الوظائف التنفيذية

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 48

‫اإلسهام النسبي للوظائف التنفيذية يف التنبؤ ببعض‬

‫املتغريات النفسية لدى الراشدين‬


‫(*)‬
‫هناء أحمد محمد شويخ‬
‫الملخص‪:‬‬
‫هدف الدراسة‪ :‬سعت الدراسة إلى توضيح اإلسهام النسبي للوظائف التنفيذية المتمثلة‬
‫في‪ :‬التخطيط‪ ،‬والذاكرة العاملة‪ ،‬والكف‪ ،‬والتحول‪ ،‬والضبط االنفعالي‪ ،‬والمراقبة الذاتية‪،‬‬
‫والمبادأة‪ ،‬ومراقبة المهام‪ ،‬وتنظيم األشياء في التنبؤ بعض المتغيرات النفسية (القلق‪ ،‬االكتئاب‪،‬‬
‫حب الحياة‪ ،‬الرغبة في الحياة) لدى عينة من الراشدين‪ .‬كما تحاول الوقوف على داللة التباينات‬
‫في هذه الوظائف طبقًا لكل النوع‪ ،‬والتعليم‪ .‬المنهج واإلج ارءات‪ :‬قد اشتملت أدوات الدراسة‬
‫على‪ :‬استمارة البيانات األولية‪ ،‬وبطارية التقدير السلوكي للوظائف التنفيذية للكبار ‪(BRIEF-‬‬
‫)‪ ،A) (Roth, Isquith, & Gioia, 2005‬ومقياس القلق لسبيلبرجر‪ ،‬وبطارية "بك" ‪Beck‬‬
‫لالكتئاب‪ ،‬ومقياس حب الحياة لـ أحمد عبد الخالق‪ ،‬ومقياس الرغبة في الحياة‪ .‬وقد تكونت‬
‫ذكر و(‪ )296‬أنثى‪ ،‬ويتراوح المدى العمري‬ ‫العينة من (‪ )456‬مشارًكا ومشاركة‪ ،‬منهم (‪ً )160‬ا‬
‫للعينة الكلية ما بين ‪ 50-18‬سنة‪ ،‬بمتوسط ‪ 21.33‬سنة‪ ،‬وانحراف معياري ‪ .3.46‬وتم إدخال‬
‫البيانات وتحليلها بواسطة البرنامج اإلحصائي ‪( SPSS‬نسخة ‪ .)22‬واالستعانة باألساليب‬
‫اإلحصائية‪ :‬معامل االرتباط "بيرسون"‪ ،‬واختبار (ت)‪ ،‬وتحليل التباين أحادي االتجاه‪ ،‬وبتحليل‬
‫االنحدار‪ .‬النتائج‪ )1( :‬و ِج َد تالزم بين خلل الوظائف التنفيذية وبعض المتغيرات النفسية‪ ،‬حيث‬
‫وسلبيا مع حب الحياة والرغبة في الحياة‪)2( .‬‬ ‫ً‬ ‫إيجابيا مع القلق واالكتئاب‪،‬‬
‫ً‬ ‫جاء هذا التزامن‬
‫حبا للحياة من‬‫جاءت اإلناث أكثر اختالال في الوظائف التنفيذية‪ ،‬وأكثر قلقًا‪ ،‬واكتئابا‪ ،‬وأقل ً‬
‫الذكور‪ )3( .‬وجد تأثير دال لمستوى التعليم في معظم متغيرات الوظائف التنفيذية‪ ،‬وبعض‬
‫المتغيرات النفسية (القلق‪ ،‬االكتئاب)‪ )4( .‬جاءت كل من المبادأة‪ ،‬ومراقبة المهام‪ ،‬وتنظيم‬
‫األشياء‪ ،‬وكذلك الدرجة الكلية للوظائف التنفيذية من المنبئات القوية باالكتئاب‪ .‬أما الذاكرة‬
‫العاملة‪ ،‬والمراقبة الذاتية فإنهما يتنبأن فقط باإلدارة في الحياة لدى الراشدين‪ ،‬بينما جاءت جميع‬
‫أبعاد الوظائف التنفيذية غير منبئة بكل من القلق‪ ،‬وحب الحياة لدى الراشدين‪.‬‬
‫الكلمات المفتاحية الوظائف التنفيذية‪ ،‬بعض المتغيرات النفس ـ ـ ـ ــية‪ ،‬القلق‪ ،‬االكتئاب‪،‬‬
‫حب الحياة‪ ،‬الرغبة في الحياة‪.‬‬

‫(*) أستاذ علم النفس اإلكلينيكي‪ -‬قسم علم النفس‪ -‬كلية اآلداب‪ -‬جامعة الفيوم للمرسالت ‪:‬‬
‫‪E-mail: has11@fayoum.edu.eg‬‬
‫اإلسهام النسبي للوظائف التنفيذية في التنبؤ ببعض المتغيرات النفسية لدى الراشدين‬

The Relative Contribution of Executive Functions to


Predicting Some Psychological Variables in Adults

Hanaa Ahmed Mohamed Shuwaikh )*(


Abstract:
Objective: This study aims to clarify the relative contribution of
executive functions represented in: Planning, Working memory,
Inhibition, Shift, Emotional Control, Self-Monitor, Initiate, Task-
Monitor, Organizations of Materials in some psychological variables
(anxiety, depression, love of life, will to exist-live and survive) among
adult sample. Also tried to examine the significance of differences in
those executive functions and some psychological variables according
to gender and education.
Methods: In order to verify the hypotheses of study, a battery of
questionnaires including the demographic questionnaire, Behavioral
Rating Inventory of Executive Functions - Adult Version, Spielberger
Trait Anxiety Inventory, Beck Depression Inventory, love of life scale
and Will to exist-live and survive (WTELS) scale. After fulfilling the
psychometric requirements of the battery, the data were collected from
a sample (n=456) adults, including (160) males and (296) females, there
ages ranged from 18-50 years, with a mean of 21.33 (SD =3.46). Data
were entered and analyzed by the SPSS statistical program (version 22).
And using statistical Tests: Pearson correlation coefficient, t-test, one-
way analysis of variance, and regression analysis. Results: (1) A
correlation was found between executive dysfunction and some
psychological variables, as this coincided positively with anxiety and
depression, and negatively with love of life and will to exist-live and
survive. (2) Females reported more executive dysfunction, more
anxiety, depression, and less love of life than males. (3) There was a
significant effect of the level of education in most variables of executive
functions, and some psychological variables (anxiety, depression). (4)
Initiate, Task- Monitor, Organizations of Materials as well as the total
degree of executive functions were strong predictors of depression, and
Working memory and Self- Monitor only predicted will to exist-live
and survive in life in adults, while all dimensions of executive functions
were not predictive of both anxiety, the love of life for adults.
Keywords: Executive Functions, some psychological variables,
anxiety, depression, love of life, will to exist-live and survive

)*(Professor - Clinical Psychology, Department of Psychology – Fayoum University.

-248-
‫دراسات نفسية (‪ ،32‬ع‪ 2‬أبريل ‪ 2022‬ص ‪)294- 247‬‬

‫مقدمة الدراسة‪:‬‬
‫( ‪)1‬‬
‫هدفت الدراسة الراهنة إلى توضيح اإلسهام النسبي للوظائف التنفيذية‬
‫المتمثلة في‪ :‬التخطيط(‪ ،)2‬والذاكرة العاملة(‪ ،)3‬والكف(‪ ،)4‬والتحول(‪ ،)5‬والضبط‬
‫االنفعالي(‪ ،)6‬والمراقبة الذاتية(‪ ،)7‬والمبادأة(‪ ،)8‬ومراقبة المهام(‪ ،)9‬وتنظيم‬
‫األشياء(‪ ،)10‬في التنبؤ ببعض المتغيرات النفسية (القلق‪ ،‬االكتئاب‪ ،‬حب الحياة‪،‬‬
‫الرغبة في الحياة) لدى عينة من الراشدين‪ .‬كما تحاول الوقوف على داللة التباينات‬
‫في هذه المتغيرات طبقًا لكل من النوع‪ ،‬التعليم‪.‬‬
‫نالت الوظائف التنفيذية في العقود األخيرة من القرن العشرين تقدي ار كامال‬
‫نتيجة لتأثيرها في العمليات المعرفية العليا للدماغ التي يديرها الفص الجبهي‪ ،‬مما‬
‫أصبح محور اهتمام علماء النفس المعرفي‪ ،‬وذلك لفهم العمليات المعرفية المعقدة‬
‫)‪ .(Levin & Chauvel, 2019‬وعرفت بأسماء عدة منها "السيطرة التنفيذية"‬
‫و"التحكم المعرفي" )‪ ،(Diamond, 2013‬وعلى الرغم من أنه من المتفق عليه‬
‫وما أن مصطلح الوظيفة التنفيذية يشير إلى عمليات التحكم العقلي‪ ،‬فإن هناك‬ ‫عم ً‬
‫تباينا بين مستخدمي المصطلح فيما يتعلق بإدراج العمليات المقصودة‪ ،‬والعمليات‬ ‫ً‬
‫المثبطة وتحديد العمليات التي يدعمها الفص الجبهي عامة )‪.(Denckla, 1994‬‬
‫وتمثل الوظائف التنفيذية المظلة العامة لكل المهارات الضرورية للتوافق‪ ،‬وسلوك‬
‫التوجه نحو الهدف وهي مهارات ضرورية للنجاح في أداء مهام الحياة اليومية‪،‬‬
‫وحل المشكالت‪ ،‬وتقييم الموقف‪ ،‬والتكيف مع المواقف غير المتوقعة‪ ،‬والضغوط‬

‫‪(1) Executive Functions‬‬


‫‪(2) Planning‬‬
‫‪(3) Working memory‬‬
‫‪(4) Inhibition‬‬
‫‪(5) Shift‬‬
‫‪(6) Emotional Control‬‬
‫‪(7) Self-Monitor‬‬
‫‪(8) Initiate‬‬
‫‪(9) Task- Monitor‬‬
‫‪(10) Organizations of Materials‬‬

‫‪-249-‬‬
‫اإلسهام النسبي للوظائف التنفيذية في التنبؤ ببعض المتغيرات النفسية لدى الراشدين‬

‫اليومية‪ ،‬كما تساعد الفرد في تنظيم سلوكه‪ ،‬وضبط انفعاالته ومشاعره إلكمال‬
‫المهمة والتصرف بطريقة مرنة بما يتوافق مع الظروف الراهنة من أجل تحقيق‬
‫الهدف‪ .‬كما تجعل الفرد يفكر في عواقب سلوكه قبل القيام به‪ .‬فالفرد الذي لديه‬
‫قصور أو خلل في الوظائف التنفيذية‪ ،‬قد يواجه صعوبةً في بدء المهمة أو‬
‫النشاط؛ ما يؤثر على أداء أنشطته اليومية (الشقيرات‪2015 ،‬؛ مرسي‪.)2018 ،‬‬
‫ـادر على أن‬ ‫وتعرف الوظــائف التنفيــذيــة بــأنهــا القــدرات التي تجعــل الفرد قـ ًا‬
‫يندمج بنجاح واســتقالل‪ ،‬وتســمح بوضــع األهداف‪ ،‬وحفظها في الذاكرة النشــطة‪،‬‬
‫ومراقبـة األداء‪ ،‬ومنع األفكـار غير المرتبطـة بـالهـدف من التـداخـل عنـد تحقيقـه‪،‬‬
‫وهي العمليات العليا لض ـ ـ ــبط الس ـ ـ ــلوك وتوجيهه في س ـ ـ ــياق البيئة المتغيرة دوما‪:‬‬
‫دور مهما في التخطيط‪ ،‬والقدرة على االسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتدالل‪،‬‬ ‫فهي نظام إش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـرافي يؤدي ًا‬
‫والتكامل بين األفكار واألفعال‪ ،‬ومعالجة المعلومات المحددة؛ إذ تمنع التض ــارب‬
‫بينها )‪.(Willoughby, Kupersmidt & Voegler-Lee, 2012‬‬
‫وتتضمن الوظائف التنفيذية عدة مكونات هي الذاكرة العاملة‪ ،‬والتخطيط‪،‬‬
‫والمبادأة‪ ،‬وكف االستجابة‪ ،‬ومجموعة التحويل‪ ،‬ومراقبة الذات‪ ،‬ومراقبة الفعل‪،‬‬
‫والتحكم في االندفاع‪ ،‬وتنظيم األشياء )‪ .(Pennington & Ozonoff, 1996‬ويؤثر‬
‫الخلل في الوظائف التنفيذية في جوانب الحياة المختلفة‪ ،‬ففيما يتعلق بالصحة‬
‫النفسية‪ ،‬فإن الخلل في الوظائف التنفيذية يرتبط باإلدمان‪ ،‬واالكتئاب‪ ،‬والوسواس‬
‫القهري‪ ،‬والقلق‪ ،‬واضطراب نقص االنتباه والنشاط الزائد‪ ،‬واضطراب التواصل‪،‬‬
‫والفصام‪ .‬وفيما يخص الصحة الجسمية فإن الخلل في الوظائف التنفيذية يرتبط‬
‫بالسمنة‪ ،‬وسلوك األكل الزائد‪ ،‬وعدم االمتثال للنصح الطبي ;‪(Dang, 2014‬‬
‫‪Diamond, 2013; Insel, Morrow, Brewer & Figuered, 2006; Snyder,‬‬
‫)‪.Kaiser, Warren, & Heller, 2015‬‬
‫وتستهدف الدراسات العلمية العالقة التبادلية بين الوظائف التنفيذية والحالة‬
‫المزاجية مثل القلق والغضب‪ ،‬فبعضها يركز على أن الشعور بحالة انفعالية سلبية‬
‫ينعكس على اإلصابة بخلل في الوظائف التنفيذية‪ ،‬بينما يشير بعضها إلى أن‬

‫‪-250-‬‬
‫دراسات نفسية (‪ ،32‬ع‪ 2‬أبريل ‪ 2022‬ص ‪)294- 247‬‬

‫سلبا في انخفاض الحالة المزاجية ‪(Shields,‬‬


‫الخلل في الوظائف التنفيذية يؤثر ً‬
‫)‪ .Moons, Tewell & Yonelinas, 2016‬وتمثل الدراسة الراهنة المنحنى اآلخر‬
‫في هذه العالقة‪ ،‬وهو ما أكدته نتائج الدراسات السابقة‪ ،‬التي منها دراسة (إبراهيم‪،‬‬
‫محمد‪ ،‬البحيري‪ )2019 ،‬والتي وجدت أن هناك ارتباطا دال إحصائيا بين درجات‬
‫عينة (ن=‪ )30‬من طالب المرحلة االبتدائية على مقياس االكتئاب ودرجاتهم على‬
‫مقياس الوظائف التنفيذية‪.‬‬
‫وأشارت دراسة (الخرسيتي‪ )2017 ،‬إلى أن هناك عالقة ارتباطية دالة‬
‫إحصائيا بين بطارية التقدير السلوكي للوظائف التنفيذية ومقياس السلوك العدواني‬
‫لدى عينة من (‪ )100‬طالب من المرحلة الثانوية‪ .‬وأكدت كذلك ضرورة تحديد‬
‫عناصر الوظائف التنفيذية بوصفها أحد العناصر الضرورية للنظام المعرفي‬
‫والضبط االنفعالي الفعال‪ .‬وتوصلت دراسة (السرس‪ ،‬حسن‪ ،‬البحيري‪)2015 ،‬‬
‫إلى أن هناك ارتباطا سلبيا دال إحصائيا بين الوظائف التنفيذية (الكف‪ ،‬المرونة‪،‬‬
‫الذاكرة العاملة‪ ،‬الدرجة الكلية) ومقياس القلق (المظاهر الفسيولوجية‪ ،‬والمظاهر‬
‫االنفعالية‪ ،‬والمظاهر السلوكية‪ ،‬والتوقعات السلبية‪ ،‬والدرجة الكلية) عند مستوى‬
‫داللة ‪ .0.01‬واتفقت دراسة (حنان‪ ،‬بوعود‪ )2020 ،‬مع أن اضطراب الوظائف‬
‫التنفيذية يحفز من اإلصابة باالكتئاب لدى عينة (ن=‪ )65‬من المسنين‪.‬‬
‫مشكلة الدراسة‪:‬‬
‫على الرغم من تعريف الوظائف التنفيذيةـ بأنها مجموعة من العمليات‬
‫المعرفية والمهارات العقلية التي تساعد في تخطيط الفرد ألهدافه‪ ،‬ومراقبتها‪،‬‬
‫وحصرت في التخطيط‪ ،‬والذاكرة العاملة‪ ،‬والكف‪ ،‬والتحول‪،‬‬ ‫وتنفيذها بنجاح‪ُ ،‬‬
‫والضبط االنفعالي‪ ،‬والمراقبة الذاتية‪ ،‬والمبادأة‪ ،‬ومراقبة المهام‪ ،‬وتنظيم األشياءـ‬
‫فإن الكثير من الدراسات السابقة يركز على دور هذه العمليات التنفيذية في‬
‫مجاالت مثل اإلدمان )‪ ،(Malenka, Nestler, & Hyman 2009‬واتخاذ القرار‪،‬‬
‫واضطراب نقص االنتباه وفرط النشاط )‪ ،(Solomon, 2007‬والتوحد‪ ،‬واضطراب‬
‫الجهاز العصبي المركزي )‪.(Diamond, 2013‬‬

‫‪-251-‬‬
‫اإلسهام النسبي للوظائف التنفيذية في التنبؤ ببعض المتغيرات النفسية لدى الراشدين‬

‫وضوحا‬
‫ً‬ ‫بمعنى أن تأثير الوظائف التنفيذية في الجانب المعرفي كان أكثر‬
‫من الجانب المزاجي‪ ،‬و ِمن ثَم أصبح من المهم فهم التأثير النفسي الناتج عن‬
‫مباشر أو غير مباشر‪ .‬لذا جاءت‬
‫ًا‬ ‫تأثر‬
‫الخلل في الوظائف التنفيذية‪ ،‬سواء أكان ًا‬
‫الدراسة الراهنة بصفتها دراسة مدعمة لحصر بعض اآلثار النفسية المترتبة على‬
‫خلل الوظائف التنفيذية التالية‪ :‬التخطيط‪ ،‬والذاكرة العاملة‪ ،‬والكف‪ ،‬والتحول‪،‬‬
‫والضبط االنفعالي‪ ،‬والمراقبة الذاتية‪ ،‬والمبادأة‪ ،‬ومراقبة المهام‪ ،‬وتنظيم األشياء‪.‬‬
‫وانحصرت تساؤالت الدراسة في اآلتي‪:‬‬
‫‪ -1‬هل توجد عالقة ارتباطية دالة بين الوظائف التنفيذية المتمثلة في‪ :‬التخطيط‪،‬‬
‫والذاكرة العاملة‪ ،‬والكف‪ ،‬والتحول‪ ،‬والضبط االنفعالي‪ ،‬والمراقبة الذاتية‪،‬‬
‫والمبادأة‪ ،‬ومراقبة المهام‪ ،‬وتنظيم األشياء‪ ،‬وبعض المتغيرات النفسية (القلق‪،‬‬
‫االكتئاب‪ ،‬حب الحياة‪ ،‬الرغبة في الحياة) لدى عينة من الراشدين؟‬
‫‪ -2‬هل توجد فروق دالة إحصائيا بين الذكور واإلناث في كل من‪ :‬الوظائف‬
‫التنفيذية المتمثلة في‪ :‬التخطيط‪ ،‬والذاكرة العاملة‪ ،‬والكف‪ ،‬والتحول‪ ،‬والضبط‬
‫االنفعالي‪ ،‬والمراقبة الذاتية‪ ،‬والمبادأة‪ ،‬ومراقبة المهام‪ ،‬وتنظيم األشياء‪،‬‬
‫وبعض المتغيرات النفسية (القلق‪ ،‬االكتئاب‪ ،‬حب الحياة‪ ،‬الرغبة في الحياة)؟‬
‫‪ -3‬هل يوجد تباين دال إحصائيا في الوظائف التنفيذية المتمثلة‪ِ ،‬في‪ :‬التخطيط‪،‬‬
‫والذاكرة العاملة‪ ،‬والكف‪ ،‬والتحول‪ ،‬والضبط االنفعالي‪ ،‬والمراقبة الذاتية‪،‬‬
‫والمبادأة‪ ،‬ومراقبة المهام‪ ،‬وتنظيم األشياء‪ ،‬وبعض المتغيرات النفسية (القلق‪،‬‬
‫االكتئاب‪ ،‬حب الحياة‪ ،‬الرغبة في الحياة) طبقًا لمستوى التعليم؟‬
‫‪ -4‬ما مدى إسهام كل من الوظائف التنفيذية المتمثلة‪ ،‬في‪ :‬التخطيط‪ ،‬والذاكرة‬
‫العاملة‪ ،‬والكف‪ ،‬والتحول‪ ،‬والضبط االنفعالي‪ ،‬والمراقبة الذاتية‪ ،‬والمبادأة‪،‬‬
‫ومراقبة المهام‪ ،‬وتنظيم األشياء في التنبؤ ببعض المتغيرات النفسية (القلق‪،‬‬
‫االكتئاب‪ ،‬حب الحياة‪ ،‬الرغبة في الحياة)؟‬

‫‪-252-‬‬
‫دراسات نفسية (‪ ،32‬ع‪ 2‬أبريل ‪ 2022‬ص ‪)294- 247‬‬

‫مصطلحات الدراسة‪:‬‬
‫[‪ ]1‬الوظائف التنفيذية‪:‬‬
‫وأش ــار "كارلس ــون" و خرون )‪ (Carlson, Louis & Casey, 2002‬إلى أنها‬
‫"مجموعة العمليات المعرفية التي تشمل‪ :‬الكبح‪ ،‬التخطيط‪ ،‬المراقبة‪ ،‬المرونة‪....‬‬
‫التي تندرج ضمن مهام تستلزم تنفيذ المراقبة‪ ،‬وبالخصوص في المهام التسلسلية‬
‫الموجهة نحو الهدف"‪ .‬ويعرفها "باسـ ــكال")‪ (Pascale, 2007‬بأنها "الوظائف التي‬
‫تغطي مجموعة العمليات المتداخلة في تنظيم السـ ـ ـ ـ ــلوك ومراقبته‪ ،‬وهي بالتحديد‬
‫تتدخل في عمل الوض ـ ـ ـ ـ ـ ــعيات غير الروتينية التي تتطلب بالض ـ ـ ـ ـ ـ ــرورة التطوير‬
‫والتنفيذ‪ ،‬والتقييم لمخطط ما وربما تصـ ـ ـ ـ ـ ــحيحها‪ ،‬لتصـ ـ ـ ـ ـ ــل في النهاية إلى هدف‬
‫خالص"‪ .‬وأش ـ ــارت نش ـ ــوة عبد التواب (‪ )2003‬بأنها إحدى النش ـ ــاطات المعرفية‬
‫ذات الطبيعة العصـ ـ ـ ــبية التي يتوسـ ـ ـ ــط األداء فيها القش ـ ـ ـ ـرة المخية تحت أو قبل‬
‫الجبهة‪ ،‬التي تتض ـ ـ ـ ـ ــمن عمليات عديدة تس ـ ـ ـ ـ ــاعد على التنظيم الذاتي للس ـ ـ ـ ـ ــلوك‬
‫وضـ ـ ـ ــبطه والتحكم فيه‪ ،‬ومنها التخطيط واتخاذ القرار‪ ،‬وتحديد الهدف واصـ ـ ـ ــدار‬
‫الحكم ومراقبة تابعات الس ـ ـ ـ ـ ـ ــلوك في أثناء األداء‪ ،‬وغيرها من العمليات الموجهة‬
‫نحو هدف مستقبلي يخدم الذات‪.‬‬

‫النماذج المفسرة للوظائف التنفيذية‪:‬‬


‫‪ -1‬نموذج لوريا(‪:)1‬‬
‫يعتم ــد لوري ــا في نموذج ــه على ثالث من ــاطق‪ ،‬وِهي‪ :‬المن ــاطق الحركي ــة‬
‫الظاهرية وهو يعد أن وظيفة المناطق(‪ )2‬الجانبية والمنتص ـ ـ ـ ـ ـ ــف قاعدية الحركية‬
‫هي العمل والحرص على التنظيم الدينامي للحركة‪ ،‬وأن إصــابة هذه المنطقة ال‬
‫تؤثر على بناء النشــاط الحركي وال على العاطفة فال يظهر هنا ســوى ديناميكية‬
‫السلوك التي تطغى عليها نوع من الحيرة‪ ،‬واالعتماد على استجابات غير نافعة‬
‫وأخطاء تصــحح تلقائيا‪ ،‬والمصــاب هنا يدرك هذه الصــعوبات ويعبر عنها‪ ،‬وان‬

‫‪(1) L'approche de Luria‬‬


‫‪(2) médio -basal‬‬

‫‪-253-‬‬
‫اإلسهام النسبي للوظائف التنفيذية في التنبؤ ببعض المتغيرات النفسية لدى الراشدين‬

‫اضطراب أو إصابة المنطقة الظاهرية الجانبية تحدث نقص في النشاط في كل‬


‫األفعال التي تتطلب التخطيط‪ ،‬وبناء الخطاب في المهام المعرفية المعقدة (حل‬
‫اإلش ـ ـ ــكاليات)‪ ،‬في حين أن النش ـ ـ ــاطات القاعدية ال تص ـ ـ ــاب‪ ،‬كش ـ ـ ــرح الكلمات‬
‫والحسـ ـ ــاب‪ .‬ويبين لوريا أن المصـ ـ ــاب ال ينتقد أداءه مما يوحي باضـ ـ ــطراب في‬
‫المراقبة‪ ،‬كما أنه ال يحســن الكالم‪ ،‬وبالنســبة للمنطقة المتوســطة‪-‬القاعدية‪ ،‬فهي‬
‫ترتبط بالتنظيمات الســفلية الداخلية للفصــوص الجبهية التي تتفاعل معها القشـرة‬
‫المحجرية واللمبية‪ .‬واص ـ ـ ـ ـ ـ ــابة هذه المنطقة تحدث عرض ـ ـ ـ ـ ـ ــين رئيس ـ ـ ـ ـ ـ ــين وهما‪:‬‬
‫اضـ ـ ـ ــطراب النشـ ـ ـ ــاط الذي يترجم بنقص في االنتقاء‪ ،‬أما العرض الثاني فيظهر‬
‫في أثناء القيام بالبرمجة إذ إنه من الضـ ـ ـ ــروري كف المنبهات غير الضـ ـ ـ ــرورية‬
‫للقيام بالفعل المنجز‪ ،‬فنجد أن المصـ ـ ـ ــاب بإمكانه بناء الحركات بصـ ـ ـ ــفة جيدة‪،‬‬
‫واالضطراب يبرز في اضطراب التنفيذ‪ ،‬وهذا لتدخل نشاطات دخيلة‪ ،‬ففي أثناء‬
‫القيام بالفعل يتعرقل األداء‪ ،‬بسـ ـ ــبب المنبهات الخارجية أو التصـ ـ ــورات الداخلية‬
‫التي ليس لها عالقة بالفعل المنجز‪ ،‬واإلصـ ـ ـ ــابات تحدث اضـ ـ ـ ــطراب في الكف‬
‫ـببا في عدم القدرة على انتقاء‬ ‫مرتبط باالسـ ـ ـ ـ ـ ــتجابات الموجهة‪ ،‬والذي يكون سـ ـ ـ ـ ـ ـ ً‬
‫المعلومات غير الضــرورية‪ ،‬واالضــطرابات قد تصــيب مجمل الوظائف المعرفية‬
‫كما أنه في ظل غياب نتائج دقيقة يمكن القول إن البعد الحسي يكون مضطرًبا‬
‫(زمار‪.)2015 ،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ -2‬نموذج مياك‬
‫سعى "مياك" و خرون (‪ )2000‬إلى تحديد ما إذا كانت الوظائف التنفيذية‬
‫تعتمد على العناصر نفسها؟ فاقترحوا مهمات معرفية بسيطة على ‪ 137‬حالةً‪،‬‬
‫ودرسوا العالقات الموجودة بين المرونة العقلية‪ ،‬وكبح اإلجابات المهيمنة‪،‬‬
‫والتحديث‪ .‬وأظهرت النتائج أن المتغيرات الثالثة المتحصل عليها التي تقابل‬
‫الوظائف التنفيذية المشار إليها أعاله‪ ،‬كانت متميزة‪ ،‬مما يشير إلى استقاللية‬
‫وظائفها‪ ،‬ومع ذلك فإن االرتباطات المتحصل عليها تبقى معتدلة‪ ،‬مما يوحي‬

‫‪(1) modèle de Miyake‬‬

‫‪-254-‬‬
‫دراسات نفسية (‪ ،32‬ع‪ 2‬أبريل ‪ 2022‬ص ‪)294- 247‬‬

‫بالتفرد والتميز لهذه الوظائف‪ ،‬ولذلك اقترح نظريتين لشرح اعتدال هذه‬
‫االرتباطات‪:‬‬
‫‪ -‬األولى‪ :‬تستدعي تطبيق الذاكرة العاملة خالل مجموعة الركائز المقترحة‪.‬‬
‫‪ -‬الثانية‪ :‬تقترح أن الكبح يشارك في تحقيق كل المهمات المقترحة‪.‬‬
‫ولذلك فإن "مياك" وفريقه عرفوا ثالث وظائف تنفيذية خاصة‪ ،‬ولكن مع ذلك هناك‬
‫تبادل للعناصر المشتركة فيما بينها‪:‬‬
‫‪ -‬الكبح‪ :‬حيث يسمح بمسح المعلومات غير المشتركة (غير المهمة)‪.‬‬
‫يعا من سلوك إلى خر‪ ،‬بما‬
‫‪ -‬المرونة العقلية‪ :‬وهي القدرة على االنتقال سر ً‬
‫يتالءم بمتطلبات المحيط‪.‬‬
‫‪-‬التحديث‪ :‬وهو يسمح بإنعاش محتوى الذاكرة العاملة‪ ،‬مع األخذ بعين االعتبار‬
‫المعلومات الجديدة المنقولة إليها‪.‬‬
‫ولذلك فقد صاغ فرضية مفادها أن االنتباه الموزع قد يشكل الوظيفة التنفيذية‬
‫الرابعة‪ ،‬ولكنها مستقلة عن الكبح والتحديث والمرونة‪ ،‬فنموذج "مياك" يظهر‬
‫بوضوح استقاللية الوظائف التنفيذية (النجاح في اختبار تنفيذي‪ ،‬والفشل في‬
‫خر)‪ ،‬ومن جهة أخرى تبرير إمكانية دراستنا لواحدة من المكونات التنفيذية دون‬
‫األخرى )‪.)Bertuletti, 2012‬‬
‫(‪)1‬‬
‫(‪:)1983‬‬ ‫‪ -3‬نموذج "ليزاك"‬
‫حيــث تكرس المؤلفــة في كتــابهــا عــام (‪ )1983‬فصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ًـال بعنوان "المهــام‬
‫التصــميمية"‪ ،‬و خر تحت عنوان "الوظائف التنفيذية"‪ ،‬وكالهما يركز على أفكار‬
‫حاليا جزًءا من األداء الوظيفي‪ ،‬فمن بين المهام التص ـ ـ ـ ــميمية التي‬ ‫ومفاهيم تعد ً‬
‫ذكرتها المؤلفة قدرات التنظيم اإلدراكي والمعالجة لحدث أو أكثر من األحداث‬
‫العقلية في ن واحد‪ ،‬وكذلك مراقبة السـ ـ ـ ـ ـ ـ ــلوك وتنظيمه‪ .‬وأي عجز في التفكير‬
‫المجرد والمرونة العقلية يكون عالمة على إصابة المهام التصميمية‪.‬‬

‫‪(1) modèle de Lezak‬‬

‫‪-255-‬‬
‫اإلسهام النسبي للوظائف التنفيذية في التنبؤ ببعض المتغيرات النفسية لدى الراشدين‬

‫كما قدمت "ليزاك" تفصييييي ً للمهام التنفيذية وفقًا إلى العناصيييير الرئيسيييية‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪ -‬وضع الخطة التي تتطلب القدرة على استشفاف المستقبل أو التنبؤ به‪.‬‬
‫‪ -‬التخطيط والحاجة إلى تقييم الخطوات الالزمة لتحقيق الهدف وتطوير الوسائل‬
‫لتحقيق هذا األخير‪.‬‬
‫‪ -‬األداء الفعلي الذي يشـ ـ ـ ـ ـ ـ ــير إلى مراقبة تنفيذ المهمة‪ ،‬وقد وصـ ـ ـ ـ ـ ـ ــفت "ليزاك"‬
‫اض ــطرابات الفص الجبهي على النحو التالي‪ :‬فقدان المبادرة‪ ،‬نقص العفوية‪،‬‬
‫االســتم اررية‪ ،‬الصــالبة‪ ،‬االندفاع‪ ،‬اضــطراب الكف‪ ،‬ضــعف الوعي الذاتي مع‬
‫صـ ــعوبة فهم األشـ ــياء المجردة‪ ،‬وصـ ــعوبة التخطيط والمحافظة على السـ ــلوك‬
‫الموجه لتحقيق األهداف (زمار‪.)2015 ،‬‬
‫وأجمعت الد ارسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــات المدعمة لهذا النموذج أن مفهوم الوظائف التنفيذية‬
‫يتضـ ـ ـ ـ ـ ـ ــمن عدة عمليات؛ منها القدرة على المبادأة بالفعل‪ ،‬وكف االسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتجابة‬
‫المتعارضـ ـ ــة‪ ،‬والتعامل مع المعلومات بشـ ـ ــكل مباشـ ـ ــر (الذاكرة العاملة)‪ ،‬وانتقاء‬
‫أهـ ــداف المهـ ــام‪ ،‬والتخطيط والتنظيم لألفكـ ــار والسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــلوكيـ ــات‪ ،‬والتفكير لحـ ــل‬
‫المشـ ــكالت‪ ،‬والتكيف مع التغيرات البيئية‪ ،‬وضـ ــبط االنفعاالت‪ ،‬والمراقبة وتقويم‬
‫األفكار واالنفعاالت‪ ،‬واالستجابات (عبد الغفار‪.)2015 ،‬‬
‫(‪)1‬‬
‫(‪:)1989‬‬ ‫‪ -4‬نموذج "فوستر"‬
‫وصف "فوستر" مجموعة من األعراض المعرفية والسلوكية المرتبطة‬
‫بإصابة الفص الجبهي‪ ،‬والتي تبين اليوم أنها ذات صلة بإصابة الوظائف‬
‫التنفيذية‪ ،‬والمتمثلة في إصابة الذاكرة‪ ،‬والتخطيط والرقابة‪ ،‬فالعجز الذي يصيب‬
‫الذاكرة يؤدي إلى صعوبة استهدفت المعلومات المخزنة سابقًا من أجل المهمة‬
‫موضع المعالجة‪ ،‬أما العجز في التخطيط فيظهر جليا في مستوى الصياغة‬
‫والتنفيذ‪ ،‬كما أن إصابة الرقابة تؤدي إلى عدم القدرة على إزالة تأثير المثيرات‬

‫‪(1) modèle de Fuster‬‬

‫‪-256-‬‬
‫دراسات نفسية (‪ ،32‬ع‪ 2‬أبريل ‪ 2022‬ص ‪)294- 247‬‬

‫الخارجية والداخلية غير ذات الصلة‪ .‬وأشار كذلك إلى أن بعض االضطرابات‬
‫الوجدانية والعاطفية مرتبطة بتلف في مستوى الفص الجبهي‪ ،‬فأعطى وصفًا‬
‫لمتالزمة الال مباالة(‪ ،)1‬التي تتطابق مع مستوى منخفض من الوعي‪ ،‬وانعدام‬
‫المبادرة والتفكك الوجداني‪ ،‬والعاطفي ومتالزمة البهجة(‪ )2‬المقابلة لكل حاالت‬
‫اإلفراط الحركي‪ .‬مع ارتفاع غير طبيعي في المزاج‪ ،‬والتهيج‪ ،‬والسلوك الفاضح‪،‬‬
‫واضطراب الكف‪ ،‬والسلوك الطفولي (زمار‪.)74- 73 ،2015 ،‬‬
‫وفيما يلي تعريف الوظائف التنفيذية‪:‬‬
‫‪ -1‬التخطيط‪:‬‬
‫هو برمجة األفعال والعمليات المراد القيام بها‪ ،‬وهو جزء مهم من السلوك‬
‫مقدما‪ ،‬وعلى‬
‫ً‬ ‫الموجه نحو الهدف فهو يجسد القدرة على صياغة اإلجراءات‬
‫االقتراب من مهمة ما بطريقة منظمة واستراتيجية فعالة‪ ،‬ويوجه ويقيم السلوك‬
‫جديدا‪ ،‬و ِمن ثَم يتضمن التخطيط توقع األحداث المستقبلية‪،‬‬
‫وضعا ً‬‫ً‬ ‫عند مواجهة‬
‫ووضع األهداف‪ ،‬ووضع تسلسل لخطوات تنفيذ المهمة في الوقت المناسب‪،‬‬
‫وتجهيز المعلومات واعادة تنظيمها‪ ،‬وتحديد األفكار الرئيسة أو المفاهيم‬
‫المفتاحية‪ ،‬وتقدير الوقت المناسب ألداء العمل & ‪(Gioia, Isquith, Guy‬‬
‫)‪.Kenworthy, 2000‬‬
‫‪ -2‬الذاكرة العاملة‪:‬‬
‫هي المستودع الذي يتم فيه تخزين ومعالجة المعلومات في وقت واحد‪،‬‬
‫دور في نمو الذاكرة العاملة وتطور الوظائف التنفيذية‪ ،‬أي إنها‬
‫وتؤدي اللغة ًا‬
‫سعة تخزين‪ ،‬ومعالجة المعلومات في فترة زمنية محددة"‪ .‬أو أنها سعة االحتفاظ‬
‫بالمعلومات التي ستستخدم في توجيه االستجابات المستقبلية من دون معينات‬
‫خارجية‪ ،‬وال يمكن أن يحدث هذا النمو دون استخدام اللغة الداخلية؛ فاأللفاظ‬
‫ذاتيا للمهارات المعرفية‪ ،‬وتحسن عمليات‬‫الصريحة تساعد في التعلم المنظم ً‬

‫‪(1) apathique syndrome‬‬


‫‪(2) euphorique syndrome‬‬

‫‪-257-‬‬
‫اإلسهام النسبي للوظائف التنفيذية في التنبؤ ببعض المتغيرات النفسية لدى الراشدين‬

‫الترميز‪ ،‬والتخزين (‪ )Barkly, 2001‬أي هي نظام محدود السعة يتضمن كل‬


‫العمليات والميكانزيمات المتمثلة في التخزين المؤقت للمعلومات‪ ،‬واسترجاعها‬
‫من الذاكرة طويلة المدى بهدف إنجاز األعمال واستخدامها بشكل فعال ‪(Reed,‬‬
‫)‪. 2012‬‬
‫‪ -3‬التحول‪:‬‬
‫ويقصـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد بها القدرة على التفكير المرن‪ ،‬وتعد اسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتراتيجية الفرد في حل‬
‫مشـ ـ ـ ـ ـ ـ ــكلة ما وتحويل االنتباه بكفاءة (عبد الغفار‪ .)2015 ،‬أي هو القدرة على‬
‫االنتقال بس ـ ــهولة من موقف أو نش ـ ــاط أو جانب من المش ـ ــكلة‪ ،‬إلى جانب خر‬
‫حسب متطلبات الموقف‪ ،‬وتقبل التغيير‪ ،‬والمرونة في حل المشكلة‪ ،‬وتحويل أو‬
‫تبديل االنتباه من موضــوع آلخر‪ ،‬والتحول بين مجموعة من العناصــر المختلفة‬
‫ذات ص ـ ـ ــلة بالموض ـ ـ ــوع نفس ـ ـ ــه ‪(Yerys, Hepbum, Pennington & Rogers,‬‬
‫)‪.2007‬‬
‫‪ -4‬الكف‪:‬‬
‫ويعرف بوصـ ـ ــفه قدرة على منع إصـ ـ ــدار إجابات أوتوماتيكية وايقاف إنتاج‬
‫إجابة للنشــاط حيز التنفيذ والقيام بعمل مرشــح (‪ )Filter‬للمنبهات غير المالئمة‬
‫للنشـ ـ ـ ــاط قيد التنفيذ‪ ،‬ومنه مفهوم يسـ ـ ـ ــتند على االنتباه االنتقائي‪ ،‬وقد تم التمييز‬
‫بين ثالث وظ ــائف للكف‪ :‬مراقب ــة م ــدخالت ال ــذاكرة الع ــامل ــة من المعلوم ــات‬
‫المنشــطة التي ليســت لها صــلة بالمهمة قيد اإلنجاز‪ ،‬إزالة أو حذف المعلومات‬
‫التي أص ـ ـ ــبحت غير مالئمة للمهمة قيد التنفيذ‪ ،‬ووظيفة تقييد وحص ـ ـ ــر تس ـ ـ ــمح‬
‫بض ـ ـ ـ ــبط ومراقبة التفكير (زمار‪ .)2015 ،‬أي هو القدرة على المنع المقص ـ ـ ـ ــود‬
‫والس ـ ـ ــيطرة التلقائية لالس ـ ـ ــتجابات الس ـ ـ ــابقة من التداخل مع اس ـ ـ ــتجابات الموقف‬
‫الجــديــد‪ ،‬وعــدم التــداخــل في أداء مهــام أخرى غير مرتبطــة ‪(Geary, Hoard,‬‬
‫)‪.Nugent & Byrd-Craven, 2008‬‬

‫‪-258-‬‬
‫دراسات نفسية (‪ ،32‬ع‪ 2‬أبريل ‪ 2022‬ص ‪)294- 247‬‬

‫‪ -5‬مراقبة الذات‪:‬‬
‫هي القدرة على متابعة األفكار واألعمال والتص ـ ــحيح الذاتي لها‪ ،‬وهي نوع‬
‫من التغذية الراجعة الداخلية التي يقوم بها الفرد لنفســه وبنفســه‪ ،‬وتســهم في نقل‬
‫مسـ ــئولية نجاح السـ ــلوك والنشـ ــاط المعرفي للفرد في البيئة االجتماعية إلى الفرد‬
‫وتحمال‬
‫ً‬ ‫ـتقالال‬
‫ـتقبال بشـ ــكل أكثر اسـ ـ ً‬
‫نفسـ ــه‪ ،‬ما يجعله أكثر قدرة على العمل مسـ ـ ً‬
‫للمسئولية )‪.(Jurado & Rosselli, 2007‬‬
‫‪ -6‬الضبط االنفعالي‪:‬‬
‫يش ــير إلى القدرة على تنظيم الفرد االسـ ـتجابات االنفعالية وض ــبطها لتكون‬
‫مناســ ــبة ومتالئمة مع الموقف‪ ،‬ويؤدي االضـ ـ ــطراب في هذه العملية إلى ظهور‬
‫عالمــات االنزعــاج المبــالف فيــه على األفراد رغم أن األحــداث المسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــببــة لهــذا‬
‫االنزعاج بسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيطة‪ ،‬وال يجب معها صـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدور ردود أفعال مبالف فيها‪ ،‬والقابلية‬
‫السريعة لإلحباط )‪.(Lechevalier & Viader, 2008‬‬
‫‪ -7‬المبادأة‪:‬‬
‫تتمثل في القدرة على بدء المهمة أو النش ـ ــاط في الوقت المناس ـ ــب‪ ،‬ويؤدي‬
‫اضطراب هذه العملية إلى مشكالت وصعوبات تواجه الفرد في تنفيذ المهام في‬
‫الوقت المحدد‪ ،‬وباألسلوب المطلوب )‪.(Belard & Boulanger, 2013‬‬
‫‪ -8‬ضبط األداء‪:‬‬
‫وهي القدرة على ضـ ـ ــبط الوظيفة التي يقوم بها الفرد إلى المدى الذي يبقي‬
‫به على علم واطالع بنجاحه أو بفش ــله في حل المش ــكلة‪ ،‬والخلل في ض ــبط أو‬
‫مراقبة المهارة يظهر عندما يفشـ ــل الفرد في تقدير أو الوعي بأخطائه من خالل‬
‫أفعاله‪ ،‬مثال كما في حل المشكالت (الشقيرات‪.)2015 ،‬‬
‫‪ -9‬تنظيم األشياء‪:‬‬
‫ويعرف بأنه "المحافظة على بيئة العمل والمنزل نظيفة‪ ،‬ومرتبة‪ ،‬وترتيب‬
‫األشـ ــياء بشـ ــكل يسـ ــهل معه الوصـ ــول إليها (عبد الغفار‪ .)518 ،2015 ،‬وهو‬

‫‪-259-‬‬
‫اإلسهام النسبي للوظائف التنفيذية في التنبؤ ببعض المتغيرات النفسية لدى الراشدين‬

‫القــدرة على تقبــل النظــام في العمــل‪ ،‬واعــادة األش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيــاء في مكــانهــا‪ ،‬واالهتمــام‬
‫بالنظام أو النظافة‪ ،‬وترتيب األدوات واألغراض‪ ،‬والمحاف ظة على مكان العمل‬
‫منظما ونظيفًا )‪.(Gioia et al., 2000‬‬
‫ً‬
‫[‪ ]2‬القلق‪:‬‬
‫عموما‪،‬‬
‫ً‬ ‫ُيعد القلق من أكثر المصـ ـ ــطلحات الشـ ـ ــائعة في مجال علم النفس‬
‫خصوصا‪ ،‬فالقلق حقيقة من حقائق الوجود اإلنساني‬ ‫ً‬ ‫وفي مجال الصحة النفسية‬
‫وجانب دينامي مهم في بناء الش ــخص ــية‪ ،‬وعلى الرغم من كونه خبرة غير س ــارة‬
‫يمكن أن تؤدي إلى تصـ ــدع الشـ ــخصـ ــية‪ ،‬فإن وجوده ٍ‬
‫بقدر مناسـ ــب يعد ضـ ــرورة‬
‫ضـ ـا مهمة في حياة اإلنس ــان وينبه الفرد للخطر‬ ‫للتكامل النفس ــي‪ ،‬ألنه يخدم أغ ار ً‬
‫قبل وقوعه (الدســـوقي‪ .)1998 ،‬ويعرف القلق بأنه "عدم االس ــتقرار العام نتيجة‬
‫للضـ ـ ــغط النفســ ــي الذي يقع على عاتق الفرد‪ ،‬ما يسـ ـ ــبب اضـ ـ ــطرًابا في سـ ـ ــلوكه‬
‫ويصـ ـ ــاحبه مجموعة من األعراض النفسـ ـ ــية والجسـ ـ ــمية" (عبد الفتاح‪.)2004 ،‬‬
‫وتشـ ــمل األعراض الجسـ ــمية للقلق‪ :‬الضـ ــعف العام‪ ،‬نقص الطاقة الحيوية‪ ،‬توتر‬
‫العضالت‪ ،‬التعب‪ ،‬الصداع المستمر‪ ،‬العرق‪ ،‬ارتعاش األصابع‪ ،‬شحوب الوجه‪،‬‬
‫الســرعة في نبضــات القلب‪ ،‬الدوار‪ ،‬الغثيان‪ ،‬جفاف الفم والحلق‪ ،‬فقدان الشــهية‪،‬‬
‫اضطراب النوم‪ ،‬ارتفاع ضغط الدم‪ ،‬اضطراب في التنفس‪ ،‬ضيق الصدر‪ ،‬عسر‬
‫الهضـ ـ ـ ـ ــم و الم المعدة‪ .‬بينما تحتوي األعراض النفسـ ـ ـ ـ ــية للقلق‪ :‬القلق العام على‬
‫الصحة‪ ،‬العصبية‪ ،‬عدم االستقرار‪ ،‬الخوف‪ ،‬توهم المرض‪ ،‬سوء التوافق‪ ،‬ضعف‬
‫التركيز‪ ،‬شرود الذهن‪ ،‬الهم‪ ،‬الخوف من الموت (األنصاري‪.)2003 ،‬‬
‫[‪ ]3‬االكتئاب‪:‬‬
‫يشـ ـ ـ ـ ـ ــير إلى االكتئاب بأنه "زملة إكلينيكية تتضـ ـ ـ ـ ـ ــمن بشـ ـ ـ ـ ـ ــكل عام المزاج‬
‫االكتئـابي‪ ،‬ومجموعـة من األعراض االكتئـابيـة كـالحزن‪ ،‬وانخفـاض المزاج‪ ،‬وقلـة‬
‫النشاط‪ ،‬واضطراب القدرة على االستمتاع باألشياء واالهتمام بها والتركيز عليها‪،‬‬
‫وكثير ما توجد بعض‬‫ًا‬ ‫وشـ ـ ـ ــيوع الشـ ـ ـ ــعور بالتعب الشـ ـ ـ ــديد حتى بعد أقل مجهود‪،‬‬

‫‪-260-‬‬
‫دراسات نفسية (‪ ،32‬ع‪ 2‬أبريل ‪ 2022‬ص ‪)294- 247‬‬

‫األفكار حول اإلحساس بالذنب‪ ،‬وفقدان القيمة (الغباشي‪ ،‬مجدي‪ .)1998 ،‬هذا‬
‫باإلضـ ـ ــافة إلى عدم القدرة على اإلنجاز‪ ،‬وصـ ـ ــعوبة التركيز والتفكير‪ ،‬كما يتميز‬
‫بوجود بعض األعراض الجسـ ـ ـ ـ ـ ــمية مثل توهم المرض‪ ،‬واضـ ـ ـ ـ ـ ــطراب الشـ ـ ـ ـ ـ ــهية‪،‬‬
‫ونقصــان الوزن‪ ،‬وفقدان الرغبة الجنســية‪ ،‬وغيرها من األعراض التي يتفق حولها‬
‫ونظر إلى تع ـ ــدد‬ ‫ًا‬ ‫الب ـ ــاحثون")‪.(Rybasb, Roodin & Santrock, 1991, p.469‬‬
‫النظريات المفسرة لتطور االكتئاب ونشأته عند الفرد‪ ،‬فإنه يمكن استعراضها في‬
‫ضـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوء منحيين‪ ،‬همــا‪ :‬المنحى المرتكز على األس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـبــاب البيولوجيــة والوراثيــة‪،‬‬
‫والمنحى المهتم باألسباب النفسية واالجتماعية والمعرفية المسببة لالكتئاب‪.‬‬
‫أوًال‪ :‬المنحى الحيوي‪ :‬ويشتمل هذا المنحى على النظريات التالية‪:‬‬
‫(‪ )1‬النظريات الوراثية‪ :‬وتسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتند هذه النظريات على ما كشـ ـ ـ ـ ـ ـ ــفت عنه‬
‫البحوث من وجود تماثل في شيوع االكتئاب في أسر دون أخرى‪ ،‬أي إن العوامل‬
‫الوراثية لها إس ـ ـ ــهام كبير في حدوث االكتئاب‪ ،‬وأثبتت ذلك الد ارس ـ ـ ــات األسـ ـ ـ ـرية‬
‫ـابا باضــطراب المزاج‪ ،‬فإن نســبة‬ ‫حينما وجدت أنه عندما يكون أحد الوالدين مصـ ً‬
‫ـتقبال‪ ،‬ولو كان‬ ‫‪ ٪30‬من األبناء يكونون معرضـ ـ ــين إلى خطر اإلصـ ـ ــابة به مسـ ـ ـ ً‬
‫مصابا فإن النسبة تصل إلى ‪( ٪70‬مصطفى‪ ،2004 ،‬ص‪.)31‬‬ ‫ً‬ ‫كال األبوين‬
‫(‪ )2‬النظريات الكيميائية الحيوية‪ :‬تتجه البحوث في هذه النظريات نحو‬
‫المقارنة بين األصحاء والمكتئبين‪ ،‬لمعرفة إمكانية وجود فروق بينهما فيما يتعلق‬
‫ببعض االختالالت في العناصــر الكيميائية بالجســم‪ .‬وقد اكتســبت هذه النظريات‬
‫أهمية خاصــة بعدما اتضــح من خالل ســلســلة من الد ارســات أن بعض األعراض‬
‫االكتئابية قد ترجع إلى اختالل في توازن الصـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوديوم‪ ،‬والبوتاسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيوم‪ ،‬وأن هذه‬
‫العناصـ ــر تعود إلى مسـ ــتوياتها الطبيعية لدى المكتئبين بعد شـ ــفائهم من المرض‬
‫(المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.)32-31‬‬
‫ثانيا‪ :‬المنحى النفسيييييييييي والنفسيييييييييي االجتما ي والمعرفي‪ :‬ويحتوي هذا‬ ‫ً‬
‫المنحى على النظريات المفس ـ ـ ـ ـرة لالكتئاب في ض ـ ـ ــوء أس ـ ـ ــباب نفســ ـ ــية فقط‪ ،‬أو‬
‫أسباب نفسية اجتماعية‪ ،‬أو أسباب معرفية‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫‪-261-‬‬
‫اإلسهام النسبي للوظائف التنفيذية في التنبؤ ببعض المتغيرات النفسية لدى الراشدين‬

‫(‪ )1‬التحليل النفسي‪ :‬يعد هذا التوجه من أوائل التوجهات النفسية المهتمة‬
‫بتفس ـ ـ ـ ــير االكتئاب‪ ،‬وحص ـ ـ ـ ــر أس ـ ـ ـ ــبابه‪ ،‬ويبنى على افتراض مؤداه أن األمراض‬
‫النفس ـ ـ ــية التي يص ـ ـ ــاب بها الفرد في حياته بمراحلها المختلفة بما فيها االكتئاب‪،‬‬
‫هي في واقع األمر نتاج للصـراعات والخبرات الصـدمية في السـنوات المبكرة من‬
‫العمر (عبد اللطيف‪.)1997 ،‬‬
‫(‪ )2‬أخطيياء التعلم االجتمييا ي‪ :‬وتعتمــد هــذه النظريــة على دور عمليــات‬
‫التعلم في نشـ ــأة األعراض االكتئابية‪ .‬وقد أجرى "سـ ــيلجمان" ‪ Seligman‬سـ ــلسـ ــلة‬
‫من التجارب ليبرهن على أن االكتئاب اســتجابة متعلمة‪ ،‬وذلك عندما نتعامل مع‬
‫مواقف مهددة لطمأنينة الفرد (إبراهيم‪ ،1998 ،‬ص ‪.)137‬‬
‫(‪ )3‬الضيييييينوط النفسييييييية وأحدا الحياة‪ :‬يرى أص ـ ـ ـ ــحاب هذا التوجه أن‬
‫دور مهما في بداية تفجر النوبة االكتئابية‪ ،‬إال‬
‫أحداث الحياة الضـ ـ ـ ـ ـ ــاغطة تؤدي ًا‬
‫أن دورها ثانوي من حيث مســئوليتها في اســتمرار االكتئاب (مصــطفى‪،2004 ،‬‬
‫ص ‪.)38‬‬
‫(‪ )4‬نظريييية التفيييا يييل االجتميييا ي‪ :‬وتركز ه ـ ــذه النظري ـ ــة على البيئ ـ ــة‬
‫االجتمــاعيــة‪ ،‬بمــا تعكسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــه من أنمــاط للتفــاعــل بين األفراد المكتئبين وبيئــاتهم‬
‫المختلفــة‪ ،‬وكيف أن هــذه التفــاعالت تعمــل على بقــاء المرض أو زوالــه (عبــد‬
‫اللطيف‪.)1997 ،‬‬
‫(‪ )5‬النظريييية المعرفييييية‪ :‬وتفترض ه ـ ــذه النظري ـ ــة أن انفع ـ ــاالت األفراد‬
‫وسـ ــلوكياتهم‪ ،‬تتأثر بإدراكهم للمواقف المختلفة‪ ،‬ومن ثَم تفسـ ــر االكتئاب بوصـ ــفه‬
‫اضطرًابا معر ًفيا )‪.(Alloy, Jacobson & Cocailla, 1996, p.252‬‬
‫ستتبنى الدراسة الراهنة تعريف "بك" لالكتئاب بأنه "حالة وجدانية تتضمن‬
‫محددا في المزاج‪ ،‬كالشييعور بالحزن‪ ،‬والوحدة النفسييية‪ ،‬وانخفاد تقدير‬
‫ً‬ ‫تنير‬
‫ًا‬
‫الذات والثقة بالنفس‪ ،‬باإلضافة إلى بعد التنيرات الجسمية تبدو في صعوبة‬
‫النوم‪ ،‬وفقدان الشهية‪ ،‬وانخفاد الطاقة" )‪.(Beck, 1977, p.6‬‬

‫‪-262-‬‬
‫دراسات نفسية (‪ ،32‬ع‪ 2‬أبريل ‪ 2022‬ص ‪)294- 247‬‬

‫[‪ ]4‬حب الحياة‪:‬‬


‫ما زال مفهوم حب الحياة في مراحله البحثية األولى‪ ،‬وهو ُيعد من المفاهيم‬
‫الجديدة في إطار علم النفس اإليجابي‪ ،‬وقد افترض أنه أحد مكونات الهناء‬
‫الشخصي أو الحياة الطيبة ‪( Subjective well-being‬عبد الخالق‪ ،‬عيد‪،‬‬
‫‪ ،)2008‬ويعرف هذا المفهوم بأنه "اتجاه إيجابي لدى الفرد نحو حياته الخاصة‬
‫بوجه عام"‪ ،‬أي يشير إلى شدة الرغبة في االستمرار والتمسك بالحياة‪ ،‬والتعلق‬
‫السار بها وتقديرها‪ ،‬كما يتضمن مفهوم حب الحياة ثالثة عوامل‪ ،‬هي‪( :‬أ) االتجاه‬
‫اإليجابي نحو الحياة‪( ،‬ب) العواقب السعيدة لحب الحياة‪( ،‬ج) المعنى الهادف‬
‫للحياة )‪ .(Abdel-Khalek, 2007‬كما أشارت إليه سهير سالم (سالم‪،2005 ،‬‬
‫ص‪ )11‬بأنه "مدى تعلق الفرد بالحياة (حبه أو كرهه لها)‪ ،‬إضافة إلى نظرة الفرد‬
‫للحياة الحالية والمستقبلية على مستوى المشاعر أو الفكر أو السلوك‪.‬‬
‫بعدا يتضمن قطبين‬ ‫وبناء على ذلك يمكن اعتبار االتجاه نحو الحياة ً‬ ‫ً‬
‫أحدهما حب الحياة واآلخر كره الحياة‪ ،‬وتؤدي الدرجة المرتفعة في كره الحياة إلى‬
‫سلوك تدميري للذات كاالنتحار‪ ،‬في حين يتضمن حب الحياة التوجه اإليجابي‬
‫إيجابيا بكل من‪ :‬السعادة‪ ،‬واألمل‪،‬‬
‫ً‬ ‫طا‬
‫نحوها وتقبلها‪ ،‬ويرتبط حب الحياة ارتبا ً‬
‫العصابية‬
‫سلبيا بكل من القلق‪ ،‬واالكتئاب‪ ،‬و ُ‬
‫والتفاؤل‪ ،‬والرضا عن الحياة‪ ،‬ويرتبط ً‬
‫(عبد الخالق‪ ،‬النيال‪ ،‬سالم‪ ،‬سعيد‪.)2007 ،‬‬
‫[‪ ]5‬الرغبة في الحياة‪:‬‬
‫محفز جوهريا الستمرار‬
‫اُقترح هذا المفهوم حديثًا في الدراسات السابقة ليمثل ًا‬
‫الحياة ‪(Kira, Özcan, Shuwiekh, Kucharska, Al-Huwailah & Kanaan,‬‬
‫)‪،2020; Kira, Shuwiekh, Kucharska, Al-Huwailah, & Moustafa, 2020‬‬
‫وكذلك بوصفها استراتيجيةً فعالةً للتأقلم مع اإلجهاد المستمر الناتج عن صدمات‬
‫الحياة )‪.(Kira, Alawneh, Boumediene, Lewandowski & Laddis, 2014‬‬
‫وقد عرف "هوسشنيكير"‪ )1951( Hutschnecker‬مفهوم الرغبة في الحياة‬
‫بأنه "التعبير النفسي عن التزام الفرد بالحياة والرغبة في مواصلة الحياة"‪ ،‬ويشمل‬
‫كال من المكونات الغريزية (التحفيزية) والمعرفية‪ .‬وقد ِ‬
‫وج َد ارتباط إيجابي دال‬

‫‪-263-‬‬
‫اإلسهام النسبي للوظائف التنفيذية في التنبؤ ببعض المتغيرات النفسية لدى الراشدين‬

‫بين مفهوم الرغبة في الحياة وكل من المرونة‪ ،‬والرضا عن الحياة‪ ،‬والسعادة‪،‬‬


‫والغرض في الحياة‪ ،‬ونوعية الحياة‪ ،‬والصحة النفسية‪ ،‬والحالة الوظيفية‪ ،‬ووجود‬
‫وسلبيا بالرغبة في الموت‪ ،‬والنية االنتحارية‪ ،‬وأعراض‬
‫ً‬ ‫شبكة عالقات اجتماعية‪،‬‬
‫االكتئاب‪ ،‬والشعور بالعبء على اآلخرين ‪(Bornet, Bernard, Jaques,‬‬
‫)‪.Truchard, Borasio & Jox, 2020‬‬
‫ونظر إلى كون مفهوم الرغبة في الحياة من المفاهيم ذات الصفة التحفيزية‬
‫ًا‬
‫التي تتم بوعي ومن دون وعي‪ ،‬وقد تختلف باختالف العمر والنوع ‪(Carmel,‬‬
‫)‪ ،2001‬لذا فقد وجد ارتباط بين العمليات التحفيزية منذ فترة طويلة بالوظائف‬
‫التنفيذية‪ ،‬وخاصة الذاكرة العاملة ‪(Taylor, Welsh, Wager, Phan, Fitzgerald‬‬
‫دليال على أن التحفيز‬
‫)‪ .& Gehring, 2004‬كما قدمت األبحاث التجريبية ً‬
‫الضمني الواعي وغير الواعي للدافع يؤدي إلى تحسين الوظائف التنفيذية‬
‫)‪.(Cohen-Zimerman & Hassin, 2018‬‬
‫ومن ثَم تُعرف الرغبة في الحياة بأنها التعبير عن فطرة لإلنسان في حب‬
‫التواجد في الحياة‪ ،‬والقتال المستمر لتحقيق الذات والبقاء‪ ،‬وذلك من أجل حياة‬
‫تستحق العيش كما يريدها الفرد )‪.(Kira, Ayna, Shuwiekh & Ashby, 2021‬‬
‫فرود الدراسة‪:‬‬
‫‪ -5‬توجد عالقة ارتباطية دالة بين الوظائف التنفيذية المتمثلة في‪ :‬التخطيط‪،‬‬
‫والذاكرة العاملة‪ ،‬والكف‪ ،‬والتحول‪ ،‬والضبط االنفعالي‪ ،‬والمراقبة الذاتية‪،‬‬
‫والمبادأة‪ ،‬ومراقبة المهام‪ ،‬وتنظيم األشياء‪ ،‬وبعض المتغيرات النفسية (القلق‪،‬‬
‫االكتئاب‪ ،‬حب الحياة‪ ،‬الرغبة في الحياة) لدى عينة من الراشدين‪.‬‬
‫‪ -6‬توجد فروق دالة إحصائيا بين الذكور واإلناث في كل من‪ :‬الوظائف التنفيذية‬
‫المتمثلة في‪ :‬التخطيط‪ ،‬والذاكرة العاملة‪ ،‬والكف‪ ،‬والتحول‪ ،‬والضبط‬
‫االنفعالي‪ ،‬والمراقبة الذاتية‪ ،‬والمبادأة‪ ،‬ومراقبة المهام‪ ،‬وتنظيم األشياء‪،‬‬
‫وبعض المتغيرات النفسية (القلق‪ ،‬االكتئاب‪ ،‬حب الحياة‪ ،‬الرغبة في الحياة)‪.‬‬
‫‪ -7‬يوجد تباين دال إحصائيا في الوظائف التنفيذية المتمثلة في‪ :‬التخطيط‪،‬‬
‫والذاكرة العاملة‪ ،‬والكف‪ ،‬والتحول‪ ،‬والضبط االنفعالي‪ ،‬والمراقبة الذاتية‪،‬‬

‫‪-264-‬‬
‫دراسات نفسية (‪ ،32‬ع‪ 2‬أبريل ‪ 2022‬ص ‪)294- 247‬‬

‫والمبادأة‪ ،‬ومراقبة المهام‪ ،‬وتنظيم األشياء‪ ،‬وبعض المتغيرات النفسية (القلق‪،‬‬


‫االكتئاب‪ ،‬حب الحياة‪ ،‬الرغبة في الحياة) طبقًا إلى مستوى التعليم‪.‬‬
‫‪ -8‬تسهم كل من الوظائف التنفيذية المتمثلة في‪ :‬التخطيط‪ ،‬والذاكرة العاملة‪،‬‬
‫والكف‪ ،‬والتحول‪ ،‬والضبط االنفعالي‪ ،‬والمراقبة الذاتية‪ ،‬والمبادأة‪ ،‬ومراقبة‬
‫المهام‪ ،‬وتنظيم األشياء في التنبؤ ببعض المتغيرات النفسية (القلق‪ ،‬االكتئاب‪،‬‬
‫حب الحياة‪ ،‬الرغبة في الحياة)‪.‬‬
‫منهج الدراسة واجراءاتها‪:‬‬
‫اعتمدت الدراسة الراهنة على المنهج الوصفي المقارن‪ ،‬وذلك للكشف عن‬
‫إسهام الوظائف التنفيذية المتمثلة في‪ :‬التخطيط‪ ،‬والذاكرة العاملة‪ ،‬والكف‪،‬‬
‫والتحول‪ ،‬والضبط االنفعالي‪ ،‬والمراقبة الذاتية‪ ،‬والمبادأة‪ ،‬ومراقبة المهام‪ ،‬وتنظيم‬
‫األشياء في التنبؤ ببعض المتغيرات النفسية (القلق‪ ،‬االكتئاب‪ ،‬حب الحياة‪ ،‬الرغبة‬
‫في الحياة) لدى عينة من الراشدين‪ .‬كما تحاول الوقوف على داللة التباينات في‬
‫هذه المتغيرات طبقًا لكل من النوع‪ ،‬التعليم‪.‬‬
‫ذكر‬
‫(أ) ينة الدراسة‪ :‬تكونت من (‪ )456‬مشارًكا ومشاركة‪ ،‬منهم (‪ً )160‬ا‬
‫و(‪ )296‬أنثى‪ ،‬ويتراوح المدى العمري للعينة الكلية ما بين ‪ 50-18‬سنة‪،‬‬
‫بمتوسط ‪ 21.33‬سنة‪ ،‬وانحراف معياري ‪ ،3.46‬وفيما يلي الخصائص‬
‫الديموجرافية لتلك المجموعة مبينة في الجدول (‪.)1‬‬
‫جدول (‪ )1‬الخصائص الديموجرافية لعينة الدراسة‬
‫الحالة االجتما ية‬ ‫المستوى التعليمي‬ ‫الجنس‬
‫دراسات‬

‫متوسط‬
‫جامعي‬
‫متزوج‬
‫مطلق‬

‫ذكور‬

‫إنا‬
‫ازب‬

‫ليا‬

‫‪2‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪394‬‬ ‫‪66‬‬ ‫‪300‬‬ ‫‪90‬‬ ‫‪160‬‬ ‫‪296‬‬

‫(ب) أدوات الدراسة‪ :‬تشتمل أدوات الدراسة على خمسة مقاييس أساسية‪ ،‬باإلضافة‬
‫عددا من البيانات الديموغرافية‬
‫إلى استمارة البيانات األولية؛ وهي تتضمن ً‬

‫‪-265-‬‬
‫اإلسهام النسبي للوظائف التنفيذية في التنبؤ ببعض المتغيرات النفسية لدى الراشدين‬

‫كالنوع‪ ،‬والسن‪ ،‬ومستوى التعليم‪ ،‬والحالة االجتماعية‪ ،‬والوظيفية‪ .‬وفيما يلي‬


‫وصف لهذه المقاييس‪:‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪(Roth,‬‬ ‫[‪ ]1‬بطارية التقدير السلوكي للوظائف التنفيذية للكبار‬
‫)‪ :Isquith, & Gioia, 2005‬استخدمت الباحثة بطارية التقدير السلوكي‬
‫للوظائف التنفيذية (‪ )BRIEF‬التي قدمها "روث" وزمالؤه عام ‪ ،2005‬وترجمتها‬
‫الباحثة وراجعتها لغويا وعدلت عليها‪ ،‬وعرضت الترجمة التي اعتمدتها الباحثة‬
‫وعدلت بعض العبارات وفقًا إلى‬ ‫ِ‬
‫على ثالثة من المتخصصين في اللغة العربية‪ُ ،‬‬
‫راء الخبراء لتتماثل في المغزى الداللي للكلمات األصلية‪ .‬وتتكون البطارية من‬
‫بندا‪ِ ،‬في صورة عبارات تقرير ذاتي تعبر عن تقييم الفرد لوظائفه التنفيذية‪،‬‬
‫(‪ً )75‬‬
‫للفئة العمرية من ‪ 18‬حتى ‪ 90‬سنة‪ ،‬وتحتوي البطارية على تسعة مجاالت هي‪:‬‬
‫(أ) مجال التخطيط وتعكسه (‪ )10‬بنود‪( ،‬ب) مجال الذاكرة العاملة‪ ،‬ويشتمل‬
‫على (‪ )8‬بنود‪ ،‬و(ج) مجال التحول‪ ،‬ويحتوي على (‪ )6‬بنود‪( ،‬د) مجال الكف‪،‬‬
‫ويشتمل على (‪ )8‬بنود‪( ،‬ه) مجال مراقبة الذات‪ ،‬ويحتوي على (‪ )6‬بنود‪( ،‬ن)‬
‫مجال المبادأة‪ ،‬ويعكسه (‪ )8‬بنود‪( ،‬و) مجال تنظيم األشياء‪ ،‬ويعكسه (‪ )8‬بنود‪،‬‬
‫أخير مجال مراقبة‬
‫(ل) مجال الضبط االنفعالي‪ ،‬ويحتوي على (‪ )10‬بنود‪ ،‬و ًا‬
‫األداء‪ ،‬ويحتوي على (‪ )6‬بنود‪ .‬باإلضافة إلى مقياس الصدق ويحتوي على (‪)5‬‬
‫بن ود‪ .‬ويستخدم مقياس ليكرت الثالثي؛ حيث تشير الدرجة الدنيا (‪ )1‬إلى عدم‬
‫أحيانا‪ ،‬بينما تشير الدرجة‬
‫ً‬ ‫حدوث السلوك نهائيا‪ ،‬وتشير الدرجة (‪ )2‬إلى تك ارره‬
‫غالبا‪ ،‬ما تشير الدرجة العليا إلى وجود اختالل في‬ ‫(‪ )3‬إلى تك ارره السلوك ً‬
‫الوظيفة التنفيذية‪ .‬وقد تُحقق من الكفاءة السيكومترية للبطارية في بعض‬
‫ذكرا‪،‬‬
‫الدراسات العربية من خالل تطبيقها على عينة قوامها (‪ )183‬مشارًكا (‪ً 98‬‬
‫وحسب‬ ‫و‪ 85‬أنثى)‪ ،‬ويتراوح المدى العمري للعينة ما بين (‪ 26 – 18‬سنة)‪ُ ،‬‬
‫الثبات من خالل االتساق الداخلي وتراوح ما بين ‪ ،0.98-0.73‬أما الثبات‬
‫إعادة التطبيق فقد بلف (‪ ،)0.90‬أما فيما يتعلق بالصدق‪ ،‬فباإلضافة إلى التحليل‬

‫)‪(1)Behavioral Rating Inventory of Executive Functions- Adult Version (BRIEF-A‬‬

‫‪-266-‬‬
‫دراسات نفسية (‪ ،32‬ع‪ 2‬أبريل ‪ 2022‬ص ‪)294- 247‬‬

‫العاملي‪ ،‬فقد حسب الصدق التالزمي لهـا مـع قائمة بيك الثانية لالكتئاب‪ ،‬وكذلك‬
‫الصدق التقاربي والتباعدي (الشقيرات‪ .)2015 ،‬وفي دراسة أخرى ـ من خالل‬
‫عينة مكونة من خمسين مشارًكا ومشاركة‪ ،‬وتراوحت أعمارهم ما بين ‪55 - 21‬‬
‫سنة‪ ،‬بمتوسط ‪ 32.15‬سنة‪ ،‬وانحراف معياري ‪ 7.25‬سنة ـ ُحسب الصدق‪ :‬وتم‬
‫بإتباع الطرق اآلتية‪( :‬أ) تقدير التجانس الداخلي‪ :‬وجاءت جميع البنود في‬
‫المقياس مرتفعة الداللة‪( ،‬ب) تقدير القدرة التمييزية‪ :‬تبين قدرة جميع البنود‬
‫فح ِسب من خالل‬‫على التمييز الجوهري بين المجموعتين الطرفيتين‪ ،‬أما الثبات‪ُ ،‬‬
‫طريقتي ألفا كرونباخ والقسمة النصفية مع تصحيح الطول باستخدام معادلة‬
‫سبيرمان‪ .‬براون‪ ،‬وجاءت النتائج على التوالي كما يلي ‪( 0.87 ،0.90‬الحويلة‪،‬‬
‫شويخ‪.)2022 ،‬‬
‫[‪ ]2‬مقياس القلق لسبيلبرجر (‪ :)1‬أعد هذا االختبار "سبيليرجر" و خرون‬
‫بندا لقياس‬
‫(‪ ،)1970‬وترجمه إلى العربية عبد الرقيب البحيري‪ ،‬ويتكون من (‪ً )20‬‬
‫ما يشعر به الفرد بوجه عام من القلق بوصفه سمة أي الميل أو التهيؤ أو السمة‬
‫نسبيا في الشخصية‪ ،‬ويتطلب المقياس أن يحدد الفرد مدى انطباق كل‬ ‫الثابتة ً‬
‫عبارة (بند) عليه‪ ،‬باختيار واحد من بدائل أربعة تمثل مقياس شدة انطباق العبارة‬
‫دائما)‪ ،‬وتتراوح الدرجات للمقياس ما بين (‪ )20-80‬درجة‪،‬‬
‫غالبا‪ً ،‬‬
‫أحيانا‪ً ،‬‬
‫(مطلقًا‪ً ،‬‬
‫وتُحقق من الكفاءة السيكومترية لهذا المقياس في العديد من العينات العربية‬
‫(البحيري‪.)2005 ،‬‬
‫[‪ ]3‬بطارية "بك" ‪ Beck‬ل كتئاب(‪( )2‬النباشي‪ ،‬مجدي‪ :)1998 ،‬وتشتمل‬
‫عرضا‬
‫ً‬ ‫بندا‪ ،‬في صورة عبارات تقرير ذاتي‪ ،‬تعكس كل منها‬ ‫البطارية على ‪ً 21‬‬
‫محددا من األعراض االكتئابية‪ ،‬وهي‪ :‬الحزن‪ ،‬التشاؤم‪ ،‬الشعور بالفشل‪ ،‬فقدان‬ ‫ً‬
‫االستمتاع باألشياء‪ ،‬مشاعر الذنب‪ ،‬عدم حب الذات‪ ،‬نقد الذات‪ ،‬التهيج‬
‫واالستثارة‪ ،‬فقدان االهتمام‪ ،‬التردد‪ ،‬تغير في صورة الجسم‪ ،‬فقدان الطاقة‪ ،‬تغيرات‬

‫‪(1) Spielberger Trait Anxiety Inventory:‬‬


‫‪(2) Beck Depression Inventory‬‬

‫‪-267-‬‬
‫اإلسهام النسبي للوظائف التنفيذية في التنبؤ ببعض المتغيرات النفسية لدى الراشدين‬

‫في نمط النوم‪ ،‬الشعور بالتعب‪ ،‬البكاء‪ ،‬فقدان الشهية‪ ،‬تغير الوزن‪ ،‬ويتطلب األداء‬
‫احدا من بدائل أربعة متدرجة الشدة (من ‪3-0‬‬ ‫على المقياس اختيار الفرد و ً‬
‫مستويات) للتعبير عن مدى انطباق العبارة عليه‪ .‬ويتم تقدير درجة الفرد على‬
‫االختبار عن طريق جمع درجاته على البنود من خالل مقياس الشدة التدريجي‪،‬‬
‫مع مالحظة أن عبارات البنود مصاغة بالصورة الموجبة التي تعبر عن االكتئاب‪،‬‬
‫و ِمن ثَم تمنح االستجابة "تنطبق بدرجة كبيرة" ‪ 3‬درجات‪ ،‬واالستجابة "تنطبق‬
‫بدرجة متوسطة" درجتان‪ ،‬واالستجابة "تنطبق بدرجة منخفضة" درجة واحدة‪،‬‬
‫واالستجابة "ال تنطبق" درجة صفر‪ .‬وتبلف النهاية العظمى للدرجة ‪ 63‬درجة (‪21‬‬
‫بندا ‪ 3 x‬درجات)‪ ،‬وطبقًا إلى نظام توزيع الدرجة على مقياس التدريج‪ ،‬تصبح‬ ‫ً‬
‫مؤشر على ازدياد خبرة الفرد باالكتئاب‪ .‬وقد تُحقق‬
‫ًا‬ ‫الدرجة المرتفعة على المقياس‬
‫من صدق المقياس من خالل دراسة (الغباشي‪ ،‬شويخ‪ )2008 ،‬من خالل الصدق‬
‫التقاربي والتمييزي وصدق االتساق الداخلي‪ ،‬كما جاءت قيم معامالت الثبات‬
‫كالتالي ‪ 0.92‬و‪ 0.85‬باستخدام كل من معامل ألفا كرونباخ ومعامل الثبات‬
‫بطريقة القسمة النصفية‪.‬‬
‫[‪ ]4‬مقياس حب الحياة لي أحمد بد الخالق (‪ :)2016‬ويشتمل هذا‬
‫بندا‪ ،‬وتتم اإلجابة عن أساس مقياس "ليكرت" خماسي البدائل‬
‫المقياس على ‪ً 16‬‬
‫كثير جدا‪ ،‬وعلى ذلك‬
‫كثيرا‪ً =5 ،‬ا‬
‫قليال‪ =3 ،‬متوسط‪ً =4 ،‬‬ ‫كما يلي‪ =1 :‬ال‪ً =2 ،‬‬
‫إجماال ‪ 80‬درجة‪ ،‬حيث تشير الدرجة العليا‬
‫ً‬ ‫تبلف الدرجة العظمي على المقياس‬
‫إلى تمتع الفرد بحب الحياة‪ .‬وقد وصل معامل ألفا كرونباخ إلى ‪ ،0.91‬واعادة‬
‫التطبيق بعد أسبوع ‪ ،0.81‬كما اتسم هذا المقياس بصدق مفهوم مرتفع‪.‬‬
‫[‪ ]5‬مقياس الرغبة في الحياة(‪ :)1‬إعداد "كيرا" وزمالئه ‪(Kira, Shuwiekh,‬‬
‫)‪ Kucharska, Al-Huwailah & Moustafa, 2020‬هو مقياس مكون من ‪6‬‬
‫عناصر لها جوانب مختلفة من الرغبة في الوجود‪ ،‬والعيش‪ ،‬والبقاء‪ ،‬واالزدهار‪.‬‬
‫ويتضمن عناصر مثل "لدي دافع للعيش"‪" ،‬إرادتي في الوجود والنجاة من الشدائد‬

‫‪(1) Will to exist-live and survive (WTELS‬‬

‫‪-268-‬‬
‫دراسات نفسية (‪ ،32‬ع‪ 2‬أبريل ‪ 2022‬ص ‪)294- 247‬‬

‫عالية بشكل عام"‪ ،‬ويتم االستجابة على المقياس من خالل البدائل الخمسة كما‬
‫يلي‪ = 4 :‬قوي جدا‪ = 3 ،‬قوي‪ = 2 ،‬محايد‪ = 1 ،‬مستنزف‪ = 0 ،‬شديد مستنفد‬
‫‪ /‬ليس لدي إرادة للبقاء على قيد الحياة‪ .‬وقد تُحقق من الكفاءة السيكومترية من‬
‫خالل التطبيق على عينة (ن=‪ ،)34‬ووجد أن معامل الثبات بطريقة حساب إعادة‬
‫التطبيق بفاصل مني ‪ 4‬أسابيع هو ‪ ،0.82‬وألفا كرونباخ ‪ ،0.91‬وارتبط هذا‬
‫يجابيا بكل‬
‫سلبيا بكل من القلق الوجودي‪ ،‬وأعراض الصحة العقلية‪ ،‬وا ً‬ ‫المقياس ً‬
‫من إعادة التقييم‪ ،‬واحترام الذات‪ ،‬والنمو ما بعد الصدمة‪.‬‬
‫الص حية القياسية لألدوات‪:‬‬
‫باإلضافة إلى المؤشرات الدالة على الصالحية القياسية لألدوات من خالل‬
‫الدراسات السابقة‪ ،‬اُستعين بمجموعة مكونة من خمسين مشارًكا ومشاركة‪،‬‬
‫وتراوحت أعمارهم ما بين ‪ 55-21‬سنة‪ ،‬بمتوسط ‪ 32.15‬سنة‪ ،‬وانحراف معياري‬
‫‪ 7.25‬سنة‪ .‬وذلك للتحقق من (أوًال)‪ :‬الصدق‪ :‬وتم بإتباع الطرق اآلتية‪( :‬أ)‬
‫تقدير التجانس الداخلي للمقاييس‪ُ :‬يعد التجانس الداخلي أحد مؤشرات صدق‬
‫ويقدر عن طريق حساب داللة معامل‬ ‫التكوين (خطاب‪ ،2001 ،‬ص‪ُ .)124‬‬
‫ارتباط الدرجة على كل بند بالدرجة الكلية؛ وذلك بالنسبة ألدوات الدراسة‪ :‬بطارية‬
‫التقدير السلوكي للوظائف التنفيذية للكبار‪ ،‬ومقياس القلق‪ ،‬وبطارية "بك"‬
‫االكتئاب‪ ،‬ومقياس حب الحياة‪ ،‬ومقياس الرغبة في الحياة‪ .‬وقد تراوحت معامالت‬
‫االرتباط ما بين ‪ 0.86‬و‪ ،0.92‬وجاءت جميع البنود في كل المقاييس مرتفعة‬
‫الداللة‪ ،‬ومن ثَم لم ُيحذف أي بند‪( .‬ب) تقدير القدرة التمييزية لمقاييس الدراسة‪:‬‬
‫ويمكن استكشافها عن طريق حساب مدى قدرة كل بند على التمييز بين‬
‫المجموعات الطرفية عليه‪ ،‬وتقوم هذه الطريقة على المقارنة بين مجموعتين‬
‫اعتمادا على الدرجة الكلية‪ ،‬حيث تمثل المجموعة األولى أقل ‪٪25‬‬‫ً‬ ‫متعارضتين‬
‫(الربيع األدنى)‪ ،‬في حين تمثل المجموعة الثانية أعلى ‪( ٪25‬الربيع األعلى)‪،‬‬
‫ثم بيان داللة الفرق بين كل بند من بنود المقياس بين هاتين المجموعتين‪ ،‬وإلجراء‬
‫ذلك ُح ِسبت الفروق بين متوسطي المجموعتين الطرفيتين على كل بند‪ ،‬وتبين من‬
‫النتائج قدرة جميع البنود على التمييز الجوهري بين المجموعتين الطرفيتين‪ ،‬وهو‬

‫‪-269-‬‬
‫اإلسهام النسبي للوظائف التنفيذية في التنبؤ ببعض المتغيرات النفسية لدى الراشدين‬

‫ما يمكن النظر إليه على أنه أحد المؤشرات الدالة على الصدق‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬ثبات األدوات‬ ‫ً‬
‫يوض ـ ـ ــح جدول (‪ )2‬معامالت الثبات لمقياسـ ـ ـ ـي الد ارس ـ ـ ــة (بطارية التقدير‬
‫السـ ـ ـ ـ ـ ـ ــلوكي للوظائف التنفيذية للكبار‪ ،‬ومقياس القلق‪ ،‬وبطارية "بك" االكتئاب‪،‬‬
‫ومقياس حب الحياة‪ ،‬ومقياس الرغبة في الحياة) المس ـ ـ ــتخلص ـ ـ ــة من طريقتي ألفا‬
‫كرونباخ والقسـ ـ ــمة النصـ ـ ــفية مع تصـ ـ ــحيح الطول باسـ ـ ــتخدام معادلة سـ ـ ــبيرمان ـ‬
‫براون‪ ،‬وتراوحــت تلــك القيم بين ‪ 071‬و‪َ ،0.95‬م ـا يشـ ـ ـ ـ ـ ـ ــير إلى تمتع المق ـاييس‬
‫بمؤشرات ثبات جيدة‪.‬‬
‫جدول (‪)2‬‬
‫معام ت ألفا كرونباخ والقسمة النصفية بعد تصحيح الطول‬
‫للداللة لى ثبات مقاييس الدراسة‬
‫القسمة النصفية بعد تصحيح الطول‬ ‫معامل‬
‫المقاييس‬
‫معامل الثبات‬ ‫دد البنود‬ ‫ألفا‬
‫‪0.95‬‬ ‫(‪)37/38‬‬ ‫‪0.97‬‬ ‫مقياس الوظائف التنفيذية‬ ‫‪1‬‬
‫‪0.71‬‬ ‫(‪)10/10‬‬ ‫‪0.77‬‬ ‫مقياس القلق‬ ‫‪2‬‬
‫‪0.89‬‬ ‫(‪)10/11‬‬ ‫‪0.91‬‬ ‫بطارية "بك" ل كتئاب‬ ‫‪3‬‬
‫‪0.92‬‬ ‫(‪)8/8‬‬ ‫‪0.97‬‬ ‫مقياس حب الحياة‬ ‫‪4‬‬
‫‪0.88‬‬ ‫(‪)10/11‬‬ ‫‪0.94‬‬ ‫مقياس الرغبة في الحياة‬ ‫‪5‬‬
‫النتائج‪:‬‬
‫نتائج الفرد األول‪:‬‬
‫قة ارتباطية دالة بين الوظائف‬ ‫ينص هذا الفرد لى أنه "توجد‬
‫التنفيذية المتمثلة في‪ :‬التخطيط‪ ،‬والذاكرة العاملة‪ ،‬والكف‪ ،‬والتحول‪ ،‬والضبط‬
‫االنفعالي‪ ،‬والمراقبة الذاتية‪ ،‬والمبادأة‪ ،‬ومراقبة المهام‪ ،‬وتنظيم األشياء‪ ،‬وبعد‬
‫المتنيرات النفسية (القلق‪ ،‬االكتئاب‪ ،‬حب الحياة‪ ،‬الرغبة في الحياة) لدى ينة‬
‫من الراشدين"‪.‬‬

‫‪-270-‬‬
‫دراسات نفسية (‪ ،32‬ع‪ 2‬أبريل ‪ 2022‬ص ‪)294- 247‬‬

‫جدول (‪)3‬‬
‫معام ت االرتباط بين كل من الوظائف التنفيذية وبعد المتنيرات النفسية‬
‫(القلق‪ ،‬االكتئاب‪ ،‬حب الحياة‪ ،‬الرغبة في الحياة)‬
‫الرغبة في‬
‫حب الحياة‬ ‫االكتئاب‬ ‫القلق‬ ‫المقاييس‬ ‫م‬
‫الحياة‬
‫‪***0.41-‬‬ ‫‪***0.35-‬‬ ‫‪**0.49‬‬ ‫‪***0.49‬‬ ‫التخطيط‬ ‫‪1‬‬
‫*‬
‫‪***0.45-‬‬ ‫‪***0.39-‬‬ ‫‪**0.51‬‬ ‫‪***0.49‬‬ ‫الذاكرة العاملة‬ ‫‪2‬‬
‫*‬
‫‪***0.43-‬‬ ‫‪***0.32-‬‬ ‫‪**0.54‬‬ ‫‪***0.50‬‬ ‫الكف‬ ‫‪3‬‬
‫*‬
‫‪***0.41-‬‬ ‫‪***0.36-‬‬ ‫‪**0.53‬‬ ‫‪***0.49‬‬ ‫التحول‬ ‫‪4‬‬
‫*‬
‫‪***0.33-‬‬ ‫‪***0.33-‬‬ ‫‪**0.52‬‬ ‫‪***0.49‬‬ ‫الضبط االنفعالي‬ ‫‪5‬‬
‫*‬
‫‪***0.39-‬‬ ‫‪***0.31-‬‬ ‫‪**0.47‬‬ ‫‪***0.42‬‬ ‫المراقبة الذاتية‬ ‫‪6‬‬
‫*‬
‫‪***0.39-‬‬ ‫‪***0.36-‬‬ ‫‪**0.49‬‬ ‫‪***0.49‬‬ ‫المبادأة‬ ‫‪7‬‬
‫*‬
‫‪***0.38-‬‬ ‫‪***0.29-‬‬ ‫‪**0.42‬‬ ‫‪***0.41‬‬ ‫مراقبة المهام‬ ‫‪8‬‬
‫*‬
‫‪***0.30-‬‬ ‫‪***0.22-‬‬ ‫‪**0.31‬‬ ‫‪***0.30‬‬ ‫تنظيم األشياء‬ ‫‪9‬‬
‫*‬
‫‪***0.46-‬‬ ‫‪***0.39-‬‬ ‫‪**0.57‬‬ ‫‪***0.54‬‬ ‫الدددة ادددة الكليدددة للو دددا ف‬ ‫‪10‬‬
‫*‬ ‫التنفيذية‬
‫(***) دال فيما وراء ‪0.001‬‬
‫يتضح من الجدول (‪ )3‬ما يأتي‪:‬‬
‫طا دال‬‫‪ -1‬فيما يتعلق بالع قة بين كل الوظائف التنفيذية والقلق‪ :‬ظهر ارتبا ً‬
‫إيجــابًيـا عنــد مسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتوى ‪ 0.001‬بين كــل الوظــائف التنفيــذيــة والمتمثلــة ِفي‪:‬‬
‫التخطيط‪ ،‬والذاكرة العاملة‪ ،‬والكف‪ ،‬والتحول‪ ،‬والض ـ ـ ــبط االنفعالي‪ ،‬والمراقبة‬
‫الــذاتيــة‪ ،‬والمبــادأة‪ ،‬ومراقبــة المهــام‪ ،‬وتنظيم األش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيــاء‪ ،‬والــدرجــة الكليــة من‬
‫ناحية‪ ،‬والقلق من ناحية أخرى لدى ال ارش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدين‪ ،‬أي إن اختالل الوظائف‬
‫التنفيذية بكل أنماطها يصاحبه ارتفاع درجة القلق‪.‬‬
‫‪ -2‬أم يا ن الع قيية بين الوظييائف التنفيييذييية واال كتئيياب‪ :‬فق ــد ارتبطـ ـت ك ــل‬

‫‪-271-‬‬
‫اإلسهام النسبي للوظائف التنفيذية في التنبؤ ببعض المتغيرات النفسية لدى الراشدين‬

‫الوظـ ــائف التنفيـ ــذيـ ــة والمتمثلـ ــة في‪ :‬التخطيط‪ ،‬وال ــذاكرة العـــاملـ ــة‪ ،‬والكف‪،‬‬
‫والتحول‪ ،‬والضـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبط االنفعالي‪ ،‬والمراقبة الذاتية‪ ،‬والمبادأة‪ ،‬ومراقبة المهام‪،‬‬
‫وتنظيم األش ـ ــياء‪ ،‬والدرجة الكلية بش ـ ــكل دال وايجابي عند مس ـ ــتوى ‪0.001‬‬
‫باالكتئاب‪ ،‬بمعنى أن ارتفاع خلل الوظائف التنفيذية لدى ال ارشـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد يالزمه‬
‫الشعور باالكتئاب‪.‬‬
‫‪ -3‬فيما يخص الع قة بين الوظائف التنفيذية وحب الحياة‪ :‬كــانــت العالقــة‬
‫بينهما س ـ ـ ـ ـ ــلبية ودالة عند مس ـ ـ ـ ـ ــتوى ‪ ،0.001‬وهذا معناه أن خلل الوظائف‬
‫التنفيذية بكل أنماطها يزامنه انخفاض حب الحياة لدى الراشدين‪.‬‬
‫أخير الع قة بين الوظائف التنفيذية والرغبة في الحياة‪ :‬وجد ارتباطًا دال‬
‫‪ -4‬و ًا‬
‫سلبيا عند مستوى ‪ 0.001‬بين كل الوظائف التنفيذية والرغبة في الحياة لدى‬
‫ً‬
‫الراشدين‪ ،‬أي إن اختالل الوظائف التنفيذية بكل أنماطها يصاحبه انخفاض‬
‫الرغبة في الحياة‪ ،‬والعكس صحيح‪.‬‬
‫تالزما بين كل خلل الوظائف التنفيذية‬ ‫ً‬ ‫ونســتخلص مما ســبق إلى أن هناك‬
‫والمتمثلة في‪ :‬التخطيط‪ ،‬والذاكرة العاملة‪ ،‬والكف‪ ،‬والتحول‪ ،‬والض ـ ـ ـ ــبط االنفعالي‪،‬‬
‫والمراقبـة الـذاتيـة‪ ،‬والمبـادأة‪ ،‬ومراقبـة المهـام‪ ،‬وتنظيم األش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـيـاء‪ ،‬والـدرجـة الكليـة‪،‬‬
‫إيجابيا مع القلق واالكتئاب‪،‬‬ ‫ً‬ ‫وبعض المتغيرات النفس ـ ـ ـ ـ ـ ــية‪ ،‬حيث جاء هذا التزامن‬
‫وسلبيا مع حب الحياة والرغبة في الحياة‪.‬‬ ‫ً‬
‫نتائج الفرد الثاني‪ :‬توجد فروق دالة إحصائيًّا بين الذكور واإلنا في‬
‫كل من‪ :‬الوظائف التنفيذية المتمثلة في‪ :‬التخطيط‪ ،‬والذاكرة العاملة‪ ،‬والكف‪،‬‬
‫والتحول‪ ،‬والضبط االنفعالي‪ ،‬والمراقبة الذاتية‪ ،‬والمبادأة‪ ،‬ومراقبة المهام‪،‬‬
‫وتنظيم األشياء‪ ،‬وبعد المتنيرات النفسية (القلق‪ ،‬االكتئاب‪ ،‬حب الحياة‪،‬‬
‫الرغبة في الحياة)‪ :‬واُستخدم اختبار "ت" لدراسة الفروق بين متوسطتين‬
‫لمجموعتين مستقلتين‪.‬‬

‫‪-272-‬‬
‫دراسات نفسية (‪ ،32‬ع‪ 2‬أبريل ‪ 2022‬ص ‪)294- 247‬‬

‫جدول (‪)4‬‬
‫داللة قيمة "ت" للفروق بين الذكور واإلنا في كل الوظائف التنفيذية‪،‬‬
‫وبعد المتنيرات النفسية (القلق‪ ،‬االكتئاب‪ ،‬حب الحياة‪ ،‬الرغبة في الحياة)‬
‫ينة اإلنا‬ ‫ينة الذكور‬
‫قيمة‬
‫داللة‬ ‫(ن=‪)296‬‬ ‫(ن=‪)160‬‬ ‫الييبييينود‬ ‫م‬
‫"ت"‬
‫ع‬ ‫م‬ ‫ع‬ ‫م‬
‫‪0.001‬‬ ‫‪3.72-‬‬ ‫‪4.09‬‬ ‫‪16.29‬‬ ‫‪3.79‬‬ ‫‪14.20‬‬ ‫‪ -1‬التخطيط‬
‫‪0.001‬‬ ‫‪4.18-‬‬ ‫‪3.38‬‬ ‫‪12.90‬‬ ‫‪3.05‬‬ ‫‪10.97‬‬ ‫‪ -2‬الذاكرة العاملة‬
‫‪0.001‬‬ ‫‪4.31-‬‬ ‫‪3.17‬‬ ‫‪13.48‬‬ ‫‪3.01‬‬ ‫‪11.60‬‬ ‫‪ -3‬الكف‬
‫‪0.001‬‬ ‫‪3.55-‬‬ ‫‪2.75‬‬ ‫‪10.11‬‬ ‫‪2.61‬‬ ‫‪8.77‬‬ ‫‪ -4‬التحول‬
‫‪0.001‬‬ ‫‪5.59-‬‬ ‫‪5.03‬‬ ‫‪18.45‬‬ ‫‪4.21‬‬ ‫‪14.63‬‬ ‫‪ -5‬الضبط االنفعالي‬
‫‪0.04‬‬ ‫‪2.91-‬‬ ‫‪2.51‬‬ ‫‪9.28‬‬ ‫‪2.52‬‬ ‫‪8.27‬‬ ‫‪ -6‬المراقبة الذاتية‬
‫‪0.001‬‬ ‫‪3.69-‬‬ ‫‪3.26‬‬ ‫‪14.07‬‬ ‫‪3.53‬‬ ‫‪12.38‬‬ ‫‪ -7‬المبادأة‬
‫‪0.04‬‬ ‫‪2.02-‬‬ ‫‪2.52‬‬ ‫‪9.08‬‬ ‫‪2.33‬‬ ‫‪8.38‬‬ ‫‪ -8‬مراقبة المهام‬
‫‪0.39‬‬ ‫‪0.86-‬‬ ‫‪3.27‬‬ ‫‪11.66‬‬ ‫‪336‬‬ ‫‪11.27‬‬ ‫‪ -9‬تنظيم األشياء‬
‫‪0.001‬‬ ‫الدرجة الكلية للوظائف‬
‫‪4.32-‬‬ ‫‪36.30 123.42 25.79 107.72‬‬
‫التنفيذية‬
‫‪0.001‬‬ ‫‪7.26-‬‬ ‫‪6.74‬‬ ‫‪50.95‬‬ ‫‪7.59‬‬ ‫‪44.07‬‬ ‫‪ -1‬القلق‬
‫‪0.001‬‬ ‫‪3.84-‬‬ ‫‪11.27‬‬ ‫‪17.31‬‬ ‫‪10.34‬‬ ‫‪11.38‬‬ ‫‪ -2‬االكتئاب‬
‫‪0.001‬‬ ‫‪3.32‬‬ ‫‪14.39‬‬ ‫‪51.59‬‬ ‫‪13.39‬‬ ‫‪85.15‬‬ ‫‪ -3‬حب الحياة‬
‫‪0.10‬‬ ‫‪1.63-‬‬ ‫‪11.72‬‬ ‫‪79.58‬‬ ‫‪17.55‬‬ ‫‪82.43‬‬ ‫‪ -4‬الرغبة في الحياة‬

‫يتضح من الجدول السابق (‪ )4‬وجود فروق دالة إحصائيا بين الذكور‬


‫واإلناث في أغلب الوظائف التنفيذية التالية‪ :‬التخطيط‪ ،‬والذاكرة العاملة‪ ،‬والكف‪،‬‬
‫والتحول‪ ،‬والضبط االنفعالي‪ ،‬والمراقبة الذاتية‪ ،‬والمبادأة‪ ،‬ومراقبة المهام‪ ،‬والدرجة‬
‫الكلية لصالح اإلناث‪ .‬في حين لم نجد فروق بينهما في تنظيم األشياء‪ .‬بمعنى‬

‫‪-273-‬‬
‫اإلسهام النسبي للوظائف التنفيذية في التنبؤ ببعض المتغيرات النفسية لدى الراشدين‬

‫اختالال في الوظائف التنفيذية من الذكور‪ .‬أما عن المتنيرات‬ ‫ً‬ ‫أن اإلناث أكثر‬
‫حبا للحياة من الذكور‪ ،‬بينما لم‬
‫النفسية فجاءت اإلناث أكثر قلقًا‪ ،‬واكتئابا‪ ،‬وأقل ً‬
‫يوجد فروق بينهما في الرغبة في الحياة‪.‬‬
‫نتائج الفرد الثال ‪:‬‬
‫وينص هذا الفرد لى أنه "يوجد تباين دال إحصائيًّا في الوظائف‬
‫التنفيذية المتمثلة في‪ :‬التخطيط‪ ،‬والذاكرة العاملة‪ ،‬والكف‪ ،‬والتحول‪ ،‬والضبط‬
‫االنفعالي‪ ،‬والمراقبة الذاتية‪ ،‬والمبادأة‪ ،‬ومراقبة المهام‪ ،‬وتنظيم األشياء‪ ،‬وبعد‬
‫المتنيرات النفسية (القلق‪ ،‬االكتئاب‪ ،‬حب الحياة‪ ،‬الرغبة في الحياة) طبقًا‬
‫لمستوى التعليم"‪ :‬وفي سبيل ذلك قُسم متغير التعليم في عينة الدراسة إلى ثالث‬
‫مجموعات‪ )1( :‬متوسط‪ ،‬و(‪ )2‬جامعي‪ )3( ،‬دراسات عليا‪.‬‬

‫‪-274-‬‬
‫دراسات نفسية (‪ ،32‬ع‪ 2‬أبريل ‪ 2022‬ص ‪)294- 247‬‬

‫جدول (‪)5‬‬
‫داللة قيم "ف" الناتجة ن تحليل التباين أحادي االتجاه للكشف ن الفروق في كل من‬
‫الوظائف التنفيذية وبعد المتنيرات النفسية طبقًا لمستوى التعليم‬
‫مستوى‬ ‫قيمة‬ ‫متوسط‬ ‫د اات‬ ‫مجموع‬ ‫عةد‬
‫المتغيرات‬
‫الةاللة‬ ‫"ف"‬ ‫المربعات‬ ‫الحرية‬ ‫المربعات‬ ‫األفراد‬
‫‪90‬‬ ‫متوسط‬
‫‪0.01‬‬ ‫‪4.40‬‬ ‫‪73.30‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪146.60‬‬ ‫‪300‬‬ ‫اامعي‬ ‫التخطيط‬
‫‪66‬‬ ‫د اسات عليا‬
‫‪90‬‬ ‫متوسط‬
‫‪0.01‬‬ ‫‪4.30‬‬ ‫‪49.08‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪98.16‬‬ ‫‪300‬‬ ‫اامعي‬ ‫الذاكرة العاملة‬
‫‪66‬‬ ‫د اسات عليا‬
‫‪90‬‬ ‫متوسط‬
‫‪0.001‬‬ ‫‪13.61‬‬ ‫‪132.55‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪265.10‬‬ ‫‪300‬‬ ‫اامعي‬ ‫الكف‬
‫‪66‬‬ ‫د اسات عليا‬
‫‪90‬‬ ‫متوسط‬
‫‪0.005‬‬ ‫‪5.27‬‬ ‫‪39.72‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪79.45‬‬ ‫‪300‬‬ ‫اامعي‬ ‫التحول‬
‫‪66‬‬ ‫د اسات عليا‬
‫‪90‬‬ ‫متوسط‬
‫الضبط‬
‫‪0.001‬‬ ‫‪8.27‬‬ ‫‪207.81‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪415.62‬‬ ‫‪300‬‬ ‫اامعي‬
‫االنفعالي‬
‫‪66‬‬ ‫د اسات عليا‬
‫‪90‬‬ ‫متوسط‬
‫‪0.003‬‬ ‫‪5.77‬‬ ‫‪36.31‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪72.62‬‬ ‫‪300‬‬ ‫اامعي‬ ‫المراقبة الذاتية‬
‫‪66‬‬ ‫د اسات عليا‬
‫‪90‬‬ ‫متوسط‬
‫‪0.005‬‬ ‫‪5.30‬‬ ‫‪58.13‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪116.26‬‬ ‫‪300‬‬ ‫اامعي‬ ‫المبادأة‬
‫‪66‬‬ ‫د اسات عليا‬
‫‪90‬‬ ‫متوسط‬
‫‪0.02‬‬ ‫‪3.65‬‬ ‫‪22.74‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪45.47‬‬ ‫‪300‬‬ ‫اامعي‬ ‫مراقبة المهام‬
‫‪66‬‬ ‫د اسات عليا‬
‫‪90‬‬ ‫متوسط‬
‫‪0.11‬‬ ‫‪2.21‬‬ ‫‪23.67‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪47.34‬‬ ‫‪300‬‬ ‫اامعي‬ ‫تنظيم األشياء‬
‫‪66‬‬ ‫د اسات عليا‬
‫‪90‬‬ ‫متوسط‬ ‫الة اة الكلية‬
‫‪5005.8‬‬
‫‪0.001‬‬ ‫‪7.19‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪10011.64‬‬ ‫‪300‬‬ ‫اامعي‬ ‫للو ا ف‬
‫‪2‬‬
‫‪66‬‬ ‫د اسات عليا‬ ‫التنفيذية‬
‫‪90‬‬ ‫متوسط‬
‫‪0.002‬‬ ‫‪6.22‬‬ ‫‪318.10‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪636.20‬‬ ‫‪300‬‬ ‫اامعي‬ ‫القلق‬
‫‪66‬‬ ‫د اسات عليا‬
‫‪90‬‬ ‫متوسط‬
‫‪0.002‬‬ ‫‪6.16‬‬ ‫‪771.83‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪1543.65‬‬ ‫‪300‬‬ ‫اامعي‬ ‫االكتئاب‬
‫‪66‬‬ ‫د اسات عليا‬
‫‪90‬‬ ‫متوسط‬
‫‪0.79‬‬ ‫‪0.22‬‬ ‫‪46.78‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪93.56‬‬ ‫‪300‬‬ ‫اامعي‬ ‫حب الحياة‬
‫‪66‬‬ ‫د اسات عليا‬
‫‪90‬‬ ‫متوسط‬ ‫الرغبة في‬
‫‪0.07‬‬ ‫‪2.86‬‬ ‫‪427.46‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪854.91‬‬ ‫‪300‬‬ ‫اامعي‬ ‫الحياة‬
‫‪66‬‬ ‫د اسات عليا‬

‫‪-275-‬‬
‫اإلسهام النسبي للوظائف التنفيذية في التنبؤ ببعض المتغيرات النفسية لدى الراشدين‬

‫يتضح من الجدول السابق رقم (‪ )5‬وجود تأثير دال لمستوى التعليم في‬
‫معظم متغيرات الوظائف التنفيذية‪ :‬التخطيط‪ ،‬والذاكرة العاملة‪ ،‬والكف‪ ،‬والتحول‪،‬‬
‫والضبط االنفعالي‪ ،‬والمراقبة الذاتية‪ ،‬والمبادأة‪ ،‬ومراقبة المهام‪ ،‬كذلك الدرجة الكلية‬
‫للوظائف التنفيذية‪ ،‬وبعض المتغيرات النفسية (القلق‪ ،‬االكتئاب)‪ ،‬إذ جاءت قيم‬
‫"ف" دالة لهم‪ .‬في حين جاءت قيم "ف" الخاصة بكل من تنظيم األشياء‪ ،‬وحب‬
‫وبناء على تلك‬
‫ً‬ ‫الحياة‪ ،‬والرغبة في الحياة من المتغيرات النفسية غير دالة لهم‪.‬‬
‫النتائج سوف ُيعمل مقارنات ثنائية في إطار المتغيرات الدالة لمعرفة اتجاه‬
‫الفروق‪ ،‬وذلك باستخدام معادلة "شيفه"‪.‬‬
‫وقد اتضح أن ثمة فروقًا دالة إحصائيا بين المجموعات الفرعية الثالثة‬
‫(‪ )1‬متوسطة‪ ،‬و(‪ )2‬جامعي‪ )3( ،‬دراسات عليا لمستوى التعليم في معظم‬
‫الوظائف التنفيذية‪ ،‬وبعض المتغيرات النفسية‪ ،‬إذ جاءت مجموعة الدراسات العليا‬
‫األفضل في الوظائف التنفيذية واألقل في القلق واالكتئاب‪ ،‬من مجموعتي التعليم‬
‫المتوسط والجامعي‪ ،‬في حين اختفت الفروق بين مجموعتي التعليم المتوسط‬
‫والجامعي‪.‬‬
‫نتائج الفرد الرابع‪:‬‬
‫وينص هذا الفرد لى أنه "تسهم كل من الوظائف التنفيذية المتمثلة‬
‫في‪ :‬التخطيط‪ ،‬والذاكرة العاملة‪ ،‬والكف‪ ،‬والتحول‪ ،‬والضبط االنفعالي‪ ،‬والمراقبة‬
‫الذاتية‪ ،‬والمبادأة‪ ،‬ومراقبة المهام‪ ،‬وتنظيم األشياء في التنبؤ ببعد المتنيرات‬
‫النفسية (القلق‪ ،‬االكتئاب‪ ،‬حب الحياة‪ ،‬الرغبة في الحياة)‪.‬‬
‫يختص هذا القسم بتحليل االنحدار لتحديد المنبئات؛ المتمثلة في أبعاد‬
‫الوظائف التنفيذية هي‪ :‬التخطيط‪ ،‬والذاكرة العاملة‪ ،‬والكف‪ ،‬والتحول‪ ،‬والضبط‬
‫االنفعالي‪ ،‬والمراقبة الذاتية‪ ،‬والمبادأة‪ ،‬ومراقبة المهام‪ ،‬وتنظيم األشياء‪ ،‬في التنبؤ‬
‫ببعض المتغيرات النفسية (القلق‪ ،‬االكتئاب‪ ،‬حب الحياة‪ ،‬الرغبة في الحياة)‪.‬‬

‫‪-276-‬‬
‫دراسات نفسية (‪ ،32‬ع‪ 2‬أبريل ‪ 2022‬ص ‪)294- 247‬‬

‫‪-1‬منبئات القلق من الوظائف التنفيذية لدى الراشدين‪:‬‬


‫يعرض جدول رقم (‪ )6‬نتائج تحليل االنحدار لبيانات مجموعة الراشدين‬
‫لتبين منبئات القلق (متغير تابع) من بين مجموعة الوظائف التنفيذية (متغيرات‬
‫مستقلة)‪.‬‬
‫جدول (‪ )6‬نتائج تحليل االنحدار لدى الراشدين‬
‫المتنيرات المنبئة‪ :‬الوظائف التنفيذية‬
‫المتنير التابع‪ :‬القلق‬
‫المعامل‬
‫مستوى‬ ‫قيمة‬ ‫بيتا‬ ‫المتنير‬
‫البابي‬ ‫المتنيرات المنبئة‬
‫الداللة‬ ‫"ت"‬ ‫‪Beta‬‬ ‫التابع‬
‫)‪(B‬‬
‫‪0.001‬‬ ‫‪6.57-‬‬ ‫يييييييي‬ ‫‪32.77‬‬ ‫الثابت‬
‫‪0.19‬‬ ‫‪1.29‬‬ ‫‪0.23‬‬ ‫‪0.41‬‬ ‫التخطيط‬
‫‪0.15‬‬ ‫‪1.44‬‬ ‫‪0.21‬‬ ‫‪0.44‬‬ ‫الذاكرة العاملة‬
‫‪0.36‬‬ ‫‪0.92‬‬ ‫‪0.13‬‬ ‫‪0.29‬‬ ‫الكف‬
‫‪0.43‬‬ ‫‪0.79‬‬ ‫‪0.10‬‬ ‫‪0.26‬‬ ‫التحول‬
‫‪0.31‬‬ ‫‪1.02‬‬ ‫‪0.21‬‬ ‫‪0.29‬‬ ‫الضبط االنفعالي‬
‫اليييقييليييق‬

‫‪0.68‬‬ ‫‪0.42‬‬ ‫‪0.05‬‬ ‫‪0.14‬‬ ‫المراقبة الذاتية‬


‫‪0.48‬‬ ‫‪0.72‬‬ ‫‪0.12‬‬ ‫‪0.25‬‬ ‫المبادأة‬
‫‪0.59‬‬ ‫‪0.53-‬‬ ‫‪0.07-‬‬ ‫‪0.19-‬‬ ‫مراقبة المهام‬
‫‪0.41‬‬ ‫‪0.82-‬‬ ‫‪0.11-‬‬ ‫‪0.25-‬‬ ‫تنظيم األشياء‬
‫‪0.84‬‬ ‫‪0.21-‬‬ ‫‪0.20-‬‬ ‫‪0.06-‬‬ ‫الدرجة الكلية‬
‫للوظائف التنفيذية‬
‫لما بأن قيمة "ف" تساوي (‪ )22.66‬بداللة ند (‪( ،)0.001‬ر=‪ ،)0.62‬و(ر‪)0.39 =2‬‬
‫ً‬
‫يبين الجدول السابق أن أبعاد الوظائف التنفيذية لدى الراشدين ال تنبؤ‬
‫بالقلق‪ ،‬إذ جاءت جميع الوظائف التنفيذية وكذلك الدرجة الكلية غير دالة‪.‬‬

‫‪-277-‬‬
‫اإلسهام النسبي للوظائف التنفيذية في التنبؤ ببعض المتغيرات النفسية لدى الراشدين‬

‫‪-2‬منبئات اال كتئاب من الوظائف التنفيذية لدى الراشدين‪:‬‬


‫جدول (‪ )7‬نتائج تحليل االنحدار لدى الراشدين‬
‫المتنيرات المنبئة‪ :‬الوظائف التنفيذية‬
‫المتنير التابع‪ :‬اال كتئاب‬
‫المعامل‬
‫مستوى‬ ‫قيمة‬ ‫بيتا‬ ‫المتنير‬
‫البابي‬ ‫المتنيرات المنبئة‬
‫الداللة‬ ‫"ت"‬ ‫‪Beta‬‬ ‫التابع‬
‫)‪(B‬‬
‫‪0.001‬‬ ‫‪6.57-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪14.51-‬‬ ‫الثابت‬
‫‪0.12‬‬ ‫‪1.58-‬‬ ‫‪0.27-‬‬ ‫‪0.57-‬‬ ‫التخطيط‬
‫‪0.44‬‬ ‫‪0.77-‬‬ ‫‪0.11-‬‬ ‫‪0.35-‬‬ ‫الذاكرة العاملة‬
‫‪0.39‬‬ ‫‪0.87-‬‬ ‫‪0.12-‬‬ ‫‪0.42-‬‬ ‫الكف‬
‫‪0.44‬‬ ‫‪0.77-‬‬ ‫‪0.09-‬‬ ‫‪0.38-‬‬ ‫التحول‬
‫االكتئاب‬
‫‪0.13‬‬ ‫‪1.52-‬‬ ‫‪0.29-‬‬ ‫‪0.66-‬‬ ‫الضبط االنفعالي‬
‫‪0.51‬‬ ‫‪0.66-‬‬ ‫‪0.07-‬‬ ‫‪0.32-‬‬ ‫المراقبة الذاتية‬
‫‪0.03‬‬ ‫‪2.25-‬‬ ‫‪0.35-‬‬ ‫‪1.19-‬‬ ‫المبادأة‬
‫‪0.002‬‬ ‫‪3.14-‬‬ ‫‪0.37-‬‬ ‫‪1.68-‬‬ ‫مراقبة المهام‬
‫‪0.001‬‬ ‫‪3.22-‬‬ ‫‪0.43-‬‬ ‫‪1.48-‬‬ ‫تنظيم األشياء‬
‫‪0.01‬‬ ‫‪2.84‬‬ ‫‪2.34‬‬ ‫‪0.99‬‬ ‫الدرجة الكلية‬
‫للوظائف التنفيذية‬
‫لما بأن قيمة "ف" تساوي (‪ )28.29‬بداللة ند (‪( ،)0.001‬ر=‪ ،)0.62‬و(ر‪)0.39 =2‬‬
‫ً‬
‫يبين الجدول السابق أن بعض أبعاد الوظائف التنفيذية لدى الراشدين تتنبأ‬
‫باالكتئاب‪ ،‬وهي‪ :‬المبادأة‪ ،‬ومراقبة المهام‪ ،‬وتنظيم األشياء‪ ،‬وكذلك الدرجة الكلية‬
‫للوظائف التنفيذية‪ ،‬وكلها تقوم بهذا الدور بصورة عالية الداللة‪ ،‬بمعنى أن بعض‬
‫اختالل الوظائف التنفيذية هو المنبئ باإلصابة باالكتئاب‪ ،‬في حين غابت باقي‬
‫منبئا لهذا المتغير‪.‬‬
‫المتغيرات في كونها ً‬

‫‪-278-‬‬
‫دراسات نفسية (‪ ،32‬ع‪ 2‬أبريل ‪ 2022‬ص ‪)294- 247‬‬

‫‪-3‬منبئات حب الحياة من الوظائف التنفيذية لدى الراشدين‪:‬‬


‫جدول (‪ )8‬نتائج تحليل االنحدار لدى الراشدين‬
‫المتنيرات المنبئة‪ :‬الوظائف التنفيذية‬
‫المتنير التابع‪ :‬حب الحياة‬
‫المعامل‬
‫مستوى‬ ‫قيمة‬ ‫بيتا‬ ‫المتنير‬
‫البابي‬ ‫المتنيرات المنبئة‬
‫الداللة‬ ‫"ت"‬ ‫‪Beta‬‬ ‫التابع‬
‫)‪(B‬‬
‫‪0.001‬‬ ‫‪23.61‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪76.83‬‬ ‫الثابت‬
‫‪0.71‬‬ ‫‪0.37-‬‬ ‫‪0.07-‬‬ ‫‪0.26-‬‬ ‫التخطيط‬
‫‪0.11‬‬ ‫‪1.62-‬‬ ‫‪0.26-‬‬ ‫‪1.09-‬‬ ‫الذاكرة العاملة‬
‫‪0.62‬‬ ‫‪0.50‬‬ ‫‪0.08‬‬ ‫‪0.36‬‬ ‫الكف‬
‫‪0.76‬‬ ‫‪0.42-‬‬ ‫‪0.06-‬‬ ‫‪0.31-‬‬ ‫التحول‬
‫‪0.67‬‬ ‫‪0.43-‬‬ ‫‪0.09-‬‬ ‫‪0.28-‬‬ ‫الضبط االنفعالي‬
‫حب الحياة‬

‫‪0.77‬‬ ‫‪0.29-‬‬ ‫‪0.04-‬‬ ‫‪0.21-‬‬ ‫المراقبة الذاتية‬


‫‪0.75‬‬ ‫‪0.32-‬‬ ‫‪0.06-‬‬ ‫‪0.25-‬‬ ‫المبادأة‬
‫‪0.36‬‬ ‫‪0.92‬‬ ‫‪0.13‬‬ ‫‪0.72‬‬ ‫مراقبة المهام‬
‫‪0.49‬‬ ‫‪0.69‬‬ ‫‪0.11‬‬ ‫‪0.47‬‬ ‫تنظيم األشياء‬
‫‪0.89‬‬ ‫‪0.14-‬‬ ‫‪0.15-‬‬ ‫‪0.08-‬‬ ‫الدرجة الكلية للوظائف‬
‫التنفيذية‬
‫لما بأن قيمة "ف" تساوي (‪ )9.94‬بداللة ند (‪( ،)0.001‬ر=‪ ،)0.43‬و(ر‪)0.18 =2‬‬
‫ً‬
‫يبين الجدول السابق أن حب الحياة لدى الراشدين لم يتنبأ به أي متغير من‬
‫المتغيرات الوظائف التنفيذية‪.‬‬

‫‪-279-‬‬
‫اإلسهام النسبي للوظائف التنفيذية في التنبؤ ببعض المتغيرات النفسية لدى الراشدين‬

‫‪-4‬منبئات الرغبة في الحياة من الوظائف التنفيذية لدى الراشدين‪:‬‬


‫جدول (‪ )9‬نتائج تحليل االنحدار لدى الراشدين‬
‫المتنيرات المنبئة‪ :‬الوظائف التنفيذية‬
‫المتنير التابع‪ :‬الرغبة في الحياة‬
‫المعامل‬
‫مستوى‬ ‫قيمة‬ ‫بيتا‬ ‫المتنير‬
‫البابي‬ ‫المتنيرات المنبئة‬
‫الداللة‬ ‫"ت"‬ ‫‪Beta‬‬ ‫التابع‬
‫)‪(B‬‬
‫‪0.001‬‬ ‫‪38.01‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪104.46‬‬ ‫الثابت‬
‫‪0.38‬‬ ‫‪0.87-‬‬ ‫‪0.17-‬‬ ‫‪0.52-‬‬ ‫التخطيط‬
‫‪0.02‬‬ ‫‪2.29-‬‬ ‫‪0.35-‬‬ ‫‪1.29-‬‬ ‫الذاكرة العاملة‬
‫‪0.07‬‬ ‫‪1.81-‬‬ ‫‪0.27-‬‬ ‫‪1.08-‬‬ ‫الكف‬
‫‪0.16‬‬ ‫‪1.42-‬‬ ‫‪0.19-‬‬ ‫‪0.88-‬‬ ‫التحول‬
‫الرغبة في الحياة‬

‫‪0.68‬‬ ‫‪0.42-‬‬ ‫‪0.09-‬‬ ‫‪0.23-‬‬ ‫الضبط االنفعالي‬


‫‪0.05‬‬ ‫‪1.75-‬‬ ‫‪0.21-‬‬ ‫‪1.06-‬‬ ‫المراقبة الذاتية‬
‫‪0.66‬‬ ‫‪0.44-‬‬ ‫‪0.08-‬‬ ‫‪0.29-‬‬ ‫المبادأة‬
‫‪0.76‬‬ ‫‪0.31-‬‬ ‫‪0.04-‬‬ ‫‪0.20-‬‬ ‫مراقبة المهام‬
‫‪0.89‬‬ ‫‪0.14-‬‬ ‫‪0.02-‬‬ ‫‪0.08-‬‬ ‫تنظيم األشياء‬
‫‪0.47‬‬ ‫‪0.72‬‬ ‫‪0.76‬‬ ‫‪0.36‬‬ ‫الدرجة الكلية‬
‫للوظائف التنفيذية‬
‫لما بأن قيمة "ف" تساوي (‪ )14.27‬بداللة ند (‪( ،)0.001‬ر=‪ ،)0.49‬و(ر‪)0.24 =2‬‬
‫ً‬
‫يبين الجدول السابق أن الذاكرة العاملة‪ ،‬والمراقبة الذاتية ينبئ فقط باإلدارة‬
‫في الحياة لدى الراشدين‪ ،‬بمعنى أن وجود اختالل في الذاكرة العاملة‪ ،‬والمراقبة‬
‫الذاتية لدى الراشدين يشعرون بالرغبة في الحياة‪ ،‬في حين غابت باقي أبعاد‬
‫الوظائف التنفيذية عن التنبؤ بالرغبة في الحياة‪.‬‬
‫واألمر الذي يستحق الذكر هنا ـ بعد االنتهاء من استعراض نتائج الفرض‬

‫‪-280-‬‬
‫دراسات نفسية (‪ ،32‬ع‪ 2‬أبريل ‪ 2022‬ص ‪)294- 247‬‬

‫اضحا ِفي أبعاد الوظائف‬


‫تباينا و ً‬
‫الرابع من التحليالت اإلحصائية‪ .‬أن هناك ً‬
‫التنفيذية للتنبؤ بالمتغيرات النفسية (القلق‪ ،‬االكتئاب‪ ،‬حب الحياة‪ ،‬الرغبة في‬
‫الحياة)‪ .‬إذ جاءت كل من المبادأة‪ ،‬ومراقبة المهام‪ ،‬وتنظيم األشياء‪ ،‬وكذلك الدرجة‬
‫الكلية للوظائف التنفيذية من المنبئات القوية باالكتئاب‪ ،‬وجاء كل من الذاكرة‬
‫العاملة‪ ،‬والمراقبة الذاتية ينبئ فقط بالرغبة في الحياة لدى الراشدين‪ .‬بينما جاءت‬
‫جميع أبعاد الوظائف التنفيذية غير منبئة بكل من القلق‪ ،‬وحب الحياة لدى‬
‫الراشدين‪.‬‬
‫كما جاء نسبة إسهام أبعاد الوظائف التنفيذية والدرجة الكلية في التنبؤ بكل‬
‫من القلق‪ ،‬واالكتئاب‪ ،‬وحب الحياة‪ ،‬والرغبة في الحياة على التوالي‪،%39 :‬‬
‫‪ .%24 ،%18 ،%39‬إي إسهامها في التنبؤ بالقلق واالكتئاب متماثل‪ ،‬يليه‬
‫الرغبة في الحياة‪ ،‬ثم حب الحياة‪.‬‬
‫والستكشاف معالم الصورة خلف النتائج الراهنة‪ ،‬نحاول فيما يلي االستدالل‬
‫على العوامل التي قد تقف خلف مظاهر االختالف أو االتفاق بينها وبين الفروض‬
‫والنتائج السابقة‪ ،‬إذ كشفت التحليالت اإلحصائية عن ثالث نتائج رئيسة تستحق‬
‫البحث عن تفسير لها‪:‬‬
‫النتيجة األولى‪ :‬الت زم بين خلل الوظائف التنفيذية والمتنيرات النفسية‪:‬‬
‫تالزما بين كل خلل الوظائف‬
‫ً‬ ‫جاءت نتائج الدراسة الراهنة لتؤكد أن هناك‬
‫التنفيذية والمتمثلة في‪ :‬التخطيط‪ ،‬والذاكرة العاملة‪ ،‬والكف‪ ،‬والتحول‪ ،‬والضبط‬
‫االنفعالي‪ ،‬والمراقبة الذاتية‪ ،‬والمبادأة‪ ،‬ومراقبة المهام‪ ،‬وتنظيم األشياء‪ ،‬والدرجة‬
‫الكلية‪ ،‬وبعض المتغيرات النفسية‪ ،‬إذ جاء هذا التزامن إيجابيا مع القلق واالكتئاب‪،‬‬
‫وسلبيا مع حب الحياة والرغبة في الحياة‪.‬‬
‫ً‬
‫والنتيجة بهذا الشكل هي مدعمة لما ذكرته دراسة "أوروك" و خرين‬
‫)‪ ،(O’Rourke, Halpern & Vaysman, 2020‬التي أكدت أن ضعف الوظيفة‬
‫التنفيذية يرتبط بقدر أكبر مع عدم المشاركة والتعامل مع االنفعاالت‪ ،‬وتزيد من‬
‫القلق لدى عينة من البالغين‪ .‬كما وجد أن الذاكرة العاملة‪ ،‬واعادة التقييم المعرفي‬

‫‪-281-‬‬
‫اإلسهام النسبي للوظائف التنفيذية في التنبؤ ببعض المتغيرات النفسية لدى الراشدين‬

‫كبير بأعراض كل من القلق واالكتئاب‬ ‫ٍ‬


‫بشكل ٍ‬ ‫من الوظائف التنفيذية ترتبط‬
‫أيضا أن هناك ارتباطا‬
‫)‪ .(Andreotti et al, 2013‬ووجدت نتائج الدراسات السابقة ً‬
‫داال إحصائيا بين االكتئاب والوظائف التنفيذية من ناحية‪ ،‬وبين مظاهر القلق‬
‫والوظائف التنفيذية من ناحية أخرى (السرس‪ ،‬حسن‪ ،‬البحيري‪2015 ،‬؛ إبراهيم‪،‬‬
‫محمد‪ ،‬البحيري‪2019 ،‬؛ حنان‪ ،‬بوعود‪ .)2020 ،‬وأشار بعض الباحثين إلى أن‬
‫الوظائف التنفيذية هي قدرات معرفية تسمح بمزيد من السلوك الموجه نحو الهدف‬
‫واالستقاللية‪ ،‬وفي سبيل ذلك ُدرست العالقة بين الوظائف التنفيذية وسمات‬
‫الشخصية اإليجابية (الرضا عن الحياة‪ ،‬واالمتنان‪ ،‬والتسامح) لدى الراشدين‪،‬‬
‫ووجدت أن هناك عالقات إيجابية دالة بين االمتنان والرضا عن الحياة من ناحية‬
‫وبعض الوظائف التنفيذية (خاصة الدافع التحفيزي والتعاطف والتخطيط‬
‫االستراتيجي) ِمن ناحية أخرى‪ ،‬كما اقترحت أسس نفسية وعصبية بيولوجية‬
‫مشتركة بين الوظائف التنفيذية والسمات اإليجابية‪ ،‬ما يستدعي المزيد ِمن البحث‬
‫في هذه النقطة البحثية )‪.(Miley & Spinella, 2006‬‬
‫النتيجة الثانية‪ :‬التباين في كل من الوظائف التنفيذية وبعد المتنيرات النفسية‬
‫طبقًا إلى النوع ومستوى التعليم‪:‬‬
‫جاءت نتائج الدراسة الراهنة الخاصة بالفروق طبقًا للنوع لتؤكد أن اإلناث‬
‫اختالال في الوظائف التنفيذية التالية‪ :‬التخطيط‪ ،‬والذاكرة العاملة‪ ،‬والكف‪،‬‬
‫ً‬ ‫أكثر‬
‫والتحول‪ ،‬والضبط االنفعالي‪ ،‬والمراقبة الذاتية‪ ،‬والمبادأة‪ ،‬ومراقبة المهام‪ ،‬والدرجة‬
‫حبا للحياة من‬
‫اكتئابا‪ ،‬وأقل ً‬
‫الكلية من الذكور‪ .‬وكذلك جاءت اإلناث أكثر قلقًا‪ ،‬و ً‬
‫الذكور‪ ،‬بينما لم يوجد فروق بينهما في الرغبة في الحياة‪ .‬أما عن الفروق الراجعة‬
‫إلى مستوى التعليم‪ ،‬فقد اتضح أن ثمة فروقًا دالة إحصائيا بين المجموعات‬
‫الفرعية الثالثة (‪ )1‬متوسطة‪ ،‬و(‪ )2‬جامعي‪ )3( ،‬دراسات عليا لمستوى التعليم‬
‫في معظم الوظائف التنفيذية‪ ،‬وبعض المتغيرات النفسية‪ ،‬إذ جاءت مجموعة‬
‫الدراسات العليا األفضل في الوظائف التنفيذية واألقل في القلق واالكتئاب‪ ،‬من‬
‫مجموعتي التعليم المتوسط والجامعي‪ِ ،‬في حين اختفت الفروق بين مجموعتي‬
‫التعليم المتوسط والجامعي‪.‬‬

‫‪-282-‬‬
‫دراسات نفسية (‪ ،32‬ع‪ 2‬أبريل ‪ 2022‬ص ‪)294- 247‬‬

‫وتتفق النتيجة بهذا الشكل مع العديد من الدراسات السابقة‪ ،‬التي تؤكد وجود‬
‫فروق دالة إحصائيا ِفي الوظائف التنفيذية بوجه عام طبقًا للنوع ومستوى التعليم‬
‫)‪ .(Grissom & Reyes, 2019; Crane et al., 2008‬أما عن اتجاه الفروق‪ ،‬فقد‬
‫وجدت دراسة "سكوجلي" و خرين ‪(Skogli, Teicher, Andersen, Hovik & Oie,‬‬
‫)‪ 2013‬ـ التي أُجريت على عينة من ذوي اضطراب نقص االنتباه وفرط الحركةـ‬
‫تعبير عن القلق من الذكور‪ ،‬وجاء تقييم الوالدين للوظائف التنفيذية‬
‫أن اإلناث أكثر ًا‬
‫أفضل عند الذكور مقارنة باإلناث‪ .‬وأكدت دراسة "مارتوني" و خرين ‪(Martoni,‬‬
‫خلال في‬
‫)‪ Salgari, Galimberti, Cavallini & O’Neil, 2015‬أن اإلناث أكثر ً‬
‫الذاكرة العاملة المرئية من الذكور‪ .‬وأضافت دراسة "فووس" و خرين ‪(Voos,‬‬
‫)‪ Custódio & Malaquias, 2011‬أن المشاركين ذوي الدرجات المرتفعة على‬
‫الوظائف التنفيذية هم األكثر سنوات في التعليم من كبار السن‪.‬‬
‫النتيجة الثالثة‪ :‬تنبؤ الوظائف التنفيذية ببعد المتنيرات النفسية‪:‬‬
‫وجد تباين ملحوظ أبعاد الوظائف التنفيذية للتنبؤ بالمتغيرات النفسية (القلق‪،‬‬
‫االكتئاب‪ ،‬حب الحياة‪ ،‬الرغبة في الحياة)‪ ،‬إذ جاءت كل من المبادأة‪ ،‬ومراقبة‬
‫المهام‪ ،‬وتنظيم األشياء‪ ،‬وكذلك الدرجة الكلية للوظائف التنفيذية من المنبئات‬
‫القوية باالكتئاب‪ ،‬وجاء كل من الذاكرة العاملة‪ ،‬والمراقبة الذاتية ينبئ فقط بالرغبة‬
‫في الحياة لدى الراشدين‪ .‬بينما جاءت جميع أبعاد الوظائف التنفيذية غير منبئة‬
‫بكل من القلق‪ ،‬وحب الحياة لدى الراشدين‪ .‬وجاءت نسبة إسهام أبعاد الوظائف‬
‫التنفيذية والدرجة الكلية في التنبؤ بالمتغيرات النفسية تتراوح ما بين ‪%18‬‬
‫و‪ ،%39‬واإلسهام األعلى في اتجاه كل من القلق‪ ،‬واالكتئاب‪ ،‬واإلسهام األقل‬
‫في اتجاه متغير حب الحياة‪.‬‬
‫وهذه النتيجة العامة هي مدعمة من قبل بعض الدراسات السابقة‪ ،‬ومنها ما‬
‫ذكره البعض في أن الوظائف التنفيذية هي المظلة العامة لكل المهارات الضرورية‬
‫للتوافق‪ ،‬وتساعد الفرد في تنظيم سلوكه‪ ،‬وضبط انفعاالته ومشاعره إلكمال المهمة‬
‫والتصرف بطريقة مرنة بما يتوافق مع الظروف الراهنة من أجل تحقيق الهدف‬

‫‪-283-‬‬
‫اإلسهام النسبي للوظائف التنفيذية في التنبؤ ببعض المتغيرات النفسية لدى الراشدين‬

‫(الشقيرات‪2015 ،‬؛ مرسي‪ .)2018 ،‬كذلك ضرورة تحديد عناصر الوظائف‬


‫التنفيذية بوصفها أحد العناصر الضرورية للنظام المعرفي والضبط االنفعالي‬
‫الفعال (الخرسيتي‪.)2017 ،‬‬
‫ووجدت دراسة "كنويوس" و خرين )‪(Knouse, Barkley & Murphy, 2013‬ـ‬
‫من خالل مقارنتها بين مجموعتين من الراشدين؛ أحدهما مصابة باضطراب نقص‬
‫االنتباه وفرط الحركة (ن=‪ ،)146‬واألخرى من األصحاء (ن=‪ )146‬ـ أن الخلل‬
‫في الوظائف التنفيذية من المنبئات القوية لإلصابة باالكتئاب؛ وخاصة أبعاد‬
‫التنظيم الذاتي‪ ،‬والتخطيط وحل المشكالت‪ ،‬ومراقبة األشياء من أهم الوظائف‬
‫التنفيذية المنبئة‪ .‬وباالعتماد على تحليل إحدى عشر دراسة منهجية تعتمد على‬
‫دراسة مقارنة الوظائف التنفيذية لدى مرضى االكتئاب واألصحاء‪ ،‬فوجد أن هناك‬
‫نقصا ِفي االنتباه المستمر واالنتقائي‪ ،‬والذاكرة العاملة‪ ،‬والوظائف التنفيذية‪ ،‬لكنهم‬
‫ً‬
‫خلصوا إلى عدم وجود أدلة كافية فيما تاريخ هذا العجز قبل أم بعد اإلصابة‬
‫باالكتئاب )‪ .(Hasselbalch, Knorr & Kessing, 2011‬كما وجد أن قلق السمات‬
‫األعلى ترتبط بانخفاض األداء التنفيذي لدى األطفال ‪(Ursache & Raver,‬‬
‫)‪ .2014‬تساهم بوجه عام الوظائف التنفيذية بالتنبؤ بالسمات النفسية كاالمتنان‪،‬‬
‫والرضا عن الحياة‪ ،‬والتسامح‪ .‬كما أوصت النتائج بمزيد من التحقيق في العالقات‬
‫بين األداء التنفيذي‪ ،‬وركائزه العصبية الحيوية‪ ،‬والسمات النفسية اإليجابية‬
‫)‪.(Kruger, 2011; Miley & Spinella, 2006‬‬
‫وهذه النتيجة العامة هي مدعمة من قبل النموذج التكاملي للشخص في‬
‫الموقف(‪ِ )1‬في حصر خمس فئات من المتغيرات التي تساهم في تشكيل الصحة‬
‫النفسية‪ ،‬وِهي‪ :‬الشخصية‪ ،‬التنظيم االنفعالي‪ ،‬التوافق‪ ،‬اآلليات الدفاعية لألنا‪،‬‬
‫أيضا‬
‫العوامل الوقائية ومصادر المواجهة )‪ .(Agaibi & Wilson, 2005‬وتتسق ً‬
‫مع اإلطار النظري للدراسات النفسية الطبية‪ ،‬التي تفسر الصحة النفسية والمرض‬

‫‪(1) An integrative Person × Situation model‬‬

‫‪-284-‬‬
‫دراسات نفسية (‪ ،32‬ع‪ 2‬أبريل ‪ 2022‬ص ‪)294- 247‬‬

‫في ضوء النموذج البيولوجي النفسي االجتماعي(‪ ،)1‬وهذا معناه أن تلك الدراسات‬
‫الحديثة تتعامل مع الصحة النفسية بوصفها منظومة متعددة األبعاد‪ :‬أبعاد طبية‬
‫تماما عن النموذج الطبي الحيوي(‪ )2‬الذي يعتمد على‬
‫ونفسية واجتماعية‪ ،‬وتبتعد ً‬
‫العوامل الطبية فقط بوصفها محددات رئيسة في فهم الصحة النفسية والمرض‬
‫)‪.(Witlch, 2005‬‬
‫و ِمن هنا نستطيع القول إن هناك العديد من المتغيرات النفسية المترتبة‬
‫على خلل الوظائف التنفيذية‪ ،‬وهو ما ظهر من نتائج دراستنا الراهنة‪ ،‬وباالنتهاء‬
‫من مناقشة هذا الجزء نكون قد وصلنا إلى نهاية المناقشة‪ ،‬وننتقل إلى محاولة‬
‫معا‪.‬‬
‫وضع بعض التوصيات التي يمكن أن تجمع هذه النتائج المتعددة ً‬
‫توصيات البح ‪:‬‬
‫(‪ )1‬انتهت الدراسة الراهنة إلى توضيح أثر خلل الوظائف التنفيذيةـ المتمثلة في‪:‬‬
‫التخطيط‪ ،‬والذاكرة العاملة‪ ،‬والكف‪ ،‬والتحول‪ ،‬والضبط االنفعالي‪ ،‬والمراقبة‬
‫الذاتية‪ ،‬والمبادأة‪ ،‬ومراقبة المهام‪ ،‬وتنظيم األشياءـ في المتغيرات النفسية‬
‫(القلق‪ ،‬االكتئاب‪ ،‬حب الحياة‪ ،‬الرغبة في الحياة) لدى عينة من الراشدين‪،‬‬
‫ولكن هناك متغيرات أخرى يجب تركيز البحوث الحديثة على اكتشافها‪.‬‬
‫(‪ )2‬ضرورة توفر إطار نظري مفسر لتأثير الوظائف التنفيذية في تشكيل‬
‫اإلصابة بالمرض النفسي كالقلق واالكتئاب‪ ،‬يأخذ في اعتباره أي من هذه‬
‫المرتبطة بهذا المرض النفسي‪ ،‬وخاصة عند‬ ‫الوظائف التنفيذية الفرعية ُ‬
‫إعداد البرامج العالجية‪.‬‬
‫(‪ )3‬العمل على تدريب االختصاصي النفسي اإلكلينيكي على مساعدة األفراد‬
‫المتعرضين لإلصابة بالقلق واالكتئاب‪ ،‬وذلك باالستعانة بتحسين الوظائف‬
‫التنفيذية مثل الذاكرة العاملة‪ ،‬والتخطيط‪ ،‬والضبط االنفعالي‪ ...‬وغيرها‪،‬‬

‫‪(1) Biopsychosocial Model‬‬


‫‪(2) Biomedical Model‬‬

‫‪-285-‬‬
‫اإلسهام النسبي للوظائف التنفيذية في التنبؤ ببعض المتغيرات النفسية لدى الراشدين‬

‫مما ينعكس ذلك على تحسين حالتهم النفسية‪.‬‬


‫(‪ )4‬ضرورة التوصية بوجود اختصاصي نفسي إكلينيكي داخل كل وحدة وعيادة‬
‫تتعامل مع األفراد المتعرضين لإلصابة باالضطرابات النفسية الستخدام‬
‫مدخال عالجي‪.‬‬
‫ً‬ ‫وظائفهم التنفيذية بصفته‬
‫(‪ )5‬من المهم عمل دورات تدريبية للقائمين على تقديم الرعاية الصحية لهؤالء‬
‫األفراد المتعرضين لإلصابة باالضطرابات النفسية على وجه الخصوص‪،‬‬
‫لمساعدتهم في فهم وظائفهم التنفيذية‪ ،‬وكيفية االستعانة بها في مواجهة‬
‫األعراض النفسية الخاصة بهم‪.‬‬

‫‪-286-‬‬
‫دراسات نفسية (‪ ،32‬ع‪ 2‬أبريل ‪ 2022‬ص ‪)294- 247‬‬

‫المراجع‪:‬‬
‫إبراهيم‪ ،‬عبد الس ـ ـ ـ ـ ــتار ‪ .)1998(.‬االكتئاب اضيييييييطراب العصييييييير الحدي فهمه‬
‫وأساليب جه‪ .‬الكويت‪ :‬عالم المعرفة‪.‬‬
‫إبراهيم‪ ،‬مي؛ محمد‪ ،‬أمل؛ البحيري‪ ،‬محمد ‪ .)2019(.‬بعض الوظائف التنفيذية‬
‫وعالقتها باالكتئاب لدى عينة من األطفال‪ .‬مجلة دراسات الطفولة‪،‬‬
‫‪.139-135 ،)83(22‬‬
‫الحويلة‪ ،‬أمثال ؛ شويخ‪ ،‬هناء ‪ .)2022( .‬الوظائف التنفيذية لدى المتعافين من‬
‫فيروس كوفيد‪ 19 .‬واألصحاء‪" :‬دراسة مقارنة بين عينة من المصريين‬
‫والكويتيين"‪ .‬مجلة كلية اآلداب‪ ،‬جامعة اإلسكندرية‪.1-29 ،)72( 109 ،‬‬
‫األنص ـ ــاري‪ ،‬بدر ‪ .)2003(.‬الفروق بين طلبة وطالبات جامعة الكويت فيييييييييييييي‬
‫القلق واالكتئاب‪ .‬المؤتمر السـنوي العاشــر‪ ،‬مركز اإلرشــاد النفســي‪ ،‬جامعة‬
‫عـين شمس‪.‬‬
‫البحيري‪ ،‬عبد الرقيب‪ .)2005( .‬اختبار حالة وسيييييييييمة القلق للكبار‪ .‬القاهرة‪:‬‬
‫مكتبة األنجلو المصرية‪.‬‬
‫حنان‪ ،‬طالب؛ بوعود‪ ،‬أسماء ‪ .)2020(.‬شكل االكتئاب واضطراب بعض‬
‫الوظائف الجبهة التنفيذية لدى المسنين‪ .‬مجلة الباح في العلوم اإلنسانية‬
‫واالجتما ية‪.407-412 ،)12(4 ،‬‬
‫الخرسيتي‪ ،‬صبرين ‪ .)2017(.‬الوظائف التنفيذية وعالقتها بالسلوك العدواني لدى‬
‫عينة من طالب المرحلة الثانوية‪ .‬مجلة كلية التربية‪203- ،)2(66 ،‬‬
‫‪.257‬‬
‫خطاب‪ ،‬علي‪ .)2001( .‬القياس والتقويم في العلوم النفسية والتربوية‬
‫واالجتما ية‪ .‬القاهرة‪ :‬مكتبة األنجلو المصرية‪.‬‬
‫الدسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوقي‪ ،‬مجدي ‪ .)1998(.‬مقياس مظاهر القلق لدى المراهقين‪ .‬القاهرة‪:‬‬
‫األنجلو المصرية‪.‬‬

‫‪-287-‬‬
‫اإلسهام النسبي للوظائف التنفيذية في التنبؤ ببعض المتغيرات النفسية لدى الراشدين‬

‫زمار‪ ،‬وافية ‪ .)2015(.‬اضيييييطراب الوظائف التنفيذية (المرونة الذهنية‪ ،‬الكف)‬


‫ند أطفال منفرطي النشيياط والحركة المصييحوب بتشييتت االنتباه‪ .‬رس ــالة‬
‫ماجسـ ـ ـ ـ ــتير (غير منشـ ـ ـ ـ ــورة)‪ ،‬كلية العلوم االجتماعية واإلنسـ ـ ـ ـ ــانية‪ ،‬جامعة‬
‫العربي بن مهيدي‪.‬‬
‫س ـ ـ ـ ــالم‪ ،‬س ـ ـ ـ ــهير ‪ .)2005(.‬معنى الحياة وبعد المتنيرات النفسييييييية‪ :‬دراسيييييية‬
‫ارتباطية مقارنة‪ .‬رس ـ ــالة دكتوراه (غير منش ـ ــورة)‪ ،‬قس ـ ــم اإلرش ـ ــاد النفس ـ ــي‬
‫والتربوي‪ ،‬معهد الدراسات والبحوث التربوية‪ ،‬جامعة القاهرة‪.‬‬
‫السرس‪ ،‬أسماء؛ حسن‪ ،‬والء؛ البحيري‪ ،‬محمد‪ .)2015( .‬بعض الوظائف التنفيذية‬
‫وعالقتها بالقلق لدى عينة من األطفال ذوي نقص االنتباه وفرط الحركة‪.‬‬
‫مجلة البح العلمي في التربية‪.104-127 ،)3(16 ،‬‬
‫الشـ ـ ـ ـ ـ ـ ــقيرات‪ ،‬محمــد ‪ .)2015(.‬الوظــائف التنفيــذيــة للــدمــاغ عنــد عينــة من طلبــة‬
‫الجـ ــامعـ ــة األردنيـ ــة وعالقتهـ ــا ب ــالنوع االجتم ــاعي‪ .‬مجلييية مؤتييية للبحو‬
‫والدراسات‪ ،‬سلسلة العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪.37-66 ،)4(30 .‬‬
‫عبد التواب‪ ،‬نش ـ ـ ــوة ‪ .)2003(.‬أداء مرضيييييى العته والطبيعيين من كبار السييييين‬
‫لى اختبار الوظائف التنفيذية‪ .‬رسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالة دكتوراه (غير منشـ ـ ـ ـ ـ ـ ــورة)‪ ،‬كلية‬
‫اآلداب‪ ،‬جامعة المنيا‪.‬‬
‫عب ــد الخ ــالق‪ ،‬أحم ــد ‪ .)2016(.‬مقييياس حييب الحييياة‪ .‬الق ــاهرة‪ :‬مكتب ــة األنجلو‬
‫المصرية‪.‬‬
‫عبد الخالق‪ ،‬أحمد؛ النيال‪ ،‬مايسة؛ سالم‪ ،‬سهير؛ سعيد‪ ،‬حنان ‪ .)2007(.‬معنى‬
‫الحياة وحب الحياة لدى مجموعات مختلفة من مريضات السرطان (دراسة‬
‫مقـ ــارنـ ــة)‪ .‬المؤتمر اإلقليمي األول لعلم النفس‪ ،‬رابطـ ــة األخصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــائيين‬
‫النفسيين المصرية‪.318-291 ،‬‬

‫‪-288-‬‬
‫دراسات نفسية (‪ ،32‬ع‪ 2‬أبريل ‪ 2022‬ص ‪)294- 247‬‬

‫عبـد الخـالق‪ ،‬أحمـد؛ عيـد‪ ،‬غادة ‪ .)2008(.‬حب الحيـاة ومدى اسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتقالليتـه أو‬
‫ارتباطه بمتغيرات الهناء الش ـ ــخص ـ ــي أو الحياة الطيبة‪ .‬دراسييييات نفسييييية‪،‬‬
‫‪.600-587 ،)4(18‬‬
‫عبد الغفار‪ ،‬غادة ‪ .)2015(.‬الخصـ ـ ـ ــائص القياسـ ـ ـ ــية لبطارية التقدير السـ ـ ـ ــلوكي‬
‫للوظــائف التنفيــذيــة لــدى األطفــال والمراهقين في ضـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوء التقييم الوالــدي‪.‬‬
‫دراسات نفسية‪.509-549 ،)4(25 ،‬‬
‫عبد الفتاح‪ ،‬نيرة ‪ .)2004(.‬مدى فا لية برنيامج إرشيادي ق نيي انفعالي في‬
‫تخفيد القلق واالكتئيياب والخوف من الموت لييدى ينيية من األطفييال‬
‫مرضييييييى القلب‪ .‬رسـ ـ ـ ــالة دكتوراه (غير منشـ ـ ـ ــورة)‪ ،‬معهد الد ارسـ ـ ـ ــات العليا‬
‫للطفولـة‪ ،‬جامعـة عـين شمس‪.‬‬
‫عبد اللطيف‪ ،‬حسن ‪ .)1997(.‬االكتئاب النفسي‪ :‬دراسة الفروق بين حضارية‬
‫وبين الجنس‪ .‬مجلة دراسات نفسية‪.39-65 ،)1( 7 ،‬‬
‫الغباشي‪ ،‬سهير؛ شويخ‪ ،‬هناء ‪ .)2008(.‬البطالة بين الشباب ومخاطر الصحة‬
‫النفسية والجسمية المرتبطة بها‪ .‬مجلة دراسات ربية في لم النفس‪.‬‬
‫‪.879-835 ،)4(7‬‬
‫الغباشي‪ ،‬سهير؛ مجدي‪ ،‬صفية ‪ .)1998(.‬قائمة "بك" ل كتئاب‪ .‬جامعة القاهرة‪:‬‬
‫مركز الدراسات والبحوث النفسية‪.‬‬
‫مرسي‪ ،‬هيام ‪ .)2018(.‬قصور الوظائف التنفيذية المنبئة بصعوبات تعلم الحساب‬
‫والقراءة‪ .‬رسالة الخليج العربي‪.39-56 ،)150( 39 ،‬‬
‫مص ـ ــطفى‪ ،‬محمود ‪ .)2004(.‬كفاءة بعد أسييياليب الع ج المعرفي السيييلوكي‬
‫في مقابل الع ج الدوائي الطبي في تخفيف أ راد االكتئاب‪ .‬رس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالة‬
‫دكتوراه (غير منشورة)‪ ،‬قسم علم النفس‪ ،‬كلية اآلداب‪ ،‬جامعة المنيا‪.‬‬
‫‪Abdel-Khalek, A., (2007). Love of life as a new construct in the well-‬‬
‫‪being domain. Social Behaviour and Personality, 35, 125-134.‬‬

‫‪-289-‬‬
‫اإلسهام النسبي للوظائف التنفيذية في التنبؤ ببعض المتغيرات النفسية لدى الراشدين‬

Agaibi, C. & Wilson, J. (2005). Trauma, PTSD, and Resilience: A


review of the Literature. Trauma, Violence & Abuse, 6(3), 18-
30.
Alloy, L., Jacobson, N. & Acocella, J. (1996). Abnormal Psychology:
Current Perspective. London: McGraw-Hill Collage.
Andreotti, C., Thigpen, J., Dunn, M., Watson, K., Potts, J., Reising, M.,
Robinson, K. & Compas, B. (2013). Cognitive reappraisal and
secondary control coping: Associations with working memory,
positive and negative affect, and symptoms of depression.
Anxiety, Stress & Coping, 26, 20-35.
Barkly, R. (2001). The Executive Functions and Self-Regulation: An
Evolutionary Neuropsychological Perspective. Neuropsychology
Review, 11(10, 1-29.
Beck, A. (1977). Depression: Causes and Treatment. Philadelphia:
University of Pennsylvania Press.
Belard, A., & Boulanger, A. (2013). Gliomes de bas grade ET fonctions
exécutives verbales et non verbales: évaluation pré et
postopératoire. Sciences cognitives. 12, 25-36.
Bertuletti, L. (2012). Impact D’une Rééducation Orthophonique Des
Fonctions Exécutives Sur Le Langage Oral Chez Le Sujet
Aphasique ; Étude De Cas. Mémoire En Vue De L’obtention Du
Certificat De Capacité d’Orthophoniste. Département
D’orthophonie, Université Victor Segalen Bordeaux 2.
Bornet, M., Bernard, M., Jaques, C., Truchard, E. R., Borasio, G. D., &
Jox, R. J. (2020). Assessing the will to live: a scoping review.
Journal of Pain and Symptom Management. Online first
Carlson, S., Louis, M. & Casey, B. (2002). How Specific is the Relation
between Executive Function and Theory of Mind? Contributions
of Inhibitory Control and Working Memory. Infant and Child
Development, 11, 73-92.
Carmel, S. (2001). The will to live: Gender differences among elderly
persons. Social Science & Medicine, 52(6), 949–958.
Cohen-Zimerman, S., & Hassin, R. (2018). Implicit motivation
improves executive functions of older adults. Consciousness and
Cognition, 63, 267-279.

-290-
)294- 247 ‫ ص‬2022 ‫ أبريل‬2‫ ع‬،32( ‫دراسات نفسية‬

Crane, P., Narasimhalu, K., Gibbons, L., Pedraza, O., Mehta, K., Tang,
Y. & Mungas, D. (2008). Composite scores for executive function
items: Demographic heterogeneity and relationships with
quantitative magnetic resonance imaging. Journal of the
International Neuropsychological Society, 14(5), 746-759.
Dang, X. (2014). Anxiety and Executive Function Relations Review.
3rd International Conference on Science and Social Research
(ICSSR 2014), 14-16.
Denckla, M. B. (1994). Measurement of executive function. In G. R.
Lyon (Ed.), Frames of reference for the assessment of learning
disabilities: New views on measurement issues (pp. 117–142).
Paul H Brookes Publishing Co.
Diamond, A. (2013). Executive Function. Annual Review Psychology,
64, 135-168.
Diamond, A. (2013). Executive Functions. Annual Review of
Psychology. 64, 135–168.
Geary, D., Hoard, M., Nugent, L. & Byrd-Craven, J. (2008).
Development of number line representations in children with
mathematical learning disability. Developmental
Neuropsychology, 33(3), 277-299.
Gioia, A., Isquith, K., Guy, C. & Kenworthy, L. (2000). Behavior
rating inventory of executive function (BRIEF): Professional
manual. Lutz, FL: Psycho-logical Assessment Resources, Inc.
Grissom, N., & Reyes, T. (2019). Let’s call the whole thing off:
evaluating gender and sex differences in executive function.
Neuropsychopharmacology, 44, 86–96.
Hasselbalch, B., Knorr, U. & Kessing, L. (2011). Cognitive impairment
in the remitted state of unipolar depressive disorder. A systematic
review. Journal of Affective Disorders, 134, 20-31.
Insel, K., Morrow, D., Brewer, B. & Figuered, F. (2006). Executive
Function, Working Memory, and Medication Adherence among
Older Adults. The Journals of Gerontology Series B
Psychological Sciences and Social Sciences, 61(2), 102-107.

-291-
‫اإلسهام النسبي للوظائف التنفيذية في التنبؤ ببعض المتغيرات النفسية لدى الراشدين‬

Jurado, M. & Rosselli, M. (2007). The Elusive Nature of executive


functions: A review of our current understanding.
Neuropsychological Review, 17, 213-233.
Kira, I. A., Özcan, N. A., Shuwiekh, H., Kucharska, J., Al-Huwailah,
A. & Kanaan, A. (2020). The compelling dynamics of “will to
exist, live and survive” on effecting PTG upon exposure to
adversities: Is it mediated, in part, by emotional regulation,
resilience, and spirituality. Traumatology: An International
Journal. Online first.
Kira, I., Alawneh, A., Boumediene, S., Lewandowski, L. & Laddis, A.
(2014). Dynamics of Oppression and Coping from Traumatology
Perspective: The Example of Palestinian Youth. Peace and
Conflict: Journal of Peace Psychology, 20 (4), 385–411.
Kira, I., Ayna, Y.E., Shuwiekh, H. & Ashby, J.S. (2021). The
association of WTELS as a master motivator with higher
executive functioning and better mental health. Current
Psychology. https://doi.org/10.1007/ s12144-021-02078-8.
Kira, I., Shuwiekh, H., Kucharska, J., Al-Huwailah, A. & Moustafa, A.
(2020). “Will to Exist, Live and Survive” (WTELS): Measuring
its role as master/meta-motivator and in resisting oppression and
related adversities. Peace and Conflict: Journal of Peace
Psychology, 26(1), 47–61.
Knouse, L., Barkley, R. & Murphy, K. (2013). Does executive
functioning (EF) predict depression in clinic-referred adults? EF
tests vs. rating scales. Journal of Affective Disorders, 145(2),
270-275.
Kruger, G. (2011). Executive Functioning and Positive Psychological
Characteristics: A Replication and Extension. Psychological
Reports, 108(2), 477-486.
Lechevalier, B., & Viader, F. (2008). L’évolution de la
neuropsychologie clinique de l’adulte à Paris de 1957 à 2000.
Revue Neurologique, 164, S49-S56.
Levin, K. H., & Chauvel, P. (2019). Clinical Neurophysiology: Basis
and Technical Aspects. Handbook of Clinical Neurology Series,
Volume 160, 2-603.

-292-
)294- 247 ‫ ص‬2022 ‫ أبريل‬2‫ ع‬،32( ‫دراسات نفسية‬

Malenka, R., Nestler, E., & Hyman, S. (2009). Higher Cognitive


Function and Behavioral Control. In Sydor, A; Brown, RY (eds.).
Molecular Neuropharmacology: A Foundation for Clinical
Neuroscience (313-321), New York: McGraw-Hill Medical.
Martoni, R., Salgari, G., Galimberti, E., Cavallini, M. & O’Neil, J.
(2015). Effects of gender and executive function on visuospatial
working memory in adult obsessive–compulsive disorder.
European Archives of Psychiatry and Clinical Neuroscience,
265, 707–718.
Miley, W. & Spinella, M. (2006). Correlations among Measures of
Executive Function and Positive Psychological Attributes in
College Students. The Journal of General Psychology, 133(2),
175-182.
O’Rourke, E., Halpern, L. & Vaysman, R. (2020). Examining the
Relations among Emerging Adult Coping, Executive Function,
and Anxiety. Emerging Adulthood, 8(3), 209-225.
Pascale, M. (2007). Response inhibition deficit is involved in poor
decision making under risk in nonamnesic individuals with
alcoholism. Neuropsychology, 21(6), 778-781.
Pennington, B. & Ozonoff, S. (1996). Executive functions and
developmental psychopathologies. Journal of Child Psychology
& Psychiatry. 37, 51–87.
Reed, S. (2012). Working memory. In E. S. Norbert (Ed.),
Encyclopedia of the Sciences of Learning (pp. 3471-3473).
Boston, MA, US: Springer.
Roth, R., Isquith, P. & Gioia, G. (2005). Behavior Rating Inventory of
Executive Function-Adult Version (BRIEF-A). Lutz, FL:
Psychological Assessment Resources.
Rybasb, J., Roodin, P. & Santrock, J. (1991). Adult Development and
Aging. New York: W.M.C. Brown Publishers.
Shields, G., Moons, W., Tewell, C. & Yonelinas, A. (2016). The effect
of negative affect on cognition: Anxiety, not anger, impairs
executive function. Emotion, 16(6), 792-797.

-293-
‫اإلسهام النسبي للوظائف التنفيذية في التنبؤ ببعض المتغيرات النفسية لدى الراشدين‬

Skogli, E., Teicher, M., Andersen, P., Hovik, K. & Oie, M. (2013).
ADHD in girls and boys – gender differences in co-existing
symptoms and executive function measures. BMC Psychiatry,
13, 298.
Snyder, H., Kaiser, R., Warren, S. & Heller, W. (2015). Obsessive-
compulsive disorder is associated with broad impairments in
executive function: A meta-analysis. Clinical Psychological
Science, 3, 301–330.
Solomon, M., (2007). Cognitive control in autism spectrum disorders.
International Journal of Developmental Neuroscience, 26(2),
239-247.
Taylor, S., Welsh, R., Wager, T., Phan, K., Fitzgerald, K. & Gehring,
W. (2004). A functional neuroimaging study of motivation and
executive function. NeuroImage, 21, 1045–54.
Ursache, A. & Raver, C. (2014). Trait and state anxiety: relations to
executive functioning in an at-risk sample. Cognition and
Emotion, 28(5), 845-55.
Voos, M., Custódio, B., & Malaquias, J. (2011). Relationship of
Executive Function and Educational Status with Functional
Balance in Older Adults. Journal of Geriatric Physical Therapy,
34 (1), 11-18.
Willoughby, M., Kupersmidt, J. & Voegler-Lee, M. (2012). Is
preschool executive function causally related to academic
achievement?. Child Neuropsychology, 18, 79-91.
Witlch, A., (2005). Medical adherence: A structural approach to the
logic of middle - class allergic rhinitis patient behavior. PH.D,
The University of Alabama at Birmainharn.
Yerys, B., Hepbum, S., Pennington, B. & Rogers, S. (2007). Executive
function in preschoolers with autism: evidence Consistent with a
secondary deficit. Journal of Autism and Developmental
Disorders, 37, 1068-1079.

-294-

You might also like