــة ‪ .‬ول ــيس م ــن‬ ‫النياا ــة العام ــة ااصت اره ــا الط ــر‬
‫المنطقـــي أن تكـــو ن وسـ ـ لة التخةيـــف مـــن صـــتء اإلث ـــات هـــذا متمثلـــة ـــي‬
‫انتهــاك أســرار الــد ا التــي صهــ د ءهــا المــتهم ن ســ إلــى محاميــ ااصت ــاره‬
‫مؤتمنا صل ها اص ت المهنية ‪.‬‬

‫وصلــى الــرغم مــن حســم اسمــر افــأن حظــر إجـراء الةـ و صلــى النحــو المب ـ ن‬
‫أصاله حظ ار مطلقا‪ ،‬ن تحل ـل نـص المـادة ‪ 96‬مـن قـانون اإلجـراءات الجنائيـة يث ـر‬
‫حظر الةـ و‬ ‫التساؤل حول مسألت ن ي غاية اسهمية تتعل أوالهما ءنطاق تطب‬
‫من ح ث الم ان‪ ،‬وتتصل ثان تهما االمحل الذا يفمل الحظر‪ ،‬وسنوضـ ذلـك صلـى‬
‫النحو اآلتي‪:‬‬

‫ارة نـص المـادة ‪ 96‬مـن قـانون اإلجـراءات الجنائيـة‬ ‫من ناحية أولى‪ ،‬تف ر‬
‫إلــى أن حظــر الة ـ و يســرا افــأن اسوراق أو المســتندات أو المراســالت الموجــودة‬
‫ـارة الـدا المـدا ا‬ ‫صن المتهم‪ ،‬وهو ما يسـتلزا الوقـو صلـى مـدلول‬ ‫لدا المدا‬
‫لتحديــد نطــاق الحظــر المنصــوص صليـ ‪ .‬وال يخ ــى مــا يترتــت صلــى هــذا التحديــد مــن‬
‫ةثار صملية حاسمة افأن ال حث صن الدل ل الجنـائي ومـدا مفـروص ت ‪ .‬و ـي سـب ل‬
‫ت س ر هذه الو ارة انقسم ال ق إلى اتجاه ن‪:‬‬
‫‪55‬‬ ‫ضمانات الحماية الجنائية لممارسة مهنة المحاماة‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ــارة الــنص‪ ،‬ومــؤدا ذلــك أن حظــر‬ ‫يــذهت اتجــاه أول‪ 1‬إلــى ت ل ــت صــرة‬
‫الةـ و يقتصــر صلــى اسوراق والمســتندات والمراســالت الموجــودة ــي حــومة المحــامي‬
‫اال عــل‪ ،‬اح ــث يجــوم ض ـ و هــذه اسوراق والمســتندات والمراســالت قبــل أن يتســلمها‬
‫المحامي‪ ،‬كما لو كان الة و ي م اتـت البرةـد أو البـرق أو غ رهـا‪ ،‬شـرةطة أن يـ تم‬
‫الة و قبل أن يتسلمها المحامي اال عل‪ .‬ح ث لن يسرا صندئذ نص المـادة ‪ 96‬مـن‬
‫قانون اإلجراءات الجنائية‪ ،‬وإنما يتع ن مراصاة القواصـد المنصـوص صل هـا ـي المـواد‬
‫‪ 95‬و‪ 97‬و‪ 206‬من قانون اإلجراءات الجنائية‪.‬‬

‫وةــذهت اتجــاه ة ــر إلــى أن حظــر الة ـ و ال ـوارد ــي المــادة ‪ 96‬مــن قــانون‬
‫اإلجـراءات الجنائيــة يمتــد ليفــمل اسوراق أو المســتندات أو المراســالت الموجهــة مــن‬
‫المتهم لمحامي والتي المالت ي م اتت البرةـد أو البـرق أو غ رهـا‪ ،‬لمـا يمثلـ إجـامة‬
‫الة ـ و ــي هــذه الحالــة مــن انتهــاك سس ـرار الــد ا ‪ .2‬ومــؤدا ذلــك أن حظــر ض ـ و‬
‫اسوراق والمستندات والمراسالت المت ادلـة ءـ ن المـتهم ومحاميـ يمتـد ليفـملها أينمـا‬
‫وجــدت‪ ،‬وذلــك مــن منطل ـ ك الــة حرةــة الــد ا ‪ ،‬اصــة أن هــذه اسوراق قــد تحتــوا‬
‫المتهم اارتكاب الجرةمة أو صلى ما يؤثر سل ا صلى مركزه القـانوني ـي‬ ‫صلى اصت ار‬
‫الدصوا‪.3‬‬

‫ومن جانبنا نرا أن المويار الذا يتع ن إصمال لحل هـذه اإلشـ الية القانونيـة‬
‫والعملية يتمثل ي مدا تعل هذه اسوراق أو المستندات أو المراسـالت احـ الـد ا‬
‫وأسراره ومتطل ات ممارسة مهنة المحاماة‪ ،‬وذلك و قا لمـا تفـ ر إليـ اجـالء فـرو‬
‫الواق العملي المحيطة ا جراء الة و‪.‬‬

‫‪ 1‬دكتور‪ /‬مأمون محمد سالم ‪ ،‬المرج الساء ‪ ،‬ص‪.657‬‬


‫‪ 2‬دكتــور‪ /‬محمــود نج ــت حســني‪ ،‬شــر قــانون اإلج ـراءات الجنائيــة‪ ،‬ســاء اإلشــارة إلي ـ ‪ ،‬ص‪ 567‬دكتــور‪/‬‬
‫صبدالمهيمن ا ر‪ ،‬المرج الساء ‪ ،‬ص‪.233‬‬
‫‪ 3‬دكتــور‪ /‬محمــود محمــود مصــط ى‪ ،‬المرج ـ الســاء ‪ ،‬ص‪ 284‬دكتــور‪ /‬حســن صــادق المرصـ اوا‪ ،‬المرج ـ‬
‫الســاء ‪ ،‬ص‪ 409‬دكتــور‪ /‬صمــر الســع د رمةــان‪ ،‬المرجـ الســاء ‪ ،‬ص‪ 388‬دكتــورة‪ /‬ومةــة صبدالســتار‪،‬‬
‫شر قانون اإلجراءات الجنائية و قا سحدث التعديالت‪ ،‬ساء اإلشارة إلي ‪ ،‬ص‪.355‬‬
‫مجلة القانون واالقتصاد – العدد (الثالث والتسعون)‬ ‫‪56‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫مــن ناحيــة‪ ،‬نــرا أنـ صنــدما تكــون اسوراق أو المســتندات أو الم ارسـ الت ــي‬
‫حومة المحامي‪ ،‬ن الدالئل المستمدة مـن هـذا الواقـ تفـ ر يق نـا إلـى صـلتها اـأداء‬
‫هـذا اس ـر مهمـة الـد ا صـن المـتهم‪ ،‬ووجـت ح ن ـذ االمتنـا صـن ضـ طها وإال صـد‬
‫هــذا الة ـ و منعــدما غ ــر منــتث سا أثــر قــانوني‪ .‬ونــرا أن ـ يســتوا أن تكــون هــذه‬
‫اسوراق وغ رها ي م تت المحامي أو ي منزل ‪ ،‬سن حرمتها نااعة من ذاتهـا ولـيس‬
‫مــن الم ــان المتواجــدة طي ـ ‪ .‬وحجتنــا ــي ذلــك أن ـ وإن كــان ت تــيش م تــت المحــامي‬
‫جائ از ي أحوال مع نة‪ ،‬ن ض و اسوراق التـي تخـص أداء المحـامي سصمـال مهنتـ‬
‫المتصلة االد ا صن المتهم أو مصال موكلي محظـور حظـ ار مطلقـا‪ .1‬ومـؤدا ذلـك‬
‫أن مفرو ية إجراء الت تيش ال تعني االةرورة جوام ضـ و اسشـياء اصـورة مطلقـة‪.‬‬
‫ي أحوال مع نة‪ ،‬نـ ال يجـوم‬ ‫ذا كان يجوم قانونا ت تيش منزل المحامي وم ت‬
‫أثناء تن ذ الت تـيش انتهـاك أسـرار مهنـة المحامـاة اةـ و مـا يتصـل اـأداء المحـامي‬
‫ي الد ا صن المتهم أماا جهات القةاء الجنائي‪.‬‬ ‫مهمت‬

‫صلـى مـدا‬ ‫ومن ناحيـة أ ـرا‪ ،‬نـرا أنـ يصـعت مـن الناحيـة العمليـة الوقـو‬
‫ــي الــد ا‬ ‫تعل ـ أوراق أو مســتندات أو مراســالت مع نــة اممارســة المحــامي مهنت ـ‬
‫صن المتهم ح نما تكون هذه اسوراق أو غ رها ليسـت لـدا المحـامي أو ـي حيامتـ ‪.‬‬
‫والقــول ا ــر ذلــك يمــن المــتهم حمايــة صلــى غ ــر ســند مــن القــانون‪ ،‬وة ــرض حظــر‬
‫ض ـ و أيــة أوراق أو مســتندات أو مراســالت توجــد ــي حيامت ـ لمجــرد االدصــاء اأنهــا‬
‫ــي الــد ا صــن ن س ـ أمــاا القةــاء‪ .‬وســتكون اآلثــار العمليــة‬ ‫تتصــل احرمــة حق ـ‬
‫الناجمــة صــن ذلــك معرقلــة ل اصليــة اإلج ـراء الجنــائي ومعوقــة لحســن س ـ ر إج ـراءات‬
‫الهاد ة لكفا حقيقة الجرةمة المرتك ة‪.‬‬ ‫التحق‬

‫ولذلك نحن نم ل إلى الرأا الذا يـرا أن يقتصـر الحظـر صلـى ضـ و اسوراق‬
‫والمستندات والمراسالت الموجودة تحـت يـد المحـامي ـي أا م ـان سـواء ـي م ت ـ‬

‫‪ 1‬راج ما سب أن تناولناه ـي الم حـث اسول مـن هـ ذه الد ارسـة افـأن حـاالت جـوام ت تـيش م تـت المحامـاة‬
‫انتهاك أسرار الد ا ‪.‬‬ ‫وحظر الت تيش المستهد‬
‫‪57‬‬ ‫ضمانات الحماية الجنائية لممارسة مهنة المحاماة‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫أو مس ن ‪ ،‬أو ي حيامت الفخصية كما لو كانت ي سيارت أو حق ة يـده‪ .‬وةخـر‬


‫صن نطاق حظر الة و تلك الموجودة ـي حيـامة المـتهم أو مسـ ن أو ـي أا م ـان‬
‫ال تتوا ر االنس ة ل معاي ر سرةان الحماية المقررة لممارسة مهنـة المحامـاة‪ .‬اح ـث‬
‫يتع ن صندئذ‪ ،‬ي هذه ال رضية اس رة‪ ،‬إصمال نصـوص المـواد ‪ 95‬و‪ 97‬و‪ 206‬مـن‬
‫قــانون اإلجـراءات الجنائيــة التــي تقــرر القواصــد والةــمانات الحاكمــة إلجـراءات ضـ و‬
‫اسوراق وغ رها اص ة صامة‪.‬‬

‫ــارات نــص المــادة ‪ 96‬مــن‬ ‫ومــن ناحيــة ثانيــة‪ ،‬يثــور التســاؤل ــي ضــوء‬
‫قــــانون اإلجــ ـراءات الجنائيــــة صمــــا إذا كــــان الحظــــر يقتصــــر صلــــى ضــ ـ و اسوراق‬
‫والمســـتندات والمراســـالت المت ادلـــة ءــ ن المـــتهم ومحاميــ ‪ ،‬أا يمتـــد ليفـــمل مراق ـــة‬
‫الم المات الهاتةية المت ادلة ء نهما‪.‬‬

‫ــارة المراســالت المت ادلــة ء ـ ن كــل‬ ‫والحقيقــة أن ال ق ـ ي ــاد يجمـ صلــى أن‬
‫مــن المـــتهم ومحاميــ ال تقتصـــر صلـــى المراســـالت الم تواـــة قـــو‪ ،‬وإنمـــا تمتـــد إلـــى‬
‫المحادثات الهاتةية‪ ،‬ااصت ـار أن هـذه اس ـرة ال تعـدو أن تكـون رسـائل مت ادلـة ءـ ن‬
‫المحامي وموكل ‪ ،‬وإن كانت من قب ـل الرسـائل الفـ وةة‪ .1‬ومـؤدا ذلـك حظـر مراق ـة‬
‫المحادثـــات الهاتةيـــة المت ادلـــة ءـ ـ ن المـــتهم ومحاميـ ـ حمايـــة سسـ ـرار الـــد ا ‪ ،‬امـــا‬
‫يستوجت است عاد مةمون مـا يـتم رصـده مـن محادثـات هاتةيـة مت ادلـة ءـ ن المـتهم‬
‫ومحامي ح نما تكون مراق ة الم المات الهاتةيـة تجـرا و قـا لـنص أا مـن المـادت ن‬
‫‪ 95‬أو ‪ 206‬مـــن قـــانون اإلجـ ـراءات الجنائيـــة‪ ،‬ومـــن ثـــم صـــدا االصتمـــاد صل هـــا أو‬
‫االستناد إل ها كدل ل إلدانة المتهم‪.2‬‬

‫‪ 1‬دكتــور‪ /‬صمــر الســع د رمةــان‪ ،‬المرجــ الســاء ‪ ،‬ص‪ 388‬دكتــور‪ /‬صبــدالمهيمن ا ــر‪ ،‬المرجــ الســاء ‪،‬‬
‫ص‪ 328‬دكتــورة‪ /‬ومةــة صبدالســتار‪ ،‬شــر قــانون اإلج ـراءات الجنائيــة و قــا سحــدث التعــديالت‪ ،‬المرجــ‬
‫الساء ‪ ،‬ص‪.355‬‬
‫‪ 2‬دكتــور‪ /‬محمــود نج ــت حســني‪ ،‬شــر قــانون اإلج ـراءات الجنائيــة‪ ،‬ســاء اإلشــارة إلي ـ ‪ ،‬ص‪ 567‬دكتــور‪/‬‬
‫أحمـــد تحـــي ســـرور‪ ،‬الوســـيو ـــي قــــانون اإلجـ ـراءات الجنائيـــة – الكتـــاب اسول‪ ،‬ســـاء اإلشـــارة إليـــ ‪،‬‬
‫ص‪ 1001‬دكتــور‪ /‬مــأمون محمــد ســالم ‪ ،‬المرج ـ الســاء ‪ ،‬ص‪ 658‬دكتــور‪ /‬صبــدالمهيمن ا ــر‪ ،‬المرج ـ‬
‫الساء ‪ ،‬ص‪ 233‬دكتور‪ /‬صمر محمد سالم‪ ،‬المرج الساء ‪ ،‬ص‪.275‬‬
‫مجلة القانون واالقتصاد – العدد (الثالث والتسعون)‬ ‫‪58‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ـارة نـص المـادة ‪ 96‬مـن‬ ‫ونحن من جانبنا نؤةد هذا التوج استنادا إلـى أن‬
‫قـــانون اإلجــراءات الجنائيـــة جـــاءت صامـــة افـــأن المراســـالت المت ادلـــة ءــ ن المـــتهم‬
‫ومحامي ـ ‪ ،‬امــا مــؤداه امتــداد حظــر ض ـ و المراســالت المت ادلــة ء ـ ن كــل مــن المــتهم‬
‫ومحاميـ إلــى ضـ و المحادثــات الهاتةيــة وغ رهــا مــن المحادثــات التــي تجــرا ء نهمــا‬
‫صبــر وســائل التواصــل الحديثــة‪ ،‬مالمــا انصــبت صلــى معلومــات تخــص القةــية التــي‬
‫ـي الـد ا صـن المـتهم‪ .‬المويـار الـذا نـراه صـالحا‬ ‫يمارس المحامي افأنها مهمت‬
‫لحسم هذه اإلش الية‪ ،‬والذا صلى أساس يتع ن إصمال الحظـر الـوارد ـي المـادة ‪96‬‬
‫مــن قــانون اإلجــراءات الجنائيـــة‪ ،‬يتمثــل ــي تعلــ المراســـلة أيــا كانــت مبيعتهـــا أو‬
‫وس ـ لتها اأس ـرار الــد ا واــأداء المحــامي أصمــال مهنت ـ ‪ ،‬اح ــث ي ــون الةيصــل ــي‬
‫الح ـــم صلـــى المســـألة هـــو امحتـــوا الرســـالة ولـــيس ءوسـ ـ لتها‪ .‬ومالمـــا أن وسـ ـ لة‬
‫المراسالت الف وةة قد تكون شخص وسيو أو محادثة هاتةية أو رسـالة نصـية صبـر‬
‫الهواتا النقال أو أا من التطبيقـات االلكترونيـة الحديثـة‪ ،‬ـ ن الحظـر يفـمل ضـ و‬
‫هذه المحادثات أو الرسائل جميعهـا‪ ،‬كلمـا تبـ ن اتصـال محتواهـا اأسـرار الـد ا دون‬
‫سـ ـواها‪ .‬وصلـــى هـــذا النحـــو نـ ـ إذا كانـــت ضـــمانات تســـج ل المحادثـــات الهاتةيـــة‬
‫ــي مالحقــة مرتكبـــي‬ ‫وضــ طها تك ــل تحق ــ تــوامن صــادل ءــ ن مصــلحة المجتمــ‬
‫الجرائم وا ن حماية حقـوق اس ـراد ـي حرمـة أسـرارهم‪ ،1‬ـ ن حظـر ضـ و المراسـالت‬
‫المت ادلة ء ن المتهم ومحامي ‪ ،‬سـواء كانـت م تواـة أو شـ وةة‪ ،‬يمثـل حمايـة سسـرار‬
‫الــد ا أمــاا المحــاكم وضــمانة هامــة لممارســة مهنــة المحامــاة اصــورة حــرة وةمنــة‬
‫ها كمستود سسرار الد ا ‪.‬‬ ‫ترسخ ثقة أ راد المجتم‬

‫وقـد اسـتدل جانـت مــن ال قـ صلـى حظـر ضـ و المراسـالت المت ادلـة الم تواــة‬
‫ء ن كل مـن المـتهم ومحاميـ امـا تقـرره المـادة ‪ 141‬مـن قـانون اإلجـراءات الجنائيـة‬
‫مــن ك الــة إج ـراء اسحاديــث الف ـ وةة ء نهمــا دون حةــور أحــد‪ ،‬ـ ذا كــان ال يجــوم‬
‫نـ ال يجـوم لـ االمـال‬ ‫للمحق االستما للحـديث الفـ وا ءـ ن المـتهم ومحاميـ‬

‫‪ 1‬دكتور‪ /‬صبدالمهيمن ا ر‪ ،‬المرج الساء ‪ ،‬ص‪.324‬‬


‫‪59‬‬ ‫ضمانات الحماية الجنائية لممارسة مهنة المحاماة‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫صلى المراسالت المت ادلة ء نهما كونها أحاديث م تواة‪ .1‬وصلى الرغم من صـحة هـذا‬
‫االستدالل إال أن وضو نص المادة ‪ 96‬مـن قـانون اإلجـراءات الجنائيـة افـأن حظـر‬
‫ضـ و المراســالت المت ادلــة ءـ ن المــتهم ومحاميـ ‪ ،‬والتــي ــي ال الــت تكــون م تواــة‪،‬‬
‫ي نــي صــن اللجــوء لهــذا االســتدالل‪ .‬واالمقاءــل نــرا أن االســتدالل ءــنص المــادة ‪141‬‬
‫مــن قــانون اإلجـراءات الجنائيــة قــد ي ــون م ــدا افــأن تأك ــد حظــر ضـ و المراســالت‬
‫الف وةة‪ ،‬وذلك من منطلـ أن المراسـالت المت ادلـة ءـ ن المـتهم ومحاميـ ال تقتصـر‬
‫قو صلى اسحاديث الم تواة‪ ،‬وإنما تفمل كذلك اسحاديث الفـ وةة‪ ،‬وهـذه اس ـرة قـد‬
‫تجرا ء نهما م اشـرة أو مـن ـالل وسـ لة اتصـال حديثـة‪ ،‬ومـن ثـم ـ ن حظـر ضـ و‬
‫المراسالت الـوارد ءـنص المـادة ‪ 96‬مـن قـانون اإلجـراءات الجنائيـة يفـمل المحادثـات‬
‫الهاتةية اطبيعة الحال‪.‬‬

‫الفرع الثالث‬
‫ضمانات محاية خصوصية لقاءات املتهم مبحاميه‬

‫ــي الخصوصــية اص ـ ة صامــة مــن أقــدس الحقــوق صلــى اإلمــالق‬ ‫يعــد الح ـ‬
‫كون ي رض سياجا من الحماية صلى لوة اإلنسان م ن س أو م غ ره صلى نحـو‬
‫ال ي تــرض امــال ال ــر صل هــا أو اســتراق الســم افــأنها‪ .2‬وتمثــل لقــاءات المــتهم‬
‫ومحامي التي تتم ي إمار ممارسة مهنة المحاماة صامال هاما لنجـا المحـامي ـي‬
‫أداء مهمــة الــد ا صــن موكل ـ أمــاا القةــاء‪ ،‬نظ ـ ار لمــا ي ةــي ا ـ هــذا اس ــر مــن‬
‫معلومات تتصل االواقعة اإلجرامية المنسـوب إليـ ارتكاءهـا‪ .‬ولـذلك نـ مـن اسهميـة‬
‫ام ان أن يفعر المـتهم ااالمم نـان ـالل لقائـ امحاميـ وإسـراره لـ ام نـون ن سـ‬
‫ــي صوصــية اسحاديــث الم اشــرة المت ادلــة ء نهمــا‪،‬‬ ‫وذلــك مــن ــالل ك الــة الح ـ‬
‫واست عاد أا دل ـل يم ـن الوصـول إليـ اانتهـاك هـذه الخصوصـية‪ ،‬وإال النعـدمت كـل‬
‫قيمة إلقرار ح المتهم ي االستعانة امحاا‪.‬‬

‫‪ 1‬دكتور‪ /‬محمود نج ت حسني‪ ،‬شر قانون اإلجراءات الجنائية‪ ،‬ساء اإلشارة إلي ‪ ،‬ص‪.566‬‬
‫‪ 2‬دكتور‪ /‬صبدالمهيمن ا ر‪ ،‬المرج الساء ‪ ،‬ص‪.410‬‬
‫مجلة القانون واالقتصاد – العدد (الثالث والتسعون)‬ ‫‪60‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫عـدل الصـادر صـاا‬ ‫الم َّ‬ ‫ا‬


‫و ي هذا الصدد يتع ن اإلشارة إلى أن الدستور المصـر ُ‬
‫‪ 2014‬ك ــل ــي العديــد مــن نصوصــ حةــور محــامي مــ المــتهم أثنــاء التحق ــ‬
‫والمحاكمة‪ ،‬سواء كان المحامي موكال من قبل المـتهم أا كـان منتـداا‪ .‬تـنص المـادة‬
‫مع إال ي حةور محامي ‪ ،‬ـ ن لـم‬ ‫‪ 3/54‬من الدستور صلى أن ا وال يبدأ التحق‬
‫ي ــن ل ـ محــاا‪ ،‬نــدب ل ـ محــاا‪ ،‬م ـ تــو ر المســاصدة الالممــة لــذوا اإلصاقــة‪ ،‬و قــا‬
‫لةجـراءات المقــررة ــي القــانون‪.‬ا كمــا تــنص المــادة ‪ 6/54‬مــن الدســتور صلــى أنـ ا‬
‫و ي جمي اسحوال ال يجوم محاكمة المتهم ي الجـرائم التـي يجـوم الحـ س هـا إال‬
‫احةور محاا موكل أو ٌمنتدب‪.‬ا وتنص كـذلك المـادة ‪ 1/98‬مـن الدسـتور صلـى أن ا‬
‫حـ الـد ا أصـالة أو االوكالـة م ـول‪ .‬واسـتقالل المحامـاة وحمايـة حقوقهـا ضــمان‬
‫لك الة ح الد ا ‪.‬ا‬

‫و ي ذات السياق تـنظم المـادة ‪ 124‬مـن قـانون اإلجـراءات الجنائيـة‪ ،‬المعدلـة‬


‫االقــانون رقــم ‪ 145‬لســنة ‪ ،12006‬حةــور المحــامي صــح ة المــتهم ــالل م اشــرة‬
‫صدد من إجراءات التحق ـ الهامـة والخط ـرة مثـل االسـتجواب والمواجهـة‪ ،‬ح ـث ُتلـزا‬
‫ي جناية صموما أو جنحـة‬ ‫النيااة العامة‪ ،‬أو قاضي التحق ‪ ،‬صندما يجرا التحق‬
‫مـ ن الجـن التـي يقــرر لهـا القـانون صقواـة الحـ س الوجـواي‪ ،‬ءـدصوة محـامي المــتهم‬
‫للحةور أو ءندب محاا ل إذا لم ي ن ل محـاا أو إذا تخلـا محاميـ صـن الحةـور‬
‫صلــى الــرغم مــن توجي ـ الــدصوة إلي ـ ‪ .‬وتــنص المــادة ‪ 2/125‬مــن قــانون اإلج ـراءات‬
‫الجنائيـــة صلـــى أنــ ا و ـــي جميــ اسحــوال ال يجـــوم ال صـــل ءــ ن المـــتهم ومحاميــ‬
‫الحاضـــر معـ ـ أثنـــاء التحق ـ ـ ‪.‬ا كمـــا تـــنص المـــادة ‪ 1/237‬مـــن قـــانون اإلجـ ـراءات‬

‫‪ 1‬تــنص المــادة ‪ 124‬مــن قــانون اإلج ـراءات الجنــائي ــي قراتهــا اسولــى والثانيــة والثالثــة صلــى أن ـ ا يجــوم‬
‫ي الجنايات و ي الجن المعاقت صل ها اـالح س وجواـا أن يسـتجوب المـتهم أو يواجهـ ا ـره مـن‬ ‫للمحق‬
‫مـن‬ ‫المتهم ن أو الفـهود إال اعـد دصـوة محاميـ للحةـور صـدا حالـة التلـ س وحالـة السـرصة اسـبت الخـو‬
‫ي المحةر‪ .‬وصلى المتهم أن يعلن اسـم محاميـ ءتقرةـر لـدا‬ ‫ضيا اسدلة صلى النحو الذا يثبت المحق‬
‫كت ـاب المح مــة أو إلــى مــأمور الســجن‪ ،‬أو يخطــر ا ـ المحق ـ ‪ ،‬كمــا يجــوم لمحاميــ أن يتــولى هــذا‬
‫قلــم ا‬
‫اإلصالن أو اإل طار‪ .‬وإذا لم ي ن للمتهم محاا‪ ،‬أو لم يحةر محامي اعد دصوت ‪ ،‬وجـت صلـى المحقـ ‪ ،‬مـن‬
‫تلقاء ن س ‪ ،‬أن يندب ل محاميا‪.‬ا‬
‫‪61‬‬ ‫ضمانات الحماية الجنائية لممارسة مهنة المحاماة‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫الجنائية‪ ،‬المسـتبدلة االقـانون رقـم ‪ 145‬لسـنة ‪ 2006‬صلـى أنـ ا يجـت صلـى المـتهم‬
‫ي جنحة معاقت صل ها االح س الذا يوجـت القـانون تن ـذه ـور صـدور الح ـم اـ‬
‫أن يحةــر ءن سـ ‪ ،‬وإذا لــم ي ــن للمــتهم الحاضــر ــي جنحــة معاقــت صل هــا اــالح س‬
‫وجواـا محــاا‪ ،‬وجـت صلــى المح مـة أن تنــدب لـ محاميـا للــد ا صنـ ‪.‬ا وكــذلك تــنص‬
‫المــادة ‪ 2/214‬مــن قــانون اإلجـراءات الجنائيــة صلــى أن ا ‪ ...‬وةنــدب المحــامي العــاا‬
‫من تلقاء ن س محاميـا لكـل مـتهم اجنايـة صـدر أمـر ا حالتـ إلـى مح مـة الجنايـ ات‬
‫إذا لم ي ن قد وكل محاميا للد ا صن ‪. ... ،‬ا‬

‫وال ــرض مــن استعراضــنا لهــذه النصــوص الدســتورةة والتفــرةوية ءيــان أهميــة‬
‫ح المتهم ي االستعانة امحاا ي جمي مراحل الدصوا الجنائية وك الة هذا الحـ‬
‫ءوسائل صديدة‪ ،‬اصة افأن الجـرائم الخط ـرة أو المعاقـت صل هـا اـالح س الوجـواي‪.‬‬
‫والحقيقة أن تقرةر ح المتهم ي حةور محاا لك الة ح الد ا صن أمـاا جهـات‬
‫القةاء الجنائي يةحى صديم القيمة إذا لم ي ن هذا الحةور عـاال‪ ،‬وهـو لـن ي ـون‬
‫كــذلك ءــدون ضــمانات تك ــل حرةــة و صوصــية واســتمرارةة التواصــل الم اشــر ءــ ن‬
‫المتهم ومحامي صلى نحو يحمـي سـرةتها وةحـول دون االمـال صلـى مـا يـدور هـا‬
‫مــن ح ـوارات‪ .‬وننــوه ــي هــذا الصــدد إلــى أن هــذه الحمايــة ال تمن ـ اــأا حــال مــن‬
‫اسحوال قياا مسؤولية المحامي الجنائية حـال روجـ صـن مهامـ المهنيـة المتمثلـة‬
‫ــي الــد ا صــن المــتهم‪ ،‬كنقــل تكلي ــات مــن المــتهم إلــى غ ــره مــن المتهمـ ن مطلقــي‬
‫الس ار ‪.‬‬

‫وقد ك ل المفر ح المـتهم ـي االتصـال امحاميـ ح ـث تـنص المـادة ‪141‬‬


‫ـــي‬ ‫مـــن قـــانون اإلجـ ـراءات الجنائيـــة صلـــى أن ا للنيااـــة العامـــة ولقاضـــي التحق ـ ـ‬
‫القةايا التي يندب لتحقيقها ي كل اسحوال أن يـأمر اعـدا اتصـال المـتهم ا ـره مـن‬
‫المســجون ن واــأال يــزوره أحــد وذلــك ءــدون إ ــالل اح ـ المــتهم ـ ي االتصــال دائمــا‬
‫صن ءدون حةور أحد‪.‬ا كما تنص المادة ‪ 53‬من قانون المحامـاة صلـى أن‬ ‫االمدا‬
‫ا للمحــامي المــر ص لـ مــن النيااــة ءزةــارة أحــد المحبوسـ ن ــي الســجون العموميــة‬
‫مجلة القانون واالقتصاد – العدد (الثالث والتسعون)‬ ‫‪62‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ي أا وقت واالجتما ا صلى ان راد‪ ،‬و ي م ان الئ دا ل السجن‪1.‬ا‬ ‫ح مةارت‬

‫ومـؤدا هـذين النصـ ن أن التواصـل ءـ ن المـتهم ومحاميـ الـذا يتـولى مهمـة‬


‫الد ا صن م ول ي جمي اسوقات ءناء صلى تصرة من النيااـة العامـة‪ ،‬وهـو مـا‬
‫ي ترض أن المـتهم محبوسـا إمـا تن ـذا سمـر صـادر اح سـ احتياميـا‪ ،‬وإمـا اموجـت‬
‫اح م جنائي واجت الن اذ وإن كان غ ر اات اعد‪ .‬و ةال صن ذلك‪ ،‬ن هـذا التواصـل‬
‫يتع ن أن ي ون صلى ان راد ء نهما من دون حةور أحد غ رهما‪ ،‬إال إذا كان حةـور‬
‫أحــد مــن ال ــر‪ ،‬اطبيعــة الحــال‪ ،‬ءنــاء صلــى ملبهمــا أو موا قتهمــا الصــرةحة الحــرة‬
‫الوا ية‪.‬‬

‫وصلــى الــرغم مــن أن نــص المــادة ‪ 141‬مــن قــانون اإلجـراءات الجنائيــة ونــص‬
‫المــادة ‪ 53‬مـــن قــانون المحامـــاة تك ــالن صوصـــية وســرةة التواصـــل ءــ ن المـــتهم‬
‫ومحاميــ ‪ ،‬ـ ن مجــال ســرةانهما ينحصــر ــي حالــة مــا إذا كــان المــتهم حبيســا أو‬
‫مسجونا ي أحد اسماكن المخصصـة لـذلك قانونـا‪ .‬وةث ـر هـذا الوضـ اطبيعـة الحـال‬
‫تساؤال مفروصا حول ما إذا كانت لقاءات المتهم امحامي وتواصلهما افـأن القةـية‬
‫موضو االتهاا تظل محامة االسرةة ومحمية صوص ت ‪ ،‬وصلـى أا أسـاس قـانوني‬
‫يم ن القول ءذلك؟‬

‫الحقيقــة أن ـ ال يوجــد نــص صــرة افــأن حمايــة صوصــية وســرةة لقــاءات‬


‫ــي الــد ا صــن المــتهم‪.‬‬ ‫المــتهم امحاميـ التــي تــتم ــي إمــار أداء المحــامي مهمتـ‬
‫ولــذلك ـ ن ال حــث صــن هــذه الحمايــة ســي ون ــي النصــوص العامــة المقــررة افــأن‬
‫ــي الخصوصــية‪ ،‬وو قــا لــنص المــادة ‪ 95‬والمــادة ‪ 206‬مــن قــانون‬ ‫حمايــة الحــ‬
‫اإلجراءات الجنائية ن اسحاديث الخاصة تخة افأن تسـج لها للةـمانات المقـررة‬
‫افــأن مراق ــة المحادثــات الهاتةيــة وض ـ و اسوراق والرســائل والبرقيــات وغ رهــا لــدا‬

‫‪ 1‬وةتوا ـ م ـ هــذه النصــوص التفــرةوية مــا يــنص صلي ـ البنــد ‪ 22‬مــن الم ــاد اسساســية الخاصــة ءــدور‬
‫المحام ن التي اصتمدها مؤتمر اسمم المتحدة الثامن لمن الجرةمـة ومعاملـة المجـرم ن‪ ،‬المعقـود ـي ها انـا‬
‫ــالل ال تــرة مــن ‪ 27‬أغســطس إلــى ‪ 7‬ســبتمبر ‪ ،1990‬مــن أن ا تك ــل الح ومــات وتحتــرا ســرةة جميــ‬
‫االتصاالت والمفاورات التي تجرا ء ن المحام ن وموكل هم ي إمار صالقات المهنة‪.‬ا‬
‫‪63‬‬ ‫ضمانات الحماية الجنائية لممارسة مهنة المحاماة‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ــي‬ ‫م اتـت البرةـد والبــرق‪ .‬إال أن هـذه النصـوص التفــرةوية‪ ،‬وو قـا لمـا ســب ءيانـ‬
‫ال ــر اسول مــن هــذا المطلــت‪ ،‬ال تقــرر معاملــة اصــة افــأن العالقــة المهنيــة التــي‬
‫تــراو المــتهم امحامي ـ ‪ .‬كمــا أن نــص المــادة ‪ 96‬مــن قــانون اإلج ـراءات الجنائيــة ال‬
‫يسرا اـأا حـال مـن اسحـوال صلـى اسحاديـث الخاصـة التـي تـتم اصـورة م اشـرة ءـ ن‬
‫المتهم ومحامي ‪ ،‬ومن هنا نف ر إلى وجود راخ تفرةعي ي هذا الفأن‪.‬‬

‫وصلـــى الـــرغم مـــن هـــذا ال ـ ـراخ التفـــرةعي نـ ـ يحظـــر التنصـــت صلـــى هـــذه‬
‫اسحاديث وتسج لها صندما تجرا ي م تت المحاماة وذلك استنادا إلـى مـا يتمتـ اـ‬
‫مــن حرمــة اصــة تــرت و ا ونـ محــال لممارســة مهنــة المحامــاة ومــا يتصــل ءهــا مــن‬
‫أسرار الد ا ‪ ،‬مما يحول دون د ول أو م اشرة إجراءات التنصت وتسج ل ما يجـرا‬
‫دا ل من أحاديث اصة‪.‬‬

‫غ ــر أن المف ـ لة تــدق ح نمــا يجــرا الحــديث الخــاص ء ـ ن المــتهم ومحامي ـ‬


‫ــار م تــت المحامــاة‪ ،‬ح ــث تســرا صندئــذ نصــوص الم ـواد ‪ 95‬و‪ 206‬مــن قــانون‬
‫اإلج ـراءات الجنائيــة إذا كــان الحــديث يجــرا ــي م ــان ــاص و قــا لمــا تقةــي ا ـ‬
‫مح مــة الــنقل‪ ،1‬وةتجـ إليـ جانــت مــن ال قـ ‪ ،2‬أو إذا كانــت مبيعــة الحــديث ذاتـ‬
‫تف ر إلى صوص ت اصر النظر صن الم ان الذا يجرا طي و قـا لمـا يتجـ إليـ‬
‫جانــت ة ــر مــن ال قـ نؤةــده‪ ،‬اح ــث تمتــد الحمايــة إلــى الحــديث مالمــا كــان يــتم ــي‬
‫إمـــار مـــن الخصوصـــية التـــي تحـــول دون ســـما اآل ـــرةن لـ ـ أو امالصهـــم صلـــى‬
‫مةمون ولو كان يجرا ي م ان صاا‪ ،‬الحرمة تخص الحـديث ذاتـ وال صالقـة لهـا‬
‫اطبيعــة الم ــان أو ءتمتعـ احرمــة اصــة أا ال‪ .3‬قــد يتحــدث الفــخص صــن أمــور‬

‫‪ 1‬نقـــــل ‪ 27‬أكتـــــوار ‪ ،2003‬رقـــــم ‪ ،43945‬س ‪ 72‬ق‪ ،‬ح ـــــم غ ـــــر منفـــــور‪ ،‬شـــ ـ ة قـــ ـوان ن الفـــــرق‪،‬‬
‫‪www.eastlaws.com‬‬
‫‪ 2‬دكتور‪ /‬محمود نج ت حسني‪ ،‬شر قانون اإلجراءات الجنائية‪ ،‬ساء اإلشارة إلي ‪ ،‬ص‪.562‬‬
‫‪ 3‬دكتور‪ /‬صوض محمد صوض‪ ،‬الم اد العامة ي قانون اإلجراءات الجنائية‪ ،‬سـاء اإلشـارة إليـ ‪ ،‬ص‪404‬‬
‫دكتــور‪ /‬محمــد مكــي أءــو صــامر‪ ،‬الحمايــة الجنائيــة للحرةــة الفخصــية‪ ،‬دار الجامعــة الجديــدة‪ ،‬اإلس ـ ندرةة‪،‬‬
‫‪ ،2011‬ص‪.83‬‬
‫مجلة القانون واالقتصاد – العدد (الثالث والتسعون)‬ ‫‪64‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ت قــــد ءــــذلك‬ ‫شخصــــية يعتبرهــــا مــــن اسســـرار ــــي م ــــان صــــاا أو اصــــوت مرت ـــ‬
‫صوص تها‪ ،‬وقد يتناول الفخص موضوصا صاما ولكن ي فرو يحتاط هـا لعـدا‬
‫سما اآل رةن حديث طيعد ذلك من قب ل الحديث الخاص‪.1‬‬

‫و ي جمي اسحوال تظل حرمة هذه اسحاديث الخاصة التي تجرا ءـ ن المـتهم‬
‫ــار م تــت المحامــاة صرضــة للتنصــت‬ ‫ح نمــا ي ــون مطل ـ الس ـ ار وةــن محامي ـ‬
‫والتســج ل لعــدا وجــود نــص تفــرةعي يقــرر حمايــة اصــة ــي هــذا الفــأن صلــى ذات‬
‫النحــو المقــرر افــأن اسوراق والمراســالت اموجــت المــادة ‪ 96‬مــن الدســتور‪ .‬وصندئــذ‬
‫يخة ـ تقــدير مفــرو ية الــدل ل المســتمد مــن تســج ل هــذه اسحاديــث الخاصــة ء ـ ن‬
‫المتهم ومحامي إلى السلطة التقديرةة لقاضي الموضو ي ضـوء مـدا انتهـاك هـذا‬
‫التسج ل سسرار الد ا ومهنة المحاماة‪.‬‬

‫ــي الخصوصــية‪ ،‬وصلــى النقــيل مــن‬ ‫ولــذلك يــرا جانــت مــن ال قـ أن الحـ‬
‫ــي حرمــة المحادثــات الهاتةيــة‪ ،‬ال يجــوم انتهاكـ ولــو ءتـوا ر ذات الةــمانات‬ ‫الحـ‬
‫ـــي ذلـــك أنـ ـ إذا كـــان مـــن‬ ‫المقـــررة افـــأن مراق ـــة المحادثـــات التلي ونيـــة‪ ،‬وحجتـ ـ‬
‫المتصـــور أن يتوقــ المتحـــدث هاتةيـــا تلصـــص ال ـــر وتنصـــت صلـــى أحاديثــ صبـــر‬
‫الهــاتا ن ـ ال يتوق ـ أثنــاء أحاديث ـ الخاصــة التــي تجــرا امنــأا صــن اآل ــرةن أن‬
‫يتلصــص أحــدهم وةســترق الســم لهــذه اسحاديــث الخاصــة‪ .2‬ونــرا أن هــذا التوج ـ‬
‫ال قهــي يســتح مــن المفــر التأمــل افــأن ‪ ،‬ولــو صلــى أقــل تقــدير افــأن اسحاديــث‬
‫الخاصة التي تجرا ء ن المتهم ومحامي وتتصل اأسـرار الـد ا ‪ ،‬اصـر النظـر صـن‬
‫الم ان الذا تجرا طي مالما أحيطت ا جراءات تك ل صدا سـما اآل ـرةن لمـا يـدور‬
‫ها أو امالصهم صلى مةمونها‪.‬‬

‫‪ 1‬أنظر ي هذا المويار‪ :‬دكتـور‪ /‬محمـد مكـي أءـو صـامر‪ ،‬الحمايـة الجنائيـة للحرةـة الفخصـية‪ ،‬سـاء اإلشـارة‬
‫إلي ‪ ،‬ص‪ 83‬وما اعدها‪.‬‬
‫‪ 2‬دكتور‪ /‬صبدالمهيمن ا ر‪ ،‬المرج الساء ‪ ،‬ص‪.410‬‬
‫‪65‬‬ ‫ضمانات الحماية الجنائية لممارسة مهنة المحاماة‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫املطلب الثاني‬
‫ضمانات محاية األسرار املهنية من اإلفشاء‬

‫نتنــاول ــي هــذا المطلــت مســألة إص ــاء المحــامي مــن أداء الفــهادة افــأن‬
‫الوقــائ أو المعلومــات التــي يتصــل ءهــا صلم ـ اســبت أو امناس ـ ة ممارســت أصمــال‬
‫مهنتــ ااصت ارهـــا مـــن أسـ ـرار الـــد ا ‪ ،‬حمايـــة للثقـــة التـــي يول هـــا المـــتهم لمحاميـ ـ‬
‫ااصت اره أم نا صلى اسسرار المهنيـة‪ .‬و ةـال صـن ذلـك سـن حث مسـألة مـدا تعـارض‬
‫الح اظ صلى أسرار المهنة م واجت اإلءالخ صن الجرائم وما تث ـره هـذه المسـألة مـن‬
‫رضيات متنوصة‪ .‬واناء صلى ذلك نقسم هذا المطلت إلـى ـرص ن‪ :‬نتنـاول ـي أولهمـا‬
‫إص ــاء المحــامي مــن أداء الفــهادة ح افــا صلــى أس ـرار الــد ا ‪ .‬ونعــالث ــي ثان همــا‬
‫مدا تعارض الح اظ صلى أسرار المهنة م اإلءالخ صن الجرائم‪.‬‬

‫الفرع األول‬
‫إعفاء احملامي من أداء الشهادة‬
‫حفاظا على أسرار الدفاع‬

‫ممــا ال شــك طي ـ أن صالقــة المحــامي اموكل ـ تقــوا صلــى أســاس الثقــة التــي‬
‫يول هــا هــذا اس ــر طــيمن يختــاره أم نــا صلــى مصــالح صمومــا وصلــى أس ـرار د اص ـ‬
‫الجنــائي صلــى وجـ الخصــوص‪ ،‬سـواء كــان المحــامي مختــا ار أو منتــداا‪ .‬وهــذه الثقــة‬
‫ــي‬ ‫الموكــل إلــى اإل ةــاء اأس ـراره لمحامي ـ ا يــة تحق ـ مصــالح‬ ‫هــي التــي تــد‬
‫الدصوا أو غ رها من اسصمال التي تندر تحـت مهنـة المحامـاة‪ .‬وتـد يم هـذه الثقـة‬
‫القائمة صلى صوصية العالقـة ءـ ن المحـامي وموكلـ يتـي للمحـ امي االمـال صلـى‬
‫ي صن غ ره من معلومات‪ ،‬ؤهل ذلك للقيـاا ءواج ـ نحـو موكلـ صلـى أ ةـل‬ ‫ما‬
‫وج ـ مم ــن‪ .‬ولــذلك كــان الت ـزاا المحــامي االمحا ظــة صلــى أس ـرار موكل ـ مــن قب ــل‬
‫الواجت اس القي والمهني ااصت اره أم ار تسـتلزم أ القيـات ومتطل ـات ممارسـة مهنـة‬
‫مجلة القانون واالقتصاد – العدد (الثالث والتسعون)‬ ‫‪66‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ـي المـادة ‪20‬‬ ‫المحاماة‪ .1‬وليس أدل صلى ذلك مـن صـي ة اليمـ ن المنصـوص صليـ‬
‫قبل ممارسة المهنة‪.2‬‬ ‫من قانون المحاماة والذا يتع ن صلى المحامي حل‬

‫والحقيقــة أن المحا ظــة صلــى ســر المهنــة يحقــ مصــلحة اجتما يــة هامــة‬
‫تتمثــل ــي نفــر الطمأن نــة ء ـ ن المتقاض ـ ن ــالل س ـ ر إج ـراءات التقاضــي وهــو مــا‬
‫يدصم الثقة ي مر ـ القةـاء وصدالـة ونزاهـة أح امـ ‪ .‬واالمقاءـل لـو أُج ـز للمحـامي‬
‫إ فاء أسرار موكليـ سحجـم المتقاضـون صمومـا‪ ،‬امـن ـ هم المتهمـون جنائيـا‪ ،‬صـن‬
‫اإل ةاء إلى محام هم احقائ اسشياء ومـا تفـتمل صليـ مـن معلومـات قـد ت ـد ـي‬
‫القةـاء ل يـاب التعـاون ءـ ن القاضـي‬ ‫إقامة العدالة‪ ،‬طيخل ذلك االس ر السليم لمر‬
‫والمحامي الناجم صن انت اء الثقة ء ن المـتهم ومحاميـ ‪ ،‬ولـن يقتصـر الةـرر صندئـذ‬
‫صلـــى المصـــال الفخصـــية للمتقاضـــي أو للمـــتهم ءـــل يمتـــد إلـــى المصـــلحة العامـــة‬
‫للمجتم ‪ .3‬ونظـ ار المـال المحـامي صلـى العديـد مـن المعلومـات والوقـائ أو لحيامتـ‬
‫أوراقــا ومســتندات يم ــن أن تكــون محــال للفــهادة أمــاا القةــاء كــدل ل جنــائي ضــد‬
‫المـــتهم‪ ،‬ـ ـ ن نصوصـــا تفـــرةوية صديـــدة تك ـــل ر ـ ـ الحـــر صـــن المحـــامي وإمالـــة‬
‫التناقل الذا كان مـن المم ـن أن ي ـرض ن سـ صلـى الواقـ العملـي ءـ ن التزامـ‬
‫االمحا ظة صلى أسرار المهنة وا ن التزام كأا شخص ة ر ااإلدالء االفـهادة أمـاا‬
‫القةاء‪.‬‬

‫‪ 1‬دكتور‪ /‬محمد صبد الظاهر حس ن‪ ،‬العالقـة القانونيـة ءـ ن المحـامي والعم ـل‪ ،‬دار النهةـة العرايـة‪ ،‬القـاهرة‪،‬‬
‫‪ ،2006‬ص‪ 99‬دكتــور‪ /‬مصــط ى أحمــد صبــدالجواد حجــاما‪ ،‬التـزاا المحــامي االح ــاظ صلــى أسـرار العم ــل‪،‬‬
‫دار النهةــة العرايــة‪ ،‬القــاهرة‪ ،2005 ،‬ص‪ 182‬محمــود ســعد صبدالمج ــد‪ ،‬ض ـوااو وأح ــاا ممارســة مهنــة‬
‫المحاماة‪ ،‬الم تت الجامعي الحديث‪ ،‬اإلس ندرةة‪ ،2009 ،‬ص‪.258‬‬
‫‪ 2‬تــنص المــادة ‪ 20‬مــن قــانون المحامــاة المصــرا صلــى أن ـ ا ال يجــوم للمحــامي الــذا يق ــد اســم اجــدول‬
‫المحامــاة أن ي ـزاول المهنــة إال اعــد حلــا اليم ـ ن االصــي ة اآلتيــة‪( :‬أقســم اــام العظــيم أن أمــارس أصمــال‬
‫صلــى سـر مهنـة المحامـاة وتقال ـدها وأن احتـرا الدســتور‬ ‫المحامـاة االفـر واسمانـة واالسـتقالل وأن أحـا‬
‫والقانون)ا‪.‬‬
‫‪ 3‬دكتـــور‪ /‬تـــو صبـــد‪ ،‬الفـــاذلي‪ ،‬جـ ـرائم االصتـــداء صلـــى اسشـــخاص واسمـ ـوال‪ ،‬دار المطبوصـــات الجامويـــة‪،‬‬
‫اإلس ندرةة‪ ،2002 ،‬ص‪ 346‬دكتور‪ /‬أحمد كامل سالم ‪ ،‬الحماية الجنائية سسرار المهنـة‪ ،‬رسـالة دكتـوراه‬
‫– جامعة القاهرة‪ ،1988 ،‬ص‪.326‬‬
‫‪67‬‬ ‫ضمانات الحماية الجنائية لممارسة مهنة المحاماة‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ومن هذه النصوص ما تنص صلي المادة ‪ 65‬مـن قـانون المحامـاة مـن أنـ ا‬
‫صلى المحامي أن يمتن صن أداء الفهادة صـن الوقـائ أو المعلومـات التـي صلـم ءهـا‬
‫صــن مرةـ مهنتـ إذا ملــت منـ ذلــك مــن أءل هــا إليـ ‪ ،‬إال إذا كــان ذكرهــا لـ اقصــد‬
‫ارتكاب جناية أو جنحة‪.‬ا وما تنص صليـ المـادة ‪ 79‬مـن قـانون المحامـاة مـن أنـ ا‬
‫اما ي ةي ا إلي موكلـ مـن معلومـات‪ ،‬مـا لـم يطلـت منـ‬ ‫صلى المحامي أن يحت‬
‫ي الدصوا‪.‬ا‬ ‫إءداءها للد ا صن مصالح‬

‫وةســــت اد مــــن هــــذين النصـــ ن ءــــداءة أن المحــــامي ملتــــزا اموجــــت مهنتــ ـ‬


‫االمحا ظة صلى أسرار موكلي لدرجة توجت صلي االمتنا صن أداء الفـهادة افـأنها‬
‫وقةاء الح م‪ .‬و ي ح ن ينحصر نطـاق‬ ‫أماا القةاء‪ ،‬وهو ما يفمل قةاء التحق‬
‫المحا ظــة صلــى أس ـرار المهنــة امــا ي ةــي ا ـ الموكــل لمحامي ـ مــن معلومــات و قــا‬
‫لــنص المــادة ‪ 79‬مــن قــانون المحامــاة‪ ،‬ـ ن هــذا النطــاق يمتــد ليفــمل كا ــة الوقــائ‬
‫والمعلومات التي تصل إلى صلم المحـامي صـن مرةـ ممارسـ ت أصمـال مهنتـ ‪ ،‬وذلـك‬
‫و قا لما ورد ءنص المادة ‪ 65‬مـن قـانون المحامـاة‪ ،1‬سـواء تحقـ العلـم صـن مرةـ‬
‫صاحت الفأن أو صن أا مرة ة ر‪.‬‬

‫‪ 1‬ونرا أن صياغة نص المادة ‪ 65‬من قـانون المحامـاة‪ ،‬وصلـى ص ـس صـياغة نـص المـادة ‪ 79‬مـن القـانون‬
‫ذات ‪ ،‬توحي اأن امتنا المحامي صن أداء الفهادة افـأن أسـرار المهنـة يتوقـف صلـى ملـت صـاحت السـر‪،‬‬
‫ومؤدا ذلك وام هوا المخال ة ن يجوم للمحامي أداء الفهادة صن اسسرار المهنيـة مالمـا لـم يطلـت منـ‬
‫صاحت السر صدا إدائها‪.‬‬
‫وم ـ قناصتنــا اــأن اسصــل هــو امتنــا المحــامي صــن أداء الفــهادة افــأن أس ـرار المهنــة إال إذا ملــت من ـ‬
‫صــاحت الســر أداء الفــهادة صنهــا تحقيقــا لمصــالح ‪ ،‬ـ ن الصــياغة التفــرةوية ال ت ــد ءــذلك ل ــة‪ .‬ولــذلك‬
‫نقتـر تعـديل صـياغة نـص المـادة ‪ 65‬مـن قـانون المحامـاة لتكـون كالتـالي ا صلـى المحـامي أن يمتنـ صــن‬
‫أداء الفهادة صن الوقـائ أو المعلومـات التـي صلـم ءهـا صـن مرةـ مهنتـ إال إذا ملـت منـ صـاحت الفـأن‬
‫أداء الفهادة صنها‪... ،‬ا‬
‫و ةــال صــن ذلــك‪ ،‬مــن المتصــور أن ي ــون مــن أءلــع المحــامي االواقعــة أو المعلومــة الســرةة لــيس صــاحت‬
‫الفــأن ن سـ ‪ ،‬ولــذلك ـ ن أداء المحــامي للفــهادة ءنــاء صلــى ملــت مــن أءل ـ الواقعــة أو المعلومــة اص ـ ت‬
‫المهنية قد يسبت ضر ار اال ـا للمـتهم الـذا تعـد المعلومـة مـن أسـراره هـو ولـيس مـن أسـرار مـن قـاا اـ ءالخ‬
‫المحامي صنها‪ .‬ولذلك نقتر أن ي ون صاحت الص ة ـي ملـت أداء المحـامي للفـهادة هـو صـاحت الفـأن‬
‫الذا تعد المعلومة من أسراره وليس من أءلع المعلومة للمحامي‪.‬‬
‫مجلة القانون واالقتصاد – العدد (الثالث والتسعون)‬ ‫‪68‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫و ــي الســياق ذات ـ تــنص المــادة ‪ 66‬مــن قــانون اإلث ــات ــي الم ـواد المدنيــة‬
‫والتجارةة الصادر االقانون رقـم ‪ 25‬لسـنة ‪ 1968‬صلـى أنـ ا ال يجـوم لمـن صلـم مـن‬
‫المحــام ن أو الــوكالء أو اسم ــاء أو غ ــرهم مــن مرةـ مهنتـ أو صــنعت ءواقعــة أو‬
‫امعلومــات أن ي فـ ها ولــو اعــد انتهــاء دمتـ أو موال صـ ت مــا لــم ي ــن ذكرهــا لـ‬
‫مقصودا ا ارتكاب جناية أو جنحة‪ .‬ومـ ذلـك يجـت صلـى اسشـخاص المـذكورةن أن‬
‫يؤدوا الفهادة صلى تلك الواقعة أو المعلومات متى ملت منهم ذلـك مـن أسـرها إلـ هم‬
‫صلى أال يخل ذلك اأح اا القوان ن الخاصة ءهم‪.‬ا‬

‫ومــؤدا إصمــال نــص المــادة ‪ 66‬مــن قــانون اإلث ــات أن المفــر توج ـ نحــو‬
‫تـــرجي االلتـ ـزاا االمحا ظـــة صلـــى الســـر المهنـــي وصـــدا إ فـــائ صلـــى واجـــت أداء‬
‫الفــهادة‪ ،1‬ولــو كانــت شــهادة صــاحت المهنــة هــي الــدل ل الوح ــد لل صــل ــي النـ از‬
‫المنظــور أمــاا القةــاء‪ .2‬وحســما للجــدل الــذا كــان مــن المتصــور أن يثــار افــأن‬
‫المادة ‪ 66‬من قانون اإلث ـات أمـاا القةـاء الجنـائي‪ ،‬تـنص المـادة ‪ 287‬مـن‬ ‫تطب‬
‫قانون اإلجراءات الجنائيـة صلـى أنـ ا تسـرا أمـاا المحـاكم الجنائيـة القواصـد المقـررة‬
‫ي قانون الم ار عات لمن الفاهد صن أداء الفهادة أو إلص ائ من أدائها‪.3‬ا‬

‫و ــي هــذا الصــدد يم ــن أن نفـ ر إلــى المــادة ‪ 75‬مــن قــانون اإلجـراءات التــي‬
‫تــنص صلــى أن ا إج ـراءات التحق ـ ذاتهــا والنتــائث التــي تس ـ ر صنهــا مــن اسس ـرار‪.‬‬

‫‪ 1‬دكتـور‪ /‬أحمـد تحـي سـرور‪ ،‬الوســيو ـي قـانون اإلجـراءات الجنائيــة – الكتـاب اسول‪ ،‬سـاء اإلشـارة إليـ ‪،‬‬
‫ص‪.535‬‬
‫‪ 2‬دكتــور‪ /‬تــو صبــد‪ ،‬الفــاذلي‪ ،‬المســؤولية الجنائيــة للمهن ـ ن صــن إ فــاء أسـرار المهنــة‪ ،‬احــث مقــدا إلــى‬
‫مؤتمر مسؤولية المهن ن‪ ،‬كلية القانون ‪ -‬جامعة الفارقة‪ ،‬ال ترة من ‪ 5 – 3‬أءرةل ‪ ،2004‬ص‪.27‬‬
‫‪ 3‬وتجــدر اإلشــارة ــي هــذا الصــدد إلــى أن المــادة اسولــى مــن مـواد إصــدار قــانون اإلث ــات ــي المـواد المدنيــة‬
‫والتجارةـــة‪ ،‬الصـــادر االقـــانون رقـــم ‪ 25‬لســـنة ‪ ،1968‬أل ـــت ال ـــاب الســـاا مـــن الكتـــاب اسول مــ ن قـــانون‬
‫الم ار عــات المدنيــة والتجارةــة‪ ،‬الصــادر االقــانون رقــم ‪ 77‬لســنة ‪ ،1949‬واستعاضــت صــن النصــوص المل ــاة‬
‫ءنصــوص قــانون االث ــات الم ار ـ ‪ .‬وكــان ال صــل الخــامس مــن ال ــاب الســاا مــن الكتــاب اسول مــن قــانون‬
‫الم ار عــات يتنــاول شــهادة الفــهود كأحــد إج ـراءات اإلث ــات‪ ،‬ح ــث كانــت المــادة ‪ 207‬تتنــاول ذات اإلص ــاء‬
‫المنصــوص صليـ حاليــا ــي ال قــرة اسولــى مــن المــادة ‪ 66‬مــن قــانون اإلث ــات‪ ،‬وكانــت المــادة ‪ 208‬تتنــاول‬
‫االستثناء المنصوص صلي حاليا ي ال قرة الثانية من ذات المادة ‪ 66‬المفار إل ها‪.‬‬
‫‪69‬‬ ‫ضمانات الحماية الجنائية لممارسة مهنة المحاماة‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫وةجــت صلــى قةــاة التحق ـ وأصةــاء النيااــة العامــة ومســاصديهم مــن كتــاب و بـراء‬
‫أو يحةـــرون اســـبت وفي ـــتهم أو مهنـــتهم صـــدا‬ ‫وغ ـــرهم ممـــن يتصـــلون اـــالتحق‬
‫إ فــائها‪ ،‬ومــن يخــالا ذلــك مــنهم يعاقــت م قــا للمــادة ‪ 310‬مــن قــانون العقواــات‪.‬ا‬
‫ومــؤدا ذلــك أن المعلومــات التــي تصــل إلــى صلــم المحــامي أثنــاء حةــور إج ـراءات‬
‫االءتدائي اص ت محاميـا يمـارس مهنتـ تعـد مـن أسـرار المهنـة التـي يتعـ ن‬ ‫التحق‬
‫صلي ـ المحا ظــة صل هــا وصــدا إ فــائها‪ ،‬واالتــالي صــدا أداء الفــهادة افــأنها إصمــاال‬
‫لنصــوص المــواد ‪ 65‬مـــن قـــانون المحامــاة‪ ،‬و‪ 66‬مـــن قـــانون اإلث ـــات‪ ،‬و‪ 287‬مـــن‬
‫قانون اإلجراءات الجنائية‪.‬‬

‫ونظ ار سن النص صلـى التـزاا معـ ن ال يةـ من ـي حـد ذاتـ صـدا اإل ـالل اـ ‪،‬‬
‫وسن مخام ـــة الةـــم ر المهنـــي والحـــث صلـــى الو ـــاء اـــااللتزاا مـــن منطلــ الفــ ر‬
‫واسمانة وأ القيات المهنة ال يحق المـأمول ـي كث ـر مـن اسحيـان‪ ،‬كـان لزامـا صلـى‬
‫المفــر أن ي ــرض ج ـزاء جنائيــا لمخال ــة االلت ـزاا االمحا ظــة صلــى أس ـرار المهنــة‪.‬‬
‫تــنص المــادة ‪ 310‬مــن قــانون العقواــات صلــى أن ا كــل مــن كــان مــن اسم ــاء أو‬
‫الجـ ـراح ن أو الصـــيادلة أو القواءـــل أو غ ـــرهم‪ 1‬مودصـــا إليـ ـ امقتةـــى صـــناصت أو‬
‫أ فاه ي غ ر اسحوال التي يلزم القـانون هـا‬ ‫وفي ت سر صوصي ائتمن صلي‬
‫ءتبليــع ذلــك يعاقــت اــالح س مــدة ال تزةـــد صلــى ســتة شــهور أو ا ارمــة ال تتجـــاوم‬
‫مسمائة جنيـ مصـرا‪.2‬ا ومـؤدا ذلـك أن إ فـاء المحـامي أسـرار المهنـة ولـو كـان‬

‫‪ 1‬وهو ما يفمل المحام ن ااصت ارهم من المؤتمن ن صلى أسرار مهنتهم‪.‬‬


‫‪ 2‬والحقيقة أن مثل هذه العقواات‪ ،‬وغ رها كث ر ي قانون العقواـات الصـادر االقـانون رقـم ‪ 58‬لسـنة ‪،1937‬‬
‫العقواــة المتمثلــة ــي تحق ـ العدالــة الجنائيــة وتحق ـ الــرد ‪ .‬ـ ذا كانــت الم ــاد‬ ‫لــم تعــد محققــة سهــدا‬
‫اسساسية افأن صـائص الجـزاء الجنـائي تفـ ر إلـى ضـرورة تناسـت العقـاب المقـرر مـ التجـرةم المقتـر‬
‫من ح ث الجسامة‪ ،‬ننا نرا ا تالل هذا التناست ـي وقتنـا الحاضـر ءـ ن العقواـة المقـررة إل فـاء اسسـرار‬
‫وا ـ ن جســامة الجــرا المرتكــت‪ ،‬اصــة م ـ ســهولة ارتكــاب هــذه الجرةمــة ــي حقبتنــا المعاصــرة نظ ـ ار لتقــدا‬
‫وســائل التقنيــة الحديثــة التــي تســهل كفــا اسسـرار ونفــرها صلــى نطــاق واسـ مــن ــالل وســائل التواصــل‬
‫الحديثة صلى ش ة المعلومات الدولية والتطبيقات الحديثـة صلـى أجهـزة الهواتـا الذكيـة‪ .‬ولـذلك نـرا أهميـة‬
‫ت لي صقواة إ فاء اسسرار المنصوص صل هـا ـي المـادة ‪ 310‬مـن قـانون العقواـات ضـمن مراجعـة شـاملة‬
‫للعقواات المنصوص صل ها ي قانون العقواات واص ة اصة العقواات المالية المتمثلة ي ال رامات‪.‬‬
‫مجلة القانون واالقتصاد – العدد (الثالث والتسعون)‬ ‫‪70‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫صـــن مرةـ ـ أدائـ ـ الفـــهادة أمـــاا القةـــاء يجعلـ ـ مرتك ـــا لجرةمـــة إ فـــاء اسسـ ـرار‬
‫المنصــوص صل هــا ــي المــادة ‪ 310‬مــن قــانون العقواــات‪ ،1‬وذلــك مــن منطلـ كون ـ‬
‫صاحت مهنة وملتزما االمحا ظة صلى أسرارها وأسرار صمالئ ‪.2‬‬

‫والحقيقــة أن إصمــال مقتةــى نصــوص الم ـواد ‪ 65‬مــن قــانون المحامــاة و‪66‬‬
‫من قانون اإلث ات و‪ 287‬من قانون اإلجراءات الجنائية يمثل أساسـا قانونيـا النت ـاء‬
‫صدا المفرو ية صـن سـلوك المحـامي المتمثـل ـي االمتنـا صـن أداء الفـهادة أمـاا‬
‫جهــات التحق ـ أو الح ــم‪ ،‬حــال تعــارض ذلــك م ـ االلت ـزاا الم ــروض صلي ـ قانونــا‬
‫االمحا ظة صلى أسرار المهنة‪ .‬ومفرو ية سـلوك المحـامي صلـى هـذا النحـو يؤكـدها‬
‫صراحة نص المادة ‪ 1/284‬من قانون اإلجراءات الجنائية التي تنص صلـى أنـ ا إذا‬
‫امتن ـ الفــاهد صــن أداء اليم ـ ن أو صــن اإلجااــة ــي غ ــر اسحــوال التــي يج ــز لــ‬
‫ي مواد المخال ات ا رامة ال تزةد صلى صفـرة جن هـات‬ ‫القانون ها ذلك‪ ،‬ح م صلي‬
‫و ي مـواد الجـن والجنايـات ا رامـة ال تزةـد صلـى مـائتي جنيـ ‪.‬ا امعنـى أنـ ال مجـال‬
‫إلصمال ما يتةمن نص هذه المادة اس رة من تجـرةم وصقـاب ح نمـا ي ـون الممتنـ‬
‫صن أداء اليم ن أو أداء الفهادة ي إحدا الحاالت القانونية التي تج ز ل ذلك‪.‬‬

‫ومن الناحية اإلجرائية‪ ،‬ن سما المح مة شـهادة المحـامي صلـى الـرغم مـن‬
‫الحظــر القــانوني المقــرر اموجــت المــادة ‪ 66‬مــن قــانون اإلث ــات والمــادت ن ‪ 65‬و‪79‬‬
‫من قانون المحاماة يجعل إجـراء اـامال‪ ،‬وةتعـ ن اسـت عاد هـذه الفـهادة كـدل ل وصـدا‬

‫‪ 1‬راج أركان هذه الجرةمة‪ :‬دكتور‪ /‬أحمد تحي سـرور‪ ،‬الوسـيو ـي قـانون العقواـات – القسـم الخـاص‪ ،‬دار‬
‫النهةة العراية‪ ،‬القاهرة‪ ،2013 ،‬ص‪ 1049‬وما اعدها دكتـورة‪ /‬ومةـة صبدالسـتار‪ ،‬شـر قـانون العقواـات‬
‫– القســم الخــاص‪ ،‬ج ـرائم االصتــداء صلــى اسشــخاص‪ ،‬دار النهةــة العرايــة‪ ،‬القــاهرة‪ ،1982 ،‬ص‪ 294‬ومــا‬
‫اعــدها دكتــور‪ /‬تــو صبــد‪ ،‬الفــاذلي‪ ،‬جــرائم االصتــداء صلــى اسشــخاص واسمــوال‪ ،‬ســاء اإلشــارة إليــ ‪،‬‬
‫ص‪ 350‬وما اعدها‪.‬‬
‫‪ 2‬د‪ /‬ومةــة صبدالســتار‪ ،‬شــر قــانون العقواــات – القســم الخــاص‪ ،‬ســاء اإلشــارة إلي ـ ‪ ،‬ص‪ 1983‬دكتــور‪/‬‬
‫تــو صبـــد‪ ،‬الفـــاذلي‪ ،‬المســـؤولية الجنائيـــة للمهن ــ ن صــن إ فـــاء أســرار المهنـــة‪ ،‬ســـاء اإلشـــارة إليــ ‪،‬‬
‫ص‪ 27‬دكتــور‪ /‬أســام صبــد‪ ،‬قايــد‪ ،‬المســؤولية الجنائيــة للطب ــت صــن إ فــاء ســر المهنــة‪ ،‬دار النهةــة‬
‫العراية‪ ،‬القاهرة‪ ،1989 ،‬ص‪.87‬‬
‫‪71‬‬ ‫ضمانات الحماية الجنائية لممارسة مهنة المحاماة‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫االســتناد إل هــا ــي ح ــم اإلدانــة وإال كــان ح مهــا اــامال‪ ،1‬والســند ــي ذلــك أن حظــر‬
‫الفهادة ي هذه الحالة يعـد إص ـاء مـن أدائهـا ولـيس مجـرد ر ـ للحـر اسدءـي صـن‬
‫المحامي‪.2‬‬

‫وةبـ ن ممــا ســب أن التـزاا المحــامي االمحا ظــة صلـ ى أسـرار موكلـ ‪ ،‬وهــو مــا‬
‫يفــمل إص ــاءه مــن الفــهادة افــأنها‪ ،‬يمتــد ليفــمل كا ــة المعلومــات والوقــائ ذات‬
‫الطبيعة المهنيـة‪ ،‬أا المتصـلة ام اشـرة أصمـال المهنـة والتـي وصـلت إليـ اسـبت أو‬
‫امناسـ ة ممارســت مهنتـ ‪ ،‬كتلــك التــي يعهــد ءهــا إليـ صــاحت الفــأن م اشــرة‪ ،‬وتلــك‬
‫التي تصل لعلم المحامي امناسـ ة ممارسـة مهنتـ ولـو لـم ي ـن صـن مرةـ موكلـ ‪.3‬‬
‫وم ذلك هناك من يرا أن لو كانت الواقعة محل الفهادة قد صلم ءها المحـامي مـن‬
‫ن ل أن يدلي افهادت افأنها ولو كان المتهم ي القةية هـو موكلـ‬ ‫غ ر موكل‬
‫ح ث ال تعارض ءـ ن صـ ة الفـاهد وصـ ة المحـامي‪ .4‬وصلـى الـرغم مـن صـدا ات اقنـا‬
‫م هذا الرأا إال أن صياغة المادة ‪ 65‬من قانون المحاماة قد تمنحـ سـندا قانونيـا‪،‬‬
‫ــارات هــذه المــادة صلــى المحــامي االمتنــا صــن أداء الفــهادة صــن‬ ‫ح ــث توجــت‬
‫الوقائ أو المعلومات التي صلم ءها صن مرةـ مهنتـ إذا ملـت منـ ذلـك مـن أءل هـا‬
‫إلي ‪ .‬و ارة امن أءل ها إلي ا تفمل صاحت السر ن س كما تفمل أا شـخص ة ـر‬
‫يعد مصدر معلومـات المحـامي‪ ،‬ـ ذا كـان مـن أءلـع المحـامي االوقـائ أو المعلومـات‬
‫شــخص ة ــر غ ــر مــن تتصــل الواقعــة أو المعلومــة اأس ـراره‪ ،‬جــام صندئــذ للمحــامي‪،‬‬
‫و قا لصياغة نص المادة ‪ 65‬من قانون المحاماة‪ ،‬أن يؤدا الفهادة صنها إذا ملـت‬

‫‪ 1‬نقل ‪ 31‬يناير ‪ ،1967‬مجموصة القواصد القانونية‪ ،‬رقم ‪ ،1172‬س ‪ 36‬ق‪ ،‬ص‪.128‬‬


‫‪ 2‬دكتـور‪ /‬أحمـد تحـي سـرور‪ ،‬الوســيو ـي قـانون اإلجـراءات الجنائيــة – الكتـاب اسول‪ ،‬سـاء اإلشـارة إليـ ‪،‬‬
‫ص‪ 536‬دكتـــورة‪ /‬ومةـــة صبدالســـتار‪ ،‬شـــر قـــانون العقواـــات – القســـم الخـــاص‪ ،‬ســـاء اإلشـــارة إليـ ـ ‪،‬‬
‫ص‪.305‬‬
‫‪ 3‬دكتور‪ /‬أحمد تحي سرور‪ ،‬الوسيو ي قانون العقواات – القسم الخاص‪ ،‬سـاء اإلشـارة إليـ ‪ ،‬ص‪1046‬‬
‫دكتــور‪ /‬تــو صبــد‪ ،‬الفــاذلي‪ ،‬ج ـرائم االصتــداء صلــى اسشــخاص واسم ـوال‪ ،‬ســاء اإلشــارة إلي ـ ‪ ،‬ص‪352‬‬
‫دكتور‪ /‬محمـد صبـد الظـاهر حسـ ن‪ ،‬المرجـ السـاء ‪ ،‬ص‪ 191‬محمـود سـعد صبدالمج ـد‪ ،‬المرجـ السـاء ‪،‬‬
‫ص‪.260‬‬
‫مهدا‪ ،‬المرج الساء ‪ ،‬ص‪.599‬‬ ‫‪ 4‬دكتور‪ /‬صبد الرءو‬
‫مجلة القانون واالقتصاد – العدد (الثالث والتسعون)‬ ‫‪72‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫هذا الفخص من المحامي ذلك‪ .‬وسن هذه الصياغة وما يم ن أن يسـ تنتث منهـا مـن‬
‫مطلقا م التزامات المحامي تجـاه موكلـ مـن ناحيـة المحا ظـة صلـى‬ ‫معنى ال يتوا‬
‫أسـ ـراره وصـــدا إ فـــائها‪ ،‬ولـــو اـــأداء الفـــهادة صنهـــا أمـــاا القةـــاء‪ ،‬وصـــدا اإلضـ ـرار‬
‫ي الدصوا‪ ،‬ننا نرا ضرورة تعـديل صـياغة نـص المـادة ‪ 65‬مـن قـانون‬ ‫امصالح‬
‫ارة اصاحت الفأنا او ارة امن أءل هـا إليـ ا‪ .‬وح ن ـذ لـن ي ـون‬ ‫المحاماة ااستبدال‬
‫افــأن الت ـزاا المحــامي االمحا ظــة صلــى أس ـرار المهنــة واالمتنــا صــن‬ ‫هنــاك ــال‬
‫الفــهادة افــأنها‪ ،‬س ـواء كــان صلم ـ االوقــائ أو المعلومــات المطلــوب أداء الفــهادة‬
‫افأنها صن مرة موكل م اشرة أو صن مرة أا شخص من ال ر‪.‬‬

‫وتجــدر اإلشـ ارة إلــى أن الحظــر المقــرر افــأن إدالء المحــامي افــهادت صــن‬
‫أمور تتصـل اأسـرار مهنتـ ال ينحصـر قـو ـي أداء الفـهادة صـن معلومـات وصـلت‬
‫من موكل أو مـن غ ـره شـ اهة‪ ،‬وإنمـا يمتـد ليفـمل امتنـا المحـامي صـن تقـديم أيـة‬
‫مراســالت م تواــة تتصــل اأس ـرار المهنــة‪ .‬حمايــة صوصــية العالقــة ء ـ ن المحــامي‬
‫وموكلي يفمل جمي المراسالت الم تواة أو الفـ وةة المت ادلـة ء نهمـا امـا ـي ذلـك‬
‫المعلومـات الفـ وةة التــي جـرا إءالغهـا لـ مـن ـالل الم المــات الهاتةيـة‪ .1‬وتأك ــدا‬
‫صلــى حمايــة صوصــية هــذه العالقــة ن ـ إذا كــان الــدل ل المطلــوب إل ـزاا المحــامي‬
‫ءتقديم أماا القةاء يتمثل ـي أوراق أو مسـتندات أو مـا شـاا ذلـك‪ ،‬ـ ن القـانون‬
‫ةال صن الحظر الـذا قـرره افـأن ضـ طها لـدا المحـامي التصـالها اأسـرار المهنـة‬
‫واممارســة أصمالهــا‪ ،‬أص ــاه مــن االلت ـزاا ءتقــديمها مالمــا ت ـوا رت ــي حقـ حالــة مــن‬
‫حاالت اإلص اء من الفهادة قانونا‪ .‬و ي ذلك تنص المادة ‪ 99‬مـن قـانون اإلجـراءات‬
‫أن يـأمر الحـائز لفـيء يـرا ضـ ط أو االمـال‬ ‫الجنائية صلى أن ا لقاضي التحق‬
‫صلي ءتقديم ‪ ،‬وةسرا ح م المادة ‪ 284‬صلى من يخالا ذلك اسمـر‪ ،‬إال إذا كـان ـي‬
‫حالة من اسحوال التي يخول القانون ها االمتنا صن أداء الفهادة‪.‬ا ومـؤدا ذلـك‬
‫صــدا ج ـوام معاق ــة المحــامي الممتن ـ صــن تقــديم أوراق أو مســتندات تتعل ـ اأس ـرار‬

‫‪ 1‬نقل ‪ 12‬براير ‪ ،1963‬مجموصة القواصد القانونية‪ ،‬س ‪ ،13‬رقم ‪ ،37‬ص‪.135‬‬


‫‪73‬‬ ‫ضمانات الحماية الجنائية لممارسة مهنة المحاماة‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫المهنــة االعقواــة المنصــوص صل هــا ــي المــادة ‪ 284‬مــن قــانون اإلجـراءات الجنائيــة‬
‫لجرةمة االمتنا صن أداء الفهادة أماا القةاء‪ .‬ءل صلى الع س‪ ،‬يسـتح المحـامي‬
‫العقــاب المقــرر قانونــا لجرةمــة إ فــاء أسـرار المهنــة ــي حــال تقــديم هــذه اسوراق أو‬
‫مصـلحة موكلـ ‪ ،1‬وذلـك ةـال صـن صـدا جـوام االسـتناد‬ ‫المستندات ال ا لما تتطل‬
‫للدل ل المستمد منها كون دل ال غ ر مفرو ‪.‬‬

‫االدرجــة‬ ‫ونظـ ار سن الت ـزاا المحــامي االمحا ظــة صلــى أسـرار موكليـ يســتهد‬
‫اسولى حماية الثقة التي يولونها هؤالء ي وكالئهم ااصت ـارهم ممـن يمارسـون مهنـة‬
‫المحاماة وأقسموا صلى ممارسة المهنة االفر واسمانة والح اظ صلى أسـرارها‪ ،‬نـ‬
‫يجـت صلـى المحـ امي إ فــاء السـر وأداء الفـهادة افـأن أمــاا القةـاء إذا ملـت منـ‬
‫صاحت السر ذلك‪.2‬‬

‫وهذه اإلااحـة ورد الـنص صل هـا ـي ال قـرة الثانيـة مـن المـادة ‪ 66‬مـن قـانون‬
‫اإلث ات ح ث تنص صلى أن ا ومـ ذلـك يجـت صلـى اسشـخاص المـذكورةن أن يـؤدوا‬
‫الفهادة صلى تلك الواقعة أو المعلومات متى ملت مـنهم ذلـك مـن أسـرها إلـ هم صلـى‬
‫أال يخــل ذلــك اأح ــاا القـوان ن الخاصــة ءهــم‪.‬ا ومــؤدا ذلــك أنـ ‪ ،‬وام هــوا المخال ــة‪،‬‬
‫يجوم للمحامي اإلدالء افهادت صن وقـائ أو معلومـات اتصـل ءهـا صلمـ اسـبت أو‬
‫امناس ة ممارسة أصمال مهنت أو أ ةى ءها إلي موكلـ ءنـاء صلـى ملـت أو موا قـة‬
‫هذا اس ر‪ ،3‬دون تعرض للعقاب صن جرةمة إ فاء اسسـرار‪ .4‬ونحـن نؤةـد مـا ذهـت‬
‫إلي جانت مـن ال قـ مـن أن رضـاء صـاحت السـر أو مل ـ مـن المـؤتمن صليـ أداء‬
‫الفهادة افأن يلقي صلى المؤتمن واجت أداء الفهادة و قا للقواصد العامة‪ ،‬وإال ُصـد‬

‫‪ 1‬دكتــور‪ /‬محمــود نج ــت حســني‪ ،‬شــر قــانون العقواــات – القســم الخــاص‪ ،‬دار النهةــة العرايــة‪ ،‬القــاهرة‪،‬‬
‫‪ ،1986‬ص‪.561‬‬
‫‪ 2‬نقل ‪ 2‬يول و ‪ ،1953‬مجموصة القواصد القانونية‪ ،‬رقم ‪ ،884‬س ‪ 22‬ق‪ ،‬ص‪.1064‬‬
‫‪ 3‬دكتور‪ /‬تو صبد‪ ،‬الفاذلي‪ ،‬جرائم االصتداء صلى اسشخاص واسموال‪ ،‬ساء اإلشارة إلي ‪ ،‬ص‪.367‬‬
‫‪ 4‬دكتــورة‪ /‬ومةــة صبدالســتار‪ ،‬شــر قــانون اإلجـراءات الجنائيــة و قــا سحــدث التعــديالت‪ ،‬ســاء اإلشــارة إلي ـ ‪،‬‬
‫ص‪.305‬‬
‫مجلة القانون واالقتصاد – العدد (الثالث والتسعون)‬ ‫‪74‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫مرتك ا لجرةمة االمتنا صن أداء الفهادة‪ ،‬وأساس ذلك انت اء العلـة التـي مـن أجلهـا‬
‫كان حظر أداء الفهادة‪ ،‬اصة أن هذا الحظر لم ي ن حظ ار مطلقا‪.1‬‬

‫وو قــا لــنص المــادة ‪ 66‬مــن قــانون اإلث ــات يفــترط سداء المحــامي الفــهادة‬
‫صــن أس ـرار المهنــة ءنــاء صلــى ملــت صــاحت الفــأن صــدا تعــارض ذلــك مـ نصــوص‬
‫قانون المحاماة‪ .‬امعنى أن ال يجوم للمحامي اإلدالء افهادت ولـو ءنـاء صلـى ملـت‬
‫موكل أو صاحت السر ـي حـال وجـود نـص ـاص ـي قـانون المحامـاة يمنعـ مـن‬
‫ذلــك‪ .‬ـ ذا استعرضــنا نصــوص قــانون المحامــاة يتة ـ أن ـ ال يتةــمن أيــة أح ــاا‬
‫اصة تمثل تق ـدا لمـا ورد ءهـذه ال قـرة الثانيـة المفـار إل هـا أصـاله‪ .‬وايـان ذلـك أن‬
‫المادة ‪ 65‬من قانون المحاماة التي تلـزا المحـامي ااالمتنـا صـن أداء الفـهادة صـن‬
‫الوقـــائ أو المعلومـــات التـــي صلـــم ءهـــا صـــن مرةــ مهنتــ ‪ ،‬هـــي ذاتهـــا التـــي تج ـــز‬
‫للمحامي أداء الفهادة ءنـاء صلـى ملـت صـاحت المصـلحة الـذا أءل ـ ءهـذه الوقـائ‬
‫أو المعلومـــات‪ .‬كمـــا أن المـــادة ‪ 79‬مـــن قـــانون المحامـــاة أجـــامت للمحـــامي إ فـــاء‬
‫المعلومــات الســرةة اموجــت مهنت ـ ح نمــا يطلــت من ـ موكل ـ إ فــاءها للــد ا صــن‬
‫ي الدصوا‪.‬‬ ‫مصالح‬

‫الفرع الثاني‬
‫مدى تعارض احلفاظ على سر املهنة‬
‫مع اإلبالغ عن اجلرائم‬

‫نتطرق ي هذه الجزئية من دراستنا لل رضية التي ي ـون هـا المحـامي صلـى‬
‫صلم اارتكاب جرةمة أو مفـرو إجرامـي‪ ،‬أو اتجـاه القصـد إلـى ذلـك‪ ،‬ولـم يقـم اـ ءالخ‬
‫الســلطات المختصــة صمــا وصــل لعمل ـ ‪ ،‬أو يــر ل اإلدالء افــهادت صمــا لدي ـ مــن‬
‫معلومات افأنها‪.‬‬

‫‪ 1‬دكتــور‪ /‬محمــود محمــود مصــط ى‪ ،‬المرج ـ الســاء ‪ ،‬هــامش ص‪ 458‬دكتــور‪ /‬حســن صــادق المرص ـ اوا‪،‬‬
‫المرجــ الســـاء ‪ ،‬هـــامش ص‪ 373‬و‪ 374‬دكتـــورة‪ /‬ومةـــة صبدالســـتار‪ ،‬شـــر قـــانون العقواـــات – القســـم‬
‫الخاص‪ ،‬ساء اإلشارة إلي ‪ ،‬ص‪.305‬‬
‫‪75‬‬ ‫ضمانات الحماية الجنائية لممارسة مهنة المحاماة‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫والحقيقــة أن ضـ و نطــاق ال حــث ــي هــذه الجزئيــة اصــورة محــددة يســتوجت‬


‫التم ز ء ن الحالة التي ينظر ها إلى المحامي ك رد ي المجتمـ وتلـك التـي ينظـر‬
‫ها كصاحت مهنة‪ .‬كما أن الخرو احلول منطقية مقبولة ي هـذا الخصـوص‬ ‫إلي‬
‫يستوجت الرجو للنصوص التفرةوية ذات الصلة لبيان نطاق إصمالهـا دون تعـارض‬
‫أو تناقل‪ .‬وهذه النصـوص منهـا نصـوص صامـة تـنظم مسـألة اإلءـالخ صـن الجـرائم‪،‬‬
‫ومنها نصوص اصة تتصل ءتنظيم تصر ات أصـحاب المهـن ـي هـذا الفـأن‪ ،‬ومـن‬
‫ء نهــا مهنــة المحامــاة‪ .‬و ــالل احثنــا ــي هــذه الجزئيــة ســنرا مــدا إم انيــة التو ـ‬
‫ــي م ا حــة الجرةمــة وتعقــت المجــرم ن مــن‬ ‫ء ـ ن الح ــاظ صلــى مصــلحة المجتمــ‬
‫ــي حمايــة أس ـرار المهنــة والثقــة ــي أصــحاءها مــن‬ ‫ناحيــة‪ ،‬واـ ن مصــلحة المجتمـ‬
‫ناحية أ ـرا‪ .‬وانـاء صلـى ذلـك كلـ ‪ ،‬سـنتناول الموضـو مـن المنظـور اآلتـي‪ :‬الحالـة‬
‫اسولى‪ -‬صلـم المحـامي ااتجـاه النيـة الرتكـاب جنايـة أو جنحـة‪ .‬الحالـة الثانيـة‪ -‬صلـم‬
‫المحامي اسب ارتكاب جناية أو جنحة‪.‬‬

‫احلالة األوىل‪ -‬علم احملامي باجتاه القصد الرتكاب جناية أو جنحة‪:‬‬

‫يثور التساؤل حـول مـدا التـزاا المحـامي اصـ ت المهنيـة صـن إءـالخ السـلطات‬
‫المختصــة امــا يصــل إلــى صلم ـ مــن صقــد شــخص مــا أو صــدة أشــخاص العــزا صلــى‬
‫ارتكاب جناية أو جنحة‪ .‬واإلجااة صلى هذا التساؤل جد يس رة‪ ،‬ح ـث يخةـ المحـامي‬
‫ي هذه ال رضية لما يخة ل غ ره من قواصد قانونيـة منظمـة لةءـالخ صـن مثـل هـذه‬
‫اسمور‪ ،‬سواء صلم ءها اص ت المهنية أو اص ة ردا صاديا‪ .‬وصلى هـذا اسسـاس‪ ،‬نـ‬
‫يتعــ ن صلـــى المحـــامي اإلءـــالخ صمــا ي ـــون قـــد وصـــل مــن معلومـــات افـــأن الجرةمـــة‬
‫المقصود ارتكاءها واسشخاص العاممون صلى ارتكاءها حـ ن ي ـون هـذا اإلءـالخ وجوايـا‪،‬‬
‫وذلــك تحقيقــا للمصــلحة العامــة المتمثلــة ــي مســاصدة الســلطات صلــى الح لولــة دون‬
‫مجلة القانون واالقتصاد – العدد (الثالث والتسعون)‬ ‫‪76‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫وقـــو الجرةمـــة‪ .1‬و ـــي هـــذه الحالـــة ال تقـ ـ مـــن المحـــامي جرةمـــة إ فـــاء اسسـ ـرار‬
‫المنصوص صل ها ي المـادة ‪ 310‬مـن قـانون العقواـات‪ ،‬ولـو كـان إ ـاره ءهـذا القصـد‬
‫المتجـ نحــو ارتكــاب الجرةمــة اصـ ت المهنيــة‪ .2‬وقــد قةــت مح مــة الــنقل ــي ح ــم‬
‫ـــي ارتكـــاب جرةمـــة‪ ،‬وهـــي‬ ‫قـــديم لهـــا اأنــ ا إذا اســـتطل أحـــد المتهمــ ن رأا محاميــ‬
‫االت ــاق م ـ أحــد الفــهود صلــى أن يفــهد مو ار‪ ،‬هــذا اسمــر ‪ -‬ولــو أن ـ ســر صلــم ا ـ‬
‫المحــامي اســبت مهنتــ ‪ -‬إال أن مــن حقــ ‪ ،‬ءــل مــن واج ــ ‪ ،‬أن ي فــي لمنــ وقـــو‬
‫الجرةمة‪ .‬ذا أ ذت المح مة امعلومات المحامي صـن تلـك الواقعـة واسـتندت إل هـا ـي‬
‫التــدل ل صلــى أن المــتهم موكلـ كــان يســعى ــي تل ـ شــهادة ــال يم ــن إســناد الخطــأ‬
‫إل ها ي ذلك‪.3‬ا ذا لم ي ن اإلءالخ وجوايا‪ ،‬كان مرد اس ـم ر تقـدير المحـامي شـأن ـي‬
‫ذلك شأن أا رد صلم ااتجاه نية ة رةن الرتكاب جنايات أو جنحة‪.‬‬

‫ومن تطبيقات هـذا اإلءـالخ الوجـواي مـا تـنص صليـ المـادة ‪ 1/98‬مـن قـانون‬
‫العقواات‪ ،4‬ح ث يسرا واجت اإلءالخ افـأن نو يـة الجـرائم المفـار إل هـا هـا صلـى‬
‫الكا ــة امــن ـ هم أصــحاب المهــن الم ل ــون االمحا ظــة صلــى اسس ـرار‪ ،‬وذلــك مــن‬
‫منطل ترجي المصلحة االجتما ية محل الحمايـة المقـررة اموجـت هـذا الـنص صلـى‬

‫‪ 1‬دكتــور‪ /‬تــو صبــد‪ ،‬الفــاذلي‪ ،‬ج ـرائم االصتــداء صلــى اسشــخاص واسم ـوال‪ ،‬ســاء اإلشــارة إلي ـ ‪ ،‬ص‪364‬‬
‫دكتــور‪ /‬صمـ اد محمــد راي ـ ‪ ،‬حجيــة الفــهادة ــي االث ــات الجنــائي – د ارســة مقارنــة‪ ،‬دار الثقا ــة‪ ،‬صمــان‪،‬‬
‫‪ ،1999‬ص‪ 313‬دكتور‪ /‬مصط ى أحمد صبدالجواد حجاما‪ ،‬المرج الساء ‪ ،‬ص‪.255‬‬
‫‪ 2‬دكتورة‪ /‬ومةة صبدالسـتار‪ ،‬شـر قـانون العقواـات – القسـم الخـاص‪ ،‬سـاء اإلشـارة إليـ ‪ ،‬ص‪ 302‬دكتـور‬
‫صلــى حس ـ ن نج ــدة‪ ،‬التزامــات الطب ــت ــي العمــل الطبــي‪ ،‬دار النهةــة العرايــة‪ ،‬القــاهرة‪ ،1992 ،‬هــامش‬
‫ص‪ 225‬دكتور‪ /‬أسام صبد‪ ،‬قايد‪ ،‬المرج السـاء ‪ ،‬ص‪ 89‬محمـود سـعد صبدالمج ـد‪ ،‬المرجـ السـاء ‪،‬‬
‫ص‪.265‬‬
‫‪ 3‬نقــل ‪ 27‬ديســمبر ‪ ،1933‬مجموصــة القواصــد القانونيــة‪ ،‬رقــم ‪ 1999‬لســنة ‪ 3‬ق‪ ،‬ص‪ ،229‬ش ـ ة ق ـوان ن‬
‫الفرق‪www.eastlaws.com ،‬‬
‫‪ 4‬تـنص المـادة ‪ 1/98‬مــن قـانون العقواــات صلـى أنـ ا يعاقــت اـالح س كــل مـن صلـم ءوجــود مفـرو الرتكــاب‬
‫جرةمة من الجرائم المنصوص صل ها ـي المـواد ‪ 87‬و‪ 89‬و‪ 90‬و‪ 90‬م ـر ار و‪ 91‬و‪ 92‬و‪ 93‬و‪ 94‬مـن هـذا‬
‫القانون ولم يبل إلى السلطات المختصة‪.‬ا‬
‫‪77‬‬ ‫ضمانات الحماية الجنائية لممارسة مهنة المحاماة‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ي العقاب صلى إ فاء اسسـرار‪ .1‬ومـن اسمثلـة كـذلك صلـى اإلءـالخ‬ ‫مصلحة المجتم‬
‫الوجواي صن اتجـاه النيـة إلـى ارتكـاب الجـرائم مـا تـنص صليـ المـادة ‪ 33‬مـن قـانون‬
‫م ا حـ ة اإلرهــاب الصــادر االقــانون رقــم ‪ 94‬لســنة ‪ ،2015‬مــن معاق ــة كــل مــن صلــم‬
‫ااإلصـــداد أو التحةـ ـ ر الرتكـــاب جرةمـــة إرهاءيـــة‪ ،‬وكـــان ام نتــ اإلءـــالخ‪ ،‬ولـــم ُيبلـــع‬
‫السلطات المختصة‪ .‬وةؤسس جانت من ال ق هذا االلتزاا اـالتبليع مـن منطلـ كونـ‬
‫ق دا صلـى االلتـزاا االمحا ظـة صلـى السـر‪ ،‬وح ـث أن المحـامي ال يتمتـ احـ كتمـان‬
‫الســر وإنمــا يخةـ اللتـزاا االمحا ظــة صليـ ‪ ،‬طي ــون اللتزامـ اــالتبليع صــن الجرةمــة‬
‫أولوةة صلى التزام االمحا ظة صلى السر‪.2‬‬

‫والحقيقــة أننــا نــرا أن قيــاا المحــامي اــاإلءالخ صــن صــزا ال ـ عل أو قصــدهم‬


‫المتج ـ الرتكــاب جنايــة أو جنحــة‪ ،‬ال يعــد مــن قب ــل إ فـ اء أس ـرار المهنــة ولــو كــان‬
‫إءـــالخ أا منهـــا إلـــى المحـــامي قائمـــا صلـــى صـ ـ ت المهنيـــة‪ .‬سن هـــذه المعلومـــات‬
‫المتعلقــة ااتجـــاه العـــزا أو النيــة الرتكـــاب جرةمـــة ال يم ـــن اصت ارهــا اـــأا حـــال مـــن‬
‫اسحوال ذات صلة اطبيعة أصمال مهنـة المحامـاة ودورهـا ـي الـد ا صـن المتهمـ ن‪،‬‬
‫واالتالي هي ال تعد من أسرار المهنة التي يمتن صلى المحامي إ فاؤها‪.‬‬

‫والحقيقـة أن نــص كــل مــن المــادة ‪ 1/66‬مــن قــانون اإلث ــات والمــادة ‪ 65‬مــن‬
‫قانون المحاماة واض الداللـة صلـى هـذا التوصـيف الـذا نتبنـاه‪ ،‬ح ـث تـنص المـادة‬
‫‪ 1/66‬مــن قــانون اإلث ــات صلــى أنـ ا ال يجــوم لمــن صلــم مــن المحــام ن أو ‪ ...‬مــن‬
‫مرة مهنت أو صنعت ءواقعـة أو امعلومـات أن ي فـ ها ولـو اعـد انتهـاء دمتـ أو‬
‫موال ص ت ما لم ي ن ذكرها ل مقصودا ا ارتكاب جنايـة أو جنحـة‪.‬ا وتـنص المـادة‬
‫‪ 65‬من قانون المحامـاة صلـى أن ا صلـى المحـامي أن يمتنـ صـن أداء الفـهادة صـن‬
‫الوقائ أو المعلومات التي صلم ءها صن مرةـ مهنتـ إذا ملـت منـ ذلـك مـن أءل هـا‬
‫إلي ‪ ،‬إال إذا كان ذكرها ل اقصد ارتكاب جناية أو جنحة‪.‬ا‬

‫‪ 1‬دكتور‪ /‬تو صبد‪ ،‬الفاذلي‪ ،‬المسؤولية الجنائية للمهن ن صن إ فاء أسرار المهنـة‪ ،‬سـاء اإلشـارة إليـ ‪،‬‬
‫ص‪.26‬‬
‫ن‬
‫‪ 2‬دكتور‪ /‬أحمد تحي سرور‪ ،‬الوسيو ي قانو العقواات – القسم الخاص‪ ،‬ساء اإلشارة إلي ‪ ،‬ص‪.1052‬‬
‫مجلة القانون واالقتصاد – العدد (الثالث والتسعون)‬ ‫‪78‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ــارات هــذين النص ـ ن أن الت ـزاا المحــامي المتعل ـ االمحا ظــة صلــى‬ ‫وم ــاد‬
‫أس ـرار المهنــة ال مجــال إلصمال ـ ح نمــا تكــون المعلومــات أو الوقــائ التــي وصــلت‬
‫اصـ ت المهنيــة مقصــودا منهــا ارتكــاب جنايــة أو جنحــة‪ ،‬وهــو مــا يعنــي ــرو هــذه‬
‫المعلومــات صــن الطبيعــة التــي تجعلهــا مــن قب ــل اسسـرار المهنيــة الواجــت المحا ظــة‬
‫صل ها وصدا إ فائها‪.‬‬

‫وتجدر اإلشـارة إلـى أن المحـامي يلتـزا ـي هـذه الحـاالت المفـار إل هـا أصـاله‬
‫اأداء الفهادة افأنها ح ن ُيطلت لذلك أماا جهات التحق ـ االءتـدائي أو المحاكمـة‪.‬‬
‫سن مــن قــاا اــاإلءالخ صــن الجرةمــة اءتــداء يتعـ ن صليـ أداء الفــهادة افــأنها الحقــا‬
‫أماا القةاء‪ ،‬وليس ي ذلك ما يعد إ ـالال اأسـرار المهنـة صلـى نحـو مـا أشـرنا إليـ‬
‫أصــاله‪ .‬كمــا ال ُيعــد أداء المحــامي الفــهادة افــأن مــا ســب أن أءلــع صن ـ مــن صقــد‬
‫اآل رةن العزا صلى ارتكاب جناية أو جنحة من قب ل إ فاء أسرار الد ا سنـ يمتنـ‬
‫صلى المحامي تولي مهمة الد ا صن هؤالء المتهم ن الحقا نظـ ار لتعـارض المصـال‬
‫الناشــع صــن كونـ مــن قــاا اــاإلءالخ صــن الجرةمــة‪ .‬وةــذهت جانــت مــن ال قـ إلــى أن‬
‫اإلءــالخ ــي هــذه الحــاالت يمثــل إ فــاء م احــا سس ـرار المهنــة‪ ،‬وال معنــى ح ن ــذ مــن‬
‫كتمــان الســر وامتنــا المــؤتمن صــن أداء الفــهادة صلــى الــرغم مــن أنـ ســب وأ فــاه‬
‫ح ـ ن قــاا اــالتبليع‪ ،‬اإل فــاء ال يتجــ أز ومــن هنــا وجــت أداء الفــهادة مالمــا ســم‬
‫مـ هـذا الـرأا ـي جـوام اإلءـالخ‬ ‫القانون اءتداء وأجام اإلءالخ‪ .1‬ونحن وإن كنا نت‬
‫ومــن ثــم أداء الفــهادة افــأن الوقــائ الم َّبلـع صنهــا‪ ،‬إال أننــا نــرا أن اسمــر ال يتعلـ‬
‫اجرةمــة تخة ـ لســبت إااحــة سن المحــامي لــم يرتكــت جرةمــة إ فــاء اسس ـرار مــن‬
‫اسساس كي ن حث صـن سـبت إلااحـة علـ ‪ ،‬سنـ غ ـر مـؤتمن مـن البدايـة صلـى أيـة‬
‫معلومات ذات مبيعة مهنية‪.‬‬

‫احلالة الثانية – علم احملا مي بسبق ارتكاب جناية أو جنحة‪:‬‬

‫تث ر هذه الحالة التساؤل صما إذا كـان يتعـ ن صلـى المحـامي اإلءـالخ ومـن ثـم‬

‫‪ 1‬دكتور‪ /‬أحمد تحي سرور‪ ،‬الوسيو ي قانون العقواات – القسم الخاص‪ ،‬ساء اإلشارة إلي ‪ ،‬ص‪.1054‬‬
‫‪79‬‬ ‫ضمانات الحماية الجنائية لممارسة مهنة المحاماة‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫أداء الفــهادة صمــا يصــل إلــى صلم ـ مــن ارتكــاب جنايــة أو جنحــة تكــون قــد وقعــت‬
‫اال عل من الناحية الماديـة‪ .‬ولةجااـة صلـى هـذا التسـاؤل نـرا اـاد ذا ءـدء وجـوب‬
‫مـن وراء إحامـة المحـامي صلمـا ءوقـو أا مـن هـذه الجـرائم‪ ،‬ح ـث ال‬ ‫معر ة الهـد‬
‫يخر اسمر صن إحدا رض ت ن‪:‬‬

‫ي ال رضية اسولى‪ ،‬صندما ي ون إ ار المحامي اارتكاب الجنايـة أو الجنحـة‬


‫غ ر ذا صلة امهنتـ كمحـامي وإنمـا ااصت ـاره أحـد أ ـراد المجتمـ ‪ ،‬سـواء كـان صلـى‬
‫صــلة مــن أا نــو امرتكبــي الجرةمــة أا ال صــلة لـ ءهــم‪ .‬هنــا يخةـ المحــامي مــن‬
‫ح ــث وجــوب اإلءــالخ صــن الجرةمــة أو جـوامه‪ ،‬ومــن ثــم أداء الفــهادة افــأنها الحقــا‪،‬‬
‫للقواصـد العامــة التـي تســرا ـي هــذا الخصـوص صلــى الجميـ ‪ .1‬طيســرا ح ن ـذ نــص‬
‫المادة ‪ 25‬من قانون اإلجراءات الجنائية ح ـث اإلءـالخ جـواما ومتـروك تقـدير القيـاا‬
‫اـ لصـ احت الفــأن‪ .2‬وقــد ي ــون اإلءــالخ صــن الجرةمــة وجوايــا كمــا هــو الحــال و قــا‬
‫لــنص المـــادة ‪ 84‬مــن قـــانون العقواــات‪ ،3‬أو نـــص المــادة ‪ 33‬مـــن قــانون م ا حـــة‬
‫اإلرهــاب التــي تعاقــت كــذلك كــل مـــن صلــم ءوقــو جرةمــة إرهاءيــة‪ ،‬أو تــوا رت لديــ‬
‫معلومــات أو ءيانــات تتصــل اأحــد مــن مرتكب هـــا‪ ،‬وكــان ام نتــ اإلءــالخ‪ ،‬ولــم ُيبلـــع‬
‫السلطات المختصة‪.‬‬

‫مـن إ ـار المحـامي ءواقعـة‬ ‫ومن اسمثلة صلى هذه ال رضية أن ي ـون الهـد‬
‫ارتكاب الجناية أو الجنحة يتمثل ي مساصدة المتهم ن صلـى الهـرب أو التخ ـي صـن‬
‫أص ن السلطات أو إ ـاء أدلـة الجرةمـة أو متحصـالتها‪ .‬ـي هـذه ال رضـية نـرا أنـ‬
‫يتع ن صلى المحامي اإلءالخ صـن الجرةمـة وأداء الفـهادة افـأنها دون أن ي ـون ـي‬

‫‪ 1‬دكتور‪ /‬تو صبد‪ ،‬الفاذلي‪ ،‬جرائم االصتداء صلى اسشخاص واسموال‪ ،‬ساء اإلشارة إلي ‪ ،‬ص‪.359‬‬
‫‪ 2‬تنص المادة ‪ 25‬من قانون اإلجراءات الجنائية صلى أن ا لكل من صلـم ءوقـو جرةمـة يجـوم للنيااـة العامـة‬
‫ر الدصوا صنها ا ر ش وا أو ملت أن يبلع النيااة العامة أو أحد مأمورا الة و القةائي صنها‪.‬ا‬
‫‪ 3‬تنص المادة ‪ 84‬من قانون العقواات صلـى أنـ ا يعاقـت اـالح س مـدة ال تزةـد صلـى سـنة وا رامـة ال تجـاوم‬
‫مسمائة جني أو ا حدا هات ن العقوات ن كل من صلم اارتكـاب جرةمـة مـن الجـرائم المنصـوص صل هـا ـي‬
‫هذا ال ـاب ولـم يسـار إلـى إءالغـ إلـى السـلطات المختصـة‪.‬ا والجـرائم الـواردة ـي هـذا ال ـاب هـي الجنايـات‬
‫والجن المةرة اأمن الح ومة من جهة الخار ‪.‬‬
‫مجلة القانون واالقتصاد – العدد (الثالث والتسعون)‬ ‫‪80‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ذلك إ فاء سية أسـرار مهنيـة‪ ،‬وإال ُصـَّد هـو ن سـ مرتك ـا لجرةمـة حـال كـون اإلءـالخ‬
‫وجوايا‪ .‬وسندنا ـي ذلـك انقطـا الصـلة ءـ ن اسصمـال التـي تقتةـ ها ممارسـة مهنـة‬
‫من إ ار المحامي صن الجرةمة‪.‬‬ ‫المحاماة وا ن الهد‬

‫من إ ار المحـامي ءواقعـة ارتكـاب‬ ‫و ي ال رضية الثانية‪ ،‬صندما ي ون الهد‬


‫الجناية أو الجنحة متمثال ي توليـ مهمـة الـد ا صـن المتهمـ ن أمـاا القةـاء‪ .‬هنـا‬
‫يتع ن صلى المحامي االلتزاا اعـدا اإلءـالخ صـن الجرةمـة‪ ،‬ومـن ثـم االمتنـا صـن أداء‬
‫الفــهادة الحقــا افــأن المعلومــات والوقــائ التــي اتصــل ءهــا صلم ـ صنهــا‪ ،‬كــون هــذا‬
‫العلـم قــد تحقـ اســبت ممارسـة صمــل مــن أصمــال مهنـة المحامــاة‪ .‬و ــي هــذه الحالــة‬
‫يتع ن صلى المحامي االلتزاا االمحا ظة صلى أسرار المهنـة وأسـرار الـد ا ‪ ،1‬ااصت ـار‬
‫ــي اإلءــالخ صــن الج ـرائم‪ ،2‬وإال قامــت ــي حق ـ جرةمـ ة‬ ‫ذلــك أم ـ ار مقــدما صلــى الح ـ‬
‫إ فاء اسسرار‪.3‬‬

‫ونـرا مـن منطلـ توا قنـا مـ هـذا التوجـ أن السـند القــانوني الـداصم لموقــف‬
‫المحـــامي يتمثـــل ـــي نـــص المـــادت ن ‪ 65‬مـــن قـــانون المحامـــاة و‪ 1/66‬مـــن قـــانون‬
‫ـــارات هـــذين النصـ ـ ن أنهمـــا ال‬ ‫اإلث ـ ـ ات‪ ،‬ح ـــث يســـت اد ام هـــوا المخال ـــة مـــن‬
‫يتةــمنان أا إص ــاء للمحــامي مــن الت ازمـ االمحا ظــة صلــى أسـرار المهنــة المتصــلة‬
‫امصــال موكلي ـ ح نمــا يتعل ـ اسمــر امعلومــات أو وقــائ اتصــل ءهــا صلم ـ اح ــم‬
‫ارت ِكب ـت اال عــل‬
‫مهنت ـ ‪ ،‬س ـواء كــان مصـ درها المــتهم ن س ـ أو ال ــر‪ ،‬وتخــص ج ـرائم ُ‬
‫من ذلك تولي مهمة الد ا صن المتهم ن‪.4‬‬ ‫مالما كان الهد‬

‫‪ 1‬دكتور صلى حس ن نج دة‪ ،‬المرج الساء ‪ ،‬هامش ص‪ 225‬دكتور‪ /‬أسام صبد‪ ،‬قايـد‪ ،‬المرجـ السـاء ‪،‬‬
‫ص‪ 89‬دكتور‪ /‬صماد محمد راي ‪ ،‬المرج الساء ‪ ،‬ص‪.313‬‬
‫‪ 2‬محمود سعد صبدالمج د‪ ،‬المرج الساء ‪ ،‬ص‪.263‬‬
‫‪ 3‬دكتورة‪ /‬ومةة صبدالستار‪ ،‬شر قانون العقواـات – القسـم الخـاص‪ ،‬سـاء اإلشـارة إليـ ‪ ،‬ص‪ 302‬دكتـور‪/‬‬
‫تو صبد‪ ،‬الفاذلي‪ ،‬جرائم االصتداء صلى اسشخاص واسموال‪ ،‬ساء اإلشارة إلي ‪ ،‬ص‪.364‬‬
‫‪ 4‬دكتـــور‪ /‬محمـــود نج ـــت حســـني‪ ،‬شـــر قـــانون العقواـــات – القســـم الخـــاص‪ ،‬ســـاء اإلشـــارة إليــ ‪ ،‬هـــامش‬
‫ص‪.768‬‬
‫‪81‬‬ ‫ضمانات الحماية الجنائية لممارسة مهنة المحاماة‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫وتجــدر اإلشــارة ــي هــذا الصــدد أن ـ وصلــى الع ــس ممــا ســب يــرا ال ـ عل‬
‫وجوب المساواة ء ن هـذه ال رضـية اس ـرة واـ ن رضـية صلـم المحـامي ااتجـاه النيـة‬
‫نحــو ارتكــاب جنايــة أو جنحــة مــن ح ــث وجــوب اإلءــالخ وأداء الفــهادة‪ ،‬أا إ فــاء‬
‫المـتهم للمحـامي اسـب ارتكـاب‬ ‫السر‪ ،‬ح ث ال يرا مبر ار ـي اسـت عاد حالـة اصتـ ار‬
‫ــي حمايــة أمن ـ‬ ‫جرةمــة مع نــة مــن وجــوب اإلءــالخ‪ ،‬اصــة أن مصــلحة المجتم ـ‬
‫واستقراره تعلو صلى مصلحة صـاحت السـر وصلـى مصـلحة المهنـة ذاتهـا‪ ،‬ةـال صـن‬
‫صدا مفرو ية مصلحة صاحت السر‪.1‬‬

‫والحقيقـــة أن هـــذا الــرأا يهـــدر كـــل قيمـــة يم ـــن أن تمثلهـــا مهنـــة المحامـــاة‬
‫ااصت ارهـا مســتودصا ل سـرار المهنيــة وأسـرار الــد ا صلـى وجـ الخصـوص‪ ،‬وةقةــي‬
‫صلــى أيــة ثقــة يم ــن أن يول هــا المــتهم لمحامي ـ الــذا يلجــأ إلي ـ للــد ا صن ـ أمــاا‬
‫القةـاء‪ .‬و ةـال صـن ذلـك‪ ،‬ـ ن هـذا الـرأا يتنـاقل مـ قرةنـة البـراءة ومـا تسـتلزم‬
‫من صدا جوام تقديم المتهم دل ـل إدانتـ دون إرادة حـرة وا يـة مـن جان ـ ‪ .‬وتوضـي‬
‫ذلك أن صـدا التـزاا المحـامي اأسـرار الـد ا صنـدما يبل ـ المـتهم اارتكـاب جرةمـة مـا‬
‫ــي أن يتــولى مهمــة الــد ا صن ـ ‪ ،‬يجعــل المــتهم تحــت رحمــة المحــامي‬ ‫رغ ــة من ـ‬
‫وة ــت ال ــاب أمــاا اس ــر ل ــر ل تــولي مهمــة الــد ا صن ـ ثــم اءت ـزامه لكــي ال يقــوا‬
‫إياها‪.‬‬ ‫ااإلءالخ صن أو أداء الفهادة افأن المعلومات التي أءل‬

‫‪ 1‬دكتور‪ /‬مصط ى أحمد صبدالجواد حجاما‪ ،‬المرج الساء ‪ ،‬ص‪ 255‬و‪.257‬‬


‫مجلة القانون واالقتصاد – العدد (الثالث والتسعون)‬ ‫‪82‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫املبحث الثالث‬
‫ضمانات محاية احملامي‬
‫أثناء مزاولة أعمال مهنة احملاماة‬

‫صديــدة هــي النصــوص التفــرةوية التــي تــو ر حمايــة قانونيــة للمحــامي أثنــاء‬
‫ــي جلســات المحــاكم‪ ،‬وهــي حمايــة واج ــة لمهنــة المحامــاة‬ ‫ممارســت أصمــال مهنت ـ‬
‫العدالـة مـن ـالل القيـاا ءـدورها ـي الـد ا الـذا‬ ‫التي تفارك القةاء مهمة تحق‬
‫هو أحد صناصر المحاكمة العادلة أو المنص ة‪ .‬وقد قررت المادة ‪ 198‬مـن الدسـتور‬
‫الم َّ‬
‫عدل الصادر صاا ‪ 2014‬سرةان الةمانات والحمايـة المقـرر قانونـا لممارسـة حـ‬ ‫ُ‬
‫الد ا أماا جهات التحق واالسـتدالل ولـيس قـو أمـاا المحـاكم‪ .‬وهـو نـص سـيظل‬
‫واقعا نظرةـا إلـى أن يتـد ل المفـر ءنصـوص تفـرةوية تك ـل مـد نطـاق سـرةان هـذه‬
‫الحماية وتلك الةمانات صلى النحو المقرر دستورةا‪.‬‬

‫وصلى أية حال ن المحـامي أثنـاء أو اسـبت تواجـده ـي جلسـة المحاكمـة أو‬
‫هــا قــد يق ـ من ـ إ ــالل ءنظــاا س ـ رها أو يرتكــت جنايــة أو‬ ‫قيام ـ اأصمــال مهنت ـ‬
‫جنحــة‪ ،‬سـواء ضــد ه ــة المح مــة أو أحــد الحاضــرةن‪ .‬وقــد قــنن المفــر اإلجـراءات‬
‫الواجــت أو الجــائز ات اصهــا مــن جانــت المح مــة أو رئيســها صنــدما تق ـ جرةمــة ــي‬
‫الجلسة أو يحدث إ الل ءنظامها‪ ،‬و ص المحام ن اةمانات اصة تق د مـن نطـاق‬
‫القواصد العامة المقررة ي هذا الفأن‪.‬‬ ‫تطب‬

‫ونـــرا أن الوقـــو صلـــى نطـــاق الحمايـــة المقـــررة للمحـــامي أثنـــاء قيامــ اأصمـــال‬
‫مهنت ي الجلسـة ومـدا عال تهـا‪ ،‬يسـتوجت ءيـان القواصـد اإلجرائيـة العامـة التـي تسـرا‬
‫صلــى الكا ــة ــي هــذا الصــدد للوقــو صلــى مظــاهر القــوة والةــوا اخصــوص حمايــة‬
‫المحـامي أثنـاء ممارسـة أصمـال مهنتـ ـي جلسـات المحـاكم‪ .‬وانــاء صلـى مـا تقـدا نقســم‬
‫دراستنا ي هذا الم حـث صلـى النحـو اآلتـي‪ :‬ـي مطلـت تمه ـدا نتنـاول اإلجـراءات التـي‬
‫تسرا صلى الكا ة افـأن جـرائم الجلسـات واإل ـالل ءنظامهـا‪ .‬و ـي المطلـت اسول نتنـاول‬
‫الحماية المقررة للمحـامي ـي مواجهـة اإلجـراءات ال ورةـة افـأن إقامـة الـدصوا الجنائيـة‬
‫‪83‬‬ ‫ضمانات الحماية الجنائية لممارسة مهنة المحاماة‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫صـــن جــرائم الجلســـات‪ .‬و ـــي المطلـــت الثـــاني نعـــالث اإلشــ الية المتصـــلة اـــالق ل صلـــى‬
‫المحــامي أثنــاء قيامــ امهــاا صملــ ــي الجلســة‪ .‬ونبــ ن ــي المطلــت الثالــث الحمايــة‬
‫الموضو ية المقررة للمحامي أثناء ممارست أصمال مهنت ي الجلسة‪.‬‬

‫مطلب متهيدي‬
‫اإلجراءات املقررة يف مواجهة الكافة‬
‫بشأن جرائم اجللسات‬

‫حـــرص المفـــر صلـــى مواجهـــة كا ـــة الســـلوكيات والتصـــر ات التـــي ال تالئـــم‬


‫الم انـــة المقـــررة قانونــــا وصر ـــا لمجــــالس القةـــاء وال صـــل ــــي المنامصـــات‪ .‬هــــذه‬
‫الســلوكيات قــد تتمثــل ــي مجــرد إ ــالل ءنظــاا جلســات المحــاكم‪ ،‬كالتفــوةش أو ر ـ‬
‫الصـــوت أو اإلمصـــا أيـــا كانـــت مبيعتـ ـ أو أا تصـــر يـــنجم صنـ ـ كســـر للسـ ـ نة‬
‫والطمأن نــة والهــدوء الواجــت أن يســود مجــالس القةــاء‪ .‬وقــد تفـ ل جرةمــة جنائيــة‪،‬‬
‫المرتك ــة قــد تكــون جرةمــة‬
‫س ـواء كانــت جنايــة أو جنحــة أو مخال ــة‪ .‬وهــذه الجرةمــة ُ‬
‫تعدا ءدني أو ل ظـي‪ .‬وقـد ي ـون المجنـي صليـ القةـاة أن سـهم ومـا يةـم تفـ ل‬
‫المح مة من ممثل ن صـن النيااـة العامـة وكت ـة‪ ،‬وقـد ي ـون مـن العـامل ن ـي جلسـة‬
‫المح مة من غ ر هؤالء كالحجاب والحراس‪ ،‬وقد ي ون من ءـ ن الحاضـرةن لجلسـات‬
‫المحاكم من الخصوا أو المحام ن أو غ رهم‪.‬‬

‫وقد من المفر المحاكم سلطة م اشـرة العديـد مـن اإلجـراءات الجنائيـة التـي‬
‫تك ل احتراا مجالس القةاء و رض ه بتها صلى الجمي ‪ ،‬وتحق الرد ال ـورا لمـن‬
‫يتج أر صلى حرمتها أو يسته ن امقامها‪ .‬وسو نتناول ت اصا هذه اإلجراءات المقـررة‬
‫قانونا لمواجهة اإل الل ءنظاا جلسات المحاكم‪ ،‬أو لمواجهة ارتكاب جنايـة أو جنحـة‬
‫أثنــاء انعقادهــا‪ ،‬وســلطة المح مــة ــي اسمــر اــالق ل صلــى المـ تهم اارتكــاب جرةمــة‬
‫أثناء انعقاد الجلسة‪ ،‬وذلك ي ثالثة رو متتالية‪.‬‬

‫الفرع األول‬
‫مجلة القانون واالقتصاد – العدد (الثالث والتسعون)‬ ‫‪84‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫اإلجراءات املقررة ملواجهة‬


‫اإلخالل بنظام اجللسة‬

‫يفمل اإل الل ءنظاا الجلسة كـل قـول أو عـل مـن شـأن تع ـر الهـدوء الـذا‬
‫ـي الخصـومات‪ ،1‬وةفـمل كـذلك‬ ‫يجت أن يسـود مجلـس القةـاء أثنـاء نظـره و صـل‬
‫أا سلوك ال ينسجم مـ االحتـراا الواجـت للمح مـة‪ .2‬وال يفـترط ـي هـذه اس عـال أو‬
‫اسقوال أن تكـون ذات صـ ة إجراميـة‪ ،‬قـد تكـون مـن قب ـل الصـيا أو االصتـراض أو‬
‫الموا قة التي ال تالئم حالة الهدوء والحياد التـي يتعـ ن أن تسـود جلسـات المحـاكم‪.3‬‬
‫وللمح مـة التـي يقـ إ ـالل ءنظـاا سـ ر جلسـتها سـلطة م اشـرة صـدد مـن اإلجـراءات‬
‫التــي قــد تصــل إلــى إصــدار ح ــم ــورا ضــد مــن تكــرر منـ اإل ــالل ءنظــاا الجلســة‪،‬‬
‫شـــرةطة أن يقــ تصـــر أثنـــاء انعقـــاد الجلســـة‪ ،‬ولـــذك كـــان مـــن الةـــرورا تحديـــد‬
‫المقصود اانعقاد جلسة المحاكمة‪.‬‬

‫ــي هــذا الصــدد إلــى اتجــاه ن‪ :‬اتجــاه أول يــرا أن الجلســة‬ ‫وقــد انقســم ال قـ‬
‫تفــمل تــرة جلــوس القةــاة لنظــر الــدصوا و تــرة اجتمــاصهم للمداولــة‪ ،‬امــا ــي ذلــك‬
‫ال ترة التي تمةي ء ن ر ـ الجلسـة ود ـول القةـاة إلـى غر ـة المداولـة‪ .4‬ونـرا أن‬
‫هــذا التوج ـ قــد يترتــت صلــى اس ــذ ا ـ توســي غ ــر مبــرر لم هــوا جلســة المحاكمــة‬
‫يتنا ى م الح مة التي من أجلها ُتمن المح مة إجراءات تخـر أحيانـا صـن المعتـاد‬
‫ل رض ه بتها واالحتراا الواجت لها‪.‬‬

‫ولــذلك ــنحن نؤةــد االتجــاه ال قهــي اآل ــر الــذا يــرا أن ممــان وم ــان انعقــاد‬

‫مهــدا‪ ،‬المرجـ الســاء ‪،‬‬ ‫‪ 1‬دكتــور‪ /‬صمــر الســع د رمةــان‪ ،‬المرجـ الســاء ‪ ،‬ص‪ 150‬دكتــور‪ /‬صبــد الــرءو‬
‫ص‪.1031‬‬
‫‪ 2‬دكتور‪ /‬حسن صادق المرص اوا‪ ،‬المرج الساء ‪ ،‬ص‪.141‬‬
‫‪ 3‬دكتور‪ /‬محمود نج ت حسني‪ ،‬شر قانون اإلجراءات الجنائية‪ ،‬ساء اإلشارة إلي ‪ ،‬ص‪.166‬‬
‫‪ 4‬دكتــور‪ /‬محمــود محمــود مصــط ى‪ ،‬المرج ـ الســاء ‪ ،‬هــامش ص‪ 114‬دكتــور‪ /‬حســن صــادق المرص ـ اوا‪،‬‬
‫المرجـ ـ الســـاء ‪ ،‬ص‪ 140‬دكتـــور‪ /‬جـــالل ثـــروت‪ ،‬نظـــم اإلجـ ـراءات الجنائيـــة‪ ،‬ءـــدون دار نفـــر‪،1997 ،‬‬
‫ص‪.94‬‬
‫‪85‬‬ ‫ضمانات الحماية الجنائية لممارسة مهنة المحاماة‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫الجلسة هو قو ال ترة والم ان الذا تجلس طي المح مـة عليـا لم اشـرة إجـراءات نظـر‬
‫الدصوا والح ـم هـا‪ ،1‬سـواء كانـت الجلسـة منعقـدة ـي الم ـان المخصـص لهـا دا ـل‬
‫المح مة كالمعتاد أو ي م ان ة ـر ولـو كـان ـار مبنـى المح مـة‪ ،‬كمـا تعـد الجلسـة‬
‫منعقدة أثناء معاينة المح مة لمسر الجرةمة صلى سـب ل المثـال‪ .‬وةنتهـي وقـت انعقـاد‬
‫الجلســة ا ل ـ اــاب الم ار عــة أا امجــرد ر ـ الجلســة مــن رئــيس المح مــة وانص ـ ار‬
‫القةاة إلى التداول ي غر ة المداولة‪ ،‬ولو است رق رو القةاة صقـت ر عهـا اعـل‬
‫الوقــت‪ .2‬وقةــت مح مــة الــنقل اــأن جلســة المحاكمــة هــي ال تــرة المخصصــة لنظــر‬
‫القةايا ي الم ان المعد صيصا لهذا ال رض حتى ق ل ااب الم ار عة‪.3‬‬

‫ي جلسة المح مة يمثل إ الال ءنظامهـا‬ ‫وصلى أية حال‪ ،‬ن إذا كان ما وق‬
‫صلى النحو الموض أصاله‪ ،‬ن كال من المـادة ‪ 243‬مـن قـانون اإلجـراءات الجنائيـة‬
‫والمــادة ‪ 104‬مــن قــانون الم ار عــات المدنيــة والتجارةــة تعطــي الح ـ لــرئيس جلســة‬
‫المحاكمة‪ ،‬ااصت اره المنـوط اـ ضـ و الجلسـة وإدارتهـا‪ ،‬أن يخـر مـن قاصـة الجلسـة‬
‫أا شخص يخل ءنظامها‪ .‬ذا لم يمتثل الفـخص سمـر رئـيس الجلسـة ا راجـ مـن‬
‫القاصــة وتمــادا ــي إ الل ـ ءنظامهــا امعنــى االســتمرار ــي ســلوك المخــل االنظــاا‬
‫دا ل الجلسة‪ ،‬أو تكرر من اإل الل االنظاا اعـد سـب التنبيـ صليـ مـن ِقبـل رئـيس‬
‫الجلســـة‪ ،‬جـــام للمح مـــة أن تح ـــم صلـــي ال ـــور اح سـ ـ أراعـ ـ ا وصفـــرةن ســـاصة أو‬
‫ءت رةم صفرة جن هات و قا لقانون اإلجراءات الجنائيـة‪ ،‬أو مائـة جنيـ و قـا لقـانون‬

‫‪ 1‬دكتور‪ /‬محمد مكي أءو صامر‪ ،‬المرج الساء ‪ ،‬ص‪.295‬‬


‫‪ 2‬دكتــور‪ /‬محمــود نج ــت حســني‪ ،‬شــر قــانون اإلج ـراءات الجنائيــة‪ ،‬ســاء اإلشــارة إلي ـ ‪ ،‬ص‪ 165‬دكتــور‪/‬‬
‫مأمون محمد سالم ‪ ،‬المرج الساء ‪ ،‬ص‪ 212‬دكتور‪ /‬صوض محمـد صـوض‪ ،‬الم ـاد العامـة ـي قـانون‬
‫اإلجراءات الجنائية‪ ،‬ساء اإلشارة إلي ‪ ،‬ص‪ 37‬دكتور‪ /‬صبد الرءو مهدا‪ ،‬المرج الساء ‪ ،‬ص‪.1029‬‬
‫‪ 3‬نقــــــل ‪ 4‬أءرةــــــل ‪ ،2014‬رقــــــم ‪ ،19514‬س ‪ 83‬ق‪ ،‬ح ــــــم غ ــــــر منفــــــور‪ ،‬شــــ ـ ة قـــــوان ن الفــــــرق‪،‬‬
‫‪ www.eastlaws.com‬نقـــل ‪ 19‬مـــارس ‪ ،2012‬م تـــت نـــي ‪ ،55‬الطعـــن رقـــم ‪ 1‬لســـنة ‪ 2010‬ق‪،‬‬
‫ص‪ 8‬نقــل ‪ 30‬مــارس ‪ ،1965‬مجموصــة أح ــاا الــنقل‪ ،‬س ‪ ،16‬رقــم ‪ ،68‬ص‪ 319‬نقــل ‪ 26‬مــايو‬
‫‪ ،1959‬مجموصة أح اا النقل‪ ،‬رقم ‪ ،562‬س ‪ 29‬ق‪ ،‬ص‪.583‬‬
‫مجلة القانون واالقتصاد – العدد (الثالث والتسعون)‬ ‫‪86‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫الم ار عات المدنية والتجارةة‪.1‬‬

‫وقرار المح مة اـ ار شـخص إل اللـ ءنظـاا الجلسـة يعـد أمـ ار إدارةـا ولـيس‬
‫ح ما‪ ،‬ولذلك يجوم صدوره من رئيس الجلسة من ردا دون الرجو سصةاء المح مـة‬
‫حال كونها دائرة‪ .2‬ذا كان من ُيراد إ راج من الجلسة إل الل ءنظامها هو المـتهم‬
‫ن سـ إصمــاال لمــا تــنص صليـ المــادة ‪ 2/270‬مــن قــانون اإلجـراءات الجنائيــة‪ ،‬ن ـ‬
‫يتعــ ن صـــدور ح ـــم مـــن المح مـــة ا امـــل أصةــائها ولـــيس مجـــرد أمـــر مـــن رئـــيس‬
‫الجلسة‪.3‬‬

‫ء نما ما يصدر ضد الفخص الذا تمـادا ـي اإل ـالل ءنظـاا الجلسـة اـالح س‬
‫أو اال رامة يعد ح ما يتع ن صدوره من المح مة ذاتها وليس مـن رئـيس الجلسـة‪ ،‬كمـا‬
‫يتع ن مع سما أقوال النيااة العامة إن وجدت وسـما د ـا المـتهم‪ ،‬وذلـك كلـ و قـا‬
‫ارات كـل مـن المـادة ‪ 243‬مـن قـانون اإلجـراءات الجنائيـة والمـادة ‪ 104‬مـن‬ ‫لصرة‬

‫‪ 1‬وةرج الخال ي قيمة ال رامة المنصوص صل ها ي المـادة ‪ 243‬مـن قـانون اإلجـراءات الجنائيـة الصـادر‬
‫صـــاا ‪ 1950‬والمـــادة ‪ 104‬مـــن قـــانون الم ار عـــات المدنيـــة والتجارةـــة الصـــادر صـــاا ‪ ،1968‬والمعدلـــة صـــاا‬
‫‪ ،2007‬إلــى ــرق التوق ــت الزمنــي ء ـ ن إصــدار كــل مــن القــانون ن المفــار إل همــا ومــا صــاحت ذلــك مــن‬
‫ا تال‬ ‫ي قيمة العملة‪.‬‬
‫ونرا أن قاضي المح مة الجنائية ال يستطي أن يوق غرامة تزةد صلـى صفـرة جن هـات صلـى مـن يتمـادا أو‬
‫ي رر اإل الل ءنظاا الجلسة رغم سب التنبي صلي االتوقف صن هذا اإل الل‪ ،‬ااصت ـار أن القـانون الواجـت‬
‫ي جلسات المحاكم الجنائية هو قانون اإلجـراءات الجنائيـة‪ ،‬وأنـ ال يسـتطي توقيـ غرامـة المائـة‬ ‫التطب‬
‫جني المنصوص صلي ي المـادة ‪ 104‬مـن قـانون الم ار عـات المدنيـة والتجارةـة‪ .‬وحجتنـا ـي ذلـك مسـتمدة‬
‫مما ذهت إلي ال البيـة العظمـى مـن قهـاء القـانون الجنـائي مـن أن االسترشـاد ءنصـوص قـانون الم ار عـات‬
‫أمــاا المحــاكم الجنائيــة مق ــد اخلــو قــانون اإلج ـراءات الجنائيــة مــن نــص يعــالث المســالة المطروحــة صلــى‬
‫المح مــة الجنائيــة‪ .‬ـ ذا تةــمن قــانون اإلج ـراءات الجنائيــة نصــا افــأن مســألة مع نــة كــان هــو الواجــت‬
‫التطب ولو الا نصا ي قانون الم ار عات يعالث المسالة ن سها‪.‬‬
‫واستنادا لما تقدا نرا أن يوجد إ الل االمراكز القانونية المتساوةة ءـ ن المح ـوا صلـ هم‪ ،‬اسمـر الـذا يوجـت‬
‫إجراء التعـديالت التفـرةوية الالممـة لتحق ـ التوا ـ ءـ ن نصـوص التفـرةعات المختل ـة حـال تنظيمهـا ذات‬
‫المسألة وذلك تجن ا لفبهة صدا الدستورةة‪.‬‬
‫‪ 2‬دكتور‪ /‬محمد مكي أءو صامر‪ ،‬المرج الساء ‪ ،‬ص‪.296‬‬
‫‪ 3‬دكتــورة‪ /‬ومةــة صبدالســتار‪ ،‬شــر قــانون اإلجـراءات الجنائيــة و قــا سحــدث التعــديالت‪ ،‬ســاء اإلشــارة إلي ـ ‪،‬‬
‫ص‪.87‬‬
‫‪87‬‬ ‫ضمانات الحماية الجنائية لممارسة مهنة المحاماة‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫قــانون الم ار عــات‪ .‬وة ــون ح ــم المح مــة ــي هــذا الفــأن نهائيــا ال يجــوم الطعــن طي ـ‬
‫ااالست نا ‪ ،‬ومـ ذلـك يجـوم للمح مـة التـي أصـدرت أن ترجـ صنـ مـن تلقـاء ن سـها‬
‫شرةطة أن ي ون هذا الرجو قبل انتهاء الجلسة التي صدر ها ذلـك الح ـم‪ .‬واسـتنادا‬
‫أمـاا ه ـة قةـائية أصلـى‬ ‫إلى كون هذا الح م يصدر غ ر قاءل للطعن طيـ ااالسـت نا‬
‫درجة‪ ،‬ذهت ال عل إلى أن يعد صمال إدارةا وليس قةائيا‪.1‬‬

‫الفرع الثاني‬
‫اإلجراءات املقررة ملواجهة‬
‫ارتكاب جرمية أثناء انعقاد اجللسة‬

‫قد يصل اسمر أثناء انعقاد جلسات المحاكم إلى درجة ارتكاب جرةمـة جنائيـة‪،‬‬
‫طي ون منطقيا أن تختلا سلطة المح مة التي وقعت الجرةمة ـي جلسـتها صـن تلـك‬
‫المقررة لها حال وقو مجرد إ الل ءنظاا الجلسة‪ .‬كما تختلـا سـلطة المح مـة و قـا‬
‫لمــا إذا كانــت الجرةمــة المرتك ــة جنايــة أا جنحــة ومخال ــة‪ .‬وتختلــا حــدود ســلطة‬
‫المح مــة افــأن مواجهــة ج ـرائم الجلســات ت عــا لمــا إذا كانــت المح مــة التـ ي وقعــت‬
‫الجرةمة ي جلستها مح مـة جنائيـة أا مدنيـة‪ .‬وتـنظم سـلطة المح مـة الجنائيـة ـي‬
‫هذا الخصوص المادة ‪ 244‬من قـانون اإلجـراءات الجنائيـة‪ ،2‬كمـا تـنظم المـادة ‪106‬‬
‫من قانون الم ار عات المدنية والتجارةة سلطة المح مة المدنية ي هذا الفأن‪.3‬‬

‫‪ 1‬دكتور‪ /‬رمسيس ءهناا‪ ،‬المرج الساء ‪ ،‬ص‪.261‬‬


‫‪ 2‬تنص المادة ‪ 244‬من قانون اإلجراءات الجنائية صلى أن ا إذا وقعت جنحة أو مخال ة ـي الجلسـة‪ ،‬يجـوم‬
‫للمح مــة أن تقــيم الــدصوا صلــى المــتهم ــي الحــال‪ ،‬وتح ــم هــا اعــد ســما أق ـوال النيااــة العامــة ود ــا‬
‫المــتهم‪ .‬وال يتوقــف ر ـ الــدصوا ــي هــذه الحالــة صلــى ش ـ وا أو ملــت‪ ،‬إذا كانــت الجرةمــة مــن الج ـرائم‬
‫المنصوص صل ها ي المواد ‪ 3‬و‪ 8‬و‪ 9‬من هذا القانون‪ .‬أمـا إذا وقعـت جنايـة‪ ،‬يصـدر رئـيس المح مـة أمـ ار‬
‫ا حالة المتهم إلى النيااة العامة ءدون إ الل اح م المادة ‪ 13‬من هـذا القـانون‪ .‬و ـي جميـ اسحـوال يحـرر‬
‫رئيس المح مة محة ار وةأمر االق ل صلى المتهم إذا اقتةى الحال ذلك‪.‬ا‬
‫‪ 3‬تــنص المــادة ‪ 106‬مــن قــانون الم ار عــات المدنيــة والتجارةــة صلــى أنـ ا مـ مراصــاة أح ــاا قــانون المحامــاة‬
‫يــأمر رئــيس الجلســة ا تااــة محةــر صــن كــل جرةمــة تق ـ أثنــاء انعقادهــا وامــا يــرا اتخــاذه مــن إج ـراءات‬
‫ثم يأمر ا حالة اسوراق إلى النيااة إلجراء ما يلـزا هـا‪ .‬ـ ذا كانـت الجرةمـة التـي وقعـت جنايـة أو‬ ‫التحق‬
‫جنحة كان ل إذا اقتةت الحال أن يأمر االق ل صلى من وقعت من ‪.‬ا‬
‫مجلة القانون واالقتصاد – العدد (الثالث والتسعون)‬ ‫‪88‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫أوال‪ :‬ارتكاب جنحة أو خمالفة أثنا ء انعقاد جلسة حمكمة جنائية‪:‬‬

‫إذا كانــت الجرةمــة المرتك ــة جنحــة أو مخال ــة‪ ،‬ووقعــت أثنــاء انعقــاد جلســة‬
‫مح مة جنائية‪ ،‬ن يجوم للمح مة أن تقيم الدصوا صلى المتهم ي الحال‪ ،‬وتح ـم‬
‫ها اعد سما أقوال النيااة العامة ود ا المتهم‪ ،‬وهـو مـا يسـرا اطبيعـة الحـال إذا‬
‫كانت الجرةمة التي وقعت أثناء انعقاد الجلسة تف ل جنحـة تعـدا صلـى المح مـة أو‬
‫أحـد القةـاة أو صلــى أا مـن العـامل ن ءهــا‪ ،‬أو كانـت جرةمـة شــهادة مور‪ ،‬و قـا لمــا‬
‫تـنص صليـ المــادة ‪ 107‬مـن قــانون الم ار عــات‪ .‬وةمثـل ســما أقـوال المـتهم ــي هــذا‬
‫الصدد ضمانة من ضمانات الد ا التي ك لها الدسـتور والقـانون‪ ،‬كمـا يتعـ ن سـما‬
‫أقــوال النيااـــة العامـــة ااصت ارهـــا حاضـــرة الجلســـة كونهـــا جـــزء مـــن تفــ ل المحـــاكم‬
‫الجنائية‪ .‬ومؤدا ذلك أن المح مة جمعت ء ن وفي تـي االتهـاا والح ـم روجـا صلـى‬
‫مبــدأ أساســي مــن م ــاد العدالــة وهــو ال صــل ءـ ن هــات ن الــوفي ت ن ضــمانا للحيــاد‬
‫والموضــو ية‪ .‬وةتمثــل المبــرر ــي الخــرو صلــى هــذا المبــدأ العــاا ــي أن الجرةمــة‬
‫المرتك ــة أثنــاء انعقــاد الجلســة و ــي مجلــس القةــاء تف ـ ل مساســا ءه ــة القةــاء‬
‫والتقل ل من االحتراا الواجـت لـ ‪ ،‬وتنطـوا صلـى جـرأة اال ـة مـن مرتكبهـا‪ ،1‬كمـا أنهـا‬
‫تعــد مــن ناحيــة أ ــرا ــي حالــة تلـ س ممــا يســتوجت مواجهتهــا ــي الحــال واصــورة‬
‫حاسمة ورادصة ودون ات ا للقواصد العامة ي اال تصـاص‪ .2‬ومـن هنـا كـان تحرةـك‬
‫الــدصوا الجنائيــة ضــد مرتكــت الجنحــة أو المخال ــة أثنــاء انعقــاد الجلســة ثــم الح ــم‬
‫ها‪ ،‬روجا صلى مبـدأ ال صـل ءـ ن وفي تـي االتهـاا والح ـم‪ ،‬مسـتهد ا صـون‬ ‫صلي‬
‫ـي أصـ ن الـرأا العـاا وك الـة تـوق ره وضـمانة‬ ‫ه ة القةاء والمحا ظة صلى احترام‬
‫لحســن س ـ ر العدالــة‪ ،3‬وهــي قــيم وغايــات يتنــا ى معهــا ارتكــاب جرةمــة أثنــاء انعقــاد‬

‫‪ 1‬دكتور‪ /‬محمود نج ت حسني‪ ،‬شر قانون اإلجراءات الجنائية‪ ،‬ساء اإلشارة إلي ‪ ،‬ص‪.165‬‬
‫‪ 2‬نقل ‪ 19‬نو مبر ‪ ،1990‬مجموصة أح اا النقل‪ ،‬رقم ‪ ،843‬س ‪ 59‬ق‪ ،‬ص‪.1062‬‬
‫‪ 3‬دكتــور‪ /‬محمــود محمــود مصــط ى‪ ،‬المرج ـ الســاء ‪ ،‬ص‪ 113‬دكتــور‪ /‬حســن صــادق المرصـ اوا‪ ،‬المرج ـ‬
‫الســاء ‪ 139 ،‬دكتــور‪ /‬صمــر الســع د رمةــان‪ ،‬المرج ـ الســاء ‪ ،‬ص‪ 145‬دكتــور‪ /‬جــالل ثــروت‪ ،‬المرج ـ‬
‫الساء ‪ ،‬ص‪ 93‬دكتور‪ /‬مأمون محمـد سـالم ‪ ،‬المرجـ السـاء ‪ ،‬ص‪ 210‬دكتـور‪ /‬صـوض محمـد صـوض‪،‬‬
‫الم ــاد العامــة ــي قــانون اإلج ـراءات الجنائيــة‪ ،‬ســاء اإلشــارة إلي ـ ‪ ،‬ص‪ 36‬دكتــورة‪ /‬ومةــة صبدالســتار‪،‬‬
‫‪89‬‬ ‫ضمانات الحماية الجنائية لممارسة مهنة المحاماة‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫جلسات المحاكم‪ .‬وصلى أية حـال ـ ن هـذا الح ـم الصـادر ـي جنحـة أو مخال ـة مـن‬
‫ارتكبت الجرةمة أثنـاء انعقـاد جلسـتها هـو ح ـم قاءـل للطعـن طيـ و قـا‬
‫المح مة التي ُ‬
‫إلجراءات الطعن المعتادة‪ ،‬وهو ما يجعلـ قـاءال للمراجعـة مـن جانـت مح مـة محايـدة‬
‫غ ر المح مة التي أصدرت ‪.1‬‬

‫وتجــدر اإلشــارة إلــى أنـ ال تســرا صلــى ســلطة المح مــة التــي وقعــت الجنحــة‬
‫أثنــاء جلســتها الق ــود اإلجرائيــة المنصــوص صل هــا افــأن ج ـرائم الف ـ وا أو الطلــت‪،‬‬
‫والتي تحول دون تحرةك الدصوا الجنائية إال ءناء صلى شـ وا أو ملـت مـن صـاحت‬
‫الح أو الص ة ـي ذلـك إصمـاال لمـا تـنص صليـ المـادة ‪ 244‬مـن قـانون اإلجـراءات‬
‫الجنائيــة‪ .2‬هــذه الق ــود اإلجرائيــة تعــد ق ــودا صلــى ســلطة النيااــة العامــة ــي تحرةــك‬
‫الدصوا الجنائية وال تسرا صلى المح مة التـي وقعـت الجرةمـة ـي جلسـتها‪ .‬كمـا أن‬
‫ارتكـاب الجرةمــة أثنــاء انعقــاد الجلســة يةــيف إل هــا مااعــا صامــا يخرجهــا جزئيــا صــن‬
‫مااعهــا الخــاص الــذا تقــررت مــن أجل ـ أا مــن هــذه الق ــود اإلجرائيــة‪ ،‬كمــا يجعــل‬
‫الجرةمة ي ش منها مرتك ة ضد ه ة المح مة واالحتراا الواجت لها‪.3‬‬

‫وصلــى جانــت ة ــر لــم يفــر نــص المــادة ‪ 244‬مــن قــانون اإلجـراءات الجنائيــة‬

‫شـر قـانون اإلجـراءات الجنائيــة و قـا سحـدث التعــديالت‪ ،‬سـاء اإلشـارة إليـ ‪ ،‬ص‪ 86‬دكتـور‪ /‬محمـد مكــي‬
‫أءو صامر‪ ،‬المرج الساء ‪ ،‬ص‪.293‬‬
‫‪ 1‬دكتور‪ /‬رمسيس ءهناا‪ ،‬المرج الساء ‪ ،‬ص‪.258‬‬
‫‪ 2‬ذكرت المـادة ‪ 244‬مـن قـانون اإلجـراءات الجنائيـة اسـتثناء جـرائم الفـ وا المنصـوص صل هـا ـي المـادة ‪3‬‬
‫مــن قــانون اإلج ـراءات الجنائيــة‪ .‬وج ـرائم الطلــت المنصــوص صل هــا ــي المــادة ‪ 8‬مــن القــانون ذات ـ ‪ ،‬وهــي‬
‫جرةمــة الع ــت ا حــدا مــرق العالنيــة ــي حـ ملــك أو رئــيس دولــة أجنبيــة‪ ،‬المنصــوص صل هــا ــي المــادة‬
‫‪ 181‬مــن قــانون العقواــات‪ ،‬وجرةمــة الع ــت ا حــدا مــرق العالنيــة ــي حـ ممثــل دولــة أجنبيــة معتمــد ــي‬
‫مصر اسبت أمـور تتعلـ اـأداء وفي تـ ‪ ،‬المنصـوص صل هـا ـي المـادة ‪ 182‬مـن قـانون العقواـات‪ .‬وجـرائم‬
‫الطلـت المنصـوص صل هـا ـي المـادة ‪ 9‬مـن قــانون اإلجـراءات الجنائيـة‪ ،‬وهـي جرةمـة إهانـة أو سـت إحــدا‬
‫المؤسســات أو اله ــات أو الســلطات أو المصــال العامــة أو النظاميــة ــي الدولــة اأيــة وس ـ لة مــن وســائل‬
‫العالنية‪ ،‬المنصوص صل ها ي المادة ‪ 184‬من قانون العقواات‪.‬‬
‫‪ 3‬دكتور‪ /‬صمر السع د رمةان‪ ،‬المرج الساء ‪ ،‬ص‪ 146‬كتورة‪ /‬ومةـة صبدالسـتار‪ ،‬شـر قـانون اإلجـراءات‬
‫الجنائيــة و قــا سحــدث التعــديالت‪ ،‬ســاء اإلشــارة إلي ـ ‪ ،‬ص‪ 90‬دكتــور‪ /‬محمــد مكــي أءــو صــامر‪ ،‬المرج ـ‬
‫الساء ‪ ،‬ص‪.298‬‬
‫مجلة القانون واالقتصاد – العدد (الثالث والتسعون)‬ ‫‪90‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫إلــى ا تراضــية ارتكــاب الجنحــة أثنــاء انعقــاد الجلســة ممــن يتمتــ احصــانة جنائيــة‬
‫إجرائية‪ ،‬كالقةاة وأصةاء البرلمان‪ ،‬والتي تقةـي القواصـد العامـة اةـرورة الحصـول‬
‫صلى إذن من الجهة التاا لها أا منهم إلم انية م اشرة إجراءات المالحقة الجنائيـة‬
‫‪ 1‬ا‬
‫قبلهم ‪ .‬ونر استنادا لكون الجرةمة ُ‬
‫المرتك ة أثناء انعقاد الجلسة ـي هـذه ال رضـية‬
‫جرةمة ي حالة تلـ س‪ ،‬أن تقتصـر سـلطة رئـيس الجلسـة صلـى اسمـر اـالق ل صلـى‬
‫مرتكت الجرةمة إذا اقتةى الحال ذلك‪ ،‬ثم إحالة المحةر المثبت للواقعة إلـى النيااـة‬
‫العامة لتتولى م اشرة اإلجراءات و قا للقواصد المنصوص صل ها افأن تحرةـك وإقامـة‬
‫الـــدصوا الجنائيـــة ضـــد مرتكـــت الجرةمـــة صنـــدما ي ـــون هـــذا اس ـــر ممـــن يتمتعـــون‬
‫احصانة إجرائية‪.‬‬

‫وصلــى جانــت ة ــر‪ ،‬ثــار تســاؤل افــأن إصمــال نــص المــادة ‪ 244‬مــن قــانون‬
‫اإلجراءات الجنائية افأن رضية ارتكاب جنحة ي جلسة إحدا محاكم الجـن وكـان‬
‫نظر هذه الجنحة والح م ها من ا تصاص مح مة اصة أو مح مة جنايات صلـى‬
‫سب ل االستثناء‪.2‬‬

‫ولةجااة صلى هذا التساؤل ذهت اتجاه قهي إلى أنـ إذا كانـت الجنحـة التـي‬
‫وقعت ي الجلسة من ا تصاص مح مة اصة أو مح مة أصلـى درجـة‪ ،‬ـ ن سـلطة‬
‫المح مة التي وقعت هذه الجنحة ي جلستها تقتصر صلى تحرةك الـدصوا الجنائيـة‪،‬‬
‫والقـ ل صلــى المــتهم إذا اقتةــى الحــال ذلــك‪ ،‬وإحالتـ إلــى النيااــة العامــة‪ ،‬دون أن‬
‫ي إقامة الدصوا الجنائية والح م ها‪ ،‬سن قواصد اال تصـاص مـن‬ ‫ي ون لها الح‬
‫النظــاا العــاا وال يجــوم مخال تهــا إال ءــنص صــرة ‪ .3‬و ةــال صــن ذلــك ـ ن صموميــة‬
‫نص المادة ‪ 1/244‬ال تك ي سندا للخرو صلى قواصـد اال تصـاص سنـ صلـى الـرغم‬

‫المعـــدَّل الصـــادر صـــاا ‪ ،2014‬و ـــي الحصـــانة‬


‫‪ 1‬أنظـــر ـــي الحصـــانة البرلمانيـــة المـــادة ‪ 113‬مـــن الدســـتور ُ‬
‫القةائية المادة ‪ 96‬من قانون السلطة القةائية‪.‬‬
‫‪ 2‬أنظر ي ذلك‪ :‬المادت ن ‪ 215‬و‪ 216‬من قانون اإلجراءات الجنائية‪.‬‬
‫‪ 3‬دكتـــور‪ /‬حســـن صـــادق المرصــ اوا‪ ،‬المرجــ الســـاء ‪ ،‬ص‪ 159‬دكتـــور‪ /‬مـــأمون محمـــد ســـالم ‪ ،‬المرجــ‬
‫الساء ‪ ،‬ص‪ 212‬دكتور‪ /‬محمد مكي أءو صامر‪ ،‬المرج الساء ‪ ،‬ص‪.300‬‬
‫‪91‬‬ ‫ضمانات الحماية الجنائية لممارسة مهنة المحاماة‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫من هذه العمومية حـرص المفـر صلـى الـنص صـراحة صلـى مخال ـة إجـراءات جـرائم‬
‫الف وا والطلت‪ ،‬وذلك ي ال قرة الثانية من ذات المادة‪.1‬‬

‫وةــذهت اتجــاه ة ــر ــي ال قـ إلــى أنـ يســتوا ــي هــذه ال رضــية كــون نظــر‬
‫الــدصوا الجنائيــة الناش ـ ة صــن الجنحــة يــد ل ــي ا تصــاص مح مــة الجــن أا ــي‬
‫ا تصاص مح مة أ را استثناء‪ .2‬ونحن من جانبنا نؤةـد مـا ذهـت إليـ أنصـار هـذا‬
‫ـارة‬ ‫االتجـاه ال قهـي اس ـر‪ ،‬وحجتنـا ـي ذلـك ترتكـز مـن ناحيـة أولـى صلـى صمـوا‬
‫نــص المــادة ‪ 244‬مــن قــانون اإلج ـراءات الجنائيــة‪ ،‬ومــن ناحيــة ثانيــة صلــى الح مــة‬
‫التي من أجلها من المفر المح مة التي وقعـت الجنحـة ـي جلسـتها سـلطة إقامـة‬
‫الــدصوا الجنائيــة والح ــم ــي موضــوصها ــي ةن واحــد وهــي مــن دون شــك ســلطة‬
‫تتنــا ي م ـ أحــد الم ــاد اسساســية ــي اإلج ـراءات الجنائيــة وهــو مبــدأ ال صــل ء ـ ن‬
‫وفي تي االتهاا والح م‪ ،‬وم ذلـك جـرا الخـرو صل هـا‪ ،‬واالتـالي كـان الخـرو صلـى‬
‫قواصــد اال تصــاص اســتنادا لــذات الح مــة أم ـ ار ســائ ا‪ ،‬اصــة أن الجرةمــة المرتك ــة‬
‫جنحة ستنظرها مح مة جن ‪.‬‬ ‫هي ي نهاية المطا‬

‫ثانيا‪ :‬ارتكاب جناية أثناء انعقاد جلسة حمكمة جنائية‪:‬‬

‫إذا كانت الجرةمة التي وقعت ي جلسة المح مة الجنائية جنايـة‪ ،‬ـ ن سـلطة‬
‫المح مة‪ ،‬ولو كانت مح مة جنايات‪ ،‬تقتصر صلى إصدار رئيسها أم ار ا حالـة المـتهم‬
‫إلى النيااة العامة لم اشرة إجراءات التحق ـ افـأنها‪ ،‬ومـؤدا ذلـك صـدا جـوام إقامـة‬
‫الـــدصوا الجنائيـــة والح ـــم ـــي موضـــوصها مـــن المح مـــة التـــي وقعـــت الجنايـــة ـــي‬
‫جلســتها‪ .‬وصلــة هــذا الحظــر أن الجنايــة‪ ،‬وإن كانــت أشــد الجــرائم جســامة واالتــالي‬
‫انتهاكــا لحرمــة القةــاء وه بتـ ‪ ،‬أحــاط القــانون إجـراءات المالحقــة الجنائيــة افــأنها‪،‬‬

‫‪ 1‬دكتور‪ /‬حسن صادق المرص اوا‪ ،‬المرج الساء ‪ ،‬ص‪.143‬‬


‫‪ 2‬دكتــور‪ /‬محمــود نج ــت حســني‪ ،‬شــر قــانون اإلج ـراءات الجنائيــة‪ ،‬دار النهةــة العرايــة‪ ،‬القــاهرة‪،1998 ،‬‬
‫ص‪ 169‬دكتور‪ /‬صمر السع د رمةان‪ ،‬المرج الساء ‪ ،‬ص‪ 146‬دكتورة‪ /‬ومةة صبدالستار‪ ،‬شـر قـانون‬
‫اإلجراءات الجنائية و قا سحدث التعديالت‪ ،‬ساء اإلشارة إلي ‪ ،‬ص‪.89‬‬
‫مجلة القانون واالقتصاد – العدد (الثالث والتسعون)‬ ‫‪92‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫س ـواء ــي ذلــك إج ـراءات التحق ـ االءتــدائي أو المحاكمــة‪ ،‬اةــمانات أكبــر نظ ـ ار لمــا‬
‫يقـرره القــانون مــن صقواــات جســيمة كجـزاء صلــى ارتكاءهــا‪ .1‬وكـ ل مــا تملــك المح مــة‬
‫اتخاذه من إجراءات ي هـذه الحالـة هـو تحرةـر محةـر االواقعـة وإحالـة المـتهم إلـى‬
‫النيااة العامة‪ ،‬ةـال صـن اسمـر اـالق ل صليـ إذا اقتةـى الحـال ذلـك‪ ،‬صمـال ءـنص‬
‫المادة ‪ 244‬من قانون اإلجراءات الجنائية‪.‬‬

‫وتجــدر اإلشــارة إلــى أن ـ يجــوم لمح مــة الجنايــات‪ ،‬أو لمح مــة الــنقل حــال‬
‫نظرها موضو الدصوا الجنائية‪ ،‬أن تنـدب أحـد أصةـائها لم اشـرة إجـراءات التحق ـ‬
‫االءتــدائي و قــا لمــا تــنص صلي ـ المــادة ‪ 11‬مــن قــانون اإلج ـراءات الجنائيــة‪ ،2‬حــال‬
‫ارتكاب عل يمثل إ الال اأوامرهـا أو اـاالحتراا الواجـت لهـا أو التـأث ر ـي قةـائها أو‬
‫ي الفهود‪ ،‬وذلـك اصـدد إحـدا الـدصاوا المنظـورة أمامهـا‪ ،‬صمـال ءـنص المـادة ‪13‬‬
‫من قـانون اإلجـراءات الجنائيـة‪ .‬واسصـل أن هـذه الجـرائم ليسـت مـن جـرائم الجلسـات‬
‫ءــل تكــون ُمرتك ــة ــار الجلســة‪ ،‬وإال لــو كانــت مــن ج ـرائم الجلســات لوجــت صندئــذ‬
‫إصمـال نــص المــادة ‪ 244‬مــن قــانون اإلجـراءات الجنائيــة‪ ،‬ومــن ثــم القتصــرت ســلطة‬
‫ها‪.3‬‬ ‫المح مة افأنها صلى تحرةك الدصوا الجنائية دون م اشرة إجراءات التحق‬

‫ثالثا‪ :‬ارتكاب جرمية أثناء انعقاد جلسة حمكمة غري جنائية‪:‬‬

‫ارتكبت جرةمة أثناء انعقاد إحدا جلسـات مح مـة غ ـر جنائيـة‪ ،‬ـ ن هـذه‬
‫إذا ُ‬
‫المح مة ال تملك سلطة إقامة الدصوا الجنائية ضد المتهم أو الح م ي موضـوصها‪،‬‬
‫المرتك ــة جنايــة أو جنحــة أو مخال ــة‪ .‬وكــل مــا يملك ـ صندئــذ‬
‫س ـواء كانــت الجرةمــة ُ‬

‫‪ 1‬د‪ /‬مــأمون محمــد ســالم ‪ ،‬المرج ـ الســاء ‪ ،‬ص‪ 212‬دكتــور‪ /‬صــوض محمــد صــوض‪ ،‬الم ــاد العامــة ــي‬
‫قانون اإلجراءات الجنائية‪ ،‬ساء اإلشارة إلي ‪ ،‬ص‪.36‬‬
‫‪ 2‬و ــي هــذه الحالــة يســرا صلــى صةــو المح مــة المنتــدب لم اشــرة إجـراءات التحق ـ جميـ اسح ــاا الخاصــة‬
‫اقاضي التحق ‪ ،‬وإذا أُح لت الدصوا لقةاء الح ـم تعـ ن إحالتهـا لمح مـة أ ـرا‪ ،‬كمـا ال يجـوم أن يفـترك‬
‫ي إصدار الح م ي هذه الدصوا أا من القةاة الذين قرروا إقامة الدصوا الجنائية‪.‬‬
‫‪ 3‬دكتــور‪ /‬محمــود محمــود مصــط ى‪ ،‬المرج ـ الســاء ‪ ،‬ص‪ 112‬دكتــور‪ /‬حســن صــادق المرصـ اوا‪ ،‬المرج ـ‬
‫الساء ‪ ،‬هامش ص‪ 137‬دكتور‪ /‬رمسيس ءهناا‪ ،‬المرج الساء ‪ ،‬ص‪.256‬‬
‫‪93‬‬ ‫ضمانات الحماية الجنائية لممارسة مهنة المحاماة‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫المرتك ـة واتخـاذ مـا يـراه مـن‬


‫رئيس الجلسة من سلطات هـو تحرةـر محةـر االواقعـة ُ‬
‫ثم إحالـة اسوراق إلـى النيااـة إلجـراء مـا يلـزا افـأنها‪ .‬و ةـال صـن‬ ‫إجراءات التحق‬
‫المرتك ة جناية أو جنحة‪ ،‬جام لرئيس جلسـة المحاكمـة التـي‬
‫ذلك‪ ،‬إذا كانت الجرةمة ُ‬
‫وقعت أثناء انعقادها الجرةمة إصـدار أوامـره اـالق ل صلـى المـتهم إذا اقتةـى الحـال‬
‫ذلــك‪ ،‬وذلــك كل ـ إصمــاال لمــا تــنص صليـ المــادة ‪ 106‬مــن قــانون الم ار عــات المدنيــة‬
‫والتجارةة‪.‬‬

‫ذا كانت الجرةمة التي وقعت أثنـاء انعقـاد الجلسـة تفـ ل جنحـة تعـدا صلـى‬
‫المح مــة أو أحــد القةــاة أو صلــى أا مــن العــامل ن ءهــا‪ ،‬أو كانــت جرةمــة شــهادة‬
‫مور‪ ،‬جـــام للمح مـــة أن تقـــيم الـــدصوا الجنائيـــة وتح ـــم صلـــى المـــتهم ـــو ار وة ـــون‬
‫ح مها ي هذه اسحوال نا ذا ولو حصل است نا ‪ ،‬وذلك كل إصمـاال لمـا تـنص صليـ‬
‫المــادة ‪ 107‬مــن قــانون الم ار عــات‪ .1‬ومــؤدا ذلــك أن ســلطة المح مــة ذاتهــا‪ ،‬ولــيس‬
‫رئيســها قــو‪ ،‬تتمثــل ــي إقامــة الــدصوا الجنائيــة وال صــل هــا اح ــم ــورا واجــت‬
‫الن اذ ولو م حصول است نا ‪ ،‬صلى الرغم من أن المح مة ليسـت مح مـة جنائيـة‪،‬‬
‫المرتك ـة جنحـة تعـدا صلـى ه ـ ة المح مـة أو صلـى أحـد‬
‫مالما كان وصـا الجرةمـة ُ‬
‫أصةــائها أو صلــى أحــد العــامل ن االمح مــة‪ .‬والعلــة ــي هــذا الخــرو صلــى القواصــد‬
‫المقــررة اموجــت المــادة ‪ 106‬مــن قــانون الم ار عــات الســاء تناولهــا تكمــن ــي أن‬
‫الجنحة ي هذه ال رضية تف ل إهانة اال ة للمح مة تستوجت ردصا حاسـما و ورةـا‪،‬‬
‫سن ال عل اإلجرامي جرا توج ه م اشرة إلى المح مة أثناء انعقادها ي الجلسة‪.‬‬

‫‪ 1‬تــنص المــادة ‪ 107‬مــن قــانون الم ار عــات المدنيــة والتجارةــة صلــى أن ـ ا م ـ م ارصـ اة أح ــاا قــانون المحامــاة‬
‫للمح مــة أن تحــاكم مــن تق ـ من ـ أثنــاء انعقادهــا جنحــة تعــد صلــى ه تهــا أو صلــى أحــد أصةــائها أو أحــد‬
‫العامل ن االمح مـة وتح ـم صليـ ـو ار االعقواـة‪ .‬وللمح مـة أيةـا أن تحـاكم مـن شـهد مو ار االجلسـة وتح ـم‬
‫صلي االعقواة المقررة لفهادة الزور‪ .‬وة ون ح م المح مة ي هذه اسحوال نا ذا ولو حصل است نا ‪.‬ا‬
‫مجلة القانون واالقتصاد – العدد (الثالث والتسعون)‬ ‫‪94‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫الفرع الثالث‬
‫سلطة احملكمة بشأن القبض‬
‫على املتهم بارتكاب إحدى جرائم اجللسات‬

‫تمــن المــادة ‪ 3/244‬مــن قــانون اإلج ـراءات الجنائيــة الح ـ لــرئيس الجلســة‬
‫التي وقعت الجرةمة أثناء انعقادها أن تأمر االق ل صلى المتهم ي جميـ اسحـوال‪،‬‬
‫وهـو مـا يعنـي إم انيــة صـدور أمـر القـ ل سـواء كانـت الجرةمـة المرتك ـة جنايــة أو‬
‫جنحــة أو مخال ــة‪ .‬واالمقاءــل ـ ن المــادة ‪ 106‬مــن قــانون الم ار عــات تقصــر ســلطة‬
‫قــو دون المخال ــات‪ .‬ومــؤدا‬ ‫المح مــة ــي هــذا الخصــوص صلــى الجنايــات والجــن‬
‫ذلك أن يجوم للمح مـة الجنائيـة إصـدار أمـ ر اـالق ل صلـى المـتهم اارتكـاب جرةمـة‬
‫ــي الجلســة‪ ،‬وهــي جرةمــة قطعــا ــي حالــة تل ـ س‪ ،‬أيــا كــان وص ـ ها القــانون‪ ،‬ء نمــا‬
‫تقتصــر ســلطة أيــة مح مــة غ ــر جنائيــة صلــى إصــدار أمــر الق ـ ل حــال كــون هــذه‬
‫الجرةمة جناية أو جنحة قو‪.‬‬

‫وما يث ر االنت اه ي هذا الصدد من وجهة نظرنـا هـو التسـاؤل صمـا إذا كانـت‬
‫سلطة رئيس الجلسة التي وقعت الجرةمة أثناء انعقادهـا‪ ،‬و قـا لـنص المـادة ‪3/244‬‬
‫مــن قــانون اإلج ـراءات الجنائيــة والمــادة ‪ 106‬مــن قــانون الم ار عــات‪ ،‬افــأن الق ـ ل‬
‫صلى المتهم تتجاوم نطاق حاالت الق ل المقررة قانونا أا ال؟‬

‫ولةجااة صلـى هـذا التسـاؤل يتعـ ن ءيـان حـدود سـلطة القـ ل المقـررة قانونـا‬
‫االءتدائي‪ .‬و قـا لـنص المـادة ‪34‬‬ ‫سواء لمأمور الة و القةائي أو لسلطة التحق‬
‫والمادة ‪ 1/35‬مـن قـانون اإلجـراءات الجنائيـة يجـوم لمـأمور الةـ و القةـائي اسمـر‬
‫اـ الق ل صلــى المــتهم الحاضــر أو اسمــر اة ـ و المــتهم غ ــر الحاضــر وإحةــاره‪،1‬‬
‫اسـتنادا إلحـدا حــاالت التلـ س االجرةمــة إذا كانـت الجرةمـة جنايــة صمومـا أو جنحــة‬
‫معاقت صل ها االح س لمدة تزةد صلى ثالثة أشهر‪ .‬وو قـا لصـرة نـص المـادة ‪126‬‬

‫‪ 1‬نقل ‪ 23‬يناير ‪ ،1978‬مجموصة أح اا النقل‪ ،‬س ‪ ،29‬رقم ‪ ،15‬ص‪.83‬‬


‫‪95‬‬ ‫ضمانات الحماية الجنائية لممارسة مهنة المحاماة‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫مــن قــانون اإلج ـراءات الجنائيــة ن ـ يجــوم لســلطة التحق ـ االءتــدائي إصــدار أمــر‬
‫اــالق ل صلــى المــتهم وإحةــاره ــي جمي ـ الم ـواد‪ ،1‬أا ــي م ـواد الجنايــات والجــن‬
‫والمخال ــات‪ .2‬امعنــى أن اسمــر اــالق ل صلــى المــتهم وإحةــاره الصــادر مــن ســلطة‬
‫االءتدائي يجوم نظرةا ي المخال ات أيةا‪.3‬‬ ‫التحق‬

‫ونظـ ار سن اسصــل ــي أوامــر الةـ و واإلحةــار صــدا إصــدارها إال ــي الجـرائم‬
‫نطاقا مـن‬ ‫ذات الجسامة‪ ،‬ن من المنطقي أن ي ون مجال الة و واإلحةار أض‬
‫مجال اسمر االحةور‪ .4‬ونظـ ار سن صـرة نـص المـادة ‪ 126‬المفـار إل هـا أصـاله ال‬
‫م هذا المنطـ القـانوني ومـ الم ـاد العامـة ـي اإلجـراءات الجنائيـة التـي‬ ‫يتوا‬
‫تحظر الق ل ـي المخال ـات‪ ،‬ـ ن جان ـا مـن ال قـ يـرا ـي الو ـارة اس ـرة الـواردة‬
‫ي نص المادة ‪ 130‬من قانون اإلجـراءات الجنائيـة‪ 5‬سـب ال لتق ـد إمـالق وصموميـة‬
‫نـــص المـــادة ‪ 126‬مـــن ذات القـــانون‪ ،‬اح ـــث يم ـــن توح ـــد مجـــالي اسمـــر اـــالق ل‬
‫واإلحةــــار واسمــــر اــــالح س االحتيــــامي‪ .6‬وو قــــا لــــنص المــــادة ‪ 134‬مــــن قــــانون‬
‫اإلجـراءات الجنائيــة‪ ،‬المســتبدلة االقــانون رقــم ‪ 145‬لســنة ‪ ،2006‬ـ ن مجــال أوامــر‬

‫ـي جميـ المـواد أن يصــدر‬ ‫‪ 1‬تـنص المـادة ‪ 126‬مــن قـانون اإلجـراءات الجنائيــة صلـى أن ا لقاضــي التحق ـ‬
‫حست اسحوال أم ار احةور المتهم‪ ،‬أو االق ل صلي وإحةاره‪.‬ا‬
‫‪ 2‬ونرا أن صياغة نص المادة ‪ 126‬من قانون اإلجراءات الجنائية منتقدة سنها تسـم ااتخـاذ إجـراء تحق ـ‬
‫مق ــد للحرةــة الفخصــية ــي التنقــل حــال االتهــاا اجـرائم يقــرر لهــا المفــر صقواــة ال رامــة‪ ،‬سـواء ــي ذلــك‬
‫المخال ــات أو الجــن المعاقــت صل هــا اال رامــة قــو‪ .‬ونــرا مــن المالئــم تق ــد الر صــة الممنوحــة لســلطة‬
‫ي إصدار أمر االق ل صلى المتهم وإحةاره من ح ث وصا الجرةمـة االجنايـات صمومـا والجـن‬ ‫التحق‬
‫التي يقرر لها المفـر الحـ س كعقواـة‪ ،‬سـواء كـان هـذا الحـ س وجوايـا أو صلـى سـب ل التخ ـر ء نـ واـ ن‬
‫صقواة ال رامة‪.‬‬
‫‪ 3‬دكتور‪ /‬صوض محمد صوض‪ ،‬الم اد العامة ي قانون اإلجراءات الجنائية‪ ،‬ساء اإلشارة إلي ‪ ،‬ص‪.428‬‬
‫‪ 4‬دكتور‪ /‬أحمد صوض ءالل‪ ،‬المرج الساء ‪ ،‬ص‪.459‬‬
‫‪ 5‬تــنص المــادة ‪ 130‬مــن قــانون اإلجـراءات الجنائيــة صلــى أنـ ا إذا لــم يحةــر المــتهم اعــد تكلي ـ االحةــور‬
‫دون صذر مقبول‪ ،‬أو إذا يف هرا ‪ ،‬أو إذا لم ي ن ل محل إقامة معرو ‪ ،‬أو إذا كانت الجرةمـة ـي حالـة‬
‫أن يصدر أمر االق ل صلى المتهم وإحةـاره ولـو كانـت الواقعـة ممـا ال يجـوم‬ ‫تل س‪ ،‬جام لقاضي التحق‬
‫ها ح س المتهم احتياميا‪.‬ا‬
‫‪ 6‬دكتــور‪ /‬محمــود نج ــت حســني‪ ،‬شــر قــانون اإلج ـراءات الجنائيــة‪ ،‬ســاء اإلشــارة إلي ـ ‪ ،‬ص‪ 592‬دكتــور‪/‬‬
‫حسن صادق المرص اوا‪ ،‬المرج الساء ‪ ،‬ص‪.422‬‬
‫مجلة القانون واالقتصاد – العدد (الثالث والتسعون)‬ ‫‪96‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫الح ـ س االحتيــامي ينحصــر ــي الجنايــات صمومــا والجــن المعاقــت صل هــا اــالح س‬
‫لمدة ال تقل صن سنة‪ ،‬وليس كما كان ي الساء لمدة تزةد صلى ثالثة شهور‪.‬‬

‫م هذا التخرةث القانوني كحل لهذه اإلشـ الية العمليـة‪ ،‬ونـرا أن‬ ‫ونحن نت‬
‫إصمال نص المادة ‪ 130‬من قانون اإلجراءات الجنائية‪ ،‬سواء طيما تةمن مـن ح ـم‬
‫صــاا أو حــاالت اصــة افــأن إصــدار أوامــر الق ـ ل واإلحةــار‪ ،‬ك ــل اة ـ و مجــال‬
‫إصــدار هــذه اسوامــر صلــى نحــو صــحي ‪ .‬ونــرا أن اإلاقــاء صلــى الو ــارة اس ــرة مــن‬
‫نــص المــاد ‪ 126‬مــن قــانون اإلج ـراءات الجنائيــة لــيس ل ـ مــن قيمــة أو ائــدة صلــى‬
‫اإلمالق إال ما يم ن أن يحدث مةمونها من إرااك‪ ،‬ولذلك نرا وجوب حذ ها‪.‬‬

‫ذا رجعنا للتساؤل حول سلطة رئيس الجلسة افأن الق ل صلى من يرتكـت‬
‫ـي هـذا الفـأن اـالجرائم‬ ‫جرةمة أثناء انعقادها‪ ،‬هناك من يرا ضرورة تق ـد سـلطت‬
‫التـي يجــوم هــا القـ ل و قــا سح ــاا قـانون اإلجـراءات الجنائيــة‪ .1‬وهنـاك مــن يــرا‬
‫او ــارة أ ــرا أنــ ال يجــوم القــ ل ــي المخال ـــات أو الجــن التـــي ال يجــوم هـــا‬
‫القــ ل قانونــا‪ .2‬ومــن جانبنـــا نــرا االحتكــاا لنصـــوص قــانون اإلجــراءات الجنائيـــة‬
‫الواردة ي هـذا الصـدد‪ .‬وح ـث أن نـص المـادة ‪ 130‬مـن قـانون اإلجـراءات الجنائيـة‬
‫يستثنى من تق د مجال إصدار أوامر الق ل واإلحةـار الجرةمـة المرتك ـة ـي حالـة‬
‫تل س‪ ،‬اح ث يجوم اصدد هذه اس رة إصدار أمر االق ل صلى المتهم الحاضـر أيـا‬
‫كانت الجرةمة المرتك ة‪ ،‬ـ ن سـلطة رئـيس الجلسـة افـأن إصـدار أمـر القـ ل صلـى‬
‫المــــتهم اارتكــــاب جرةمــــة أثنــــاء انعقــــاد الجلســــة يفــــمل جميـــ الجـــرائم امــــا هــــا‬
‫المخال ــات‪ ،‬وهــذا مــا يتوا ــ مــ إصمــال نــص المــادة ‪ 244‬مــن قــانون اإلجــراءات‬
‫الجنائيــة‪ ،‬إال إذا ورد نــص ــاص يق ــد مــن مجــال إصــدار أوامــر الق ـ ل‪ ،‬وهــذا مــا‬
‫صلي الحال اموجـت المـادة ‪ 106‬مـن قـانون الم ار عـات التـي تق ـد مجـال إصـدار هـذا‬
‫قو‪.‬‬ ‫اسمر ي الجنايات والجن‬

‫‪ 1‬دكتور‪ /‬حسن صادق المرص اوا‪ ،‬المرج الساء ‪ ،‬ص‪.145‬‬


‫‪ 2‬دكتــورة‪ /‬ومةــة صبدالســتار‪ ،‬شــر قــانون اإلجـراءات الجنائيــة و قــا سحــدث التعــديالت‪ ،‬ســاء اإلشــارة إلي ـ ‪،‬‬
‫ص‪.92‬‬
‫‪97‬‬ ‫ضمانات الحماية الجنائية لممارسة مهنة المحاماة‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫وصلى الرغم من أن اتسـا سـلطة رئـيس المح مـة افـأن إصـدار أمـر القـ ل‬
‫صلى المتهم اارتكاب إحدا جرائم الجلسات ل ما يبرره ااصت ار أن الجرةمـة المرتك ـة‬
‫سـلطة رئـيس الجلسـة افـأن‬ ‫وقعت ي مجلس القةاء‪ ،‬ننا ال نـرا مبـر ار ال ـتال‬
‫الق ل صلى المتهم ت عا لما إذا كانت المح مة المنعقدة جنائيـة أا مدنيـة‪ ،‬الجرةمـة‬
‫وقعــت ــي جلســة مح مــة و ــي حةــور قاضــي وهــو مــا ي ــي وةســتوجت ــي الوقــت‬
‫ذات ـ المســاواة ــي الســلطات افــأن هــذا اإلج ـراء المق ــد للحرةــة‪ .‬ونــرا مــن المالئــم‬
‫تعديل نص المادة ‪ 3/244‬من قانون اإلجراءات الجنائية لقصـر سـلطة القـ ل صلـى‬
‫ـي قـانون‬ ‫قو دون المخال ات‪ ،‬وذلك صلى غرار المنصـوص صليـ‬ ‫الجنايات والجن‬
‫الم ار عات المدنية والتجارةة‪ ،‬ااصت ار أن المخال ـات جـرائم اسـيطة يقـرر لهـا القـانون‬
‫صقواــة ال رامــة قـ و دون الح ـ س‪ ،‬وهــو مــا يســتوجت حظــر اتخــاذ أا إج ـراء مق ــد‬
‫للحرةة ي ح المتهم اارتكاءها تمفيا م الم اد العامة ي اإلجراءات الجنائية‪.‬‬

‫املطلب األول‬
‫محاية احملامي من اإلجراءات الفورية‬
‫بشأن إقامة الدعوى اجلنائية عن جرائم اجللسات‬

‫رأينــا ــي المطلــت التمه ــدا مــا تتمت ـ ا ـ المح مــة أو رئــيس الجلســة مــن‬
‫سلطات تجاه مرتكبي إحدا الجـرائم أثنـاء انعقـاد جلسـة المحاكمـة‪ .‬وقـد كـان الهـد‬
‫من تناول هذه الجزئيـات صلـى النحـو المبـ ن أصـاله هـو الوقـو صلـى مـدا الحمايـة‬
‫ـي الجلسـة ومـا يتصـل‬ ‫التي ي لهـا القـانون للمحـامي أثنـاء ممارسـة أصمـال مهنتـ‬
‫ءهــا مــن د ــا صــن المتهم ـ ن أو مصــال موكلي ـ ‪ .‬ومراصــاة لحرمــة مهنــة المحامــاة‬
‫وسهميــة ممارســة ح ـ الــد ا احرةــة أمــاا المحــاكم‪ ،‬اســتثنى المفــر الج ـرائم التــي‬
‫يرتكبها المحامي أثناء الجلسة من الخةو لةجراءات المت عـة افـأن إقامـة الـدصوا‬
‫ارت ِكبت الجرةمة ي جلستها‪ .‬وقد تعـددت‬
‫الجنائية والح م ها امعر ة المح مة التي ُ‬
‫ـي المـادة ‪245‬‬ ‫النصوص التفرةوية المقررة لهذا االسـتثناء ح ـث ورد الـنص صليـ‬
‫مجلة القانون واالقتصاد – العدد (الثالث والتسعون)‬ ‫‪98‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫من قانون اإلجراءات الجنائيـة‪ ،1‬والمـادة ‪ 2/49‬مـن قـانون المحامـاة‪ ،2‬والمـواد ‪104‬‬
‫و‪ 106‬و‪ 107‬من قانون الم ار عات المدنية والتجارةة‪.3‬‬

‫ومــؤدا هــذه النصــوص جميعهــا أن القــانون يقــرر معاملــة اصــة للمحــامي‬


‫المتواجد ي جلسة المحاكمة سداء مهاا صمل اح ث ال يجوم للمح مـة أن تسـتعمل‬
‫سلطتها المقررة قانونا افأن اإل الل ءنظاا الجلسة أو ارتكاب جرةمة أثنـاء انعقادهـا‬
‫حال وقو هذه الجرةمة أو ذاك اإل ـالل مـن المحـامي‪ ،‬وذلـك ال ـا لمـا صليـ الحـال‬
‫صنــد وقــ اإل ــالل أو ارتكــاب الجرةمــة ممــن ال يحمــل صــ ة المحــامي‪ .‬ــال يجــوم‬
‫ارتكبـت الجرةمـة ـي جلسـتها إقامـة الـدصوا الجنائيـة‬
‫للمح مة التي وق اإل الل أو ُ‬
‫ضد المحامي والح م ها‪ ،‬وتقتصـر سـلطتها صلـى توجيـ االتهـاا وإحالـة اسمـر إلـى‬
‫نقســم هــذا المطلــت إلــى ــرص ن‬ ‫النيااــة العامــة لم اشــرة إج ـراءات التحق ـ ‪ .4‬وســو‬
‫نتناول ي أولهما حدود استثناء المحامي مـن إجـراءات إقامـة الـدصوا الجنائيـة صـن‬
‫جـ ـرائم الجلســـات ومبـــررات ذلـــك االســـتثناء‪ .‬ونتنـــاول ـــي ثان همـــا مظـــاهر حمايـــة‬
‫المحامي أثناء تواجده ي الجلسة سداء مهاا صمل ‪.‬‬

‫‪ 1‬تـنص المــادة ‪ 245‬مــن قــانون اإلجـراءات الجنائيــة صلــى أنـ ا اســتثناء مـن اسح ــاا المنصــوص صل هـ ا ــي‬
‫ــي الجلســة واســب مــا يجــوم اصت ــاره‬ ‫المــادت ن الســااقت ن‪ ،‬إذا وق ـ مــن المحــامي أثنــاء قيام ـ ءواج ـ‬
‫تفوةفا مخال االنظاا أو ما يستدصي مؤا ذت جنائيا يحرر رئيس الجلسة محة ار امـا حـدث‪ .‬وللمح مـة أن‬
‫تقــرر إحالــة المحــامي إلــى النيااــة العامــة إلجـراء التحق ـ إذا كــان مــا وقـ منـ يســتدصي مؤا ذتـ جنائيــا‪،‬‬
‫وإلى رئيس المح مة إذا كان ما وق من يستدصي مؤا ذت تأديبيا‪ .‬و ي الحالت ن ال يجوم أن ي ـون رئـيس‬
‫الجلسة التي وق ها الحادث أو أحد أصةائها صةوا ي اله ة التي تنظر الدصوا‪.‬ا‬
‫‪ 2‬تنص المادة ‪ 2/49‬من قانون المحاماة صلـى أن ا واسـتثناء مـن اسح ـاا الخاصـة ءنظـاا الجلسـات والجـرائم‬
‫هــا المنصــوص صل هــا ــي قــانوني الم ار عــات واإلجـراءات الجنائيــة إذا وقـ مــن المحــامي أثنــاء‬ ‫التــي تقـ‬
‫وجـــوده االجلســـة سداء واج ــ أو اســـب إ ـــالل ءنظـــاا الجلســـة أو أا أمـــر يســـتدصي محاســـبت نقاءيـــا أو‬
‫جنائيــا‪ ،‬يــأمر رئــيس الجلســة ءتحرةــر مــذكرة امــا حــدث وةح لهــا إلــى النيااــة العامــة وةخطــر النقااــة ال ر يــة‬
‫المختصة ءذلك‪.‬ا‬
‫‪ 3‬تنص هذه المواد جميعها صلى مراصاة قانون المحاماة افـأن مـا يقـ مـن إ ـالل ءنظـاا جلسـة المحاكمـة أو‬
‫ــي‬ ‫مــا يرتكــت مــن ج ـرائم أثنــاء انعقادهــا‪ ،‬وهــو مــا يعنــي صــدا ةــو المحــامي الــذا ي اشــر مهــاا صمل ـ‬
‫الجلسة لةجراءات التي يجـوم للمح مـة أن تتخـذها ـي مواجهـة مـن يخـل ءنظـاا الجلسـة أو يرتكـت جرةمـة‬
‫أثناء انعقادها‪.‬‬
‫ن‬
‫‪ 4‬دكتور‪ /‬محمود نج ت حسني‪ ،‬شر قانو اإلجراءات الجنائية‪ ،‬ساء اإلشارة إلي ‪ ،‬ص‪.173‬‬
‫‪99‬‬ ‫ضمانات الحماية الجنائية لممارسة مهنة المحاماة‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫الفرع األول‬
‫حدود استثناء احملامي‬
‫من إجراءات جرائم اجللسات ومربراته‬

‫ءدايــة يتع ـ ن اإلشــارة إلــى أن الحمايــة المقــررة للمحــامي أثنــاء م اشــرة مهــاا‬
‫ي جلسات المحاكم ال تعني إص اءه من المسؤولية الجنائيـة أو التأديبيـة صمـا‬ ‫صمل‬
‫من جرائم أو مخال ات تأديبية أثناء انعقاد أا من هـذه الجلسـات‪ ،‬واسـتحقاق‬ ‫يرتك‬
‫العقــاب المقــرر قانونــا سا منهــا‪ .‬ذلــك أن هــذه الحمايــة ال تخــر صــن كونهــا حمايــة‬
‫إجرائية ضد إجراءات إقامة الدصوا والح م ها اصورة ورةة‪ .‬وهي حمايـة مسـتمدة‬
‫من كون المحامي ي اشر دو ار أساسيا ـي معاونـة القةـاة مـن أجـل تحق ـ العدالـة‪.‬‬
‫ـي تحرةـر مـذكرة أو محةـر يثبـت طيـ مـا‬ ‫ولذلك من القانون لرئيس الجلسة الح‬
‫وقـ مــن المحــامي وإحالتـ للنيااــة العامــة التخــاذ شــؤونها وإ طــار نقااــة المحــام ن‬
‫ال ر يـة المختصـة‪ ،1‬دون ات ـا اإلجـراءات المخولـة لـ قانونـا ـي حـال كـان المــتهم‬
‫ي الجلسة‪.‬‬ ‫اارتكاب إحدا جرائم الجلسات ليس محاميا ي اشر مهاا صمل‬

‫وتجــدر اإلشــارة كــذلك إلــى أن هــذه الحمايــة المقــررة للمحــامي ضــد إج ـراءات‬
‫ج ـرائم الجلســات أو اإل ــالل ءنظامهــا ليســت مقــررة للمحــامي شخصــيا‪ ،‬هــي ليســت‬
‫تم نـ مـن أداء مهـاا صملـ‬ ‫حماية أو حصانة شخصية‪ ،‬وإنما هي حماية تستهد‬
‫ي الجلسة اطمأن نة من منطل االحتراا الواجـت لمهنـة المحامـاة‪ ،‬ومـا تـنص صليـ‬
‫ـــي أن يعامـــل مـــن‬ ‫المـــادة ‪ 1/49‬مـــن قـــانون المحامـــاة صلـــى أن ا للمحـــامي الحــ‬
‫المحاكم وسائر الجهات التي يحةر أمامها ااالحتراا الواجت للمهنة‪.‬ا‬

‫ــارات النصــوص‬ ‫ــي ال قـ ‪ ،‬من عـ ا ــتال‬ ‫ثــار ــال‬ ‫ومــن هــذا المنطلـ‬
‫التفــرةوية ذات الصــلة‪ ،‬حــول حــدود ســرةان هــذه الحمايــة‪ .‬ــذهت ال ـ عل إلــى أن‬
‫ـي الجلسـة‬ ‫االست ادة مـن هـذه الحمايـة تقتصـر صلـى المحـامي أثنـاء قيامـ ءواج ـ‬

‫‪ 1‬محمود سعد صبدالمج د‪ ،‬المرج الساء ‪.131 ،‬‬


‫مجلة القانون واالقتصاد – العدد (الثالث والتسعون)‬ ‫‪100‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ـارة نـص المـادة ‪ 245‬مـن قـانون اإلجـراءات الجنائيـ ة‪.1‬‬ ‫واسب ‪ ،‬وذلك نزوال صلـى‬
‫عليا ي الجلسـة‪ ،‬أو كـان مـا‬ ‫ومؤدا هذا الرأا أن إذا لم ي ن المحامي قائما اعمل‬
‫منقط الصلة اعمل ‪ ،‬جرا معاملت ك ره من جمهور الحاضرةن‪.‬‬ ‫ارتك‬

‫ي ح ن يذهت ال عل اآل ر‪ ،‬وهو الرأا ال الت قهيا‪ ،‬إلـى أن هـذه الحمايـة‬


‫تســرا صلــى المحــامي أثنــاء وجــوده االجلســة سداء واج ـ أو اســب ‪ ،‬إصمــاال لو ــارة‬
‫نــص المــادة ‪ 49‬مــن قــانون المحامــاة‪ ،‬ااصت ــار أن هــذا القــانون اس ــر هــو الواجــت‬
‫ـــارة نـــص قـــانون‬ ‫التطب ـ ـ كونـ ـ الالحـ ـ مـــن ح ـــث الصـــدور‪ ،2‬ةـــال صـــن أن‬
‫عليــا ــي‬ ‫المحامــاة تفــمل الحــالت ن معــا‪ ،3‬أا حالــة قيــاا المحــامي اأصمــال مهنت ـ‬
‫ــي الــدصوا الموكــل‬ ‫الجلســة‪ ،‬وحالــة وجــوده ــي الجلســة منتظ ـ ار أداء مهمــة الــد ا‬
‫ها ولو كانت دصواه لم تنظر اعد‪.4‬‬

‫ومن جانبنا نم ل إلى تأي ـد االتجـاه اس ـر لـيس قـو مـن منطلـ كـون نـص‬
‫ااصت اره النص الالح والخاص ـي ذات الوقـت‬ ‫قانون المحاماة هو الواجت التطب‬
‫االنس ة لقـانون اإلجـراءات الجنائيـ ة‪ ،‬ولـيس قـو مـن منطلـ مـا يـنص صليـ قـانون‬
‫الم ار عات من ضرورة مراصاة أح اا قانون المحاماة ي هـذا الفـأن‪ ،‬وإنمـا كـذلك مـن‬
‫منطل الحرص صلى حقوق المتقاض ن وك الة حـ الـد ا للمتهمـ ن‪ .‬قصـر نطـاق‬
‫الحماية المقررة اموجت النصوص المفار إل ها أصاله صلى المحامي أثناء أو اسـبت‬
‫ـــي الجلســـة يـــنع س ســـل ا صلـــى أداء المحـــامي وةخـــل‬ ‫عليـــا امهـــاا صملـ ـ‬ ‫قيامـ ـ‬
‫ااالحتراا الواجت لمهنة المحاماة‪ ،‬ةال صما يم ـن أن يسـب ذلـك مـن تعط ـل لنظـر‬
‫الــدصاوا وال صــل هــا‪ .‬ومالمــا أن الحمايــة مقــررة لمهنــة المحامــاة ذاتهــا ولك الــة‬

‫‪ 1‬دكتور‪ /‬صوض محمد صوض‪ ،‬الم اد العامة ـي قـانون اإلجـراءات الجنائيـة‪ ،‬سـاء اإلشـارة إليـ ‪ ،‬ص‪38‬‬
‫دكتور‪ /‬صبد الرءو‬ ‫مهدا‪ ،‬المرج الساء ‪ ،‬ص‪.1039‬‬
‫‪ 2‬دكتور‪ /‬مأمون محمد سالم ‪ ،‬المرجـ السـاء ‪ ،‬ص‪ 217‬دكتـور‪ /‬محمـد مكـي أءـو صـامر‪ ،‬المرجـ السـاء ‪،‬‬
‫ص‪.305‬‬
‫‪ 3‬دكتور‪ /‬محمود نج ت حسني‪ ،‬شر قانون اإلجراءات الجنائية‪ ،‬ساء اإلشارة إلي ‪ ،‬ص‪.174‬‬
‫‪ 4‬دكتور‪ /‬جالل ثروت‪ ،‬المرج الساء ‪ ،‬ص‪ 101‬دكتور‪ /‬محمد مكي أءو صامر‪ ،‬المرج الساء ‪ ،‬ص‪.306‬‬
‫‪101‬‬ ‫ضمانات الحماية الجنائية لممارسة مهنة المحاماة‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ممارســــة أصمالهــــا احرةــــة وممأن نــــة‪ ،‬ـــ ن هــــذه الحمايــــة تفــــمل قــــو المحــــام ن‬
‫المتواجدين ي الجلسة ممن لهم دصاوا منظورة أماا المح مة‪ ،‬وال تمتد ل ـرهم مـن‬
‫المحام ن الحاضرةن لمجرد االستما للم ار عات أو متااعة دصاوا ال وكالة لهـم هـا‬
‫أو أول ك الذين انتهى نظر الدصاوا الحاضرةن ها‪.‬‬

‫وتتمثــل صلــة اســتثناء المحــامي مــن اإلج ـراءات العاديــة المقــررة افــأن ج ـرائم‬
‫ـــي أجـ ـواء مـــن الحرةـــة‬ ‫الجلســـات ـــي تم نـ ـ مـــن أداء مهمتـ ـ المتعلقـــة االـــد ا‬
‫مفاركة القةـاء ـي‬ ‫واالمم نان‪ ،1‬وهو ما ينع س إيجااا صلى مهمت التي تستهد‬
‫تحق ـ العدالــة‪ .‬و ةــال صــن ذلــك‪ ،‬ـ ن المحــامي يتمتـ امركــز قــانوني مختلــا صــن‬
‫صــن‬ ‫غ ـره مـن الجمهـور الحاضــر ـي الجلسـة‪ ،‬هـذا المركــز يسـتند إلـى دوره كمـدا‬
‫المتهم أو كممثـل سحـد الخصـوا ـي الـدصوا‪ ،‬وهـو مـا يقتةـي إ ـراد معاملـة اصـة‬
‫أثناء قيام ءدوره ي جلسات المحاكم تختلا صن تلك المقررة افأن الكا ة‪.2‬‬

‫ومــن الناحيــة العمليــة‪ ،‬ـ ن العلــة مــن اســتثناء المحــامي مــن إجـراءات جـرائم‬
‫الجلسات‪ ،‬و اصة ما يتعلـ منهـا ا قامـة الـدصوا الجنائيـة والح ـم هـا‪ ،‬تتمثـل ـي‬
‫تجنت م اشرة إجراءات المحاكمة‪ ،‬حال استمرارها اطبيعة الحال‪ ،‬ي أجـواء مفـحونة‬
‫اال ةت أو التوتر‪ .‬ء نمـا إرجـاء محاكمـة المحـامي صـن جرةمتـ أمـاا مح مـة أ ـرا‬
‫غ ــر التــي وقعــت الجرةمــة ــي جلسـ تها يجعــل محاكمت ـ تــتم ــي أج ـواء مــن الهــدوء‬
‫اع دا صن التوتر‪ ،‬كونها تجرا أماا قةاة ة رةن تتوا ر ـ هم الحياديـة كـونهم ليسـوا‬
‫صــوما وح مــا ــي ذات الوقــت‪ .‬كمــا أن هــذا الت ار ــي ــي الوقــت ءـ ن وقــو جرةمــة‬
‫المحامي ي الجلسة وا ن ال صل ها ي جلسة أ را قـد ي ـت ال ـاب أمـاا الصـل‬
‫ء ن المحامي وا ن ه ة المح مة التي وقعت الجرةمة ـي جلسـتها‪ ،‬وهـو مـا يسـاصد‬
‫صلـى حسـن سـ ر‬ ‫صلـى صـودة الوئـاا ءـ ن القةـاة والمحـام ن صلــى نحـو يعـود اــالن‬
‫العدالة‪.3‬‬ ‫مر‬

‫‪ 1‬دكتور‪ /‬صوض محمد صوض‪ ،‬الم اد العامة ي قانون اإلجراءات الجنائية‪ ،‬ساء اإلشارة إلي ‪ ،‬ص‪.38‬‬
‫‪ 2‬دكتور‪ /‬حسن صادق المرص اوا‪ ،‬المرج الساء ‪.151 ،‬‬
‫‪ 3‬دكتور‪ /‬محمود نج ت حسني‪ ،‬شر قانون اإلجراءات الجنائية‪ ،‬ساء اإلشارة إلي ‪ ،‬ص‪.174‬‬
‫مجلة القانون واالقتصاد – العدد (الثالث والتسعون)‬ ‫‪102‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫الفرع الثاني‬
‫مظاهر محاية احملامي‬
‫أثناء تواجده يف اجللسة ألداء مهام عمله‬

‫وللوقــو صلــى نطــاق الحمايــة المقــررة للمحــامي‪ ،‬أثنــاء تواجــده ــي الجلســة‬
‫لممارســة أصمــال مهنت ـ ‪ ،‬رأينــا أن نتنــاول الموضــو مــن صــدة موايــا مختل ــة‪ :‬يتعل ـ‬
‫أولها ا الل المحامي ءنظاا الجلسة‪ ،‬وثان ها اارتكاب المحامي جرةمة أثنـاء تواجـده‬
‫ي الجلسة لممارسة أصمال مهنت ‪ ،‬وثالثها اارتكاب الجرةمـة ضـد ه ـة المح مـة أو‬
‫أحد قةاتها أو أا من العامل ن االمح مة‪ .‬وسنب ن سلطة المح مـة ـي كـل رضـية‬
‫صلى ما يو ره القانون للمحامي مـن حمايـة ـي هـذا الفـأن‪ .‬وسـ و نتنـاول‬ ‫للوقو‬
‫ــي الجلســة ــي المطلــت‬ ‫مســألة الق ـ ل صلــى المحــامي أثنــاء أداء أصمــال مهنت ـ‬
‫التالي‪ ،‬نظ ار لما تث ره هذه المسألة من إش اليات اصة‪.1‬‬

‫أوال‪ :‬إخالل احملامي بنظام اجللسة‪:‬‬

‫إذا وقـ اإل ــالل ءنظــاا الجلســة مــن المحــامي المتواجــد ــي جلســة المحاكمــة‬
‫ــي الــد ا أو الم ار عــة صــن المــتهم أو موكل ـ صمومــا‪ ،‬ن ـ ال يجــوم‬ ‫سداء مهمت ـ‬
‫تطب ـ ـ المـــادة ‪ 243‬مـــن قـــانون اإلجـ ـراءات الجنائيـــة أو المـــادة ‪ 104‬مـــن قـــانون‬
‫الم ار عــات‪ ،‬صلــى حســت اسح ـوال‪ .‬ومــؤدا ذلــك أنـ ال يجــوم لــرئيس الجلســة إصــدار‬
‫أوامــره ا ـ ار المحــامي مــن الجلســة‪ ،‬كمــا ال يجــوم للمح مــة الح ــم صلي ـ اــالح س‬
‫ي هذا اإل ـالل‪ .‬واسسـاس‬ ‫لمدة أرا وصفرةن ساصة أو ال رامة المقررة حال تمادي‬
‫القانوني ي ذلك مستمد مـن نـص المـادة ‪ 245‬مـن قـانون اإلجـراءات الجنائيـة التـي‬
‫نصــت ص ـراحة صلــى اســتثناء المحــامي مــن الخةــو لــنص المــادة ‪ 243‬مــن قــانون‬
‫ـي الجلسـة أو اسـب تفوةفـا‬ ‫اإلجراءات الجنائية حـال ارتكااـ أثنـاء قيامـ ءواج ـ‬

‫‪ 1‬ح ــث نتنــاول مســالة حظــر الق ـ ل صلــى المحــامي أثنــاء ممارســة مهــاا صمل ـ ااصت ــاره ضــمانة أساســية‬
‫المعـدَّل الصـادر صـاا ‪ 2014‬مـن‬
‫لممارسة مهنة المحاماة‪ ،‬ومدا مـا يمثلـ نـص المـادة ‪ 198‬مـن الدسـتور ُ‬
‫انتكاسة ي هذا الخصوص‪.‬‬
‫‪103‬‬ ‫ضمانات الحماية الجنائية لممارسة مهنة المحاماة‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫مخال االنظاا ي الجلسة‪ .1‬و ي ذات السياق ن المـادة ‪ 104‬مـن قـانون الم ار عـات‬
‫ق ــدت ســلطة رئــيس الجلســة أو المح مــة التــي يرتكــت المحــامي ــي جلســتها إ ــالال‬
‫االنظــاا امراصــاة أح ــاا قــانون المحامــاة‪ .‬واــالرجو لقــانون المحامــاة‪ ،‬ــ ن المــادة‬
‫‪ 2/49‬تقـــرر اســـتثناء المحـــامي مـــن الخةـــو ل ح ـــاا الخاصـــة ءنظـــاا الجلســـات‬
‫المنصوص صل ها ي قـانون الم ار عـات وقـانون اإلجـراءات الجنائيـة صنـدما يقـ منـ‬
‫إ الل ءنظامها‪.‬‬ ‫أو اسب‬ ‫أثناء وجوده االجلسة سداء واج‬

‫وهــذه الحمايــة ليســت مقــررة لفــخص المحــامي كمــا ســب اإلشــارة ــي ال ــر‬
‫حمايــة مهنــة المحامــاة ذاتهــا ممثلــة ــي‬ ‫اسول مــن هــذا المطلــت‪ ،‬وإنمــا تســتهد‬
‫المحامي الذا يمارس أصمالها ي الجلسة امـا يسـتوجت ح ـ كرامتـ واصت ـاره أمـاا‬
‫ممالئـ وموكليـ ‪ .‬و ةـال صــن ذلـك ـ ن هـذه الحمايــة تصـت ــي النهايـة ــي ضــمان‬
‫ح المتهم ي الد ا أماا المحاكم‪ .‬ومما ال شك طي أن إ ـ ار المحـامي مـن قاصـة‬
‫المح مة يترتت صلي إ الل اح الد ا ‪ ،‬ةـال صـن صـدا قانونيـة اسـتمرار إجـراءات‬
‫نظر الدصوا ي اعل الحاالت‪ ،‬كما ي الجنايات صلى سب ل المثال‪.‬‬

‫و ـــي هـــذه الحالـــة ال تملـــك المح مـــة ســـوا ر ــ الجلســـة إذا قـــدرت صـــعواة‬
‫االســـتمرار ـــي انعقادهـــا نظـ ـ ار الســـتمرار المحـــامي ـــي اإل ـــالل ءنظامهـــا‪ .‬وةجـــوم‬
‫لـذلك أو إصـدار قـرار ءتأج لهـا إذا‬ ‫للمح مة العودة لعقـد الجلسـة إذا تهيـأت الظـرو‬
‫اقتةــى الحـ ال ذلــك‪ .‬و ــي جميـ اسح ـوال‪ ،‬يجــوم للمح مــة تحرةــر مــذكرة أو محةــر‬
‫االواقعـــة وإحالتهـــا إلـــى رئـــيس المح مـــة‪ ،‬والمقصـــود هنـــا الـــرئيس اإلدارا للمح مـــة‬
‫صلـــى حســـت اسحـ ـوال‪ ،‬وإ طـــار نقااـــة المحـــام ن‬ ‫االءتدائيـــة أو مح مـــة االســـت نا‬
‫ال ر ية المختصة ااصت ار ما وق من المحامي يستوجت مؤا ذت تأديبيا‪.‬‬

‫وصلى أية حال‪ ،‬ال يوجد قانونا ما يمن رئيس الجلسة من اسـتدصاء المحـامي‬
‫ل ر ــة المداولــة والتنبيـ صليـ اــالتزاا الهــدوء وصــدا التفــوةش أثنــاء انعقــاد الجلســة‪،‬‬
‫حرصــا صلــى تــو ر الس ـ نة الالممــة لس ـ ر العمــل القةــائي ولتحق ـ العدالــة التــي‬

‫‪ 1‬وةستند هذا االستثناء كذلك لنص المادة ‪ 2/49‬من قانون المحاماة‪.‬‬


‫مجلة القانون واالقتصاد – العدد (الثالث والتسعون)‬ ‫‪104‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫تســاهم هــا مهنــة المحامــاة‪ .‬و ــي هــذا الصــدد يتع ـ ن اإلشــارة إلــى المــادة ‪ 67‬مــن‬
‫قــانون المحامــاة التــي تــنص صلــى أن ا يراصــي المحــامي ــي مخامبتـ المحــاكم صنــد‬
‫انعقادهــا أن ي ــون ذلــك اــالتوق ر الــالما وأن يعمــل صلــى أن تكــون صالقت ـ اأصةــاء‬
‫اله ــات القةــائية قائمــة صلــى التعــاون واالحت ـراا المت ــادل‪.‬ا وهــذا الــنص ــي غايـ ة‬
‫ـي المـادة ‪ 1/49‬مـن‬ ‫اسهمية سن يحدث توامنا ء ن ح المحامي المنصوص صليـ‬
‫ــي‬ ‫قــانون المحامــاة‪ ،1‬واـ ن واج ـ تجــاه ه ــة المح مــة والقةــاة المنصــوص صليـ‬
‫المادة ‪ 67‬من قانون المحاماة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬ارتكاب احملامي جرمية أثناء تواجده يف اجللسة‪:‬‬

‫ـــي الـــد ا صـــن‬ ‫إذا ارتكـــت المحـــامي المتواجـــد ـــي الجلســـة سداء مهمتـ ـ‬
‫المتهم ن أو مصال موكلي جرةمة أثناء انعقادها‪ ،‬سواء كانـت هـذه الجرةمـة جنايـة‬
‫أو جنحــة أو مخال ــة‪ ،‬يمتن ـ صلــى المح مــة‪ ،‬ولــو كانــت مح مــة جنائيــة‪ ،‬أن تقــيم‬
‫الدصوا الجنائية صلى المحـامي أو تصـدر ح مـا هـا اطبيعـة الحـال‪ ،‬أو م اشـرة أا‬
‫هـا‪ .‬وةجـوم لهـا قـو تحرةـك الـدصوا الجنائيـة وإحالـة‬ ‫إجراء من إجراءات التحق ـ‬
‫المحةــر الــذا حررت ـ إلــى النيااــة العامــة لم اشــرة التحق ـ م ـ المحــامي المــتهم‬
‫واتخـاذ شـؤونها و قـا للقـانون‪ ،‬وإ طــار نقااـة المحـام ن ال ر يـة المختصـة‪ .‬ومــؤدا‬
‫ذلـــك اســـتثناء المحـــامي مـــن الخةـــو لمـــا تـــنص صليـ ـ المـــادة ‪ 244‬مـــن قـــانون‬
‫اإلجراءات الجنائية‪ ،‬وما تنص صلي المادة ‪ 206‬من قانون الم ار عات‪.‬‬

‫واسســاس القــانوني لهــذا االســتثناء يتمثــل ــي نــص المــادة ‪ 245‬مــن قــانون‬
‫اإلج ـراءات الجنائيــة‪ ،‬والمــادة ‪ 2/49‬مــن قــانون المحامــاة‪ .‬و ــارات نصــوص هــات ن‬
‫المــادت ن مــن الوضــو والص ـراحة التــي تقط ـ اعــدا ج ـوام إ ةــا المحــامي‪ ،‬الــذا‬
‫يرتكــت جرةمــة مــا أثنــاء تواجــده ــي الجلســة سداء مهــاا صمل ـ أو اســبت أداء هــذه‬
‫المهاا‪ ،‬إلجراءات إقامة الـدصوا الجنائيـة والح ـم هـا امعر ـة المح مـة التـي وقعـت‬

‫ــي أن يعامــل مــن المحــاكم وســائر‬ ‫‪ 1‬تــنص المــادة ‪ 1/49‬مــن قــانون المحامــاة صلــى أن ا للمحــامي الح ـ‬
‫الجهات التي يحةر أمامها ااالحتراا الواجت للمهنة‪.‬ا‬
‫‪105‬‬ ‫ضمانات الحماية الجنائية لممارسة مهنة المحاماة‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫الجرةمـة ـي جلســتها‪ .‬ومـا يؤكــد حظـر إقامـة الــدصوا الجنائيـة والح ــم هـا امعر ــة‬
‫قةاة المح مة التي ارتكـت المحـامي جرةمتـ أثنـاء انعقـاد جلسـتها‪ ،‬مـا تـنص صليـ‬
‫ال قــرة اس ــرة مــن المــادة ‪ 245‬مــن قــانون اإلج ـراءات الجنائيــة مــن صــدا ج ـوام أن‬
‫ارت ِكبت الجرةمة ها أو أحـد أصةـاء المح مـة صةـوا ـي‬ ‫ي ون رئيس الجلسة التي ُ‬
‫ه ة المح مـة التـي تنظـر الـدصوا‪ ،1‬وذلـك صلـى ـرض أن النيااـة العامـة قـد أقامـت‬
‫الدصوا الجنائية صلى المحامي الحقا صقت انتهـاء تحقيقاتهـا‪ .‬ووجـ االسـتدالل مـن‬
‫نص هذه ال قرة المفار إل ها أن القانون يحظر صلى المح مة التـي ارتكـت المحـامي‬
‫جرةمـة أثنـاء انعقــاد جلسـتها أن تكــون هـي ذاتهـا التــي ت صـل ــي الـدصوا الجنائيــة‬
‫الناشـ ة صنهــا‪ .‬وقــد ي ــون ذلــك مــن منطل ـ الحــرص صلــى تجنــت كــل مــا مــن شــأن‬
‫تع ر ص و العالقة المهنية ء ن القةاة والمحـام ن الهاد ـة ـي النهايـة إلـى تحق ـ‬
‫العدالة‪ ،‬اصة أن المحامي ااصت اره صاحت مهنة يتردد صلى المحاكم وةحةـر أمـاا‬
‫غ ـره مـن الحاضـرةن‬ ‫الدوائر ذاتها ي العديد من الدصاوا الموكل ها‪ ،‬وذلك ـ ال‬
‫جلســات المحـــاكم‪ ،‬والـــذين غال ـــا مـــا تكــون صـــلتهم ءهـــذه الجلســـات صـــاءرة أو غ ـــر‬
‫متكررة‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة ـي هـذا الصـدد إلـى أن قـانون المحامـاة يقـرر ضـمانة اصـة‬
‫للمحــامي لــدا مثول ـ أمــاا النيااــة العامــة‪ ،‬ح ــث يتع ـ ن صلــى النيااــة العامــة أثنــاء‬
‫التحق ـ م ـ المحــامي المــتهم اجرةمــة اصــة اأصمــال مهنت ـ أن تراصــي الةــمانة‬
‫ال ـواردة ــي المــادة ‪ 2/51‬مــن قــانون المحامــاة التــي تــنص صلــى أن ـ ا وةجــت صلــى‬
‫النيااة العامة أن تخطـر مجلـس النقااـة أو مجلـس النقااـة ال ر يـة قبـل الفـرو ـي‬
‫أيـة شـ وا ضـد محـاا ءوقـت مناسـت‪ .‬وللنق ـت أو رئـيس النقااـة ال ر يـ ة إذا‬ ‫تحق‬
‫كان المحامي متهما اجناية أو جنحة اصة اعمل أن يحةر هـو أو مـن ين ـ مـن‬
‫المحام ن‪ ،‬التحق ‪.‬ا‬

‫‪ 1‬صحي أن هذا الحظر يستند إلى مبدأ ال صل ء ن وفي تي االتهاا والح ـم‪ ،‬ومـ ذلـك قـد ي ـون هـذا الـنص‬
‫سـندا إضــاطيا داصمــا لحرمــان المح مــة التــي وقعــت الجرةمـة ــي جلســتها مــن إقامــة الــدصوا الجنائيــة صلــى‬
‫المحامي المتهم اارتكاءها والح م صلي طي ‪.‬‬
‫مجلة القانون واالقتصاد – العدد (الثالث والتسعون)‬ ‫‪106‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ومؤدا هذه الةمانة أن النيااة العامة تلتزا قو ا طـار نقااـة المحـام ن أو‬
‫النقااة ال ر ية المختصة قبـل م اشـرة إجـراءات التحق ـ مـ المحـامي امـدة معقولـة‬
‫تســم احةــور نق ــت المحــام ن أو مــن ين ــ حةــور التحق ــ صــح ة المحــامي‬
‫ـالل وقـت معقـول‪،‬‬ ‫المتهم‪ .‬ذا لم يحةر نق ت المحـام ن أو لـم يحةـر مـن ين ـ‬
‫ن ـ يجــوم للنيااــة العامــة ءــدء إج ـراءات التحق ـ م ـ المحــامي المــتهم ــورا‪ ،‬سن‬
‫المفــر جعــل حةــور نق ــت المحــام ن أو مــن ين ـ مســالة تقديرةــة لهــم‪ ،‬اح ـ ث ال‬
‫يترتــت صلــى صــدا حةــورهم التحق ــ أا اطــالن‪ ،‬شــرةطة أن تقــوا النيااــة العامــة‬
‫ءواجبها ي إ طارهم صلى النحو الموض أصاله‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬ارتكاب احملامي جنحة تعدي على هيئة احملكمة‪:‬‬

‫يثور التساؤل اقوة حول ما إذا كان المحامي يست د مـن الحمايـة المقـررة لـ‬
‫اســتثناء مــن إج ـراءات إقامــة الــدصوا الجنــائي ضــده والح ــم صلي ـ الرتكاا ـ جرةمــة‬
‫ي الجلسة‪ ،‬صنـدما تتجسـد هـذه الجرةمـة ـي واقعـة تعـد‪،‬‬ ‫أثناء قيام اأصمال مهنت‬
‫جسدا أو ل ظي أو ااإلشارة‪ ،‬صلى ه ة المح مة أو صلى أحد قةاتها أو صلـى أحـد‬
‫ــي هــذه الحالــة للقواصــد العامــة المقــررة صنــدما ترتكــت‬ ‫العــامل ن ءهــا‪ ،‬أا أنـ يخةـ‬
‫هذه الجرةمة من أا شخص من الجمهور الحاضر ي الجلسة‪.‬‬

‫والحقيقـة أن اإلجااــة صلـى هــذا التسـاؤل ليســت االيسـ رة نظـ ار لدقـة المســألة‬
‫ي الجرةمة هـو ه ـة المح مـة أو القةـاة الـذين‬ ‫تلك القائمة صلى أن المجني صلي‬
‫هم اصـدد أداء وفي ـتهم القةـائية ـي نظـر الـدصاوا وال صـل هـا‪ ،‬كمـا أن المـتهم‬
‫ـي الجلسـة‪ ،‬مـ مـا يتعـ ن أن‬ ‫اارتكـاب الجرةمـة محاميـا يـؤدا ءـدوره أصمـال مهنتـ‬
‫تســود صالقتهمــا مــن احتـراا مت ــادل وتعــاون وث ـ مــن أجــل تحق ـ العدالــة و ــرض‬
‫ســيادة القــانون‪ .‬ومـ ذلــك ســنحاول ءيــان الحــل القــانوني لهــذه اإلشـ الية ــي ضــوء‬
‫النصــوص التفــرةوية الســارةة إصمــاال لمبــدأ ســيادة القــانون‪ ،‬ولــيس مــن منظــور مــا‬
‫مخال تـ لصــحي القــانون‪ .‬ولــن‬ ‫يم ــن أن ي ــون صليـ التطب ـ العملــي إذا تصــاد‬
‫نقا صند هذا الحد وإنما سنبدا رأينا ومقترحاتنا التي يم ن أن تعالث لـال تفـرةويا‬
‫‪107‬‬ ‫ضمانات الحماية الجنائية لممارسة مهنة المحاماة‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫لب ة قةـائية ت ـرض احتـراا ه ـة المح مـة وقةـاتها وتحـول دون‬ ‫أو تهيأ الظرو‬
‫التةحية ا رامة المحامي واصت اره‪.‬‬

‫مــــن ناحيــــة أولــــى‪ ،‬تــــنص المــــادة ‪ 1/107‬مــــن قــــانون الم ار عــــات المدنيــــة‬
‫والتجارةة صلى أنـ ا مـ مراصـاة أح ـاا قـانون المحامـاة للمح مـة أن تحـاكم مـن تقـ‬
‫من أثناء انعقادهـا جنحـة تعـد صلـى ه تهـا أو صلـى أحـد أصةـائها أو أحـد العـامل ن‬
‫و ار االعقواة‪1.‬ا ومؤدا هذا النص صراحة وجـوب مراصـاة مـا‬ ‫االمح مة وتح م صلي‬
‫يتةــمن قــانون المحامــاة مــن أح ــاا ــي هــذا الفــأن وهــو ارتكــاب جنحــة تعــد صلــى‬
‫ه ـــة المح مـــة ذاتهـــا أو صلـــى أحـــد قةـــاتها أو صلـــى أحـــد العـــامل ن االمح مـــة‪.2‬‬
‫اراتهــا صامــة افــأن ج ـرائم‬ ‫واــالرجو لقــانون المحامــاة‪ ،‬ـ ن المــادة ‪ 2/49‬جــاءت‬
‫الجلسات دون أن تستثني من هذه الجـرائم تلـك الواقعـة صلـى ه ـة المح مـة أو أحـد‬
‫قةاتها‪ .‬ومحصلة ذلك هو اسـتثناء المحـامي مـن الخةـو ل ح ـاا الخاصـة اجـرائم‬
‫الجلسات المنصـوص صل هـا ـي قـانون الم ار عـات وقـانون اإلجـراءات الجنائيـة‪ ،‬وهـو‬
‫مــا يعنــي قطعــا صـ دا ســرةان ح ــم المــادة ‪ 207‬مــن قــانون الم ار عــات صلــى المحــامي‬
‫الذا يرتكت جنحة التعدا المفار إل ها أصاله أثنـاء تواجـده ـي الجلسـة سداء مهـاا‬
‫صمل أو اسب ‪.‬‬

‫وااإلضــا ة إلــى ذلــك‪ ،‬ن ـ يم ــن الوصــول إلــى ذات االســتدالل ءــنص المــادة‬

‫‪ 1‬و ــي هــذا الصــدد تــنص المــادة ‪ 2/133‬مــن قــانون العقواــات صلــى أن ـ ا ـ ذا وقعــت اإلهانــة صلــى مح مــة‬
‫قةائية أو إدارةة أو مجلـس أو صلـى أحـد أصةـائ وكـان ذلـك أثنـاء انعقـاد الجلسـة تكـون العقواـة الحـ س‬
‫مدة ال تزةد صلـى سـنة أو غرامـة ال تتجـاوم مسـمائة جنيـ ‪.‬ا كمـا تـنص المـادة ‪ 186‬مـن قـانون العقواـات‬
‫جنيـ وال تزةـد صلـى‬ ‫صلى أن ا يعاقت االح س مـدة ال تجـاوم سـتة أشـهر وا رامـة ال تقـل صـن مسـة أال‬
‫صفرة ةال جني أو ا حدا هات ن العقوات ن كل من أ ل اطرةقة من الطرق المتقدا ذكرها امقـاا قـاض أو‬
‫ه بت أو سلطت ي صدد دصوا‪.‬ا‬
‫‪ 2‬وتجـدر اإلشــارة ــي هــذا الصــدد أن ارتكــاب جنايــة أثنــاء انعقــاد إحــدا جلســات المحــاكم‪ ،‬سـواء كــان المــتهم‬
‫اارتكاءها محاميا أو شخصا ة ـر‪ ،‬وسـواء كـان المجنـي صل هـا هـا قةـاة المح مـة أو أحـد القـائم ن اعمـل‬
‫ي الجلسة أو أحد الحاضرةن من غ ر هؤالء‪ ،‬ن سلطة المح مة تتق د ـي تحرةـك الـدصوا الجنائيـة قـو‬
‫ودون إقامتهــا أو الح ــم هــا اطبيعــة الحــال‪ ،‬وذلــك احترامــا لمبــدأ ال صــل ء ـ ن وفي تــي االتهــاا والح ــم‪،‬‬
‫والمحاكمة ي الجنايات‪.‬‬ ‫ومراصاة للةمانات القانونية التي ي رض القانون احترامها افأن التحق‬
‫مجلة القانون واالقتصاد – العدد (الثالث والتسعون)‬ ‫‪108‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ 107‬مــن قــانون الم ار عــات ذاتــ ‪ ،‬تلــك المــادة التــي تعطــي المح مــة ســلطة إقامــة‬
‫الدصوا الجنائية والح ـم هـا صلـى سـب ل االسـتثناء صنـدما تكـون الجرةمـة المرتك ـة‬
‫جنحة تعدا صلى ه ة المح مة‪ ،‬ي ح ن تحظـر المـادة ‪ 106‬مـن قـانون الم ار عـات‬
‫صلى المح مة استعمال هذه السلطة طيما صدا ذلك من جرائم جلسات أيا كان مرتكـت‬
‫الجرةمــة‪ .‬ووج ـ االســتدالل ءهــذه النصــوص أن المــادة ‪ 107‬مــن قــانون الم ار عــات‬
‫تسرا قو افأن نو ية واحدة من الجرائم وهي جن التعدا صلى ه ـة المح مـة أو‬
‫صلى أحد قةـاتها أو أحـد العـامل ن ءهـا‪ ،1‬وصنـدما ُتق ـد سـرةانها ـي هـذا الخصـوص‬
‫امراصاة اسح اا النصوص صل ها ي قانون المحامـاة‪ ،‬دل ذلـك صلـ ى وجـوب اسـتثناء‬
‫المحـامي مــن الخةـو لح ــم المــادة ‪ 107‬مـن قــانون الم ار عـات‪ ،‬امعنــى أن تنحصــر‬
‫سـلطة المح مـة ــي إث ـات الواقعــة وإحالـة المحــامي المـتهم إلــى النيااـة العامــة دون‬
‫أو إقامة الدصوا واطبيعة الحال دون الح م ها‪ ،2‬و ار أو الحقا‪.‬‬ ‫التحق‬

‫ــا ارت نــص المــادة ‪ 245‬مــن قــانون اإلج ـراءات‬ ‫ومــن ناحيــة ثانيــة‪ ،‬جــاءت‬
‫الجنائية صامة من ح ث االسـتثناء المقـرر هـا لصـال المحـامي‪ ،‬وتوضـي ذلـك أن‬
‫ارت ِكبـت أيـة‬
‫المادة ‪ 1/244‬من قانون اإلجراءات الجنائية التي تعطـي للمح مـة التـي ُ‬
‫جنحــة أو مخال ــة ــي جلســتها ســلطة إقامــة الــدصوا الجنائيــة صلــى المــتهم والح ــم‬
‫هــا‪ ،‬لــم تم ــز ءـ ن مــا إذا كانــت الجرةمــة المرتك ــة موجهــة ضــد القةــاة أن ســهم أا‬
‫ضد غ رهم من المتواجدين ي جلسة المحاكمة‪ ،‬ح ث جاء نصها مطلقا يفـمل كا ـة‬
‫ي الجلسة اصر النظر صن مرتكبها أو صـ ة المجنـي‬ ‫الجن والمخال ات التي تق‬
‫هـا‪ ،3‬أا سـواء وقعـت الجرةمـة صلـى القةـاة أو صلـى غ ـرهم‪ .4‬وانـاء صليـ ‪،‬‬ ‫صلي‬
‫إذا كان المتهم ي جرةمة إهانة المح مة الل انعقاد الجلسـة محاميـا يـؤدا أصمـال‬

‫‪ 1‬دكتور‪ /‬حسن صادق المرص اوا‪ ،‬المرج الساء ‪ ،‬ص‪.149‬‬


‫‪ 2‬دكتور‪ /‬محمود نج ت حسني‪ ،‬شر قانون اإلجراءات الجنائية‪ ،‬ساء اإلشارة إلي ‪ ،‬ص‪.173‬‬
‫‪ 3‬دكتور‪ /‬حسن صادق المرص اوا‪ ،‬المرج الساء ‪ ،‬ص‪.149‬‬
‫‪ 4‬دكتـــور‪ /‬صمـــر الســـع د رمةـــان‪ ،‬المرجـ ـ الســـاء ‪ ،‬ص‪ 146‬دكتـــورة‪ /‬ومةـــة صبدالســـتار‪ ،‬شـــر قـــانون‬
‫اإلجراءات الجنائية و قا سحدث التعديالت‪ ،‬ساء اإلشارة إلي ‪ ،‬ص‪.89‬‬
‫‪109‬‬ ‫ضمانات الحماية الجنائية لممارسة مهنة المحاماة‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ي الجلسة‪ ،‬ن إجراءات مالحقت جنائيا تخة لقواصد اصة و قـا لمـا هـو‬ ‫مهنت‬
‫منصــوص صل هــا ــي المــادة ‪ 245‬مــن قــانون اإلج ـراءات الجنائيــة والمــادة ‪ 49‬مــن‬
‫قانون المحاماة‪ ،‬اح ث تقتصر سلطة المح مة صلى اإلحالة إلـى النيااـة العامـة دون‬
‫ـــي الجلســـة مـــن‬ ‫التحق ـ ـ أو الح ـــم هـــا‪ .1‬حمايـــة المحـــامي أثنـــاء أداء واج ـ ـ‬
‫إجراءات جرائم الجلسات تمتد إلى كل ما يق من االجلسة صلى اإلمالق‪.2‬‬

‫ـارات نـص المـادة ‪ 244‬مـن قـانون‬ ‫ومن ناحية ثالثة‪ ،‬لو ا ترضـنا غمـوض‬
‫اإلجراءات الجنائية افأن شمولها جنحة التعـدا صلـى ه ـة المح مـة أو قةـاتها أو‬
‫العــامل ن ءهــا مــن صدم ـ ‪ ،‬لــيس هنــاك مــا يمن ـ قانونــا مــن االســت ناس واالسترشــاد‬
‫ءنص المادة ‪ 207‬من قانون الم ار عات الستجالء هذا ال موض‪ ،‬صلى رض وجـوده‪.‬‬
‫ذلــك أنــ ال يوجــد مــا يحــول دون قيــاا المح مــة الجنائيــة‪ ،‬وإن كانــت غ ــر ملزمــة‬
‫ءتطب ـــ نصــــوص قــــانون الم ار عــــات‪ ،‬مـــن االســــت ناس واالسترشــــاد ءهــــذه اس ــــرة‬
‫الســتجالء غمــوض أو نقــص مــا ــي نصــوص قــانون اإلج ـراءات الجنائيــة‪ ،3‬اصــة‬
‫صنــدما ي ــون هــذا االسترشــاد ءنصــوص قــانون الم ار عــات ال يتعــارض م ـ الم ــاد‬
‫الســائدة ــي قــانون اإلجـراءات الجنائيــة‪ ،‬تلــك الم ــاد النااعــة مــن جــوهر الخصــومة‬
‫ــي‬ ‫والــدصوا الجنائيــة‪ ،‬ومــن هــذه الم ــاد العامــة أصــل الب ـراءة ــي المــتهم وحق ـ‬
‫الــد ا صــن ن س ـ ‪ ،4‬وكــذلك مبــدأ ال صــل ء ـ ن ســلطتي االتهــاا والح ــم‪ .‬وانــاء صلــى‬
‫ذلـك‪ ،‬نـرا ضـرورة التق ـد امةـمون نـص المـادة ‪ 107‬مـن قـانون الم ار عـات المدنيــة‬

‫‪ 1‬دكتور‪ /‬محمود نج ت حسني‪ ،‬شر قانون اإلجراءات الجنائية‪ ،‬ساء اإلشارة إلي ‪ ،‬ص‪.173‬‬
‫‪ 2‬دكتور‪ /‬محمود محمود مصط ى‪ ،‬المرج الساء ‪ ،‬ص‪.117‬‬
‫‪ 3‬دكتور‪ /‬صمر السع د رمةان‪ ،‬المرج الساء ‪ ،‬ص‪ 13‬دكتـورة‪ /‬ومةـة صبدالسـتار‪ ،‬شـر قـانون اإلجـراءات‬
‫الجنائية و قا سحدث التعديالت‪ ،‬ساء اإلشارة إلي ‪ ،‬هامش ص‪.13‬‬
‫‪ 4‬دكتــور‪ /‬محمــود محمــود مصــط ى‪ ،‬المرج ـ الســاء ‪ ،‬ص‪ 12‬دكتــور‪ /‬حســن صــادق المرص ـ اوا‪ ،‬المرج ـ‬
‫الســاء ‪ ،‬ص‪ 12‬دكتــور‪ /‬محمــود نج ــت حســني‪ ،‬شــر قــانون اإلج ـراءات الجنائيــة‪ ،‬ســاء اإلشــارة إلي ـ ‪،‬‬
‫ص‪ 17‬دكتور‪ /‬رمسيس ءهناا‪ ،‬المرج السـاء ‪ ،‬ص‪ 67‬دكتـور‪ /‬صمـر السـع د رمةـان‪ ،‬المرجـ السـاء ‪،‬‬
‫ص‪ 12‬دكتــور‪ /‬جــالل ثــروت‪ ،‬المرج ـ الســاء ‪ ،‬ص‪ 26‬دكتــور‪ /‬أحمــد تحــي ســرور‪ ،‬الوســيو ــي قــانون‬
‫اإلجـراءات الجنائيــة – الكتــاب اسول‪ ،‬ســاء اإلشــارة إلي ـ ‪ ،‬ص‪ 32‬دكتــور‪ /‬مــأمون محمــد ســالم ‪ ،‬المرج ـ‬
‫الساء ‪ ،‬ص‪.27‬‬
‫مجلة القانون واالقتصاد – العدد (الثالث والتسعون)‬ ‫‪110‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫والتجارةــة طيمــا تــنص صلي ـ مــن مراصــاة قــانون المحامــاة‪ ،‬وامــا مــؤداه صــدا ج ـوام‬
‫محاكمـــة المحـــامي الـــذا يرتكـــت جنحـــة تعـــدا صلـــى ه ـــة المح مـــة أو صلـــى أحـــد‬
‫أصةــائها أو العــامل ن ءهــا أثنــاء انعقادهــا مالمــا وقعــت هــذه الجرةمــة مــن المحــامي‬
‫أثنــاء تواجــده ــي جلســة المحاكمــة سداء مهــاا صمل ـ أو اســبت ذلــك‪ ،‬س ـواء كانــت‬
‫المح مة التي وقعت جنحة اإلهانة ي جلستها مح مة مدنية أو جنائية‪.‬‬

‫و الصـــة مـــا تقـــدا‪ ،‬أن اســـتثناء المحـــامي مـــن الخةـــو إلجـ ـراءات جـ ـرائم‬
‫الجلسات يظهر اصـورة جليـة ـي مجـال جنحـة التعـدا صلـى ه ـة المح مـة أو أحـد‬
‫أصةائها أو أحد العامل ن ها‪ ،‬ح ث ال تملـك المح مـة قانونـا‪ ،‬سـواء كانـت مح مـة‬
‫جنائية أو مح مة غ ر جنائية‪ ،‬إقامة الدصوا الجنائية ضد المحامي المتهم وإصـدار‬
‫ـي الجلسـة‪ .1‬والح مـة مـن وراء ذلـك‬ ‫ح م ها مالما اتصل ارتكاءهـا ءواجـت يؤديـ‬
‫ـي الجلسـة احرةـة وممأن نـة وتجنـت تعسـا‬ ‫تكمن ي ك الـة قيـاا المحـامي ءواج ـ‬
‫حقيقـة الواقـ ‪،‬‬ ‫المح مة ي إنزال وصـا التجـرةم صلـى سـلوك المحـامي صلـى ـال‬
‫اصة أن المح مة هي المختصة اخلـ وصـا جـرائم الجلسـات صلـى مـا يرتكـت ـي‬
‫جلستها‪ ،2‬كان من اس ةل أن يترك سلطة تقدير ذلك والح م افـأن لمح مـة أ ـرا‬
‫محايدة‪ .3‬ح ـم القاضـي وهـو غاضـت لـن يلقـى قبـوال مهمـا كانـ ت الجرةمـة المرتك ـة‬
‫جســـيمة‪ ،‬وهـــي كـــذلك ـــي هـــذه ال رضـــية مـــن دون أدنـــى شـــك كونهـــا موجهـــة إلـــى‬
‫المح مـة أو قةـاتها وهـم ــي محـراءهم وحصـنهم يـؤدون مهمــتهم ـي إقامـة العدالــة‬
‫و ـــرض ســـيادة القـــانون‪ .‬غ ـــر أن تخوةـــل المح مـــة ســـلطة تك يـــف الواقعـــة اءتـــداء‪،‬‬
‫وتقرةر مـا إذا كانـت تفـ ل تعـديا صلـى ه تهـا أو أحـد قةـاتها أو أحـد العـامل ن ءهـا‬
‫أثناء انعقاد جلستها‪ ،‬ثم منحها سلطة إقامة الدصوا الجنائية والح م ها أ ـذا ـي‬
‫ــي الــد ا صــن المتهم ـ ن‬ ‫االصت ــار أن المــتهم محاميــا يــؤدا ءــدوره أصمــال مهنت ـ‬
‫قد يوحي ءتعسا المح مة واستعمالها مـا يمنحـ القـانون لهـا مـن‬ ‫ومصال موكلي‬

‫‪ 1‬دكتور‪ /‬ومسيس ءهناا‪ ،‬المرج الساء ‪ ،‬ص‪.262‬‬


‫‪ 2‬دكتور‪ /‬محمود نج ت حسني‪ ،‬شر قانون اإلجراءات الجنائية‪ ،‬ساء اإلشارة إلي ‪ ،‬ص‪.165‬‬
‫‪ 3‬دكتور‪ /‬رمسيس ءهناا‪ ،‬المرج الساء ‪ ،‬ص‪.263‬‬
‫‪111‬‬ ‫ضمانات الحماية الجنائية لممارسة مهنة المحاماة‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ســـلطات ـــار إمارهـــا المرســـوا لهـــا‪ ،‬وإن كانـــت الواقعـــة المنســـواة للمحـــامي ـــي‬
‫حقيقتهـــا صـــحيحة التك يـــف ومســـتحقة العقـــاب الـ ـراد ‪ .‬ولـــذلك نـــرا أن اصت ـــارات‬
‫المالءمـة‪ ،‬ةــال صــن القانونيــة‪ ،‬تســتوجت اقتصــار ســلطة المح مــة ــي هــذه الحالــة‬
‫صلـى تحرةــك الــدصوا الجنائيــة ضــد المـتهم وإحالتـ للنيااــة العامــة لم اشــرة إجـراءات‬
‫االءتدائي‪ ،‬ومن ثم إحالت من النيااة العامة حـال تـوا ر اسدلـة الكاطيـة صلـى‬ ‫التحق‬
‫االتهاا لمحاكمة صاجلة تحقيقا للرد الذا تستلزم مثل هذه الجرةمة‪.‬‬

‫وقــد هــدانا احثنـــا إلــى ح ــم صـــادر مــن مح مــة الـــنقل‪ ،‬نعتقــد أنــ يحســـم‬
‫المســألة مــن الناحيــة العمليــة كــذلك‪ ،‬ح ــث قةــت المح مــة اموج ـ أن ـ ا لمــا كــان‬
‫مقتةــى نــص المــادة ‪ 245‬مــن قــانون اإلج ـراءات الجنائيــة‪ ،‬والمــادت ن ‪ 50 ،49‬مــن‬
‫مـا‬ ‫ي الجلسة واسـب‬ ‫قانون المحاماة أن إذا وق من المحامي أثناء قيام ءواج‬
‫يستدصي مؤا ذت جنائيا ن رئيس الجلسة يحرر محة ار اما حدث وتتم إحالت إلـى‬
‫النيااة العامة إلجراء التحق ‪ ،‬وال يجوم تحرةك الدصوا الجنائية ـي هـذه الحالـة إال‬
‫اصـدور أمـر مـن النائـت العـاا أو مـن ينـوب صنـ مـن المحـام ن العـام ن اسول‪ .‬لمـا‬
‫كان ذلك‪ ،‬وكان الثاءت من مـدونات الح ـم المطعـون طيـ أن المح مـة قةـت احـ س‬
‫الطاصن وهو محاا لمدة سنة م الف ل الرتكاا جرةمة إهانة المح مـة أثنـاء مثولـ‬
‫االجلســة لتأديــة واج ـ اعــد أن أمــر ممثــل النيااــة العامــة الحاضــر االجلســة ءتحرةــك‬
‫الدصوا الجنائيـة قبلـ ‪ ،‬دون أن ت طـن المح مـة لمـؤدا المـواد سـال ة البيـان‪ ،‬نهـا‬
‫تكون قد أ طـأت ـي تطب ـ القـانون‪ ،‬ممـا يتعـ ن معـ نقـل ح مهـا المطعـون طيـ‬
‫وتصحيح االقةاء اعدا قبول الدصوا الجنائية‪.1‬ا‬

‫‪ 1‬نقل ‪ 4‬يناير ‪ ،2005‬مجموصة أح اا النقل‪ ،‬رقم ‪ ،18254‬س ‪ 65‬قةائية‪ ،‬ص‪.47‬‬


‫و ي ح م قـديم لمح مـة الـنقل يسـتنتث منـ وام هـوا المخال ـة وجـوب التـزاا المح مـة االةـمانات المقـررة‬
‫للمحام ن مالمـا وجـدت نصـوص تفـرةوية تقـرر ذلـك‪ ،‬وهـو مـا صليـ الحـال اموجـت نـص المـادة ‪ 245‬مـن‬
‫قــانون اإلج ـراءات الجنائيــة والمــادة ‪ 2/49‬مــن قــانون المحامــاة قةــت المح مــة ا اــأن نصــوص القــانون‬
‫المصرا ال تسم ا ار المحـام ن صـن متنـاول المـادة ‪ 89‬مـن قـانون الم ار عـات اسهلـي االنسـ ة لمـا يقـ‬
‫منهم االجلسة ـي حـ المح مـة أو أحـد أصةـائها المـوف ن االمح مـة أو مـن يـؤدا وفي ـة ءهـا‪ .‬كمـا أن‬
‫المـادة ‪ 89‬مـن قـانون الم ار عـات اسهلـي لـم تفـترط إلم ـان المحاكمـة ال ورةـة صلـى جنحـة الجلسـة إال قيــاا‬
‫مجلة القانون واالقتصاد – العدد (الثالث والتسعون)‬ ‫‪112‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫املطلب الثاني‬
‫مدى قانونية أمر القبض على احملامي‬
‫أثناء أداء مهام عمله يف اجللسة‬

‫نظ ـ ار سن إج ـراء الق ـ ل صلــى المــتهم يمثــل مساســا االحرةــة الفخصــية ولــو‬
‫ل ترة محدودة من الزمن‪ ،‬ن الدستور والقانون يقرران ضمانات مع نة لصحة اسمـر‬
‫الصــادر ا ـ يتع ـ ن مراصاتهــا ــي الواق ـ العلمــي‪ .‬تــنص المــادة ‪ 1/54‬مــن الدســتور‬
‫َّ‬
‫المعدل الصادر صاا ‪ 2014‬صلى أن ا الحرةـة الفخصـية حـ مبيعـي‪ ،‬وهـي مصـونة‬
‫ال ُتمـــس‪ ،‬وطيمـــا صـــدا حالـــة التلــ س‪ ،‬ال يجـــوم القــ ل صلـــى أحـــد‪ ،‬أو ت تيفــ ‪ ،‬أو‬
‫ح س ‪ ،‬أو تق د حرةت اأا ق د إال اـأمر قةـائي مسـبت يسـتلزم التحق ـ ‪.‬ا وتـنص‬
‫المــادة ‪ 40‬مــن قـــانون اإلجــراءات الجنائيـــة صلــى أنــ ا ال يجـــوم القــ ل صلـــى أا‬
‫إنسان أو ح س إال اأمر من السلطات المختصة ءذلك قانونا‪. ... ،‬ا‬

‫وإلــى جانــت الةــمانات اإلجرائيــة المنصــوص صل هــا ــي الدســتور والقــانون‬


‫إلصــدار أمــر الق ـ ل صلــى المتهم ـ ن وتن ــذه‪ ،‬يجــرا الدســتور والقــانون أا اصتــداء‬
‫ار القانون صلى الحرةـة الفخصـية لةنسـان‪ ،‬ح ـث تـنص المـادة ‪ 99‬مـن دسـتور‬
‫صاا ‪ 2014‬صلى أن ا كـل اصتـداء صلـى الحرةـة الفخصـية أو حرمـة الحيـاة الخاصـة‬
‫للموامن ن‪ ،‬وغ رها من الحقوق والحرةـات التـي ي لهـا الدسـتور والقـانون‪ ،‬جرةمـة ال‬
‫تسقو الدصوا الجنائيـة وال المدنيـة الناشـ ة صنهـا االتقـادا‪. ... ،‬ا كمـا تـنص المـادة‬
‫‪ 280‬من قانون العقواات صلى أن ا كل من قـ ل صلـى شـخص أو ح سـ أو حجـزه‬
‫ءدون أمر أحد الح اا المختصـ ن ءـذلك‪ ،‬و‪ ،...‬يعاقـت اـالح س أو ا رامـة ال تتجـاوم‬
‫مائتي جني ‪.‬ا‬

‫وقد تناولنا ي المطلت التمه دا من هذا الم حث سلطة رئـيس المح مـة ـي‬
‫اسمر االق ل صلى المتهم اارتكاب جرةمة أثناء انعقاد الجلسة‪ ،‬ح ـث يجـوم لـرئيس‬

‫الصــ ة الخاصــة ــي المعتــدا صليــ ولــم تتعــرض لصــ ة المعتــدا‪ ،‬أيــا كــان هــذا المعتــدا هــو مـــأ وذ‬
‫اح مها‪.‬ا نقل ‪ 30‬يناير ‪ ،1930‬م تت ني ‪ 1‬مجموصة صمر‪ ،‬رقم ‪ ،1175‬س ‪ 46‬ق‪ ،‬ص‪.433‬‬
‫‪113‬‬ ‫ضمانات الحماية الجنائية لممارسة مهنة المحاماة‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫المح مة الجنائية إصدار أمر الق ل افأن كا ـة الجـرائم و قـا لمـا ورد ءـنص المـادة‬
‫‪ 3/244‬مــن قــانون اإلجـراءات الجنائيــة‪ ،‬ء نمــا تقتصــر ســلطة رئــيس المح مــة غ ــر‬
‫قــو إصمــاال لــنص المــادة‬ ‫الجنائيــة ــي إصــدار أمــر الق ـ ل صلــى الجنايــات والجــن‬
‫‪ 106‬من قانون الم ار عات المدنية والتجارةة‪ .‬أا أن يجـوم لـ رئيس المح مـة إصـدار‬
‫أمــر اــالق ل صلــى المــتهم إذا اقتةــى الحــال ذلــك‪ ،‬سـواء كانــت الجرةمــة ممــا يجــوم‬
‫للمح مـــة اصـــددها إقامـــة الـــدصوا الجنائيـــة صلـــى المـــتهم والح ـــم هـــا‪ ،‬أو كانـــت‬
‫ســلطتها افــأنها تقتصــر صلــى تحرةــك الــدصوا الجنائيــة‪ .1‬ومــؤدا تن ــذ ذلــك اسمــر‬
‫ــي‬ ‫الصــادر اــالق ل صلــى المــتهم مــن الناحيــة العمليــة اإلمســاك اـ وتق ــد حرةت ـ‬
‫الحركــة تــرة مــن الــزمن إلــى حــ ن صرضــ صلــى النيااــة العامــة ااصت ارهــا الســلطة‬
‫االءتدائي‪.2‬‬ ‫المختصة ام اشرة إجراءات التحق‬

‫ي حالـة وقـو‬ ‫وةثور التساؤل ي هذا الصدد صن الموقف القانوني الصحي‬


‫الجرةمة الل انعقـاد جلسـة المحاكمـة مـن أحـد المحـام ن أثنـاء أو اسـبت ممارسـت‬
‫أصمــال مهنت ـ ‪ ،‬ومــدا ةــوص سح ــاا نــص المــادة ‪ 3/244‬مــن قــانون اإلج ـراءات‬
‫ـي ذلـك‬ ‫الجنائية أو نص المادة ‪ 106‬من قانون الم ار عات المدنية والتجارةة‪ ،‬شـأن‬
‫شأن غ ره من الجمهور الحاضر أو المتواجد ي الجلسة‪.‬‬

‫االرجو لنص المادة ‪ 245‬من قانون اإلجـراءات الجنائيـة يتبـ ن و قـا لصـرة‬
‫اراتها أنها تستثني المحـامي مـن اسح ـاا المنصـوص صل هـا ـي المـادة ‪ 244‬مـن‬
‫مـا‬ ‫ـي الجلسـة واسـب‬ ‫قانون اإلجراءات الجنائيـة إذا وقـ منـ أثنـاء قيامـ ءواج ـ‬
‫يمثل جرةمة جنائية‪ .‬كما يتبـ ن أن سـلطة رئـيس الجلسـة تنحصـر صندئـذ ـي تحرةـر‬
‫محةـــر االواقعـــة وإحالـــة المحـــامي إلـــى النيااـــة العامـــة لم اشـــرة إجــراءات التحق ــ‬
‫االءتدائي‪.‬‬

‫ي هذا الصـدد يتعلـ امـدا جـوام إحالـة‬ ‫والسؤال الذا يم ن أن يطر ن س‬

‫‪ 1‬دكتور‪ /‬محمود نج ت حسني‪ ،‬شر قانون اإلجراءات الجنائية‪ ،‬ساء اإلشارة إلي ‪ ،‬ص‪.169‬‬
‫‪ 2‬نقل ‪ 9‬يوني ‪ ،1969‬مجموصة أح اا النقل‪ ،‬س ‪ ،20‬رقم ‪ ،71‬ص‪.583‬‬
‫مجلة القانون واالقتصاد – العدد (الثالث والتسعون)‬ ‫‪114‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫المحامي المـتهم إلـى النيااـة العامـة مقبوضـا صليـ اـأمر صـادر مـن رئـيس الجلسـة‪.‬‬
‫ونــرا أن اإلجااــة يم ــن استخالصــها أيةــا وافــ ل صــرة مــن نــص المــادة ‪245‬‬
‫اراتهـا مـن أيـة إشـارة ت ـد تبنـي هـذا الت سـ ر‪ ،‬واالتـالي‬ ‫المفار إل ها والتـي لـت‬
‫ن ـ ال يم ــن مــن هــذه الســلطة لــرئيس الجلســة اصــة أنهــا تتصــل ا ـ جراء يمــس‬
‫الحرةة الفخصية للمتهم ال يجوم م اشرت دون نص صرة أو االمخال ـة لةـوااط‬
‫القانونيــة‪ .‬ومــن ناح تهــا كــذلك ـ ن المــادة ‪ 106‬مــن قــانون الم ار عــات ق ــدت ســلطة‬
‫رئــيس المح مــة افــأن إصــدار أمــر اــالق ل صلــى المــتهم اارتكــاب جنائيــة أو جنحــة‬
‫ــي الجلســة امراصــاة أح ــاا قــانون المحامــاة‪ .‬ـ ذا استعرضــنا نــص المــادة ‪ 50‬مــن‬
‫قانون المحاماة‪ ،1‬سـنخلص إلـى ذات النتيجـة المتمثلـة ـي صـدا جـوام القـ ل صلـى‬
‫المحـامي الـذا يرتكــت جرةمـة ـي الجلســة أثنـاء أو اسـبت ممارســت أصمـال مهنتـ ‪،‬‬
‫وإال كان اإلجراء اامال‪ ،2‬ومسـتوج ا المسـاءلة الجنائيـة صـن جرةمـة احتجـام شـخص‬
‫ءدون وج ح ‪.‬‬

‫وةثور ي هذا الصدد تساؤل ة ر يتعلـ امـدا جـوام القـ ل صلـى المحـامي‬
‫المرتك ــة تف ـ ل إهانــة‬
‫ــي الجلســة إذا كانــت الجرةمــة ُ‬ ‫أثنــاء ممارســة أصمــال مهنت ـ‬
‫له ة المح مة ذاتها أو سحد قةاتها أو سحد العامل ن ها‪ .‬ونرا أن اإلجااـة صلـى‬
‫يتعـ ن أن تتوا ـ هـي أيةـا مـ النصـوص التفـرةوية السـارةة‬ ‫هـذا التسـاؤل الـدق‬
‫الم عول و قا للعقل والمنط القانوني اع دا صن الهـوا والتعسـا‪ .‬ـ ذا كـان صـحي‬
‫القــانون و قــا لهــذه النصــوص ال يلبــي أو يتوا ـ م ـ متطل ــات ــرض احت ـراا ه ــة‬

‫‪ 1‬تنص المادة ‪ 1/50‬من قانون المحامـاة‪ ،‬المسـتبدلة االقـانون رقـم ‪ 197‬لسـنة ‪ ،2008‬صلـى أنـ ا ال يجـوم‬
‫ــي الجـرائم المنصــوص صل هــا ــي المــادة الســااقة‬ ‫القـ ل صلــى محــاا أو ح سـ احتياميــا لمــا ينســت إليـ‬
‫وجرائم القذ والست واإلهانة اسبت أقوال أو كتااات صدرت منـ أثنـاء أو اسـبت ممارسـت أا مـن أصمـال‬
‫المهنة المفـار إل هـا ـي هـذا القـانون‪ ،‬وةحـرر ـي هـذه الحالـة مـذكرة امـا حـدث وتحـال إلـى النيااـة العامـة‬
‫وتبلع صورتها إلى مجلس النقااة‪ ،‬وللنائـت العـاا أن يتخـذ اإلجـراءات إذا كـان مـا وقـ مـن المحـامي يفـ ل‬
‫جرةمــة يعاقــت صل هــا ــي قــانون العقواــات‪ ،‬أو أن يح ل ـ إلــى مجلــس النقااــة إذا كــان مــا وق ـ من ـ مجــرد‬
‫إ الل االنظاا أو الواجت المهني و ي هذه الحالة ُتجرا المحاكمة ي جلسة سرةة‪.‬ا‬
‫‪ 2‬تــنص المــادة ‪ 331‬مــن قــانون اإلج ـراءات الجنائيــة صلــى أن ـ ا يترتــت ال ـ طالن صلــى صــدا مراصــاة أح ــاا‬
‫القانون المتعلقة اأا إجراء جوهرا‪.‬‬
‫‪115‬‬ ‫ضمانات الحماية الجنائية لممارسة مهنة المحاماة‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫القةــاء‪ ،‬ـ ن الوس ـ لة المفــرو ية لت ــادا ذلــك الخلــل المتصــور تتمثــل ــي تعــديل‬
‫التفــرة ‪ ،‬احترامــا لمبــدأ ســيادة القــانون‪ ،‬وال يتع ـ ن أن تكــون ــي مخال ــة القــانون‬
‫و رض سلطة اسمر الواق ‪.‬‬

‫من ناحية أولى‪ ،‬لم يستثني نص المادة ‪ 245‬من قانون اإلجـراءات الجنائيـة‬
‫جرائم مع نـة مـن حظـر القـ ل صلـى المحـامي أو إ ةـاص اصـ ة صامـة لةجـراءات‬
‫اراتهــا صــرةحة افــأن اســتثنائ مــن‬ ‫المت عــة افــأن ج ـرائم الجلســات‪ ،‬ح ــث وردت‬
‫الخةو لهذه اإلجراءات جميعها إذا ما وق من ما يستدصي مؤا ذتـ جنائيـا‪ .‬وممـا‬
‫ارة امؤا ذتـ جنائيـاا تفـمل كـل عـل أو قـول ينطبـ صليـ نمـوذ‬ ‫ال شك طي أن‬
‫تفرةعي لجرةمة ما اصر النظر صن مبيعتها أو ص ة المجني صلي ‪.‬‬

‫ومـــن ناحيـــة ثانيــــة‪ ،‬ـ ـ ن المــــادة ‪ 107‬مـــن قـــانون الم ار عــــات التـــي تمــــن‬
‫المح مــة التــي وقعــت أثنــاء انعقــاد جلســتها جنحــة تعــد صلــى ه تهــا أو صلــى أحــد‬
‫أصةــائها أو أحــد العــامل ن االمح مــة ســلطة إقامــة الــدصوا الجنائيــة ضــد المــتهم‬
‫ــو ار االعقواــة‪ ،‬هــي ذاتهــا التــي أوجبــت صلــى المح مــة مراصــاة أح ــاا‬ ‫والح ــم صلي ـ‬
‫قانون المحاماة ي هذا الخصوص‪ .‬وةستدل من ذلك صقال ومنطقـا أنـ ُيحظـر اسمـر‬
‫االق ل صلـى المحـامي مالمـا وقعـت منـ الجرةمـة أثنـاء أو اسـبت ممارسـت أصمـال‬
‫مهنت ‪.‬‬

‫ومــن ناحيــة ثالثــة‪ ،‬ـ ن نــص المــادة ‪ 1/50‬مــن قــانون المحامــاة‪ ،‬المســتبدلة‬
‫االقــانون رقــم ‪ 197‬لســنة ‪ ،2008‬تقــرر ص ـراحة صــدا ج ـوام الق ـ ل صلــى المحــامي‬
‫الرتكااـ جرةمــة مــن الجـرائم المنصــوص صل هــا ــي المــادة الســااقة‪ ،1‬أو ارتكااـ أيــا‬
‫والســت واإلهانــة أثنــاء أو اســبت ممارســت أصمــال مهنتـ ‪ .‬وتجــدر‬ ‫مــن جـرائم القــذ‬
‫اإلشارة إلى أن المادة ‪ 50‬من قـانون المحامـاة قبـل تعـديلها ـي صـاا ‪ 2008‬لـم تكـن‬

‫‪ 1‬يقصد ءذلك المـادة ‪ 49‬مـن قـانون المحامـاة التـي تسـتثني المحـامي مـن اإلجـراءات واسح ـاا المقـررة افـأن‬
‫جرائم الجلسات والمنصوص صل ها ي قانوني الم ار عـات واإلجـراءات الجنائيـة حـال ارتكااـ جرةمـة أثنـاء أو‬
‫است وجوده االجلسة سداء أصمال مهنت ‪.‬‬
‫مجلة القانون واالقتصاد – العدد (الثالث والتسعون)‬ ‫‪116‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫والست واإلهانـة‪ ،‬وكانـت تكت ـي اـالنص صلـى حظـر‬ ‫تتةمن اإلشارة إلى جرائم القذ‬
‫الق ل صلى المحامي إذا ما ُن ِست إلي ارتكاب جرةمة من الجرائم المنصـوص صل هـا‬
‫ــي المــادة ‪ 49‬مــن ذات القــانون‪ .‬ونعتقــد أن أهميــة التعــديل الــذا أ ُْد ِ ـل صلـ ى نــص‬
‫المادة ‪ 50‬ي صاا ‪ 2008‬يتمثـل ـي تأك ـد صـدا جـوام القـ ل صلـى المحـامي أثنـاء‬
‫ـي الجلسـة أيـا كانـت الجرةمـة المنسـوب إليـ ارتكاءهـا‪ ،‬دون‬ ‫ممارسة أصمال مهنتـ‬
‫ت رقة ي الح م مردها ص ة المجني صلي ‪.‬‬

‫ومؤدا هذه النصوص التفرةوية جميعها‪ ،‬واصـر النظـر صـن قبـول ذلـك أو‬
‫ـي‬ ‫ر ة ‪ ،‬أن ُي ْحظر الق ل صلى المحامي أثناء أو اسبت ممارسـت أصمـال مهنتـ‬
‫الجلسة الرتكاا جرةمة أثناء انعقادها‪ ،‬ولـو كانـت هـذه الجرةمـة تفـ ل جنحـة إهانـة‬
‫ه ة المح مة أو أحد قةاتها أو أحد العـامل ن االمح مـة‪ .‬وإصمـاال لنصـوص المـادة‬
‫‪ 245‬مــن قــانون اإلجـراءات الجنائيــة‪ ،‬والمــادت ن ‪ 106‬و‪ 107‬مــن قــانون الم ار عــات‪،‬‬
‫والمــادت ن ‪ 50‬و‪ 51‬مـــن قـــانون المحامـــاة‪ ،‬ال تملــك المح مـــة ســـوا إث ـــات الواقعـــة‬
‫المف ـ لة للجرةمــة ــي محةــر أو مــذكرة وتح لهــا للنيااــة العامــة لم اشــرة إج ـراءات‬
‫االءتدائي‪ ،‬صلى أن تخطر نقااة المحام ن أو النقااة ال ر يـة المختصـة قبـل‬ ‫التحق‬
‫ءوقت مناست‪ .‬وو قا لـنص المـادة ‪ 51‬مـن قـانون المحامـاة ـ ن البـدء‬ ‫ءدء التحق‬
‫مـ المحـامي ي ـون ءنـاء صلـى أمـر مـن النائـت العـاا‪ ،‬وةم ـن أن ي ـون‬ ‫ي التحق‬
‫اأمر من المحامي العاا اسول لدا مح مـة االسـت نا ‪ ،1‬نظـ ار سن هـذا اس ـر يملـك‬
‫م اشـــرة كا ـــة ا تصاصـــات النائـــت العـــاا ـــي حـــدود اال تصـــاص الم ـــاني لمح مـــة‬
‫صل هــا‪ ،‬س ـواء ــي ذلــك اال تصاصــات العاديــة أو‬ ‫التــي يتــولى اإلش ـ ار‬ ‫االســت نا‬
‫‪2‬‬
‫االستثنائية أو الذاتية ‪.‬‬

‫والحقيقة أن ما انته نا إلي اطرة االستدالل المنطقي من مجمـو النصـوص‬


‫التفرةوية ذات الصلة يجد ل سندا مـن ةراء ال قهـاء‪ ،‬ح ـث يـرا الـ عل أن مـدلول‬

‫‪ 1‬نقل ‪ 30‬أءرةل ‪ ،1995‬مجموصة أح اا النقل‪ ،‬رقم ‪ ،425‬س ‪ 60‬ق‪ ،‬ص‪.789‬‬


‫‪ 2‬دكتـــور‪ /‬رمســـيس ءهنـــاا‪ ،‬المرجـ ـ الســـاء ‪ ،‬ص‪ 221‬دكتـــور‪ /‬مـــأمون محمـــد ســـالم ‪ ،‬المرجـ ـ الســـاء ‪،‬‬
‫ص‪.179‬‬
‫‪117‬‬ ‫ضمانات الحماية الجنائية لممارسة مهنة المحاماة‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫نص المـادة ‪ 245‬مـن قـانون اإلجـراءات الجنائيـة والمـادت ن ‪ 106‬و‪ 107‬مـن قـانون‬
‫المرتك ـة أثنـاء قيـامهم اأصمـال المهنـة ـي‬
‫الم ار عات يعني ةو جـرائم المحـام ن‪ُ ،‬‬
‫جلسات المحاكم‪ ،‬لذات القواصـد الخاصـة المنصـوص صل هـا ـي المـادة ‪ 245‬المفـار‬
‫إل ها والمادة ‪ 50‬مـن قـانون المحامـاة‪ ،‬سـواء ارتكبـت ـي جلسـات المحـاكم الجنائيـة‬
‫أو ي جلسات المحاكم المدنية‪ ،1‬ال يجوم إصدار أمـر اـالق ل صلـى المحـامي مـن‬
‫ي الجلسة‪.2‬‬ ‫أجل الجرةمة التي وقعت من‬

‫ومما ال شك طيـ أن هـذا الحظـر يمثـل ضـمانة إجرائيـة هامـة تك ـل الطمأن نـة‬
‫للمحامي أثناء ممارسة مهنت دا ل قاصات الح م ومجـ الس القةـاء‪ .‬ـالق ل صلـى‬
‫المحامي أو الح م صلي م اشـرة أمـاا موكليـ وممالئـ وغ ـرهم مـن الجمهـور‪ ،‬أثنـاء‬
‫ــي الــد ا صــن المتهمــ ن أو رصايــة‬ ‫تواجــده ــي الجلســة لممارســة أصمــال مهنتــ‬
‫مصــال موكلي ـ ‪ ،‬ينــال مــن كرامــة مهنــة المحامــاة وةص ـ ت المحــامي شخصــيا اــألم‬
‫ن سي قد ي سد الروااو الط ة والتعاون المت ـادل الـذا يتعـ ن أن يسـود ءـ ن القةـاة‬
‫والمحام ن دا ل قاصات المحاكم‪ .3‬وتجدر اإلشارة إلى أن هذه الحمايـة ال تعنـي اـأا‬
‫حال من اسحوال إص اء المحامي من المسؤولية الجنائية صمـا يرتك ـ مـن جـرائم ـي‬
‫الجلسة متجاو ام ي ذلك حدود اإلااحة المقررة ل استنادا لح الد ا أماا المحاكم‪.‬‬

‫عـدل الصـادر صـاا ‪2014‬‬ ‫الم َّ‬


‫وم ذلك كل ن نص المادة ‪ 198‬من الدستور ُ‬
‫يث ــر إش ـ الية قانونيــة ــي هــذا الخصــوص‪ .‬مــا يرتك ـ المحــامي مــن ج ـرائم أثنــاء‬
‫انعقاد جلسات المحاكم يجعل جرةمت من الناحية القانونية ـي حالـة تلـ س‪ ،‬ومـؤدا‬
‫النصوص التفرةوية المفار إل ها أصـاله‪ ،‬سـواء ـي ذلـك نصـوص قـانون اإلجـراءات‬
‫الجنائية أو قانون الم ار عات أو قانون المحاماة‪ ،‬حظـر القـ ل صلـى المحـامي أثنـاء‬
‫ـي حالـة‬ ‫ي الجلسـة‪ ،‬صلـى الـرغم مـن أن جرةمتـ‬ ‫أو اسبت ممارست أصمال مهنت‬
‫تل س‪ .‬وم ذلـك تـأتي الصـدمة القانونيـة مـن المـادة ‪ 198‬مـن الدسـتور التـي تـنص‬

‫‪ 1‬دكتور‪ /‬محمود نج ت حسني‪ ،‬شر قانون اإلجراءات الجنائية‪ ،‬ساء اإلشارة إلي ‪ ،‬ص‪.173‬‬
‫‪ 2‬دكتور‪ /‬صمر السع د رمةان‪ ،‬المرج الساء ‪ ،‬ص‪.152‬‬
‫‪ 3‬دكتور‪ /‬صوض محمد صوض‪ ،‬الم اد العامة ي قانون اإلجراءات الجنائية‪ ،‬ساء اإلشارة إلي ‪ ،‬ص‪.38‬‬
‫مجلة القانون واالقتصاد – العدد (الثالث والتسعون)‬ ‫‪118‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫صلى أن ا وةحظر ي غ ـر حـاالت التلـ س القـ ل صلـى المحـامي أو احتجـامه أثنـاء‬


‫م اشرت ح الد ا ‪ ،‬وذلك كل صلى النحو الذا يحـدده القـانون‪.‬ا وم ـاد هـذا الـنص‬
‫وام هوا المخال ة أن يجوم ي حاالت التل س االجرةمة الق ل صلى المحـامي ولـو‬
‫كان ارتكاا للجرةمة أثناء م اشرت ح الد ا ‪ ،‬وح الد ا ي اشره المحـامي اصـ ة‬
‫أساسية ي جلسات المحاكم‪.‬‬

‫ونرا أن نص الو ارة اس رة من المادة ‪ 198‬من الدسـتور ال ينسـا قـو مـا‬


‫تتةمن النصوص القانونية المفار إل ها أصاله من ضمانة تتمثل ـي حظـر القـ ل‬
‫صلى المحامي أثناء ممارست أصمال مهنت أماا المحاكم‪ ،‬وإنما تتناقل هـذه الو ـارة‬
‫ي نهايتها من أن جوام الق ل صلى المحـامي‬ ‫م ذاتها‪ ،‬وتحديدا م ما تف ر إلي‬
‫ي حالة الت س ي ون صلى النحو الذا يحدده القانون‪ .‬ءل إن مةـمون هـذه الو ـارة‬
‫اس ــرة المفــار إل هــا يتعــارض مــ مــا تــنص صليــ المــادة ‪ 198‬ذاتهــا مــن تمتــ‬
‫المحام ن أثناء تأديتهم حـ الـد ا أمـاا المحـاكم االةـمانات والحمايـة التـي تقـررت‬
‫واالستدالل‪.‬‬ ‫لهم ي القانون م سرةانها صل هم أماا جهات التحق‬

‫ي الوقت الذا أكدت صلي هذه المادة وك لت من سرةان الةـمانات والحمايـة‬


‫المقررة للمحام ن أثناء تأديتهم ح الد ا ‪ ،‬ليس قـو أمـاا المحـاكم‪ ،‬وإنمـا كـذلك أمـاا‬
‫واالستدالل‪ ،‬إذ ءها تسحت صنهم إحـدا الةـمانات اسساسـية لممارسـة‬ ‫جهات التحق‬
‫مهنة المحاماة وهـي حظـر القـ ل صلـ هم أثنـاء أو اسـبت ممارسـتهم أصمـال مهنـتهم‬
‫ي جلسـات المحـاكم‪ .‬وإذا اصتبرنـا أن جـوام القـ ل صلـى المحـامي ـي حالـة التلـ س‪،‬‬
‫و قــا للو ــارة اس ــرة مــن نــص المــادة ‪ 198‬مــن الدســتور‪ ،‬مقصــود ا ـ حالــة التل ـ س‬
‫اارتكــاب جرةمــة ال تتصــل اممارســة المحــامي أصمــال مهنتـ ‪ ،‬لكــان مــؤدا ذلــك اصت ــار‬
‫الــنص الدســتورا مــن قب ــل الل ــو صــديم القيمــة‪ ،‬سن الق ـ ل صلــى المحــامي صندئــذ‬
‫سي ون مستندا للقواصد العامة المنصوص صل ها ـي المـادة ‪ 34‬مـن قـانون اإلجـراءات‬
‫الجنائية والتي تج ز الق ل ي حال التلـ س‪ ،‬لـيس قـو صلـى اسشـخاص العـادي ن أو‬
‫المحام ن‪ ،‬ءل أيةا صلى المتمتع ن احصانة قةائية أو ءرلمانية‪.‬‬
‫‪119‬‬ ‫ضمانات الحماية الجنائية لممارسة مهنة المحاماة‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫املطلب الثالث‬
‫احلماية املوضوعية للمحامي‬
‫أثناء ممارسته أعمال املهنة‬

‫تتمثــل الحمايــة القانونيــة الموضــو ية المقــررة للمحــامي امناســ ة ممارســت‬


‫أصمــــال مهنــــة المحامــــاة ــــي أمــــرةن أساســـ ن‪ :‬أولهمــــا ‪ -‬إص ــــاء المحــــامي مــــن‬
‫التــي يرتكبهــا اســتعماال لح ـ الــد ا‬ ‫المســؤولية الجنائيــة صــن ج ـرائم الســت والقــذ‬
‫وتتةــــمنها م ار عاتــ ـ الفــ ـ وةة أو الم تواــــة أمــــاا المحــــاكم‪ .‬وثان همــــا – معاملتــ ـ‬
‫ـي الجلسـة‬ ‫كأصةاء ه ة المح مة حال التعدا صلي أثناء ممارست أصمـال مهنتـ‬
‫أو اســـببها‪ .‬ونتنـــاول االفـــر مةـــمون هـــذين الفـــق ن مـــن الحمايـــة الموضـــو ية‬
‫المقررة للمحامي ي رص ن متتال ن صلى النحو اآلتي‪.‬‬

‫الفرع األول‬
‫إعفاء احملامي من املسؤولية اجلنائية عن جرائم حمددة‬
‫استعماال حلق الدفاع‬

‫تــنص المــادة ‪ 309‬مــن قــانون العقواــات صلــى أن ـ ا ال تســرا أح ــاا الم ـواد‬
‫ــي الــد ا‬ ‫‪ 308 ،306 ،305 ،303 ،302‬صلــى مــا يســنده أحــد اس صــاا لخصــم‬
‫الفـ وا أو الكتــاءي أمــاا المحــاكم ـ ن ذلــك ال يترتــت صليـ إال المقاضــاة المدنيــة أو‬
‫المحاكمـة التأديبيــة‪.‬ا والجـرائم المفــار إل هـا ــي نــص هــذه المـادة هـ ي جـرائم القــذ‬
‫والســت والــبالخ الكــاذب‪ ،‬ولــو شـ لت أا منهــا معنــا ــي اسصـراض أو دشــا لســمعة‬
‫العائالت‪ .‬ةال صن صدا إلزاا المحامي أو التزام ا ث ات حقيقة ما يسنده ل ره‪.‬‬

‫وتنص المادة ‪ 47‬من قانون المحاماة صلـى أن ا للمحـامي أن يسـلك الطرةقـة‬


‫التي يراها ناجحة م قا سصول المهنة ي الـد ا صـن موكلـ وال ي ـون مسـ وال صمـا‬
‫يورده ي م ار عت الف وةة أو ي مذكرات الم تواة ممـا يسـتلزم حـ الـد ا ‪ ،‬وذلـك‬
‫مـ ـ صـــدا اإل ـــالل اأح ـــاا قـــانون اإلجـ ـراءات الجنائيـــة وقـــانون الم ار عـــات المدنيـــة‬
‫مجلة القانون واالقتصاد – العدد (الثالث والتسعون)‬ ‫‪120‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫والتجارةة‪1.‬ا‬

‫المجتم اح ال رد ي التقاضـي كـان مسـتوج ا اطبيعـة‬ ‫والحقيقة أن اصت ار‬


‫ــي صــرض مل ات ـ وأوج ـ د اص ـ والــرد صلــى ادصــاءات صــم‬ ‫الحــال منح ـ الح ـ‬
‫احرةــــة وممأن نــــة دون فــــية مــــن مالحقــــة أو مســــؤولية جنائيــــة يتحملهــــا حــــال‬
‫ـي اسنظمـة اإلجرائيـة‬ ‫ي الد ا أماا القةـاء‪ .2‬مـن المسـتقر صليـ‬ ‫استعمال حق‬
‫الحديثـــة أن ك الـــة حــ الـــد ا أمـــاا المحـــاكم هـــو ضـــمانة أساســـية مـــن ضـــمانات‬
‫المحاكمة العادلة أو المنص ة‪ .‬ومما ال شـك طيـ أن ممارسـة حـ الـد ا صلـى نحـو‬
‫عال ال يتأتى إال امـن الخصـوا ووكالئهـم حرةـة إءـداء مـا لـديهم مـن د ـو ومل ـات‬
‫ـي الـرد صلـى أدلـة وحجـث صـومهم احرةـة كاملـة وامـأمن مـ ن المالحقـة أو‬ ‫والح‬
‫ي م ار عاتهم من أل ـاظ قـد تتةـمن قـدحا مـن‬ ‫تحمل المسؤولية الجنائية صما يبدون‬
‫أا نو ي صـومهم‪ .‬حـ الـد ا لـن ي ـون مجـديا إذا مارسـ صـاحت الحـ طيـ‬
‫أو ســت أو ءــالخ كــاذب‪ ،‬وســي ون‬ ‫وهــو مهــدد االمالحقــة الجنائيــة صــن جرةمــة قــذ‬
‫البـديل إحجامـ صـن ممارسـة حقـ مـن اسســاس‪ ،3‬ممـا يـؤثر سـل ا صلـى حسـن سـ ر‬
‫مبت اها ـي الوصـول إلـى حقيقـة النـ از وال صـل‬ ‫منظمة العدالة وةعوقها صن تحق‬
‫طي صلى نحو يرسخ لسيادة القانون‪.‬‬

‫والحقيقة أن إص اء المحامي من المسؤولية الجنائيـة و قـا للنصـوص المفـار‬


‫إل ها أصاله لم يتقرر لمجرد كون محاميـا‪ ،‬كمـا أنـ لـم يتقـرر صلـى نحـو مطلـ دون‬
‫حدود‪.‬‬

‫‪ 1‬و ي هذا الصدد ينص البند ‪ 20‬من الم اد اسساسية الخاصة ءدور المحام ن التـي اصتمـدها مـؤتمر اسمـم‬
‫المتحدة الثامن لمن الجرةمة ومعاملة المجرم ن‪ ،‬المعقود ي ها انـا ـالل ال تـرة مـن ‪ 27‬أغسـطس إلـى ‪7‬‬
‫سبتمبر ‪ ،1990‬صلى أن ايتمت المحـامون االحصـانة المدنيـ ة والجنائيـة االنسـ ة للتصـرةحات التـي يـدلون‬
‫ءها ءنية حسنة‪ ،‬سواء كان ذلك ي م ار عاتهم الم تواة أو الف وةة أو لـدا مثـولهم أمـاا المحـاكم أو غ رهـا‬
‫من السلطات التن ذية أو اإلدارةة‪.‬ا‬
‫‪ 2‬دكتــور‪ /‬محمــود نج ــت حســني‪ ،‬المــوجز ــي شــر قــانون العقواــات – القســم الخــاص‪ ،‬ســاء اإلشــارة إليـ ‪،‬‬
‫ص‪.573‬‬
‫‪ 3‬دكتور‪ /‬تو صبد‪ ،‬الفاذلي‪ ،‬جرائم االصتداء صلى اسشخاص واسموال‪ ،‬ساء اإلشارة إلي ‪ ،‬ص‪.310‬‬
‫‪121‬‬ ‫ضمانات الحماية الجنائية لممارسة مهنة المحاماة‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫مــن ناحيــة أولــى‪ ،‬ال يســت د المحــامي مــن اإلص ــاء مــن المســؤولية الجنائيــة‬
‫والســت والـبالخ الكـاذب إال ـي نطــاق محـدد ومقـرر لحمايـة مهنــة‬ ‫صـن جـرائم القـذ‬
‫المحامــاة ولــيس لحمايت ـ اص ـ ت الفخصــية‪ .‬ولــذلك ال يســت د المحــامي مــن هــذا‬
‫اإلص ــاء إال إذا كــان ارتكااـ سا مــن هــذه الجـرائم امناسـ ة أو اســبت ممارســت حـ‬
‫الد ا المرت و امهنة المحاماة‪.‬‬

‫ومن ناحية ثانية‪ ،‬إص اء المحـامي مـن المسـؤولية الجنائيـة صـن هـذه الجـرائم‬
‫ي م ار عت الف وةة أو الم تواة وة ون موجهـا سحـد الخصـوا‬ ‫يقتصر صلى ما يبدي‬
‫ي الدصوا‪ .‬واالتالي ال مجال إلص ائـ مـن المسـؤولية الجنائيـة ـي حـال شـ لت أا‬
‫مــن هــذه الجـرائم اصتــداء صلــى مــن لــيس صــما ــي الــدصوا التــي يمــارس اصــددها‬
‫مهاا صمل المتصلة اح الد ا أماا القةاء‪.‬‬

‫وةعـــد صـــما ـــي الـــدصوا كـــل مـــن يعـــد مر ـــا ـــي الخصـــومة الناشــ ة صـــن‬
‫الدصوا‪ ،‬وةفمل ذلك المدصي والمـدصى صليـ والمـدصي اـالحقوق المدنيـة والمسـؤول‬
‫صنهــا‪ ،‬وةعــد ــي ح ــم الخصــم وكــالء أا مــن هـؤالء مــن المحــام ن أو ممــن يتولــون‬
‫الد ا صنهم حال جوام ذلـك‪ .1‬وةخـ ر جانـت مـن ال قـ صـن م هـوا الخصـم كـل مـن‬
‫أو‬ ‫ــارات القـــذ‬ ‫الفــاهد والخب ــر والحــارس القةــائي‪ ،‬اح ــث إذا وجــ المحــامي‬
‫الســـت إلـــى أا مـــن هــؤالء نــ ال يســـت د مـــن اإلص ـــاء مـــن المســـؤولية الجنائيـــة‬
‫ااصت ــار ه ـؤالء ليسـوا صــوما ــي الــدصوا‪ .2‬واالمقاءــل يــرا جانــت ة ــر مــن ال ق ـ‬
‫مالءمـة امتـداد اإلص ـاء مــن المسـؤولية إلـى مـا يفـ ل تجرةحـا ـي أقـوال الفــاهد أو‬
‫الخب ر‪ ،‬وذلك من منطلـ أن أقـوال الفـهود أو تقـارةر الخبـراء تسـاند دصـوا الخصـم‬
‫غ ــر‬ ‫ــي مواجهتهــا د اصــا ــي وج ـ الخصــم‪ ،‬وإال كنــا اصــدد تة ـ‬ ‫طي ــون الــد ا‬
‫مبرر مـن نطـاق حـ الـد ا امـا يمثلـ مـن صنصـر أساسـي ـي ضـمانات المحاكمـة‬

‫‪ 1‬دكتور‪ /‬محمود نج ت حسني‪ ،‬الموجز ي شر قانون العقواات الخاص‪ ،‬ساء اإلشارة إلي ‪ ،‬ص‪.574‬‬
‫‪ 2‬دكتور‪ /‬محمـود نج ـت حسـني‪ ،‬المـوجز ـي شـر قـانون العقواـات الخـاص‪ ،‬سـاء اإلشـارة إليـ ‪ ،‬ص‪575‬‬
‫دكتــورة‪ /‬ومةــة صبدالســتار‪ ،‬شــر قــانون العقواــات الخــاص‪ ،‬ســاء اإلشــارة إلي ـ ‪ ،‬ص‪ 247‬دكتــور‪ /‬تــو‬
‫صبد‪ ،‬الفاذلي‪ ،‬جرائم االصتداء صلى اسشخاص واسموال‪ ،‬ساء اإلشارة إلي ‪ ،‬ص‪.310‬‬
‫مجلة القانون واالقتصاد – العدد (الثالث والتسعون)‬ ‫‪122‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫العادلــة‪ .1،‬ومــن جانبنــا نــرا أن ك الــة حـ الــد ا احرةــة و اصليــة تســتلزا التعــرض‬
‫سقوال الفهود وتقارةر الخبراء وغ رهم ممـن يـدلون ءـرأا أو يقـدمون دلـ ال يم ـن أن‬
‫تعتمد صلي المح مة ي تكوةن صق دتها وال صل ي الدصوا‪ .‬وهو ما ي ـرض إص ـاء‬
‫المحامي من المسؤولية الجنائية صما يصدر منـ مـن أقـوال قـد تفـ ل قـذ ا أو سـ ا‪،‬‬
‫شــرةطة أن ينصــت ذلــك صلــى مةــمون الفــهادة أو التقرةــر أو غ رهمــا دون مســاس‬
‫افخص الفاهد أو الخب ر إال ي الحـدود التـي تتعلـ اأهل تـ للفـهادة أو مـا شـاا‬
‫ذلك‪.‬‬

‫و ــي جميـ اسحـوال يخــر صــن نطــاق الخصــوا ــي الــدصوا كــل مــن القةــاة‬
‫أصةاء ه ـة المح مـة ومـن يـد ل ـي تفـ ل المح مـة قانونـا وهـم أصةـاء النيااـة‬
‫رئيسـها‪ .2‬مـ مالحظـة مـا‬ ‫العامة والكت ة ومن يقوا اعمـل ـي الجلسـة تحـت إشـ ار‬
‫سب أن ء ناه من صدا جوام إقامة الدصوا الجنائية والح م ها و ار صلى المحـامي‬
‫من ذات المح مة التي وقعت صل ها أو ي جلستها أيا من هذه الجرائم‪.‬‬

‫ومـن ناحيـة ثالثـة‪ ،‬يتحــدد نطـاق اإلص ـاء مـن المســؤولية الجنائيـة صـن جـرائم‬
‫والســت والــبالخ الكــاذب امــا يســنده المحــامي سا مــن الخصــوا ــي الــدصوا‬ ‫القــذ‬
‫أثنــاء ممارســة ح ـ الــد ا ش ـ اهة أو كتااــة أمــاا القةــاء‪ .‬ـ ال يمتــد اإلص ــاء مــن‬
‫المسؤولية الجنائية إلى ما يسنده المحامي سحد الخصوا ـار سـاحات التقاضـي‪،3‬‬
‫كما لو ارتكت ال عل الم ون للجرةمة ـي مقـال صـح ي أو ءرنـامث تلي زةـوني أو مـن‬
‫الل المواق االلكترونية أو صبر وسائل التواصل االجتماصي صلى شـ ة المعلومـات‬

‫‪ 1‬دكتــور‪ /‬صمــر الســع د رمةــان‪ ،‬شــر قــانون العقواــات – القســم الخــاص‪ ،‬دار النهةــة العرايــة‪ ،‬القــاهرة‪،‬‬
‫‪ ،1986‬ص‪ 393‬دكتور‪ /‬أحمد تحي سرور‪ ،‬الوسيو ي قانون العقواات‪ ،‬المرج الساء ‪ ،‬ص‪.968‬‬
‫‪ 2‬دكتــور‪ /‬محمــود نج ــت حســني‪ ،‬المــوجز ــي شــر قــانون العقواــات – القســم الخــاص‪ ،‬ســاء اإلشــارة إليـ ‪،‬‬
‫س م الخـاص‪ ،‬سـاء اإلشـارة إليـ ‪،‬‬ ‫ص‪ 575‬دكتور‪ /‬أحمد تحي سرور‪ ،‬الوسيو ـي قـانون العقواـات – الق ـ‬
‫ص‪ 967‬دكتـــورة‪ /‬ومةـــة صبدالســـتار‪ ،‬شـــر قـــانون العقواـــات – القســـم الخـــاص‪ ،‬ســـاء اإلشـــارة إليـ ـ ‪،‬‬
‫ص‪ 247‬دكتــور‪ /‬تــو صبــد‪ ،‬الفــاذلي‪ ،‬ج ـرائم االصتــداء صلــى اسشــخاص واسم ـوال‪ ،‬ســاء اإلشــارة إلي ـ ‪،‬‬
‫ص‪.310‬‬
‫ن‬
‫‪ 3‬دكتور‪ /‬أحمد تحي سرور‪ ،‬الوسيو ي قانو العقواات – القسم الخاص‪ ،‬ساء اإلشارة إلي ‪ ،‬ص‪.969‬‬
‫‪123‬‬ ‫ضمانات الحماية الجنائية لممارسة مهنة المحاماة‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫الدولية أو تطبيقات أجهزة الهواتا الذكية‪.‬‬

‫غ ــر أن اإلص ــاء مــن المســؤولية يمتــد ليفــمل مــا يبدي ـ المحــامي اســتعماال‬
‫لح ـ الــد ا أمــاا قةــاء الح ــم وقةــاء التحق ـ ‪ .‬طيفــمل اإلص ــاء مــا يصــدر صــن‬
‫المحــامي مــن أق ـوال أو كتااــات أمــاا كا ــة أن ـوا المحــاكم والنيااــة العامــة وقاضــي‬
‫التحق ‪ .‬وقـد مـدت مح مـة الـنقل م هـوا حـ الـد ا إلـى مـا يبديـ المحـامي ـي‬
‫محاضر الفرمة الل مرحلة جم االستدالالت‪ .1‬كما مدت مح مة النقل ما يبديـ‬
‫ارات تتةمن قذ ا أو سـ ا أو ءالغـا كاذاـا ـي صرةةـة الـدصوا كونهـا‬ ‫الخصم من‬
‫مــن اسوراق التــي تعــرض صلــى المح مــة وتتةــمن صلــى نحــو مــا مل ــات الخصــوا‬
‫مـن هـذه‬ ‫وأوج د اصهم‪ ،‬شرةطة‪ ،‬مـن وجهـة نظـر الـ عل واحـ ‪ ،‬أن ي ـون الهـد‬
‫صــومة أمــاا القةــاء ولــيس مجــرد إيــالا الفــخص المعلنــة إلي ـ أو‬ ‫العرةةــة مــر‬
‫الن ل من كرامت واصت اره‪.2‬‬

‫ومن ناحية رااعة‪ ،‬نظ ار الرت اط اإلص اء من المسؤولية الجنائية للمحامي صـن‬
‫هذه الجرائم االمصلحة العامة المستندة لحـ الـد ا والمتمثلـة ـي الوصـول لحقيقـة‬
‫الن ـ از المطــرو صلــى المح مــة‪ ،‬نـ يتــيعن إلص ــاء المحــامي مــن هــذه المســؤولية‬
‫مــن مســتلزمات حـ الــد ا ‪ ،‬وهــي تعــد‬ ‫ــارات الســت أو القــذ‬ ‫الجنائيــة أن تكــون‬
‫كـذلك إن كانـت ضـرورةة لتأي ـد حـ الخصـم أو تـد يم أوجـ د اصـ ‪ .3‬والحـد اسدنــى‬
‫ي ذلك أن تكون ذات صلة اموضو الدصوا أو الخصـومة المنظـورة أمـاا المح مـة‬
‫أو الجــارا التحقيقــات افــأنها أمــاا جهــات التحق ـ ‪ .‬ونظ ـ ار لصــعواة وض ـ مويــار‬
‫محــدد لة ـ و مــدا اتصــال مــا يوجه ـ المحــامي مــن إهانــة للخصــوا اممارســة ح ـ‬
‫الــد ا ‪ ،‬يتــرك تقــديرها لقاضــي الموضــو ــي ضــوء مــدلول الو ــارات الصــادرة صــن‬

‫‪ 1‬نقل ‪ 6‬أكتوار ‪ ،1969‬مجموصة أح اا النقل‪ ،‬س ‪ ،20‬رقم ‪ ،197‬ص‪.1014‬‬


‫‪ 2‬أنظر‪ :‬دكتورة‪ /‬ومةة صبدالستار‪ ،‬شر قانون العقواات – القسم الخاص‪ ،‬ساء اإلشارة إلي ‪ ،‬ص‪.247‬‬
‫‪ 3‬دكتــور‪ /‬محمــود نج ــت حســني‪ ،‬المــوجز ــي شــر قــانون العقواــات – القســم الخــاص‪ ،‬ســاء اإلشــارة إليـ ‪،‬‬
‫ص‪.576‬‬
‫مجلة القانون واالقتصاد – العدد (الثالث والتسعون)‬ ‫‪124‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫المحامي وال رض المقصود منها‪.1‬‬

‫وتجــدر اإلشــارة إلــى أن مــؤدا إص ــاء المحــامي مــن المســؤولية الجنائيــة صــن‬
‫والسـت والــبالخ الكـاذب التــي تصـدر صنـ امناسـ ة أو اســبت ممارســت‬ ‫جـرائم القــذ‬
‫ح الد ا أماا المحاكم صلـى النحـو و ـي النطـاق المبـ ن أصـاله‪ ،‬صـدا جـوام تحرةـك‬
‫الدصوا الجنائية ءواسـطة المح مـة أو رئـيس الجلسـة‪ ،‬واطبيعـة الحـال إقامتهـا صلـى‬
‫المحامي والح م ها ورا‪ ،‬وما يستت ع ذلك من إحالة المحامي للنيااة العامة صلـى‬
‫ــي‬ ‫نحــو مــا هــو مت ـ افــأن ج ـرائم الجلســات غ ــر المتصــلة ااســتعمال حـ الــد ا‬
‫مواجهة الخصوا ي الـدصوا‪ .‬وهـذا اإلص ـاء مـن المسـؤولية الجنائيـة ال يحـول دون‬
‫أو ســت أو‬ ‫المســؤولية التأديبيــة أو المدنيــة للمحــامي صمــا يرتك ـ مــن ج ـرائم قــذ‬
‫ءـالخ كــاذب ــي حـ الخصــوا ــي الـدصوا‪ ،‬وذلــك إصمــاال لصــرة نــص المــادة ‪309‬‬
‫من قانون العقواات‪.‬‬

‫واناء صلـى ذلـ ك تملـك المح مـة إحالـة أمـر المحـامي إلـى نقااـة المحـام ن أو‬
‫النقااــة ال ر يـ ة المختصــة للنظــر طيمــا تــرا أن ـ تصــر أو ســلوك مخـ الا سصــول‬
‫ممارســة المهنــة وةســتوجت مــن وجهــة نظرهــا مســاءلت تأديبيــا صن ـ ‪ .‬و ــي جميــ‬
‫اسحوال‪ ،‬يجوم للمح مة و قا لنص المادة ‪ 105‬من قانون الم ار عات أن تـأمر امحـو‬
‫الو ـــارات الخارجـ ـ ة أو المخال ـــة للنظـــاا العـــاا أو اآلداب مـــن أيـــة ورقـــة مـــن أوراق‬
‫الم ار عات أو المذكرات‪ ،2‬وهو ما يؤكد اطرةقة غ ر م اشرة صلى إص اء المحـامي مـن‬
‫المسؤولية الجنائية صن هذه الو ارات ولو ش لت ي حد ذاتها واقعة مجرمـة قانونـا‪.‬‬
‫كمــا يجــوم لمــن لحق ـ ضــرر مــن الخصــوا نتيجــة التعــدا الل ظــي أو اإلهانــة التــي‬
‫ـي الـد ا ‪ ،‬أن يلجـأ للقةـاء‬ ‫تعرض لها من أحـد المحـام ن اسـتنادا السـتعمال حقـ‬
‫َّ‬
‫المــدني إلقامــة المســؤولية المدنيــة للمحــامي والمطال ــة ءتعــوةل الةــرر الــذا لحـ‬
‫ا ‪.‬‬

‫‪ 1‬دكتور‪ /‬تو صبد‪ ،‬الفاذلي‪ ،‬جرائم االصتداء صلى اسشخاص واسموال‪ ،‬ساء اإلشارة إلي ‪ ،‬ص‪.311‬‬
‫‪ 2‬تنص المادة ‪ 105‬من قانون الم ار عات صلى أن ا للمح مـة ولـو مـن تلقـاء ن سـها أن تـأمر امحـو الو ـارات‬
‫الخارجة أو المخال ة لآلداب أو النظاا العاا من أية ورقة من أوراق الم ار عات أو المذكرات‪.‬ا‬
‫‪125‬‬ ‫ضمانات الحماية الجنائية لممارسة مهنة المحاماة‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫وصلــى أيــة حــال‪ ،‬إذا كــان القــانون ي ــل للمحــامي حمايــة اصــة تم نـ مــن‬
‫ممارسة ح الد ا أماا القةاء صلى نحو منتث و عـال‪ ،‬نـ يتعـ ن صلـى المحـامي‬
‫االلت ـزاا اأصــول المهنــة وأدءيــات وأ القيــات ممارســتها‪ .‬ولــذلك ـ ن المــادة ‪ 69‬مــن‬
‫قانون المحاماة تلزا المحامي اعدا التعرض ل مـور الفخصـية للخصـم ءنصـها صلـى‬
‫أن ا صلى المحامي أن يمتن صـن ذكـر اسمـور الفخصـية التـي تسـع لخصـم موكلـ‬
‫أو اتهام اما يمس شر وكرامتـ ‪ ،‬مـا لـم تسـتلزا ذلـك ضـرورة الـد ا صـن مصـال‬
‫موكل ـ ‪.‬ا وكنــا نتمنــى لــو نــص المــادة ‪ 69‬مــن قــانون المحامــاة مــن هــذه الو ــارة‬
‫اس رة‪ ،‬لمـا كـان سـيمثل ذلـك مـن توجيـ معنـوا للمحـامي نحـو االلتـزاا اأ القيـات‬
‫وأدءيــات ممارســة مهنــة المحامــاة‪ ،‬اصــة أن ذلــك لــم ي ــن س ـ ؤثر اــأا حــال مــن‬
‫اسحوال صلـى إص ـاء المحـامي مـن المسـؤولية الجنائيـة المقـرر اموجـت المـادة ‪309‬‬
‫من قانون العقواات والمادة ‪ 47‬من قانون المحاماة‪.‬‬

‫الفرع الثاني‬
‫محاية احملامي من جرائم التعدي‬
‫أثناء ممارسته أعمال املهنة‬

‫تنص المـادة ‪ 54‬مـن قـانون المحامـاة صلـى أنـ ا يعاقـت كـل مـن تعـدا صلـى‬
‫محاا أو أهان ااإلشـارة أو القـول أو التهديـد أثنـاء قيامـ اأصمـال مهنتـ أو اسـببها‬
‫االعقواة المقررة لمن يرتكت هذه الجرةمة ضد أحد أصةاء ه ة المح مة‪.‬ا‬

‫واــالرجو إلــى قــانون العقواــات ااصت ــاره اسداة الرئيســية للتجــرةم والعقــاب ــي‬
‫الدولة يتب ن أن يعاقت كل مـن أهـان ااإلشـارة أو القـول أو التهديـد مح مـة قةـائية‬
‫أو إدارةة أو مجلس أو أحد أصةائ أثناء انعقاد الجلسة اـالح س مـدة ال تزةـد صلـى‬
‫سنة أو غرامة ال تتجاوم مسمائة جني ‪ ،‬وذلك و قا لما ورد ءنص المادة ‪ 133‬مـن‬
‫قانون العقواات‪.‬‬
‫وإصمــاال لــنص المــادة ‪ 54‬مــن قــانون المحامــاة المفــار إل هــا أصــاله‪ ،‬يســرا‬
‫مجلة القانون واالقتصاد – العدد (الثالث والتسعون)‬ ‫‪126‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫نص المادة ‪ 133‬من قانون العقواات إذا وق التعدا أو اإلهانـة‪ ،‬صلـى النحـو الـوارد‬
‫هــا‪ ،‬صلــى المحــامي أثنــاء قيام ـ اأصمــال مهنت ـ أو اســببها‪ ،‬اح ــث تكــون العقواــة‬
‫صندئــذ ذات العقواــة المقــررة حــال وقــو الجرةمــة صلــى ه ــة المح مــة أو صلــى أحــد‬
‫القةاة‪ .‬ومؤدا ذلـك أن المفـر أراد مسـاواة المحـامي اأصةـاء ه ـة المح مـة مـن‬
‫ح ث الحماية المقررة افأن تجـرةم التعـدا أو اإلهانـة التـي ترتكـت ضـده شـرةطة أن‬
‫يق االصتداء أثناء قيام اممارسة أصمال مهنت أو اسببها‪.1‬‬

‫ارات النصـوص التفـرةوية المفـار إل هـا أصـاله يسـت اد‬ ‫والحقيقة أن تحل ل‬
‫من إم انية ارتكاب الجرةمة ضـد المحـامي ـي صـور صديـدة‪ .‬قـد تقـ الجرةمـة ـي‬
‫صورة إهانة المحامي سواء ااإلشارة أو اـالقول‪ .‬وقـد تقـ الجرةمـة ـي صـورة تعـدا‬
‫صلى المحـامي‪ ،‬وهـو مـا يم ـن أن يتمثـل ـي تعـد ءـدني أو تعـد ل ظـي‪ ،‬وهـذا التعـدا‬
‫الل ظي يندر اطبيعة الحال تحت م هوا اإلهانة‪ .‬وقد تق الجرةمة ي صـورة تهديـد‬
‫االتعدا البدني صلى المحامي‪ ،‬وهو ما يعني أن هذا التعدا لم يقـ اال عـل وإنمـا قـد‬
‫المتهم ضد المحامي الحقا‪ .‬ونرا أن من المتصور وقو الجرةمـة ـي صـورة‬ ‫يرتك‬
‫تهديد ا هانة المحامي‪ ،‬وذلـك صنـدما يوجـ المـتهم إلـى المحـامي حـديثا يسـت اد منـ‬
‫إلحــاق اسذا ا ـ ل ظيــا ــي وقــت الح ـ إذا تحق ـ شــرط واقــف صل ـ المــتهم صلي ـ‬
‫ارتكاا الجرةمة‪.‬‬

‫وإذا كــان التعــدا يتخــذ صــورة التعــدا البــدني أو الل ظــي‪ ،‬ـ ن اإلهانــة ــي‬
‫ـي حـ المجنـي صليـ أو أيـة‬ ‫ارات ست أو قذ‬ ‫ال الت ما تكون ل ظية‪ ،‬كتوجي‬
‫ارات تتةمن مساسا افر المجني صلي وكرامتـ ولـو لـم تتمثـل ـي صـورة سـت‬
‫أو الســت الموج ـ للمجنــي صلي ـ ‪ ،‬نكــون‬ ‫أو قــذ ‪ .2‬ـ ذا تمثلــت اإلهانــة ــي القــذ‬
‫اصدد تعدد معنوا للجرائم تطب افأن أح اا هذا التعدد التي تقةي ءتوقيـ صقواـة‬

‫‪ 1‬نقـــل ‪ 27‬ديســـمبر ‪ ،1994‬مجموصـــة أح ـــاا الـــنقل‪ ،‬س ‪ ،45‬رقـــم ‪ ،196‬ص‪ 1247‬نقـــل ‪ 26‬مـــارس‬
‫‪ ،1910‬موسوصة جندا صبدالملك‪ ،4 ،‬ص‪ ،643‬أنظر‪ :‬دكتور‪ /‬أحمد تحـي سـرور‪ ،‬الوسـيو ـي قـانون‬
‫العقواات‪ ،‬ساء اإلشارة إلي ‪ ،‬ص‪.441‬‬
‫‪ ،2‬ص‪.625‬‬ ‫‪ 2‬نقل ‪ 30‬يناير ‪ ،1930‬أنظر موسوصة جندا صبدالملك‪،‬‬
‫‪127‬‬ ‫ضمانات الحماية الجنائية لممارسة مهنة المحاماة‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ـارات سـت أو قـذ ‪،‬‬ ‫الجرةمة اسشد‪ ،‬وإذا لم تصـل اإلهانـة إلـ ى حـد انطوائهـا صلـى‬
‫لــن ي ــون أمــاا القاضــي ســوا توقيـ العقواــة المنصــوص صل هــا ــي المــادة ‪2/133‬‬
‫من قانون العقواات‪ .‬وقد تتمثل اإلهانة ـي توجيـ إشـارة إلـى المحـامي تع ـس حطـا‬
‫وةتصـور مـن وجهـة نظرنـا وقـو اإلهانـة‬
‫من كرامت أو اصت ـاره أو دشـا لمعنوةاتـ ‪ُ .‬‬
‫ي صورة تعدا ءدني صلى المجني صلي كما لو ضرب المـتهم المحـامي صلـى اق ـاها‬
‫أثناء ممارست أصمال مهنتـ ‪ .‬وصندئـذ س تجسـد وصـا الجرةمـة ـي إهانـة المحـامي‬
‫والتعدا صلي ءدنيا اارتكاب ال عل المفار إلي ‪.‬‬

‫وصلى أية حال‪ ،‬ن م هوا اإلهانة يفمل التعدا الل ظي اطبيعـة الحـال‪ ،‬وقـد‬
‫ــارات الســت أو‬ ‫يفــمل التعــدا البــدني ــي اعــل اسح ـوال‪ ،‬وقــد يتمثــل ــي توجيـ‬
‫ـارات ال تصـل إلـى حـد السـت أو القـذ ‪ .‬ولـذلك ـ ن‬ ‫إلـى المجنـي صليـ أو‬ ‫القذ‬
‫م هــوا اإلهانــة ذو مــاا نســبي وةتــرك تحديــدها ــي هــذه ال رضــية اس ــرة لتقــدير‬
‫ومالاسـات الواقعـة وت عـا لنـو الوفي ـة أو المهنـة‬ ‫قاضي الموضو ي ضوء فرو‬
‫التــي يمارســها المجنــي صليـ ‪ .1‬ومــن اسمثلــة القةــائية صلــى جرةمــة إهانــة المح مــة‬
‫ارات اإلهانة صورة الست أو القذ ‪ ،‬قـول المـتهم صقـت صـدور‬ ‫التي ال تتخذ ها‬
‫الح ــم صلي ـ اــأن اهــذا فلــما‪ ،‬أو قــول شــخص صقــت ســارت دص ـواه المدنيــة ايحيـ ا‬
‫العدلا‪ ،‬لما تحمل هذه الو ارة اس رة من معنى الته م والسخرةة‪.2‬‬

‫وةرا جانت من ال ق أن نطـاق الحمايـة المقـررة للمحـامي اموجـت النصـوص‬


‫التفـــرةوية المفـــار إل هـــا أصـــاله يمتـــد ليفـــمل جميـ ـ الحـــاالت التـــي يمـــارس هـــا‬
‫المحـامي صمــال مـن أصمــال مهنتـ ‪ ،‬سـواء كــان ذلـك أثنــاء تواجـده االجلســة أو دا ــل‬
‫المح مــة أو لــدا أيــة جهــة أ ــرا أو ــي م ت ـ مالمــا أنـ وقــت التعــدا صليـ كــان‬
‫ـارات نـص المـادة ‪ 54‬مـن‬ ‫يمارس مهاا مهنت كمحاا‪ ،‬وسندهم ي ذلـك صموميـة‬

‫‪ 1‬دكتور‪ /‬أحمد تحي سرور‪ ،‬الوسيو ي قانون العقواات‪ ،‬ساء اإلشارة إلي ‪ ،‬ص‪.439‬‬
‫‪ 2‬نقـــل ‪ 21‬برايـــر ‪ ،1929‬موســـوصة جنـــدا صبـــدالملك‪ ،4 ،‬ص‪ 627‬نقـــل ‪ 2‬مـــايو ‪ ،1929‬موســـوصة‬
‫جندا صبدالملك‪ ،4 ،‬ص‪ 628‬أنظر ي ذلك‪ :‬دكتور‪ /‬أحمد تحي سرور‪ ،‬الوسيو ـي قـانون العقواـات‪،‬‬
‫ساء اإلشارة إلي ‪ ،‬ص‪ 440‬وهامفها‪.‬‬
‫مجلة القانون واالقتصاد – العدد (الثالث والتسعون)‬ ‫‪128‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫قــانون المحامــاة التــي تســتوجت إصمــال نــص المــادة ‪ 2/133‬مــن قــانون العقواــات‬
‫مالما وق التعـدا أو اإلهانـة صلـى المحـامي أثنـاء أو اسـبت قيامـ اأصمـال مهنتـ ‪،‬‬
‫ي تحديد هذه اسصمال هو قانون المحاماة‪.1‬‬ ‫ح ث المرج‬

‫الم َّ‬
‫عـدل‬ ‫كذلك م نص المادة ‪ 198‬مـن الدسـتور ُ‬ ‫ونرا أن هذا االتجاه يتوا‬
‫اراتهـا أن الةـمانات والحمايـة المقـررة‬ ‫الصادر صاا ‪ 2014‬والتي تقـرر ـي إحـدا‬
‫واالستدالل‪ .‬غ ـر أن‬ ‫للمحام ن أماا المحاكم تسرا صل هم أيةا أماا جهات التحق‬
‫رو النصوص التفرةوية المختل ة السارةة حاليا ال يتم إصمالها من الناحية العمليـة‬
‫أنواصهـا‪.‬‬ ‫إال صندما ي ون المحامي قائمـا اأصمـال مهنتـ أمـاا المحـاكم صلـى ا ـتال‬
‫ولــذلك ننــا نــرا أن ـ مــن المالئــم إصــادة صــياغة النصــوص التفــرةوية ذات الصــلة‬
‫اممارســة مهنــة المحامــاة صلــى نحــو ي ــل اف ـ ل قــام تمت ـ المحــامي االةــمانات‬
‫والحماية الالممة أثناء أو اسبت ممارست مهنة المحاماة ا ا ـة أصمالهـا‪ ،‬اصـة مـا‬
‫يتعل منهـا احـ الـد ا ‪ ،‬أمـاا كا ـة الجهـات واله ـات القةـائية وسـلطات التحق ـ‬
‫وغ رها‪.‬‬ ‫الجنائي واالستدالل‪ ،‬ةال صن الجهات اإلدارةة وم اتت التوث‬

‫كمــا أن امتــداد هــذه الحمايــة الموضــو ية ضــد ج ـرائم التعــدا واإلهانــة التــي‬
‫ترتكـ ت أثنــاء تواجــد المحــامي ــي م ت ـ يحتــا ءــدوره تــد ال تفــرةويا يةـ و نطــاق‬
‫وحــدود التجــرةم والعقــاب‪ ،‬وةرســم نموذجــا تفــرةويا منةـ طا وواضــحا للجرةمــة يقطـ‬
‫ـــي م ت ـ ـ و قـــا لمعـــاي ر‬ ‫اســـرةانها صلـــى المحـــامي أثنـ ـ اء ممارســـة أصمـــال مهنتـ ـ‬
‫وصناصر محددة‪.‬‬

‫‪ 1‬محمود سعد صبدالمج د‪ ،‬المرج الساء ‪ ،‬ص‪.116‬‬


‫‪129‬‬ ‫ضمانات الحماية الجنائية لممارسة مهنة المحاماة‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫اخلامتة والتوصيات‬

‫ي اسنظمـة اإلجرائيـة الحديثـة أن ك الـة حـ الـد ا يمثـل‬ ‫من المستقر صلي‬


‫أحـــد العناصـــر اسساســـية للمحاكمـــة العادلـــة أو المنصــ ة‪ .‬وأن ممارســـة هـــذا الحــ‬
‫واقويــا صلــى نحــو عــال ال يتــأتى إال ءتــو ر ضــمانات جنائيــة‪ ،‬إجرائيــة وموضــو ية‪،‬‬
‫لمهنــة المحامــاة تك ــل حمايتهــا وتمنحهــا صوص ـ تها كمهنــة مفــاركة للقةــاء ــي‬
‫العدالة‪ .‬وتتمحور هذه الحماية وتلك الةمانات حـول صناصـر ممارسـة مهنـة‬ ‫تحق‬
‫المحامــــاة وهــــي المحــــامي وم تــــت المحامــــاة والعالقــــات المهنيــــة ءــ ـ ن المحــــام ن‬
‫ومــوكل هم‪ .‬وهــذه الحمايــة ليســت مــن قب ــل الحمايــة الفخصــية للمحــامي وإنمــا هــي‬
‫حماية مهنية تـنع س إيجااـا صلـى حسـن سـ ر منظومـة العدالـة وتسـهم ا اصليـة ـي‬
‫كفا الحقائ وال صل ي المنامصات صلى نحو يرسـخ م هـوا سـيادة القـانون‪ .‬و ـي‬
‫مقاءل هذه الحماية يتع ن صلى المحـامي االلتـزاا اأصـول المهنـة وأدءيـات وأ القيـات‬
‫ممارستها‪ ،‬وأن يتجنـت كـل سـلوك يسـع لفـر مهنـة المحامـاة وم ادئهـا وتقال ـدها‪،‬‬
‫وةح د اممارستها صـن ال ايـات المسـتهد ة منهـا وهـي ااسسـاس الـد ا صـن مصـال‬
‫المتقاضـ ن أمــاا القةــاء‪ .‬وةلــزا صلــى وجـ الخصــوص أال يح ــد المحــامي ءتصــر ات‬
‫صما ي رض االحتراا الواجت للقةاة ولكا ة أصةاء اله ات القةـائية ـي إمـار مـن‬
‫المهنيــة لكــي تســود حالــة مــن التقــدير المت ــادل ء نهمــا تصــت ــي مصــلحة العدالــة‬
‫القةاء‪.‬‬ ‫والس ر المنة و لمر‬

‫وقد تةمنت تفرةعات متنوصة العديـد مـن مظـاهر الحمايـة الجنائيـة لممارسـة‬
‫مهنة المحاماة وما يتصل ءها من أسرار الد ا ‪ .‬حظرت حظـ ار مطلقـا ت تـيش م تـت‬
‫المحاماة ح نما يتمثل ال رض من الت تيش ي انتهـاك هـذه اسسـرار ـي مسـتودصها‪.‬‬
‫ونظ ار سن حظر ت تيش م تت المحاماة ال يمثل حصانة اصة لفـخص المحـامي أو‬
‫م ت ‪ ،‬كون هذا الحظر ال يرت و امحل الت تـيش ـي ذاتـ وإنمـا يتصـل اال ايـة منـ ‪،‬‬
‫قد أجام القانون إجراء الت تيش ح ن يتجاوم م تت المحاماة دوره المنوط اـ لمحـل‬
‫لم اشـرة اسصمــال التــي تســتلزمها أصــول مهنــة المحامــاة‪ .‬ومـ ذلــك ي تنــا التفــرة‬
‫مجلة القانون واالقتصاد – العدد (الثالث والتسعون)‬ ‫‪130‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫نقــص يث ــر إش ـ اليات صمليــة افــأن الةــمانات التــي يتع ـ ن مراصاتهــا افــأن ت تــيش‬
‫من الجدل حول تحديد الطبيعة القانونيـة‬ ‫م تت المحاماة‪ .‬ومرد هذه اإلش اليات ين‬
‫لم تت المحاماة ااصت اره محال لممارسـة المهنـة‪ .‬واصـر النظـر صـن اآلراء ال قهيـة‬
‫المتنوصة ي هذا الصـدد‪ ،‬نهـا لـن تكـون ملزمـة للقةـاء دون سـند مـن القـانون أو‬
‫أسـاس مـن التفـرة ‪ .‬ونظـ ار سن مجـال الحمايـة القانونيـة التــي يم ـن اسـ اغها صلــى‬
‫م اتــت المحامــاة يتوقــف صلــى مبيعتهــا القانونيــة‪ ،‬كــان مــن المالئــم تــد ل المفــر‬
‫ءنصـــوص واضـــحة تحســـم الجـــدل وتر ـ ـ الخـــال ‪ ،‬وتك ـــل حمايـــة اصـــة لم اتـــت‬
‫المحاماة ااصت ارها أماكن لممارسة المهنة وما يتصل ءها من أسرار الد ا ‪.‬‬

‫ومن مظاهر الحماية الجنائية الواضـحة لمهنـة المحامـاة تلـك المقـررة لحمايـة‬
‫سرةة و صوصية المستندات واسوراق والمراسالت المت ادلـة ءـ ن المحـامي وموكليـ ‪،‬‬
‫ي الد ا صـن مصـالحهم والسـعي إلـى تم ـنهم مـن‬ ‫والالممة لقياا المحامي ءواج‬
‫اقتةــاء حقــوقهم‪ ،‬أو تخليصــهم مــن ثقــل االتهامــات الجنائيــة الموجهــة إل ـ هم‪ .‬وم ـ‬
‫ذلك يظل التد ل التفرةعي ضرورةا لحسم اإلش اليات القانونيـة التـي يم ـن أن تلقـي‬
‫اظاللهــا صلــى التطب ــ العملــي ــي هــذا الخصــوص‪ .‬ومــن ذلــك مــد نطــاق حمايــة‬
‫المســـتندات واسوراق الخاصـــة اـــأداء المحـــامي دوره ـــي الـــد ا صـــن المـــتهم ضـــد‬
‫إجـراءات الةـ و أيــا كــان الم ــان الــذا توجــد طيـ مالمــا كانــت ــي حيــامة المحــامي‪،‬‬
‫وذلك من منطل أن حرمتها نااعة من ذاتها وليس من الم ان المتواجـدة طيـ ‪ .‬ومـن‬
‫ذلك أيةا تقن ن مـا أجمـ صليـ ال قـ مـن مـد الحمايـة المقـررة للمراسـالت الم تواـة‬
‫إلى المحادثات الهاتةية المت ادلة ء ن المحامي وموكلـ وغ رهـا مـن المحادثـات التـي‬
‫تجـــرا ء نهمـــا صبـــر وســـائل التواصـــل الحديثـــة‪ ،‬مالمـــا كـــان مةـــمونها يتمثـــل ـــي‬
‫ــي الــد ا صـــن‬ ‫معلومــات تخــص القةــية التــي يمــارس المحـــامي افــأنها مهمتــ‬
‫المــتهم‪ .‬ومــن ذلــك أيةــا مــا يتصــل ءلقــاءات المــتهم ومحامي ـ التــي تـ تم ــي إمــار‬
‫ممارسة مهنـة المحامـاة‪ ،‬اح ـث يتعـ ن ك الـة صوصـ تها وسـرةتها أيـا كـان الم ـان‬
‫الــذا تجــرا طيـ ‪ ،‬ولــيس قــو أمــاكن الحـ س أو االحتجــام‪ .‬مــن اسهميــة ام ــان أن‬
‫يفـــعر المـــتهم ااالمم نـــان ـــالل لقائـ ـ امحاميـ ـ وإسـ ـراره لـ ـ ام نـــون ن سـ ـ وإال‬
‫‪131‬‬ ‫ضمانات الحماية الجنائية لممارسة مهنة المحاماة‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫النعدمت كل قيمة إلقرار ح المتهم ي االستعانة امحاا‪ .‬وننوه ي هـذا الصـدد إلـى‬
‫أن هذه الحماية ال تمن اأا حال من اسحوال قياا مسؤولية المحامي الجنائيـة حـال‬
‫روج ـ صــن مهام ـ المهنيــة المتمثلــة ــي الــد ا صــن المــتهم‪ ،‬كنقــل تكلي ــات مــن‬
‫المتهم إلى ة رةن‪.‬‬

‫وصلــى جانــت ة ــر‪ ،‬تقــوا صالقــة المحــامي اموكل ـ صلــى أســاس الثقــة التــي‬
‫يول هــا هــذا اس ــر طــيمن يختــاره أم نــا صلــى مصــالح صمومــا وصلــى أســرار د اص ـ‬
‫الموكــل إلــى اإل ةــاء‬ ‫الجنــائي صلــى وج ـ الخصــوص‪ .‬وهــذه الثقــة هـ ي التــي تــد‬
‫ــي الــدصوا أو غ رهــا مــن اسصمــال التــي‬ ‫اأس ـراره لمحامي ـ ا يــة تحق ـ مصــالح‬
‫تندر تحت مهنة المحاماة‪ .‬ولذلك كان التزاا المحامي االمحا ظة صلى أسـرار موكلـ‬
‫مــن قب ــل الواجــت اس القــي والمهنــي‪ ،‬ومحققــا مصــلحة اجتما يــة هامــة تتمثــل ــي‬
‫نفر الطمأن نة ءـ ن المتقاضـ ن ـالل سـ ر إجـراءات التقاضـي‪ .‬ولـذلك ـ ن نصوصـا‬
‫تفــرةوية صديــدة تلــزا المحــامي االمحا ظــة صلــى أس ـرار المهنــة مــن ناحيــة وتقــرر‬
‫إص اءه من أداء الفهادة افأنها أماا القةاء من ناحية أ را‪ ،‬إال إذا ملـت صـاحت‬
‫الســـر إ فـــاءه تحقيقـــا لمصـــلحت ‪ .‬وتك ـــل هـــذه النصـــوص ءـــذلك ر ـ ـ الحـــر صـــن‬
‫المحـــامي وإمالـــة التنـــاقل الـــذا كـــان مـــن المم ـــن أن ي ـــرض ن ســ صلـــى الواقــ‬
‫العملي ء ن التزامـ االمحا ظـة صلـى أسـرار المهنـة واـ ن التزامـ كـأا شـخص ة ـر‬
‫اأداء الفـهادة‪ .‬و ةـال صـن مخام ـة الةـم ر المهنـي والحـث صلـى هـذا االلتـزاا مـن‬
‫منطل ـ الفــر واسمانــة وأ القيــات المهنــة‪ ،‬قــد حــرص المفــر صلــى ــرض ج ـزاء‬
‫جنائي لمخال ة االلتزاا االمحا ظة صلى أسرار المهنة‪.‬‬

‫ـي ذلـك لمـا يخةـ‬ ‫وطيما يخص اإلءالخ صـن الجـرائم‪ ،‬ـ ن المحـامي يخةـ‬
‫ل ـ اآل ــرون مــن واجــت اإلءــالخ أو ج ـوامه مالمــا أن اتصــال صلم ـ ءوقــو الجرةمــة‬
‫منقط الصلة اممارسة أصمال مهنة المحاماة‪ .‬وصلى هذا اسساس‪ ،‬ن يتعـ ن صلـى‬
‫ارت ِكبـت أو جرةمـة‬
‫المحامي اإلءالخ صما ي ون قد وصل من معلومـات افـأن جرةمـة ُ‬
‫مقصــود ارتكاءهــا حــ ن ي ــون هــذا اإلءــالخ وجوايــا‪ ،‬دون أن ُينســت إليــ أا اتهــاا‬
‫مجلة القانون واالقتصاد – العدد (الثالث والتسعون)‬ ‫‪132‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ا فــاء أس ـرار المهنــة‪ .‬وةمتن ـ المحــامي صــن اإلءــالخ احترامــا سس ـرار المهنــة قــو‬
‫مـن إ ـاره ءواقعـة ارتكـاب الجنايـة أو الجنحـة متمـثال ـي توليـ‬ ‫صندما ي ون الهد‬
‫مهمة الد ا صن المتهم ن أماا القةاء‪.‬‬

‫ومــن مظــاهر الحمايــة الجنائيــة اإلجرائيــة لمهنــة المحامــاة‪ ،‬ومراصــاة سهميــة‬


‫ممارسة ح الـد ا احرةـة وممأن نـة أمـاا المحـاكم‪ ،‬مـا ي لـ القـانون مـن اسـتثناء‬
‫المحــامي مــن الخةــو لةجـراءات المت عــة افــأن اإل ــالل ءنظــاا الجلســة أو ارتكــاب‬
‫جرةمة أثناء انعقادها‪ .‬ال يجوم لرئيس الجلسة إصـدار أوامـره اـ ار المحـامي مـن‬
‫ـي هــذا‬ ‫الجلسـة‪ ،‬كمـا ال يجـوم للمح مـة الح ـم صليـ االعقواـة المقـررة حـال تماديـ‬
‫اإل الل‪ .‬كما يمتنـ صلـى المح مـة‪ ،‬سـواء كانـت جنائيـة أو غ ـر جنائيـة‪ ،‬إذا ارتكـت‬
‫المحـامي جنحــة أو مخال ــة أثنــاء تواجــده ـي الجلســة سداء أصمــال مهنتـ ‪ ،‬أن تقــيم‬
‫ـو ار الـدصوا الجنائيــة أو تصـدر هـا ح مــا‪ .‬وتقتصـر سـلطة المح مــة صلـى تحرةــك‬
‫الدصوا الجنائية وإحالـة المحةـر الـذا حررتـ إلـى النيااـة العامـة لم اشـرة التحق ـ‬
‫م المحامي المتهم واتخاذ شؤونها و قـا للقـانون‪ ،‬وإ طـار نقااـة المحـام ن ال ر يـة‬
‫المختصــة‪ .‬وةتعــ ن صلــى النيااــة العامــة ح ن ــذ إ طــار نقااــة المحــام ن أو النقااــة‬
‫ال ر ية المختصة قبـل م اشـرة إجـراءات التحق ـ مـ المحـامي امـدة معقولـة تسـم‬
‫صح ة المحامي المـتهم‪ .‬ـ ذا‬ ‫حةور التحق‬ ‫احةور نق ت المحام ن أو من ين‬
‫ـالل وقـت معقـول‪ ،‬نـ يجـوم‬ ‫لم يحةـر نق ـت المحـام ن أو لـم يحةـر مـن ين ـ‬
‫م المحامي المتهم و ار‪.‬‬ ‫للنيااة العامة ءدء إجراءات التحق‬

‫ونرا أن إصمال صحي القـانون‪ ،‬و قـا للنصـوص التفـرةوية السـارةة وإصمـاال‬
‫لمبـدأ سـيادة القـانون‪ ،‬ولـيس مـن منظـور مـ ا يم ـن أن ي ـون صليـ التطب ـ العملـي‬
‫المخالا لصحي القانون‪ ،‬ي رض است ادة المحامي من الحماية المقررة لـ اسـتثناء‬
‫هــا الرتكااـ جرةمــة‬ ‫مــن اإلجـراءات ال ورةــة إلقامــة الــدصوا الجنائيــة والح ــم صليـ‬
‫المرتك ــة جنحــة تعــدا‬
‫ــي الجلســة‪ ،‬ولــو كانــت الجرةمــة ُ‬ ‫أثنــاء قيامـ اأصمــال مهنتـ‬
‫صلــى ه ــة المح مــة أو صلــى أحــد قةــاتها أو صلــى أحــد العــامل ن ءهــا‪ .‬وةحقـ ذلــك‬
‫‪133‬‬ ‫ضمانات الحماية الجنائية لممارسة مهنة المحاماة‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫ي الجلسة ضد احتمـال تعسـا‬ ‫ضمانة جوهرةة للمحامي أثناء قيام اأصمال مهنت‬
‫المرتك ة‪ ،‬ومن تقرةر أنهـا تفـ ل‬
‫المح مة لما تملك قانونا من سلطة تك يف الواقعة ُ‬
‫تعديا صلى ه تها أو أحد قةاتها‪ ،‬ثم منحهـا سـلطة إقامـة الـدصوا الجنائيـة والح ـم‬
‫ـي‬ ‫ها‪ .‬وتجدر اإلشارة إلى أن الحماية المقررة للمحامي أثناء م اشـرة مهـاا صملـ‬
‫جلســات المحــاكم ال تعنــي إص ــاءه مــن المســؤولية الجنائيــة أو التأديبيــة صمــا يرتك ـ‬
‫من جرائم جنائية أو مخال ات تأديبية أثناء انعقاد أا من هـذه الجلسـات‪ ،‬واسـتحقاق‬
‫العقاب المقرر قانونا سا منها‪.‬‬

‫وةثور ي هذا الصدد تساؤال ليس اأقل تعق دا من سااق ‪ ،‬يتعلـ امـدا جـوام‬
‫إصدار رئيس الجلسة أمـ ار اـالق ل صلـى المحـامي المـتهم اارتكـاب جرةمـة‪ ،‬أيـا كـان‬
‫هـا‪ ،‬أثنـاء تواجـده ـي الجلسـة وإحالتـ إلـى النيااـة‬ ‫وص ها أو ص ة المجنـي صليـ‬
‫العامــة مقبوضــا صليـ ‪ .‬والحقيقــة أن مــؤدا كا ــة النصــوص التفــرةوية ذات الصــلة‪،‬‬
‫ــي الجلســة‬ ‫تحظــر القـ ل صلــى المحــامي أثنــاء أو اســبت ممارســت أصمــال مهنتـ‬
‫الرتكااـ جرةمــة أثنــاء انعقادهــا‪ ،‬ولــو كانــت هــذه الجرةمــة تفـ ل جنحــة إهانــة ه ــة‬
‫المح مة أو أحد قةاتها أو أحـد العـامل ن االمح مـ ة‪ .‬ونعتقـد أن الـرأا الـذا انته نـا‬
‫إلي يت ـ صقـال ومنطقـا مـ صـحي القـانون اع ـدا صـن الهـوا والتعسـا‪ .‬ـ ذا كـان‬
‫صحي القـانون و قـا لهـذه النصـوص ال يلبـي أو يتوا ـ مـ متطل ـات ـرض احتـراا‬
‫ه ة القةاء‪ ،‬ن الوس لة المفروصة لت ادا ذلك تتمثل ي تعـديل التفـرة ‪ ،‬ولـيس‬
‫ــرض ســلطة اسمــر الواق ـ ‪ ،‬احترامــا لمبــدأ ســيادة القــانون‪ .‬و ةــال صــن ذلــك‪ ،‬ـ ن‬
‫الق ل صلى المحامي أو الح م صلي م اشرة أماا موكلي وممالئ والجمهـور‪ ،‬أثنـاء‬
‫ــي الــد ا صــن المتهمــ ن أو رصايــة‬ ‫تواجــده ــي الجلســة لممارســة أصمــال مهنتــ‬
‫مصــال موكلي ـ ‪ ،‬ينــال مــن كرامــة مهنــة المحامــاة وةص ـ ت المحـ امي شخصــيا اــألم‬
‫ن سي قد ي سد التعاون المت ادل الذا يتع ن أن يسود ء ن القةـاة والمحـام ن دا ـل‬
‫قاصات المحاكم‪.‬‬

‫الم َّ‬
‫عـدل الصـادر صـاا ‪2014‬‬ ‫ن نص المادة ‪ 198‬من الدستور ُ‬ ‫وم ذلك كل‬
‫مجلة القانون واالقتصاد – العدد (الثالث والتسعون)‬ ‫‪134‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫قد نسا ما تةمنت النصـوص التفـرةوية العديـدة مـن ضـمانة ـي هـذا الخصـوص‪،‬‬
‫ح ث حظرت هذه المادة الق ل صلى المحـامي أثنـاء م اشـرت حـ الـد ا ااسـتثناء‬
‫حالــة التل ـ س االجرةمــة‪ .‬وم ــاد هــذا الــنص وام هــوا المخال ــة أنـ يجــوم ــي حالـ ة‬
‫التلــ س االجرةمـــة القـ ـ ل صلـــى المحـــامي إذا ارتكـــت جرةمـــة أثنـــاء م اشـــرت حـ ـ‬
‫الد ا ‪ ،‬وهو الح الذا ي اشره المحامي اص ة أساسية ي جلسات المحاكم‪.‬‬

‫وإلى جانت ضمانات الحماية الجنائية اإلجرائية لممارسة مهنة المحاماة‪ ،‬ـ ن‬
‫القـانون ك ــل ضــمانات جنائيـة موضــو ية تســهم ءــدورها ـي حمايــة المحــام ن أثنــاء‬
‫ــي الــد ا أمــاا القةــاء احرةــة و عاليــة‬ ‫ممارســة أصمــال مهنــتهم وتك ــل لهــم الحـ‬
‫ـي م ار عـاتهم مـن‬ ‫وامأمن مـ ن المالحقـة أو تحمـل المسـؤولية الجنائيـة صمـا يبدونـ‬
‫صـــومهم‪.‬‬ ‫ـــارات قـــد تتةـــمن قـــذ ا أو سـ ـ ا أو ءالغـ ـ ا كاذاـ ـ ا ـــي حـ ـ‬ ‫أل ـــاظ أو‬
‫والحقيقة أن إص اء المحامي من المسـؤولية الجنائيـة حـال اسـتعمال حـ الـد ا لـم‬
‫يتقرر لمجرد كون محاميا‪ ،‬ح ث تقتصر االست ادة مـن هـذا اإلص ـاء صلـى مـا يرتك ـ‬
‫المحامي من هذه الجرائم امناس ة أو اسبت ممارست حـ الـد ا كونـ أهـم مظـاهر‬
‫ممارســة مهنــة المحامــاة‪ .‬ونــرا أن ك الــة حـ الــد ا احرةــة و اصليــة تســتوجت مــد‬
‫نطــاق اإلص ــاء إلــى مــا يســتلزم حــ الــد ا مــن تعــرض سقــوال الفــهود وتقــارةر‬
‫الخبـراء وغ ـرهم ممـن يـدلون ءـرأا أو يقـدمون دلـ ال يم ـن أن تعتمـد صليـ المح مــة‬
‫ــي تكــوةن صق ــدتها وال صــل ــي الــدصوا‪ ،‬شــرةطة أن ينصــت ذلــك صلــى مةــمون‬
‫الفــهادة أو التقرةــر دون مســاس أو تجــرة افــخص الفــاهد أو الخب ــر غ ـــر ذا‬
‫صــلة االموضــو ‪ .‬ومــن ناحيــة أ ــرا ســاوا المفــر ء ـ ن المحــامي وأصةــاء ه ــة‬
‫المح مة من ح ث الحماية المقررة افأن تجرةم التعدا أو اإلهانة التي ترتكـت ضـده‬
‫شرةطة أن يق االصتداء أثناء قيام اممارسة أصمال مهنت أو اسببها‪.‬‬

‫وصلى الـرغم مـن مظـاهر الحمايـة الجنائيـة وضـماناتها المقـرر اموجـت العديـد‬
‫مـــن التفـــرةعات‪ ،‬سـ ـواء ـــي ذلـــك قـــانون اإلجـ ـراءات الجنائيـــة أو قـــانون الم ار عـــات‬
‫المدنية والتجارةـة أو قـانون المحامـاة‪ ،‬ـ ن ِقـدا هـذه التفـرةعات مـن ح ـث صـدورها‬
‫‪135‬‬ ‫ضمانات الحماية الجنائية لممارسة مهنة المحاماة‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫من ناحية‪ ،‬وتطور أسال ت الحيـاة دا ـل المجتمـ صمومـا و ـي إمـار ممارسـة العمـل‬
‫القةــائي صوصــا‪ ،‬كفـ ت جميعهــا صــن أهميــة تــد ل المفــر لحســم الجــدل افــأن‬
‫مجال إصمال صدد من الةمانات من ناحية‪ ،‬ولسد ال راخ التفرةعي افأن أ را‪.‬‬

‫نب ن ي السطور القادمة واس رة من هـذه الدراسـة التحل ليـة النقديـة‬ ‫وسو‬
‫للتفـــرةعات المصـــرةة ذات الصـــلة مـــا يم ـــن أن يمثـــل توصـــيات نـــرا مـــن المالئـــم‬
‫مراصاتها من أجل تو ر حماية أو ر لممارسة مهنة المحاماة‪.‬‬

‫عـدل الصـادر صـاا ‪ 2014‬لةـ و‬ ‫الم َّ‬


‫‪ -1‬تعديل نص المادة ‪ 198‬من الدسـتور ُ‬
‫صـ ياغتها صلــى نحــو ال يخــل االةــمانات المقــررة اموجــت التفــرةعات الســارةة افــأن‬
‫حمايـــة المحـــامي مـــن القـ ـ ل صليـ ـ أثنـــاء قيامـ ـ اأصمـــال مهنتـ ـ أو اســـببها ـــي‬
‫الجلسة‪.‬‬

‫‪ -2‬تعديل النصوص التفرةوية صلى نحو ي ـل ت ع ـل نـص المـادة ‪ 198‬مـن‬


‫عدل الصادر صاا ‪ 2014‬الذا يقـرر سـرةان الةـمانات والحمايـة المقـررة‬ ‫الم َّ‬
‫الدستور ُ‬
‫قانونـــا لممارســـة حـ ـ الـــد ا أمـــاا جهـــات التحق ـ ـ واالســـتدالل ولـــيس قـــو أمـــاا‬
‫المحاكم‪.‬‬

‫‪ -3‬نرا مالءمة تـد ل المفـر ءـنص صـرة ي ـل حمايـة اصـة وضـمانات‬


‫أو ر لم تـت المحامـاة ـي مواجهـة إجـراء الت تـيش ااصت ـاره مسـتود أسـرار الـد ا ‪،‬‬
‫ية ي صلـى م تـت المحامـاة مبيعـة قانونيـة اصـة اح ـث ال يجـوم ت تيفـها لمجـرد‬
‫جوام ت تيش صاحبها أو حائزها‪.‬‬

‫‪ -4‬نـــرا التـــد ل ءـــنص تفـــرةعي تلتـــزا اموج ـ ـ ســـلطة التحق ـ ـ االءتـــدائي‬


‫ا صدار إذن قةائي اص ءت تيش م تت المحامي المـتهم اارتكـاب جنايـة أو جنحـة‬
‫إذا كان لهذا اإلجراء ائدة ي كفا الحقيقة‪ ،‬اح ث ال يجرا الت تـيش لمجـرد وجـود‬
‫إذن ءت تيش مس ن ‪.‬‬

‫‪ -5‬مــن المالئــم أن يتــد ل المفــر لمــن م تــت المحامــاة ضــمانات أو ــى‪،‬‬


‫مجلة القانون واالقتصاد – العدد (الثالث والتسعون)‬ ‫‪136‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫قياســا صلــى ضــمانات ت تــيش المنــامل‪ ،‬ح نمــا يتطلــت كفــا الحقيقــة افــأن جرةمــة‬
‫افأنها ت تيش م تت المحـامي‪ ،‬صنـدما ي ـون هـذا اس ـر غ ـر مـتهم‬ ‫جارا التحق‬
‫اارتكاب هذه الجرةمة أو غ ر صالم اارتكاءها‪.‬‬

‫ـارة‬ ‫‪ -6‬نرا مالءمة تعديل نص المادة ‪ 65‬مـن قـانون المحامـاة ااسـتبدال‬


‫اصــاحت الفــأنا او ــارة امــن أءل هــا إلي ـ ا‪ ،‬ح ــث ي ــل هــذا التعــديل الت ـزاا المحــامي‬
‫االمحا ظة صلـى أسـرار موكلـ المهنيـة واالمتنـا صـن الفـهادة افـأنها‪ ،‬إال إذا ملـت‬
‫من صـاحت الفـأن قـو أداء الفـهادة‪ ،‬ولـيس اطلـت ممـن أءل ـ ءهـا و قـا لصـياغة‬
‫االمعلومات شخصا ة ر غ ـر مـن تتصـل المعلومـة‬ ‫النص الحالية‪ ،‬إذا كان من أءل‬
‫اأسراره‪.‬‬

‫‪ -7‬نــرا كــذلك أن الصــياغة الل وةــة الحاليــة للمــادة ‪ 65‬مــن قــانون المحامــاة‬
‫تــوحي اــأن امتنــا المحــامي صــن أداء الفــهادة افــأن أســرار المهنــة يســتلزا مل ــا‬
‫صرةحا من صاحت السر‪ ،‬ومـؤدا ذلـك وام هـوا المخال ـة إنـ يجـوم للمحـامي أداء‬
‫الفهادة صن اسسـرار المهنيـة مالمـا لـم يطلـت منـ صـاحت السـر صـدا أدائهـا‪ .‬ومـ‬
‫قناصتنا اـأن اسصـل هـو امتنـا المحـامي صـن أداء الفـهادة افـأن أسـرار المهنـة إال‬
‫إذا ملت من صاحت السر أداء الفهادة صنها تحقيقا لمصالح ‪ ،‬ننـا نقتـر حسـما‬
‫للجـــدل أن تكـــون صـــياغة نـــص المـــادة ‪ 65‬مـــن قـــانون المحامـــاة كالتـــالي ا صلـــى‬
‫المحامي أن يمتن صن أداء الفـهادة صـن الوقـائ أو المعلومـات التـي صلـم ءهـا صـن‬
‫مرة مهنت إال إذا ملت من صاحت الفأن أداء الفهادة صنها‪... ،‬ا‬

‫‪ -8‬نرا مالءمـة تفـديد صقواـة إ فـاء اسسـرار المنصـوص صل هـا ـي المـادة‬


‫‪ 310‬مـــن قـــانون العقواـــات امـــا يحقـ ـ تناســـت العقواـــة مـ ـ الجرةمـــة مـــن ح ـــث‬
‫الجســامة‪ .‬ذلــك التناســت الــذا ا تــل ــي وقتنــا الحاضــر نظ ـ ار لســهولة ارتكــاب هــذه‬
‫الجرةمة اسبت وسائل التقنية الحديثة التي تسهل كفا اسسرار ونفرها صلـى نطـاق‬
‫واس من الل وسائل التواصـل الحديثـة صلـى شـ ة المعلومـات الدوليـة والتطبيقـات‬
‫الحديثة صلى أجهزة الهواتا الذكية‪.‬‬
‫‪137‬‬ ‫ضمانات الحماية الجنائية لممارسة مهنة المحاماة‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫‪ -9‬نـــرا أن مـــا يـــذهت إليـ ـ الـ ـ عل مـــن مـــد نطـــاق الحمايـــة الموضـــو ية‬
‫للمحــامي ضــد جـرائم التعــدا واإلهانــة التــي ترتكــت أثنــاء تواجــده ــي م ت ـ ‪ ،‬يحتــا‬
‫تـــد ال تفـــرةويا يةـ ـ و نطـــاق وحـــدود التجـــرةم والعقـــاب‪ ،‬وةرســـم نموذجـــا تفـــرةويا‬
‫منةــ طا وواضــحا للجرةمــة يقطــ اســرةانها صلــى المحــامي أثنــاء ممارســة أصمــال‬
‫يمت ‪.‬‬ ‫مهنت‬

‫‪ -10‬مـن الةــرورا تعــديل قيمــة ال رامــة المنصــوص صل هــا ــي المــادة ‪243‬‬
‫من قانون اإلجراءات الجنائية لكي تماثل قيمتهـا المنصـوص صل هـا ـي المـادة ‪104‬‬
‫مــن قــانون الم ار عــات المدنيــة والتجارةــة كونهمــا ينط قــان صلــى ذات الســلوك‪ ،‬وذلــك‬
‫تجن ا لفبهة صدا الدسـتورةة‪ ،‬سن النصـ ن ءوضـعهما الحـالي يترتـت صلـى إصمالهمـا‬
‫إ الل االمراكز القانونية المتساوةة ء ن المح وا صل هم‪.‬‬
‫مجلة القانون واالقتصاد – العدد (الثالث والتسعون)‬ ‫‪138‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫قائمة املراجع‬

‫دكتور‪ /‬أحمد صوض ءالل‪ ،‬اإلجراءات الجنائية المقارنة والنظاا اإلجرائي ي المملكـة‬
‫العراية السعودية‪ ،‬دار النهةة العراية‪ ،‬القاهرة‪.1990 ،‬‬

‫دكتور‪ /‬أحمد تحي سرور‪ ،‬الوسيو ي قـانون اإلجـراءات الجنائيـة – الكتـاب اسول‪،‬‬
‫دار النهةة العراية‪ ،‬القاهرة‪.2016 ،‬‬

‫دكتــور‪ /‬أحمــد تحــي ســرور‪ ،‬الوســيو ــي قـ انون العقواــات – القســم الخــاص‪ ،‬دار‬
‫النهةة العراية‪ ،‬القاهرة‪.2013 ،‬‬

‫دكتــور‪ /‬أحمــد كامــل ســالم ‪ ،‬الحمايــة الجنائيــة سســرار المهنــة‪ ،‬رســالة دكتــوراه –‬
‫جامعة القاهرة‪.1988 ،‬‬

‫دكتور‪ /‬أسام صبد‪ ،‬قايد‪ ،‬المسؤولية الجنائية للطب ت صن إ فاء سـر المهنـة‪ ،‬دار‬
‫النهةة العراية‪ ،‬القاهرة‪.1989 ،‬‬

‫دكتور‪ /‬جالل ثروت‪ ،‬نظم اإلجراءات الجنائية‪ ،‬ءدون دار نفر‪.1997 ،‬‬

‫دكتــور‪ /‬حســن صــادق المرصــ اوا‪ ،‬أصــول اإلجــراءات الجنائيــة‪ ،‬منفــأة المعــار ‪،‬‬
‫اإلس ندرةة‪.1996 ،‬‬

‫دكتـــور‪ /‬رمســـيس ءهنـــاا‪ ،‬اإلجـ ـراءات الجنائيـــة تأصـ ـ ال وتحلـ ـ ال‪ ،‬منفـــأة المعـــار ‪،‬‬
‫اإلس ندرةة‪.1984 ،‬‬

‫مهدا‪ ،‬شـر القواصـد العامـة لةجـراءات الجنائيـة‪ ،‬دار النهةـة‬ ‫دكتور‪ /‬صبد الرءو‬
‫العراية‪ ،‬القاهرة‪.2015 ،‬‬

‫دكتـــور‪ /‬صبـــدالمهيمن ا ـــر‪ ،‬إجـ ـراءات اسدلـــة الجنائيـــة – الجـــزء اسول – الت تـــيش‪،‬‬
‫الط عة اسولى‪ ،‬ءدون دار نفر‪.1997 ،‬‬

‫دكتور صلى حس ن نج دة‪ ،‬التزامات الطب ت ـي العمـل الطبـي‪ ،‬دار النهةـ ة العرايـة‪،‬‬
‫‪139‬‬ ‫ضمانات الحماية الجنائية لممارسة مهنة المحاماة‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫القاهرة‪.1992 ،‬‬

‫دكتور‪ /‬صماد محمد راي ‪ ،‬حجية الفهادة ي االث ات الجنـائي – دراسـة مقارنـة‪ ،‬دار‬
‫الثقا ة‪ ،‬صمان‪.1999 ،‬‬

‫دكتور‪ /‬صمر السع د رمةان‪ ،‬م اد قـانون اإلجـراءات الجنائيـة – الجـزء اسول‪ ،‬دار‬
‫النهةة العراية‪ ،‬القاهرة‪.1993 ،‬‬

‫دكتور‪ /‬صمر السع د رمةان‪ ،‬شر قـانون العقواـات – القسـم الخـاص‪ ،‬دار النهةـة‬
‫العراية‪ ،‬القاهرة‪.1986 ،‬‬

‫دكتــور‪ /‬صمــر محمــد ســالم‪ ،‬الــوج ز ــي شــر قــانون اإلج ـراءات الجنائيــة – الجــزء‬
‫اسول‪ ،‬دار النهةة العراية‪ ،‬القاهرة‪.2013 ،‬‬

‫دكتور‪ /‬صوض محمد صوض‪ ،‬الم اد العامة ي قـانون اإلجـراءات الجنائيـة‪ ،‬منفـأة‬
‫المعار ‪ ،‬اإلس ندرةة‪.2011 ،‬‬

‫دكتــور‪ /‬صــوض محمــد صــوض‪ ،‬الت تــيش ــي ضــوء أح ــاا الــنقل – دراســة مقارنــة‪،‬‬
‫دار الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلس ندرةة‪.2011 ،‬‬

‫دكتـــور‪ /‬تـــو صبـــد‪ ،‬الفـــاذلي‪ ،‬جـ ـرائم االصتـــداء صلـــى اسشـــخاص واسمـ ـوال‪ ،‬دار‬
‫المطبوصات الجاموية‪ ،‬اإلس ندرةة‪.2002 ،‬‬

‫دكتــور‪ /‬تــو صبــد‪ ،‬الفــاذلي‪ ،‬المســؤولية الجنائيــة للمهن ــ ن صــن إ فــاء أســرار‬
‫المهنة‪ ،‬احث مقدا إلى مؤتمر مسؤولية المهن ن‪ ،‬كلية القانون ‪ -‬جامعـة الفـارقة‪،‬‬
‫ال ترة من ‪ 5 – 3‬أءرةل ‪.2004‬‬

‫دكتورة‪ /‬ومةة صبدالستار‪ ،‬شـر قـانون اإلجـراءات الجنائيـة و قـا سحـدث التعـديالت‪،‬‬
‫دار النهةة العراية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الط عة الثانية‪.2010 ،‬‬

‫دكتورة‪ /‬ومةة صبدالستار‪ ،‬شـر قـانون العقواـات – القسـم الخـاص‪ ،‬جـرائم االصتـداء‬
‫صلى اسشخاص‪ ،‬دار النهةة العراية‪ ،‬القاهرة‪.1982 ،‬‬
‫مجلة القانون واالقتصاد – العدد (الثالث والتسعون)‬ ‫‪140‬‬
‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬

‫دكتــور‪ /‬مــأمون محمــد ســالم ‪ ،‬اإلج ـراءات الجنائيــة ــي التفــرة المصــرا – الجــزء‬
‫اسول‪ ،‬دار النهةة العراية‪ ،‬القاهرة‪.1997 ،‬‬

‫دكتــــور‪ /‬محمــــد مكــــي أءــــو صــــامر‪ ،‬اإلجــ ـراءات الجنائيــــة‪ ،‬دار الجامعــــة الجديــــدة‪،‬‬
‫اإلس ندرةة‪.2014 ،‬‬

‫دكتــور‪ /‬محمــد مكــي أءــو صــامر‪ ،‬الحمايــة الجنائيــة للحرةــة الفخصــية‪ ،‬دار الجامعــة‬
‫الجديدة‪ ،‬اإلس ندرةة‪.2011 ،‬‬

‫دكتــور‪ /‬محمــد صبــد الظــاهر حس ـ ن‪ ،‬العالقــة القانونيــة ء ـ ن المحــامي والعم ــل‪ ،‬دار‬
‫النهةة العراية‪ ،‬القاهرة‪.2006 ،‬‬

‫محمود سعد صبدالمج ـد‪ ،‬ضـوااو وأح ـاا ممارسـة مهنـة المحامـاة‪ ،‬الم تـت الجـامعي‬
‫الحديث‪ ،‬اإلس ندرةة‪.2009 ،‬‬

‫دكتــور‪ /‬محمــود محمــود مصــط ى‪ ،‬شــر قــانون اإلج ـراءات الجنائيــة‪ ،‬دار النهةــة‬
‫العراية‪ ،‬القاهرة‪.1988 ،‬‬

‫دكتور‪ /‬محمود نج ت حسني‪ ،‬شر قانون اإلج ارءات الجنائية‪ ،‬دار النهةة العرايـة‪،‬‬
‫القاهرة‪.1998 ،‬‬

‫دكتور‪ /‬محمود نج ت حسني‪ ،‬شر قانون العقواـات – القسـم الخـاص‪ ،‬دار النهةـة‬
‫العراية‪ ،‬القاهرة‪.1986 ،‬‬

‫دكتــور‪ /‬مصـــط ى أحمــد صبـــدالجواد حجـــاما‪ ،‬التــزاا المحـــامي االح ــاظ صلـــى أســرار‬
‫العم ل‪ ،‬دار النهةة العراية‪ ،‬القاهرة‪.2005 ،‬‬

You might also like