Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 7

‫المؤتمر العلمي الدولي تحت عنوان‬

‫الرقمنة والقانون تطلعات المستقبل في الدول العربية‬

‫الرقمنة ودورها في تحصين الملكية العقارية‬

‫الرقمنة ودورها في تحصين الملكية العقارية‬

‫الدكتور أشرف جنوي‬


‫نائب عميد كلية العلوم القانونية واالقتصادية‬
‫واالجتماعية جامعة القاضي عياض مراكش‬

‫الرقمنة أو التحويل الرقمي أو ما يصطلح عليه بالفرنسية (‪)395()La numérisation‬هي من‬


‫المصطلحات المستحدثة في اللغة العربية‪،‬والتي أصبحنا نسمعها كثرا هذه األيام‪ ،‬وذلك بالنظر‬
‫إلى التطور التكنولوجي الهائل الذي يشهده العالم في مجال المعلوميات‪.‬‬

‫ويقصد بالـرقمنة هي عملية تحويل مصادر المعلومات على اختالف أشكالها وأنواعها سواء‬
‫كانت في شكل كتب‪ ،‬أووثائق‪ ،‬أو تسجيالت صوتية‪ ،‬أو صور‪ ،‬أو خرائط‪ ،‬أو فيديوهات أوغيرها إلى‬
‫شكل مقروء بواسطة تقنيات الحواسيب اآللية‪( ،‬كيفما كانت اآلالت) حيث يتم تحويل المعلوماتمن‬
‫شكلها المادي إلى لغة الحاسوب(‪ ،)396‬أو بمعنى آخر إلى لغة األرقام‪.‬‬

‫وبالتالي فالرقمنة باختصار شديد هي عملية تحويل المحتوى الفكري المتاح على وسيط تخزين‬
‫مادي تقليدي (كالكتب‪ ،‬أو الوثائق‪،‬أوالمخطوطات‪ ،‬أوالخرائط أو الصور أو الفيديوهات وغيرها‪ )...‬إلى‬
‫محتوى رقمي‪ ،‬حيث يتم تحويل المحتوى المادي التقليدي‪ ،‬إلى محتوى رقمي يمكن اإلطالع عليه من‬
‫خالل تقنيات الحواسيب اآللية‪ ،‬كالكمبيوتر أو الهاتف النقال‪ ،‬أوالطابعة‪ ،‬أو غيرها‪.‬‬

‫ومن المعلوم أن للرقمنة العديد من المزايا والفوائد نذكر منها‪:‬‬


‫‪ -1‬حفظ وتخزين المعلومات والمعطيات من الضياع والتلف من العوامل الخارجية‪.‬‬
‫‪ -2‬سرعة الوصول إلى المعلومات والمعطيات‪ ،‬في وقت قياسي وبضغطة زر‪.‬‬
‫‪ -3‬سهولة التعامل مع ما تمت رقمنته من استرجاع وبحث إعادة البحث‪.‬‬
‫‪ -4‬إتاحة المعطى الرقمي إلى أكثر من شخص فى نفس الوقت‪ ،‬وفى أى مكان وزمان‪ ،‬عن‬
‫طريق شبكة المعلومات (األنترنيت)‪.‬‬
‫‪ -5‬توفير أماكن التخزين‪ ،‬خاصة ما يتعلق مثال بالوثائق الورقية (هناك إمكانية حمل خزانة‬
‫كبيرة من الكتب الرقمية فى الجيب عن طريق مفتاح‪.USB‬‬

‫‪(395)-‬‬
‫‪La numérisation est la conversion des informations d'un support (texte, image, audio, vidéo) ou d'un signal‬‬
‫‪électrique en données numériques que des dispositifs informatiques ou d'électronique numérique pourront traiter. Les‬‬
‫‪données numériques se définissent comme une suite de caractères et de nombres qui représentent des informations.‬‬
‫‪On utilise parfois le terme franglais digitalisation (digit signifiant chiffre en anglais).‬‬
‫‪La numérisation, dans le contexte de l'administration des archives, est la conversion en masse des documents en fichiers‬‬
‫‪informatiques.Voir Wikipédia encyclopédie libre, lien https://fr.wikipedia.org/wiki/Num%C3%A9risation‬‬
‫(‪ -)396‬استعمالنا لغة الحاسوب هو استعمال مجازي فقط‪ ،‬فهي لغة برمجة الحاسوب أوهي أنظمة االتصال بالحاسوب‪ ،‬حيث يتم‬
‫تحويل المعلومات المادية إلى مجموعة من األرقام الثنائية‪ ،‬تسمى‪BinaryNumbers‬هذه األرقام الثنائية هي عبارة عن شحنات‬
‫كهربائية ذات الترميز الثنائي ‪ 0‬و ‪ 1( 1‬يعني مرور التيار الكهربائي و ‪ 0‬يعني انقطاع التيار الكهربائي)حيث تتم معالجتها بآليات وخوارزميات‬
‫حاسوبية‪ ،‬بسهولة وفاعلية وسرعة خارقة وهائلة (ال تتعدى بضع أجزاء أجزاء من الثانية)‪.‬‬

‫‪258‬‬
‫المؤتمر العلمي الدولي تحت عنوان‬

‫الرقمنة والقانون تطلعات المستقبل في الدول العربية‬

‫‪ -6‬إعطاء إمكانية إظهار التفاصيل بدقة أكبر من تصغير أو تكبير أو نسخ أو طباعة وفق‬
‫الصالحيات التى تعد مسبقا من قبل صاحب المحتوى الرقمي‪،‬حيث تخول إمكانية االسترجاع من ما‬
‫هو رقمي إلى مادي مرة أخرى‪.‬‬
‫‪ -7‬تقدم شفافية أكثر في ضبط التعامالت من حيث ضبط التواريخ‪،‬والمبالغ والمعطيات‪،‬‬
‫والتوقيعات‪ ،‬والمستخدمين وغيرها‪...‬‬

‫لذلك‪ ،‬وبالنظر ألهمية الرقمنة وفوائدها‪،‬فالمملكة المغربية حرصت على مواكبة عجلة التطور‬
‫الرقمي‪ ،‬رغم اإلكراهات التي تعرفها سواء على المستوى المادي أو البشري أو التقني‪ .‬ومع ذلك‬
‫حاولت االنخراط في مسلسل الرقمنة‪ ،‬وتعميم اإلدارة اإللكترونية في مختلف القطاعات الحيوية‪،‬‬
‫بشكل تدريجي‪ ،‬لما في ذلك من ترسيخ لمبدأ تقريب اإلدارة من المواطن‪ ،‬وتبسيط المساطر‪،‬‬
‫والحكامة الجيدة التي نص عليها الدستور المغربي لسنة ‪.)397(2011‬‬

‫وفي هذا اإلطارتبقى الوكالة الوطنية للمحافظة العقارية والمسح العقاري والخرائطية من‬
‫بين أبرز اإلدارات المغربية (بطبيعة الحال إلى جانب أخرى)(‪)398‬التي سهرت على رقمنة إدارتها‪ ،‬بهدف‬
‫تجاوز بعض اإلشكاالت التي يطرحها العمل اإلداري التقليدي بالمصالح الخارجية التابعة لها من‬
‫بطء المعامالت‪ ،‬وتعقد المساطر اإلدارية‪ ،‬والبيروقراطية‪ ،‬ونقص الفعالية والنجاعة‪.‬‬

‫ودخول الوكالة عالم الرقمنة‪ ،‬اقتضى تعديل مقتضيات ظهير التحفيظ العقاري لسنة ‪1913‬‬
‫وذلك بموجب القانون ‪)399( 14-07‬حيث نص في الفصل ‪ 106‬منه على أنه‪" :‬يمكن للوكالة الوطنية‬
‫للمحافظة العقارية والمسح العقاري والخرائطية أن تؤسس‪ ،‬بأساليب إلكترونية‪ ،‬مطالب‬
‫التحفيظ والرسوم العقارية ونظائرها والشواهد الخاصة بالتقييد والسجالت المنصوص عليها في‬
‫هذا القانون وذلك وفق الشروط والشكليات المحددة في نص تنظيمي"‪ .‬وبالفعل صدر النص‬
‫التنظيمي المنظم لذلك‪ ،‬بموجب المرسوم رقم ‪ 2.18.181‬بتحديد شروط وكيفيات التدبير اإللكتروني‬
‫(‪.)400‬‬
‫لعمليات التحفيظ العقاري والخدمات المرتبطة بها‬

‫وكل هذه المقتضيات تهدف باألساس إلى الرقمنة ومعالجة الخدمات المقدمة إلكترونيا عن‬
‫بُعد‪ ،‬في إطار تعزيز الدور الذي تقوم به المحافظة على األمالك العقارية في حماية الملكية العقارية‬
‫وتحصينها‪ ،‬وبغية تحقيق المزيد من السرعة والكفاءةوالحكامة والشفافية‪.‬‬

‫وأود من خالل هذه المداخلة إثارة الفرص التي تتيحها الرقمنة في حماية الملكية العقارية‬
‫(الفقرة األولى)‪،‬ثم نعرض لبعض المخاطر المحتملة لهذه الرقمنة على الملكية العقارية(الفقرة‬
‫الثانية)‪.‬‬

‫(‪-)397‬ينص الفصـل ‪ 154‬من الدستور على أنه‪" :‬يتم تنظيم المرافق العمومية على أساس المساواة بين المواطنات والمواطنين‬
‫في الولوج إليها‪ ،‬واإلنصاف في تغطية التراب الوطني‪ ،‬واالستمرارية في أداء الخدمات‪.‬‬
‫تخضع المرافق العمومية لمعايير الجودة والشفافية والمحاسبة والمسؤولية‪ ،‬وتخضع في تسييرها للمبادئ والقيم الديمقراطية‬
‫التي أقرها الدستور‪.".‬‬
‫(‪ -)398‬نشير إلى أن رقمنة اإلدارة أصبحت من األولويات المعتمدة في البرامج الحكومية‪ ،‬وخصصت لهذا األمر وزارة تسمى وزارة‬
‫االنتقال الرقمي وإصالح اإلدارة‪.‬‬
‫(‪ -)399‬الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 1.11.177‬المؤرخ في ‪ 25‬ذي الحجة ‪ 22( 1432‬نونبر ‪ )2011‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 5988‬بتاريخ‬
‫‪ 24‬نونبر ‪ ،2011‬ص ‪.5575‬‬
‫(‪ -)400‬منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 6737‬بتاريخ ‪ 16‬ربيع اآلخر ‪ 24( 1440‬ديسمبر ‪، )2018‬ص ‪.9743‬‬

‫‪259‬‬
‫المؤتمر العلمي الدولي تحت عنوان‬

‫الرقمنة والقانون تطلعات المستقبل في الدول العربية‬

‫الفقرة األولى‪ :‬فرص الرقمنة في تحصين الملكية العقارية‬


‫من أجل تحسين جودة خدمات الوكالة الوطنية للمحافظة العقارية والمسح العقاري‬
‫والخرائطية وتقريبها سواء للمهنيين المتعاملين معها بشكل مباشر (كالموثقين أو العدول أو‬
‫المهندسين المساحين الطبوغرافيين)‪ ،‬أو لعموم المرتفقين‪ ،‬قصد تمكينهم من خدماتها عن بُعد‪،‬‬
‫دون عناء التنقل إلى مصالحها الخارجية(‪،)401‬عملت الوكالة على إحداث منصة إلكترونية خاصة عبر‬
‫موقعها الرسمي على شبكة األنترنيت‪ ،‬فضال عن خدمة أخرى تدعى"محافظتي" التي تمكن من تتبع‬
‫التقييدات أو اإليداعات التي يكون موضوعها رسم عقاري عن بُعد أيضا‪ .‬وهو ما سنبينه فيما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬إحداث منصة إلكترونية‬


‫تنص المادة ‪ 3‬من المرسوم رقم ‪ 2.18.181‬بتحديد شروط وكيفيات التدبير اإللكتروني‬
‫لعمليات التحفيظ العقاري والخدمات المرتبطة بها على إحداث منصة إلكترونية خاصة‪ ،‬يتم من‬
‫خاللها إنجاز اإلجراءات وتقديم الخدمات المرتبطة بعمليات التحفيظ العقاري والمسح العقاري‬
‫والخرائطية‪ ،‬وبالمساطر واإلجراءات المتعلقة بها‪ ،‬والعمل على تدبيرها واستغاللها وتأمينها‬
‫وصيانتها وتطويرها‪.‬‬

‫وبالتالي فالغاية من خلق هذه المنصة هي تقديم مجموعة من الخدمات‪ ،‬لفائدة مرتفقي‬
‫المحافظة على األمالك العقارية عن بُعد بطريقة إلكتر ونية‪ ،‬وأهمها‪:‬‬

‫‪-1‬خدمة اإلشهار اإللكتروني‬


‫يعتبر اإلشهار والعالنية من مميزات نظام التحفيظ العقاري الذي تسهر على تطبيقه‬
‫الوكالة الوطنية للمحافظة العقارية والمسح العقاري والخرائطية‪ ،‬حيث إن جميع اإلجراءات‬
‫الخاصة سواء المتعلقة بمسطرة التحفيظ أو بمسطرة التقييدات فهي تخضع لإلشهار‪ .‬وباعتماد‬
‫الرقمة أصبحنا نتحدث عن خدمة اإلشهار اإللكتروني‪ ،‬هذه الخدمة التي تمكن من االطالع على‬
‫مجموعة من األمور منها‪:‬‬

‫‪ -‬خالصات مطالب التحفيظ‪ ،‬والخالصات اإلصالحية؛‬


‫‪ -‬اإلعالنات بانتهاء التحديد؛‬
‫‪ -‬تسليم نظائر جديدة للرسوم العقارية‪ ،‬والشهادات الخاصة؛‬
‫‪ -‬اإلعالنات المتعلقة بمساطر التحفيظ الخاصة المنشورة بالجريدة الرسمية والتي الزالت‬
‫اآلجال المتعلقة بها جارية‪( ،‬سواء تعلقت بمطالب التحفيظ أو الرسوم العقارية)‪.‬‬

‫حيث يمكن لكل شخص تتبع جميع العمليات الالحقة لمطلب تحفيظه‪ ،‬وكذا العمليات‬
‫الالحقة لتأسيس رسمه العقار ي‪،‬بما في ذلك اإلعالنات المنشورة في الجريدة الرسمية‪ ،‬حتى يكون‬
‫على دراية بوضعية عقاره‪ ،‬واإلجراء المتخذ بخصوصه‪(.‬كما هو منصوص عليه في المادتين ‪ 18‬و‪19‬‬
‫من مرسوم رقم ‪.)402()2.18.181‬‬

‫(‪-)401‬خصوصا بالنسبة الجالية المغربية المقيمة بالخارج‪.‬‬


‫(‪-)402‬تنص المادة ‪ 18‬المرسوم رقم ‪ 2.18.181‬بتحديد شروط وكيفيات التدبير اإللكتروني لعمليات التحفيظ العقاري والخدمات‬
‫المرتبطة بها على أنه‪" :‬يتم عبر المنصة اإللكترونية إشهار جميع اإلعالنات المتعلقة بالتحفيظ العقاري المنشورة بالجريدة الرسمية‪،‬‬
‫والتي ال تزال اآلجال المتعلقة بها سارية المفعول‪.".‬‬
‫=‬

‫‪260‬‬
‫المؤتمر العلمي الدولي تحت عنوان‬

‫الرقمنة والقانون تطلعات المستقبل في الدول العربية‬

‫‪ -2‬خدمة منح الشواهد العقارية والتصاميم الهندسية وجداول المساحة عن بُعـد‬


‫حيث يتيح الموقع اإللكتروني للوكالة الوطنية للمحافظة العقارية هذه الخدمات عن‬
‫بُعد‪،‬خدمات تمكن من اقتناء منتجات خرائطية عبر المنصة اإللكترونية‪ .‬وذلك من خالل ملـء استمارة‬
‫إلكترونية‪ ،‬مع أداء الواجبات المستحقة إلكترونيا على نفس الموقع‪،‬وبعد دراسة الطلب من قبل‬
‫الم حافظ على األمالك العقارية‪ ،‬يتم إشعار صاحب الطلب بذلك بشكل إلكتروني سواء عن طريق‬
‫البريد اإللكتروني أو بواسطة رسالة قصيرة على الهاتف‪،‬كما يمكن للمعني باألمر تتبع مآل طلبه‬
‫وتحميل الشهادة عبر المنصة المذكورة(‪.)403‬‬

‫‪ -3‬خدمة التحقق من صحة الوثائق المعالجة إلكترونيا‬


‫تعتبر خدمة التحقق من صحة الوثائق المعالجة إلكترونيا من بين أهم الخصوصيات التي‬
‫توفرها الرقمنة‪ ،‬حيث يمكن بكل سهولة التحقق من صحتها ومصداقيتها‪ ،‬وذلك باعتماد رمز يسمى‬
‫رمز التحقق‪ ،‬يسمح لكل ذي مصلحة‪ ،‬التأكد من البيانات الواردة في الوثيقة اإللكترونية مع تلك‬
‫المضمنة بقاعدة البيانات العقارية للمحافظة المعنية(‪.)404‬‬

‫ولعل هذه العملية ستمنح مصداقية أكبر للمعامالت التي تتم عن طريق المنصة اإللكترونية‬
‫لوكالة المحافظة العقارية‪ ،‬وتفادي التالعب والتزوير الذي يمكن أن يتسرب إلى الوثائق‬
‫اإللكترونية‪.‬علما أن المادة ‪ 4‬المرسوم رقم ‪ 2.18.181‬بتحديد شروط وكيفيات التدبير اإللكتروني‬
‫لعمليات التحفيظ العقارية الخدمات المرتبطة بها سوت بين الوثائق المسلمة عبر المنصة‬
‫اإللكترونية وتلك المنجزة على دعامة ورقية‪.‬‬

‫‪-4‬خدمة التبادل اإللكتروني مع المهنيين‬


‫حيث أصبح بإمكان المهنيين(‪ ،)405‬القيام بمختلف اإلجراءات المتعلقة بالتحفيظ العقاري‬
‫والمسح العقاري والخرائطية عن بـُعـد‪ ،‬منها مثال‪:‬‬
‫‪ -‬تقديم طلبات اإليداع‪ ،‬أو تقييد العقود بالسجالت العقارية؛‬
‫‪ -‬إيداع الملفات التقنية الطبوغرافية؛‬
‫‪ -‬األداء اإللكتروني لواجبات المحافظة وباقي الوجيبات األخرى؛‬
‫‪ -‬االطالع على قواعد البيانات العقارية والهندسية‪.‬‬
‫‪ -‬الحصول على نسخ الوثائق العقارية‪.‬‬

‫وتنص المادة ‪ 19‬من ذات المرسوم على أنه‪ " :‬يمكن االطالع على اإلعالنات المذكورة في المادة السابقة عبر المنصة‬
‫اإللكترونية‪ ،‬من خالل اختيار المحافظة العقارية الواقع بدائرة نفوذها العقار المعني والولوج إلى باقي االختيارات المتاحة‪ ،‬عند‬
‫االقتضاء‪.".‬‬
‫(‪-)403‬تنص المادة ‪14‬المرسوم رقم ‪ 2.18.181‬بتحديد شروط وكيفيات التدبير اإللكتروني لعمليات التحفيظ العقاري والخدمات المرتبطة‬
‫بها على أنه‪" :‬يمكن تقديم طلب الحصول على الشهادات العقارية عبر المنصة اإللكترونية‪.‬‬
‫ولهذا الغرض‪ ،‬يتعين على طالب الشهادة تعبئة االستمارة المعدة لذلك‪ ،‬وأداء وجيبات المحافظة العقارية بطريقة إلكترونية‪.‬‬
‫يتوصل المعني باألمر بإشعار يتضمن رقما خاصا يمكن من خالله تتبع مآل طلبه وتحميل الشهادة عبر المنصة المذكورة‪.".‬‬
‫(‪-)404‬تنص المادة ‪15‬المرسوم رقم ‪ 2.18.181‬بتحديد شروط وكيفيات التدبير اإللكتروني لعمليات التحفيظ العقاري والخدمات المرتبطة‬
‫بها على أنه‪" :‬تتضمن كل شهادة مستخرجة من قاعدة البيانات العقارية رمزا خاصا يمكن طالب الشهادة وكل ذي مصلحة من‬
‫التحقق‪ ،‬عبر المنصة اإللكترونية‪ ،‬من مدى مطابقة البيانات والمعلومات الواردة في الشهادة المعنية مع الصيغة التي استخرجت‬
‫بها من قاعدة البيانات العقارية‪.".‬‬
‫(‪ -)405‬نقصد المهنيين المتدخلين في مساطر التحفيظ العقاري والتقييدات‪،‬ويتم تحديدهم بقرار لمدير الوكالة الوطنية للمحافظة‬
‫العقارية طبقا للمادة ‪ 33‬من المرسوم رقم ‪ 2.18.181‬بتحديد شروط وكيفيات التدبير اإللكتروني لعمليات التحفيظ العقاري والخدمات‬
‫المرتبطة بها‪.‬‬

‫‪261‬‬
‫المؤتمر العلمي الدولي تحت عنوان‬

‫الرقمنة والقانون تطلعات المستقبل في الدول العربية‬

‫بمعنى أن المهني سيتمكن من القيام باإلجراء المطلوب دون عناء التنقل للمحافظة‪،‬وذلك‬
‫عن طريق فتح حساب خاص على المنصة اإللكترونية لوكالة الوطنية للمحافظة العقارية(‪ .)406‬وتجدر‬
‫اإلشــارة أن فتح الحساب يتم بناء على طلب مكتوب‪ ،‬ويوضع رهن إشارة المهني اسم المستعمل‪،‬‬
‫وكلمة المرور الخاصة به‪،‬لكن السؤال المطروح هو كيف يمكن حماية قاعدة البيانات العقارية‬
‫المتاحة لفائدة المهنيين‪.‬‬

‫الجواب وبالرجوع إلى المرسوم رقم ‪ 2.18.181‬بتحديد شروط كيفيات التدبير اإللكتروني‬
‫لعمليات التحفيظ العقاري‪ ،‬والسيما المادة ‪ 32‬يمكن القول بأن المهنيين الراغبين في االستفادة‬
‫من هذه الخدمة االلكترونية يجب عليهم‪:‬‬
‫‪ -‬االلتزام بالشروط األساسية لولوج الفضاء الخاص بالمهنيين؛‬
‫‪ -‬الحرص على ضمان سرية المعلومات التي يكمن أن يطلع عليها؛‬
‫‪ -‬ضرورة استعمالها الشخصي وألغــراض مهنية محضة‪.‬‬

‫وأي استعمال سلبي من قبل المهني يرتب مسؤوليته الشخصية وفق المقتضيات‬
‫التشريعية الجاري بها العمل‪،‬ونذكر هنا على الخصوص القانون ‪ 09 -08‬المتعلق بحماية األشخاص‬
‫الذاتيين تجاه معالجة المعطيات ذات الطابع الشخصي‪ .‬حيث يتعين على المهني االلتزام بالسر‬
‫المهني وواجب التحفظ على المعلومات والمعطيات الشخصية الخاصة بالمالك العقاريين التي‬
‫يطلع عليها بموجب عمله من خالل قاعدة المعطيات الضخمة للوكالة الوطنية للمحافظة‬
‫العقارية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬خدمة محافظتي‬


‫خدمة محافظتي هي من بين الخدمات المهمة التي أصبحت تقدمها المحافظة على األمالك‬
‫العقارية في إطار حماية الملكية العقارية‪ ،‬حيث إن هذه الخدمة تعنى بتتبع التقييدات واإليداعات‬
‫المضمنة بالسجالت العقارية عن بُعد‪ ،‬طبقا للمادة ‪ 23‬من المرسوم(‪.)407‬‬

‫بحيث تتيح لكل مالك منخرط في هذه الخدمة‪ ،‬سواء كان داخل المغرب أو خارجه‪ ،‬إمكانية‬
‫تتبع وضعية أمالكه العقارية المحفظة عن بُُعـد‪.‬وأي تصرف أو إجراء جديد يمس رسمه العقاري‬
‫سواء كان بيعا‪ ،‬أو حجز ا‪ ،‬أو رهنا‪ ،‬أوتقييد احتياطيا أو غيره‪ ،‬فإن المعني يتوصل تلقائيا بإشعارعبر‬
‫هاتفه المحمول أو عن طريق بريده اإللكتروني‪،‬برسالة نصية‪ ،‬تتضمن طبيعة التصرف أو العملية‬
‫وتاريخ تقييدها بالرسم العقاري المعني بها‪.‬وهذا سيساهم في نظرنا ال محالة في محاربة ظاهرة‬
‫االستيالء على عقارات الغير‪ ،‬وخلق نوع من االطمئنان لدى المرتفقين‪.‬‬

‫(‪-)406‬تنص المادة ‪31‬المرسوم رقم ‪ 2.18.181‬بتحديد شروط وكيفيات التدبير اإللكتروني لعمليات التحفيظ العقاري والخدمات المرتبطة‬
‫بها على أنه‪" :‬يحدث على المنصة اإللكترونية فضاء خاص بالمهنيين المتدخلين في عمليات التحفيظ العقاري والمسح العقاري‬
‫والخرائطية‪ ،‬قصد تمكينهم من التبادل اإل لكتروني للوثائق والمعلومات مع مصالح الوكالة‪ ،‬واالستفادة من الخدمات التي توفرها‬
‫لفائدتهم‪.".‬‬
‫(‪-)407‬تنص المادة ‪23‬المرسوم رقم ‪ 2.18.181‬بتحديد شروط وكيفيات التدبير اإللكتروني لعمليات التحفيظ العقاري والخدمات المرتبطة‬
‫بها على أنه‪" :‬يمكن لألشخاص المقيدين بالسجالت العقارية تتبع التقييدات واإليداعات التي ترد على الرسوم العقارية أو مطالب‬
‫التحفيظ‪ ،‬الخاصة بهم بطريقة إلكترونية‪.‬‬
‫ومن أجل إشعار المعني باألمر بالتقييدات واإليداعات‪ ،‬يتعين عليه االنخراط في الخدمة المذكورة عبر المنصة اإللكترونية أو اإلدالء‬
‫برقم هاتفه المحمول وعنوان بريده اإللكتروني عند االقتضاء‪ ،‬بمناسبة قيامه بأي إجراء لدى مصالح الوكالة‪.".‬‬

‫‪262‬‬
‫المؤتمر العلمي الدولي تحت عنوان‬

‫الرقمنة والقانون تطلعات المستقبل في الدول العربية‬

‫وبالتالي يتعين على كل طالب تقيـــيد بالرسم عقاري‪ ،‬ســــــواء بنفسه أو بواسطة مهنــــــي‬
‫مخول له ذلك‪ ،‬تقديم رقم هاتفه‪ ،‬وبريده اإللكتـــروني عند االقتضاء‪ ،‬لدى المحافظــــة العقارية‬
‫المختصة‪ ،‬وبمجرد تضمين بياناته بالرسم العقاري المملوك له‪ ،‬تفعل خدمة "محافظتي"ويصبح‬
‫المالك المقيد منخرطا بهذه الخدمة‪ ،‬مما سيخول له التوصل تلقائيا بكل تقييد جديد قد ينجز‬
‫بالرسم العقاري‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أنه يتعين على كل منخرط بخدمة “محافظتي”‪ ،‬تزويد مصالح المحافظة‬
‫العقارية بأي تغيير قد يطرأ على رقم هاتفه أو بريده اإللكتروني‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬المخاطر المحتملة للرقمنة على الملكية العقارية‬


‫إذا كانت للرقمنة عدة إيجابيات على حماية الملكية العقارية‪ ،‬فإن هناك بعض المخاطر‬
‫المحتملة لها‪،‬ويمكن أن نقسمها إلى مخاطر ذات طبيعة تقنية (أوال)‪ ،‬تم إلى مخاطر ذات طبيعة‬
‫بشرية (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬المخاطر المحتملة ذات الطبيعة التقنية‬


‫نقصد بالمخاطر ذات الطبيعة التقنية تلك المخاطر التي يكون مصدرها اآلليات والتجهيزات‬
‫التقنية والبرامج المستعملة ونذكر على سبيل المثال‪:‬‬

‫‪ -1‬ضعف أو انقطاع أو انعدام تغطية شبكة األنترنيت‬


‫فـاالعتماد المطلق على الرقمنة من أجل إنجاز بعض المعامالت‪ ،‬أو طلب بعض الخدمات عن‬
‫بُعد من الوكالة الوطنية للمحافظة العقارية مسألة محفوفة بالمخاطر خاصة في بعض األمور التي‬
‫ترتبط باآلجال في ظهير التحفيظ العقاري كأجل التعرض على مطلب التحفيظ‪ ،‬أو األسبقية في‬
‫التقييدات‪ ،‬حيث إن ضعف أو االنقطاع أو انعدام الشبكة األنترنيت في بعض المناطق قد تكون‬
‫سببا في فقدان بعض الحقوق‪.‬‬

‫‪ -2‬مشكل التواصل مع المنصة اإللكترونية‬


‫أحيانا قد يتعذر االتصال بالمنصة اإللكترونية الخاصة بالوكالة الوطنية للمحافظة العقارية‪،‬‬
‫الذي يكون ناتجا عن الصيانة الدورية أو أعطاب التقنية أو ناتجة عن الهجمات السيبرانية من طرف‬
‫القراصنة الرقميين‪ ،‬مما قد يطرح مشكال لدى المتعاملين عن بعد مع مصلحة المحافظة العقارية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬المخاطر المحتملة ذات الطبيعة البشرية‬


‫المخاطر ذات الطبيعة البشرية يكون مصدرها اإلنسان‪ ،‬كالهجمات السيبيرانية على‬
‫المنصة اإللكترونية أو على حسابات المهنيين‪.‬‬

‫‪ -1‬احتمال وقوع هجمات السيبيرانية على المنصة اإللكترونية‬


‫يقول الخبراء على أن كل ما هو مرتبط بالشبكة (أي شبكة االنترنيت) فهو سهل االختراق‬
‫مهما بلغت درجة تأمينه‪ .‬وإمكانية هجمات رقمية محتملة على المنصة االلكترونية للوكالة الوطنية‬
‫للمحافظة على األمالك العقارية هي مسألة واردة‪ ،‬على اعتبار أنها مرتبطة بشبكة األنترنيت‪ ،‬وأنه‬
‫من المؤسسات الحيوية التي قد تغري القراصنة السيبيرانيين العابرين للحدود‪.‬‬

‫‪263‬‬
‫المؤتمر العلمي الدولي تحت عنوان‬

‫الرقمنة والقانون تطلعات المستقبل في الدول العربية‬

‫‪ -2‬احتمال اختراق حسابات المهنيين‬


‫كما هو الشأن بالنسبة إلمكانية اختراق المنصة اإللكترونية‪ ،‬فهناك احتمال اختراق‬
‫الحسابات الخاصة بالمهنيين‪،‬مادامت هي مرتبطة أيضا بالشبكة اإللكترونية‪ ،‬وهذا االختراق قد يؤدي‬
‫إلى إفشاء أسرار ذات طبيعة شخصية للزبناء والمتعاملين معهم‪.‬‬

‫‪ -3‬احتمال عدم تحيين المعطيات المرتبطة بقاعدة البيانات‬

‫من المعلوم أن مجال اشتغال المحافظات على األمالك العقارية هو مجال جد نشيط‬
‫ويعرف حركية كبيرة على مستوى المعامالت والتصرفات الواردة على العقارات المحفظة أو التي‬
‫هي في طور التحفيظ ‪ ،‬وهو األمر الذي يقتضي تحيين المعطيات المرتبطة بقاعدة البيانات بشكل‬
‫دوري‪ ،‬وإال سيتم إفراغ المنصة اإللكترونية من ميزة السرعة‪.‬‬

‫لذلك يتعين على الوكالة الوطنية للمحافظة العقارية الحرص على تأمين المنصة اإللكترونية‬
‫من الهجمات السيبرانية والعمل على تحيينها بشكل مستمر‪ ،‬وصيانتها وتطويرها‪.‬‬

‫مع ض رورة تشجيع وتحفيز مرتفقي الوكالة الوطنية للمحافظة العقارية على الخدمات التي‬
‫توفرها منصتها اإللكترونية‪ ،‬وذلك عن طريق إجراء تخفيضات أو خصومات من تكاليف ورسوم‬
‫الخدمات اإللكترونية المجراة عن بُعد‪.‬‬

‫تم التسريع بتفعيل باقي الخدمات التي توفرها المنصة اإللكترونية للوكالة الوطنية‬
‫للمحافظة العقارية‪ ،‬ألن هناك خدمات لم تفعل بعد‪.‬‬

‫فضال عن تكتيف الحمالت اإلعالمية الخاصة ببيان مزايا الخدمات التي تقدمها المنصة‬
‫اإللكترونية للوكالة الوطنية للمحافظة العقارية‪.‬‬

‫‪264‬‬

You might also like