Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 7

‫التقرير حصة مقاصد الشريعة للفصل األول‬

‫التاريخ‪25/2/2020 :‬‬ ‫اسم‪ :‬أمحد حاذق بن رضوان‬

‫املوضوع‪ :‬مفهوم مقاصد الشريعة‬ ‫الرقم‪1728609 :‬‬

‫ق‪22‬د ش‪22‬رح األس‪22‬تاذ ال‪22‬دكتور حمم‪22‬د الط‪22‬اهر امليس‪22‬اوي يف فص‪22‬ل األول عن التعري‪22‬ف مبقاص‪22‬د الش‪22‬ريعة‬

‫يقتضي النظر إىل أن "مقاصد الشريعة" مركب من كلمتني؛ املضاف واملض‪22‬اف إلي‪22‬ه‪ .‬ف‪22‬األول‪ ،‬املقص‪22‬د أص‪22‬له‬

‫من القصد يعين النية كما علم املتأمل يف القاع‪2‬دة الفقهي‪2‬ة الكلي‪2‬ة "األم‪2‬ور مبقاص‪2‬دها" ال‪2‬يت تس‪2‬تند إىل ح‪2‬ديث‬

‫النية؛ «إمنا األعمال بالنية»‪ .‬ومن معاين القصد أيض‪2‬ا‪ ،‬الغاي‪2‬ة واهلدف واإلرادة واملع‪2‬ىن (كم‪2‬ا ورد يف تعري‪2‬ف‬

‫ابن عاش‪22 2‬ور ملقاص‪22 2‬د الش‪22 2‬ريعة)‪ .‬ومن ذل‪22 2‬ك‪ ،‬اش‪22 2‬تق من ه‪22 2‬ذه الكلم‪22 2‬ة االقتص‪22 2‬اد وه‪22 2‬و االعت‪22 2‬دال والتوس‪22 2‬ط‬

‫واالستقامة والت‪2‬وازن كم‪2‬ا اسُتش‪2‬هد من س‪2‬ورة لقم‪2‬ان آي‪2‬ة ‪َ﴿ :19‬و اْقِص ْد يِف َم ْش ِيَك َو اْغ ُضْض ِم ن َصْو ِتَك ۚ ‬

‫ِإَّن َأنَك َر اَأْلْص َو اِت َلَص ْو ُت اَحْلِم ِري ﴾ وك‪2‬ذلك يف س‪2‬ورة النح‪2‬ل‪َ﴿ :‬و اْقِص ْد يِف َم ْش ِيَك َو اْغ ُضْض ِم ن َصْو ِتَك ۚ ‬

‫ِإَّن َأنَك َر اَأْلْص َو اِت َلَص ْو ُت اَحْلِم ِري ﴾‪ .‬ومن مع‪2‬اين القص‪2‬د أيض‪2‬ا‪ ،‬التوج‪2‬ه‪ .‬فق‪2‬د س‪2‬بقت اإلش‪2‬ارة إىل أن القص‪2‬د‬

‫هو الغاية واهلدف وم‪2‬ا إىل ذل‪2‬ك من معاني‪2‬ه‪ ،‬فض‪2‬دمها العبث‪ ،‬كم‪2‬ا نص‪2‬ف فع‪2‬ل من كس‪2‬ر ح‪2‬ق الغ‪2‬ري بال ح‪2‬ق‬

‫أو سبب مباح أنه عبث‪.‬‬

‫إذن‪ ،‬بقيت لن‪22‬ا اإلش‪22‬ارة إىل الش‪22‬ريعة‪ ،‬وأص‪22‬له من "ش‪22‬رع" أي ب‪22‬دأ كم‪22‬ا قلن‪22‬ا‪ :‬ش‪22‬رعت يف ك‪22‬ذا أي‬

‫بدأت فيه‪ .‬ومن معاين "شرع" سن أو وضع قنونا‪ ،‬كما ذكر يف سورة الشورى آية ‪َ﴿ :13‬ش َر َع َلُك م ِّم َن‬
‫الِّديِن َم ا َو َّص ٰى ِبِه ُنوًح ا َو اَّلِذي َأْو َح ْيَن ا ِإَلْي َك َو َم ا َو َّص ْيَنا ِبِه ِإْبَر اِه يَم َو ُموَس ٰى َو ِعيَس ٰى ۖ َأْن َأِقيُم وا ال‪ِّ2‬ديَن َو اَل‬

‫َتَتَفَّرُقوا ِفي‪ِ2‬ه﴾‪ .‬وباﻹض‪2‬افة إىل ذل‪2‬ك‪ ،‬من مع‪2‬اين كلم‪2‬ة ش‪2‬رع‪ ،‬خاص‪2‬ة من كلم‪2‬ة "ش‪2‬رعة" و "ش‪2‬ريعة" الطري‪2‬ق‬
‫واملنهج ومصدر املاء‪ .‬إذن ه‪2‬ذه الكلم‪2‬ة مع‪2‬اين كث‪2‬رية‪ .‬ومن ذل‪2‬ك الوج‪2‬ه‪ ،‬ج‪2‬اءت كلم‪2‬ة التش‪2‬ريع يف الق‪2‬وانني‬

‫كم ‪22‬ا ش ‪22‬رع الربملان الق ‪22‬وانني يف دول ‪22‬ة م ‪22‬ا‪ .‬واالس ‪22‬تخالص مما نق ‪22‬دم أن الش ‪22‬ريعة هي جمموع ‪22‬ة من الق ‪22‬وانني‬

‫واألحكام والقواع‪2‬د ال‪2‬يت تنظم س‪2‬لوك البش‪2‬ر وعالق‪2‬اهتم م‪2‬ع بعض‪ .‬ل‪2‬ذلك‪ ،‬ق‪2‬د ج‪2‬اء يف قول‪2‬ه تع‪2‬اىل إش‪2‬ارة إىل‬

‫ه ‪22‬ذا املع ‪22‬ىن‪ِ﴿ :‬لُك ٍّل َجَعْلَن ا ِم نُك ْم ِش ْر َعًة َو ِم ْنَه اًج ا﴾‪ .‬وقول ‪22‬ه من قائ ‪22‬ل‪َّ﴿ :‬مُث َجَعْلَن اَك َعَلٰى َش ِر يَعٍة ِّم َن اَأْلْم ِر‬

‫َفاَّتِبْع َه ا َو اَل َتَّتِب ْع َأْه َو اَء اَّل ِذ يَن اَل َيْع َلُم وَن ﴾‪ .‬فكلم‪22‬ة "األم‪22‬ر" يف ه‪22‬ذه األي‪22‬ة يقص‪22‬د األم‪22‬ر ال‪22‬ديين ال‪22‬ذي يتعل‪22‬ق‬

‫باحلياة اليت أنزل لينظم حياة البشر‪ .‬الوحي مل يأيت لينظم احلي‪2‬اة يف األخ‪2‬رة؛ ألن احلي‪2‬اة يف األخ‪2‬رة هي نتيج‪2‬ة‬

‫احلياة يف الدنيا‪ .‬إذن‪ ،‬القصد والغاية الدين الذي أنزل للناس منذ نوح هو لتنظيم حي‪22‬اة الن‪22‬اس يف ه‪22‬ذه ال‪22‬دنيا‬

‫وبيان ما جيوز وما ال جيوز‪.‬‬

‫﴿َو َأنَز ْلَنا ِإَلْيَك اْلِكَتاَب ِباَحْلِّق ُمَص ِّد ًقا ِّلَم ا َبَنْي َيَد ْيِه ِم َن اْلِكَت اِب َو ُمَهْيِم ًن ا َعَلْي ِه﴾ (املائ‪2‬دة‪ .)48 :‬أي ملا س‪2‬بق‬

‫مما نزل على موسى وعيسى واألنبياء اآلخرين‪" ،‬ومهيمنا عليه" أنه مبعىن نسف ما مل يعود صاحل‪.‬‬

‫ومن مع‪22‬اين الش‪22‬ريعة هي الطري‪22‬ق املس‪22‬تقيم‪ ،‬ول‪22‬ذلك ج‪22‬اء الرس‪22‬ل حيم‪22‬ل الش‪22‬ريعة لكي يعيش الن‪22‬اس‬

‫على العدل واالستقامة واملعروف على اخلري حىت يضمن السعادة يف الدنيا واآلخرة‪ .‬واجلدير بال‪22‬ذكر إىل أن‬

‫ه ‪22‬ذه األحك ‪22‬ام املش ‪22‬روعة من قب ‪22‬ل الش ‪22‬ارع ختتل ‪22‬ف من حيث قوهتا‪ ،‬ومنه ‪22‬ا على س ‪22‬بيل اجلزم مث ‪22‬ل الوج ‪22‬وب‬

‫واحلرمة‪ ،‬ومنها على سبيل غري اجلزم مثل الندب والكراهة‪ ،‬ومنها التخيري مثل اإلباحة‪.‬‬

‫بن‪22‬اء على م‪22‬ا تتبعن‪22‬ا بك‪22‬ل ه‪22‬ذه املع‪22‬اين من اللغ‪22‬ة‪ ،‬وميكن الق‪22‬ول أن مقاص‪22‬د الش‪22‬ريعة هي م‪22‬ا وض‪22‬عت‬

‫األحك‪22‬ام من أجل‪22‬ه س‪22‬واء تعلقت بالص‪22‬الة واحلج واجلوار واألح‪22‬وال الشخص‪22‬ية وهلم ج‪22‬را‪ ،‬إم‪22‬ا ب‪22‬األوامر أو‬
‫الن‪22‬واهي‪ .‬وك‪22‬ل ه‪22‬ذه األحك‪22‬ام هلا غاي‪22‬ة وه‪22‬دف وال توض‪22‬ع عبث‪22‬ا‪ ،‬وإمنا هي متعل‪22‬ق مبص‪22‬احل املكلفني‪ .‬فاملن‪22‬افع‬

‫واملضرة خلف هذه األحكام ترجع ‪-‬حقيقة‪ -‬إىل العباد سواء كانت يف مستوى الفرد أو اجملتمع‪.‬‬

‫فه‪22‬ذه األحك‪22‬ام املس‪22‬نونة أيض‪22‬ا منه‪22‬ا م‪22‬ا ه‪22‬و منص‪22‬وص عليه‪22‬ا مث‪22‬ل حترمي ش‪22‬رب اخلم‪22‬ر‪ ،‬ومنه‪22‬ا م‪22‬ا ه‪22‬و‬

‫مستنبط من النصوص وال يتبني يف فحوىها جليا مث‪2‬ل كلم‪2‬ة "ف‪2‬اجتنبوا" يف آي‪2‬ة اخلم‪2‬ر‪ ،‬وي‪2‬دخل يف حترمي ك‪2‬ل‬

‫م ‪22‬ا يتعل ‪22‬ق ب ‪22‬اخلمر كم ‪22‬ا ج ‪22‬اء النهي بص ‪22‬يغة أق ‪22‬وى يف ح ‪22‬ديث أنس‪« :‬لعن رس ‪22‬ول اهلل ﷺ يف اخلم ‪22‬ر‬

‫عش‪22‬رة‪ :‬عاص‪22‬رها‪ ،‬واملعص‪22‬ورة ل‪22‬ه‪ ،‬وحامله‪22‬ا‪ ،‬واحملمول‪22‬ة ل‪22‬ه‪ ،‬وبائعه‪22‬ا‪ ،‬واملبتاع‪22‬ة ل‪22‬ه‪ ،‬وس‪22‬اقيها‪ ،‬واملس‪22‬تقاة ل‪22‬ه»‪.‬‬

‫ودائما الحظنا أن اهلل مجع بني اخلمر والقمار وعلل أهنم‪2‬ا‪ ...﴿:‬أن يوق‪2‬ع بينكم الع‪22‬داوة والبغض‪22‬اء يف اخلم‪22‬ر‬

‫وامليسر ويصدكم عن ذكر اهلل وعن الصالة‪...‬اخل﴾‪ .‬فبعد معرفة العلة يف قضية ما‪ ،‬ولسنا نبالغ إذا قلنا أنن‪22‬ا‬

‫نقدر على وضع األحكام املعينة فيها بطريق القياس ألن القاع‪2‬دة املس‪2‬تمرة تقتض‪2‬ي أن األحك‪2‬ام ت‪2‬دور بعلته‪2‬ا‬

‫وجودا وعدما‪ .‬ويف سياق هذا التوجيه العام‪ ،‬جند كثريا من األش‪22‬ياء ال‪22‬يت مل تنص عليه‪22‬ا من الكت‪22‬اب والس‪22‬نة‬

‫مثل احلب‪2‬وب واملخ‪2‬درات واحلقن ال‪2‬يت ت‪2‬نزل منزل‪2‬ة اخلم‪2‬ر يف إس‪2‬كاره‪ ،‬فنس‪2‬تنبط ه‪2‬ذه األش‪2‬ياء أحكام‪2‬ه بطري‪2‬ق‬

‫القياس إذا علمنا العلة‪ .‬إذن‪ ،‬فكل ما يسكر العقل وخيمره فهو حرام قليل‪22‬ه وكث‪22‬ريه كم‪22‬ا يف احلديث‪ .‬ويؤي‪22‬د‬

‫هذا احلكم أي احلرام‪ ،‬ملا شاهدنا من اجلرائم اليت تقع بسبب هذه األشياء القتيلة‪.‬‬

‫وخالصة القول‪ ،‬مقاصد الشريعة هي األهداف والغاي‪2‬ات ال‪2‬يت جتلب املص‪2‬احل وتبع‪2‬د املض‪22‬رة يف ح‪2‬ق‬

‫املكلفني‪ .‬واملقص ‪22‬د الع ‪22‬ام ه ‪22‬و حتقي ‪22‬ق مص ‪22‬احل اخلل ‪22‬ق مجيع ‪ً2‬ا يف ال ‪22‬دنيا واآلخ ‪22‬رة‪ ،‬ويتحق ‪22‬ق ه ‪22‬ذا من خالل مجل ‪22‬ة‬

‫أحكام الشريعة اإلسالمية‪ .‬أما املقاصد اخلاصة هي األهداف اليت تسعى الشريعة إىل حتقيقها يف جمال خاص‬

‫من جماالت احلياة كالنظام االقتصادي أو األسري أو السياسي‪.‬‬


‫التقرير حصة مقاصد الشريعة للفصل الثاني‬

‫التاريخ‪27/2/2020 :‬‬ ‫اسم‪ :‬أمحد حاذق بن رضوان‬

‫املوض ‪22‬وع‪ :‬عالق ‪22‬ة مقاص ‪22‬د الش ‪22‬ريعة م ‪22‬ع األدل ‪22‬ة‬ ‫ال ‪22‬رقم‪1728609 :‬‬

‫الشرعية‬

‫وقد علمنا يف هذا الفص‪2‬ل عن عالق‪2‬ة مقاص‪2‬د الش‪2‬ريعة م‪2‬ع األدل‪2‬ة الش‪2‬ريعة‪ .‬وب‪2‬دأ األس‪2‬تاذ عن األدل‪2‬ة‬

‫املتف‪22‬ق عليه‪22‬ا أو األص‪22‬لية ومها الق‪22‬رآن والس‪22‬نة‪ .‬فأم‪22‬ا الق‪22‬رآن أي مص‪22‬در األساس‪22‬ي األول ه‪22‬و كالم اهلل ال‪22‬ذي‬

‫أنزل إىل النيب حمم‪2‬د ص‪2‬لى اهلل علي‪2‬ه وس‪2‬لم بواس‪2‬طة جربي‪2‬ل باللغ‪2‬ة العربي‪2‬ة‪ ،‬املتعب‪2‬د بتالوت‪2‬ه وب‪2‬التواتر‪ ،‬وب‪2‬دأ من‬

‫س‪22‬ورة الفاحتة إىل س‪22‬ورة الن‪22‬اس‪ .‬وق‪22‬ال الش‪22‬اطيب أن الق‪22‬رآن ه‪22‬و كلي‪22‬ة الش‪22‬ريعة أي يش‪22‬مل ك‪22‬ل الش‪22‬يء وتبي‪22‬ان‬

‫لكل الشيء‪ .‬فكل شيء هنا ليس يع‪2‬ين التفاص‪2‬ل وك‪2‬ل األج‪2‬زاء‪ ،‬وإمنا ك‪2‬ل األص‪2‬ول وك‪2‬ل القض‪2‬ايا األساس‪2‬ية‬

‫بينها القرآن‪.‬‬

‫ومسايرة هلذا املبدأ العام‪ ،‬القرآن والسنة النبوية ميثالن املصادر األساسية يف اإلسالم‪ .‬فالقرآن ثبوت‪22‬ه‬

‫قطعي على طري ‪22‬ق مت ‪22‬واتر ينق ‪22‬ل مجع عن مجع‪ ،‬وأم ‪22‬ا داللت ‪22‬ه فمختل ‪22‬ف‪ ،‬منه ‪22‬ا م ‪22‬ا ه ‪22‬و قطعي وم ‪22‬ا ه ‪22‬و ظ ‪22‬ين‪.‬‬

‫فاالحتج ‪22‬اج ب ‪22‬القرآن ال ب ‪22‬د أن يك ‪22‬ون باآلي ‪22‬ة احملكم ‪22‬ة ال املنس ‪22‬وخة‪ .‬ومن جه ‪22‬ة أخ ‪22‬رى‪ ،‬الس ‪22‬نة النبوي ‪22‬ة ثبوهتا‬

‫وداللته ‪22‬ا قطعي وظ ‪22‬ين‪ .‬ونتج عنهم‪22‬ا أن‪22‬واع الس‪22‬نة فمنه ‪22‬ا م ‪22‬ا ه ‪22‬و مت‪22‬واتر‪ ،‬ومنه ‪22‬ا م ‪22‬ا ه ‪22‬و آح‪22‬اد‪ .‬فاالحتج‪22‬اج‬

‫بالس ‪22‬نة النبوي ‪22‬ة ال ب ‪22‬د أن تك ‪22‬ون ثابت ‪22‬ة‪ .‬فالس ‪22‬نة من زاوي ‪22‬ة أخ ‪22‬رى ق ‪22‬د تك ‪22‬ون ق ‪22‬وال أو فعال أو تقري ‪22‬ر‪ ،‬والس ‪22‬نة‬

‫أكثره ‪22‬ا تتعل ‪22‬ق باألحك ‪22‬ام وهي بي ‪22‬ان ملا يف الق ‪22‬رآن‪ .‬وص ‪22‬فوة الق ‪22‬ول‪ ،‬الق ‪22‬رآن والس ‪22‬نة مها منش ‪22‬أ لألحك ‪22‬ام ال‬

‫غريمها‪ .‬فاإلمجاع والقياس وما إىل ذلك من األدلة املختلف فيها إمنا هي مناهج استنباط األحكام فقط‪.‬‬
‫واعتب‪22‬ارا لعاملي‪22‬ة اخلط‪22‬اب الق‪22‬رآين ف‪22‬إن اهلل بش‪22‬ر بانتش‪22‬ار اإلس‪22‬الم يف رب‪22‬وع الع‪22‬امل لقول‪22‬ه تع‪22‬اىل‪﴿ :‬ه‪22‬و‬

‫الذي أرسل رسوله باهلدى ودين احلق ليظهره على الدين كله ولو كره املشركون﴾ (التوبة‪ .)33 :‬ويدعو‬

‫ط‪2‬ه ج‪2‬ابر العل‪2‬واين لالنتب‪2‬اه إىل وج‪2‬ود منط‪2‬ق ق‪2‬رآين ك‪2‬امن وقواع‪2‬د مبثوث‪2‬ة يف ثناي‪2‬ا الق‪2‬رآن‪ ،‬وأن اإلنس‪2‬ان ق‪2‬ادر‬

‫بتوفيق اهلل على الكشف عن قواعد ذلك املنط‪2‬ق‪ ،‬لتس‪2‬اعد يف تس‪2‬ديد عقل‪2‬ه ال‪2‬ذايت وترش‪2‬يد حركت‪2‬ه‪ ،‬كم‪2‬ا أن‬

‫هذه القواعد ذاهتا ميكن أن تشكل قوانني تعصم العقل املوضوعي من الشذوذ والشرود واخلط‪22‬أ واالحنراف‪،‬‬

‫وباستقراء اآليات القرآنية اليت نظمت عالقة املسلم بغري املسلم ميكن تقسيمها إىل أرب‪2‬ع حماور حس‪2‬ب مجال‬

‫الدين عطية‪:‬‬

‫‪ -‬األول‪ :‬آي‪22‬ات ج‪22‬اءت للنهي عن م‪22‬واالة غري املس‪22‬لمني‪ ،‬وبينت أن والي‪22‬ة ه‪22‬ؤالء األص‪22‬لية إمنا هي لبعض‪22‬هم‬

‫البعض مثل قوله سبحانه وتعاىل‪﴿ :‬يا أيها الذين آمنوا ال تتخذوا الكافرين أولياء من دون املؤمنني أتريدون‬

‫أن جتعلوا اهلل عليكم سلطانا مبينا﴾ (النساء‪.)144 :‬‬

‫‪ -‬الث‪22‬اين‪ :‬آي‪22‬ات اقتص‪22‬رت على بي‪22‬ان مس‪22‬اوئ وس‪22‬لبيات غري املس‪22‬لمني دون ذك‪22‬ر النهي عن م‪22‬واالهتم بس‪22‬بب‬

‫تل‪22‬ك الس‪22‬لبيات من ذل‪22‬ك قول‪22‬ه س‪22‬بحانه وتع‪22‬اىل ‪﴿:‬ود كث‪22‬ري من أه‪22‬ل الكت‪22‬اب ل‪22‬و ي‪22‬ردونكم من بع‪22‬د إميانكم‬

‫كف‪2‬ارا حس‪2‬دا من عن‪2‬د أنفس‪2‬هم من بع‪2‬د م‪2‬ا ت‪2‬بني هلم احلق ف‪2‬اعفوا واص‪2‬فحوا ح‪2‬ىت ي‪2‬أيت اهلل ب‪2‬أمره إن اهلل على‬

‫كل ش‪2‬يء ق‪2‬دير﴾(البق‪2‬رة‪ .)109 :‬وقول‪2‬ه تع‪2‬اىل‪﴿ :‬م‪2‬ا ي‪2‬ود ال‪2‬ذين كف‪2‬روا من أه‪2‬ل الكت‪2‬اب وال املش‪2‬ركني أن‬

‫ينزل عليكم من خري من ربكم واهلل خيتص برمحته من يشاء واهلل ذو الفضل العظيم﴾(البقرة‪.)105 :‬‬

‫‪ -‬الث‪22 2‬الث‪ :‬آي‪22 2‬ات مجعت بني الس‪22 2‬لبيات وت‪22 2‬رتيب النهي عن املواالة بس‪22 2‬بب ذل‪22 2‬ك‪ ،‬كم‪22 2‬ا يف قول‪22 2‬ه س‪22 2‬بحانه‬

‫وتعاىل‪﴿ :‬ال جتد قوما يؤمنون باهلل واليوم اآلخر يوادون من حاد اهلل ورسوله ولو كانوا آب‪2‬اءهم أو أبن‪2‬اءهم‬
‫أو إخواهنم أو عشريهتم أولئك كتب يف قلوهبم اإلميان وأيدهم ب‪2‬روح من‪2‬ه وي‪2‬دخلهم جن‪2‬ات جتري من حتته‪2‬ا‬

‫األهنار خال‪22 2‬دين فيه‪22 2‬ا رض‪22 2‬ي اهلل عنهم ورض‪22 2‬وا عن‪22 2‬ه أولئ‪22 2‬ك ح‪22 2‬زب اهلل أال إن ح‪22 2‬زب اهلل هم املفلح‪22 2‬ون﴾‬

‫(احلشر‪.)22 :‬‬

You might also like