Professional Documents
Culture Documents
8 2018 01 06!12 58 33 Am
8 2018 01 06!12 58 33 Am
نظرية القرابة
يحتل موضوع القرابة وكل مايتصل به من مشكالت تتعلق بالزواج والعائلة
مرك زا رئيس يا في الدراس ات االجتماعي ة وبخاص ة االنثروبولوجي ا ال تي تع نى في
المحل االول بدراسة المجتمع ات التقليدية او المجتمع ات القبل الص ناعية وربما ك ان
الس بب في اهتم ام العلم اء بدراس ة القراب ة وه و اله ام ال ذي تلعب ه عالق ات ورواب ط
القراب ة في حياتن ا اليومي ة عالوة على طراف ة الموض وع ذات ه وبخاص ة بم ا يتعل ق
بعادات الزواج المختلفة واشكال العائلة في مختلف المجتمعات مما يجعل موضوع
القراب ة من اك ثر موض وعات علم االجتم اع واالنثروبولوجي ا ج ذبا واس ترعاء لإنتب اه
العلماء واهتمامهم .ولكن على الرغم من كثرة ماكتب حول القرابة موضوع وخاصة
ح ول نظم ال زواج واش كال العائل ة وتطوره ا ومش كالتها فال ي زال مي دان الدراس ات
القرابية يفتقر بشكل ملحوظ الى نظرية يمكن في ضوئها تحليل وفهم وتفسير انساق
القراب ة المختلف ة وليس من ش ك في ان ذل ك يرج ع من ناحي ة الى ك ثرة ه ذه األنس اق
وأختالفها وتنوعها الى حد كبير ومن جهة الخرى الى تقدم نسق القرابة ذات في اي
مجتم ع من المجتمع ات وأتص اله الوثي ق ببقي ة االنس اق والنظم االجتماعي ة في ذل ك
المجتمع بحيث يصعب فهمه أال بدراسة أألنساق والنظم ذاتها ومن هنا كان موضوع
القرابة من أشد الموضوعات أبهاما وغموضا واستغالقا على الفهم رغم كثرة م اكتب
عن ه وعلى اي ح ال ان االهتم ام بموض وع عالق ات القراب ة اهتم ام ح ديث نس بيا على
عكس الح ال بالنس بة الى ال زواج والعائل ة على ال رغم من أن دراس ة ال زواج والعائل ة
تعت بر الم دخل الط بيعي لدراس ة انس اق القراب ة .ومن المالح ظ مثال ان كتب علم
االجتم اع فب اللغ ة العربي ة التش ير العالق ات القراب ة من ق ريب او بعي د بأعتباره ا
تؤل ف نس قا متك امال ين درج تحت ه كث ير من النظم والعالق ات الفرعي ة وتكتفي كله ا
بدراس ة ال زواج والعائل ة .والغ ريب في ذل ك ان بن خل دون س بق ل ه بفك ره الث اقب ان
انتب ه الى نس ق القراب ة في مج ال حديث ه عن العص بية ووض ع ب ذور نظري ة متماس كة
نقلها عنه كثير من المستشرقين وبخاصة روبرتسون سميث لكى تنتقل بعد ذلك الى
1
علم اء األنثروبولوجي ا البريط انيين وبخاص ة ايف انز بريتش ارد وتالمي ذه ال ذين اهتم وا
بدراس ة انس اق القراب ة في أفريقي ا والع الم الع ربي .ولكن لم ينتج لنظري ة بن خل دون
وأرائ ه ان تج د من يهتم به ا ويعم ل على تطوره ا نظ را ألكتف اء المش تغلين ب العلوم
االجتماعي ة في الع الم الع ربي بالكتاب ة عن نظم ال زواج واش كال العائل ة وتردي د
التقسيمات والتصنيفات التي تمتلئ بها كتب علم االجتماع أألمريكي بوجه خاص وقد
يك ون العلم اء الغ رب ع ذرهم في أغف ال الكالم عن نظم القراب ة والعالق ات القرابي ة
وأالكتف اء بدراس ة العائل ة وال زواج على أعتب ار أن القراب ة بمعناه ا الواس ع ال تلعب
دورهم ا في الحي اة اليومي ة في المجتمع ات الغربي ة وذل ك بعكس الح ال في مجتمعاتن ا
وبخاص ة في المجتمع ات الريفي ة والبدوي ة ذات التنظيم القبلي .والواق ع ان اهتم ام
علم اء الغ رب بدراس ة أنس اق القراب ة يقتص ر على علم اء االنثروبولوجي ا ال ذين
يوجه ون اهتم امهم الى المجتمع ات التقليدي ة حيث يدرس ون فيه ا االنس اق أالجتماعي ة
المختلف ة بم ا فيه ا النس ق الق رابي وم ا يق وم بين ه ذه أالنس اق من تفاع ل ووت داخل
وتش ابك بقص د فهم البن اء أالجتم اعي الع ام لتل ك المجتمع ات .وال ي زال معظم
المش تغلين ب العلوم أالجتماعي ة عن دنا يش فقون من تط بيق المنهج أألن ثروبولوجي في
دراس تهم نظ را لم ل يتطلب ه ذل ك من وقت طوي ل يقض يه الب احث في الدراس ة الحقلي ة
المرك زة عالوة على المجه ود الكب ير ال ذي يحتاج ه التحلي ل أألن ثروبولوجي للبن اء
أالجتم اعي بك ل تعقيدات ه .ومهم ا يكن من ش ي فأن ه من الص عوبة بأمك ان الفص ل بين
القراب ة من ناحي ة ال زواج والعائل ة والعائل ة من النلحي ة أألخ رى حين ن درس المجتم ع
التقلي دي ,كم ا أن فهم نس ق القراب ة لن يتيس ر للب احث أال بتحلي ل نظ ام ال زواج في
المجتمع نظرا ألن نسق القرابة يقوم في اساسه على نوعين من العالقات هما عالقات
الدم وعالقات المصاهرة ,وهما الموضوعات االساسيات المتعلقات بالعائلة والزواج
.ويرج ع معظم الفض ل في تنبي ه أالذه ان الى ض رورة أالهتم ام بدراس ة االنس اق
القرابي ة الى الع الم أألم ر يكي ل ويس مورج ان في الق رن التاس ع عش ر .وه ذا الينفى
بالطبع في وجود عدد من الكتابات أألخرى التي ظهرت في ذلك الوقت او قبله بقليل
والتي كانت تدور حول الموضوع نفسه مثل كتابات باخوفن وماكلينان وغيرهما من
علماء النصف الثاني من القرن التاسع عشر .ولكن كتابات مورجان تمتاز على كل
2
تلك الدراسات ألنها كانت الى حد كبير على المعلومات والحقائق التي قام مورجان
نفس ه بجمعه ا من ع دد من قبائ ل الهن ود الحم ر وبخاص ة القبائ ل أألب رو ك واي ال تي
اتص ل به ا اتص ال مب اش له ذا الغ رض وض من تل ك المعلوم ات كتاب ه عن (أنس اق
رواب ط ال دم والمص اهرة في العائل ة البش رية ثم ح اول تطويره ا بع د ذل ك في كتابات ه
التالية وبخاصة في كتابه المشهور عن المجتمع القديم ولقد كان من الطبيعي ان يتجه
ه ؤالء العلم اء في نظري اتهم عن القراب ة اتجاه ا تطوري ا ,وذل ك تماش يا م ع التي ار
الفك ري الع ام الس ائد في ذل ك ال وقت في دراس ة النظم أالجتماعي ة عن طري ق البحث
عن البداي ة االولى لنل ك النظم ثم تتب ع المراح ل المختلف ة ال تي م رت به ا واالش كال
أتخ ذتها تل ك النظم في مختل ف المراح ل وعلى ذل ك نج د مورج ان يض ع في كتاب ه
نظري ة تق وم في اساس ها على تط ور الحي اة العائلي ة وال زواج من البس اطة الى التعقي د
حسب نسق عقلي تصور ان البشرية سارت تبعا له في تطورها وتقدمها .وتقوم هذه
النظري ة على اس اس ان ك ل م اهو مختل ف عن النظم األوربي ة يمث ل مرحل ة تطوري ة
سابقة في الزمن واكثر تأخرا او تخلفا من تلك النظم التي كانت تعتبر في نظر العلماء
حينذاك قمة التقدم والتطور .ولقد سبق ان رأينا في الفصل الثاني كيف أن مورجان
في دراس ته للحي اة أالقتص ادية ذهب الى الق ول بتط ور ط رق المعيش ة وانم اط الحي ة
أألقتصادية حسب خطوات مرسومة بدقة .والواقع انه كان يحاول دائما أن يربط تلك
التغيرات والتطورات في مجال طريقة العيش بتغييرات معينة في شكل العائلة ونظام
القراب ة وش كل الحكوم ة ,ولكن ه ك ان يعطي أهتمام ا خ اص الموض وع تط ور اش كال
العائلة بأعتبارها األساس األول الذي تقوم عليه بقية النظم األجتماعية وال يزال كثير
من علم اء األجتم اع المح دثين يعت برون نظري ة مورج ان عن تط ور العائل ة ونس ق
القراب ة هي أهم نقط ة في نظريت ه في التط ور األجتم اعي .وتتض من نظري ة مورج ان
في انه كان يرى المجتمع البشري في البداية عبارة عن زمرة أجتماعية بسيطة تعيش
في حالة بدائية ال تحكمها ضوابط أو قوانين أو قواعد خلقية كان افرادها يحيون حياة
أباحية متحررة .والمعلومات بشكل لم يتوفر في كتابات غيره من العلماء المعاصرين
ل ه .ولم تكن نظري ة مورج ان هي النظري ة الوحي دة في ه ذا الص دد .فق د ك انت هن اك
عدة نظريات لم تكن تقل عنها تماسكا من الناحية المنطقية الصورية على األقل وأن
3
لم يقدر لهذه النظريات أن تنتشر وتشيع مث نظرية مورجان لسبب أو ألخر .ومع
أن ه ذه النظري ات تختل ف فيم ا بينه ا في بعض التفاص يل المتعلق ة بالمعلوم ات ال تي
يستش هد به ا أص حابها بأنه ا تتف ق فيم ا بينه ا ح ول طبيع ة المب دأ ال ذي تق وم علي ه وه و
م رور األنس انية بع دد من المراح ل ال تي تتم يز بأش كال معين ة من ال زواج والعائل ة
والقراب ة ,وتتف ق الى ح د كب ير أيض ا في خص ائص بعض ه ذه المراح ل وبخاص ة
المراحل األكثر تقدما وتطورا .وتعتبر نظرية باخوفن المعروفة بأسم ((حق األم))
من أهم ه ذه النظري ات .وق د لعبت دورا هام ا في توجي ه الفك ر األجتم اعي في الق رن
التاس ع عش ر وجه ة معين ة بال ذات حين أفترض ت أن الش كل أألول للعائل ة ه و العائل ة
أألموية وأن نسق القرابة عن طريق النساء كان أسبق في الظهور على نسق القرابة
األب وي نظ را ألنتس اب أألبن اء الى أمه اتهم ,مم ا أض فى على الم رأة مكان ة أجتماعي ة
وأقتص ادية وسياس ية أعلى بكث ير مم ا ك انت ومرك ز الرج ل .وق د اس تند ب اخوفن في
نظريت ه عن س بق األنتم اء األم الى ان طبيع ة أألش ياء تحتم ذل ك .فالق انون الط بيعي
يقض ي بأهمي ة أألم بينم ا لم ت ذهب س يطرة االب وحقوق ه األ بع د ذل ك بكث ير ذل ك أن
أألنسانية في بدايتها تحتاج الى كثير من الرعاية والعناية وهو مايمكن للمرأة توفيره
من دون الرج ل كم ا أن الم رأة اق در من الرج ل على توف ير الس الم وتحقي ق المحب ة
وبذر بذور الخير .ولكن الى جانب األراء او الشخصية يستشهد باخوفن في التدليل
على نظريت ه بكث ير من الش واهد واألدل ة ال تي يس تمدها على الخص وص من العص ور
الكالسيكية .وكذلك منبعض المجتمعات البدائية التي كانت معروفة في ذلك الحين .
فالشعوب ذات الحضارة القديمة وبخاصة السابقة على الحضارة الهليلية كانت تمنح
الم رأة مكان ة عالي ة مرموق ة .فلق د ذك ر ه يرودت مثال أن لليقين ك انوا يتبع ون نظ ام
األنتساب لألم بحيث بحيث كان األبناء يحملون أسماء أمهاتهم كما كانت األم هي التي
تت ولى ش ؤون ال بيت والدول ة على الس واء .ويالح ظ ب اخوفن أن كث يرا من أألس اطير
القديم ة تش ير الى المكان ة العالي ة ال تي تتمت ع به ا الم رأة في العص ور القديم ة ,وفس ر
ذل ك ب أن ه ذه األس اطير تعكس في الواق ع النظ ام األم ومي ال ذي ك ان س ائدا في تل ك
األحقاب السحيقة ,كما هو الحال مثال في أسطورة ابزيس المصرية التي يستدلمنها
على المجتمع المصري المبكر كان مجتمعا أموميا وأن أألسطورة هي أحدى رواس ب
4
تلك الحقبة .بل أن لفكرة أسبقية حق األم أساسا دينيا أيضا .ففكرة ((األم األرض))
ال تي منه ا خرجن ا واليه ا نع ود قديم ة وراس خة في معظم أألدي ان ,ب ل أن ((ال ه))
األرض يظه ر في معظم األس اطير على أن ه أن ثى وليس ذك ر ,كم ا أن أول مظه ر
للعبادة كان دائما عبادة االلهة األنثى في كل مجتمعات القديمة المعروف ة .ومهم ا يكن
من شئ فثمة كثير من المجتمعات البدائية وبخاصة في افلريقيا ال تزال تعترف لألن
بنظام األنتساب الى أألم ,وهذه تمثل في رأيه ورأى العلماء التطوريين على العموم
مرحل ة س ابقة قديم ة من تط ور المجتم ع البش ري .فك أن األوض اع الس ائدة اذن في
المجتمعات البدائية والكالسيكية على السواء (وهي تمثل في رأس العلماء التطوريين
مرحلةدنيا سابقة في تطور الحياة االجتماعية ) تؤيد أسبقية سيطرة األم على األب في
الزمن .بيد أن باخوفن كان يرى رغم هذا أن (حق األم) وسيطرتها ومركزها العالي
الممت از في المجتم ع لم يكن في واق ع األم ر ه و المرحل ة األولى في ت اريخ البش رية
وتط ور النس ق الق رابي ,وانم ا س بقتها مرحل ة أخ رى هي مرحل ة التح رر الجنس ي
المطل ق أو األباحي ة الجنس ية ولكن ه ذه أألباحي ة لم تظه ر_ في رأي ه _نتيج ة ألغ راق
الن اس في الش هوات واألنقي اد أله وائهم ,وأنم ا هي عن ده مج رد فك رة منهجي ة تعتم د
على أل رأي القائ ل ب أن الم رأة لم تخل ق في األص ل لكي ت دفن نفس ها بين ذراعي رج ل
واحد وقد انتقل باخوفن من ذلك الى القول بأن ملكية الرجل الواحد ألمرأة معينة كان
يعت بر خروج ا على ارادة األله ة .وه ذه النتيج ة منطقي ة تتب ع من المق دمات ال تي ب دأ
منها .ومع ذلك فقد ثارت ثائرة النساء في مرحلة تالية من تطور المجتمع البشري
على ذل ك الوض ع الم زري المهين ,وك انت ه ذه الث ورة أي ذانا بظه ور ال زواج كنظ ام
أجتم اعي ينظم العالق ات الجنس ية بين الرج ل والم رأة .ولق د ك ان من الط بيعي أن
تتمسك المرأة الثائرة على أالوضاع بالسلطة والسيطرة في يدها ,وظهر بذلك (حق
األم)ولقد كرست المرأة المسيطرة نفسها لألغراض السلمية ,فأخترعت الزراعة .
ومع ذلك فلم يكن المجتمع يرضى في البداية لألمر عن هذا الوضع وكان ينظر الى
ال زواج على ان ه ث ورة على الق انون الط بيعي وخ روج على أرادة األله ة وب ذلك ك انت
المجتمع ات المبك رة ,وك ذلك بعض المجتمع ات البدائي ة الحالي ة ,ت بيح للم رأة في
مواسم معينة أن تتصل جنسيا بأي رجل تشاء فيما يعرف بأسم (الزنا الموسمي)الذي
5
يعت بره ب اخوفن تكف يرا من المجتم ع الق ديم المبك ر والمجتم ع الب دائي عن (جريم ة
ال زواج) وم ع ذل ك فق د س ار النظ ام في طريق ه التط وري وت رتب على ذل ك ظه ور
اشكال جديدة مختلفة هي أألصل فيما نراه األن من أختالف في نظم القاربة والزواج
والعائلة .ذلك أن المرأة فقدت سلطانها وسيطرتها في بعض المجتمعات فيما يتعلق
بشؤون العائلة بينما فقدت مكانتها السياسية فقط في المجتمعات اخرى ,وأدى ذلكعلى
العموم نظام األنتساب الى األب واألعتراف بالقرابة في خط الذكور وسيطرة الرجل
في ش ؤون السياس ة واألقتص اد .والظ اهر أن فك رة ش يوع األباحي ة الجنس ية (أو
الشيوعية الجنسية أو شيوعية النساء كما تسمى في بعض األحيان ) في بداية الظهور
للمجتم ع البش ري وم اترتب عليه ا من ظه ور األنتس اب الى األم والقراب ة في خ ط
ال ذكور ك انت تلقى كث يرا من التأيي د من علم اء األجتم اع واألنثروبولوجي ا في ذل ك
الحين تج د النظري ة ذاته ا معروض ة بش كل أو ب أخر في كث ير من الكتب القيم ة مث ل
كت اب بريف ولت عن األمه ات وكتاب ات ماكلين ان وبخاص ة كتاب ه عن (ال زواج
الب دائي)وهي كله ا كتب ودراس ات ظه رت ظه رت في أوق ات متقارب ة وانك ان كت اب
بريف ولت ظه ر مت أخرا بعض الش ئ .وق د تمكن ماكلين ان على الخص وص من
الوص ول الى نت ائج مش ابهة الى ح د كب ير النت ائج ال تي توص ل أليه ا ب اخوفن رغم ان ه
ابت دأ من ب دايات مختلف ة .وق د ك ان ماكلين ان مهتم ا في األص ل ب البحث عن اص ل
الزواج الداخلي أو األندوجامي والزواج الخارجي أو األغترابي أو األكسوجامي ,وق د
أغلح ماكلين ان كمعظم علم اء عص ره في وض ع نظريت ه في ق الب منطقي نظ ري
متماس ك .ولق د ابت دأ ماكلين ان من أف تراض أن األنس انية في مرحلته ا األولى ك انت
تعيش في حالة فوضى خلقية وأباحية جنسية مطلقة ,وكانت الجماعات القبلية القديمة
تعيش في حال ة حب دائم ة وأغ ارات مس تمرة ومتبادل ة .وق د أس تلزمت الح رب منهم
أن يتخلصوا من البنات الالتي كن يعبرن عامال معوقا في الحرب في ناحية ,وخشية
وق وعهن في األس ر من ناحي ة اخ رى ,وب ذلك ظه ر وأد البن ات في تل ك المجتمع ات
القبلية المتحاربة .إال ان وأد البن ات خل ق ام ام هذه القبائل ص عوبة بالغة فيما يتعل ق
ب الزواج حيث تق دمت المجتمع ات االنس انية وتخلص ت من حال ة اإلباحي ة األولى ,فلم
يكن لدى اي جماعة منها مايكفي لزواج جميع افرادها البالغين من الذكور وعلى ذلك
6
كان النظام السائد هو سرقة النساء وخطفهن بالقوة والغصب في اول األمر .وظل
األم ر ك ذلك ح تى تق دمت األنس انية م رة اخ رى واص بحت العالق ات بين الجماع ات
المختلفة اقل عنفًا واكثر مودة ,ومع ذلك ظل الرجل يتزوج من خارج جماعته مما
يع ني ان ال زواج االكس وجامي ك ان اس بق في الظه ور على ال زواج ال داخلي او
األن دوجامي ,كم ا ظ ل خط ف الزوج ة قائم ا ولكن ه اص بح مج رد عملي ة رمزي ة فق ط
تش ير في ال وقت نفس ه الى النظ ام المتب ع في الماض ي وفي تل ك المرحل ة القديم ة حيث
ك ان يص عب العث ور على نس اء وزوج ات لك ل رج ال الجماع ة الواح دة ,كم ا ك ان
يح دث كث يرًا ,ك ان الب د من أن يش ترك ع دد من الرج ال في إم رأة واح دة ,واألغلب
ان ه ؤالء الرج ال ك انوا في اول األم ر من األغ راب ,وظه رت ب ذلك مرحل ة تع دد
األزواج القديمة المندثرة أو كما يسميها ماكلينان بالبولياندرية (تعدد األزواج) العتيقة
. archaic polyandryوق د دخ ل على ه ذا الش كل بعض التغي ير والته ذيب بتق دم
المجتمع ,وذلك حين اصبح األزواج الذين يشتركون في امرأة واحدة هم من األخوة
.
ويطلق ماكلينان على هذا الشكل اسم البولياندرية األخوية fraternal polyandry
وعلى اي ح ال فأن ه في كال الن وعين من البولياندري ة (تع دد األزواج) ك ان الب د أن
ينتس ب األبن اء الى األم م ادامت األب وة غ ير مؤك دة أو غ ير ص ريحة على األق ل .
وكانت الزوجة في البولياندرية العتيقة الزائلة تعيش هي واطفالها مع امها وأخواتها
كما كان األطفال يحملون اسم عائلتها ,ثم اخذت الزوجة تستقل بعد ذلك عن عائلتها
في بيت مستقل بحيث يزورها األزواج كل بدوره حسب نظام مرسوم لهم ولكن ظل
األطفال يعيشون معها ايضًا .اما في البولياندرية األخوية فأن الزوجة كانت تنفصل
عن عائلتها وتنتقل لتعيش مع عائلة األخوة األزواج ,كما كان أبناؤها يعيشون هناك
ايض ًا .وبم رور ال زمن وتق دم المجتم ع وانفص ال الزوج ة ش يئًا فش يئًا عن اهله ا اخ ذ
الميل يزداد نحو انتماء األوالد الى عائلة األزواج األخوة ويحملون على الخصوص
اسم األخ األكبر ,فك أن األنتس اب الى األب ظهر في مرحلة مت أخرة نسبيًا ونتج عن
السكنى واألقامة مع األخوة األزواج واهلهم . patrilocalityوقد حاول ماكلينان ان
يستدل على صحة نظريته باألستعانة بمزيد من النظم األجتماعية األخرى مثل نظام
7
ال زواج الليف يراتي ( )leviratic marriage, levirateال ذي يتحتم على الرج ل
بمقتض اة ال زواج من ارمل ة اخي ه ,وه و نظ ام متفش ي بك ثرة في ع دد كب ير من
المجتماع ات ويعتبره ا ماكلين ان ج زءًا طبيعي ا من النظ ام البوليان دري واح د مخلف ات
هذا النظام الهامة وكذلك استدل ماكلينان على ذلك ببعض مصطلحات القرابة الش ائعة
عن د ع دد من قبائ ل الهن ود الحم ر حيث يس تخدم الرج ل مص طلحًا قرابي ًا واح دا ألبي ه
وأعمام ه على الس واء ( . )1ولم يظه ر ال زواج األح ادي اال في مرحل ة تالي ة على م ا
قال موجان .
وتكتفي هذه األمثلة للكشف عن األتجاه العام الذي سارت فيه نظرية القرابة .
في الق رن التاس ع عش ر ,وه و نفس األتج اه ال ذي ح اول علم اء األجتم اع
واألنثروبولوجي ا في ذل ك الحين االس تعانة ب ه لتفس ير النظم األجتماعي ة عموم ًا على
مارأينا حين تكلمنا عن النسق األقتصادي ,والذي يفرض وجود مراحل محددة بدقة
يم ر فيه ا النظ ام األجتم اعي الواح د بحيث يتح ذ ش كًال معين ًا بال ذات في ك ل مرحل ة
وبحيث يرتك ز ك ل ش كل منه ا على األش كال ال تي س بقته في الظه ور ويمه د الطري ق
لظهور شكل تال اكثر منه تطورًا .وتصدق هذه المراحل التطورية في نظر علماء
الق رن التاس ع عش ر على المجتم ع البش ري برمت ه وعلى ك ل مجتم ع ح دة .واختالف
النظريات التطورية في تحديد هذه المراحل وأشكال الزواج والقرابة وترتيبها دليل
على ان ه ذه النظري ات ك انت تعتم د في المح ل األول على التفك ير النظ ري المج رد ,
فهي جهود شخصية تعكس وجهة نظر أصحابها قبل كل شيء مع محاولة تدعيم هذه
اآلراء ببعض القرائن واألدلة التي كثيرًا ماكان يساء فهمها وتأويلها كما هو الحال في
اعتبار استخدام كلمة واحدة لألب واألعمام دليًال على اشتراك اإلخوة في امرأة واحدة
,وهي مس ألة س وف نع رض له ا فيم ا بع د في ض وء المعلوم ات اإلنثنوجغرافي ة
المتوفرة األن بكثرة وذلك في معرض كالمنا عن مصطلحات القرابة .
ولم تس لم النظري ة التطوري ة وبخاص ة آراء مورج ان من النق د والتج ريح .ومعظم
األنتقادات التي وجهت إليها قامت على اساس اخفاقها في األستعانة بالحقائق والوقائع
اليقينية في التدليل على صحة وجود تلك المراحل التطورية بالفعل وبخاصة المراحل
8
المبك رة .فليس هن اك ماي دل بش كل ق اطع على وج ود مرحل ة اإلباحي ة أو الش يوعية
الجنسية التي قال بها هؤالء العلماء والتي قبلها انجلز ENGELSبعد ذلك .فهذه
مرحلة افتراضية بحتة لجأ اليها العلماء التطوريون الستكمال النسق الذهني النظري
بحيث تبدو عملية التطور من البسيط الى المعقد عملية متكاملة .وهذا نفسه يصدق
الى ح د كب ير على م ا يس ميه مورج ان ب زواج الجماع ة .واف تراض قي ام ه اتين
المرحل تين مس ألة طبيعي ة ومنطقي ة الزم ة من نفس المق دمات ال تي ب دأ منه ا ه ؤالء
العلماء والتي تفترض انه مادام األنسان قد تطور من بعض األشكال الحيوانية األدنى
منه فال بد من أن يكون قد مر في حياته المبكرة بمرحلة حيوانية لم يكن يخضع فيها
ألي مق اييس أو مع ايير أو ض وابط خلقي ة تحكم س لوكه وتص رفاته وأن ذل ك انعكس
بالض ورة في حيات ه وعالقات ه الجنس ية قب ل ان تخض ع للقي ود والتحريم ات ال تي
ص احبت المراح ل التالي ة من تط وره الف يزبقي .وليس أدل على ته افت النظري ة
التطورية في هذا الصدد بالذات من انه في الوقت الذي كان باخوفن وماكلينان يناديان
بنظرية سبق نظام القرابة األمومي كان سير هنري مين sir henry Maineينادي
من ناحية اخرى بسبق ظهور نظام القرابة األبوي وذلك في كتابه عن ((القانون القديم
, ))ancient lawوق د اعتم د مين في ذل ك على ان الغري زة الطبيعي ة في األنس ان
تجعله يأبى مشاركة شخص اخر في زوجته .وقد تكون هناك من القرائن ما يكذب
رأى مين حيث ان البولياندري ة تم ارس في الحقيق ة في بعض مجتمع ات قليل ة مث ل
التودا todasولكن الذي يهمنا هنا هو ان العلماء التطوريين في ذلك الق رن لم يكون وا
يستندون دائم ًا على معلومات اكيدة في اقامة نظرياتهم كذلك اعترض بعض العلماء
من أمثال وسترمارك Westermarckعلى الزعم بظهور نظم الزواج التعددي قبل
ال زواج األح ادي اس تنادًا الى تش ابه حي اة األنس ان المبك ر وأنم اط الحي اة الحيواني ة
األخ رى وذهب وا ألى أن ال زواج األح ادي ك ان اس بق في الظه ور .ومن الطري ف أن
وس ترمارك اعتم د في ذل ك على المعلوم ات المؤك دة عن الحي اة الجنس ية ل دى الق ردة
العلي ا أو بعض ها على األق ل ,حيث يكتفي ال ذكر باألتص ال جنس يًا ب أنثى واح دة ي دافع
عنه ا ويض ل مخلص ًا له ا ,وعلى ذل ك ذهب وس ترمارك الى ان ال زواج األح ادي او
المونوج امي monogamousليس ه و الش كل األول لل زواج فحس ب ب ل والش كل
9
الطبيعي ايضًا بينما صور الزواج األخرى ليست سوى تطورات استثنائية في تاريخ
البش رية ( . )1ففي ك ل المجتماع ات ال تي تع ترف بنظ ام التع دد نج د هن اك ميًال ول و
رمزي ًا الى وحداني ة ال زواج .فحيث يوج د تع دد الزوج ات توج د في األغلب زوج ة
كبرى مفضلة ,بينما تنزل الزوجات األخريات منزلة ثانوية بالنسبة اليها .كما انه
حيث يوجد تعدد األزواج فأنه يوجد غالبًا زوج رئيسي هو في العادة األخ األكبر الذي
ينس ب األوالد الي ه كم ا ه و الح ال عن د الت ودا .وك ذلك خض عت مرحل ة ((العائل ة
الدموي ة)) ال تي ق ال به ا مورج ان للنق د والتس فيه .وتق وم ه ذه األنتق ادات على ان
مورجان رغم كل جهوده في تبيين الدالالت األجتماعية لمصطلحات القرابة وقع في
نفس األخطاء التي كان يعمل على تصحيحها .فقد استدل مورجان على وجود هذا
الن وع من العائل ة من تحليل ه لمص طلحات القراب ة الش ائعة في ج زر ه اواي على م ا
ذكرن ا ,وأخط أ في اعتب اره ان اس تحدام المص طلح الواح د لع دد من األش خاص يش ير
بالضرورة الى وجود عالقات جنسية من نوع ما ,وأن جميع األشخاص الذين يطلق
عليهم كلم ة ((أب)) هم في واق ع األم ر أش خاص يتص لون جنس يًا ب األم أو على األق ل
لهم الح ق في األتص ال به ا جنس يًا والواق ع ان العلم اء المح دثين يرفض ون ه ذا ال رأي
بشدة ويميزون بين نوعين من القرابة هما القرابة الفيزيقية والقرابة األجتماعية ,فقد
يحت ل الرج ل من ش خص معين منزل ة األب وين ادي بتل ك الكلم ة دون أن يك ون أب ًا
حقيقيًا له ودون ان يكون له حق األتصال جنسيًا باألم على ما سنرى فيما بعد .
ومع ان النظرية التطورية في القرابة كما كانت تظهر في كتابات القرن التاسع عشر
لم تعد تحتل مركزًا محترما األن في الكتابات الحديثة ولم تعد تجد لها أنص ارًا من بين
العلماء المحدثين نظرًا للمأخذ التي تؤخذ عليها ,فهناك بعض المحاوالت في امريكا
يتزعمه ا األن بعض علم اء األنثروبولوجي ا ال ذين يح اوالن بعث النظري ة التطوري ة
ولكن في ق الب اخ ر م ع ادخ ال تع ديالت جوهري ة عليه ا .ويس لم ه ؤالء العلم اء من
امث ال ه وايت ب أن نظم العائل ة وال زواج والقرب ة م رت باش كال مختلف ة تمث ل مراح ل
تطورية ,ولكن هذا يصدق على المجتمع البشري باجمعه وفي تأريخه ككل دون ان
يستتبع ذلك مروركل مجتمع مجتمع على حدة بتلك المراحل ,أو ان الزواج في عائلة
في اي مجتمع معين بالذات البد ان يمر بكل تلك المراحل .فلكل مجتمع ظروفه ال تي
10
تهيئ لظهور شكل معين وللعائلة والقرابة يمثل مرحلة معينة من مراحل تطور النظام
ككل ,كما ان كل النظم مجتمعة يمكن ان ترتب من البساطة الى التعقيد بحيث تعطينا
فك رة واض حة عن تط ور ذل ك النظ ام كك ل خالل الت أريخ .وه ذا ال رأي في مجمل ه ال
يختلف اختالفا كبيرا عما يعتنقه على اي حال العلماء الوظيفيون المحدثون فيما عدا
فكرة ترتيب األشكال األجتماعية في سلسلة تطورية واحدة متماسكة ,وان ك ل اش كال
منها يمثل مرحلة معينة من مراحل التطور .
ولق د ك ان ألتس اع معرف ة العلم اء المح دثين بالمجتمع ات المختلف ة واتص الهم المباش ر
بتلك المجتمعات وتعرفهم على مختلف أنماط النسق القرابي واهتمامهم بوجه خاص
بتحلي ل تل ك األنس اق الى مكوناته ا البس يطة من ناحي ة ,وتحلي ل العالق ات المتبادل ة
المتشابكة التي تربطها ببقية األنساق السائدة في تلك المجتمعات كل على حدة ,اثره
الكب ير الواض ح في تخلص النظري ة الحديث ة من ش وائب االتج اه التط وري .فالعلم اء
المح دثون ي رون ان نفس الوظيف ة الطبيعي ة للعائل ة هي ال تي تح دد بناءه ا .فب دون
ال زواج الب د من ان يض محل المجتم ع وي زول ,وك ان له ذا أث ره بالض رورة على
الزواج .وعلى ذلك فاختالف اشكال الزواج واشكال العائلة وأنماط النسق القرابي ال
يمكن ان يك ون مرجعه ا الى درج ة التط ور ,وانم ا مرجعه ا ه و ب األحرى الى
الظروف األجتماعية السائدة في كل شعب او في كل مجتمع من تلك المجتمعات على
ح دة .اي ان الظ روف والمالبس ات المحلي ة الس ائددة في المجتم ع هي ال تي تتض افر
على ايج اد نظ ام معين لل زواج وللعائل ة ويؤك د من ذل ك أن نظ ام ال زواج األح ادي أو
المونوج امي ال ذي يجم ع العلم اء التطوري ون على اعتب اره أرقى أش كال ال زواج
واخرها في الظهور (على ااعتبار انه الشكل الشائع في المجتمعات الغربية .يوجد
في ال وقت ذات ه في كث ير من اك ثر المجتمع ات ت أخرا وبس اطة من حيث التنظيم
االجتماعي والحياة والحياة االقتصادية ,مثل سكان جزر األندمان في المحيط الهندي
الذين ينظرون الى تعدد الزوجات بخوف وفزع ومثل الفيدا والناجا البدائية البسيطة .
فكأن الزواج أألحادي والعائلة البسيطة أو األولية التي تقوم وترتكز عليه توجد في
مجتمع ات عدي دة تنتمي الى مس تويات حض ارية واجتماعي ة مختلف ة ووجوده ا اذن ال
يتعلق بمراحل التطور .
11
وكان معنى ذلك كله ان العلماء ان العلماء المحدثين ,وبخاصة علماء االنثروبولوجي ا
ال ذين يهتم ون بدراس ة المجتم ع التقلي دي والمجتمع ات األك ثر بس اطة على العم وم ,
حين يدرس ون نس ق القراب ة في تل ك المجتمع ات ينظ رون من حيث ه و ص ورة من
ص ور التنظيم األجتم اعي ,وان ه يقس م المجتم ع الى فئ ات أو جماع ات متم ايزة من
الن اس ,ولكن ه يرب ط في ال وقت ذات ه اف راد ك ل جماع ة برواب ط من ن وع هي ال تي
نس ميها رواب ط القراب ة ,كم ا ان ه ذه الجماع ات ذاته ا ق د ترتب ط اح داها ب األخرى
بروابط من نفس النوع .فتوزع الناس اذن في جماعات عائلية يعتبر عامال من الهم
العوامل للبناء االجتماعي .وتتفاوت هذه الجماعات العائلية في الحجم ,اي من حيث
عدد الشخاص واالجيال الذين يدخلون في تكوينها بحيث يبدو بعضها على درجة جدا
من التعقيد ,وتحتاج الى درجة عالية جدا ايضا من المهارة والمثابرة لتحليلها وتفهم
طريق ة عمله ا ومعرف ة بناءه ا ال داخلي ,اي العالق ات ال تي تق وم بين األف راد ال ذين
ي دخلون في تك وينهم .وم ع ان كث يرا كم جه ود العلم اء المح دثين تنص رف نح و
تصنيف تلك الجماعات العائلية والتمييز بينها ,فأن ذلك يتم بقصد الوصول الى فهم
أعمق لبناءها ووظيفتها في المجتمع ,وليس بقصد أقامة اية نظريات عن تصورها
ع بر الت أريخ .وه ذا ال يع ني أن العلم اء الوظيف يين يقف ون موقف ا معادي ا من الدراس ة
لتأريخ العائلة او أألنساق القرابة ذاتها ,وانما ينصب عداؤهم على الناحية الظنية أو
التخميني ة أو ألفتراض ية ال تي ك انت تش يع في نظري ات علم اء الق رن التاس ع عش ر
وتخ رج نظري اتهم ب ذلك من نط اق العلم الص حيح ومن هن ا يقتص ر العلم اء المح دثون
في دراس تهم ألنس اق القراب ة على تحلي ل ك ل منه ا الى مكونات ه ,وتتب ع العالق ات
المتبادلة بينه وبين بقية أألنساق التي تشترك في تكوين البناء األجتماعي .
()3
س بق ان ذكرن ا أن العلم اء للق رن التاس ع عش ر اس تدلوا من بعض مص طلحات القراب ة
المس تخدمة في ع دد من المجتمع ات القبلي ة البدائي ة وال تي تطل ق على ع دد كب ير من
األشخاص في الوقت نفسه على مرور االنسانية بمرحلة كمن التحرر الجنسي المطلق
ثم بمرحل ة زواج الجماع ة ,وأن نظ ام األنتس اب لألم س بق على ه ذا األس اس نظ ام
12
االنتس اب لألب .فأس تخدام كلم ة قرابي ة واح دة أو مص طلحها قرابي ا واح دا لع دد من
االش خاص (مث ل اس تخدام كلم ة ((أب))لألعم ام ك ان يع ني عن دهم أذن وج ود عالق ة
جنسية بين هذه الفئة من االشخاص وامأة واحدة أو عدة نساء ,وباتالي فأن مصطلح
القرابة يشير بالضرورة الى وجود رابطة دم وقيام بيولوجية بالفعل وعلى الرغم من
ان للقراب ة ج انبين متك املين هم ا الج انب ال بيولوجي والج انب االجتم اعي ف أن تمس ك
علماء القرن الماضي بهذا المبدأ ومحاولتهم تطبيقه في كل األحوال وعلى كل النظم
أدى الى وق وعهم في كث ير من األخط اء ,وت رتب علي ه ظه ور تل ك التفس يرات
والنظري ات ال تي التس تند في واق ع األم ر الى اي ة حق ائق أو معلوم ات مؤك دة .ويب دو
ه ذا األتج اه واض حا من نفس عن وان كت اب مورج ان ال ذي ال ذي س بقت األش ارة الي ه
وه و ((أنس اق رواب ط ال دم والمص اهرة في العدال ة األنس انية )) وك ان يقص د برواب ط
ال دم .مانقص ده االن من كلم ة (قراب ة) ,وفي ذل ك ماي دل بوض وح على اعتق اده
واعتق اد غ يره من العلم اء من أن القارب ة تس تند بالض رورة الى رواب ط ال دم وأن
العنص ر ال بيولوجي ه و بالت الي عنص ر ج وهري في قي ام العالق ات القرابي ة .وم ع
التس ليم بوج ود العنص ر ال بيولوجي في القراب ة في معظم األح وال فق د دلت األبح اث
والدراس ات األنثروبولوجي ة ال تي أج ريت في ع دد كب ير من المجتمع ات البدائي ة
والجماع ات القبلي ة في افريقي ا وأس تراليا وغيره ا وغيره ا على أن هن اك بعض نظم
القرابة التي التعترف بوجود ذلك العنصر البيولوجي ,وان المجتمع كثيرا مايعتبر
بعض األشخاص أقارب دون ان تكون بينهم اي صلة أو رابطة من روابط ال دم ,كم ا
انه في أحيان اخرى ال يعترف المجتمع بوجود روابط وعالقات قرابية بين أشخاص
تقوم بينهم روابط الدم .ومن هنا نجد ان الرأي السائد االن بين العلماء المحدثين هو
أسقاط كلمة (رابطة الدم) تماما من كتاباتهم واستخدام كلمة قرابة بدال منها ,على
اعتب ار أن للكام ة األولى بعض ال دالالت الخط رة ,كم ا انهم في مع الجتهم ألنس اق
القرابة يغفلون تماما الناحية البيولوجية ويركزون اهتمامهم على الدالالت األجتماعية
لتلك األنساق فالقرابة تعالج االن في الدراسات األجتماعية واألنثروبولوجيا على انها
نظام اجتماعي بحت ينظم العالقات األجتماعية بين أفراد معينين في المجتمع يعرفون
بأنهم أقارب حتى وان لم توجد بينهم صالت بيولوجية والواقع ان بعض المجتمعات
13
البدائي ة الي درك في مس ألة القراب ة ,وبخاص ة العالق ة بين أألب واألبن وج ود الص لة
البيولوجي ة .فكث ير من الجماع ات القبلي ة األمومي ة في أس تراليا رغم معرفته ا نظ ام
الزواج التدرك الصلة بين المباشرة الجنسية واألنجاب وانما ترد األنجاب الى تسلس ل
ارواح األج داد أو االس الف الى رحم الم رأة (المتزوج ة).وه ذا االعتق اد نفس ي يش يع
عن د التروبريان د وي ذكر لن ا مالينوفس كي أن فك رة األب وة الفس يولوجية غ ير معروف ة
لديهم وأن (كل عملية ظهور أي حياة جديدة في المجتمع تتركز في العالقة بين عالم
األرواح وأعض اء الم رأة التناس لية ,وان ه ليس ثم ة مك ان من اي ن وع االب وة
الفيزيقي ة)) .ص حيح ان الفت اة الع ذراء التحم ل والتل د ولكن ذل ك راج ع في رأي
التروبو يانديين أال ان رحم الفتاة العذراء مغلق امام االرواح فال تستطيع التسلل اليه
ف الزواج والعالق ة الجنس ية هم ا الوس يلة الوحي دة ال تي يمكن به ا أزال ة العوائ ق ال تي
تعترض سبيل تلك أالرواح دون ان يكون لهما هما نفسها دخل في عملية األنجاب .
وليس هذا األمر قاصر على المجتمعات االمومية التي يرد نسب الطفل فيها الى االم
ويس ود فيه ا نظ ام القراب ة االم ومي واليحت ل فيه ا االب س وى مكان ة اجتماعي ة ثانوي ة
بالنسبة لمكانة االم وانما هناك أمثلة اخرى كثيرة في المجتعات االبوية التي ترتكز
السلطة فيها بيد الرجال كما يرد النسب فيها في خط الذكور ولكنها مع ذلك التعطي
اهمي ة كب يرة في بعض الح االت على أألق ل الناحي ة البيولوجي ة وأن ك انت تع ترف
بوجودها فقد يكون من االفضل ان نذكر هنا بعض األمثلة المستمدة على الخصوص
من المجتمع ات القبلية في أفريقي ا لتوض يح التفرق ة ال تي يقيمه ا العلم اء المحدثون بين
الناحيتين البيولوجية واألجتماعية للقرابة.
ربما كان افضل األمثلة على ذلك هو التمييز بين نوعي األبوة الذي لعب دوراهاما
في فهم األنساق القرابية في كثير من المجتمعات وعالقات القرابة المعقدة التي تربط
أفرادها ,وتعني بذلك التفرقة بين االب الفيزيقي واالب األجتماعي والمقصود باألب
الف يزيقي ه و األب ال ذي أنجب الطف ل واألب األجتم اعي ه و األب ال ذي ينتس الي ه
الطفل بالفعل فيحمل اسمه ويرث مكانته ومركزه األجتماعي كما يرث ثروته .ومع
األب وة المثالي ة هي تل ك ال تي يك ون فيه ا األب الف يزيقي (أو الوال د المنجب)واألب
14
أألجتماعي شخصا واحدا ,فأن ذلك ليس هو الحال دائما فعند النوير نرى أنه عندما
يقتل شخصا غير متزوج في احد المعارك فأن اهل القاتل يقدمون ألهل القتيل لكي
يتم الصلح بين الجماعتين أحدى فتياتهم ليزوجوها الى (اسم القتيل) نفسه ,ويقوم احد
اهل القتيل العاصين بأألتصال بها جنسيا بأعتراف المجتمع واقراره ,على ان ينتس
األطف ال ال ذين تنجبهم تل ك الم رأة الى القتي ل نفس ه ,فيعت برون أبن اء ش رعيين ل ه
يحمل ون أس مه ويرث ون مكانت ه األجتماعي ة ويتمتع ون بك ل الحق وق واألمتي ازات ال تي
كانت ستؤول اليهم فيما لو كان القتيل نفسه قد أنجبهم بالفعل ويعرف هذا النوع من
ال زواج بأس م (زواج الش بح) ,وفي ه ذا الن وع من ال زواج نج د أن القتي ل يق وم ب دور
أالب (أألب األجتماعي) بينما قريبه العاصب بدولر الوالد (االب االفيزيقي) .النظام
ناشئ من تطور البناء األجتماعي القبلي عند النوير .فالمجتمع النويري يقوم اساسه
على ض رورة تماس ك القبيل ة ع بر ال زمن ول ذا ف أنهم يحرص ون على ت ذكر اس ماء
االش خاص ال ذين م اتوا ويفخ رون بهم على اس اس ان ع دد أف راد القبيل ة ل ه أهمي ة في
حي اتهم اليومي ة .ولم ل ك انت أفض ل طريق ة ل ذلك هي أن ي ترك الم رء من خلف ه من
يحمل اسمه فأن المجتمع يعمل على تعويض الشخص الذي يموت قبل أن ينجب عن
الطريق نظام زواج الشبح ,حتى يحرم ذلك الشخص من القرابين وأألضحيات التي
تق دم الى روح ه وحتى يس تمر في حياته متمثال في ش خص ابن اءه ال ذين انجبهم قريب ه
العاص ب بأس مه .ومن ناحي ة اخ رى يم ارس الن وير ال زواج الليف راتي ال ذي يم ارس
الرج ل بمقتض اه ح ق االتص ال جنس يا بأرمل ة أخيهلينجب ل ه اطف ال يحمل ون اس مه .
فكان الشخص الميت في هاتين الحالتين يعتبر أبا ألبناء لم ينجبهم ,في الوقت الذي
يحرم فيه الوالد الحقيقي لهؤالء األبناء من حق األبوة.
ويوجد نظام زواج الشبح عند بعض قبائل جنوب أفريقيا وبخاصة عند الزولو لكنه
يتخ ذ هن اك ش كلين اساس يين أو على األص ح فأن ه يم ارس في ح التين ائت يين :االولى
حين يم وت الرج ل بع د ان تك ون خطبت ه تمت على فت اة معين ة دون ان ي دخل به ا
فت تزوج الفت اة من أح د أقارب ه العاص بين لتنجب للميت أوالد يحمل ون أس مه ,وفي
الحال ة الثاني ة تش به مانج ده عن د الن وير ,حين يم وت الرج ل قب ل أن ي تزوج ف أن أح د
أقارب ه يق وم بعملي ة (ايق اظ) الميت ب أن ي تزوج [اس مه أم رأة تنجب ل ه اطف ال .ولكن
15
كثيرا ما عند الزولو أيضا أن األرملة حين يموت زوجها تتخذ لنفسها (عشيقا) وليس
زوجا اخر من أقارب زوجها المتوفى ,ويعرف ذلك بأسم (المحظية األرملة) وفيه
ينتمي االوالد ال ذين ي أتون نتيج ة له ذه العالق ة الى ال زوج االص لي ايض ا .ولكن ه ذا
نادر الحدوث ,ألن األرملة ال تستطيع من الناحية العملية أن تلجأ الى رجل من غير
أه ل زوجه ا الميت وأأل عرض ته لألض ظهاد والتهدي د واألي ذاء من المجتم ع ,وعلى
الرغم من أن احد ملوك الزولو وهو املك امباندا أباح ذلك الشرطأن ينتسب األوالد
الى (األب األجتم اعي ) وان يعطي للوال د حين ت تزوج اح دى البن ات الألتي أنجبنمن
هذه العالقة .وتعرف هذه البقرة (بقرة الركبتين)نظرا ألن الرجل يركع على ركبتيه
وهو ينجب الفتاة (اشارة الى العملية الجنسية) .بل أن األمر يذهب الى أبعد من ذلك
عن د الزول و ,اذ كث يرا م ايتزوج الرج ل الغ ني ذو المرك ز الممت از من ع ددكبير من
النس اء ويس مح ألف راد جماعت ه القرابي ة العاص بة باألتص ال الجنس ي بهن نياب ة عن ه
بقص د الخلف ة واالنج اب على ان ينتس ب جمي ع االطف ال ل ه .فهن ا أيض ا نج د التفرق ة
واض حة بين الوال د (األب الف يزيقي) واألب األجتم اعي .والواق ع أن هن اك من نظم
ال زواج أش كاال ت ذهب الى ح د التط رف في توكي د واب راز اهمي ة الناحي ة االجتماعي ة
وأغف ال أو ح تى انك ار الناحي ة البيولوجي ة في عالق ة االب وة والبن وة وبالت الي في نس ق
القراب ة كك ل ,بحيث نج د أن االب وة ال تي يف ترض فيه ا انه ا من ص فات وخص ائص
الرج ل ال ذكر كث يرا ماتنس ب الى االن ثى .وه ذا النظ ام ال ذي يناقص ض االوض اع
المنطقية القائمة على الفوارق الطبيعية بين الجنسين يوجد عند النوير والزولو ايضا
وغيرهما من شعوب أفريقيا .ففي هذه الشعوب نجد أن المرأة الغنية التي تنتمي الى
عائلة قوية كثيرا ماتريد أن تلعب في الحياة االجتماعية دور الرجل فت تزوج من أم رأة
أخرى وتدفع لها مهرا من الماشية ثم تنيب عنها أحد أقاربها من الرجال للقام بوظيفة
االنجاب بأسمها لكي تصبح هب (أبا) اجتماعيا لألطفال الذين تنجبهم تلك (الزوجة)
وبذلك ينتمي االطفال الى بدنة (المرأة المتزوجة) كما لو كانت رجال .ومن الناحية
أخرى كثيرا مايحدث في الحاالت التي يموت فيها احد الزعماء او الرؤؤساء او أحد
الرج ال المهين ممن يحتل ون مرك زا ممت ازا في المجتم ع دون انت ي ترك وراءه ابن ا
ذكرا أن تقوم االبنة الكبرى بالزواج من امرأة اخرى بنفس الطريقة على أن ينتسب
16
االطفال الى الزعيم او الرئيس المتوفى ,وبذلك يحملون اسمه مثلما تحمله هي نفسها
,وبذلك باالضافة الى انهم يعتبرون في الوقت نفسه أبناءها (بحكم زواجها الرسمي)
من المهم .وب ذلك تك ون الم رأة (األب) واالبن اء ال ذين (أنجبتهم) به ذه الطريق ة اخ وة
بعضهم لبعض .والدافع االساسي الى قيام هذا الشكل من الزواج هو الخوف من لعنة
األس الف حين اليج دون من يق دم ألرواحهم الق رابين وك ذلك الرغب ة في اس تمرار
الجماعة العاصبة .
والمث ال الث اني ال ذي نستش هد ب ه على ض رورة التفرق ة بين القراب ة الفيزيقي ة
والبيولوجية ولبقرابة االجتماعية مستمد من نظام اجتماعي اخر قد .يبدو بعيدا كل
البعد عن نسق القرابة ,ونقصد بذلك النظام المعروف بأسم (طبقات العمر) ويوجد
ه ذا النظ ام في ع دد من المجتمع ات القبلي ة في افريقي ا وعن د الهن ود وبعض ج زر
المحيط الهندي وبعض قبائل استراليا ,وهو يقوم اساسه على محاولة ترتيب أعضاء
المجتم ع -وبخاص ة ال ذكور منهم على اس اس الس ن او العم ر ,اي تقس يم أعض اء
المجتم ع الى جماع ات طبقي ة تنتظم ك ل جماع ة منه ا جمي ع االف راد ال ذين ينتم ون الى
س ن معين ة ,بحيث ي ترتب الس كان جميع ا في النهاي ة في طبق ات ال تي تعلوه ا او ت أتي
دونها في السلم االجتماعي ,كما تعمل الطبقة الواحدة وتتصرف في كل شؤون الحياة
االجتماعية كوحدة متماسكة .وتمتاز كل المجتمعات التي تعرف نظام طبقات العمر
بأنه ا مجتمع ات انقس امية بمع نى أن االرض للقبيل ة تنقس م الى ع دد من الوح دات
االقليمية المنقسمة بحيث تعكس كل وحدة منها نفس بناء ووظائف الوحدة الكبيرة التي
هي جزء منها ولكن دون أن تفقد هذه الوحدات الصغيرة شخصيتها تماما حين تتحد
لتؤلف الوحدة الكبيرة الشاملة .كذلك تنقسم العشيرة وكل الزمر االجتماعية االخرى
التى تقوم على روابط الدم الى وحدات قرابية منقسمة هي ايضا .وليس ألى من هذه
الوح دات القرابي ة دورواض ح في اج داث الحي اة اليومي ة العادي ة اال في قلي ل من
االح وال وذل ك نظ را لت وزع افراده ا وتبع ثرهم كم ا ان ه ال توج د حكوم ة او س لطة
مركزية تشرف على شؤون الضبط والقانون في المجتمع :ومن هنا فأن نظام طبقات
العم ر يق وم بمهم ة التنظيم والض بط والتكام ل االجتم اعي كم ا يعم ل على حف ظ وح دة
المجتمع وتماسكه في تلك المجتمعات االنقسامية التى ال تتمتع بسلطة مركزية او هيئة
17
أدارية تنفيذية وتتألف طبقة العمر الواحدة في العادة من جميع الذكورالذين يكرسون
معا في وقت واحد فالتكريس يعتبر عنصرا هاما في تكوين طبقة العمر كما أن (أف راد
الطبق ة يعط ون اس ما واح دا مش تركا يعرف ون ب ه ويش غلون جميع ا نفس المرك ز
االجتماعي ويتتبعون نفس أنماط السلوك في معاملتهم بعضهم بعضا ويتخذون موقفا
واح دا أزاء غ يرهم من الن اس ممن ينتس بون الى طبق ات العم ر طبقتهم او ال تى تك ون
ادنى منها في المنزلة وتكريس الرجل في طبقة عمرية معينة معناه انتماؤه أليها طيلة
حيات ه بحيث ال يس تطيع ان يغيره ا على االطالق فطبق ة واعم ال معين ة مرس ومة كم ا
تتمتع كلها كوحدة بحقوق وامتيازات محددة وتؤدي كوحده ايضا وظائف معينة في
الحي اة االجتماعي ة بش كل ال يت وفر في مرحل ة العم ر .اي ان لطبق ة العم ر مع نى
اجتماعي ا وذل ك بعكس المفه وم من كلم ة (مرحل ة العم ر) ال تي تص طبغ بص بغة
فيسيولوجية غالبة.
وتكتب طبقة العمر وجودها المستقل وكيانها المتماسك بعد ان يتم بالفعل تكريس كل
االف راد ال ذين تت ألف منهم ,اي النظه ر كوح دة وظيفي ة اال بع د التك ريس .وليس هن ا
مج ال تفص يل الق ول في ش عائر التك ريس ,ول ذا يكفي ان نش ير هن ا الى أن معظم
حفالت التك ريس تق ام على مس توى الجم اعي على اس اس اك بر الوح دات السياس ية
االقليمي ة .ويعت بر الخت ان اهم عنص ر في تل ك الش عائر ,كم ا كم ا أن الفتي ان ال ذين
تم ارس عليهم ه ذه الش عائر وال ذين ت تراوح اعم ارهم م ابين الخامس ة عش ر وس ن
العش رين يتعرض ون الى ج انب ذل ك الى ان واع اخ رى كث يرة من التع ذيب والمحن
والمتاعب التي تختلف في الشدة والقسوة من مجتمع الى اخر مثل خلع بعض االسنان
او تشليخ الجبهة والرأس أو الوخز باالشواك والشجيرات الشوكية او الجلد بالسياط
وهكذا .وتهدف كل هذه العمليات الى اختبار قوة احتمال الشبان على مالقاة الصعاب
على اعتبار ان تكريس هو والرخصة التي بمقتضاها يعتبر الفرد ألول مرة في حياتة
عض وا في المجتم ع ويحت ل مرك زا اجتماعي ا مح دداهو مرك ز المح اربين االبط ال ,
ويحق له مباشرة وظيفته الجنسية وترتبط كل طبقة بمرتبة اجتماعية معينة ارتباطا
مؤقت ا ثم تنتق ل بع د ذل ك كوح دة الى مرتب ة اخ رى اعلى منه ا حيث تم ارس وظ ائف
اخ رى جدي دة وهك ذا .وب ذلك ف ان النظ ام ي تيح لك ل ف رد في المجتم ع المش اركة في
18
وظ ائف الحي اة االتماعي ة الك برى حس ب نظ ام محكم دقي ق في جملت ه وتبع ا لق دراتهم
الجثمانية وكفايتهم الذهنية وما يكتسبون من خبرة وتجربة نتيجة لتقدمهم في السن .
وأذا ك ان ه ذا النظ ام يعم ل كمب دأ للتم ايزأو التفاض ل أالجتم اعي نظ را ألن س كان
يتوزعون بين عدد من المستويات والمراتب االجتماعية بحيث تعتبر كل طبقة وحدة
مستقلة ومتمايزة عن غيرها من الوحدات وتسلك في نفس الوقت ازاء تلك الوحدات
االخرى سلوك معين يمليه عليها مركزها في ذلك السلم االجتماعي .فان افراد كل
طبق ة يش عرون بتماس كهم ال داخلي الش ديد ويعت برون انفس هم متس اوون ب المركز وفي
االمر االجتماعي على السواء .وتمثل ذلك التماسك في ارتباط افراد الطبقة الواحدة
ببغض الروابط القوية التي تقوم على وحدة الشعوب والنشاط المشترك والتعاون في
الحي اة اليومي ة والتس اوي في الحق وق واالمتي ازات والواجب ات وهي كله ا ام ور تلعب
في الحياة اليومية دور اهم بكثير من اسم العشيرة او البدنة .
فأألنتم اء الى طبق ة واح دة ,والم رور بف ترة تك ريس .والخض وع لش عائر التك ريس
القاسية العنيفة التي تتضمن عزلة افراد الطبقة لفترة زمنية محددة عن بقية المجتمع
تخل ق بينهم نوع ا من االخ وة (األخ وة) االجتماعي ة ال تي التعتم د على رواب ط ال دم
(نظرا ألنتماء افراد الطبقة الى العشائر المختلفة) ولكنها مع ذلك تفرض عليهم كثيرا
من القيود والواجبات واأللتزامات ,وبخاصة فيما يتعلق بالحياة الجنسية والزواج ,
تش به تل ك ال تي يفرض ها المجتم ع على األخ وة الحقيقين ويس اعد على خل ق عالق ة
(األخوة) الجتماعية نفس عملية الختان أو التشليخ الجماعية حيث يمارسها على جميع
افراد الطبقة شخص واحد في وقت مستخدما في ذلك سالحا واحدا اليقوم بتنظيفه بع د
كل عملية فتختلط الدماء تبعا لذلك مما يوجد نوعا من الرابطة بينهم.
وتتمثل هذه القيود والحقوق والواجبات وااللتزامات -في مجال القرابة وحدها -في
تح ريم زواج الرج ل من بن ات (أخوان ه) في الطبق ة نظ را ألنهن يعت برن بن ات ل ه ه و
نفس ه ,وال زواج منهن يك ون على ه ذا االس اس أق رب الى الزن ا المح ارم _ اي ان
األخوة الروحية أو ألجتماعية تعتبر مماثلة لروابط القرابة الدموية .والواقع أن افراد
افراد الطبقة الواحدة يستعملون بالفعل كله (أخ) في االشارة الى بعض هم لبعض ,كم ا
انهم يعت برون اب اء (اجتم اعيين) ألوالد (اخ وانهم) في الطبق ة وين ادونهم بأس م األب
19
.يضاف الى ذلك ان أفراد الطبقة الواحدة يسهمون في دفع المهر الذي يقدمه الواحد
منهم لعروسه حين الزواج ,وهذا في حد ذاته يؤدي الى ظهولر تلك التحريمات على
العالقات الجنسية وعلى الزوج من ناحية ,وكذلك الى قيام عالقة األبوة والبنوة بين
اي اح د منهم وابن اء االخ رين .فالع ادة أن ال ذين يش تركوون في دف ع المه ر هم أف راد
العائلة ,وان المهر يفرض التزامات معينة بين الذين قاموا بدفعه واألبناء الذين أتوا
نتيجة لذلك الزواج حيث يعتبرون أبناء (اجتماعيين) لهم .فكأن القرابه االجتماعيه
تمتد اذن الى العالقه بين افراد طبقه العمر وابناء بعضهم بعضا على الرفم من عدم
وجود عالقه قرابيه فيزيقيه .
والواق ع ان ه ذا الن وع من القراب ه االجتماعي ه ال تي تق وم بين االش خاص ال يرتبط ون
بعض هم ببعض برواب ط قراب ه فيزيقي ه او دموي ه تنش أ في المجتمع ات البدائي ه نتيج ه
لكثير من النظم االجتماعيه االخرى وتفرض على أفرادها كثيرا من القيود والحقوق
والواجبات التي لم تكن لتوجد لوال هذه الروابط االجتماعيه البحته .وهذا هو الحال
فيم ا يتعل ق باالش خاص ال ذين ينتم ون الى ط وطم totemواح د ق د يك ون حيوان ا
( وه ذا ه و االغلب ) او نبات ا او اح دى الق وى الطبيعي ه ( وه ذا ن ادر الح دوث)
ويعتبرون انفسهم من ساللة ذلك الطوطم الذي يحملون اسمه ,وبذلك يعتبرون اخوه
وأخوات ويحرم عليهم الزواج فيما بينهم بالتالي .على اعتبار ان الزواج بين االخوه
واالخ وات ه و ن وع من الزن ا والمح ارم .وم ع ان اف راد الط وطم الواح د يكون ون في
العادة مبعثرين اشد التبعثر وال تكاد توجد بينهم روابط قرابه دمويه فان ذلك اليقلل
بحال من قوه الروابط القرابيه االجتماعيه ,ويشير معظم الكتاب المتحدثين الى هذا
النوع من القرابه باسم القرابه االجتماعيه .ويشير المتوهم fictitiousنظرا لعدم
وجود روابط فيزيقيه حقيقيه تربط بين الناس والطوطم من ناحيه وبين كثير من اف راد
الجماعه الطوطميه أنفسهم ولكننا نفضل استخدام كلمه (( القرابه االجتماعيه )) لذلك
,لما تتضمنه من الدالالت .
ويعتبر نظام التبنى ايضا الذي يشيع في معظم المجتمعات القبليه من اهم النظم التي
تؤدي الى ظهور القرابه االجتماعيه .فحتى في الحاالت التي ال يسمح للشخص ال ذي
تبنت ه القبيل ه او العش يره ان ي تزوج من اح دى بناته ا ف ان اوالده يعت برون اوالدا لهم
20
بحيث يتن ادون فيم ا بينهم بنفس مص طلحات القرابه ال تي يستخدمها االق ارب الحقيقين
ومن الطري ف في ه ذا الص دد ان تج د التن وير حين يأس رون او يخطف ون اح د
االش خاص من ال دنكا فيعيش بينهم دون ان يقوم وا نح وه بش عائر التب ني (وذل ك يظ ل
غريب ا عنهم تمام ا ) ف انهم اليس محون ل ه في الغ الب ب الزواج من نفس العش يره
الش خص ق ام باس ره او اختطاف ه ,ف ان قواع د ال زواج االكس وجامي تتطب ق علي ه كم ا
لوك ان عض وا في العش يره يض اف الى ذل ك انهم يعت برون اوالدا لهم فيح رم عليهم
ال زواج مثال من بنات ه ,ليس فق ط الن ه يعيش بينهم ب ل وايض ا الن ه ال ذين ق اموا ب دفع
مهر عروسه وقت الزواج ,وبذلك اصبحت لهم حقوق والتزامات وقيود معينه نحو
اوالده .وتتمث ل ه ذه الجق وق والواجب ات والقي ود في تح ريم ال تزاوج معهم واس تخدام
مص طلحات القراب ه الش ائعه في المجتم ع بالنس به لهم .وواض ح من ه ذا الى اي ح د
تتعق د أم ور القراب ة وتتش ابك في المجتمع ات ال تي يعتبره ا علم اء الأنثروبولوج يين
واألجتماع مجتمعات بسيطة ,وكيف تدخل عناصر وعوامل كثيرة متنوعة تؤدي الى
ظهور نظم وعالقات بعيدة كل البعد عن تلك النظم والعالقات المألوفة في المجتمع ات
الحديث ة .والوس يلة الوحي دة للكش ف عن ه ذه العوام ل والعناص ر وتحلي ل وفهم
العالق ات والنظم المترتب ة عليه ا هي الدراس ة المرك زة ال تي ال تي تس تغرق ف ترات
طويلة من الزمن والتي تحاول ات تتبع هذه العالقات في تشابكها وتفرعها وتداخلها
مع بقية النظم االجتماعية .وان لم يكن لعلماء القرن التاسع عشر كل تلك المعلومات
المت وفرة االن العلم اء البيولوجي ة والقراب ة الحقيقي ة ال تي تنش أ عنه ا ,وبين أنم اط
القراب ة االجتماعي ة ال تي تنش أمن أس باب بعي دة ك ل البع د عن رواب ط ال دم ووج ود
عالقات جنسية واقعية .ومن هنا كان وقوعهم في خطأ الخلط وعدم تمييز بين نوعي
القرابة ,وبالت الي في ظه ور تل ك النظري ات ال تي ال تس تند الحق ائق الواقعية ,وك ذلك
ظه ور المراح ل االفتراض ية الناش ئة عن انته اج منهج الت اريخ الظ ني أو الت أريخ
التخميني لملئ الثغرات التي كانت تعترض قيام نظريات متماسكة متكاملة .والمهم
االن هو أن العلماء األنثروبولوجيا واألجتماع المحدثين ,وبخاصة الفريق األول من
العلماء في دراستهم ألنساق القرابة في المجتمعات القبلية البسيطة والتقليدية يضعون
نصب أعينهم التفرقة بين الناحيتين البيولوجية واالجتماعية ويهتمون بالتعرف بوجه
21
خ اص على ال دالالت االجتماعي ة ال تي تنط وي عليه ا أنس اق القراب ة .فنس ق القراب ة
نسق اجتماعي كغيره من األنساق وليس نسقا بيولوجيا ,ولن يمكن فهم ه ذا النس ق أال
في عالقت ه ببقي ة األنس اق الداخلي ة في تك وين البن اء االجتم اعي ب ل الواق ع ان علم اء
األنثروبولوجي ا االن ي ذهبون الى أن ه من العس ير فهم نس ق القراب ة في ذات ه بعي دا عن
األنساق االخرى ,وان مثل هذا المحاولة لن تؤذي اال الى أقامة مثل تلك التصنيفات
والتقسيمات التي اغرم بها العلماء للقرن التاسع عشر وانتقلت الى كثير من الكتابات
المعاص رة دون التغلغ ل في فهم المع نى الحقيقي له ذا النس ق .فالقراب ة م زيج من
رواب ط ال دم وااللتزام ات األقتص ادية والحق وق والواجب ات االجتماعي ة والسياس ة
والش عائر الديني ة والمع ايير الخلقي ة .ودراس ة القراب ة تقتض ي من ا األهتم ام بك ل ه ذه
االمور.
وعلى ال رغم من أن بعض علم اء الق رن التاس ع عش ر وبخاص ة مورج ان وماكلين ان
أدرك وا حقيق ة تعق د رواب ط القراب ة وح اولوا ت بين العناص ر والعوام ل االجتماعي ة
المختلفة التي تتشابك معها فقد جاءت محاوالتهم على درجة كبيرة جدا من السذاجة
والبس اطة اذا اس تثنينا ل ويس مورج ان .فلم يكن األتج اه ال وظيفي في دراس ة النظم
واألنس اق االجدتماعي ة تط ور الى الح د ال ذي بلغ ه ابت داء من الرب ع الث اني من الق رن
العش رين رغم ظه ور ب وادر ذل ك االتج اه في كتاب ات ه ؤالء العلم اء .وق د زاد من
س ذاجة تحليالتهم أيم انهم بتط ور النظم وأنش غالهم في محاول ة التع رف على اص ل
النظام ونشأته والمراحل التي م ر به ا .وعلى ذل ك فالفض ل في وضع األسس القوي ة
لدراس ة نس ق القراب ة بأعتب اره نس قا اجتماعي ا يت أثر ببقي ة األنس اق الس ائدة في
المجتم ع ويت أثر به ا يرج ع في المح ل االول الى علم اء األنثروبولوجي ا المح دثين
الذين اتجهوا على الخص وص في دراس اتهم اتجاه ا بنائي ا واض طروا في س بيل ذل ك
الى القيام بأبحاث حقلية بين الجماعات قبلية صغيرة الحجم نسبيا وعلى درجة عالية
من البس اطة ,ففي الغالبي ة العظمى من تل ك الجماع ات القبلي ة تلعب رواب ط القراب ة
دورا جوهري ا في الحي اة االجتماعي ة اليومي ة س واء في تنظيم المناش ط األقتص ادية أو
تحقي ق الض بط األجتم اعي أو القي ام بالش عائر الديني ة وغ ير ذل ك .وظه رت في رب ع
الق رن األخ ير على الخص وص دراس ات حقلي ة كث يرة اهتم أص حابها بدراس ة وتحلي ل
22
األنس اق القرابي ة الس ائدة في المجتمع ات ال تي درس وها تحليال بنائي ا وظيفي ا زاد من
عم ق فهمن ا له ذه األنس اق المعين ة ولنس ق القراب ة على العم وم ولكن على ال رغم من
كثرة هذه الدراسات فال يزال ميدان االبحاث القرابية مفتقرا الى وجود نظرية عامة
كم ا ذكرن ا من قب ل .ص حيح ان بعض علم اء األنثروبولوجي ا امكنهم ص ياغة بعض
النظري ات ال تي أمكن األس تعانة به ا في دراس ة بعض نظم القراب ة مث ل نظري ة أيف انز
بريتشارد في البداية االنقسامية ونظرية راد كليف براون عن (مكانة الخال) وكذلك
نظريت ه عن (عالق ات التحاش ي) وص حيح أيض ا أن ه ذه النظري ات أث ارت كث يرا من
الج دل والمناقش ات في األوس اط العلمي ة كم ا وجهت ع ددا من الدراس ات الحقلي ة ال تي
ق ام به ا ش باب العلم اء من تالمي ذ أيف انز بريتش ارد وراد كلي ف ب راون وف ورتس في
بريطاني ا وفري د ايج ان وكروب ر ول وي وغ يرهم في امريك ا ,ولكنه ا كله ا م ع ذل ك
نظريات جزئية تصدق على انماط معينة من نسق القرابة فحسب ,وان كان هذا ال
يقل بطبيعة الحال من قيمتها العملية .وربما كانت المحاولة الجادة حقا لوضع نظرية
علمة في القرابة هي محاولة العلم الفرنسي كلود ليفي ستروس ضمنها كتابه الضخم
عن (األبني ة األولي ة للقراب ة) .ويقص د ليفي س تروس باألبني ة األولي ة ,كم ا يق ول في
مقدم ة كتاب ه ,األنس اق ال تي يمكن عن طريقه ا أن نح دد ألول وهل ة نط اق األق ارب
ونطاق األصهار ,وهذا يتعلق بما يعرف االن
على الخصوص باسم ( الزواج المفضل ) .والكتاب يه دف على العموم الى تبين ان
القواعد الخاصة بالزواج ومصطلحا القرابه ونسق االلتزامات والتحريمات هي كلها
مظ اهر مختلف ه لحقيق ه واح دة وال يمكن فص لها بعض ها عن بعض ,وه ذه الحقيق ه
الواحده او الكيان الواحد هو النسق الذي يقوم الباحث بدراسته )1( .فاالبنيه االوليه
للقرابه تظهر على العموم من تفضيل الزواج من اشخاص تقوم بينهم روابط الدم كما
هو الحال بوجه خاص في الزواج بين ابناء العمومه او الخوؤله المتقاطعه ( , )2اي
ان له ا اساس ا بيولوجي ه بينم ا ال زواج من اش خاص التق وم بينهم رواب ط دم من قب ل
ويك ون ال دافع عليه ا اس باب اجتماعي ه او اقتص اديه او سياس يه فتنتمي الى م ا يس ميه
باالبني ه المعق ده للقراب ه . structures complexes de la parentedويعطى
ليفي س تروس معظم اهتمام ه لدراس ه الن وع االول من االنس اق القراب ه في مجتمع ات
23
تنتمي الى مس تويات مختلف ه بنظري ه التب ادل واله دايا الملزم ه ال تي وض عها مارس يل
موس في مقاله عن الهدية الذي سبقت االشاره اليه .ويعتبر كتاب ليفي ستروس اهم
كت اب في نظري ه القراب ة من كتب مورج ان كتاب ه عن االبني ه االولي ه للقراب ة (انس اق
روابط الدم والمصاهره) ,وقد وجهت انتقادات عنيفه لذلك الكتاب وجدت بدورها من
يتص دى له ا بالنق د والتج ريح من العلم اء ال ذين ق اموا فعال بدراس ات حقلي ه بين بعض
الجماع ات القبلي ه ال تي تعت بر ال زواج بين ابن اء العموم ه والخؤول ه المتقاطع ه من
االشكال المفضله وامكنهم بذلك اختبار مدى صحه نظريه ليفي ستروس .ومهما يكن
من ش ي فال ي زال الدارس ون والب احثون في مي دان االنثروبولوجي ا – والى ح د اق ل
مي دان علم االجتم اع – يواص لون جه ودهم لدراس ة المزي د من انس اق القراب ه في
مختل ف المجتمع ات القبلي ه البس يطه والتقليدي ة في ض وء النظري ات الجزئي ه المختلف ه
ال تي وض عها االس اتذه وكب ار العلم اء .وه ذه الجه ود كله ا س وف ت ؤدي في وقت من
االوق ات بغ ير ش ك الى ص ياغه نظري ه عام ه للقراب ه باالض افه الى المعلوم ات
االثنوجرافي ه الهائل ه ال تي تزودن ا به ا ,وال تي يمكن ان تك ون اساس ا متين ا للدراس ات
المقارنه التي ال تزال قليله بشكل واضح في ميدان القرابه على الخصوص .
24