Professional Documents
Culture Documents
محاضرات مادة القانون الدولي الاقتصادي
محاضرات مادة القانون الدولي الاقتصادي
• يمكن القول بنوع من التعميم ،وربما التبسيط ،أن العالم عرف درجة
كبيرة من االستقرار والوضوح في عالقاته االقتصادية خالل القرن التاسع
عشر منذ سقوط نابليون وإبرام معاهدة فيينا ( )1815من ناحية ،وحتى
قيام الحرب العالمية األولى (.)1914
تــقـــديـــم
هذه المرحلة تميزت:
-1سيطرت اإلمبراطوريات االستعمارية على معظم أرجاء المعمور خارج
أوروبا؛
-2االعتراف باألخذ بنظام حرية التجارة على أوضاع االقتصاد العالمي؛
-3أخذ العالم بشكل عام في عالقاته التجارية بقاعدة الذهب وثبات أسعار
الصرف ،مع قيام اإلسترليني بالدور الرئيسي في المعامالت التجارية،
والتي كانت لندن مركزا لها؛
وجاءت الحرب العالمية األولى ،العام ، 1914تقويضا وهدما لهذه
األوضاع - ،فبمجرد قيام الحرب اضطرت الدول المتحاربة إلى التخلي
عن قاعدة الذهب مع اإلسراف في إصدار النقود الورقية لمواجهة
احتياجات الحرب؛
تــقـــديـــم
• فرض القيود على التجارة الدولية التي توقفت تماما فيما بين المتحاربين؛
• وبعد انتهاء الحرب –بل قبل انتهائها -ظهرت بوادر االنقالب على المفاهيم
السائدة قبال ،فقامت الثورة البلشفية وخرجت روسيا من الحرب ضد ألمانيا
موقعة معها معاهدة برست –ليتفسك ) (Treaty of Brest-Litovskالعام
1918؛
ويقوم هذا النظام الدولي الجديد في الجانب السياسي على التوفيق بين
اعتبارين يجمعان بين المثالية والواقعية ،فقد أخذ هذا النظام ،من الناحية
النظرية ،بمبدأ المساواة بين الدول ،ولكن أكد في الوقت نفسه على
االعتراف ،من الناحية العملية ،بالوضع الخاص والمتميز للدول الكبرى
والمنتصرة ،كيف ذلك؟
تــقـــديـــم
❑ أوال :فجميع الدول األعضاء في األمم المتحدة تتمتع بالمساواة في الحقوق،
ولكل منها صوت واحد بصرف النظر عن حجمها أو ثروتها ،وهي جميعها
أعضاء في الجمعية العامة لألمم المتحدة دون تمييز.
❑ ثانيا :ومع ذلك فإن مجلس األمن ،وهو الجهاز التنفيذي في أمور السلم
واألمن ،تكون من نوعين من األعضاء ،أعضاء دائمين يتمتعون بحق النقض
أو االعتراض« ،الفيتو» ،وأعضاء غير دائمين ينتخبون لفترة سنتين من
بين أعضاء الجمعية العامة.
❑ ثالثا :وعلى حين تصدر الجمعية العامة توصيات غير ملزمة ،فإن مجلس
األمن ،وحده ،يتمتع بحق إصدار قرارات ملزمة للمجتمع الدولي .ومراعاة
لألوضاع الواقعية واختالف موازين القوى العسكرية واالقتصادية ،فقد
اعترف الميثاق بالوضع الخاص لألعضاء الدائمين لمجلس األمن ،بحيث ال
يفرض عليهم أي قرار يعترضون عليه.
(1إعادة تعمير أوروبا بعدما خلفته الحرب من تدمير وما ترتب عليها من
بزوغ مفهوم النمو االقتصادي واستخدامه معيارا للتقدم؛
(2المواجهة بين النظم االقتصادية؛ نظام رأسمالي يقوم على أساس اقتصاد
السوق في الغرب ،ونظام اشتراكي يقوم على مبدأ التخطيط المركزي في
الشرق؛
تــقـــديـــم
)3ظهور قضية التنمية االقتصادية للعالم الثالث كواحدة من المشاكل الرئيسية
في عالم ما بعد الحرب ،حيث انقسم العالم إلى شمال متقدم وجنوب متخلف.
في هذا السياق بصفة عامة أصبحنا نتحدث عن القانون الدولي االقتصادي،
ومن تم سنحاول في هذه المحاضرات الجواب عن التساؤالت التالية:
• وهكذا عرف األستاذ Paul Reuterالقانون الدولي االقتصادي بأنه« :جزء من
القانون الدولي الذي يهدف إلى تنظيم الجوانب القانونية الخاصة باإلنتاج واالستهالك
وتداول الثروات».
وبصفة عامة يعرف القانون الدولي االقتصادي ،بأنه القانون الذي يدرس
القواعد القانونية المنظمة للفاعلين االقتصاديين واألنشطة التي تعبر أو لها
تأثيرات تتجاوز حدود القانون الوطني والنظام االقتصادي ،علما بأن هذه
األنشطة تؤثر في النسق االقتصادي العالمي.
• وحسب كوك دين NGUYE QUOC DINHإذا كان القانون الدولي العام ينظم
جزءا من العالقات االقتصادية الدولية ،فإن تلك العالقات ينظم جوانب أخرى
منها القانون الخاص التجاري الدولي والقوانين الداخلية للدول.
الفصل األول :ماهية القانون الدولي االقتصادي
ويعتبر أغلب الفقهاء أن القانون الدولي االقتصادي هو فرع من فروع القانون الدولي
العام بمفهومه الواسع بالنظر إلى ارتباط نشأتهما بقيام الدولة ،إال أن له خصوصيات
معينة.
ويظل االختالف األساسي بينها في كون:
القانون الدولي
القانون الدولي العام
االقتصادي
القانون الدولي االقتصادي فهو قانون
توسعي يتأسس على فكرة أن إثراء القانون الدولي العام قانون حماية :
الدول هو غاية مشروعة ،ومن أجل ذلك إذ يتأسس على فكرة صيانة
يبدو منطقيا إقامة عالقات اقتصادية
ترابطية (عولمية) بين األمم ،فالحدود
االستقالل السياسي للدول وحماية
تعرقل التعاون االقتصادي بين الدول. حدودها أي ضمان األمن السياسي
وبذلك يهدف القانون الدولي االقتصادي للدول.
إلى تجاوزه.
الفصل األول :ماهية القانون الدولي االقتصادي
• المطلب الثاني :أهم خصائص القانون الدولي االقتصادي
• تتميز قواعد القانون الدولي االقتصادي بكونها قواعد واقعية ومرنة
(الفقرة األولى) ،كما أنها قواعد تخلت عن فكرة المساواة المطلقة بين
الدول (الفقرة الثانية) ،وتتميز بجزاء من نوع خاص (الفقرة الثالثة).
الفقرة األولى :مرونة وواقعية قواعد القانون الدولي االقتصادي
إن من بين خصوصيات القانون الدولي االقتصادي أن مصادره ليست قاصرة
على القواعد القانونية الدولية ،فإذا كانت المادة 38من النظام األساسي
لمحكمة العدل الدولية حددت مصادر القانون الدولي العام في االتفاقيات
الدولية والعرف الدولي والمبادئ العامة للقانون ...فإن مرونة وواقعية
القانون الدولي االقتصادي تخلت عن الشكليات التقليدية المعروفة في
خلق القاعدة القانونية.
الفصل األول :ماهية القانون الدولي االقتصادي
فالعرف مثال يتطلب وقتا طويال لكي يشكل لنا قاعدة قانونية ،وهذا ما ال
يتناسب مع سرعة تطور العالقات االقتصادية ،كما أن المعاهدات الدولية تأخذ
وقتا وتتطلب شكليات معينة تستغرق وقتا كبيرا.
لذلك نجد بعض قواعد القانون الدولي االقتصادي كان مصدرها مجرد برقيات
تتبادلها البنوك المركزية لتوقيع اتفاقيات مقايضة ،كما ظهرت قواعد قانونية
كان مصدرها اتفاق بين الشركات عبر الوطنية ،واألمثلة عديدة في هذا
اإلطار ،لكن يبقى أبرزها االتفاقيات التي أبرمت بين كارتل الشركات البترولية
ودول األوبيك في السبعينيات.
ال يمكن اعتماد مبدأ سيادة الدولة بمفهومها القانوني الصرف في المجال االقتصادي ،بل
يصبح األمر متعلقا بالسيادة االقتصادية ،ويقصد بها ذلك الجانب من سيادة الدولة المرتبط
بخصوصيات المجال االقتصادي القائم أساسا على أهداف جلب الثراء للدول عن طريق
التعاون االقتصادي بينها والذي ال يمكن تحقيقه دون تجاوز لحدود الدولة.
الفصل األول :ماهية القانون الدولي االقتصادي
وقد عرف مفهوم السيادة االقتصادية تطورا كبيرا خالل سنوات الستينيات والسبعينيات
من القرن الماضي مع مطالبة دول العالم الثالث آنذاك بإقامة نظام اقتصادي دولي
جديد.
كما أن السيادة االقتصادية للدول –ومنذ ذلك الحين -تتميز بالترابط بين اقتصاديات
الدول والتي قد تصل حد االندماج االقتصادي كما هو الحال عليه مع االتحاد األوروبي،
وهذا االندماج االقتصادي وما له من أثار على سيادة الدول يعطي للسيادة مفهوما
مختلفا كلما تعلق األمر بالمجال االقتصادي.
وتجدر اإلشارة إلى أن قدرة الدول على المشاركة في العالقات االقتصادية الدولية هي
التي تعكس مدى أهمية سيادتها الخارجية بصفة عامة وسيادتها االقتصادية بصفة
خاصة ،وكمثال على ذلك االستراتيجيات والمبادرات السياسية للقوى االقتصادية
الكبرى في العالم المجسدة في المؤتمرات الدبلوماسية لمجموعة السبعة G7والتي
تحدد مختلف التوجهات االقتصادية على الصعيدين العالمي والجهوي.
الفصل األول :ماهية القانون الدولي االقتصادي
• ويظل وضع الدول النامية متميزا بالضعف الكبير للسيادة بصفة عامة وللسيادة
االقتصادية بصفة خاصة ،وهو ما جعل القانون الدولي االقتصادي يخصص قواعد
معامالت تفضيلية لتلك الدول من أجل مساعداتها على تدارك عدم المساواة في
التنمية.
• ولإلشارة فقد عرفت العديد من الدول النامية –خاصة منذ بداية عقد ثمانينات القرن
الماضي -نهضة متميزة كما بالنسبة للدول الجديدة المصنعة.
• كما أحدثت ظاهرة العولمة انقالبا في االقتصاد الدولي وفي العالقات االقتصادية
الدولية مع تأثير كل ذلك في مفهوم السيادة االقتصادية للدول خاصة النامية ،فهذه
األخيرة والتي كان من بين ما تسعى إلى تحقيقه تمكنها من فرض سيادتها على
ثرواتها االقتصادية ،فإنها أصبحت حاليا تسعى حاليا لجلب االستثمار األجنبي الذي
أصبح ضروريا لتحقيق التنمية والنمو االقتصادي.
الفصل األول :ماهية القانون الدولي االقتصادي
الفقرة الثانية :المنظمات الدولية االقتصادية
• تلعب المنظمات الدولية االقتصادية سواء منها ذات التوجه العالمي أو
المنظمات الدولية الجهوية دورا كبيرا في العالقات الدولية االقتصادية.
• لذلك نجد من األهداف المنصوص عليها في ميثاق األمم المتحدة العمل على
تطوير التعاون االقتصادي بين الدول ،ولقد أنيطت هذه المهمة بالعديد من
أجهزة هذه المنظمة ،كالمجلس االقتصادي واالجتماعي ،وأيضا الجمعية
العامة.
• ومن بين أهم المنظمات االقتصادية الدولية صندوق النقد الدولي والبنك
الدولي لإلنشاء والتعمير ،التي أنشئت بمقتضى اتفاقية بروتون وودز سنة
،1944والمنظمة العالمية للتجارة الدولية المنشأة بمقتضى اتفاقية مراكش
سنة ( 1995بعد أن ن ّظم االتفاق العام للتعريفات الجمركية والتجارة -الكات
-GATTجزءا من هذا المجال منذ .)1947
الفصل األول :ماهية القانون الدولي االقتصادي
• ومن بين أهم المنظمات االقتصادية الجهوية المجموعة األوربية (التي
أنشأت االتحاد االقتصادي والنقدي بمقتضى معاهدة ماسترخت 1992ثم
أمستردام ،)1997منتدى التعاون االقتصادي لدول أسيا والمحيط الهادي
،APECوالسوق الالتينية المشتركة .MERCOSUR
• إن أهم ما يميز المنظمات الدولية االقتصادية –خاصة في إطار مقارنتها مع
المنظمات الدولية األخرى -هو:
❑ تمتعها بقوة قانونية ذات أهمية كبرى ،وسواء تعلق األمر بالمنظمات
االقتصادية ذات األهداف التعاونية أو االندماجية.
(1تتمتع المنظمات الدولية االقتصادية حسب فقهاء القانون الدولي بسلطة
تشريعية فعلية (خاصة المؤسسات النقدية والمالية الدولية ،كصندوق
النقد الدولي وإن كان األمر هنا ال ينطبق على المنظمة العالمية للتجارة).
(2امتالك سلطة قضائية فعلية (صندوق النقد الدولي والمنظمة العالمية
للتجارة الدولية).
الفصل األول :ماهية القانون الدولي االقتصادي
❑ امتالك قدرة كبيرة عل تنفيذ قراراتها من خالل دورها المتمثل في المراقبة عن
طريق اإلشراف التقني مثال ،وتوجيه السياسات االقتصادية الداخلية للدول
ومالءمتها مع قواعد القانون الدولي االقتصادي.
المطلب الثاني :الشركات المتعددة الجنسيات والمنظمات غير الحكومية ذات
األهداف االقتصادية
الفقرة األولى :الشركات المتعددة الجنسية
الشركات عبر الوطنية أو متعددة الجنسيات؛ هي تلك التي تقوم في شكل
″مجموعة شركات‶ مستقرة في دول متعددة ،ذلك أن مقرها االجتماعي يوجد
في دولة معينة وتتفرع عنها شركات تابعة لها والتي تمارس أنشطتها في دولة
أو مجموعة دول أخرى.
وبذلك فقد ع ّرف البعض الشركات المتعددة الجنسيات بشكل موسع باعتبارها″ ،كل
شركة لها أنشطة غير البيع في أكثر من بلد‶ .في حين حاول البعض اآلخر
إعطاء تعريف نوعا ما حصريا حيث اعتبرها كل شركة لها أنشطة مستقرة تحت
مراقبتها في عدد من الدول األجنبية ،تحقق لها رقم معامالت معين.
الفصل األول :ماهية القانون الدولي االقتصادي
في حين عرفت األمم المتحدة هذه الشركات عام 1974وأطلقت عليها اسم
الشركات ″عابرة القوميات‶ بأنها كيان اقتصادي يزاول التجارة واإلنتاج عبر
القارات وله في دولتين أو أكثر شركات وليدة أو فروع تتحكم فيها الشركة األم
بصورة فعالة وتخطط لكل قراراتها تخطيطا شامال.
إال أن التعريف األكثر استعماال للشركات متعددة الجنسيات ،هو أنها شركات
وطنية مؤسسة وفقا لقانون دولة معينة ،لكنها تعمل كذلك في الخارج بواسطة
فروع وشركات أصغر تابعة لها ،ومستقلة عنها استقاال شكليا.
وقد عرفها معهد القانون الدولي سنة ،1977بأنها ″تلك المشروعات المكونة
من مركز التخاذ القرار الموجود في بلد ما ،وله مراكز نشاط توجد في بلد آخر،
أو عدة بلدان أخرى تشكل مشروعا متعدد الجنسيات‶.
الفصل األول :ماهية القانون الدولي االقتصادي
• وهذه الشركات قامت في بدايتها – أي منذ حوالي أواسط القرن -19في
دول أوروبا وشمال أمريكيا ،بعد أن ضاقت األسواق الداخلية لتلك
الدول وارتفعت أسعار النقل والرسوم الجمركية؛ كما سوف تشكل المواد
األولية مصدر جلب لالستثمار خارج الدول األصلية بحيث سوف تظهر
أول الشركات (بايير Bayerاأللمانية ونيسلي Nestléالسويسرية
والشركة األمريكية The Standart Oil Companyالتي أنشأها
روكفلير.
• وقد عرفت الشركات عبر الوطنية تطورات كبيرة خاصة منذ نهاية
الحرب العالمية الثانية حيث سوف تعمل على إعادة بناء الدمار الذي
لحق أوروبا وأيضا اليابان ،مستفيدة من التطور التكنولوجي الهائل في
مجال المواصالت واالتصاالت الذي رافق تلك الحرب.
الفصل األول :ماهية القانون الدولي االقتصادي
• وإذا كانت ظاهرة الشركات المتعددة الجنسية مرتبطة بالدول الصناعية ،فقد
عرفت العديد من الدول النامية كالبرازيل والمكسيك وكوريا الجنوبية قيام تلك
الشركات خاصة منذ سنوات سبعينيات القرن الماضي.
• ولقد تطورت الشركات المتعددة الجنسية وازدادت أنشطتها بشكل كبير بحيث
غطت جزءا كبيرا من االقتصاد الدولي والداخلي مستفيدة من النظام االقتصادي
الليبرالي القائم على المنافسة الحرة بين الفاعلين االقتصاديين.
• وقد أدى كل ذلك إلى ازدياد وزنها سواء بالنسبة لالقتصاد الدولي أو بالنسبة
للدول األصلية أو المستقبلة مع ما صاحب ذلك من آثار سلبية على سيادة
الدول.
• هكذا فقد تعرضت الشركات متعددة الجنسيات النتقادات شديدة ومعارضة من
دول العالم الثالث خاصة ،إذ اعتبرت أن ما تقوم به من أنشطة هو استغالل
اقتصادي بل قد يصبح هيمنة سياسية كما العديد من الحاالت:
الفصل األول :ماهية القانون الدولي االقتصادي
• قلب الحكومة الوطنية اإليرانية بزعامة مصدق على إثر رفضها تجديد
اتفاقيات استغالل البترول اإليراني مع الشركة البترولية األنكل و-إيرانية
واتخاذها قرار تأميم البترول اإليراني؛
• إال أنه ومنذ بداية عقد ثمانينات القرن الماضي ،سوف يعرف المجتمع
الدولي االقتصادي تغيرات كبرى مع بروز ظاهرة العولمة ،هذه الظاهرة
التي سوف تؤثر بشكل كبير على بنية الشركات المتعددة الجنسيات ولكن
أيضا على مواقف الدول اتجاه أنشطتها.
الفصل األول :ماهية القانون الدولي االقتصادي
• فهذه الشركات قد ساهمت من جهة في تبلور ظاهرة العولمة ،فقد نهجت
استراتيجيات كونية للتوسع االقتصادي مطورة أشكاال جديدة من التسيير
الذاتي ألنشطتها ،وبذلك فقد أصبحت من الفاعلين الرئيسيين المستفيدين
من االقتصاد المعولم.
• ومن جهة أخرى أدت عولمة االقتصاد إلى تراجع دور الدولة ،والمس
بسيادتها ،بحيث ينفلت من مراقبتها جانب كبير من األنشطة االقتصادية
الدائرة فوق ترابها.
• فقد أصبحت الدول مضطرة إلى فتح أسواقها الداخلية بإزالة الحواجز
أمام حرية المبادالت التجارية ،والسعي وراء جلب االستثمار الخارجي،
بل وتجد دول الجنوب حاليا صعوبات قصوى في جلب استثمار الشركات
متعددة الجنسيات أمام المنافسة العالمية في هذا المجال.
الفصل األول :ماهية القانون الدولي االقتصادي
الفقرة الثانية :المنظمات غير الحكومية ذات األهداف االقتصادية
• تلعب المنظمات غير الحكومية ذات األهداف االقتصادية دورا مهما في
المجتمع الدولي االقتصادية خاصة في الوقت الراهن ،أي في زمن العولمة.
• فإذا كانت أنشطة المنظمات غير الحكومية تتميز بكونها غير ذات ربح
مادي ،وهو ما يبدو متناقضا مع األهداف االقتصادية التي تقوم ألجلها ،فهذا
التناقض يصبح ال محل له بالنظر إلى أن هذه المنظمات تقوم –حسب كارو
وجوييار -بهدف الدفاع عن مصالح بعض األوساط الدولية االقتصادية في
مواجهة الدول والمنظمات الدولية.
• فهذه المنظمات هي عبارة عن مجموعات ضغط تتمتع بالقدرة على التأثير
مثال على المفاوضات الدولية االقتصادية ،وذلك بقدرتها على تنظيم حمالت
تعبئة على الصعيد العالمي في مواجهة تجاوزات الليبرالية.
الفصل األول :ماهية القانون الدولي االقتصادي
• وأبرز مثال تجمع عدد كبير من المنظمات غير الحكومية خالل مؤتمرات
المنظمة العالمية للتجارة بهدف مواجهة العولمة (أحداث سياتيل Seattle
سنة 1999التي عرفت تجمع أزيد من 1200منظمة غير حكومية ونتج
عنها فشل هذا المؤتمر.
• وكمثال أخر فشل مفاوضات منظمة التعاون التنمية االقتصادية بخصوص
االتفاقية متعددة األطراف حول االستثمار AMIفي أبريل .1998
• كما للمنظمات غير الحكومية ذات األهداف االقتصادية دور في وضع قواعد
القانون الدولي االقتصادي ،وكمثال على ذلك المفاوضات بين صندوق النقد
الدولي والمنظمات غير الحكومية بخصوص برامج إعادة هيكلة ديون الدول
الفقيرة ،والتي تتضمن مقترحات يأخذها الصندوق بعين االعتبار في اتخاذ
قراراته وفي وضع مخططاته وإنجازه ألعماله.
الفصل الثاني :النظام النقدي والمالي الدولي
الفصل الثاني :النظام النقدي والمالي الدولي
يقصد بالنظام االقتصادي الدولي مجموعة القواعد والترتيبات التي وضعت في أعقاب
الحرب العالمية الثانية لضبط قواعد السلوك في العالقات االقتصادية الدولية ،وذلك
قصد ترتيب األوضاع االقتصادية في العالم على نحو معين ،وهو مجموع القواعد
القانونية التي تنظم وتحيط العالقات االقتصادية الدولية وتحكم مجموعة المؤسسات
التي هدفها المساهمة في تنمية البلدان النامية.
وفي أعقاب الحرب العالمية الثانية اعتمدت الدول سياسة إبرام معاهدات دولية
جماعية ،تحظى بقبول أكبر عدد ممكن من الدول ،وتضع قواعد سلوك الدول في
المسائل المتصلة بالتبادل االقتصادي ،وتنشئ في الوقت نفسه منظمات اقتصادية
دولية متخصصة لمباشرة اإلشراف عل تطبيق تلك القواعد.
وهكذا تم إنشاء صندوق النقد الدولي الذي يشرف على تنظيم التعاون الدولي في
المجال النقدي( ،المبحث األول) ،والبنك الدولي لإلنشاء والتعمير الذي يعنى أساسا
بتمويل التنمية في الدول الفقيرة (المبحث الثاني).
الفصل الثاني :النظام النقدي والمالي الدولي
• المبحث األول :النظام النقدي الدولي
نتيجة للفوضى التي سادت نظام النقد الدولي قبل وخالل الحرب العالمية الثانية ،فقد
اندفعت الدول إلى البحث عن نظام نقدي ومالي جديد يحقق لها أهدافها ،والمتمثلة في
خلق تجارة دولية متعددة األطراف ،وثبات أسعار الصرف ،وإمكانية التحويل بين
العمالت ،وتمويل عملية التنمية ،على أن تحقق هذه األهداف دون العودة إلى نظام
الذهب ،على أن يتمتع هذا النظام الجديد بمرونة كافية ،فيكون بمقدور هذه الدول إتباع
السياسة النقدية المالية المالئمة لظروفها االقتصادية في الداخل ،وبالتالي فقد أجمعت
الدول على تسليم أمرها لمؤسسات دولية تأخذ على عاتقها مهمة اإلشراف على النظام
النقدي والمالي الدولي ككل ،وكان ذلك من خالل انعقاد مؤتمر بريتون وودز في العام
1944والذي انبثق عنه مشروع تأسيس صندوق النقد الدولي لإلشراف على النظام
النقدي الدولي.
المبحث األول :النظام النقدي الدولي
المطلب األول :صندوق النقدي الدولي :النشأة ،األهداف والموارد
في هذا المطلب سنتطرق لنشأة صندوق النقد الدولي ،وأهم االقتراحات التي تم طرحها
في هذا اإلطار (الفرع األول) ،باإلضافة إلى التعريف بأهداف هذه المؤسسة ومواردها
المالية (الفرع الثاني).
بدأت األفكار والمقترحات تتوالى خالل السنوات األولى من الحرب العالمية الثانية حول
إقامة مؤسسات متخصصة بالنقد الدولي ،كان أهمها المقترح الذي قدمه اللورد كينز
والخاص بإنشاء اتحاد المقاصة الدولي ،ومقترح الخبير هوايت والذي يعتبر المصمم
الحقيقي لصندوق النقد الدولي ،وتم إنشاؤه بموجب اتفاقية برتن وودز،
احتلت المناقشات عند اإلعداد إلنشاء الصندوق قبل بريتون وودز مساجالت طويلة،
خاصة بين الفكر االقتصادي البريطاني وعلى رأسه كينز ،والفكر االقتصادي األمريكي
ويمثله وايت.
المبحث األول :النظام النقدي الدولي
والجدير بالذكر أن الفلسفة األساسية لكال المشروعين متشابهة تقريبا وتتصف بالليبرالية
في العالقات الدولية ،وإقامة نظام دولي شامل يعتمد على أسعار صرف ثابتة مع حق
تعديلها بنسب مئوية بسيطة ،بهدف تحقيق التوازن في ميزان المدفوعات وكذلك تقديم
القروض للدول المتضررة ،واالبتعاد عن وضع الحواجز والقيود أمام النقد األجنبي،
والمساواة والعدالة في التعامل مع الدول ،واالمتناع عن التسابق في تخفيض أسعار
الصرف ،بهدف الحفاظ على مستويات عالية للتوظيف (التشغيل) المحلي ،ورغم هذا
التطابق في األسس فإن الخطتين تختلفان من حيث الجوهر ومن حيث التنظيم
التفصيلي لكل منها.
الفقرة األولى :مشروع كينز
تقوم الفكرة األساسية عند كنز على إنشاء اتحاد دولي للمقاصة بحيث يدير النقود
الدولية ،بحجم يتفق واحتياجات االقتصاد العالمي.
المبحث األول :النظام النقدي الدولي
وتتكون هذه النقود الدولية من وحدات أطلق عليها كينز اسم «بنكور »Bancorتتمثل في
مجموعة سحوبات الدول األعضاء في االتحاد الدولي للمقاصة .وقد حدد حصة األعضاء في
السحب وفقا لقواعد معينة.
أما قيمة البنكور فقد حددها على أساس ربطها بقيمة معينة من الذهب ،والمفروض أن تق بل
الدول األعضاء هذا البنكور في تسوية معاملتها الدولية .ووفقا لهذا االقتراح تحتفظ البنوك
المركزية للدول األعضاء بحسابات لدى االتحاد تمثل نتيجة معامالتها مع الدول األخرى .بحيث
إن دول الفائض يكون لها حساب دائن في االتحاد ،ولدول العجز حساب مدين .وتستخدم ك ل
دولة حصتها بالسحب من وحدات البنكور الستخدامها مع الذهب في تسوية مدفوعاتها
الدولية.
وفي مثل هذا النظام ال يحتاج االتحاد ،لبدء عملياته ،إلى أي ودائع من األعضاء في شكل ذهب أو
عمالت ،فأصوله عبارة عن القيود الحسابية التي تقيد في حساب الدائن فيه باسم البنوك
المركزية للدول المختلفة.
وقد نظم كينز في اقتراحاته قواعد البنكور على النحو اآلتي :يجوز لدولة العجز أن تسحب ربع
حصتها من البنك من دون قيود .أما إذا زاد العجز على ذلك فإن االتحاد يجوز له أن يطلب م ن
هذه الدولة إما تخفيض عملتها وإما فرض رقابة على حركات رؤوس األموال وإما التنازل عن
جزء من احتياطياتها من الذهب والعمالت األجنبية .وال يسمح لدولة في أي حال من األحوال
بأن تسحب ما يزيد على حصتها.
المبحث األول :النظام النقدي الدولي
وقد تضمنت اقتراحات كينز معاملة خاصة للدول التي تحقق فائضا بشكل مستمر ،فإذا استمر
هذا الفائض قائما لمدة طويلة فإن الحقوق القابلة له باالتحاد تلغى.
وبذلك فإن كنز حاول أن يفرض نوعا من العقوبة على الدول التي يستمر ميزانها في حالة
فائض .ويعكس هذا رؤية كينز في أن تحقيق التوازن في المعامالت الدولية هو مسؤولية
مشتركة بين دول العجز ودول الفائض ،فإذا كانت دول العجز تضطر إلى فرض قيود على
حركتها ،فإن دول الفائض أيضا عليها أن تعمل على إلغاء فوائضها ،وبالتالي المساهمة في
عالج مشاكل العجز في الدول األخرى.
• كما تضمن مشروع كينز اقتراح قيام هذه المؤسسة الدولية بمنح القروض إلى الدول
األعضاء على غرار ما تقوم به البنوك التجارية عند تقديم القروض لعمالئها ،أن يتم منح
هذه القروض حسب أهمية كل دولة في التجارة الخارجية.
• وبطبيعة الحال لم تقبل اقتراحات كينز خاصة من طرف الواليات المتحدة األمريكية التي رأت
فيها محاولة من بريطانيا لإلفادة من قدرة االقتصاد األمريكي بعد الحرب ،مع الحيلولة دون
سيطرة الدوالر على المعامالت الدولية.
• ولذلك فقد قدمت اقتراحات مقابلة صاغها األمريكي وايت كانت األساس في تكوين صندوق
النقد الدولي.
المبحث األول :النظام النقدي الدولي
الفقرة األولى :مشروع وايت
تقوم خطة وايت على إنشاء صندوق دولي لتثبيت أسعار الصرف ،وفي هذا السبيل تقوم الدول
األعضاء بإيداع حصص تتكون جزئيا من الذهب ومن عمالتها الوطنية ومن بعض أذونات
الخزانة.
وقد اقترح لذلك تكوين صندوق دولي لتثبيت قيمة العمالت للدول األعضاء المشتركة فيه
واقترح أن تكون وحدة التعامل الدولي هي اليونتاس والتي ترتبط قيمتها بوزن معين من
الذهب وعلى الدول أن تحدد قيمة عملتها بالذهب أو اليونيتاس ،وليس لها الحق في تغيير
هذه القيمة إال بعد موافقة أربعة أخماس أصوات الدول األعضاء في الصندوق.
• وعلى عكس اقتراحات كينز فإن اقتراحات وايت لم تفرض أي جزاءات على الدولة إذا
استمر الفائض في ميزان مدفوعاتها لمدة طويلة .فاالختالل في موازين المدفوعات هو
مسؤولية دول العجز ،عل الرغم بالتصريح بعكس ذلك.
• ونالحظ أن مشروع وايت يقوم على أساس مبدأ اإليداع ،في حين أن مشروع كينز كان
يقوم على فكرة فتح االعتمادات .وقد اهتمت خطة وايت بضرورة حماية أسعار الصرف
والعمل على تثبيتها.
المبحث األول :النظام النقدي الدولي
• ولم تجد مقترحات كينز قبوال من الواليات المتحدة ،لكونها كانت الدولة الوحيدة التي
يمكن أن تكون دائنة ،وخشيت إذا ما اتبع نظام كينز أن يستخدم المدينون من الدول
األخرى البنكور في اإلقبال على الشراء من الواليات المتحدة األمريكية مما قد يهدد بقيام
التضخم فيها.
• وهكذا أصبحت مقترحات وايت هي أساس النظام الجديد الذي تم االتفاق عليه في بريتون
وودز في يوليو . 1947وقد أصبحت هذه االتفاقية نافدة اعتبارا من 27ديسمبر 1947
عندما قام ممثلو الدول التي تمثل 80بالمئة من موارد الصندوق بإيداع وثائق التصديق
على االتفاقية.
وقد انتهى مؤتمر بريتون وودز باالتفاق على مجموعة من المبادئ: •
(1أن سعر الصرف يعتبر من المسائل ذات األهمية الدولية ،وينبغي العمل على ضمان
ثبات أسعار الصرف ،على األقل في المدة القصيرة ،مع إمكان تعديلها في بعض
الظروف إذا ظهر ما يستوجب ذلك.
(2من المصلحة زيادة االحتياطي من الذهب والعمالت الحرة في كل دولة ،حتى ال تضطر
الدول إلى اتخاذ إجراءات وسياسات قد تضر بالتوازن الداخلي لمواجهة العجز في
ميزان مدفوعاتها.
المبحث األول :النظام النقدي الدولي
)3أن تحقيق المصلحة السياسية واالقتصادية للعالم يتطلب إيجاد نظام للتجارة متعددة
األطراف وتحقيق القابلية لتحويل العمالت؛
)4أن أفضل الطرق لتحقيق هذا التعاون النقدي هو إنشاء منظمة دولية ذات وظائف محددة؛
)5في كثير من األحوال ،تكون االختالالت النقدية راجعة إلى أسباب غير نقدية ،ومن هنا
يجب على المنظمات النقدية أن تتعاون مع المنظمات األخرى لعالج هذه االختالالت؛
)6أن زيادة االستثمارات الدولية هي أمر حيوي لالقتصاد الدولي.
ويعتبر صندوق النقد الدولي أحد الوكاالت الحكومية المتخصصة بمقتضىى االتفاقية التي تم
إبرامها بين الصندوق ومنظمة األمم المتحدة ،وقد بدأ الصندوق عملياته في ماي
، 1947وال يشترط للعضوية فيه أن تكون الدولة عضوا في منظمة األمم المتحدة.
وهذه المبادئ هي التي تحكمت في تحديد أهداف صندوق النقد الدولي.
المبحث األول :النظام النقدي الدولي
الفرع الثاني :أهداف صندوق النقد الدولي وموارده
الفقرة األولى :أهداف صندوق النقد الدولي
حددت المادة األولى من االتفاقية المنشئة للصندوق النقد الدولي أهداف هذا األخير في ما يلي :
▪ تشجيع التعاون النقدي الدولي عن طريق هيئة دائمة تهيئ سبل التشاور والتعاون بشأن
المشكالت النقدية الدولية؛
▪ تيسير التوسع والنمو المتوازن في التجارة الدولية ،مما يسهم في زيادة فرص العمل ورفع
مستوى الدخل الحقيقي بصفة مستمرة وتنمية الموارد اإلنتاجية لجميع البلدان األعضاء
باعتبارها أهداف أساسية للسياسة االقتصادية؛
▪ العمل على تحقيق استقرار أسعار الصرف ،والحفاظ على ترتيبات منظمة للصرف بين
عمالت البلدان األعضاء ،وتجنب التنافس في تخفيض قيمة العمالت؛
▪ المساعدة على إقامة نظام مدفوعات متعدد األطراف بالنسبة للمعامالت الجارية بين البلدان،
وإلغاء قيود الصرف األجنبي التي تعيق نمو التجارة العالمية؛
المبحث األول :النظام النقدي الدولي
▪ توفير الثقة بين البلدان األعضاء عن طريق إتاحة موارد الصندوق العامة لها بصفة مؤقتة
وبضمانات كافية ،ومن ثم إعطاؤها الفرصة لتصحيح االختالالت التي تصيب موازين
مدفوعاتها دون اللجوء إلى تدابير من شأنها اإلضرار بالرخاء على المستوى الوطني أو
الدولي؛
▪ تقصير أمد االختالل في موازين المدفوعات الدولية للبلدان األعضاء وتخفيف حدته ،وفقا لما
ورد آنفا.
ويسترشد الصندوق في كافة سياساته وقراراته باألهداف التي تنص عليها هذه المادة.
ويتكون الصندوق من الدول المؤسسة التي اجتمعت في بريتون وودز بالواليات المتحدة عام
،1944وقبلت حكوماتها االنضمام إل الصندوق قبل 31ديسمبر ( 1945األعضاء األصليون
وكان عددها 29دولة) ،واألعضاء اآلخرون الذين انضموا بعد هذا التاريخ ،وقد بلغ عدد
الدول األعضاء للصندوق الدولي حاليا . 190
ويرتبط التصويت في األجهزة الرئيسية للصندوق بمدى مساهمة كل عضو في رأس المال وهو
األمر الذي يتحدد باالتفاق مع الصندوق ،وعلى ضوء األنصبة التي تحدد لكل عضو يستطيع
هذا العضو التأثير في القرارات الصادرة عن الصندوق ،وحدود حقها في االقتراض منه.
المبحث األول :النظام النقدي الدولي
الفقرة الثانية :الموارد المالية لصندوق النقد الدولي
تتألف موارد الصندوق من حصص الدول األعضاء التي تؤدى عند االنضمام ،أو بعد
المراجعات الدورية التي تزاد فيها الحصص ،كما يلجأ إلى اتفاقيات االقتراض الثنائية
ومتعددة األطراف .يتوفر الصندوق على ثلث مخزون الذهب في العالم ،للرفع من األصول
المالية ،ولمواجهة االحتياجات الطارئة.
أ) نظام الحصص( :االكتتاب).
يعتبر المصدر الرئيسي لموارد الصندوق ،وهو اشتراكات الحصص (رأس المال) التي
تسددها البلدان عند االنضمام إلى عضوية الصندوق أو أعقاب المراجعات الدورية التي
تزيد في الحصص.
وتدفع البلدان %25من اشتراكات حصصها بحقوق السحب الخاصة SDRsأو بإحدى
العمالت الرئيسية ،ويمكن للصندوق أن يطلب إتاحة المبلغ المتبقي الذي يدفعه البلد
العضو بعملته الوطنية ألغراض اإلقراض حسب الحاجة ،وتحدد الحصص ليس فقط
مدفوعات االشتراك المطلوبة من البلد العضو إنما أيضا عدد أصواته وحجم التمويل
المتاح له من الصندوق ،ونصيبه من حقوق السحب الخاصة.
المبحث األول :النظام النقدي الدولي
والهدف من الحصص عموما هو أن تكون بمثابة مرآة لحجم البلد العضو في االقتصاد
العالمي ،وتتم مراجعتها كل خمس سنوات على األقل ،غير أنها لم تواكب التحوالت في
ميزان القوى االقتصادية ،بالرغم من رفع حصص الدول النامية الكبرى ،وعلى رأسها
الصين.
عموما ،تستحوذ الواليات المتحدة ،واليابان ،وألمانيا ،وفرنسا ،والمملكة المتحدة ،والصين،
على نسبة %50من مجموع الحصص.
ب) االقتراض:
يجوز للصندوق االقتراض عند الضرورة من أجل تكميل الموارد المتاحة من حصصه ،ولدى
الصندوق مجموعتان من اتفاقيات االقتراض الدائمة الستخدامها عند الحاجة لمواجهة أي
تهديد للنظام النقدي الدولي وتتمثل في:
-االتفاقات العامة لالقتراض :تم إنشاؤها عام 1962ويشارك فيها احد عشر مشتركا
حكومات البلدان الصناعية العشرة وسويسرا أو بنوكها المركزية.
ومنذ عام 1967تحصل الصندوق على تفويض باالتفاق مع الحكومات والبنوك لعدة دول
على فتح هذا االعتماد القابل للتجديد كل خمس ( )05سنوات ويبلغ مقداره 25مليار
دوالر يدفع الصندوق فوائد على ما يسحبه اقتراضا من هذا االعتماد ،كذلك يتعهد بتسديد
القرض خالل مدة خمس سنوات.
المبحث األول :النظام النقدي الدولي
-االتفاقيات الجديدة لالقتراض :تم استحداثها عام 1997ويشارك فيها 25بلدا ومؤسسة .
وبموجب هاتين االتفاقيتين يتاح للصندوق اقتراض ما يصل إلى 34بليون وحدة
حقوق سحب خاصة (أي حوالي 46بليون دوالر أمريكي).
ما هي حقوق السحب الخاصة؟
حقوق السحب الخاصة ( ) SDRهي أصل احتياطي دولي أنشأه صندوق النقد الدولي
عام ( 1969بموجب التعديل األول التفاقية تأسيسه) نتيجة لقلق البلدان األعضاء من
احتمال عدم كفاية المخزون المتوفر آنذاك والنمو المتوقع في االحتياجات الدولية
للسيولة المالية لدعم التوسع في التجارة العالمية.
ويطلق عليها ″الذهب الورقي‶ـ وتحدد قيمتها كل يوم على أساس سلة من العمالت
الصعبة األكثر تداوال (الدوالر ،األورو ،والين ،والجنيه اإلسترليني ،واعتبارا من 1
أكتوبر 2016انضم اليوان الصيني إلى سلة عمالت حقوق السحب الخاصة)
ويتم تخصيصها للبلدان األعضاء (في صورة قيود دفترية) كنسبة مئوية من حصصها.
وكان آخر تخصيص لحقوق السحب الخاصة سنة 2011بمقدار 203مليار وحدة سحب
خاصة.
المبحث األول :النظام النقدي الدولي
المطلب األول :الهيكل التنظيمي لصندوق النقد الدولي وسياساته وبرامجه
لمعاجلة هذا المطلب سيتم تخصيص (الفرع األول) لتوضيح التنظيم الهيكلي لصندوق النقد
الدولي ،تم ننتقل (للفرع الثاني) لمناقشة برامج صندوق النقد الدولي وسياساته وأهم
االنتقادات الموجهة إليها.
8مدراء يتم تعيينهم من طرف البلدان المساهمة الكبرى :الواليات المتحدة األمريكية،
واليابان ،وألمانيا ،وفرنسا ،المملكة المتحدة ،إلى جانب الصين وروسيا والمملكة
العربية السعودية .أما المدراء الستة عشر الباقون يتم تعيينهم عن طريق االنتخابات
لمدة عامين.
يضطلع المجلس التنفيذي بمسؤولية تسيير أعمال الصندوق ،ولهذا الغرض فإنه يمارس
كافة الصالحيات التي يفوضها إليه مجلس المحافظين.
المصدر:
https://www.imf.org/external/arabic/orgcharta.pdf
المبحث األول :النظام النقدي الدولي
الفرع الثاني :برامج صندوق النقد الدولي وسياساته
الفقرة األولى :برامج الصندوق
شكلت بداية سبعينيات القرن الماضي تحول في سياسة الصندوق في تصميم البرامج
وآثارها عل المتغيرات األساسية في االقتصاد باستخدام النماذج االقتصادية ،حيث اتجه
الصندوق بداية هذه الفترة نحو تحقيق االستقرار في األوضاع التي بدت مضطربة في ذلك
الحين بعدما كان اهتمامه في بداية النشأة على فرض بعض القيود الكمية على استخدام
موارده.
(1برامج التثبيت االقتصادي Stabilization Policy
يقصد به البرنامج الذي يهدف إلى استعادة التوازن في االقتصاديات الكلية في البلدان التي
تعاني من عجز في ميزان المدفوعات من خالل سياسة مالية ،نقدية ،وأسعار صرف.
تهدف إلى استعادة التوازن في األجل القصير ،ولذلك فإن مدة برنامج التثبيت عادة ما تكون
بين عام وعامين ،وهي تمثل مشروطية الصندوق التي يتم االتفاق عليها في خطاب
المدير مع الدولة المعنية.
المبحث األول :النظام النقدي الدولي
• يرتبط تنفيذ هذه السياسة باالستمرار في السحب من شرائح االئتمان العليا في الصندوق
ووقف تنفيذ هذه السياسة يؤدي إلى وقف السحب من هذه الشرائح.
• والمالحظ أن الصندوق يسعى من وراء هذا البرنامج لتحقيق ثالثة أهداف وهي:
• تتميز قروض التصحيح الهيكلي بسرعة سحبها ،ألنها تمنح في مقابل تغييرات كبيرة في
السياسات على المستوى الوطني.
يقدم صندوق النقد الدولي قروضا بموجب مجموعة من السياسات أو التسهيالت التي
تبلورت بمرور السنين لمواجهة احتياجات البلدان ،وتختلف مدة وشروط اإلقراض
والسداد في كل من التسهيالت ،حسب أنواع المشكالت التي تواجه ميزان المدفوعات
والظروف التي يتعامل معها.
المبحث األول :النظام النقدي الدولي
يقدم الصندوق معظم التمويل إلى الدول األعضاء من خالل أدوات اإلقراض التالية:
❖ اتفاقات االستعداد االئتماني :1952تمثل جوهر عمل ومهام صندوق النقد الدولي،
وتعنى بمعالجة مشكالت ميزان المدفوعات قصيرة األجل ،وتمنح للبلد العضو تأكيدا بأنه
يستطيع السحب من موارد الصندوق إلى حد معين ،على مدى فترة تتراوح بين 12
و 18شهرا في العادة ،لمعالجة ما يواجهه من مشكالت قصيرة األجل في ميزان
المدفوعات.
❖ تسهيل التمويل التعويضي :1963وهي موجهة لمساعدة البلدان األعضاء التي تنتج
سلعا أولية على مواجهة أي نقص مؤقت في حصيلة الصادرات ،أو مواجهة االرتفاعات
المؤقتة في تكليف استيراد الحبوب.
❖ االتفاقات الممتدة متوسطة األجل :1975وذلك لمساعدة البلدان التي تمر بمصاعب في
ميزان المدفوعات تتعلق بمشكالت هيكلية ،في مقابل نهج سياسات تتعلق باإلصالحات
الضريبية وإصالحات القطاع المالي ،وخصخصة المؤسسات العامة ،وإجراءات تعزيز
المرونة في أسواق العمل.
المبحث األول :النظام النقدي الدولي
❖ تسهيل النمو والحد من الفقر :بدأ العمل بها أواخر سبعينيات القرن الماضي ،وتشمل
على أدوات اإلقراض الميسر لفائدة الدول األكثر فقرا.
❖ خطوط االئتمان الطارئ :1999مواجهة الفقدان المفاجئ لثقة األسواق ،ومنع
عدوى األزمات المالية من االمتداد إلى البلدان ذات السياسات االقتصادية السليمة.
❖ مساعدة الطوارئ :مواجهة مشكالت ميزان المدفوعات الخارجة عن نطاق سيطرتها،
والناتجة عن الكوارث الطبيعية واآلثار المترتبة على الصراعات المسلحة.
ولقد وجهت مجموعة من االنتقادات للسياسات صندوق النقد الدولي ،وتركز هذه
االنتقادات بصورة خاصة إلى نظام التصويت المرجح الذي يتيح لبعض القوى
الكبرى ،وعلى رأسها الواليات المتحدة األمريكية ،التمتع بقوة تصويتية عالية ،والتي
تستطيع من خاللها التأثير البالغ في بلورة اإليديولوجية االقتصادية العالمية.
في سياق أخر ،خلصت بعض األبحاث إلى أن بعض الدول الحليفة للواليات المتحدة
تحصل على قروض أكبر بعدد أقل من الشروط.
المبحث األول :النظام النقدي الدولي
• من ضمن االنتقادات الموجهة لصندوق النقد الدولي عدم اكتراثه بتقليص الهوة بين
الدائنين (الدول المقرضة) ،والتي تتكون أساسا من الدول الغنية ،والمدينين (الدول
المقترضة) وهم في الغالب الدول النامية.
• وتذهب العديد من االنتقادات إلى وصفه أداة للهيمنة وفرض ضغط دولي على الدول
من أجل تطبيق سياسات اقتصادية توسعية دون مراعاة لالحتياجات الخاصة لكل بلد.
• عموما تقوم عقيدة الصندوق على أن القطاع الخاص أكفأ من القطاع العام في إدارة
النشاط االقتصادي وتوزيع وتخصيص الموارد .وهو ما يطرح التوفيق بين مبدأ
تحقيق المصلحة العامة من جهة ،والسعي وراء الربح المادي من جهة أخرى.
المبحث الثاني :النظام المالي الدولي
وكانت فكرة إنشائه مرتبطة بالدمار الذي لحق البنى األساسية في القارة األوروبية نتيجة
الحرب العالمية الثانية ،لذلك توجه نحو إعطاء القروض لبناء الصناعات ومشروعات
التنمية وإقامة مشاريع البنى التحتية ،ولم يكن اهتمامه بالدول الكبرى الغنية
والصناعية ،وإنما كان اهتمامه منسحبا على الدول الغنية والنامية.
يقدم البنك الدولي للدول األعضاء فيه قروضا طويلة األجل لتمويل مشروعات استثمارية
معينة يتم االتفاق عليها بين الدول األعضاء وإدارة البنك الدولي ،وعموما تقدم
القروض إلى الحكومات إال أنه يمكن أن تقدم القروض أيضا إلى الشركات
والمؤسسات الخاصة ،ويكون ذلك بضمان من قبل حكومات تلك الدول.
المبحث الثاني :النظام المالي الدولي
• غير أنه قبل البدء في معالجة هذا المبحث يجب توضيح الفرق بين البنك الدولي
ومجموعة البنك الدولي ،فعبارة البنك الدولي تشير فقط إلى البنك الدولي لإلنشاء
والتعمير والمؤسسة الدولية للتنمية .في حين تضم عبارة مجموعة البنك الدولي خمس
مؤسسات ترتبط إحداها باألخر بصورة وثيقة ،وتتعاون معا لتحقيق الهدف المتعلق
بتخفيض أعداد الفقراء وتتمثل في :البنك الدولي (البنك الدولي لإلنشاء والتعمير
والمؤسسة الدولية للتنمية) ،ومؤسسة التمويل الدولية ( ،) IFCوالوكالة الدولية لضمان
االستثمار ( ،) MIGAوالمركز الدولي لتسوية منازعات االستثمار (.) ICSID
• لذلك سنعالج هذا المبحث من خالل التطرق في (المطلب األول) لنشأة البنك الدولي
لإلنشاء والتعمير ،وتعريفه وتحديد أهدافه ،وهيكله التنظيمي وموارده المالية ،ثم
نتطرق في (المطلب الثاني) للمؤسسات المساعدة للبنك الدولي للقيام بأدواره على
المستوى الدولي ،مع توضيح أهم التطورات التي عرفتها سياسات هذا البنك ،وما هي
أهم االنتقادات الموجهة إليها.
المبحث الثاني :النظام المالي الدولي
• وقد عكست هذه التنمية نشاط البنك في السنوات الالحقة ،حيث بدأ نشاطه بالمعاونة في
تعمير االقتصادات األوروبية المحطمة في أثناء الحرب ،ثم ركز عملياته منذ نهاية
الخمسينيات على قضايا التنمية في دول العالم الثالث ،وفي التسعينيات في دول الكتلة
االشتراكية أيضا.
• والسبب الذي استدعى إنشاء البنك الدولي لإلنشاء والتعمير هو أنه لم تكن محاولة تنظيم
الشؤون النقدية في عالم ما بعد الحرب عن طريق إنشاء صندوق النقد الدولي كافية لحل
المشكالت االقتصادية العالمية ،وبصفة خاصة مشكالت إعادة بناء االقتصاديات األوروبية
التي خربتها الحرب ،ثم مشكالت تعمير ذلك العدد الضخم من البلدان المتأخرة والفقيرة
وتنميتها.
المبحث الثاني :النظام المالي الدولي
• لذلك رأى مؤتمر بريتن وودز أن يكمل منظمته األولى العاملة في ميدان النقد وموازين
المدفوعات بمنظمة ثانية أطلق عليها تسمية البنك الدولي لإلنشاء والتعمير ،تعمل في ميدان
القروض واالستثمارات طويلة األجل.
الفقرة الثانية :تعريف البنك الدولي لإلنشاء والتعمير وأهدافه
أسفر المؤتمر المالي والنقدي الدولي الذي انعقد في بريتون وودز عام 1944عن اتفاقية خاصة
بإنشاء البنك الدولي لإلنشاء والتعمير وقد صاغها المؤتمر بعد اتفاقية صندوق النقد الدولي.
وتم إقرار هذه االتفاقية رسميا في 2ديسمبر 1945ويعتبر البنك منظمة دولية حكومية
متخصصة تتبع األمم المتحدة بعد أن تم الربط بينهما بموجب اتفاقية وصل في 15أبريل
. 1948
أما عن العضوية والتصويت داخل البنك فقد جعلت اتفاقية إنشاء البنك من عضوية صندوق النقد
الدولي شرطا لعضوية البنك ،وجواز قبول أعضاء جدد بموافقة أغلبية مجلس المحافظي ن
بشرط سبق عضوية صندوق النقد الدولي ،كذلك تفقد الدولة العضوية بطريقة أوتوماتيكية في
البنك إذا فقدت عضوية صندوق النقد الدولي أيضا.
ومقر البنك واشنطن بالواليات المتحدة األمريكية ،ويتمتع البنك بالشخصية القانونية الدولية
وبميزانية مستقلة.
المبحث الثاني :النظام المالي الدولي
• ويمكن تعريف البنك الدولي على أنه المؤسسة االقتصادية العالمية المسؤولة عن
إدارة النظام المالي الدولي واالهتمام بتطبيق السياسات االقتصادية الكفيلة بتحقيق
التنمية االقتصادية للدول األعضاء ،ولذلك فإن مسؤوليته تنصب أساسا على سياسات
التنمية واالستثمار،وسياسات اإلصالح الهيكلي ،وسياسات تخصيص الموارد في
القطاعين العام والخاص ،وكذلك يهتم بصفة رئيسية بالجدارة االئتمانية ألنه يعتمد في
تمويله على االقتراض من أسواق المال.
(2الحث على تشجيع االستثمارات األجنبية الخاصة عن طريق تقديم الضمانات االئتمانية
لها ،وسد النقص فيها من موارد البنك الخاصة أو مما يحصل عليه من أموال؛
) 5تقديم المعونات الفنية والدراسات االقتصادية لتطوير اقتصاديات الدول األعضاء ،وقد
اتسع نشاط البنك في هذا الخصوص عن طريق تقديم المعونة الفنية والخبراء
االقتصاديين ليس فقط في المشروعات التي يمولها البنك ،بل في كافة النواحي
االقتصادية للدول األعضاء؛
) 6فض المنازعات المالية بين الدول ،فقد تدخل البنك مثال في الخالفات التي نشأت عن
طريق تأميم قناة السويس ،إذ أستطاع أن يتفاوض في تسويتين ماليتين بخصوص
التعويضات الواجب دفعها إلى شركة قناة السويس ،والمشكالت التي ترتبت على
العدوان الثالثي بين مصر وانجلترا ،كما تدخل في النزاع الذي نشب بين الهند
وباكستان عام 1960بخصوص مياه حوض نهر السند؛
) 7تدريب موظفي حكومات الدول األعضاء على إدارة التنمية ،ولذلك أنشئ معهد التنمية
االقتصادية في واشنطن عام 1955مستهدفا توفير خدمات التدريب لكبار موظفي
الحكومة في البلدان النامية على إدارة التنمية االقتصادية.
المبحث الثاني :النظام المالي الدولي
❖ تقديم أو ضمان قروض التنمية االقتصادية إلى الدول النامية من دول أخرى ،كما
يقدم قروض طويلة األجل وبتسهيالت واسعة مثل منح فترة سداد قد تصل إلى 5
سنوات وتحديد سعر فائدة منخفض على قروضه؛
❖ تقديم المعونات الفنية واالستثمارية للدول النامية وخاصة في الحاالت التي تتوفر
فيها الخبرات المتخصصة لبعض مشاريع االستثمار؛
❖ استثمار األموال والودائع الدولية الموجودة لدى البنك في مشاريع اإلنتاج الصناعي
والزراعي في الدول المانحة من جهة ،والدول المستفيدة من جهة أخرى ،وخالل
العشرين السنة الماضية لوحظ أن البنك يلعب دورا مهما في مجال التمويل التعاوني
بين الدول أو بين المنظمات الدولية والدول المستفيدة.
المبحث الثاني :النظام المالي الدولي
الفرع األول :البنك الدولي لإلنشاء والتعمير :الهيكل التنظيمي والموارد
الفقرة األول :الهيكل التنظيمي
أ) مجلس المحافظين :ويتشكل من مندوبي الدول األعضاء ،وتقوم كل دولة بتعيين محافظ
ونائب له ،ويعتبر السلطة العليا في البنك الدولي ،وتتركز في يده كل سلطاته.
وإن كان من المالحظ أن المجلس قد فوض عمليا المديرين التنفيذيين للبنك في مباشرة
كل سلطاته المتعلقة بتصريف الشؤون العامة للبنك ،وذلك باستثناء تلك المسائل التي
ينص النظام األساسي للبنك على ضرورة احتفاظ المجلس بها لنفسه مثل قبول
األعضاء الجدد أو زيادة رأس المال ،ويجتمع المجلس عادة مرة كل سنة.
ب) المديرون التنفيذيون :وعددهم 25مديرا ،يتم تعيين خمسة من المديرين التنفيذيين
من قبل البلدان الخمسة األعضاء التي تملك أكبر عدد من أسهم رأس المال (حاليا:
الواليات المتحدة واليابان وألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة) .كما تختار الصين
واالتحاد الروسي والمملكة العربية السعودية مديرا تنفيذيا ممثال لكل منها.
المبحث الثاني :النظام المالي الدولي
• أما الستة عشر اآلخرين فيجري انتخابهم عن طريق المحافظين الممثلين لألعضاء
الباقين ،ويالحظ أن التصويت في مجلس المحافظين أو المديرين التنفيذيين يتم وفقا
لنظام التصويت المرتبط بمدى المساهمة في رأس مال البنك ،بمعنى أن لكل دولة
250صوتا مضاف إليها صوت واحد عن كل سهم من حصة الدولة.
ج) الرئيس :ويتم انتخابه بواسطة مجلس المديرين التنفيذيين لمدة خمس سنوات قابلة
للتجديد ،وهو يرأس بحكم منصبه المجلس المذكور وهيئة موظفي البنك ،والرئيس ال
يملك حق التصويت داخل المجلس إال للترجيح في حالة تساوي األصوات ،كما أن له
حق حضور جلسات مجلس المحافظين ،ولكن بدون االشتراك في التصويت ،ويعتبر
الرئيس مسؤوال عن سير العمل داخل البنك ،ويعاونه في ذلك عدد من الموظفين الذي
يعملون تحت رئاسته.
وقد جرت العادة أن يكون رئيس البنك من مواطني أكبر المساهمين في البنك الدولي ،أي
الواليات المتحدة األمريكية ،حيث يقوم المدير التنفيذي الممثل لها بترشيحه.
د) الموظفين :يعمل بالبنك ما يزيد على 9300بما في ذلك خبراء االقتصاد والتربويون
وعلماء البيئة والمحللين الماليين والعلماء ينتمي هؤالء إلى نحو 16بلد ،ويعمل ما
يزيد عن 3000شخص بالمكاتب القطرية.
الهيكل التنظيمي للبنك الدولي إلى غاية 20سبتمبر 2020
المبحث الثاني :النظام المالي الدولي
الفقرة الثانية :موارد البنك
• تأتي موارد البنك معظمها من الدول المتقدمة لكنه يجمع األموال أيضا عن طريق:
▪ حساب االكتتاب للدول األعضاء في رأسمال البنك :هو اشتراكات الحصص (رأس
المال) التي تسددها البلدان عند االنضمام إلى عضوية البنك ،ورأسمال البنك مقسم إلى
أسهم يحدد لكل دولة نصيب منها أو حصة على أساس قريب من توزيع حصص
صندوق النقد الدولي.
تقسم حصة كل عضو إلى ثالثة أجزاء:
أ) ٪ 2من الحصة تدفع للبنك مباشرة ذهبا أو دوالرات أمريكية ،وهذه تكون قابلة
لالقتراض؛
ب) ٪ 18من الحصة تدفع في شكل عموالت محلية للدولة العضو وهذه ال تكون قابلة
لالقتراض إال بموافقة العضو؛
ج) ٪ 80من الحصة الباقي ال يكون قابال لالقتراض ،وإنما يخصص لضمان التزامات
البنك نفسه وما يضمنه من قروض.
المبحث الثاني :النظام المالي الدولي
▪ االقتراض :من الواضح أن الجزء المخصص من رأسمال البنك لالقتراض جزء
صغير ،ولذلك فإن البنك يعتمد بصفة أساسية على االقتراض أو على ضمان قروض
الدول لتمويل العمليات التي يساهم فيها ،فالبنك قد يتدخل ضمانا للدولة الراغبة في
االقتراض من سوق رأسمال ،ومن الواضح أن هذه الضمان يسهل على هذه الدول
الحصول على القروض.
تتضمن القروض التي يحصل عليها البنك من األسواق المالية في أوروبا والواليات
المتحدة األمريكية واليابان إلى جانب القروض من البنوك المركزية والمؤسسات
الحكومية المختلفة بأسعار السوق ،وقد كان البنك يعتمد في سنواته األولى على
السوق المالية للواليات المتحدة األمريكية لتدبير األموال الالزمة لتمويل نشاطه،
ولكنه تحول بعد ذلك إلى األسواق المالية األخرى بعد تزايد عجز الميزان الحسابي
األمريكي.
الفائض :ويجتمع لدى البنك نتيجة لما يحصل عليه من عموالت على ما يقدمه أو يضمنه
من قروض بمعدالت تتراوح ما بين %1إلى %1,5من قيمة القروض ،وكذلك من
فوائد القروض التي يمنحها والتي تتراوح ما بين %3,5و %5سنويا بحسب مدة
القرض.
المبحث الثاني :النظام المالي الدولي
المطلب األول :المؤسسات المساعدة للبنك في إطار مجموعة البنك الدولي
وتطور سياساته
في هذا المطلب سنتطرق للمؤسسات المساعدة البنك الدولي ألداء مهامه على المستوى
الدولي (الفرع األول) ،تم في (الفرع الثاني) سنعالج أهم التطورات التي عرفتها
سياسات البنك الدولي ،وما هي االنتقادات الموجهة لهذه السياسات.
تم إحداث المؤسسة الدولية للتنمية ( ) IDAفي العام ،1960والخلفية األساسية التي أدت
إلى إنشاء هذه المؤسسة هي″ :التصدي لمطلب بلدان العالم الثالث بإيجاد وكالة أكثر
راديكالية لتقديم القروض الميسرة أو المنح تحت إشراف منظمة األمم المتحدة ،وهو
مطلب كان الحافز عليه بدرجة كبيرة االستياء من سياسات اإلقراض المحافظة التي
ينتهجها البنك الدولي لإلنشاء والتعمير‶.
المبحث الثاني :النظام المالي الدولي
• لكن المؤسسة الدولية للتنمية تصر على أن وظيفتها األساسية هي ″:تخفيض الفقر
عن طريق منح القروض والمنح للبرامج التي تعزز النمو االقتصادي ،وتساهم في الحد
من الفوارق ،وتحسين األوضاع المعيشية‶.
• تعمل مساهمات المؤسسة اإلنمائية الدولية على تمكين البنك الدولي من توفير 6- 9
مليار دوالر سنويا في شكل تمويل بشروط ميسرة للبلدان الـ 81التي تعتبر أشد بلدان
العالم فقرا ،والتي يعيش معظم أفرادها على أقل من دوالرين في اليوم الواحد.
• وتعد ائتمانات المؤسسة معفاة الفائدة مصدرا حيويا للتمويل ألن هذه البلدان تملك قدرة
محدودة أو ال تملك القدرة من األساس على االقتراض بشروط السوق القائمة.
تم إحداث الشركة المالية الدولية في العام ،1956وهي جزء أساسي من مجموعة البنك
الدولي ،مهمتها األساسية هي تقديم القروض للقطاع الخاص.
تقدم قروضا طويلة األجل تتراوح مدتها ما بين 15- 5سنة وضمانات وخدمات إلدارة
المخاطر وخدمات استشارية للمتعاملين معها.
المبحث الثاني :النظام المالي الدولي
الفقرة الثالثة :الوكالة المتعددة األطراف بشأن ضمان االستثمارات () MIGA
الوكالة المتعددة األطراف بشأن ضمان االستثمارات هي مؤسسة خاصة تابعة للبنك
الدولي .مهمتها األساسية هي تشجيع االستثمارات الخاصة المنتجة وذلك عن طريق
توفير تغطية مخاطر بفضل الضمانات التي تتوفر عليها.
ويعود السبب في إنشائها إلى تفجر أزمة الديون الخارجية للدول النامية في مطلع
الثمانينات وانخفاض وثيرة تدفق األموال إلى الدول النامية.
تساعد الوكالة الدولية لضمان االستثمار على تشجيع االستثمار األجنبي المباشر في
البلدان النامية عن طريق تقديم ضمانات للمستثمرين ضد المخاطر غير التجارية ،مثل
مصادرة الملكية وعدم قابلية تحويل العملة المحلية وقيود تحويل األموال والحروب
واالضطرابات األهلية ومخاطر خرق العقود.
المبحث الثاني :النظام المالي الدولي
الفقرة الرابعة :المركز الدولي لفض المنازعات المتعلقة باالستثمار () ICSID
المركز الدولي لفض المنازعات المتعلقة باالستثمار هو مؤسسة تابعة للبنك الدولي،
تأسس في العام 1966من أجل فض المنازعات القانونية االستثمارية بين
المستثمرين األجانب من جهة ،والدول المضيفة لهم من جهة ثانية.
ومن الشروط تدخل هذا المركز في فض النزاع أن يشير العقد بين الطرفين إلى قبول
تسوية المركز الدولي لفض المنازعات المتعلقة باالستثمار.
وعندما يتفق الطرفان للخضوع لتسوية المركز الدولي لفض المنازعات المتعلقة
باالستثمار في حالة نشوب نزاع بينهما ،فال يجوز ألحد األطراف أن يسحب الموافقة
بإرادته المنفردة.
المبحث الثاني :النظام المالي الدولي
الفرع األول :تطور سياسات البنك الدولي وأهم االنتقادات الموجهة إليها
• فلم يقتصر البنك على تمويل المشروعات الكبرى للبنية األساسية المادية مثل محطات
توليد الكهرباء ،والطرق ،وشبكات المياه والصرف ،بل اتجه أيضا إلى تمويل
المشروعات الصحية والتعليمية ومشروعات التنمية الريفية.
• وقد ارتبط هذا التغير في اهتمامات البنك بتطوير مقابل في مفهوم البنك للتنمية ،ففي
الفترة األولى التي سادت فيها مفاهيم النمو االقتصادي المرتبط بمعدل الدخل الفردي،
كان التركيز متجها إلى المشروعات االقتصادية ذات العائد االقتصادي على نمو الناتج
القومي.
• وفي مرحلة تالية دخل على مفهوم التنمية تطور مهم ،وذلك بإعطاء مزيد من االهتمام
لرأس المال البشري ،إلى جانب رأس المال المادي ،وكان عدد من الكتاب وعلى
رأسهم شولتز ( ،) Schultzقد أشاروا في بداية ستينيات القرن الماضي ،إلى أهمية
االستثمار في اإلنسان ،وخاصة في مجاالت التعليم والصحة وتنظيم األسرة.
المبحث الثاني :النظام المالي الدولي
كذلك عاصر مفهوم التنمية في هذه المرحلة بداية االهتمام بقضايا التوزيع ،فقد يزيد •
معدل النمو بشكل عام ،ومع ذلك يزداد االختالل في توزيع الثروة والدخل ،وبالتالي
يكون نمو االقتصاد القومي مصحوبا بتزايد فئات المهمشين في االقتصاد.
لذلك توجه سياسات البنك خالل هذه المرحلة بإعطاء وزن أكبر للتوازن في النمو بين •
المناطق الريفية والحضرية ،وبين االهتمام بالمشروعات الكبرى وخلق البيئة
المناسبة للمشروعات الصغيرة والمتوسطة.
ومع بداية ثمانينيات القرن الماضي اتجهت مشروعات البنك الدولي إلى ما عرف •
ببرامج التكيف الهيكلي ،وهو ما بدأ يخرج من مجرد تمويل مشروعات محددة إلى
نوع من التمويل البرامجي ،حيث يمول البنك قيام الدولة بسياسات معينة ،قد تكون
سياسة إعادة هيكلة االقتصاد أو االنتقال إلى القطاع الخاص وتخصيص بعض
المشروعات العامة.
فمع تفاقم أزمة المديونية للدول النامية خالل ثمانينيات القرن الماضي ،بدأت برامج •
البنك الدولي تتجه إلى ما عرف ببرامج التكيف الهيكلي ،واستكمال سياسات التثبيت
النقدي التي يقترحها صندوق النقد الدولي.
المبحث الثاني :النظام المالي الدولي
• وهكذا بدأ كل من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي يعمالن في تعاون ،بشكل ما،
لمواجهة أوضاع الدول النامية ،حيث يقدم صندوق النقد الدولي برامج للتثبيت النقدي
تعتمد على إعادة التوازن في الكميات االقتصادية الكلية ،وهي أمور تتحدد عادة
بمؤشرات ثالثة :مواجهة عجز الموازنة ،تحديد أسعار الصرف الواقعية ،واألخذ
بأسعار الفائدة الحقيقية.
• لكن لوحظ أن هذه البرامج وحدها غير كافية على رغم أنها أساسية ألي إصالح
اقتصادي .ومن هنا تأتي برامج البنك الدولي (وهي في العادة برامج أطول مدة)،
نظرا إلى أن تعديل عالقات اإلنتاج وتنظيم االقتصاد يحتاج إلى وقت طويل قبل أن
تظهر ثماره.
• كذلك نشير إلى إن توجهات البنك الدولي في قضايا التنمية كثيرا ما تصطدم
باالعتبارات السياسية للدول المتلقية (فساد النظم السياسية) ورغبة من البنك الدولي
في طرح هذه القضايا دون التعرض مباشرة لألمور السياسية ،فقد سك تعبيرا جديدا
لمناقشة هذه األمور هو تعبير ″الحكم الصالح‶ ،ويقصد به كل أساليب استخدام
السلطة سواء من الحكومات أو من إدارات الحكم المحلي ،أو في إدارة المشروعات أو
غير ذلك من الميادين .ومن هنا جاءت صيحة البنك الدولي في 1989بأن أزمة
إفريقيا هي أزمة في الحكم الصالح.
المبحث الثاني :النظام المالي الدولي
• ومع توسع مفهوم التنمية ،بدأ اإلدراك بأن الدولة لم تعد هي الالعب الرئيسي ،وال
الوحيد في الساحة ،وأن هناك مجال ألدوار أخرى للقطاع الخاص ومؤسسات
المجتمع المدني .وقد صاحب ذلك ما أصاب االشتراكية والتنمية من أزمات أوضحت
فشل االعتماد الكامل على الدولة كالعب واحد ،ومن هنا جاءت أهمية تدعيم نشاط
القطاع الخاص وقطاع المجتمع المدني في عملية التنمية االقتصادية واالجتماعية.
• ولعل من المفيد أن نسجل تطور نظرة البنك الدولي لنفسه كمؤسسة تمويلية تقدم
القروض للدول النامية ،بقدر ما ينصب إلى تحويل البنك الدولي إلى مركز للمعرفة
والخبرة التي توضع تحت تصرف الدول النامية .فما يقدمه البنك من توجهات
للسياسات االقتصادية يجاوز بكثير حجم التمويل الذي يضعه تحت تصرف الدول.
المبحث الثاني :النظام المالي الدولي
الفقرة الثانية :أهم االنتقادات الموجهة لسياسات البنك الدولي
من أهم االنتقادات التي تم توجهها ضد سياسات البنك الدولي تتجلى في:
❑ تطبيق نفس البرامج والسياسات على جميع الدول دون اعتبار للخصوصيات
كل دولة على حدى.
❑ ازدواجية التعامل مع الدول األعضاء ،ولقد تجلى ذلك مثال في تصميم وتنفيذ
مشروعات بعينها تخدم مصالح الشركات الكبرى ،دون اعتبار للنتائج
االجتماعية لهذه المشروعات مثال (كمشروع أنابيب النفط تشاد -الكاميرون).
المبحث الثاني :النظام المالي الدولي
❑ بالرغم من كون اتفاقية البنك تقضي بكون االعتبارات االقتصادية وحدها هي التي
تحكم قراراته في ما يتعلق بتمويل المشروعات اإلنتاجية في دول العالم النامي ،فإن
البنك يميل إلى التصرف في هذا اإلطار وفقا لرغبات بعض الدول األعضاء التي
تتحكم في قراراته لما تملكه من نسبة كبيرة من مجموع أصواته ،وال أدل على ذلك
من الخطر الكامن وراء تصرفات البنك ،حيث أن الواليات المتحدة والمملكة المتحدة
وفرنسا وألمانيا تمتلك ما يقرب %54من مجموع األصوات.
الفصل الثاني :النظام التجاري الدولي
• تتعلق التجارة الدولية بالقواعد المنظمة النتقال وتبادل السلع والخدمات فيما بين
الدول وفي نطاق األقاليم الجمركية والمناطق التجارية واإلقليمية.
• إن اإلشكالية القانونية للتبادل التجاري الدولي موجودة منذ أقدم العصور بين المدن
اليونانية وشعوب البحر األبيض المتوسط .وقد عرفت التجارة الدولية تطورا تاريخيا
مهما إال أن أكبر تطور عرفته منذ الحرب العالمية الثانية هو إنشاء منظمة التجارة
العالمية في 1يناير ،1995غير أن النظام الدولي التجاري استغرق تطوره تقريبا
نصف قرن حتى أستقر على إنشاء هذه المنظمة في أخر المطاف.
• فبعد الحرب العالمية الثانية ،وتوقيع اتفاقية بريتون ووز ،كان من الواضح اتجاه
الدول الكبرى نحو تأسيس النظام الدولي االقتصادي على قواعد اقتصاديات السوق،
وكان تحرير التجارة من العقبات الجمركية ،هو الهدف من وراء إنشاء االتفاقية
العامة للتعريفات الجمركية والتجارة (كات General Agreement on ،) GATT
Tariffs and Tradeالتي أصبحت فيما بعد منظمة التجارة العالمية ،التي تمثل الضلع
الثالث لمثلث السيطرة الرأسمالية ،بعد البنك الدولي وصندوق النقد الدولي.
الفصل الثاني :النظام التجاري الدولي
• وتهتم منظمة التجارة العالمية بالقواعد التي تنظم التجارة بين الدول على المستوى
العالمي أو شبه العالمي .غير أن هذا ليس هو كل شيء ،إذ هناك من الطرق للنظر
إلى المنظمة العالمية للتجارة ،فهي تعمل على تحرير التجارة ،وهي إطار تتفاوض
فيه الدول بشأن االتفاقيات التجارية ،وهي المكان الذي تفصل فيه خالفتها التجارية،
كما تدير المنظمة نظاما من القواعد التجارية.
• فالمنظمة العالمية للتجارة هي قبل كل شيء إطار للتفاوض ،فهي المكان الذي تلجأ
إليه الدول األعضاء لمحاولة حل المشاكل التجارية الموجودة بينها ،وتكمن المرحلة
األولى في التشاور ،في كون المنظمة هي ثمرة للمفاوضات ،وكل ما تقوم به هو
نتيجة للمفاوضات.
• وهي أيضا مجموع القواعد القانونية األساسية للتجارة الدولية ،فهي باألساس عقود
مادام أن الحكومات تلتزم بالحفاظ على سياسياتها التجارية داخل الحدود المتفق
عليها.
الفصل الثاني :النظام التجاري الدولي
• إن الهدف األساسي للمنظمة هو المساهمة في تشجيع أكثر ما يمكن حرية المبادالت،
مع تجنب اآلثار الجانبية غير المرغوب فيها ،ألن ذلك مهم بالنسبة للتنمية
االقتصادية ،ويتعلق األمر بإلغاء الحواجز وإعالم الخواص والمقاوالت والسلطات
العمومية بالقواعد التجارية الجاري بها العمل في العالم وطمأنتهم بأن ال يكون هناك
أي تغيير مفاجئ في السياسات المطبقة .وبعبارة أخرى فإن القواعد يجب أن تكون
شفافة.
• كما تساعد المنظمة على حل الخالفات ،وهذا هو الجناح الثالث من القواعد المنظمة
للتجارة الدولية ،ألنه غالبا ما ينجم عن العالقات التجارية مصالح متناقضة ،وغالبا
ما تكون االتفاقيات بما في ذلك حتى تلك المتفاوض بشأنها في حاجة إلى تفسير.
وأحسن طريقة لحل هذه النزاعات هو اللجوء إلى مسطرة محايدة على أساس قانوني
متفق عليه ،وهذا هو هدف الجهاز المكلف بحل الخالفات المعلن عنه في اتفاقيات
المنظمة العالمية للتجارة .كما تم وضع عدد من التدابير والعقوبات لضمان أمن
المشاركين واحترام تلك القواعد.
الفصل الثالث :النظام التجاري الدولي
• وبناء على كل ما سبق سنحاول في هذا الفصل لإلجابة عن التساؤالت
التالية:
إلجابة عن هذه التساؤالت سنعمل على تقسيم هذا الفصل إلى مبحثين
أساسين :في (المبحث األول) سنتناول نشأة االتفاقية العامة للتعريفات
الجمركية والتجارة (الكات) والتحول إلى منظمة التجارة العالمية ،أما في
(المبحث الثاني) سنتطرق للقواعد المنظمة للتجارة الدولية وجزاءات
عدم احترامها.
المبحث األول :من الكات إلى منظمة التجارة العالمية
• حتى تاريخ إعالن تأسيس منظمة التجارة العالمية كانت االتفاقية العامة للتعريفات
الجمركية والتجارة (الكات ) 1947هي اتفاقية التجارة العالمية الوحيدة ،وخالل
الفترة بين 1947و 1994نظمت ثماني جوالت لالتفاقيات التجارية متعددة
األطراف.
• وتعد الجولة األخيرة (أورغواي ) 1994- 1986أهم وأعقد وأطول الجوالت بسبب
ازدهار العالقات االقتصادية العالمية بدرجة كبيرة جدا ،إذ تزايدت الصادرات السلعية
واتسعت حركات رؤوس األموال وحدث تقدم تكنولوجي هائل وسريع في ميدان انتقال
وتبادل المعلومات.
• أضف إلى ذلك أن التنظيم التجاري العالمي الجديد لم يعد يقتصر على السلع بل أصبح
يشمل أيضا الخدمات التي باتت تشكل خمس المبادالت العالمية ،وكذلك حقوق الملكية
الفكرية المتصلة بالتجارة .كما تمخض عن هذه الجولة ظهور منظمة التجارة العالمية
التي أصبحت اإلطار الوحيد لتنفيذ النظام التجاري القائم على االتفاقيات متعددة
األطراف ( 29اتفاقية).
المبحث األول :من الكات إلى منظمة التجارة العالمية
• وعليه سنتناول االتفاقية العامة للتعريفات الجمركية والتجارة (الكات) والتطور نح و إنشاء
منظمة التجارة العالمية (المطلب األول) بينما نتطرق في (المطلب الثاني) للهيكل التنظيمي
لمنظمة التجارة العالمية.
المطلب األول :اتفاقية الكات والتطور نحو منظمة التجارة العالمية () WTO
وكان الهدف من هذه االتفاقية هو وضع قواعد عامة لتحرير التجارة الدولية وإزالة الحواجز
الجمركية وغير الجمركية التي تحد من حركتها .وقد عرفت هذه االتفاقية تطورات مهمة عبر
سلسلة من الجوالت والمؤتمرات كان أخرها جولة األوروغواي في عام 1994التي أسفرت
عن إنشاء منظمة التجارة العالمية التي أصبحت األداة الرئيسية لتنظيم التجارة الدولة.
المبحث األول :من الكات إلى منظمة التجارة العالمية
• الفقرة األول :نشأة الكات
• كما وضحنا سابقا شهد النظام االقتصادي في الفترة التي تلت نهاية الحرب العالمية
الثانية اختالال شديدا ،حيث خرجت معظم دول العالم من الحرب وهي تعاني من
أزمات اقتصادية شديدة ولم ينج من هذا المصير المظلم إال الواليات المتحدة
األمريكية ،التي تفوقت على بقية دول العالم اقتصاديا ومال الميزان التجاري مع
العالم لصالحها ،وانتشرت الحروب التجارية وقضايا االحتكار والتحالفات ،وهي
المظاهر التي هددت بإشاعة نوع من الفوضى الشاملة في العالم.
• ونتيجة لهذا اتفقت دول العالم على إقامة نظام اقتصادي عالمي جديد يقوم على ثالثة
ركائز أساسية:
• حرية انتقال رؤوس األموال وتوفير مناخ مناسب لالستثمار العالمي من ناحية ثانية؛
وفيما يتعلق بالضلع الثالث من النظام االقتصادي العالمي –الذي يتمثل في ضمان حرية
التجارة العالمية -فقد انعقد مؤتمر هافانا عام 1947وصدر عنه ما يعرف بميثاق
هافانا ،لتأكيد مبدأ حرية التجارة وإنشاء منظمة التجارة العالمية.
وشارك أكثر من 50دولة في المفاوضات الهادفة إل إنشاء منظمة دولية للتجارة .لقد
كان مشروع ميثاق هذه األخيرة طموحا جدا ،فباإلضافة إلى مجاالت التجارة الدولية
كان يتضمن قواعد تخص العمل واتفاقية تخص المنتوجات والممارسات التجارية
التقييدية واالستثمارات الدولية والخدمات.
غير أن هذا الميثاق لم ير النور بعد رفض الواليات المتحدة األمريكية التصديق عليه.
ورأت الدول أن تضع آلية جديدة ،مؤقتة ،لضمان تنفيذ وحماية التنازالت التي تم
االتفاق عليها في هذا االجتماع.
المبحث األول :من الكات إلى منظمة التجارة العالمية
• ولذلك فقد اقتطع من هذا الميثاق الفصل الخاص بالسياسة التجارية ،مع تحويله ،بعد
إدخال بعض التعديالت الطفيفة ،إلى االتفاقية العامة للتعريفات الجمركية والتجارة.
ووضعت هذه االتفاقية في شكل بروتوكول مؤقت لوضع هذه الترتيبات موضع
التنفيذ .تم التوقيع عليه في 30أكتوبر 1947من طرف 23دولة ،ودخل حيز
التنفيذ في 01يناير . 1948
• وهكذا حلت االتفاقية العامة للتعريفات الجمركية والتجارة التي أطلق عليها أسم الكات
مؤقتا محل منظمة التجارة العالمية منذ 1947حتى عام . 1995
• وقد نصت إحدى مقتضيات االتفاقية العامة حول التعريفات الجمركية والتجارة على
وجوب أن تقبل هذه الدول ببعض القواعد التي يتضمنها المشروع والعمل بها فورا
وبصفة مؤقتة لحماية االلتزامات الجمركية التي تم التفاوض بشأنها.
❑ في الجولة األولى التي عقدت في جنيف سنة 1947تم تخفيض 45ألف تعريفة
جمركية تشمل قيمتها 10مليارات دوالر وتشكل %50من مجموع التجارة الدولية.
المبحث األول :من الكات إلى منظمة التجارة العالمية
❑ في الجولة الثانية التي عقدت في فرنسا سنة 1949تم االتفاق على تخفيض خمسة
أالف تعريفة جمركية على السلع الصناعية.
❑ في الجولة الثالثة التي عقدت في انجلترا بين 1951- 1950تم تخفيض 800
تعريفة جمركية بما يعادل %55من مستوى التعريفة لسنة . 1948
❑ في الجولة الرابعة التي عقدت في جنيف سنة 1956تم تخفيض التعريفة الجمركية
لسلع صناعية تبلغ قيمتها ما يعادل 2.5مليار دوالر.
❑ في الجولة الخامسة عام 1960في جنيف أيضا تم تخفيض التعريفة الجمركية لسلع
صناعية قيمتها 4.9مليار دوالر.
❑ الجولة السادسة المعروفة بجولة كنيدي ( ) 1967- 1964تمخض عنها اتفاق الكات
لمكافحة اإلغراق .ورغم االتفاق خالل هذه الجولة على تخفيض التعريفات بنسبة
%30تدريجيا خالل خمس سنوات لسلع صناعية تبلغ قيمتها 40مليار دوالر،لكنها
فشلت في االتفاق على القضايا الزراعية في أول محاولة للتفاوض على التدابير غير
الجمركية.
المبحث األول :من الكات إلى منظمة التجارة العالمية
❑ الجولة السابعة جولة طوكيو ( ،) 1979- 1973تعتبر جولة طوكيو محاولة جادة
لتوسيع وتحسين نظام الكات ،فقد صاغت أول مجموعة مبادئ غير جمركية إلدارة
تقديم الدعم والرسوم التعويضية والمشتريات الحكومية والتقييم الجمركي وتراخيص
االستيراد ورسوم مكافحة اإلغراق والطيران المدني ومنتجات األلبان واللحوم.
❑ الجولة الثامنة جولة األرغواي ( ) 1994- 1986تعتبر أهم الجوالت وأكثرها طموحا
إذ دشنت وألول مرة التفاوض حول السلع الزراعية ،وأدخلت قطاع الخدمات،
وتحرير انتقال رؤوس األموال من دولة إلى أخرى ،وحماية الملكية الفكرية ،كما
أنها اختلفت عن سابقتها في أن النتائج يجب قبولها ككل أو رفضها ككل وال مجال
للقبول الجزئي فيها.
وبعد مفاوضات دامت سبع سنوات وقع ممثلو 117دولة في مراكش وبالتحديد في
15/04/1994اتفاقا عالميا للتجارة أصبح يعرف باتفاق مراكش ،كما تم اإلعالن
عن إنشاء منظمة التجارة العالمية للتجارة التي بدأت أعمالها في 01/12/1995
لتحل محل اتفاقية الكات.
المبحث األول :من الكات إلى منظمة التجارة العالمية
الفقرة الثانية :انهاء االتفاقية العامة للتعريفات الجمركية والتجارة
لقد كانت الكات جهاز مؤقتا ،غير أنه دام حوالي نصف قرن ،فمن 1948إلى 1994
شكلت االتفاقية العامة للتعريفات الجمركية والتجارة القواعد المنظمة لجزء كبير من
التجارة الدولية ،وخالل هذه المرحلة سجلت التجارة الدولية أحد النسب األكثر
ارتفاعا.
ورغم طابعها المؤقت ومجال عملها المحدود ،فقد نجحت الكات خالل 47سنة في
تشجيع وضمان تحرير جزء كبير من التجارة الدولية ،فقد ساهم التخفيض المستمر
للرسوم الجمركية وحده في تطوير كبير للمبادالت التجارية.
غير أنه لم يكن كل شيء كامال ،فمع الوقت طرحت مشاكل جديدة ،فقد دفع التخفيض
المهم للرسوم الجمركية الذي تم الحصول عليه في إطار الكات والذي اقترن بركود
اقتصادي في السبعينيات وبداية ثمانينيات القرن الماضي إلى وضع أشكال حمائية
أخر بالنسبة للقطاعات المعرضة للمنافسة األجنبية الحادة.
فقد توجهت الحكومات إلى إجراء مفاوضات بشأن اتفاقيات ثنائية القتسام األسواق مع
المنافسين ،والدخول في سباق نحو تقديم الدعم والمساعدات للحفاظ على مكانته في
سوق المنتجات الفالحية.
المبحث األول :من الكات إلى منظمة التجارة العالمية
• غير أن التجاهل األشد لروح اتفاقية الكات إن لم يكن لنصها ،فهو ما لجأت إليه الدول
الصناعية ،وخاصة الواليات المتحدة األمريكية ،فيما عرف ″باإلجراءات الرمادية‶.
ومن أشهر هذه اإلجراءات ما أطلق «عليه التقييد االختياري».
• فبدال من أن تفرض دولة ما قيودا كمية على وارداتها من دولة أخر ،وفي ذلك مخالفة
صريحة لنصوص اتفاقية الكات ،فإنها تتفق مع هذه الدول على أن تقبل ″باختيارها‶
تقييد صادراتها لها.
وفي هذا اإلطار سجلت سكرتارية الجات في 1989عدد الحاالت التي تم فيها االتفاق •
على نوع من هذا ″التقييد االختياري‶ للصادرات فبلغ حوالي 236حالة منها:
127حالة رتبتها المجموعة األوروبية؛ •
97حالة للواليات المتحدة األمريكية على حرية التجارة؛ •
12حالة لليابان؛ •
12حالة لكندا؛ •
6حاالت للسويد. •
المبحث األول :من الكات إلى منظمة التجارة العالمية
• وهكذا فقد كانت هذه الدول الصناعية هي أكثر من التجأ إلى هذه اإلجراءات الرمادية،
مما أدى إل فقدان الكات لمصداقيتها وفعاليتها.
• ولم يكن المشكل ينحصر في تدهور المناخ السياسي التجاري ،ففي بداية ثمانينيات
القرن الماضي ظهر بجالء أن قواعد الكات غير كافية .كما أن في المجال الفالحي مثال
تم استغالل ثغرات النظام المتعدد األطراف ولم تؤد جهود التحرير إال إلى نتائج
ضعيفة ...كما كانت البنية المؤسسية للكات ونظامها المتعلق بحل الخالفات مصدر قلق
كبير.
• وقد جعلت كل هذه المعطيات المقترنة بعوامل أخرى أعضاء الكات يقتنعون بأنه قد
أصبح من الضروري القيام بمراجعة عميقة للنظام المتعدد األطراف المنظم للتجارة
الدولية وبذل جهد جديد لتدعيم وتوسيع النظام المتعدد األطراف .وقد تجسد هذا
المجهود بواسطة جولة األوروغواي ،وإعالن مراكش وإنشاء منظمة التجارة العالمية.
المبحث األول :من الكات إلى منظمة التجارة العالمية
المطلب الثاني :منظمة التجارة العالمية () WTO
• يأتي إنشاء منظمة التجارة العالمية في ضوء استكمال النظام االقتصادي الدولي ألركانه
الرئيسية ،فهي الركن الثالث من أركان هذا النظام إلى جانب صندوق النقد الدولي والبنك
الدولي ،فهم يعملون على إقرار وتحديد معالم النظام االقتصادي الذي أصبح يتميز بوحدة
السوق العالمية ويخضع إلدارة وإشراف مؤسسات اقتصادية عالمية تعمل بصورة متناسقة،
لها صفة اإللزام ألعضائها فيما تم االتفاق عليه ،وتملك فرض عقوبات كانت تعجز ع ن
فرضها الكات.
• وتقوم هذه المنظمة على أسس أهمها مبدأ الدولة األكثر رعاية ،ومبدأ الحماية من خالل
التعريفة الجمركية ،ومبدأ االلتزام بالتعريفات الجمركية وإعطاء امتيازات للدول النامية،
ومبدأ المشاورات والمفاوضات التجارية.
• تم التوقيع في مراكش بتاريخ 15أبريل 1994على اتفاقية إنشاء منظمة التجارة العالمية
في ختام مفاوضات أوروغواي بواسطة 122دولة (دخلت حيز النفاذ اعتبارا من أول يناير
.) 1995والتي حددت الوثيقة الختامية لهذه الجولة نطاق عمل المنظمة ،ومهامها ،وهيكلها
التنظيمي ،وعالقتها بالمنظمات األخرى ،وطرق اكتساب العضوية .فما هي أجهزتها المسيرة،
وما هي شروط العضوية فيها؟
المبحث األول :من الكات إلى منظمة التجارة العالمية
الفرع األول :الهيكل التنظيمي لمنظمة التجارة العالمية
تتميز الهيكلة التنظيمية لمنظمة التجارة العالمية بتعدد األجهزة وتنوع اختصاصاتها،
وكان غرض واضعي اتفاقية مراكش من هذه الهيكلة تحقيق السرعة والفعالية في
اتخاذ القرارات .وتتضمن هذه الهيكلة ،أجهزة أساسية تشمل اختصاصاتها جميع
االتفاقيات ،وأجهزة فرعية متخصصة تتكفل بتنظيم مجال معين من مجاالت التجارة
الدولية
الفقرة األولى :األجهزة األساسية
وهي تلك األجهزة التي نصت عليها اتفاقية مراكش ،وتشمل المؤتمر الوزاري ،المجلس
العام ،األمانة العامة ،وجهاز تسوية المنازعات ،وآلية مراجعة سياسات التجارة.
أ) المؤتمر الوزاري :يتألف من وزراء التجارة للدول األعضاء بمنظمة التجارة العالمية،
ويعتبر رأس السلطة في المنظمة .ويجتمع المؤتمر الوزاري مرة كل عامين على
األقل.
وتتعدد مسؤوليات هذا المؤتمر الوزاري على النحو التالي:
اختصاصات المؤتمر
الوزاري
تفسير االتفاقيات الخاصة بالمنظمة: تعيين مدير عام المنظمة وتحديد إنشاء اللجان الفرعية والداخلية:
يكون للمؤتمر الوزاري والمجلس صالحياته :ويعتمد األنظمة التي ▪ لجنة التجارة والتنمية
العام دون غيرهما سلطة اعتماد
تحدد سلطاته وواجباته وشروط ▪ لجنة لقيود ميزان المدفوعات
تفسيرات االتفاقيات التجارية
المتعددة األطراف.
.خدمته وفترة شغل المنصب ▪ لجنة للميزانية والمالية واإلدارة.
oاختصاص قضائي :حيث يمكن للمجلس أيضا القيام بمسؤوليات جهاز تسوية
المنازعات متى يكون ذلك مناسبا.
كما يقوم المجلس باإلشراف العام على المجالس النوعية كمجلس التجارة في السلع،
مجلس التجارة في الخدمات ،ومجلس حقوق الملكية الفكرية واإلطالع على أنشطة
مختلفة األجهزة ،كما ينفرد المجلس بصالحية إقامة التعاون مع كل المنظمات الدولية
من أجل تحقيق التناسق في وضع السياسة االقتصادية العالمية.
المبحث األول :من الكات إلى منظمة التجارة العالمية
ج) األمانة العامة :ينشؤها المؤتمر الوزاري ويقوم بتعيين مدير عام يرأسها ،كما يقوم
هذا األخير بتعيين موظفي األمانة وفقا للقواعد التي يعتمدها المؤتمر الوزاري ،وتقوم
األمانة العامة بالمهام اإلدارية المتمثلة في الشؤون المالية ومسائل الميزانية ،واألهم
من ذلك مساعدة األعضاء في تسوية المنازعات ومساعدة فرق التحكيم في الجوانب
القانونية واإلجرائية لألمور المعروضة.
د) جهاز تسوية النزاعات :كانت األحكام التي تضمنتها الكات 1947بخصوص حل
النزاعات التجارية الدولية تتسم بالقصور وعدم الفعالية بسبب غياب الهيئة المؤسسة
المكلفة باإلشراف على تنفيذها ،كما أنها لم تكن ملزمة بشكل كاف .فقبل ظهور منظمة
التجارة العالمية سادت الفوضى في العالقات التجارية الدولية حيث كانت الدول تتبادل
العقوبات التجارية فيما بينها وفقا للقوانين التجارية المحلية لكل منها.
لذلك جاء نظام المنازعات في منظمة التجارة الدولية ليمثل عنصرا أساسيا لصيانة
حقوق األعضاء ،فالمنظمة تسعى للبحث عن إمكانيات الحلول الودية قبل عرض
النزاع على جهاز حل الخالفات بغية إيجاد بيئة تسودها الثقة بالنظام التجاري المتعدد
األطراف.
المبحث األول :من الكات إلى منظمة التجارة العالمية
هـ) آلية استعراض السياسة التجارية :يعتبر هذا الجهاز من األجهزة المستحدثة ،فقد
كانت اجتماعات الدول األعضاء في الكات تمثل نوعا من االستعراض العام للسياسة
التجارية ،إال أنه لم يكن هناك إطار تنظيمي محدد يحكم تلك االجتماعات ويحدد الهدف
منها وأسلوب عملها ،لذلك نص الملحق 3التفاقية مراكش على إنشاء آلية استعراض
السياسة التجارية.
والهدف من إنشائها هو القيام بتقويم شامل للعالقة بين السياسات والممارسات من جهة،
والعالقة بين السياسات والنظام التجاري الدولي من جهة أخر .ولتحقيق ذلك ،فقد
أسندت هذه المهمة للمجلس العام للمنظمة الذي يضطلع بمسؤوليات جهاز مراجعة
السياسة التجارية متى كان ذلك مناسبا.
وللجهاز الحق في تعيين رئيس له وفي وضع إجراءاته حسب ما تقتضيه الضرورة.
تشترط منظمة التجارة العالمية على الدول الراغبة في االنضمام إليها عدة شروط .كما
توجد بعض اإلجراءات الواجب إتباعها لالنضمام إلى المنظمة.
تشترط منظمة التجارة العالمية على الدول الراغبة في االنضمام إليها تقديم جدول
للتنازالت بشأن التخفيضات التي ستدخلها على الرسوم الجمركية ،تشكل التزامات ال
يمكن رفعها من حيث المبدأ إال في حاالت خاصة.
تقدم الدول جدوال بااللتزامات التي ستتبعها في قطاع الخدمات ،يشتمل على قائمة
بالحواجز التي تعترض القطاعات والنشاطات المهنية الخدماتية ،ووضع جدول زمني
إلزالتها.
المبحث األول :من الكات إلى منظمة التجارة العالمية
)3االلتزام باتفاقيات منظمة التجارة العالمية:
تتعهد الدول الراغبة في االنضمام إلى منظمة التجارة العالمية بالتوقيع على بروتوكول
انضمام يشمل الموافقة على تطبيق وااللتزام بجميع اتفاقيات منظمة التجارة العالمية،
(ما عدا اتفاقية المناقصات الحكومية ،واتفاقية الطائرات المدنية ،فإنها من االتفاقيات
االختيارية) ،أي عليها أن توافق على اتفاقيات جولة أوروغواي.
فالدول ال تمتلك حرية االختيار بين االتفاقيات ،بعكس ما كان سائدا أيام الكات ،وخاصة
بعد جولة طوكيو؛ حيث لم توقع معظم الدول النامية على نتائجها التي تمثلت باتفاقيات
خاصة.
يتم قبول دولة ما في عضوية منظمة التجارة العالمية بإحدى الطريقتين التاليتين ،أو
كلتيهما.
المبحث األول :من الكات إلى منظمة التجارة العالمية
تتلقى الدولة المعنية من لجنة متخصصة للنظر في طلبات العضوية الجديدة،
قائمة بالسلع والخدمات التي ستشهد تخفيضات في رسومها الجمركية.
وتكون هذه اللجنة مكونة في الغالب من الدول الصناعية الكبرى ،إضافة إلى الطريقة
األولى
أهم الدول ذات العالقات التجارية مع الدول الراغبة في اكتساب عضوية
المنظمة.
تتقدم الدولة الراغبة في الحصول على عضوية منظمة التجارة العالمية الطريقة
بنفسها بقائمة تشمل تخفيضات في الرسوم الجمركية تكون أساسا للتفاوض. الثانية
• وفي بعض األحيان تتم الطريقتان معا ،فتتقدم الدولة المعنية بقائمة لتخفيض الرسوم
الجمركية ،وفي الوقت نفسه تتلقى قائمة بالتخفيضات المطلوبة من اللجنة المشكلة للنظر
في طلب الحصول على العضوية.
• وال تشترط مبادئ واتفاقيات منظمة التجارة العالمية التطبيع التجاري بين أعضاء المنظمة،
وذلك استنادا إلى االستثناء المذكور في المادة 13من اتفاقية مراكش لتأسيس منظمة
التجارة العالمية (المادة 33من اتفاقية الكات السابقة) ،الذي يسمح لدولة ما بـ عدم تطبي ق
االتفاقية اتجاه دولة أخرى شرط إبالغها عن ذلك قبل موافقة المؤتمر الوزاري على
االنضمام.
المبحث الثاني :قواعد التجارة الدولية
في هذا المبحث سنتطرق في (المطلب األول) لقواعد المتعلقة بتجارة السلع والخدمات،
وفي (المطلب الثاني) للقواعد المتعلقة بحقوق الملكية الفكرية وبحل الخالفات.
المطلب األول :القواعد المتعلقة بتجارة السلع والخدمات
• سنتحدث في هذا اإلطار عن القواعد المتعلقة بتجارة السلع والخدمات (الفرع األول) ،ثم
نتطرق في (الفرع الثاني) للقواعد المتعلقة بمحاربة الممارسة غير النزيهة.
الفرع األول :القواعد المتعلقة بحرية التجارة وبأمن الدول والشفافية
نميز في هذا اإلطار بين القواعد المتعلقة بحرية التجارة ،والقواعد المتعلقة بأمن الدو ل
األعضاء ،والقواعد المتعلقة بالشفافية.
الفقرة األولى :القواعد المتعلقة بحرية التجارة
أوال) -مبدأ عدم التمييز
يعتبر مبدأ عدم التمييز ومبدأ حسن النية من المبادئ األساسية التي تحكم التجارة الدولية وتتفرع
عنها العديد من القواعد.
تبنت منظمة التجارة العالمية مبدأ عدم التمييز مع مستلزماته ،فال يجب تمييز أية دولة ف ي
العالقات التجارية الدولية ،وهو ما كان يطرح مشكل.
المبحث الثاني :قواعد التجارة الدولية
• يوجد اثنان من المبادئ تتعلق بعدم التمييز في قانون منظمة التجارة العالمية :التزام
بمعاملة الدولة األكثر رعاية ،والتزام المعاملة الوطنية.
❑ التزام بمعاملة الدول األكثر رعاية ( :) MFNيتطلب هذا االلتزام من عضو منظمة
التجارة العالمية الذي منح معاملة أكثر رعاية لدولة أخرى ،أن يمنح نفس المعاملة
األكثر رعاية لكافة أعضاء منظمة التجارة العالمية.
بمعنى ال يسمح لعضو منظمة التجارة العالمية أن يفرق بين شركاءه في التجارة بإعطاء
بعض البلدان معاملة أكثر رعاية عن غيرهم ،على سبيل المثال :الوصول للسوق أو
تطبيق النظام المحلي).
التزام بمعاملة الدول األكثر رعاية ،هي أهم قاعدة منفردة في قانون منظمة التجارة
العالمية .بدون هذه القاعدة لم ولن يمكن لنظام التجارة المتعددة األطراف أن يتواجد.
وهو ينطبق على كل من التجارة في السلع (المادة 1من االتفاق العام بشأن التعريفات
والتجارة اتفاقية الكات لعام ) 1994والتجارة في الخدمات (المادة 2من االتفاق العام
بشأن التجارة في الخدمات الجاتس) .فإذا فتحت دولة ما قطاعا خدماتيا ما أمام
المنافسة األجنبية ،فإنه يجب عليها أن تمنح إمكانيات متساوية في هذا القطاع
لمموني الخدمات في جميع الدول األعضاء في منظمة التجارة العالمية.
المبحث الثاني :قواعد التجارة الدولية
وهذا االلتزام يتميز بخاصيتين:
• فهو عام :إذ ال يطبق فقط على الرسوم الجمركية ،ولكنه يطبق على جميع التدابير
الخارجية أو المحلية المعتمدة من إحدى الدول من أجل تنظيم عمليات االستيراد
والتصدير (رسوم ،أنظمة التوزيع)..؛
• وهو غير مشروط :إذ ال يشكل تطبيقه موضوع مفاوضات بين الدول.
ومع ذلك يخضع شرط الدولة األولى بالرعاية لثالثة استثناءات مهمة:
االندماج االقتصادي الجهوي :تمنح مجموعة من الدول لبعضها البعض بشكل متبادل
مزايا تجارية تفضيلية كتخفيض الرسوم الجمركية.
وتعتبر هذه المزايا محجوزة للدول األعضاء في االتفاق ،وال تمنح للدول األخرى .سواء
تعلق األمر بمنطقة للتبادل الحر ،كاتفاقية التبادل الحر ألمريكا الشمالية الذي أنشئ في
( 1994الذي يضم كندا والواليات المتحدة األمريكية ،والمكسيك) ،أو االتحاد
الجمركي (كاالتحاد األوروبي).
المبحث الثاني :قواعد التجارة الدولية
• ويجب على هذه االتفاقيات أن تحترم بعض الشروط ليتم االعتراف بصالحياتها من
وجهة نظر قواعد منظمة التجارة العالمية.
األفضليات التجارية الممنوحة للبلدان النامية :يتعلق األمر باألنظمة التجارية التي تهدف
إلى تشجيع التنمية في هذه البلدان المصدرة .وهو الحال مثال بالنسبة التفاقية لومي
التي تضم أوروبا ودول مجموعة إفريقيا والكاريبي والمحيط الهادي والتي تضمن
بالخصوص لهذه البلدان األخيرة غياب الرسوم الجمركية على صادراتها الصناعية
نحو االتحاد األوروبي.
ويعتبر هذا النظام االستثنائي لشرط الدولة األولى بالرعاية نظاما معترفا به من طرف
اتفاقيات منظمة التجارة العالمية تحت مسمى نظام ″األفضليات المعممة‶.
االستثناءات الوطنية في مجال الخدمات :فإذا كان شرط الدولة األكثر رعاية يطبق على
جميع الخدمات ،غير أنه يتم السماح ببعض االستثناءات الخاصة .ذلك أنه عندما
دخلت االتفاقية الخاصة بالخدمات حيز التنفيذ كانت بعض الدول قد وقعت م ع
شركائها التجاريين اتفاقيات تفضيلية حول الخدمات سواء على المستوى الثنائي أم
في إطار تجمع اقتصادي.
المبحث الثاني :قواعد التجارة الدولية
• وقد اعتبر أعضاء منظمة التجارة العالمية أنه من الضروري اإلبقاء على هذه
األفضليات خالل بعض الوقت ،واالستمرار في منح معاملة خاصة لمصلحة هذا البلد
أو ذاك ،ولهذه الخدمة أو تلك بتعداد االستثناءات الواردة عن شرط الدولة األكثر
رعاية موازاة مع التزاماتها األصلية.
• ولحماية شرط الدولة األكثر رعاية فقد تقرر أن االستثناءات ال يمكن منحها إال مرة
واحدة وأنه ال يمكن إضافة أي شيء للوائح ،ويتم مراجعتها دوريا ،ومدتها من
الناحية المبدئية محددة في عشر سنوات.
❑ التزام المعاملة الوطنية :يتطلب من عضو منظمة التجارة العالمية أن يعامل بتماثل
المنتجات األجنبية والمحلية ،الخدمات أو الخدمات التي يقدمها المورد بشكل
متساوي .يجب إذن معاملة المنتوجات المستوردة ومنتجات التصنيع المحلي بطريقة
متساوية بمجرد قبوله أو خدمة أو عنصر الملكية الفكرية في السوق.
وبعبارة أخرى ،فإن المنتج المستورد يجب أن يعامل كالمنتج المحلي من زاوية الرسوم
والقوانين الصحية والتقنية ...وكما هو الحال بالنسبة لشروط الدولة األولى
بالرعاية ،فإن مبدأ المعاملة الوطنية هو مبدأ عام وغير شرطي.
المبحث الثاني :قواعد التجارة الدولية
• وتجدر اإلشارة إلى أنه فيما يخص الخدمات ،فإن هذا المبدأ يطبق في القطاعات التي
التزمت فيها الدول األعضاء بفتح أسواقها .فطبقا لمبدأ المعاملة الوطنية يمنع التمييز
بين الممونين الذين يجتازون الحدود (النقل ،االتصاالت) وهو يطبق على كل الخدمات
كيفما كانت طريقة التموين.
هو مبدأ أساسي لكل عالقة تعاقدية .ويشكل متطلب حسن النية ضمنيا أساس بعض
القواعد األكثر أهمية في منظمة التجارة العالمية .وهي كالتي :تثبيت االلتزامات بشأن
فتح السوق ،والحماية بواسطة الرسوم الجمركية فقط.
(1تثبيت االلتزامات بشأن فتح السوق :بالنسبة لتجارة السلع والخدمات ،فإن عروض
انفتاح السوق (تقليص الرسوم الجمركية ،تفكيك الحصص ،الترخيص لتأسيس
األنشطة الخدماتية )....المقدمة بصفة فردية من طرف الدول المفاوضة في منظمة
التجارة العالمية يتم تسجيلها بصفة حازمة ونهائية بمجرد قبولها من طرف
المشاركين ،ويتم إدماج هذه العروض في قانون منظمة التجارة العالمية ،وتكتسب
القوة القانونية للمعاهدات الدولية .وقد تسمى هذه العملية ″بالتثبيت‶ لتسجيل العبور
من نظام عرض التفاوض إلى نظام االلتزام المثبت.
المبحث الثاني :قواعد التجارة الدولية
• وعلى العكس ،إذا كان التعديل يتم في اتجاه سلبي للشركاء التجاريين رفع مستوى
الحماية) ،فإن الدولة المعنية يجب أن تمنح لشركائها وأن تتفاوض معهم بشأن
تعويضات تجارية مماثلة من حيث األهمية لاللتزامات المثبتة التي تم التراجع عنها
(مثال تخفيض الرسوم الجمركية عن منتج آخر).
• وفي نهاية األمر ،فإن مفهوم التثبيت يعكس القانون الكالسيكي للعقود ومبدأ حسن
النية ،والذي حسبه ال يمكن تعديل االلتزامات بصفة انفرادية دون دفع تعويضات.
) 2الحماية بواسطة الرسوم الجمركية فقط :حسب مبدأ أسس من طرف الكات منذ
إنشائها ،فإن تنظيم تجارة البضائع يجب أن تؤسس أوال على اللجوء إلى أداة الرسم
الجمركي الذي يعتبر األكثر شفافية وسهل البلوغ من طرف المقاوالت .فالكات كانت
تمنع إذن تحت تحفظ بعض االستثناءات العامة والعديد من االستثناءات القطاعية،
استعمال تدابير أخرى غير الرسوم الجمركية ،خاصة القيود الكمية لضمان حماية
السوق الوطنية.
المبحث الثاني :قواعد التجارة الدولية
• وبعبارة أخرى ،إذا كان بلد ما يريد حماية سوقه الداخلي ضد استيراد منتج محدد ،فإنه يجب
عليه أن يحدد رسما جمركيا مرتفعا أحسن من أن يحدد من الكميات المرخص باستيرادها
(مثال %85رسوم جمركية أحسن من تحديد حصص بـ 50000طن سنويا).
• وقد شكل تحويل مختلف آليات حماية السوق إلى رسوم في القطاع الفالحي أحد النتائج
المهمة لجولة األوروغواي وال يزال يشكل الرهان األساسي.
سنتناول أوال القواعد المتعلقة بأمن الدول األعضاء ،ثم نتطرق للقواعد المتعلقة بالشفافية.
) 1القواعد المتعلقة بالحد مؤقتا من الواردات لحماية اإلنتاج الوطني :يمكن لعضو منظمة
التجارة العالمية الحد مؤقتا من واردات منتج معين (اتخاذ تدابير حمائية) إذا تسبب ارتفاع
الواردات من هذا المنتج أو من شانه أن يتسبب في ضرر ألحد فروع اإلنتاج الوطني.
المبحث الثاني :قواعد التجارة الدولية
• تحدد األنظمة كيفية إجراء التحقيقات في مجال الحماية من طرف السلطات الوطنية.
ويتم التركيز على الشفافية واحترام القواعد والممارسات القائمة ،وعلى ضرورة
تجنب المناهج التعسفية.
• ويحدد االتفاق المعاير الواجبة التطبيق لمعرفة ما إذا كان يوجد ضرر كبير أو تهديد،
ويشير إلى العوامل الواجب أخذها بعين االعتبار لتقييم أثر الواردات على فرع اإلنتاج
الوطني.
• وال يجب تطبيق أي تدبير حمائي إال إذا كان ضروريا للوقاية أو تعويض ضرر كبير،
وتسهيل تصحيح أحد فروع اإلنتاج الوطني المتضرر.
• عندما تفرض قيود كمية (حصص) ،فال يجب من حيث المبدأ تقليص الكميات
المستوردة إلى ما تحت معدل السنوات الثالثة األخيرة التي تتوافر بشأنها
اإلحصائيات ،ما عدا إذا تم إثبات أن مستوى آخر مختلف يعتبر ضروريا لمنع أو
تعويض الضرر الكبير.
المبحث الثاني :قواعد التجارة الدولية
• مبدئيا ،فإن التدابير الحمائية ال يمكن أن تستهدف الواردات اآلتية من بلد بعينه ،ومع
ذلك يشير االتفاق إلى كيفية توزيع الحصص بين البلدان الممونة بما في ذلك الحالة
االستثنائية التي ترتفع فيها الواردات اآلتية من بعض البلدان بطريقة سريعة.
• وال يجب تطبيق أي تدبير حمائي أكثر من أربع سنوات ،ويمكن أن تصل هذه المدة إلى
ثمان سنوات إذا ما حددت السلطات الوطنية المختصة أن التدبير يعتبر ضروريا ،وأن
هناك دالئل تشير إلى قيام الفرع الوطني بإصالحات.
) 2القواعد الصحية :يحق ألي دولة منع استيراد بعض المواد ألسباب صحية شريطة أن
يسند هذا المنع على معطيات علمية وأال يطبق على سلعة دولة دون أخرى .والمشكل
المطروح هنا ،هو معرفة ما يجب فعله لضمان تموين المستهلك في بلد ما بالمنتجات
الغذائية التي يمكن استهالكها بكل أمن وسالمة؟ وفي الوقت نفسه ما يجب فعله لمنع
استعمال التشريعات الصحية كمبرر لحماية المنتجات الوطنية.
المبحث الثاني :قواعد التجارة الدولية
• وتسمح االتفاقية للبلدان بإنشاء قواعدها الخاصة ،كما تنص أيضا على أن التشريعات
يجب أن يكون لها أساس علمي ،وال يجب تطبيق هذه األخيرة إال عند ضرورة حماية
الصحة وحياة األشخاص والحيوانات والحفاظ على النباتات ،وال يجب أن تؤدي إلى
تمييز تعسفي أو غير مبرر بين البلدان التي توجد فيها شروط مماثلة أو مشابهة.
• وفي هذا السياق يأخذ االتفاق المتعلق بالتدابير الصحية بعين االعتبار القواعد التقنية
الدولية عن منظمات أخرى :مثال يتم إعداد القواعد المتعلقة بالمنتجات الغذائية بشكل
أساسي في إطار لجنة تضم المنظمة العالمية للتغذية والزراعة وخبراء المنظمة
العالمية للصحة .كما تم أيضا استشارة المنظمة العالمية لصحة الحيوانات ،كما كان
الحال في أزمة أنفلونزا الطيور.
• ويتم تشجيع البلدان األعضاء على استعمال القواعد والتوجيهات والتوصيات الدولية
الموجودة .ولن تواجه الدول التي تقوم بذلك أي احتمال لمنازعتها قانونيا في إطار
خالف يعرض على أنظار منظمة التجارة العالمية .ومع ذلك فإنه يمكنها اعتماد قواعد
وطنية متشددة على أساس تقييم مالئم للمخاطر ،لهذا فإن المقترب المتبع يجب أن
يكون متماسكا وغير تعسفي.
المبحث الثاني :قواعد التجارة الدولية
• وللحد من االستعمال الحمائي للقواعد الصحية ،فإن المبدأ المحتفظ به هو الشفافية ،إذ
يجب على كل الدول األطراف أن تنشر جميع القواعد المطبقة في هذا المجال .ويجب
على الحكومات أن تبلغ المنظمة مقدما بالتشريعات الصحية الجديدة.
يهدف االلتزام بالشفافية إلى ضمان ولوج سهل للمعلومات التنظيمية واإلدارية الوطنية
التي تؤثر على شروط المبادالت التجارية .وهو يشكل مبدأ عام في إطار االتفاق العام
حول تجارة السلع والخدمات ( ) AGCSوحقوق الملكية الفكرية والعديد من الشروط
الخاصة في مختلف اتفاقيات منظمة التجارة العالمية .وتعتبر هذه الشروط جد مهمة في
االتفاق الذي يعالج اللوائح التقنية واتفاق تسهيل المبادالت:
تلعب القواعد التقنية دورا مهما ،غير أنها تختلف من دولة ألخر .إن وجود كم هائل من
هذه القواعد المختلفة يجعل األمور جد صعبة بالنسبة للمنتجين والمصدرين ،إذ يمكن
أن تصبح حواجز أمام التجارة.
المبحث الثاني :قواعد التجارة الدولية
• ومع ذلك فإن هذه القواعد تبقى ضرورية للعديد من األسباب انطالقا من حماية البيئة،
إلى غاية إعالم المستهلك ،مرورا بالحماية ضد المخاطر واألمن الوطني.
• مما يطرح معه السؤال :كيف نجعل هذه القواعد ذات فائدة حقيقة بدون أن تكون تدابير
تعسفية أو مبرر للحماية؟.
• يهدف االتفاق العام حول الحواجز التقنية أمام التجارة إلى تجنب أن تنشئ اللوائح
والقواعد ومساطر االختبارات والتصديق حواجز غير ضرورية.
• ومع ذلك يعترف االتفاق بحق الدول في اعتماد القواعد التي تراها ضرورية لحماية
صحة وحياة األشخاص والحيوانات والحفاظ على النباتات وحماية البيئة أو الدفاع عن
مصالح أخرى للمستهلكين ،واعتماد التدابير الضرورية لضمان احترام هذه القواعد.
• في جميع الحاالت ،فإن اللوائح المعتمدة ال يجب أن يكون لها طابعا تمييزيا .كما نص
االتفاق على أن مساطر تقييم مدى تطابق المنتجات مع القواعد يجب أن تكون منصفة
وعادلة.
المبحث الثاني :قواعد التجارة الدولية
• وفي هذا السياق يشجع االتفاق على اعتماد قواعد دولية لتبسيط مساطر االختبارات
المستعملة لتقييم مدى تطابق منتج ما .وفي حالة غياب مثل هذه االتفاقيات يجب القيام
باالختبار مرتين :أوال في البلد المصدّر ثم من طرف البلد المستورد.
• وتعتبر لجنة الحواجز التقنية أمام التجارة بالنسبة لألعضاء ،المركز الرئيسي لتبادل
المعلومات والمكان الذي يناقشون فيه انشغاالتهم المتعلقة بالقوانين وتطبيقها.
توجد في منظمة التجارة العالمية أربع اتفاقات أساسية تعالج مسألة تسهيل المبادالت
التجارية :االتفاق حول رخص االستيراد ،واالتفاق حول التقييم الجمركي ،واالتفاق
حول المراقبة قبل اإلرسال ،وقواعد المنشأ.
المبحث الثاني :قواعد التجارة الدولية
التقييم الجمركي نظام رخص
للبضائع االستيراد
الفقرة األولى :القواعد المتعلقة بمحاربة الممارسات غير النزيهة للمقاوالت :اإلغراق
يعني اإلغراق وضعية تجارية يبدو فيها ثمن بيع منتج ما عند االستيراد منخفضا عن قيمته
العادية (يرتكز على العموم على ثمن بيع نفس المنتج في السوق الداخلية للمصدر).
فاإلغراق يسمح إذن بإدخال سلعة معينة منتجة في دولة ما إلى سوق دولة أخرى بسعر أقل من
قيمتها العادية .هذا هو نص المادة السادسة من االتفاق العام للكات الذي اقتبسته اتفاقات
أوروغواي.
وعليه يمكن القول أن اإلغراق ،هو أن يقوم مصدر ما ببيع سلعه إلى دولة أخرى بسعر يقل عن
سعرها في أسواقه الداخلية ،أو بيع هذه السلع بأقل من تكاليف إنتاجها.
المبحث الثاني :قواعد التجارة الدولية
أوال) -شروط مكافحة اإلغراق:
• حتى تكون سياسة مكافحة اإلغراق منسجمة من الناحية القانونية مع التنظيم
التجاري العالمي ،يجب أن يتوفر فيها شرطان أساسيان:
• الشرط األول :أن يكون حجم اإلغراق الذي يصيب الدولة المستوردة مهما
• ويمكن تطبيق العديد من مناهج الحساب المختلفة لمعرفة ما إذا كان اإلغراق الذي
يشكل منتوجا ما موضوعه مهما أم ال .وينص االتفاق على االختيار بين ثالثة مناهج
لحساب القيمة العادية لمنتوج ما:
❖ يرتكز المنهج األساسي على الثمن المطبق في السوق الداخلي للمصدر ،ويتم ذلك
بمقارنة السعر المحلي للسلعة مع سعرها المخصص للتصدير ،ويجب أن يكون الثمن
الثاني أقل من األول.
❖ إذا كان هذا المنهج غير قابل للتطبيق ،يمكن اللجوء إلى حلين آخرين :إما اعتبار
الثمن المطبق من طرف المصدر في بلد آخر ،وإما المقارنة بين كلفة إنتاج السلعة
في البلد المصدر مع سعر بيعها للخارج ،مع األخذ بعين االعتبار التكاليف اإلدارية.
يوجد إغراق إذا كانت كلفة اإلنتاج أعلى من سعر البيع.
المبحث الثاني :قواعد التجارة الدولية
• الشرط الثاني :على الدولة المستوردة إثبات الضرر الذي تتحمله نتيجة اإلغراق
ويقصد به ما يترتب عن اإلغراق من خسائر مادية ،أي الضرر المادي الذي يخلفه اإلغرا ق
بالصناعة المحلية سواء كان هذا الضرر بسبب عدم التطور للصناعة المحلية ،أو تهدي دا
ماديا لوجودها.
لذلك يجب القيام مقدما بتحقيق معمق طبقا لقواعد خاصة ،يشمل تقييما لكل العوامل
االقتصادية التي لها تأثير على وضعية فرع اإلنتاج الوطني المعني باألمر.
• فالضرر هو الشرط األساسي لتحريم اإلغراق ،ويبرر اإلجراءات التجارية ضده .وعلى هذا
األساس ليست هناك أي حكمة أو فائدة من مكافحته عند عدم وجود الضرر.
• إذا توصل التحقيق إلى أن هناك إغراق وأن فرع اإلنتاج الوطني قد تضرر ،فإنه يمكن فرض
رسم إضافي على استيراد المنتج المعني باألمر واآلتي من البلد المصدر المعني باألمر،
بهدف تقريب الثمن من ″القيمة العادية‶ ،أو إبعاد الضرر الذي لحق اإلنتاج الوطني للبلد
المستورد.
المبحث الثاني :قواعد التجارة الدولية
• كما يمكن للمقاولة المصدرة أن تلتزم بالرفع من سعرها لجعله في مستوى متفق
عليه لتجنب فرض رسم على االستيراد لمناهضة اإلغراق .ويجب أال يكون مبلغ
الرسوم الجمركية المفروضة على السلعة محل اإلغراق أكبر من الفرق بين سعر
استهالك السلعة في الدولة المصدرة ،وسعرها في البلد المستورد.
• كما أنه يجب أال تكون منحازة ،إذ ال يجوز فرضها على سلعة دولة دون سلعة مماثلة
لدولة أخرى.
• هذا ،وقد أنشأت مساطر مفصلة فيما يخص القضايا المتعلقة بمناهضة اإلغراق
والطريقة التي يجب بها إجراء التحقيقات والشروط الواجب احترامها إلعطاء كل
األطراف المعنية إمكانية تقديم أدلة .ويجب أن تنتهي تدابير مناهضة اإلغراق خمس
سنوات بعد تاريخ فرضها ،ماعدا إذا اثبت التحقيق أن إلغاءها يؤدي إلى ضرر.
• ويجب إنهاء التحقيقات بشأن مناهضة اإلغراق فورا ،إذا أثبت السلطات أن هامش
اإلغراق ال معنى له ،وينص االتفاق على أنه يجب على الدول األعضاء إبالغ لجنة
ممارسات مناهضة اإلغراق فورا ،وبكل التفاصيل ،وبجميع تدابير مناهضة اإلغراق
التمهيدية والنهائية.
المبحث الثاني :قواعد التجارة الدولية
• كما يجب أن تقدم تقريرا بشأن كل التحقيقات مرتين كل سنة .وفي حالة النزاع يتم
حث األطراف على إجراء مشاورات ،كما يمكنهم اللجوء إلى مسطرة حل النزاعات
في منظمة التجارة العالمية كما سنرى الحقا.
• من الناحية المبدئية يجب محاربة اإلغراق عندما يقضي على القاعدة الرئيسية
للتجارة السليمة وهي المنافسة ،لكن المشكلة تتعلق بكيفية حساب هوامش اإلغراق،
والجهة التي تحدد درجة الضرر ،والتدابير المتبعة لمعالجته.
• هذه التقديرات متروكة لكل دولة بصورة انفرادية ،األمر الذي يؤدي إلى اتخاذ
إجراءات تعسفية ،فعلى سبيل المثال يستوجب التنظيم التجاري العالمي أن تزول
إجراءات مكافحة اإلغراق فورا عندما تكون قيمة استيراد السلعة محل اإلغراق
ضعيفة ،وتم االتفاق على أن تكون هذه القيمة أقل من %3من مبلغ واردات السلع
المماثلة .الدولة المستورة هي التي تتولى حساب هذه النسبة وتستطيع بالتالي
محاربة أي سلعة حال إثبات أن قيمتها تفوق تلك النسبة.
المبحث الثاني :قواعد التجارة الدولية
• غير أن اإلشكالية التي أصبحت تطرح هي أن إجراءات مكافحة اإلغراق أصبحت
تستعملها الدول الصناعية الكبرى ضد المنتجين في البلدان النامية ،خاصة في ميدان
المنسوجات والمالبس.
• فمناهضة اإلغراق أصبح سالحا تشتكي من شروط استعماله البلدان النامية ،وتعتبر
هذه األخيرة نفسها ضحية لالستعمال التعسفي لتدابير مناهضة اإلغراق من طرف
الدول المتقدمة.
الفقرة الثانية :القواعد المتعلقة بمحاربة الممارسات غير النزيهة للحكومات :المساعدات
إن ما يعاب بالخصوص على التدابير الهادفة إلى دعم األسعار الداخلية أو دعم اإلنتاج
بطريقة أخرى هو أنها تشجع الزيادة في اإلنتاج ،مما يؤدي إلى إقصاء المنتجات
المستوردة من السوق ،أو تؤدي إلى دعم الصادرات وممارسة اإلغراق على
األسواق العالمية.
أوال) -تصنيف المساعدات:
يمكن التمييز بين برامج الدعم التي تؤثر على اإلنتاج ،وبرامج الدعم التي ليس لها تأثير
على اإلنتاج:
المبحث الثاني :قواعد التجارة الدولية
• بالنسبة لبرامج الدعم التي لها تأثير مباشر على اإلنتاج ،فقد قبلت الدول المتقدمة
تخفيض هذا الدعم بـ %20في ظرف ست سنوات ابتداء من ،1995كما التزمت
البلدان النامية بالقيام بتخفيضات بـ %13خالل عشر سنوات ،أما البلدان األكثر فقرا
فهي ليست ملزمة للقيام بأي تخفيض.
• أما بالنسبة لبرامج الدعم التي ليس لها تأثير أو لها تأثير ضعيف ،فإنه يسمح
باتخاذها.
❑ تدابير أخرى للدعم والتي يعتبر حجمها متواضعا جدا مقارنة مع القيمة اإلجمالية
للمنتوج أو المنتوجات المستفيدة ( %5أو أقل في البلدان المتقدمة ،و %10أو أقل
في الدول النامية).
يمكن أن يفتح تقديم الحكومات لمساعدات لدعم إنتاجها الوطني المجال أمام إنشاء رسوم
تعويضية ،تهدف إلى تعويض الضرر بإعادة التوازن إلى المنافسة .وكما هو الحال
في مجال مناهضة اإلغراق يجب أن ال تسبب هذه المساعدات في ضرر بالنسبة ألحد
فروع إنتاج األعضاء اآلخرين في منظمة التجارة العالمية ،وأن تكون هناك عالقة
سببية واضحة.
المبحث الثاني :قواعد التجارة الدولية
• فيجب على الدول المدعية هنا أن تثبت أن المساعدة لها آثار وخيمة على مصالحها،
وإال اعتبرت المساعدة مرخص بها.
إذا أثبت جهاز حل النزاعات أن المساعدات لها فعال آثار وخيمة ،فإنه يجب سحب
المساعدة .وإذا تضرر منتجون وطنيون بواردات المنتوجات المدعمة ،فإنه يمكن
فرض رسوم تعويضية .كما يمكن للبلد المصدر المستفيد من الدعم أن يوافق على
الرفع من أسعاره عن التصدير لتجنب فرض رسم تعويضي على منتوجاته.
المبحث الثاني :قواعد التجارة الدولية
• وال يمكن تحصيل رسم تعويضي إال إذا قام البلد المستورد بتحقيق مفصل مشابه
للتحقيق الذي يتم إجراؤه بشأن مناهضة اإلغراق.
• وهناك قواعد مفصلة تنظم تحديد وجود المساعدة (الحساب ليس دائما سهال)،
والمعايير المطبقة لمعرفة ما إذا كانت الواردات من المنتوج المدعم تلحق ضررا
باإلنتاج الوطني ،والمساطر المتبعة إلجراء التحقيقات ،وتنفيذه ،ومدة التدابير
التعويضية (المحددة عادة في خمس سنوات).
المبحث الثاني :قواعد التجارة الدولية
المطلب الثاني :القواعد المتعلقة بحقوق الملكية الفكرية وحل الخالفات
أدخل اتفاق منظمة التجارة العالمية حول مظاهر حقوق الملكية الفكرية المتعلقة بالتجارة
(( ) ADPICالذي تم التفاوض بشأنه أثناء جولة االوروغواي المنعقدة ما بين
) 1994- 1986ألول مرة قواعد متعلقة بالملكية الفكرية في النظام التجاري المتعدد
األطراف.
إذ أصبحت األفكار والمعارف تمثل جزءا مهما من التجارة ،فقيمة األدوية الجديدة
والمنتوجات األخرى ذات التقنية العالية ترجع إلى جهود اإلبداع واالبتكار والبحوث
والتجارب الضرورية لصناعتها.
• وتتخذ هذه الحقوق المسماة بالحقوق الفكرية عدة أشكال :حقوق المؤلف بالنسبة
مثال للكتب واللوحات واألفالم وبراءات االختراع ،وعالمات الصنع أو العالمات
التجارية .وتخول الحكومات والبرلمانات هذه الحقوق للمبدعين لتحفيزهم على إنتاج
األفكار التي يستفيد منها المجتمع ككل.
• غير أن درجة حماية واحترام هذه الحقوق تختلف كثيرا من بلد آلخر .وبما أن
الملكية الفكرية باتت تلعب دورا مهما في التجارة ،فقد أصبحت هذه االختالفات مصدر
توترات في العالقات االقتصادية ،فكان من الضروري إعداد قواعد تجارة جديدة متفق
عليها على المستوى الدولي بالنسبة لحقوق الملكية الفكرية ،كوسيلة لتدعيم النظام
وحل الخالفات بشكل منظم.
المبحث الثاني :قواعد التجارة الدولية
• وقد سمحت جولة األوروغواي بالحصول على هذه النتيجة .ويهدف اتفاق منظمة
التجارة العالمية حول الملكية الفكرية بصفة عامة إلى الحد من الخالفات في الطرق
التي تتم بها حماية هذه الحقوق في العالم ،وإخضاعها لقواعد دولية مشتركة .فهو
يحدد مستويات دنيا لحماية الملكية الفكرية التي يجب على كل حكومة أن تضمنها
لألعضاء اآلخرين في المنظمة.
• وجذور حماية هذه الحقوق ال تعود إلى إنشاء منظمة التجارة العالمية التي تأسست
عام ،1995بل إلى اتفاقية باريس عام 1967الخاص بحقوق الملكية الصناعية
واتفاقية بيرن لعام 1971التي تناولت حقوق التأليف ،كما توجد مؤسسة عالمية
متخصصة وهي المنظمة العالمية لحماية الملكية الفكرية التي أنشئت عام 1967
مهمتها تطبيق هاتين االتفاقيتين وتضم 157دولة.
• لكن إطارها القانوني ال يسمح باحترام تلك الحقوق بفعالية ،ويقتصر على الجوانب
الفنية البحتة ،وال يشمل عالقة هذه الحقوق بالتجارة العالمية .وتحت ضغط الواليات
المتحدة األمريكية واالتحاد األوروبي ،ورغم معارضة غالبية الدول النامية انتقلت
أحكام االتفاقيتين مع بعض التعديالت إلى جولة أوروغواي ،فظهر االتفاق متعدد
األطراف حول حقوق الملكية الفكرية ذات العالقات بالتجارة.
المبحث الثاني :قواعد التجارة الدولية
• وكما هو الحال في اتفاقية الكات ،واالتفاقية العامة حول الخدمات ترتكز االتفاقية حول حقوق
الملكية الفكرية على مبادئ أساسية ،إذ كما هو الحال في االتفاقيات األخرى ،يتم التركيز على
عدم التمييز والمعاملة الوطنية (المساواة في معاملة األجانب والمواطنين) وشرط الدولة
األكثر رعاية.
• نظرا لكثرة اإلنتاج الفكري في شتى مجاالت الحياة ،فقد أصبح من المتفق عليه أن الملكية
الفكرية تنقسم إلى قسمين رئيسيين:
• القسم األول :هو قسم الملكية الفكرية الصناعية ،ويشتمل االختراعات والعالمات التجارية
والرسوم والنماذج الصناعية والمؤشرات الجغرافية والتصميمات.
• القسم الثاني :هو قسم الملكية الفكرية األدبية والفنية ،ويضم حقوق المؤلف والحقوق
المجاورة لها.
المبحث الثاني :قواعد التجارة الدولية
أوال) -حقوق الملكية الفكرية الصناعية:
وتشمل االختراعات والعالقات التجارية والرسوم والنماذج الصناعية والمؤشرات
الجغرافية والتصميمات:
❑ العالمة التجارية:
هي إشارة مميزة توضع على بعض السلع أو الخدمات لبيان أن شخصا محددا أو شركة
محددة ينتجها أو يقدمها.
وتفيد العالمة التجارية في تمييز منتجات مؤسسة عن منتجات المؤسسات األخرى،
وليس من الضروري أن تكون العالمة التجارية اسما ،بل يمكن أن تكون حرفا ،أو
عددا ،أو شكال ،أو مجموعة ألوان أو لونا مميزا ،أو رسما أو رمزا ثالثي األبعاد.
❑ المؤشر الجغرافي:
وهو مؤشر يحدد المكان الذي صنع فيه المنتج ،والمميزات الخاصة به ،مثال تستخدم
كلمة Suisseكمؤشر جغرافي للمنتجات المصنوعة في سويسرا ،كالساعة على وجه
التحديد وهي تدل على اإلتقان في الصنع.
المبحث الثاني :قواعد التجارة الدولية
• ويمكن الستعمال اسم مكان في حين أن المنتوج تم صنعه في مكان آخر أو ليس له
المميزات المألوفة ،أن يوقع بالمستهلكين في الخطأ ،ويؤدي إلى منافسة غير نزيهة.
وينص االتفاق على أنه يجب على الدول أن تمنع االستعمال التعسفي ألسماء األماكن.
تجد الرسوم والنماذج الصناعية مجال تطبيقها في الصناعة والحرف اليدوية كصناعة
األجهزة التقنية والطبية والساعات والحلي واألجهزة المنزلية والكهربائية والسيارات
والرسوم الموضوعة على األقمشة.
وطبقا لالتفاق المتعلق بحقوق الملكية الفكرية يجب حماية الرسوم والنماذج الصناعية لمدة
عشر سنوات على األقل ،ويجب أن يتمكن مالكو الرسوم المحمية من منع تصنيع وتوريد
أدوات تتضمن رسما منسوخا عن الرسم الحقيقي.
❑ براءات االختراع:
وهي حق استئثاري ُيمنح الختراع منتج أو طريقة صنع جديدة لفعل شيء ما أو إتاحة حل
جديد لمشكلة تقنية.
المبحث الثاني :قواعد التجارة الدولية
• وتوفر البراءة المالكة حماية االختراع طوال مدة تصل إلى 20سنة .وتتمثل الحماية
الممنوحة في منع الغير من تقليد العمل نفسه أو عرضه للبيع محليا أو استخدامه
ألغراض تجارية (استيرادا وتصديرا) أو أي غرض آخر دون الحصول على ترخيص
صاحب االختراع.
• وبمجرد انقضاء مدة الحماية تسقط الحقوق اإلستئثارية الممنوحة لالختراع ،ويصبح
بإمكان أشخاص آخرين استغالله تجاريا.
❑ حقوق المؤلف:
تضم حقوق المؤلف كافة أنواع المصنفات األدبية والفنية كالروايات والقصائد
والمسرحيات واألفالم واأللحان الموسيقية والرسوم واللوحات والصور الشمسية
والتماثيل والتصميمات الهندسية ،إضافة إلى برامج الحاسوب وغير ذلك من األعمال
األدبية والفنية.
المبحث الثاني :قواعد التجارة الدولية
• وقد مدد االتفاق مجال تطبيق القواعد الدولية المتعلقة بحقوق المؤلف لتشمل حقوق
الكراء .فيجب أن يكون ألصحاب برامج الحاسوب ومنتجي التسجيالت الصوتية الحق
في منع اإليجار التجاري ألعمالهم للجمهور ،ويطبق الحق نفسه على األعمال
السينمائية التي أدى اإليجار التجاري بشأنها إلى إنجاز نسخ ال تحصى .وهو ما يمنع
حاملي حقوق التأليف من كل الموارد المالية الممكنة.
• وهي حقوق فناني األداء المتعلقة بأدائهم وحقوق منتجي التسجيالت الصوتية
المرتبطة بتسجيالتهم وحقوق هيئات اإلذاعة المتصلة ببرامج اإلذاعة والتلفزيون.
• وينص االتفاق أيضا على أنه يجب أن يكون لمنتجي التسجيالت الصوتية والعازفين
والملحنين الحق في منع كل تسجيل أو إعادة إنتاج أو توزيع غير مرخص به
لخدماتهم خالل خمسين سنة.
المبحث الثاني :قواعد التجارة الدولية
الفقرة الثانية :وسائل ضمان احترام حقوق الملكية الفكرية
• ال يكفي أن تكون هناك قوانين حول حقوق الملكية الفكرية ،بل يجب ضمان احترام هذ ه
القوانين .وقد تم تناول هذه المسألة في الجزء الثالث من االتفاقية حول حقوق الملك ية
الفكرية الذي ينص على أنه يجب على الحكومات أن تجعل قوانينها تحترم حقوق الملكية
الفكرية ،وأن تكون العقوبات في حالة المخالفات كافية لكي تكون رادعة.
• يجب أن تكون إجراءات حماية حقوق الملكية الفكرية منصفة وعادلة ،وال يجوز أن تكو ن
معقدة أو باهضة التكاليف بصورة غير ضرورية ،وال تنطوي على آجال غير معقولة أو
تأخير غير مبرر.
• ويجب أن يتمكن المعنيون باألمر من أن يطلبوا من محكمة ما النظر في شرعية قرار إداري
أو أن يقدموا استئنافا ضد حكم محكمة دنيا .ويجب أن تكون القرارات المتخذة بصدد م وضوع
أي من القضايا مكتوبة ومعللة.
• وأن تتم إتاحتها على األقل لألطراف المعنية بالقضية دون أي تأخير ال لزوم له ،وأال تستند
تلك القرارات إال إلى األدلة التي أعطيت لألطراف المتخاصمة فرصة عرض وجهة نظرها
فيها.
المبحث الثاني :قواعد التجارة الدولية
• ويصف االتفاق بكيفية مفصلة وسائل احترام هذه الحقوق ،فما هي هذه الوسائل؟
• ينص االتفاق حول الجوانب التجارية لحقوق الملكية الفكرية ( ) TRIPSعلى المبادئ
التوجيهية الخاصة باإلجراءات المدنية واإلدارية الواجب اتباعها لحماية حقوق الملكية
الفكرية.
• وتشتمل على األحكام الخاصة باإلجراءات العادلة والمنصفة واألدلة واألوامر القضائية
والتعويضات وجزاءات أخرى كصالحية األمر بالتخلص من المواد والمعدات التي
تستخدم في صنع السلع موضع التعدي وحق الحصول على المعلومات ،كصالحية أن
تأمر السلطات المخالفة بإعالم صاحب الحق بهوية األطراف األخرى المشتركة في
إنتاج السلع أو الخدمات المزورة ،وتوزيعها وقنوات التوزيع التي تستعملها وتعويض
المدعى عليه.
المبحث الثاني :قواعد التجارة الدولية
• كما ينص اتفاق تريبس أن تدرج الدول األعضاء في قوانينها إجراءات وعقوبات
جنائية تطبق على األقل في حالة التقليد المتعمد للعمالت التجارية المسجلة أو انتحال
حقوق المؤلف على نطاق تجاري ،وأن تنص األعضاء في قوانينها أيضا على
الجزاءات كالحبس أو الغرامات المالية والحجز ومصادرة وإتالف السلع المتعدية أو
أية مواد ومعدات تستخدم بصورة رئيسية في ارتكاب الجرم.
ينص اتفاق تريبس على مجموعة من التدابير المؤقتة للحيلولة دون حدوث تعد على أي
حق من حقوق الملكية الفكرية ،وال سيما منها:
حماية األدلة ذات الصلة فيما يتعلق بالقرصنة المزعومة ،واتخاذ تدابير مؤقتة دون علم
الطرف اآلخر إذا كان من المرجح أن يسفر أي تأخير عن إلحاق أضرار يصعب
تعويضها أو حين يكون هناك احتمال إلتالف األدلة.
المبحث الثاني :قواعد التجارة الدولية
• باإلضافة إلى ذلك ،ينص اتفاق تريبس على بعض اإلجراءات الخاصة بالتدابير
الحدودية لتمكين صاحب الحق الذي لديه أسباب مشروعة للظن بوجود احتمال
استيراد سلع فيها تزوير لعالمة تجارية أو انتحال لحق المؤلف من التقدم بالتماس
مكتوب بأن توقف السلطات الجمركية إجراءات اإلفراج عن تلك السلع وتداولها
بحرية.
ينشأ الخالف عندما تتخذ دولة ما تدبيرا من تدابير السياسة التجارية أو من طبيعة
أخرى ،يعتبر من طرف أحد أو العديد من أعضاء منظمة التجارة العالمية على أنه
يخرق اتفاقيات هذه المنظمة ،أو يخل بالتزامات معينة.
كانت توجد مسطرة لحل الخالفات في االتفاقية القديمة للكات ،غير أنه لم يكن لها أي
جدول محدد ،وكان من السهل تجميد القرارات وكانت آجال إنهاء العديد من القضايا
طويلة جدا دون أن تصل إلى حل (الفقرة األولى).
المبحث الثاني :قواعد التجارة الدولية
• ولتجاوز ذلك وضعت مذكرة االتفاق المنبثقة عن جولة األوروغواي مسطرة مهيكلة،
ذات مراحل محددة بكل وضوح ،وأنشأت نظاما صارما فيما يخص آجال حل قضية من
القضايا المتعلقة بالنزاعات التجارية الدولية( ،الفقرة الثانية).
• من المسلم به أنه ال يكفي تقرير الحقوق إذا لم يكن ثمة نظام يمكن صاحب الحق من
إرغام من ينتهك هذا الحق على احترامه ،وإذا كان ذلك صحيحا بالنسبة لجميع
المعامالت اإلنسانية ،فإنه يصدق –بصفة خاصة -على العالقات التجارية الدولية ،إذ
تتفاوت الدول فيما بينها تفاوتا كبيرا من حيث حجم أسواقها الداخلية بما تتمكن معه
الدول الكبرى صاحبة األسواق الكبرى من استخدام هذه الميزة كورقة ضغط على
شركائها التجاريين صاحبة األسواق التجارية الضعيفة ،لكي تقبل بما هو أقل من
حقوقها المقررة في االتفاقيات الدولية.
• ولعل ذلك كان يمثل نقطة الضعف الرئيسية في نظام الكات المتعلق بتسوية المنازعات،
فقد كان المبدأ الذي قام عليه هذا النظام هو فض الخالفات بالمفاوضات الدبلوماسية،
أي األخذ بمبدأ التراضي وليس التقاضي ،وهو ما تعكسه بجالء أحكام المادتين ،22
23اللتان تمثالن كل ما ورد في النظام بخصوص تسوية المنازعات.
المبحث الثاني :قواعد التجارة الدولية
• فالمادة ( ) 22تقتصر على تأكيد ″حق أحد األطراف المتعاقدة في أن يطلب من طرف
آخر الدخول في مشاورات تتعلق بتنفيذ االتفاقية‶.
• أما المادة ( ) 23فتجيز ″تقديم اعتراض مكتوب إلى طرف آخر بهدف الوصول إلى
تسوية مقبولة من الطرفين ،فإذا لم يتمكن الطرفان من الوصول خالل مدة معقولة إلى
تسوية مقبولة منهما ،فللمشتكي أن يحيل شكواه إلى األطراف المتعاقدة التي تقوم
بالتحقيق وتقديم توصيات ،فإذا لم يقم العضو المشتكى به بتنفيذ هذه التوصيات ،جاز
لألطراف المتعاقدة في حالة المخالفات الجسيمة السماح للعضو المشتكي بوقف بعض
التنازالت التي كان قد سبق أن قدمها للطرف المشتكى به ،الذي إن لم يقبل هذا الوقف
كان له حق االنسحاب من الكات‶.
• وإذا كان هذا التفاهم الذي يتضمن تدوين القواعد وإجراءات تسوية المنازعات التي تراكمت
من خالل الممارسة منذ إنشاء الكات يضيف كثيرا إلى ما تضمنته أحكام المادتين ،23 ،22إال
أنه ال يغير بشكل أساسي من الصفة االختيارية لنظام تسوية المنازعات في هذا اإلطار ،إذ بقي
للطرف المشتكى به (حق الفيتو) ضد كل خطوة من خطوات تسوية المنازعات ،فله أن يرفض
تشكيل فريق ( ) panelلتسوية النزاع ،وله أن يرفض استمرار السير في إجراءات التسوية،
وله أخيرا أن يرفض التقرير الذي صدر عن فريق التسوية.
الفقرة الثانية :نظام تسوية المنازعات في إطار منظمة التجارة العالمية وآليات اشتغاله
أوال) إنشاء جهاز لتسوية المنازعات يسهر على تطبيق نظام التسوية
تخضع كافة المنازعات التي تنشأ بين الدول األعضاء في المنظمة ،التي تتعلق بالحقوق
وااللتزامات المقررة في االتفاقات المشمولة ،لقواعد وإجراءات تسوية المنازعات الواردة
في التفاهم سالف الذكر ،والتي يرمز لها اختصارا بـ () D.S.U
وقد نصت المادة ( ) 2من اتفاق التفاهم هذا ،على إنشاء جهاز يدير القواعد واإلجراءات
والمشاورات وأحكام تسوية المنازعات الواردة في االتفاقيات المشمولة ،يتمتع بسلطة إنشاء
فرق خاصة ،واعتماد تقارير االستئناف ،ومراقبة تنفيذ القرارات ،والتوصيات ،والترخيص
بتعليق التنازالت ،وغيرها من االلتزامات التي تفرضها تلك االتفاقيات.
وقد أنشيء هذا الجهاز بالفعل تحت مسمى يرمز له اختصارا بــ () DSB
المبحث الثاني :قواعد التجارة الدولية
ثانيا) المراحل التي يمر منها النزاع التجاري حتى انتهاء تسويته
❑ مرحلة المشاورات:
نصت الفقرة الثالثة من المادة الرابعة من القواعد سالفة الذكر على أنه:
″إذا قدم طلب المشاورات عمال باتفاق مشمول ،يجب على العضو الذي يقدم إليه
الطلب ،ما لم يجر اتفاق متبادل على عكس ذلك ،أن يجيب على الطلب في غضون
10أيام من تاريخ تسليمه وأن يدخل بحسن نية في مشاورات ضمن فترة ال تتجاوز
30يوما بعد تسلم الطلب ،بهدف التوصل إلى حل مرض للطرفين.
وإذا لم يرسل العضو ردا في غضون 10أيام من تسلم الطلب ،أو لم يدخل في
مشاورات ضمن فترة ال تتجاوز 30يوما بعد تسليم الطلب ،حق للعضو الذي طلب
المشاورات أن ينتقل مباشرة إلى طلب إنشاء فريق لحسم النزاع‶.
وعلى العضو الطالب للمشاورات أن يخبر الجهاز والمجالس واللجان ذات الصلة بطلبه
المشاورات .وتقديم طلبات عقد المشاورات كتابة وتدرج األسباب الداعية للطلب بما
فيها تحديد اإلجراءات المعترض عليها ،مع ذكر األساس القانوني للشكوى (المادة 4
الفقرة .) 4
المبحث الثاني :قواعد التجارة الدولية
• ويجب على األعضاء أن يسعوا خالل سير المفاوضات إلى تسوية مرضية للنزاع ،قبل
اللجوء إلى أي إجراء آخر (المادة 4فقرة .) 5
• وتكون المفاوضات سرية ،وينبغي أال تخل بحقوق عضو في أية إجراءات الحقة
(المادة 4فقرة .) 6
• وإذا أخفقت المشاورات في تسوية نزاع ما في غضون ستين يوما بعد تاريخ تسليم
طلب إجراء المشاورات ،جاز للطرف الشاكي أن يطلب إنشاء فريق لحسم النزاع.
• ويجوز للطرف المشتكي أن يطلب تشكيل الفريق قبل انقضاء الستين يوما إذا ما
اعتبر الطرفان المتشاوران معا أن المشاورات قد أخفقت في تسوية النزاع (المادة 4
فقرة ).
• ويجوز لألعضاء في الحاالت المستعجلة ،بما فيها تلك المتعلقة بالسلع سريعة التلف
أن يدخلوا في مشاورات في غضون ما ال يزيد عن عشرة أيام من تاريخ تسلم الطلب.
وإذا أخفقت المشاورات في حل النزاع خالل عشرين يوما بعد تسلم الطلب ،جاز
للطرف المشتكي أن يطلب إنشاء فريق (المادة 4فقرة .) 8
المبحث الثاني :قواعد التجارة الدولية
❑ مرحلة حسم المنازعات عن طريق فريق خاص () PANEL
في حالة إخفاق المشاورات على النحو المقدم ،يجوز أن يطلب الطرف المشتكي تشكيل
فريق لحسم المنازعات ،إال إذا قرر الجهاز في ذلك االجتماع بتوافق األراء عدم تشكيل
الفريق (المادة 6فقرة .) 1
ويقدم الطلب بتكوين الفرق الخاصة مكتوبا ،وينبغي أن يبين الطلب ما إذا كانت قد عقدت
مشاورات ،وأن يحدد موضوع النزاع وأن يقدم ملخصا مختصرا لألساس القانوني
للشكوى كافيا لعرض المشكلة بوضوح (المادة 6فقرة .) 2
ينبغي اختيار أعضاء الفريق أو المجموعة بما يكفل استقاللهم وتوافر تنوع كاف في
مؤهالتهم وخبراتهم.
• إعادة النظر :ال يجب أن تتجاوز مرحلة إعادة النظر أسبوعين ،وخالل هذه الفترة
يمكن للمجموعة الخاصة عقد اجتماعات أخرى مع الطرفين.
• التقرير النهائي :يحال تقرير نهائي على الطرفين ،وبعد ثالثة أسابيع ،يوزع على
كل أعضاء منظمة التجارة العالمية ،فإذا توصلت المجموعة الخاصة على أن التدبير
المطعون فيه هو فعال تدبير مخالف التفاقيات منظمة التجارة العالمية ،أو ألي التزام
في إطار هذه األخيرة ،توصي بجعل التدبير متطابقا مع قواعد منظمة التجارة
العالمية ،ويمكن أن تقترح كيف يمكن الوصول إلى هذه الغاية.
المبحث الثاني :قواعد التجارة الدولية
• التقرير يصبح قرارا :يصبح التقرير داخل أجل 60يوما الموالية قرارا
أو توصية للجهاز المكلف بحل النزاعات ،باستثناء إذا كان هناك تراضي
لرفضه ،ويمكن للطرفين أن يتقدما باستئناف ضد القرار.
❑ مرحلة االستئناف
يقوم جهاز تسوية المنازعات بإنشاء جهاز دائم لالستئناف .وينظر جهاز االستئناف في
القضايا المستأنفة من المجموعات الخاصة ،ويتكون الجهاز من سبعة أشخاص
يخصص ثالثة منهم لكل قضية من القضايا .ويعمل أعضاء جهاز االستئناف بالتناوب.
ويتألف جهاز االستئناف من أشخاص مشهود لهم بالمكانة الرفيعة ،وبالخبرة الراسخة
في مجال القانون والتجارة الدولية وموضوع االتفاقيات المشمولة عموما .ويجب أال
يكونوا تابعين ألية حكومة من الحكومات.
وينبغي أن تعكس عضوية جهاز االستئناف إلى حد كبير عضوية منظمة التجارة العالمية
في سعة تمثيلها.
المبحث الثاني :قواعد التجارة الدولية
• ويقتصر االستئناف على المسائل القانونية الواردة في تقرير المجموعة الخاصة وعلى
التفسيرات القانونية التي توصل إليها.
• ويعتمد جهاز تسوية المنازعات تقارير جهاز االستئناف وتقبلها أطراف النزاع دون شروط
ما لم يقرر جهاز تسوية المنازعات بتوافق اآلراء عدم اعتماد تقرير جهاز االستئناف ف ي
غضون ثالثين يوما بعد تعميمه على األعضاء.
• وإذا وجد فريق ما أو جهاز االستئناف أن إجراء ما يتعارض مع اتفاق مشمول ،فإنه يوص ي
بأن يعدل العضو المعني اإلجراء بما يتوافق مع اتفاقات منظمة التجارة العالمية.
• وللمجموعة الخاصة أو جهاز االستئناف ،أن يقترح إضافة إلى توصياته ،السبل التي يستطيع
العضو المعني بمقتضاها تنفيذ التوصيات (المادة .) 19
• وينبغي على العضو المعني أن يعلم جهاز تسوية المنازعات ،في االجتماع الذي يعقده الجهاز
في غضون ثالثين يوما بعد تاريخ اعتماد تقرير الفريق أو جهاز االستئناف بنواياه فيما
يتصل بتنفيذ توصيات وقرارات جهاز تسوية المنازعات .وإذا تعذر عمليا االمتثال فورا
للتوصيات والقرارات ،أتيحت للعضو المعني فترة معقولة من الوقت لكي يفعل ذلك.
المبحث الثاني :قواعد التجارة الدولية
❑ مرحلة تنفيذ التوصيات والقرارات
• هذا ،ويراقب جهاز تسوية المنازعات تنفيذ التوصيات والقرارات (مادة ،) 21وإذا
أخفق العضو المعني في االمتثال للتوصيات والقرارات ضمن مدة زمنية معقولة تحدد
وفقا للفقرة الثالثة من المادة ( ،) 21يجب على هذا العضو ،الدخول مع العضو
المشتكي في مفاوضات بهدف التوصل إلى تعويض مقبول.
• وإذا لم يمكن االتفاق على تعويض مرض خالل عشرين يوما بعد انقضاء الفترة
الزمنية المعقولة جاز للطرف المشتكي أن يطلب إلى جهاز تسوية المنازعات تعليق
تنفيذ الحقوق بالنسبة للعضو المذكور بموجب االتفاقات (المادة .) 22
• هذا ،ومن الجدير بالذكر أن الفقرة الثانية من المادة ( ) 21من القواعد تنص على
مراعاة مصالح الدول النامية بشكل خاص.
المراجع المعتمد عليها إلعداد هذه المحاضرات
حازم الببالوي ،النظام االقتصادي الدولي المعاصر ،عالم المعرفة ،العدد 257 •
(الكويت :المجلس الوطني للثقافة والفنون واآلداب.) 2000 ،
الحسين الشكراني ،تناقضات القانون الدولي مدخل تحليل( ،بيروت :مركز دراسات •
الوحدة العربية.) 2019 ،
خويلدي السعيد″ ،أجهزة (آليات) النظام االقتصادي الدولي‶ ،دفاتر السياسة والقانون، •
العدد ) 20013( 9
مؤتمر األمم المتحدة حول التجارة والتنمية ،تسوية النزاعات في منظمة التجارة •
العالمية( ،نيويورك وجنيف :األمم المتحدة.) 2003 ،
نادية الهواس ،محاضرات في القانون الدولي االقتصادي ،كلية العلوم القانونية •
واالقتصادية واالجتماعية فاس ،السنة الجامعية . 2010/2011
م.بوطريكي ،محاضرات في قانون التجارة الدولية ،جامعة محمد األول بوجدة ،السنة •
الجامعية . 2009/2010