The Good Book

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 3

‫ليس دفاعا عن ‪ 9‬طويل‬

‫اجلرمية ادلواعي والتداعيات‪ ،‬من مه ومن اين جاءوا؟ (‪)1‬‬

‫• يف جتيل خميف للمشهد السوداين انترشت عصاابت ما عرف ب ‪ 9‬طويل اليت هددت حياة الناس يف الاحياء‬
‫وروعت المنني‪ ،‬ويه أحد أنواع اجلرمية املنظمة ورمبا املرعية واملطورة سواء اكن من حيث املامرسات او من حيث‬
‫التنظمي بل اهنا اكتسبت أمناط مس توردة من اخلارج اذ ان بالدان مل تشهد ذكل من قبل‪ ،‬رمبا يكون ذكل نظرا للهجرات‬
‫غري النظامية اليت اجتاحت السودان يف العرشون عام الخرية‪.‬‬
‫• خملاطبة هذه القضية هناك افرتاضني؛ الول هو ان هؤالء الصبية همام اكنت الظروف فهم من أبناء الوطن اذلين ضاقت‬
‫هبم س بل احلياة‪ ،‬وجىن علهيم اجملمتع والبيئة احمليطة هبم‪ ،‬فهو الافرتاض اذلي يقوم عليه هذا املقال‪ ،‬واما الافرتاض‬
‫الثاين يقول ان هؤالء الصبية عباره عن هماجرين غري رشعيني من دول اجلوار من غرب افريقيا وغريها‪ ،‬فهو افرتاض‬
‫استبعده هذا املقال‪.‬‬
‫• وكام هو معلوم فان أي ظاهرة سواء اجامتعية او س ياس ية او ثقافية او فكرية ال ميكن التعامل معها دون الوقوف عىل‬
‫طبيعهتا واس باهبا دوافعها وتكييفها‪ .‬وقد كشفت امحلل المنية اليت شنهتا قوات الرشطة والقوات الخرى ادلمعة لها‬
‫عن معق الازمة‪ ،‬ولكن يف تقديري ان ما توصلت الهيم الرشطة يف جهوهما عىل منطقيت العزبة واجلغب (‪ 26‬امبدة) ما‬
‫هو اال مقة جبل اجلليد‪ ،‬حيث ال ميكن القبض ابلاكمل عىل أي عصابة همام اكنت حمدودية قدراهتا‪ ،‬فذكل امر ابلغ‬
‫الصعوبة؛ علية نقدر اذا مت القبض عىل ‪ 200‬من العنارص الاجرامية التابعة لـ ‪ 9‬طويل فهذا يعين معليا ان اذلين مل‬
‫تطلهم يد الرشطة بتقديرات حنو ‪ 400‬فرد جمرم‪ ،‬وحنو ‪ 500‬فرد متعاون مع ‪ 9‬طويل‪ ،‬وحنو ‪ 1500‬اىل ‪ 5000‬فرد‬
‫قابل للتحول ‪ 9‬طويل وذكل خلطورة وتاكثف الس باب الاكمنة وراء هذه الظاهرة‪.‬‬
‫• ففي حال حص التقدير أعاله فنحن ابزاء ازمة معقدة تس توجب ادلراسة والتحليل ووضع التدابري ملواهجهتا الس امي ان‬
‫ادلوافع وراء هذا السلوك الاجرايم اذلي تفىش أخريا مرتبط اىل حد كبري ابلتدهور الاقتصادي يف معاش الناس‪،‬‬
‫وتدهور البيئة احمليطة هبذه اجملمتعات والفاقد الرتبوي والارسي بسبب احلروب‪ ،‬واهنيار التعلمي وخمرجاته‪.‬‬
‫تعرف الذى‬ ‫• يقول املهمتني شأن اجلرمية ان لك مولود يودل عىل الفطرة؛ (يُودل اال ُ‬
‫نسان وهو عىل الفطرة ا ّلسلمية اليت ال ُ‬
‫سليب من‬
‫يتعرض بعض الشخاص لتأث ٍري ّ‬ ‫أو االجرام‪ ،‬وتُسامه البيئة احمليطة به يف تشكيل خشصيته والتأثري فيه‪ ،‬وقد ّ‬
‫ِقبل البيئة احمليطة هبم‪ ،‬مما جيعلهم ينحرفون حنو فعل السلوكيات غري اجليدة‪ ،‬وارتاكب املامرسات غري املقبوةل ابلنّس بة‬
‫سوي‪ ،‬مما يقودمه اىل اجلرامئ)‪.‬‬
‫نسان ٍّ‬
‫ال ٍ‬
‫• واجلرمية؛ من منظور السلوك االجرايم عرفها عامل الاجامتع واجلرمية الشهري ادوين سذرالند )‪(Edwin Sutherland‬‬
‫بأهنا " السلوك اذلي ينهتك القانون اجلنايئ‪ ،‬وان أي فعل ال يعد جرمية ما مل حيظره القانون اجلنايئ بغض النظر عن‬
‫درجة الفسوق أو اللوم (الرفض) أو الفاحشة اليت ينطوي علهيا الفعل املعني‪)1( .‬‬
‫• والس يد ادوين سذرالند هو صاحب نظريّة الاختالط التفاضيل (‪ )Differential Association Theory‬اليت‬
‫السلوك االجرايم ال يُع ُّد سلواكً يتناقل ابلوراثة‪ ،‬وليس سلواكً ُخلُق ّي ًا أو نفس ي ًا كذكل‪ ،‬بل هو سلوكٌ ُمكتَسب‬
‫تقول بأ ّن ّ‬
‫حيث يدور حمور هذه النّظرية حول أ ّن الفارق بني‬ ‫سلوك أخر من خالل البيئة احمليطة واملؤثرة فيه‪ُ ،‬‬ ‫يتعلّمه الفرد ك ّي ٍ‬
‫بشلك أسايس عىل نوعية جممتعه‪ ،‬والفراد اذلين ُحييطون به وخيتلط هبم‪.‬‬ ‫ممارسات الفراد يرتكز ٍ‬
‫رشعي هنى هللا عن فعهل اما حبدّ أو تعزير‪ ،‬واحملظور هو‬ ‫• يف الرشيعة الاسالمية عرفها املاوردي بقوهل (بأهنا حمظور ّ‬
‫مع ُل أم ٍر هنى هللا عنه‪ ،‬أو عدم معل أم ٍر أَ َم َر به)‪)2( .‬‬
‫ضعف الوازع ادلّ يين‪:‬‬ ‫• اما عن دوافع اجلرمية؛ يُعزى ارتاكب الفراد للجرمية اىل كث ٍري من الس باب‪ ،‬مهنا‪ )1( :‬انعدام أو ُ‬
‫قوّي يمتثّهل الفراد؛ (‪ )2‬ضعف الوازع الخاليق‪ :‬يُعدّ‬
‫حيث تُعدّ القوانني ادلّ ينية واحملظورات اليت ُُت ّرم اجلرامئ رادع ًا ّ ً‬
‫ُ‬
‫جيب أن تُامرس مجيع املؤسسات الرتبوية دورها يف‬ ‫الوازع الخاليق ركن ًا هم ّم ًا من أراكن االصالح الاجامتعي‪ ،‬وذلكل ُ‬
‫حيث يتأثّر االنسان مبن حوهل‬‫غرس القمي والخالق دلى البناء ملنع انتشار السلوكيات االجرامية‪ )3( .‬البيئة الفاسدة‪ُ :‬‬
‫الش باب ابرتاكب‬ ‫الكثري من ّ‬
‫حيث يقوم ُ‬‫الصعبة‪ُ :‬‬ ‫الظروف الاقتصادية ّ‬ ‫سو ًاء أاكنوا صاحلني أم فاسدين؛ (‪ )4‬البطاةل و ّ‬
‫اجلرامئ لتحصيل الموال بأسلوب غري مرشوع نظراً حلاجهتم؛ (‪ )5‬تعاطي املُس ِكرات واملُخدّ رات وتداول صور االجرام‬
‫حيث ا ّن ‪ %70‬من جرامئ القتل تعو ُد لتعاطي الفرد للمخدرات حبسب دراسة قامت هبا امجلع ّية التونس ّية‬ ‫واالرهاب‪ُ :‬‬
‫لعلوم االجرام؛ وكذكل أشارت كذكل دراس ٌة أمريكية نُرشت يف دوريّة السلوك والعداةل االجرامية اىل أ ّن ‪ %93‬من‬
‫املُجرمني قد ّمروا بسوابق ادمان عىل اخملدرات والكحول‪)2( .‬‬
‫• كام س بق فان املقبوض علهيم مل هيبطوا من الفضاء ومل يأتوا من كوكب اخر فهم من صلب هذا اجملمتع اذلي ختلت فيه‬
‫احلكومات واجملمتع عن واجباته يف تسوير هؤالء الافراد ابلخالق‪ ،‬وحاميهتم ابلتعلمي‪ ،‬وهتذيهبم ابلسلوك القوي‪ ،‬وتربهيم‬
‫ابدلين‪ ،‬وتسلحهيم ابحملبة‪ ،‬واستيعاهبم ابالنفاق‪ ،‬واس امتلهتم ابلرفق‪.‬‬
‫• كذكل الحظت يف الونة الخرية الافراط يف العنف جتاه هؤالء الافراد الضحاّي اذلين مل يكن الاخنراط يف اجلرمية‬
‫خيارمه‪ ،‬بل رمبا غالبيهتم وجدوا أنفسهم بال خيارات يف امة منقسمة عىل نفسها س ياس يا‪ ،‬ومتشظية اجامتعية‪ ،‬وال‬
‫مبالية اقتصادية‪ ،‬امة يغرق ساس هتا وعسكرهيا يف الوهام والرساب وبالدمه تنرسب من بني أيدهيم رمبا اىل الابد‪،‬‬
‫امة ميوت الفقري ابجلوع والاغنياء ين ِقطون أمواهلم احلرام فوق رؤوس القوانت‪ ،‬واهنم وجد أنفسهم فعال بال خيارات‬
‫موضوعية‪.‬‬
‫• ما يه الطرق املمكنة ملواهجة هذه الازمة؛ نلتقي يف احللقة الثانية‪ ،‬ورمبا ترتكون تعليقا جادا عىل هذه الصفحة ادانه‬

‫مستشار صاحل موىس عيس‬


‫ّيجنون مجهورية اُتاد ميامنار‬
‫‪2022/5/18‬‬
‫املراجع‬
‫(‪ )1‬تعريف اجلرمية (‪)concept of crime in criminology‬‬
‫(‪ )2‬موقع (‪)https://mawdoo3.com‬‬

You might also like