الادارة الامريكية والازمة الخليجية محمد بوبوش

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 31

‫‪159‬‬

‫‪Shu’un‬‬
‫‪Shu’un‬‬ ‫‪al-Awsat‬‬

‫شتــاء ‪ -‬ربـيع ‪2019‬‬ ‫‪al-Awsat‬‬


‫‪Winter-Spring 2019‬‬

‫‪151‬‬ ‫‪151‬‬

‫العنوان‬
‫بئر حسن ـ شارع السفارات‬
‫هاتف‪ 820520 :‬ـ ‪835584‬‬
‫فاكس‪)01( 835455 :‬‬
‫ص‪.‬ب‪113/5668 : .‬‬
‫حمرا ـ بيروت ‪ 11032060‬ـ لبنان‬

‫السنة اخلامسة و العشرون ـ العدد ‪151‬‬


‫تعـنــى بــاالسـتــراتـيجـيـــات االقلـيـمـيــة‬ ‫فـصـلـيـــة مـتخـصــصـــة محـكّمـــة‬
‫‪ADDRESS‬‬
‫‪Bir Hassan - Embassies St.‬‬
‫‪Tel.: (01) 820920 - 835584‬‬
‫‪Fax: (01)835495‬‬
‫‪P.O.Box: 113-5668‬‬
‫‪HAMRA - Beirut - 11032060‬‬
‫‪Lebanon‬‬
‫‪http:// www.cssrd. org.lb‬‬
‫‪e-mail: cssrd@dm.net.lb‬‬

‫إنتخابات تركيا البلدية‬ ‫سعر العدد‬


‫} لبـنـان ‪ 8000‬ل‪.‬ل‪.‬‬
‫الشرق االوسط واخلليج يف عالم متغير‬ ‫} سائر الدول األخرى ‪:‬‬
‫‪ 10‬دوالرات أميركية‬

‫التوازن يف اخلليـج ما بعد أميـركا‬


‫املــوصــــل ‪ :‬رؤيـــة استشـرافيـــة‬
‫دبلوماسية النفط يف منطق العالقات الدولية‬
‫الشباب العربي واملشاركة السياسية‬ ‫ربيع ـ صيف ‪2015‬‬

‫قـــراءات‬ ‫النســوية العربيــة وأخواتهــا‬


‫‪Annual subscription rate‬‬ ‫االشتراك السنوي‬
‫حـوار هابـرماس‪-‬راتـسنـغر‬
‫مجلــس الســـلم واألمـــن اإلفـــريقي‬ ‫)‪(Including Postage‬‬
‫‪Lebanon:‬‬
‫بـــــمــــــــــــا فــــيـه رســـــــــــوم الــــبـــــــــــريـــــــــــــد‬
‫جدليـة العقـل والديـن‬ ‫)‪Individuals (40 USD) Institutions (60 USD‬‬
‫لــبـــنـــــان‪ :‬افـــــراد (‪ )$40‬مـــــؤســــســـــات (‪)$60‬‬
‫دول أخـــرى‪)$80( :‬‬
‫)‪Other Countries: (80 USD‬‬
‫تـــــــــرســل طـلـــبـــــــــات االشـــتـــــــــراك الـــــــــى‬ ‫الـ ـتــوزيع يف اخلــارج ـ مــؤســســة الـفالح للـنــشــر والـ ـتــوزيع‬
‫‪Send Your Subscriptions to the‬‬
‫مـــــركـــــز الـــــــدراســــــــات االســتـــــراتـــيجــيـــــة‬ ‫تلفــاكــس ‪/01 856677 :‬ص‪.‬ب‪ 113/6550 .‬بيــروت ـ لـبنــان‬
‫‪Center For Strategic Studies‬‬

‫مركز الدراسات‬ ‫‪Shu’un al - Awsat‬‬


‫‪ISSN 1081 - 9408‬‬
‫االستراتيجية‬
‫‪Shu’un‬‬
‫‪al - Awsat‬‬

‫‪159‬‬ ‫شــتاء ‪ -‬ربيع ‪2019‬‬


‫‪Winter-Spring 2019‬‬

‫فــصلـيــــة مـتخـصـصــة مـحكّـمـــــة تعـنــــى بــاالســـتـــراتـيجـيـــــات اإلقـلــيــمـــيــــة‬ ‫رئيس التحرير‬


‫محـمـــد نـــور الـــديــن‬

‫احملتويــات‬

‫‪2‬‬ ‫أضحوكة الدميوقراطية يف تركيا‪ ......................‬رئيس التحرير‬


‫ملـف‬
‫التحوالت يف اخلليج‬
‫الـعـالقـات الـخـارجـيـة والـتـوازن يف مـنـطـقـة الـخـلـيـج يف عالم‬
‫‪7‬‬ ‫ما بـعـد أمـريـكا‪.......................................‬أحمد محمد أبو زيد‬
‫الشرق االوسط واخلليج يف عالم متغير (احللقة الثالثة‪ :‬إيران‪-‬اسرائيل)‬
‫‪41‬‬ ‫‪................................................................‬أحـمـــد اخلـنــســـا‬
‫العجز الدميقراطي يف دول اخلليج ‪ -‬قراءة يف إسهام الريع‬
‫‪63‬‬ ‫‪ ...................................................................‬جمال الدنسيوي‬
‫املــــــــوقـف األمــــــــريــكـــي مـــن األزمــــــــة اخلـلـــيـجـــيــــــــة‬
‫‪81‬‬ ‫‪ ......................................................................‬مـحمد بـوبوش‬
‫دراسـات ومقـاالت‬
‫املوصل ما بعد داعش ‪ :‬رؤية إستشرافية‬
‫‪109‬‬ ‫‪ ...............................................................‬دياري صالح مجيد‬
‫دبلوماسية النفط يف منطق العالقات الدولية‬
‫‪129‬‬ ‫ضربان‬ ‫مرمي‬ ‫‪............‬‬ ‫(ثالثية احلرب‪-‬العبور ‪-‬األمن لبترول الشرق األوسط)‬

‫مجلس السلم واألمن اإلفريقي‪ :‬دراسة يف البنية‪ ،‬التجارب‪،‬‬


‫وحدود الدور ‪ ....................................................‬عربي بومدين ‪165‬‬
‫الـنــســـويـــة العـــربـيـــة واحلـــركـــات الـنــســـويـــة األخـــرى‬
‫‪ .....................................................................‬ميـرنا الشويري ‪185‬‬
‫ــــاسـيـــــة‬
‫الـــسـيـ ـ‬
‫واملـــشـــــاركـــــة ـ ـ‬
‫ــــربـي ـ‬ ‫الـــشـبـــــاب العـ ـ‬ ‫ـ ـ‬
‫‪ ......................................................................‬جميل حمداوي ‪197‬‬
‫تنفيـذ كومبيوتر‬
‫قــراءات‬ ‫مـــــنـــــــــــــــى شـــــــــــــــري‬
‫حــوار هــابــرمــاس‪-‬راتـسـنغ ‪ ...........‬جــدليــة العقل والــدين‬
‫‪ .................................................................‬ريتا فرج ‪223‬‬
‫ملف العدد‬

‫الـعـالقـات الـخـارجـيـة والـتـوازن يف مـنـطـقـة الـخـلـيـج‬


‫أحمد محمد أبو زيد‬ ‫}‬
‫يف عالم ما بـعـد أمـريـكا‬

‫الشرق االوسط واخلليج يف عالم متغير‬


‫أحمد اخلنسا‬ ‫}‬
‫(احللقة الثالثة‪ :‬إيران‪-‬اسرائيل)‬

‫العجز الدميقراطي يف دول اخلليج ‪ -‬قراءة يف إسهام الريع‬


‫}‬

‫جمال الدنسيوي‬

‫املوقف األمريكي من األزمة اخلليجية‬ ‫}‬


‫محمد بوبوش‬
‫‪81‬‬

‫املـوقف األمـريـكي من األزمـة‬ ‫محمد بوبوش @‬


‫اخلــلـــــــيــجـــــــيــــــــــــــــــــــة‬
‫ـ‬

‫مل تكن األزمة اخلليجية التي انفجرت بني ثالث دول خليجية (السعودية‪ ،‬واإلمارات العربية‪،‬‬
‫والـبحرين) ومعها مـرص مُنبتَّة الصلـة عن أزمات سابقـة عرفها جملـس التعاون اخلليجي‬
‫وجرى سحب سفراء فيها‪ ،‬وكان بعضها معلناً‪ ،‬كام يف سنة ‪ 2002‬ويف سنة ‪،2014‬وبعضها‬
‫كـان صامتاً يمكن تلمُّسه من خالل فتـور العالقات بني بعض دول جملس التعاون أو رفض‬
‫إنشاء مزيد من اإلجراءات التكاملية بني دول املجلس(‪.)1‬‬
‫االزمة الناشبـة بني قطر من جانب والسعوديـة واالمارات والبحرين ومرص من جانب اخر‪،‬‬
‫جاءت بعد مرور اسبوعني من القمة العربية االسالمية االمريكية التي استضافتها السعودية‬
‫والتي ترأسها الرئيس االمريكي دونالد ترامب‪ ،‬وهذا التوقيت بني احلدثني مل يأت صدفة(‪.)2‬‬
‫فبعـد زيارة الرئيس األمريكي دونـالد ترامب إىل السعوديـة وإلقائه كلمة أمام زعامء ‪50‬‬
‫دولة إسالمية يف الرياض وتوقـيعه عىل عقود بيع السالح إىل السعودية بقيمة ‪ 430‬مليار‬
‫دوالر‪ ،‬لكن بعد عدة أسـابيع من انتهاء الزيارة للـسعودية ظهرت إىل العلن أزمة بني دول‬
‫اخلليج وبعض الـدول العربية واإلسالميـة من جهة ودولة قطـر من جهة أخرى‪ ،‬وبدأت‬
‫تنهـال عىل قطر االهتـامات بـأهنا متـول اإلرهاب والتنـظيامت اإلرهابـية كـ"داعش"‬
‫والقـاعدة واحلوثيني يف الـيمن‪ ،‬حتى وصل بالـسعودية(‪ )3‬والدول املـؤيدة هلا ألن تقطع‬
‫عالقاهتا مع قطر وتفرض عليها حصارا بريا وجويا وبحريا‪ ،‬وهنا نتساءل إذا كانت قطر‬
‫متول اإلرهاب واإلخوان املسلمني‪ ،‬ملاذا سكتت السعودية كل هذه الفرتة؟ وهناك تساؤالت‬
‫حول الدور األمريكي يف األزمة اخلليجية وانعكاساهتا عىل األزمة السورية(‪.)4‬‬
‫منـذ بداية األزمة اخلليجية بني قطـر وحلفائها من جهة‪ ،‬والدول العربـية الداعمة ملكافحة‬
‫اإلرهاب من جهة أخرى‪ ،‬اتسم املوقف األمريكي‪ ،‬بالتناقض الواضح والشديد‪ ،‬بني أركان‬
‫إدارة الرئيس دونالد ترامب‪ ،‬فظهر موقف عرب عنه البيت األبيض‪ ،‬وخاصة الرئيس ترامب‬
‫(*) أسـتـــاذ العالقــات‬
‫الدولية‪.‬‬
‫الذي اهتم قطـر رصاحة بتمويـل اإلرهاب‪ ،‬وأن هلا تاريخ طـويل من دعم اإلرهاب‪ ،‬بينام‬ ‫جــامعــة محمـد األول‪-‬‬
‫اختلف موقف وزاريت اخلارجيـة والدفاع من األزمة اخلليجية‪ ،‬فلم تتبنى وزاريت الدفاع‬ ‫وجدة‪-‬املغرب‪.‬‬
‫‪82‬‬

‫واخلارجية موقف الرئيس ترامب نفسه‪ ،‬بل حاولت وزارة اخلارجية يف بداية األزمة النأي‬
‫بالنفس عن الوقوف مع أحد أطراف األزمة‪ ،‬والبحث عن خمارج واقعية حللها‪.‬‬
‫أوال‪:‬جذور األزمة اخلليجية وتطورها‪:‬‬
‫حقيقة األمـر أن كل ما حيدث يف مـنطقة اخلليج حـاليًا نتيجـة األزمة بني قطـر من جهة‬
‫والسعودية واإلمـارات من جهة أخرى‪ ،‬ال يمكن فصله عن املشهد املـعقد باملنطقة العربية‬
‫بكل تفاصيله بداية من األزمة يف سوريا مرورا بليبيا واليمن وفلسطني‪ ،‬وحتى وصوال إىل‬
‫اخلالف اإليراين األمـريكي بشـأن الربنامج النـووي‪ ،‬السيام أن ثمة عـامال مشرتكًا أو‬
‫عنرصا نشيطا يمكن اعتباره سببًا جوهريًا يف ما وصلت إليه املنطقة العربية اآلن من تفكك‬
‫وفـوضى‪ ،‬وهو تيارات اإلسالم السيـايس التي استطاعت بمباركـة أمريكية أن تكون هي‬
‫احلصان األسود ملا عرف بـ"ثورات الربيع العريب"(‪. )5‬‬
‫متـيّزت السياسـة اخلارجية القطـرية منذ عام ‪ 1995‬بـالديناميـة واملرونة والقدرة عىل‬
‫املناورة وحماولـة إجياد عالقات متوازنة مع أكـثر القوى اإلقليمية والـدولية‪ .‬فبنت قطر‬
‫عالقاتٍ متينةً مع الـواليات املتحدة األمريكـية‪ ،‬واستضافت يف 'الـعُديد' إحدى أكرب‬
‫القواعد العسـكرية األمريكية يف املنـطقة‪ ،‬يف الوقت الذي انفتحـت فيه عىل القوى اإلقليمية‬
‫األخرى عىل الرغم مـن التناقضـات الكبرية فيام بني هـذه الدول‪ .‬وقد انفـتحت قطر عىل‬
‫املبادرات واملـؤمترات احلـوارية الـتي غدت جـزءًا من أدوات السيـاسة الـناعمـة التي‬
‫تستخدمها‪ ،‬وأطلقت ثورةً إعالميةً عرب إنشاء قناة اجلزيرة‪ ،‬ورشّعت من خالهلا الباب أمام‬
‫مناقشـة قضايا كـانت تعد"تابـوهات" يف الفضـاء السيايس العـريب املغلق‪ .‬فقد عملت‬
‫اجلزيـرة عىل استضافـة مثقفني وإعالميني ونـاشطني من خمتلف الـتيارات السـياسية‬
‫والفكرية الليربالية والقومية واليساريـة واإلسالمية‪ ،‬وتناولت أكثر القضايا حساسية يف‬
‫العامل العريب‪ .‬وعىل الصعيد الـداخيل‪ ،‬اتسمت سياسة قطر باالنفتاح؛ فأولت قضايا املرأة‬
‫اهتاممًا كبريًا‪ ،‬وقـامت بلربلة التـعليم وفتح فروع للجـامعات األمريكيـة‪ ،‬وفتحت املجال‬
‫لقيادات إسالمية منفتحـة كي تقوم بدورٍ مؤثرٍ يف جتديد اخلطاب الديني‪ .‬ويف الوقت ذاته‪،‬‬
‫سمحت ببناء كنائس جرى متويلها بتربع من أمري قطر نفسه(‪.)6‬‬
‫وخالل بداية "الربيع العـريب" سنة ‪ 2010‬اختلفت السياسـة القطرية عن دول اجلوار‪.‬‬
‫فاإلمـارة مل تنضو حتت لـواء املحور السعـودي‪ .‬وعىل الرغم من أهنا دعـمت العديد من‬
‫القرارات اخلليجيـة والدولية مثل احلرب يف ليبيا‪ ،‬إال أهنـا خالفت بلدان اجلوار والواليات‬
‫املتحدة يف ملفات أخرى كالتعامل مع "محاس" و"حزب اهلل"‪.‬‬
‫ال شك أن األزمـة احلالية خمتلفة عن كل األزمـات اخلليجية –اخلليجية الـسابقة بام فيها‬
‫أزمة سحب السفراء من الدوحة يف آذار‪/‬مـارس‪ . 2014‬فاإلجراءات التي اختذهتا الدول‬
‫اخلليجيـة الثالث مع مرص‪ ،‬تضمنت قطع العالقـات الدبلوماسية وإغالق املـنافذ البحرية‬
‫‪83‬‬

‫والربيـة واجلوية مع قـطر (حصار شـبه تام) ومنع العبـور يف األرايض واألجواء واملياه‬
‫اإلقليمية (السعودية) ومنع مواطني الدول من السفر لقطر والعكس بالعكس‪.‬‬
‫يف الواقع‪ ،‬بـدأت محلة التشويه بعملية اخرتاق متعمـد وخمطط له تعرضت هلا وكالة األنباء‬
‫القطرية "قنا" وحسـاباهتا عىل مواقع التواصل االجتامعي‪ ،‬حيث تم نرش ترصحيات كاذبة‬
‫عىل لسان أمري دولة قطـر‪ ،‬الشيخ متيم بن محد آل ثاين‪ .‬وتفيـد هذه االدعاءات الزائفة بأن‬
‫أمري قطر أشاد بحركة محاس ونعـت إيران "بالقوة اإلسالمية"‪ ،‬وأن قطر دفعت ما يقارب‬
‫مليار دوالر كفدية لتنظيم القاعدة إلطالق رساح بعض الصيادين القطريني‪.‬‬
‫ويف السياق ذاته‪ ،‬أشارت احلكومة القطرية إىل أهنا استُهدفت من قبل محلة إعالمية شنتها‬
‫ضدها عدد من وسـائل اإلعالم األمريكية‪ ،‬بعـد أن كانت هذه األزمة ال حتـظى يف البداية‬
‫باهـتامم اإلعالم األمريكي‪ ،‬إذ أن سلسلـة مكونة من ‪ 13‬مـقالة مناهـضة لقطر نرشت يف‬
‫مطبوعات كربى عىل مدى ستة أسابيع‪ ،‬منذ أواخر أبريل ‪. )7(2017‬‬
‫ويف هذا اإلطار‪ ،‬أكد مسؤولون يف تقرير نرشته صحيفة "واشنطن بوست" أن شخصا أو‬
‫جهـة تعمل حلساب حكومة دولة اإلمارات العربيـة املتحدة قام باخرتاق املواقع االخبارية‬
‫لـوكالة "قنا" وصفحاهتـا عىل مواقع التواصل االجتامعي‪ ،‬بتـاريخ ‪ 24‬أيار‪ /‬مايو لنرش‬
‫تعليقات كاذبـة نُسبت إىل أمري البالد الـشيخ متيم بن محد آل ثـاين‪ .‬فضال عن ذلك‪ ،‬أفاد‬
‫مسؤول اسـتخبارايت أن األشخاص الذين نفذوا االخرتاق قد يكونون متعاقدين خاصني‪،‬‬
‫بيد أن السلطات األمريكية ترى أن دولة اإلمارات هي املسؤولة النهائية‪.‬‬
‫كام جاء يف الـبيان القطري لقناة "أن يب يس نيـوز"‪ ،‬أن "سجالت املرور إىل موقع وكالة‬
‫األنـباء القطريـة تُظهر ارتفاعـا يف عدد زيارات اإلمـاراتيني قبل ساعـة من وقوع حادث‬
‫القرصنة‪ .‬مما يوحي بأن الناس يف دولة اإلمارات العربية املتحدة كانوا يتوقعون بوضوح‬
‫حصول االخـرتاق‪ .‬وبمجرد ظهور الترصحيـات الزائفة‪ ،‬انترشت هـذه األخبار‪ ،‬كالنار يف‬
‫اهلشيم‪ ،‬يف اإلمارات العربية املتحدة واململكة العربية السعودية"(‪. )8‬‬
‫أخذت اهلجمة اإلعالميـة عىل قطر شكالً جديدًا غري مـألوفٍ يف التعامل البيني اخلليجي يف‬
‫أوقات األزمات؛ إذ مل تـتوقّف احلملة عنـد فربكة أخبار وتـلفيقها ضد قطـر وسياساهتا‬
‫اخلـارجية‪ ،‬بل وصلت حدّ تـوجيه الشتائـم لألرسة احلاكمة‪ ،‬وهذا تـطورٌ غري مسبوقٍ يف‬
‫اخللـيج‪ .‬ففي السابق كانـت اخلالفات اخلليجية ترتكـز عىل قضايا وسـياسات‪ ،‬وتتجنّب‬
‫تناول األرس احلـاكمة‪ ،‬باعتبار هذا األمر يفتح الباب واسعًا أمام الطعن يف رشعية العائالت‬
‫احلاكمة التي تقوم عليها أنظمة اخلليج كلها‪ .‬بمجرد أن نرشت الترصحيات املفرتضة ألمري‬
‫قطر يف ‪ 23‬مايو‪ ،2017‬سارعت وسائل اإلعالم يف اإلمارات والسعودية والبحرين ومرص‬
‫إىل توجيه انتقادات الذعة إىل قطر‪ .‬وعىل الرغم من أن قطر لدهيا ترسانة إعالمية‪ ،‬من بينها‬
‫شبكة اجلزيرة‪ ،‬بدا أن تطورات األحداث قد دامهتها‪.‬‬
‫‪84‬‬

‫وحاول القطريون الرد بتغطـية موسعة لترسيبات قيل إن قـراصنة حصلوا عليها من الربيد‬
‫االلكرتوين لسفري اإلمارات يف الواليات املتحدة لكن إجراءات جرياهنا كانت أرسع وترية(‪.)9‬‬
‫بدا أن اهلجوم اإلعالمي اإلمارايت والسـعودي غري مبالٍ بالنفي القـطري لرواية ترصحيات‬
‫أمري قطر‪ .‬وعىل الرغم من قيـام دولٍ خمتلفة بإبالغهام أنه جرت فعالً قـرصنة وكالة األنباء‬
‫القطرية‪ ،‬استمـرت احلملة الدعائية عىل الـدوحة؛ ما يعزّز الظن بأهنـا محلة خمُططة مسبقًا‪.‬‬
‫ويؤيد ذلك أنّ االستهداف اإلعالمي يف واشنـطن املدعوم إماراتيًا كـان سابقًا عىل القرصنة‪.‬‬
‫وقد الحـظ وزير اخلارجية القطري أنه "يف األسابيـع اخلمس املاضية قبل فربكة ترصحيات‬
‫األمري ظهر ‪ 13‬مقاالً تستهدف قطر‪ ،‬ويف يوم اهلجوم كان هناك مؤمتر يتحدث عن قطر(‪.)10‬‬
‫كام سـاقت الدول الثالث‪ ،‬سيـام السعودية‪ ،‬اهتـامات غري مسبـوقة للدوحـة يف مقدمتها‬
‫التحريـض يف الداخل السـعودي للخروج عـىل الدولة‪ ،‬واحتـضان مجاعـات "إرهابية"‬
‫وطائفيـة منها اإلخـوان املسلمـون‪ ،‬ودعم مجاعـات مدعـومة مـن إيران يف السعـودية‬
‫والبحرين‪ ،‬ودعم احلوثيـني يف اليمن‪ ،‬وهي اهتامات أكرب بكثري من أزمة دبلوماسية بسبب‬
‫سياسة اجلزيرة التحريرية –مثالً –أو موقف قطر من االنقالب يف مرص‪ .‬وأعلنت كل من‬
‫الـسعوديـة ومرص واإلمـارات ومملكة الـبحريـن‪ ،‬تصنيـف (‪ )59‬فردا و(‪ )12‬كيـانا‬
‫"مرتبطني بقطر" يف قوائم اإلرهاب املحظورة لدهيا(‪. )11‬‬
‫كام تـزامنت كل هذه التطورات مع زيارة ترامب للمنطقة ومشاركته يف قمة الرياض وإنشاء‬
‫حتالف "رشق أوسطي" ملكافحة اإلرهاب والتـطرف وتأسيس مركز سُمي "اعتدال" هلذا‬
‫اهلدف‪ ،‬وحـديث ترامب عن تعـاون عريب –إرسائييل أو خليجـي –إرسائييل‪ ،‬يعطي أبعادًا‬
‫إضافية للخطوات األخرية ضد قطر(‪. )12‬‬
‫قطر بدورهـا كانت بارعة يف تعاطيها مع االزمة فمـع تشددها يف التمسك بموقفها وحقها يف‬
‫حرية سياساهتا وعـالقاهتا اخلارجية اال اهنا اتبعت سياسة " الدم البارد " جتاه القرارات‬
‫التي اختذت بحـقها ومل تبادل بـاي قرارات متثل رد فعل و ذهبـت لتعزيز دور الـوساطة‬
‫للحل‪ ،‬ويف ذات الوقـت قاومت التوجه " الرتامبي" الستـثامر االزمة وسحب قطر اىل مربع‬
‫اذا وقعت فيه فستفقـد الكثري من مزايا حتالـفاهتا العريضة يف محـايتها بل كانت رسيعة يف‬
‫سحب " ترامب " اىل ملعبها بتوجههـا اوال اىل حلفائها الغري منسجمني مع واشنطن كرتكيا‬
‫و ايران و مرورا بـاستثامر عالقتها املميـزة بأملانيا و وصال اىل روسيـا التي اضطر وزير‬
‫خارجية الواليات املتحدة ان يتصل بوزير خارجيتها اثناء زيارة وزير اخلارجية القطري يف‬
‫موسكـو و ليؤكد يف اتصـاله عىل رضورة احلل عرب احلوار ‪ ،‬وليقـطع بذلك الطريق عىل اي‬
‫نتائج غري مرغوبة قد خيرج هبا وزير اخلارجية القطري من زيارته ملوسكو(‪. )13‬‬
‫ويبدو أن لعنة التاريخ الزالت تتحكم بالعالقات القطرية اخلليجية‪ ،‬إذ أن ما جيري اآلن من‬
‫أزمة ثقة وغـياب التوافق اخلليجـي يف العديد من القضـايا واألحداث اإلقليمـية والدولية‬
‫‪85‬‬

‫يؤرش عىل عمق تلك األزمة وتداعياهتا املحتمـلة عىل منظومة جملس التعاون لدول اخلليج‬
‫العربية كوهنا أخطر أزمة تعصب باملنطقة وهتدد ذلك الكيان ملا وصلت إليه هذه األزمة من‬
‫تـصعيد وتوتـر وصل إىل حد قطع العالقـات الدبلومـاسية مع قطـر من قبل ثالثة دول‬
‫خليجية (السعودية‪ ،‬اإلمارات والبحرين) وإغالق احلدود واملجال اجلوي والبحري معها‪،‬‬
‫األمر الذي يعني هتديد املنظومة اخلليجية إذا مل يتم تدارك تداعيات تلك األزمة واحتواءها‬
‫ضمن حدودها الدنيا وعدم وصوهلا إىل مستويات ال يمكن السيطرة عليها‪.‬‬
‫وهنا البد من اإلشارة بأن ما جيري من توتر وتصعيد خطر بني الدول اخلليجية ليس ببعيد‬
‫عن املشهد العريب الذي يعاين تدهوراً سياسيـاً واقتصاديا وأمنياً وغياب الثقة بني أطراف‬
‫النظـام العريب وفقـدان التواصل واحلـوار البنـاء بني مجيع األطـراف‪ ،‬إذ مل تكن الدول‬
‫اخلليجية يف مأمن من أجواء التوتـر التي طالت بعض الدول العربية نـظراً للطبيعة البنيوية‬
‫واخلالفات اخلليجية ـ اخلليجيـة عىل الرغم من حالة التوافق الظـاهرية املبنية عىل املصالح‬
‫واألهداف املحلية الضيقة لكل بلد مـن البلدان وتقاطع تلك املصالح مع بعضها البعض بحثاً‬
‫عن الدور والنفوذ يف النطاق اجلغرايف اإلقليمي(‪.)14‬‬
‫واحلقيقة فإن قرار حصار دولة قطر خيالف املبادئ العامة للقانون الدويل؛ فاستخدام القوة‬
‫يف العالقات الدولية أو الـتهديد باستخـدامها يندرج ضمن استـخدام العنف الذي متارسه‬
‫دولة جتاه أخـرى(‪ .)15‬ويرى أيضًا أنّ املقاطعة االقتصاديـة والسياسية هي عمل انتقامي‪.‬‬
‫كام شدد عىل أن مبـدأ عدم التدخل(‪ )16‬يف الشـؤون الداخلية للدولـة هو مبدأ سيادي‪ ،‬وأنه‬
‫يعطي الدولة احلرية يف اختـاذ سياساهتا من دون والية أو وصـاية عليها من دولة أخرى‪.‬‬
‫وفـضالً عن ذلك‪ ،‬مل تتجه دول احلصـار إىل مبدأ فضّ املـنازعات بـالطرق الـسلمية(‪، )17‬‬
‫وخالفت القانون الدويل يف ذلك‪ ،‬وهذا يوضح وجود نيّة لإلرضار بدولة قطر(‪.)18‬‬
‫إنّ دول احلصار خالفت مبادئ حقوق اإلنسـان‪ ،‬وخالفت مواثيق دولية وقعت عليها‪ ،‬من‬
‫بينها تنظيم حركة املرور اجلوي التي متنع التمييز يف الطريان بحسب اجلنسية إال يف وقت‬
‫احلرب‪ .‬كام أنّ احتكام الـدول إىل قواعد القانون الـدويل ينمّ عن ثقافتها الـقانونية؛ وهذه‬
‫الثقافة هي التي تدفع إىل احرتام حقوق اإلنـسان وحقوق اجلوار(‪ ، )19‬وإنّ عدم جتاوزها‬
‫هو ثقافة تدعو إىل االحرتام والتعقل فهذه املواثيق هي مبادئ سامية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬تطور املوقف األمريكي‬
‫موقف الرئيس األمريكي دونالد ترامب يعكس بعدًا آخر من األزمة‪ ،‬وهو اخلالف يف وجهة‬
‫النظـر داخل مؤسسة القرار األمـريكي بشأن التعامل مع األزمـة اخلليجية‪ ،‬فمعروف أن‬
‫القرار األمريـكي موزع بني أكثـر من كيان أو مـؤسسة‪ ،‬فـالبنتاجـون أو وزارة الدفاع‬
‫األمريكية هلا رأي يف هذا املوضـوع خصوصًا أن األمر يتعلق بإحـدى القواعد العسكرية‬
‫األمريكيـة املوجودة يف قطـر وهي قاعدة العـديد‪ ،‬وكانت هنـاك ترصحيات لوزيـر الدفاع‬
‫‪86‬‬

‫األمريكي يف هذا الصدد‪ ،‬حني قـال إن واشنطن ممتنة للتعاون القطري مع القوات األمريكية‬
‫باملنطقة‪ ،‬وأن واشنطن التفـكر يف نقل قاعدة العديد من قطر‪ ،‬وهناك أيضا مؤسسة الرئاسة‬
‫والبيت األبيض والكونجرس األمـريكي باإلضافة إىل وكالـة االستخبارات‪ ،‬وهناك مواقف‬
‫كثرية عكست عدم انسجام تلك املـؤسسات أو التوافق حول قرار واحد‪ ،‬وجاءت ترصحيات‬
‫ترامب األخرية لتؤكـد أن مؤسسة الـرئاسة ليسـت وحدها املتحكمـة يف القرار األمريكي‪،‬‬
‫ويمكن قراءة موقف ترامب من األزمة اخلليجية يف هذا السياق(‪.)20‬‬
‫ورغـم تباين املواقف الدولية من األزمة بني دول اخلليج إال أن الدور األمريكي وحماوالت‬
‫الوساطة التي جتـرهيا الواليات املتحـدة األمريكية تؤكـد أن إدارة البيت األبيض ال تريد‬
‫النأي بنفسهـا عن احلرب الباردة بـني أشقاء األمس‪ .‬ففي البـداية دعت إدارة ترامب اىل‬
‫رضورة التهـدئة واعتامد لغة احلوار حلل األزمـة إال أن هلجتها بدأت بالتـصاعد تدرجييا‬
‫حـيث مل يدخر ترامـب جهدا ملهامجة قـطر واهتامها بـاإلرهاب داعيا إىل رضورة جتفيف‬
‫منابع متويل اإلرهاب‪ .‬خاصة وان عالقة الرئيس األمريكي اجلديد بتيار اإلسالم السيايس‬
‫وحاضنته يف الرشق األوسط ممثلة يف مجاعة اإلخوان املسلمني وغريها من املنظامت تشهد‬
‫اضطرابا كبريا مع العلم ان قطر من اكرب الداعمني هلذه اجلامعات إىل جانب تركيا‪.‬‬
‫ولعل املتتبع للدور األمـريكي يف األزمة اخلليجية يرى أن املـوقف اجلديد نابع من التعنت‬
‫القطـري الذي يعتربه مراقبون رهني استمداد الدوحـة الدعم من وجود القاعدة األمريكية‬
‫عىل أراضيها وارتباطه باملصـالح األمريكية يف املنطقة‪ .‬لكن ترصيح ترامب أماط اللثام عن‬
‫فرضيـة جديدة تتخىل بموجـبها اإلدارة األمريكية عن قـاعدهتا هناك وتـركيزها يف دولة‬
‫أخرى‪ .‬ومن شان مثل هذه الفـرضية رفع الغطاء بشكل كامل عـن قطر لتبقى يف مواجهة‬
‫القطيعة اخلليجية بشكل مبارش(‪. )21‬‬
‫ثالثا‪ :‬املوقف األمريكي‪ :‬تباين يف املواقف ام تبادل لألدوار؟‬
‫يف إحدى ترصحيات الرئيس ترامب قـال‪" :‬من اجليد رؤية أن زياريت للسعودية مع امللك سلامن بن عبد‬
‫العزيز و‪ 50‬دولـة تؤيت ثامرها‪ ،‬قالوا إهنم سيتخذون هنجًا صارمًا ضد متويل اإلرهاب‪ ،‬وكل املؤرشات‬
‫كانت تشري إىل قطر‪ ،‬ربام سيكون هذا بداية النهاية لرعب اإلرهاب(‪.")22‬‬
‫ويف أحدث ترصحياته أكد الرئيس األمريكي دونالد ترامب أن الواليات املتحدة لن تسمح‬
‫لدولة غنية بـ"تسمني الوحش"‪ ،‬يف إشارة إىل دعم قطر للتنظيامت اإلرهابية‪ .‬وعند سؤاله‬
‫فيام إذا كـانت قاعدة العـديد العسكـرية األمريكيـة يف قطر ستنقل أم ال‪ ،‬أجـاب الرئيس‬
‫األمـريكي بأن واشنطـن ستنقل القاعدة العـسكرية من قطـر إذا اضطرت لذلك؟‪ .‬ورصح‬
‫قـائال ‪ :‬ستكون عىل ما يرام‪ .‬أنظر‪ ،‬إذا اضطررنا للـرحيل‪ ،‬فإننا سنجد عرش دول مستعدة‬
‫لبناء قاعـدة عسكرية عـوض تلك املوجودة يف قطـر‪ .‬صدقني(‪ .)23‬ويربـط متابعون هذه‬
‫الترصحيات يف حال تنفيذهـا باخليار العسكري اجلدي قد تتـبناه الدول املقاطعة بمباركة‬
‫‪87‬‬

‫أمريكية لكرس التعنت اخللـيجي‪ .‬الترصيح الصادر عن الرئيـس األمريكي دونالد ترامب‬
‫والذي يميل فيه إىل كفة الدول املقاطعة لقـطر وعىل رأسها السعودية واإلمارات‪ ،‬يف مقابل‬
‫الترصيح الثاين الصادر عن وزيـر اخلارجية األمريكي السابق‪ ،‬ريكس تيلرسون‪ ،‬بجانب‬
‫ترصحيات بعض املؤسسات الـسيادية األخرى والتي متيل إىل كفـة قطر والدول الداعمة‬
‫هلا‪ ،‬يعكسان حالة التناقض الواضح يف موقف واشنطن حيال تلك األزمة‪.‬‬
‫العديد من السيناريـوهات فرضت نفسها عىل بورصة التأويالت هلذا التباين الواضح‪ ،‬ما‬
‫بني مـن يرى فيه ختبطًـا لدى اإلدارة األمريـكية اجلديـدة يف مقابل من يعتـربه استجابة‬
‫للضغوط املامرسة من طريف األزمة هنا وهـناك‪ ،‬بينام يذهب ثالث إىل كونه تبادالً لألدوار‬
‫يعكس رغبة أمريكا يف اخلروج بأكرب املكاسب من خالل هذه املعركة‪.‬‬
‫ففيام أبدى الـرئيس دونالـد ترامب دعمه‪ ،‬يف بـداية األزمة‪ ،‬لقـرار الدول األربع لفرض‬
‫مقاطعة جـوية وبرية عـىل قطر وقطع العالقات معـها بل واهتمها بأهنـا "تارخييا متول‬
‫اإلرهاب"‪ ،‬اتسمت مـواقف وزيره للشؤون اخلـارجية بحياديـة أكرب‪ .‬فهو الذي وصف‬
‫موقف قـطر من اخلالف مع جاراهتـا بأنه "عقالين" عقب الـتوقيع عىل مذكـرة التفاهم‬
‫خالل جولته األخرية يف املنطقة(‪.)24‬‬
‫"إن احلصـار الذي تفرضه دول خـليجية عىل قطـر غري مقبول‪ ،‬نعتقـد أنه من املهم بقاء‬
‫جملس التعـاون اخلليجي موحـدًا"‪ ،‬ترصحيان يبـدو للوهلـة األوىل أهنام صادران عن‬
‫جهتني متناقـضتني يمثالن طريف النزاع يف األزمـة القطرية اخلليجيـة الراهنة‪ ،‬لكن امللفت‬
‫للنظـر أن كال الترصحيني خرجا من إدارة واحدة‪ ،‬هي إدارة البيت األبيض‪ ،‬ليعربا عن رأي‬
‫دولة واحدة هي الواليات املتحدة األمريكية‪ ،‬جتاه قضية بعينها(‪.)25‬‬
‫ومل يتميّز وزراء اخلارجية األمريكيني األكثـر كفاءةً بدهائهم االسرتاتيجي‪ ،‬بل بنفوذهم الذي‬
‫ال لبس فيه‪ .‬فلم يـشكّك أحد فيام إذا كـان هنري كيـسنجر أو جيمـس بيكر يتحـدثان باسم‬
‫الرئيس‪ .‬فالـسلطة والصالحية التي أظهـراها جعلت التهديدات التـي أطلقاها والضغوط التي‬
‫مارساها قابلة للتصديق‪ .‬ونادراً ما تنجح الدبلوماسية من دون نفوذ‪.‬‬
‫ويتسـاءل املتابعون لألزمة اخلليجـية عن حقيقة املوقف االمـريكي منها‪ .‬فهل هناك فعال‬
‫تبـاين طبـيعي غري مقـصود يف املـواقف بني أقطـاب اإلدارة االمريـكية أم أن املـصالح‬
‫االقتصاديـة االمريكية يف املنطقة متيل عليهم تبـادل أدوار معينة بني من يدعم هذا الطرف‬
‫ومن يؤيد الطرف اآلخر‪.‬‬
‫جـاءت ترصحيات ترامب ومواقفه حـول األزمة اخلليجية متناقـضة مع ما ذهبت إليه وزارتا‬
‫اخلـارجية والـدفاع‪ ،‬بل والبـيت األبيض نفـسه؛ فقد دعـا هؤالء مجيعًـا إىل التهدئـة وعدم‬
‫التصـعيد‪ .‬ففـي اليوم الـذي أعلنت فيه الـسعوديـة واإلمارات والبحـرين قطع عالقـاهتا‬
‫الـديبلوماسيـة مع قطر‪ ،‬كان وزيـرا اخلارجية والـدفاع األمريكيان‪ ،‬ريك تـيلرسون‪ ،‬وجيم‬
‫‪88‬‬

‫مـاتيس آنذاك‪ ،‬حيثان األطراف املختلفـة عىل اهلدوء وإجياد حل سلمي لألزمة(‪ .)26‬كام رصح‬
‫الـناطق بـاسم القـوات اجلويـة األمريكـية الـتابعـة للقيـادة األمريكـية الـوسطـى‪ ،‬املقدم‬
‫داميانبيكارت‪ ،‬إن "الواليـات املتحدة واالئتالف (الدويل ملكافحة اإلرهاب) يشعران باالمتنان‬
‫للقطريني لـدعمهم وجودنا (يف قـاعدة العديد الـتي تشن منها الـواليات املتحدة هجامت عىل‬
‫تنظيم الدولة اإلسالمية "داعش" يف العراق وسورية) والتزامهم طويل األمد األمن اإلقليمي‪،‬‬
‫وأشاراملتحدث باسم الوزارة جيف ديفيس يف مؤمتر صحايف قائال‪" :‬مل تتأثر عملياتنا‪ ،‬سواء‬
‫يف قطر أو يف املجال اجلوي املتاح حوهلا‪ ،‬وال نتوقع أن يكون هناك أي تأثري"(‪.)27‬‬
‫وكانت وزيرة القوات اجلوية األمريكـية هيذر ويلسون‪ ،‬قد أبلغت جلنة يف جملس الشيوخ‬
‫أهنا ليست قلقة بشأن قـاعدة العديد اجلوية األمريكيـة يف قطر‪ ،‬رغم قرار السعودية قطع‬
‫العالقات الدبلـوماسية مع قطـر يف حترك منسق مع مرص والبحـرين واإلمارات العربية‬
‫املـتحدة‪ ..‬ولذلك فقد كانت تغـريداترتامب مفاجئة ملسـؤويل وزارة الدفاع‪ ،‬بل إن اهتاماته‬
‫لقطر بتمويل التطرف جاءت مناقضة كـذلك لتغريدات نرشهتا السفرية األمريكية يف قطر‪،‬‬
‫دانـا شل سميث‪ ،‬قبل ذلك بـيومني‪ ،‬يف الرابع مـن يونيو ‪2017‬؛ إذ قـالت إن قطر حققت‬
‫"تقدمًا حقيقيًا" يف كبح الدعم املايل لإلرهابيني(‪. )28‬‬
‫تباين املواقف والتوجهـات حيال األزمة القطرية اخلليـجية بني ترامب ومؤسسات دولته‬
‫ليس تنـاقضًا وال صدامًـا بني الرئيس وإدارتـه كام يشري البعض‪ ،‬بل يف حقـيقته هو أمر‬
‫متفق عليه ومعد سلفًا بالـتنسيق بني الطرفني‪ ،‬كان هذا خملـص أحد السيناريوهات التي‬
‫تطرقت لتفسري ما حيدث داخل البيت األبيض‪.‬‬
‫أنصار هذا السيناريو يلمحون إىل أن هناك ما يسمى بـ"تبادل وتوزيع لألدوار" بحيث ال‬
‫ختـرس واشنطن طـرفًا دون اآلخـر‪ ،‬فحني يدعـم ترامب املقـاطعة ضـد قطر تـرفضها‬
‫مؤسسات الدولة‪ ،‬ومن ثم تبقي أمريكا عىل عالقاهتا اجليدة مع طريف النزاع‪.‬‬
‫مـساعي البيت األبيض لـلخروج بأكرب املكاسـب من هذه املعركة دفعـته إىل تبني سياسة‬
‫"مسك العـصا من املنتصف" بحيث يفتح قنـوات تواصل مع اجلميع يف نفس الوقت‪ ،‬وال‬
‫يفقد أي طرف الثقـة فيه مهام كانت التطورات‪ ،‬فاإلمـارات والسعودية وحلفهام ينظر إىل‬
‫ترامب كـونه الرئيس وكلمته هي النـافذة وهو ما يعطـيهم نوعًا من الطمـأنينة ويدفعهم‬
‫لتقـديم مزيـد من فروض الـوالء والطاعـة‪ ،‬ويف املقابـل يتعامل حلـف قطر مع وزاريت‬
‫اخلارجيـة والدفاع األمريكيـتني كوهنام مؤسسـات الدولة السيـادية القادرة عىل فرض‬
‫كلمتهـا عىل الرئيس الذي طاملا تراجع عن العـديد من قراراته رضوخًا للضغوط املامرسة‬
‫عليه من قبل تلك األجهزة(‪.)29‬‬
‫اخلبري يف شـؤون اخلليج الفاريس بمعهـد بيكر ومقره واشـنطن كريستـيان أولرخيسن‪،‬‬
‫كشف يف معرض حتليله ملالبسات االزمة القـطرية عن الدور االمريكي يف صناعتها عندما‬
‫‪89‬‬

‫قال‪" :‬يـبدو أن السعوديني واإلمـاراتيني يشعرون بـالقوة لتوافق مصـاحلهم اإلقليمية‪،‬‬


‫جتاه إيران والتطـرف اإلسالمي‪ ،‬مع إدارة ترامب‪ ،‬فقرروا التعـامل باألسلوب البديل مع‬
‫قطر مفرتضني أهنم سيحظون بدعم إدارة ترامب"‪.‬‬
‫تفسري اولرخيـسن لالزمة اخلليجية يؤكد ما أرشنا اليه سابقا من ان حكومات بلدان املنطقة‬
‫تتصور اهنا هي التي "تتحكم" بتطـورات االزمات يف العراق وسوريا واليمن وليبيا‪ ،‬واهنا‬
‫هي التـي ستقرر مصـري هذه االزمات‪ ،‬بـينام الواقع ليـس كذلك‪ ،‬فجميع هـذه احلكومات‬
‫تتحرك بوعي او من غري وعي يف املجال املخصص هلا وفقا للسيناريو االمريكي(‪.)30‬‬
‫ثالثا‪ :‬فشل الوساطة الكويتية وبداية االنخراط األمريكي يف األزمة‬
‫مع تعقد املشهد يف املنطقة بعـد فشل الوساطة الكويتيـة‪ ،‬حاولت الواليات الدخول عىل خط‬
‫الوساطة‪ ،‬كطرف دويل يمتلك عالقات جيـدة مع مجيع األطراف‪ ،‬وزير اخلارجية األمريكي‬
‫السابق ريكس تيلرسون‪ ،‬بدأ جهود وساطته يف األزمة اخلليجية بزيارة للكويت يوم االثنني‬
‫‪ 10‬يوليو ‪ ،)31(2017‬اجتـمع خالهلا مع أمريها ووزير اخلـارجية واإلعالم‪ ،‬للوقوف عىل‬
‫الرؤية الكويتية للخروج من األزمة‪ ،‬ومن ثم اجتمع مع األمري القطري‪ ،‬متيم بن خليفة‪ ،‬ومن‬
‫ثم طار للرياض ملقابلة امللك سلامن وويل عهـده األمري حممد‪ .‬والتقى وزراء خارجية الدول‬
‫الـداعمة ملكافحـة اإلرهاب‪ ،‬يف جدة‪ ،‬بـوجود وزير اإلعالم الكـويتي املكلف بمتـابعة جهود‬
‫الوساطة الكويتية‪.‬‬
‫اختـارت دول حصار قطـر (السعوديـة واإلمارات والبحـرين ومرص) التصـعيد وإهناء‬
‫الوساطة التي قادها أمري الكويت‪ ،‬الـشيخ صباح األمحد اجلابر الصباح‪ ،‬إذ أصدرت بياناً‬
‫حتدثت فيه عن "إفشال كل املساعي واجلهود الدبلوماسية حلل األزمة"‪.‬‬
‫وحتـدثت دول احلصار‪ ،‬يف بياهنا‪ ،‬عـن "تعنت احلكومة القطريـة ورفضها للمطالب التي‬
‫قـدمتها الدول األربع"‪ ،‬وتقـصد الئحة املطـالب الـ‪ ،13‬التي تنتقص من سـيادة الدوحة‬
‫وتعترب تدخالً يف شؤوهنا الداخلـية وسياساهتا اخلارجية(‪ .)32‬وال شك أن دول احلصار‬
‫انتهكت مبادئ القـانون الدويل ومـن أمهها استخدام القـوة بكافة أشكـاله‪ ،‬سواء أكانت‬
‫ضغوطـا أو أعامال انتقامـية‪ ،‬مبينـاً أن تلك الدول خالـفوا مبدأ فـض املنازعات بـالطرق‬
‫السلمية والـتي تؤكد أنه ال جيوز ألية دولـة أن تتحلل من التزاماهتا بـالطرق امللتوية وال‬
‫بالقوة بل عرب الوسائل احلضارية(‪.)33‬‬
‫يـشري التنـاقض الواضح يف مـواقف إدارة ترامـب من األزمة اخللـيجية إىل عـدم وجود‬
‫اسـرتاتيجية واضحة‪ ،‬أو رؤيـة متامسكة إلدارته يف السيـاسة اخلارجيـة عمومًا‪ .‬فخالل‬
‫زيارتـه خالل شهر مـايو ‪ ،2016‬ملـقر حلف شـامل األطليس "الـناتـو" يف العاصـمة‬
‫البلجيكية‪ ،‬بروكسيل‪ ،‬رفض الرئيـس األمريكي أن يؤكد التزام بالده مبدأ الدفاع املشرتك‬
‫بني أعضاء احللف‪ ،‬وذلك مع أن مسؤوالً أمريكيًا كبريًا كان قد أكد أنه سيفعل ذلك‪ .‬ويقول‬
‫‪90‬‬

‫مـسؤولون أمريكيون إن سطرًا كان يف خطاب تـرامب املعد مسبقًا حول ذلك تم حذفه قبل‬
‫وقت قـصري من إلقـاء ترامب خـطابه‪ ،‬األمـر الذي فـاجأ وزيـري خارجيـته ودفاعه‪،‬‬
‫ومستشاريه لألمن القومي(‪.)34‬‬
‫وقد امتد التناقض يف املـوقف األمريكي ليشمل البنتاغون‪ ،‬الذي أشاد باجلهود التي تبذهلا‬
‫قطر يف حماربـة متويل اإلرهاب‪ .‬وكان تـرامب نفسه قد أعلن يف مؤمتـر الرياض أن قطر‬
‫حليف اسرتاتيجي يف مكافحة اإلرهاب‪.‬‬
‫وعىل الرغـم من أن التضـارب يف مواقف إدارة تـرامب بدا كـأنه انتهـى مع تكليف وزارة‬
‫اخلارجية بملف إدارة األزمة اخلليجية‪ ،‬فإنـه بعد أقل من ساعةٍ فقط عىل ترصيح تيلرسون‬
‫بتخفيف احلصار عن قطـر وحل األزمة باحلوار‪ ،‬عاد ترامـب ليتهم قطر "بتمويل اإلرهاب‬
‫وعىل أعىل املستويات"‪ ،‬ورأى أن اخلطوات التي تقودها السعودية ضد قطر "صعبة ولكنها‬
‫رضورية"‪ .‬وبدا ترامب كأنه يقوض موقف وزير خارجيته وصدقيته يف حلّ األزمة(‪.)35‬‬
‫وشاب املـوقف األمريكي من األزمـة تناقض واضح بني وزارة اخلـارجية التي دعت إىل‬
‫ختفـيف العقوبات عىل قطـر وعدم التصعيـد‪ ،‬والبيت األبيض حيث اهتم الـرئيس دونالد‬
‫تـرامب قطر بدعـم ومتويل اإلرهاب قائال إن "الـوقت حان" لتتوقـف اإلمارة الغنية عن‬
‫ذلك‪ ،‬كام أن وزارة الدفاع األمريكية قامت بعد ترصحيات ترامب بإجراء متارين عسكرية‬
‫مشرتكة مع القوات القطرية وتوقيع عقود معها لبيعها طائرات مقاتلة(‪.)36‬‬
‫فتـوقيع مذكرة تفاهم بني قطـر والواليات املتحدة حول مـكافحة اإلرهاب "يعطي إشارة‬
‫واضحة للعالقات االسـرتاتيجية التي تـربط البلدين‪ "،‬الفـتاً إىل أن توقيع وزيـر الدولة‬
‫لشؤون الدفـاع‪ ،‬خالد بـن حممد العطيـة‪ ،‬عىل عقد رشاء ‪ 36‬طائـرة من طراز ‪ F-15‬من‬
‫أمريكا بعـد ‪ 6‬أيام من قطع العالقـات‪ ،‬وإرسال الواليـات املتحدة سفينـتني حربيتني إىل‬
‫الـدوحة إلجراء منـاورات عسكريـة مع اجليش القطـري كانت "رسالـة واضحة للدول‬
‫املحارصة للعدول عن أية نوايا أخرى يضمروهنا ضد دولة قطر"(‪. )37‬‬
‫وحتديـدا يوم الثالثـاء ‪ 22‬اب ‪ /‬اغسطـس ‪ ،‬اجرت قوات املـظالت القطريـة واالمريكية‬
‫تدريبات عسكرية مشرتكة يف الدوحة ‪ ،‬اعتربها الكولونيل ديفيد كييس املسؤول العسكري‬
‫يف السفارة االمريكية يف قطر ‪ ،‬باهنا مؤرش عىل العالقة القوية بني امريكا وقطر ‪ ،‬فيام طالب‬
‫العديد من املسـؤولني االمريكيني باحلفاظ عىل العالقة االسرتاتيجية بني قطر وامريكا عىل‬
‫خلفية اجلدل الذي اثري حول قاعدة العديد يف الدوحة(‪.)38‬‬
‫أكدت تـرصحيات ترامب وجـود انقسامٍ عمـيقٍ يف إدارته بني التيار الـواقعي الذي متثله‬
‫وزارتا اخلارجـية والدفاع وحيرص عىل املحافظـة عىل وحدة التحالف الدويل الذي تقوده‬
‫واشنطن يف احلـرب ضد تنظيم "داعـش"‪ ،‬والذي تعد قطـر جزءًا أساسـيًا منه ورشيكًا‬
‫إسرتاتـيجيًا فيه‪ ،‬وبـني تيار شعبـوي يرى كلّ ما هـو إسالميٌ إرهابـيًا وكلّ عملٍ خرييٍ‬
‫‪91‬‬

‫متويالً لإلرهاب‪ .‬ويقدم التيار األخري العالقات الدولية بلغة التجارة؛ فهو مستعدٌ لتسويق‬
‫الصمت عن اهتام السعودية بتوليد اإلرهاب مقابل الصفقات التجارية‪.‬‬
‫تتلخــص تـوجهــات الرئـيــس األمريكي فــي عـبــارة "التعامــل مـع الـسياسـة‬
‫كبيـزنـس" فلـن تكــون هنـاك مــا يمكـن تـسـميته عـالقات خاصــة أو شـراكات‬
‫اسـرتاتيجية‪ ،‬وإنمــا جمموعـة مــن الصفقـات املتتـاليـة‪ ،‬قصيــرة املـدى‪ ،‬متعـددة‬
‫املجاالت‪ ،‬حيكـم كل منهــا منـطــق املكســب واخلســارة‪ ،‬وسـتســتقر العالقات أو‬
‫تتقلــب حســب تقييــم ترامــب لــكل صفقـــة‪ ،‬وبالتالــي قــد تكــون العالقات‬
‫جـيــدة اليـــوم وســيئـة غــدا(‪ .)39‬فهـو رجل ينظـر إىل القضايـا الدوليـة بمنطق‬
‫املرشوعات واألعامل وليس القانون واألخالق واملبادئ‪.‬‬
‫من جهة ثانية‪ ،‬رسى اعتقـاد بأن ترامب ربام يستغل األزمة اخللـيجية وحياول تأجيجها‬
‫لرصف االنتباه عن كابـوس التحقيقات يف موضوع التدخّل الـرويس يف انتخابات الرئاسة‬
‫األمريكية‪.‬‬
‫الـوزير األمـريكي السـابق استمع من وزراء خـارجية الـسعوديـة ومرص واالمارات‬
‫والـبحرين يف وجود الـوزير الكويـتي‪ ،‬الوقف املوحـد للدول األربع من األزمـة مع قطر‪،‬‬
‫واملـطالب العـربية الـتي قدمت لقـطر إلهناء األزمـة‪ ،‬ومن بينهـا وقف حتريض اإلعالم‬
‫القـطري‪ ،‬وخـاصة قنـاة اجلزيـرة عىل مرص ودول اخلليـج‪ ،‬ووقف دعم الشخـصيات‬
‫اإلرهابية وتوفري غـطاء إعالمي هلا‪ ،‬ووقف مهامجة اإلعالم القـطري مرص والرئيس عبد‬
‫الفتاح السييس‪ .‬كام شملت قائمة املطالب التي أرسلتها كل من السعودية ومرص واإلمارات‬
‫والبحريـن إىل قطر عرب الكـويت‪ ،‬وقف متويل اجلـامعات اإلرهابيـة يف املنطقة الـعربية‪،‬‬
‫وختفيض التمثيل الدبلـومايس بني الدوحة وطهران أسوة بجرياهنا‪ ،‬بداعي إن إيران تعمل‬
‫عىل زعزعة استقرار دول اخلليج‪ ،‬يف إطار ما يعرف تصدير الثورة اإلسالمية(‪.)40‬‬
‫ال جتد االدارة االمريكية حاجة كبرية إلحداث تغري يف السـياسة اخلارجية القطرية‪ ،‬فقطر‬
‫رشيك حموري للواليات املتحدة يف اكثر من ملف وال مفارقة كبرية بني السياسة اخلارجية‬
‫القطرية وبني مـا تريده الواليـات املتحدة من دور لقطر ‪ ،‬وهلـذا ضلت االدارة االمريكية‬
‫تتحدث عن رضورة حل االزمة ومل حتـاول ان جتاري السعوديـة و االمارات يف حدهتام‬
‫جتاه قطر ‪ ،‬و مع ان تـرامب حاول ان يصطاد يف املاء الـعكر واطلق ترصحيات حادة جتاه‬
‫قطر بعد فشله يف " اصطـيادها " كام اصطاد السعـودية من قبل اال ان املوقف الرسمي‬
‫االمريكي كان متجها باجتاه احلل ومتفاديا يف كل مرة " شطحات " ترامب واخرها ما تم‬
‫من تأكيد تيلرسون والفروف عىل رضورة احلل عرب احلوار لالزمة اخلليجية(‪. )41‬‬
‫منذ ‪ 7‬يـونيو ‪ ،2017‬وبعـد صدور بيـان اخلارجيـة األمريكية حـول األزمة‪ ،‬اتضح أن‬
‫الرئيس األمريكي ليـس عىل توافق تام مع كبار أركـان إدارته‪ ،‬وأنه قد ال يكون عىل دراية‬
‫‪92‬‬

‫كاملة بطبيعـة املصالح األمريكية يف اخلليج وتعقيدات األزمـة‪ .‬خالل األيام القليلة التالية‪،‬‬
‫بدا وكأن الرئيـس أُخرج متامًا من ملف اخلليج‪ ،‬وأن وزاريت اخلارجـية والدفاع تتوليان‬
‫معاجلـة األزمة‪ ،‬عىل أسـاس من تقديـر يقول‪ :‬إن األزمـة ال تصب يف مصلحـة الواليات‬
‫املتحدة‪ ،‬وإن حـصار قطر ال يـبدو أمرًا مقبـوالً‪ ،‬وإن عىل أطراف األزمة جتنـب التصعيد‬
‫والتفاوض حلل اخلالفات‪ ،‬وإن الواليـات املتحدة تدعم الوساطـة الكويتية وعىل استعداد‬
‫لتقديم كل مـساعدة ممكـنة إلنجاحهـا‪ .‬مع منتصف يـونيو ‪ ،2017‬وبالـرغم من عدم‬
‫وضوح مدى التقدم يف الوساطة األمريكية‪ ،‬مل يعد ثمة شك يف أن مراهنة دول احلصار عىل‬
‫تأييد أمريكي رصيح ملوقفها مل تنجح‪.‬‬
‫وربام كان بيان اخلارجية األمريكي‪ ،‬يوم ‪ 20‬يونيو ‪ ،2017‬الذي أعرب عن فقدان واشنطن‬
‫الصرب بانتظار شكاوى دول احلصار من قطر‪ ،‬تعبريًا من اإلدارة األمريكية أن الوقت ليس يف‬
‫صالح دول املقاطعـة‪ ،‬وأن املطلوب منها تسـوية األزمة رسيعًا‪ .‬ومل تكـن مصادفة أن بيان‬
‫اخلارجية جاء يف الوقت الذي أفادت تقاريـر من الدوحة‪ ،‬إضافة إىل ترصحيات املدِّعي العام‬
‫القطري‪ ،‬أن املحققني األمريكيني توصلوا إىل أدلة بأن مصـدر قرصنة وكالة األنباء القطرية‬
‫كان يف دولة جماورة لقطر‪ ،‬أشارت تقارير إىل أهنا اإلمارات(‪.)42‬‬
‫بعد ذلك‪ ،‬طالب وزير اخلارجية األمريكي آنذاك‪ ،‬تيلرسون‪ ،‬األربعاء ‪ 21‬يونيو‪ ،2017‬من‬
‫دول احلصـار تسـوية األزمـة ضمن عـدد من املحـدِّدات‪ ،‬أوالً‪ :‬داخل جملس الـتعاون‬
‫اخلليجي وضمن الوساطة الكويتية‪ ،‬ثانيًا‪ :‬أن تكـون املطالب معقولة وقابلة للتنفيذ‪ ،‬ثالثًا‪:‬‬
‫احلرص عىل وحـدة جملس التعـاون اخلليجي ومتـاسكه‪ .‬وهي اشرتاطـات ضيَّقت عىل‬
‫خيارات دول احلصار‪ ،‬الـتي كانت تريد تـدويل خالفها مع قطر‪ ،‬وفـرض وصاية دولية‬
‫عليها‪ ،‬وجتاوز جملس التعاون اخلليجي وقواعده‪.‬‬
‫جهود الوساطة األمـريكية تنصب عىل البحث عن حلول وسط للخروج من األزمة‪ ،‬تراعي‬
‫السيادة القطرية ‪ ،‬واملطالب العربية من جانب‪ ،‬وتضمن املصالح األمريكية من جانب أخر‪،‬‬
‫باعتبار كل أطراف األزمة هم حلفاء للواليات املتحدة األمريكية‪ ،‬فأمريكا معنية يف ظل هذه‬
‫الظـروف التي متر هبـا منطقة الـرشق األوسط‪ ،‬بوحدة مـوقف حلفائها يف املـنطقة‪ ،‬لكن‬
‫إرصار األطراف عىل مواقفها‪ ،‬والتناقض األمريكي يف التعامل مع األزمة بني البيت األبيض‬
‫من جـهة ووزارة اخلارجـية والدفـاع من جهة أخـرى‪ ،‬لن يسـاعد كثرياً الـدبلومـاسية‬
‫األمريكية يف إحداث اخرتاق نوعي يف األزمة املشتعلة بني األطراف‪.‬‬
‫فرغم أمهية الوساطة األمريكية يف األزمة‪ ،‬إال أن هذه الوساطة لن تؤدي حللول عملية‪ ،‬لعدة‬
‫أسباب‪ ،‬منهـا تناقض املوقف األمـريكي من األزمة‪ ،‬والتـرصحيات األمريكيـة السلبية من‬
‫املطالب التي قدمتها الدول األربع لقـطر عرب الكويت قبل الزيارة‪ ،‬وإرصار الدول األربع عىل‬
‫مواقفها من األزمـة مع قطر‪ ،‬وعدم رغبـة األطراف يف الوصول حللـول وسط‪ ،‬وبالتايل من‬
‫‪93‬‬

‫املرجح استمـرار األزمة اخلليجيـة يف مكاهنا‪ ،‬بـدون حلول‪ ،‬وبدون تـصعيد‪ ،‬خالل الفرتة‬
‫القادمة‪ ،‬مع استمـرار احلرب اإلعالمية بني الـطرفني عرب وسائل االعالم الـرسمية والغري‬
‫رسمية يف اطار احلرب البادرة التي اندلعت بني الطرفني‪ ،‬ضمن سياسة عض األصابع(‪.)43‬‬
‫وبشكل أكثر حتديدا فإن أبرز حماور املبادرات املقرتحة للحل إقناع أطراف األزمة هبا هي‬
‫كام ييل‪:‬‬
‫‪ -‬قيام قطر "بمعاجلة ملف اإلخوان" وإخراج بعضهم‪.‬‬
‫‪ -‬وقف الدوحة محالهتا اإلعالمية ضد الدول املقاطعة هلا‪.‬‬
‫‪ -‬ختيل الدول املقاطعة لقطر عن قائمة املطالب الـ ‪. 13‬‬
‫‪ -‬تسوية األزمة وفق املبادئ الستة التي أعلنتها الدول املقاطعة لقطر يف اجتامع القاهرة ‪5‬‬
‫يوليو ‪. )44(2017‬‬
‫واملبادئ الستة هي‪:‬‬
‫‪ -‬االلـتزام بمكافحة التطرف واإلرهاب بكـافة صورمها ومنع متويلهام أو توفري املالذات‬
‫اآلمنة‪.‬‬
‫‪ -‬إيقاف كافة أعامل التحريض وخطاب احلض عىل الكراهية أو العنف‪.‬‬
‫‪ -‬االلتزام الكامل باتفـاق الرياض لعام ‪ 2013‬واالتفـاق التكمييل وآلياته التـنفيذية لعام‬
‫‪ 2014‬يف إطار جملس التعاون لدول اخلليج العربية‪.‬‬
‫‪ -‬االلتزام بكـافة خمرجات القمة العـربية اإلسالمية األمريكـية التي عقدت يف الرياض يف‬
‫مايو ‪. 2017‬‬
‫‪ -‬االمتناع عن التدخل يف الشؤون الداخلية للدول ودعم الكيانات اخلارجة عن القانون‪.‬‬
‫‪ -‬مسؤوليـة كافة دول املجتمع الدويل يف مواجهة كـل أشكال التطرف واإلرهاب بوصفها‬
‫متثل هتديدا للسلم واألمن الدوليني‪.‬‬
‫‪ -‬ويضاف إليها تقديم ضامنات كـويتية وأمريكية ألطراف األزمة عىل التزام قطر بام يتم‬
‫االتفاق عليه‪ ،‬وهذه الضامنات تعالج أمرين هامني‪ :‬أزمة عدم الثقة التي تشكو منها الدول‬
‫املقاطعـة لقطر جتـاهها‪ ،‬أيضـا فهي تعالج إشكـالية اإلمالءات الـتي ترفضهـا الدوحة‬
‫وتعتربها إنتهاكا لسيادهتا‪.‬‬
‫‪ -‬ويسمح كل ما سبق بإطالق حـوار مبارش بني السعوديـة واإلمارات والبحرين ومرص‬
‫من جهة وقطر من جهة ثانية‪.‬‬
‫من القضايا التي متثّل حمل إمجاع لدى املـراقبني لسياسات إدارة ترامب‪ ،‬أنّ هذه اإلدارة‬
‫ما زالت مل تطور عقيدة واضحة يف السياسة اخلارجية‪ ،‬وال يتضح هذا يف األزمة اخلليجية‬
‫فقط‪ ،‬بل يصحّ يف شأن أكـثر القضايا وامللفـات الدولية؛ مثل األزمة مع كـوريا الشاملية‪،‬‬
‫وموضوع امللف النووي اإليراين‪ ،‬واألزمة السورية‪ ،‬وغريها‪.‬‬
‫‪94‬‬

‫والسبب الرئـيس يف غياب هذه العـقيدة هو ترامـب نفسه‪ ،‬ويف هذا السيـاق‪ ،‬أشار تقرير‬
‫جلريدة واشنطـن بوست‪ ،‬نرش يف ‪ 20‬سبتمرب‪ ،‬أي بعد يـوم واحد من لقاء ترامب مع أمري‬
‫دولة قطـر‪ ،‬إىل تصاعد حـدة اخلالف بني البيت األبيـض ووزارة اخلارجية حـول كيفية‬
‫التعامل مع األزمة اخلليجية(‪.)45‬‬
‫كام أنّ األزمة اخلليجية‪ ،‬كانت خارج املداوالت املتعلّـقة بالسياسة اخلارجية‪ ،‬والتي طغت‬
‫عليها ملفات كوريا الشاملية وإيران‪،‬والعراق وسورية‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬تداعيات تناقض املوقف األمريكي من األزمة‪:‬‬
‫تناقـض املوقف األمريكي من األزمـة اخلليجية وعدم قـدرة الواليات املتحدة عىل اإلدارة‬
‫الناجحة لألزمة ستكون له تداعيات خطرية إقليميا ودوليا‪.‬‬
‫عىل الصعيد العالقات البينية اخلليجية‪:‬‬
‫ما يعكس اخليبة السعودية االماراتية ايضا هو التجاوب الذي حتصلت عليه مواقفها التي‬
‫حتدثـت اململكة عن اهنا ستذهب حلشد ما امكن ضـد قطر لكن النتيجة مل تتجاوز حكومة‬
‫عبدربه منـصور هادي املقـيمة اساسـا يف الرياض ومـوقف جمامل من االردن ذهب اىل‬
‫ختفيض العالقات وليس قطعها و مـوقف لفصيل ليبي ثم دول ال تقدم وال تأخر بل تزيد‬
‫خيبة السعودية و االمارات بروزا ‪ ،‬و باملقابل حتصلت قطر عىل مواقف مساندة وازنة من‬
‫روسيا و تركيا واملانيا و ايران وغريهم ‪.‬‬
‫مل تتمكن السعوديـة واالمارات من ان حتقق نتيجة بتوجهها للتصعيد واعداد قائمة تضم‬
‫من صـنفتهم كإرهـابيني من اشخـاص ومجاعات و حتـصلت عىل رضبة اممـية بإعالن‬
‫االخرية عدم مهنية هذا التصنيف وبـاهنا التعتمد اال التصنيف الصادر عن جملس االمن‬
‫بالنسـبة لإلرهاب افرادا و مجاعـات ‪ ،‬كام مل جتدي هذه االثارة بـالتأثري عىل موقف احد‬
‫بمن فـيهم حليفهام الـواليات املتحـدة االمريكيـة بل واضطرا إلرسـال وزير خـارجية‬
‫البحرين اىل تركيا لطرح وجهة نظرمها لدولة هي احدى الدول التي تلتقي مع قطر يف كثري‬
‫من املواقف السياسيـة جتاه ملفات املنطقة و التي طُلب من قطر التخيل عن تلك السياسات‬
‫ابتداء(‪ .)46‬وضـعت هذه األزمة‪ ،‬ومـهام كان مصريهـا‪ ،‬هناية لفكـرة القيادة الـسعودية‬
‫للمنظومة اخلليجية والعربية‪ ،‬التي طُرحت بقوة بعد الرتاجع اهلائل يف وضع مرص واهنيار‬
‫كل من العراق وسوريا‪ .‬واملشكلة هنا ال تقترص عىل خالفات السعودية مع دول خليحية أو‬
‫عـربية أخرى‪ ،‬ولكـنها تتعلق أيضًا بـردِّ الفعل الشعبي‪ ،‬اخلليجـي والعريب‪ ،‬عىل مستوى‬
‫احلملة التي تعهدهتا وسائل اإلعـالم السعودية وطبيعة القرارات التي اختذهتا السعودية‬
‫ورشكاؤها ضد دولـة خليجية وعربية شقيقة أخـرى‪ .‬خالل هذه األزمة‪ ،‬بدت السعودية‪،‬‬
‫ليـست كشقيقة كربى حترص عىل أخذ مشـاغل إخوهتا بعني االعتبار واحرتام استقالهلم‬
‫كام حيرتمـون هم استقالهلا‪ ،‬بل كدولة تـسعى للهيمنة وفرض الـوصاية‪ ،‬تبعث اخلوف‬
‫‪95‬‬

‫واخلشية وليس الثقة واالطمئنان‪.‬‬


‫متـتد تداعيـات هذه األزمة أيضًـا إىل صورة الواليـات املتحدة األمريكيـة يف العامل؛ حيث‬
‫تـرتبط الواليات املتحدة مع قطر باتفاقيـات اسرتاتيجية سمحت الدوحة للواليات املتحدة‬
‫بإقامة قاعدة العديد اجلوية ثم القيادة املركزية‪ ،‬وظلت قطر ملتزمة هبذا االتفاق منذ بداية‬
‫الـتسعينات من القرن املايض‪ ،‬رغم املخاطر املحتملة التي كانت حتدق هبا‪ ،‬مثل ردود الفعل‬
‫االنتقـامية من إيـران أو اجلامعات املـسلحة النـاقمة من األعـامل العسكريـة األمريكية‪.‬‬
‫وستتابع دول العـامل حاليًّا باهتامم بـالغ املوقف األمريكي من قطر ملعـرفة ما هي القيمة‬
‫احلقيقية لاللتزام األمريكي نحو أمن احللفاء(‪.)47‬‬
‫يف اإلطـار األوسع‪ ،‬تطرح األزمة اخلليجية شكوكًا ثقيلة الظل عىل مستقبل جملس التعاون‬
‫اخلليجي‪ ،‬يف املديني القصري واملتوسـط‪ ،‬عىل األقل‪ ،‬وعىل فعالية املجلس وتعبريه عن إرادة‬
‫خليجيـة موحـدة‪ .‬ليست حـدَّة األزمة وتطـورها‪ ،‬وال تنكـرها لـقيم املنطقـة التقليـدية‬
‫واصطدامها مع الروابط الوثيقة بني الشعوب‪ ،‬وحسب‪ ،‬ولكن أيضًا جتاهل الرياض و(أبو‬
‫ظبي) الفادح ملـؤسسات جملس التعاون‪ ،‬كشفت مجيعًا عن أن املجلس مل يعد يعني الكثري‬
‫ألكرب أعضـائه وأثقلهم وزنًا‪ .‬مل يُدعَ لقمة خليجية طـارئة‪ ،‬وال طُرحت اهتامات السعودية‬
‫واإلمارات لقطر عىل أيٍّ من مؤسسات جملس التعاون لبحثها‪ .‬واحلقيقة‪ ،‬أن األمانة العامة‬
‫ملجلس التعاون سـمعت بقرارات عدد من أعـضاء املجلس قطع العالقـات مع دولة عضو‬
‫أخرى‪ ،‬وحصارها‪ ،‬عرب وسائل اإلعالم(‪.)48‬‬
‫وعندما تنقـلب العالقات بني دول املجلس هبـذه الصورة املفاجئـة‪ ،‬وتتحول من عالقات‬
‫تعاون وتوافق وحتالف إىل ما يـشبه احلرب غري املعلنة‪ ،‬لن يكـون من املستبعد أن تبحث‬
‫دول املجلس املختلفة عن تـرتيبات خارج نـطاق املجلس للحفاظ عىل أمـنها واستقرارها‪.‬‬
‫وحتى عىل املسـتوى الشعبي‪ ،‬رسَّـبت األزمة شكوكًـا يف أوساط اخلليجيني مـن إمكانية‬
‫عملهـم واستثامرهم يف دول خليجية أخرى‪ ،‬بل وحتـى زواجهم من مواطنني أو مواطنات‬
‫دول خليجية شقيقة‪ .‬يرى العديد من الدبلـوماسيني الغربيني أن األسباب الظاهرة للنزاع‬
‫غري منطقية‪ ،‬حيث تعكس يف جوهرها الرصاع اإلقليمي بني قطر واإلمارات العربية املتحدة‪،‬‬
‫وعىل نحو متـزايد‪ ،‬بمشاركة اململكـة العربية السعودية‪ .‬وقـد تفاقمت التوترات يف أعقاب‬
‫الربيع العريب يف سنة ‪ ،2011‬حيث بادر اجلانبان بدعم فصائل خمتلفة يف املغرب وتونس‬
‫وليبيا وسـوريا ومرص‪ .‬من جهة أخرى‪ ،‬يعتقد البعض أن الـنزاع يعد إيديولوجيا يف املقام‬
‫األول‪ ،‬حيث لطاملا أيدت قطر اإلسالميني بالسالح واملال‪.‬‬
‫من جانب آخر‪ ،‬يعتقد آخرون أن الرصاع حيمـل صبغة شخصية‪ ،‬حيث أنه يف الغالب نتاج‬
‫ضغينـة تبلغ من العمر ‪ 20‬سنـة حيملها والد أمـري قطر احلايل‪ ،‬عىل خلفيـة الطريقة التي‬
‫فشلت هبـا دول اخلليج يف دعمه عنـدما خلع والـده يف سنة ‪ . 1995‬فـضال عن ذلك‪ ،‬أكد‬
‫‪96‬‬

‫هؤالء أن والد األمري احلايل لإلمارة الصغرية ال يزال القوة الكامنة وراء العرش‪ ،‬يف حني ال‬
‫يـزال يستخدم الدخل الـضخم من إنتاج الغاز الـسائل‪ ،‬والنطاق الضخـم لقناة اجلزيرة‪،‬‬
‫وإيديولوجية مجاعة اإلخوان املسلمني ملواجهة اهليمنة السعودية(‪.)49‬‬
‫على صعيد دول اجلوار اإلقليمي‪:‬‬
‫عمدت تركيا مبارشة بعـد قطع الدول اخلليجية الثالث عالقاهتا مع قطر إىل حماولة القيام‬
‫بدور الوسيط حلل األزمة الدبلومـاسية‪ ،‬فقد أجرى الرئيس الرتكي رجب طيب أردوغان‪،‬‬
‫وهو الـرئيس احلايل ملـنظمة التعـاون اإلسالمي‪ ،‬حمادثـات هاتفيـة مع أمري قطر وامللك‬
‫السعودي وأمري الكـويت‪ ،‬عرض فيها املساعـدة حلل األزمة(‪ .)50‬لكنّ الدول التي فرضت‬
‫احلصار مل تتجـاوب مع املبادرة الرتكيـة‪ ،‬واستمرت يف محلتهـا اإلعالمية والدبلـوماسية‬
‫واالقتصـادية عىل قطر‪ .‬فانتقلت تـركيا إىل دعم احلليف القطري بـترسيع تصديق اتفاقيات‬
‫عسكرية سابقة بني الدولتني؛ فعقد الربملان الرتكي جلسةً طارئةً يف ‪ 7‬يونيو ‪ 2017‬لتصديق‬
‫معاهدة تسمح لرتكيا بإقامـة قاعدة عسكرية يف قطر(‪ . )51‬ويف ‪ 19‬يونيو بدأ اجلنود األتراك‬
‫عملهم يف قطر‪ .‬ينبغي لفهم االهتامم الرتكي بمنطقة اخلليج‪ ،‬التعمّق يف حتليل املنظور الرتكي‬
‫للرشق األوسط‪ ،‬حيث جتد تـركيا نفسها ملـزمة بحامية وتوسيع مـداها اجليوسرتاتيجي‬
‫وطبقـات نفوذها يف املنطقة بـاعتبارها وريث طبـيعي لنفوذ الدولة العـثامنية‪ ،‬وال يبدو هذا‬
‫املنطق غريبًا عن "العمق االسـرتاتيجي" للجمهورية الرتكيـة كام فهمه السيد أمحد داوود‬
‫أوغلو والذي وعىل الرغم من انتهـاء صالحياته الرسمية ال يزال تأثريه حارضًا ليس فقط يف‬
‫األوساط األكـاديمية بل أيضًـا يف سياسات تـركيا اخلارجيـة دون أدنى شك وذلك بسبب‬
‫سنوات خدمته الطـويلة والتي يمكن اعتـبارها فرتة إعادة الـصياغة لسيـاسات تركيا‪ .‬إذًا‬
‫اإلدارة الرتكية تريد دورًا فاعالً يف احلل أيًا كان السيناريو املطروح للخروج من هذه األزمة‪،‬‬
‫ولكنها بذات الوقت ستعمل جـاهدة إلبقاء عالقاهتا اخلليجيـة بمنأى عن انعكاسات األزمة‬
‫احلالية دون أن تساوم عىل استقاللية حليفها األقرب قط(‪.)52‬‬
‫إيران‪ ،‬يف املقابل‪ ،‬وجدت يف األزمة اخلليجية مصلحة حمتملة‪ ،‬أوالً‪ :‬إلظهار السعودية يف موقف‬
‫املعتـدي والقوة الساعية للهيمنة عىل اجلوار؛ وثـانيًا‪ :‬ألن اندالع األزمة اخلليجية وضع هناية‬
‫ملهرجـان التضامن اإلقليـمي‪-‬األمريكي ضدها‪ ،‬كـام يضعف موقف املعسكـر املؤيِّد للحراك‬
‫السوري‪ .‬وربام أمَّل املسؤولون اإليرانيـون أنَّ تفاقم اخلالفات اخلليجية سيساعد إيران عىل‬
‫إقامة عالقات أوثق ليس مع قطر وحسب‪ ،‬ولكـن أيضًا مع عُامن والكويت‪ ،‬التي باتت ختشى‬
‫هي األخرى سيـاسة اهليمنـة السعوديـة‪ .‬وليس ثمـة شك يف أن املوقف اإليـراين ترك أثرًا‬
‫واضـحًا عىل مقاربة احلكـومة العراقية لـألزمة‪ ،‬ودفع رئيس الوزراء العـراقي آنذاك‪ ،‬حيدر‬
‫العبادي‪ ،‬الختاذ موقف رفض رصيح ملقاطعة قطر وحصارها(‪.)53‬‬
‫إيـران هي املستفـيد األكرب من كل هـذا‪ ،‬فهي ستسـتفيد من جهـة من اخلالف اخلليجي‬
‫‪97‬‬

‫القطري ومن جهـة أخرى من اخلالف الرتكي السعودي وهي تدفع برتكيا أكثر إىل صفها‪.‬‬
‫كام أن األزمة األخرية حـققت نوعا من الـتقارب بني طهران وأنقـرة "عىل اعتبار أهنام يف‬
‫نفس اخلنـدق اآلن مع الدوحـة(‪ ، )54‬لكن الفرق بـني املوقفني الرتّكـي وااليراين‪ ،‬هو‪ ،‬أن‬
‫تركيا تتعامل من منطلق متانـة العالقات و الصداقة واملحافظة عىل املوجود عىل االقل‪ ،‬اما‬
‫ايران فخالفها كبري جداً مع اململكة العربية السعودية ‪،‬اما االمارات فإن عالقاهتا مع ايران‬
‫تبـدو متينة ‪ ،‬رغـم احتالل إيران لثالث جـزر إماراتيـة‪ ،‬و لكنها ظلت يف عـداء شديد مع‬
‫حكومة العدالة والتنمية الرتكية(‪. )55‬‬
‫خالصة ‪:‬‬
‫اتسم املوقف األمريكي من األزمة اخلليجية بالتـناقص الواضح والشديد‪ ،‬بني مؤسسات‬
‫صنع السياسـة اخلارجية األمريكية من جانب‪ ،‬واالنـتهازية من جانب أخر‪ ،‬فبينام حاول‬
‫الرئـيس ترامب إرضاء الـسعودية ودول اخلليج بعـد املكاسب االقتصـادية الكبرية التي‬
‫حققها خالل زيـارته للرياض‪ ،‬سـعت وزارة اخلارجية والـدفاع عىل التمسـك بالتحالف‬
‫االسرتاتيجي مع قـطر‪ ،‬عراب املـرحلة‪ ،‬كنـوع من أنواع تبـادل األدوار‪ ،‬األمر الذي أدى‬
‫لفشل وسـاطة وزير اخلـارجية األمريكـي واخفاقه يف حل األزمة‪ ،‬لقـد سامهت املواقف‬
‫األمريكية الصـادرة عن البيت األبيض ووز ارة اخلارجيـة والدفاع الضبابـية واملتذبذبة‬
‫أحيانـا واملتناقضة أحيـانا أخرى السبب يف عجـز الوساطة األمريكـية عن تطويق األزمة‬
‫القائمة منذ فرتة طويلة(‪.)56‬‬
‫‪98‬‬

‫اهلوامش‬

‫‪-1‬خـالد أمحد‪:‬مـركز الزيتـونة ينرش تقـديرا اسرتتيجيـا حول تداعيـات األزمة اخلليجيـة عىل القضية‬
‫الفلسطينية‪ ،‬صحيفة القدس الفلسطينية بتاريخ ‪ 20‬يوليو ‪ 2017‬عىل الرابط‪:‬‬
‫‪http://www.alquds.com/articles/1500560797901063500/‬‬

‫‪-2‬قناة العامل االيرانية‪ :‬األزمة اخلليجية‪ ..‬وجهة نظر حمايدة‪ 06 ،‬يونيو ‪ 2017‬عىل الرابط‪:‬‬
‫‪http://www.alalam.ir/news/1978921‬‬

‫‪-3‬اململكة تقطـع العالقات الدبلوماسية والقنـصلية مع دولة قطر‪ ،‬وكالة األنـباء السعودية بتاريخ االثنني‬
‫‪ 10/9/1438‬هـ املوافق ‪ 05/06/2017‬م عىل الرابط‪:‬‬
‫‪http://www.spa.gov.sa/viewstory.php?lang=ar&newsid=1637278‬‬

‫‪-4‬نزار بوش‪ :‬األزمـة القطرية خالف ومهي من صنع أمريكي‪...‬ما هي أهـدافه‪ ،‬موقع سبوتنيك بالعربية‪،‬‬
‫بتاريخ ‪ 2017/08/06‬عىل الرابط‪:‬‬
‫‪https://sptnkne.ws/eA67‬‬

‫‪ -5‬سعيد قدري ‪ :‬قطر يف فخ املساومات اإليرانية والرتكية‪ ..‬األزمة اخلليجية تغدو إقليمية‪ ،‬بوابة األهرام‪،‬‬
‫‪ 2017/06/08‬عىل الرابط‪:‬‬
‫‪http://gate.ahram.org.eg/News/1522771.aspx‬‬

‫‪ -6‬هشام منور‪:‬اخلالف اخلليجي والفـرح اإلرسائييل!‪ ،‬مركز الدراسات االقلـيمية‪-‬فلسطني‪ ،‬بتاريخ ‪11‬‬
‫يونيو ‪ 2017‬عىل الرابط‪:‬‬
‫‪http://cors.ps/2017/06/11/%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%84%D8%A7%D9%81-‬‬

‫‪%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%84%D9%8A%D8%AC%D9%8A-‬‬

‫‪%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%AD-‬‬

‫‪%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D8%B1%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D9%84%‬‬

‫‪D9%8A/‬‬

‫‪ -7‬روبرت ويندورم‪ :‬من املـسؤول عن قرصنـة وكالة األنبـاء القطرية؟ أن يب يس نيـوز‪ :‬ترمجة فريق‬
‫حترير موقع نون بوست ‪noonpost‬بتاريخ ‪ 20‬يوليو ‪ 2017‬عىل الرابط‪:‬‬
‫‪http://www.noonpost.org/content/18954‬‬

‫‪ -8‬روبرت ويندورم‪ :‬من املسؤول عن قرصنة وكالة األنباء القطرية؟املرجع السابق‪.‬‬


‫‪ -9‬أربعة أسبـاب وراء توتر عالقـات قطر مع جرياهنـا‪ ،‬موقع يب يب يس بالعـريب‪ 5 ،‬يونيو ‪ 2017‬عىل‬
‫الرابط‪:‬‬
‫‪http://www.bbc.com/arabic/middleeast-40164799‬‬

‫‪-10‬وزير خارجية قطر‪ :‬محلـة بأمريكا استهدفـتنا عشية القرصنـة وال عالقة لنا باإلخوان"‪ ،‬يس إن إن‬
‫‪99‬‬

‫بالعربية‪ ،2017/5/25 ،‬شوهد يف ‪ ،2017/6/5‬يف‪:‬‬


‫‪https://arabic.cnn.com/middle-east/2017/05/25/qatar-foreign-minster-hacking-attack‬‬

‫‪ -11‬هاشم املوساوي‪ :‬تعرف عىل قـائمة األفراد والكيانات املدرجة عىل الئحة اإلرهاب السعودية املرصية‬
‫اإلماراتية البحرينية‪ ،‬روسيا اليوم‪ 08 ،‬يونيو ‪ 2017‬عىل الرابط‪:‬‬
‫‪https://arabic.rt.com/middle_east/882688-%D9%82%D8%A7%D8%A6%D9%85%D8%A9-‬‬

‫‪%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%AF-‬‬

‫‪%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%8A%D8%A7%D9%86%D8%A7%D8%AA-‬‬

‫‪%D9%84%D8%A7%D8%A6%D8%AD%D8%A9-‬‬

‫‪%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B1%D9%87%D8%A7%D8%A8-‬‬

‫‪%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%B9%D9%88%D8%AF%D9%8A%D8%A9-‬‬

‫‪%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B5%D8%B1%D9%8A%D8%A9-‬‬

‫‪%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%A7%D8%AA%D9%8A%‬‬

‫‪D8%A9-‬‬

‫‪%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D9%86%D9%8A%D8%A9/‬‬

‫‪ -12‬سعـيد احلاج‪ :‬حـدود املوقف الرتكي مـن االزمة اخلليجيـة‪ ،‬موقع إضاءات‪ 05 ،‬يـونيو ‪ 2017‬عىل‬
‫الرابط‪:‬‬
‫‪http://ida2at.com/the-limits-of-the-turkish-situation-on-the-gulf-crisis/‬‬

‫‪ -13‬عبد الوهاب الرشيف ‪ :‬حصاد االزمة اخلليجية‪ :‬اين وصلت وما مستقبلها؟ موقع سام برس‪ ،‬األّحد ‪11‬‬
‫يونيو ‪ 2017‬عىل الرابط‪:‬‬
‫‪http://www.sampress.net/portal/news-24613.htm‬‬

‫‪ -14‬سليم كاطع عيل‪ :‬األزمـة اخلليجية‪ :‬حدود التصعيد وآفـاق احلل‪ ،‬املوقف العراقي‪ 17،‬يونيو‪2017 .‬‬
‫عىل الرابط‪:‬‬
‫‪http://www.al-mawqif.com/60325‬‬

‫‪ -15‬نصت الفقـرة (‪ )4‬من املادة(‪ )2‬من ميثاق األمم املتحدة أيضا عىل " االمتناع يف عالقاهتم الدولية عن‬
‫التهديد باستعـامل القوة أو استخدامها ضد سالمة االرايض او االستقالل السيايس ألية دولة عىل أي وجه‬
‫آخر ال يتفق وقصد االمم املتحدة "‪.‬‬
‫‪intervention‬مثل ‪ingér-‬‬ ‫‪ -16‬تستعمل مصطلحات أخرى بالفرنسية واالنجليزية للتعبري عن كلمة تدخل‬
‫‪Immixtion . ،ence ;interférence‬ويالحظ هبـذا اخلصوص أنه رغم املحاوالت املبذولـة للتمييز بني هذه‬
‫املصطلحات إال أهنـا يف النهاية تؤدي نفس املعنى‪ ،‬ويف جمال االستخدام العام ملصطلح التدخل نجد التمييز‬
‫خصوصـا يف كتابات فقهاء القانـون الدويل بني مصطلح ‪intervention‬الذي يسـتخدم للداللة عىل التدخل‬
‫غـري املرشوع وعند البعـض للداللة عىل استخـدام القوة املسلحـة ومصطلحات ‪interférence- ingérence‬‬
‫‪100‬‬

‫التي تدل عـىل التدخل كفعل مادي بغض النظـر عن الوسيلة أو املرشوعيـة‪.‬إال أن مصطلح التدخل يف اللغة‬
‫العـربية و ‪intervention‬يف اللغـات األوربية يعتـرب املصطلح األكثـر استعامال للـداللة علـة مجيع أنواع‬
‫التدخل …وهذا االستخدام العـام للمصطلح تأكد يف الوثائق الدولية خصوصا املادة ‪ 2‬الفقرة ‪ 7‬من ميثاق‬
‫األمـم املتحدة‪ .‬ملزيد من الـتفاصيل حول هذا املـوضوع‪ ،‬راجع‪ :‬عمران عبد الـسالم أحممد احلاج أحممد‪:‬‬
‫جملس األمن وحق التدخل لفرض احرتام حقـوق اإلنسان‪ :‬أطروحة لنيل دكتوراه الدولة يف القانون العام‪،‬‬
‫كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتامعية‪ -‬أكدال‪ -‬الرباط‪ ، 2001-2000/‬ص‪ 21:‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ -17‬كـان عىل الدول اخلليـجية تفعيل آليـة فض املنازعـات املنصوص عليهـا يف امليثاق املـؤسس ملجلس‬
‫التعاون اخلليجي والباب الـسادس من ميثاق األمم املتـحدة بدل االحتكام إىل التـدابري املضادة والقمعية‬
‫املخالفة ألحكام القانون الدويل‪.‬‬
‫أما املادة (‪ )33‬منه فقد نـصت " عىل أنه جيب عىل أطراف أي نزاع من شـأن استمراره أن يعرض حفظ‬
‫السلم واألمن الدويل للخطر ان يلتمسوا حله بادئ ذي بدء بطريق املفاوضة والتحقيق والوساطة والتوفيق‬
‫والـتحكيم والتسويـة القضائية‪ .‬أو أن يلجـأوا اىل الوكاالت والتنـظيامت االقليمية أو غـريها من الوسائل‬
‫السلمية التي يقع عليها اختيارها‬
‫‪ -18‬املركـز العريب ينـظم ندوة بعنـوان "أزمة اخلليج وحصـار قطر من منـظور االقتصـاد والقانون‬
‫والسياسـة" (حممداخلليفـي‪،‬فركزتعلـياجلوانبالقـانونيةلألزمـة)‪ ،‬املركز العـريب لألبحاث ودراسة‬
‫السياسات‪ ،‬بتاريخ ‪ 10‬أغسطس ‪ 2017‬عىل الرابط‪:‬‬
‫‪http://www.dohainstitute.org/content/dfdc7b71-f8c2-4826-bbce-437550ff9946‬‬

‫‪ -19‬جاء يف إعالن مبادئ القانون الدويل املتعلقـة بالعالقات الودية والتعاون بني الدول الصادر بمقتضى‬
‫التوصية ‪ 2625‬بتاريخ ‪ 24‬أكتوبر ‪ 1970‬الصادر عن اجلمعية العامة"عىل أنه ليس لدولة أو جمموعة من‬
‫الدول احلق يف التـدخل املبارش أو غري املبـارش وألي سبب كان يف الـشؤون الداخلـية أو اخلارجيـة لدولة‬
‫أخرى‪ .‬ونتيجة لذلك اعتبار ليس فقط التدخل العـسكري بل أيضا كل أنواع التدخل أو التهديد املوجه ضد‬
‫مكوناهتا السياسية أو االقتصادية أو الثقافيـة خمالفا للقانون الدويل"‪.‬ومن هذا املنطلق جاء حكم حمكمة‬
‫العدل الدوليـة الصادر سنة ‪ 1949‬يف قضية كـورفو بأن" حق التدخل املزعوم جتـسيده لسياسة القوة‪،‬‬
‫سياسة غطت يف املايض أخطر التجاوزات‪ ،‬وال يمكن أن جتد هلا مكان يف القانون الدويل"…‬

‫‪ -20‬سعيد قدري ‪ :‬قطر يف فخ املساومات‪.....‬املرجع السابق‪.‬‬


‫‪ -21‬ترامب ال يستبعد سحب القاعدة األمريكية من الدوحة ‪ :‬هل تتجه أمريكا نحو التخيل عن قطر وزيادة‬
‫حظوظ اخليار العسكري ؟ صحيفة املغرب التونسية بتاريخ ‪ 17‬يوليو ‪ 2017‬عىل الرابط‪:‬‬
‫‪http://ar.lemaghreb.tn/%D8%B4%D8%A4%D9%88%D9%86-‬‬

‫‪%D8%B9%D8%B1%D8%A8%D9%8A%D8%A9-%D9%88-‬‬

‫‪%D8%AF%D9%88%D9%84%D9%8A%D8%A9/item/20399-‬‬

‫‪%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D9%85%D8%A8-%D9%84%D8%A7-‬‬
101

%D9%8A%D8%B3%D8%AA%D8%A8%D8%B9%D8%AF-

%D8%B3%D8%AD%D8%A8-

%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A7%D8%B9%D8%AF%D8%A9-

%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D9%8A%D8%A9-

%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D8%AD%D8%A9-

%D9%87%D9%84-%D8%AA%D8%AA%D8%AC%D9%87-

%D8%A3%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D8%A7-%D9%86%D8%AD%D9%88-

%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%AE%D9%84%D9%8A-%D8%B9%D9%86-

%D9%82%D8%B7%D8%B1-%D9%88%D8%B2%D9%8A%D8%A7%D8%AF%D8%A9-

%D8%AD%D8%B8%D9%88%D8%B8-

%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%8A%D8%A7%D8%B1-

%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B3%D9%83%D8%B1%D9%8A-%D8%9F

22- “Trump Takes Credit for Saudi Move Against Qatar, a U.S. Military Partner,” The New

York Times, 6/6/2017, accessed on 15/6/2017, at:

https://goo.gl/rrhQBD

‫ عىل‬2017 .‫ يوليو‬15 ‫ السبت‬،‫ موقع سكاي نيـوز‬،‫ لن نسمح لدولـة غنية بتسمني الـوحش‬:‫ ترامب‬-23
:‫الرابط‬
https://www.skynewsarabia.com/web/article/964737/

%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D9%85%D8%A8-%D9%86%D8%B3%D9%85%D8%AD-

%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D8%A9-%D8%BA%D9%86%D9%8A%D8%A9-

%D8%A8%D8%AA%D8%B3%D9%85%D9%8A%D9%86-

%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%AD%D8%B4

13 ‫ تباين أم تـبادل أدوار؟ موقع يب يب يس بالعـربية بتاريخ‬:‫ الـدور األمريكي يف األزمة اخلليـجية‬-24
:‫ عىل الرابط‬2017 ‫يوليو‬
http://www.bbc.com/arabic/interactivity-40601403

‫ استجابة للضغوط أم توزيع لألدوار؟‬:‫ تناقض املـوقف األمريكي حيال األزمة اخلليجية‬:‫ عامد عنان‬-25
:‫ عىل الرابط‬2017 ‫ يونيو‬10 ،‫موقع نون بوست‬
https://www.noonpost.org/content/18365

26- “US military: No plans to change our posture in Qatar,” Aljazeera, June 6, 2017, accessed

on 20/6/2017, at http://bit.ly/2rEdnJN
‫‪102‬‬

‫‪ -27‬البيت األبيض يناقض تـرامب‪ :‬نعمل عىل حلّ األزمة اخلليجية‪ ،‬العريب اجلديد‪ 06 ،‬يونيو ‪ 2017‬عىل‬
‫الرابط‪:‬‬
‫‪https://www.alaraby.co.uk/politics/2017/6/6/‬‬

‫‪%D8%A7%D9%84%D8%A8%D9%86%D8%AA%D8%A7%D8%BA%D9%88%D9%86-‬‬

‫‪%D9%85%D9%85%D8%AA%D9%86%D9%88%D9%86-‬‬

‫‪%D9%84%D9%82%D8%B7%D8%B1-‬‬

‫‪%D9%84%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B2%D8%A7%D9%85%D9%87%D8%A7-‬‬

‫‪%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%86-‬‬

‫‪%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%82%D9%84%D9%8A%D9%85%D9%8A‬‬

‫‪ -28‬فوضى املوقف األمريكي وتـداعياته املحتملة عىل األزمة اخلليجية‪ ،‬وحـدة حتليل السياسات باملركز‬
‫العريب لألبحاث ودراسة السياسات‪ ،‬بتاريخ ‪ 20‬يونيو ‪ 2017‬عىل الرابط‪:‬‬
‫‪http://www.dohainstitute.org/release/f9695c8a-1e13-4e18-ae2f-ca29ca4cf93c‬‬

‫‪ -29‬عامد عنان‪ :‬تناقض املوقف األمريكي‪...‬املرجع السابق‪.‬‬


‫‪ -30‬قناة العامل‪ :‬االزمة اخلليجية‪..‬املرجع السابق‪.‬‬
‫‪ -31‬تيلرسون إىل الكويت اإلثنني لبحث جهود حل األزمة اخلليجية‪ ،‬العريب اجلديد‪ 07 ،‬يوليو ‪ 2017‬عىل‬
‫الرابط‪:‬‬
‫‪https://www.alaraby.co.uk/politics/2017/7/7/‬‬

‫‪%D8%AA%D9%8A%D9%84%D8%B1%D8%B3%D9%88%D9%86-‬‬

‫‪%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%88%D9%8A%D8%AA-‬‬

‫‪%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%AB%D9%86%D9%8A%D9%86-‬‬

‫‪%D9%84%D8%A8%D8%AD%D8%AB-%D8%AC%D9%87%D9%88%D8%AF-‬‬

‫‪%D8%AD%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B2%D9%85%D8%A9-‬‬

‫‪%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%84%D9%8A%D8%AC%D9%8A%D8%A9‬‬

‫‪ -32‬دول احلصار تنهي الوساطة الكويتية وهتدد بالتصعيد‪ ،‬العريب اجلديد‪ 07 ،‬يوليو ‪ 2017‬عىل الرابط‪:‬‬
‫‪https://www.alaraby.co.uk/politics/2017/7/6/%D8%AF%D9%88%D9%84-‬‬

‫‪%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B5%D8%A7%D8%B1-‬‬

‫‪%D8%AA%D9%86%D9%87%D9%8A-‬‬

‫‪%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B3%D8%A7%D8%B7%D8%A9-‬‬

‫‪%D8%A7%D9%84%D9%83%D9%88%D9%8A%D8%AA%D9%8A%D8%A9-‬‬

‫‪%D9%88%D8%AA%D9%87%D8%AF%D8%AF-‬‬

‫‪%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B5%D8%B9%D9%8A%D8%AF‬‬
‫‪103‬‬

‫‪ -33‬تـوفيق محيد‪ :‬كيف سيغري احلـراك الدبلومايس والقـانوين األزمة اخلليجية ؟ وكـالة شهاب لألنباء‬
‫اخلميس ‪ 10‬أغسطس ‪ 2017‬عىل الرابط‪:‬‬
‫‪http://shehab.ps/post/17710‬‬

‫‪ -34‬فوضى املوقف األمريكي‪...‬املرجع السابق‪.‬‬


‫‪ -35‬املواقف الدوليـة بشأن األزمة يف اخللـيج‪ :‬إمجاع دويل عىل احلل السلمـي وتضارب مواقف اإلدارة‬
‫األمريكية‪ ،‬وحدة حتليل السياسات باملركز العريب لألبحاث ودراسة السياسات‪ ،‬بتاريخ ‪ 15‬يونيو ‪2017‬‬
‫عىل الرابط‪:‬‬
‫‪http://www.dohainstitute.org/release/c54bad28-c33f-4f81-b26f-a3b12eb70867‬‬

‫‪ -36‬تقريـر اخباري‪ ،‬بعنوان‪ :‬أزمة قطر مـرهونة بوحدة املوقف األمـريكي جتاه اخلليج‪ ،‬جريدة املرصي‬
‫اليوم ‪ ،‬القاهرة‪ ،‬عىل الرابط ‪:‬‬
‫‪https://goo.gl/BZ8LeU :‬‬

‫‪ -37‬السعودية واإلمارات والبحرين "ال متثل جملس التعاون"‪ ..‬وأمريكا بعثت هلم "رسالة واضحة"‪،‬‬
‫موقع ‪CNN‬بالعريب عىل الرابط التايل‪:‬‬
‫‪https://goo.gl/zgfCZo :‬‬

‫‪ -38‬النفاق األمريكي واألزمة اخلليجية‪ ،‬موقع قناة العامل بتاريخ ‪ 23‬أغسطس ‪ 2017‬عىل الرابط‪:‬‬
‫‪http://www.alalam.ir/news/2008689/‬‬

‫‪%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%81%D8%A7%D9%82-‬‬

‫‪%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D9%8A-‬‬

‫‪%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B2%D9%85%D8%A9-‬‬

‫‪%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%84%D9%8A%D8%AC%D9%8A%D8%A9‬‬

‫‪ -39‬حممد عـبد السالم‪ :‬مبـدأ ترامب‪ :‬إدارة أعامل العالقـات الدولية يف مـرحلة ‪ ، 2021-2017‬جملة‬
‫اجتاهـات األحداث‪ ،‬العدد ‪ ،20‬مـارس‪ /‬أبريل ‪ ،2017‬مركـز األبحاث والدراسـات املتقدمـة‪ ،‬أبو ظبي‪،‬‬
‫االمارات العربية املتحدة‪ ،‬ص‪. 7 :‬‬
‫‪ -40‬منصـور أبو كريم‪ :‬فرص نجاح الوسـاطة األمريكية يف الوصل حلل لألزمـة اخلليجية !!مركز رؤية‬
‫للدراسات واألبحاث‪ ،‬عىل الرابط‪http://roayacenter.ps/?p=2303 :‬‬

‫‪ -41‬عبدالوهاب الرشيف‪:‬حصاد االزمة اخلليجية ‪ :‬اين وصلت وما مستقبلها ؟ الغاية نيوز‪ ،‬عىل الرابط‪:‬‬
‫‪http://alghaya.net/70628/‬‬

‫‪ -42‬تقدير موقف ‪ :‬حصار قطر‪ :‬التقديرات واالرتدادات‪ ،‬مركز اجلزيرة للدراسات‪ ،‬بتاريخ اخلميس‪22 .‬‬
‫يونيو‪ 2017 .‬عىل الرابط‪:‬‬
‫‪http://studies.aljazeera.net/ar/positionestimate/2017/06/170622094941121.html‬‬

‫‪ -43‬منصور أبو كريم‪ :‬املرجع السابق‪.‬‬


‫‪104‬‬

‫‪ -44‬أمحـد املرصي‪ :‬مبادرات تفكيك األزمة اخلليجية‪ ..‬هل تعـزز فرص حلها؟ (حتليل)‪ ،‬وكالة األناضول‬
‫لألنباء‪ ،‬بتاريخ ‪ 11‬غشت ‪ 2017‬عىل الرابط‪:‬‬
‫‪http://aa.com.tr/ar/%D8%A3%D8%AE%D8%A8%D8%A7%D8%B1-‬‬

‫‪%D8%AA%D8%AD%D9%84%D9%8A%D9%84%D9%8A%D8%A9/‬‬

‫‪%D9%85%D8%A8%D8%A7%D8%AF%D8%B1%D8%A7%D8%AA-‬‬

‫‪%D8%AA%D9%81%D9%83%D9%8A%D9%83-‬‬

‫‪%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B2%D9%85%D8%A9-‬‬

‫‪%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%84%D9%8A%D8%AC%D9%8A%D8%A9-‬‬

‫‪%D9%87%D9%84-%D8%AA%D8%B9%D8%B2%D8%B2-%D9%81%D8%B1%D8%B5-‬‬

‫‪%D8%AD%D9%84%D9%87%D8%A7-%D8%AA%D8%AD%D9%84%D9%8A%D9%84/‬‬

‫‪882122‬‬

‫‪ -45‬املوقف األمريـكي من أزمة اخلليج‪ ،‬ملاذا تغري موقف ترامب؟ موقع مرص العربية‪ 28،‬سبتمرب ‪2017‬‬
‫عىل الرابط‪:‬‬
‫‪http://www.masralarabia.com/%D8%AA%D9%82%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%B1-‬‬

‫‪%D9%88%D8%AA%D8%AD%D9%82%D9%8A%D9%82%D8%A7%D8%AA/1459996-‬‬

‫‪%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D9%82%D9%81-‬‬

‫‪%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D9%8A-‬‬

‫‪%D9%85%D9%86-%D8%A3%D8%B2%D9%85%D8%A9-‬‬

‫‪%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%84%D9%8A%D8%AC--‬‬

‫‪%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%B0%D8%A7-%D8%AA%D8%BA%D9%8A%D8%B1-‬‬

‫‪%D9%85%D9%88%D9%82%D9%81-‬‬

‫‪%D8%AA%D8%B1%D8%A7%D9%85%D8%A8%D8%9F‬‬

‫‪ -46‬عبد الوهاب الرشيف‪ :‬حصاد األزمة اخلليجية‪....‬املرجع السابق‪.‬‬


‫‪ -47‬تقدير موقف‪ :‬اخلليج‪ :‬أزمـة غري مسبوقة وتداعيات كبرية‪ ،‬مـركز اجلزيرة للدراسات‪ ،‬اخلميس ‪08‬‬
‫يونيو ‪ 2017‬عىل الرابط‪:‬‬
‫‪http://studies.aljazeera.net/ar/positionestimate/2017/06/170607130616938.html‬‬

‫‪ -48‬املرجع السابق‪.‬‬
‫‪49- Patrick Wintour: US may intervene in Qatar…op.cit.‬‬

‫‪ -50‬تركيا تعرض املساعدة حلل األزمة باخلليج"‪ ،‬اجلزيرة نت‪،2017/6/6 ،‬‬


‫‪http://bit.ly/2skgj1k‬‬ ‫شوهد يف ‪ ،2017/08/08‬يف‪:‬‬
‫‪ -51‬الربملان الرتكي يوافق عىل نرش قوات يف قطر‪ ،‬احلياة اللندنية‪ ،‬بتاريخ األربعاء ‪ 07‬يونيو ‪ 2017‬عىل‬
‫الرابط‪:‬‬
‫‪http://www.alhayat.com/Articles/22262387‬‬

‫‪ -52‬طارق البيطار‪ :‬األزمة اخلليجية‪ ،‬الناتو العريب واستجابة العثامنيني اجلدد‪ ،‬موقع نون بوست‪13 ،‬‬
‫يونيو ‪ 2017‬عىل الرابط‪:‬‬
‫‪https://www.noonpost.org/content/18414‬‬

‫‪ -53‬حصار قطر‪ :‬التقديرات واالرتدادات‪ ،‬املرجع السابق‪.‬‬


‫‪ -54‬سهـام أشطو‪ :‬األزمة اخللـيجية ‪ -‬كيف تؤثـر عىل موازين القوى يف الـرشق األوسط؟ موقع دوتش‬
‫فيليه‪ 26 ،‬يونيو ‪ 2017‬عىل الرابط‪:‬‬
‫‪http://p.dw.com/p/2faX2‬‬

‫‪ -55‬شريوان الشّمرياين‪ :‬تركيـا و إيران واملوقف من األزمة اخللـيجيّة‪ ،‬مركز الـدراسات االسرتاتيجية‬
‫والدبلوماسية (األردن)‪ ،‬بتاريخ ‪ 26‬يوليو ‪ 2017‬عىل الرابط‪:‬‬
‫‪http://www.csds-center.com/%D8%AA%D8%B1%D9%83%D9%8A%D8%A7-%D9%88-‬‬

‫‪%D8%A5%D9%8A%D8%B1%D8%A7%D9%86-‬‬

‫‪%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D9%82%D9%81-%D9%85%D9%86-‬‬

‫‪%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B2%D9%85%D8%A9-‬‬

‫‪%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%84%D9%8A/‬‬

‫‪ -56‬منصـور أبو كريم‪ :‬املوقف الدويل واالقليمي من األزمة اخللـيجية‪ ،‬مركز رؤية للدراسات واألبحاث‪،‬‬
‫يونيو ‪ 2017‬عىل الرابط‪:‬‬
‫‪http://roayacenter.ps/wp-content/uploads/2017/07/‬‬

‫‪%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D9%82%D9%81-‬‬

‫‪%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%88%D9%84%D9%8A-‬‬

‫‪%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%82%D9%84%D9%8A%D9%85%D9%8A-‬‬

‫‪%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B2%D9%85%D8%A9-‬‬

‫‪%D8%A7%D9%84%D8%AE%D9%84%D9%8A%D8%AC%D9%8A%D8%A9.pdf‬‬

You might also like