Professional Documents
Culture Documents
Mémoire 1
Mémoire 1
Mémoire 1
إن التدقيق الداخلي من أهم الوظائف التي ترتكز عليها المؤسسات لما له من أثر في تصميم وتطوير
نظام الرقابة الداخلية قياس كفاءة استخدام الموارد المتاحة ،ولقد ازدادت الحاجة إلى وظيفة التدقيق الداخلي
مع ازدياد الفضائح المالية التي هزت عددا من كبريات الشركات في العالم ،والتي أنجز عليها وظيفة التدقيق
الداخلي بشكل متسارع ،حيث تحول المفهوم التقليدي الذي يهدف إلى توسيع نطاق عمل المدقق الداخلي إلى
التنبؤ لهذه األخطاء ،باإلضافة إلى تقسيم وتحسين فعالية الرقابة الداخلية داخل المؤسسة اإلقتصادية.
وأيضا المخاطر التشغيلية من المواضيع المطروحة بكثرة في الساحة المصرفية مما أدى إلى اإلهتمام
بها في الفترة األخيرة ،كما نعلم أن المخاطر التشغيلية في كل من البنوك والمؤسسات المالية التي تؤثر على
أنشطتها المختلفة ،ومن أصعب المخاطر التي تنشأ إما بسبب العنصر البشري ،أو التقنيات المستخدمة أو
األحداث الخارجية ،بدون استثناء مهما كانت فعالية نظام الرقابة الداخلية ،ألنه يصعب التنبؤ بها والقضاء
عليها بصفة نهائية ،إال أنه يمكن تقييمها عن طريق استخدام وسائل كالتدقيق الداخلي الذي يعتبر أداة
تستعمل في كشف الغش واإلحتيال.
اآلن الهدف األساسي لكل البنوك إنما ليس التخلص من المخاطر التشغيلية بل كيفية إدارتها والتحكم
بها للخروج بأقل أضرار.
-1اإلشكالية:
وانطالقا مما سبق ولغرض اإللمام بموضوع الدراسة نطرح األسئلة الفرعية التالية:
-2فرضيات الدراسة:
إن إختيارنا لهذا الموضوع ليس من قبيل الصدفة ،وانما يعود إلى جملة من األسباب الذاتية والموضوعية
أهمها:
األسباب الذاتية:
-الرغبة في التعرف على واقع التدقيق الداخلي في البنوك الخارجية.
-محاولة إثراء مكتبة الجامعة بفائدة علمية ومرجع علمي يستفيد منه الطلبة في اإلختصاص.
-ارتباط الموضوع بمجال التخصص.
األسباب الموضوعية:
-نقص وعي المؤسسات حول أهمية دور تقييم المخاطر التشغيلية.
-حاجة المؤسسات اإلقتصادية حول أهمية دور تقييم المخاطر من أجل تحقيق أهدافها وضمان استمرارها.
-4أهمية الدراسة:
-معرفة التدقيق الداخلي لكونه أداة إدارية فعالة ال يمكن اإلستغناء عنها في المؤسسة اإلقتصادية.
-5أهداف الدراسة:
الجانب النظري:
-التعرف على التدقيق الداخلي ومعاييره وأدواته.
-التعرف على المخاطر التشغيلية وطرق تقييمها.
-مسؤولية المدقق تجاه المخاطر التشغيلية وطرق التحكم فيها.
الجنب التطبيقي:
-من خالل الدراسة التطبيقية سنحاول معرفة المخاطر التشغيلية التي تواجه البنك الخارجي الجزائري.
-التأكد من وجود مصلحة خاصة بتقييم المخاطر.
-6المنهج المستخدم:
من أجل دراسة إشكالية موضوع بحثنا واإلجابة على األسئلة الفرعية المطروحة واثبات أو نفي
الفرضيات المتعددة ،توجب علينا اإلعتماد على منهجين أساسيين هما:
المنهج الوصفي للتعرف على المفاهيم األساسية المتعلقة بموضوع البحث من خالل اإلعتماد على
المراجع باللغة العربية واألجنبية ،وكذا الرسائل والمجالت المرتبطة بالموضوع.
وكذا المنهج التحليلي من خالل اآلليات واألدوات التي بها اعتمدنا على دراسة حالة في البنك المركزي
الجزائري في مديرية المخاطر والرقابة الدائمة ،يخص محاولة معرفة المخاطر التشغيلية التي تواجه البنك
وكيفية تقييمها.
-7أدوات الدراسة:
-8صعوبات الدراسة:
-صعوبة مطابقة الجانب النظري على الجانب التطبيقي بصفة كلية.
-صعوبة الحصول على كافة الوثائق والمالحق الالزمة من مكان التربص.
-9حدود الدراسة:
الحدود المكانية :تمت هذه الدراسة في البنك الخارجي الجزائري بغية اإلجابة على اإلشكالية المطروحة
"ماهو دور التدقيق الداخلي في تقييم المخاطر التشغيلية"
الحدود الزمانية :تمت هذه الدراسة خالل الفترة :من 0102/10/10إلى شهر ماي .0102
-11خطوات الدراسة:
من أجل فهم الموضوع بكل جوانبه ،قمنا بتقسيم البحث إلى ثالث فصول ،فصلين نظريين ،وفص
تطبيقي باإلضافة إلى المقدمة والخاتمة.
تطرقنا في الفصل األول إلى عموميات حول التدقيق الداخلي بداية من المبحث األول الذي يشمل كل
من مفهوم ،أهمية ،وظائف وأهداف التدقيق الداخلي ،وفي البحث الثاني تناولنا معايير التدقيق الداخلي
المتكون من المعايير العامة ومعايير الفحص الميداني ومعايير إعداد التقرير ،أما المبحث األخير فتطرقنا
إلى مسار وأدوات تنفيذ عملية التدقيق الداخلي.
أما الفصل الثاني فقد تطرقنا إلى عموميات حول المخاطر التشغيلية بداية من المبحث األول من
مفهوم ومصادر ،أنواع المخاطر التشغيلية ،أما المبحث الثاني فهو عبارة عن طرق التحكم في المخاطر
التشغيلية الداخلية منها والخارجية ،وأخي ار توصلنا إلى العالقة الموجودة بين التدقيق الداخلي والمخاطر
وكذلك خطوات المدقق الداخلي لتقييم المخاطر التشغيلية ومسؤولية المدقق تجاه المخاطر التشغيلية،
التشغيلية.
أما الفصل الثالث الذي كان عبارة عن دراسة حالة في البنك الخارجي الجزائري بالتحديد في مديرية
المخاطر الرقابة الدائمة.
الفصل األول
تمهید:
إن التدقيق الداخلي وظيفة مهمة في المؤسسة ،إذ تعتمد عليها اإلدارة في التخفيف من المسؤولية
الملقاة على عاتق اإلدارة العليا ،فهي وظيفة تقوم بها وحدة متخصصة داخل المؤسسة ،ومن مهمتها فحص
وتقييم كافة العمليات المالية واإلدارية للتأكد من أنها قد تمت وفقا للمعايير المخولة لها ،كما تعمل على
تحسين وتطوير أنظمة الرقابة الداخلية ،وكشف كل األخطاء واالنحرافات والعمل على تصحيحها ،وتحقيق
األهداف المسطرة من قبل المؤسسة ،وعليه سيتم التطرق في هذا الفصل إلى:
المبحث األول :ماهية التدقيق الداخلي؛
المبحث الثاني :معايير التدقيق الداخلي؛
المبحث الثالث :مسار وأدوات تنفيذ عملية التدقيق الداخلي.
المبحث األول :التدقیق الداخلي
كبداية أو مدخل سنتطرق لتعريف التدقيق الداخلي بمختلف التعريفات ثم نذكر وظائفه .
تعتبر المراجعة الداخلية من أهم الوسائل والطرق التي تستخدمها اإلدارة لغرض التحقق من فاعلية
الرقابة الداخلية؛
تعرف المراجعة الداخلية على أنها إحدى حلقات الرقابة الداخلية تعمل على مد اإلدارة بالمعلومات
المستمرة؛
تعرف أيضا على أنها تحقيق العمليات والقيود بشكل مستمر في بعض األحيان ويقوم بها فئة من
الموظفين لحماية األصول وخدمة اإلدارة العليا ومساعدتها في التوصل إلى الكفاية اإلنتاجية القصوى
والعمل على قياس مدى صالحية النظام المحاسبي وطرف المراقبات األخرى؛
كما يعرفها البعض بأنها مجموعة من اإلجراءات التي تنشأ داخل الشركة لغرض التحقق من تطبيق
السياسات اإلدارية والمالية؛
تعرف أيضا بأنها وظيفة تقييمية مستقلة تنشأ داخل التنظيم المعين بغرض فحص وتقييم األنشطة
التي يقوم بها هذا التنظيم؛
التدقيق الداخلي هو وظيفة تقييمية مستقلة تنشأ داخل تنظيم معين بغرض فحص وتقييم األنشطة
التي يقوم بها هذا التنظيم و يهدف التدقيق الداخلي إلى مساعدة األفراد داخل التنظيم للقيام
بالمسؤوليات المنوطين بها بدرجة عالية من الكفاءة وذلك عن طريق توفير :التحليل ،والتقييم،
والتوصيات والمشورة ،والمعلومات التي تتعلق باألنشطة التي يتم تدقيقها.
ومن المهم وجود إدارة مستقلة للتدقيق الداخلي في أي تنظيم ،ذلك أن اإلدارة تكون عادة في حاجة
لمعلومات موضوعية على درجة عالية من الجودة ال تقتصر فقط على المعلومات المالية ولقد أدت الطبيعة
-1رائد عبد ربه ،المراجعة الداخلية ،الجنادرية للنشر والتوزيع ،األردن ،عمان ،0101 ،ص.01
التكاملية للعمليات إلى ضرورة أن يمتد التدقيق الداخلي إلى فحص وتقييم كل األنشطة سواء كانت إدارية أو
تشغيلية أو محاسبية ،أو تتعلق باإلدارة المالية.1
من هذه التعريفات نستنتج أن التدقيق الداخلي هو هيئة مستقلة داخل الكيان تقوم بتقييم مدى
مالئمة النظام مع متطلبات اإلدارة.
الفحص
-دقة و تطبيق الرقابة المحاسبية ،ومن امكانية اإلعتماد على البيانات المحاسبية؛
-أن أصول المنشأة قد تم المحاسبة عنها ،وأنها محاطة بالحماية الكافية من السرقة واإلهمال؛
-إختبار الرقابة الداخلية خاصة بما يتعلق بالفصل بين وظيفة االحتفاظ ، custidianووظيفة التنفيذ
Lineووظيفة المحاسبة Accounting؛
التقیيم
وتعد وظيفة التقييم امتداد لتدقيق األحداث المالية ،لذا فإن مفهوم التقييم يتضمن التأكد من أن كل
جزء من نشاط المنشأة موضع مراقبة؛ وعليه فإن تحقيق هذه الوظيفة يكون من خالل تأسيس برنامج
للتدقيق الداخلي عن طريق الخريطة التنظيمية وليس على أساس التقارير المالية _مثل التدقيق الخارجي_
وبناء على ذلك فإن المدقق الداخلي يعد في هذه الحالة ممثال لإلدارة العامة وليس ممثال لإلدارة المالية،
وذلك ألنه يقيم مدى تقارب أهداف األنظمة الفرعية مع األهداف التي وضعتها اإلدارة العليا أو مدى
تمشي النظام مع ما تتطلبه االدارة.1
ظهرت الحاجة الملحة للمراجعة الداخلية خالل األزمة االقتصادية العالمية 0100 _0101نتيجة
إلفالس العديد من الشركات وتحمل إدارات هذه الشركات المسؤولية عن ذلك ،األمر الذي دفعها الى
إنشاء وظيفة المراجعة الداخلية لتكون العين الساهرة لها في فحص وتقييم فعالية نظام الرقابة الداخلية
باعتبارها جزءا منه ،حيث أنها تشكل بؤرة هذا النظام وصمام األمان له؛
وتعتبر وظيفة المراجعة وسيلة تخدم العديد من األطراف ذات العالقة بالمؤسسة -سواء من داخلها
أو من خارجها -التي تجد لها مصلحة في التعرف على عدالة المركز المالي للمؤسسة ،وقد ازدادت
أهمية المراجعة الداخلية في وقتنا الحالي نظ ار للخدمات التي تقدمها للإلدارة في مختلف المجاالت ،بحيث
اعتبرت كصمام األمان في يد االدارة.2
تكمن أهمية التدقيق الداخلي في كونه يمثل رقابة فعالة تساعد المؤسسة ومالكها على رفع جودة
األعمال وتقييم األداء والمحافظة على ممتلكات وأصول المؤسسة اضافة انه يعتبر عين وأذن المدقق
-تطور حجم المنشآت وانتشارها جغرافيا وعلى نطاق واسع مما أدى إلى تباعد المسافة بين اإلدارة
العليا وبين كافة العاملين
-ظهور الشركات المساهمة وحاجة الجمعية العمومية الى معلومات لسالمة استثمار أموالها وصحة
وعدالة اإلفصاح عن البيانات والقوائم والحسابات الختامية المنشورة
-االستقالل التنظيمي لإلدارات ضمن الهيكل التنظيمي وتعدد المستويات اإلدارية في المنشأة مما دفع
باإلدارة الى تفويض السلطات والمسؤوليات ومن ثم حاجة اإلدارة للتأكد من سالمة استعمال السلطات
وتحمل المسؤوليات المقابلة وفقا للسياسات والنظم واالجراءات المعمول بها.
يوجد األهداف الكالسيكية التي يسعون لها المراجعين الداخليين بصفة أساسية إلى تحقيقها وهي:2
-1آدم حديدي ،دور التدقیق الداخلي في الحد من المخاطر التشغیلية في البنوك التجارية الجزائرية ،دراسة ميدانية ،جامعة
الجلفة ،ص.2-2
-2إيمان ابراهيم حسين ،المراجعة والرقابة في النظم المحاسبية ،مؤسسة شباب الجامعة ،0102 ،ص.002-002
المبحث الثاني :معاییر التدقیق الداخلي
تمثل معايير التدقيق الداخلي المبادئ األساسية لمهنة التدقيق الداخلي ،والتي يجب على المدققين
الداخليين االلتزام بها عند أداء مهامهم المختلفة ،وتهدف المعايير بشكل عام إلى تحديد الكيفية التي تمارس
بها وظيفة التدقيق ،وتعتبر بمثابة مقاييس لمستوى األداء المهني المطلوب من المدقق الداخلي.
المعايير العامة عبارة عن مجموعة مكونة من أربعة معايير رئيسية صادرة من معهد المدققين
الداخليين والتي تتناول سمات وخصائص الشركات واألفراد الذين يؤدون أنشطة التدقيق الداخلي فيها وهي
كما يأتي:
يعني أن يكون المدقق الداخلي مستقال عن األنشطة التي يقوم بتدقيقها ،أي مستقال عن باقي الوظائف
المتواجدة في المؤسسة ،وهذا يتطلب ضرورة أن يكون الوضع التنظيمي لقسم التدقيق الداخلي يتمتع
باستقاللية كافية بما يسمح بأداء المسؤوليات المنوط بها.1
ويقصد بالموضوعية بأنها":أمر ذهني يجب أن يتحقق لدى المدقق الداخلي أثناء أدائه لعمله ،بحيث
أال يكون تابع للغير عند إبدائه لرأيه في أي أمر من أمور التدقيق" ،بمعنى أنها تتمثل في الواقعية في الحكم
على عملية التدقيق ويتم ذلك من خالل:2
-1عبد الفتاح الصحن وآخرون ،الرقابة والمراجعة الداخلية ،المكتب الجامعي الحديث ،اإلسكندرية ،0112 ،ص.012
-2عبد الوهاب نصر ،شحاتة السيد شحاتة ،الرقابة والمراجعة الداخلية الحدیثة ،الدار الجامعية ،اإلسكندرية،0112 ،
ص.210
.2تدقيق نتائج التدقيق الداخلي قبل كتابة التقرير.
يجب أن يتم الفحص بواسطة شخص أو أشخاص لديهم التدريب الفني الكافي والخبرة كمدقق ،فتأهيل
المدقق يعتمد على ثالثة عناصر أساسية وهي التأهيل العلمي والتأهيل العملي والتعليم المستمر.
.1التأهیل العلمي
على المدقق أن يكتسب تأهيال علميا حتى يكون قاد ار على القيام بالمهام التي يكلف بها في مجال
المحاسبة والتدقيق ،بحيث يتم الحصول على هذا التأهيل من خالل الدراسة والتكوين في مختلف المعاهد
والجامعات والكليات المختصة والتي تقوم بتكوين مدقق المستقبل.1
.2التأهیل المهني
يعني أنه على المدقق أن يكتسب الخبرة عن طريق التدريب وهذا قبل ممارسة المهنة بصفة مستقلة،
حتى يتعرف على أكبر قدر ممكن من المشاكل التي يمكن أن تواجهه أثناء ممارسة المهنة والتي يجب أن
يكون ملما بها.2
.3التعليم المستمر
على المدقق أن يلتحق بصفة إجبارية أو اختيارية بمختلف برامج التكوين المستمر عن طريق الملتقيات
والتكوينات باختالفها هذا حتى يقوم بتحديث معلوماته ومعرفته العلمية والعملية ،وهذا ما يتيح له كذلك
مواكبة آخر مستجدات المهنة.3
-1الخطيب خالد راغب ،رافعي خليل محمود ،األصول العلمية والعملية لتدقیق الحسابات ،دار المستقبل ،عمان،0112 ،
ص.22
-2الخطيب خالد راغب ،رافعي خليل محمود ،نفس المرجع ،ص.21
-3عبد الفتاح الصحن وآخرون ،أصول المراجعة ،الدار الجامعية ،اإلسكندرية ،0111 ،ص.01
.4معيار العناية المهنية
ويعني معيار العناية المهنية هو أن يقوم المدقق ببذل الجهود المناسبة والممكنة من البداية في عملية
التدقيق إلى غاية االنتهاء منها انطالقا من كون المدقق ال بد أن يستوفي المعيارين السابقين المتعلقين
بالتأهيل العلمي والعملي واالستقاللية في أداء مهامه ،ويمكن تحديد شروط عامة يجب توافرها في المدقق
بغية الوصول إلى العناية المهنية المطلوبة وهي:1
محاولة الحصول على أنواع المعرفة المتاحة بغية التنبؤ باألخطاء غير المنتظرة،
أخذ بعين االعتبار الظروف غير العادية في برنامج التدقيق من أجل الحذر عند فحص العناصر
المرتبطة به؛
التقييم العميق لنظام الرقابة الداخلية بغية تحديد مواطن القوة والضعف الذي قد يستغل لحدوث
تالعبات وغش وال يمنع حدوث أخطاء؛
العمل على إزالة الشكوك أو االستفسارات المتعلقة بالمفردات ذات األهمية في إبداء الرأي؛
العمل باستمرار من أجل تطوير مجال خبرته المهنية.
ومن هذا يمكن استنتاج أن معيار االستقاللية مع معياري بذل العناية المهنية وتوفير التأهيل
العلمي والعملي تعتبر من أهم معايير التدقيق المتعارف عليها ،حيث أن أي خلل في هذه المعايير سيؤثر
على المعايير األخرى للتدقيق فعندما يكون المدقق غير مستقل ولم يبذل العناية المهنية الالزمة وليس
مؤهال علميا أو عمليا فلن يكون هناك حاجة إلى ضرورة تحقيق المعايير األخرى من أجل الوصول إلى
األهداف المرجوة من التدقيق.
-1دمحم تهامي طواهر ،مسعود صديقي ،المراجعة وتدقیق الحسابات ،ديوان المطبوعات الجامعية ،بن عكنون،0110 ،
ص.20-20
المطلب الثاني :معاییر الفحص المیداني
إن توفر الكفاءة واالستقاللية لدى المدقق الداخلي غير كاف لكي يقوم بمهمته على أحسن وجه،
واعطاء رأيه الصحيح حول شرعية وصدق الحسابات ،فهناك أيضا معايير الفحص الميداني المتعلقة بتنفيذ
مهمة التدقيق الداخلي يجب على المدقق أن يكون ملما بها ،وأن يلتزم بها أثناء تنفيذه للمهمة ،وذلك حتى
يستطيع تقديم عمله بالجودة المطلوبة ،وتتمثل معايير العمل الميداني في ثالثة معايير هي:1
يتضمن تخطيط عملية التدقيق ،اإلستراتيجية بمعنى الرؤية والخطة التي سيتبعها المدقق الداخلي عند
قيامه بأعمال التدقيق ،ويجب على المدقق الداخلي في نهاية هذه الخطوة أن يقوم بإعداد برنامج التدقيق
مستفيدا في ذلك بالمعلومات التي حصل عليها خالل فترة التخطيط ،ومع مراعاة إمكانية تعديل بعض
اإلجراءات التي يتضمنها برنامج التدقيق عند الحصول على معلومات إضافية تستوجب التعديل ،ولكي
يتمكن المدقق من التخطيط السليم لعمله ،فعليه أن يفهم طبيعة العمل وتنظيمه وطرقه ،ألن هذا يمكنه من
تقدير األثر المحتمل لألحداث والعمليات على القوائم المالية.
أما اإلشراف فإنه يتضمن توجيه المساعدين القائمين على تنفيذ وتحقيق أهداف الفحص والتدقيق،
وتحديد ما إذا كانت هذه األهداف قد تحققت في نهاية الفحص الميداني أم ال.
ويعد وجود اإلشراف المالئم أم ار ضروريا في التدقيق ،حيث أن العديد من أنشطة العمل الميداني يتم
تنفيذها بواسطة مساعدين خبراتهم العملية محدودة.
يعتبر نظام الرقابة الداخلية من أهم المفاهيم والجوانب التي تركز عليها عملية التدقيق ،وذلك لما يوفره
من بيانات ومعلومات مالية يمكن االعتماد عليها.
الهدف من هذا المعيار هو قيام المدقق بدراسة نظام الرقابة الداخلية في المؤسسة موضوع التدقيق
والتعرف على مدى سالمته كونه يعتبر النقطة التي ينطلق منها المدقق ،فضعف أو قوة نظام الرقابة الداخلية
-1عبد السالم عبد هللا سعيد أبو سرعة ،التكامل بین المراجعة الداخلية والمراجعة الخارجية ،رسالة ماجستير تخصص
محاسبة وتدقيق ،جامعة الجزائر ،0111 ،ص.00-00
يحدد مقدار الفحص الذي سيقوم به المدقق حجم العينة ،فوجود نظام رقابة داخلية سليم ينتج عنه معلومات
مالية يمكن االعتماد عليها ،ألن تدقيق كافة المعلومات المحاسبية يعد أم ار مستحيال في المؤسسات الكبيرة
وبالمقابل فإن ضعف نظام الرقابة الداخلية سيصعب من مهمة المدقق باعتباره يلجأ إلى توسيع مجال العينة،
ما يتطلب المزيد من الوقت والجهد.1
ينص هذا المعيار على ضرورة حصول المدقق على أدلة وقرائن إثبات كافية من خالل قيامه بالفحص
والمالحظة وارسال المصادقات حتى يستند إليها إلبداء الرأي في القوائم المالية.
ويعتمد مفهوم أدلة اإلثبات على فرض القابلية للتدقيق والتحقق ،وتعتمد قناعة المدقق بأدلة وقرائن
اإلثبات على كميتها ونوعيتها ،فيجب أن تكون األدلة كافية من أجل تدعيم رأيه ،وال بد أن يكون الدليل
مناسب وفعال وخال من التحيز وكذا قابل للقياس الكمي.2
فمعايير الفحص الميداني تؤكد على استعمال المالحظة الشخصية لتسهيل عملية التدقيق ،إضافة إلى
تخطيط عملية التدقيق ،والتي تساعد على التوفيق بين الظروف المؤثرة على كل من المؤسسة ومكتب
التدقيق ،كما يمكن إضافة المعلومات التي يحصل عليها المدقق والتي هي أولية حول المؤسسة كونها تزيد
من جودة الخطة الموضوعة من طرفه.3
-1أحمد حلمي جمعة ،المدخل إلى التدقیق الحدیث ،الطبعة الثانية ،دار صفاء للنشر ،عمان ،0112 ،ص.02-02
-2غسان فالح المطارنة ،تدقیق الحسابات المعاصر الناحية النظرية ،دار المسيرة والتوزيع ،عمان ،0112 ،ص.22
-3شدري معمر سعاد ،دور المراجعة الداخلية في تقیيم اآلداء في المؤسسة اإلقتصادية ،مذكرة مقدمة لنيل درجة ماجستير،
فرع مالية المؤسسة ،جامعة بومرداس ،0111 ،ص.22
المطلب الثالث :معاییر إعداد التقرير
إن تقرير المدقق يعتبر الخالصة النهائية لعملية التدقيق ،فهو يحتوي على المعلومات المبلغة من
المدقق لمعظم مستخدمي القوائم المالية ،ولذلك فإنه يجب أن يحتوي على كافة المعلومات الالزمة بقدر
اإلمكان ،كما أنه يجب أن يكون واضحا ومختص ار وتحقيقا لذلك فقد حدد مجمع المحاسبين القانونيين
األمريكي أربعة معايير تحكم إعداد تقرير التدقيق ،والمتمثلة في:
وفقا لهذا المعيار يجب على المدقق أن يشير في تقريره بنتائج عملية التدقيق إلى أن القوائم المالية قد
أعدت وفقا للمبادئ المحاسبية المتعارف عليها ،إذ تعتبر مبادئ المحاسبة المتعارف عليها المعيار الذي
يقاس عليه أو يحكم على صدق وعدالة تلك القوائم المالية ،كما تعتبر بمثابة معايير موحدة يستخدمها جميع
المدققين لضمان مستوى عام من الكفاءة في الممارسة المهنية.1
يهدف هذا المعيار إلى التنسيق في تطبيق المبادئ المحاسبية ،وذلك لضمان قابلية القوائم المالية
للمقارنة على مدار الفترات أو السنوات المالية وبالتالي التأثيرات التي أدت إليها هذه القوائم المالية ألن عدم
الثبات في تطبيق هذه المبادئ يؤدي إلى تداخل بين عناصر اإليرادات والمصاريف للفترات المالية السابقة،
وبالتالي النتائج المتوصل إليها تكون غير صحيحة.2
يقصد بكفاية اإلفصاح بأن التفسير المتوفر في البيانات المالية يكون بشكل كافي ،وأنه قادر على
عكس قراءة واضحة وصحيحة ودقيقة لمحتويات البيانات المالية من كافة األطراف التي لها مصلحة من هذه
البيانات ،وتلك التي ستتعامل مع هذه البيانات خالل السنوات القادمة.3
فالقوائم المالية تقدم معلومات إلى مستخدميها تساعدهم في اتخاذ ق اررات اقتصادية ،ولذا يتعين أن
تكون هذه المعلومات كاملة ومناسبة للقرار وواضحة يسهل فهمها ،فإذا تبين للمدقق أن هذه القوائم ال تفصح
-1عبد السالم عبد هللا سعيد أبو سرعة ،التكامل بین المراجعة الداخلية والمراجعة الخارجية ،مرجع سبق ذكره ،ص.00
-2خالد أمين عبد هللا ،علم تدقیق الحسابات ،دار المسيرة للنشر والتوزيع ،عمان ،0112 ،ص.20
-3دمحم البشير ،اإلفصاح ومعاییر المحاسبة الدولية ،مجلة المدقق ،العدد ،20اب ،0110 ،ص.00
عن المعلومات الضرورية ،فيجب عليه أن يذكر ذلك في تقريره وأن يقيد رأيه ،ومفهوم كفاية اإلفصاح ال
يشتمل فقط على نوع المعلومات التي تقدم وانما يشتمل أيضا على كيفية تقديمها.1
يجب أن يحتوي التقرير على تعبير المدقق عن رأيه اإلجمالي في القوائم المالية ،أو على رأيه عن
بعض العناصر التي أثرت على عدم إبداء الرأي ،وعندما ال يمكن التعبير عن الرأي اإلجمالي في القوائم
المالية يجب أن يذكر بالتقرير األسباب وراء ذلك ،وعندما يقترن اسم المدقق بالقوائم المالية المرفقة بالتقرير
يجب أن يحدد في التقرير على نحو قاطع إشارة إلى طبيعة عمل المدقق والى درجة مسؤوليته.2
من خالل ما سبق يمكن توضيح معايير التدقيق الداخلي كما يلي:
-1جورج دانيال غالي ،تطوير مهنة المراجعة لمواجهة المشكالت المعاصرة وتحديات األلفية الثالثة ،الدار الجامعية للطبع
والنشر والتوزيع ،اإلسكندرية ،0110 ،ص.020
-2ألفين أرينز ،جيمس لويك ،المراجعة مدخل متكامل ،ترجمة دمحم عبد القادر الديسطي ،مراجعة أحمد حامد حجاج ،دار
المريخ للنشر ،الرياض ،0110 ،ص.20
الشكل رقم ( :)11معايير التدقيق الداخلي
يتمثل مسار تنفيذ التدقيق الداخلي في مجموعة من الخطوات والوسائل التي يتبعها المدقق الداخلي في
سبيل تدقيقه وفحصه وتقييمه لألعمال المختلفة داخل المؤسسة ،مستعمال في ذلك أدوات معينة لتسهل عليه
مهمته.
بهدف إيجاد رقابة فعالة على أعمال المؤسسة ومساعدة العاملين فيها على القيام بمسؤولياتهم بشكل
فعال فإن المدقق الداخلي يسير وفق منهج منظم يتمثل في مجموعة خطوات.
تهدف هذه المرحلة إلى إعداد كل األعمال التحضيرية قبل االنتقال إلى مرحلة التنفيذ ،وتتطلب هذه
المرحلة من المدقق الداخلي القدرة على القراءة ،التركيز والفهم للتوصل إلى المعرفة الجيدة بالمؤسسة ،وتحديد
مكان وجود المعلومات الجيدة ،واألطراف التي يمكن أن تساعد في تقديمها.
.1األمر بالمهمة
األمر بالمهمة هو عبارة عن التفويض الذي تمنحه اإلدارة العامة إلى مصلحة التدقيق الداخلي بهدف
إعالم المسؤولين عن عملية التدقيق.
.1ال يقر المدقق الداخلي بمفرده عن مهمته ،وانما يقوم بالمهام التي تطلبها منه اإلدارة العامة؛
.2يجب أن يصدر األمر بالمهمة من سلطة مؤهلة ،عادة اإلدارة العامة أو لجنة التدقيق وناد ار من طرف
مسؤول مديرية مهمة في المؤسسة إذا سمح موقعها في الهيكل التنظيمي بالنسبة لمصلحة التدقيق
الداخلي؛
-1عيادي دمحم لمين ،مساهمة المراجعة الداخلية في تقیيم نظام المعلومات المحاسبي للمؤسسة ،مذكرة تدخل ضمن
متطلبات نيل شهادة ماجستير ،فرع إدارة أعمال ،جامعة الجزائر ،0112 ،ص.001
.3يسمح األمر بالمهمة بإعالم المسؤولين اللذين لهم عالقة بالمهمة وليس فقط المدققين الداخليين ولكن كل
األطراف المرتبطة بمهمة التدقيق.
.2الدراسة والتخطيط
إن هذه المرحلة تعتبر ضرورية وهامة جدا لنجاح مهمة التدقيق الداخلي ،حيث يجب على المدقق
الداخلي وضع خطة التدقيق المبنية على المخاطر ،لتحديد أوليات مهمة التدقيق بما يتالءم واألهداف
المسطرة ،ويتم تنفيذ هذه المرحلة من خالل اآلتي:1
.1االطالع والفهم :في هذه الخطوة يجب على المدقق الداخلي أن يقوم بعملية االضطالع وجمع
المعلومات الكافية والالزمة التي تمكنه من فهم الموضوع محل التدقيق بغرض:
معرفة األهداف المطلوب تحقيقها في هذه المهمة؛
معرفة الرقابة الداخلية المطبقة في النشاط أو الوظيفة محل التدقيق وتحديد المشاكل األساسية المتعلقة
بها.
.2خطة التقارب :بعد أن يقوم المدقق الداخلي باالطالع والفهم للمهمة المكلف بها ،ومن خالل المعلومات
التي قام بجمعها ،فإنه يقوم بإعداد خطة التقارب وهي عبارة عن وثيقة تظهر في شكل جدول يقوم بتقسيم
النشاط أو الوظيفة محل التدقيق إلى مجموعة أعمال أولية سهلة المالحظة ،حيث يقسم الجدول إلى
عمودين ،يبين العمود األول تقسيمات األعمال أو العمليات األولية ،بينما يبين العمود الثاني أهداف تلك
األعمال أو العمليات.
.3تحدید مواقع الخطر :على المدقق الداخلي أن يقوم بتقييم مدى مالئمة وفعالية إدارة مخاطر النشاط
وأنظمة الضبط مقارنة بإطار العمل المتعلقة به وفي نهاية هذه الخطوة فإن المدقق يقوم بإكمال جدول
خطة التقارب بإضافة:
عمود ثالث :يحدد الخطر المرتبط بكل عمل ؛
عمود رابع :يتضمن تقييم ملخص للخطر حسب ثالثة مستويات (عالي ،متوسط ،ضعيف)؛
عمود خامس :ذكر وسائل الرقابة الداخلية التي يجب توفيرها إلبطال هذه المخاطر باالعتماد على
اإلجراءات المعايير اإلشراف األدوات المالئمة واألفراد المؤهلين؛
-1عبد السالم عبد هللا سعيد أبو سرعة ،التكامل بین المراجعة الداخلية والمراجعة الخارجیبة ،مرجع سبق ذكره ،ص-22
.22
عمود سادس :اإلشارة إلى وجود أو عدم وجود اإلجراءات التي تعتبر ذات أهمية ،أو أنها موجودة وال
تؤدي عملها ،والعكس غير موجودة ولكن توجد وسائل أخرى تتحكم في العمل.
.4التقرير التوجیهي :يحدد التقرير التوجيهي أسس تحقيق مهمة التدقيق الداخلي ونطاقه ،ويعرض
األهداف التي يسعى المدقق الداخلي إلى تحقيقها كما يعرف مواقع الخطر المحددة سابقا ضمن خطة
التقارب والتي على ضوئها يتم تحديد نطاق المهمة ،كما يتضمن مقترح المدقق بمجاالت تدخالتهم من
حيث مجال العمل الوظيفي ،أي اإلدارة والفروع التي ستخضع للتدقيق ومجال العمل الجغرافي (مكان
القيام بالمهمة) ،وهذا التقرير قابل للتعديل بعد التشاور بين فريق التدقيق والطرف اآلخر الطالب لها.
يقع على عاتق إدارة المؤسسة إقامة نظام سليم للرقابة الداخلية ،ومن مسؤوليتها المحافظة عليه والتأكد
من سالمته ،ويقوم التدقيق الداخلي بفحص مدى كفاءة وفعالية نظام الرقابة الداخلية ،تحديد نقاط القوة
والضعف وتقديم التوصيات لتحسين نظام الرقابة الداخلية في المؤسسة.
تعددت التعاريف المتناولة لمفهوم نظام الرقابة الداخلية ،لكن ما يمكن مالحظته أنها تنصب كلها في
مجرى واحد ،وقبل التطرق إلى مفهوم نظام الرقابة الداخلية سنتناول تعريف للمصطلح " نظام ".
عرف Joel de resnayالنظام على أنه :مجموعة من العناصر المترابطة والمتفاعلة ديناميكيا ،وتسعى لتحقيق
هدف مشترك.1
أما عن نظام الرقابة الداخلية فقد عرفه معهد المدققين الداخليين بأنه" :الخطة التنظيمية والسجالت
واإلجراءات التي تهدف للمحافظة على موجودات المؤسسة وضمان كفاية استخدامها والتأكد من سالمة ودقة
السجالت المحاسبية ،بحيث تسمح بإعداد بيانات مالية يعتمد عليها ومحضرة طبقا للمبادئ المحاسبية
المتعارف عليها.2
-1عبد الرزاق بن حبيب ،اقتصاد وتسییر المؤسسة ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،0111 ،ص .12
2
هادي التميمي ،مدخل إلى التدقیق الناحية النظرية والعلمية ،الطبعة الثالثة ،دار وائل للنشر والتوزيع ،عمان،0112 ،
ص.20
-2أهداف نظام الرقابة الداخلية
يتبع المدقق الداخلي في تقييمه لنظام الرقابة الداخلية خمس خطوات أساسية تتمثل في:
.1جمع اإلجراءات :تهدف هذه المرحلة إلى جمع كل ما يساعد المدقق الداخلي على تقييم األنظمة
اإلجراءات والمناهج في المؤسسة .وتتعلق اإلجراءات بتعليمات تنفيذ األعمال الوثائق المستخدمة،
محتواها نشرها وحفظها كذلك الترخيص والمصادقة ،تسجيل ومعالجة المعلومات الالزمة لسير المؤسسة
ومراقبتها.2
.2اختبارات الفهم :يقوم المدقق باختبار اإلجراءات من بدايتها إلى نهايتها بهدف التأكد من تطابق وصف
اإلجراءات مع ماهو موجود في الواقع.3
.3التقیيم األولي لنظام الرقابة الداخلية :انطالقا من الخطوتين السابقتين يقوم المدقق بالقيام بتقييم أولي
عن الرقابة الداخلية عن طريق استخراجه مبدئيا لنقاط القوة ونقاط الضعف ،وهي تتعلق بتصميم التنظيم
الموجود في المؤسسة ولكنها ال تدرس تطبيقه الجيد من طرف العمال ويمكن استخدام عدة طرق للتقييم
األولي لإلجراءات كقوائم استقصاء الرقابة الداخلية المغلقة وتعبر اإلجابات السلبية عموما عن ضعف
الرقابة الداخلية والتي يتم تحليلها فيما بعد بدقة ،واإلجابات االيجابية تعبر عن نقاط قوة الرقابة الداخلية
-1سامي دمحم الوقاد ،لؤي دمحم وديان ،تدقیق الحسابات ،الطبعة األولى ،مكتبة المجتمع العربي للنشر والتوزيع ،عمان،
،0101ص.020
-2دمحم لمين عيادي ،مساهمة المراجعة الداخلية في تقیيم نظام المعلومات المحاسبي للمؤسسة ،مرجع سبق ذكره،
ص.020
-3المرجع نفسه ،ص.020
دون توفر الوسائل الالزمة للتحقق منها وعند االنتهاء من مرحلة التقييم األولي يقوم المدقق بإعداد ورقة
تقييم أهداف اإلجراءات.1
.4اختبارات االستمرارية :يتأكد المدقق الداخلي من خالل هذا النوع من االختبارات من أن نقاط القوة
المتوصل إليها في التقييم األولي للنظام نقاط قوة فعال أي مطبقة في الواقع وبصفة مستمرة ودائمة
وتسمح هذه االختبارات من التأكد بأن اإلجراءات التي راقبها إجراءات مطبقة باستمرار وال تحمل خلل.2
.5التقیيم النهائي لنظام الرقابة الداخلية :اعتمادا على اختبارات االستم اررية السابقة يتمكن المدقق من
الوقوف على ضعف النظام وسوء سيره عند اكتشاف سوء أو عدم تطبيق نقاط القوة ،باإلضافة إلى نقاط
الضعف التي توصل إليها المدقق عند التقييم األولي لذلك النظام ،وتقديم حوصلة في وثيقة شاملة مبينا
أثر ذلك على المعلومات المالية مع تقديم توصيات قصد تحسين اإلجراءات.3
يعتبر تقييم نظام الرقابة الداخلية من طرف المدقق الداخلي من المراحل األساسية في عمله ولتحقيق
ذلك يعتمد على مجموعة من األساليب والتي من أهمها:
.1أسلوب االستقصاء (االستبيان) :تعبر قوائم االستقصاء في نظام الرقابة الداخلية عن مجموعة األسئلة
المرتبطة بكل مكون من مكونات نظام الرقابة الداخلية للمؤسسة ،اإلجابة عليها تكون بصورة " نعم" أو
"ال" أو أن تكون غير قابلة للتطبيق ،يتم تقسيم قائمة األسئلة إلى عدة أجزاء يخصص كل جزء منها إلى
مجموعة من األسئلة تتعلق بإحدى مجاالت النشاط.4
.2أسلوب التقرير الوصفي لنظام الرقابة الداخلية :يقوم المدقق حسب هذه الطريقة بتحضير قائمة تحتوي
على عناوين األنظمة الفرعية للرقابة الداخلية ويقوم بتوجيه األسئلة للموظفين المسئولين عن أداء كل
عملية فبذلك يتضح للمدقق كيفية سير العملية واإلجراءات التي يمر بها والمستندات التي تعد من أجلها
والدفاتر التي تسجل بها.5
-1دمحم بوتين ،المراجعة ومراقبة الحسابات من النظرية إلى التطبیق ،مرجع سبق ذكره ،ص.20
-2المرجع نفسه ،ص.22
-3المرجع نفسه ،ص.22
-4جربوع محمود يوسف ،مراجعة الحسابات بین النظرية والتطبیق ،مؤسسة الوراق ،عمان ،0111 ،ص.002
-5شعباني لطفي ،المراجعة الداخلية مهمتها ومساهمتها في تحسین تسییر المؤسسة ،رسالة ماجستير ،جامعة الجزائر،
،0112ص.001
.3أسلوب خرائط التدفق :إن خرائط التدفق هي عرض بياني لنشاط معين والدورة عمليات محددة ،إن هذه
الخرائط تمكن المدقق من تقويم إجراءات الرقابة الداخلية بطريقة مختصرة وفي فترة وجيزة نسبي وتتميز
خرائط التدفق عن أسلوب التقرير الوصفي ،وأسلوب االستقصاء بأنه يوضح خط سير العمليات ،بين
أجزاء النظام بطريقة بسيطة ،كما يوضح الوسائل المستعملة في إدخال البيانات واستخراجها ( يدويا ،آليا،
إلكترونيا) ،وأجهزة اإلدخال واإلخراج في حالة األنظمة اآللية واإللكترونية ،وتستخدم في إعداد خرائط
التدفق رموز متعارف عليها عالميا تختلف عن الرموز المستخدمة في إعداد خرائط اإلجراءات.1
في إطار سعي المدقق الداخلي إلبداء رأي فني محايد حول مدى صحة المعلومات المحاسبية ،يقوم
بجمع األدلة الكافية المدعمة لهذا الرأي اعتمادا على التأكد من أن كل البيانات المسجلة لها مستندات تثبت
صحتها.
يمكن تعريف الدليل على أنه كل المعلومات والحقائق التي يستند إليها أي فرد إلعطاء رأي حول
موضوع معين.2
وتعرف أدلة اإلثبات في التدقيق بأنها كل ما يمكن أن يؤثر على حكم وتقدير المدقق فيما يتعلق بمطابقة ما
عرض من معلومات مالية للحقيقة االقتصادية.3
كما أن المعيار الدولي للتدقيق الخاص بأدلة اإلثبات نص على أنه يجب على المدقق أن يحصل على أدلة
اإلثبات الكافية والمالئمة لكي يستطيع أن يخرج باستنتاجات معقولة ،لتكون األساس الذي يبنى عليها رأيه
المهني.
-1حسين القاضي ،حسين ممدوح ،أساسيات التدقیق الداخلي في ظل المعاییر األمريكية الدولية ،دار الوراق للنشر والتوزيع،
عمان ،0111 ،ص.022
-2بوبكر عميروش ،دور المدقق الخارجي في تقیيم المخاطر وتحسین نظام الرقابة الداخلية لعمليات المخزون داخل
المؤسسة ،مذكرة ماجستير ،تخصص دراسات مالية ومحاسبية معمقة ،جامعة فرحات عباس ،سطيف ،0100 ،ص.02
-3وليام توماس ،أمرسون هنكي ،المراجعة بین التنظیر والتطبیق ،ترجمة وتعريب أحمد حامد حجاج ،كمال الدين سعد،
سلطان دمحم علي سلطان ،دار المريخ ،الرياض ،0122 ،ص.000
-2خصائص أدلة اإلثبات
.1الكفاية :أي أن تكون األدلة التي يحصل عليها المدقق الداخلي بالقدر الكافي والضروري لدعم رأيه الفني
عن صحة القوائم المالية المقدمة ،وبما أن المدقق الداخلي يلجأ إلى استخدام االختبارات اإلحصائية أو
أسلوب العينات ،فإن هذا يتطلب منه معرفة ما هو حجم العينة المالئم لدعم رأيه.1
.2المالئمة :ويقصد بمالئمة الدليل توافقه مع العنصر الذي يجمع بخصوصه ،واحتوائه على قدر مفيد من
المعلومات التي يمكن أن تساعد مستخدمي الدليل على استنباط بعض المؤشرات بخصوص حالة
العنصر الذي يخصه هذا الدليل.2
.1الوجود الفعلي :يعتبر الوجود الفعلي عن طريق الجرد من أهم أدلة اإلثبات الموثوق فيها كونه يتم من
قبل المدقق نفسه.3
ويقصد بالوجود الفعلي إمكانية التأكد من وجود البند ماديا عن طريق المعاينة ،ولكن ليس جميع بنود القوائم
المالية يمكن التأكد من وجودها ،وانما البنود فقط التي لها كيان مادي ملموس ،فالتأكد من الوجود الفعلي ال
يعتبر دليال كافيا لصحته بل يجب أن يقترن بإثبات ملكية المؤسسة له.4
.2المستندات :تعتبر المستندات دليل للقيد المحاسبي ،الذي يعتمد عليه المدقق بصورة كبيرة في عمله
وهي ثالثة أنواع:5
مستندات معدة خارج المؤسسة ومستعملة داخلها :كفواتير الشراء؛
مستندات معدة داخل المؤسسة ومستعملة خارجها :كفواتير البيع وايصاالت القبض؛
مستندات معدة ومستعملة داخل المؤسسة :كالدفاتر الحسابية المختلفة.
-1غسان فالح المطارنة ،تدقیق الحسابات المعاصر الناحية النظرية ،مرجع سبق ذكره ،ص.022
2محمود ناجي درويش ،أصول المراجعة ،الدار الجامعية ،االسكندرية ،0111 ،ص.20
-3أحمد حلمي جمعة ،المدخل الحدیث لتدقیق الحسابات ،مرجع سبق ذكره ،ص.001
-4شدري معمر سعاد ،دور المراجعة الداخلية في تقیيم اآلداء في المؤسسة االقتصادية ،مرجع سبق ذكره ،ص.22
-5خالد أمين عبد هللا ،علم تدقیق الحسابات الناحية النظرية والعملية ،الطبعة الرابعة ،دار وائل للنشر والتوزيع ،عمان،
،0112ص.001-002
.3الدقة الحسابية والفنية للعمليات المقیدة بالدفاتر :تعتبر الدقة الحسابية والفنية للعمليات المقيدة في
الدفاتر والسجالت قرينة ودليل على صحة العمليات ودقة البيانات ،وذلك يتحقق من خالل رجوع المدقق
إلى العمليات المسجلة في الدفاتر والمستندات ودفاتر األستاذ وموازين التدقيق والكشوف المالية األخرى.1
.4المصادقات :وهي عبارة عن اعترافات وشهادات من المدينين والدائنين بصحة الرصيد أو عدم صحته ،إذ
يتم إعدادها من طرف المؤسسة موضوع التدقيق بطلب من المدقق على أن يكون الرد موجه إليه مباشرة
وتأخذ المصادقات األشكال التالية:2
مصادقات ایجابية :في هذه الحالة يطلب من الطرف اآلخر التقرير على صحة أو خطأ الرصيد
الموضح في المصادقة
مصادقات سلبية :في هذه الحالة يطلب من الطرف اآلخر التقرير على خطأ الرصيد المبين في
المصادقة وعدم التقرير في حالة صحته؛
مصادقات عمياء :في هذه الحالة يتم إعداد المصادقة بدون رصيد ويطلب من الطرف اآلخر التقرير عن
الرصيد المتواجد في دفاتره.
.5االستفسارات من المؤسسة :يكون االستفسار شفويا وتحريريا وعلى المدقق أن يحرص في البحث عن
تعزيز اإلجابات التي يتلقاها قبل أن يقتنع بها ،وهذا األسلوب ذاتي بطبيعته إذ يعتمد كثي ار على تفسير
المدقق وحكمه الشخصي.3
.6اإلجراءات التحلیلية :يتم من خالل اإلجراءات التحليلية التعرف على المؤشرات والنسب المالية للمؤسسة
ومقارنتها بسنوات سابقة أو بقطاعات مماثلة لنفس القطاع الذي تعمل فيه المؤسسة محل التدقيق.4
.7وجود نظام سليم للرقابة الداخلية :إن وجود نظام سليم للرقابة الداخلية من شأنه أن يقلل فرص ارتكاب
األخطاء إلى أقل حد ممكن وسرعة اكتشافها عند حدوثها ،وعليه فوجود نظام سليم للرقابة الداخلية يعطي
نوعا من التأكيد للمدقق أن البيانات والمعلومات التي تظهرها الدفاتر سليمة ،ويمكن االعتماد على
صحتها.5
-1أحمد حلمي جمعة ،المدخل الحدیث لتدقیق الحسابات ،مرجع سبق ذكره ،ص.001
-2دمحم توهامي طواهر ،مسعود صديقي ،المراجعة وتدقیق الحسابات ،مرجع سبق ذكره ،ص.001-002
-3خلف عبد هللا الوردات ،التدقیق الداخلي بین النظرية والتطبیق ،مرجع سبق ذكره ،ص.21
-4أحمد حلمي جمعة ،المدخل الحدیث لتدقیق الحسابات ،مرجع سبق ذكره ،ص.001
-5مصطفى عيسى خيضر ،المراجعة (المفاهيم والمعاییر واالجراءات) ،الطبعة الثانية ،مطابع جامعة الملك سعود ،المملكة
العربية السعودية ،0112 ،ص.020
.8صحة األرصدة من الناحية الحسابية :وذلك بتدقيق صحة الحسابات وكذا نقل المبالغ أو ترحيلها وتدقيق
المستندات المؤيدة للعمليات للتأكد من صحة جميع األرصدة الحسابية.1
عند نهاية عملية التدقيق يقوم المدقق الداخلي بإعداد تقرير يتضمن رأيه الفني بخصوص القوائم المالية
ومدى صحتها ومصداقيتها ،كما يحتوي هذا التقرير على النتائج والمالحظات المسجلة بشأنها.
فالتقرير يعتبر المنتج النهائي لعملية التدقيق لذلك تم وضع معايير البد من االلتزام بها أثناء إعداده بحيث
تتعلق هذه المعايير بكيفية ومحتوى التقرير.
-1تعريف التقرير
يعرف التقرير بأنه :وثيقة مكتوبة صادرة عن شخص مهني يكون أهال إلبداء رأي فني محايد بهدف
إعالم مستخدمي البيانات المعلومات حول درجة التطابق بين المعلومات المالية بمعناها المهني المتعارف
عليه ( المبادئ المحاسبية المتعارف عليها ) بهدف إبداء رأي فني محايد عن ما إذا كانت البيانات المالية
التي أعدتها المؤسسة تعطي صورة صحيحة وعادلة عن المركز المالي للمؤسسة ،ونتائج أعمالها في السنة
المالية محل التدقيق.2
.1التقرير األولي للتدقیق الداخلي :يتم إعداد هذا التقرير من خالل أوراق إبراز وتحليل المشاكل التي تم
إعدادها أثناء تنفيذ برنامج التدقيق الداخلي ،والتي تشتمل على كافة المشاكل واالنحرافات والمخالفات
التي اكتشفها المدقق الداخلي أثناء تنفيذه للمهمة ،وهذا التقرير يعتبر أساس إعداد التقرير النهائي.3
.2حق الرد من األشخاص المدققة أعمالهم :يتم عقد اجتماع بين المدقق الداخلي الذي قام بمهمة التدقيق
واألشخاص المدققة أعمالهم ،وفي هذا االجتماع يقوم المدقق الداخلي بعرض المالحظات والنتائج التي
توصل إليها مدعمة باألدلة المؤيدة لها ،إضافة إلى التوصيات المقترحة بشأنها بعدها يتدخل األشخاص
-1خلف عبد هللا الوردات ،التدقیق الداخلي بین النظرية والتدقیق ،مرجع سبق ذكره ،ص.02
-2أحمد حلمي جمعة ،االتجاهات المعاصرة في التدقیق والتأكید ،مرجع سبق ذكره ،ص.221
-3عيادي دمحم لمين ،مساهمة المراجعة في تقیيم نظام المعلومات المحاسبي ،مرجع سبق ذكره ،ص.002
المدققة أعمالهم بالرد على تلك المالحظات والنتائج والتوصيات من خالل التبريرات والتوضيحات
واالنتقادات التي يقدمونها إن كان لديهم ،وقد يؤدي ذلك إلى نزاعات بين الطرفين ،وتظهر هذه النزاعات
في حالتين:1
يقدم المدقق أدلة إثبات قوية ومنه ينتهي النزاع ؛
عدم القدرة على تقديم األدلة ومنه يتنازل المدقق على نقطة النزاع .
.3إعداد التقرير النهائي :بعد انتهاء التدخل ،يتم إعداد تقرير التدقيق الداخلي في صورته النهائية ،ويتم
إرساله ألهم المسؤولين المعنيين واإلدارة إلعالمهم بنتائج مهمة التدقيق والتوصيات المقترحة لمعالجة
المشكالت اإلختالالت التي تكشف خالل عملية التدقيق ،ويجب أن يكون التدقيق موضوعي ،واضح
وبناء ،وأن يتم إعداده وتقديمه في الوقت المناسب.2
.4متابعة تنفیذ التوصيات :بعد اقتراح المدقق الداخلي لمجموعة من التوصيات التصحيحية الواجب القيام
بها بناءا على المالحظات التي سجلها أثناء القيام بمهمته ،فإنه يقوم بمتابعة مدى االلتزام بتنفيذ تلك
التوصيات ،وتنتهي هذه المرحلة عند تنفيذ كل التوصيات المقترحة والتي صادقت عليها اإلدارة .3
.1تقوم اإلدارة العليا باالستفسار من الجهة الخاضعة للتدقيق التخاذ قرار فيما إذا كان من الممكن تطبيق
هذه التوصيات ومتى سيتم تطبيقها وكيف؛
.2تقوم الجهة الخاضعة للتدقيق الداخلي بالمباشرة في تنفيذ التوصيات ؛
.3يقوم المدقق الداخلي بعد منح الجهة الخاضعة للتدقيق مهلة كافية التخاذ اإلجراءات التصحيحية
المطلوبة بمتابعة اتخاذ هذه اإلجراءات أو التأكد من أن اإلدارة تتحمل مسؤولية عدم اتخاذ مثل هذه
اإلجراءات.
تتعدد تقارير التدقيق الداخلي بتعدد الزاوية التي ينظر إليها منها حيث تم تقسيمها من حيث درجة
االلتزام في إعدادها إلى تقارير عامة وتقارير خاصة ،وتم تقسيمها من حيث محتواها من المعلومات إلى
تقارير قصيرة وتقارير مطولة ،بينما قسمها البعض من حيث إبداء الرأي إلى أربعة أنواع:
.1التقرير النظیف :يقوم المدقق الداخلي بإصدار تقارير تتضمن رأيه بدون تحفظ عن القوائم المالية التي
قام بتدقيقها إذا توفرت الشروط التالية:1
أن القوائم المالية قد أعدت وفقا للمبادئ المحاسبية المتعارف عليها والمقبولة قبوال عاما؛
عدم وجود أخطاء جوهرية تؤثر على الحسابات سواء في قائمة الدخل أو في قائمة المركز المالي؛
صدق وعدالة القوائم المالية ودقة تعبيرها عن نتائج أعمال المؤسسة ومركزها المالي؛
حصول المدقق الداخلي على أدلة اإلثبات الكافية والمالئمة التي تبرر رأيه على صدق تعبير القوائم
المالية لنتائج األعمال والمركز المالي في نهاية السنة المالية .
.2التقرير بتحفظ :يقوم المدقق الداخلي باإلدالء برأي متحفظ ،إذا صادف خالل عملية التدقيق أو في
البيانات والمعلومات الواردة في القوائم المالية ما يقيد رأيه ،فيكون في هذه الحالة مقيدا بتحفظات تمثل
اعتراضات أو انتقادات والتي يرى أنه من الضروري اإلشارة إليها ،وقد ترجع هذه التحفظات إلى واحد أو
أكثر من العوامل التالية:2
أن عملية الفحص للدفاتر والسجالت لم تتم وفقا لمعايير التدقيق؛
إعاقة إدارة المؤسسة إلجراءات التدقيق من خالل عدم مساعدة المدقق في الحصول على المصادقات أو
الشهادات من الغير ،وكذلك عدم السماح بحضور الجرد أو زيارة الفروع؛
عدم إعداد القوائم المالية والحسابات الختامية وفقا للمبادئ المحاسبية.
.3التقرير السلبي :يصدر هذا الرأي عندما يتأكد المدقق من أن القوائم المالية ال تمثل الواقع الصحيح
سواء من حيث المركز المالي أو نتيجة األعمال طبقا للمبادئ المحاسبية المتعارف عليها ،وتقع على
المدقق مسؤولية بيان األسباب المؤدية إلصدار مثل هذا الرأي من أدلة براهين مع ذكرها.3
-1جربوع دمحم يوسف ،مراجعة الحسابات بین النظرية والتطبیق ،مرجع سبق ذكره.021 ،
-2دمحم أمين مازون ،التدقیق المحاسبي من منظور المعاییر الدولية ومدى إمكانية تطبيقها في الجزائر ،رسالة ماجستير،
كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير ،جامعة الجزائر ،0100 ،0ص.01-02
-3خالد أمين عبد هللا ،علم تدقیق الحسابات ،مرجع سبق ذكره ،ص.002
ويعتبر الرأي السلبي أم ار نادر الحدوث ألن المدقق يقدم عادة مجموعة من التوصيات قبل تقريره السلبي
وغالبا ما تلتزم المؤسسات بتنفيذ هذه التوصيات.
.4تقرير عدم إبداء الرأي :يتم اتخاذ هذا القرار عند استحالة تطبيق إجراءات التدقيق التي يجب استخدامها
من أجل الخروج برأي فني محايد.1
يستعمل المدقق الداخلي في إطار عمله عدة أدوات لتساعده في تحقيق األهداف التي يريد التوصل
إليها وتصنف هذه األدوات إلى قسمين :أدوات استفهامية وأدوات وصفية.
.1السبر اإلحصائي:
السبر اإلحصائي هو من أهم وسائل االستفهام ،وهو عبارة عن عينات تختار بطريقة عشوائية من
مجتمع إحصائي ،تعمم نتائجها على كل المجتمع من خالل هذه التقنية يهدف المدقق الداخلي إلى تحليل
ظاهرة معينة ،خطأ أو ضعف النظام أو استنتاج مدى تأثيره على الوظيفة محل التدقيق ،وانطالقا من النتائج
فإن المدقق الداخلي يرفع مالحظاته وتوصياته إلى اإلدارة ومسؤولي المؤسسة التخاذ الق اررات.
ويتبع المدقق الداخلي عند استخدام هذه الطريقة ثالث خطوات أساسية:
-1هادي التميمي ،مدخل إلى التدقیق ،الطبعة الثانية ،دار وائل للنشر ،عمان ،0112 ،ص.01
2
-Jacques Renard, Théorie et Pratique de L’Audit Interne, Septième Edition d’organisation,
paris, 2010, p331-342
.3استغالل نتائج التدقیق :يتم استغالل نتائج التدقيق بالقيام بنوعين من التحليل هما:
التحلیل الكمي للنتائج :بحيث يتأكد من أن األخطاء واالنحرافات التي تم الوقوف عليها ال تتعارض مع
األهداف المسطرة.
تحلیل نوعي لألخطاء واالنحرافات :بحيث يتأكد فيها إذا كانت تك اررية أم ال ،أو متعددة أم ال ،وفي
النهاية يتخذ المدقق الداخلي قرار قبول المجتمع أو عدم قبوله.
.2المعلومات اإلحصائية:
.1المعلومات االبتدائية :يقوم المدقق الداخلي بفرزها وذلك ليتمكن من استخراج النتائج أو المالحظات حيث
تسمح التحقيقات بمعرفة النسبة المئوية لألشخاص الذين يجيبون بنعم أو ال.
.2اإلحصائيات الداخلية :وتعد من طرف مراقب التسيير.
.3العینات اإلحصائية :وذلك بأخذ عينة عشوائية من مجتمع مرجعي ،حيث تدرس وتستخرج مالحظات
.1المقابالت
تعتبر المقابالت من أهم الوسائل التي يستعملها المدقق الداخلي بكثرة نظ ار ألهميتها ،فالمدقق يطلب
المقابلة فهو يسمع فقط وال يحاور فيركز على األهداف المراد تحقيقها والتي بدورها هي أداة لتحصيل
المعلومات ،ويتبع المدقق الداخلي عند استخدام هذه الطريقة ثالث خطوات أساسية:
وعند نهاية المقابلة على المدقق الداخلي تلخيص النقاط األساسية المسجلة والتأكد من صحتها
الجتناب األخطاء الناتجة عن عدم الفهم أو النسيان والبحث عن أشخاص آخرين يطرح عليهم األسئلة للتأكد
من صحة المعلومات المتحصل عليها.
.3إعداد ملخص للمقابلة :إذ يقوم المدقق الداخلي بإعادة صياغة وتلخيص الموضوع الذي تم مناقشته من
أجل تسليط الضوء على أهم النقاط المتحصل عليها ،وأهم النقاط التي بقي بحاجتها.
يعتبر اإلعالم اآللي كوسيلة يلجأ إليها المدقق الداخلي إلنجاز مهامه ،حيث يقوم باستغالل البرامج
المتاحة إذ يتم كتابة وطبع الرسوم البيانية الخاصة بتداول الوثائق والتقارير النهائية للتدقيق ومختلف الجداول
الملحقة.
-1المالحظة المادية
من الممكن أن يعتمد المدقق في عملية التدقيق على المالحظة المادية المباشرة للتحقق من تطابق
ماهو مدون على الوثائق ،مع ماهو موجود في الواقع ،ويتعلق األمر ب:1
.1المالحظة المادية لإلجراءات :تهدف مالحظة اإلجراءات إلى تحديد المراحل التي تمر بها عملية أو
نشاط ما ،للتحقق من تطابقه مع ماهو مدون في دليل اإلجراءات واحترام األفراد لها.
.2المالحظة المادية لألصول :تهدف إلى التحقق من وجود األصول وتطبق أساسا على المخزون
االستثمارات السندات والنقدية في الصندوق.
.3المالحظة المادية للوثائق :تهدف إلى التحقق من الوثائق المحاسبية والمستندات المختلفة التي تستخدمها
المؤسسة من حيث تصميمها ،كيفية استخدامها ،وانتقالها.
1
- Jacque Renard, Op, Cit, p355
.4مالحظة التصرفات :ويتعلق األمر بالتدقيق االجتماعي أي مالحظة مدى احترام األفراد للتعليمات
-2السرد
تتميز بعض مراحل عملية التدقيق بصعوبة وصفها ويلجأ المدقق إلى السرد لوصف النظام ،ونميز بين
نوعين:
.1السرد الذي يقوم به الشخص الخاضع للتدقیق :يكون في بداية مهمة التدقيق ويقوم المدقق باالستماع
إلى السرد الذي يقوم به الشخص الخاضع للتدقيق بهدف وصف اإلطار العام للنظام أو النشاط الخاضع
للتدقيق ،وتطرح هذه الطريقة بعض النقائص المتعلقة بتحديد أهم المعلومات التي يحتاجها المدقق إلى
جانب مدى صدق الشخص الذي يقوم بالسرد.
.2سرد يقوم به المدقق :يقوم المدقق بسرد مالحظاته المادية ونتائج االختبارات التي توصل إليها في حالة
صعوبة وصفها عن طريق مخططات تدفق المعلومات ،وعلى المدقق أن يستغل ما قدمه جميع
األطراف.
-3المخطط الوظيفي
يقوم المدقق الداخلي بإعداد المخطط الوظيفي انطالقا من المعلومات التي تحصل عليها من عمليات
االستجواب والمالحظة والسرد التي قام بها في بداية المهمة ،ويعرض هذا المخطط مختلف الوظائف في
المؤسسة إلى جانب األشخاص المسؤولين عن القيام بها ،ويسمح بإثراء المعارف المكتسبة والخاصة بوظائف
المؤسسة وبتحليل مراكز العمل بهدف تحديد نقاط الضعف المرتبطة بسوء تقديم العمل في المؤسسة.
يستخدم هذا الجدول لتحليل الوظائف أو اإلجراءات محل الدراسة إلى أعمال أولية بهدف تحديد نقائص
الفصل بين هذه الوظائف في المؤسسة ومعالجتها.
العمود األول :يتم تحديد األعمال األولية المتعلقة بالوظيفة أو اإلجراء بشكل مفصل ومتسلسل.
العمود الثاني :يتم تحديد طبيعة األعمال األولية ويتعلق األمر بأربعة أنواع رئيسية وهي :األعمال التنفيذية،
الترخيص ،التسجيل المحاسبي ،والمراقبة.
-5خرائط التدفق
تبين هذه الخرائط دورة انتقال الوثائق بين مختلف الوظائف ومراكز المسؤولية ،ويتم من خاللها تحديد
أصل الوثيقة والقنوات التي تمر بها حتى تصل إلى المستخدم النهائي ،وهي تقدم نظرة كاملة عن تسلسل
المعلومات واجراءات انتقالها.
وتهدف هذه الخرائط إلى اختبار دقة اإلجراءات وفعاليتها ،وتستخدم لهذا الغرض رموز موحدة للتعبير
عن مختلف العناصر ويمكن عرضها كمايلي:
المصدر :عيادي دمحم لمين ،مساهمة المراجعة الداخلية في تقييم نظام المعلومات المحاسبية للمؤسسة ،مذكرة
ماجيستير في علوم التسيير ،فرع إدارة أعمال ،جامعة الجزائر ،0112 ،ص.000
وتسمى كذلك قوائم االستبيان ،وهي قائمة نموذجية تشمل مجموعة واقعية من األسئلة والتي تتناول
جميع نواحي النشاط داخل المؤسسة وخاصة العمليات المعتادة مثل عمليات النقدية ،عمليات الشراء والبيع،
أرصدة الدائنين والبنوك ...وغيرها.
خالصة الفصل:
ومن خالل ما تطرقنا له في هذا الفصل من ماهية التدقيق الداخلي ،معايير وأدوات التدقيق ومسار
تنفيذ عملية التدقيق الداخلي ،اتضح أن المدقق الداخلي شخص مستقل داخل المؤسسة ،يتميز بالمؤهالت
العلمية والعملية الواجب توفرها لممارسة عملية التدقيق الداخلي ،وذلك بأتباع منهجية وخطوات مستمدة من
المعايير الخاصة بالتدقيق الداخلي ،وانتهاء بإعطاء رأي فني محايد حول صدق وصحة حسابات المؤسسة
وتمثيلها للمركز المالي ونتائج أعمالها ،وتقديم التصحيحات والتوصيات ومتابعة تنفيذها وعموما فإن مهنة
التدقيق الداخلي وظيفة مهمة داخل المؤسسة ،تهدف إلى حماية أصول وأموال المؤسسة ومساعدة الموظفين
للقيام بأعمالهم مسئولياتهم ،وتنفيذ الخطط واإلجراءات اإلدارية المرسومة ،وتقييم نظام الرقابة الداخلية وتقديم
التوجيهات واإلرشادات والتحسينات وهذا من أجل المحافظة على أداء المؤسسة وتحقيق مختلف الموضوعة.
الفصل الثاني
تمهید:
يكتشف النشاط البنكي العديد من المخاطر التي تتطلب من البنوك اتخاذ إجراءات وتدابير مالئمة
إلدارة وضبط هذه المخاطر ،من أجل التخفيض من التعرض للخسائر المحتملة أو تجنبها ،وتعتبر هذه
المخاطر التشغيلية من أهم المخاطر البنكية خاصة في ظل التطور التكنولوجي المستمر والعولمة والغاء
القيود في ممارسة األنشطة البنكية
ونتيجة لتزايد األزمات المالية في العديد من الدول ،وما رافقها من انهيار مؤسسات إدارة بنكية ذات إلغاء
سمعة وانتشار دوليا ،والتي كان من أبرز أسبابها الضعف الواضح في إدارة وضبط المخاطر التشغيلية إلى
جانب المخاطر األخرى ،مثل مخاطر السوق وغيرها ،وعليه تطلب األمر البحث عن بناء نماذج داخلية
لتقييم هاته المخاطر ،وذلك بتخصيص رأس المال لمواجهتها.
لذلك سنتطرق إلى مفاهيم عامة حول المخاطر التشغيلية ،من خالل تعريف المخاطر التشغيلية والتطرق إلى
مصادرها ثم أنواعها و كيفية قياسها.
كما سنتناول مبادئ وطرق التحكم في المخاطر التشغيلية ،ثم الطرق الداخلية للتحكم فيها وكذا الطرق
الخارجية.
وأخي ار إلى أثر التدقيق الداخلي والمخاطر التشغيلية ،والذي يتضمن العالقة بين التدقيق الداخلي والمخاطر
التشغيلية ،وأخي ار أثر التدقيق الداخلي على المخاطر التشغيلية ،ويتمثل هذا في المباحث التالية:
يعتبر االهتمام بالمخاطر التشغيلية نتيجة لتطور الخيبات المالية والمصرفية وتوسع البنوك لممارسة
أنشطتها على المستوى الدولي ،وزيادة االعتماد على التكنولوجيا الحديثة ،هذا ما أدى إلى البحث عن طبيعة
وحدود المخاطر التي تتعرض لها البنوك ،وسنتطرق من خالل هذا المبحث إلى تعريف هاته المخاطر.
هناك عدة مفاهيم للمخاطر التشغيلية غير أن لجنة بازل اعتبرت المخاطر التشغيلية تعبير له عدة
معاني في النشاط البنكي ،لذلك يتوجب على البنوك واألغراض خاصة أن تعتمد على تعريفها الخاص حيث
أن هذه األخيرة تساعدها في تحديد المخاطر التي تطوي خسائر كبيرة ،و في هذا المطلب سيتم عرض بعض
التعريفات الخاصة بالمخاطر التشغيلية.
التعريف األول :حسب لجنة التنظيم البنكي والمالي (فرنسا) المخاطر التشغيلية هي المخاطر الناتجة
عن عدم تكييف اإلجراءات مع النشاط أو فشلها في تحقيق هدفها ،المخاطر الناتجة عن األشخاص،
األنظمة الداخلية واألحداث الخارجية التي تسبب خسائر غير أنها تعرف ب "مخاطر الخسارة المباشرة
والغير المباشرة الناتجة عن عدم الكفاية أو الفشل في اإلجراءات ،الخسائر التي يتسبب فيها األشخاص
أو األنظمة أو الحوادث الخارجية" ،1يتضمن هذا التعريف الخسائر المباشرة والغير مباشرة ،وهذه األخيرة
تخلف مشاكل تتعلق بالتعريف والقياس.
التعريف الثاني :عرفتها لجنة بازل بأنها "مخاطر التعرض لخسائر التي تنجم عن عدم كفاية أو إخفاق
العمليات الداخلية أو األشخاص أو األنظمة أو التي تنجم عن األحداث الخارجية ويشمل هذا التعريف
المخاطر القانونية ولكن استبعد المخاطر اإلستراتيجية ومخاطر السمعة والمخاطر التنظيمية".2
التعريف الثالث :مخاطر التشغيل هي االفتقار للرقابة الداخلية وضعف سيطرة اإلدارة على مجريات
األمور في البنك والتي يمكن أن تؤدي إلى خسائر مالية نتيجة الخطأ ،غير أن التدليس أو التأخير في
تنفيذ الق اررات في الوقت المناسب أو ممارسة العمل البنكي دون التزامات بالقواعد المحددة مثل تجاوز
1
- p.du montier et D.dupre, pil tage bancaire les normes et la reglementation Bale 2, édition
revue banque, paris, 2005, p30.
2
- Geard naubleau et michel, Le contrôle de gestion bancaire et financieréditionla, revue
banque paris 13, p284.
موظفي االئتمانية المحولة لهم ،كما تتمثل مخاطر التشغيل أيضا على أخطاء نظم تكنولوجيا المعلومات
التي ال توفر المعلومات في الوقت المناسب وبالشكل والدقة المطلوبة.1
من خالل التعاريف السابقة نجد أن أهم المخاطر التشغيلية تنطوي على إمكانية حدوث انهيار في
إجراءات الرقابة الداخلية ،وفي كفاءة إدارة المؤسسة ومن الممكن مثل هذا االنهيار أن يؤدي إلى خسائر
مالية نتيجة األخطاء أو الغش أو التقصير في إجراء الالزم في الوقت المناسب أو إلحاق الضرر بمصالح
البنك بشكل آخر ،كأن يكون ذلك مثاال عن طريق عمالئه أو الموظفين ،المسئولين عن القروض أو موظفين
آخرين يتجاوزون صالحياتهم أو يقومون بعملهم بطريقة غير أخالقية أو بدافع المخاطرة ،أما الجوانب
األخرى من المخاطر التشغيلية قد تشمل تعطل أنظمة تكنولوجيا المعلومات أو وقوع حوادث كالحرائق الكبيرة
وغيرها.
تحدد لجنة بازل بعضا من التغييرات حول طبيعة المخاطر التشغيلية حيث قامت بتحديد أربعة مصادر
2
لهذه المخاطر تتمثل في ما يلي:
تخص الخسائر التي تلحق بالمتعاونين سواء على المستوى الدولي أو المحلي ،أو عبر العالقات التي
تنسجها المؤسسة مع زبائنها أو مساهميها أو منظميها أو الثالثة ما ،يغطي هذا الصنف من األخطار
مجموعة واسعة ومتنوعة.
يمكن أن نضم إلى هذا الصنف األخطار األخالقية المتعلقة بعدم احترام التنظيم الجبائي أو
األخالقي أو االحت ارزية المعمول بها ،ال تتردد المحاكم في معاقبة المؤسسات لما يكون الدعم المغاير للقانون
مقصودا.
يمكن أن تتدرج في هذا المستوى األخطار السياسية المرتبطة بعدم استقرار بلد أو منطقة جغرافية ،مما
يؤدي إلى اجتناب االلتزامات المهمة جدا أو طويلة األمد .أخي ار ال يجب أن تظلل من شأن أخطار الغش
والسرقات بحكم تحكمها في المبالغ الكبيرة.
-1عبد الفغان الحنفي ،إدارة المصارف ،دار الجامعة الجديدة ،اإلسكندرية ،0111 ،ص.00
2
Eric pulurque, gestion bancaire, edition, paris, 2003, p.p 65-66
األخطاء المتعلقة باإلجراءات ب-
أنها تخص الخسائر الناجمة عن فشل الصفقات التي تحكم حسابات الزبائن أو بمناسبة التسويات أو
أي عملية من عمليات النشاط التجاري ،تحدث أحيانا عن األخطار اإلدارية التي تنجر عنها انقطاع
الستم اررية معالجة الملفات والعمليات هذه األخطار في حد ذاتها مرتبطة بأخطار أجهزة اإلعالم اآللي التي
قد تؤدي إلى شلل خام في حالة استحالة استعمالها.
تغطي هذه األخطار الخسائر المترتبة عن توقف النشاط أو عدم توفر النظام نتيجة لوجود مشكل في البنية
التحتية أو مشكل تقني ،نجد هنا أخطار األنظمة المختصة في تخزين المعلومات في قواعد معلومات ،يجب
أن تبقى هذه األخيرة قابلة لالستغالل على الدوام ،خاصة من قبل مستشاري الزبائن ،المجبرين على االعتماد
على هذه المعلومات من أجل تقديم عرض.
توافق هذه األخطار الخسائر الناجمة عن األعمال المرتبطة بعناصر خارجية ،خاصة الغش الخارجي ،أو
األعمال التي تتسبب في أضرار تمس سلبا نشاط المؤسسة إلى هذا الصنف ،نجد هنا األخطار البيئية التي
قد ينجر عنها التوقف وحتى اختفاء وسيلة العمل :العواصف ،الفيضانات ،الحريق...الخ.1
الغش الداخلي
تعطل األنظمة وسیر الغش الخارجي
العمليات
المخاطر
التشغیلية
الزبائن واألعمال التشغیل واألمن في
الملموسة
المصدرEric lalarque. Gestion bancaire :
1
Enic la banque, q-cil, p67
المطلب الثاني :أنواع المخاطر التشغیلية
أكدت لجنة بازل أن المخاطر التشغيلية تعبير له عدة معاني في الصناعة البنكية لذلك يتوجب البنوك
وألغراض داخلية أن تعتمد على تعريفها الخاص بالمخاطر التشغيلية كون ذلك يساعدها في تحديد المخاطر
التي تطوي على خسائر كبيرة ،وفيما يلي أنواع المخاطر التشغيلية وتفسير لكل نوع منها حسب ما أوردتها
ورقة الممارسة السليمة ( )0110المعدة من قبل لجنة بازل في الجدول (:)10
الجدول رقم ( :)12أنواع المخاطر
-1بوعتروس عبد الحق ،إدارة المخاطر التشغیلية وأثرها على السالمة المصرفية وفق اتفاقية بازل ،2أطروحة دكتوراه،
جامعة قسنطينة ،0102-0112 ،0ص.000-012
المبدأ الثالث:
يتعين أن تتولى اإلدارة العليا التنفيذية المسؤولية عن تطبيق إدارة المخاطر التشغيلية يقرره مجلس
اإلدارة ويجب أن يطبق جميع وحدات المؤسسة البنكية ،وأن يكون الموظفون في كافة المستويات على دراية
بمسؤولياتهم فيما يتعلق المخاطر التشغيلية كما ينبغي على اإلدارة العليا أيضا أن تتولى المسؤولية على
تطوير السياسات والطرق واإلجراءات الخاصة بإدارة المخاطر التشغيلية في كافه أنظمه وأنشطة البنك
ومنتجاته لتحقيق الم بدأ الثالث المتمثل في مسؤولية اإلدارة العليا في تنفيذ إطار إدارة المخاطر التشغيلية،
وايجاد المصادر الالزمة لذلك ترجمة إداره المخاطر التشغيلية الذي يضعه مجلس اإلدارة في صوره سياسية
وسائل إجراءات أكثر تحديدا يمكن تطبيقها تحقق منها في مختلف وحدات العمل ،وفي حيث أن كل مسؤول
في أي مستوى من مستويات اإلدارة يكون مسؤول عن مدى وفعالية السياسات والوسائل واإلجراءات وضوابط
الرقابية في نطاق مسؤولياته لذلك يتعين على اإلدارة تعيين حدود الصالحيات المخولة 1والمسؤولة ومستويات
رفع التقرير حيث توضح حدوث هذه المسؤولية كما تتضمن هذه المسؤولية ضمان توفر الموارد الضرورية
إلدارة المخاطر التشغيلية بفعالية ،باإلضافة الى ذلك يجب ان تقوم اإلدارة العليا بتقييم مدى مالئمة طريقة
اإلشراف على إدارة المخاطر التشغيلية على ضوء المخاطر الالزمة لسياسة وحده العمل وأن تتضمن إبالغ
كافة الموظفين بحدود مسؤولياتهم ،كما يجب على اإلدارة العليا أن تتأكد أيام البنك بأنشطة بواسطة موظفين
فعالين تتوفر فيهم الخبرة الضرورية والقدرات الفنية وأن الموظفين المسؤولية عن متابعة تطبيق سياسة
المخاطر بالبنك يتمتعون بصالحيات مستقلة عن وحدات العمل التي يشرفون عليها.
المبدأ الرابع:
يجب على البنوك وضع تعريف وتقييم للمخاطر التشغيلية المالزمة لمنتجاتها وأنشطتها والعمليات
المتعلقة بمعالج المنتجات وأنظمتها ،كما يجب عليها ضمان خضوع لكافة أوجه المخاطر التشغيلية في
المنتجات الجديدة واألنشطة واألنظمة وطرق العمل للتقييم قبل طرحها.
وبتحقيق المبدأ الرابع في تعريف وتقييم وقياس المخاطر التشغيلية فإنه يجب على البنوك األخذ في
اإلعتبار كل العوامل الداخلية مثل مدى تعقد هيكل وطبيعة أنشطة البنك وكفاءة الموظفين ،والعوامل
الخارجية مثل التغيرات في الصناعة المصرفية والتطورات التقنية التي يمكن أن تؤثر بشكل كبير على تحقيق
أهداف البنك ،باإلضا فة إلى تحديد المخاطر المحتملة ،فعنه يتعين على البنك أن يقيم إحتماالت مواجهة هذه
كما يستلزم البنك إستخدام طرق تحديد وتقييم المخاطر التشغيلية باإلعتماد على التقييم الذاتي ،وكذلك
القيام بمسح المخاطر ،وتحديد المؤشرات الرئيسية للمخاطر ثم القيام بالقياس.
المبدأ الخامس:
يجب على البنوك إيجاد طريقة لضمان استمرار تقييم المستوى المقدر للمخاطر التشغيلية واإلحتماالت
المادية للتعرض للخسائر ،ويجب أن تكون هناك تقارير منتظمة بشأن المعلومات ذات الصلة ترفع اإلدارة
العليا ومجلس الغدارة بحيث تدعم الغدارة التفاعلية للمخاطر التشغيلية.
ولتحقيق المبدأ الخامس المتعلق بمتابعة المستوى المقدر للمخاطر التشغيلية واإلحتماالت المادية
للتعرض للخسائر وعمل التقارير ،وذلك من خالل قيام البنك بتحديد مؤشرات يمكن التنبؤ بموجبها بالخسائر
المستقبلية والمعروفة بمؤشرات المخاطر الرئيسية أو مؤشرات اإلنذار ،فمثال نسبة إجمالي األصول إلى عدد
المستخدمين من مؤشرات القياس المخاطر التشغيلية ،كما يجب أن تعكس إدارة المخاطر التشغيلية ووتيرة
مراقبة المخاطر المنية وطبية وتيرة التغيرات في البيئة التشغيلية ،في حين يتعين أن تتلقى اإلدارة العليا تقارير
منتظمة من كل وحدات العمل وادارات التدقيق الداخلي.
المبدأ السادس
يجب أن تتوفر لدى البنوك سياسات وطرق واجراءات للسيطرة على المخاطر التشغيلية الجوهرية
والعمل للحد منها وتخفيف آثارها ،كما يجب على البنوك أن تعمل على تقييم جدوى إعتماد استراتيجيات بديلة
لتحديد المخاطر والسيطرة عليها وأن تعدل من المستوى المقدر لمخاطرها التشغيلية باستخدام االستراتيجيات
المناسبة على ضوء مدى قدرتها الكلية على تحمل المخاطر.1
ولتحقيق المبدأ السادس المتمثل في توفير طرق واجراءات للسيطرة على المخاطر التشغيلية وتقلبها
بحيث يجب أن تصمم أنشطة الرقابة بحيث تكون قادرة على مراقبة المخاطر التشغيلية التي يحددها البنك،
ويتعين على البنك أن يقرر المدى الذي يمكن أن يذهب إليه في إستخدام إجراءات السيطرة وغيرها من
التقنيات المناسبة وأن يتحمل المخاطر.
كما يمكن التقليل من حجم المخاطر التي تواجهها البنوك بتحويل بعض األنشطة إلى آخرين لديهم
الخبرة والقدرة على إدارة المخاطر المتعلقة بأنشطة العمل المتخصصة ،ولكن يجب على البنك أن يضع
سياسات سليمة إلدارة المخاطر المرتبطة بأنشطة تزويد خدمة العمليات المصرفية.
وبناء على أهمية وخطورة األنشطة أن تدرك التأثير المحتمل على عملياتها وعمالتها الذي يمكن أن
يترتب على أي قصور محتمل في الخدمات التي تقدم من طرف آلخر أو موردي الخدمات ،ويشمل ذلك
األعمال التشغيلية وأي عطل محتمل في األعمال أو إخفاق من جانب األطراف الخارجية ،وااللتزامات
الخاصة بكل طرف محدد بوضوح ومفهومة قابلة للتطبيق.
عندما تكون المخاطر ذات أهمية يتعين أن يتسم قرار اإلنفاق على جزء معين من المخاطر أو التامين
عليها بشفافية داخل البنك وأن يكون متسقا مع اإلستراتيجية العامة للبنك وقدرته على إستعاب المخاطر.
المبدأ السابع:
يتعين على الجهات اإلشرافية أن تجري تقييما منتظما ،سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة ،لسياسات
البنوك واجراءاتها وممارساتها فيما يتعلق بالمخاطر التشغيلية ،وعلى الجهات اإلشرافية أيضا أن تتأكد من
وجود آليات مناسبة إلعداد التقارير بما يسمح أن تكون على دراية بالتطورات الجارية في البنوك.
ولتحقيق المبدأ السابع المتمثل في توفير خطط الطوارئ ومواصلة األنشطة ،يتعين على البنوك أن
تحدد اآلليات البديلة إلستئناف الخدمة في حال أي توقف ويجب توجيه إهتمام خاص للقدرة على إسترجاع
السجالت اإللكترونية والمادية الضرورية إلستئناف األنشطة.
كما يتعين على البنك أن يقوم بمراجعات دورية لخطط الطوارئ ومواصلة األعمال حتى تكون متسقة
مع العمليات الجارية للبنك وخططه اإلستراتيجية ،من خالل وضع خطط إختيارية دورية لضمان قدرة البنك
على تنفيذها في حال التعرض لتوقف خطير في األعمال.
كذلك فإن المبدأ الرابع والخامس والسادس والسابع يدل على تصنيف هو تقييم المخاطر التشغيلية من
خالل التقليل منها والتحكم فيها.
المبدأ الثامن:
يتعين على الجهات اإلشرافية أن تتأكد من أن كافة البنوك والمؤسسات المالية الخاضعة لرقابتها بغض
النظر عن حجمها ،يتوفر لديها إطار فعال لتحديد وتقيم ومراقبة والحد من المخاطر التشغيلية الجوهرية
والسيطرة عليها وذلك من خالل منهج إلدارة المخاطر.
ولتحقيق المبدأ الثامن المتمثل في دور الجهات اإلشراقية بالمطالبة بتوفير إطار فعال للغدارة
التشغيلية ،بحيث تتوافق مع حجم ودرجة التعقيد في المخاطر التشغيلية التي تواجهها.1
المبدأ التاسع:
يتعين على الجهات اإلشرافية أن تجري تقييما منتظما ،سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة ،لسياسات
البنوك واجراءاتها وممارساتها فيما بتعلق بالمخاطر التشغيلية ،وعلى الجهات اإلشرافية أيضا أن تتأكد من
وجود آليات مناسبة إلعداد التقارير بما يسمح أن تكون على دراية بالتطورات الجارية في البنوك ولتحقيق
المبدأ التاسع المتمثل في دور الجهات اإلشرافية في تقييم سياسات واجراءات البنوك يجب أن يتضمن التقييم
المستقل للمخاطر التشغيلية الذي تقوم به الجهات اإلشرافية مراجعة الطرق تقييم كفاية رأس المال لمخاطر
التشغيلية بالتناسب مع حجم المخاطر ومقارنتها باألهداف الداخلية لرأس المال ،من خالل فعالية طرق إدارة
المخاطر والرقابة عليها فيما يتعلق بالمخاطر التشغيلية ،كذلك أنظمة البنك الخاصة بالمتابعة واعداد التقارير
بشأن المخاطر التشغيلية ،بما في ذلك البيانات المتلقة بالخسائر وغيرها من المؤشرات الخسائر المحتملة من
أجل اإلجراءات البنك السري لتصحيح أحداث المخاطر التشغيلية والتعرض لها ،باإلضافة إلى نظم الرقابة
الداخلية ومراجعة والتدقيق لضمان سالمة الطرق العامة لغدارة المخاطر التشغيلية وتحقيق جودة وشمولية
خطط الطوارئ ومواصلة األعمال.
وفي هذا اإلطار يعتبر المبدأ الثامن والتاسع ضمن تصنيف يشمل تفعيل دور السلطات الرقابية
واإلشرافية.
المبدأ العاشر:
يتعين على البنوك أن تقوم بعمليات وافية من اإلفصاح العام حتى تمكن المتعاملين في السوق من
تقييم منهجها في إدارة المخاطر التشغيلية.
ولتحقيق مبدأ العاشر المتمثل في اإلفصاح عن طرق البنك يجب أن يتناسب اإلفصاح مع حجم ومدى
تقد عمليات البنك إضافة إلى حاجة السوق إلى مثل هذه المعلومات على الرغم من أن لجن بازل لم تحدد
مجال اإلفصاح عن المخاطر التشغيلية بصورة واضحة بسبب رئيسي يعود إلى أن البنوك مازالت في طور
إعداد طرق تقييم المخاطر التشغيلية ،فإنه يتعين على أي بنك أن يفصح على إطاره الخاص بإدارة المخاطر
التشغيلية بالصورة التي تمكن المستثمرين واألطراف ذات العالقة من الحكم على قدرة البنك في تحديد ومراقبة
المخاطر التشغيلية والتحكم فيها.
بعد التطرق في المبحث السابق إلى أهم مبادئ الممارسة السليمة في تقييم المخاطر التشغيلية ،و كذا
الطرق الداخلية والخارجية للتحكم في المخاطر التشغيلية ،سنتحدث في هذا المبحث على العالقة بين
التدقيق الداخلي والمخاطر التشغيلية وكذا مسؤولية المدقق الداخلي تجاه هاته المخاطر وفي األخير أثر
التدقيق الداخلي على المخاطر التشغيلية.
إن التدقيق الداخلي لم تعد لها وجود مستقل كما كانت من قبل ،قد أصبحت حرة من إطار إدارة
المخاطر .بإضافة أنه يتم بناء الضابط الرقابية عند تصميم أنظمة الرقابة الداخلية التي يتم من خاللها التأكد
من أهداف المؤسسة قد تم تحقيقها ونأخذ هذه الضوابط عدة أشكال أهمها:
-1الضوابط الوقائية
وهي الضوابط التي يتم وضعها اكتشاف األخطاء واالختراقات قبل حدوثها ،ويتم بناؤها ضمن النظام
بحيث تكون جزءا من األعمال االعتيادية المؤسسة.
-2الضوابط الكشفية
وهي الضوابط التي يتم تصميمها في النظام ليتم من خاللها تحديد األخطاء واإلختراقات بعد وقوفها
وتعتبر هذه الضوابط أكثر كلفة من الضوابط الوقائية ،إضافة إلى أن بعض األخطاء من الصعب مراقبتها
بشكل مسبق.
-1أم كلتوم زرفة ،دور نظام الرقابة الداخلية في التقلیل من المخاطر ،مذكرة ماستر ،جامعة قاصدي مرباح ،ورقلة،0102 ،
ص.01
ومن أمثلة هذه الضوابط ما يلي:1
الضوابط التصحيحية
وهي الضوابط التي تعمل على التأكد من اإلجراءات التصحيحية واإلختراقات قد تم اتخاذها أو أن هذه
االختراقات لم تحدث مرة ثانية ،وهذه الضوابط تتعامل مع اإلختراقات بعد اكتشافها وحتى تكون هذه الضوابط
ذات كفاءة على اإلدارة وضع نظام يسلط الضوء على االختراقات و ألخطاء ومتابعتها لحين تصحيحها وعدم
السماح بتكرار حدوثها ،ومن أمثلة هذه الضوابط ما يلي:2
الضوابط الرادعة
وهي الضوابط التي تشكل رادع لدى األفراد للقيام بأي إختراقات أو تجاوزات ،من أمثلة هذه الضوابط ما
يلي:3
لقد أصبح دور التدقيق الداخلي أكثر شمولية من قبل ،وقد لوحظ ذلك من تعريف التدقيق الداخلي
حيث أصبح هناك دور التدقيق الداخلي في إدارة المخاطر التشغيلية بالرجوع إلى مبادئ الممارسة السليمة
إلدارة المخاطر التشغيلية الصادرة عن لجنة بازل للرقابة البنكية وبالتحديد المبدأ الثاني الذي ينص على
"يجب أن يضمن مجلس اإلدارة بأن هيكل إدارة المخاطر البنكية يخضع لوظيفة تدقيق فعالة وشاملة ومستقلة
وتنفذ من قبل موظفين أكفاء ومدربين بشكل مالئم ،ويجب أن ال تكون وظيفة التدقيق الداخلي مسؤولة بشكل
مباشر عن إدارة المخاطر التشغيلية".
يتأكد مجلس اإلدارة من أن فريق التدقيق الداخلي في المصرف على جانب عالي من التأهيل العلمي
والعملي ،وتكون مهمته هي التأكد من أن السياسات واإلجراءات يتم تنفيذها بفعالية وتتابعية لضمان
فعالية إستراتيجية مخاطر التشغيل.
كذلك أن تتاح له اإلستقاللية بما يمكن من الوقوف على السياسات واإلجراءات بحرية ودون قيد.
يتطلب التدقيق الداخلي توافر مهارات لفريق العمل تضمن المعرفة واإلمكانية والقدرة على تحليل واتخاذ
القرار خاصة في مثل تشابك العمليات البنكية وتشابكها.
-1رندة دمحم سعيد أوشعبان ،دور التدقیق الداخلي في تقیيم المخاطر التشغیلية ،مذكرة ماجستير ،الجامعة اإلسالمية ،غزة،
ص.21
المطلب الثالث :خطوات المدقق الداخلي لتقیيم المخاطر التشغیلية
يمكن وصف خطوات المدقق الداخلي في تقييم المخاطر التشغيلية على خطوات نذكرها:
-0تحديد المخاطر
-0تقييم المخاطر التشغيلية
-0معالجة الخطر
-2مراقبة المخاطر
-2التقييم الذاتي للمخاطر.
-1تحدید المخاطر
من أجل تقييم المخاطر البد أوال أن يتم تحديدها لكل منتج أو خدمة يقدمها البنك وينطوي عليها
المخاطر ،كما أن عملية تحديد المخاطر يجب أن تكون عملية مستمرة ويجب أن تفهم المخاطر على مستوى
كل عملية مصرفية.
كما أنه يتطلب أن يكون هناك عملية تحديد مستمر ومنتظم وكامل للمخاطر التشغيلية لذلك يتوجب
على المدقق أن:1
التحقق من أنه يوجد في المنشأة عمليات معينة لتحديد المخاطر التشغيلية تحقق من أنه يتأكد من أن
وظيفة المخاطر التشغيلية هي قادرة على تحديد أي نقاط ضعف.
مالحظة أن هذه العملية موثقة بشكل جيد.
نفذت وظيفة المخاطر التشغيلية إجراءات الرقابة التي تعكس أهداف والهيكل التنظيمي للبنك.
بعد أن يتم التعرف على المخاطر ،يجب إن يتم تحليل المخاطر من خالل قياس الحجم المحتمل
للخسارة واحتمال حدوث تلك الخسارة ثم ترتيب األولويات إلى مخاطر حرجة مهمة و غير مهمة ،وبعد
اإلنتهاء من عملية تحليل المخاطر ،فإنه من الضروري إجراء مقارنة بين تقدير المخاطر وقياس المخاطر
-3معالجة الخطر
-4مراقبة المخاطر
على البنوك أن تعمل على إيجاد نظام معلومات قادر على تحديد وقياس المخاطر بدقة ،وبنفس الوقت
واألهمية أن يكون قادر على مراقبة التغيرات المهمة في وضع المخاطر لديه.
يجب على المدققين الداخليين التحقق من وجود عملية التقارير الخارجية التي توفر المعلومات
لألطراف الثالث (مدققين الحسابات الخارجيين ،واألسواق ،الوكاالت الهيئات والمشرفين ،الخ) عن تعرض
المنشأة للمخاطر التشغيلية ،فضال عن السياسات واإلجراءات إلدارتها ،والتحقق أيضا من وجود الوثائق التي
تغطي جميع اإلجراءات المتخذة لتحقيق أهداف الشركة للمخاطر التشغيلية فضال عن سهولة الوصول
والشفافية في البيانات المستخدمة.3
هي عملية تقييم جماعي من قبل موظفين البنك حسب مجال مسؤوليتهم ،للتعرف على مخاطر العمل
ولتقييم إجراءات الرقابة ،ولوضع خطط تطوير الرقابة بإشراف وحدة إدارة المخاطر ،وتعرف أيضا بأنها أحد
مجموعة من الموظفين ذوي الخبرة في إجراءات عمل الوحدات التي يعملون بها ،يجتمعون مع المنسقين
لقد واجهت البنوك عدة أزمات مالية ما يترتب عنها إخفاقات واختفاء للعديد من البنوك ،وعليه تتعرض
البنوك لعدة أنواع من المخاطر التشغيلية ،والتي من بينها االحتيال الداخلي والخارجي ،ممارسات العمل
واألمن في مكان العمل ،ممارسات متعلقة بالعمالء والمنتجات واألعمال ،أضرار باألصول وغيرها .وهذا ما
يؤدي إلى البحث عن الطرق الالزمة والتي من بينها :العمل على الوقاية ،تخفيض القيمة المعرضة للخسائر،
تحمل تكاليف ثابتة ،بعد ذلك القيام بتحويل المخاطر وطريقة أخيرة تحملها.
كما أنه تم وضع عدة طرق لتقدير المخاطر التشغيلية من طرف لجنة بازل ،مع ترك الحرية للبنوك لبناء
نموذج داخلي يؤخذ االعتبار خصوصيات العمل البنكي ،ومن بين هذه النماذج طريقة المؤشر األساسي،
الطريقة المعيارية وطريقة القياس المتقدمة.
من أجل التصدي للتحديات التي تواجه البنوك لمواجهة المخاطر التشغيلية ،تطلب ذلك توفر الظروف
المالئمة والمتمثلة في اإلدارة الخاصة بالمخاطر التشغيلية ،وبناء نماذج داخلية تكون مناسبة لتقدير وقياس
المخاطر التشغيلية وتجنبها في المستقبل ،باإلضافة إلى تفعيل الرقابة االعتماد مبادئ الممارسات السليمة
إلدارة المخاطر و تخصيص رأس المال.
الفصل الثالث
تمهید:
تدعيما للدراسة في الفصلين السابقين ،ارتأينا إلى إجراء دراسة تطبيقية نحاول من خاللها مطابقة
المعرفة النظرية على ما هو موجود في الواقع العملي ،واإلستفادة من تجربة العاملين في الميدان ،حيث
سنعتمد على المقابلة لجمع البيانات وتحليلها ،واستخراج النتائج منها.
قامت السلطات الجزائرية بعد االستقالل بإنشاء نظام بنكي جزائري لتحقيق األهداف المسطرة للتمويل،
فقامت بتأسيس بنوك جديدة وتأميم الفروع األجنبية وهذا من أجل تحقيق األهداف المالية ،و بالتالي قامت
بانشاء البنك الخارجي الجزائري ،وبالتالي سنتطرق لكل من تعريفه ،وظائفه ودوره .
أنشأ البنك الخارجي الجزائري في 0أكتوبر 0122برأسمال قدره 01مليون دينار جزائري ،وقد مر
بعدة مراحل خالل تطوره ،فلعب دور التسهيل (تقديم القروض) والتنمية في مجال التخطيط الوطني والعالقات
االقتصادية والمالية بين الجزائر والدول األخرى ،وتمثل دوره األساسي في القيام بكل العمليات البنكية بين
المؤسسات الصناعية الكبرى والمؤسسات الجانبية.
هو مؤسسة حكومية تم انشاؤها في فترة االستقالل بعد تأميم البنوك األجنبية ،بموجب المرسوم رقم 012/22
الصادر في 10أكتوبر ،0122ويعتبر بنك ودائع مملوكة للدولة ،ويخضع للقانون التجاري مقره الرئيسي في
الجزائر العاصمة ،كانت مهمته عند انشائه تمويل التجارة الخارجية ،أما حاليا فيقوم بعدة اختصاصات كمنح
االعتمادات عن االستيرادات ،واعطاء ضمانات للمصدرين الجزائريين لتسهيل مهامهم.
المطلب الثاني :مهام ووظائف البنك الخارجي الجزائري
-1المهام
نذكر منها ما يلي:
تنمية العالقات التجارية بين المتعاملين الخواص والقطاع العام.
دراسة القروض البنكية للعمالء واخضاعها لشروط المديرية في حالة القروض ذات المبالغ المرتفعة.
استقبال مختلف االيداعات تمويل المشاريع االقتصادية الكبرى.