Mémoire 1

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 63

‫الفصل األول‪ :‬اإلطار النظري التدقيق الداخلي‬

‫المبحث األول‪ :‬عموميات حول التدقيق الداخلي‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم ووظائف التدقيق الداخلي‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أهمية التدقيق الداخلي‬

‫المطلب الثالث‪ :‬أهداف التدقيق الداخلي‬

‫المبحث الثاني‪ :‬معايير التدقيق الداخلي‬

‫المطلب األول‪ :‬المعايير العامة‬

‫المطلب الثاني‪ :‬معايير الفحص الميداني‬

‫المطلب الثالث‪ :‬معايير إعداد التقرير‬

‫المبحث الثالث‪ :‬مسار وأدوات تنفيد عملية التدقيق الداخلي‬

‫المطلب األول‪ :‬مسار تنفيذ عملية التدقيق‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أدوات التدقيق الداخلي‬

‫الفصل الثاني‪ :‬تحديات البنوك في تقييم المخاطر التشغيلية‬

‫المبحث األول‪ :‬عموميات حول المخاطر التشغيلية‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم و مصادر المخاطر التشغيلية‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أنواع المخاطر التشغيلية‬

‫المبحث الثاني‪ :‬مبادئ و طرق التحكم في المخاطر‬

‫المطلب األول‪ :‬مبادئ الممارسة السليمة في تقييم المخاطر التشغيلية‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الطرق الداخلية للتحكم في المخاطر التشغيلية‬

‫المطلب الثالث‪ :‬الطرق الخارجية للتحكم في المخاطر التشغيلية‬


‫المبحث الثالث‪ :‬التدقيق الداخلي والمخاطر التشغيلية‬

‫المطلب األول‪ :‬العالقة بين التدقيق الداخلي والمخاطر التشغيلية‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مسؤولية المدقق الداخلي تجاه المخاطر التشغيلية‬

‫المطلب الثالث‪ :‬خطوات المدقق الداخلي للتقييم المخاطر التشغيلية‬


‫المقدمة العامة‬
‫مقدمة‪:‬‬

‫إن التدقيق الداخلي من أهم الوظائف التي ترتكز عليها المؤسسات لما له من أثر في تصميم وتطوير‬
‫نظام الرقابة الداخلية قياس كفاءة استخدام الموارد المتاحة‪ ،‬ولقد ازدادت الحاجة إلى وظيفة التدقيق الداخلي‬
‫مع ازدياد الفضائح المالية التي هزت عددا من كبريات الشركات في العالم‪ ،‬والتي أنجز عليها وظيفة التدقيق‬
‫الداخلي بشكل متسارع‪ ،‬حيث تحول المفهوم التقليدي الذي يهدف إلى توسيع نطاق عمل المدقق الداخلي إلى‬
‫التنبؤ لهذه األخطاء‪ ،‬باإلضافة إلى تقسيم وتحسين فعالية الرقابة الداخلية داخل المؤسسة اإلقتصادية‪.‬‬

‫وأيضا المخاطر التشغيلية من المواضيع المطروحة بكثرة في الساحة المصرفية مما أدى إلى اإلهتمام‬
‫بها في الفترة األخيرة‪ ،‬كما نعلم أن المخاطر التشغيلية في كل من البنوك والمؤسسات المالية التي تؤثر على‬
‫أنشطتها المختلفة‪ ،‬ومن أصعب المخاطر التي تنشأ إما بسبب العنصر البشري‪ ،‬أو التقنيات المستخدمة أو‬
‫األحداث الخارجية‪ ،‬بدون استثناء مهما كانت فعالية نظام الرقابة الداخلية‪ ،‬ألنه يصعب التنبؤ بها والقضاء‬
‫عليها بصفة نهائية‪ ،‬إال أنه يمكن تقييمها عن طريق استخدام وسائل كالتدقيق الداخلي الذي يعتبر أداة‬
‫تستعمل في كشف الغش واإلحتيال‪.‬‬

‫اآلن الهدف األساسي لكل البنوك إنما ليس التخلص من المخاطر التشغيلية بل كيفية إدارتها والتحكم‬
‫بها للخروج بأقل أضرار‪.‬‬
‫‪ -1‬اإلشكالية‪:‬‬

‫بناء على ما سبق نطرح السؤال األساسي والرئيسي التالي‪:‬‬

‫‪ ‬فيما يكمن دور التدقيق الداخلي في تقييم المخاطر التشغيلية ؟‬

‫وانطالقا مما سبق ولغرض اإللمام بموضوع الدراسة نطرح األسئلة الفرعية التالية‪:‬‬

‫‪ -‬ماهو التدقيق الداخلي ؟‬


‫‪ -‬ما المقصود بالمخاطر التشغيلية ؟‬
‫‪ -‬ماهي العالقة بين التدقيق الداخلي والمخاطر التشغيلية ؟‬
‫‪ -‬ماهي المخاطر التشغيلية التي يوجهها البنك الخارجي الجزائري ؟‬
‫‪ -‬كيف يتم بناء على استعمال التدقيق الداخلي تقييم المخاطر التشغيلية؟‬

‫‪ -2‬فرضيات الدراسة‪:‬‬

‫بغرض اإلجابة عن األسئلة المطروحة سابقا في اإلشكالية‪ ،‬نعتمد الفرضيات التالية‪:‬‬

‫‪ -‬التدقيق الداخلي هو وسيلة للتقليل من الغش‪.‬‬

‫‪ -3‬أسباب إختيار الموضوع‪:‬‬

‫إن إختيارنا لهذا الموضوع ليس من قبيل الصدفة‪ ،‬وانما يعود إلى جملة من األسباب الذاتية والموضوعية‬
‫أهمها‪:‬‬

‫‪ ‬األسباب الذاتية‪:‬‬
‫‪ -‬الرغبة في التعرف على واقع التدقيق الداخلي في البنوك الخارجية‪.‬‬
‫‪ -‬محاولة إثراء مكتبة الجامعة بفائدة علمية ومرجع علمي يستفيد منه الطلبة في اإلختصاص‪.‬‬
‫‪ -‬ارتباط الموضوع بمجال التخصص‪.‬‬
‫‪ ‬األسباب الموضوعية‪:‬‬
‫‪ -‬نقص وعي المؤسسات حول أهمية دور تقييم المخاطر التشغيلية‪.‬‬

‫‪ -‬حاجة المؤسسات اإلقتصادية حول أهمية دور تقييم المخاطر من أجل تحقيق أهدافها وضمان استمرارها‪.‬‬
‫‪ -4‬أهمية الدراسة‪:‬‬

‫تأتي أهمية هذه الدراسة من خالل‪:‬‬

‫‪ -‬معرفة التدقيق الداخلي لكونه أداة إدارية فعالة ال يمكن اإلستغناء عنها في المؤسسة اإلقتصادية‪.‬‬

‫‪ -5‬أهداف الدراسة‪:‬‬

‫تتمثل أهداف الدراسة في كل من الجانبين العلمي والنظري‪:‬‬

‫‪ ‬الجانب النظري‪:‬‬
‫‪ -‬التعرف على التدقيق الداخلي ومعاييره وأدواته‪.‬‬
‫‪ -‬التعرف على المخاطر التشغيلية وطرق تقييمها‪.‬‬
‫‪ -‬مسؤولية المدقق تجاه المخاطر التشغيلية وطرق التحكم فيها‪.‬‬
‫‪ ‬الجنب التطبيقي‪:‬‬
‫‪ -‬من خالل الدراسة التطبيقية سنحاول معرفة المخاطر التشغيلية التي تواجه البنك الخارجي الجزائري‪.‬‬
‫‪ -‬التأكد من وجود مصلحة خاصة بتقييم المخاطر‪.‬‬

‫‪ -6‬المنهج المستخدم‪:‬‬

‫من أجل دراسة إشكالية موضوع بحثنا واإلجابة على األسئلة الفرعية المطروحة واثبات أو نفي‬
‫الفرضيات المتعددة‪ ،‬توجب علينا اإلعتماد على منهجين أساسيين هما‪:‬‬

‫المنهج الوصفي للتعرف على المفاهيم األساسية المتعلقة بموضوع البحث من خالل اإلعتماد على‬
‫المراجع باللغة العربية واألجنبية‪ ،‬وكذا الرسائل والمجالت المرتبطة بالموضوع‪.‬‬

‫وكذا المنهج التحليلي من خالل اآلليات واألدوات التي بها اعتمدنا على دراسة حالة في البنك المركزي‬
‫الجزائري في مديرية المخاطر والرقابة الدائمة‪ ،‬يخص محاولة معرفة المخاطر التشغيلية التي تواجه البنك‬
‫وكيفية تقييمها‪.‬‬
‫‪ -7‬أدوات الدراسة‪:‬‬

‫في إطار إنجازنا لهذا الموضوع قمنا باستخدام األدوات التالية‪:‬‬

‫‪ -‬بعض المذكرات واألطروحات السابقة‪.‬‬


‫‪ -‬بعض الكتب والمجالت‪.‬‬
‫‪ -‬بعض المواقع والمواثيق الرسمية‪.‬‬

‫‪ -8‬صعوبات الدراسة‪:‬‬
‫‪ -‬صعوبة مطابقة الجانب النظري على الجانب التطبيقي بصفة كلية‪.‬‬
‫‪ -‬صعوبة الحصول على كافة الوثائق والمالحق الالزمة من مكان التربص‪.‬‬

‫‪ -9‬حدود الدراسة‪:‬‬
‫‪ ‬الحدود المكانية‪ :‬تمت هذه الدراسة في البنك الخارجي الجزائري بغية اإلجابة على اإلشكالية المطروحة‬
‫"ماهو دور التدقيق الداخلي في تقييم المخاطر التشغيلية"‬
‫‪ ‬الحدود الزمانية‪ :‬تمت هذه الدراسة خالل الفترة‪ :‬من ‪ 0102/10/10‬إلى شهر ماي ‪.0102‬‬

‫‪ -11‬خطوات الدراسة‪:‬‬

‫من أجل فهم الموضوع بكل جوانبه‪ ،‬قمنا بتقسيم البحث إلى ثالث فصول‪ ،‬فصلين نظريين‪ ،‬وفص‬
‫تطبيقي باإلضافة إلى المقدمة والخاتمة‪.‬‬

‫تطرقنا في الفصل األول إلى عموميات حول التدقيق الداخلي بداية من المبحث األول الذي يشمل كل‬
‫من مفهوم‪ ،‬أهمية‪ ،‬وظائف وأهداف التدقيق الداخلي‪ ،‬وفي البحث الثاني تناولنا معايير التدقيق الداخلي‬
‫المتكون من المعايير العامة ومعايير الفحص الميداني ومعايير إعداد التقرير‪ ،‬أما المبحث األخير فتطرقنا‬
‫إلى مسار وأدوات تنفيذ عملية التدقيق الداخلي‪.‬‬

‫أما الفصل الثاني فقد تطرقنا إلى عموميات حول المخاطر التشغيلية بداية من المبحث األول من‬
‫مفهوم ومصادر‪ ،‬أنواع المخاطر التشغيلية‪ ،‬أما المبحث الثاني فهو عبارة عن طرق التحكم في المخاطر‬
‫التشغيلية الداخلية منها والخارجية‪ ،‬وأخي ار توصلنا إلى العالقة الموجودة بين التدقيق الداخلي والمخاطر‬
‫وكذلك خطوات المدقق الداخلي لتقييم المخاطر التشغيلية ومسؤولية المدقق تجاه المخاطر‬ ‫التشغيلية‪،‬‬
‫التشغيلية‪.‬‬
‫أما الفصل الثالث الذي كان عبارة عن دراسة حالة في البنك الخارجي الجزائري بالتحديد في مديرية‬
‫المخاطر الرقابة الدائمة‪.‬‬
‫الفصل األول‬
‫تمهید‪:‬‬
‫إن التدقيق الداخلي وظيفة مهمة في المؤسسة‪ ،‬إذ تعتمد عليها اإلدارة في التخفيف من المسؤولية‬
‫الملقاة على عاتق اإلدارة العليا‪ ،‬فهي وظيفة تقوم بها وحدة متخصصة داخل المؤسسة‪ ،‬ومن مهمتها فحص‬
‫وتقييم كافة العمليات المالية واإلدارية للتأكد من أنها قد تمت وفقا للمعايير المخولة لها‪ ،‬كما تعمل على‬
‫تحسين وتطوير أنظمة الرقابة الداخلية‪ ،‬وكشف كل األخطاء واالنحرافات والعمل على تصحيحها‪ ،‬وتحقيق‬
‫األهداف المسطرة من قبل المؤسسة‪ ،‬وعليه سيتم التطرق في هذا الفصل إلى‪:‬‬
‫المبحث األول‪ :‬ماهية التدقيق الداخلي؛‬
‫المبحث الثاني‪ :‬معايير التدقيق الداخلي؛‬
‫المبحث الثالث‪ :‬مسار وأدوات تنفيذ عملية التدقيق الداخلي‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬التدقیق الداخلي‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف ووظائف التدقیق الداخلي‬

‫كبداية أو مدخل سنتطرق لتعريف التدقيق الداخلي بمختلف التعريفات ثم نذكر وظائفه ‪.‬‬

‫‪ -1‬تعريف التدقیق الداخلي‬

‫سنقدم مجموعة من التعاريف الخاصة بالتدقيق الداخلي‪:1‬‬

‫‪ ‬تعتبر المراجعة الداخلية من أهم الوسائل والطرق التي تستخدمها اإلدارة لغرض التحقق من فاعلية‬
‫الرقابة الداخلية؛‬
‫‪ ‬تعرف المراجعة الداخلية على أنها إحدى حلقات الرقابة الداخلية تعمل على مد اإلدارة بالمعلومات‬
‫المستمرة؛‬
‫‪ ‬تعرف أيضا على أنها تحقيق العمليات والقيود بشكل مستمر في بعض األحيان ويقوم بها فئة من‬
‫الموظفين لحماية األصول وخدمة اإلدارة العليا ومساعدتها في التوصل إلى الكفاية اإلنتاجية القصوى‬
‫والعمل على قياس مدى صالحية النظام المحاسبي وطرف المراقبات األخرى؛‬
‫‪ ‬كما يعرفها البعض بأنها مجموعة من اإلجراءات التي تنشأ داخل الشركة لغرض التحقق من تطبيق‬
‫السياسات اإلدارية والمالية؛‬
‫‪ ‬تعرف أيضا بأنها وظيفة تقييمية مستقلة تنشأ داخل التنظيم المعين بغرض فحص وتقييم األنشطة‬
‫التي يقوم بها هذا التنظيم؛‬
‫‪ ‬التدقيق الداخلي هو وظيفة تقييمية مستقلة تنشأ داخل تنظيم معين بغرض فحص وتقييم األنشطة‬
‫التي يقوم بها هذا التنظيم و يهدف التدقيق الداخلي إلى مساعدة األفراد داخل التنظيم للقيام‬
‫بالمسؤوليات المنوطين بها بدرجة عالية من الكفاءة وذلك عن طريق توفير‪ :‬التحليل‪ ،‬والتقييم‪،‬‬
‫والتوصيات والمشورة‪ ،‬والمعلومات التي تتعلق باألنشطة التي يتم تدقيقها‪.‬‬

‫ومن المهم وجود إدارة مستقلة للتدقيق الداخلي في أي تنظيم‪ ،‬ذلك أن اإلدارة تكون عادة في حاجة‬
‫لمعلومات موضوعية على درجة عالية من الجودة ال تقتصر فقط على المعلومات المالية ولقد أدت الطبيعة‬

‫‪ -1‬رائد عبد ربه‪ ،‬المراجعة الداخلية‪ ،‬الجنادرية للنشر والتوزيع‪ ،‬األردن‪ ،‬عمان‪ ،0101 ،‬ص‪.01‬‬
‫التكاملية للعمليات إلى ضرورة أن يمتد التدقيق الداخلي إلى فحص وتقييم كل األنشطة سواء كانت إدارية أو‬
‫تشغيلية أو محاسبية‪ ،‬أو تتعلق باإلدارة المالية‪.1‬‬

‫يمكن تلخيص طبيعة التدقيق الداخلي في اآلتي‪:2‬‬

‫‪ -‬نشاط داخلي مستقل في المنشأة؛‬


‫‪ -‬أداة رقابية بغرض انتقاد وتقييم جميع الرقابات األخرى التي تكونها اإلدارة أي أنها وظيفة استشارية‬
‫أكثر منها وظيفة تنفيذية؛‬
‫‪ -‬يمتد نشاطها الى جميع الرقابات اإلدارية والمحاسبية‪ ،‬والضبط الداخلي؛‬
‫‪ -‬تعمل على تقييم الرقابة المحاسبية؛‬
‫‪ -‬المدقق الداخلي ال يجب أن يقوم بأي عمل من أعمال التنفيذ أو يشترك في أداء عمل سوف يقوم‬
‫بتدقيقه‪.‬‬

‫من هذه التعريفات نستنتج أن التدقيق الداخلي هو هيئة مستقلة داخل الكيان تقوم بتقييم مدى‬
‫مالئمة النظام مع متطلبات اإلدارة‪.‬‬

‫‪ -2‬وظائف التدقیق الداخلي‬

‫يتمثل في وظيفتين وهي‪:‬‬

‫‪ ‬الفحص‬

‫يعني مفهوم الفحص تدقيق األحداث والوقائع الماضية للتحقق من اآلتي‪:3‬‬

‫‪ -‬دقة و تطبيق الرقابة المحاسبية‪ ،‬ومن امكانية اإلعتماد على البيانات المحاسبية؛‬
‫‪ -‬أن أصول المنشأة قد تم المحاسبة عنها‪ ،‬وأنها محاطة بالحماية الكافية من السرقة واإلهمال؛‬
‫‪ -‬إختبار الرقابة الداخلية خاصة بما يتعلق بالفصل بين وظيفة االحتفاظ ‪ ، custidian‬ووظيفة التنفيذ‬
‫‪Line‬ووظيفة المحاسبة ‪ Accounting‬؛‬

‫‪ -1‬رائد دمحم عبد ربه‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.01‬‬


‫‪ -2‬أحمد حلمي جمعة‪ ،‬المدخل إلى التحقیق الحدیث‪ ،‬دار صفاء للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،0112 ،‬ص‪.10‬‬
‫‪ -3‬أحمد حلمي جمعة‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.10‬‬
‫‪ -‬تقييم الضبط الداخلي من حيث تقسيم األعمال بما يحقق تسلسل تنفيذ العمليات‪ ،‬بحيث يدقق كل‬
‫موظف عمليات الموظف الذي قبله‪ ،‬وبما ال يؤدي إلى تكرار األعمال‪.‬‬

‫‪ ‬التقیيم‬

‫وتعد وظيفة التقييم امتداد لتدقيق األحداث المالية‪ ،‬لذا فإن مفهوم التقييم يتضمن التأكد من أن كل‬
‫جزء من نشاط المنشأة موضع مراقبة؛ وعليه فإن تحقيق هذه الوظيفة يكون من خالل تأسيس برنامج‬
‫للتدقيق الداخلي عن طريق الخريطة التنظيمية وليس على أساس التقارير المالية _مثل التدقيق الخارجي_‬
‫وبناء على ذلك فإن المدقق الداخلي يعد في هذه الحالة ممثال لإلدارة العامة وليس ممثال لإلدارة المالية‪،‬‬
‫وذلك ألنه يقيم مدى تقارب أهداف األنظمة الفرعية مع األهداف التي وضعتها اإلدارة العليا أو مدى‬
‫تمشي النظام مع ما تتطلبه االدارة‪.1‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أهمية التدقیق الداخلي‬

‫ظهرت الحاجة الملحة للمراجعة الداخلية خالل األزمة االقتصادية العالمية ‪ 0100 _0101‬نتيجة‬
‫إلفالس العديد من الشركات وتحمل إدارات هذه الشركات المسؤولية عن ذلك‪ ،‬األمر الذي دفعها الى‬
‫إنشاء وظيفة المراجعة الداخلية لتكون العين الساهرة لها في فحص وتقييم فعالية نظام الرقابة الداخلية‬
‫باعتبارها جزءا منه‪ ،‬حيث أنها تشكل بؤرة هذا النظام وصمام األمان له؛‬

‫وتعتبر وظيفة المراجعة وسيلة تخدم العديد من األطراف ذات العالقة بالمؤسسة ‪-‬سواء من داخلها‬
‫أو من خارجها‪ -‬التي تجد لها مصلحة في التعرف على عدالة المركز المالي للمؤسسة‪ ،‬وقد ازدادت‬
‫أهمية المراجعة الداخلية في وقتنا الحالي نظ ار للخدمات التي تقدمها للإلدارة في مختلف المجاالت‪ ،‬بحيث‬
‫اعتبرت كصمام األمان في يد االدارة‪.2‬‬

‫تكمن أهمية التدقيق الداخلي في كونه يمثل رقابة فعالة تساعد المؤسسة ومالكها على رفع جودة‬
‫األعمال وتقييم األداء والمحافظة على ممتلكات وأصول المؤسسة اضافة انه يعتبر عين وأذن المدقق‬

‫‪ -1‬أحمد حلمي جمعة‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.10‬‬


‫‪2‬‬
‫‪ -‬توام زهية‪ ،‬التطورات الحدیثة للمراجعة ومدى تطبيقاتها في البنوك التجارية‪ ،‬أطروحة دكتوراه‪ ،‬جامعة الجزائر‪،0102 ،0‬‬
‫ص‪.01‬‬
‫الخارجي وأهم آليات التحكم المؤسسي لذلك فقد ظهرت وتطورت وزادت أهميته نتيجة لتضافر مجموعة‬
‫من العوامل المتمثلة فيما يلي‪:1‬‬

‫‪ -‬تطور حجم المنشآت وانتشارها جغرافيا وعلى نطاق واسع مما أدى إلى تباعد المسافة بين اإلدارة‬
‫العليا وبين كافة العاملين‬
‫‪ -‬ظهور الشركات المساهمة وحاجة الجمعية العمومية الى معلومات لسالمة استثمار أموالها وصحة‬
‫وعدالة اإلفصاح عن البيانات والقوائم والحسابات الختامية المنشورة‬
‫‪ -‬االستقالل التنظيمي لإلدارات ضمن الهيكل التنظيمي وتعدد المستويات اإلدارية في المنشأة مما دفع‬
‫باإلدارة الى تفويض السلطات والمسؤوليات ومن ثم حاجة اإلدارة للتأكد من سالمة استعمال السلطات‬
‫وتحمل المسؤوليات المقابلة وفقا للسياسات والنظم واالجراءات المعمول بها‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬أهداف التدقیق الداخلي‬

‫يوجد األهداف الكالسيكية التي يسعون لها المراجعين الداخليين بصفة أساسية إلى تحقيقها وهي‪:2‬‬

‫‪ ‬مراجعة وتقييم نظم الرقابة الداخلية؛‬


‫‪ ‬تحديد مدى التزام العاملين بسياسات المشروع واجراءاته؛‬
‫‪ ‬حماية أصول المشروع؛‬
‫‪ ‬منع الغش واألخطاء واكتشافها اذا ما وقعت؛‬
‫‪ ‬تحديد مدى االعتماد على نظام المحاسبة والتقارير المالية والتأكد من أن المعلومات الواردة فيها‬
‫تعبر بدقة عن الواقع؛‬
‫‪ ‬القيام بمراجعات منتظمة ودورية منتظمة ودورية لألنشطة المختلفة‪ ،‬ورفع تقارير بالنتائج‬
‫والتوصيات الى اإلدارة العليا؛‬
‫‪ ‬تحديد مدى التزام المشروع بالمتطلبات الحكومية االجتماعية؛‬
‫‪ ‬تقيم أداء األفراد بشكل عام؛‬
‫‪ ‬التعاون مع المراجع الخارجي لتحديد مجاالت المراجعة الخارجية؛‬

‫‪ -1‬آدم حديدي‪ ،‬دور التدقیق الداخلي في الحد من المخاطر التشغیلية في البنوك التجارية الجزائرية‪ ،‬دراسة ميدانية‪ ،‬جامعة‬
‫الجلفة‪ ،‬ص‪.2-2‬‬
‫‪ -2‬إيمان ابراهيم حسين‪ ،‬المراجعة والرقابة في النظم المحاسبية‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة‪ ،0102 ،‬ص‪.002-002‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬معاییر التدقیق الداخلي‬

‫تمثل معايير التدقيق الداخلي المبادئ األساسية لمهنة التدقيق الداخلي‪ ،‬والتي يجب على المدققين‬
‫الداخليين االلتزام بها عند أداء مهامهم المختلفة‪ ،‬وتهدف المعايير بشكل عام إلى تحديد الكيفية التي تمارس‬
‫بها وظيفة التدقيق‪ ،‬وتعتبر بمثابة مقاييس لمستوى األداء المهني المطلوب من المدقق الداخلي‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬المعاییر العامة‬

‫المعايير العامة عبارة عن مجموعة مكونة من أربعة معايير رئيسية صادرة من معهد المدققين‬

‫الداخليين والتي تتناول سمات وخصائص الشركات واألفراد الذين يؤدون أنشطة التدقيق الداخلي فيها وهي‬
‫كما يأتي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬معيار االستقاللية‬

‫يعني أن يكون المدقق الداخلي مستقال عن األنشطة التي يقوم بتدقيقها‪ ،‬أي مستقال عن باقي الوظائف‬
‫المتواجدة في المؤسسة‪ ،‬وهذا يتطلب ضرورة أن يكون الوضع التنظيمي لقسم التدقيق الداخلي يتمتع‬
‫باستقاللية كافية بما يسمح بأداء المسؤوليات المنوط بها‪.1‬‬

‫ثانيا‪ :‬معيار الموضوعية‬

‫ويقصد بالموضوعية بأنها‪":‬أمر ذهني يجب أن يتحقق لدى المدقق الداخلي أثناء أدائه لعمله‪ ،‬بحيث‬
‫أال يكون تابع للغير عند إبدائه لرأيه في أي أمر من أمور التدقيق"‪ ،‬بمعنى أنها تتمثل في الواقعية في الحكم‬
‫على عملية التدقيق ويتم ذلك من خالل‪:2‬‬

‫‪ .0‬تحديد اختصاصات العاملين في إدارة التدقيق الداخلي؛‬


‫‪ .0‬تحديد حاالت التعارض في االختصاصات داخل اإلدارة؛‬
‫‪ .0‬تغيير وتبديل المهام بين أعضاء اإلدارة من وقت آلخر؛‬
‫‪ .2‬عدم قيام المدقق بمهام وأعمال تخص إدارات وأقسام أخرى؛‬
‫‪ .2‬عدم قيام أفراد تم تحويلهم من إدارات أخرى إلى إدارة التدقيق الداخلي بتدقيق أعمال سبق لهم القيام بها؛‬

‫‪ -1‬عبد الفتاح الصحن وآخرون‪ ،‬الرقابة والمراجعة الداخلية‪ ،‬المكتب الجامعي الحديث‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،0112 ،‬ص‪.012‬‬
‫‪ -2‬عبد الوهاب نصر‪ ،‬شحاتة السيد شحاتة‪ ،‬الرقابة والمراجعة الداخلية الحدیثة‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪،0112 ،‬‬
‫ص‪.210‬‬
‫‪ .2‬تدقيق نتائج التدقيق الداخلي قبل كتابة التقرير‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬معيار التأهیل العلمي والعملي‬

‫يجب أن يتم الفحص بواسطة شخص أو أشخاص لديهم التدريب الفني الكافي والخبرة كمدقق‪ ،‬فتأهيل‬
‫المدقق يعتمد على ثالثة عناصر أساسية وهي التأهيل العلمي والتأهيل العملي والتعليم المستمر‪.‬‬

‫‪ .1‬التأهیل العلمي‬

‫على المدقق أن يكتسب تأهيال علميا حتى يكون قاد ار على القيام بالمهام التي يكلف بها في مجال‬
‫المحاسبة والتدقيق‪ ،‬بحيث يتم الحصول على هذا التأهيل من خالل الدراسة والتكوين في مختلف المعاهد‬
‫والجامعات والكليات المختصة والتي تقوم بتكوين مدقق المستقبل‪.1‬‬

‫‪ .2‬التأهیل المهني‬

‫يعني أنه على المدقق أن يكتسب الخبرة عن طريق التدريب وهذا قبل ممارسة المهنة بصفة مستقلة‪،‬‬
‫حتى يتعرف على أكبر قدر ممكن من المشاكل التي يمكن أن تواجهه أثناء ممارسة المهنة والتي يجب أن‬
‫يكون ملما بها‪.2‬‬

‫‪ .3‬التعليم المستمر‬

‫على المدقق أن يلتحق بصفة إجبارية أو اختيارية بمختلف برامج التكوين المستمر عن طريق الملتقيات‬
‫والتكوينات باختالفها هذا حتى يقوم بتحديث معلوماته ومعرفته العلمية والعملية ‪ ،‬وهذا ما يتيح له كذلك‬
‫مواكبة آخر مستجدات المهنة‪.3‬‬

‫‪ -1‬الخطيب خالد راغب‪ ،‬رافعي خليل محمود‪ ،‬األصول العلمية والعملية لتدقیق الحسابات‪ ،‬دار المستقبل‪ ،‬عمان‪،0112 ،‬‬
‫ص‪.22‬‬
‫‪ -2‬الخطيب خالد راغب‪ ،‬رافعي خليل محمود‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.21‬‬
‫‪ -3‬عبد الفتاح الصحن وآخرون‪ ،‬أصول المراجعة‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،0111 ،‬ص‪.01‬‬
‫‪ .4‬معيار العناية المهنية‬

‫ويعني معيار العناية المهنية هو أن يقوم المدقق ببذل الجهود المناسبة والممكنة من البداية في عملية‬
‫التدقيق إلى غاية االنتهاء منها انطالقا من كون المدقق ال بد أن يستوفي المعيارين السابقين المتعلقين‬
‫بالتأهيل العلمي والعملي واالستقاللية في أداء مهامه‪ ،‬ويمكن تحديد شروط عامة يجب توافرها في المدقق‬
‫بغية الوصول إلى العناية المهنية المطلوبة وهي‪:1‬‬

‫‪ ‬محاولة الحصول على أنواع المعرفة المتاحة بغية التنبؤ باألخطاء غير المنتظرة‪،‬‬
‫‪ ‬أخذ بعين االعتبار الظروف غير العادية في برنامج التدقيق من أجل الحذر عند فحص العناصر‬
‫المرتبطة به؛‬
‫‪ ‬التقييم العميق لنظام الرقابة الداخلية بغية تحديد مواطن القوة والضعف الذي قد يستغل لحدوث‬
‫تالعبات وغش وال يمنع حدوث أخطاء؛‬
‫‪ ‬العمل على إزالة الشكوك أو االستفسارات المتعلقة بالمفردات ذات األهمية في إبداء الرأي؛‬
‫‪ ‬العمل باستمرار من أجل تطوير مجال خبرته المهنية‪.‬‬

‫ومن هذا يمكن استنتاج أن معيار االستقاللية مع معياري بذل العناية المهنية وتوفير التأهيل‬
‫العلمي والعملي تعتبر من أهم معايير التدقيق المتعارف عليها‪ ،‬حيث أن أي خلل في هذه المعايير سيؤثر‬
‫على المعايير األخرى للتدقيق فعندما يكون المدقق غير مستقل ولم يبذل العناية المهنية الالزمة وليس‬
‫مؤهال علميا أو عمليا فلن يكون هناك حاجة إلى ضرورة تحقيق المعايير األخرى من أجل الوصول إلى‬
‫األهداف المرجوة من التدقيق‪.‬‬

‫‪ -1‬دمحم تهامي طواهر‪ ،‬مسعود صديقي‪ ،‬المراجعة وتدقیق الحسابات‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬بن عكنون‪،0110 ،‬‬
‫ص‪.20-20‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬معاییر الفحص المیداني‬

‫إن توفر الكفاءة واالستقاللية لدى المدقق الداخلي غير كاف لكي يقوم بمهمته على أحسن وجه‪،‬‬
‫واعطاء رأيه الصحيح حول شرعية وصدق الحسابات‪ ،‬فهناك أيضا معايير الفحص الميداني المتعلقة بتنفيذ‬
‫مهمة التدقيق الداخلي يجب على المدقق أن يكون ملما بها‪ ،‬وأن يلتزم بها أثناء تنفيذه للمهمة‪ ،‬وذلك حتى‬
‫يستطيع تقديم عمله بالجودة المطلوبة‪ ،‬وتتمثل معايير العمل الميداني في ثالثة معايير هي‪:1‬‬

‫أوال‪ :‬معيار التخطيط واإلشراف‬

‫يتضمن تخطيط عملية التدقيق‪ ،‬اإلستراتيجية بمعنى الرؤية والخطة التي سيتبعها المدقق الداخلي عند‬
‫قيامه بأعمال التدقيق‪ ،‬ويجب على المدقق الداخلي في نهاية هذه الخطوة أن يقوم بإعداد برنامج التدقيق‬
‫مستفيدا في ذلك بالمعلومات التي حصل عليها خالل فترة التخطيط‪ ،‬ومع مراعاة إمكانية تعديل بعض‬
‫اإلجراءات التي يتضمنها برنامج التدقيق عند الحصول على معلومات إضافية تستوجب التعديل‪ ،‬ولكي‬
‫يتمكن المدقق من التخطيط السليم لعمله‪ ،‬فعليه أن يفهم طبيعة العمل وتنظيمه وطرقه‪ ،‬ألن هذا يمكنه من‬
‫تقدير األثر المحتمل لألحداث والعمليات على القوائم المالية‪.‬‬

‫أما اإلشراف فإنه يتضمن توجيه المساعدين القائمين على تنفيذ وتحقيق أهداف الفحص والتدقيق‪،‬‬
‫وتحديد ما إذا كانت هذه األهداف قد تحققت في نهاية الفحص الميداني أم ال‪.‬‬

‫ويعد وجود اإلشراف المالئم أم ار ضروريا في التدقيق‪ ،‬حيث أن العديد من أنشطة العمل الميداني يتم‬
‫تنفيذها بواسطة مساعدين خبراتهم العملية محدودة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬معيار تقیيم نظام الرقابة الداخلية‬

‫يعتبر نظام الرقابة الداخلية من أهم المفاهيم والجوانب التي تركز عليها عملية التدقيق‪ ،‬وذلك لما يوفره‬
‫من بيانات ومعلومات مالية يمكن االعتماد عليها‪.‬‬

‫الهدف من هذا المعيار هو قيام المدقق بدراسة نظام الرقابة الداخلية في المؤسسة موضوع التدقيق‬
‫والتعرف على مدى سالمته كونه يعتبر النقطة التي ينطلق منها المدقق‪ ،‬فضعف أو قوة نظام الرقابة الداخلية‬

‫‪ -1‬عبد السالم عبد هللا سعيد أبو سرعة‪ ،‬التكامل بین المراجعة الداخلية والمراجعة الخارجية‪ ،‬رسالة ماجستير تخصص‬
‫محاسبة وتدقيق‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،0111 ،‬ص‪.00-00‬‬
‫يحدد مقدار الفحص الذي سيقوم به المدقق حجم العينة‪ ،‬فوجود نظام رقابة داخلية سليم ينتج عنه معلومات‬
‫مالية يمكن االعتماد عليها‪ ،‬ألن تدقيق كافة المعلومات المحاسبية يعد أم ار مستحيال في المؤسسات الكبيرة‬
‫وبالمقابل فإن ضعف نظام الرقابة الداخلية سيصعب من مهمة المدقق باعتباره يلجأ إلى توسيع مجال العينة‪،‬‬
‫ما يتطلب المزيد من الوقت والجهد‪.1‬‬

‫ثالثا‪ :‬معيار كفاية أدلة اإلثبات‬

‫ينص هذا المعيار على ضرورة حصول المدقق على أدلة وقرائن إثبات كافية من خالل قيامه بالفحص‬
‫والمالحظة وارسال المصادقات حتى يستند إليها إلبداء الرأي في القوائم المالية‪.‬‬

‫ويعتمد مفهوم أدلة اإلثبات على فرض القابلية للتدقيق والتحقق‪ ،‬وتعتمد قناعة المدقق بأدلة وقرائن‬
‫اإلثبات على كميتها ونوعيتها‪ ،‬فيجب أن تكون األدلة كافية من أجل تدعيم رأيه‪ ،‬وال بد أن يكون الدليل‬
‫مناسب وفعال وخال من التحيز وكذا قابل للقياس الكمي‪.2‬‬

‫فمعايير الفحص الميداني تؤكد على استعمال المالحظة الشخصية لتسهيل عملية التدقيق‪ ،‬إضافة إلى‬
‫تخطيط عملية التدقيق‪ ،‬والتي تساعد على التوفيق بين الظروف المؤثرة على كل من المؤسسة ومكتب‬
‫التدقيق‪ ،‬كما يمكن إضافة المعلومات التي يحصل عليها المدقق والتي هي أولية حول المؤسسة كونها تزيد‬
‫من جودة الخطة الموضوعة من طرفه‪.3‬‬

‫‪ -1‬أحمد حلمي جمعة‪ ،‬المدخل إلى التدقیق الحدیث‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار صفاء للنشر‪ ،‬عمان‪ ،0112 ،‬ص‪.02-02‬‬
‫‪ -2‬غسان فالح المطارنة‪ ،‬تدقیق الحسابات المعاصر الناحية النظرية‪ ،‬دار المسيرة والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،0112 ،‬ص‪.22‬‬
‫‪ -3‬شدري معمر سعاد‪ ،‬دور المراجعة الداخلية في تقیيم اآلداء في المؤسسة اإلقتصادية‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل درجة ماجستير‪،‬‬
‫فرع مالية المؤسسة‪ ،‬جامعة بومرداس‪ ،0111 ،‬ص‪.22‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬معاییر إعداد التقرير‬

‫إن تقرير المدقق يعتبر الخالصة النهائية لعملية التدقيق‪ ،‬فهو يحتوي على المعلومات المبلغة من‬
‫المدقق لمعظم مستخدمي القوائم المالية‪ ،‬ولذلك فإنه يجب أن يحتوي على كافة المعلومات الالزمة بقدر‬
‫اإلمكان‪ ،‬كما أنه يجب أن يكون واضحا ومختص ار وتحقيقا لذلك فقد حدد مجمع المحاسبين القانونيين‬
‫األمريكي أربعة معايير تحكم إعداد تقرير التدقيق‪ ،‬والمتمثلة في‪:‬‬

‫أوال‪ :‬إعداد القوائم المالية وفقا للمبادئ المحاسبية المتعارف علیها‬

‫وفقا لهذا المعيار يجب على المدقق أن يشير في تقريره بنتائج عملية التدقيق إلى أن القوائم المالية قد‬
‫أعدت وفقا للمبادئ المحاسبية المتعارف عليها‪ ،‬إذ تعتبر مبادئ المحاسبة المتعارف عليها المعيار الذي‬
‫يقاس عليه أو يحكم على صدق وعدالة تلك القوائم المالية‪ ،‬كما تعتبر بمثابة معايير موحدة يستخدمها جميع‬
‫المدققين لضمان مستوى عام من الكفاءة في الممارسة المهنية‪.1‬‬

‫ثانيا‪ :‬الثبات في تطبیق المبادئ المحاسبية المتعارف علیها‬

‫يهدف هذا المعيار إلى التنسيق في تطبيق المبادئ المحاسبية‪ ،‬وذلك لضمان قابلية القوائم المالية‬
‫للمقارنة على مدار الفترات أو السنوات المالية وبالتالي التأثيرات التي أدت إليها هذه القوائم المالية ألن عدم‬
‫الثبات في تطبيق هذه المبادئ يؤدي إلى تداخل بين عناصر اإليرادات والمصاريف للفترات المالية السابقة‪،‬‬
‫وبالتالي النتائج المتوصل إليها تكون غير صحيحة‪.2‬‬

‫ثالثا‪ :‬اإلفصاح الكافي‬

‫يقصد بكفاية اإلفصاح بأن التفسير المتوفر في البيانات المالية يكون بشكل كافي‪ ،‬وأنه قادر على‬
‫عكس قراءة واضحة وصحيحة ودقيقة لمحتويات البيانات المالية من كافة األطراف التي لها مصلحة من هذه‬
‫البيانات‪ ،‬وتلك التي ستتعامل مع هذه البيانات خالل السنوات القادمة‪.3‬‬

‫فالقوائم المالية تقدم معلومات إلى مستخدميها تساعدهم في اتخاذ ق اررات اقتصادية‪ ،‬ولذا يتعين أن‬
‫تكون هذه المعلومات كاملة ومناسبة للقرار وواضحة يسهل فهمها‪ ،‬فإذا تبين للمدقق أن هذه القوائم ال تفصح‬

‫‪ -1‬عبد السالم عبد هللا سعيد أبو سرعة‪ ،‬التكامل بین المراجعة الداخلية والمراجعة الخارجية‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.00‬‬
‫‪ -2‬خالد أمين عبد هللا‪ ،‬علم تدقیق الحسابات‪ ،‬دار المسيرة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،0112 ،‬ص‪.20‬‬
‫‪ -3‬دمحم البشير‪ ،‬اإلفصاح ومعاییر المحاسبة الدولية‪ ،‬مجلة المدقق‪ ،‬العدد‪ ،20‬اب‪ ،0110 ،‬ص‪.00‬‬
‫عن المعلومات الضرورية‪ ،‬فيجب عليه أن يذكر ذلك في تقريره وأن يقيد رأيه‪ ،‬ومفهوم كفاية اإلفصاح ال‬
‫يشتمل فقط على نوع المعلومات التي تقدم وانما يشتمل أيضا على كيفية تقديمها‪.1‬‬

‫رابعا‪ :‬إبداء الرأي‬

‫يجب أن يحتوي التقرير على تعبير المدقق عن رأيه اإلجمالي في القوائم المالية‪ ،‬أو على رأيه عن‬
‫بعض العناصر التي أثرت على عدم إبداء الرأي‪ ،‬وعندما ال يمكن التعبير عن الرأي اإلجمالي في القوائم‬
‫المالية يجب أن يذكر بالتقرير األسباب وراء ذلك‪ ،‬وعندما يقترن اسم المدقق بالقوائم المالية المرفقة بالتقرير‬
‫يجب أن يحدد في التقرير على نحو قاطع إشارة إلى طبيعة عمل المدقق والى درجة مسؤوليته‪.2‬‬

‫من خالل ما سبق يمكن توضيح معايير التدقيق الداخلي كما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬جورج دانيال غالي‪ ،‬تطوير مهنة المراجعة لمواجهة المشكالت المعاصرة وتحديات األلفية الثالثة‪ ،‬الدار الجامعية للطبع‬
‫والنشر والتوزيع‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،0110 ،‬ص‪.020‬‬
‫‪ -2‬ألفين أرينز‪ ،‬جيمس لويك‪ ،‬المراجعة مدخل متكامل‪ ،‬ترجمة دمحم عبد القادر الديسطي‪ ،‬مراجعة أحمد حامد حجاج‪ ،‬دار‬
‫المريخ للنشر‪ ،‬الرياض‪ ،0110 ،‬ص‪.20‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)11‬معايير التدقيق الداخلي‬

‫معاییر التدقیق الداخلي المتعارف علیها‬

‫معيار إعداد التقرير‬ ‫معاییر الفحص المیداني‬ ‫المعاییر العامة‬

‫‪ ‬إعداد القوائم المالية وفقا‬


‫‪ ‬التخطيط واإلشراف‬ ‫‪ ‬االستقاللية‬
‫للمبادئ المحاسبية المتعارف‬
‫‪ ‬تقييم نظام الرقابة‬ ‫‪ ‬الموضوعية‬
‫عليها‬
‫الداخلية‬ ‫‪ ‬التأهيل العلمي‬
‫‪ ‬الثبات في تطبيق المبادئ‬
‫‪ ‬كفاية أدلة اإلثبات‬ ‫والعملي‬
‫المحاسبية المتعارف إليها‬
‫‪ ‬العناية المهنية‬
‫‪ ‬اإلفصاح الكافي‬

‫المصدر‪ :‬من إعداد الطالبتين‬


‫المبحث الثالث‪ :‬مسار وأدوات تنفیذ عملية التدقیق الداخلي‬

‫يتمثل مسار تنفيذ التدقيق الداخلي في مجموعة من الخطوات والوسائل التي يتبعها المدقق الداخلي في‬
‫سبيل تدقيقه وفحصه وتقييمه لألعمال المختلفة داخل المؤسسة‪ ،‬مستعمال في ذلك أدوات معينة لتسهل عليه‬
‫مهمته‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مسار تنفیذ عملية التدقیق الداخلي‬

‫بهدف إيجاد رقابة فعالة على أعمال المؤسسة ومساعدة العاملين فيها على القيام بمسؤولياتهم بشكل‬
‫فعال فإن المدقق الداخلي يسير وفق منهج منظم يتمثل في مجموعة خطوات‪.‬‬

‫أوال‪ :‬التحضیر لمهمة التدقیق الداخلي‬

‫تهدف هذه المرحلة إلى إعداد كل األعمال التحضيرية قبل االنتقال إلى مرحلة التنفيذ‪ ،‬وتتطلب هذه‬
‫المرحلة من المدقق الداخلي القدرة على القراءة‪ ،‬التركيز والفهم للتوصل إلى المعرفة الجيدة بالمؤسسة‪ ،‬وتحديد‬
‫مكان وجود المعلومات الجيدة‪ ،‬واألطراف التي يمكن أن تساعد في تقديمها‪.‬‬

‫وتمر مرحلة التحضير لمهمة التدقيق الداخلي بعدة خطوات هي كاألتي‪:1‬‬

‫‪ .1‬األمر بالمهمة‬

‫األمر بالمهمة هو عبارة عن التفويض الذي تمنحه اإلدارة العامة إلى مصلحة التدقيق الداخلي بهدف‬
‫إعالم المسؤولين عن عملية التدقيق‪.‬‬

‫ويخضع المدقق الداخلي إلى ثالثة مبادئ‪:‬‬

‫‪ .1‬ال يقر المدقق الداخلي بمفرده عن مهمته‪ ،‬وانما يقوم بالمهام التي تطلبها منه اإلدارة العامة؛‬
‫‪ .2‬يجب أن يصدر األمر بالمهمة من سلطة مؤهلة‪ ،‬عادة اإلدارة العامة أو لجنة التدقيق وناد ار من طرف‬
‫مسؤول مديرية مهمة في المؤسسة إذا سمح موقعها في الهيكل التنظيمي بالنسبة لمصلحة التدقيق‬
‫الداخلي؛‬

‫‪ -1‬عيادي دمحم لمين‪ ،‬مساهمة المراجعة الداخلية في تقیيم نظام المعلومات المحاسبي للمؤسسة‪ ،‬مذكرة تدخل ضمن‬
‫متطلبات نيل شهادة ماجستير‪ ،‬فرع إدارة أعمال‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،0112 ،‬ص‪.001‬‬
‫‪ .3‬يسمح األمر بالمهمة بإعالم المسؤولين اللذين لهم عالقة بالمهمة وليس فقط المدققين الداخليين ولكن كل‬
‫األطراف المرتبطة بمهمة التدقيق‪.‬‬

‫‪ .2‬الدراسة والتخطيط‬

‫إن هذه المرحلة تعتبر ضرورية وهامة جدا لنجاح مهمة التدقيق الداخلي‪ ،‬حيث يجب على المدقق‬
‫الداخلي وضع خطة التدقيق المبنية على المخاطر‪ ،‬لتحديد أوليات مهمة التدقيق بما يتالءم واألهداف‬
‫المسطرة‪ ،‬ويتم تنفيذ هذه المرحلة من خالل اآلتي‪:1‬‬

‫‪ .1‬االطالع والفهم‪ :‬في هذه الخطوة يجب على المدقق الداخلي أن يقوم بعملية االضطالع وجمع‬

‫المعلومات الكافية والالزمة التي تمكنه من فهم الموضوع محل التدقيق بغرض‪:‬‬
‫‪ ‬معرفة األهداف المطلوب تحقيقها في هذه المهمة؛‬
‫‪ ‬معرفة الرقابة الداخلية المطبقة في النشاط أو الوظيفة محل التدقيق وتحديد المشاكل األساسية المتعلقة‬
‫بها‪.‬‬

‫‪ .2‬خطة التقارب‪ :‬بعد أن يقوم المدقق الداخلي باالطالع والفهم للمهمة المكلف بها‪ ،‬ومن خالل المعلومات‬

‫التي قام بجمعها‪ ،‬فإنه يقوم بإعداد خطة التقارب وهي عبارة عن وثيقة تظهر في شكل جدول يقوم بتقسيم‬
‫النشاط أو الوظيفة محل التدقيق إلى مجموعة أعمال أولية سهلة المالحظة‪ ،‬حيث يقسم الجدول إلى‬
‫عمودين‪ ،‬يبين العمود األول تقسيمات األعمال أو العمليات األولية‪ ،‬بينما يبين العمود الثاني أهداف تلك‬
‫األعمال أو العمليات‪.‬‬

‫‪ .3‬تحدید مواقع الخطر‪ :‬على المدقق الداخلي أن يقوم بتقييم مدى مالئمة وفعالية إدارة مخاطر النشاط‬

‫وأنظمة الضبط مقارنة بإطار العمل المتعلقة به وفي نهاية هذه الخطوة فإن المدقق يقوم بإكمال جدول‬
‫خطة التقارب بإضافة‪:‬‬
‫‪ ‬عمود ثالث‪ :‬يحدد الخطر المرتبط بكل عمل ؛‬
‫‪ ‬عمود رابع‪ :‬يتضمن تقييم ملخص للخطر حسب ثالثة مستويات (عالي‪ ،‬متوسط‪ ،‬ضعيف)؛‬
‫‪ ‬عمود خامس‪ :‬ذكر وسائل الرقابة الداخلية التي يجب توفيرها إلبطال هذه المخاطر باالعتماد على‬
‫اإلجراءات المعايير اإلشراف األدوات المالئمة واألفراد المؤهلين؛‬

‫‪ -1‬عبد السالم عبد هللا سعيد أبو سرعة‪ ،‬التكامل بین المراجعة الداخلية والمراجعة الخارجیبة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪-22‬‬
‫‪.22‬‬
‫‪ ‬عمود سادس‪ :‬اإلشارة إلى وجود أو عدم وجود اإلجراءات التي تعتبر ذات أهمية‪ ،‬أو أنها موجودة وال‬
‫تؤدي عملها‪ ،‬والعكس غير موجودة ولكن توجد وسائل أخرى تتحكم في العمل‪.‬‬

‫‪ .4‬التقرير التوجیهي‪ :‬يحدد التقرير التوجيهي أسس تحقيق مهمة التدقيق الداخلي ونطاقه‪ ،‬ويعرض‬

‫األهداف التي يسعى المدقق الداخلي إلى تحقيقها كما يعرف مواقع الخطر المحددة سابقا ضمن خطة‬
‫التقارب والتي على ضوئها يتم تحديد نطاق المهمة‪ ،‬كما يتضمن مقترح المدقق بمجاالت تدخالتهم من‬
‫حيث مجال العمل الوظيفي‪ ،‬أي اإلدارة والفروع التي ستخضع للتدقيق ومجال العمل الجغرافي (مكان‬
‫القيام بالمهمة)‪ ،‬وهذا التقرير قابل للتعديل بعد التشاور بين فريق التدقيق والطرف اآلخر الطالب لها‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬تقیيم نظام الرقابة الداخلية‬

‫يقع على عاتق إدارة المؤسسة إقامة نظام سليم للرقابة الداخلية‪ ،‬ومن مسؤوليتها المحافظة عليه والتأكد‬
‫من سالمته‪ ،‬ويقوم التدقيق الداخلي بفحص مدى كفاءة وفعالية نظام الرقابة الداخلية‪ ،‬تحديد نقاط القوة‬
‫والضعف وتقديم التوصيات لتحسين نظام الرقابة الداخلية في المؤسسة‪.‬‬

‫‪ -1‬مفهوم نظام الرقابة الداخلية‬

‫تعددت التعاريف المتناولة لمفهوم نظام الرقابة الداخلية‪ ،‬لكن ما يمكن مالحظته أنها تنصب كلها في‬
‫مجرى واحد‪ ،‬وقبل التطرق إلى مفهوم نظام الرقابة الداخلية سنتناول تعريف للمصطلح " نظام "‪.‬‬

‫عرف ‪ Joel de resnay‬النظام على أنه‪ :‬مجموعة من العناصر المترابطة والمتفاعلة ديناميكيا‪ ،‬وتسعى لتحقيق‬
‫هدف مشترك‪.1‬‬

‫أما عن نظام الرقابة الداخلية فقد عرفه معهد المدققين الداخليين بأنه‪" :‬الخطة التنظيمية والسجالت‬
‫واإلجراءات التي تهدف للمحافظة على موجودات المؤسسة وضمان كفاية استخدامها والتأكد من سالمة ودقة‬
‫السجالت المحاسبية‪ ،‬بحيث تسمح بإعداد بيانات مالية يعتمد عليها ومحضرة طبقا للمبادئ المحاسبية‬
‫المتعارف عليها‪.2‬‬

‫‪ -1‬عبد الرزاق بن حبيب‪ ،‬اقتصاد وتسییر المؤسسة‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،0111 ،‬ص ‪.12‬‬
‫‪2‬‬
‫هادي التميمي‪ ،‬مدخل إلى التدقیق الناحية النظرية والعلمية‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬دار وائل للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪،0112 ،‬‬
‫ص‪.20‬‬
‫‪ -2‬أهداف نظام الرقابة الداخلية‬

‫يمكن بلورة أهداف نظام الرقابة الداخلية كمايلي‪:1‬‬

‫‪ .1‬حماية أصول المؤسسة من السرقة واالختالس والتالعب‬


‫‪ .2‬ضمان تحقيق الدقة المحاسبية للبيانات المحاسبية بما يكفل سالمة البيانات المعلومات والتقارير التي يتم‬
‫إعدادها داخل المؤسسة؛‬
‫‪ .3‬ضمان صحة وسالمة نظم التخطيط والرقابة‪ ،‬تقييم وتنمية الكفاية اإلنتاجية والكفاية اإلدارية ؛‬
‫‪ .4‬ضمان تحقيق السير حسب السياسات اإلدارية وتنفيذ الق اررات المرتبطة بتحقيق األهداف المحددة وضمان‬
‫توفير المالئمة التي تمكن من اتخاذ الق اررات الرشيدة‪.‬‬

‫‪ -3‬خطوات تقیيم نظام الرقابة الداخلية‬

‫يتبع المدقق الداخلي في تقييمه لنظام الرقابة الداخلية خمس خطوات أساسية تتمثل في‪:‬‬

‫‪ .1‬جمع اإلجراءات‪ :‬تهدف هذه المرحلة إلى جمع كل ما يساعد المدقق الداخلي على تقييم األنظمة‬
‫اإلجراءات والمناهج في المؤسسة‪ .‬وتتعلق اإلجراءات بتعليمات تنفيذ األعمال الوثائق المستخدمة‪،‬‬
‫محتواها نشرها وحفظها كذلك الترخيص والمصادقة‪ ،‬تسجيل ومعالجة المعلومات الالزمة لسير المؤسسة‬
‫ومراقبتها‪.2‬‬
‫‪ .2‬اختبارات الفهم‪ :‬يقوم المدقق باختبار اإلجراءات من بدايتها إلى نهايتها بهدف التأكد من تطابق وصف‬
‫اإلجراءات مع ماهو موجود في الواقع‪.3‬‬
‫‪ .3‬التقیيم األولي لنظام الرقابة الداخلية‪ :‬انطالقا من الخطوتين السابقتين يقوم المدقق بالقيام بتقييم أولي‬
‫عن الرقابة الداخلية عن طريق استخراجه مبدئيا لنقاط القوة ونقاط الضعف‪ ،‬وهي تتعلق بتصميم التنظيم‬
‫الموجود في المؤسسة ولكنها ال تدرس تطبيقه الجيد من طرف العمال ويمكن استخدام عدة طرق للتقييم‬
‫األولي لإلجراءات كقوائم استقصاء الرقابة الداخلية المغلقة وتعبر اإلجابات السلبية عموما عن ضعف‬
‫الرقابة الداخلية والتي يتم تحليلها فيما بعد بدقة‪ ،‬واإلجابات االيجابية تعبر عن نقاط قوة الرقابة الداخلية‬

‫‪ -1‬سامي دمحم الوقاد‪ ،‬لؤي دمحم وديان‪ ،‬تدقیق الحسابات‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مكتبة المجتمع العربي للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪،‬‬
‫‪ ،0101‬ص‪.020‬‬
‫‪ -2‬دمحم لمين عيادي‪ ،‬مساهمة المراجعة الداخلية في تقیيم نظام المعلومات المحاسبي للمؤسسة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪،‬‬
‫ص‪.020‬‬
‫‪ -3‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.020‬‬
‫دون توفر الوسائل الالزمة للتحقق منها وعند االنتهاء من مرحلة التقييم األولي يقوم المدقق بإعداد ورقة‬
‫تقييم أهداف اإلجراءات‪.1‬‬
‫‪ .4‬اختبارات االستمرارية‪ :‬يتأكد المدقق الداخلي من خالل هذا النوع من االختبارات من أن نقاط القوة‬
‫المتوصل إليها في التقييم األولي للنظام نقاط قوة فعال أي مطبقة في الواقع وبصفة مستمرة ودائمة‬
‫وتسمح هذه االختبارات من التأكد بأن اإلجراءات التي راقبها إجراءات مطبقة باستمرار وال تحمل خلل‪.2‬‬
‫‪ .5‬التقیيم النهائي لنظام الرقابة الداخلية‪ :‬اعتمادا على اختبارات االستم اررية السابقة يتمكن المدقق من‬
‫الوقوف على ضعف النظام وسوء سيره عند اكتشاف سوء أو عدم تطبيق نقاط القوة‪ ،‬باإلضافة إلى نقاط‬
‫الضعف التي توصل إليها المدقق عند التقييم األولي لذلك النظام‪ ،‬وتقديم حوصلة في وثيقة شاملة مبينا‬
‫أثر ذلك على المعلومات المالية مع تقديم توصيات قصد تحسين اإلجراءات‪.3‬‬

‫‪ -4‬أسالیب تقیيم نظام الرقابة الداخلية‬

‫يعتبر تقييم نظام الرقابة الداخلية من طرف المدقق الداخلي من المراحل األساسية في عمله ولتحقيق‬
‫ذلك يعتمد على مجموعة من األساليب والتي من أهمها‪:‬‬

‫‪ .1‬أسلوب االستقصاء (االستبيان)‪ :‬تعبر قوائم االستقصاء في نظام الرقابة الداخلية عن مجموعة األسئلة‬
‫المرتبطة بكل مكون من مكونات نظام الرقابة الداخلية للمؤسسة‪ ،‬اإلجابة عليها تكون بصورة " نعم" أو‬
‫"ال" أو أن تكون غير قابلة للتطبيق‪ ،‬يتم تقسيم قائمة األسئلة إلى عدة أجزاء يخصص كل جزء منها إلى‬
‫مجموعة من األسئلة تتعلق بإحدى مجاالت النشاط‪.4‬‬
‫‪ .2‬أسلوب التقرير الوصفي لنظام الرقابة الداخلية ‪ :‬يقوم المدقق حسب هذه الطريقة بتحضير قائمة تحتوي‬
‫على عناوين األنظمة الفرعية للرقابة الداخلية ويقوم بتوجيه األسئلة للموظفين المسئولين عن أداء كل‬
‫عملية فبذلك يتضح للمدقق كيفية سير العملية واإلجراءات التي يمر بها والمستندات التي تعد من أجلها‬
‫والدفاتر التي تسجل بها‪.5‬‬

‫‪ -1‬دمحم بوتين‪ ،‬المراجعة ومراقبة الحسابات من النظرية إلى التطبیق‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.20‬‬
‫‪ -2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.22‬‬
‫‪ -3‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.22‬‬
‫‪ -4‬جربوع محمود يوسف‪ ،‬مراجعة الحسابات بین النظرية والتطبیق‪ ،‬مؤسسة الوراق‪ ،‬عمان‪ ،0111 ،‬ص‪.002‬‬
‫‪ -5‬شعباني لطفي‪ ،‬المراجعة الداخلية مهمتها ومساهمتها في تحسین تسییر المؤسسة‪ ،‬رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة الجزائر‪،‬‬
‫‪ ،0112‬ص‪.001‬‬
‫‪ .3‬أسلوب خرائط التدفق‪ :‬إن خرائط التدفق هي عرض بياني لنشاط معين والدورة عمليات محددة‪ ،‬إن هذه‬
‫الخرائط تمكن المدقق من تقويم إجراءات الرقابة الداخلية بطريقة مختصرة وفي فترة وجيزة نسبي وتتميز‬
‫خرائط التدفق عن أسلوب التقرير الوصفي‪ ،‬وأسلوب االستقصاء بأنه يوضح خط سير العمليات‪ ،‬بين‬
‫أجزاء النظام بطريقة بسيطة‪ ،‬كما يوضح الوسائل المستعملة في إدخال البيانات واستخراجها ( يدويا‪ ،‬آليا‪،‬‬
‫إلكترونيا)‪ ،‬وأجهزة اإلدخال واإلخراج في حالة األنظمة اآللية واإللكترونية‪ ،‬وتستخدم في إعداد خرائط‬
‫التدفق رموز متعارف عليها عالميا تختلف عن الرموز المستخدمة في إعداد خرائط اإلجراءات‪.1‬‬

‫ثالثا‪ :‬جمع أدلة اإلثبات‬

‫في إطار سعي المدقق الداخلي إلبداء رأي فني محايد حول مدى صحة المعلومات المحاسبية‪ ،‬يقوم‬
‫بجمع األدلة الكافية المدعمة لهذا الرأي اعتمادا على التأكد من أن كل البيانات المسجلة لها مستندات تثبت‬
‫صحتها‪.‬‬

‫‪ -1‬تعريف أدلة اإلثبات‬

‫يمكن تعريف الدليل على أنه كل المعلومات والحقائق التي يستند إليها أي فرد إلعطاء رأي حول‬
‫موضوع معين‪.2‬‬

‫وتعرف أدلة اإلثبات في التدقيق بأنها كل ما يمكن أن يؤثر على حكم وتقدير المدقق فيما يتعلق بمطابقة ما‬
‫عرض من معلومات مالية للحقيقة االقتصادية‪.3‬‬

‫كما أن المعيار الدولي للتدقيق الخاص بأدلة اإلثبات نص على أنه يجب على المدقق أن يحصل على أدلة‬
‫اإلثبات الكافية والمالئمة لكي يستطيع أن يخرج باستنتاجات معقولة‪ ،‬لتكون األساس الذي يبنى عليها رأيه‬
‫المهني‪.‬‬

‫‪ -1‬حسين القاضي‪ ،‬حسين ممدوح‪ ،‬أساسيات التدقیق الداخلي في ظل المعاییر األمريكية الدولية‪ ،‬دار الوراق للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫عمان‪ ،0111 ،‬ص‪.022‬‬
‫‪ -2‬بوبكر عميروش‪ ،‬دور المدقق الخارجي في تقیيم المخاطر وتحسین نظام الرقابة الداخلية لعمليات المخزون داخل‬
‫المؤسسة‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬تخصص دراسات مالية ومحاسبية معمقة‪ ،‬جامعة فرحات عباس‪ ،‬سطيف‪ ،0100 ،‬ص‪.02‬‬
‫‪ -3‬وليام توماس‪ ،‬أمرسون هنكي‪ ،‬المراجعة بین التنظیر والتطبیق‪ ،‬ترجمة وتعريب أحمد حامد حجاج‪ ،‬كمال الدين سعد‪،‬‬
‫سلطان دمحم علي سلطان‪ ،‬دار المريخ‪ ،‬الرياض‪ ،0122 ،‬ص‪.000‬‬
‫‪ -2‬خصائص أدلة اإلثبات‬

‫يجب أن تتوفر في أدلة اإلثبات خاصيتين أساسيتين هما‪:‬‬

‫‪ .1‬الكفاية‪ :‬أي أن تكون األدلة التي يحصل عليها المدقق الداخلي بالقدر الكافي والضروري لدعم رأيه الفني‬
‫عن صحة القوائم المالية المقدمة‪ ،‬وبما أن المدقق الداخلي يلجأ إلى استخدام االختبارات اإلحصائية أو‬
‫أسلوب العينات‪ ،‬فإن هذا يتطلب منه معرفة ما هو حجم العينة المالئم لدعم رأيه‪.1‬‬
‫‪ .2‬المالئمة‪ :‬ويقصد بمالئمة الدليل توافقه مع العنصر الذي يجمع بخصوصه‪ ،‬واحتوائه على قدر مفيد من‬
‫المعلومات التي يمكن أن تساعد مستخدمي الدليل على استنباط بعض المؤشرات بخصوص حالة‬
‫العنصر الذي يخصه هذا الدليل‪.2‬‬

‫‪ -3‬أنواع أدلة اإلثبات‬

‫هناك العديد من أنواع أدلة اإلثبات في عملية التدقيق أهمها ‪:‬‬

‫‪ .1‬الوجود الفعلي‪ :‬يعتبر الوجود الفعلي عن طريق الجرد من أهم أدلة اإلثبات الموثوق فيها كونه يتم من‬
‫قبل المدقق نفسه‪.3‬‬

‫ويقصد بالوجود الفعلي إمكانية التأكد من وجود البند ماديا عن طريق المعاينة‪ ،‬ولكن ليس جميع بنود القوائم‬
‫المالية يمكن التأكد من وجودها‪ ،‬وانما البنود فقط التي لها كيان مادي ملموس‪ ،‬فالتأكد من الوجود الفعلي ال‬
‫يعتبر دليال كافيا لصحته بل يجب أن يقترن بإثبات ملكية المؤسسة له‪.4‬‬

‫‪ .2‬المستندات‪ :‬تعتبر المستندات دليل للقيد المحاسبي‪ ،‬الذي يعتمد عليه المدقق بصورة كبيرة في عمله‬
‫وهي ثالثة أنواع‪:5‬‬
‫‪ ‬مستندات معدة خارج المؤسسة ومستعملة داخلها‪ :‬كفواتير الشراء؛‬
‫‪ ‬مستندات معدة داخل المؤسسة ومستعملة خارجها‪ :‬كفواتير البيع وايصاالت القبض؛‬
‫‪ ‬مستندات معدة ومستعملة داخل المؤسسة‪ :‬كالدفاتر الحسابية المختلفة‪.‬‬

‫‪ -1‬غسان فالح المطارنة‪ ،‬تدقیق الحسابات المعاصر الناحية النظرية‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.022‬‬
‫‪2‬محمود ناجي درويش‪ ،‬أصول المراجعة‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬االسكندرية‪ ،0111 ،‬ص‪.20‬‬
‫‪ -3‬أحمد حلمي جمعة‪ ،‬المدخل الحدیث لتدقیق الحسابات‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.001‬‬
‫‪ -4‬شدري معمر سعاد‪ ،‬دور المراجعة الداخلية في تقیيم اآلداء في المؤسسة االقتصادية‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.22‬‬
‫‪ -5‬خالد أمين عبد هللا‪ ،‬علم تدقیق الحسابات الناحية النظرية والعملية‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬دار وائل للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪،‬‬
‫‪ ،0112‬ص‪.001-002‬‬
‫‪ .3‬الدقة الحسابية والفنية للعمليات المقیدة بالدفاتر‪ :‬تعتبر الدقة الحسابية والفنية للعمليات المقيدة في‬
‫الدفاتر والسجالت قرينة ودليل على صحة العمليات ودقة البيانات‪ ،‬وذلك يتحقق من خالل رجوع المدقق‬
‫إلى العمليات المسجلة في الدفاتر والمستندات ودفاتر األستاذ وموازين التدقيق والكشوف المالية األخرى‪.1‬‬
‫‪ .4‬المصادقات‪ :‬وهي عبارة عن اعترافات وشهادات من المدينين والدائنين بصحة الرصيد أو عدم صحته‪ ،‬إذ‬
‫يتم إعدادها من طرف المؤسسة موضوع التدقيق بطلب من المدقق على أن يكون الرد موجه إليه مباشرة‬
‫وتأخذ المصادقات األشكال التالية‪:2‬‬
‫‪ ‬مصادقات ایجابية‪ :‬في هذه الحالة يطلب من الطرف اآلخر التقرير على صحة أو خطأ الرصيد‬
‫الموضح في المصادقة‬
‫‪ ‬مصادقات سلبية‪ :‬في هذه الحالة يطلب من الطرف اآلخر التقرير على خطأ الرصيد المبين في‬
‫المصادقة وعدم التقرير في حالة صحته؛‬
‫‪ ‬مصادقات عمياء‪ :‬في هذه الحالة يتم إعداد المصادقة بدون رصيد ويطلب من الطرف اآلخر التقرير عن‬
‫الرصيد المتواجد في دفاتره‪.‬‬
‫‪ .5‬االستفسارات من المؤسسة‪ :‬يكون االستفسار شفويا وتحريريا وعلى المدقق أن يحرص في البحث عن‬
‫تعزيز اإلجابات التي يتلقاها قبل أن يقتنع بها‪ ،‬وهذا األسلوب ذاتي بطبيعته إذ يعتمد كثي ار على تفسير‬
‫المدقق وحكمه الشخصي‪.3‬‬
‫‪ .6‬اإلجراءات التحلیلية‪ :‬يتم من خالل اإلجراءات التحليلية التعرف على المؤشرات والنسب المالية للمؤسسة‬
‫ومقارنتها بسنوات سابقة أو بقطاعات مماثلة لنفس القطاع الذي تعمل فيه المؤسسة محل التدقيق‪.4‬‬
‫‪ .7‬وجود نظام سليم للرقابة الداخلية‪ :‬إن وجود نظام سليم للرقابة الداخلية من شأنه أن يقلل فرص ارتكاب‬
‫األخطاء إلى أقل حد ممكن وسرعة اكتشافها عند حدوثها‪ ،‬وعليه فوجود نظام سليم للرقابة الداخلية يعطي‬
‫نوعا من التأكيد للمدقق أن البيانات والمعلومات التي تظهرها الدفاتر سليمة‪ ،‬ويمكن االعتماد على‬
‫صحتها‪.5‬‬

‫‪ -1‬أحمد حلمي جمعة‪ ،‬المدخل الحدیث لتدقیق الحسابات‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.001‬‬
‫‪ -2‬دمحم توهامي طواهر‪ ،‬مسعود صديقي‪ ،‬المراجعة وتدقیق الحسابات‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.001-002‬‬
‫‪ -3‬خلف عبد هللا الوردات‪ ،‬التدقیق الداخلي بین النظرية والتطبیق‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.21‬‬
‫‪ -4‬أحمد حلمي جمعة‪ ،‬المدخل الحدیث لتدقیق الحسابات‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.001‬‬
‫‪ -5‬مصطفى عيسى خيضر‪ ،‬المراجعة (المفاهيم والمعاییر واالجراءات)‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬مطابع جامعة الملك سعود‪ ،‬المملكة‬
‫العربية السعودية‪ ،0112 ،‬ص‪.020‬‬
‫‪ .8‬صحة األرصدة من الناحية الحسابية‪ :‬وذلك بتدقيق صحة الحسابات وكذا نقل المبالغ أو ترحيلها وتدقيق‬
‫المستندات المؤيدة للعمليات للتأكد من صحة جميع األرصدة الحسابية‪.1‬‬

‫رابعا‪ :‬إعداد التقرير‬

‫عند نهاية عملية التدقيق يقوم المدقق الداخلي بإعداد تقرير يتضمن رأيه الفني بخصوص القوائم المالية‬
‫ومدى صحتها ومصداقيتها‪ ،‬كما يحتوي هذا التقرير على النتائج والمالحظات المسجلة بشأنها‪.‬‬

‫فالتقرير يعتبر المنتج النهائي لعملية التدقيق لذلك تم وضع معايير البد من االلتزام بها أثناء إعداده بحيث‬
‫تتعلق هذه المعايير بكيفية ومحتوى التقرير‪.‬‬

‫‪ -1‬تعريف التقرير‬

‫يعرف التقرير بأنه‪ :‬وثيقة مكتوبة صادرة عن شخص مهني يكون أهال إلبداء رأي فني محايد بهدف‬
‫إعالم مستخدمي البيانات المعلومات حول درجة التطابق بين المعلومات المالية بمعناها المهني المتعارف‬
‫عليه ( المبادئ المحاسبية المتعارف عليها ) بهدف إبداء رأي فني محايد عن ما إذا كانت البيانات المالية‬
‫التي أعدتها المؤسسة تعطي صورة صحيحة وعادلة عن المركز المالي للمؤسسة‪ ،‬ونتائج أعمالها في السنة‬
‫المالية محل التدقيق‪.2‬‬

‫‪ -2‬مراحل إعداد التقرير عن مهنة التدقیق الداخلي‬

‫تمر عملية إعداد تقرير التدقيق الداخلي بعدة مراحل هي‪:‬‬

‫‪ .1‬التقرير األولي للتدقیق الداخلي‪ :‬يتم إعداد هذا التقرير من خالل أوراق إبراز وتحليل المشاكل التي تم‬
‫إعدادها أثناء تنفيذ برنامج التدقيق الداخلي‪ ،‬والتي تشتمل على كافة المشاكل واالنحرافات والمخالفات‬
‫التي اكتشفها المدقق الداخلي أثناء تنفيذه للمهمة‪ ،‬وهذا التقرير يعتبر أساس إعداد التقرير النهائي‪.3‬‬
‫‪ .2‬حق الرد من األشخاص المدققة أعمالهم‪ :‬يتم عقد اجتماع بين المدقق الداخلي الذي قام بمهمة التدقيق‬
‫واألشخاص المدققة أعمالهم‪ ،‬وفي هذا االجتماع يقوم المدقق الداخلي بعرض المالحظات والنتائج التي‬
‫توصل إليها مدعمة باألدلة المؤيدة لها‪ ،‬إضافة إلى التوصيات المقترحة بشأنها بعدها يتدخل األشخاص‬

‫‪ -1‬خلف عبد هللا الوردات‪ ،‬التدقیق الداخلي بین النظرية والتدقیق‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.02‬‬
‫‪ -2‬أحمد حلمي جمعة‪ ،‬االتجاهات المعاصرة في التدقیق والتأكید‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.221‬‬
‫‪ -3‬عيادي دمحم لمين‪ ،‬مساهمة المراجعة في تقیيم نظام المعلومات المحاسبي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.002‬‬
‫المدققة أعمالهم بالرد على تلك المالحظات والنتائج والتوصيات من خالل التبريرات والتوضيحات‬
‫واالنتقادات التي يقدمونها إن كان لديهم‪ ،‬وقد يؤدي ذلك إلى نزاعات بين الطرفين‪ ،‬وتظهر هذه النزاعات‬
‫في حالتين‪:1‬‬
‫‪ ‬يقدم المدقق أدلة إثبات قوية ومنه ينتهي النزاع ؛‬
‫‪ ‬عدم القدرة على تقديم األدلة ومنه يتنازل المدقق على نقطة النزاع ‪.‬‬
‫‪ .3‬إعداد التقرير النهائي‪ :‬بعد انتهاء التدخل‪ ،‬يتم إعداد تقرير التدقيق الداخلي في صورته النهائية‪ ،‬ويتم‬
‫إرساله ألهم المسؤولين المعنيين واإلدارة إلعالمهم بنتائج مهمة التدقيق والتوصيات المقترحة لمعالجة‬
‫المشكالت اإلختالالت التي تكشف خالل عملية التدقيق‪ ،‬ويجب أن يكون التدقيق موضوعي‪ ،‬واضح‬
‫وبناء‪ ،‬وأن يتم إعداده وتقديمه في الوقت المناسب‪.2‬‬
‫‪ .4‬متابعة تنفیذ التوصيات‪ :‬بعد اقتراح المدقق الداخلي لمجموعة من التوصيات التصحيحية الواجب القيام‬
‫بها بناءا على المالحظات التي سجلها أثناء القيام بمهمته‪ ،‬فإنه يقوم بمتابعة مدى االلتزام بتنفيذ تلك‬
‫التوصيات‪ ،‬وتنتهي هذه المرحلة عند تنفيذ كل التوصيات المقترحة والتي صادقت عليها اإلدارة ‪.3‬‬

‫وتأخذ متابعة تنفيذ التوصيات ثالثة أشكال هي‪:4‬‬

‫‪ .1‬تقوم اإلدارة العليا باالستفسار من الجهة الخاضعة للتدقيق التخاذ قرار فيما إذا كان من الممكن تطبيق‬
‫هذه التوصيات ومتى سيتم تطبيقها وكيف؛‬
‫‪ .2‬تقوم الجهة الخاضعة للتدقيق الداخلي بالمباشرة في تنفيذ التوصيات ؛‬
‫‪ .3‬يقوم المدقق الداخلي بعد منح الجهة الخاضعة للتدقيق مهلة كافية التخاذ اإلجراءات التصحيحية‬
‫المطلوبة بمتابعة اتخاذ هذه اإلجراءات أو التأكد من أن اإلدارة تتحمل مسؤولية عدم اتخاذ مثل هذه‬
‫اإلجراءات‪.‬‬

‫‪ -1‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.002‬‬


‫‪ -2‬عبد الوهاب نصر‪ ،‬شحاتة السید شحاتة‪ ،‬الرقابة والمراجعة الداخلية الحدیثة‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.200‬‬
‫‪ -3‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.200‬‬
‫‪ -4‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.200‬‬
‫‪ -3‬أنواع التقارير‬

‫تتعدد تقارير التدقيق الداخلي بتعدد الزاوية التي ينظر إليها منها حيث تم تقسيمها من حيث درجة‬
‫االلتزام في إعدادها إلى تقارير عامة وتقارير خاصة‪ ،‬وتم تقسيمها من حيث محتواها من المعلومات إلى‬
‫تقارير قصيرة وتقارير مطولة‪ ،‬بينما قسمها البعض من حيث إبداء الرأي إلى أربعة أنواع‪:‬‬

‫‪ .1‬التقرير النظیف‪ :‬يقوم المدقق الداخلي بإصدار تقارير تتضمن رأيه بدون تحفظ عن القوائم المالية التي‬
‫قام بتدقيقها إذا توفرت الشروط التالية‪:1‬‬
‫‪ ‬أن القوائم المالية قد أعدت وفقا للمبادئ المحاسبية المتعارف عليها والمقبولة قبوال عاما؛‬
‫‪ ‬عدم وجود أخطاء جوهرية تؤثر على الحسابات سواء في قائمة الدخل أو في قائمة المركز المالي؛‬
‫‪ ‬صدق وعدالة القوائم المالية ودقة تعبيرها عن نتائج أعمال المؤسسة ومركزها المالي؛‬
‫‪ ‬حصول المدقق الداخلي على أدلة اإلثبات الكافية والمالئمة التي تبرر رأيه على صدق تعبير القوائم‬
‫المالية لنتائج األعمال والمركز المالي في نهاية السنة المالية ‪.‬‬
‫‪ .2‬التقرير بتحفظ‪ :‬يقوم المدقق الداخلي باإلدالء برأي متحفظ‪ ،‬إذا صادف خالل عملية التدقيق أو في‬
‫البيانات والمعلومات الواردة في القوائم المالية ما يقيد رأيه‪ ،‬فيكون في هذه الحالة مقيدا بتحفظات تمثل‬
‫اعتراضات أو انتقادات والتي يرى أنه من الضروري اإلشارة إليها‪ ،‬وقد ترجع هذه التحفظات إلى واحد أو‬
‫أكثر من العوامل التالية‪:2‬‬
‫‪ ‬أن عملية الفحص للدفاتر والسجالت لم تتم وفقا لمعايير التدقيق؛‬
‫‪ ‬إعاقة إدارة المؤسسة إلجراءات التدقيق من خالل عدم مساعدة المدقق في الحصول على المصادقات أو‬
‫الشهادات من الغير‪ ،‬وكذلك عدم السماح بحضور الجرد أو زيارة الفروع؛‬
‫‪ ‬عدم إعداد القوائم المالية والحسابات الختامية وفقا للمبادئ المحاسبية‪.‬‬
‫‪ .3‬التقرير السلبي‪ :‬يصدر هذا الرأي عندما يتأكد المدقق من أن القوائم المالية ال تمثل الواقع الصحيح‬
‫سواء من حيث المركز المالي أو نتيجة األعمال طبقا للمبادئ المحاسبية المتعارف عليها‪ ،‬وتقع على‬
‫المدقق مسؤولية بيان األسباب المؤدية إلصدار مثل هذا الرأي من أدلة براهين مع ذكرها‪.3‬‬

‫‪ -1‬جربوع دمحم يوسف‪ ،‬مراجعة الحسابات بین النظرية والتطبیق‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪.021 ،‬‬
‫‪ -2‬دمحم أمين مازون‪ ،‬التدقیق المحاسبي من منظور المعاییر الدولية ومدى إمكانية تطبيقها في الجزائر‪ ،‬رسالة ماجستير‪،‬‬
‫كلية العلوم االقتصادية وعلوم التسيير‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ،0100 ،0‬ص‪.01-02‬‬
‫‪ -3‬خالد أمين عبد هللا‪ ،‬علم تدقیق الحسابات‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.002‬‬
‫ويعتبر الرأي السلبي أم ار نادر الحدوث ألن المدقق يقدم عادة مجموعة من التوصيات قبل تقريره السلبي‬
‫وغالبا ما تلتزم المؤسسات بتنفيذ هذه التوصيات‪.‬‬

‫‪ .4‬تقرير عدم إبداء الرأي‪ :‬يتم اتخاذ هذا القرار عند استحالة تطبيق إجراءات التدقيق التي يجب استخدامها‬
‫من أجل الخروج برأي فني محايد‪.1‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أدوات التدقیق الداخلي‬

‫يستعمل المدقق الداخلي في إطار عمله عدة أدوات لتساعده في تحقيق األهداف التي يريد التوصل‬
‫إليها وتصنف هذه األدوات إلى قسمين‪ :‬أدوات استفهامية وأدوات وصفية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬األدوات االستفهامية‬

‫من بين األدوات االستفهامية المستعملة في التدقيق الداخلي نجد‪:2‬‬

‫‪ .1‬السبر اإلحصائي‪:‬‬

‫السبر اإلحصائي هو من أهم وسائل االستفهام‪ ،‬وهو عبارة عن عينات تختار بطريقة عشوائية من‬
‫مجتمع إحصائي‪ ،‬تعمم نتائجها على كل المجتمع من خالل هذه التقنية يهدف المدقق الداخلي إلى تحليل‬
‫ظاهرة معينة‪ ،‬خطأ أو ضعف النظام أو استنتاج مدى تأثيره على الوظيفة محل التدقيق‪ ،‬وانطالقا من النتائج‬
‫فإن المدقق الداخلي يرفع مالحظاته وتوصياته إلى اإلدارة ومسؤولي المؤسسة التخاذ الق اررات‪.‬‬

‫ويتبع المدقق الداخلي عند استخدام هذه الطريقة ثالث خطوات أساسية‪:‬‬

‫‪ .1‬تصور السبر‪ :‬من خالل‪:‬‬


‫‪ ‬تحديد المجتمع أي كل المعلومات التي ترغب في تكوين رأي حولها وذلك حسب األهداف المراد تحقيقها؛‬
‫‪ ‬تحديد درجة الدقة المرغوب فيها والتي تتماشى مع الموضوع محل الدراسة؛‬
‫‪ ‬تحديد معدل الخطأ المقبول‪.‬‬
‫‪ .2‬اختيار العینة‪ :‬العينة هي عدد من وحدات المجتمع التي تم اختيارها للتدقيق والتي على المدقق اختيارها‬
‫بعناية‪.‬‬

‫‪ -1‬هادي التميمي‪ ،‬مدخل إلى التدقیق‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار وائل للنشر‪ ،‬عمان‪ ،0112 ،‬ص‪.01‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-Jacques Renard, Théorie et Pratique de L’Audit Interne, Septième Edition d’organisation,‬‬
‫‪paris, 2010, p331-342‬‬
‫‪ .3‬استغالل نتائج التدقیق‪ :‬يتم استغالل نتائج التدقيق بالقيام بنوعين من التحليل هما‪:‬‬

‫‪ ‬التحلیل الكمي للنتائج‪ :‬بحيث يتأكد من أن األخطاء واالنحرافات التي تم الوقوف عليها ال تتعارض مع‬

‫األهداف المسطرة‪.‬‬
‫‪ ‬تحلیل نوعي لألخطاء واالنحرافات‪ :‬بحيث يتأكد فيها إذا كانت تك اررية أم ال‪ ،‬أو متعددة أم ال‪ ،‬وفي‬
‫النهاية يتخذ المدقق الداخلي قرار قبول المجتمع أو عدم قبوله‪.‬‬

‫‪ .2‬المعلومات اإلحصائية‪:‬‬

‫ونجذ ثالثة أنواع من المعلومات اإلحصائية‪:‬‬

‫‪ .1‬المعلومات االبتدائية‪ :‬يقوم المدقق الداخلي بفرزها وذلك ليتمكن من استخراج النتائج أو المالحظات حيث‬
‫تسمح التحقيقات بمعرفة النسبة المئوية لألشخاص الذين يجيبون بنعم أو ال‪.‬‬
‫‪ .2‬اإلحصائيات الداخلية‪ :‬وتعد من طرف مراقب التسيير‪.‬‬

‫‪ .3‬العینات اإلحصائية‪ :‬وذلك بأخذ عينة عشوائية من مجتمع مرجعي‪ ،‬حيث تدرس وتستخرج مالحظات‬

‫قولها والتي بدورها تعمم على المجتمع‪.‬‬

‫‪ .1‬المقابالت‬

‫تعتبر المقابالت من أهم الوسائل التي يستعملها المدقق الداخلي بكثرة نظ ار ألهميتها‪ ،‬فالمدقق يطلب‬
‫المقابلة فهو يسمع فقط وال يحاور فيركز على األهداف المراد تحقيقها والتي بدورها هي أداة لتحصيل‬
‫المعلومات‪ ،‬ويتبع المدقق الداخلي عند استخدام هذه الطريقة ثالث خطوات أساسية‪:‬‬

‫‪ .1‬تحضیر المقابلة‪ :‬ويتم من خالل‪:‬‬


‫‪ ‬تحديد موضوع االستجواب والمعلومات التي يريد المدقق الحصول عليها؛‬
‫‪ ‬اإللمام بالموضوع من جانبين‪ :‬األول يتعلق بمعرفة نشاط ومسؤولية ورتبة الشخص الذي يقوم باستجوابه‪،‬‬
‫والثاني يتعلق بتحديد الهدف من االستجواب والحصول على معلومات كمية على نشاط معين‪.‬‬
‫‪ .2‬إجراء المقابلة‪ :‬قبل البدء بالمقابلة والحصول على المعلومات على المدقق الداخلي أن يذكر نفسه بهدف‬
‫المهمة التي سيقوم بها‪ ،‬ويقدم قائمة بالمواضيع التي سيقوم بمعالجتها‪ ،‬حيث يحاول المدقق الداخلي في‬
‫هذه المرحلة منح الثقة للشخص الذي سيجري معه المقابلة‪ ،‬وعند بداية المهمة على المدقق الداخلي‬
‫القيام ب‪:‬‬
‫‪ ‬ضمان تحقيق األهداف التي وضعها لجمع المعلومات؛‬
‫‪ ‬تلخيص كل الردود التي جمعها؛‬
‫‪ ‬العودة إلى األسئلة األساسية إذا كان هناك وفرة في المعلومات‪ ،‬ومحاولة الزيادة في الوقت المخصص‬
‫للقيام بالمقابلة‪.‬‬

‫وعند نهاية المقابلة على المدقق الداخلي تلخيص النقاط األساسية المسجلة والتأكد من صحتها‬
‫الجتناب األخطاء الناتجة عن عدم الفهم أو النسيان والبحث عن أشخاص آخرين يطرح عليهم األسئلة للتأكد‬
‫من صحة المعلومات المتحصل عليها‪.‬‬

‫‪ .3‬إعداد ملخص للمقابلة‪ :‬إذ يقوم المدقق الداخلي بإعادة صياغة وتلخيص الموضوع الذي تم مناقشته من‬
‫أجل تسليط الضوء على أهم النقاط المتحصل عليها‪ ،‬وأهم النقاط التي بقي بحاجتها‪.‬‬

‫‪ .4‬استخدام اإلعالم اآللي في إنجاز مهام التدقیق‬

‫يعتبر اإلعالم اآللي كوسيلة يلجأ إليها المدقق الداخلي إلنجاز مهامه‪ ،‬حيث يقوم باستغالل البرامج‬
‫المتاحة إذ يتم كتابة وطبع الرسوم البيانية الخاصة بتداول الوثائق والتقارير النهائية للتدقيق ومختلف الجداول‬
‫الملحقة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أدوات وصفية‬

‫‪ -1‬المالحظة المادية‬

‫من الممكن أن يعتمد المدقق في عملية التدقيق على المالحظة المادية المباشرة للتحقق من تطابق‬
‫ماهو مدون على الوثائق‪ ،‬مع ماهو موجود في الواقع‪ ،‬ويتعلق األمر ب‪:1‬‬

‫‪ .1‬المالحظة المادية لإلجراءات‪ :‬تهدف مالحظة اإلجراءات إلى تحديد المراحل التي تمر بها عملية أو‬
‫نشاط ما‪ ،‬للتحقق من تطابقه مع ماهو مدون في دليل اإلجراءات واحترام األفراد لها‪.‬‬
‫‪ .2‬المالحظة المادية لألصول‪ :‬تهدف إلى التحقق من وجود األصول وتطبق أساسا على المخزون‬
‫االستثمارات السندات والنقدية في الصندوق‪.‬‬
‫‪ .3‬المالحظة المادية للوثائق‪ :‬تهدف إلى التحقق من الوثائق المحاسبية والمستندات المختلفة التي تستخدمها‬
‫المؤسسة من حيث تصميمها‪ ،‬كيفية استخدامها‪ ،‬وانتقالها‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪- Jacque Renard, Op, Cit, p355‬‬
‫‪ .4‬مالحظة التصرفات‪ :‬ويتعلق األمر بالتدقيق االجتماعي أي مالحظة مدى احترام األفراد للتعليمات‬

‫وتصرفهم داخل أماكن العمل‪.‬‬

‫‪ -2‬السرد‬

‫تتميز بعض مراحل عملية التدقيق بصعوبة وصفها ويلجأ المدقق إلى السرد لوصف النظام‪ ،‬ونميز بين‬
‫نوعين‪:‬‬

‫‪ .1‬السرد الذي يقوم به الشخص الخاضع للتدقیق‪ :‬يكون في بداية مهمة التدقيق ويقوم المدقق باالستماع‬
‫إلى السرد الذي يقوم به الشخص الخاضع للتدقيق بهدف وصف اإلطار العام للنظام أو النشاط الخاضع‬
‫للتدقيق‪ ،‬وتطرح هذه الطريقة بعض النقائص المتعلقة بتحديد أهم المعلومات التي يحتاجها المدقق إلى‬
‫جانب مدى صدق الشخص الذي يقوم بالسرد‪.‬‬
‫‪ .2‬سرد يقوم به المدقق‪ :‬يقوم المدقق بسرد مالحظاته المادية ونتائج االختبارات التي توصل إليها في حالة‬
‫صعوبة وصفها عن طريق مخططات تدفق المعلومات‪ ،‬وعلى المدقق أن يستغل ما قدمه جميع‬
‫األطراف‪.‬‬

‫‪ -3‬المخطط الوظيفي‬

‫يقوم المدقق الداخلي بإعداد المخطط الوظيفي انطالقا من المعلومات التي تحصل عليها من عمليات‬
‫االستجواب والمالحظة والسرد التي قام بها في بداية المهمة‪ ،‬ويعرض هذا المخطط مختلف الوظائف في‬
‫المؤسسة إلى جانب األشخاص المسؤولين عن القيام بها‪ ،‬ويسمح بإثراء المعارف المكتسبة والخاصة بوظائف‬
‫المؤسسة وبتحليل مراكز العمل بهدف تحديد نقاط الضعف المرتبطة بسوء تقديم العمل في المؤسسة‪.‬‬

‫‪ -4‬جدول تحلیل األعمال (شبكة تحلیل المهام)‬

‫يستخدم هذا الجدول لتحليل الوظائف أو اإلجراءات محل الدراسة إلى أعمال أولية بهدف تحديد نقائص‬
‫الفصل بين هذه الوظائف في المؤسسة ومعالجتها‪.‬‬

‫ويقسم هذا الجدول إلى‪:‬‬

‫العمود األول‪ :‬يتم تحديد األعمال األولية المتعلقة بالوظيفة أو اإلجراء بشكل مفصل ومتسلسل‪.‬‬
‫العمود الثاني‪ :‬يتم تحديد طبيعة األعمال األولية ويتعلق األمر بأربعة أنواع رئيسية وهي‪ :‬األعمال التنفيذية‪،‬‬
‫الترخيص‪ ،‬التسجيل المحاسبي‪ ،‬والمراقبة‪.‬‬

‫األعمدة الموالية‪ :‬تحدد األشخاص المسؤولين عن القيام باألعمال األولية‪.‬‬

‫العمود األخیر‪ :‬مخصص لتحديد األعمال غير المنفذة‪.‬‬

‫‪ -5‬خرائط التدفق‬

‫تبين هذه الخرائط دورة انتقال الوثائق بين مختلف الوظائف ومراكز المسؤولية‪ ،‬ويتم من خاللها تحديد‬
‫أصل الوثيقة والقنوات التي تمر بها حتى تصل إلى المستخدم النهائي‪ ،‬وهي تقدم نظرة كاملة عن تسلسل‬
‫المعلومات واجراءات انتقالها‪.‬‬

‫وتهدف هذه الخرائط إلى اختبار دقة اإلجراءات وفعاليتها‪ ،‬وتستخدم لهذا الغرض رموز موحدة للتعبير‬
‫عن مختلف العناصر ويمكن عرضها كمايلي‪:‬‬

‫الجدول رقم (‪ :)11‬الرموز المستخدمة في خرائط التدفق‬

‫الشرح‬ ‫اسم الرمز‬ ‫الرمز‬


‫مستند أو وثيقة يتم إعدادها بشكل يدوي أو آلي غير‬ ‫مستند أو وثيقة‬
‫اليوميات المحاسبية والدفاتر‬
‫دفتر أو يومية محاسبية ال تنتقل مثل الوثائق ويتم وضع‬ ‫دفتر‬
‫اسم الدفتر أو الوثيقة داخل الرمز‬
‫يعبر عن إنشاء مستند جديد‬ ‫إنشاء وثيقة‬

‫تعبر عن عملية المعالجة ويتم تحديد طبيعة المراجعة داخل‬ ‫المعالجة‬


‫الرمز (يدوية أو آلية)‪.‬‬
‫اتجاه سير عملية المعالجة‬ ‫انتقال المستند‬

‫يعبر عن خروج مستند أو وثيقة من المخطط (إرسال إلى‬ ‫خروج من المخطط‬


‫خارج المؤسسة) وتحدد وجهته بعد الخط العمودي‪.‬‬
‫تصنيف نهائي‬
‫يساعد التصنيف على فهم النظام ويشير إلى كيفية‬ ‫تصنيف مؤقت‬
‫التصنيف داخل الرمز‪ :‬ح‪:‬حرفي‪ ،‬ع‪ :‬عادي‪ ،‬ت‪ :‬تاريخي‬
‫في بعض الحاالت يتطلب فهم النظام التحويل إلى صفحة‬ ‫تحويل‬
‫أخرى من خريطة التدقيق أو إلى خريطة تدفق أخرى أو إلى‬
‫ملحق‪ ،‬ونشير إلى معلومات التحويل تحت الرمز وعند‬ ‫‪A‬‬
‫استخدام عدة رموز يتم التفريق بينها بحروف أو أعداد‬
‫تبين افتراق تدفقات المعلومات حسب خصائص محددة يتم‬ ‫اختيار أو قرار‬
‫اإلشارة إليها داخل الرمز‪.‬‬
‫نقطة البداية‬

‫المصدر‪ :‬عيادي دمحم لمين‪ ،‬مساهمة المراجعة الداخلية في تقييم نظام المعلومات المحاسبية للمؤسسة‪ ،‬مذكرة‬
‫ماجيستير في علوم التسيير‪ ،‬فرع إدارة أعمال‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،0112 ،‬ص‪.000‬‬

‫سادسا‪ :‬قوائم االستقصاء‬

‫وتسمى كذلك قوائم االستبيان‪ ،‬وهي قائمة نموذجية تشمل مجموعة واقعية من األسئلة والتي تتناول‬
‫جميع نواحي النشاط داخل المؤسسة وخاصة العمليات المعتادة مثل عمليات النقدية‪ ،‬عمليات الشراء والبيع‪،‬‬
‫أرصدة الدائنين والبنوك ‪ ...‬وغيرها‪.‬‬
‫خالصة الفصل‪:‬‬

‫ومن خالل ما تطرقنا له في هذا الفصل من ماهية التدقيق الداخلي‪ ،‬معايير وأدوات التدقيق ومسار‬
‫تنفيذ عملية التدقيق الداخلي‪ ،‬اتضح أن المدقق الداخلي شخص مستقل داخل المؤسسة‪ ،‬يتميز بالمؤهالت‬
‫العلمية والعملية الواجب توفرها لممارسة عملية التدقيق الداخلي‪ ،‬وذلك بأتباع منهجية وخطوات مستمدة من‬
‫المعايير الخاصة بالتدقيق الداخلي‪ ،‬وانتهاء بإعطاء رأي فني محايد حول صدق وصحة حسابات المؤسسة‬
‫وتمثيلها للمركز المالي ونتائج أعمالها‪ ،‬وتقديم التصحيحات والتوصيات ومتابعة تنفيذها وعموما فإن مهنة‬
‫التدقيق الداخلي وظيفة مهمة داخل المؤسسة‪ ،‬تهدف إلى حماية أصول وأموال المؤسسة ومساعدة الموظفين‬
‫للقيام بأعمالهم مسئولياتهم‪ ،‬وتنفيذ الخطط واإلجراءات اإلدارية المرسومة‪ ،‬وتقييم نظام الرقابة الداخلية وتقديم‬
‫التوجيهات واإلرشادات والتحسينات وهذا من أجل المحافظة على أداء المؤسسة وتحقيق مختلف الموضوعة‪.‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫تمهید‪:‬‬

‫يكتشف النشاط البنكي العديد من المخاطر التي تتطلب من البنوك اتخاذ إجراءات وتدابير مالئمة‬
‫إلدارة وضبط هذه المخاطر‪ ،‬من أجل التخفيض من التعرض للخسائر المحتملة أو تجنبها‪ ،‬وتعتبر هذه‬
‫المخاطر التشغيلية من أهم المخاطر البنكية خاصة في ظل التطور التكنولوجي المستمر والعولمة والغاء‬
‫القيود في ممارسة األنشطة البنكية‬

‫ونتيجة لتزايد األزمات المالية في العديد من الدول‪ ،‬وما رافقها من انهيار مؤسسات إدارة بنكية ذات إلغاء‬
‫سمعة وانتشار دوليا‪ ،‬والتي كان من أبرز أسبابها الضعف الواضح في إدارة وضبط المخاطر التشغيلية إلى‬
‫جانب المخاطر األخرى‪ ،‬مثل مخاطر السوق وغيرها‪ ،‬وعليه تطلب األمر البحث عن بناء نماذج داخلية‬
‫لتقييم هاته المخاطر‪ ،‬وذلك بتخصيص رأس المال لمواجهتها‪.‬‬

‫لذلك سنتطرق إلى مفاهيم عامة حول المخاطر التشغيلية‪ ،‬من خالل تعريف المخاطر التشغيلية والتطرق إلى‬
‫مصادرها ثم أنواعها و كيفية قياسها‪.‬‬

‫كما سنتناول مبادئ وطرق التحكم في المخاطر التشغيلية‪ ،‬ثم الطرق الداخلية للتحكم فيها وكذا الطرق‬
‫الخارجية‪.‬‬

‫وأخي ار إلى أثر التدقيق الداخلي والمخاطر التشغيلية‪ ،‬والذي يتضمن العالقة بين التدقيق الداخلي والمخاطر‬
‫التشغيلية‪ ،‬وأخي ار أثر التدقيق الداخلي على المخاطر التشغيلية‪ ،‬ويتمثل هذا في المباحث التالية‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬عموميات حول المخاطر‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬مبادئ وطرق التحكم في المخاطر‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬التدقيق الداخلي والمخاطر التشغيلية‪.‬‬


‫المبحث األول‪ :‬عموميات حول المخاطر التشغیلية‬

‫يعتبر االهتمام بالمخاطر التشغيلية نتيجة لتطور الخيبات المالية والمصرفية وتوسع البنوك لممارسة‬
‫أنشطتها على المستوى الدولي‪ ،‬وزيادة االعتماد على التكنولوجيا الحديثة‪ ،‬هذا ما أدى إلى البحث عن طبيعة‬
‫وحدود المخاطر التي تتعرض لها البنوك‪ ،‬وسنتطرق من خالل هذا المبحث إلى تعريف هاته المخاطر‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم ومصادر المخاطر التشغیلية‬

‫‪ -1‬مفهوم المخاطر التشغیلية‪:‬‬

‫هناك عدة مفاهيم للمخاطر التشغيلية غير أن لجنة بازل اعتبرت المخاطر التشغيلية تعبير له عدة‬
‫معاني في النشاط البنكي‪ ،‬لذلك يتوجب على البنوك واألغراض خاصة أن تعتمد على تعريفها الخاص حيث‬
‫أن هذه األخيرة تساعدها في تحديد المخاطر التي تطوي خسائر كبيرة‪ ،‬و في هذا المطلب سيتم عرض بعض‬
‫التعريفات الخاصة بالمخاطر التشغيلية‪.‬‬

‫‪ ‬التعريف األول‪ :‬حسب لجنة التنظيم البنكي والمالي (فرنسا) المخاطر التشغيلية هي المخاطر الناتجة‬

‫عن عدم تكييف اإلجراءات مع النشاط أو فشلها في تحقيق هدفها‪ ،‬المخاطر الناتجة عن األشخاص‪،‬‬
‫األنظمة الداخلية واألحداث الخارجية التي تسبب خسائر غير أنها تعرف ب "مخاطر الخسارة المباشرة‬
‫والغير المباشرة الناتجة عن عدم الكفاية أو الفشل في اإلجراءات‪ ،‬الخسائر التي يتسبب فيها األشخاص‬
‫أو األنظمة أو الحوادث الخارجية"‪ ،1‬يتضمن هذا التعريف الخسائر المباشرة والغير مباشرة‪ ،‬وهذه األخيرة‬
‫تخلف مشاكل تتعلق بالتعريف والقياس‪.‬‬

‫‪ ‬التعريف الثاني‪ :‬عرفتها لجنة بازل بأنها "مخاطر التعرض لخسائر التي تنجم عن عدم كفاية أو إخفاق‬

‫العمليات الداخلية أو األشخاص أو األنظمة أو التي تنجم عن األحداث الخارجية ويشمل هذا التعريف‬
‫المخاطر القانونية ولكن استبعد المخاطر اإلستراتيجية ومخاطر السمعة والمخاطر التنظيمية"‪.2‬‬

‫‪ ‬التعريف الثالث‪ :‬مخاطر التشغيل هي االفتقار للرقابة الداخلية وضعف سيطرة اإلدارة على مجريات‬

‫األمور في البنك والتي يمكن أن تؤدي إلى خسائر مالية نتيجة الخطأ‪ ،‬غير أن التدليس أو التأخير في‬
‫تنفيذ الق اررات في الوقت المناسب أو ممارسة العمل البنكي دون التزامات بالقواعد المحددة مثل تجاوز‬

‫‪1‬‬
‫‪- p.du montier et D.dupre, pil tage bancaire les normes et la reglementation Bale 2, édition‬‬
‫‪revue banque, paris, 2005, p30.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪- Geard naubleau et michel, Le contrôle de gestion bancaire et financieréditionla, revue‬‬
‫‪banque paris 13, p284.‬‬
‫موظفي االئتمانية المحولة لهم‪ ،‬كما تتمثل مخاطر التشغيل أيضا على أخطاء نظم تكنولوجيا المعلومات‬
‫التي ال توفر المعلومات في الوقت المناسب وبالشكل والدقة المطلوبة‪.1‬‬

‫من خالل التعاريف السابقة نجد أن أهم المخاطر التشغيلية تنطوي على إمكانية حدوث انهيار في‬
‫إجراءات الرقابة الداخلية‪ ،‬وفي كفاءة إدارة المؤسسة ومن الممكن مثل هذا االنهيار أن يؤدي إلى خسائر‬
‫مالية نتيجة األخطاء أو الغش أو التقصير في إجراء الالزم في الوقت المناسب أو إلحاق الضرر بمصالح‬
‫البنك بشكل آخر‪ ،‬كأن يكون ذلك مثاال عن طريق عمالئه أو الموظفين‪ ،‬المسئولين عن القروض أو موظفين‬
‫آخرين يتجاوزون صالحياتهم أو يقومون بعملهم بطريقة غير أخالقية أو بدافع المخاطرة‪ ،‬أما الجوانب‬
‫األخرى من المخاطر التشغيلية قد تشمل تعطل أنظمة تكنولوجيا المعلومات أو وقوع حوادث كالحرائق الكبيرة‬
‫وغيرها‪.‬‬

‫‪ -2‬مصادر المخاطر التشغیلية‪:‬‬

‫تحدد لجنة بازل بعضا من التغييرات حول طبيعة المخاطر التشغيلية حيث قامت بتحديد أربعة مصادر‬
‫‪2‬‬
‫لهذه المخاطر تتمثل في ما يلي‪:‬‬

‫أ‪ -‬األخطاء المرتبطة باألشخاص والعالقات بین األشخاص‬

‫تخص الخسائر التي تلحق بالمتعاونين سواء على المستوى الدولي أو المحلي‪ ،‬أو عبر العالقات التي‬
‫تنسجها المؤسسة مع زبائنها أو مساهميها أو منظميها أو الثالثة ما‪ ،‬يغطي هذا الصنف من األخطار‬
‫مجموعة واسعة ومتنوعة‪.‬‬

‫يمكن أن نضم إلى هذا الصنف األخطار األخالقية المتعلقة بعدم احترام التنظيم الجبائي أو‬
‫األخالقي أو االحت ارزية المعمول بها‪ ،‬ال تتردد المحاكم في معاقبة المؤسسات لما يكون الدعم المغاير للقانون‬
‫مقصودا‪.‬‬

‫يمكن أن تتدرج في هذا المستوى األخطار السياسية المرتبطة بعدم استقرار بلد أو منطقة جغرافية‪ ،‬مما‬
‫يؤدي إلى اجتناب االلتزامات المهمة جدا أو طويلة األمد‪ .‬أخي ار ال يجب أن تظلل من شأن أخطار الغش‬
‫والسرقات بحكم تحكمها في المبالغ الكبيرة‪.‬‬

‫‪ -1‬عبد الفغان الحنفي‪ ،‬إدارة المصارف‪ ،‬دار الجامعة الجديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،0111 ،‬ص‪.00‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Eric pulurque, gestion bancaire, edition, paris, 2003, p.p 65-66‬‬
‫األخطاء المتعلقة باإلجراءات‬ ‫ب‪-‬‬

‫أنها تخص الخسائر الناجمة عن فشل الصفقات التي تحكم حسابات الزبائن أو بمناسبة التسويات أو‬
‫أي عملية من عمليات النشاط التجاري‪ ،‬تحدث أحيانا عن األخطار اإلدارية التي تنجر عنها انقطاع‬
‫الستم اررية معالجة الملفات والعمليات هذه األخطار في حد ذاتها مرتبطة بأخطار أجهزة اإلعالم اآللي التي‬
‫قد تؤدي إلى شلل خام في حالة استحالة استعمالها‪.‬‬

‫ج‪ -‬األخطاء المرتبطة باألنظمة‬

‫تغطي هذه األخطار الخسائر المترتبة عن توقف النشاط أو عدم توفر النظام نتيجة لوجود مشكل في البنية‬
‫التحتية أو مشكل تقني‪ ،‬نجد هنا أخطار األنظمة المختصة في تخزين المعلومات في قواعد معلومات‪ ،‬يجب‬
‫أن تبقى هذه األخيرة قابلة لالستغالل على الدوام‪ ،‬خاصة من قبل مستشاري الزبائن‪ ،‬المجبرين على االعتماد‬
‫على هذه المعلومات من أجل تقديم عرض‪.‬‬

‫د‪ -‬أخطاء مرتبطة بالغیر‬

‫توافق هذه األخطار الخسائر الناجمة عن األعمال المرتبطة بعناصر خارجية‪ ،‬خاصة الغش الخارجي‪ ،‬أو‬
‫األعمال التي تتسبب في أضرار تمس سلبا نشاط المؤسسة إلى هذا الصنف‪ ،‬نجد هنا األخطار البيئية التي‬
‫قد ينجر عنها التوقف وحتى اختفاء وسيلة العمل‪ :‬العواصف‪ ،‬الفيضانات‪ ،‬الحريق‪...‬الخ‪.1‬‬

‫الشكل رقم (‪ :)13‬المخاطر التشغیلية وفق لجنة بازل‬

‫الغش الداخلي‬
‫تعطل األنظمة وسیر‬ ‫الغش الخارجي‬
‫العمليات‬
‫المخاطر‬
‫التشغیلية‬
‫الزبائن واألعمال‬ ‫التشغیل واألمن في‬

‫التجارية‬ ‫موقع العمل‬


‫تلف األموال‬

‫الملموسة‬
‫المصدر‪Eric lalarque. Gestion bancaire :‬‬

‫‪1‬‬
‫‪Enic la banque, q-cil, p67‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬أنواع المخاطر التشغیلية‬

‫أكدت لجنة بازل أن المخاطر التشغيلية تعبير له عدة معاني في الصناعة البنكية لذلك يتوجب البنوك‬
‫وألغراض داخلية أن تعتمد على تعريفها الخاص بالمخاطر التشغيلية كون ذلك يساعدها في تحديد المخاطر‬
‫التي تطوي على خسائر كبيرة‪ ،‬وفيما يلي أنواع المخاطر التشغيلية وتفسير لكل نوع منها حسب ما أوردتها‬
‫ورقة الممارسة السليمة (‪ )0110‬المعدة من قبل لجنة بازل في الجدول (‪:)10‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)12‬أنواع المخاطر‬

‫أمثلة‬ ‫التعريف‬ ‫السبب‬


‫األخطاء في إدخال البيانات لغير مصرح لهم‬ ‫هي الخسائر الناتجة عن المعالجة‬ ‫تنفيذ وادارة‬
‫بذلك الخالفات التجارية‪ ،‬خسائر بسبب‬ ‫الخاطئة للعمليات وحسابات العمالء‬ ‫العمليات‬
‫اإلهمال أو إتالف أصول العمالء‪.‬‬ ‫وعمليات البنك اليومية والضعف في‬
‫أنظمة الرقابة والتدقيق الداخلي واإلخفاق‬
‫في تنفيذ المعامالت و إدارة العمليات‪.‬‬
‫عمليات االحتيال الداخلي من قبل الموظفين‪،‬‬ ‫الخسائر التي يتسبب بها الموظفون أو‬ ‫العنصر‬
‫(كاإلختالس المالي‪ ،‬والتعمد في إعداد تقارير‬ ‫تتعلق بالموظفين (بقصد أو بدون‬ ‫البشري‬
‫خاطئة عن أوضاع البنك التجارة الداخلية‬ ‫قصد)‪ ،‬كما تشمل األفعال التي يكون‬
‫لحسابات الموظفين الخاصة‪ ،‬إساءة استخدام‬ ‫الهدف منها الغش أو إساءة استعمال‬
‫بيانات العمالء السرية‪ ،‬التواطؤ في السرقة‪،‬‬ ‫الممتلكات أو التحايل على القانون‬
‫السطو المسلح‪ ،‬االبتزاز‪ ،‬الرشوة‪ ،‬التهريب‬ ‫واللوائح التنظيمية أو سياسة الشركة من‬
‫الضريبي‪ ،‬وعمليات التداول دون تحويل‬ ‫قبل المسؤولين أو الموظفين‪ ،‬وكذلك‬
‫الخسائر الناشئة عن العالقة مع العمالء وانجاز حركات غير مصرح بها والمعالجات‬
‫الخاطئة‪ ،‬والغرامات والعقوبات بسبب أخطاء‬ ‫المساهمين‪ ،‬الجهات الرقابية وأي طرف‬
‫الموظفين‪ ،‬ممارسات العمل واألمن الوظيفي‪.‬‬ ‫ثالث‪.‬‬
‫إنهيار أنظمة الكمبيوتر‪ ،‬التعطل في أنظمة‬ ‫الخسائر الناشئة عن تعطيل العمل أو‬ ‫األنظمة اآللية‬
‫اإلتصاالت‪ ،‬أخطاء البرمجة‪ ،‬فيروسات‬ ‫فشل األنظمة بسبب البنية التحتية‪،‬‬ ‫واالتصاالت‬
‫الحاسب‪ ،‬الفائدة المفقودة بسبب العطل‪.‬‬ ‫تكنولوجيا المعلومات‪ ،‬أو عدم توفر‬
‫األنظمة وأي عطل أو خلل في‬
‫األنظمة‪.‬‬
‫االحتيال الخارجي كالسرقة والسطو المسلح‪،‬‬ ‫الخسائر الناشئة عن أعمال الطرف‬ ‫األحداث‬
‫المتعلقة بالبيئة الثالث بما يشمل االحتيال الخارجي وأي تزييف العمالء والتزوير‪ ،‬والقرصنة التي‬
‫تؤدي إلى تدمير الحواسيب‪ ،‬سرقة البيانات‪،‬‬ ‫أضرار تصيب الممتلكات واألصول‪،‬‬ ‫الخارجية‬
‫اإلحتيال عبر البطاقات االئتمانية‪ ،‬اإلحتيال‬ ‫والخسائر نتيجة تغيير في القوانين بما‬
‫عبر شركة الكمبيوتر واإلرهاب‪ ،‬واالبتزاز‪،‬‬ ‫يؤثر على قدرة البنك في مواصلة العمل‬
‫والكوارث الطبيعية‪.‬‬ ‫‪.‬‬
‫المصدر‪ :‬نصر عبد الكريم‪ ،‬مصطفى أبو صالح‪ ،‬المخاطر التشغيلية حسب متطلبات بازل‪ ،0‬ورقة عمل‬
‫مقدمة إلى المؤتمر العالمي السنوي‪ ،‬الجامعة األردنية في الفترة ‪ 00‬و‪ 00‬نوفمبر ‪ 0112‬ص ‪.02-02‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬مبادئ وطرق التحكم في المخاطر التشغیلية‬
‫بعد التعرض لكل تعريف المخاطر التشغيلية وكذا أنواعها يأتي في هذا المبحث الذي أهم مبادئه وطرق‬
‫التحكم في المخاطر التشغيلية‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬مبادئ الممارسة السليمة في تقیيم المخاطر التشغیلية‬
‫تبدأ عمليه إداره المخاطر التشغيلية بفهم طبيعة المخاطر ذاتها والسيطرة عليها وتقديم حسابات دقيقه‬
‫عن هذه المخاطر وفي جميع األنشطة‪ ،‬لقد أصدرت لجنه بازل للرقابة البنكية ضمن اتفاقية لجنة بازل ‪0‬‬
‫ورقة تتضمن عشر مبادئ لمساعدة البنوك والسلطات الرقابية على تحديد أسس اإلدارة السليمة للمخاطر‬
‫التشغيلية والتي نجدها فيما يلي‪:1‬‬
‫المبدأ األول‪:‬‬
‫تتمحور أساسا في دور مجالس اإلدارة واإلدارة العليا حيث يجب ان تكون مدركه للعناصر األساسية‬
‫والمخاطر التشغيلية الخاصة بالبنك والتعامل معها منفصلة يتم مراقبتها وتحديد إطار إلدارتها يخضع لوظيفة‬
‫تدقيق داخلي فعال وشامله ومستقله من قبل موظفين أكفاء ومدربين بشكل مالئم وعلى جميع المستويات‬
‫الوظيفية أن تدرك مسؤوليتها فيما يتعلق بإدارة المخاطر التشغيلية كما يجب ان تتحمل اإلدارة العليا مسؤولية‬
‫تطوير السياسات والعمليات البنكية وأنظمته‪.‬‬
‫من الضروري على الوجه الخاص أن يقوم مجلس اإلدارة على تحديد مستويات واضحة المسؤوليات‬
‫إدارة واإلختصاصات واعادة التقارير باإلضافة الى ذلك يجب ان يكون هناك فصل في المسؤوليات‬
‫ومستويات إعادة التقرير بين وحدات العمل المنتجة للعائدات‪ ،‬كما يتعين أن يتم هذا اإلطار على الوسائل‬
‫الرئيسية التي تحتاجها المؤسسة إلدارة المخاطر التشغيلية‪ ،‬وحتى يضمن قيام البنك بإدارة المخاطر التشغيلية‬
‫الخاصة بالبنك عن التغيرات في السوق الخارجي وغيرها من العوامل يتعين على مجلس االدارة ان تقوم‬
‫بمراجعه منتظمة‪.‬‬
‫المبدأ الثاني‪:‬‬
‫على مجلس اإلدارة أن يضمن الخضوع إطار إدارة المخاطر التشغيلية الخاص بالبنك الى عملية تقييم‬
‫مستمرة ومراجعه شامله وفعالة بها الموظفون األكفاء الذين ليس لهم عالقة بإدارة المخاطر والمؤهلون لمباشره‬
‫هذه المهمة وتعيين أن ال تكون إدارة التدقيق الداخلي مسؤولة بشكل مباشر عن إدارة المخاطر التشغيلية‪.‬‬
‫أما تحقيق المبدأ الثاني المتمثل في دور مجلس اإلدارة لضمان خضوع إطار إدارة المخاطر التشغيلية‬
‫للتدقيق الفعال كيف يتطلب توفير نظام فعال للتدقيق الداخلي وذلك للتحقق من فعالية تطبيق اإلجراءات‬
‫والسياسة التشغيلية حيث يجب تناسب وتيره برنامج التدقيق والمخاطر التي يواجهها البنك وكذلك لضمان‬
‫استقاللية إدارة التدقيق إلى المدى الذي يتعلق فيه هذه االدارة بمراقبه إطار المخاطر التشغيلية‪.‬‬

‫‪ -1‬بوعتروس عبد الحق‪ ،‬إدارة المخاطر التشغیلية وأثرها على السالمة المصرفية وفق اتفاقية بازل‪ ،2‬أطروحة دكتوراه‪،‬‬
‫جامعة قسنطينة‪ ،0102-0112 ،0‬ص‪.000-012‬‬
‫المبدأ الثالث‪:‬‬

‫يتعين أن تتولى اإلدارة العليا التنفيذية المسؤولية عن تطبيق إدارة المخاطر التشغيلية يقرره مجلس‬
‫اإلدارة ويجب أن يطبق جميع وحدات المؤسسة البنكية‪ ،‬وأن يكون الموظفون في كافة المستويات على دراية‬
‫بمسؤولياتهم فيما يتعلق المخاطر التشغيلية كما ينبغي على اإلدارة العليا أيضا أن تتولى المسؤولية على‬
‫تطوير السياسات والطرق واإلجراءات الخاصة بإدارة المخاطر التشغيلية في كافه أنظمه وأنشطة البنك‬
‫ومنتجاته لتحقيق الم بدأ الثالث المتمثل في مسؤولية اإلدارة العليا في تنفيذ إطار إدارة المخاطر التشغيلية‪،‬‬
‫وايجاد المصادر الالزمة لذلك ترجمة إداره المخاطر التشغيلية الذي يضعه مجلس اإلدارة في صوره سياسية‬
‫وسائل إجراءات أكثر تحديدا يمكن تطبيقها تحقق منها في مختلف وحدات العمل‪ ،‬وفي حيث أن كل مسؤول‬
‫في أي مستوى من مستويات اإلدارة يكون مسؤول عن مدى وفعالية السياسات والوسائل واإلجراءات وضوابط‬
‫الرقابية في نطاق مسؤولياته لذلك يتعين على اإلدارة تعيين حدود الصالحيات المخولة‪ 1‬والمسؤولة ومستويات‬
‫رفع التقرير حيث توضح حدوث هذه المسؤولية كما تتضمن هذه المسؤولية ضمان توفر الموارد الضرورية‬
‫إلدارة المخاطر التشغيلية بفعالية‪ ،‬باإلضافة الى ذلك يجب ان تقوم اإلدارة العليا بتقييم مدى مالئمة طريقة‬
‫اإلشراف على إدارة المخاطر التشغيلية على ضوء المخاطر الالزمة لسياسة وحده العمل وأن تتضمن إبالغ‬
‫كافة الموظفين بحدود مسؤولياتهم‪ ،‬كما يجب على اإلدارة العليا أن تتأكد أيام البنك بأنشطة بواسطة موظفين‬
‫فعالين تتوفر فيهم الخبرة الضرورية والقدرات الفنية وأن الموظفين المسؤولية عن متابعة تطبيق سياسة‬
‫المخاطر بالبنك يتمتعون بصالحيات مستقلة عن وحدات العمل التي يشرفون عليها‪.‬‬

‫المبدأ الرابع‪:‬‬

‫يجب على البنوك وضع تعريف وتقييم للمخاطر التشغيلية المالزمة لمنتجاتها وأنشطتها والعمليات‬
‫المتعلقة بمعالج المنتجات وأنظمتها‪ ،‬كما يجب عليها ضمان خضوع لكافة أوجه المخاطر التشغيلية في‬
‫المنتجات الجديدة واألنشطة واألنظمة وطرق العمل للتقييم قبل طرحها‪.‬‬

‫وبتحقيق المبدأ الرابع في تعريف وتقييم وقياس المخاطر التشغيلية فإنه يجب على البنوك األخذ في‬
‫اإلعتبار كل العوامل الداخلية مثل مدى تعقد هيكل وطبيعة أنشطة البنك وكفاءة الموظفين‪ ،‬والعوامل‬
‫الخارجية مثل التغيرات في الصناعة المصرفية والتطورات التقنية التي يمكن أن تؤثر بشكل كبير على تحقيق‬
‫أهداف البنك‪ ،‬باإلضا فة إلى تحديد المخاطر المحتملة‪ ،‬فعنه يتعين على البنك أن يقيم إحتماالت مواجهة هذه‬

‫‪ -1‬بوعتروس عبد الحق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.000-012‬‬


‫المخاطر‪ ،‬وتسمح فعالية تقييم المخاطر للبنوك بفهمها بصورة أفضل واستهداف موارد المخاطر بصورة أكثر‬
‫فعالية‪.‬‬

‫كما يستلزم البنك إستخدام طرق تحديد وتقييم المخاطر التشغيلية باإلعتماد على التقييم الذاتي‪ ،‬وكذلك‬
‫القيام بمسح المخاطر‪ ،‬وتحديد المؤشرات الرئيسية للمخاطر ثم القيام بالقياس‪.‬‬

‫المبدأ الخامس‪:‬‬

‫يجب على البنوك إيجاد طريقة لضمان استمرار تقييم المستوى المقدر للمخاطر التشغيلية واإلحتماالت‬
‫المادية للتعرض للخسائر‪ ،‬ويجب أن تكون هناك تقارير منتظمة بشأن المعلومات ذات الصلة ترفع اإلدارة‬
‫العليا ومجلس الغدارة بحيث تدعم الغدارة التفاعلية للمخاطر التشغيلية‪.‬‬

‫ولتحقيق المبدأ الخامس المتعلق بمتابعة المستوى المقدر للمخاطر التشغيلية واإلحتماالت المادية‬
‫للتعرض للخسائر وعمل التقارير‪ ،‬وذلك من خالل قيام البنك بتحديد مؤشرات يمكن التنبؤ بموجبها بالخسائر‬
‫المستقبلية والمعروفة بمؤشرات المخاطر الرئيسية أو مؤشرات اإلنذار‪ ،‬فمثال نسبة إجمالي األصول إلى عدد‬
‫المستخدمين من مؤشرات القياس المخاطر التشغيلية‪ ،‬كما يجب أن تعكس إدارة المخاطر التشغيلية ووتيرة‬
‫مراقبة المخاطر المنية وطبية وتيرة التغيرات في البيئة التشغيلية‪ ،‬في حين يتعين أن تتلقى اإلدارة العليا تقارير‬
‫منتظمة من كل وحدات العمل وادارات التدقيق الداخلي‪.‬‬

‫المبدأ السادس‬

‫يجب أن تتوفر لدى البنوك سياسات وطرق واجراءات للسيطرة على المخاطر التشغيلية الجوهرية‬
‫والعمل للحد منها وتخفيف آثارها‪ ،‬كما يجب على البنوك أن تعمل على تقييم جدوى إعتماد استراتيجيات بديلة‬
‫لتحديد المخاطر والسيطرة عليها وأن تعدل من المستوى المقدر لمخاطرها التشغيلية باستخدام االستراتيجيات‬
‫المناسبة على ضوء مدى قدرتها الكلية على تحمل المخاطر‪.1‬‬

‫ولتحقيق المبدأ السادس المتمثل في توفير طرق واجراءات للسيطرة على المخاطر التشغيلية وتقلبها‬
‫بحيث يجب أن تصمم أنشطة الرقابة بحيث تكون قادرة على مراقبة المخاطر التشغيلية التي يحددها البنك‪،‬‬
‫ويتعين على البنك أن يقرر المدى الذي يمكن أن يذهب إليه في إستخدام إجراءات السيطرة وغيرها من‬
‫التقنيات المناسبة وأن يتحمل المخاطر‪.‬‬

‫‪ -1‬بوعتروس عبد الحق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.011‬‬


‫كما يتعين على البنك أن يضع طرق واجراءات للسيطرة على المخاطر وأن يتوفر لديه نظام يضمن‬
‫التوافق مع مجموعة السياسات الداخلية الموثقة المتعلقة بنظام إدارة المخاطر‪ ،‬وكذلك يتطلب النظام الفعال‬
‫للرقابة الداخلية أيضا وجود فصل في الواجبات بحيث ال يكلف الموظف بأية مسؤوليات يمكن أن تؤدي إلى‬
‫حدوث تعارض في المصالح‪ ،‬باإلضافة إلى النظر في أدوات الحد من المخاطر كالتأمين بإعتباره مكمل‬
‫وليس بديل عن الرقابة الداخلية الشاملة للمخاطر التشغيلية‪ ،‬ووضع خطط الطوارئ واستئناف العمل بعد وقوع‬
‫الخاطر‪.‬‬

‫كما يمكن التقليل من حجم المخاطر التي تواجهها البنوك بتحويل بعض األنشطة إلى آخرين لديهم‬
‫الخبرة والقدرة على إدارة المخاطر المتعلقة بأنشطة العمل المتخصصة‪ ،‬ولكن يجب على البنك أن يضع‬
‫سياسات سليمة إلدارة المخاطر المرتبطة بأنشطة تزويد خدمة العمليات المصرفية‪.‬‬

‫وبناء على أهمية وخطورة األنشطة أن تدرك التأثير المحتمل على عملياتها وعمالتها الذي يمكن أن‬
‫يترتب على أي قصور محتمل في الخدمات التي تقدم من طرف آلخر أو موردي الخدمات‪ ،‬ويشمل ذلك‬
‫األعمال التشغيلية وأي عطل محتمل في األعمال أو إخفاق من جانب األطراف الخارجية‪ ،‬وااللتزامات‬
‫الخاصة بكل طرف محدد بوضوح ومفهومة قابلة للتطبيق‪.‬‬

‫عندما تكون المخاطر ذات أهمية يتعين أن يتسم قرار اإلنفاق على جزء معين من المخاطر أو التامين‬
‫عليها بشفافية داخل البنك وأن يكون متسقا مع اإلستراتيجية العامة للبنك وقدرته على إستعاب المخاطر‪.‬‬

‫المبدأ السابع‪:‬‬

‫يتعين على الجهات اإلشرافية أن تجري تقييما منتظما‪ ،‬سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة‪ ،‬لسياسات‬
‫البنوك واجراءاتها وممارساتها فيما يتعلق بالمخاطر التشغيلية‪ ،‬وعلى الجهات اإلشرافية أيضا أن تتأكد من‬
‫وجود آليات مناسبة إلعداد التقارير بما يسمح أن تكون على دراية بالتطورات الجارية في البنوك‪.‬‬

‫ولتحقيق المبدأ السابع المتمثل في توفير خطط الطوارئ ومواصلة األنشطة‪ ،‬يتعين على البنوك أن‬
‫تحدد اآلليات البديلة إلستئناف الخدمة في حال أي توقف ويجب توجيه إهتمام خاص للقدرة على إسترجاع‬
‫السجالت اإللكترونية والمادية الضرورية إلستئناف األنشطة‪.‬‬
‫كما يتعين على البنك أن يقوم بمراجعات دورية لخطط الطوارئ ومواصلة األعمال حتى تكون متسقة‬
‫مع العمليات الجارية للبنك وخططه اإلستراتيجية‪ ،‬من خالل وضع خطط إختيارية دورية لضمان قدرة البنك‬
‫على تنفيذها في حال التعرض لتوقف خطير في األعمال‪.‬‬

‫كذلك فإن المبدأ الرابع والخامس والسادس والسابع يدل على تصنيف هو تقييم المخاطر التشغيلية من‬
‫خالل التقليل منها والتحكم فيها‪.‬‬

‫المبدأ الثامن‪:‬‬

‫يتعين على الجهات اإلشرافية أن تتأكد من أن كافة البنوك والمؤسسات المالية الخاضعة لرقابتها بغض‬
‫النظر عن حجمها‪ ،‬يتوفر لديها إطار فعال لتحديد وتقيم ومراقبة والحد من المخاطر التشغيلية الجوهرية‬
‫والسيطرة عليها وذلك من خالل منهج إلدارة المخاطر‪.‬‬

‫ولتحقيق المبدأ الثامن المتمثل في دور الجهات اإلشراقية بالمطالبة بتوفير إطار فعال للغدارة‬
‫التشغيلية‪ ،‬بحيث تتوافق مع حجم ودرجة التعقيد في المخاطر التشغيلية التي تواجهها‪.1‬‬

‫المبدأ التاسع‪:‬‬

‫يتعين على الجهات اإلشرافية أن تجري تقييما منتظما‪ ،‬سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة‪ ،‬لسياسات‬
‫البنوك واجراءاتها وممارساتها فيما بتعلق بالمخاطر التشغيلية‪ ،‬وعلى الجهات اإلشرافية أيضا أن تتأكد من‬
‫وجود آليات مناسبة إلعداد التقارير بما يسمح أن تكون على دراية بالتطورات الجارية في البنوك ولتحقيق‬
‫المبدأ التاسع المتمثل في دور الجهات اإلشرافية في تقييم سياسات واجراءات البنوك يجب أن يتضمن التقييم‬
‫المستقل للمخاطر التشغيلية الذي تقوم به الجهات اإلشرافية مراجعة الطرق تقييم كفاية رأس المال لمخاطر‬
‫التشغيلية بالتناسب مع حجم المخاطر ومقارنتها باألهداف الداخلية لرأس المال‪ ،‬من خالل فعالية طرق إدارة‬
‫المخاطر والرقابة عليها فيما يتعلق بالمخاطر التشغيلية‪ ،‬كذلك أنظمة البنك الخاصة بالمتابعة واعداد التقارير‬
‫بشأن المخاطر التشغيلية‪ ،‬بما في ذلك البيانات المتلقة بالخسائر وغيرها من المؤشرات الخسائر المحتملة من‬
‫أجل اإلجراءات البنك السري لتصحيح أحداث المخاطر التشغيلية والتعرض لها‪ ،‬باإلضافة إلى نظم الرقابة‬
‫الداخلية ومراجعة والتدقيق لضمان سالمة الطرق العامة لغدارة المخاطر التشغيلية وتحقيق جودة وشمولية‬
‫خطط الطوارئ ومواصلة األعمال‪.‬‬

‫‪ -1‬بوعتروس عبد الحق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.000-012‬‬


‫أما في الحاالت التي تكون فيها البنوك جزءا من مجموع مالية يتعين على الجهات اإلشرافية أن تسعى‬
‫لضمان وجود إجراءات تضمن إدارة المخاطر التشغيلة بطريق مالئمة ومتكاملة في كل أقسام المجموعة كما‬
‫سيكون من الضروري ند إجراء هذا التقييم التعاون وتبادل المعلومات من جهات إشرافية أخرى وفقا‬
‫لإلجراءات المقررة‪ ،‬ومن الممكن أن تلجأ الجهات اإلشرافية في اإلستعانة بمنفقين خارجيين إلجراء مثل هذا‬
‫التقييم‪.‬‬

‫وفي هذا اإلطار يعتبر المبدأ الثامن والتاسع ضمن تصنيف يشمل تفعيل دور السلطات الرقابية‬
‫واإلشرافية‪.‬‬

‫المبدأ العاشر‪:‬‬

‫يتعين على البنوك أن تقوم بعمليات وافية من اإلفصاح العام حتى تمكن المتعاملين في السوق من‬
‫تقييم منهجها في إدارة المخاطر التشغيلية‪.‬‬

‫ولتحقيق مبدأ العاشر المتمثل في اإلفصاح عن طرق البنك يجب أن يتناسب اإلفصاح مع حجم ومدى‬
‫تقد عمليات البنك إضافة إلى حاجة السوق إلى مثل هذه المعلومات على الرغم من أن لجن بازل لم تحدد‬
‫مجال اإلفصاح عن المخاطر التشغيلية بصورة واضحة بسبب رئيسي يعود إلى أن البنوك مازالت في طور‬
‫إعداد طرق تقييم المخاطر التشغيلية‪ ،‬فإنه يتعين على أي بنك أن يفصح على إطاره الخاص بإدارة المخاطر‬
‫التشغيلية بالصورة التي تمكن المستثمرين واألطراف ذات العالقة من الحكم على قدرة البنك في تحديد ومراقبة‬
‫المخاطر التشغيلية والتحكم فيها‪.‬‬

‫أما المبدأ العاشر فيصنف ضمن عنصر تفعيل دور اإلفصاح‪.‬‬


‫المبحث الثالث‪ :‬التدقیق الداخلي والمخاطر التشغیلية‬

‫بعد التطرق في المبحث السابق إلى أهم مبادئ الممارسة السليمة في تقييم المخاطر التشغيلية‪ ،‬و كذا‬
‫الطرق الداخلية والخارجية للتحكم في المخاطر التشغيلية ‪ ،‬سنتحدث في هذا المبحث على العالقة بين‬
‫التدقيق الداخلي والمخاطر التشغيلية وكذا مسؤولية المدقق الداخلي تجاه هاته المخاطر وفي األخير أثر‬
‫التدقيق الداخلي على المخاطر التشغيلية‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬العالقة بین التدقیق الداخلي والمخاطر التشغیلية‬

‫إن التدقيق الداخلي لم تعد لها وجود مستقل كما كانت من قبل‪ ،‬قد أصبحت حرة من إطار إدارة‬
‫المخاطر‪ .‬بإضافة أنه يتم بناء الضابط الرقابية عند تصميم أنظمة الرقابة الداخلية التي يتم من خاللها التأكد‬
‫من أهداف المؤسسة قد تم تحقيقها ونأخذ هذه الضوابط عدة أشكال أهمها‪:‬‬

‫‪ -1‬الضوابط الوقائية‬

‫وهي الضوابط التي يتم وضعها اكتشاف األخطاء واالختراقات قبل حدوثها‪ ،‬ويتم بناؤها ضمن النظام‬
‫بحيث تكون جزءا من األعمال االعتيادية المؤسسة‪.‬‬

‫ومن أمثلة هذه الضوابط ما يلي‪:1‬‬

‫‪ -‬الفصل بين الوثائق‬


‫‪ -‬سياسة تدريب الموظفين تناسب احتياجاتهم وتتوافق مع التطورات التي تتم داخل المؤسسة‬
‫‪ -‬وجود أجهزة إنذار للسرقة والحريق‬
‫‪ -‬وجود أرقام سرية للدخول إلى أنظمة الحاسوب‪.‬‬

‫‪ -2‬الضوابط الكشفية‬

‫وهي الضوابط التي يتم تصميمها في النظام ليتم من خاللها تحديد األخطاء واإلختراقات بعد وقوفها‬
‫وتعتبر هذه الضوابط أكثر كلفة من الضوابط الوقائية‪ ،‬إضافة إلى أن بعض األخطاء من الصعب مراقبتها‬
‫بشكل مسبق‪.‬‬

‫‪ -1‬أم كلتوم زرفة‪ ،‬دور نظام الرقابة الداخلية في التقلیل من المخاطر‪ ،‬مذكرة ماستر‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح‪ ،‬ورقلة‪،0102 ،‬‬
‫ص‪.01‬‬
‫ومن أمثلة هذه الضوابط ما يلي‪:1‬‬

‫‪ ‬الجرد الفعلي النقدية بشكل دوري أو مستمر؛‬


‫‪ ‬وجود وحدات الرقابة الداخلية ضمن الهيكل التنظيمي للمؤسسات؛‬
‫‪ ‬وجود كاميرات مراقبة على األماكن العامة في المؤسسة‪.‬‬

‫كما يمكن إضافة ضوابط رقابة أخرى متمثلة في‪:‬‬

‫الضوابط التصحيحية‬

‫وهي الضوابط التي تعمل على التأكد من اإلجراءات التصحيحية واإلختراقات قد تم اتخاذها أو أن هذه‬
‫االختراقات لم تحدث مرة ثانية‪ ،‬وهذه الضوابط تتعامل مع اإلختراقات بعد اكتشافها وحتى تكون هذه الضوابط‬
‫ذات كفاءة على اإلدارة وضع نظام يسلط الضوء على االختراقات و ألخطاء ومتابعتها لحين تصحيحها وعدم‬
‫السماح بتكرار حدوثها‪ ،‬ومن أمثلة هذه الضوابط ما يلي‪:2‬‬

‫‪ ‬وجود أنظمة واجراءات لمعالجة األخطاء واإلختراقات التي تم اكتشافها‬


‫‪ ‬وجود نظام متابعة للتأكد من اتخاذ اإلجراءات التصحيحية الالزمة‪.‬‬
‫‪ ‬قيام اإلدارة بمراجعة إجراءات التصحيح للتأكد من سالمتها‪.‬‬

‫الضوابط الرادعة‬

‫وهي الضوابط التي تشكل رادع لدى األفراد للقيام بأي إختراقات أو تجاوزات‪ ،‬من أمثلة هذه الضوابط ما‬
‫يلي‪:3‬‬

‫‪ ‬وجود تدقيق داخلي يتمتع باالستقاللية والكفاءة؛‬


‫‪ ‬وجود تدقيق خارجي فعال مثال ذلك المدققين الخارجيين؛‬
‫‪ ‬إجراءات عقابية بحق المخالفين والمهملين؛‬
‫‪ ‬وضع إشارات على مناطق معينة بعدم الدخول إليها إال المرخصين لهم‪.‬‬

‫‪ -1‬أم كلتوم زرفة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.01‬‬


‫‪ -2‬أم كلتوم زرفة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.01‬‬
‫‪ -3‬أم كلتوم زرفة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.01‬‬
‫ومنه فإن الرقابة الداخلية تعد جزء من إدارة المخاطر التشغيلية حيث تعتمد على مجموعة من‬
‫الضوابط الرقابية التي تهدف إلى الوقاية واكتشاف مختلف المخاطر التي تواجه البنوك والتحقق من تصحيح‬
‫األخطاء‪ ،‬وبالتالي فإن هذه الضوابط بمثابة آليات توفر ضمان معمولة بتخفيض الخسائر إلى أقل قدر‬
‫ممكن‪ ،‬وكلما كان نظام الرقابة الداخلية قوي وفعال كان باإلمكان التقليل من المخاطر التشغيلية التي تواجه‬
‫المؤسسة‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مسؤولية المدقق الداخلي تجاه المخاطر التشغیلية‬

‫لقد أصبح دور التدقيق الداخلي أكثر شمولية من قبل‪ ،‬وقد لوحظ ذلك من تعريف التدقيق الداخلي‬
‫حيث أصبح هناك دور التدقيق الداخلي في إدارة المخاطر التشغيلية بالرجوع إلى مبادئ الممارسة السليمة‬
‫إلدارة المخاطر التشغيلية الصادرة عن لجنة بازل للرقابة البنكية وبالتحديد المبدأ الثاني الذي ينص على‬
‫"يجب أن يضمن مجلس اإلدارة بأن هيكل إدارة المخاطر البنكية يخضع لوظيفة تدقيق فعالة وشاملة ومستقلة‬
‫وتنفذ من قبل موظفين أكفاء ومدربين بشكل مالئم‪ ،‬ويجب أن ال تكون وظيفة التدقيق الداخلي مسؤولة بشكل‬
‫مباشر عن إدارة المخاطر التشغيلية"‪.‬‬

‫فقد تم استنتاج ما يلي‪:1‬‬

‫‪ ‬يتأكد مجلس اإلدارة من أن فريق التدقيق الداخلي في المصرف على جانب عالي من التأهيل العلمي‬
‫والعملي‪ ،‬وتكون مهمته هي التأكد من أن السياسات واإلجراءات يتم تنفيذها بفعالية وتتابعية لضمان‬
‫فعالية إستراتيجية مخاطر التشغيل‪.‬‬
‫‪ ‬كذلك أن تتاح له اإلستقاللية بما يمكن من الوقوف على السياسات واإلجراءات بحرية ودون قيد‪.‬‬
‫‪ ‬يتطلب التدقيق الداخلي توافر مهارات لفريق العمل تضمن المعرفة واإلمكانية والقدرة على تحليل واتخاذ‬
‫القرار خاصة في مثل تشابك العمليات البنكية وتشابكها‪.‬‬

‫‪ -1‬رندة دمحم سعيد أوشعبان‪ ،‬دور التدقیق الداخلي في تقیيم المخاطر التشغیلية‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬الجامعة اإلسالمية‪ ،‬غزة‪،‬‬
‫ص‪.21‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬خطوات المدقق الداخلي لتقیيم المخاطر التشغیلية‬

‫يمكن وصف خطوات المدقق الداخلي في تقييم المخاطر التشغيلية على خطوات نذكرها‪:‬‬

‫‪ -0‬تحديد المخاطر‬
‫‪ -0‬تقييم المخاطر التشغيلية‬
‫‪ -0‬معالجة الخطر‬
‫‪ -2‬مراقبة المخاطر‬
‫‪ -2‬التقييم الذاتي للمخاطر‪.‬‬

‫‪ -1‬تحدید المخاطر‬

‫من أجل تقييم المخاطر البد أوال أن يتم تحديدها لكل منتج أو خدمة يقدمها البنك وينطوي عليها‬
‫المخاطر‪ ،‬كما أن عملية تحديد المخاطر يجب أن تكون عملية مستمرة ويجب أن تفهم المخاطر على مستوى‬
‫كل عملية مصرفية‪.‬‬

‫كما أنه يتطلب أن يكون هناك عملية تحديد مستمر ومنتظم وكامل للمخاطر التشغيلية لذلك يتوجب‬
‫على المدقق أن‪:1‬‬

‫‪ ‬التحقق من أنه يوجد في المنشأة عمليات معينة لتحديد المخاطر التشغيلية تحقق من أنه يتأكد من أن‬
‫وظيفة المخاطر التشغيلية هي قادرة على تحديد أي نقاط ضعف‪.‬‬
‫‪ ‬مالحظة أن هذه العملية موثقة بشكل جيد‪.‬‬
‫‪ ‬نفذت وظيفة المخاطر التشغيلية إجراءات الرقابة التي تعكس أهداف والهيكل التنظيمي للبنك‪.‬‬

‫‪ -2‬تقیيم المخاطر التشغیلية‬

‫بعد أن يتم التعرف على المخاطر‪ ،‬يجب إن يتم تحليل المخاطر من خالل قياس الحجم المحتمل‬
‫للخسارة واحتمال حدوث تلك الخسارة ثم ترتيب األولويات إلى مخاطر حرجة مهمة و غير مهمة‪ ،‬وبعد‬
‫اإلنتهاء من عملية تحليل المخاطر‪ ،‬فإنه من الضروري إجراء مقارنة بين تقدير المخاطر وقياس المخاطر‬

‫‪ -1‬رندة دمحم سعيد أوشعبان‪ ،‬مرجع نفسه‪ ،‬ص‪.22‬‬


‫التي تم إعدادها من طرف المؤسسة مقاييس المخاطر قد تتضمن عوائد وتكاليف ذات عالقة‪ ،‬والمتطلبات‬
‫القانونية والعوامل االجتماعية واالقتصادية والبيئية واهتمامات أصحاب المصالح‪.1‬‬

‫‪ -3‬معالجة الخطر‬

‫العناصر األساسية للتعامل مع المخاطر التشغيلية التي تم تحديدها وتقييمها هي‪:2‬‬

‫‪ ‬تجنب المخاطر (إستراتيجية‪ :‬ال تأخذ كل الخطر)‪.‬‬


‫‪ ‬تخفيف المخاطر (إستراتيجية الحد من المخاطر بذكاء في تسميتها)‪.‬‬
‫‪ ‬تقاسم المخاطر ونقلها (إستراتيجية‪" :‬يسر بذكاء على المخاطر ألطراف ثالثة")‪.‬‬
‫‪ ‬قبول المخاطر (إستراتيجية‪" :‬اتخاذ عمدا بعض المخاطر بطريقة هادفة")‪.‬‬

‫‪ -4‬مراقبة المخاطر‬

‫على البنوك أن تعمل على إيجاد نظام معلومات قادر على تحديد وقياس المخاطر بدقة‪ ،‬وبنفس الوقت‬
‫واألهمية أن يكون قادر على مراقبة التغيرات المهمة في وضع المخاطر لديه‪.‬‬

‫يجب على المدققين الداخليين التحقق من وجود عملية التقارير الخارجية التي توفر المعلومات‬
‫لألطراف الثالث (مدققين الحسابات الخارجيين‪ ،‬واألسواق‪ ،‬الوكاالت الهيئات والمشرفين‪ ،‬الخ) عن تعرض‬
‫المنشأة للمخاطر التشغيلية‪ ،‬فضال عن السياسات واإلجراءات إلدارتها‪ ،‬والتحقق أيضا من وجود الوثائق التي‬
‫تغطي جميع اإلجراءات المتخذة لتحقيق أهداف الشركة للمخاطر التشغيلية فضال عن سهولة الوصول‬
‫والشفافية في البيانات المستخدمة‪.3‬‬

‫‪ -5‬التقیيم الذاتي للمخاطر‬

‫هي عملية تقييم جماعي من قبل موظفين البنك حسب مجال مسؤوليتهم‪ ،‬للتعرف على مخاطر العمل‬
‫ولتقييم إجراءات الرقابة‪ ،‬ولوضع خطط تطوير الرقابة بإشراف وحدة إدارة المخاطر‪ ،‬وتعرف أيضا بأنها أحد‬
‫مجموعة من الموظفين ذوي الخبرة في إجراءات عمل الوحدات التي يعملون بها‪ ،‬يجتمعون مع المنسقين‬

‫‪ -1‬رندة دمحم سعيد أوشعبان‪ ،‬مرجع نفسه‪ ،‬ص‪.22‬‬


‫‪ -2‬رندة دمحم سعيد أوشعبان‪ ،‬مرجع نفسه‪ ،‬ص‪.22‬‬
‫‪ -3‬رندة دمحم سعيد أوشعبان‪ ،‬مرجع نفسه‪ ،‬ص‪.21‬‬
‫لتحليل المخاطر واجراءات الرقابة التي تؤثر على مقدرة الوحدة على تحقيق أهدافها‪ ،‬وبتالي تحديد خطوات‬
‫العمل الالزمة‪ ،‬ويتم رفع تقارير دورية عن وضعية أنظمة الرقابة الداخلية لمجلس إدارة البنك‪.1‬‬

‫‪ -1‬رندة دمحم سعيد أوشعبان‪ ،‬مرجع نفسه‪ ،‬ص‪.21‬‬


‫خالصة الفصل‪:‬‬

‫لقد واجهت البنوك عدة أزمات مالية ما يترتب عنها إخفاقات واختفاء للعديد من البنوك‪ ،‬وعليه تتعرض‬
‫البنوك لعدة أنواع من المخاطر التشغيلية‪ ،‬والتي من بينها االحتيال الداخلي والخارجي‪ ،‬ممارسات العمل‬
‫واألمن في مكان العمل‪ ،‬ممارسات متعلقة بالعمالء والمنتجات واألعمال‪ ،‬أضرار باألصول وغيرها‪ .‬وهذا ما‬
‫يؤدي إلى البحث عن الطرق الالزمة والتي من بينها‪ :‬العمل على الوقاية‪ ،‬تخفيض القيمة المعرضة للخسائر‪،‬‬
‫تحمل تكاليف ثابتة‪ ،‬بعد ذلك القيام بتحويل المخاطر وطريقة أخيرة تحملها‪.‬‬

‫كما أنه تم وضع عدة طرق لتقدير المخاطر التشغيلية من طرف لجنة بازل‪ ،‬مع ترك الحرية للبنوك لبناء‬
‫نموذج داخلي يؤخذ االعتبار خصوصيات العمل البنكي‪ ،‬ومن بين هذه النماذج طريقة المؤشر األساسي‪،‬‬
‫الطريقة المعيارية وطريقة القياس المتقدمة‪.‬‬

‫من أجل التصدي للتحديات التي تواجه البنوك لمواجهة المخاطر التشغيلية‪ ،‬تطلب ذلك توفر الظروف‬
‫المالئمة والمتمثلة في اإلدارة الخاصة بالمخاطر التشغيلية‪ ،‬وبناء نماذج داخلية تكون مناسبة لتقدير وقياس‬
‫المخاطر التشغيلية وتجنبها في المستقبل‪ ،‬باإلضافة إلى تفعيل الرقابة االعتماد مبادئ الممارسات السليمة‬
‫إلدارة المخاطر و تخصيص رأس المال‪.‬‬
‫الفصل الثالث‬
‫تمهید‪:‬‬

‫تدعيما للدراسة في الفصلين السابقين‪ ،‬ارتأينا إلى إجراء دراسة تطبيقية نحاول من خاللها مطابقة‬
‫المعرفة النظرية على ما هو موجود في الواقع العملي‪ ،‬واإلستفادة من تجربة العاملين في الميدان‪ ،‬حيث‬
‫سنعتمد على المقابلة لجمع البيانات وتحليلها‪ ،‬واستخراج النتائج منها‪.‬‬

‫لهذا سنقسم الفصل إلى مبحثين‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬نظرة عامة حول البنك الجزائري الخارجي‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬الدراسة التحليلية‪.‬‬


‫المبحث األول‪ :‬نظرة عامة حول البنك الخارجي الجزائري‬

‫قامت السلطات الجزائرية بعد االستقالل بإنشاء نظام بنكي جزائري لتحقيق األهداف المسطرة للتمويل‪،‬‬
‫فقامت بتأسيس بنوك جديدة وتأميم الفروع األجنبية وهذا من أجل تحقيق األهداف المالية‪ ،‬و بالتالي قامت‬
‫بانشاء البنك الخارجي الجزائري‪ ،‬وبالتالي سنتطرق لكل من تعريفه‪ ،‬وظائفه ودوره ‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬نشأة و تعريف البنك الجزائري الخارجي‬

‫أنشأ البنك الخارجي الجزائري في ‪ 0‬أكتوبر ‪ 0122‬برأسمال قدره ‪ 01‬مليون دينار جزائري‪ ،‬وقد مر‬
‫بعدة مراحل خالل تطوره‪ ،‬فلعب دور التسهيل (تقديم القروض) والتنمية في مجال التخطيط الوطني والعالقات‬
‫االقتصادية والمالية بين الجزائر والدول األخرى‪ ،‬وتمثل دوره األساسي في القيام بكل العمليات البنكية بين‬
‫المؤسسات الصناعية الكبرى والمؤسسات الجانبية‪.‬‬

‫هو مؤسسة حكومية تم انشاؤها في فترة االستقالل بعد تأميم البنوك األجنبية‪ ،‬بموجب المرسوم رقم ‪012/22‬‬
‫الصادر في ‪ 10‬أكتوبر ‪ ،0122‬ويعتبر بنك ودائع مملوكة للدولة‪ ،‬ويخضع للقانون التجاري مقره الرئيسي في‬
‫الجزائر العاصمة‪ ،‬كانت مهمته عند انشائه تمويل التجارة الخارجية‪ ،‬أما حاليا فيقوم بعدة اختصاصات كمنح‬
‫االعتمادات عن االستيرادات‪ ،‬واعطاء ضمانات للمصدرين الجزائريين لتسهيل مهامهم‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬مهام ووظائف البنك الخارجي الجزائري‬

‫‪ -1‬المهام‬
‫نذكر منها ما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬تنمية العالقات التجارية بين المتعاملين الخواص والقطاع العام‪.‬‬
‫‪ ‬دراسة القروض البنكية للعمالء واخضاعها لشروط المديرية في حالة القروض ذات المبالغ المرتفعة‪.‬‬
‫‪ ‬استقبال مختلف االيداعات تمويل المشاريع االقتصادية الكبرى‪.‬‬

You might also like