Rock Inscription From The Area of Jaalanbani Bu H

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 13

‫‪Sultan Qaboos University‬‬ ‫جامعة السلطان قابوس‬

‫‪Journal of Arts & Social Sciences‬‬ ‫مجلة اآلداب والعلوم االجتماعية‬

‫نقش حجري من منطقة جعالن بين بوحسن‬


‫املنطقة الشرقية من سلطنة عمان‬

‫ناصر سعيد اجلهوري‬

‫أستاذ مشارك‬
‫قسم اآلثار‬
‫كلية اآلداب والعلوم االجتماعية‬
‫جامعة السلطان قابوس‬
‫‪jahwari@squ.edu.om‬‬

‫تاريخ االستالم‪2017/10/10 :‬‬


‫اجمللد (‪ )9‬العدد (‪ ،)2‬أغسطس ‪2018‬‬ ‫تاريخ القبول للنشر‪2017/10/22 :‬‬

‫‪97‬‬
...‫نقش حجري من منطقة جعالن بين بوحسن‬

‫نقش حجري من منطقة جعالن بين بوحسن‬


‫املنطقة الشرقية من سلطنة عمان‬

‫ناصر سعيد اجلهوري‬

:‫امللخص‬
‫م يف منطقة جعالن بين بوحسن يف حمافظة‬2011 ‫يناقش هذا البحث نقش حجري نادر مت العثور عليه أثناء املسح الذي أجراه الباحث عام‬
‫ فقد متت‬،‫ وحتديداً حمافظة ظفار‬،‫ ويكثر وجوده يف جنوبها‬،‫ وهذا النوع من النقوش نادر يف مشال عمان‬.‫جنوب الشرقية بسلطنة عمان‬
‫ وقد عثر على الكثري من هذه النقوش بالقرب من القبور واألحجار‬،‫اإلشارة إليها من قبل اهلواة والرحالة منذ بدايات القرن العشرين‬
‫ وينطبق هذا األمر على احلجر موضوع هذا البحث فقد عثر عليه بالقرب من أحد القبور القريبة من األحجار‬،‫الثالثية يف حمافظة ظفار‬
‫ مبا فيها‬،‫ ومل يعثر أي من الرحالة أو الباحثني على مثل هذا النوع من النقوش يف مشال ُعمان ووسطها‬،‫الثالثية يف منطقة سيح السعد‬
ً
‫ ووثقت الكثري من الشواهد األثرية‬،‫أثريا يف املنطقة الشرقية من عمان‬ ً
‫مسحا‬ ‫البعثة الربيطانية اليت نفذت يف سبعينيات القرن العشرين‬
‫ فمن هنا فإن الكشف عن هذا احلجر‬،‫ إال أنها مل تعثر على مثل هذا النقش‬،‫ واألحجار الثالثية‬،‫مبا فيها عدد كبري من قبور ما قبل التاريخ‬
ً
‫ إال‬،‫ وجتدر اإلشارة إىل أنه مع اكتشافها املتكرر‬،‫نقشا ألحرف أو أشكال يعد األول والوحيد من نوعه يف املنطقة الشرقية من عمان‬ ‫الذي يضم‬
‫بشكل مكتمل؛ لذلك فإن املعلومات املتوفرة ال تساعد‬
ٍ ‫أن األشكال أو األحرف اليت حتملها هذه النقوش الصخرية مل يتم إىل اآلن فك شفرتها‬
،‫ ومن تفذها‬،‫ وتاريخ تنفيذها‬،‫ والغرض الذي نفذت من أجله‬،‫ ومعناها‬،‫ مبا يف ذلك مضمونها‬،‫على فهم الكثري من اجلوانب اليت تتعلق بها‬
‫ ومقارنته بنقوش أخرى كشف‬،”‫ وسيحاول هذا البحث استعراض هذا النقش “نقش جعالن‬،‫فكل هذه التساؤالت ال تزال حباجة إىل إجابات‬
‫ ومدى انتشار هذا النوع من النقوش‬،‫ وتارخيه‬،‫ من أجل حماولة معرفة مضمون هذا النقش‬،‫ وحتديداً حمافظة ظفار‬،‫عنها يف مناطق أخرى‬
.‫يف عمان‬

.‫ كتابات جنوبية قدمية‬،‫ نقش حجري‬،‫ جعالن؛ ظفار‬،‫ سلطنة عمان‬:‫الكلمات املفتاحية‬

Rock Inscription from the Area of Ja’alanbani Bu Hasan


Sultanate of Oman
Nasser Said Al-Jahwari

Abstract:
This paper discusses a unique rock inscription found during the 2011 survey conducted by the author in the area
of Ja’alan Bani Bu Hasan in the Southern Sharqiyah Province, Oman. This type of inscriptions is not recorded in
the northern part of Oman, and is frequently found in the south. Since the beginning of the twentieth century,
several amateurs and travelers have reported the discovery of many of these inscriptions in the Province of
Dhofar. Several of these inscriptions have been found near tombs and triliths in Dhofar. This is also the case with
the Ja’alan’s rock inscription which was found near one of the triliths recorded in the area of Saih al-Sa’ad. This
type of inscription was not previously found by any traveler or researcher working in the northern and central
parts of Oman. For example, in 1970s, the British expedition carried out an archaeological survey in the eastern
region of Oman and documented a number of archaeological features, including a large number of prehistoric
tombs and triliths, but did not find such an inscription. Hence, the discovery of Ja’alan rock inscription with its
letters or symbols is the first of its kind in the eastern region of Oman. Although they have been frequently found,
their symbols or characters have not yet been fully decoded. Therefore, the available information does not help
understanding several related aspects including their content, meaning, purpose, as well as their dating, and
who executed them; all of which remain unanswered. This paper attempts to present the Ja’alan inscription,
and compare it with similar inscriptions from other areas, particularly Dhofar. This will be done in order to
understand its content and dating, as well as the distribution of this type of inscriptions in Oman.

Keywords: Sultanate of Oman; Ja’alan; Dhofar; Rock Inscription; Old Southern Inscriptions.

98
‫ناصر اجلهوري‬

‫الشكل (‪ )1‬منطقة الدراسة يف اجلزء الغربي من إقليم جعالن‬ ‫مقدمة‪:‬‬


‫يهدف هذا البحث إىل توثيق نقش حجري نادر مت العثور عليه‬
‫أثناء املسح الذي أجراه الباحث عام ‪2011‬م فيمنطقة جعالن بين‬
‫بوحسن يف حمافظة جنوب الشرقية بسلطنة عمان (الشكل ‪ ،)1‬وقد‬
‫أطلق عليه اسم ”نقش جعالن”‪ .‬وهذا النوع من النقوش نادر يف‬
‫مشال عمان‪ ،‬ويكثر وجوده يف جنوبها‪ ،‬وحتديداً حمافظة ظفار‪،‬‬
‫وكذلك اليمن‪ ،‬فقد متت اإلشارة إليها من قبل اهلواة والرحالة‬
‫منذ بدايات القرن العشرين؛ ففي حمافظة ظفار‪ ،‬كما سنرى يف‬
‫هذا البحث‪ ،‬مت العثور عليها يف مناطق جغرافية خمتلفة‪ ،‬ما بني‬
‫مناطق اجلبال‪ ،‬والسهول‪ ،‬والصحراء‪ ،‬وكانت منفذة إما بأسلوب‬
‫كثري‬
‫ٍ‬ ‫النقر يف الصخر أو أنها مطلية بألوان داكنة‪ ،‬كما هو احلال يف‬
‫من النقوش اليت وجدت يف كهوف هذا اإلقليم اجلنوبي‪ ،‬فلقد‬
‫عثر على الكثري من هذه النقوش بالقرب من القبور واألحجار‬

‫الشكل (‪ )2‬موقع النقش احلجري يف منطقة سيح السعد مشال غرب جعالن‬ ‫الثالثية يف حمافظة ظفار (‪ ،)cf. al-Shahri & King 1992‬وينطبق هذا‬
‫بين بوحسن‬ ‫األمر على احلجر موضوع الدراسة يف هذا البحث‪ ،‬فقد عثر عليه‬
‫بالقرب من أحد القبور القريبة من األحجار الثالثية يف منطقة‬
‫سيح السعد‪ ،‬هذا ومل يعثر أي من الرحالة أو الباحثني على مثل‬
‫هذا النوع من النقوش يف مشال عمان ووسطها؛ فقد قامت البعثة‬
‫الربيطانية بقيادة بياتريش دي كاري (‪de Cardiet al. 1977; Doe‬‬
‫‪ )1977‬يف سبعينيات القرن العشرين مبسح املنطقة الشرقية من‬
‫عمان‪ ،‬ووثقت الكثري من الشواهد األثرية مبا فيها عدد كبري من‬
‫قبور عصور ما قبل التاريخ‪ ،‬واألحجار الثالثية‪ ،‬إال أنها مل تعثر‬
‫على مثل هذا النقش‪ ،‬فمن هنا فإن الكشف عن هذا احلجر الذي‬
‫ً‬
‫نقشا ألحرف أو أشكال يعد األول والوحيد من نوعه يف‬ ‫يضم‬
‫املنطقة الشرقية من عمان‪.‬‬
‫جعالن‪ ،‬وحتديداً يف اجلزء الشمالي الغربي من منطقة جعالن‬ ‫وجتدر اإلشارة إىل أنه مع اكتشافها منذ أكثر من قرن من الزمان إال‬
‫بين بوحسن‪ ،‬ويعد جبل قهوان من أكرب سالسل اجلبال املنتشرة يف‬ ‫أن األشكال أو األحرف اليت حتملها هذه النقوش الصخرية مل يتم‬
‫إقليم جعالن الغربي‪ ،‬إذ يصل ارتفاعه إىل ‪1386‬م (‪Roger et al.1991:‬‬ ‫بشكل مكتمل‪ ،‬فمع عمليات تسجيلها ووصفها‬ ‫ٍ‬ ‫إىل اآلن فك شفرتها‬
‫‪ ،)7‬وميتاز هذا اإلقليم بوجود سلسلة جبلية يف اجلانب الشمالي‬ ‫عدد من الرحالة وعلماء اآلثار يف املنطقةاملمتدة‬
‫ٍ‬ ‫املتكررة من قبل‬
‫والشرقي املقابل لرمال الشرقية اليت يفصلها عن السلسلة اجلبلية‬ ‫ما بني ظفارواليمن‪ ،‬إال أن معلوماتنا فيما يتعلق مبضمونها ال‬
‫السهول واملصاطب احلصوية والغرينية‪ ،‬مبا فيها سيح السعد الذي‬ ‫تزال مبهمة‪ ،‬وال تساعدنا على فهم الكثري من اجلوانب اليت تتعلق‬
‫عثر فيه على النقش‪ ،‬ومصاطب اجلبال وسفوحها‪ ،‬وممرات سفوح‬ ‫حتليل هلا ال‬
‫ٍ‬ ‫بها؛ لذلك فكل ما مت توثيقه من نقوش‪ ،‬وما مت من‬
‫التالل الوسطية اجلنوبية‪ ،‬والتالل الداخلية الصغرية‪ ،‬واملناطق‬ ‫كثري من العمل من أجل فهم معناها‪ ،‬والغرض الذي‬
‫ٍ‬ ‫يزال حيتاج إىل‬
‫الزراعية حيث بؤرة االستيطان البشري (‪( )Giraud 2009‬الشكل‬ ‫نفذت من أجله‪ ،‬وتاريخ تنفيذها‪ ،‬ومن نفذها‪ ،‬فكل هذه التساؤالت‬
‫‪ ،)3‬وحييط بسيح السعد قنوات مائية جتري فيها مياه األودية‬ ‫ال تزال حباجة إىل إجابات‪.‬‬
‫ً‬
‫أيضا من عدد من األودية وقيعانها‬ ‫احمليطة‪ ،‬إذ تتكون املنطقة‬ ‫سيحاول هذا البحث استعراض ”نقش جعالن”‪ ،‬والتفسريات‬
‫وتفرعاتها‪ ،‬والسهول الغرينية‪ ،‬مبا فيها وادي البطحاء الذي يعد‬ ‫بشكل مفرد‪ ،‬وألول مرة يف املنطقة الشرقية من‬
‫ٍ‬ ‫املقرتحة لوجوده‬
‫من أكرب األودية وأهمها يف املنطقة‪ ،‬وهو سهل غريين منبسط ميتد‬ ‫عمان‪ ،‬ومقارنته مبا مت الكشف عنه يف حمافظة ظفار‪ ،‬من أجل‬
‫على طول اجلهات الشمالية الغربية‪ ،‬واجلنوبية الشرقية للمنطقة‪،‬‬ ‫حماولة معرفة مضمون هذا النقش‪ ،‬وتارخيه‪ ،‬ومدى انتشار هذا‬
‫وتلتقي قنواته املائية عند حافة الكثبان الرملية‪ ،‬وجتري باجتاه‬ ‫النوع من النقوش يف عمان‪.‬‬
‫جنوب ‪ -‬شرق (‪.)Ministry of Petroleum and Minerals, 1991: 7‬‬
‫املوقع اجلغرايف ملنطقة الدراسة‪:‬‬
‫تاريخ البحث األثري يف اجلزء الغربي من إقليم جعالن‪:‬‬ ‫مت العثور على احلجر الذي حيمل النقش يف منطقة سيح السعد‬
‫ميثل مصطلح ”إقليم جعالن” من وجهة نظر علماء اآلثار العاملني‬ ‫(الشكل ‪ ،)2‬وهي عبارة عن منطقة سهلية وحصوية منبسطة‬
‫ً‬
‫وخصوصا بعثة احلد املشرتك‬ ‫يف آثار شبه اجلزيرة العمانية‪،‬‬ ‫متثل جزءاً من سلسلة جبل قهوان يف اجلزء الغربي من إقليم‬

‫‪99‬‬
‫نقش حجري من منطقة جعالن بين بوحسن‪...‬‬

‫الشكل (‪ )3‬جيولوجية منطقة الدراسة‬ ‫(الفرنسية‪-‬اإليطالية)‪ ،‬اجلزء الشرقي من شبه اجلزيرة العمانية‪،‬‬
‫ويشمل كل املنطقة املمتدة من صور إىل رأس احلد على طول ساحل‬
‫ً‬
‫جنوبا باجتاه املنطقة احلدودية مع‬ ‫حبر عمان‪ ،‬ومن رأس احلد‬
‫إقليم ظفار على طول ساحل حبر العرب‪ ،‬وتضم رمال الشرقية‬
‫ً‬
‫مشاال باجتاه وادي البطحاء ومنطقة اجلعالني (جعالن بين‬
‫بوحسن‪ ،‬وجعالن بين بوعلي)‪ ،‬وسلسلة اجلبال املسماة جببل‬
‫مخيس مبا فيها جبل قهوان (اجلهوري‪Al-Jahwari,( ،)12-11 :2011 ،‬‬
‫‪.)2013: 153- 154‬‬
‫ً‬
‫ويعد إقليم جعالن واحدا من بني أكثر مناطق عمان اليت نالت‬
‫ً‬
‫حظا وافراً من العمل األثري الذي استمر ألكثر من مخسة عقود‪،‬‬
‫إذ يشري تاريخ البحث األثري يف شبه اجلزيرة العمانية إىل أن بداية‬
‫العمل األثري يف إقليم جعالن كانت يف سبعينيات القرن العشرين‪،‬‬
‫ً‬
‫وخاصة من قبل البعثة الربيطانية يف الفرتة ما بني من ‪1974‬م إىل‬
‫وصف األحجار الثالثية‪ ،‬وعادة ما يكون مع وجه علوي مسطح (‪de‬‬ ‫‪1976‬م (‪Smith 1977: ;57-de Cardiet al. 1977; Doe 1977: 46 & 53‬‬
‫‪.)32-Cardiet al. 1977: 17 & 26‬‬ ‫‪ ،)81-71‬والفريق األثري اإليطالي والفرنسي املشرتك حتت مشروع‬
‫ومن األعمال امليدانية القليلة اليت نفذها مشروع احلد املشرتك يف‬ ‫”بعثة رأس احلد املشرتكة” اليت تأسست يف عام ‪1985‬م (&‪Cleuziou‬‬
‫هذا اجلزء من جعالن هو ”املسح األثري األولي يف داخلية جعالن”‬ ‫‪,1998/1997 ,1997 ,1996 ,1994 ,1993 ,1990 ,1987/Tosi 1985, 1986‬‬
‫يف الفرتة من ‪ 31‬ديسمرب ‪1986‬م إىل ‪ 17‬يناير ‪1987‬م‪ ،‬و”مسح قصري‬ ‫‪Biagi 1988, 1994 ;1988/Cleuziou, Reade & Tosi 1987 ;2007 & 2000‬‬
‫يف بالد بين بوحسن” يف الفرتة ما بني أكتوبر ‪1987‬م وفرباير‬ ‫&‪& 2004; Biagi, Jones & Nisbet 1989; Charpentier 1994; Méry‬‬
‫‪1988‬م‪ ،‬ركز املسح األول على منطقة مستطيلة تقع بني وادي‬ ‫‪Marquis 1998; Salvatori 2001; Martin 2002; Méry & Charpentier‬‬
‫البطحاء وسلسلة اجلبال الساحلية الشمالية من جهة‪ ،‬وجبل‬ ‫‪2002; Mosseri-Marlio 2002; Monchablonet al. 2003; Tosi & Usai‬‬
‫جهة أخر‪ ،‬وقد كشفت‬
‫ٍ‬ ‫مخيس وسلسلة السبخة الساحلية من‬ ‫‪)2003; Usai 2000 & 2006; Charpentieret al. 2012‬‬
‫تناثرات‬
‫ٍ‬ ‫نتائج املسح عن جمموعة من الشواهد األثرية عبارة عن‬ ‫وميثل اجلزء الغربي من إقليم جعالن مناطق جعالن بين بوحسن‬
‫حجرية‪ ،‬وقبور ركامية‪ ،‬وأحجار ثالثية‪ ،‬ودوائر حجرية صغرية‪،‬‬ ‫والكامل والوايف‪ ،‬وهي املنطقة اليت أجرى فيها الباحث املسح األثري‬
‫ومبان أخرى شبيهة‪ ،‬وتناثرات الكسر الفخارية‪ ،‬وقد تضمنت‬
‫ٍ‬ ‫يف الفرتة من ‪2010‬م إىل ‪2012‬م‪ ،‬وجتدر اإلشارة إىل أنه قبل هذا املسح‬
‫التناثرات احلجرية رقائق حجرية غري مشذبة‪ ،‬وجتمعات من‬ ‫ً‬
‫مقارنة باملناطق‬ ‫ً‬
‫نصيبا وافراً من العمل األثري‬ ‫مل ينل هذا اجلزء‬
‫األدوات الصوانية‪ ،‬وخملفات الصناعات احلجرية‪ ،‬أما النوع الثاني‬ ‫األخرى من اإلقليم مثل رأس احلد‪ ،‬ورأس اجلنز‪ ،‬والسويح‪،‬‬
‫من الشواهد األثرية فهي القبور الركامية اليت توجد بكثرة يف كل‬ ‫واألشخرة‪ ،‬وغريها‪.‬‬
‫مكان على مرتفعات األراضي يف منطقة املسح‪ ،‬إال أنه مل يتم مسح‬ ‫تعد البعثة الربيطانية بقيادة بياتريش دي كاري أول بعثة جتري‬
‫بشكل منهجي‪ ،‬ومل يتم ترقيم مواقعها إال‬ ‫هذه املباني وتوثيقها‬ ‫ً‬
‫مسحا للجزء الغربي من إقليم جعالن؛ وذلك يف سبعينيات القرن‬
‫ٍ‬
‫عندما تكون بالقرب من املالمح األثرية األخرى‪ ،‬ويتكون النوع‬ ‫العشرين (‪ ،)de Cardiet al. 1977; Doe 1977‬إذ مسحت البعثة املنطقة‬
‫الثالث من الشواهد األثرية من األحجار الثالثية (‪ )triliths‬اليت‬ ‫احمليطة جبعالن بين بوحسن‪ ،‬ووثقت عدداً من الشواهد األثرية‬
‫مت العثورعليها يف سبعة مواقع (املواقع ‪،)26 ،24 ،23 ،18 ،17 ،14 ،12‬‬ ‫مبا فيها عدداً من املدافن الركامية‪ ،‬وخاليا النحل اليت تعود‬
‫بشكل دقيق مع ما وصفته دي كاردي هلذه الفئة‬
‫ٍ‬ ‫وهي تتطابق‬ ‫للفرتة من نهاية األلف الرابع إىل بداية األلف الثالث قبل امليالد‪،‬‬
‫من املباني العربية اجلنوبية‪ ،‬كما أن من بني ما مت الكشف عنه‬ ‫خصوصا يف منطقة جبل احلمة وجبل احلورة‪ ،‬بالقرب من رمال‬ ‫ً‬

‫أثناء املسح جمموعة غري متجانسة من الدوائر احلجرية‪ ،‬وشبه‬ ‫عدد من مواقع تناثرات األدوات الصوانية‪،‬‬ ‫ً‬
‫إضافة إىل‬ ‫الشرقية‪،‬‬
‫ٍ‬
‫ً‬
‫شيوعا يف‬ ‫الدائرية‪ ،‬واملستطيلة‪ ،‬وغريها‪ ،‬وتعد هي النوعية األكثر‬ ‫وبقايا استيطان من الفرتات اإلسالمية (‪de Cardiet al. 1977; Doe‬‬
‫منطقة املسح بعد القبور الركامية‪ ،‬توجد هذه األنواع املختلفة‬ ‫‪ ،)81-Smith 1977: 71 ;57-1977: 46 & 53‬كما سجلت شواهد أخرى‬
‫بشكل منعزل أو يف جمموعات‪ ،‬وميكن العثور عليها‬ ‫ٍ‬ ‫من املباني‬ ‫واحد منها‪ ،‬وتتمثل‬
‫ٍ‬ ‫مثل األحجار الثالثية‪ ،‬فقد مت التنقيب يف‬
‫سواء على ضفاف األودية أو يف قيعانها‪ ،‬ورمبا يعود تاريخ بعضها‬ ‫األحجار الثالثية اليت عثر عليها يف منطقة بالد بين بوحسنفي‬
‫فرتات حديثة‪ ،‬وتعد تناثرات الكسر الفخارية النوع األخري من‬
‫ٍ‬ ‫إىل‬ ‫صفوف من احلجارة الثالثية مع حفر حرق دائرية مبنية من‬
‫مكتشفات املسح‪ ،‬وتنتمي كل الفخاريات القابلة للتأريخ إىل الفرتات‬ ‫صف طويل‬
‫ٍ‬ ‫احلجارة‪ ،‬ويتكون كل ملمح من األحجار الثالثية من‬
‫اإلسالمية الوسيطة واملتأخرة‪ ،‬ومل يتم الكشف عن أي فخاريات‬ ‫بشكل متواز مع صف‬ ‫صف من الدوائر اليت متتد‬
‫ٍ‬ ‫من احلجارة مع‬
‫ٍ‬
‫من العصرين الربونزي أو احلديدي (‪.)1987/Cleuziou& Tosi 1986‬‬ ‫األحجار الثالثية‪ ،‬ويتضح بأنها تتخذ اجتاهات خمتلفة‪ ،‬وقد‬
‫وقد ركز املسح الثاني على اجلزء اجلنوبي الغربي من اإلقليم‪،‬‬ ‫بشكل عشوائي فيما بني الدوائر‬ ‫وضعت جالميد حجرية كبرية‬
‫ٍ‬

‫‪100‬‬
‫ناصر اجلهوري‬

‫الشكل (‪ )4‬املناطق اخلمس‪ ،‬مبا فيها سيح السعد‪ ،‬اليت مت العثورفيهاعلى‬ ‫وحتديداً يف منطقة بالد بين بو حسن بني جبل قهوان وجمرى‬
‫األحجارالثالثية يف جعالن‬
‫وادي البطحاء‪ ،‬وكشف املسح عن مستوطنات وقبور من العصر‬
‫الربونزي واحلديدي يف أعلى جمرى وادي البطحاء‪ ،‬كما توجد يف‬
‫منطقة الدراسة قبور غري مؤرخة واستيطان إسالمي‪ ،‬وميكن‬
‫حتديد نتائج مسح املنطقة مشال بالد بين بو حسن من الكشف عن‬
‫جمموعة من حقول مدافن الركامات احلجرية اليت تقع على حواف‬
‫خمتلفة‪ ،‬وعلى مصاطب األودية‪ ،‬واملراوح الغرينية واحلصوية‪،‬‬
‫وتنتمي حقول املدافن الركامية هذه إىل جمموعات حمددة‬
‫تتكون من عشرات إىل مئات أو أكثر من القبور‪ ،‬ويتخللها بعض‬
‫من جتمعات األحجار الثالثية‪ ،‬وتناثرات الصوان والفخار املتأخر‪،‬‬
‫ومبان متعددة‪ ،‬فقد مت حتديد موقع تناثر فخاري متواصل إىل‬ ‫ٍ‬
‫حد ما لكسر من الفرتة اإلسالمية املتأخرة‪ ،‬وغريها من املواد على‬
‫ٍ‬
‫املنطقة اجملاورة عن أي نقوش أخرى مشابهة‪ ،‬إال أنه كما متت‬
‫وعدد من املباني أو املواقع‬
‫ٍ‬ ‫طول الضفة الشمالية من وادي البطحاء‪،‬‬
‫ً‬
‫سابقا فإن هذا هو احلجر الوحيد الذي مت العثورعليه يف‬ ‫اإلشارة‬
‫من نفس التاريخ يف الشمال مباشرة من مسار الوادي‪ ،‬وقد مت يف‬
‫كل مسح اجلزء الغربي من إقليم جعالن‪ ،‬فهذا النوع من النقوش‬ ‫ً‬
‫مباشرة‬ ‫هذا املوسم الرتكيز على حقل كبري ملدافن ركامية‪ ،‬يقع‬
‫والرموز غري مألوفة يف هذه املنطقة‪.‬‬
‫إىل الشمال من بالد بين بو حسن‪ ،‬ويبدو أنه يتطابق مع املوقع‬
‫‪ 32‬املكتشف بواسطة دي كاردي (‪ ،)de Cardi‬إذ وصفته بأنه يتكون‬
‫التوزيع اجلغرايف للنقوش الكتابية الشبيهة يف عمان‪:‬‬
‫من ‪ 150‬إىل ‪ 200‬ركام حجري على التالل احلصوية بني جبل قهوان‬
‫بشكل متكرر يف املنطقة املمتدة‬
‫ٍ‬ ‫عثر على هذا النوع من النقوش‬
‫وبالد بين بو حسن‪ ،‬وتؤرخ بقايا املواد املكتشفة يف هذه املدافن‬
‫ما بني حمافظة ظفار واليمن‪ ،‬ورمبا أبعد من ذلك باجتاه جنوب‬
‫إىل األلف ‪ 3‬قبل امليالد‪ ،‬والعصر احلديدي (‪Cleuziou, Reade & Tosi,‬‬
‫بشكل أكرب يف ظفار‪ ،‬فقد‬
‫ٍ‬ ‫يف مناطق مثل سوقطرة‪ ،‬ولكنها تتمركز‬
‫‪.)1988/1987‬‬
‫مت توثيق مئات من النقوش املنقرةواملطلية يف مناطق جغرافية‬
‫ويتضح من العرض السابق أن هذه البعثات القليلة اليت عملت‬
‫كثرية من حمافظة ظفار ما بني الكهوف‪ ،‬واجلبال‪ ،‬والسهول‪،‬‬
‫يف اجلزء الغربي من إقليم جعالن مل تعثر على أي نقش مشابه‬
‫واألودية‪ ،‬والصحراء (‪Thomas, 1929: fig 2, 107; Thesiger, 1959:‬‬
‫للنقش الذي مت العثور عليه أثناء مسح الباحث يف املنطقة؛‬
‫‪al-Shahri & ;191-1991b: 173 & 194-Al-Shahri, 1991a: 188 ;91-90‬‬
‫وبالتالي يعد هذا النقش كما ذكرنا الوحيد املكتشف إىل اآلن يف هذا‬
‫‪ ،)King, 1992; King, 1992‬وسيتم استعراض أماكن هذه النقوش يف‬
‫اجلزء من عمان‪.‬‬
‫الدراسة املقارنة (انظر يف األسفل)‪.‬‬
‫سجل بعض الرحالة والباحثني عدداً من هذه النقوش إما مرتافقة‬
‫نقش جعالن‪:‬‬
‫مع بعض الشواهد األثرية‪ ،‬أو يف أماكن منعزلة كما هو احلال يف‬
‫مت أثناء مسح اجلزء الغربي من إقليم جعالن‪ ،‬وحتديداً جعالن بين‬
‫كثري من النقوش اليت عثر عليها يف كهوف ظفار‪ ،‬وتعد األحجار‬
‫بوحسن‪ ،‬تسجيل جمموعة من مواقع األحجار الثالثية يف مخس‬
‫الثالثية‪ ،‬وما يرافقها من مواقد وقبور‪ ،‬من بني الشواهد األثرية‬
‫مناطق هي الغملول‪ ،‬والعقدة‪ ،‬وكتيتات‪ ،‬وسيح السعد‪ ،‬والسيح‬
‫عادة ما تكون مرتافقة مع نقوش حجرية شبيهة باحلجر‬ ‫ً‬ ‫اليت‬
‫بشكل تفصيلي ومنهجي‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫الشرقي (الشكل ‪ ،)4‬وقد مت توثيقها‬
‫الذي مت العثور عليه يف جعالن‪ ،‬ويعد برترام توماس (‪Bertram‬‬
‫واستعراضها ومناقشتها يف مكان آخر (انظر اجلهوري‪ ،‬قيد‬
‫‪ )Thomas‬أول من سجل األحجار الثالثية يف ظفار (‪Thomas, 1929:‬‬
‫التحكيم)‪ ،‬وقد عثر بالقرب من أحد القبور أو الدوائر احلجرية‬
‫‪ ،)108‬وذلك يف رحالته عرب األقاليم اجلنوبية الشرقية للربع‬
‫املرتافقة مع صفوف األحجار الثالثية يف منطقة سيح السعد على‬
‫ً‬
‫إضافة إىل ألفرد ثيسجر (‪ )Thesinger, 1946 :133‬ومت بعد‬ ‫اخلالي‪،‬‬
‫صخرة بها نقش لرموز غري مألوفة يف املنطقة‪ ،‬وقد أطلقنا عليه‬
‫ذلك توثيقها يف أماكن خمتلفة من جنوب عمان (‪Thomas, 1932:‬‬ ‫ً‬
‫اصطالحا ”نقش جعالن” ويبني (الشكل ‪ )2‬الصخرة اليت حتمل‬
‫‪Zarins, 2001 & 2010; Harrower et ;194-128; Shahri, 1991a: 188‬‬
‫النقش من نوع احلجر اجلريي‪ ،‬ومييل لونه إىل الرمادي الفاتح‪،‬‬
‫‪ ،)al. 2014‬ومشال شرقها ووسطها (‪Doe, ;32-de Cardiet al. 1977: 17‬‬
‫ويبلغ حجمه ‪0.45‬م ‪0.28 x‬م‪ ،‬ووزنه حوالي ‪ 25‬كيلو‪ ،‬وقد نفذ‬
‫;‪1977 & 1983; Wilkinson, 2003:176–177;Jagheret al. 2008 & 2011‬‬
‫النقش بطريقة النقر أو الطرق مبطرقة حجرية‪ ،‬وبعد العثور‬
‫‪.)74-Jagher & Pumpin, 2010; Genchi, 2016: 69‬‬
‫على هذا النقش مت أخذ إحداثيات النقطة اليت مت العثور عليه‬
‫ً‬
‫سابقا فإنه باستثناء النقوش احلجرية اليت مت‬ ‫إال أنه كما أشرنا‬
‫فيها‪ ،‬وتصويره‪ ،‬ونقله إىل معمل قسم اآلثار جبامعة السلطان‬
‫توثيقها مع األحجار الثالثية يف ظفار‪ ،‬فإن تلك األحجار الثالثية‬
‫قابوس‪ ،‬ومت تنظيفه وتصويره (مبقياس ‪ 5‬سم‪ ،‬إلعطاء مؤشر عن‬
‫اليت عثر عليها يف مشال عمان ووسطها مل تكن مرتافقة مع أي‬
‫حجم احلروف)‪ ،‬من أجل العمل على إجراء مقارنات مع نقوش‬
‫نقوش حجرية‪ ،‬باستثناء النقش احلجري موضوع هذا البحث‪ ،‬وما‬
‫أخرى للتعرف على نوع الكتابة؛ وقد مت أثناء املسح البحث يف‬

‫‪101‬‬
‫نقش حجري من منطقة جعالن بين بوحسن‪...‬‬

‫بأن هذه املباني كانت على األقل مبنية يف فرتة ما قبل اإلسالم‬ ‫يؤيد هذا األمر هو أن املسح السابق الذي أجرته البعثة الربيطانية‬
‫(‪ ،)Doe, 1983: 75‬كما عثر توماس (‪ )Thomas, 1929: fig 2, 107‬يف‬ ‫يف سبعينيات القرن العشرين مل يعثر على أي من هذه النقوش‬
‫القوالب احلجرية القريبة من األحجار الثالثية يف وادي أنظور‪،‬‬ ‫يف نفس املنطقة‪ ،‬وهو ما دفع بالباحثة بياتريش دي كاردي (‪de‬‬
‫واألحجار الرأسية ألحد األحجار الثالثية يف وادي ذيكورعلى‬ ‫‪ )Cardiet al. 1977: 29‬إىل أن تشري إىل اختالف األحجار الثالثية يف‬
‫نقوش برموز من فرتات ما قبل اإلسالم شبيهة بتلك الكتابات اليت‬ ‫ظفار عن تلك املوجودة يف الشرقية من ناحية أن العديد منها بها‬
‫مت العثور عليها يف سوقطرة‪.‬‬ ‫خربشات أو كتابات مل يتم العثور عليها يف الشرقية‪ ،‬وهي مالحظة‬
‫ويف دراسة أجراها علي الشحري (‪ )194-Al-Shahri, 1991a: 188‬أشار‬ ‫ً‬
‫أيضا الشحري (‪ )Al-Shahri, 1991a: 188 -194‬من حيث‬ ‫أشار إليها‬
‫ً‬
‫غالبا ما حيمل كتابات تشبه‬ ‫إىل أن حجر تسقيف األحجار الثالثية‬ ‫ً‬
‫غالبا حيمل كتابات تشبه النص املستخدم يف‬ ‫أن حجر التسقيف‬
‫النص املستخدم يف النصوص املطلية واملنقرة اليت وجدت يف أماكن‬ ‫النصوص املطلية واملنقرة اليت وجدت يف أماكن أخرى يف ظفار‪.‬‬
‫أخرى يف ظفار‪ ،‬كما وجدت كتابات ورسومات على الصخور بالقرب‬ ‫املقارنة‪:‬‬
‫من جمموعة من األحجار الثالثية‪ ،‬ولكن ليس على األحجار‬ ‫من أجل حماولة فهم مضمون ”نقش جعالن” فإنه من املهم‬
‫العمودية لبنائها‪ ،‬وقد ساعد التقرير الذي أعده الشحري يف معرفة‬ ‫مقارنته بنقوش أخرى شبيهة مت العثور عليها يف أماكن أخرى‪،‬‬
‫بشكل كامل يف املنطقة‪ ،‬ومما لفت االنتباه إىل مئات‬
‫ٍ‬ ‫مادة النقوش‬ ‫وتشري الدراسة املقارنة (‪ )al-Shahri& King 1992; King 1992‬إىل وجود‬
‫من النقوش والرسومات املطلية اليت يعثر عليها يف الكهوف‪.‬‬ ‫أمثلة مشابهة لنقش جعالن‪ ،‬وذلك يف مناطقمختلفة منمحافظة‬
‫وبناء عليه مت يف األعوام ‪1991‬م و‪1992‬م تنفيذمشروع نقوش ظفار‬ ‫ظفار‪ ،‬حيث مت تسجيل عدد منها مرتافقة مع األحجار الثالثية‬
‫(‪ )The Dhofar Epigraphic Project‬من أجل تسجيل النقوش اليت‬ ‫والقبور القريبة منها‪.‬‬
‫ً‬
‫إضافة إىل السعي إىل العثور على نقوش أخرى‬ ‫عثر عليها الشحري‪،‬‬ ‫وجتدر اإلشارة إىل وجود اختالف حول مضمون هذه النقوش‪،‬‬
‫جديدة‪ ،‬وتعد هذه الدراسة التوثيقية هي األوىل اليت ناقشت هذا‬ ‫ومدلوالتها‪ ،‬وهل هي كتابة أم خربشات أو رسومات ورموز‬
‫بشكل مفصل يف حمافظة ظفار‪ ،‬وبالتالي فهي‬ ‫النوع من النقوش‬ ‫ً‬
‫سابقا عند حديثنا عن التوزيع اجلغرايف هلذا‬ ‫ثقافية؟! فقد أشرنا‬
‫ٍ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫مرجعا رئيسيا للباحثني الراغبني يف دراسة هذا النوع من‬ ‫تعد‬ ‫النوع من النقوشبأن بعض الرحالة والباحثني سجلوا عدداً منهاإما‬
‫النقوش‪ ،‬فقد مت تسجيل النقوش من مناطق‪ )1 :‬اجلروف املطلة‬ ‫مرتافقة مع بعض الشواهد األثرية األخرى مثل األحجار الثالثية‬
‫على السهل الساحلي‪ )2 ،‬جبال املوسون‪ )3 ،‬اهلضبة العالية‪)4 ،‬‬ ‫والقبور أو بالقرب منها‪ ،‬أو يف أماكن منعزلة كما هو احلال يف كثري‬
‫النجد‪ ،‬وقد جاءت غالبيتها من املنطقتني ‪ 2‬و‪ 3‬يف اجلبل الشرقي‪،‬‬ ‫من النقوش اليت عثر عليها يف كهوف ظفار‪ ،‬وواقع احلال يشري إىل‬
‫ويف عام ‪1992‬م مت متديد مساحة البحث إىل اجلبل الغربي‪ ،‬فقد مت‬ ‫أنه إىل اآلن هناك القليل من املعرفة عن هذه النقوش اليت أطلق‬
‫ً‬
‫موقعا للنقوش اليت مت اكتشافها يف الكهوف يف اجلبل‬ ‫تسجيل ‪90‬‬ ‫عليها مصطلح ”النقوش غري الرمسية” (‪ )Informal Inscriptions‬يف‬
‫مشال مدينة صاللة‪ ،‬ومت نسخ وتصوير حوالي ‪ 800‬نقش‪ ،‬كما‬ ‫ظفار‪ ،‬وكتبت يف مناطق بعيدة عن املستوطنات (‪al-Shahri & King,‬‬
‫مت العثور على سبعة مواقع أخرى يف الكهوف املوجودة يف مناطق‬ ‫‪ ،)1992‬وقد نشر برترام توماس (‪ )128-Thomas, 1932: 126‬بعض‬
‫ً‬
‫نقشا‪ ،‬إضافة‬ ‫اجلبل الغربي‪ ،‬وجند‪ ،‬والصحراء‪ ،‬فقد مت تسجيل ‪70‬‬ ‫األمثلة من هذه النقوش‪ ،‬ويشريويلفردثيسجر (‪-Thesiger 1959: 90‬‬
‫إىل موقعني يف املنطقة ما بني جنوب حريون‪ ،‬وغرب مثريت‪ ،‬اليت‬ ‫‪ )91‬كذلك إىل العثور على نقوش يف أقاليم الصحراء مرتافقة مع‬
‫عثر فيها على تسعة نقوش (‪.)al-Shahri & King, 1992‬‬ ‫مبان يطلق عليها هو وتوماس مصطلح األحجار الثالثية‪ ،‬كما نشر‬
‫ٍ‬
‫وتبني بعد الدراسة أن كل النقوش نفذت على جدران الكهوف‪،‬‬ ‫فاذر جيمي (‪ )Jamme, 1963‬معلومات عن حجر منقوش من وادي‬
‫ً‬
‫وأحيانا على أسطح غري مستوية أو يف حفرة صغرية‪ ،‬وعلى أسقف‬ ‫عدونب يف ظفار‪ ،‬وتواىل بعد ذلك تسجيلها يف مناطق طبوغرافية‬
‫ً‬
‫تقريبا يف كهوف‬ ‫الكهوف‪ ،‬وكانت كل النقوش اليت عثر عليها‬ ‫خمتلفة من هذا اإلقليم يف جنوب عمان‪.‬‬
‫ً‬
‫منطقة اجلبل مطلية على الصخر بطالء أسود‪ ،‬وأحيانا أمحر إىل‬ ‫وقد فسرثيسجرهذه النقوش بأنها خربشات بكتابة مثودية عثر‬
‫بين‪،‬ومل يتم العثور إال على نقشني فقط منفذين بطريقة الطرق‪،‬‬ ‫عليها يف مباني حبضرموت (‪ ،)Thesiger, 1946: 133‬وقد عارضه‬
‫أما يف منطقة جند واملناطق الصحراوية فقد كانت مجيع النقوش‬ ‫يف ذلك أي أف إل بيستون (‪)A.F.L. Beeston) (cf. Harding, 1964: 51‬‬
‫حمفورة على الصخر‪ ،‬وكانت غالبية املادة املنقوشة مكتوبة حبزوز‬ ‫الذي يرى أنها نوع من الكتابة املنتشرة يف جنوب اجلزيرة العربية‪،‬‬
‫وعالمات متناثرة سطحية حول حافة األحرف مما يقرتح بأنها‬ ‫بشكل كبري من قبل الرعاة البدو الرحل‪ ،‬وهي‬
‫ٍ‬ ‫وأنه مت استخدامها‬
‫نقشت بواسطة الطرق املباشر (نفس املصدر)‪.‬‬ ‫تؤرخ إىل الفرتة من حوالي القرن األول قبل امليالد إىل القرون األوىل‬
‫كما تبني أن كل النقوش كانت مكتوبة بنصني خمتلفني؛ لذلك‬ ‫امليالدية‪.‬‬
‫مت تقسيمها إىل نوعني‪ ،‬هما‪ :‬النقش الظفاري ‪ ،)Script 1( 1‬والنقش‬ ‫ً‬
‫كما عثر كال من فون وايزمان (‪ )Wissmann & Höfner, 1952‬وفون‬
‫الظفاري ‪ ،)Script 2( 2‬ويرى الشحري وجرالدين أن هذه النقوش‬ ‫دير ميليون (‪ )van der Meulen 1947‬بالقرب من أحد مباني‬
‫ما زالت حباجة إىل ترمجة صحيحة‪ّ ،‬‬
‫وعدا كل النقوش أشكال من‬ ‫األحجار الثالثية على حجر مع كتابة معروفة من فرتات ما قبل‬
‫الكتابة السامية اجلنوبية القدمية اليت كانت تستعمل يف خمتلف‬ ‫اإلسالم‪ ،‬ويبدو أنها تشبه تلك اليت نقشت على األحجار الثالثية‬
‫أحناء شبه اجلزيرة العربية‪ ،‬وأنها رمبا كتبت قبل حوالي ‪2000‬‬ ‫ً‬
‫أيضا برترام توماسفي غنم الكفار‪ ،‬وهو ما يقرتح‬ ‫اليت عثر عليها‬

‫‪102‬‬
‫ناصر اجلهوري‬

‫اجلدول (‪ )1‬خالصة التشابهات بني أشكال أو حروف نقش جعالن والنقش‬ ‫عام‪ ،‬ولكن ال يوجد دليل على ذلك إىل اآلن‪ ،‬وقد كانت الغالبية‬
‫الظفاري ‪1‬‬
‫العظمى من النقوش هي تلك اليت تعود إىل النقش الظفاري ‪1‬‬
‫احلروف املقرتحة‬ ‫السطر‬
‫(نفس املصدر)‪.‬‬
‫ف ر ع‪/‬ج‪/‬ف‬ ‫األول العلوي‬
‫ر ن‪/‬ع ب‪/‬د ط ي ل‪/‬ج‬ ‫الثاني األوسط‬ ‫ومتت مقارنة نقوش ظفار بالنقوش اليت نشرها فاذر جيمي‬
‫ط‪/‬ج ح ر ن‪/‬ر‬ ‫الثالث األسفل‬ ‫(‪ )Jamme, 1963‬يف املنطقة الشمالية الغربية من وادي حضرموت‪،‬‬
‫شكل (‪ )5‬السطر األول العلوي ‪ 3‬أشكال‬ ‫فقد عدت بأنها متشابهة مع نقوش ظفار‪ ،‬كما مت العثور على‬
‫نصوص مشابهة يف إقليم املهرة باليمن (‪،)al-Shahri & King, 1992‬‬
‫وتقرتح النقوش القليلة املنشورة من سوقطرة نفس التشابه‪،‬‬
‫بشكل قريب (‪ .)10-Doe, 1970: 5, figs. 8‬ومع‬ ‫ً‬
‫مرتبطا بها‬ ‫ً‬
‫نصا‬ ‫أو‬
‫ٍ‬
‫وجود التشابه مع الكثري من احلروف املوجودة يف النقوش السامية‬
‫اجلنوبية القدمية األخرى إال أن عدد األشكال املبهمة‪ ،‬وطبيعة‬
‫املادة املكتشفة يف ظفار دفع بالشحريوجرالدين كينج التأني يف‬
‫تفسريها‪ ،‬وربطها بنقوش جنوبية أخرى نظراً لقلة الدليل القوي‬
‫الذي يدعم هذا االقرتاح (‪.)al-Shahri & King, 1992; King, 1992‬‬
‫بشكل رأسي‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫كانت غالبية نصوصالنقش الظفاري (‪ )1‬مكتوبة‬
‫وتقرتح مقارنة االجتاه املواجه لبعض احلروف مع أشكال مشابهة‬
‫الرقم والشكل حسب ما نشره‬ ‫موجودة يف كتابات سامية جنوبية أخرى أن النصوص تقرأ باجتاه‬
‫الوصف‬
‫الشحريوجريالدين‬
‫األسفلبشكل قطري‪ ،‬إال أنه يف بعض احلاالت اليت كان فيها الصخر‬
‫ٍ‬
‫يشبه احلرف شكل‪( c‬ع)‬
‫ً‬
‫خشنا فإن النقش كان ينفذ بطريقة أفقية (ويقرأ‬ ‫بهذه االجتاهات‬
‫يف السبأية‪ ،‬واللحيانية‪،‬‬
‫والصفوية والثمودية‪E‬‬ ‫إما من اليسار إىل اليمني‪ ،‬أو من اليمني إىل اليسار)‪ ،‬وقد تقرأ بعض‬
‫والثمودية‪ ،B‬والديدانية‪،‬‬ ‫ً‬
‫ميينا‪،‬‬ ‫ً‬
‫نزوال باجتاه األسفل‪ ،‬ويتم االلتفاف يساراً أو‬ ‫النصوص‬
‫واملعينية الشمالية‪.‬‬
‫باجتاه أفقي‪ ،‬ويف النصوص اليت متت‬
‫ٍ‬ ‫ويستمر إما باجتاه األعلى أو‬
‫ويستخدم شكل بيضاوي يف‬ ‫كتابتها على السقوف‪ ،‬ويف تلك اليت مت حفرها على سطوح حجارة‬
‫الصفوية‪ ،‬والثمودية‪ B‬ليمثل‬
‫أفقية يف النجد فإن احلروف هلا نفس الوضع اخلاص بتلك اليت‬
‫احلرف ‪( g‬ج)‪،‬‬
‫بشكل رأسي على جدران الكهوف (‪.)al-Shahri & King, 1992‬‬
‫ٍ‬ ‫كتبت‬
‫ً‬
‫وتقريبا دائرة يف املعينية‬
‫ومل تكن هناك كلمات فاصلة يف النقش‪ ،‬وكانت الكثري من النقوش‬
‫الشمالية ليمثل احلرف ‪(f‬ف)‪.‬‬
‫مكتوبة يف أعمدة قريبة من بعضها البعض‪ ،‬والكثري من أشكال‬
‫يشبه احلرف ‪( r‬ر) يف‬
‫الثمودية‪ E‬والصفوية‪ ،‬ويبدو‬ ‫حروف النقوش مشابهة حلروف اللغة اليت عثر عليها يف النقوش‬
‫أنه هو نفس الشكل ‪ C‬يف‬ ‫املكتوبة يف كتابات سامية جنوبية أخرى‪ ،‬ورمبا كانت للحروف‬
‫االجتاه املعاكس‪.‬‬
‫نفس القيم واملعنى‪ ،‬وميكن بنسبة القيم للحروف‪.‬على أساس‬
‫يشبه الشكل ‪(s2‬ف) يف‬
‫الصفوية‪ ،‬ويف التيمانية‪،‬‬ ‫املقارنات مع احلروف يف كتابات أخرى‪ .‬حتديد اجلذور اليت توجد‬
‫ً‬
‫وأحيانا يف الثمودية‪E‬‬ ‫يف العربية‪ ،‬خاصة مع بعض الصفوف القصرية اليت تتكون من‬
‫مضمون نقش جعالن‪:‬‬ ‫ثالثة أو أربعة أحرف‪ ،‬وميكن تفسريها أنها أمساء شخصية‪ ،‬أو‬
‫ً‬
‫وقياسا باألشكال أو األحرف املنفذة يف النقشني الظفاري‪ 1‬و‪ 2‬فإنه‬ ‫جمموعة أمساء كتبت بواسطة جمموعة من الناس‪ ،‬ورمبا كتبت‬
‫ميكن االقرتاح بأن ”نقش جعالن” يندرج ضمن هذا النوع من‬ ‫كلها يف نفس الوقت‪ ،‬كما عثر على بعض النصوص األطول‪ ،‬إذ يرى‬
‫”النص أو النقش الظفاري”‪ ،‬الذي كما ذكرنا مل يتم إىل اآلن فك‬ ‫الشحري وجريالدين أنها تتكون من أمساء‪ ،‬وأنساب‪ ،‬وبعض العبارات‬
‫تقريرا‬
‫ً‬ ‫بشكل دقيق‪ ،‬وكتب علي الشحري وجريالدين كينج‬ ‫رموزه‬ ‫املوجزة عن األنشطة‪ ،‬ورمبا الصلوات‪ ،‬وهناك دليل على أن بعض‬
‫ٍ‬
‫مل ينشر إىل اآلن‪ ،‬حتت عنوان ”مشروع نقوش ظفار” (‪Dhofar‬‬ ‫النقوش استمرت يف العمود املالصق إما على اليسار أو اليمني أكثر‬
‫ً‬
‫خطا لتقليد‪ ،‬أو حماكاة أشكال‬ ‫‪ ،)epigraphic project‬فقد ابتكرا‬ ‫من كونها كتبت يف صف متواصل (نفس املصدر)‪.‬‬
‫احلروف يف النقوش‪ ،‬ومبقارنة احلروف اليت مت العثور عليها يف‬ ‫أما نصوص النقش الظفاري (‪ )2‬فقد كتبت على شكل صفوف‬
‫نقش جعالن بتلك اليت مت العثور عليها يف ظفار؛ فإنه ميكن اقرتاح‬ ‫أفقية‪ ،‬إما من اليمني إىل اليسار‪ ،‬أو من اليسار إىل اليمني‪ ،‬واستخدمت‬
‫أن نقش جعالن يتكون من احلروف اليت وردت حتديداً يف النقش‬ ‫ً‬
‫تكرارا غالب يف‬ ‫أشكال خمتلفة لكتابة نفس احلروف‪ ،‬كما أن هناك‬
‫الظفاري ‪ 1‬كما هو يف الشكل رقم (‪ )5‬و(‪ )6‬و(‪.)7‬‬ ‫استخدام كلمات فاصلة‪ ،‬على هيئة خط أو صف‪ ،‬وهو ملمح يوجد‬
‫ويوضح اجلدول (‪ )1‬خالصة التشابهات بني أشكال أو حروف‬ ‫يف النقوش اجلنوبية العربية القدمية(نفس املصدر)‪.‬‬
‫نقش جعالن بتلك اليت مت توثيقها بواسطة الشحريوجريالدين‬

‫‪103‬‬
‫نقش حجري من منطقة جعالن بين بوحسن‪...‬‬

‫النقاش‪:‬‬ ‫يف ظفار‪ ،‬وهي حروف ميكن قراءتها إما من اليسار إىل اليمني أو من‬
‫حاول هذا البحث توثيق واحد من النقوش احلجرية اليت يندر‬ ‫اليمني إىل اليسار‪ .‬ويتضح من املقارنة أن األشكال املنفذة يف نقش‬
‫ً‬
‫أحرفا يف بعض كتابات جنوب اجلزيرة العربية مثل‬ ‫جعالن تشبه‬
‫العثور عليها خارج إقليم ظفار بسلطنة عمان‪ ،‬ويعد هذا النقش‬
‫هو أول نقش حجري يتم العثور عليه يف املنطقة الشرقية من‬ ‫اللحيانية‪ ،‬والثمودية‪ ،‬والصفوية‪ ،‬واملعينية‪ ،‬والديدانية‪ ،‬والسبأية‪،‬‬
‫عمان‪ ،‬وتشري األدبيات إىل تكرار وجود هذا النوع من النقوش غري‬ ‫ففي حني أن بعض األشكال اليت وردت يف نقش جعالن حتمل‬
‫الرمسية يف مناطق خمتلفة من حمافظة ظفار‪ ،‬وميتد انتشارها‬ ‫نفس الداللة يف أكثر من كتابة قدمية‪ ،‬إال أن بعضها حيمل داللة‬
‫ً‬
‫متاما ما بني كل كتابة وأخرى‪ ،‬مما جيعل قراءة النص يف‬ ‫خمتلفة‬
‫خارج هذا اإلقليم باجتاه جنوب اليمن‪ ،‬وقد مت يف هذا البحث‬
‫ً‬
‫صعبا‪ ،‬فكما أشار الشحري وجريالدين بأنه مع‬ ‫نقش جعالن أمراً‬
‫مقارنة نقش جعالن بنقوش أخرى مشابهة من ظفار‪ ،‬ومن ثم‬
‫مقارنته بأشكال وأحرف وردت يف نقوش تعود إىل كتابات سامية‬ ‫وجود التشابه مع الكثري من احلروف املوجودة يف النقوش السامية‬
‫جنوبية قدمية من أجل التعرف على مضمون النقش‪ ،‬وتبني بأن‬ ‫اجلنوبية القدمية األخرى إال أن عدد األشكال املبهمة‪ ،‬وطبيعة‬
‫األشكال املتكررة يف نقش جعالن هلا ما يشبهها يف بعض كتابات‬ ‫املادة املكتشفة يف نقوش ظفار تتطلب التأني يف تفسريها وربطها‬
‫جنوب اجلزيرة العربية مثل اللحيانية‪ ،‬والثمودية‪ ،‬والصفوية‪،‬‬ ‫بنقوش جنوبية أخرى نظراً لقلة الدليل القوي الذي يدعم هذا‬
‫واملعينية‪ ،‬والديدانية‪ ،‬والسبأية‪ ،‬وأنبعض األشكال اليت وردت يف‬ ‫االقرتاح (‪)al-Shahri& King, 1992‬؛ وعليه يتبني من هذا العرض‬
‫نقش جعالن حتمل نفس الداللة يف أكثر من كتابة قدمية‪ ،‬إال أن‬ ‫أنه من الصعب قراءة هذه الرموز‪ ،‬لذلك سيبقى أمر هذه النقوش‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫معلقا‪ ،‬وجيب علينا أن ننتظر حتى يتم فك شفرة هذه الرموز‪،‬‬
‫متاما ما بني كل كتابة وأخرى‪ ،‬وبالتالي‬ ‫بعضها حيمل داللة خمتلفة‬
‫مل يكن من السهل التعرف على حمتوى النقش‪ ،‬وال تاريخ تنفيذه‪،‬‬ ‫وما حتمله من دالالت غري واضحة يف الوقت احلالي‪.‬‬

‫شكل (‪ )7‬السطر الثالث السفلي ‪ 4‬أشكال‬ ‫شكل (‪ )6‬السطر الثاني الوسطي ‪ 5‬أو ‪ 6‬أشكال‬

‫الوصف‬ ‫الرقم والشكل حسب ما نشره‬


‫الشحريوجريالدين‬

‫الوصف‬ ‫الرقم والشكل حسب ما نشره الشحريوجريالدين‬ ‫يشبه هذا الشكل احلرف ‪( 1‬ل) يف السبأية‪،‬‬
‫واللحيانية والثمودية ‪E‬والثمودية‪ ،B‬والديدانية‬
‫يبدو من املرجح من عدد النصوص‬ ‫واملعينية الشمالية‪.‬‬
‫أن – و ‪ l‬توجد مع بعض‪ ،‬وأن الشكلني هلما‬
‫وميكن أن يقرأ باالجتاه املعاكس وبالتالي يشبه‬
‫قيمة خمتلفة وليسا نفس احلرف‪.‬‬
‫احلرف ‪( g‬ج) يف السبأية‪ ،‬واملعينية الشمالية‪.‬‬
‫‪ l‬هو خط مستقيم يستخدم ليمثل‪:‬‬
‫يشبه هذا الشكل احلرف ‪( y‬ي) يف السبأية‪،‬‬
‫‪( 1‬ن) يف الصفوية‪،‬‬
‫واللحيانية‪ ,‬والصفوية والثمودية‪E‬والثمودية‪،B‬‬

‫‪( n‬ن) يف الثمودية‪B‬‬ ‫والديدانية واملعينية الشمالية‪.‬‬

‫يشبه هذا الشكل احلرف‪( t‬ط) يف الثمودية‪.E‬‬


‫‪(s2‬ن) يف الثمودية‪E‬‬

‫‪( r‬ر) يف الثمودية‪D‬‬ ‫يشبه أشكال ‪( b‬ب) يف النصوص السبأية احلديثة‪.‬‬

‫يشبه احلرف ‪( r‬ر) يف الثمودية‪E‬‬


‫والصفوية‪ ،‬ويبدو أنه هو نفس احلرف ‪C‬‬ ‫يشبه احلرف ‪( d‬د) يف السبأية‪ ،‬واللحيانية‪،‬‬
‫يف االجتاه املعاكس‪.‬‬ ‫والصفوية‪ ،‬والثمودية‪ B‬و ‪ ،E‬والديدانية‪ ،‬واملعينية‬
‫الشمالية‪.‬‬
‫يشبه أشكال ‪( h‬ح) يف الصفوية‪،‬‬
‫واللحيانية‪ ،‬والسبأية‪ ،‬والثمودية‪ B‬و ‪E‬‬ ‫تستخدم النقطة يف الثمودية‪ E‬لتمثل ‪(n‬ن)‪،‬‬
‫والديدانية‪ ،‬واملعينية الشمالية‪.‬‬ ‫ً‬
‫وأحيانا يف الصفوية لتمثل ‪( c‬ع)‪.‬‬
‫يشبه هذا الشكل احلرف ‪( t‬ط) يف‬
‫السبأية‪ ،‬والصفوية والثمودية‪ ،B‬واملعينية‬
‫الشمالية‪،‬‬
‫‪( r‬ر) يف الثمودية‪ E‬والصفوية‪،‬‬ ‫يشبه احلرف‬
‫ويبدو أنه هو نفس احلرف ‪ C‬يف االجتاه املعاكس‪.‬‬
‫ويف الثمودية‪ E‬هناك شكل شبيه يستخدم‬
‫ليمثل ‪( g‬ج)‪.‬‬

‫‪104‬‬
‫ناصر اجلهوري‬

‫‪ ،)1991; King, 1992‬وقد متت مقارنه أشكاهلا وحروفها بشبيهات هلا‬ ‫وال الغرض الذي نقش ألجله‪ ،‬وميكن من بعض املؤشرات حماولة‬
‫يف الكتابة السامية اجلنوبية القدمية اليت كانت تستعمل يف خمتلف‬ ‫مناقشة تاريخ النقش‪ ،‬والغرض منه‪ ،‬وهي حماولة تقريبية‪.‬‬
‫أحناء شبه اجلزيرة العربية‪ ،‬وبالتالي رمبا كتبت قبل حوالي ‪2000‬‬
‫عام‪ ،‬ومتت مقارنة التشابهات بني أشكال نقوش ظفار بتلك اليت‬ ‫‪ -1‬تأريخ النقش‪:‬‬
‫وثقها فاذر جيمي (‪ )Jamme, 1963‬يف املنطقة الشمالية الغربية من‬ ‫ال يوجد إىل اآلن تأريخ معني هلذا النوع من النقوش احلجرية؛ لعدم‬
‫وادي حضرموت (‪.)al-Shahri & King. 1992‬‬ ‫احتواء نصوصها املنفذة على تواريخ معينة‪ ،‬ولقلة الدليل األثري‬
‫ومع وجود العالقة بني هذه النقوش والتاريخ املقرتح لتشييد‬ ‫املرتبط بها؛ وتعد األحجار الثالثية من بني الشواهد األثرية‬
‫األحجار الثالثية‪ ،‬وكذلك التشابهاتبني نقوش عمان (نقش‬ ‫القليلة اليت عادة ما توجد مرتافقة مع هذه النقوش‪ ،‬كما هو احلال‬
‫جعالن‪،‬والنقوش الظفارية) والنقوش السامية اجلنوبية القدمية‬ ‫مع نقش جعالن‪ ،‬فمع حماوالت الباحثني تأريخ األحجار الثالثية‬
‫األخرى اليت نفذت يف فرتات ما قبل اإلسالم‪ ،‬إال أننا ال نستطيع‬ ‫(;‪de Cardiet al. 1977: 28; al-Shahri, 1991a: 193; Zarins, 2001:134‬‬
‫إعطاء تاريخ دقيق لنقش جعالن‪ ،‬وميكن االقرتاح بأنه رمبا يعود‬ ‫‪Cremaschi & Negrino, 2002: 342; Bin Aquil & McCorriston,‬‬
‫لكتابة كانت موجودة يف الفرتة اليت سبقت اإلسالم‪ ،‬إال أنه من‬ ‫‪2009: 608; McCorristonet al. 2011:17; McCorriston, 2013:‬‬
‫املهم التأني يف مثل هذه الفرضية‪ ،‬حتى يتم دراسة مزيد من هذه‬ ‫‪Tables 1 & 2, Fig.2; Schiettecatte, 2010:30–39; ;641-625: 607‬‬
‫النقوش‪ ،‬وحتليل مضمونها‪.‬‬ ‫‪-Harrower et al. 2014: 149 ;137-McCorristonet al. 2014: 135‬‬
‫‪ ،)Williams et al. 2014, 176, Table 1 ;151‬إال أنه ال يزال هناك‬
‫‪ -2‬مضمون النقش ودالالته‪:‬‬ ‫شك يف التواريخ اليت قدمت إىل اليوم‪ ،‬فقد مت االفرتاض على أن‬
‫نظراً لعدم فك رموز هذه النقوش‪ ،‬وبالتالي عدم فهم ما حتمله من‬ ‫توارخيكربون ‪14‬املشعلعينات الفحم النباتي من املواقد املرتافقة مع‬
‫معان ومدلوالت واضحة‪ ،‬فإنه ال يوجد إىل اآلن أي تفسري لوظيفتها‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫األحجار الثالثية سواء يف عمان أو اليمن تعطي فقط تقدير اًآلخر‬
‫ً‬
‫سابقا إىل أن الدراسة املقارنة‬ ‫أو اهلدف الذي نفذت ألجله‪ ،‬وقد أشرنا‬ ‫استخدام للمواقد‪ ،‬وليس بناءها األصلي‪ ،‬إذ يبدو أن معظم األحجار‬
‫بني أشكال نقوش ظفار وما يشبهها ضمن النقوش املكتوبة يف‬ ‫بشكل متكرر (‪McCorristonet al.‬‬
‫ٍ‬ ‫الثالثية قدأعيد استخدامها‬
‫كتابات سامية جنوبية أخرى قد يشري إىل بعض السطور القصرية‬ ‫‪ .)2011: 18; Harrower et al. 2014: 149‬وتشري التواريخ القليلة‬
‫اليت تتكون من ثالثة أو أربعة أحرف‪ ،‬رمبا تشري إىل أمساء شخصية‬ ‫اليت مت احلصول عليها من هذه املواقد إىل أنه رمبا بدأ تشييدها‬
‫أو جمموعة أمساء كتبت بواسطة جمموعة من الناس‪ ،‬ورمبا كتبت‬ ‫يف الفرتة ما بني ‪ 200‬ق‪.‬م و‪400‬م‪ .‬لذلك ميكن التقدير بأن النقوش‬
‫كلها يف نفس الوقت‪ ،‬كما عثر على بعض النصوص األطول‪ ،‬اليت‬ ‫رمبا نفذت يف نفس الفرتة الزمنية‪ ،‬خاصة إذا ما ركزنا على التشابه‬
‫قد تشري إىل أمساء‪ ،‬وأنساب‪ ،‬وبعض العبارات املوجزة عن األنشطة‪،‬‬ ‫بني أشكال هذه النقوش أو حروفها مع حروف اللغات السامية‬
‫ورمبا الصلوات (‪.)al-Shahri & King, 1992‬‬ ‫األخرى القدمية من جنوب اجلزيرة العربية اليت تعود إىل فرتات ما‬
‫ففي احلاالت اليت وجدت فيها هذه النقوش مرتافقة مع شواهد‬ ‫قبل اإلسالم‪ ،‬وباملثل فهناك من الباحثني من حاول تأريخ األحجار‬
‫أثرية أخرى‪ ،‬مثل األحجار الثالثية أو القبور‪ ،‬فإنه ميكن ربطها‬ ‫الثالثية عن طريق هذه النقوش اليت وجدت مرتافقة معها أو‬
‫بوظيفة هذه الشواهد األخرى‪ ،‬فقد مت االقرتاح على أن األحجار‬ ‫بالقرب منها‪ ،‬فعلى سبيل املثال يشري ثيسجر إىل أن هذه النقوش‬
‫غرضا أو وظيفية دينية أو طقسية أو‬ ‫ً‬ ‫الثالثية رمبا خدمت‬ ‫عبارة عن خربشات بكتابة مثودية (‪ ،)Thesiger, 1946: 133‬إال أن‬
‫تذكارية (;‪Thesiger, 1946: 133; Van der Meulen, 1947: 199‬‬ ‫أي أف إل بيستون (‪ )A.F.L. Beeston) (cf. Harding, 1964: 51‬يرى‬
‫‪de Cardi, 1985: ;30-Dostal, 1976; de Cardiet al. 1977: 17, 28‬‬ ‫أنها نوع من الكتابة املنتشرة يف جنوب اجلزيرة العربية يف الفرتة‬
‫;‪191; Zarins, 2007: 323; Bin ‘Aqil & McCorriston, 2009‬‬ ‫من حوالي ‪ 100‬ق‪.‬م إىل القرون األوىل امليالدية‪ ،‬اليت مت استخدامها‬
‫‪.)McCorristonet al. 2011: 17; Jagher et al 2011: 40‬‬ ‫بشكل كبري من قبل البدو الرحل‪ ،‬وقد عثر كل من فون وايزمان‬
‫فهناك من أشار إىل أن األحجار الثالثية بنيت للتذكري بوفاة إنسان‬ ‫(‪ )Wissmann&Höfner 1952‬وفون دير ميليون (‪van der Meulen‬‬
‫ذو أهمية (‪ ،)Zarins, 2007:323 ;30-de Cardiet al. 1977: 29‬ومنهم‬ ‫‪ )1947‬على حجر مع كتابة معروفة من فرتات ما قبل اإلسالم‬
‫من أشار إىل ارتباطها بإحياءذكرىالتجمعات‪،‬واهلوياتاالجتماعيةللم‬ ‫وذلك يف املنطقة ما بني سيؤون يف وادي حضرموت إىل بري متيز‬
‫مجوعات البشرية (‪Bin ‘Aqil & McCorriston, 2009; McCorriston,‬‬ ‫يف جزال بالريس يف اليمن‪ ،‬ورأييا أنها تشبه الكتابات املنفذة على‬
‫‪ .)2013: 625‬لذلك فأن وجود نقش أو كتابة على حجر معني كما‬ ‫األحجار الثالثية اليت عثر عليها توماس برترامفي غنم الكفار‬
‫هو يف األحجار الثالثية أو القبور القريبة منها قد يشري إىل أن النص‬ ‫(‪ ،)Doe 1983: 75‬كما عثر توماس على نقوش شبيهة بالقرب من‬
‫املدون له عالقة باملتوفى‪ ،‬وبالتالي رمبا حيمل معلومات شخصية‬ ‫األحجار الثالثية يف وادي أنظورووادي ذيكور‪ ،‬ورأى أنها من فرتات‬
‫عنه (‪ ،)de Cardiet al. 1977: 30‬وقد استمر هذا النوع من املمارسة‬ ‫ما قبل اإلسالم‪،‬وشبيهة بتلك الكتابات اليت مت العثور عليها يف‬
‫يف الفرتات اإلسالمية فهناك الكثري من املقابر اليت تضم قبوراً‬ ‫سوقطرة (‪.)Doe, 1983: 77‬‬
‫ً‬
‫أحيانا) شاهد قرب حيمل اسم‬ ‫وضع على أحد جوانبها (أو اجلانبني‬ ‫ناحية أخرى‪ ،‬أشرنا إىل أنه مت توثيق الكثري من هذه النقوش‬
‫ٍ‬ ‫من‬
‫املتوفى‪ ،‬وتاريخ وفاته‪ ،‬واقتباس لبعض اآليات القرآنية‪.‬‬ ‫يف حمافظة ظفار بواسطة مشروع نقوش ظفار (‪al-Shahri & King,‬‬

‫‪105‬‬
‫نقش حجري من منطقة جعالن بين بوحسن‪...‬‬

‫وعليه ميكن افرتاض أمرين‪ ،‬أوهلما هو أن ”نقش جعالن” مل يتم‬ ‫ومن جهة أخرى لعل وجود األحجار الثالثية والنقوش املرتبطة‬
‫نقشه يف املنطقة نفسها بل رمبا يف مكان آخر يف ظفار‪ ،‬ومت محله‬ ‫عدد من األقاليم ما بني وادي حضرموت‬‫ٍ‬ ‫بشكل متفرق يف‬
‫ٍ‬ ‫بها‬
‫بواسطة املهاجرين أثناء مرور القوافل التجارية‪ ،‬ومن ثم قيامهم‬ ‫يف اليمن وظفار يف جنوب عمان‪ ،‬وبناءها يف مواضع حمددة رمبا‬
‫ببناء نصب األحجار الثالثية والقبور القريبة منها‪ ،‬ووضع هذا‬ ‫كان بواسطة مجاعات بشرية متنقلة أو مهاجرة ما بني أكثر من‬
‫النقش بالقرب من أحد هذه القبور‪ ،‬واالحتمال اآلخر هو أنه‬ ‫مكان بهدف وضع عالمات لتحديد أماكنمعينة يف املشهد الطبيعي‬
‫رمبا نقش يف نفس املكان بواسطة أحد هؤالء املهاجرين‪ ،‬ووضعه‬ ‫(;‪de Cardiet al. 1977: 26 & 29; McCorristonet al. 2014: 137‬‬
‫بالقرب من قرب أحد أفراد القافلة التجارية الذي رمبا تويف أثناء‬ ‫‪ ،)Harrower et al. 2014: 145‬رمبا ذات صلة بطريق رحلة أو جتارة‬
‫مسري الرحلة أو أثناء التوقف يف خميم أو نقطة انطالق يف هذه‬ ‫معينة‪ ،‬أومبوقع مورد ما‪ ،‬مثل جماري املياه أو جتمعاتها (‪Harrower‬‬
‫املنطقة لفرتة قصرية‪ ،‬وبالتالي كان النقش ختليداً له‪ ،‬ورمبا محل‬ ‫‪ ،)et al. 2014: 150- 151‬ويعتقد أنها شيدت يف عمان إما بواسطة‬
‫امسه على سبيل املثال‪ ،‬ولكن حيتاج هذا األمر إىل مزيد من الدراسة‬ ‫مهاجرين من جنوب اجلزيرة العربية‪ ،‬أو بواسطة قبائل اخنرطت‬
‫ً‬
‫متاما‪ ،‬فهناك ندرة يف‬ ‫املتأنية لتأكيده أو اخلروج بنتيجة خمتلفة‬ ‫يف جتارة اللبان (‪Zarins, 2010: 254; ;29-de Cardiet al. 1977: 28‬‬
‫الدراسات األثرية املتعلقة بهذا النوع من النقوش‪ ،‬وما هو موجود‬ ‫ً‬
‫خصوصا وأنه يكثر وجودها يف مناطق‬ ‫‪،)Harrower et al. 2014‬‬
‫مل يتم إىل اآلن نشره بشكل علمي ممنهج‪ ،‬وال توجد دراسة حتليلية‬ ‫املواطن الرئيسية ألشجار اللبان؛ لذلك ربطت وظيفتها بالطقوس‬
‫تفصيلية تساعدنا على فهمها‪ ،‬فإىل اآلن مل يتم فك شفرة هذه‬ ‫املرتبطة بعمليات مجع اللبان من املناطق الداخلية لظفار‪ ،‬ونقلها‬
‫النقوش‪ ،‬لذلك تبقى الكثري من التساؤالت حوهلا معلقة‪.‬‬ ‫إىل موانيء ساحل ظفار‪ ،‬ومن هناك إىل مناطق أخرى (‪Harrower‬‬
‫‪ ،)et al. 2014: 149‬ووجود هذه األحجار الثالثية بكثرة يف ظفار‬
‫املراجع‪:‬‬ ‫دفع بعض الباحثني (‪ )McCorristonet al. 2014: 139‬إىل االفرتاض‬
‫اجلهوري‪ ،‬ناصر سعيد‪ .‬قيد التحكيم‪ .‬األحجار الثالثية يف منطقة‬ ‫مؤشر على أنها شيدت يف األساس يف ظفار‪ ،‬وكانت متثل‬
‫ٌ‬ ‫بأن ذلك‬
‫جعالن بين بوحسن‪ ،‬املنطقة الشرقية من سلطنة عمان‪.‬‬ ‫املرجعية الرمزية الكبرية للشعوب اليت تربطها عالقات ثقافية‬
‫بظفار والظفاريني القدامى يف جند‪ ،‬وأنها انتشرت من ظفار إىل‬
‫اجلهوري‪ ،‬ناصر سعيد‪ ،2011 ،‬العصر الربونزي يف اجلزء الغربي من‬ ‫أحناء خمتلفة من اجلزيرة العربية‪ ،‬ويشري تأريخ هذه األحجار‬
‫إقليم جعالن‪ ،‬سلطنة عمان‪ .‬أدماتو‪ ،‬العدد ‪.24‬‬ ‫الثالثية إىل أن جتارة اللبان وقوافل اإلبل املتجهة حنو الطرق‬
‫البحرية اجلنوبية‪ ،‬ومن هناك عرب الصحراء من القرن األول قبل‬
‫املراجع األجنبية‪:‬‬ ‫ً‬
‫نظاما للتنقل انتشر بواسطته هذا التقليد‬ ‫امليالد‪ ،‬قد وفرت‬
‫‪Al-Jahwari, N. S. 2013. The Early Bronze Age Funerary‬‬ ‫املعماري (‪ ،)McCorristonet al. 2014: 139‬ويف السياق ذاته فقد مت‬
‫‪Archaeological Landscape of the Western Part of Ja'alan‬‬ ‫االفرتاض بأن األحجار الثالثية تتبع الطريق اجلنوبي الذي يعتقد‬
‫‪Region: results of three seasons of investigation. Arabian‬‬
‫بأنه استخدم بواسطة هجرات مالك بن فهم من اجلانب الغربي‬
‫‪Archaeology and Epigraphy, 24(2).‬‬
‫للجزيرة العربية إىل الشرقية يف السنوات املبكرة من العهد املسيحي‬

‫‪Al-Shahri, A. A. M. 1991a. Grave-types and “Triliths” in‬‬ ‫(‪.)cf. de Cardiet al. 1977: 28; Doe, 1983: 77‬‬
‫ً‬
‫صحيحا فإن النقوش اليت مت تنفيذها بالقرب‬ ‫فإذا ما كان هذا األمر‬
‫‪Dhofar. Arabian Archaeology and Epigraphy,2(3).‬‬
‫من هذه األحجار الثالثية والقبور‪ ،‬رمبا مت من قبل هذه اجملموعات‬
‫‪Al-Shahri AAM. 1991b. Recent Epigraphic Discoveries in‬‬ ‫ً‬
‫مثال) أو املهاجرين (القوافل التجارية)‪ ،‬وذلك‬ ‫املتنقلة (كالرعاة‬
‫‪Dhofar. Proceedings of the Seminar for Arabian Studies, 21.‬‬ ‫من أجل حتديد حدود إقليم معني إما لسبب اقتصادي (توفر‬
‫‪Al-Shahri, A.A.M. & King, G.M.H. 1992. The Dhofar Epigraphic‬‬
‫مورد طبيعي معني)‪ ،‬أو جتاري (قوافل جتارة اللبان)‪ ،‬أو اجتماعي‪،‬‬
‫‪Project: A Description of the Inscriptions Recorded in 1991‬‬
‫أو قبلي‪ ،‬أو ديين‪ ،‬أو غريها‪ ،‬كما أن هذا األمر رمبا يكون مؤشراً على‬
‫‪and 1992. Unpublished Report.‬‬
‫أن من نفذ هذه النقوش هم السكان احملليون يف ظفار‪ ،‬الذين رمبا‬
‫‪Biagi, P. 1988. Surveys along the Oman Coast: Preliminary‬‬ ‫كانت لديهم لغة تشبه أحرفها أحرف الكتابات السامية اجلنوبية‬
‫‪Report on the 19851988- Campaigns. East and West, 38(14-‬‬ ‫القدمية‪ ،‬وهي لغة رمبا استمرت إىل فرتات قريبة؛ ذلك أن سكان‬
‫‪December 1988).‬‬ ‫اجلبال يف حمافظة ظفار يتكلمون لغة خمتلفة عن اللغة العربية‬
‫الفصحى‪ ،‬ويطلق عليها اليوم مصطلح ”اللغة اجلبالية” نسبة إىل‬
‫‪Biagi, P. 1994. A Radiocarbon Chronology for the Aceramic‬‬
‫أن سكان جبال ظفار الذين يتحدثونها إىل اآلن‪ ،‬وهي لغة منطوقة‬
‫‪Shell-Middens of Coastal Oman. Arabian Archaeology and‬‬
‫وليست مكتوبة‪ ،‬ولكن جيب عدم االجنرار وراء هذا االفرتاض يف‬
‫‪Epigraphy, 5(1).‬‬
‫الوقت احلالي‪ ،‬والبد من إجراء دراسة توثيقية‪-‬حتليلية مستفيضة‬
‫‪Biagi, P. 2004. Surveys along the Oman Coast: A Review of‬‬ ‫هلذه اللغة ملعرفة جذورها‪ ،‬وخمارج حروفها قبل أن يتم ربطها‬
‫‪the Prehistoric Sites Discovered Between Dibab and Qalhāt.‬‬ ‫بالنقوش اليت مت العثور عليها يف أحناء خمتلفة من ظفار‪.‬‬

‫‪106‬‬
‫ناصر اجلهوري‬

Cleuziou, S. & Tosi, M. 2000. Ra's al-Jinz and the Prehistoric Adumatu, 10.
Coastal Cultures of the Ja'alān. Journal of Oman Studies, 11.
Biagi, P., Jones, D. A. &Nisbet, R. 1989. A Preliminary Report
Cleuziou, S. & Tosi, M. 2007.In the Shadow of the Ancestors: on the Excavation of Structure 5 at Ra's Al-Junayz 1 (Sultanate
the Prehistoric Foundations of the Early Arabian Civilization of Oman). Rivista Di Archeologia, 13.
in Oman. The Ministry of Heritage and Culture: Muscat,
Oman. Bin ‘Aquil and McCorriston, J. 2009. Prehistoric small scale
monument types in Hadramawt (Southern Arabia). Antiquity
Cleuziou, S., & Tosi, M. 1993. Black boats of Magan: Some 83.
thoughts on Bronze Age water transport in Oman and
beyond from the impressed bitumen slabs of Ra's al-Junayz. Charpentier, V. 1994. A Specialized Production at Regional
In AnnalesAcademiaeScientiarumFennicae. Series B, 273: Scale in Bronze Age Arabia: Shell Rings from Ra’s al-Junayz
745761-. Suomalainentiedeakatemia.‫‏‬ Area (Sultanate of Oman)'. South Asian Archaeology 1993, 1.

Cleuziou, S., Reade, J. & Tosi, M. 19878/. The Joint Hadd Charpentier, V., Berger, J. F., Crassard, R., Lacaze, M.,
Project Summary Report on the Third Season: October 1987- &Davtian, G. 2012. Prehistory and palaeo-geography of
February 1988. Unpublished Report. the coastal fringes of the Wahiba Sands and Bar al-Hikman,
Sultanate of Oman. Proceedings of the Seminar for Arabian
Cremaschi, M. &Negrino, F. 2002. The Frankincense Road Studies, 42.‫‏‬
of Sumhuram: Paleoenvironmental and Prehistorical
Background. Pages 325–363 in Avanzini, A. (ed.), KhorRori Cleuziou, S. & Tosi, M. 1985. The Joint Hadd Project: Summary
Report 1 (University of Pisa, Edizioni Plus). Report on the First Season, December 1985. Unpublished
Report.
de Cardi, B. 1985. Further Archaeological Survey in Ras al-
Khaimah, U.A.E., 1977. In: G. Pettincini (ed.) OriensAntiqvvs, Cleuziou, S. & Tosi, M. 19867/. The Joint Hadd Project:
24(34-). Summary Report on the Second Season, November 1986-
January 1987. Unpublished Report
de Cardi, B., Brian Doe, and S.P. Roskams 1977. Excavation
and Survey in the Sharqiyah, Oman, 1976. The Journal of Cleuziou, S. & Tosi, M. 1990. A Short Report on the
Oman Studies 3(1). Excavations Carried out at Ra’s Al-Junayz during the 5th
Campaign of the French-Italian Team (December 14th 1989
Doe, D. B. 1970. Socotra: An Archaeological Reconnaissance to March 2nd 1990). Unpublished Report.
in 1967. Coconut Grove, Fla, Field Research Projects.
Cleuziou, S. & Tosi, M. 1994. The Joint Hadd Project: A Short
Doe, D. B. 1977. Gazetteer of Sites in Oman, 1976. Journal of Preliminary Report on the Work of the Seventh Field Season.
Oman Studies, 3(1). Unpublished Report.
Doe, D. B. 1983. Monuments of South Arabia. The Falcon
Press: Naples; The Oleander Press: Cambridge & New York. Cleuziou, S. & Tosi, M. 1996. A Short Preliminary Report
on the 9th Excavation Campaign of the Joint Hadd Project
Genchi, F. 2016. Ad Duqm Survey 2015: Relevance and (December 1995-February 1996). Unpublished Report.
Safeguarding of Archaeological Heritage. Unpublished
Report submitted to the Ministry of Heritage and Culture, Cleuziou, S. & Tosi, M. 1997. Evidence for the Use of
Sultanate of Oman. Aromatics in the Early Bronze Age of Oman: Period III at
RJ-2 (23002200- BC). In: A. Avanzini (ed.) ProfumiD’Arabia:
Giraud, J. 2009. The Evolution of Settlement Patterns in the Atti Del Convegno. SaggiDi StoriaAntica, 11: 5781-. L'Erma di
Eastern Oman from the Neolithic to the Early Bronze Age Bretschneider: Italy.
(6000–2000 BC). C. R. Geoscience xxx: 122-. Elsevier Masson
SAS. Cleuziou, S. & Tosi, M. 19978/. A Short Preliminary Report
on the 11th Excavation Campaign of the Joint Hadd Project:
Harding, G. L. 1964. Archaeology in the Aden Protectorates. December 1997– February 1998. Unpublished Report.
Her Majesty’s Stationery Office: London.

107
...‫نقش حجري من منطقة جعالن بين بوحسن‬

Ministry of Petroleum and Minerals 1991 Geological Map of Harrower, M., Senn, M. &McCorriston, J. 2014. Tombs,
Ja'alan (Sheet NF 408- E, Scale: 1:100,000), Muscat: Oman Triliths and Oases: The Arabian Human Social Dynamics
Project (AHSD) Archaeological Survey 20092010-. Journal
Monchablon, C., Crassard, R., Munoz, O., Guy, H., Bruley- of Oman Studies, 18: 145151-. Ministry of Heritage and
Chabot, G. &Cleuziou, S. 2003. Excavations at Ra'a al-Jinz RJ- Culture, Sultanate of Oman.
1: Stratigraphy without Tells. Proceedings of the Seminar for
Arabian Studies, 33. Jagher, R. &Pumpin, C. 2010. A new approach to central
Omani prehistory. Proceedings of the Seminar for Arabian
Mosseri-Marlio, C. 2002. Sea Turtles and Dolphins: Aspects Studies 40: 185200-. Oxford: Archaeopress.
of Marine Animal Exploitation from Bronze Age Rās al Hadd,
Oman'. Journal of Oman Studies, 12. Jagher, R., Pümpin, C., Wegmüller, F. &Winet, I. 2011. Central
Oman Palaeoloithic Survey Report 2007 Season. Journal of
Roger, J., Bechennec, F., Janjou, D., Le Metour, J., Wyns, R. Oman studies, 17.
&Beurrier, M. 1991. Geological Map of Ja'alan (Sheet NF 408-
E, Scale: 1:100,000). Muscat, Oman: Ministry of Commerce Jagher, R., Pümpin, C., Winet, I., Bolliger, M., Wegmüller, F.,
and Industry. Al-Sabri, B. & Al Maskeri, S. 2008. Central Oman Palaeolithic
Survey. Final Report of Phase I. Seasons 2007 & 2008.
Salvatori, S. 2001. Excavations at the Funerary Structures Ministry of Heritage and Culture, Sultanate of Oman.
HD104.2 ,4.1 ,3.2 ,3.1- and 2.1 at Ra’s Al-Hadd (Sultanate
of Oman)'. Estratto da RivistadiArcheologia, 25. Giorgio Jamme, A. 1963. Preliminary Report on Epigraphic Research
BretschneiderEditore: Roma. in North-Western WadiHadramawt and at al- Abar'.
Bulletinof the American Schools of Oriental Research, 72.
Schiettecatte, J. 2010. The Arabian Iron Age funerary
stelae and the issue of cross-cultural contacts. In Death King, G.M.H. 1992. A Report on the Work of the Dhofar
and burial in Arabia and beyond. British Archaeological Epigraphic Project: 14121992/. Unpublished Report.
Reports International Series 2107. Lloyd Weeks, ed. Oxford:
Archaeopress. Martin, L. 2002. Terrestrial Mammal Remains from Bronze
Age HD1, Rās al Hadd, Oman'. Journal of Oman Studies, 12.
Smith, G. H. (1977) 'New Prehistoric Sites in Oman'. In: McCorriston, J. 2013. Pastoralism and Pilgrimage: Ibn
Journal of Oman Studies, 3(1). Khaldun’s Bayt-State Model and the Rise of Arabian
Thesiger, W. 1946. A New Journey in Southern Arabia. The Kingdoms. Current Anthropology, Vol. 54(5).
Geographical Journal, 108, No. 46/. Blackwell Publishing.
McCorriston, J., Harrower, M., Steimer, T., Williams, K.D.,
Thesiger, W. 1959. Arabian Sands. Longmans: London. Senn, M., Al Hādhari, M., Al Kathīrī, M., Al Kathīrī, A.A.,
Saliège, J.-F. & Everhart. J. 2014. Monuments and Landscape
Thomas, B. 1929. Among Some Unknown Tribes of South of Mobile Pastoralists in Dhofar: the Arabian Human Social
Arabia. The Journal of the Royal Anthropological Institute of Dynamics (AHSD) Project, 20092011-. Journal of Oman
Great Britain and Ireland, 59. Royal Anthropological Institute Studies, 18.
of Great Britain and Ireland.
McCorriston, J., Steimer-Herbet, T., Harrower, M., Williams,
Thomas, B. 1932. Arabia Felix: Across the Empty Quarter of K., Saliège, J-F. & Bin ‘Aqil, A. 2011. Gazetteer of Small-
Arabia. London: Cape. Scale Monuments in Prehistoric Hadramawt, Yemen: a
radiocarbon chronology from RASA-AHSD Project research
Tosi, M. &Usai, D. (2003) 'Preliminary Report on the 19962008-. Arabian archaeology and epigraphy 22.
Excavations at WadiShab, Area 1'. Arabian Archaeology and
Epigraphy, 14(1). Méry, S. &Charpentier, V. 2002. Around Suwayh, Ja’alān: a
Summery of Some Recent Discoveries from Coastal Shell-
Usai, D. 2000. New Prehistoric Sites along the Omani Coast Middens of eastern Arabia'. Journal of Oman Studies, 12.
from Ra’s al-Hadd to Ra’s al-Jins'. Arabian Archaeology and Méry, S. & Marquis, P. 1998. First Campaign of Excavation at
Epigraphy, 11(1). KhorBani Bu Ali SWY-3, Sultanate of Oman'. Proceedings of
the Seminar for Arabian Studies, 28.

108
‫ناصر اجلهوري‬

Usai, D. 2006. A Fourth-Millennium BC Oman Site and its


Context: WadiShab-GAS 1'. Proceedings of the Seminar for
Arabian Studies, 36.

Van der Meulen, D. 1947. Aden to the Hadramawt. London:


J. Murray.

Wilkinson, T.J. 2003. Archaeological landscapes of the Near


East. Tucson: University of Arizona Press.

Williams, K.D., Steimer-Herbet, T., Gregoricka, L.A., Saliège


J.-F. &McCorriston, J. 2014. Bioarchaeological Analyses
of 3rdMillennium BC High CircularTower Tombs from the
ArabianHuman Social Dynamics (AHSD) Project in Dhofar,
Oman. Journal of Oman Studies, 18.

Wissmann, H. V., &Höfner, D. M. 1952. Beitragezurhistorische


nGeographie des vorislamischenSudarabien. Abhandlungen
der DeutschenAkademie der Wissenschaftenzu Mainz, 4.‫‏‬

Zarins, J. 2001. The land of Incense archaeological work in


the Governate of Dhofar, Sultanate of Oman. Sultan Qaboos
University publication.

Zarins, J. 2007. Dhofar: Land of Frankincense, in Cleuziou,


S. and M. Tosi (eds) In the Shadow of the Ancestors: The
Prehistoric Foundations of the Early Arabian Civilization of
Oman, Muscat: Ministry of Heritage and Culture.

Zarins, J. 2010. Preliminary results of the Dhofar


archaeological survey. Proceedings of the Seminar for
Arabian Studies 29. Oxford: Archaeopress.

109

You might also like