Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 10

‫‪King Saud University‬‬ ‫جامعة امللك سعود‬

‫‪College of Arts‬‬ ‫كلية اآلداب‬


‫‪Journal of Arts‬‬ ‫جملة اآلداب‬
‫‪ISSN (Paper):1018-3620‬‬ ‫ردمد (ورقي)‪1018 – 3620:‬‬
‫‪ISSN (Electronic):1658-8339‬‬ ‫ردمد (النرش اإللكرتوين)‪1658-8339 :‬‬

‫جملة اآلداب‪ ،‬مج (‪ ،)32‬ع (‪ ،)1‬ص ص ‪ ،118-109‬جامعة امللك سعود‪ ،‬الرياض (‪2020‬م‪1441/‬هـ)‬
‫)‪Journal of Arts, Vol. 32 (1), pp 109-118, © King Saud University, Riyadh (2020 /1441H.‬‬

‫صيغة التعجب (ما َأ ْف َع َل!)‬


‫حممد بن إبراهيم الثاقب‬
‫أستاذ النحو واللغة املساعد‪ ،‬قسم اللغة العربية‪ ،‬كلية اآلداب‪ ،‬جامعة امللك سعود‪ ،‬اململكة العربية السعودية‬
‫(قدم للنرش يف ‪1441/5/6‬هـ‪ ،‬وقبل للنرش يف ‪1441/10/19‬هـ)‬

‫ملخص البحث‪ :‬إن صيغة (ما َ‬


‫أفعل) إحدى الصيغ القياسية للتعجب يف اللغة العربية‪ ،‬غري أن تناول النحاة هلذه‬
‫الصيغة من الناحية اإلعرابية أثار إشكاالت متعددة لدى الدارسني للنحو العريب‪.‬‬
‫وانطالق ًا من هذه املعاجلة من علامء النحو‪ ،‬فإن هذا البحث سيقوم بتتبع ما ذكره النحاة عن هذه الصيغة‪ ،‬وحتليل ما‬
‫ذكروه‪ ،‬ومناقشة آرائهم يف هذا األمر بدء ًا بــ (ما) وماهيتها‪ ،‬ومرور ًا بأصل صيغة ( َأ ْف َع َل) وهل هي اسم أم فعل؟‬
‫وانتها ًء باملتعجب منه‪ ،‬وعلة نصبه‪.‬‬
‫والغرض من هذا التتبع هو الوصول إىل رأي معني يف إعراب هذه الصيغة؛ كي يسهل عىل الدراسني فهم إعراهبا‬
‫واستيعابه؛ هذا الفهم الذي جيب أن يكون متطابق ًا مع قوانني اللغة العربية وأنظمتها‪.‬‬
‫(أفعل) التعجب‪ ،‬املتعجب منه‪.‬‬ ‫َ‬ ‫الكلامت املفتاحية‪( :‬ما) التعجبية‪،‬‬

‫‪109‬‬
)‫ صيغة التعجب (ما َأ ْف َع َل‬:‫حممد بن إبراهيم الثاقب‬ 110

The Arabic Exclamation Form (Maa ʔafaʕala!)

Mohamed al-Thaqib
Assistant Professor of Grammar and Language, Department of Arabic Language, College of Arts, King Saud University, Saudi Arabia
(Received:6/5/1441H , Accepted for publication 19/10/1441H)

Abstract: Maa ʔafaʕala! “What a…!” is one of the standard exclamation forms in Standard Arabic. In analyzing
this form, however, the Arab grammarians mainly focused on the syntactic cases it receives, which has raised a
number of difficulties for researchers in Arabic grammar. This paper will therefore survey and analyze such views
on this specific form, including how they regarded Maa, the formation of ʔafaʕala, and whether it is a noun or a
verb, as well as the exclamation argument and why it receives an accusative case. This is an attempt to reach a
deeper understanding on and a better view of this form, in order to make it easy for researchers to recognize its
properties in a way that is consistent with the Arabic grammatical rules.
Keywords: the exclamative particle “maa”; the exclamative “ʔafaʕala”; the exclamation argument; Ibn al-Sarra:j.
‫‪111‬‬ ‫جملة اآلداب‪ ،‬مج (‪ ،)32‬ع (‪ ،)1‬جامعة امللك سعود‪ ،‬الرياض (‪2020‬م‪1441/‬هـ)‬

‫"أمحر" و"محراء" و"أعرج" و"عرجاء" و"أدعج"‬ ‫مقدمة البحث‬


‫و"دعجاء"‪.‬‬ ‫إن أسلوب التعجب ُيعدّ من األساليب العربية األصيلة‬
‫الثالث‪ :‬اسم التفضيل ويكون املؤنث منه عىل وزن‬ ‫للتعبري عن الدهشة واالستغراب‪ ،‬وله يف اللغة طريقتان‪:‬‬
‫(فعىل) مثل‪" :‬أصغر" و"صغرى" و"أكرب" و"كربى"‪.‬‬ ‫يبوب هلا النحويون أبواب ًا خاصة ألهنا ال‬
‫األوىل سامعية ومل ّ‬
‫الرابع‪ :‬التعجبية التي تكون مسبوقة بـــ "ما" التي هي‬ ‫تدل عىل التعجب من خالل الرتكيب بل القرينة (األزهري‪،‬‬
‫مدار حديثنا يف هذا البحث‪.‬‬ ‫د‪.‬ت‪ .)57 :2 ،‬وقد يتوصل إىل ذلك بواسطة أساليب أخرى‬
‫كالنداء واالستفهام واالستغاثة وغري ذلك من األساليب مثل‬
‫صيغة التعجب (ما َ‬
‫أفعل)‬
‫عم‬
‫قوله تعاىل‪{ :‬كيف تكفرون باهلل} (البقرة‪ ،)28 :‬وقوله‪ّ { :‬‬
‫إن معاجلة النحاة وتناوهلم لصيغتي التعجب القياسية‪:‬‬
‫يتساءلون} (النبأ‪ ،)1 :‬وقول العرب‪" :‬هلل دره" و"حسبك‬
‫(ما أفعله) و(أفعل به) أثار كثري ًا من احلرية لدى داريس النحو‬
‫ال"‪( .‬الريض‪:4 ،1993 ،‬‬ ‫بزيد فارس ًا" و"كفاك بزيد رج ً‬
‫قدي ًام وحديث ًا‪ ،‬ومرد ذلك إىل غرابة إعراهبام‪ ،‬وهذا ما جيعل‬
‫‪ ،)2087 -2086‬واألخرى قياسية واملشهور فيها صيغتان‪:‬‬
‫فهم ذلك أمر ًا فيه الكثري من الصعوبة‪ ،‬ألنه ُُيالف ما ألفه‬
‫(ما أفع َله) و(أفعل به)‪.‬‬
‫دارسو النحو ملا فيه من تكلف‪ ،‬األمر الذي قد يؤدي هبم إىل‬
‫وعىل الرغم من أن هذا املوضوع سبق أن تطرق إليه‬
‫التشتت واالضطراب يف فهم ذلك واستيعابه؛ ألن اإلعراب‬
‫بعض الباحثني من أمثال األستاذ الدكتور أمحد حممد عبد‬
‫السائد الذي استقر عليه أغلب النحاة يف صيغة (ما أف َع َل)‬
‫الدايم الذي كتب بحث ًا حول صيغتي التعجب‪ ،‬كام أن هناك‬
‫(املربد‪ ،‬د‪.‬ت‪ ،178 :4 ،‬وأبو حيان‪ )33 :3 ،1984 ،‬أن‬
‫رسالة علمية بعنوان "أسلوب التعجب بني النظرية‬
‫"ما" تعجبية مبهمة بمعنى (يشء) (املربد‪ ،‬د‪.‬ت‪-173 :4 ،‬‬
‫والتطبيق" للباحث أمحد حممد طه (رسالة ماجستري)‪ ،‬وهذان‬
‫‪ ،175‬وانظر‪ :‬ابن الناظم‪ ،‬د‪.‬ت‪ )177 ،‬يف حمل رفع مبتدأ‪.‬‬
‫البحثان موجودان عىل الشبكة العنكبوتية‪.‬‬
‫أفعل" فعل ماض جامد مبني عىل الفتح والفاعل ضمري‬ ‫و" َ‬
‫لكن هاتني الدراستني مل جتيبا عىل األسئلة الكثرية امللحة‬
‫مسترت يعود عىل "ما"‪ ،‬واملتعجب منه يف حمل نصب مفعول‬
‫التي جتول يف خاطري؛ لذا ارتأيت أن أكتب هذا البحث‬
‫به‪ ،‬واجلملة الفعلية يف حمل رفع خرب‪ .‬لكن املشكلة هنا أن‬
‫راجي ًا من اهلل التوفيق والسداد‪.‬‬
‫الفاعل واملفعول به يشء واحد‪ ،‬وهذا أمر عسري الفهم‬
‫وقد اتبعت يف هذا البحث املنهج الوصفي التحلييل‬
‫والتفسري؛ ذلك ألن الفاعل اخلاص ب (أف َعل) ضمري مسترت‬
‫املرتكز عىل املقارنة بني بعض أساليب اللغة العربية‪ .‬غري أن‬
‫يعود إىل "ما" التعجبية التي هي بمعنى "يشء"‪ ،‬وهذا اليشء‬
‫أبرز الصعوبات التي واجهتني يف هذا البحث هو حماولة إجياد‬
‫ما هو إال املتعجب منه نفسه وهذا هو ما ذهب إليه ابن‬
‫إجابات منطقية أو تعليالت مناسبة منسجمة مع ما سأعرضه‬
‫الرساج؛ حيث يقول يف هذا‪" :‬أال ترى أنك تقول‪ :‬حسن‬
‫من أراء يف الصفحات التالية‪.‬‬
‫ال فعل ذلك به قلت‪ :‬حسن زيد ًا‪،‬‬
‫زيد؛ فإذا أخربت أن فاع ً‬
‫وبناء (أفعل) يف اللغة العربية يأيت عىل أربعة أرضب‪،‬‬
‫فصار الفاعل مفعوالً‪ ...‬وإذا قلت ما أحسن زيد ًا كان‬
‫األول‪ :‬فعل من األفعال املزيدة بحرف وله دالالت من أمهها‬
‫األصل حسن زيد" (ابن الرساج‪1996 ،‬م‪.)1:99 ،‬‬
‫التعدية عندما يكون الفعل الزم ًا نحو‪" :‬أكرم حممدُ زيد ًا"‪،‬‬
‫وهو حمق ‪-‬يف رأيي‪ -‬يف هذا األمر‪ .‬ويؤيد ذلك أيض ًا أن‬
‫والدخول يف الزمان نحو‪" :‬أصبح وأمسى"‪ ،‬أو الدخول يف‬
‫املتعجب منه يف الصيغة القياسية األخرى (أفعل به) يعرب‬
‫املكان مثل‪" :‬أنجد املسافر" إذا دخل أرض نجد‪ ،‬وكذلك‬
‫ال حسب رأي مجهور البرصيني‪ .‬ومن الطريف هنا البد‬ ‫فاع ً‬
‫الصريورة كقوهلم‪" :‬أحصد الزرع" أي استحق احلصاد‪.‬‬
‫ْ‬
‫(أفعل‬ ‫من اإلشارة إىل أن أقدم من ذهب إىل صيغة التعجب‬
‫الثاين‪ :‬صفة مشبهة وهي التي تكون دالة عىل األلوان‬
‫ٍ‬
‫ماض يف املعنى‪ ،‬هو ابن الرساج نفسه‬ ‫به)‪ ،‬فعل أمر شك ً‬
‫ال‬ ‫والعيوب ِ‬
‫واحللية‪ ،‬ويكون املؤنث منه عىل وزن (فعالء) مثل‪:‬‬
‫(‪ ،)101 :1 ،1996‬وأن من نرش ذلك وتبنّاه تلميذه أبو عيل‬
‫حممد بن إبراهيم الثاقب‪ :‬صيغة التعجب (ما َأ ْف َع َل)‬ ‫‪112‬‬

‫ويذهب بعض اللغويني املعارصين إىل امليل إىل هذا‬ ‫الفاريس (‪ ،)166 -165 ،1983‬وملكانة أيب عيل الفاريس‬
‫الرأي؛ حيث رجح األستاذ عبد السالم هارون رأي الفراء‬ ‫النحوية شاع هذا الرأي عند النحاة الذين جاؤوا من بعده‪.‬‬
‫وابن درستويه ألمرين‪ :‬األول معنوي ألنه يرى أن أبلغ‬ ‫ثم إن هذا اإلعراب ال يستقيم من ناحية املعنى حال‬
‫أساليب التعجب ما كان منقوالً عن االستفهام كام يف قولك‪:‬‬ ‫قولنا‪" :‬ما أعظم اخلالق" ألن اهلل تعاىل ليس بحاجة إىل يشء‬
‫"ما هذا اجلامل؟!‪ ،‬و"ما ذاك احلسن؟!"‪.‬‬ ‫جيعله عظي ًام ألنه عظيم يف ذاته‪.‬‬
‫ففي هذا األسلوب يسأل املتعجب عن سبب احلسن‬ ‫والالفت يف األمر أن ما سار عليه أغلب النحاة من عدّ‬
‫إشارة إىل أن للحسن أسباب ًا كثرية تستدعي السؤال‪ ،‬وصناعي‬ ‫"ما" تعجبية مبهمة بمعنى "يشء"‪ ،‬منسوب إىل اخلليل بن‬
‫ألهنا وهي بمعنى االستفهام ال حتتاج إىل تقدير حمذوف‬ ‫أمحد عندما سأله سيبويه عن قولك "ما أحسن عبد اهلل زعم‬
‫(هارون‪.)96 ،2001 ،‬‬ ‫اخلليل أنه بمنزلة قولك‪ :‬يشء أحسن عبداهلل ودخله معنى‬
‫كام يرى الدكتور مهدي املخزومي أن "ما" يف صيغة (ما‬ ‫التعجب"‪( .‬سيبويه‪ ،)73 :1 ،2010 ،‬وهذا األمر يدعونا‬
‫أفعله) هي التي يكنى هبا عن غري العاقل املستعملة يف‬ ‫إىل التحقق من ماهية "ما" هذه فاجلمهور يسريون عىل رأي‬
‫االستفهام‪ ،‬ثم ضاع االستفهام منا باستعامهلا مع أفعل‬ ‫اخلليل يف عد "ما" نكرة تامة بمعنى "يشء" يف حمل رفع‬
‫ومتالزمني يف التعجب (املخزومي‪1996 ،‬م‪.)215 ،‬‬ ‫مبتدأ‪ ،‬وساغ االبتداء هبا ألهنا مبهمة (املربد‪ ،‬د‪.‬ت‪:4 ،‬‬
‫وهناك فريق ثالث يرى أن "ما" موصولة بمعنى "الذي"‬ ‫‪ .)173‬ويعلل ابن مالك هذا بقوله‪" :‬ذلك أن املقصد من‬
‫(معرفة ناقصة) واجلملة التي بعدها صلتها ال حمل هلا من‬ ‫التعجب اإلعالم بأن املتعجب منه ذو مز ّية إدراكها جيل‬
‫اإلعراب‪ ،‬واخلرب حمذوف وجوب ًا والتقدير يف قولنا‪ :‬ما أحسن‬ ‫وسبب االختصاص هبا خفي فاستحقت اجلملة املعرب عنها‬
‫زيد ًا"‪" ،‬الذي أحسن زيد ًا عظيم"‪ ،‬وهذا رأي األخفش‬ ‫بالتعجب أن تفتتح بنكرة غري خمتصة ليحصل بذلك إهبام‬
‫وطائفة من الكوفيني‪( .‬ابن مالك‪ ،31 :3 ،1990 ،‬وابن‬ ‫وتلو بإفهام " (ابن مالك‪.)32 :3 ،1990 ،‬‬
‫مالك‪ ،1095 :2 ،2000 ،‬وابن هشام‪ ،‬د‪.‬ت‪.)251 :2 ،‬‬ ‫وهناك قسم آخر من النحاة يرى أن "ما" استفهامية من‬
‫وقد ض ّعف ابن مالك هذا الرأي ألنه ال يوجد مسوغ‬ ‫الفراء وابن درستويه‪ ،‬وقد دخلها معنى التعجب‬
‫أمثال ّ‬
‫منطقي حلذف اخلرب؛ ألن اخلرب لو كان معلوم ًا فإنه يبطل‬ ‫واجلملة التي بعدها خرب عنها (أبو حيان‪،33 :3 ،1989 ،‬‬
‫اإلهبام يف "ما"‪ ،‬وإن كان اخلرب جمهوالً فال جيوز حذفه ألن من‬ ‫واألزهري‪ ،‬د‪.‬ت‪ ،87 :2 ،‬واألشموين‪1998 ،‬م‪.)263 :2 ،‬‬
‫رشوط حذف اخلرب أن يكون معلوم ًا‪( .‬ابن مالك‪،1990 ،‬‬ ‫وقد أنكر ابن مالك كوهنا استفهامية ألن االستفهام بمعنى‬
‫‪32 -31 :3‬؛ ابن عصفور‪ ،‬د‪.‬ت‪.)582 :1،‬‬ ‫التعجب ال يليه غالب ًا إال األسامء (ابن مالك‪:3 ،1990 ،‬‬
‫كام يرى ابن عصفور أن هذا الرأي فاسد؛ ألنه إذا جعلها‬ ‫‪ ،32‬وانظر‪ :‬األزهري‪ ،‬د‪.‬ت‪ .)87 :2 ،‬كام يف قوله تعاىل‪:‬‬
‫موصولة كانت معرفة‪ ،‬وهذا يناقض معنى التعجب وهو‬ ‫"فأصحاب امليمنة ما أصحاب امليمنة" (سورة الواقعة‪،)8 :‬‬
‫اإلهبام‪( .‬أبو حيان‪ ،33 :3 ،1989 ،‬وابن هشام‪ ،‬د‪.‬ت‪:2 ،‬‬ ‫وقوله تعاىل‪{ :‬وأصحاب اليمني ما أصحاب اليمني}‬
‫‪ ،251‬واألزهري‪ ،‬د‪.‬ت‪78 :2 ،‬؛ واألشموين‪:2 ،1998 ،‬‬ ‫(الواقعة‪ ،)27 :‬و{أصحاب الشامل ما أصحاب الشامل}‬
‫‪.)87‬‬ ‫(الواقعة‪ ،)41 :‬وقوله تعاىل‪{ :‬احلاقة ما احلاقة} (احلاقة‪،)1 :‬‬
‫هذه هي أبرز اآلراء النحوية التي قيلت يف "ما"‬ ‫و{القارعة ما القارعة} (القارعة‪.)1 :‬‬
‫التعجبية‪ ،‬وإن كان هناك رأي آخر ينسب إىل األخفش بأن‬ ‫ويرى الريض أن قول الفراء وابن درستويه يف استفهامية‬
‫"ما" نكرة موصوفة (نكرة ناقصة)‪ ،‬واجلملة التي بعدها صفة‬ ‫"ما" من حيث املعنى قوي؛ ألنه كأنه جهل السبب فاستفهم‬
‫هلا‪ ،‬واخلرب حمذوف‪ ،‬ففي قولنا‪" :‬ما أحسن زيد ًا" يكون‬ ‫عنه‪ ،‬فقد يستفاد من االستفهام معنى التعجب (الريض‪،‬‬
‫التقدير‪ :‬يشء أحسن زيد ًا عظيم" (أبو حيان‪:4 ،1989 ،‬‬ ‫‪ ،)1096 :2 ،1996‬نحو قوله تعاىل‪" :‬وما أدراك ما يوم‬
‫‪ ،2065‬واألزهري‪ ،‬د‪.‬ت‪ ،)590 :2 ،‬وهذا يعني أن النحاة‬ ‫الدين" (االنفطار‪.)11 :‬‬
‫‪113‬‬ ‫جملة اآلداب‪ ،‬مج (‪ ،)32‬ع (‪ ،)1‬جامعة امللك سعود‪ ،‬الرياض (‪2020‬م‪1441/‬هـ)‬

‫وجب أال يعدلوا إىل لفظ آخر‪ .‬واآلخر‪ :‬أنه مل ُيرصف؛ ألن‬ ‫نقلوا رأيني لألخفش يف "ما" األول‪ :‬أهنا موصولة‪ ،‬والثاين‪:‬‬
‫املضارع حيتمل زمانني احلارض واملستقبل‪ .‬وإنام ُيتعجب يف‬ ‫أهنا موصوفة‪.‬‬
‫األغلب مما هو موجود ومشاهد‪ ،‬وقد يتعجب مما مىض‪ ،‬وال‬ ‫الواقع إن القطع بأن "ما" التعجبية كانت يف األصل‬
‫يكون التعجب مما مل يقع‪ ،‬فكرهوا استعامل لفظ حيتمل يف‬ ‫استفهامية ثم بعد ذلك استعملت للتعجب أو نقلت إليه رأي‬
‫الداللة عىل االستقبال؛ لئال يصري اليقني شك ًا‪ .‬وملا كرهوا‬ ‫وجيه؛ إذ إن هناك أوجه شبه كبرية بني االستفهام والتعجب‪،‬‬
‫استعامل املضارع كانوا السم الفاعل أكره؛ ألنه ُيص زمان ًا‪.‬‬ ‫لكن القطع هبذا الرأي حيتاج إىل دليل حقيقي مبني ومستند‬
‫فلذلك مل يقولوا‪ :‬ما حيسن زيد ًا‪ ،‬وال ما حمسن زيد ًا‪،‬‬ ‫عىل نقوش قديمة للغة العربية‪ ،‬رصدت هذا التطور يف‬
‫واستعملوا لفظ املايض واملعنى معنى احلال؛ ألن التعجب‬ ‫االستعامل مرتكز ًا عىل املقارنة بني العربية وشقيقاهتا من‬
‫معنى حادث عند رؤية يشء متعجب منه‪ ،‬أو سامعه (ابن‬ ‫اللغات السامية األخرى‪ ،‬وهذا أمر مل يتحقق حتى اآلن‪،‬‬
‫الشجري‪.)382 :2 ،1992 ،‬‬ ‫ومر ّد ذلك إىل ندرة النصوص القديمة للغة العربية الشاملية‪.‬‬
‫الدليل الثاين‪ :‬أن بناء (أفعل) يصغّر‪ ،‬والتصغري من‬ ‫كام أن متاثل الرسم اإلمالئي لالستفهام والتعجب يف "ما" ال‬
‫خصائص األسامء‪ ،‬مستدلني بقول الشاعر (ابن يعيش‪ ،‬د‪.‬ت‪،‬‬ ‫ال حاس ًام يف هذا؛ ألنه يوجد يف اللغة العربية‬
‫يمكن عدّ ه دلي ً‬
‫‪:)135 :5‬‬ ‫أدوات متامثلة من ناحية الشكل لكن معناها خمتلف حسب‬
‫الض ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ميلح ِغزالن ًا َشدَ ّن لنا‬
‫ال‬ ‫من هؤ َل َّياتك َّ‬
‫ُن ّ‬ ‫ياما ُأ ُ‬ ‫االستعامل كـــ "الواو" و "أو" و "من" و"ال" وغريها‪ .‬لذا‬
‫والس ُم ِر‬
‫َّ‬ ‫األجدر هنا أن ُيقال أن "ما" استفهامية مبهمة تعرب مبتدأ كام‬
‫حيث ُصغر لفظ "أملح" (األنباري‪ ،‬د‪.‬ت‪،127 :1 ،‬‬ ‫ذهب مجهور النحاة‪.‬‬
‫وابن الناظم‪ ،‬د‪.‬ت‪177 ،‬؛ وأبو حيان‪،35 :3 ،1989 ،‬‬ ‫أما (أفعل) التعجب فلم تسلم أيض ًا من اخلالف بني‬
‫واألزهري‪ ،‬د‪.‬ت‪ ،88 :2 ،‬وابن عصفور‪ ،‬د‪.‬ت‪،583 :1 ،‬‬ ‫النحاة حول طبيعتها؛ فذهب الكوفيون عدا الكسائي إىل أهنا‬
‫وابن يعيش‪ ،‬د‪.‬ت‪.)143 :7 ،‬‬ ‫اسم بينام يرى البرصيون أهنا فعل‪.‬‬
‫وقد ر ّد البرصيون ذلك بقول سيبويه‪" :‬هذا باب ما حيقر‬ ‫ّ‬
‫استدل الكوفيون ما عدا الكسائي عىل اسمية (أفعل)‬ ‫وقد‬
‫لدنوه من اليشء‪ .‬سألت اخلليل عن قول العرب‪ :‬ما أميلحه‪،‬‬ ‫التعجب بثالثة أدلة‪:‬‬
‫فقال‪ :‬مل يكن ينبغي أن يكون يف القياس‪ ،‬ألن الفعل ال حي ّقر‪،‬‬ ‫الدليل األول‪ :‬أن بناء (أفعل) جامد ال يترصف‪ ،‬ولو كان‬
‫وإنام حي ّقر األسامء ألهنا توصف بام يعظم وهيون‪ ،‬واألفعال ال‬ ‫فعال لوجب أن يترصف؛ ذلك أن الترصف من خصائص‬
‫توصف‪ ،‬فكرهوا أن تكون األفعال كاألسامء ملخالفتها إياها‬ ‫األفعال‪ .‬فلام مل يترصف وكان جامد ًا وجب أن يلحق باألسامء‬
‫يف أشياء كثرية‪ ،‬ولكنهم حقروا هذا اللفظ وإنام يعنون الذي‬ ‫(أبو حيان‪ ،134 :3 ،1989 ،‬واألنباري‪ ،‬د‪.‬ت‪،126 :1 ،‬‬
‫تصفه بامللح‪ .‬كأنك قلت‪ :‬ملح‪ ،‬شبهوه باليشء الذي تلفظ به‬ ‫‪ ،138‬وابن عصفور‪ ،‬د‪.‬ت‪ ،)583 :1 ،‬وهم يرون أنه اسم‬
‫وأنت تعني شيئ ًا آخر" (سيبويه‪.)477 :3 ،2010 ،‬‬ ‫مبني (أبو حيان‪ ،134 :3 ،1989 ،‬وابن عصفور‪ ،‬د‪.‬ت‪:1 ،‬‬
‫فاخلليل يرى أن "أميلح" يف قول الشاعر ما هو إال صفة‬ ‫‪.)583‬‬
‫من الفعل " َم ُل َح" ولدنوه منه ُح ّقر‪.‬‬ ‫غري أن البرصيني ردوا عىل هذا بقوهلم أن مجود (أفعل)‬
‫أما ابن الرساج فكان له تعليل آخر مفاده‪" :‬أن هذه‬ ‫ال عىل اسميته‪ ،‬بل هو فعل سلب منه الترصف‬ ‫ليس دلي ً‬
‫األفعال ملا لزمت موضع ًا واحد ًا ومل تترصف‪ ،‬ضارعت‬ ‫لـام مل يصوغوا‬
‫(جامد) ألمرين‪ ،‬أحدمها‪ :‬أن واضعي اللغة ّ‬
‫األسامء التي ال تزول إىل يفعل‪ ،‬وغريه من األمثلة فصغرت‬ ‫للتعجب حرف ًا يدل عليه‪ ،‬جعلوا له صيغة ال ختتلف؛ ليكون‬
‫كام تصغر‪ ،‬ونظري ذلك‪ :‬دخول ألفات الوصل يف األسامء نحو‬ ‫ذلك أمارة للمعنى الذي حاولوه‪ ،‬فيدل لفظه بلزومه وجه ًا‬
‫(ابن‪ ،‬واسم‪ ،‬وامرئ) ملا دخلها النقص الذي ال يوجد إال يف‬ ‫واحد ًا أنه تضمن معنى ليس له يف أصله‪ .‬فلام دخل معنى‬
‫التعجب عىل لفظ‪ ،‬متى زال عن هيئته زال املعنى املراد به‪،‬‬
‫حممد بن إبراهيم الثاقب‪ :‬صيغة التعجب (ما َأ ْف َع َل)‬ ‫‪114‬‬

‫الشيطان" (سورة املجادلة‪ ،)19 :‬حيث جاءت مصححة‬ ‫األفعال (يقصد احلذف)‪ ،‬واألفعال خمصوصة به‪ ،‬قد دخلت‬
‫العني (األنباري‪ ،‬د‪.‬ت‪.)144 :1 ،‬‬ ‫عليها ألفات الوصل" (ابن الرساج‪.)100 :1 ،1996 ،‬‬
‫حسان ما ذهب إليه الكوفيون؛‬ ‫وقد أ ّيد الدكتور متّام ّ‬ ‫أما صاحب اإلنصاف فقد علل جواز تصغري فعل‬
‫حيث يرى أن (أفعل) التعجب ليس هلا دليل عىل فعليتها‪ ،‬بل‬ ‫التعجب –حسب رأيه‪ -‬بثالثة وجوه‪ :‬الوجه األول‪ :‬مشاهبة‬
‫إن هناك ما يدعو إىل أن (أفعل) التعجب ليست إال (أفعل)‬ ‫(أفعل) التعجب لــ(أفعل) التفضيل التي هي اسم‪ ،‬فكام جاز‬
‫تفضيل‪ ،‬تُنويس فيها هذا املعنى وأدخلت يف تركيب جديد‬ ‫لك أن تقول‪ :‬غُ لامنك ُأحسن الغلامن‪ ،‬وغزالنك ُأميلح‬
‫يمت إىل املعنى األول بصلة‪ ،‬واملنصوب‬
‫إلفادة معنى جديد ّ‬ ‫الغزالن جاز لك‪ :‬ما أحيسن زيد ًا‪ ،‬وما ُأميلح غزالن ًا‬
‫بعده ليس إال املفضل بعد صيغة التفضيل‪ ،‬ولكنه يف تركيب‬ ‫(األنباري‪ ،‬د‪.‬ت‪.)139 :1 ،‬‬
‫حسان‪.)114 ،2010 ،‬‬
‫جديد وبمعنى جديد ( ّ‬ ‫والوجه الثاين‪ :‬أن التصغري يف (أفعل) التعجب ليس مثل‬
‫هذه أبرز األدلة التي ساقها الكوفيون عدا الكسائي عىل‬ ‫تصغري األسامء؛ ألن من أغراض التصغري‪ ،‬التحقري‪،‬‬
‫أسمية (أف َعل) التعجبية وهي‪-‬بال شك‪ -‬أدلة وجيهة عىل‬ ‫والتقليل‪ ،‬والتقريب‪ ،‬إال أنه هنا تصغري للفظ دون املعنى ألنه‬
‫اسميتها التي تصدى هلا البرصيون بالرد عليها‪ ،‬وحماولة‬ ‫موجه إىل املصدر‪ ،‬وإنام رفضوا ذكر املصدر هنا ألن الفعل إذا‬
‫تفنيدها ألهنم يرون أن (أفعل) التعجبية ما هي إال فعل‬ ‫كان جامد ًا ال يؤكد بذكر املصدر؛ ألنه خرج عن مذهب‬
‫جامد‪ ،‬واملتعجب منه مفعول به منصوب هبا يف صيغة (ما‬ ‫األفعال فلام رفضوا املصدر وآثروا تصغريه صغروا الفعل‬
‫أفعله)‪ ،‬واهلمزة يف (أفعل) مهزة تعدية‪.‬‬ ‫لفظ ًا ووجهوا التصغري إىل املصدر‪ ،‬وجاز تصغري املصدر‬
‫ترجح ‪-‬من وجهة‬
‫وقد ذكر البرصيون جمموعة من األدلة ّ‬ ‫بتصغري فعله (األنباري‪ ،‬د‪.‬ت‪.)141 :1 ،‬‬
‫نظرهم‪ -‬ما ذهبوا إليه‪ ،‬وهذه األدلة هي‪:‬‬ ‫والوجه الثالث‪ :‬أن مجود (أفعل) هنا قد شابه األسامء‬
‫الدليل األول‪ :‬دخول نون الوقاية عىل (أفعل) التعجبية‬ ‫فدخله بعض أحكامها‪ ،‬لكن ذلك غري كاف ألن ُيرجه من‬
‫عند اتصاهلا بياء الضمري‪ ،‬كقوهلم‪" :‬ما أفرحني" و"ما‬ ‫أصله كاسم الفاعل الذي‪ ،‬وإن عمل عمل الفعل‪ ،‬فإن ذلك‬
‫أتعبني"‪ ،‬وهذه النون ال تصحب ياء املتكلم إال إذا اتصلت‬ ‫ال ُيرجه من أصله بل يبقى عىل اسميته‪ ،‬وكذلك تصغري فعل‬
‫بالفعل‪ ،‬نحو‪" :‬أكرمني ويكرمني"‪ ،‬أو بام يشابه الفعل من‬ ‫التعجب تشبيه ًا لالسم فإنه ُيرجه عن كونه فع ً‬
‫ال (األنباري‪،‬‬
‫احلروف كــ"ليتني" و"كأنني" ومل ُيقال يف االسم‪:‬‬ ‫د‪.‬ت‪.)142 :1 ،‬‬
‫"غالمني" وال يف الصفة "مكرمني" (األنباري‪ ،‬د‪.‬ت‪:1 ،‬‬ ‫الدليل الثالث‪ :‬تصحيح عني (أفعل) نحو‪" :‬ما أقوله"‬
‫‪ ،129‬وابن مالك‪ ،482 :1 ،2000 ،‬وابن هشام‪ ،‬د‪.‬ت‪:2 ،‬‬ ‫و"ما أبيعه" كام تصحح العني يف االسم نحو‪" :‬هذا أقوم منك‬
‫‪ ،252‬وابن الناظم‪ ،‬د‪.‬ت‪ ،177 ،‬وأبو حيان‪:3 ،1989 ،‬‬ ‫وأبيع"‪ ،‬ولو أنه فعل لوجب أن تعل عينه بقلبها ألف ًا‪ ،‬كام‬
‫‪ .)33‬غري أن الكوفيني ر ّدوا ذلك بأن أثبتوا دخول هذه النون‬ ‫قلبت من الفعل نحو "قام وباع وأقام وأباع" (األنباري‪،‬‬
‫عىل بعض األسامء كقوهلم‪" :‬قدين" و"قطني" أي (حسبي)‬ ‫د‪.‬ت‪ ،128 :1 ،‬وأبو حيان‪ ،33 :3 ،1989 ،‬وابن يعيش‪،‬‬
‫(األنباري‪ ،‬د‪.‬ت‪ ،129 :1 ،‬وابن الشجري‪:2 ،1992 ،‬‬ ‫د‪.‬ت‪.)143:7 ،‬‬
‫‪ ،)293‬وهلذا جيوز أن حتمل (أفعل) التعجبية عليه‪ .‬ومنه قول‬ ‫وقد ر ّد البرصيون ذلك معللني تصحيح عني الفعل إنام‬
‫الراجز (األنباري‪ ،‬د‪.‬ت‪:)130 :1 ،‬‬ ‫جاء ألنه ُمحل عىل "أفعل" التفضيل‪ .‬كام منعت األسامء‬
‫مه ً‬
‫ال رويدا قد مألت بطني‬ ‫امتأل احلوض وقال قطني‬ ‫املمنوعة من الرصف من اجلر والتنوين لشبهها بالفعل‪ ،‬ومع‬
‫(األنباري‪ ،‬د‪.‬ت‪130 :1 ،‬؛ وابن الشجري‪:2 ،1992 ،‬‬ ‫ذلك مل خترج من االسمية إىل الفعلية‪ .‬باإلضافة إىل ذلك هناك‬
‫‪)298‬‬ ‫أفعال مترصفة مصححة العني كقوهلم‪" :‬أغيمت السامء"‪،‬‬
‫وذكر البرصيون أن دخول نون الوقاية يف "قدين"‬ ‫و"أغيلت املرأة" و"استنوق اجلمل" و"استتيست الشاة"‬
‫و"قطني" من الشاذ الذي ال ُيقاس عليه وال يركن إليه‪ ،‬ومع‬ ‫و"استحوذ يستحوذ"‪ ،‬وقوله تعاىل‪" :‬استحوذ عليهم‬
‫‪115‬‬ ‫جملة اآلداب‪ ،‬مج (‪ ،)32‬ع (‪ ،)1‬جامعة امللك سعود‪ ،‬الرياض (‪2020‬م‪1441/‬هـ)‬

‫استفهامية (هارون‪ .)96 ،2001 ،‬وكذلك الدكتور مهدي‬ ‫ذلك فقد ورد عن العرب قوهلم "قدي" و"قطي" من غري‬
‫املخزومي الذي يذهب إىل أن بناء (أفعل) يف التعجب بناء‬ ‫هذه النون (األنباري‪ ،‬د‪.‬ت‪.)131 :1 ،‬‬
‫األفعال ولكن باستعامله يف التعجب مجد وفقد داللة الفعل‬ ‫الدليل الثاين‪ :‬أن (أفعل) التعجبية تنصب املعارف‬
‫(املخزومي‪.)215 ،1996 ،‬‬ ‫والنكرات‪ ،‬أ ّما (أفعل) التفضيل فال تنصب إال النكرات‬
‫هذه هي أبرز اآلراء النحوية التي قيلت حول صيغة‬ ‫نحو‪" :‬زيد أكثر منك عل ًام وأنجب غالم ًا" عىل التمييز أو عىل‬
‫(أفعل) وهل هي اسم أم فعل؟ وقد حاولت ‪-‬ما أمكنني‬ ‫التشبيه باملفعول به‪ ،‬ولو كانت (أفعل) التعجبية اس ًام مل تنصب‬
‫ذلك‪ -‬أن اخترص ما قيل حول هذا األمر‪ ،‬ذاكر ًا حجة كل‬ ‫العلم" وال‪" :‬زيد أعقل‬
‫َ‬ ‫فال جيوز أن نقول‪" :‬زيد أكثر منك‬
‫فريق فيام ذهبوا إليه‪.‬‬ ‫العلم فيهم" و"ما‬
‫َ‬ ‫منك الغال َم"‪ ،‬كام جيوز أن نقول‪" :‬ما أكثر‬
‫وبعد تأمل حجج كل فريق (البرصيني‪ -‬الكوفيني)‬ ‫أنجب الغال َم منهم" (األنباري‪ ،‬د‪.‬ت‪132 :1 ،‬؛ ابن‬
‫وتفحصها يظهر يل ‪-‬واهلل أعلم‪ -‬أن ما ذهب إليه الكوفيون‬ ‫الشجري‪.)298 -397 :2 ،1992 ،‬‬
‫ما عدا الكسائي من اسمية (أفعل) هو الصواب‪ ،‬فباإلضافة‬ ‫َ‬
‫(أفعل)‬ ‫الدليل الثالث‪ :‬بناؤه عىل الفتحة التي عىل آخر‬
‫إىل ما ساقه الكوفيون من أدلة عىل اسمية (أفعل) التعجبية‪،‬‬ ‫َ‬
‫(أفعل)‪ ،‬وأنه لو كانت (أفعل) اس ًام لوجب‬ ‫دليل عىل فعلية‬
‫فإنه يمكن لنا أن نضيف دليلني آخرين إىل هذا املجال‪:‬‬ ‫رفعها لوقوعها خرب ًا‪ .‬وهذا يعني أن فتح آخر (أفعل) دليل‬
‫األول‪ :‬أننا نحتاج إىل أن نضع "كان" بعد "ما" وقبل‬ ‫عىل أهنا فعل ماض مبني عىل الفتح وهو ضمريه املسترت يف كل‬
‫(أفعل) عند الرغبة يف التعبري عن التعجب ألمر حدث يف‬ ‫رفع خرب للمبتدأ (ابن الشجري‪398 :2 ،1992 ،‬؛ ابن‬
‫الزمن املايض‪ ،‬حيث جيب أن نقول‪" :‬ما كان أحس َن زيد ًا"‪،‬‬ ‫عصفور‪ ،‬د‪.‬ت‪.)584 :1 ،‬‬
‫وهذا مما يرجح كون (أفعل) ليس فعالً ماضي ًا؛ إذ لو كان‬ ‫وقد علل الكوفيون وجود هذه الفتحة من أجل التفريق‬
‫ال ماضي ًا بذاته ملا احتجنا أن نضيف لفظ "كان" قبله (ابن‬
‫فع ً‬ ‫بني التعجب واالستفهام؛ ألهنم يرون أن التعجب أصله‬
‫مالك‪.)42 :3 ،1990 ،‬‬ ‫أحسن عبدَ اهلل"‪ ،‬أصله‬
‫َ‬ ‫االستفهام‪ .‬فعىل رأي الفراء قولنا‪" :‬ما‬
‫َ‬
‫(أفعل) التعجبية عند إرادة‬ ‫الثاين‪ :‬تطابق رشوط صياغة‬ ‫عبداهلل؟" فعدلوا عن االستفهام إىل التعجب‪،‬‬ ‫"ما أحسن ِ‬
‫ُ‬
‫التعجب املبارش من الفعل الثالثي مع (أفعل) التفضيل التي‬ ‫فغريوا "أحس ُن" بفتح آخره ونصبوا عبد اهلل" ليفصلوا بني‬
‫ال خالف بني النحاة عىل كوهنا اسام‪ ،‬وهذا مما يقوي اسمية‬ ‫االستفهام واخلرب (األنباري‪ ،‬د‪.‬ت‪ ،137 :1 ،‬وأبو حيان‪،‬‬
‫َ‬
‫(أفعل) التعجب‪.‬‬ ‫ارتشاف ‪ ،33 :3 ،1989‬وابن الشجري‪:2 ،1992 ،‬‬
‫وهذه الرشوط هي‪ :‬أن يكون فعال ثالثي ًا تام ًا مترصف ًا مثبت ًا‬ ‫‪.)401‬‬
‫ال للتفاوت ليس الوصف منه عىل أفعل‬ ‫مبني ًا للمعلوم‪ ،‬قاب ً‬ ‫َ‬
‫(أفعل) التعجبية هي فعل‬ ‫غري أن هناك من ذهب إىل أن‬
‫فعالء (املربد‪ ،‬د‪.‬ت‪ ،187 -178 :42 ،‬وابن الناظم‪ ،‬د‪.‬ت‪،‬‬ ‫مبني عىل الفتح‪ ،‬وعلة بنائه لتضمنه معنى حرفه؛ ذلك أن‬
‫‪ ،71‬أبو حيان‪.)44-41 :3 ،1989 ،‬‬ ‫التعجب كان ينبغي له أن يكون له حرف يدل عليه‪ ،‬كام كان‬
‫وهنا قد يظهر إشكال مهم مفاده أن هذه الرشوط تُطبق‬ ‫االستفهام والرشط والنفي واألمر والنهي وغريها من‬
‫ْ‬
‫(أفعل به) املتفق عىل‬ ‫أيض ًا عىل صيغة التعجب األخرى‬ ‫احلروف التي أدت معاين مقصودة وأغراض ًا حمددة مقصودة‪،‬‬
‫ْ‬
‫(أفعل به) صيغت من‬ ‫فعليتها بني النحاة‪ .‬وأرى هنا أن صيغة‬ ‫وهذا البناء هو نظري أسامء اإلشارة؛ ألهنا بنيت لتضمنها معنى‬
‫(أفعل) االسمية سواء أكانت الدالة عىل التفضيل أم الدالة‬ ‫حرف اإلشارة (ابن الشجري‪.)402 :2 ،1992 ،‬‬
‫عىل التعجب‪.‬‬ ‫وقد سار بعض اللغويني يف العرص احلديث مع رأي‬
‫وبعد أن رجحنا اسمية (أفعل) يف التعجب يتبقى سؤال‬ ‫البرصيني والكسائي يف هذا األمر‪ ،‬من أمثال األستاذ عبد‬
‫آخر فحواه‪ :‬ما دور هذه املعلومة يف البحث؟‬ ‫السالم هارون الذي يرى أن (أفعل) يف التعجب فعالً‪ ،‬وهلذا‬
‫نصبت املعمول الذي بعدها‪ ،‬كام يرجح أن "ما" التي قبلها‬
‫حممد بن إبراهيم الثاقب‪ :‬صيغة التعجب (ما َأ ْف َع َل)‬ ‫‪116‬‬

‫اللغوي يف مجلة التعجب جعل املتعجب منه صاحل ًا من‬ ‫الواقع تظهر أمهية هذه املعلومة يف كوهنا قادرة عىل تذليل‬
‫الناحية الرتكيبية أن يعرب مفعوالً به‪ .‬لكن كام قلنا سابق ًا إن‬ ‫الصعوبة املتأتية من اإلعراب السائد وامل ُشكل ‪-‬من وجهة‬
‫هذا يمثل اضطراب ًا يف فهم املعنى املراد فاملتعجب منه هو‬ ‫نظري‪ -‬بصيغة التعجب (أفعل)؛ إذ بإقرار اسميتها يظهر لنا‬
‫الفاعل احلقيقي؛ ألننا ال نقول ذلك إال عىل اليشء الذي‬ ‫جيل يف اإلعراب بني صيغتي التفضيل والتعجب (ما‬ ‫تطابق ّ‬
‫يصدر عنه فعل ُيتعجب منه‪ ،‬وذلك ألن مجلة التعجب أو‬ ‫َ‬
‫أفعل)؛ حيث تُعرب (أفعل) يف الصيغتني خرب ًا مفرد ًا‪ ،‬وليس‬
‫صيغة التعجب هي مجلة خربية وليست إنشائية‪.‬‬ ‫خرب ًا مفرد ًا يف التفضيل‪ ،‬وخرب ًا مجلة يف التعجب‪ .‬وأما جميء‬
‫ال مرفوع ًا بالفتحة نيابة‬
‫فلو أننا أعربنا املتعجب منه فاع ً‬ ‫َ‬
‫(أفعل)‪ ،‬فهو من أجل التفريق بني االستفهام‬ ‫الفتحة عىل آخر‬
‫عن الضمة لكان أوىل وأدق‪ .‬فالفتحة هنا متثل عالمة إعراب‬ ‫والتعجب؛ أي من أجل التفريق بني اجلملة اإلنشائية واجلملة‬
‫فرعية كام مثلتها يف املمنوع من الرصف عندما حلت بديلة عن‬ ‫اخلربية (أبو حيان‪ ،33 :3 ،1989 ،‬واألنباري‪ ،‬د‪.‬ت‪:1 ،‬‬
‫الكرسة‪ ،‬وكذلك األلف وهي عالمة إعراب فرعية أيض ًا ‪-‬‬ ‫‪ .)37‬وهذه الفتحة هي التي جعلت من صيغة (أفعل)‬
‫التي تقابل الفتحة‪ -‬حينام جاءت عالمة للرفع يف املثنى‪ ،‬وعىل‬ ‫التعجب مطابقة من ناحية الرتكيب البنيوي لبنية الفعل‬
‫هذا فسوف يكون اإلعراب املقرتح للمثال السابق‪" :‬ما‬ ‫املايض الثالثي املزيد هبمزة‪ ،‬وهو األمر الذي أدى إىل دخول‬
‫أحس َن زيد ًا" أن "ما" تعجبية مبهمة مبنية عىل السكون يف‬ ‫نون الوقاية عليه من قبل مستعميل اللغة‪.‬‬
‫أحسن" خرب مبني عىل الفتح يف حمل رفع‬
‫َ‬ ‫حمل رفع مبتدأ‪ ،‬و"‬ ‫لكن يبقى إشكال آخر وهو ما العامل الذي نصب‬
‫خرب و"زيد ًا" فاعل مرفوع بأحسن (الصفة املشبهة باسم‬ ‫ال ماضي ًا؟ كذلك مل نُصب‬ ‫َ‬
‫(أفعل) فع ً‬ ‫املتعجب منه إن مل تكن‬
‫الفاعل) وعالمة رفعه الفتحة نيابة عن الضمة‪ .‬وقد يبدو هذا‬ ‫املتعجب منه بالفتحة مع أنه هو الفاعل‪ ،‬كام أرشنا إىل ذلك‬
‫اإلعراب غريب ًا للوهلة األوىل لكنه ‪-‬فيام أرى‪ -‬متسق‬ ‫سابق ًا‪ ،‬وسايرنا فيه ابن الرساج كام سلف‪.‬‬
‫ومنسجم مع املعنى‪ ،‬وهو يف الوقت نفسه ليس أقل غرابة مما‬ ‫إن اجلواب هنا يكمن يف فهم عبقرية اللغة العربية‪،‬‬
‫سار عليه مجهور النحاة يف إعراب فعل التعجب يف صيغة‬ ‫فعندما نتأمل األمثلة التالية‪:‬‬
‫ٍ‬
‫ماض جاء عىل صورة األمر‪ ،‬وهو أمر ال‬ ‫ْ‬
‫(أفعل به) بأنه فعل‬ ‫(استفهام)‬ ‫‪-1‬ما أحسن ٍ‬
‫زيد‬ ‫ُ‬
‫نظري له يف اللغة‪ ،‬يف حني أن استخدام أداة أو عالمة خمتصة‬ ‫(نفي)‬ ‫‪-2‬ما أحس َن زيدٌ‬
‫بالنصب بدالً من العالمة اخلاصة بالرفع له ما يامثله يف اللغة‬ ‫(تعجب)‬ ‫‪-3‬ما أحس َن زيد ًا‬
‫ال مبني ًا عىل‬
‫وهو املثنى‪ .‬ومن املمكن أن تعرب "زيد ًا" فاع ً‬ ‫تظهر لنا بشكل جيل عبقرية اللغة يف هذه االستعامالت؛‬
‫الفتح يف حمل رفع‪ ،‬ومرد هذا البناء من أجل التفريق بني‬ ‫حيث نالحظ يف املثالني الثاين والثالث نصب لفظ "أحس َن"‬
‫ٍ‬
‫ماض عىل وزن (أفعل)‬ ‫املتعجب منه والفاعل املسبوق بفعل‬ ‫من أجل التفريق بني االستفهام من جهة وبني النفي‬
‫منفي بــ (ما)‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫والتعجب من جهة أخرى‪ .‬ويف هذه احلالة سيكون هناك‬
‫وقد أمهلت يف هذا البحث ذكر بعض املوضوعات‬ ‫أحسن" عند التعبري عن النفي والتعجب‪ ،‬فكيف‬
‫َ‬ ‫متاثل يف "‬
‫َ‬
‫(أفعل)‬ ‫املتعلقة بصيغة التعجب (ما أفعله) كالفصل بني‬ ‫يكون التفريق بني النفي والتعجب؟ لقد كان احلل يف هذا‬
‫واملتعجب منه بــ"الظرف أو احلال ولوال لشعوري أن دوري‬ ‫أحسن" وهو "زيد" من أجل التفريق بني‬
‫َ‬ ‫بنصب ما بعد "‬
‫سيكون هنا النقل ال أكثر؛ ألن أكثر ما كان يشدين يف هذا‬ ‫النفي والتعجب ومنع االلتباس بينهام‪ ،‬وإن أخذ الفاعل‬
‫البحث هو مناقشة غرابة اإلعراب السائد يف كتب النحاة هلذه‬ ‫(وهو املتعجب منه) عالمة النصب هنا‪ ،‬فهذا ال ُيعدّ أمر ًا‬
‫الصيغة‪ .‬وقد كانت الن ّية لدي أن يكون بحثي متضمن ًا صيغة‬ ‫غريب ًا يف اللغة العربية‪ ،‬فهذا اليشء له ما يامثله يف االستعامل‬
‫ْ‬
‫(أفعل به)‪ ،‬لوال أين وجدت بحث ًا للدكتور‬ ‫التعجب األخرى‬ ‫اللغوي للغة‪ ،‬وهذا يظهر جلي ًا يف املثنى؛ حيث استعملت أداة‬
‫ْ‬
‫(أفعل به)‬ ‫جواد بن حممد بن دخيل تناول فيه صيغة التعجب‬ ‫النصب الفرعية وهي األلف للداللة عىل اإلسناد (الرفع) من‬
‫‪ ،‬ناقش فيه هذه الصيغة مناقشة علمية رصينة أجابت عن‬ ‫أجل منع اللبس بني املثنى ومجع املذكر السامل‪ .‬لكن الرتكيب‬
‫‪117‬‬ ‫جملة اآلداب‪ ،‬مج (‪ ،)32‬ع (‪ ،)1‬جامعة امللك سعود‪ ،‬الرياض (‪2020‬م‪1441/‬هـ)‬

‫األنباري‪ ،‬كامل الدين أبو الربكات عبد الرمحن بن حممد‪،‬‬ ‫ْ‬


‫(أفعل به)‪ ،‬فرأيت أن أكتب‬ ‫كثري من تساؤاليت حول صيغة‬
‫اإلنصاف يف مسائل اخلالف بني النحويني‪ :‬البرصيني‬ ‫عن صيغة (ما أفعله) راجي ًا من اهلل يف الوقت نفسه أن أكون‬
‫والكوفيني‪ ،‬حتقيق‪ :‬حممد حميي الدين عبد احلميد‪،‬‬ ‫قد وفقت فيام ذهبت إليه يف ذلك؛ مع أن دافعي يف هذا كان‬
‫بريوت‪ ،‬دار الفكر (د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫الرغبة العلمية من أجل تيسري فهم إعراب هذه الصيغة لدى‬
‫األندليس‪ ،‬أبو حيان‪ ،‬ارتشاف الرضب من لسان العرب‪،‬‬ ‫الدارسني وليس الرغبة يف املخالفة ملا هو سائد من أجل أمر‬
‫حتقيق‪ :‬د‪ .‬مصطفى أمحد النحاس‪ ،‬ط‪( 1‬القاهرة)‪:‬‬ ‫آخر‪ ،‬وأنا هنا مدرك متام ًا أن تغيري أحد املفاهيم السائدة يف‬
‫مطبعة املدين ‪1989‬م‪.‬‬ ‫قضية ما حيتاج إىل أدلة عقلية منطقية قوية من أجل إبطال هذا‬
‫حسان‪ ،‬متام‪ ،‬اللغة العربية معناها ومبناها‪ ،‬ط‪ ،6‬القاهرة‪:‬‬ ‫االعتقاد‪.‬‬
‫عامل الكتب ‪2010‬م‬
‫الريض األسرتاباذي‪ ،‬رشح كافية ابن احلاجب‪ ،‬حتقيق‪:‬‬ ‫خامتة البحث‬
‫حييى بشري مرصي‪( ،‬الرياض)‪ :‬جامعة اإلمام حممد‬ ‫لقد خلص البحث إىل النتائج اآلتية‪:‬‬
‫بن سعود اإلسالمية ‪1996‬م‪.‬‬ ‫أوالً‪ :‬أن (ما) تعجبية مبهمة بمعنى يشء‪ ،‬مبن ّية عىل‬
‫الزخمرشي‪ ،‬حممود بن عمرو‪ ،‬املفصل يف علم العربية‪،‬‬ ‫السكون يف حمل رفع مبتدأ وليست استفهامية أو موصولة‬
‫ط‪ ،2‬بريوت‪ :‬دار اجليل (د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫بمعنى الذي‪.‬‬
‫ابن الرساج‪ ،‬أبو بكر حممد بن سهل‪ ،‬األصول يف النحو‪،‬‬ ‫(أفعل) التعجبية اسم مبني عىل الفتح يف حمل‬ ‫َ‬ ‫ثاني ًا‪ :‬أن‬
‫حتقيق‪ :‬عبداحلسني الفتيل‪ ،‬ط‪ ،3‬بريوت‪ :‬مؤسسة‬ ‫ال ماضي ًا جامد ًا مبني عىل الفتح بنا ًء عىل‬
‫رفع خرب‪ ،‬وليست فع ً‬
‫الرسالة‪1996 ،‬م‪.‬‬ ‫(أفعل) عىل فعليتها الذي نميل إليه بعد عرض‬ ‫َ‬ ‫ترجيح اسمية‬
‫سيبويه‪ ،‬عمرو بن قنرب‪ ،‬الكتاب‪ ،‬حتقيق‪ :‬عبد السالم‬ ‫أدلة اسميتها من جهة وأدلة فعليتها من جهة أخرى لدى كل‬
‫هارون‪ ،‬ط‪ ،3‬القاهرة‪ :‬عامل الكتب ‪2010‬م‪.‬‬ ‫فريق ومناقشة ذلك‪ ،‬وما الفتحة التي عىل آخر ( َ‬
‫أفعل) إال‬
‫السيوطي‪ ،‬عبد الرمحن بن أيب بكر‪ ،‬مهع اهلوامع يف رشح‬ ‫وسيلة من أجل التفريق بني التعجب واالستفهام منع ًا للبس‪.‬‬
‫مجع اجلوامع‪ ،‬حتقيق‪ :‬عبدالعال سامل مكرم‪ ،‬الكويت‪:‬‬ ‫ال ألن فعل‬‫ثالث ًا‪ :‬أن املتعجب منه نرجح أن ُيعرب فاع ً‬
‫دار البحوث العلمية ‪1975‬م‪.‬‬ ‫التعجب صيغ من أجل فعل صدر من املتعجب منه‪ .‬وأن‬
‫ابن الشجري‪ ،‬هبة اهلل بن عيل بن حممد‪ ،‬أمايل ابن‬ ‫الفتحة التي عىل آخر املتعجب منه ليست فتحة املفعول به‬
‫الشجري‪ ،‬حتقيق‪ :‬حممود حممد الطناحي‪ ،‬القاهرة‪:‬‬ ‫ألننا بتسليمنا بذلك سيكون الفاعل واملفعول به يشء واحد‬
‫مكتبة اخلانجي‪1992 ،‬م‪.‬‬ ‫وهو أمر يقود إىل حدوث لبس يف الفهم‪ .‬وتعليل وجود‬
‫الصيمري‪ ،‬أبوحممد عبد اهلل بن عيل بن إسحاق‪ ،‬التبرصة‬ ‫الفتحة عىل آخر املتعجب منه هو من أجل التفريق بني‬
‫والتذكرة‪ ،‬حتقيق‪ :‬فتحي أمحد مصطفى‪ ،‬مكة املكرمة‪،‬‬ ‫املتعجب منه يف أسلوب التعجب وبني الفاعل املسبوق بفعل‬
‫جامعة أم القرى‪1982 ،‬م‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫ماض عىل وزن (أفعل) منفي بــ (ما) النافية‪.‬‬
‫ابن عصفور األشبييل‪ ،‬رشح مجل الزجاجي (الرشح‬
‫الكبري)‪ ،‬حتقيق‪ :‬صاحب أبو جناح‪ ،‬العراق‪ :‬وزارة‬ ‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫األوقاف والشؤون الدينية‪ ،‬إحياء الرتاث اإلسالمي‪،‬‬ ‫األزهري‪ ،‬خالد‪ ،‬رشح الترصيح عىل التوضيح‪ ،‬القاهرة‪:‬‬
‫(د‪.‬ت)‪.‬‬ ‫عيسى البايب احللبي (د‪.‬ت)‪.‬‬
‫ابن عصفور األشبييل‪ ،‬املقرب‪ ،‬حتقيق‪ :‬أمحد عبد الستار‬ ‫األشموين‪ ،‬عيل بن حممد‪ ،‬رشح األشموين عىل ألفية ابن‬
‫اجلواوي وعبداهلل اجلبوري‪ ،‬بغداد‪ :‬مطبعة العاين‬ ‫مالك‪ ،‬إرشاف‪ :‬إميل يعقوب‪ ،‬بريوت‪ :‬دار الكتب‬
‫‪1971‬م‪.‬‬ ‫العلمية‪1998 ،‬م‪.‬‬
‫حممد بن إبراهيم الثاقب‪ :‬صيغة التعجب (ما َأ ْف َع َل)‬ ‫‪118‬‬

‫الفاريس‪ ،‬أبو عيل‪ ،‬املسائل املشكلة‪ ،‬حتقيق‪ :‬صالح‬


‫السنكاوي‪ ،‬بغداد‪ :‬مطبعة العاين ‪1983‬م‪.‬‬
‫ابن مالك‪ ،‬مجال الدين حممد بن عبداهلل‪ ،‬رشح الكافية‬
‫الشافية‪ ،‬حتقيق‪ :‬عيل حممد معوض وعادل أمحد‬
‫عبداملوجود‪ ،‬بريوت‪ :‬دار الكتب العلمية‪2000 ،‬م‪.‬‬
‫ابن مالك‪ ،‬مجال الدين حممد بن عبد اهلل الطائي‪ ،‬رشح‬
‫التسهيل‪ ،‬حتقيق‪ :‬د‪ .‬عبد الرمحن السيد ود‪ .‬حممد‬
‫بدوي املختون‪ ،‬القاهرة‪ :‬هجر للطباعة والنرش‬
‫‪1990‬م‪.‬‬
‫املخزومي‪ ،‬مهدي حممد‪ ،‬يف النحو العريب قواعد وتطبيق‬
‫عىل املنهج العلمي احلديث‪ ،‬القاهرة‪ :‬مصطفى البايب‬
‫احللبي‪1996 ،‬م‪.‬‬
‫ابن الناظم‪ ،‬بدرالدين حممد بن مجال الدين حممد بن‬
‫مالك‪ ،‬رشح ألفية ابن مالك‪ ،‬حتقيق‪ :‬حممد بن سليم‬
‫اللبابيدي‪ ،‬طهران‪ :‬منشورات نارص خرسو (د‪.‬ت)‪.‬‬
‫هارون‪ ،‬عبد السالم‪ ،‬األساليب اإلنشائية يف النحو‬
‫العريب‪ ،‬ط‪ 5‬القاهرة‪ :‬مكتبة اخلانجي ‪2001‬م‪.‬‬
‫ابن هشام‪ ،‬أبوحممد عبداهلل مجال الدين األنصاري‪،‬‬
‫أوضح املسالك إىل ألفية ابن مالك‪ ،‬حتقيق‪ :‬حممد‬
‫حميي الدين عبداحلميد‪ ،‬مكة املكرمة‪ :‬املكتبة‬
‫الفيصلية (د‪.‬ت)‪.‬‬
‫ابن يعيش‪ ،‬موفق الدين‪ ،‬رشح املفصل‪ ،‬بريوت‪ :‬عامل‬
‫الكتب‪( ،‬د‪.‬ت)‪.‬‬

You might also like