‫الضغوط االستعمارية على المغرب ومحاوالت اإلصالح خالل القرن‪19‬‬

‫تعرض المغرب خالل القرن ‪ 19‬لعدة ضغوط (استعمارية ودبلوماسية واقتصادية) إلضعاف سلطة المخزن والتغلغل بالبالد‬
‫ولمواجهة ذلك قام المخزن بمحاوالت‬
‫تحديثية‬
‫فما هي الضغوط االستعمارية وإلى أي حد نجحت محاوالت اإلصالح؟‬
‫أوال‪ :‬اشكال الضغوط االستعمارية على المغرب خالل القرن ‪19‬‬

‫‪ -1‬الضغوط العسكرية‬
‫‪ -‬معركة إسلي‪ :‬بعد احتالل الجزائر ‪ 1830‬اتخذت فرنسا من مساعدة المولى ع الرحمان للمقاومة الجزائرية دريعة‬
‫لتنفيذ عدوانها على المغرب (وجدة‪ ،‬طنجة‪ ،‬صويرة) مما أدى الى مواجهة بين الجيش المغربي والفرنسي بوادي‬
‫اسلي انهزم فيها السلطان (ضعف التنظيم والتقنية)‬
‫←توقيع معاهدة الصلح في ‪10‬شتنبر ‪ :1844‬نصت على إعادة تعيين الحدود بين المغرب والجزائر‬
‫←توقيع معاهدة لالامغنية‪( :‬معاهدة الحدود الغامضة)‪:‬‬
‫_ من البحر األبيض المتوسط الى ثنية ساس‪ :‬تحديد دقيق‬
‫_ من ثنية ساسي الى فكيك‪ :‬توزيع القصور دون تحديد جغرافي‬
‫_ جنوب فكيك‪ :‬دون التحديد‬
‫تعمدت فرنسا ذلك الغموض الستغالله للتدخل في المغرب‪.‬‬
‫‪ -‬معركة تطوان‪ :‬اظهرت معركة اسلي ضعف المغرب عسكريا فادعت اسبانيا ان لها حقوق تاريخية في المغرب‬
‫فاحتلت الجزر الجعفرية ‪ 1848‬وحاولت التوسع انطالقا من سبة ومليلية‪ ،‬استغلت اسبانيا خالفا مع قبيلة انجرة‪،‬‬
‫فأعلنت الحرب على المغرب ‪1859‬مما أدى الى احتالل تطوان‪.‬‬
‫أدت هزيمة تطوان الة توقيع اتفاقية الصلح ومن اهم بنودها‪:‬‬
‫_ توسيع حدود سبتة ومليلية‬
‫_ تنازل إلسبانيا عن قطعة ارض بالجنوب (لبناء مراكب الصيد)‬
‫_فرض غرامة مالية تقدر ب ‪ 20‬مليون لاير‬
‫←اقتراض المغرب من البلدان الرأسمالية ألول مرة والسماح ألمناء اسبان باقتطاع نصف مداخيل ألداء ما تبقى من‬
‫الغرامة‪.‬‬
‫استنتاج‪:‬‬
‫نتج عن كل ذلك أزمة مالية كان لها تأثير على الحياة االقتصادية واالجتماعية‪.‬‬
‫‪ -2‬الضغوط الديبلوماسية االقتصادية‪:‬‬
‫‪ -‬االتفاقية البريطانية‪:‬‬
‫‪ -‬مارست بريطانيا ضغوط على المولى ع الرحمان من اجل تحرير التجارة فتم توقيع اتفاقية تجارية معها ‪ 1856‬كل‬
‫بنودها لصالح األجانب = _ امتيازات قضائية‪ :‬اقصاء القضاء المغربي من البث في النزاعات التي يكون فيها أحد‬
‫أطرافها بريطاني اال بحضور القنصل‪.‬‬
‫امتيازات اقتصادية‪ :‬السماح لألجانب بحرية التجارة مع إعفائهم من الضرائب‪.‬‬
‫_االتفاقية االسبانية ‪1861‬حصول االسبان على نفس االمتيازات التي حصلت عليها بريطانيا‪.‬‬

‫_ االتفاقيات أخرى‬
‫أهمها االتفاقية بكالر ‪ 1863‬مع فرنسا ومقررات مدريد ‪ 1880‬هذه األخيرة التي وسعت دائرة المستفيدين من االمتيازات‬
‫للدول االوربية‪.‬‬
‫أدت مختلف هذه االتفاقيات إلى استفحال ظاهرة الحماية القنصلية التي أصبح يلجأ إليها كل من يرغب في التملص من الواجبات‪.‬‬
‫عمات مختلف الضغوط الى تأزيم الوضعية العامة بالمغرب‪ ،‬فقد تم إغراق السوق المغربية بالمنتجات األوربية وتصدير المواد‬
‫الخام مما أدى الى إفالس الحرفيين كما أن عجز المغرب عن التصرف في موارد الجمارك أدى إلى ارتفاع الضرائب‪ ،‬مما أدى الى‬
‫تزايد حركات التمرد‪ ،‬وأصبح يهدد السيادة المغربية خصوصا بعد تزايد الحماية القنصلية‪ ،‬فظهر اتجاه إصالحي يدعوا الى تحديث‬
‫مختلف الميادين للخروج من االزمة‪.‬‬
 ‫‪ -3‬التسرب االستعماري في الصحراء المغربية‪:‬‬
‫عملت البلدان االوربية على التغلغل بالجنوب المغربي مستغلة المعاهدات المبرمة‪:‬‬
‫‪ -‬اسبانيا‪ :‬حاولت بسط نفوذها على عدة مراسي (سيدي افني‪ ،‬طرفاية‪ ،‬بوجدور) مستغلة معاهدة الصلح ‪ ،1960‬مما‬
‫دفع السلطان الى االنتقال الى سوس األقصى لتأكيد على السيادة المغربية بها‪.‬‬
‫‪ -‬إنجلترا‪ :‬تمكنت شركاتها من فرض تعامالتها التجارية بالمنطقة خاصة بعد وصول مثلها ماكينزي ‪.1872‬‬
‫‪ -‬فرنسا‪ :‬استغلت غموض معاهدة لالمغنية للتوسع في الجنوب الشرقي‪ :‬ﯕورارة‪ ،‬توات وتدكيلت‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬المحاوالت اإلصالحية بالمغرب‪:‬‬

‫‪ -1‬مظاهر اإلصالح العسكري‪:‬‬
‫كان المغرب يعتمد في تكوين الجيش على العثمانيين‪ ،‬لكن هزيمة اسلي أثبتت فشل هذا التوجه‪.‬‬
‫بعد إسلي قرر السلطان االعتماد على الخبرة األوربية فقام ب‪:‬‬
‫_ ارسال طالبية للتكوين في عدة تخصصات عسكرية بالبلدان االوربية‪.‬‬
‫_ جلب خبراء أجانب‪.‬‬
‫_ شراء سفن لحماية السواحل ومحاربة التهريب‪.‬‬
‫_ تأسيس مصنع أسلحة بفاس‬
‫رغم ارتفاع تكاليف اإلصالح فان نتائجه كانت متواضعة فمصنع األسلحة لم ينتج سوى ‪ 340‬بندقية طيلة ‪ 10‬سنوات‬
‫والبعثات الطالبية لم تستغل بعد عودتها‪.‬‬
‫اإلصالح اإلداري واالقتصادي‪:‬‬

‫‪ -2‬اإلصالح اإلداري واالقتصادي‪:‬‬

‫عرف الميدان اإلداري سلسلة إصالحات بدأت مع المولى ع الرحمان بن هشام وتمثلت في إحداث عدد من الوزارات‪ ،‬كما‬
‫شمل اإلصالح في عهد الحسن ‪ 1‬اإلدارة المحلية باحداث قيادات صغرى‪ ،‬وكان الهدف من هذه اإلجراءات ضبط تسيير‬
‫شؤون الدولة وتخصص كل وزارة في مهام محددة اما اإلصالح المحلي فهدفه الحد من نفود القواد الكبار‪.‬‬
‫كما شمل اإلصالح الميدان االقتصادية عن طريق تشجيع األنشطة االقتصادية و انجاز البنيات التحتية والتجهيزية‬
‫الضرورية لنشاط التجارة كما تم انشاء بعض المصانع كمعمل السكر بمراكش ومصنع الورق بالصويرة‪.‬‬
‫‪ -4‬اإلصالح المالي والنقدي والجبائي‪:‬‬
‫عاش المغرب مجموعة من اإلصالحات حيث تمت إضافة أو إلغاء بعض الرسوم تبعا لحاجيات الخزينة أو تمرد السكان‪.‬‬
‫وللرفع من مدتخيل الجمارك عمل المولى الحسن على‪:‬‬
‫‪ -‬جعل لألمناء مرتبات شهرية‪.‬‬
‫‪ -‬منع األمناء من المتاجرة في المراسي التي يشتغلون بها‪.‬‬
‫‪ -‬تعيين أميين أمناء يراقب عمل األمناء‪.‬‬
‫هم اإلصالح الميدان المالي بإصالح جهازه وإحداث وضائف متعددة مركزية يرأسها وزير المالية ومحلية لضبط المداخيل‬
‫ومصاريف الدولة‪.‬‬
‫تعرضت األحوال المالية لمشاكل متعددة إذ عرفت العملة انهيار ابتداءا من ‪ 1840‬فسك المولى عبد الرحمان عملة من الفضة‬
‫والنحاس بدل الذهب ورغم ذلك استمر انخفاضها فقرر المولى الحسن سك العملة بالخارج‪.‬‬
‫‪ -5‬إصالح التعليم‬
‫وحضي الميدان التعليمي باهتمام كبير العتباره سفينة المغرب لتحقيق التقدم لذلك اتخذت عدة إجراءات إلصالح أوضاعه‪:‬‬
‫‪ -‬ارسال بعثات طالبية للخارج‬
‫‪ -‬جلب خبراء التعليم الطالب محليا‬
‫‪ -‬االهتمام بالمواد المدرسية وطريقة التدريس‬
‫‪ -6‬حصيلة اإلصالحات‬
‫اتسمت اإلصالحات بمحدوديتها نضرا ل‪:‬‬
‫‪ -‬الكلفة المالية المرتفعة التي أدت الى افراغ الخزينة واالقتراض‪.‬‬
‫‪ -‬االعتماد على األجانب في اإلصالح الذين لم تكن لهم رغبة حقيقية في ذلك‪.‬‬
‫‪ -‬معرضة بعض القوى المحلية التقليدية‪.‬‬
 ‫خالصة‪:‬‬

‫لقد عانى المغرب طيلة القرن ‪ 19‬من ضغوط متعددة استنزفت الخزينة المغربية وانهكت البالد وسهلت‬
‫التغلغل االستعماري خصوصا مع فشل اإلصالحات‪.‬‬