Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 19

‫عقيدة‬

‫أهل السنة والجماعة‬

‫تأليف‬
‫فضيلة الشيخ محمد بن صالح‬
‫العثيمين‬
‫رحمه الله‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬

‫تقديـم‬
‫الحمد لله وحده والصلة والسلما على من ل نبي بعده وعلى آله‬
‫وصحبه‪ ،‬أما بعد‪:‬‬
‫فقد اطلعت على العقيدة القّيمة الموجزة‪ ،‬التي جمعها أخونا‬
‫العلّمة فضيلة الشيخ‪ :‬محمد بن صالح العثيمين‪ ،‬وسمعتها كلها‪،‬‬
‫فألفيتها مشتملة على بيان عقيدة أهل السنة والجماعة في باب‪:‬‬
‫توحيد الله وأسمائه وصفاته‪ ،‬وفي أبواب‪ :‬اليمان بالملئكة‬
‫والكتب والرسل واليوما الخر‪ ،‬وبالقدر خيره وشره‪.‬‬
‫وقد أجاد في جمعها وأفاد وذكـر فيها ما يحتاجه طالب العلم وكل‬
‫مسلم في إيمانه بالله وملئكته وكتبه ورسله واليوما الخر‬
‫م إلى ذلك فوائد جمة تتعّلقّ بالعقيدة‬ ‫وبالقدر خيره وشره‪ ،‬وقد ض ّ‬
‫قد ل توجد في كثير من الكتب المؤلفة في العقائد‪ .‬فجزاه الله‬
‫خيرا ً وزاده من العلم والهدى‪ ،‬ونفع بكتابه هذا وبسائر مؤلفاته‪،‬‬
‫داعين إلى الله‬‫وجعلنا وإياه وسائر إخواننا من الهداة المهتدين‪ ،‬ال ّ‬
‫على بصيرة‪ ،‬إنه سميع قريب‪ ،‬وصلى الله وسلم على نبينا محمد‬
‫وآله وصحبه‪.‬‬

‫قاله ممليه الفقير إلى الله تعالى‪:‬‬


‫عبد العزيز بن عبد الله بن باز‪ ،‬سامحه الله‬
‫مفتي عاما المملكة العربية السعودية‬

‫بسم الله الرحمن الرحيم‬

‫الحمد لله رب العالمين‪ ،‬والعاقبة للمتقين‪ ،‬ول عدوان إل على‬


‫قّ‬
‫الظالمين‪ ،‬وأشهدُ أن ل إله إل الله وحده ل شريك له الملك الح ّ‬
‫المبين‪ ،‬وأشهد أن محمدا ً عبده ورسوله خاتم النبيين وإماما‬
‫المتقين‪ ،‬صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان‬
‫إلى يوما ِ الدين‪ ،‬أما بعد‪:‬‬
‫ً‬
‫فإن الله تعالى أرسل رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم بالهدى‬
‫ودين الحقّ رحمة للعالمين وقدوة للعالمين وحجة على العباد‬
‫أجمعين‪ ،‬بّين به وبما أنزل عليه من الكتاب والحكمة كل ما فيه‬
‫صلحا العباد واستقامة أحوالهم في دينهم ودنياهم‪ ،‬من العقائد‬
‫الصحيحة والعمال القويمة والخلقا الفاضلة والداب العالية‪،‬‬
‫مته على المحجة البيضاء ليلها‬‫فترك صلى الله عليه وسلم أ ّ‬
‫كنهارها ل يزيغ عنها إل هالك‪ ،‬فسار على ذلك أمته الذين‬
‫استجابوا لله ورسوله‪ ،‬وهم خيرة الخلقّ من الصحابة والتابعين‬
‫)‪(2‬‬
‫والذين اتبعوهم بإحسان‪ ،‬فقاموا بشريعته وتمسكوا بسّنته‬
‫ضوا عليها بالنواجذ عقيدة وعبادة وخلقا ً وأدبًا‪ ،‬فصاروا هم‬ ‫وع ّ‬
‫الطائفة الذين ل يزالون على الحقّ ظاهرين‪ ،‬ل يضرهم من‬
‫خذلهم أو خالفهم حتى يأتي أمر الله تعالى وهم على ذلك‪.‬‬
‫ونحن ‪ -‬ولله الحمد ‪ -‬على آثارهم سائرون وبسيرتهم المؤّيدة‬
‫دثا ً بنعمة الله تعالى وبيانا ً‬
‫بالكتاب والسّنة مهتدون‪ ،‬نقول ذلك تح ّ‬
‫لما يجب أن يكون عليه كل مؤمن‪ ،‬ونسأل الله تعالى أن يثبتنا‬
‫وإخواننا المسلمين بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الخرة‪،‬‬
‫وأن يهب لنا منه رحمة إنه هو الوهاب‪.‬‬
‫فرقا أهواء الخلقّ فيه‪ ،‬أحببت أن أكتب‬ ‫ولهمية هذا الموضوع وت ّ‬
‫على سبيل الختصار عقيدتنا‪ ،‬عقيدة أهل السنة والجماعة‪ ،‬وهي‬
‫اليمان بالله وملئكته وكتبه ورسله واليوما الخر والقدر خيره‬
‫وشّره‪ ،‬سائل ً الله تعالى أن يجعل ذلك خالصا ً لوجهه موفقا ً‬
‫لمرضاته نافعا ً لعباده‪.‬‬
‫عقيدتنا ‪:‬‬
‫عقيدتنا‪ :‬اليمان بالله وملئكته وكتبه ورسله واليوما الخر والقدر‬
‫خيره وشره‪.‬‬
‫فنؤمن بربوبية الله تعالى‪ ،‬أي بأنه الرب الخالقّ الملك المدّبر‬
‫لجميع المور‪.‬‬
‫ونؤمن بُألوهية الله تعالى‪ ،‬أي بأنه الله الحقّ وكل معبود سواه‬
‫باطل‪.‬‬
‫ونؤمن بأسمائه وصفاته‪ ،‬أي بأن له السماء الحسنى والصفات‬
‫الكاملة العليا‪.‬‬
‫ونؤمن بوحدانيته في ذلك‪ ،‬أي بأنه ل شريك له في ربوبيته ول‬
‫ت‬‫وا ِ‬ ‫ما َ‬ ‫س َ‬ ‫ب ال ّ‬ ‫في ألوهيته ول في أسمائه وصفاته‪ ،‬قال تعالى‪َ) :‬ر ّ‬
‫مي ّا ً(‬ ‫ْ َ‬
‫س ِ‬ ‫ه َ‬ ‫م لَ ُ‬ ‫عل َ ُ‬ ‫ل تَ ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫ه َ‬ ‫عَبادَت ِ ِ‬ ‫صطَب ِْر ل ِ ِ‬ ‫وا ْ‬ ‫عب ُدْهُ َ‬ ‫فا ْ‬ ‫ما َ‬ ‫ه َ‬ ‫ما ب َي ْن َ ُ‬ ‫و َ‬ ‫ض َ‬ ‫والْر ِ‬ ‫َ‬
‫)مريم‪.(65:‬‬
‫ْ‬ ‫ي ال ْ َ‬
‫ما‬
‫و ٌ‬‫ول ن َ ْ‬ ‫ة َ‬ ‫سن َ ٌ‬ ‫خذُهُ ِ‬ ‫ما ل ت َأ ُ‬ ‫قّيو ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫و ال ْ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ه إ ِّل ُ‬ ‫ه ل إ ِل َ َ‬ ‫ونؤمن بأنه )(الل ّ ُ‬
‫عن ْدَهُ إ ِّل‬ ‫ذا ال ّ ِ‬ ‫ْ َ‬
‫ع ِ‬ ‫ف ُ‬ ‫ش َ‬ ‫ذي ي َ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ض َ‬ ‫في الْر ِ‬ ‫ما ِ‬ ‫و َ‬ ‫ت َ‬ ‫وا ِ‬ ‫ما َ‬ ‫س َ‬ ‫في ال ّ‬ ‫ما ِ‬ ‫ه َ‬ ‫لَ ُ‬
‫َ‬
‫ه‬
‫م ِ‬‫عل ْ ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ء ِ‬ ‫ي ٍءْ‬ ‫ش ْ‬ ‫ن بِ َ‬ ‫طو َ‬ ‫حي ُ‬ ‫ول ي ُ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ف ُ‬ ‫خل ْ َ‬ ‫ما َ‬ ‫و َ‬‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ِ‬ ‫دي‬ ‫ن أي ْ ِ‬ ‫ما ب َي ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫عل َ ُ‬ ‫ه يَ ْ‬ ‫ب ِإ ِذْن ِ ِ‬
‫َ‬
‫ما‬
‫ه َ‬ ‫فظ ُ ُ‬ ‫ح ْ‬ ‫ؤدُهُ ِ‬ ‫ول ي َ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫واْلْر َ‬ ‫ت َ‬ ‫وا ِ‬ ‫ما َ‬ ‫س َ‬ ‫ه ال ّ‬ ‫سي ّ ُ‬ ‫ع ك ُْر ِ‬ ‫س َ‬ ‫و ِ‬ ‫شاءَ َ‬ ‫ما َ‬ ‫إ ِّل ب ِ َ‬
‫م( )البقرة‪. (255:‬‬ ‫ظي ُ‬ ‫ع ِ‬ ‫ي ال ْ َ‬ ‫عل ِ ّ‬ ‫و ال ْ َ‬ ‫ه َ‬ ‫و ُ‬ ‫َ‬
‫و‬
‫ه َ‬ ‫ة ُ‬ ‫هادَ ِ‬ ‫ش َ‬ ‫وال ّ‬ ‫ب َ‬ ‫غي ْ ِ‬ ‫ْ‬
‫م ال َ‬ ‫عال ِ ُ‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫ه إ ِل ُ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫ذي ل إ ِل َ‬ ‫ه ال ِ‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫و الل ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ونؤمن بأنه ) ُ‬
‫س‬‫دو ُ‬ ‫ق ّ‬ ‫ك ال ْ ُ‬ ‫مل ِ ُ‬ ‫و ال ْ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ه إ ِّل ُ‬ ‫ذي ل إ ِل َ َ‬ ‫ه ال ّ ِ‬ ‫و الل ّ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫م* ُ‬ ‫حي ُ‬ ‫ن الّر ِ‬ ‫م ُ‬ ‫ح َ‬ ‫الّر ْ‬
‫ما‬ ‫ع ّ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل ّ ِ‬ ‫حا َ‬ ‫سب ْ َ‬ ‫مت َك َب ُّر ُ‬ ‫جّباُر ال ْ ُ‬ ‫زيُز ال ْ َ‬ ‫ِ‬ ‫ع‬‫ن ال ْ َ‬ ‫م ُ‬ ‫هي ْ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫م ُ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫م ْ‬‫ما ال ْ ُ‬ ‫سل ُ‬ ‫ال ّ‬
‫َ‬
‫سَنى‬ ‫ح ْ‬ ‫ماءُ ال ْ ُ‬ ‫س َ‬ ‫ه اْل ْ‬ ‫وُر ل َ ُ‬ ‫ص ّ‬ ‫م َ‬ ‫ئ ال ْ ُ‬ ‫ر ُ‬ ‫قّ ال َْبا َ ِ‬ ‫خال ِ ُ‬ ‫ه ال ْ َ‬ ‫و الل ّ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ن* ُ‬ ‫كو َ‬ ‫ر ُ‬ ‫ش ِ‬ ‫يُ ْ‬
‫م( )الحشر‪:‬‬ ‫كي ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫زيُز ال ْ َ‬ ‫ع ِ‬ ‫و ال ْ َ‬ ‫ه َ‬ ‫و ُ‬ ‫ض َ‬ ‫والْر ِ‬
‫ت َ ْ‬ ‫وا ِ‬ ‫ما َ‬ ‫س َ‬ ‫في ال ّ‬ ‫ما ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ح لَ ُ‬ ‫سب ّ ُ‬ ‫يُ َ‬
‫‪.(24 - 22‬‬

‫)‪(3‬‬
‫ت‬ ‫وا ِ‬ ‫ما َ‬ ‫س َ‬ ‫ك ال ّ‬ ‫مل ْ ُ‬ ‫ه ُ‬ ‫ونؤمن بأن الله له ملك السماوات والرض )ل ِل ّ ِ‬
‫شاءُ‬ ‫ن يَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ب لِ َ‬ ‫ه ُ‬ ‫وي َ َ‬ ‫شاءُ إ َِناثا ً َ‬ ‫ن يَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ب لِ َ‬ ‫ه ُ‬ ‫شاءُ ي َ َ‬ ‫ما ي َ َ‬ ‫قّ َ‬ ‫خل ُ ُ‬ ‫ض يَ ْ‬ ‫ِ‬ ‫واْل َْر‬ ‫َ‬
‫ً‬ ‫ن يَ َ‬ ‫ع ُ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ه‬
‫قيما إ ِن ّ ُ‬ ‫ع ِ‬ ‫شاءُ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ج َ‬ ‫وي َ ْ‬ ‫وإ َِناثا َ‬ ‫م ذُكَرانا َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ج ُ‬ ‫و ُ‬ ‫و ي َُز ّ‬ ‫الذّكوَر * أ ْ‬
‫ديٌر( )الشورى‪.(50 ،49:‬‬ ‫ق ِ‬ ‫م َ‬ ‫عِلي ٌ‬ ‫َ‬
‫قاِليدُ‬ ‫م َ‬ ‫ه َ‬ ‫صيُر * ل َ ُ‬ ‫ع ال ْب َ ِ‬ ‫مي ُ‬ ‫س ِ‬ ‫و ال ّ‬ ‫ه َ‬ ‫و ُ‬ ‫يء ٌ َ‬ ‫ش ْ‬ ‫ه َ‬ ‫مث ْل ِ ِ‬ ‫س كَ ِ‬ ‫ونؤمن بأنه )ل َي ْ َ‬
‫ء‬‫ي ٍءْ‬ ‫ل َ‬ ‫ه ب ِك ُ ّ‬ ‫وي َ ْ‬ ‫ن يَ َ‬ ‫س ُ‬ ‫ْ َ‬
‫ش ْ‬ ‫دُر إ ِن ّ ُ‬ ‫ق ِ‬ ‫شاءُ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ط الّرْزقاَ ل ِ َ‬ ‫ض ي َب ْ ُ‬ ‫والْر ِ‬ ‫ت َ‬ ‫وا ِ‬ ‫ما َ‬ ‫س َ‬ ‫ال ّ‬
‫م( )الشورى‪.(11،12 :‬‬ ‫عِلي ٌ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫م‬ ‫عل َ ُ‬ ‫وي َ ْ‬ ‫ها َ‬ ‫ق َ‬ ‫رْز ُ‬ ‫ه ِ‬ ‫عَلى الل ّ ِ‬ ‫ض إ ِّل َ‬ ‫في الْر ِ‬
‫ْ‬ ‫ة ِ‬ ‫داب ّ ٍءْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ما ِ‬ ‫و َ‬ ‫ونؤمـن بأنه ) َ‬
‫ن()هود‪(6:‬‬ ‫مِبي ٍءْ‬ ‫ب ُ‬ ‫في ك َِتا ٍءْ‬ ‫ل ِ‬ ‫ها ك ُ ّ‬ ‫ع َ‬ ‫ودَ َ‬ ‫ست َ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫و ُ‬ ‫ها َ‬ ‫قّر َ‬ ‫ست َ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ُ‬
‫في‬ ‫ما ِ‬ ‫م َ‬ ‫عل ُ‬ ‫َ‬ ‫وي َ ْ‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫ها إ ِل ُ‬ ‫ّ‬ ‫م َ‬ ‫عل ُ‬ ‫َ‬ ‫ب ل يَ ْ‬ ‫غي ْ ِ‬ ‫ح ال َ‬ ‫ْ‬ ‫فات ِ ُ‬ ‫م َ‬ ‫عن ْدَهُ َ‬ ‫و ِ‬ ‫ونؤمن بأنه ) َ‬
‫ت‬ ‫ما ِ‬ ‫في ظُل ُ َ‬ ‫ة ِ‬ ‫حب ّ ٍءْ‬ ‫ول َ‬ ‫ها َ‬ ‫م َ‬ ‫عل َ ُ‬ ‫ة إ ِّل ي َ ْ‬ ‫ق ٍءْ‬ ‫وَر َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ط ِ‬ ‫ق ُ‬ ‫س ُ‬ ‫ما ت َ ْ‬ ‫و َ‬ ‫ر َ‬ ‫ح ِ‬ ‫وال ْب َ ْ‬ ‫ال ْب َّر َ‬
‫س إ ِّل ِ‬ ‫ْ َ‬
‫ن( )النعاما‪(59:‬‬ ‫مِبي ٍءْ‬ ‫ب ُ‬ ‫في ك َِتا ٍءْ‬ ‫ول َياب ِ ٍءْ‬ ‫ب َ‬ ‫ول َرطْ ٍءْ‬ ‫ض َ‬ ‫الْر ِ‬
‫ما‬ ‫م َ‬ ‫عل َ ُ‬ ‫وي َ ْ‬ ‫َ‬ ‫ث‬ ‫غي ْ َ‬ ‫ل ال ْ َ‬ ‫وي ُن َّز ُ‬ ‫َ‬ ‫ة‬
‫ع ِ‬ ‫سا َ‬ ‫م ال ّ‬ ‫عل ْ ُ‬ ‫عن ْدَهُ ِ‬ ‫ه ِ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫ونؤمن بأن الله )إ ِ ّ‬
‫َ‬
‫ي‬
‫س ب ِأ ّ‬ ‫ف ٌ‬ ‫ري ن َ ْ‬ ‫ما ت َدْ ِ‬ ‫و َ‬ ‫غدا ً َ‬ ‫ب َ‬ ‫س ُ‬ ‫ذا ت َك ْ ِ‬ ‫ما َ‬ ‫س َ‬ ‫ف ٌ‬ ‫ري ن َ ْ‬ ‫ما ت َدْ ِ‬ ‫و َ‬ ‫حاما ِ َ‬ ‫في اْل َْر َ‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫خِبيٌر( )لقمان‪(34:‬‬ ‫م َ‬ ‫عِلي ٌ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫ت إِ ّ‬ ‫مو ُ‬ ‫ض تَ ُ‬ ‫أْر ٍءْ‬
‫ه‬‫م الل ّ ُ‬ ‫وك َل ّ َ‬ ‫ونؤمن بأن الله يتكلم بما شاء متى شاء كيف شاء ) َ‬
‫جاءَ‬ ‫ما َ‬ ‫ول َ ّ‬ ‫سى ت َك ِْليمًا()النساء‪ :‬من الية ‪ (164‬النساء‪َ () .164 :‬‬ ‫مو َ‬ ‫ُ‬
‫وَنادَي َْناهُ‬ ‫ه ()لعراف‪ :‬من الية ‪َ ) (143‬‬ ‫ه َرب ّ ُ‬ ‫م ُ‬ ‫وكل َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ميقات َِنا َ‬ ‫َ‬ ‫سى ل ِ ِ‬ ‫مو َ‬ ‫ُ‬
‫جي ّا ( )مريم‪(52:‬‬ ‫ً‬ ‫و َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬
‫قّرب َْناهُ ن َ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ِ‬ ‫ر الي ْ َ‬ ‫ب الطو ِ‬ ‫جان ِ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫ل‬‫قب ْ َ‬ ‫حُر َ‬ ‫فدَ الب َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ت َرّبي لن َ ِ‬ ‫ما ِ‬ ‫دادا ل ِكل ِ َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫م َ‬ ‫حُر ِ‬ ‫ن الب َ ْ‬ ‫ْ‬ ‫و كا َ‬ ‫َ‬ ‫لل ْ‬ ‫َ‬ ‫ق ْ‬ ‫ونؤمن بأنه ) ُ‬
‫َ‬
‫ول َ َ ْ‬
‫و‬ ‫ددا ً( )الكهف‪َ ) .(109:‬‬ ‫م َ‬ ‫ه َ‬ ‫مث ْل ِ ِ‬ ‫جئ َْنا ب ِ ِ‬ ‫و ِ‬ ‫ْ‬ ‫ول َ‬ ‫َ‬ ‫ت َرّبي‬ ‫ما ُ‬ ‫فدَ ك َل ِ َ‬ ‫ن ت َن ْ َ‬ ‫أ ْ‬
‫ر‬
‫ح ٍءْ‬ ‫ة أب ْ ُ‬ ‫ع ُ‬ ‫سب ْ َ‬ ‫ه َ‬ ‫د ِ‬ ‫ع ِ‬ ‫ن بَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫مدّهُ ِ‬ ‫حُر ي َ ُ‬ ‫وال ْب َ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫قل ٌ‬ ‫ة أَ ْ‬ ‫جَر ٍءْ‬ ‫ش َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ض ِ‬ ‫في الْر ِ‬
‫ْ َ‬ ‫ما ِ‬ ‫أن ّ َ‬
‫َ‬
‫م( )لقمان‪(27:‬‬ ‫كي ٌ‬ ‫ح ِ‬ ‫زيٌز َ‬ ‫ع ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫ه إِ ّ‬ ‫ت الل ّ ِ‬ ‫ما ُ‬ ‫ت ك َل ِ َ‬ ‫فدَ ْ‬ ‫ما ن َ ِ‬ ‫َ‬
‫ً‬
‫ونؤمـن بـأن كلماته أتم الكلمات صدقا في الخبار وعدل في‬ ‫ً‬
‫ت َرب ّ َ‬
‫ك‬ ‫م ُ‬ ‫ت ك َل ِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫وت َ ّ‬ ‫تعالى ‪َ ) :‬‬ ‫الحكاما وحسنا ً في الحديث‪ ،‬قال الله‬
‫ديثا ً(‬ ‫َ‬
‫ح ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل ّ ِ‬ ‫م َ‬ ‫صدَقاُ ِ‬ ‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫و َ‬ ‫دل ً ()النعاما‪ :‬الية ‪َ ) (115‬‬ ‫ع ْ‬ ‫و َ‬ ‫دقا ً َ‬ ‫ص ْ‬ ‫ِ‬
‫)النساء‪ :‬الية ‪.(87‬‬
‫ً‬
‫ونؤمن بأن القرآن الكريم كلما الله تعالى تكلم به حقا وألقاه‬
‫إلى جبريل فنزل به جبريل على قلب النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫ه‬
‫وإ ِن ّ ُ‬ ‫قّ ()النحل‪ :‬الية ‪َ ) .(102‬‬ ‫ح ّ‬ ‫ك ِبال ْ َ‬ ‫ن َرب ّ َ‬ ‫م ْ‬ ‫س ِ‬ ‫ِ‬ ‫قدُ‬ ‫حا ال ْ ُ‬ ‫ه ُرو ُ‬ ‫ل ن َّزل َ ُ‬ ‫ق ْ‬ ‫) ُ‬
‫ن‬ ‫م َ‬ ‫ن ِ‬ ‫كو َ‬ ‫ك ل ِت َ ُ‬ ‫قل ْب ِ َ‬ ‫عَلى َ‬ ‫ن* َ‬ ‫مي ُ‬ ‫حا اْل َ ِ‬ ‫ه الّرو ُ‬ ‫ل بِ ِ‬ ‫ن* ن ََز َ‬ ‫مي َ‬ ‫عال َ ِ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫ل َر ّ‬ ‫زي ُ‬ ‫ل َت َن ْ ِ‬
‫ن( )الشعراء‪(195 ، 192 :‬‬ ‫مِبي ٍءْ‬ ‫ي ُ‬ ‫عَرب ِ ّ‬ ‫ن َ‬ ‫سا ٍءْ‬ ‫ن * ب ِل ِ َ‬ ‫ري َ‬ ‫ذ ِ‬ ‫من ْ ِ‬ ‫ال ْ ُ‬
‫ي على خلقه بذاته وصفاته لقوله‬ ‫ونؤمن بأن الله عز وجل عل ّ‬
‫م( )سورة البقرة من الية‪، (255:‬‬ ‫ظي ُ‬ ‫ع ِ‬ ‫ي ال ْ َ‬ ‫عل ِ ّ‬ ‫و ال ْ َ‬ ‫ه َ‬ ‫و ُ‬ ‫تعالـى‪َ ) :‬‬
‫خِبيُر( )النعاما‪(18:‬‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫كي ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫و ال ْ َ‬ ‫َ‬ ‫ه‬
‫و ُ‬ ‫َ‬ ‫ه‬
‫د ِ‬ ‫عَبا ِ‬ ‫وقاَ ِ‬ ‫ْ‬ ‫ف‬‫هُر َ‬ ‫قا ِ‬ ‫و ال ْ َ‬ ‫ه َ‬ ‫و ُ‬ ‫قوله‪َ ) :‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫وى‬ ‫ست َ َ‬ ‫ما ْ‬ ‫ة أّياما ٍءْ ث ُ ّ‬ ‫ست ّ ِ‬ ‫في ِ‬ ‫ض ِ‬ ‫واْلْر َ‬ ‫ت َ‬ ‫وا ِ‬ ‫ما َ‬ ‫س َ‬ ‫قّ ال ّ‬ ‫خل َ َ‬ ‫ونؤمن بأنه ) َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫مَر()يونس‪:‬الية ‪ .(3‬واستـواؤه على العرش‪:‬‬ ‫ش ي ُدَب ُّر ال ْ‬ ‫عْر ِ‬ ‫عَلى ال ْ َ‬ ‫َ‬
‫وا ً خاصا ً يليقّ بجلله وعظمته ل يعلم كيفيتـه‬ ‫علوه عليه بذاته عل ّ‬
‫إل هو‪.‬‬
‫)‪(4‬‬
‫ونؤمن بأنه تعالى مع خلقه وهو على عرشه‪ ،‬يعلم أحوالهم‬
‫ويسمع أقوالهم ويرى أفعالهم ويدّبر أمورهم‪ ،‬يرزقا الفقير‬
‫ويجبر الكسير‪ ،‬يؤتي الملك من يشاء‪ ،‬وينزع الملك ممن يشاء‬
‫ويعز من يشاء ويذل من يشاء بيده الخير وهو على كل شيء‬
‫قدير‪ .‬ومن كان هذا شأنه كان مع خلقه حقيقة‪ ،‬وإن كان فوقهم‬
‫صيُر(‬ ‫ع ال ْب َ ِ‬ ‫مي ُ‬ ‫س ِ‬
‫و ال ّ‬ ‫ه َ‬ ‫و ُ‬ ‫يء ٌ َ‬ ‫ش ْ‬ ‫ه َ‬ ‫مث ْل ِ ِ‬ ‫س كَ ِ‬ ‫علـى عرشه حقيقة )ل َي ْ َ‬
‫)الشورى‪ :‬الية ‪. (11‬‬
‫ول نقول كما تقول الحلولية من الجهمية وغيرهم‪ :‬إنه مع خلقه‬
‫في الرض‪ .‬ونرى أن من قال ذلك فهو كافر أو ضال‪ ،‬لنه وصف‬
‫الله بما ل يليقّ به من النقائص‪.‬‬
‫ونؤمن بما أخبر به عنه رسوله صلى الله عليه وسلم أنه ينزل كل‬
‫ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الخير فيقول‪ }:‬من‬
‫يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني‬
‫فأغفر له؟ {‬
‫ونؤمن بأنه سبحانه وتعالى يأتي يوما المعاد للفصل بين العباد‬
‫مل َ ُ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫وال ْ َ‬ ‫ك َ‬ ‫جاءَ َرب ّ َ‬ ‫و َ‬ ‫ض دَك ّا ً دَك ّا ً * َ‬ ‫ت اْلْر ُ‬ ‫ذا دُك ّ ِ‬ ‫لقوله تعالى‪) :‬ك َّل إ ِ َ‬
‫فا ً * وجيءَ يومئ ِذ بجهن ّم يومئ ِذ يت َذَك ّر اْلن ْسان َ‬
‫وأّنى ل َ ُ‬
‫ه‬ ‫َ ُ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ ْ َ ٍءْ ِ َ َ َ َ ْ َ ٍءْ َ‬ ‫َ ِ‬ ‫ص ّ‬ ‫فا ً َ‬ ‫ص ّ‬ ‫َ‬
‫الذكَرى( )الفجر‪. (23، 21 :‬‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬
‫ريدُ( )البروج‪ :‬الية ‪(16‬‬ ‫ما ي ُ ِ‬ ‫ل لِ َ‬ ‫عا ٌ‬ ‫ف ّ‬ ‫ونؤمن بأنه تعالى ) َ‬
‫ونؤمن بأن إرادة الله تعالى نوعان‪ :‬كونية‪ :‬يقع بها مراده ول‬
‫يلزما أن يكون محبوبا ً له‪ ،‬وهي التي بمعنى المشيئة كقوله تعالى‬
‫ريدُ() سورة البقرة‪:‬‬ ‫ما ي ُ ِ‬ ‫ل َ‬ ‫ع ُ‬ ‫ف َ‬ ‫ه يَ ْ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫ول َك ِ ّ‬ ‫قت َت َُلوا َ‬ ‫ما ا ْ‬ ‫ه َ‬ ‫شاءَ الل ّ ُ‬ ‫و َ‬ ‫ول َ ْ‬ ‫) َ‬
‫َ‬
‫م () سورة‬ ‫و َرب ّك ُ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫م ُ‬ ‫وي َك ُ ْ‬ ‫غ ِ‬ ‫ن يُ ْ‬ ‫ريدُ أ ْ‬ ‫ه يُ ِ‬ ‫ن الل ّ ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ن َ‬ ‫من الية ‪) (253‬إ ِ ْ‬
‫هود‪ :‬من الية ‪ .( 34‬وشرعية‪ :‬ل يلزما بها وقوع المراد ول يكون‬
‫َ‬
‫ب‬
‫ن ي َُتو َ‬ ‫ريدُ أ ْ‬ ‫ه يُ ِ‬ ‫والل ّ ُ‬ ‫المراد فيها إل محبوبا ً له‪ ،‬كقوله تعالى‪َ ) :‬‬
‫م () سورة النساء‪:‬ا من لية ‪.(27‬‬ ‫عل َي ْك ُ ْ‬ ‫َ‬
‫ونؤمن بأن مراده الكوني والشرعي تابع لحكمته‪ ،‬فكل ما قضاه‬
‫كونا ً أو تعبد به خلقه شرعا ً فإنه لحكمة وعلى وفقّ الحكمة‪ ،‬سواء‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫حك َم ِ‬
‫ه ب ِأ ْ‬ ‫س الل ّ ُ‬ ‫علمنا منها ما نعلم أو تقاصرت عقولنا عن ذلك )أل َي ْ َ‬
‫كما ً‬ ‫َ‬
‫ح ْ‬ ‫ه ُ‬ ‫ن الل ّ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن ِ‬ ‫س ُ‬ ‫ح َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫و َ‬ ‫ن( )سورة التين‪:‬الية ‪َ ) ، (8‬‬ ‫مي َ‬ ‫حاك ِ ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ن()سورة المائدة‪ :‬من الية ‪.(50‬‬ ‫قُنو َ‬ ‫وما ٍءْ ُيو ِ‬ ‫ق ْ‬ ‫لِ َ‬
‫م‬‫ن ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫ل إِ ْ‬ ‫ق ْ‬ ‫ونؤمن بـأن الله تعالى يحب أولياءه وهم يحبونه ) ُ‬
‫ه ( )سورة آل عمران‪ :‬من الية‬ ‫م الل ّ ُ‬ ‫حب ِب ْك ُ ُ‬ ‫عوِني ي ُ ْ‬ ‫فات ّب ِ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫حّبو َ‬ ‫تُ ِ‬
‫ه()سورة المائدة‪:‬من‬ ‫ه بِ َ‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫‪َ ) .(31‬‬
‫حّبون َ ُ‬ ‫وي ُ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬‫حب ّ ُ‬ ‫وما ٍءْ ي ُ ِ‬ ‫ق ْ‬ ‫ف ي َأِتي الل ُ‬ ‫و َ‬ ‫س ْ‬ ‫ف َ‬
‫ن()سورة آل عمران‪ :‬من الية‬ ‫ري َ‬ ‫صاب ِ ِ‬ ‫ب ال ّ‬ ‫ح ّ‬ ‫ه يُ ِ‬ ‫والل ّ ُ‬ ‫الية ‪َ ) َ .(54‬‬
‫ن()سورة الحجرات‪:‬‬ ‫طي َ‬ ‫س ِ‬ ‫ق ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ب ال ْ ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫ه يُ ِ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫طوا إ ِ ّ‬ ‫س ُ‬ ‫ق ِ‬ ‫وأ ْ‬ ‫‪َ ) .(146‬‬
‫ن()سورة البقرة‪:‬‬ ‫ْ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫سِني َ‬ ‫ح ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ب ال ُ‬ ‫ح ّ‬ ‫ه يُ ِ‬ ‫ن َالل ُ‬ ‫سُنوا ِإ ّ‬ ‫ح َ‬ ‫وأ ْ‬ ‫من الية ‪َ ) ،(9‬‬
‫من الية ‪.(195‬‬

‫)‪(5‬‬
‫ونؤمن بأن الله تعالى يرضى ما شرعه من العمال والقوال‬
‫ضى‬ ‫ول ي َْر َ‬ ‫م َ‬ ‫عن ْك ُ ْ‬ ‫ي َ‬ ‫غن ِ ّ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫فإ ِ ّ‬ ‫فُروا َ‬ ‫ن ت َك ْ ُ‬ ‫ويكره ما نهى عنه منها )إ ِ ْ‬
‫رهَ‬ ‫ن كَ ِ‬ ‫ول َك ِ ْ‬ ‫م()الزمر‪ :‬الية ‪َ ) (7‬‬ ‫ه ل َك ُ ْ‬ ‫ض ُ‬ ‫شك ُُروا ي َْر َ‬ ‫ن تَ ْ‬ ‫وإ ِ ْ‬ ‫فَر َ‬ ‫ه ال ْك ُ ْ‬ ‫د ِ‬ ‫عَبا ِ‬ ‫لِ ِ‬
‫ن()سورة التوبة‪:‬‬ ‫دي َ‬ ‫ع ِ‬ ‫قا ِ‬ ‫ع ال ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫دوا َ‬ ‫ع ُ‬ ‫ق ُ‬ ‫لا ْ‬ ‫قي َ‬ ‫و ِ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫فث َب ّطَ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫عاث َ ُ‬ ‫ه ان ْب ِ َ‬ ‫الل ّ ُ‬
‫من الية ‪.(46‬‬
‫ونؤمن بأن الله تعالى يرضى عن الذين آمنوا وعملوا الصالحات‬
‫ه()سورة البينة‪:‬‬ ‫ي َرب ّ ُ‬ ‫ش َ‬ ‫خ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ك لِ َ‬ ‫ه ذَل ِ َ‬ ‫عن ْ ُ‬ ‫ضوا َ‬ ‫وَر ُ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫عن ْ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ي الل ّ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫)َر ِ‬
‫من الية ‪.(8‬‬
‫ونؤمن بأن الله تعالى يغضب على من يستحقّ الغضب من‬
‫ء‬
‫و ِ‬ ‫س ْ‬ ‫دائ َِرةُ ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ء َ َ‬ ‫ه ظَ ّ‬ ‫ن ِبالل ّ ِ‬ ‫الكافرين وغيرهم )ال ّ‬
‫علي ْ ِ‬ ‫و ِ‬ ‫س ْ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫ظاّني َ‬
‫حا‬
‫شَر َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ول َك ِ ْ‬ ‫م ()سورة الفتح‪ :‬من الية ‪َ ) ،(6‬‬ ‫ه ْ‬ ‫علي ْ ِ‬
‫ه َ َ‬ ‫ب الل ّ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫غ ِ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬
‫م()سورة‬ ‫ظي ٌ‬ ‫ع ِ‬ ‫ب َ‬ ‫ذا ٌ‬ ‫ع َ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ول ُ‬ ‫َ‬ ‫ه َ‬ ‫ّ‬
‫ن الل ِ‬ ‫م َ‬ ‫ب ِ‬ ‫ض ٌ‬ ‫مغ َ‬ ‫َ‬ ‫ه ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫علي ْ ِ‬ ‫درا ف َ‬ ‫ص ْ‬ ‫ر َ‬ ‫ِبالكف ِ‬
‫النحل‪ :‬من الية ‪.(106‬‬
‫قى‬ ‫وي َب ْ َ‬ ‫ونؤمن بأن لله تعالى وجها ً موصوفا ً بالجلل والكراما ) َ‬
‫واْل ِك َْراما ِ( ) سورة الرحمن‪ :‬الية ‪(27‬‬ ‫ل َ‬ ‫جل ِ‬ ‫ذو ال ْ َ‬ ‫ك ُ‬ ‫ه َرب ّ َ‬ ‫ج ُ‬ ‫و ْ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫َ َ ُ‬ ‫دا‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ب‬ ‫عظيمتين)‬ ‫كريمتين‬ ‫يدين‬ ‫تعالى‬ ‫لله‬ ‫بأن‬ ‫ونؤمن‬
‫ما‬ ‫و َ‬ ‫شاءُ()سورة المائدة‪ :‬من الية ‪َ ) .(64‬‬ ‫ف يَ َ‬ ‫قّ ك َي ْ َ‬ ‫ف ُ‬ ‫ن ي ُن ْ ِ‬ ‫سوطََتا ِ‬ ‫مب ْ ُ‬ ‫َ‬
‫ة‬
‫م ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫قَيا َ‬ ‫ما ال ِ‬ ‫و َ‬ ‫ه يَ ْ‬ ‫ضت ُ ُ‬ ‫ميعا قب ْ َ‬ ‫ج ِ‬ ‫ض َ‬ ‫والْر ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ر ِ‬ ‫قّ قدْ ِ‬ ‫ح ّ‬ ‫ه َ‬ ‫قدَُروا الل َ‬
‫ن(‬ ‫كو َ‬ ‫ر ُ‬ ‫ش ِ‬ ‫ما ي ُ ْ‬ ‫ع ّ‬ ‫عالى َ‬ ‫َ‬ ‫وت َ َ‬ ‫ه َ‬ ‫حان َ ُ‬ ‫سب ْ َ‬ ‫ه ُ‬ ‫مين ِ ِ‬ ‫ت ب ِي َ ِ‬ ‫وّيا ٌ‬ ‫مط ِ‬ ‫ْ‬ ‫ت َ‬ ‫وا ُ‬ ‫ما َ‬ ‫س َ‬ ‫وال ّ‬ ‫َ‬
‫)سورة الزمر‪:‬الية ‪.(67‬‬
‫ونؤمـن بأن لله تعالى عينين اثنتين حقيقيتين لقوله تعالى‪:‬‬
‫حي َِنا()سورة هود‪ :‬من الية ‪) .(37‬وقال‬ ‫و ْ‬ ‫و َ‬ ‫عي ُن َِنا َ‬ ‫ك ب ِأ َ ْ‬ ‫فل ْ َ‬ ‫ع ال ْ ُ‬ ‫صن َ ِ‬ ‫وا ْ‬ ‫) َ‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم "حجابه النور لو كشفه لحرقت‬
‫سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه(‪ .‬وأجمع أهل السنة‬
‫على أن العينين اثنتان ويؤيده قول النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫في الدجال‪" :‬إنه أعور وإن ربكم ليس بأعور"‪.‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫و‬
‫ه َ‬ ‫و ُ‬ ‫صاَر َ‬ ‫ك اْلب ْ َ‬ ‫ر ُ‬ ‫و ي ُدْ ِ‬ ‫ه َ‬ ‫و ُ‬ ‫صاُر َ‬ ‫ه اْلب ْ َ‬ ‫رك ُ ُ‬ ‫ونؤمن بأن الله تعالى ‪) :‬ل ت ُدْ ِ‬
‫خِبيُر( )سورة النعاما ‪:‬الية ‪.(103‬‬ ‫ف ال ْ َ‬ ‫طي ُ‬ ‫الل ّ ِ‬
‫ذ‬
‫مئ ِ ٍءْ‬ ‫و َ‬ ‫جوهٌ ي َ ْ‬ ‫و ُ‬ ‫ونؤمــن بـأن المؤمنيـن يرون ربهم يوما القيامة )( ُ‬
‫ها َناظَِرةٌ( )سورة القيامة‪(22،23:‬‬ ‫ضَرةٌ * إ َِلى َرب ّ َ‬ ‫َنا ِ‬
‫يء ٌ‬ ‫ش ْ‬ ‫ه َ‬ ‫مث ْل ِ ِ‬ ‫س كَ ِ‬ ‫َ‬
‫ونؤمـن بأن الله تعالى ل مثل لـه لكمال صفاته )لي ْ َ‬
‫صيُر( )سورة الشـورى‪:‬من الية ‪.(11‬‬ ‫ع ال ْب َ ِ‬ ‫مي ُ‬ ‫س ِ‬ ‫و ال ّ‬ ‫ه َ‬ ‫و ُ‬ ‫َ‬
‫ما ()سورة البقرة‪ :‬من الية‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬
‫و ٌ‬ ‫ول ن َ ْ‬ ‫ة َ‬ ‫سن َ ٌ‬ ‫خذهُ ِ‬ ‫ونؤمن بأنه ) ل ت َأ ُ‬
‫‪ .(255‬لكمال حياته وقيوميته‪.‬‬
‫ونؤمن بأنه ل يظلم أحدا ً لكمال عدله‪ ،‬وبأنه ليس بغافل عن‬
‫أعمال عباده لكمال رقابته وإحاطته‪.‬‬
‫ونؤمن بأنه ل يعجزه شيء في السماوات ول في الرض لكمال‬
‫َ‬ ‫ذا أ ََرادَ َ‬ ‫َ‬
‫ن(‬ ‫كو ُ‬ ‫في َ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ه كُ ْ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫قو َ‬ ‫ن يَ ُ‬ ‫شْيئا ً أ ْ‬ ‫مُرهُ إ ِ َ‬ ‫ما أ ْ‬ ‫علمه وقدرته )إ ِن ّ َ‬
‫)سورة ّيـس‪:‬الية ‪ .(82‬وبأنه ل يلحقه تعب ول إعياء لكمال قوته‬
‫)‪(6‬‬
‫في ست ّ َ‬ ‫َ‬
‫ما‬
‫و َ‬ ‫ة أّياما ٍءْ َ‬
‫ِ ِ‬ ‫ما ِ‬
‫ه َ‬
‫ما ب َي ْن َ ُ‬
‫و َ‬
‫ض َ‬‫واْلْر َ‬
‫ت َ‬
‫وا ِ‬
‫ما َ‬
‫س َ‬
‫قَنا ال ّ‬ ‫خل َ ْ‬‫قدْ َ‬‫ول َ َ‬
‫) َ‬
‫ب( )سورة قا‪:‬الية ‪ .(38‬أي من تعب ول إعياء‪.‬‬ ‫ن لُ ُ‬
‫غو ٍءْ‬ ‫م ْ‬‫سَنا ِ‬‫م ّ‬ ‫َ‬
‫ونؤمن بثبوت كل ما أثبته الله لنفسه أو أثبته لـه رسوله صلى‬
‫الله عليه وسلم من السماء والصفات لكننا نتبرأ من محذورين‬
‫عظيمين هما‪ :‬التمثيل‪ :‬أن يقول بقلبه أو لسانه‪ :‬صفات الله‬
‫تعالى كصفات المخلوقين‪ .‬والتكييف‪ :‬أن يقول بقلبه أو لسانه‪:‬‬
‫كيفية صفات الله تعالى كذا وكذا‪.‬‬
‫ونؤمن بانتفاء كل ما نفاه الله عن نفسه أو نفاه عنه رسول الله‬
‫صلى الله عليه وسلم وأن ذلك النفي يتضمن إثباتا ً لكمال ضده‪،‬‬
‫ونسكت عما سكت الله عنه ورسوله‪.‬‬
‫ونرى أن السير على هذا الطريقّ فرض ل بد منه‪ ،‬وذلك لن ما‬
‫أثبته الله لنفسه أو نفاه عنه سبحانه فهو خبر أخبر الله به عن‬
‫نفسه وهو سبحانه أعلم بنفسه وأصدقا قيل ً وأحسن حديثًا‪،‬‬
‫والعباد ل يحيطون به علمًا‪ .‬و ما أثبته له رسوله أو نفاه عنه فهو‬
‫خبر أخبر به عنه‪ ،‬وهو أعلم الناس بربه وأنصح الخلقّ وأصدقهم‬
‫وأفصحهم‪ .‬ففي كلما الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم‬
‫كمال العلم والصدقا والبيان‪ ،‬فل عذر في رده أو التردد في‬
‫قبوله‪.‬‬
‫فصـل ‪:‬‬
‫وكل ما ذكرناه من صفات الله تعالى تفصيل ً أو إجمالً‪ ،‬إثباتا ً أو‬
‫ة نبينا معتمدون‪ ،‬وعلى ما‬ ‫سن ِ‬ ‫نفيًا‪ ،‬فإننا في ذلك على كتاب رّبنا و ُ‬
‫لمة وأئمة الهدى من بعدهم سائرون‪.‬‬ ‫سار عليه سلف ا ُ‬
‫سّنة في ذلك على ظاهرها‬ ‫ونرى وجوب إجراء نصوص الكتاب وال ُ‬
‫وحملها على حقيقتها اللئقة بالله عّز وجل‪ ،‬ونتبّرأ من طريقّ‬
‫المحّرفين لها الذين صرفوها إلى غير ما أراد الله بها ورسوله‪،‬‬
‫ومن طريقّ المعطلين لها الذين عطلوها من مدلولها الذي أراده‬
‫الله ورسوله‪ ،‬ومن طريقّ الغالين فيها الذين حملوها على‬
‫التمثيل أو تكلفوا لمدلولها التكييف‪.‬‬
‫سنة نبّيه‬ ‫ونعلم علم اليقين أن ما جاء في كتاب الله تعالى أو ُ‬
‫صلى الله عليه وسلم فهو حقّ ل يناقض بعضه بعضا ً لقوله تعالى‪:‬‬
‫ه‬
‫في ِ‬
‫دوا ِ‬ ‫ج ُ‬ ‫ه لَ َ‬
‫و َ‬ ‫ر الل ّ ِ‬
‫غي ْ ِ‬ ‫د َ‬‫عن ْ ِ‬‫ن ِ‬
‫م ْ‬
‫ن ِ‬
‫كا َ‬ ‫ول َ ْ‬
‫و َ‬ ‫ن َ‬
‫قْرآ َ‬‫ن ال ْ ُ‬ ‫)أ َ َ‬
‫فل ي َت َدَب ُّرو َ‬
‫خِتلفا ً ك َِثيرا ً( )سورة النساء‪:‬الية ‪ .(82‬ولن التناقض في‬ ‫ا ْ‬
‫الخبار يستلزما تكذيب بعضها بعضا ً وهذا محال في خبر الله‬
‫تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم‪ .‬ومن أدعى أن في كتاب‬
‫سنة رسوله صلى الله عليه وسلم أو بينهما‬ ‫الله تعالى أو في ُ‬
‫تناقضا ً فذلك لسوء قصده وزيغ قلبه فليتب إلى الله ولينزع عن‬
‫سنة رسوله‬ ‫غّيه‪ ،‬ومن توهم التناقض في كتاب الله تعالى أو في ُ‬
‫ما لقّلة علمه أو قصور‬ ‫صلى الله عليه وسلم أو بينهما‪ ،‬فذلك إ ّ‬

‫)‪(7‬‬
‫فهمه أو تقصيره في التدبر‪ ،‬فليبحث عن العلم وليجتهد في‬
‫التدبر حتى يتبين له الحقّ‪ ،‬فإن لم يتبين له فليكل المر إلى‬
‫ف عن توهمه‪ ،‬وليقل كما يقول الراسخون في العلم‬ ‫عالمه وليك ّ‬
‫د َرب َّنا()سورة آل عمران‪ :‬من الية ‪ .(7‬وليعلم‬
‫عن ْ ِ‬
‫ن ِ‬‫م ْ‬ ‫ه كُ ّ‬
‫ل ِ‬ ‫مّنا ب ِ ِ‬
‫)آ َ‬
‫ول بينهما ول اختلف‪.‬‬ ‫سّنة ل تناقض فيهما‬ ‫أن الكتاب وال ُ‬
‫فصـل ‪:‬‬
‫ه‬
‫قون َ ُ‬ ‫سب ِ ُ‬‫ن *ل ي َ ْ‬ ‫مو َ‬ ‫مك َْر ُ‬ ‫عَبادٌ ُ‬ ‫ونؤمـن بملئكـة الله تعالى وأنهم ) ِ‬
‫َ‬
‫ن( )سورة النبياء‪:‬من الية ‪،26‬والية‬ ‫مُلو َ‬ ‫ع َ‬ ‫ه يَ ْ‬ ‫ر ِ‬ ‫م ِ‬ ‫م ب ِأ ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫و ُ‬ ‫ل َ‬ ‫و ِ‬
‫ق ْ‬ ‫ِبال ْ َ‬
‫‪ . (27‬خلقهم الله تعالى فقاموا بعبادته وانقادوا لطاعته )ل‬
‫هاَر ل‬ ‫والن ّ َ‬ ‫ل َ‬ ‫ن الل ّي ْ َ‬ ‫حو َ‬ ‫سب ّ ُ‬ ‫ن * يُ َ‬ ‫سُرو َ‬ ‫ح ِ‬ ‫ست َ ْ‬‫ول ي َ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫عَبادَت ِ ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫ع ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ست َك ْب ُِرو َ‬ ‫يَ ْ‬
‫ن( )سورة النبياء‪ :‬من الية ‪ ،19‬والية ‪.(20‬‬ ‫فت ُُرو َ‬ ‫يَ ْ‬
‫حجبهم الله عنا فل نراهم‪ ،‬وربما كشفهم لبعض عباده‪ ،‬فقد رأى‬
‫النبي صلى الله عليه وسلم جبريل على صورته له ستمائة جناحا‬
‫قد سدّ الفقّ‪ ،‬وتمثل جبريل لمريم بشرا ً سويا ً فخاطبته‬
‫وخاطبها‪ ،‬وأتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم وعنده الصحابة‬
‫بصورة رجل ل ُيعرف ول ُيرى عليه أثر السفر‪ ،‬شديد بياض الثياب‬
‫شديد سواد الشعر‪ ،‬فجلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم‬
‫فأسند ركبته إلى ركبتي النبي صلى الله عليه وسلم ووضع كفيه‬
‫على فخذيه‪ ،‬وخاطب النبي صلى الله عليه وسلم‪ ،‬وخاطبه النبي‬
‫صلى الله عليه وسلم وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه‬
‫أنه جبريل‪.‬‬
‫ونؤمن بأن‪ :‬للملئكة أعمال ً كلفوا بها‪ :‬فمنهم جبريل الموكل‬
‫بالوحي ينزل به من عند الله على من يشاء من أنبيائه ورسله‪،‬‬
‫ومنهم ميكائيل الموكل بالمطر والنبات‪ ،‬ومنهم إسرافيل‪:‬‬
‫الموكل بالنفخ في الصور حين الصعقّ والنشور‪ ،‬ومنهم ملك‬
‫الموت‪ :‬الموكل بقبض الرواحا عند الموت‪ ،‬ومنهم ملك الجبال‪:‬‬
‫الموكل بها‪ ،‬ومنهم مالك‪ :‬خازن النار‪ ،‬ومنهم ملئكة موكلون‬
‫بالجنة في الرحاما وآخرون موكلون بحفظ بني آدما وآخرون‬
‫ن‬‫ع ِ‬ ‫و َ‬ ‫ن َ‬ ‫مي ِ‬ ‫ن ال ْي َ ِ‬ ‫ع ِ‬ ‫موكلون بكتابة أعمالهم‪ ،‬لكل شخص ملكان ) َ‬
‫عِتيدٌ( )سورة قا‪:‬‬ ‫ب َ‬ ‫قي ٌ‬ ‫ه َر ِ‬‫ل إ ِّل ل َدَي ْ ِ‬ ‫و ٍءْ‬
‫ق ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ظ ِ‬ ‫ف ُ‬ ‫ما ي َل ْ ِ‬ ‫عيدٌ * َ‬ ‫ق ِ‬ ‫ل َ‬ ‫ما ِ‬ ‫ش َ‬ ‫ال ّ‬
‫من الية ‪ ،17‬والية ‪ .(18‬وآخرون موكلون بسؤال الميت بعد‬
‫النتهاء من تسليمه إلى مثواه‪ ،‬يأتيه ملكان يسألنه عن ربه ودينه‬
‫ة الدّن َْيا‬ ‫حَيا ِ‬ ‫في ال ْ َ‬ ‫ت ِ‬ ‫ل الّثاب ِ ِ‬ ‫و ِ‬ ‫ق ْ‬‫مُنوا ِبال ْ َ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ه ال ّ ِ‬ ‫ت الل ّ ُ‬ ‫ونبيه فـ )ي ُث َب ّ ُ‬
‫شاءُ( )سورة‬ ‫ما ي َ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫ع ُ‬ ‫ف َ‬ ‫وي َ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫مي َ‬ ‫ظال ِ ِ‬‫ه ال ّ‬ ‫ل الل ّ ُ‬ ‫ض ّ‬ ‫وي ُ ِ‬ ‫ة َ‬ ‫خَر ِ‬ ‫في اْل ِ‬ ‫و ِ‬ ‫َ‬
‫إبراهيم‪:‬الية ‪ .(27‬ومنهـم الملئكة الموكلون بأهل الجنة‬
‫م‬
‫صب َْرت ُ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫م بِ َ‬ ‫عل َي ْك ُ ْ‬‫ما َ‬ ‫سل ٌ‬ ‫ب* َ‬ ‫ل َبا ٍءْ‬ ‫ن كُ ّ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫ن َ َ‬
‫علي ْ ِ‬ ‫خُلو َ‬ ‫ة ي َدْ ُ‬ ‫ملئ ِك َ ُ‬ ‫وال ْ َ‬ ‫) َ‬
‫ر( )سورة الرعد‪:‬من الية ‪23‬والية ‪ . (24‬وقد‬ ‫دا ِ‬ ‫قَبى ال ّ‬ ‫ع ْ‬ ‫م ُ‬ ‫ع َ‬‫فن ِ ْ‬ ‫َ‬
‫أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن البيت المعمور في السماء‬

‫)‪(8‬‬
‫يدخله – وفي رواية يصلي فيه‪ -‬كل يوما سبعون ألف ملك ثم ل‬
‫يعودون إليه آخر ما عليهم‪.‬‬
‫فصـل ‪:‬‬
‫جة على العالمين‬ ‫ونؤمن بأن الله تعالى أنزل على رسله كتبا ً ح ّ‬
‫ومحجة للعالمين يعّلمونهم بها الحكمة ويزكونهم‪.‬‬
‫ونؤمن بأن الله تعالى أنزل مع كل رسول كتابا ً لقوله تعالى )ل َ َ‬
‫قدْ‬
‫أ َرسل َْنا رسل ََنا بال ْبيَنات َ‬
‫ما‬ ‫ن ل ِي َ ُ‬
‫قو َ‬ ‫وال ْ ِ‬
‫ميَزا َ‬ ‫ب َ‬‫م ال ْك َِتا َ‬
‫ه ُ‬
‫ع ُ‬ ‫وأن َْزل َْنا َ‬
‫م َ‬ ‫ِ َ‬ ‫ِ َ ّ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ْ َ‬
‫ط ()سورة الحديد‪ :‬من الية ‪.(25‬‬ ‫س ِ‬ ‫ق ْ‬ ‫ْ‬
‫س ِبال ِ‬
‫الّنا ُ‬

‫ونعلم من هذه الكتب‪:‬‬


‫التوراة‪ :‬التي أنزلها الله تعالى على موسى صلى الله عليه‬ ‫أ‪.‬‬
‫حك ُ ُ‬
‫م‬ ‫وُنوٌر ي َ ْ‬ ‫ى َ‬ ‫هد ً‬ ‫ها ُ‬ ‫في َ‬ ‫وسلم‪ ،‬وهي أعظم كتب بني إسرائيل ) ِ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫حَباُر‬ ‫وال ْ‬ ‫ن َ‬ ‫والّرّبان ِّيو َ‬ ‫دوا َ‬ ‫ها ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ذي َ‬ ‫موا ل ِل ّ ِ‬ ‫سل َ ُ‬ ‫نأ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫ها الن ّب ِّيو َ‬ ‫بِ َ‬
‫ه()سورة المائدة‪ :‬من الية ‪.(44‬‬ ‫ب الل ّ ِ‬ ‫ن ك َِتا ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ظوا ِ‬ ‫ف ُ‬ ‫ح ِ‬ ‫ست ُ ْ‬ ‫ما ا ْ‬ ‫بِ َ‬
‫ب‪ .‬النجيل‪ :‬التي أنزله الله تعالى على عيسى صلى الله عليه‬
‫ه‬
‫في ِ‬ ‫ل ِ‬ ‫جي َ‬ ‫وآت َي َْناهُ اْل ِن ْ ِ‬ ‫وسلم‪ ،‬وهو مصدقا للتوراة ومتمم لها ) َ‬
‫عظ َ ً‬
‫ة‬ ‫و ِ‬ ‫م ْ‬ ‫و َ‬ ‫ى َ‬ ‫هد ً‬ ‫و ُ‬ ‫ة َ‬ ‫وَرا ِ‬ ‫ن الت ّ ْ‬ ‫م َ‬ ‫ه ِ‬ ‫ن ي َدَي ْ ِ‬ ‫ما ب َي ْ َ‬ ‫دقا ً ل ِ َ‬ ‫ص ّ‬ ‫م َ‬ ‫و ُ‬ ‫وُنوٌر َ‬ ‫ى َ‬ ‫هد ً‬ ‫ُ‬
‫ُ‬
‫ض‬‫ع َ‬ ‫م بَ ْ‬ ‫ل ل َك ُ ْ‬ ‫ح ّ‬ ‫وِل ِ‬ ‫ن()سورة المائدة‪ :‬من الية ‪َ ) .(46‬‬ ‫قي َ‬ ‫مت ّ ِ‬ ‫ل ِل ْ ُ‬
‫م( )سورة آل عمران‪ :‬من الية ‪.(50‬‬ ‫عل َي ْك ُ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫حّر َ‬ ‫ذي ُ‬ ‫ال ّ ِ‬
‫ج‪ .‬الزبور‪ :‬الذي آتاه الله داود صلى الله عليه وسلم‪.‬‬
‫د‪ .‬صحف إبراهيم وموسى‪ :‬عليهما الصلة والسلما‪.‬‬
‫هـ‪ .‬القرآن العظيم‪ :‬الذي أنزله الله على نبيه محمد خاتم النبيين‬
‫ن ()سورة البقرة‪:‬‬ ‫قا ِ‬ ‫فْر َ‬ ‫وال ْ ُ‬ ‫دى َ‬ ‫ه َ‬ ‫ن ال ْ ُ‬ ‫م َ‬ ‫ت ِ‬ ‫وب َي َّنا ٍءْ‬ ‫س َ‬ ‫ى ِللّنا ِ‬ ‫هد ً‬ ‫) ُ‬
‫منا ً‬ ‫هي ْ ِ‬ ‫م َ‬ ‫و ُ‬ ‫ب َ‬ ‫ن ال ْك َِتا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ه ِ‬ ‫ن ي َدَي ْ ِ‬ ‫ما ب َي ْ َ‬ ‫دقا ً ل ِ َ‬ ‫ص ّ‬ ‫م َ‬ ‫من الية ‪ُ ) .(185‬‬
‫ه()سورة المائدة‪:‬من الية ‪ .(48‬فنسخ الله به جميع‬ ‫عل َي ْ ِ‬ ‫َ‬
‫الكتب السابقة وتكفل بحفظه عن عبث العابثين وزيغ‬
‫ن( )سورة‬ ‫ظو َ‬ ‫ف ُ‬ ‫حا ِ‬ ‫ه لَ َ‬ ‫وإ ِّنا ل َ ُ‬ ‫ن ن َّزل َْنا الذّك َْر َ‬ ‫ح ُ‬ ‫المحرفين )إ ِّنا ن َ ْ‬
‫الحجر‪ :‬الية ‪ .(9‬لنه سيبقى حجة على الخلقّ أجمعين إلى‬
‫يوما القيامة‪.‬‬
‫د ينتهي بنزول ما ينسخها‬ ‫أما الكتب السابقة فإنها مؤقتة بأم ٍءْ‬
‫ويبين ما حصل فيها من تحريف وتغيير‪ ،‬ولهذا لم تكن معصومة‬
‫دوا‬ ‫ها ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫م َ‬ ‫منه فقد وقع فيها التحريف والزيادة والنقص ) ِ‬
‫ه () سورة النساء‪ :‬من الية ‪.(46‬‬ ‫ع ِ‬ ‫ض ِ‬ ‫وا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن َ‬ ‫ع ْ‬ ‫م َ‬ ‫ن ال ْك َل ِ َ‬ ‫فو َ‬ ‫حّر ُ‬ ‫يُ َ‬
‫َ‬
‫د الل ّ ِ‬
‫ه‬ ‫عن ْ ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ذا ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ن َ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫م يَ ُ‬ ‫م ثُ ّ‬ ‫ه ْ‬ ‫دي ِ‬ ‫ب ب ِأي ْ ِ‬ ‫ن ال ْك َِتا َ‬ ‫ن ي َك ْت ُُبو َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ل ل ِل ّ ِ‬ ‫وي ْ ٌ‬ ‫ف َ‬‫) َ‬
‫َ‬
‫ما‬ ‫م ّ‬ ‫م ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫وي ْ ٌ‬ ‫و َ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫دي ِ‬ ‫ت أي ْ ِ‬ ‫ما ك َت َب َ ْ‬ ‫م ّ‬ ‫م ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫ل لَ ُ‬ ‫وي ْ ٌ‬ ‫ف َ‬ ‫قِليل ً َ‬ ‫منا ً َ‬ ‫ه ثَ َ‬ ‫شت َُروا ب ِ ِ‬ ‫ل ِي َ ْ‬
‫َ‬
‫ه‬
‫جاءَ ب ِ ِ‬ ‫ذي َ‬ ‫ب ال ّ ِ‬ ‫ل ال ْك َِتا َ‬ ‫ن أن َْز َ‬ ‫م ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ق ْ‬ ‫ن( )سورة البقرة‪ُ ) .(79:‬‬ ‫سُبو َ‬ ‫ي َك ْ ِ‬
‫ن‬
‫فو َ‬ ‫خ ُ‬ ‫وت ُ ْ‬ ‫ها َ‬ ‫دون َ َ‬ ‫س ت ُب ْ ُ‬ ‫طي َ‬ ‫قَرا ِ‬ ‫ه َ‬ ‫عُلون َ ُ‬ ‫ج َ‬ ‫س تَ ْ‬ ‫ى ِللّنا ِ‬ ‫هد ً‬ ‫و ُ‬ ‫سى ُنورا ً َ‬ ‫مو َ‬ ‫ُ‬
‫م‬ ‫ه ْ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ن ِ‬ ‫وإ ِ ّ‬ ‫) َ‬ ‫كِثيرا () سورة النعاما‪ :‬من الية ‪.(91‬‬ ‫ً‬ ‫َ‬

‫)‪(9‬‬
‫َ‬
‫ن‬ ‫م َ‬ ‫و ِ‬ ‫ه َ‬‫ما ُ‬ ‫و َ‬ ‫ب َ‬ ‫ن ال ْك َِتا ِ‬ ‫م َ‬ ‫سُبوهُ ِ‬ ‫ح َ‬ ‫ب ل ِت َ ْ‬ ‫م ِبال ْك َِتا ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫سن َت َ ُ‬ ‫ن أل ْ ِ‬ ‫وو َ‬ ‫ريقا ً ي َل ْ ُ‬ ‫ف ِ‬ ‫لَ َ‬
‫قوُلو َ‬
‫ن‬ ‫وي َ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫د الل ّ ِ‬ ‫عن ْ ِ‬‫ن ِ‬ ‫م ْ‬‫و ِ‬ ‫ه َ‬‫ما ُ‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫د الل ّ ِ‬ ‫عن ْ ِ‬‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫و ِ‬ ‫ه َ‬ ‫ن ُ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫وي َ ُ‬ ‫ب َ‬ ‫ال ْك َِتا ِ‬
‫ش َ‬
‫ه ال ْك َِتا َ‬
‫ب‬ ‫ه الل ّ ُ‬ ‫ؤت ِي َ ُ‬ ‫ن يُ ْ‬ ‫رأ ْ‬ ‫ن ل ِب َ َ ٍءْ‬ ‫كا َ‬ ‫ما َ‬ ‫ن* َ‬ ‫مو َ‬ ‫عل َ ُ‬ ‫م يَ ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫و ُ‬ ‫ب َ‬ ‫ذ َ‬ ‫ه ال ْك َ ِ‬ ‫عَلى الل ّ ِ‬ ‫َ‬
‫ن الل ّ ِ‬
‫ه(‬ ‫دو ِ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫عَبادا ً ِلي ِ‬ ‫كوُنوا ِ‬ ‫س ُ‬ ‫ل ِللّنا ِ‬ ‫قو َ‬ ‫م يَ ُ‬ ‫وة َ ث ُ ّ‬ ‫والن ّب ُ ّ‬ ‫م َ‬ ‫حك ْ َ‬ ‫وال ْ ُ‬ ‫َ‬
‫ب َ‬ ‫ْ‬ ‫ه َ‬ ‫َ‬
‫قدْ‬ ‫ل الك َِتا ِ‬ ‫) سورة آل عمران‪ :‬الية ‪،78‬ومن الية ‪َ) . (79‬يا أ ْ‬
‫ب(‬ ‫ن ال ْك َِتا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ن ِ‬ ‫فو َ‬ ‫خ ُ‬ ‫م تُ ْ‬ ‫ما ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫م ّ‬ ‫م ك َِثيرا ً ِ‬ ‫ن ل َك ُ ْ‬ ‫سول َُنا ي ُب َي ّ ُ‬ ‫م َر ُ‬ ‫جاءَك ُ ْ‬ ‫َ‬
‫قاُلوا‬ ‫ن َ‬ ‫ذي َ‬ ‫فَر ال ّ ِ‬ ‫قدْ ك َ َ‬ ‫) سورة المائدة‪ :‬من الية ‪ (15‬إلى قوله‪) :‬ل َ َ‬
‫م () سورة المائدة‪ :‬من الية ‪.(17‬‬ ‫مْري َ َ‬ ‫ن َ‬ ‫ح اب ْ ُ‬ ‫سي ُ‬ ‫م ِ‬ ‫و ال ْ َ‬ ‫ه َ‬ ‫ه ُ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫إِ ّ‬
‫فصـل ‪:‬‬
‫ن‬
‫ري َ‬ ‫ش ِ‬ ‫مب َ ّ‬ ‫سل ً ُ‬ ‫ونؤمن بأن الله تعالى بعث إلى خلقه رسل ً )ُر ُ‬
‫ن الل ّ ُ‬
‫ه‬ ‫كا َ‬ ‫و َ‬ ‫ل َ‬ ‫س ِ‬ ‫عدَ الّر ُ‬ ‫ة بَ ْ‬ ‫ج ٌ‬ ‫ح ّ‬‫ه ُ‬ ‫عَلى الل ّ ِ‬ ‫س َ‬ ‫ن ِللّنا ِ‬ ‫كو َ‬ ‫ن ل ِئ َّل ي َ ُ‬ ‫ري َ‬ ‫ذ ِ‬ ‫من ْ ِ‬ ‫و ُ‬ ‫َ‬
‫كيما ( )سورة النساء‪ :‬من الية ‪(165‬‬ ‫ً‬ ‫ح ِ‬ ‫زيزا َ‬ ‫ً‬ ‫ع ِ‬ ‫َ‬
‫ونؤمن بأن أولهم نوحا وآخرهم محمد صلى الله وسّلم عليهم‬
‫حي َْنا إ َِلى ُنو‬ ‫َ‬ ‫حي َْنا إ ِل َي ْ َ‬ ‫َ‬
‫ه(‬ ‫د ِ‬ ‫ع ِ‬ ‫ن بَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫والن ّب ِّيي َ‬ ‫حا َ‬ ‫ٍءْ‬ ‫و َ‬ ‫ما أ ْ‬ ‫ك كَ َ‬ ‫و َ‬ ‫أجمعين)إ ِّنا أ ْ‬
‫َ َ‬
‫جال ِك ُ ْ‬
‫م‬ ‫ر َ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫د ِ‬ ‫ح ٍءْ‬ ‫مدٌ أَبا أ َ‬ ‫ح ّ‬ ‫م َ‬ ‫ن ُ‬ ‫كا َ‬ ‫ما َ‬ ‫) سورة النساء‪ :‬من الية ‪َ ( .(163‬‬
‫ن ()سورة الحزاب‪ :‬من الية ‪.(40‬‬ ‫م الن ّب ِّيي َ‬ ‫خات َ َ‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫ل الل ّ ِ‬ ‫سو َ‬ ‫ن َر ُ‬ ‫ول َك ِ ْ‬ ‫َ‬
‫وأن أفضلهم محمد ثم إبراهيم ثم موسى ثم نوحا وعيسى بن‬
‫ن‬
‫ن الن ّب ِّيي َ‬ ‫م َ‬ ‫خذَْنا ِ‬ ‫وإ ِذْ أ َ َ‬ ‫مريم وهم المخصوصون في قوله تعالى ) َ‬
‫م‬
‫مْري َ َ‬ ‫ن َ‬ ‫سى اب ْ ِ‬ ‫عي َ‬ ‫و ِ‬ ‫سى َ‬ ‫مو َ‬ ‫و ُ‬ ‫م َ‬ ‫هي َ‬ ‫وإ ِب َْرا ِ‬ ‫حا َ‬ ‫ن ُنو ٍءْ‬ ‫م ْ‬ ‫و ِ‬ ‫ك َ‬ ‫من ْ َ‬ ‫و ِ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ق ُ‬ ‫ميَثا َ‬ ‫ِ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ميَثاقا َ‬ ‫َ‬
‫غِليظا ( )سورة الحزاب من الية‪. (7:‬‬ ‫م ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫خذَْنا ِ‬ ‫وأ َ‬ ‫َ‬
‫ونعتقد أن شريعة محمد صلى الله عليه وسلم حاوية لفضائل‬
‫ع‬
‫شَر َ‬ ‫شرائع هؤلء الرسل المخصوصين بالفضل لقوله تعالى‪َ ) :‬‬
‫حي َْنا إ ِل َي ْ َ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫صي َْنا ب ِ ِ‬ ‫و ّ‬ ‫ما َ‬ ‫و َ‬ ‫ك َ‬ ‫و َ‬ ‫ذي أ ْ‬ ‫وال ّ ِ‬ ‫ه ُنوحا ً َ‬ ‫صى ب ِ ِ‬ ‫و ّ‬ ‫ما َ‬ ‫ن َ‬ ‫ِ‬ ‫دي‬‫ن ال ّ‬ ‫م َ‬ ‫م ِ‬ ‫ل َك ُ ْ‬
‫ه(‬ ‫في ِ‬ ‫قوا ِ‬ ‫فّر ُ‬ ‫ول ت َت َ َ‬ ‫ن َ‬ ‫دي َ‬ ‫موا ال ّ‬ ‫قي ُ‬ ‫ن أَ ِ‬ ‫سى أ ْ‬
‫َ‬
‫عي َ‬ ‫و ِ‬ ‫سى َ‬ ‫مو َ‬ ‫و ُ‬‫م َ‬ ‫هي َ‬ ‫إ ِب َْرا ِ‬
‫) سورة الشورى‪ :‬من الية ‪.((13‬‬
‫ونؤمن بأن جميع الرسل بشر مخلوقون‪ ،‬ليس لهم من خصائص‬
‫ل‬‫قو ُ‬ ‫ول أ َ ُ‬ ‫الربوبية شيء‪ ،‬قال الله تعالى عن نوحا وهو أولهم‪َ ) :‬‬
‫ك(‬ ‫مل َ ٌ‬ ‫ل إ ِّني َ‬ ‫قو ُ‬ ‫ول أ َ ُ‬ ‫ب َ‬ ‫غي ْ َ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫عل َ ُ‬ ‫ول أ َ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل ّ ِ‬ ‫خَزائ ِ ُ‬ ‫دي َ‬ ‫عن ْ ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ل َك ُ ْ‬
‫) سورة هود‪:‬من الية ‪ . (31‬وأمر الله تعالى محمدا ً وهو آخرهم‬
‫ول‬ ‫ب َ‬ ‫غي ْ َ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫عل َ ُ‬ ‫ول أ َ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل ّ ِ‬ ‫خَزائ ِ ُ‬ ‫دي َ‬ ‫عن ْ ِ‬ ‫م ِ‬ ‫ل ل َك ُ ْ‬ ‫قو ُ‬ ‫أن يقول‪َ) :‬ل أ َ ُ‬
‫ك( )سورة النعاما‪ :‬من الية ‪ .(50‬وأن يقول‪:‬‬ ‫مل َ ٌ‬ ‫م إ ِّني َ‬ ‫ل ل َك ُ ْ‬ ‫قو ُ‬ ‫أَ ُ‬
‫َ‬
‫ه ( )سورة‬ ‫شاءَ الل ّ ُ‬ ‫ما َ‬ ‫ضّرا ً إ ِّل َ‬ ‫ول َ‬ ‫َ‬ ‫فعا ً‬ ‫سي ن َ ْ‬ ‫ف ِ‬ ‫ك ل ِن َ ْ‬ ‫مل ِ ُ‬ ‫للأ ْ‬ ‫ق ْ‬ ‫) ُ‬
‫ضّرا ً‬ ‫َ‬
‫م َ‬ ‫ك ل َك ُ ْ‬ ‫مل ِ ُ‬ ‫ل إ ِّني ل أ ْ‬ ‫ق ْ‬ ‫العراف‪:‬من الية ‪ .(188‬وأن يقول‪ُ ) :‬‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ه‬
‫دون ِ ِ‬ ‫من ُ‬ ‫جدَ ِ‬ ‫نأ ِ‬ ‫ول َ ْ‬ ‫حدٌ َ‬ ‫ن الّله أ َ‬ ‫م َ‬ ‫ي ِ‬ ‫جيَرن ٍءْ‬ ‫ى َلن ي ُ ِ‬ ‫ل إ ِن ّ ِ‬ ‫ق ْ‬ ‫شدا ً * ُ‬ ‫ول َر َ‬ ‫َ‬
‫حدا ( )سورة الجـن‪:‬من الية ‪ 21‬والية ‪. ((22‬‬ ‫ً‬ ‫ملت َ َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬
‫ونؤمن بأنهم عبيد من عباد الله أكرمهم الله تعالى بالرسالة‪،‬‬
‫ووصفهم بالعبودية في أعلى مقاماتهم وفي سياقا الثناء عليهم‪،‬‬
‫عْبدا ً‬ ‫ن َ‬ ‫كا َ‬ ‫ه َ‬ ‫حا إ ِن ّ ُ‬ ‫مل َْنا َ‬ ‫فقال في أولهم نوحا )ذُّري ّ َ‬
‫ع ُنو ٍءْ‬ ‫م َ‬ ‫ح َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ة َ‬

‫)‪(10‬‬
‫كورا ً( )السراء‪ . (3:‬وقال في آخرهم محمد صلى الله عليه‬ ‫ش ُ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫مي َ‬ ‫عال َ ِ‬ ‫ن ل ِل ْ َ‬ ‫كو َ‬ ‫ه ل ِي َ ُ‬ ‫د ِ‬ ‫عب ْ ِ‬ ‫عَلى َ‬ ‫ن َ‬ ‫قا َ‬ ‫فْر َ‬ ‫ل ال ْ ُ‬ ‫ذي ن َّز َ‬ ‫ك ال ّ ِ‬ ‫وسلم )ت ََباَر َ‬
‫عَبادََنا‬ ‫واذْك ُْر ِ‬ ‫وقال في رسل آخرين ) َ‬ ‫ذيرا ً( )الفرقان‪. (1:‬‬ ‫نَ ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ر( )ص‪.(45:‬‬ ‫صا ِ‬ ‫واْلب ْ َ‬ ‫دي َ‬ ‫ب أوِلي اْلي ْ ِ‬ ‫قو َ‬ ‫ع ُ‬ ‫وي َ ْ‬ ‫حاقاَ َ‬ ‫س َ‬ ‫وإ ِ ْ‬ ‫م َ‬ ‫هي َ‬ ‫إ ِب َْرا ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ودَ‬‫دا ُ‬ ‫هب َْنا ل ِ َ‬ ‫و َ‬ ‫و َ‬ ‫ب()ص‪ :‬الية ‪َ ) .(17‬‬ ‫وا ٌ‬ ‫هأ ّ‬ ‫د إ ِن ّ ُ‬ ‫ذا اْلي ْ ِ‬ ‫ودَ َ‬ ‫ُ‬ ‫دا‬‫عب ْدََنا َ‬ ‫واذْك ُْر َ‬ ‫) َ‬
‫َ‬
‫ب( )ص‪ .(30:‬وقال في عيسى ابن‬ ‫وا ٌ‬ ‫هأ ّ‬ ‫عب ْدُ إ ِن ّ ُ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫ع َ‬ ‫ن نِ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫سل َي ْ َ‬ ‫ُ‬
‫َ‬
‫ل(‬ ‫سرائي َ‬ ‫مَثل ً ل ِب َِني إ ِ ْ‬ ‫عل َْناهُ َ‬ ‫ج َ‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫عل َي ْ ِ‬ ‫مَنا َ‬ ‫ع ْ‬ ‫عب ْدٌ أن ْ َ‬ ‫و إ ِّل َ‬ ‫ه َ‬‫ن ُ‬ ‫مريم‪) :‬إ ِ ْ‬
‫)الزخرف‪.(59:‬‬
‫ونؤمن بأن الله تعالى ختم الرسالت برسالة محمد صلى الله‬
‫ها‬ ‫َ‬ ‫ق ْ‬ ‫عليه وسلم وأرسله إلى جميع الناس لقوله تعالى‪ُ ) :‬‬
‫ل َيا أي ّ َ‬
‫ت‬ ‫وا ِ‬ ‫ما َ‬ ‫س َ‬ ‫ك ال ّ‬ ‫مل ْ ُ‬ ‫ه ُ‬ ‫ذي ل َ ُ‬ ‫ميعا ً ال ّ ِ‬ ‫ج ِ‬ ‫م َ‬ ‫ه إ ِل َي ْك ُ ْ‬ ‫ل الل ّ ِ‬ ‫سو ُ‬ ‫س إ ِّني َر ُ‬ ‫الّنا ُ‬
‫مُنوا ِبالل ّ ِ‬ ‫ه إ ِّل ُ‬ ‫ْ َ‬
‫ي‬ ‫ه الن ّب ِ ّ‬ ‫سول ِ ِ‬ ‫وَر ُ‬ ‫ه َ‬ ‫فآَ ِ‬ ‫ت َ‬ ‫مي ُ‬ ‫وي ُ ِ‬ ‫حِيي َ‬ ‫و يُ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ض ل إ ِل َ َ‬ ‫وا ُلْر ِ‬ ‫َ‬
‫ن(‬ ‫ْ َ ْ َ ُ َ‬‫دو‬ ‫ت‬ ‫ه‬ ‫ت‬ ‫م‬ ‫ُ‬ ‫ك‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ه‬ ‫عو‬
‫ِ َ ِ َ ِ ِ َ ّ ِ ُ ُ َ‬ ‫ب‬ ‫ت‬ ‫وا‬ ‫ه‬ ‫ت‬ ‫ما‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫ك‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫بال‬ ‫ُ ِ ُ ِ‬‫ن‬ ‫م‬ ‫ؤ‬‫ْ‬ ‫ي‬ ‫ذي‬ ‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ي‬‫ا ّ ّ‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ْ‬
‫)العراف‪.(158:‬‬
‫ونؤمن بأن شريعته صلى الله عليه وسلم هي دين السلما الذي‬
‫ارتضاه الله تعالى لعباده‪ ،‬وأن الله تعالى ل يقبل من أحد دينا ً‬
‫ما()آل عمران‪ :‬الية‬ ‫سل ُ‬ ‫ه اْل ْ‬ ‫عن ْدَ الل ّ ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫دي َ‬ ‫ن ال ّ‬ ‫سواه لقوله تعالى‪) :‬إ ِ ّ‬
‫َ‬ ‫‪ .(19‬وقوله‪) :‬ال ْيو َ‬
‫مِتي‬ ‫ع َ‬ ‫م نِ ْ‬ ‫عل َي ْك ُ ْ‬ ‫ت َ‬ ‫م ُ‬ ‫م ْ‬ ‫وأت ْ َ‬ ‫م َ‬ ‫دين َك ُ ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ت ل َك ُ ْ‬ ‫مل ْ ُ‬ ‫ما أك ْ َ‬ ‫َ ْ َ‬
‫غ‬ ‫ً‬ ‫م اْل ْ‬ ‫ت ل َك ُ ُ‬
‫ن ي َب ْت َ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫و َ‬ ‫دينا ()المائدة‪ :‬الية ‪ . (3‬وقوله‪َ ) :‬‬ ‫ما ِ‬ ‫سل َ‬ ‫ضي ُ‬ ‫وَر ِ‬ ‫َ‬
‫ن(‬ ‫ري َ‬ ‫س ِ‬ ‫خا ِ‬ ‫ن ال َ‬ ‫ْ‬ ‫م َ‬ ‫ة ِ‬ ‫خَر ِ‬ ‫في ال ِ‬ ‫ْ‬ ‫و ِ‬ ‫ه َ‬ ‫و ُ‬ ‫ه َ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫ل ِ‬ ‫قب َ َ‬ ‫ن يُ ْ‬ ‫فل ْ‬ ‫َ‬ ‫دينا َ‬ ‫ً‬ ‫سلما ِ ِ‬ ‫غي َْر ال ْ‬ ‫َ‬
‫)آل عمران‪.(85:‬‬
‫ونرى أن من زعم اليوما دينا قائما مقبول ً عند الله سوى دين‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫السلما‪ ،‬من دين اليهودية أو النصرانية أو غيرهما‪ ،‬فهو كافر‬
‫يستتاب‪ ،‬فإن تاب وإل قتل مرتدا ً لنه مكذب للقرآن‪.‬‬
‫ونرى أن من كفر برسالة محمد صلى الله عليه وسلم إلى الناس‬
‫جميعا ً فقد كفر بجميع الرسل‪ ،‬حتى برسوله الذي يزعم أنه‬
‫ن(‬ ‫سِلي َ‬ ‫مْر َ‬ ‫حا ال ْ ُ‬ ‫ما ُنو ٍءْ‬ ‫و ُ‬ ‫ق ْ‬ ‫ت َ‬ ‫مؤمن به متبع له‪ ،‬لقوله تعالى‪) :‬ك َذّب َ ْ‬
‫)الشعراء‪ . (105:‬فجعلهم مكذبين لجميع الرسل مع أنه لم يسبقّ‬
‫ه‬
‫سل ِ ِ‬ ‫وُر ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ن ِبالل ّ ِ‬ ‫فُرو َ‬ ‫ن ي َك ْ ُ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ّ ِ‬ ‫نوحا ً رسول‪ .‬وقال تعالى‪) :‬إ ِ ّ‬
‫َ‬
‫فُر‬ ‫ون َك ْ ُ‬ ‫ض َ‬ ‫ع ٍءْ‬ ‫ن ب ِب َ ْ‬ ‫م ُ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫ن نُ ْ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫وي َ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫سل ِ ِ‬ ‫وُر ُ‬ ‫ه َ‬ ‫ن الل ّ ِ‬ ‫قوا ب َي ْ َ‬ ‫فّر ُ‬ ‫ن يُ َ‬ ‫نأ ْ‬ ‫دو َ‬ ‫ري ُ‬ ‫وي ُ ِ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫رو‬ ‫ف‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫كا‬ ‫ْ‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ه‬‫ُ‬ ‫َ‬
‫ك‬ ‫ِ‬ ‫ئ‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫أو‬ ‫ُ‬ ‫*‬ ‫ً‬ ‫بيل‬ ‫س‬ ‫ك‬‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫َ‬ ‫ذ‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫ب‬ ‫ذوا‬ ‫ُ‬ ‫خ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬
‫ب ِ َ ْ ٍءْ َ ُ ِ ُ َ ْ َ ّ‬
‫ت‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫ن‬ ‫دو‬ ‫ري‬ ‫ي‬ ‫و‬ ‫ض‬ ‫ع‬ ‫ب‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ ِ‬ ‫َ ْ َ‬
‫هينا ً( )النساء‪.(151 ،150:‬‬ ‫م ِ‬ ‫ذابا ً ُ‬ ‫ع َ‬ ‫ن َ‬ ‫ري َ‬ ‫ف ِ‬ ‫كا ِ‬ ‫عت َدَْنا ل ِل ْ َ‬ ‫وأ َ ْ‬ ‫قا ً َ‬ ‫ح ّ‬ ‫َ‬
‫ونؤمن بأنه ل نبي بعد محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم‪،‬‬
‫دعاها فهو كافر لنه مكذب‬ ‫دقا من ا ّ‬ ‫ومن ادعى النبوة بعده أو ص ّ‬
‫لله ورسوله وإجماع المسلمين‪.‬‬
‫ونؤمن بأن للنبي صلى الله عليه وسلم خلفاء راشدين خلفوه في‬
‫أمته علما ً ودعوة وولية على المؤمنين‪ ،‬وبأن أفضلهم وأحقهم‬
‫بالخلفة أبو بكر الصديقّ‪ ،‬ثم عمر بن الخطاب‪ ،‬ثم عثمان بن‬
‫عفان‪ ،‬ثم علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين‪ .‬وهكذا‬
‫)‪(11‬‬
‫كانوا في الخلفة قدرا ً كما كانوا في الفضيلة‪ .‬وما كان الله‬
‫تعالى –وله الحكمة البالغة‪ -‬ليولي على خير القرون رجلً‪ ،‬وفيهم‬
‫من هو خير منه وأجدر بالخلفة‪.‬‬
‫ونؤمن بأن المفضول من هؤلء قد يتميز بخصيصة يفوقا فيها من‬
‫هو أفضل منه‪ ،‬لكنه ل يستحقّ بها الفضل المطلقّ على من‬
‫ضله‪ ،‬لن موجبات الفضل كثيرة متنوعة‪.‬‬ ‫ف َ‬ ‫َ‬
‫ونؤمن بأن هذه المة خير المم وأكرمها على الله عز وجل‪،‬‬
‫ْ‬ ‫ة أُ ْ‬ ‫ُ‬
‫ف‬
‫عُرو ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِبال ْ َ‬ ‫مُرو َ‬ ‫س ت َأ ُ‬ ‫ت ِللّنا ِ‬ ‫ج ْ‬ ‫ر َ‬ ‫خ ِ‬ ‫م ٍءْ‬ ‫خي َْر أ ّ‬ ‫م َ‬ ‫لقوله تعالى‪) :‬ك ُن ْت ُ ْ‬
‫ه ()آل عمران‪ :‬الية ‪.(110‬‬ ‫ن ِبالل ّ ِ‬ ‫مُنو َ‬ ‫ؤ ِ‬‫وت ُ ْ‬ ‫ر َ‬ ‫من ْك َ ِ‬‫ن ال ْ ُ‬ ‫ع ِ‬ ‫ن َ‬ ‫و َ‬ ‫ه ْ‬‫وت َن ْ َ‬ ‫َ‬
‫ونؤمن بأن خير هذه المة الصحابة ثم التابعون ثم تابعوهم وبأنه‬
‫ل تزال طائفة من هذه المة على الحقّ ظاهرين‪ ،‬ل يضّرهم من‬
‫خذلهم أو خالفهم حتى يأتي أمر الله عز وجل‪.‬‬
‫ونعتقد أن ما جرى بين الصحابة رضي الله عنهم من الفتن‪ ،‬فقد‬
‫صدر عن تأويل اجتهدوا فيه‪ ،‬فمن كان منهم مصيبا ً كان له‬
‫أجران‪ ،‬ومن كان منهم مخطئا ً فله أجر واحد وخطؤه مغفور له‪،‬‬
‫ونرى أنه يجب أن نكف عن مساوئهم‪ ،‬فل نذكرهم إل بما‬
‫هر قلوبنا من الغل والحقد‬ ‫يستحقونه من الثناء الجميل‪ ،‬وأن نط ّ‬
‫َ‬
‫ن‬
‫م ْ‬‫قّ ِ‬ ‫ف َ‬ ‫ن أن ْ َ‬ ‫م ْ‬ ‫م َ‬ ‫من ْك ُ ْ‬ ‫وي ِ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫على أحد منهم‪ ،‬لقوله تعالى فيهم‪) :‬ل ي َ ْ‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫ك أَ ْ‬ ‫ل ُأول َئ ِ َ‬
‫عدُ‬‫ن بَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫قوا ِ‬ ‫ف ُ‬ ‫ن أن ْ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ن ال ِ‬ ‫م َ‬ ‫ة ِ‬‫ج ً‬‫م دََر َ‬ ‫عظ َ ُ‬ ‫قات َ َ‬ ‫و َ‬ ‫ح َ‬ ‫ل ال ْ َ‬
‫فت ْ ِ‬ ‫قب ْ ِ‬ ‫َ‬
‫سَنى ()الحديد‪ :‬الية ‪ . (10‬وقول‬ ‫ح ْ‬ ‫ال ْ ُ‬ ‫ه‬ ‫عدَ الل ّ ُ‬ ‫و َ‬‫وك ُّل ً َ‬ ‫قات َُلوا َ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫فْر لَنا‬ ‫ْ‬
‫ن َرب َّنا اغ ِ‬ ‫ُ‬
‫م ي َقولو َ‬ ‫ُ‬ ‫ه ْ‬ ‫د ِ‬ ‫ع ِ‬ ‫ن بَ ْ‬‫م ْ‬ ‫ءوا ِ‬ ‫جا ُ‬ ‫ن َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ّ‬
‫وال ِ‬ ‫الله تعالى فينا‪َ () :‬‬
‫ن‬
‫ذي َ‬ ‫ّ‬
‫غل ً ل ِل ِ‬ ‫ّ‬ ‫قلوب َِنا ِ‬ ‫ُ‬ ‫في ُ‬ ‫ل ِ‬ ‫ع ْ‬ ‫ج َ‬ ‫ول ت َ ْ‬ ‫ن َ‬ ‫ما ِ‬ ‫لي َ‬ ‫ْ‬
‫قوَنا ِبا ِ‬ ‫سب َ ُ‬‫ن َ‬ ‫ذي َ‬ ‫وان َِنا ال ّ ِ‬ ‫خ َ‬‫وِل ِ ْ‬ ‫َ‬
‫م( )الحشر‪(10:‬‬ ‫حي ٌ‬ ‫ف َر ِ‬ ‫ؤو ٌ‬ ‫َ‬
‫مُنوا َرب َّنا إ ِن ّك َر ُ‬ ‫آ َ‬

‫فصـل ‪:‬‬
‫ونؤمن باليوما الخر وهو يوما القيامة الذي ل يوما بعده‪ ،‬حين يبعث‬
‫ما في دار العذاب الليم‪.‬‬ ‫ما في دار النعيم وإ ّ‬ ‫الناس أحياء للبقاء إ ّ‬
‫فنؤمن بالبعث وهو إحياء الله تعالى الموتى حين ينفخ إسرافيل‬
‫في‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫قّ َ‬
‫ع َ‬ ‫ص ِ‬ ‫ف َ‬ ‫ر َ‬ ‫صو ِ‬ ‫في ال ّ‬ ‫خ ِ‬ ‫ف َ‬ ‫ون ُ ِ‬
‫في الصور النفخة الثانية ) َ‬
‫ُ‬ ‫ْ َ‬
‫فإ ِ َ‬
‫ذا‬ ‫خَرى َ‬ ‫هأ ْ‬ ‫في ِ‬ ‫خ ِ‬ ‫ف َ‬ ‫م نُ ِ‬ ‫ه ثُ ّ‬ ‫شاءَ الل ّ ُ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬‫ض إ ِّل َ‬ ‫في الْر ِ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫و َ‬ ‫ت َ‬ ‫وا ِ‬ ‫ما َ‬ ‫س َ‬ ‫ال ّ‬
‫ن( )الزمر‪ .(68:‬فيقوما الناس من قبورهم لرب‬ ‫ما ي َن ْظُُرو َ‬ ‫قَيا ٌ‬ ‫م ِ‬ ‫ه ْ‬‫ُ‬
‫ْ‬
‫ما ب َدَأَنا‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫العالمين‪ ،‬حفاة بل نعال‪ ،‬عراة بل ثياب‪ ،‬غرل بل ختان )ك َ‬
‫ن()النبياء‪ :‬الية ‪.(104‬‬ ‫عل َي َْنا إ ِّنا ك ُّنا َ‬ ‫عدا ً َ‬ ‫ل َ ْ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬
‫عِلي َ‬ ‫فا ِ‬ ‫و ْ‬ ‫عيدُهُ َ‬ ‫قّ ن ُ ِ‬‫خل ٍءْ‬ ‫أ ّ‬
‫ونؤمن بصحائف العمال تعطى باليمين أو من وراء الظهور‬
‫سابا ً‬ ‫ح َ‬ ‫ب ِ‬ ‫س ُ‬ ‫حا َ‬ ‫ف يُ َ‬ ‫و َ‬ ‫ْ‬ ‫س‬
‫ف َ‬ ‫ه( * َ‬ ‫مين ِ ِ‬ ‫ه ب ِي َ ِ‬‫ي ك َِتاب َ ُ‬
‫َ‬ ‫ن ُأوت ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ما َ‬
‫َ‬
‫بالشمال )فأ ّ‬
‫ُ‬ ‫هل ِه مسرورا ً * َ‬ ‫َ‬
‫وَراءَ‬ ‫ه َ‬ ‫ي ك َِتاب َ ُ‬ ‫ن أوت ِ َ‬ ‫م ْ‬ ‫ما َ‬ ‫وأ ّ‬‫َ‬ ‫ب إ َِلى أ ْ ِ َ ْ ُ‬ ‫قل ِ ُ‬ ‫وي َن ْ َ‬ ‫سيرا ً * َ‬ ‫يَ ِ‬
‫عيرا ً( )النشقاقا‪- 7 :‬‬ ‫س ِ‬ ‫صَلى َ‬ ‫وي َ ْ‬ ‫عو ث ُُبورا ً * َ‬ ‫ف ي َدْ ُ‬ ‫و َ‬ ‫س ْ‬ ‫ف َ‬ ‫ه* َ‬ ‫ر ِ‬ ‫ه ِ‬ ‫ظَ ْ‬
‫ما ال ْ ِ‬ ‫َ‬
‫ة‬
‫م ِ‬‫قَيا َ‬ ‫و َ‬ ‫ه يَ ْ‬‫ج لَ ُ‬ ‫ر ُ‬
‫خ ِ‬ ‫ون ُ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ق ِ‬ ‫عن ُ ِ‬ ‫في ُ‬ ‫طائ َِرهُ ِ‬ ‫مَناهُ َ‬ ‫ن أل َْز ْ‬ ‫سا ٍءْ‬ ‫ل إ ِن ْ َ‬ ‫وك ُ ّ‬ ‫‪َ ) .(12‬‬

‫)‪(12‬‬
‫عل َي ْ َ‬
‫ك‬ ‫ما َ‬ ‫و َ‬ ‫ك ال ْي َ ْ‬ ‫س َ‬ ‫ف ِ‬ ‫فى ب ِن َ ْ‬ ‫ك كَ َ‬ ‫قَرأ ْ ك َِتاب َ َ‬ ‫شورا ً * ا ْ‬ ‫من ْ ُ‬ ‫قاهُ َ‬ ‫ك َِتابا ً ي َل ْ َ‬
‫سيبا ً( )السراء‪.(14 ،13 :‬‬ ‫ح ِ‬ ‫َ‬
‫ن‬‫م ْ‬ ‫ف َ‬ ‫ونؤمن بالموازين ُتوضـع يوما القيامة فل ُتظلم نفس شيئـا ً ) َ‬
‫ه(‬ ‫شّرا ً ي ََر ُ‬ ‫ة َ‬ ‫ل ذَّر ٍءْ‬ ‫قا َ‬ ‫مث ْ َ‬‫ل ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ع َ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫و َ‬ ‫خْيرا ً ي ََرهُ * َ‬ ‫ة َ‬ ‫ل ذَّر ٍءْ‬ ‫قا َ‬ ‫مث ْ َ‬ ‫ل ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ع َ‬ ‫يَ ْ‬
‫ُ‬
‫ن*‬ ‫حو َ‬ ‫فل ِ ُ‬‫م ْ‬ ‫م ال ْ ُ‬ ‫ه ُ‬ ‫ك ُ‬ ‫فأول َئ ِ َ‬ ‫ه َ‬ ‫زين ُ ُ‬ ‫ِ‬ ‫وا‬
‫َ‬ ‫م‬
‫ت َ‬ ‫قل َ ْ‬ ‫ن ثَ ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ف َ‬‫)الزلزلة‪َ ) . (8 ،7 :‬‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫م‬‫هن ّ َ‬‫ج َ‬ ‫في َ‬ ‫م ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫س ُ‬ ‫ف َ‬ ‫سُروا أن ْ ُ‬ ‫خ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ك ال ّ ِ‬ ‫فأول َئ ِ َ‬ ‫ه َ‬ ‫زين ُ ُ‬ ‫وا ِ‬ ‫م َ‬ ‫ت َ‬ ‫ف ْ‬ ‫خ ّ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫و َ‬ ‫َ‬
‫ن( )المؤمنون‪:‬‬ ‫ِ ُ َ‬ ‫حو‬ ‫ل‬ ‫كا‬ ‫َ‬ ‫ها‬ ‫في‬
‫ّ ُ َ ُ ْ ِ َ‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫و‬ ‫ر‬ ‫نا‬ ‫ال‬ ‫م‬ ‫ه‬
‫ُ ُ ُ َ ُ ُ‬‫ه‬ ‫جو‬ ‫و‬ ‫ح‬ ‫ف‬‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫ت‬ ‫*‬ ‫ن‬
‫ِ ُ َ‬ ‫دو‬ ‫ل‬ ‫خا‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ة َ‬ ‫ْ‬
‫سي ّئ َ ِ‬
‫ة‬ ‫جاءَ ِبال ّ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫و َ‬ ‫ها َ‬ ‫مَثال ِ َ‬ ‫شُر أ ْ‬ ‫ع ْ‬ ‫ه َ‬ ‫فل ُ‬ ‫سن َ ِ‬‫ح َ‬ ‫جاءَ ِبال َ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫‪َ ) .(104- 102‬‬
‫ن( )النعاما‪. (160:‬‬ ‫مو َ‬ ‫م ل ي ُظْل َ ُ‬ ‫ه ْ‬ ‫و ُ‬‫ها َ‬ ‫مث ْل َ َ‬ ‫جَزى إ ِّل ِ‬ ‫فل ي ُ ْ‬ ‫َ‬
‫ونؤمن بالشفاعة العظمى لرسول الله صلى الله عليه وسلم‬
‫خاصة‪ ،‬يشفع عند الله تعالى بإذنه ليقضي بين عباده‪ ،‬حين‬
‫م والكرب ما ل ُيطيقون فيذهبون إلى آدما ثم نوحا‬ ‫يصيبهم من اله ّ‬
‫ثم إبراهيم ثم موسى ثم عيسى حتى تنتهي إلى رسول الله صلى‬
‫الله عليه وسلم‪.‬‬
‫ونؤمن بالشفاعة فيمن دخل النار من المؤمنين أن يخرجوا منها‪،‬‬
‫وهي للنبي صلى الله عليه وسلم وغيره من النبيين والمؤمنين‬
‫والملئكة‪ ،‬وبأن الله تعالى ُيخرج من النار أقواما ً من المؤمنين‬
‫بغير شفاعة‪ ،‬بل بفضله ورحمته‪.‬‬
‫ونؤمن بحوض رسول الله صلى الله عليه وسلم ماؤه أشد بياضا ً‬
‫من اللبن وأحلى من العسل وأطيب من رائحة المسك طوله شهر‬
‫وعرضه شهر وآنيته كنجوما السماء حسنا ً وكثرة‪ ،‬يرده المؤمنون‬
‫من أمته‪ ،‬من شرب منه لم يظمأ بعد ذلك‪.‬‬
‫ونؤمن بالصراط المنصوب على جهنم يمر الناس عليه على قدر‬
‫أعمالهم‪ ،‬فيمر أولهم كالبرقا ثم كمر الريح ثم كمر الطير وشد‬
‫الرجال‪ ،‬والنبي صلى الله عليه وسلم قائم على الصراط يقول‪:‬‬
‫يا رب سّلم سّلم‪ .‬حتى تعجز أعمال العباد‪ ،‬فيأتي من يزحف‪،‬‬
‫وفي حافتي الصراط كلليب معلقة مأمورة‪ ،‬تأخذ من أمرت به‪،‬‬
‫ج ومكردس في النار‪.‬‬ ‫فمخدوش نا ٍءْ‬
‫ونؤمن بكل ما جاء في الكتاب والسنة من أخبار ذلك اليوما‬
‫وأهواله‪ ،‬أعاننا الله عليها‪.‬‬
‫ونؤمن بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم لهل الجنة أن‬
‫يدخلوها‪ .‬وهي للنبي صلى الله عليه وسلم خاصة‪.‬‬
‫ونؤمن بالجنة والنار‪ ،‬فالجنة دار النعيم التي أعدها الله تعالى‬
‫للمؤمنين المتقين‪ ،‬فيها من النعيم ما ل عين رأت ول ُأذن سمعت‬
‫ة‬
‫قّر ِ‬ ‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫ي لَ ُ‬ ‫ف َ‬ ‫خ ِ‬ ‫ما أ ُ ْ‬ ‫س َ‬ ‫ف ٌ‬ ‫م نَ ْ‬ ‫عل َ ُ‬ ‫فل ت َ ْ‬ ‫ول خطر على قلب بشر ) َ‬
‫ن( )السجدة‪ . (17:‬والنار‪ :‬دار العذاب‬ ‫مُلو َ‬ ‫ع َ‬ ‫كاُنوا ي َ ْ‬ ‫ما َ‬ ‫جَزاءً ب ِ َ‬ ‫ن َ‬ ‫عي ُ ٍءْ‬ ‫أَ ْ‬
‫دها الله تعالى للكافرين الظالمين‪ ،‬فيها من العذاب‬ ‫التي أع ّ‬
‫م‬ ‫َ‬
‫ن َنارا ً أ َ َ‬ ‫عت َدَْنا ِلل ّ‬ ‫َ‬
‫ه ْ‬ ‫حاط ب ِ ِ‬ ‫مي َ‬ ‫ظال ِ ِ‬ ‫والنكال ما ل يخطر على البال )إ ِّنا أ ْ‬
‫س‬ ‫جوهَ ب ِئ ْ َ‬ ‫و ُ‬ ‫وي ال ْ ُ‬ ‫ش ِ‬ ‫ل يَ ْ‬ ‫ه ِ‬ ‫م ْ‬ ‫كال ْ ُ‬ ‫ء َ‬ ‫ما ٍءْ‬ ‫غاُثوا ب ِ َ‬ ‫غيُثوا ي ُ َ‬ ‫ست َ ِ‬ ‫ن يَ ْ‬ ‫وإ ِ ْ‬ ‫ها َ‬ ‫ق َ‬ ‫د ُ‬‫سَرا ِ‬ ‫ُ‬
‫)‪(13‬‬
‫فقا ً()الكهف‪ :‬الية ‪ .(29‬وهما موجودتان‬ ‫مْرت َ َ‬ ‫ت ُ‬ ‫ساءَ ْ‬ ‫و َ‬ ‫ب َ‬ ‫شَرا ُ‬ ‫ال ّ‬
‫خل ْ ُ‬
‫ه‬ ‫صاِلحا ً ي ُدْ ِ‬ ‫ل َ‬ ‫م ْ‬ ‫ع َ‬ ‫وي َ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫ن ِبالل ّ ِ‬ ‫م ْ‬ ‫ؤ ِ‬ ‫ن يُ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫و َ‬‫الن ولن تفنيا أبد البدين ) َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ه لَ ُ‬
‫ه‬ ‫ن الل ّ ُ‬ ‫س َ‬ ‫ح َ‬ ‫قدْ أ ْ‬ ‫ها أَبدا ً َ‬ ‫في َ‬ ‫ن ِ‬ ‫دي َ‬ ‫خال ِ ِ‬ ‫هاُر َ‬ ‫ها اْلن ْ َ‬ ‫حت ِ َ‬‫ن تَ ْ‬ ‫م ْ‬ ‫ري ِ‬ ‫ج ِ‬ ‫ت تَ ْ‬ ‫جّنا ٍءْ‬ ‫َ‬
‫َ‬
‫عيًرا‬ ‫س ِ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫عدّ ل َ ُ‬ ‫وأ َ‬ ‫ن َ‬ ‫ري َ‬ ‫ف ِ‬ ‫كا ِ‬ ‫ن ال ْ َ‬ ‫ع َ‬ ‫ه لَ َ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫رْزقا ً()الطلقا‪ :‬الية ‪) .(11‬إ ِ ّ‬ ‫ِ‬
‫م‬ ‫ّ‬ ‫ما ت ُ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ه ْ‬ ‫ه ُ‬ ‫جو ُ‬ ‫و ُ‬ ‫ب ُ‬ ‫قل ُ‬ ‫و َ‬ ‫صيًرا* ي َ ْ‬ ‫ول ن َ ِ‬ ‫ول ِّيا َ‬ ‫ن َ‬ ‫دو َ‬ ‫ج ُ‬ ‫دا ل ي َ ِ‬ ‫ها أب َ ً‬ ‫في َ‬‫ن ِ‬ ‫دي َ‬ ‫خال ِ ِ‬ ‫* َ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫ل ( )الحزاب‬ ‫سو َ‬ ‫عَنا الّر ُ‬ ‫وأ ط َ ْ‬ ‫ه َ‬ ‫عَنا الل ّ َ‬ ‫ن َيال َي ْت ََنا أطَ ْ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫ر يَ ُ‬ ‫في الّنا ِ‬ ‫ِ‬
‫‪.(66- 64‬‬
‫ونشهد بالجنة لكل من شهد لـه الكتاب والسنة بالعين أو‬
‫بالوصف‪ ،‬فمن الشهادة بالعين‪ :‬الشهادة لبي بكر وعمر وعثمان‬
‫وعلي‪ ،‬ونحوهم ممن عينهم النبي صلى الله عليه وسلم‪ ،‬ومن‬
‫الشهادة بالوصف‪ :‬الشهادة لكل مؤمن أو تقي‪.‬‬
‫ونشهد بالنار لكل من شهد لـه الكتاب والسنة بالعين أو بالوصف‪،‬‬
‫فمن الشهادة بالعين‪ :‬الشهادة لبي لهب وعمرو بن لحي‬
‫ر أو‬ ‫الخزاعي ونحوهما‪ ،‬ومن الشهادة بالوصف‪ ،‬الشهادة لكل كاف ٍءْ‬
‫ك شركا ً أكبر أو منافقّ‪.‬‬ ‫مشر ٍءْ‬
‫ونؤمن بفتنة القبر‪ :‬وهي سؤال الميت في قبره عن رّبه ودينه‬
‫في‬ ‫ت ِ‬ ‫ل الّثاب ِ ِ‬ ‫و ِ‬ ‫ق ْ‬ ‫مُنوا ِبال ْ َ‬ ‫نآ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ه ال ّ ِ‬ ‫ت الل ّ ُ‬ ‫ونبيه فـي قوله تعالى ‪) :‬ي ُث َب ّ ُ‬
‫ة()ابراهيم‪ :‬الية ‪ .(27‬فيقول المؤمن‪:‬‬ ‫خَر ِ‬ ‫في اْل ِ‬ ‫و ِ‬
‫ة الدّن َْيا َ‬ ‫حَيا ِ‬ ‫ال ْ َ‬
‫ربي الله وديني السلما ونبيي محمد‪ ،‬وأما الكافر والمنافقّ‬
‫فيقول‪ :‬ل أدري سمعت الناس يقولون شيئا ً فقلته‪.‬‬
‫ن‬‫ة طَي ِّبي َ‬ ‫ملئ ِك َ ُ‬ ‫م ال ْ َ‬ ‫ه ُ‬ ‫فا ُ‬ ‫و ّ‬ ‫ن ت َت َ َ‬ ‫ذي َ‬ ‫ونؤمن بنعيم القبر للمؤمنين )ال ّ ِ‬
‫ن( )النحل‪(32:‬‬ ‫مُلو َ‬ ‫ع َ‬ ‫م تَ ْ‬ ‫ما ك ُن ْت ُ ْ‬ ‫ة بِ َ‬ ‫جن ّ َ‬‫خُلوا ال ْ َ‬ ‫م ادْ ُ‬ ‫عل َي ْك ُ ُ‬ ‫ما َ‬ ‫سل ٌ‬ ‫ن َ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫يَ ُ‬
‫‪.‬‬

‫ن‬
‫مو َ‬ ‫ظال ِ ُ‬‫ذ ال ّ‬ ‫و ت ََرى إ ِ ِ‬ ‫ول َ ْ‬‫ونؤمن بعذاب القبر للظالمين الكافرين ) َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ة باس ُ َ‬
‫م‬‫سك ُ ُ‬ ‫ف َ‬ ‫جوا أن ْ ُ‬ ‫ر ُ‬
‫خ ِ‬
‫مأ ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫دي ِ‬
‫طو أي ْ ِ‬ ‫ملئ ِك َ ُ َ ِ‬ ‫وال ْ َ‬‫ت َ‬ ‫و ِ‬
‫م ْ‬ ‫ت ال ْ َ‬‫مَرا ِ‬ ‫غ َ‬‫في َ‬ ‫ِ‬
‫قّ‬
‫ح ّ‬‫غي َْر ال ْ َ‬ ‫ه َ‬ ‫عَلى الل ّ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫قوُلو َ‬ ‫ما ك ُن ْت ُ ْ‬
‫م تَ ُ‬ ‫ن بِ َ‬‫هو ِ‬ ‫ب ال ْ ُ‬ ‫ذا َ‬ ‫ع َ‬‫ن َ‬ ‫و َ‬
‫جَز ْ‬‫ما ت ُ ْ‬
‫و َ‬‫ال ْي َ ْ‬
‫ن()النعاما‪ :‬الية ‪.(93‬‬ ‫ست َك ْب ُِرو َ‬ ‫ه تَ ْ‬‫ن آَيات ِ ِ‬ ‫ع ْ‬‫م َ‬ ‫وك ُن ْت ُ ْ‬ ‫َ‬
‫والحاديث في هذا كثيرة معلومة‪ ،‬فعلى المؤمن أن يؤمن بكل ما‬
‫سنة من هذه المور الغيبية‪ ،‬وأل يعارضها بما‬ ‫جاء به الكتاب وال ُ‬
‫يشاهد في الدنيا‪ ،‬فإن أمور الخرة ل ُتقاس بأمور الدنيا لظهور‬
‫الفرقا الكبير بينهما‪ .‬والله المستعان‪.‬‬
‫فصـل ‪:‬‬
‫ونؤمن بالقدر خيره وشره‪ ،‬وهو تقدير الله تعالى للكائنات حسبما‬
‫سبقّ به علمه واقتضته حكمته‪.‬‬
‫وللقدر أربع مراتب‪:‬‬

‫)‪(14‬‬
‫المرتبة الولى‪ :‬العلم‪ ،‬فتؤمن بأن الله تعالى بكل شيء عليم‪،‬‬
‫علم ما كان وما يكون وكيف يكون بعلمه الزلي البدي‪ ،‬فل يتجدد‬
‫له علم بعد جهل ول يلحقه نسيان بعد علم‪.‬‬
‫المرتبة الثانية‪ :‬الكتابة‪ ،‬فتؤمن بأن الله تعالى كتب في اللوحا‬
‫المحفوظ ما هو كائن إلى يوما القيامة )أ َل َم ت َعل َ َ‬
‫ما‬ ‫م َ‬ ‫عل َ ُ‬‫ه يَ ْ‬‫ن الل ّ َ‬ ‫مأ ّ‬ ‫ْ ْ ْ‬
‫سيٌر(‬ ‫ه يَ ِ‬ ‫عَلى الل ّ ِ‬ ‫ن ذَل ِ َ‬
‫ك َ‬ ‫ب إِ ّ‬ ‫ن ذَل ِ َ‬ ‫ْ َ‬
‫في ك َِتا ٍءْ‬ ‫ك ِ‬ ‫ض إِ ّ‬ ‫والْر ِ‬ ‫ء َ‬ ‫ما ِ‬ ‫س َ‬ ‫في ال ّ‬ ‫ِ‬
‫)الحج‪(70:‬‬
‫المرتبة الثالثة‪ :‬المشيئة‪ ،‬فتؤمن بأن الله تعالى قد شاء كل ما‬
‫في السماوات والرض‪ ،‬ل يكون شيء إل بمشيئته‪ ،‬ما شاء الله‬
‫كان وما لم يشأ لم يكن‪.‬‬
‫ل‬‫قّ ك ُ ّ‬ ‫خال ِ ُ‬ ‫ه َ‬ ‫المرتبة الرابعة‪ :‬الخلقّ‪ ،‬فتؤمن بأن الله تعالى ‪) :‬الل ّ ُ‬
‫ْ َ‬
‫ض(‬ ‫والْر ِ‬ ‫ت َ‬ ‫وا ِ‬ ‫ما َ‬ ‫س َ‬ ‫قاِليدُ ال ّ‬ ‫م َ‬‫ه َ‬ ‫ل *ل َ ُ‬ ‫كي ٌ‬ ‫و ِ‬ ‫ء َ‬ ‫ي ٍءْ‬ ‫ش ْ‬ ‫ل َ‬ ‫عَلى ك ُ ّ‬ ‫و َ‬ ‫ه َ‬ ‫و ُ‬ ‫ء َ‬ ‫ي ٍءْ‬ ‫ش ْ‬ ‫َ‬
‫)الزمر‪ :‬الية ‪. (63 ،62‬‬
‫وهذه المراتب الربع شاملة لما يكون من الله تعالى نفسه ولما‬
‫يكون من العباد‪ ،‬فكل ما يقوما به العباد من أقوال أو أفعال أو‬
‫تروك فهي معلومة فهي معلومة لله تعالى مكتوبة عنده والله‬
‫ما‬ ‫شاءَ من ْك ُ َ‬ ‫ن َ‬
‫و َ‬
‫م* َ‬ ‫قي َ‬ ‫ست َ ِ‬‫ن يَ ْ‬‫مأ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫م ْ‬ ‫تعالى قد شاءها وخلقها )(ل ِ َ‬
‫َ‬
‫و‬‫ول َ ْ‬ ‫ن * )التكوير‪َ ) .(29 ،28 :‬‬ ‫مي َ‬ ‫عال َ ِ‬ ‫ب ال ْ َ‬ ‫ه َر ّ‬ ‫شاءَ الل ّ ُ‬ ‫ن يَ َ‬ ‫ن إ ِّل أ ْ‬ ‫ءو َ‬ ‫شا ُ‬ ‫تَ َ‬
‫ريدُ()البقرة‪ :‬الية ‪.(253‬‬ ‫ما ي ُ ِ‬ ‫ل َ‬ ‫ع ُ‬ ‫ف َ‬‫ه يَ ْ‬ ‫ن الل ّ َ‬ ‫ول َك ِ ّ‬ ‫قت َت َُلوا َ‬ ‫ما ا ْ‬ ‫ه َ‬ ‫شاءَ الل ّ ُ‬ ‫َ‬
‫ن()النعاما‪ :‬الية ‪(137‬‬ ‫فت َُرو َ‬ ‫ما ي َ ْ‬ ‫و َ‬‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫فذَْر ُ‬ ‫عُلوهُ َ‬ ‫ف َ‬‫ما َ‬ ‫ه َ‬ ‫شاءَ الل ّ ُ‬ ‫و َ‬ ‫ول َ ْ‬‫) َ‬
‫ن( )الصافات‪.(96:‬‬ ‫مُلو َ‬ ‫ع َ‬‫ما ت َ ْ‬ ‫و َ‬‫م َ‬ ‫قك ُ ْ‬ ‫خل َ َ‬‫ه َ‬ ‫والل ّ ُ‬ ‫‪َ (.‬‬
‫ً‬
‫ولكننا مع ذلك نؤمن بأن الله تعالى جعل للعبد اختيارا وقـدرة‬
‫بهما يكون الفعل‪ ،‬والدليل على‬
‫أن فعل العبد باختياره وقدرته أمور‪:‬‬
‫فأ ُْتوا حرث َك ُ َ‬ ‫الول‪ :‬قوله تعالى‪َ ) :‬‬
‫م ()البقرة‪ :‬الية‬ ‫شئ ْت ُ ْ‬ ‫م أّنى ِ‬ ‫ْ‬ ‫َ ْ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫عدّةً ()التوبة‪:‬‬ ‫ه ُ‬‫دوا ل َ ُ‬ ‫ع ّ‬ ‫ج َل َ‬ ‫خُرو َ‬‫دوا ال ْ ُ‬ ‫و أَرا ُ‬ ‫ول َ ْ‬‫‪ .(223‬وقوله‪َ ) :‬‬
‫الية ‪ .(46‬فأثبت للعبد إتيانا بمشيئته وإعدادا ً بإرادته‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬توجيه المر والنهي إلى العبد‪ ،‬ولو لم يكن له اختيار‬
‫وقدرة لكان توجيه ذلك إليه من التكليف بما ل يطاقا‪ ،‬وهو‬
‫أمر تأباه حكمة الله تعالى ورحمته وخبره الصادقا في قوله‪:‬‬
‫ها()البقرة‪ :‬الية ‪.(286‬‬ ‫ع َ‬‫س َ‬ ‫و ْ‬ ‫فسا ً إ ِّل ُ‬ ‫ف الل ّ ُ‬
‫ه نَ ْ‬ ‫)ل ي ُك َل ّ ُ‬
‫الثالث‪ :‬مدحا المحسن على إحسانه وذما المسيء على إساءته‪،‬‬
‫وإثابة كل منهما بما يستحقّ‪ ،‬ولول أن الفعل يقع بإرادة‬
‫العبد واختياره لكان مدحا المحسن عبثا ً وعقوبة المسيء‬
‫ظلمًا‪ ،‬والله تعالى منزه عن العبث والظلم‪.‬‬
‫ن ل ِئ َّل‬
‫ري َ‬ ‫ذ ِ‬‫من ْ ِ‬
‫و ُ‬‫ن َ‬ ‫ري َ‬ ‫ش ِ‬ ‫مب َ ّ‬ ‫سل ً ُ‬ ‫الرابع‪ :‬أن الله تعالى أرسل الرسل )ُر ُ‬
‫زيزا ً‬‫ع ِ‬ ‫ه َ‬‫ن الل ّ ُ‬
‫كا َ‬ ‫و َ‬‫ل َ‬ ‫س ِ‬ ‫عدَ الّر ُ‬ ‫ة بَ ْ‬ ‫ج ٌ‬‫ح ّ‬ ‫عَلى الل ّ ِ‬
‫ه ُ‬ ‫س َ‬ ‫يَ ُ‬
‫ن ِللّنا ِ‬ ‫كو َ‬

‫)‪(15‬‬
‫كيما ً( )النساء‪ .(165:‬ولول أن فعل العبد يقع بإرادته‬ ‫ح ِ‬
‫َ‬
‫واختياره‪ ،‬ما بطلت حجته بإرسال الرسل‪.‬‬
‫س أنه يفعل الشيء أو يتركه بدون أي‬ ‫الخامس‪ :‬أن كل فاعل يح ّ‬
‫شعور بإكراه‪ ،‬فهو يقوما ويقعد ويدخل ويخرج ويسافر‬
‫ويقيم بمحض إرادته‪ ،‬ول يشعر بأن أحدا ً يكرهه على ذلك‪ ،‬بل‬
‫يفّرقا تفريقا ً واقعيا ً بين أن يفعل الشيء باختياره وبين أن‬
‫يكرهه عليه مكره‪ .‬وكذلك فّرقا الشرع بينهما تفريقا ً حكيمًا‪،‬‬
‫فلم يؤاخذ الفاعل بما فعله مكرها ً عليه فيما يتعلقّ بحقّ الله‬
‫تعالى‪.‬‬
‫ونرى أن ل حجة للعاصي على معصيته بقدر الله تعالى؛ لن‬
‫العاصي يقدما على المعصية باختياره‪ ،‬من غير أن يعلم أن الله‬
‫درها عليه‪ ،‬إذ ل يعلم أحد قدر الله تعالى إل بعد وقوع‬ ‫تعالى ق ّ‬
‫غدا()لقمان‪ :‬الية ‪. (34‬‬ ‫ب َ‬ ‫س ُ‬ ‫ذا ت َك ْ ِ‬ ‫ما َ‬ ‫س َ‬ ‫ف ٌ‬ ‫ري ن َ ْ‬ ‫ما ت َدْ ِ‬ ‫و َ‬‫مقدوره ) َ‬
‫ج بها حين إقدامه‬ ‫فكيف يصح الحتجاج بحجة ل يعلمهــا المحتـ ّ‬
‫على ما اعتذر بها عنه‪ ،‬وقد أبطل الله تعالى هذه الحجة بقولــه‪:‬‬
‫مَنا‬
‫حّر ْ‬‫ول َ‬ ‫ؤَنا َ‬ ‫ول آَبا ُ‬ ‫ما أ َ ْ‬
‫شَرك َْنا َ‬ ‫ه َ‬ ‫شاءَ الل ّ ُ‬ ‫و َ‬ ‫كوا ل َ ْ‬ ‫شَر ُ‬ ‫ن أَ ْ‬ ‫ذي َ‬ ‫ل ال ّ ِ‬ ‫قو ُ‬ ‫سي َ ُ‬‫) َ‬
‫ْ‬
‫ل‬‫ه ْ‬
‫ل َ‬ ‫ق ْ‬ ‫سَنا ُ‬ ‫قوا ب َأ َ‬ ‫ذا ُ‬‫حّتى َ‬ ‫م َ‬ ‫ه ْ‬ ‫ِ‬ ‫قب ْل ِ‬‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ن ِ‬ ‫ذي َ‬ ‫ب ال ّ ِ‬ ‫ك ك َذّ َ‬ ‫ء ك َذَل ِ َ‬ ‫ي ٍءْ‬ ‫ش ْ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ِ‬
‫م إ ِّل‬ ‫َ‬
‫ن أن ْت ُ ْ‬ ‫وإ ِ ْ‬‫ن َ‬‫ن إ ِّل الظّ ّ‬ ‫عو َ‬ ‫ن ت َت ّب ِ ُ‬‫جوهُ ل ََنا إ ِ ْ‬ ‫ر ُ‬ ‫خ ِ‬‫فت ُ ْ‬‫عل ْم ٍءْ َ‬ ‫ن ِ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِ‬ ‫عن ْدَك ُ ْ‬ ‫ِ‬
‫ن( )النعاما‪. (148:‬‬ ‫صو َ‬ ‫خُر ُ‬ ‫تَ ْ‬
‫ونقول للعاصي المحتج بالقدر‪ :‬لماذا لم تقدما على الطاعة مقدرا ً‬
‫أن الله تعالى قد كتبها لك‪ ،‬فإنه ل فرقا بينها وبين المعصية في ا‬
‫لجهل بالمقدور قبل صدور الفعل منك؟ ولهذا لما أخبر النبي‬
‫كتب مقعده من‬ ‫صلى الله عليه وسلم الصحابة بأن كل واحد قد ُ‬
‫الجنة ومقعده من النار قالوا‪ :‬أفل نتكل وندع العمل؟ قال" "ل‪،‬‬
‫خلقّ له"‪.‬‬ ‫ل ميسر لما ُ‬ ‫اعملوا فك ُ‬
‫ونقول للعاصي المحتج بالقدر‪ :‬لو كنت تريد السفر لمكة وكان‬
‫لها طريقان‪ ،‬أخبرك الصادقا أن أحدهما مخوف صعب والثاني آمن‬
‫سهل‪ ،‬فإنك ستسلك الثاني ول يمكن أن تسلك الول وتقول‪ :‬إنه‬
‫دك الناس في قسم المجانين‪.‬‬ ‫ي‪ ،‬ولو فعلت لع ّ‬ ‫مقدر عل ّ‬
‫ونقول له أيضًا‪ :‬لو عرض عليك وظيفتان إحداهما ذات مرتب‬
‫أكثر‪ ،‬فإنك سوف تعمل فيها دون الناقصة‪ ،‬فكيف تختار لنفسك‬
‫ج بالقدر؟‬ ‫في عمل الخرة ما هو الدنى ثم تحت ّ‬
‫ونقول له أيضا‪ :‬نراك إذا أصبت بمرض جسمي طرقت باب كل‬
‫طبيب لعلجك‪ ،‬وصبرت على ما ينالك من ألم عملية الجراحة‬
‫وعلى مرارة الدواء‪ .‬فلماذا ل تفعل مثل ذلك في مرض قلبك‬
‫بالمعاصي؟‬
‫ونؤمن بأن الشر ل ينسب إلى الله تعالى لكمال رحمته وحكمته‪،‬‬
‫قال النبي صلى الله عليه وسلم "والشر ليس إليك" رواه مسلم‪.‬‬
‫فنفس قضاء الله تعالى ليس فيه شر أبدًا‪ ،‬لنه صادر عن رحمة‬
‫)‪(16‬‬
‫وحكمة‪ ،‬وإنما يكون الشّر في مقتضياته‪ ،‬لقول النبي صلى الله‬
‫عليه وسلم في دعاء القنوت الذي عّلمه الحسن‪" :‬وقني شر ما‬
‫قضيت" فأضاف الشر إلى ما قضاه‪ ،‬ومع هذا فإن الشر في‬
‫المقتضيات ليس شرا ً خالصا ً محضًا‪ ،‬بل هو شر في محله من‬
‫وجه‪ ،‬خير من وجه‪ ،‬أو شر في محله‪ ،‬خير في محل آخر‪ ،‬فالفساد‬
‫في الرض مـن الجدب والمرض والفقر والخوف شر‪ ،‬لكنه خير‬
‫ما‬
‫ر بِ َ‬
‫ح ِ‬‫وال ْب َ ْ‬‫في ال ْب َّر َ‬ ‫سادُ ِ‬‫ف َ‬ ‫هَر ال ْ َ‬ ‫في محل آخر‪ ،‬قال الله تعالى‪) :‬ظَ َ‬
‫َ‬
‫ن(‬ ‫عو َ‬ ‫ج ُ‬ ‫م ي َْر ِ‬‫ه ْ‬‫عل ّ ُ‬
‫مُلوا ل َ َ‬‫ع ِ‬
‫ذي َ‬ ‫ض ال ّ ِ‬
‫ع َ‬‫م بَ ْ‬
‫ه ْ‬ ‫ذي َ‬
‫ق ُ‬ ‫س ل ِي ُ ِ‬
‫دي الّنا ِ‬
‫ت أي ْ ِ‬ ‫كَ َ‬
‫سب َ ْ‬
‫)الروما‪ . (41:‬وقطع يد السارقا ورجم الزاني شر بالنسبة‬
‫للسارقا والزاني في قطع يد السارقا وإزهاقا النفس‪ ،‬لكنه خير‬
‫لهما من وجه آخر‪ ،‬حيث يكون كفارة لهما فل يجمع لهما بين‬
‫عقوبتي الدنيا والخرة‪ ،‬وهو أيضا ً خير في محل آخر‪ ،‬حيث إن فيه‬
‫حماية الموال والعراض والنساب‪.‬‬
‫فصـل ‪:‬‬
‫هذه العقيدة السامية المتضمنة لهذه الصول العظيمة تثمر‬
‫لمعتقدها ثمرات جليلة كثيرة‪ ،‬فاليمان بالله تعالى وأسمائه‬
‫وصفاته يثمر للعبد محبة الله وتعظيمه الموجبين للقياما بأمره‬
‫واجتناب نهيه‪ ،‬والقياما بأمر الله تعالى واجتناب نهيه يحصل بهما‬
‫ل‬‫م َ‬‫ع ِ‬ ‫ن َ‬‫م ْ‬ ‫كمال السعادة في الدنيا والخرة للفرد والمجتمع ) َ‬
‫صاِلحا ً من ذَك َر أ َ ُ‬
‫م‬
‫ه ْ‬
‫زي َن ّ ُ‬
‫ج ِ‬‫ول َن َ ْ‬
‫ة َ‬‫حَياةً طَي ّب َ ً‬
‫ه َ‬ ‫فل َن ُ ْ‬
‫حي ِي َن ّ ُ‬ ‫ن َ‬
‫م ٌ‬ ‫م ْ‬
‫ؤ ِ‬ ‫و ُ‬ ‫ه َ‬‫و ُ‬‫و أن َْثى َ‬‫ٍءْ ْ‬ ‫ِ ْ‬ ‫َ‬
‫ن( )النحل‪.(97:‬‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ملو َ‬ ‫ع َ‬‫ما كاُنوا ي َ ْ‬ ‫ن َ‬‫س ِ‬‫ح َ‬‫م ب ِأ ْ‬
‫ه ْ‬
‫جَر ُ‬
‫أ ْ‬

‫ومن ثمرات اليمان بالملئكة‪:‬‬


‫أول ً‪ :‬العلم بعظمة خالقهم تبارك وتعالى وقوته وسلطانه‪.‬‬
‫ثانيا ً‪ :‬شكره تعالى على عنايته بعباده‪ ،‬حيث وكل بهم من هؤلء‬
‫الملئكة من يقوما بحفظهم وكتابة أعمالهم وغير ذلك من‬
‫مصالحهم‪.‬‬
‫ثالثا ً‪ :‬محبة الملئكة على ما قاموا به من عبادة الله تعالى على‬
‫الوجه الكمل واستغفارهم للمؤمنين‪.‬‬

‫ومن ثمرات اليمان بالكتب‪:‬‬


‫أول ً‪ :‬العلم برحمة الله تعالى وعنايته بخلقه‪ ،‬حيث أنزل لكل قوما‬
‫كتابا ً يهديهم به‪.‬‬
‫ثانيا ً‪ :‬ظهور حكمة الله تعالى‪ ،‬حيث شرع في هذه الكتب لكل أمة‬
‫ما يناسبها‪ .‬وكان خاتم هذه الكتب القرآن العظيم‪ ،‬مناسبا ً‬
‫لجميع الخلقّ في كل عصر ومكان إلى يوما القيامة‪.‬‬
‫ثالثا ً‪ :‬شكر نعمة الله تعالى على ذلك‪.‬‬

‫)‪(17‬‬
‫ومن ثمرات اليمان بالرسل‪:‬‬
‫أول ً‪ :‬العلم برحمة الله تعالى وعنايته بخلقه‪ ،‬حيث أرسل إليهم‬
‫أولئك الرسل الكراما للهداية والرشاد‪.‬‬
‫ثانيا ً‪ :‬شكره تعالى على هذه النعمة الكبرى‪.‬‬
‫ثالثا ً‪ :‬محبة الرسل وتوقيرهم والثناء عليهم بما يليقّ بهم؛ لنهم‬
‫رسل الله تعالى وخلصة عبيده‪ ،‬قاموا بعبادته وتبليغ رسالته‬
‫والنصح لعباده والصبر على أذاهم‪.‬‬

‫ومن ثمرات اليمان باليوما الخر‪:‬‬


‫أول ً‪ :‬الحرص على طاعة الله تعالى رغبة في ثواب ذلك اليوما‪،‬‬
‫والبعد عن معصيته خوفا ً من عقاب ذلك اليوما‪.‬‬
‫ثانيا ً‪ :‬تسلية المؤمن عما يفوته من نعيم الدنيا ومتاعها بما يرجوه‬
‫من نعيم الخرة وثوابها‪.‬‬
‫ومن ثمرات اليمان بالقدر‪:‬‬
‫أول ً‪ :‬العتماد علـى اللـه تعـالى عنـد فعـل السـباب؛ لن السـبب‬
‫والمسبب كلهما بقضاء الله وقدره‪.‬‬
‫ثانيا ً‪ :‬راحة النفس‪..‬طمأنينة القلب؛ لنه متى علم أن ذلك بقضاء‬
‫الله تعالى‪ ،‬وأن المكروه كائن ل محالة‪ ،‬ارتاحت النفس‬
‫واطمأن القلب ورضي بقضاء الرب‪ ،‬فل أحد أطيب عيشا ً‬
‫وأربح نفسا ً وأقوى طمأنينة ممن آمن بالقدر‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬طرد العجاب بالنفس عند حصول المراد‪ ،‬لن حصول ذلك‬
‫دره من أسباب الخير والنجاحا‪ ،‬فيشكر الله‬ ‫نعمة من الله بما ق ّ‬
‫تعالى على ذلك ويدع العجاب‪.‬‬
‫رابعا ً‪ :‬طرد القلقّ والضجر عند فوات المراد أو حصول المكروه‪،‬‬
‫لن ذلك بقضاء الله تعالى الذي له ملك السماوات والرض‬
‫وهو كائن ل محالة‪ ،‬فيصبر على ذلك ويحتسب الجر‪ ،‬وإلى‬
‫ض‬ ‫ْ َ‬ ‫َ‬
‫في الْر ِ‬ ‫ة ِ‬ ‫صيب َ ٍءْ‬‫م ِ‬
‫َ‬
‫ن ُ‬ ‫م ْ‬ ‫ب ِ‬
‫َ‬
‫صا َ‬ ‫ما أ َ‬ ‫هذا يشير الله تعالى بقوله‪َ ) :‬‬
‫عَلى‬‫ك َ‬ ‫ن ذَل ِ َ‬‫ها إ ِ ّ‬ ‫ن ن َب َْرأ َ‬‫لأ ْ‬ ‫قب ْ ِ‬ ‫ن َ‬ ‫م ْ‬ ‫ب ِ‬ ‫في ك َِتا ٍءْ‬ ‫م إ ِّل ِ‬ ‫سك ُ ْ‬ ‫ف ِ‬ ‫في أ َن ْ ُ‬‫ول ِ‬ ‫َ‬
‫م‬ ‫ُ‬ ‫ك‬ ‫تا‬ ‫آ‬
‫ِ َ َ‬‫ما‬ ‫ب‬ ‫حوا‬ ‫ر‬ ‫ف‬‫ْ‬ ‫ت‬ ‫ول‬ ‫م‬ ‫ُ‬ ‫ك‬ ‫ت‬ ‫َ‬
‫فا‬ ‫ما‬ ‫لى‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫وا‬ ‫س‬ ‫ْ‬ ‫أ‬ ‫ت‬
‫ِ َ ِ ٌ ِ ْ َ َ ْ َ‬‫يل‬ ‫َ‬ ‫ك‬ ‫ل‬ ‫*‬ ‫ر‬ ‫سي‬ ‫ي‬ ‫ه‬‫ّ‬ ‫ل‬‫ال‬
‫ْ‬ ‫َ ْ َ َ َ ُ‬ ‫َ‬
‫ر( )الحديد‪.(23 ،22 ::‬‬ ‫خو ٍءْ‬ ‫ف ُ‬‫ل َ‬ ‫خَتا ٍءْ‬‫م ْ‬
‫ل ُ‬ ‫ب كُ ّ‬ ‫ح ّ‬ ‫ه ل يُ ِ‬ ‫والل ّ ُ‬ ‫َ‬
‫فنسأل الله تعالى أن يثبتنا على هذه العقيدة‪ ،‬وأن يحققّ لنا‬
‫ثمراتها ويزيدنا من فضله‪ ،‬وأل يزيغ قلوبنا بعد إذ هدانا‪ ،‬وأن يهب‬
‫لنا من رحمته‪ ،‬إنه هو الوهاب‪ .‬والحمد لله رب العالمين‪ .‬وصلى‬
‫الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم‬
‫بإحسان‪.‬‬

‫تمت‬

‫)‪(18‬‬
‫بقلم مؤلفها‪ ،‬محمد الصالح العثيمين‬
‫في ‪ 30‬شوال سنة ‪1404‬هـ‬

‫)‪(19‬‬

You might also like