Professional Documents
Culture Documents
الانتحار أسبابه وعلاجه دراسة في ضوء السنة النبوية
الانتحار أسبابه وعلاجه دراسة في ضوء السنة النبوية
أسبابه – وعالجه
أعده
دكتور .حممد سيد أمحد شحاته
أستاذ احلديث وعلومه املساعد جبامعة األزهر
كلية أصول الدين أسيوط
()0
بسم هللا الرحمن الرحيم
الحمد هلل رب العالمين والصالة والسالم على سيد المرسلين ،وعلى آله
وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فقد عالجت السنة النبوية األمراض التي من شأنها أن تكون سبباً في تدمير
الفرد والجماعة ،واهتمت أيما اهتمام بحياة الناس ،وتوعدت من هدم حياة غيره
بالعذاب الشديد ،وأمرت الشخص نفسه بأن يحافظ على حياته سواء عن طريق
الوقاية من األمراض ،أو عن طريق التداوي.
فحياة الناس ليست ملكاً لهم وانما ملك هلل فال يحق لشخص أن ينهي حياة
غيره ،بل وال حياة نفسه ،غير أن بعضاً ممن استحوذ عليهم الشيطان فأنساه ذكر
هللا ظن إذا ضاقت عليه الدنيا ،وأصابه ضر بدل أن يلجأ إلى هللا الذي ال يلجأ
المؤمن إال إليه ،راح يسارع في قتل نفسه ظناً أنه إذا أنهى حياته يكون بذلك قد
تخلص من التعب والنصب ،ونسي أن هذه الحياة مقدمة لحياة أطول.
ولألسف قد انتشرت هذه الظاهرة مع انتشار الفقر ،وقلة ذات اليد ،والتضييق
على الناس في بعض البالد ،وانتشار القهر والذل ،حتى صارت ظاهرة من
الظواهر التي تهدد المجتمعات ،وقد سمعنا في اآلونة األخيرة عن انتحار كثير
من الشباب بسبب البطالة أو الفقر وغيرها ،ومما يؤسف له أن هذه المشكلة أيضاً
في المجتمعات المسلمة التي تؤمن بالقدر خيره وشره حلوه ومره.
ومستغرباً السيما وأن ديننا يحترمولكن والحق يقال :إن هذا ُيعد أم اًر طارئاً ُ
النفس اإلنسانية ،لكنه بدأ ينتشر ويقلد الناس فيه بعضاً.
ومن هنا صارت الحاجة ملحة للتعرف على أسبابه ،ومن ثم الشروع في
وضع العالج كل هذا في إطار السنة النبوية.
وقد شعرت بضرورة هذا البحث ال سيما وأنا أسطر هذه السطور أسمع أن
شاباً يلقى بنفسه تحت عربات المترو ليتخلص من الفقر ،وآخر يشنق نفسه في
مزرعته ،ومن قبلها آخر يحرق نفسه ،ومن قبلها وبعدها أمر ال ينتهي ،مع انتشار
البطالة وزيادة الفقر ،وانتشار األمراض ،ولكن لعل هللا أن ييسر لبالد المسلمين
العودة إلى تعاليم دينهم واالستعانة بربهم في سرهم وعالنيتهم.
()1
مشكلة الدراسة :
االنتحار أسوأ صور القتل إذ المقتول هو القاتل ،وتظهر المشكلة مع جعل
البعض المنتحر رم اًز للنضال والكفاح.
وتتضح صورة المشكلة أكثر من خل ل هذه التساؤالت:
( )1ما أسباب ودوافع االنتحار؟.
( )2ما آثار االنتحار ؟.
( )3ما طرق العالج ؟.
( )4هل يكفر المنتحر؟.
( )5هل المنتحر يخلد في النار؟.
( )6هل هناك تعارض بين األحاديث التي تحكم على المنتحر بالخلود في
النار ،وما ثبت أن أهل التوحيد ال يخلدون في النار؟.
( )7ما األحكام التي تترتب على قتل الشخص نفسه؟.
أهداف الدراسة :
تتمثل أهداف الدراسة في اآلتي -:
( )1التعرف على الدوافع الكامنة وراء االنتحار.
( )2التعرف على اآلثار التي تنتج عن عملية االنتحار.
( )3التعرف على طرق الوقاية من عملية االنتحار .
( )4التعرف على األحاديث النبوية التي تنهى عن االنتحار.
( )5دفع التعارض عن األحاديث التي تفيد بعدم خلود أهل التوحيد في
النار ،وبين األحاديث التي تفيد خلوده في النار.
( )6دفع شبهة أن النبي حاول االنتحار.
منهج البحث:
الوصفي؛ فيقوم بتوثيق البحث وأحكامه بطريقة ِّ يستفيد الباحث من المنهج
ِّ
ونسبة األقوال إلى أصحابها من الح ْكم، ِّ ُّ
تهدف إلى التأكد والتثبُّت من الفكرة و ُ
مصادرها األصليَّة ،واضافة بعض المعلومات والشروح للنصوص عند الحاجة
أيضا.
النقد ً
التقويم و َ
َ إلى ذلك ،وهذا المنهج ال يغفل
االستنباطي ،حيث يعتمد على القواعد
ِّ ويستفيد الباحث كذلك من المنهج
العامة للوصول إلى المسائل الفرعيَّة.
()2
هذا وقد كان البحث بهذا العنوان( :االنتحار أسبابه – عالجه – دراسة في
ضوء السنة النبوية).
خطة البحث:
سيكون البحث :إن شاء هللا على هذا النحو.
المقدمة :أهمية الموضوع ،وعناصره.
المبحث األول :تعريف االنتحار ،وبيان حكمه.
المبحث الثاني :أسباب االنتحار.
المبحث الثالث :معالجة السنة النبوية لظاهرة االنتحار.
المبحث الرابع :رد مختصر لشبهة محاولة النبي االنتحار.
المبحث الخامس :بعض الفوائد واالستنباطات الفقهية خاصة باالنتحار.
الخاتمة :نتائج البحث وتوصياته.
ثم ذيلت البحث بأهم المراجع.
()3
المبحث األول :تعريف االنتحار ،وبيان حكمه.
تعريف االنتحار:
في اللغة :
ِّ
األمر: القوم على
الرجلَ :قتَ َل َنْف َسه ،وانتحر ُ
ُ مصدر :انتحر ،يقالْ :انتَ َحر
بعضهم َي ْن َح ُر بعضاً(.)1كاد ُ شاحوا عليهَ ،ف َ
تَ ُّ
ولم يستعمله الفقهاء بهذا المعنى .لكنهم عبروا عنه بقتل اإلنسان نفسه(.)2
االنتحار اصطلحاً:
له أكثر من تعريف وكلها متقاربة ،منها:
( )1التصرف المتعمد من قبل شخص ما إلنهاء حياته ،أو :قتل النفس
3
تخلصا من الحياة( ).
( )2نوع من القتل ويتحقق بوسائل مختلفة ،ويتنوع بأنواع متعددة كالقتل،
ويطلق االنتحار على قتل اإلنسان نفسه بأي وسيلة كانت ،ولهذا ذكر أحكامه
باسم «قتل الشخص نفسه»(.)4
( )3قيام اإلنسان بقتل نفسه بوعيه أو بدون وعي ،أو هو الفعل المقصود
الروح عن سابق تصميم(.)5 لقتل النفس أو زهق ُّ
فالتعاريف متفقه على أنه ازهاق الشخص روح نفسه.
بم يتحقق االنتحار:
االنتحار نوع من القتل فيتحقق بوسائل مختلفة ،ويتنوع بأنواع متعددة كالقتل.
فإذا كان إزهاق الشخص نفسه بإتيان فعل منهي عنه ،كاستعمال السيف
أو الرمح أو البندقية أو أكل السم أو إلقاء نفسه من شاهق أو في النار ليحترق
،أو في الماء ليغرق ،وغير ذلك من الوسائل ،فهو انتحار بطريق اإليجاب.
واذا كان اإلزهاق باالمتناع عن الواجب ،كاالمتناع من األكل والشرب وترك
()4
عالج الجرح الموثوق ببرئه ،أو عدم الحركة في الماء أو في النار أو عدم
التخلص من السبع الذي يمكن النجاة منه ،فهو انتحار بطريق السلب(.)1
فإذا أودى اإلنسان بحياته بأي شكل من هذه األشكال فيكون بذلك م اً
نتحر.
أمثلة من االنتحار بطريق السلب:
أوال :االمتناع عن المباح:
من امتنع من المباح حتى مات كان قاتال نفسه ،متلفا لها عند جميع أهل
العلم ( .)2ألن األكل للغذاء والشرب لدفع العطش فرض بمقدار ما يدفع الهالك،
فإن ترك األكل والشرب حتى هلك فقد انتحر؛ ألن فيه إلقاء النفس إلى التهلكة
المنهي عنه في محكم التنزيل(.)3
ثانيا :ترك الحركة عند القدرة:
من ألقي في ماء جار أو راكد ال يعد مغرقا ،كمنبسط يمكنه الخالص منه
عادة ،فمكث فيه مضطجعا مثال مختا ار لذلك حتى هلك ،يعتبر منتح ار وقاتال
نفسه ،ولذلك ال قود وال دية على الذي ألقاه في الماء عند عامة العلماء؛ ألن هذا
الفعل لم يقتله ،وانما حصل الموت بلبثه فيه ،وهو فعل نفسه ،فلم يضمنه غيره.
كذلك إن تركه في نار يمكنه الخالص منها لقلتها ،أو لكونه في طرف منها يمكنه
الخروج بأدنى حركة ،فلم يخرج حتى مات(.)4
حكم االنتحار:
االنتحار في كل األحوال حرام باالتفاق ،ويعتبر من أكبر الكبائر بعد الشرك
النْف َس َّالِّتي َح َّرَم َّ
َّللاُ ِّإ َّال ِّباْل َح ِّق } [األنعام .]151 باهلل ،قال هللا تعالىَ { :وال تَْقُتُلوا َّ
ان ِّب ُك ْم َرِّحيماً } [النساء اآلية ] 29؛ وقال تعالىَ { :وال تَْقُتلُوا أ َْنُف َس ُك ْم ِّإ َّن َّ
َّللاَ َك َ
وقد قرر الفقهاء أن المنتحر أعظم وز ار من قاتل غيره ،وهو فاسق وباغ على
نفسه ،حتى قال بعضهم :ال يغسل وال يصلى عليه كالبغاة(.)5
()5
المبحث الثاني :أسباب االنتحار :
السؤال الذي يتبادر إلى األذهان إذا كان النهي قد توارد ،والعقاب المتوعد
به شديد ،والفعلة قاسية ،فلماذا يقدم اإلنسان على هذه الفعلة؟ ،وهذا يجاب عنه
من خالل إبراز أسباب االنتحار.
وهاك بعض األسباب التي تؤدي إلى االنتحار:
( )1أخرجه :البخاري يف كتاب املغازي ابب غزوة خيرب ( )1540 /4ح( ،)3967ومسلم يف كتاب اإلميان ابب
من قتل نفسه ( )73 /1ح( ،)220وأمحد يف املسند ( )455 /13ح( ،)8091والدارمي يف املقدمة ابب
ان هللا يؤيد هذا الدين ابلرجل الفاجر ( )187 /1ح(.)2559
()6
من أهل الجنة ألنه مؤمن؟ .
قلت :لعل رسول هللا ، ،علم بالوحي أنه ليس مؤمنا ،أو أنه سيرتد حيث
يستحل قتل نفسه ،أو المراد من كونه من أهل النار :أنه من العصاة الذين يدخلون
النار ثم يخرجون منها .انتهى.)1(....
دينا وبمحمد نبيًّا وبين ولك أن تقارن بين البلدان التي اقتنعت باإلسالم ً
البلدان الكافرة التي ال تؤمن بذلك ،لك أن تقارن بين الجرائم التي تحصل في البلد
هائال خياليًّا ،وذلك لخلو الوازع الديني، المسلم الملتزم والبلد الكافر ،تجد فرًقا ً
وغلبة حب المال ،وقسوة القلوب التي لم يدخلها نور اإلسالم.
ثانياً :اليأس .
اليأس عدو قاتل يجعل المرء ينقطع تعلقه بكل شيء ،ويذهب رجاؤه حتى
سود الدنيا أمامه وال يرى فيها نو اًر بل ظلمات بعضها فوق بعض إذا أراد باهلل ،فتَ َ
َس َرُفوا ِّ ِّ َّ ِّ
ين أ ْ
أمالً لم يكد يراه ،واألمل من اإليمان؛ قال تعالىُ( :ق ْل َيا ع َباد َي الذ َ
الذُنوب ج ِّم ِّ َّللا ي ْغ ِّفر ُّ طوا ِّم ْن ر ْحم ِّة َّ ِّ ِّ َعَلى أ َْنُف ِّس ِّه ْم َال تَْق َن ُ
يعا إَّن ُه ُه َو اْل َغُف ُ
ور َ َ ً َّللا إ َّن َّ َ َ ُ َ َ
يم) (الزمر.)53 : َّ ِّ
الرح ُ
لكن هذا الذي يقدم على االنتحار لم ير هذا النور ،ولم يتعلق قلبه باهلل بل
ترك نفسه لليأس كما حدث مع هذا الرجل الذي جاء ذكره في حديث ُج ْنُدب ْبن
ِّ َّللاِّ َ " :ك ِّ عبِّد َّ ِّ
ع،ان َقْبَل ُك ْم َرُج ٌلِّ ،به ُج ْرٌحَ ،ف َج ِّز َ
يم ْن َك َان ف َ َ ول َّال َرُس ُ الَ :ق َ َّللا َق َ َْ
ِّ ِّ
َخ َذ سكيناَ ،ف َح َّز ِّب َها َي َدهَُ ،ف َما َرَقأَ َّ ِّ
باد َرني َع ْبدي َّللاُ تَعاَلىَ " :
قال َّماتَ ، الد ُمَ ،حتَّى َ َفأ َ
ِّب َنْف ِّس ِّهَ ،ح َّرْم ُت َعَل ْي ِّه اْل َجَّن َة"(.)2
فهذه الرجل أوصله األلم إلى اليأس فلم يثق بربه ولم يرضى بقضاء هللا
تعالى وقدره ،وأوصله الجهل والجزع وعدم الصبر ،إلى االستسالم لليأس والقنوط،
وأدي به إلى االنتحار.
( )1الكواكب الدراري يف شرح صحيح البخاري ( ،)163 /12وانظر :عمدة القاري (.)181 /14
( ) 2أخرجه :البخاري يف كتاب اجلنائز ابب ما جاء يف قاتل النفس ( )459 /1ح( ،)1298ويف كتاب األنبياء
ابب ما ذكر عن بين إسرائيل ( )1275 /3ح( ،)3276ومسلم يف كتاب اإلميان ابب من قتل نفسه بشيء
( )74 /1ح( ،)222وابن حبان كما يف اإلحسان كتاب اجلناايت ذكر حترمي هللا جل وعال اجلنة على
القاتل نفسه يف حالة من األحوال ( )328 /13ح(.)5988
()7
ولكن بقي في الحديث إشكاالن :األول خلوده في النار ،والثاني :موته قبل
أجله.
وقد أجاب ابن حجر عن هذه اإلشكاالت فقال:
"وقد استشكل قوله بادرني بنفسه ،وقوله حرمت عليه الجنة ألن األول
يقتضي أن يكون من قتل فقد مات قبل أجله لما يوهمه سياق الحديث من أنه لو
لم يقتل نفسه كان قد تأخر عن ذلك الوقت وعاش لكنه بادر فتقدم ،والثاني
يقتضي تخليد الموحد في النار .
والجواب عن األول:
أن المبادرة من حيث التسبب في ذلك والقصد له واالختيار وأطلق عليه
المبادرة لوجود صورتها وانما استحق المعاقبة ألن هللا لم يطلعه على انقضاء
أجله فاختار هو قتل نفسه فاستحق المعاقبة لعصيانه.
وقال القاضي أبو بكر :قضاء هللا مطلق ومقيد بصفة فالمطلق يمضي على
الوجه بال صارف والمقيد على الوجهين مثاله أن يقدر لواحد أن يعيش عشرين
سنة إن قتل نفسه وثالثين سنة إن لم يقتل وهذا بالنسبة إلى ما يعلم به المخلوق
كملك الموت مثال وأما بالنسبة إلى علم هللا فإنه ال يقع إال ما علمه ونظير ذلك
الواجب المخير فالواقع منه معلوم عند هللا والعبد مخير في أي الخصال يفعل.
والجواب عن الثاني من أوجه :
أحدها :أنه كان استحل ذلك الفعل فصار كاف ار.
ثانيها :كان كاف ار في األصل وعوقب بهذه المعصية زيادة على كفره.
ثالثها :أن المراد أن الجنة حرمت عليه في وقت ما كالوقت الذي يدخل فيه
السابقون أو الوقت الذي يعذب فيه الموحدون في النار ثم يخرجون.
رابعها :أن المراد جنة معينة كالفردوس مثال .
خامسها :أن ذلك ورد على سبيل التغليظ والتخويف وظاهره غير مراد.
سادسها :أن التقدير حرمت عليه الجنة إن شئت استم ارر ذلك.
سابعها قال النووي :يحتمل أن يكون ذلك شرع من مضى أن أصحاب
الكبائر يكفرون بفعلها وفي الحديث تحريم قتل النفس سواء كانت نفس القاتل أم
()8
غيره وقتل الغير يؤخذ تحريمه من هذا الحديث بطريق األولى(.)1
ٍ
الالَ :ق َ ص ِّارِّي َ ق َ ِّ
ضاَل َة ْبن ُع َب ْيد ْاأل َْن َ والقنوط مؤذن بالع ـ ـ ـقوبة ،ف َع ْن َف َ
اءهُ َ ،فِّإ َّن ِّ ِّ
ع هللاَ -عز وجل -رَد َ َل َع ْن ُه ْمَ :رُج ٌل َن َاز َ
ول هللا " :ثَ َالثَ ٌة َال تَ ْسأ ْ َرُس ُ
ط ِّم ْن َر ْح َم ِّةاءهُ اْل ِّك ْب ُر َ ،واِّ َزَارُه اْل ِّع َّزُة َ ،وَرُج ٌل ِّفي َش ٍك ِّم ْن أ َْم ِّر هللاِّ َ ،واْلَقُنو ُ ِّ
رَد َ
هللاِّ"(.)2
()9
فمن استحوذ عليه اليأس يوشك أن يضل ضالالً بعيداً.
يك ْم ِّإَلى {وَال ُتْلُقوا ِّبأ َْيِّد ُ يرِّ ،في َق ْو ِّل َّ ِّ َّ ان ْب ِّن َب ِّش ٍ
الن ْعم ِّ
ف َع ِّن ُّ
َّللا َعز َو َج َّلَ : َ
ولَ :ال ُي ْغَف ُر َّ ِّ َّ ِّ
الرُج ُل ُي ْذن ُب الذ ْن َبَ ،ف َيُق ُ ان َّ الَ « :ك َ [ص ]21:الت ْهُل َكة} [البقرةَ ]195 :ق َ
ِّ
َح ِّسُنوا ِّإ َّن َّ
َّللاَ ُي ِّح ُّب {وَال ُتْلُقوا ِّبأ َْيِّد ُ
يك ْم ِّإَلى التَّ ْهُل َكةَ ،وأ ْ لِّي» َ ،فأ َْن َزَل َّ َّ
َّللاُ َعز َو َج َّلَ :
ين} [البقرة.)1(" ]195 : ِّ ِّ
اْل ُم ْحسن َ
سنة مثان ومخسس وقيل قبلها (.تقريب التهذيب (ص )445 :ت( ،)5395وينظر اإلصابة يف متييز الصحابة
( )283 /5ت(.)7007
احلكم على اإلسناد:
إسناد حسن فيه أبو هانئ اْلوالين ال أبس به وبقية رجاله ثقات.
( )1أخرجه :الطرباين يف املعجم الكبري ( )114 /21ح( ،)132ويف املعجم األوسط ( )20 /6ح( ،)5672قال:
ب، ال :ثَنَا َمحَّاد بن سلَمةَ ،عن ِس ِ
اك بْ ِن حر ٍ ال :ثَنَا ُه ْدبَةُ بْ ُن َخالِ ٍد قَ َ
ضَرِم ُّي قَ َ حدَّثَنا ُحم َّم ُد بن عب ِد َِّ
اَّلل ا ْحلَ ْ
َْ ُ ُْ َ َ َ ْ َ َ َ َ ْ ُ َْ
ِ ٍ ِ ِ ِ ان بْ ِن بَ ِشري ،وقالََ :لْ يَْرِو َه َذا ْ
ٍ ع ِن النُّعم ِ
يث َع ْن سَاك بْ ِن َح ْرب ،إَّال َمحَّ ُ
اد بْ ُن َسلَ َمةَ» احلَد َ َ َْ
دراسة إسناد الطرباين:
حممد بن عبد هللا بن سليمان أبو جعفر احلضرمي الكويف ُمطّس .
حدث عن :سعيد بن عمرو األشعثي ،وأمحد بن يونس ،وحيىي بن بشري احلريري ،وحيىي احلماين ،وغريهم ،قال ابن
نقطة :يف حنو من ثالمثائة.
وعنه :أبو القاسم الطرباين يف "معامجه" ،وعلي البكائي ،وأبو بكر النجاد ،واإلساعيلي سنة ست وتسعس ومائتس ،
وهو آخر من رو عنه ،وأبو بكر بن دارم ،وكتب عنه مائة ألف حديث ،وغريهم.
قال ابن أيب حامت :صدوق .وقال محزة عن الدارقطين :ثقة جبل .وقال السلمي عنه :جبل لواثقته .وقال ابن الندمي:
من احملدثس الثقات .وقال ابن ماكوال :أحد األئمة احلفاظ .وقال ابن نقطة :حافظ ثقة .وقال ابن أيب يعلى:
أحد احلفاظ األذكياء األيقاظ .وقال السمعاين :كان من ثقات الكوفيس .وقال الذهيب :احلافظ الكبري ،كان
من أوعية العلم .وقال أيضاً :الشيخ احلافظ الصادق ،حمدث الكوفة صنف املسند والتاريخ ،وكان متقناً.
وقال اْلليلي :ثقة حافظ .وقد تكلم فيه ابن أيب شيبة ،وتكلم هو يف ابن أيب شيبة ،وَل يعبأ بقول كل منهما
يف اآلخر .ولد سنة اثنتس ومائتس ،ومات سنة مثان وتسعس ومائتس ،وقيل :سنة سبع وتسعس ومائتس .
(إرشاد القاصي والداين إىل تراجم شيوخ الطرباين (ص )579 :ت( ،)943وينظر :اجلرح والتعديل (/7
،)268طبقات احلنابلة ( ،)300 /1تذكرة احلفاظ (.)682
هدبة بضم أوله وسكون الدال بعدها موحدة ابن خالد ابن األسود القيسي أبو خالد البصري ويقال له هداب
ابلتثقيل وفتح أوله ثقة عابد تفرد النسائي بتليينه من صغار التاسعة مات سنة بضع وثالثس (.تقريب
التهذيب (ص )571 :ت(.)7269
قال هدبة :صليت على ُش ْعبَة فقيل له رأيته فغضب وقال رأيت محاد بن سلمةَ ،وهو خري منه (.الكامل يف عفاء
()10
ويستفاد من األحاديث :بيان فضيلة الصبر على البالء وترك التضجر من
اآلالم لئال يفضي إلى أشد منها ،وفيه تحريم تعاطي األسباب المفضية إلى قتل
النفس ،وفيه التنبيه على أن حكم السراية على ما يترتب عليه ابتداء القتل وهللا
أعلم(.)1
فانظر إلى خطورة اليأس والقنوط إن ضرره في الدنيا شديد ،وفي اآلخرة
أليم.
ثالثاً :المشاكل االقتصادية:
فالفقر قد يجعل اإلنسان يفعل المعصية دون أن يشعر ،ويجره إلى مخالفات
شرعية ،فقد جاء في قصة الثالثة النفر الذين آووا إلى غار فسدت الغار صخرة
َشِّد
ات َع ِّمي َكأ َ ُح ُّب ام أرَة ِّمن بن ِّ ِّ َّ
قال أحد الثالثة" :الل ُه َّم ِّإ ْن ُك ْن َت تَ ْعَل ُم أَني ُك ْن ُت أ ِّ ْ َ ً ْ َ َ
ال َذلِّ َك ِّم ْن َها َحتَّى تُ ْع ِّط َي َها ِّم َائ َة ِّدي َن ٍار َف َس َع ْي ُت
اء َفَقاَل ْت َال تََن ُ
ِّ َما ُي ِّح ُّب َّ
الرُج ُل الن َس َ
()11
ض اْل َخاتَ َم ِّإ َّال ِّب َح ِّق ِّه اتَّ ِّق َّ
َّللاَ َوَال تَُف َّ ِّر ْجَل ْي َها َقاَل ْت يها َحتَّى َج َم ْعتُ َها َفَل َّما َق َع ْد ُت َب ْي َن فَ
ِّ
اء َو ْج ِّه َك َفا ْف ُرْج َعَّنا ِّ ِّ أَِّني َف َعْل ُت َفُق ْم ُت َوتَ َرْكتُ َها َفِّإ ْن ُك ْن َت تَ ْعَل ُم
َذل َك ْابت َغ َ
ُف ْر َج ًة.)1("...
فالمرأة الشريفة العفيفة ألجأها الفقر والجوع وشدة الحاجة إلى الرذيلة ،وكذلك
كل من ألجأته الحاجة إلى ارتكاب محرم فإنه قد يضعف لذا ثبت أنه كان
الدعو ِّ ِّ ِّ ِّ يستعيذ من الفقر ف َع ْن َع ِّائ َش َة ،أ َّ
ات: ان َي ْد ُعو ب َه ُؤالَء َّ َ َ ول هللا َ ،ك َ َن َرُس َ
اب اْلَق ْب ِّرَ ،و ِّم ْنالن ِّار ،وِّف ْت َن ِّة اْلَق ْب ِّر و َع َذ ِّ ِّ َعوُذ ِّب َك ِّم ْن ِّف ْت َن ِّة َّ ِّ ِّ َّ
"الل ُه َّم َفِّإني أ ُ
َ النار َو َع َذاب َّ َ
ال، الد َّج ِّ
يح َّ َش ِّر ِّف ْت َن ِّة اْل ِّغ َنىَ ،و ِّم ْن َش ِّر ِّف ْت َن ِّة اْلَفْق ِّرَ ،وأَ ُعوُذ ِّب َك ِّم ْن َش ِّر ِّف ْت َن ِّة اْل َم ِّس ِّ
ط َاياَ ،ك َما َنَّق ْي َت الثَّْو َب الثْل ِّج َواْل َب َرِّدَ ،وَن ِّق َقْلِّبي ِّم َن اْل َخ َ اء َّ طاياي ِّبم ِّ
اغس ْل َخ َ َ َ َ
الله َّم ْ ِّ
ُ
َّ
طايايَ ،كما باع ْد َت بي َن اْلم ْشر ِّ
ِّق ِّ ِّ ض ِّم َن َّ ِّ
َ َْ َ َ َ الد َنسَ ،وَباع ْد َب ْيني َوَب ْي َن َخ َ َ َ األ َْب َي َ
َعوُذ ِّب َك ِّم َن اْل َك َس ِّلَ ،واْل َه َرِّمَ ،واْل َم ْأثَ ِّمَ ،واْل َم ْغ َرِّم".)2(. ِّ َّ
َواْل َم ْغ ِّر ِّب ،الل ُه َّم َفِّإني أ ُ
ومن خالل معايشتنا لألحداث ورؤيتنا للواقع نرى أن معظم أسباب االنتحار
يف بالدان بسبب الفقر وقلة ذات اليد ،فعندما جيد املقدم على االنتحار أن ال خري
يف الدنيا يظن أنه يسجد اخلري ابخلالص منها فينضم ضعف الوازع الديين إىل قلة
ذات اليد فيقتل نفسه.
( )1أخرجه :البخاري كتاب البيوع ابب إِ َذا ا ْشتَ َر َشْي ئًا لِغَ ِْريهِ بِغَ ِْري إِ ْذنِِه فَ َر ِ َي )79/3ح( ،)2215ويف كتاب
اإلجارة ابب من استأجر أجريا فرتك أجره فعمل فيه املستأجر فزاد أو من عمل يف مال غريه فاستفضل (/2
)793ح( ،)2152ويف كتاب األنبياء ابب (أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم الكهف /3( )9 :
)1278ح( ،)3278ومسلم يف كتاب الذكر والدعاء والتوبة واالستغفار ابب قصة أصحاب الغار الثالثة
والتوسل بصاحل األعمال ) ( )2099 / 4ح( ،)2743وأمحد يف املسند ( )180 /10ح( ،)5973وابن
حبان كما يف اإلحسان كتاب الرقائق ابب األدعية ذكر اْلرب الدال على أن دعاء املرء أبوثق عمله قد يرجى
له إجابة ذلك الدعاء ( )178 /3ح( ،)897كلهم عن ابن عمر .
( )2أخرجه :البخاري يف كتاب الدعوات ابب التعوذ من املأمث واملغرم ( )2341 /5ح( ،)6007ويف كتاب
الدعوات ابب االستعاذة من أرذل العمر ومن فتنة الدنيا وفتنة النار ( )2344 /5ح( ،)6014ويف كتاب
الدعوات ابب التعوذ من فتنة الفقر ( )2344 /5ح( ،)6016ومسلم يف كتاب الدعوات ابب االستعاذة
( )75 /8ح( ،)6970والرتمذي يف كتاب الدعوات ابب )525 /5( 77ح( ،)3495وقال :حسن
صحيح ،والنسائي يف كتاب االستعاذة ابب ِاال ْستِ َعاذَة ِم ْن َشِّر فِتْ نَ ِة الْ َق ِْرب ( )655 /8ح( ،)5481وابن
ماجه يف كتاب الدعاء ابب ما تعوذ منه رسول هللا )1262 /2( ح( ،)3838وأمحد يف املسند(/40
)345ح(.)24301
()12
الصحية: رابعاً :المشاكل
قد يصاب المرء بمرض عضال يعكر صفو حياته ،فيتألم منه ،ويجعله األلم
ال يشعر بطعم الحياة وال بحالوة ،أو لذة مما قد يجعله يقدم على االنتحار ،قد
ِّ
ال:حدث هذا في حياة النبي كما روى اإلمام مسلم في صحيحه َع ْن َجاب ٍر َق َ
َّللاَِّ ،ه ْل َل َك ِّفي ول َّ الَ :يا َرُس َ
ِّ
الد ْوس ُّي إَلى النَّب ِّي َ فَق َ
الطَف ْيل ْب ُن َعم ٍرو َّ ِّ ِّ
ْ ُ
جاء ُّ
َ َ
ص ِّار، ِّ ِّ َِّّ ِّ ِّ ٍ ِّ
ص ٍن َحص ٍ ِّ
َّللاُ ل ْأل َْن َ
َّللا للذي َذ َخ َر َّ ول َّ الَ :فأ ََبى َذل َك َرُس ُ ين َو َم َن َعة؟ َق َ حْ
اج َر َم َع ُه َرُج ٌل ِّم ْن ُّ ِّ ِّ ِّ َفَل َّما َهاجر َِّّ
اج َر الطَف ْي ُل ْب ُن َع ْم ٍرو َو َه َ النب ُّي إَلى اْل َمد َينة " َه َ ََ
ِّ ِّ ِّ ِّ ِّ ِّ
ط َع به َب َراج َم ُهَ ،ف َش َخ َب ْت ص َفَق َ َخ َذ َم َشاق َ ع َفأ َ ِّ
ض َف َجز َ اجتَ َوُوا اْل َمد َين َة( ) َف َمر َ
ِّ َق ْو ِّمه َف ْ
1
()13
عظيمة ألهل السنة أن من قتل نفسه ،أو ارتكب معصية غيرها ،ومات من غير
توبة ،فليس بكافر ،وال يقطع له بالنار بل هو في حكم المشيئة ... ،وهذا الحديث
شرح لألحاديث التي يوهم ظاهرها تخليد قاتل النفس وغيره من أصحاب الكبائر
في النار ،وفيه إثبات عقوبة بعض أصحاب المعاصي فإن هذا عوقب في يديه
ففيه رد على المرجئة القائلين بأن المعاصي ال تضر ،وهللا أعلم"(.)1
فالحديث دليل على أن مرتكب الكبيرة ال يخلد في النار.
وقال القاري" :الخلود غير واقع في حق من أتى بالشهادتين ،وان قتل نفسه
ألن نبي هللا دعا للجاني على نفسه بالمغفرة ،وال يجوز في حقه أن يستغفر
لمن وجب عليه الخلود بعد أن نهي عنه"(.)2
قلت" :وليس معنى عدم القطع بتخليد المنتحر في النار أن الناس تتج أر
على هذه المعصية ،بل كما في الحديث الرجل عوقب في يديه اللتين ارتكب بهما
هذه الفعلة ،وال يضمن المنتحر عند فعلته أن يدخله الجزع في التسخط على هللا
فيدخل في الكفر والعياذ باهلل".
ان ُيمكن أَن تعمها
الهاَ ،وقد َك َ َّ
لذا قال ابن الجوزيَ " :واِّن َما تركت َي َداهُ على َح َ
اْل َم ْغ ِّف َرة فتصلح ،ليعلم قدر َه َذا ا َّلذنب ،محذ ار َّ
السامع لْل َحال من مثله"(.)3
ويحتمل أنه أراد أن يعالج نفسه فقطع براجمه فمات على حالته تلك.
وقال الطحاوي :يحتمل أن يكون الرجل المذكور في هذا الحديث فعل بنفسه
ما فعل مما ذكر فيه على أنه عنده عالج تبقى به بقية يديه ،ففعل ما فعل لتسلم
له نفسه ،وتبقى له بقية يديه ،فلم يكن في ذلك مذموماً ،وكان كرجل أصابه في
يده شيء ،فخاف إن لم يقطعها أن يذهب بها سائر بدنهـ ويتلف بها نفسه ،فهو
في سعة من قطعها ،فإن لم يقطعها وهو يرى أنه بذلك يسلم له بذلك بقية بدنه
ويأمن على نفسه ،ثم مات منها أنه غير ملوم في ذلك ،وال معاقب عليه ،وكذلك
هذا الرجل فيما فعل ببراجمه حتى كان من فعله تلف نفسه ،وهو خالف من قتل
نفسه طاعناً لها أو متردياً من مكان إلى مكان ليتلف نفسه ،أو متحسياً لسم ليقتل
()14
به نفسه ،فلم يبن بحمد هللا فيما رويناه في هذا الباب عن رسول هللا تضاد وال
اختالف.
فإن قال قائل :ففي هذا الحديث دعا رسول هللا عليه السالم ليدي هذا الرجل
بالغفران ،ودعاؤه ليديه بذلك دعاء له ،وذلك ال يكون إال عن جناية كانت منه
على يديه استحق بها العقوبة ،فدعا له رسول هللا عليه السالم بالغفران ليديه،
فيكون ذلك غفرانا له.
قيل له :ما في هذا الحديث دليل على ما ذكرت ألنه قد يجوز أن يكون ما
كان من رسول هللا عليه السالم من ذلك الدعاء ليدي ذلك الرجل كان إلشفاقه
عليه ولعمل الخوف من هللا كان في قلبه فدعا له بذلك لهذا المعنى ال لما
سواه"(.)1
ومحل الشاهد هنا أن المرض جعل الرجل يفعل بنفسه ما يؤلمها ألنه يطلب
راحة بدنه الذي أعياه المرض ،وأضناه.
ومما يدل على أن الناس قد تفهم من حاول أن يداوي نفسه بأنه منتحر ما
روي عن سلمة قال :خرجنا مع النبي إلى خيبر فقال رجل منهم أسمعنا يا
عامر من هنياتك فحدا بهم فقال النبي ( من السائق ) .قالوا عامر فقال:
(رحمه هللا ) .فقالوا يا رسول هللا هال أمتعتنا به فأصيب صبيحة ليلته فقال القوم
حبط عمله قتل نفسه فلما رجعت وهم يتحدثون أن عام ار حبط عمله فجئت إلى
النبي فقلت يا نبي هللا فداك أبي وأمي زعموا أن عام ار حبط عمله فقال :كذب
من قالها إن له ألجرين اثنين إنه لجاهد مجاهد وأي قتل يزيده عليه )(.)2
وانما قالوا :حبط عمله ،لقوله تعالى{ :وال تقتلوا أنفسكم} وهذا إنما هو فيمن
يتعمد قتل نفسه ،إذ الخطأ ال ينهى عنه أحد(.)3
يها َعامرَ .وَذلِّ َك أَن صة َّالِّتي م ِّومما يدل على عدم تعمده أن تمام اْل ِّق َّ
ات ف َ
َ َ
()15
ات ِّم ْن َها(.)1 ِّ
ان َقصيراَ .فرجع ِّإَلى ركبته من َ
ضربتهَ .ف َم َ َس ْيفه َك َ
خامساً :الجهل .
ال سيما بالعلم الشرعي ومن المعلوم أن الجهل عدو قاتل يقتل صاحبه قبل
أن يقتل غيره ،وواقع أكثر من يقوم باالنتحار جاهل بالعلم الشرعي.
ول
َرُس ُ ال
الَ :ق َ والجهل من سمات آخر الزمان ف َع ْن ُح َذ ْيَف َة ْب ِّن اْل َي َمان َ ق َ
ِّ َّ ِّ َّ ِّ َّ ِّ
ص َالةٌ
َ َّللا َ ي ْد ُر ُس ْاإل ْس َال ُم َك َما َي ْد ُر ُس َو ْش ُي الث ْوب َحتى َال ُي ْد َرى َما ص َي ٌ
ام َوَال
ضَّللاِّ َع َّز و َج َّل ِّفي َلْيَل ٍة َف َال َي ْبَقى ِّفي ْاأل َْر ِّ
اب َّ ك وَال ص َدَق ٌة وَليسرى َعَلى ِّكتَ ِّ
َ َ َُْ َوَال ُن ُس ٌ َ َ
اس َّ ف ِّم ْن َّ ِّمنه آي ٌة وتَبَقى َ ِّ
اء َنا ن
وز َيُقوُلو َ :أ َْد َرْك َنا َآب َالش ْي ُخ اْل َكِّب ُير َواْل َع ُج ُ الن ِّ ط َوائ ُ ُْ َ َ ْ
َعَلى َهِّذ ِّه اْل َكلِّ َم ِّة َال ِّإَل َه ِّإ َّال َّ
َّللاُ َف َن ْح ُن َنُقوُل َها "(.)2
()16
لذلك بوب اإلمام البخاري باب رفع العلم وظهور الجهل .
وبوب اإلمام النووي لبعض أحاديث صحيح مسلم التي تحدثت عن رفع
العلم في آخر الزمان بهذا العنوان باب رفع العلم وقبضه وظهور الجهل والفتن
في آخر الزمان(.)1
ومما يدل على انتشار الجهل ورفع العلم حديث أنس قال :قال رسول هللا
َن ُي ْرَف َع اْل ِّعْل ُم َوَي ْثُب َت اْل َج ْه ُل َوُي ْش َر َب اْل َخ ْم ُر َوَي ْ
ظ َه َر الس ِّ ِّ( إ َّن ِّمن أ ْ ِّ
اعة أ ْ
َش َراط َّ َ ْ
الزَنا)(.)2ِّ
قال ابن بطال.. :والمراد من الحديث استحكام ذلك حتى ال يبقى مما يقابله
اال النادر واليه اإلشارة بالتعبير بقبض العلم فال يبقى اال الجهل الصرف وال يمنع
من ذلك وجود طائفة من أهل العلم ألنهم يكونون حينئذ مغمورين في أولئك"(.)3
سادساً :الفراغ والبطالة.
فبعض الشباب ال يجد عمالً يعمله مما قد يجعله عرضة لشياطين اإلنس
والجن ،فيقتله الفراغ وهذا الفراغ نعمة .
يهما َكِّث ٌير ِّم َن َّ
الن ِّ ِّ ِّ ِّ ِّ َّاسَ ،قال رسول َّ ِّ
اس، َّللا " :ن ْع َمتَان َم ْغُبو ٌن ف َ فعن ْابن َعب ٍ َ َ ُ ُ
ِّ
الص َّح ُةَ ،واْلَف َارغُ" (. )4
سعد ابن طارق أبو مالك األشجعي الكويف ثقة من الرابعة مات يف حدود األربعس ( .تقريب التهذيب (ص)231 :
ت(.)2240
ربعي ابن حراش بكسر املهملة وآخره معجمة أبو مرمي العبسي الكويف ثقة عابد خمضرم من الثانية مات سنة مائة
وقيل غري ذلك (تقريب التهذيب (ص )205 :ت(.)1879
الصحابة( .اإلصابة يف متييز الصحابة ( )39 /2ت(.)1652 العبسي من كبار ّ
ّ حذيفة بن اليمان
احلكم على اإلسناد :إسناد صحيح ألن رجاله ثقات ،وقال البوصريي يف الزوائد :إسناده صحيح رجاله ثقات ،وقال
الشيخ األلباين :صحيح ،وقال احلافظ ابن حجر :إسناده قو ( .فتح الباري .)16/13
( )1انظر :صحيح مسلم ( )2055/4فاإلمام مسلم و ع عناوين الكتب وو ع اإلمام النووي عناوين األبواب.
( )2أخرجه :البخاري يف كتاب العلم ابب رفع العلم وظهور اجلهل ( )43/1ح( ، ،)80ومسلم يف كتاب العلم
ابب رفع العلم وقبضه ( 2056)/4ح(.)2671
( )3فتح الباري .16 /13
( )4أخرجه :البخاري يف كتاب الرقاق ابب ما جاء يف الصحة والفراغ وأن ال عيش إال عيش اآلخرة ()2357 /5
()17
كثير ما يغبن فيها اإلنسان ،فإن الفراغ مفسدة للمرء وداء
فهاتان نعمتان ًا
مهلك ومتلف للدين ونفسك إن لم تشغلها شغلتك ،فإن لم تشغل النفس بالحق
شغلتك بالباطل ،فليحرص المسلم على أن ال يغبن بأن يترك شكر هللا على ما
أنعم به عليه ومن شكره امتثال أوامره واجتناب نواهيه فمن فرط في ذلك فهو
المغبون(.)1
ولكنها عند هؤالء تحولت إلى نقمة ،بسبب عدم وجود عمل نافع يشغل به،
وأيما مجتمع تكثر فيه البطالة ويزيد فيه العاطلون ،وتنضب فيه فرص العمل،
فإن ذلك يفتح أبو ًابا من الخطر على مصارعها ،فالبطالة والفراغ من أقوى العوامل
المساهمة في االنتحار.
هذه أهم األسباب التي تجعل الشخص يفكر في االنتحار ومعرفة األسباب
تساعد في معرفة العالج ،فذكر األسباب يشبه تحديد الطبيب للمرض ،فيضع في
البداية عوامل تقي المريض حتى ال يكون عرضة للمرض ،ثم يحدد الدواء
المناسب والعالج النافع ،واآلن ننتقل إلى العالج أو الدواء في ظل السنة النبوية.
ح( ،) 6049والرتمذي يف كتاب الزهد ابب الصحة والفراغ مغبون فيهما كثري من الناس ()550 /4
ح( )2304وقال :حسن صحيح ،وابن ماجه يف كتاب الزهد ابب احلكمة ( )1396 /2ح(،)4170
وأمحد يف املسند ( )177 /4ح(.)2340
( )1فتح الباري البن حجر (.)230 /11
()18
المبحث الثالث :معالجة الشريعة اإلسلمية للنتحار.
ال شك أن السنة وضعت حلوال عدة تجعل المسلم ال يصل إلى مرحلة اليأس
أو القنوط أو الوصول إلى هذه المرحلة ،من هذه الطرق.
أوالً :الترهيب من قتل النفس.
فقد توعدت السنة النبوية بعذاب شديد منها أن قاتل نفسه في الدنيا يقتل
نفسه بنفس الطريقة في النار والعياذ باهلل فعن أَِّبي هريرة َ ،قال َ :قال رسول هللاِّ
َ َُ ُ َ َُ ْ َ َ
طِّن ِّه ِّفي َن ِّار َج َهنَّ َم َخالًِّدا
َ :م ْن َقتَ َل َنْف َس ُه ِّب َحِّد َيد ٍة َف َحِّد َيدتُ ُه ِّفي َيِّد ِّه َيتََو َّجأُ ِّب َها ِّفي َب ْ
يها أ ََبًدا َ ،و َم ْن َش ِّر َب ُس ًّما َفَقتَ َل َنْف َس ُه َف ُه َو َيتَ َح َّساهُ ِّفي َن ِّار َج َهَّن َم َخالًِّدا َّ ِّ
ُم َخلًدا ف َ
يها أ ََبًدا َ ،و َم ْن تَ َرَّدى ِّم ْن َج َب ٍل َفَقتَ َل َنْف َس ُه َف ُه َو َيتَ َرَّدى ِّفي َن ِّار َج َهنَّ َم َخالًِّدا َّ ِّ
ُم َخلًدا ف َ
يها أ ََبًدا(.)1 َّ ِّ
ُم َخلًدا ف َ
نفسه َي ْخُنُقها في النار، نق ُ وعن أبي هريرة قال :قال النبي " :الذي َي ْخ ُ
2
طع ُنها يطع ُنها في النار" ( ).
والذي َي ْ ُ َ ُ
وعن ثابت بن الضحاك أن رسول هللا قالَ ( :م ْن َقتَ َل َنْف َس ُه ِّب َشي ٍء
ْ
ام ِّة)(.)3 ِّ ِّ ِّ ِّ
ُعذ َب به َي ْوَم اْلق َي َ
سما للتداوى ولم يقصد به قتل نفسه وشرب قال ابن بطال" :فأما من شرب ً
مقدر مثله ،أو خلطه بغيره مما يكسر ضره فليس بداخل فى الوعيد؛ ألنه لم منه ًا
يقتل نفسه غير أنه يكره له ذلك لما روى الترمذى قال :حدثنا بن نصر ،حدثنا
ابن المبارك ،عن يونس بن أبى إسحاق ،عن مجاهد ،عن أبى هريرة قال( :نهى
( )1أخرجه :مسلم يف كتاب اإلميان ابب من قتل نفسه بشيء ( )72 /1ح( ،)215والرتمذي يف كتاب الطب
ابب من قتل نفسه بسم أو غريه ( )386 /4ح( ،)2043وأمحد يف املسند ( )416 /12ح(.)7448
( )2أخرجه :البخاري يف كتاب اجلنائز ابب ما جاء يف قاتل النفس ( )459 /1ح( ،)1299وأمحد يف املسند(/15
)380ح(.)9618
( ) 3أخرجه :البخاري يف كتاب األدب ابب ما ينهى من السباب واللعن ()2247 /5ح( ،)5700ومسلم يف
كتاب اإلميان ابب من قتل نفسه بشيء ( )73 /1ح(.)217
()19
النبى عن الدواء الخبيث)( . )1قال أبو عيسى :يعنى :السم"(.)1
( )1أخرجه :أبو داود يف كتاب الطب ابب يف األدوية املكروهة( )6 /4ح( ،)3872قالَ :حدَّثَنَا َه ُارو ُن بْ ُن َعبْ ِد
اه ٍد َع ْن أَِِب ُهَريْ َرةَ ....
اق عن ُجم ِ
س بْ ُن أ َِِب إِ ْس َح َ َ ْ َ ِ ٍ َِّ
اَّلل َحدَّثَنَا ُحمَ َّم ُد بْ ُن ب ْشر َحدَّثَنَا يُونُ ُ
والرتمذي يف كتاب الطب ابب فيمن قتل نفسه بسم أو غريه( )387 /4ح( ،)2045قال :حدثنا سويد بن نصر
أخربَن عبد هللا بن املبارك عن يونس بن أيب إسحق ....به و قال أبو عيسى :يعين السم.
وابن ماجه يف كتاب الطب ابب النهي عن الدواء اْلبيث ( )1145 /2ح( ،)3459قالَ :حدَّثَنَا أَبُو بَ ْك ِر بْ ُن أَِيب
اق..... ،به. س بْ ِن أَِيب إِ ْس َح َ ِ
يعَ ،ع ْن يُونُ َالَ :حدَّثَنَا َوك ٌ َشْي بَةَ قَ َ
وأمحد يف املسند ( )416 /13ح( ،)8048قال :حدثنا أبو قطن ،حدثنا يونس.... ،به.
ويف ( )470 /15ح( )9756قال :حدثنا وكيع ،حدثنا يونس بن أيب إسحاق... ،به.
يع ، ِ
وابن أيب شيبة يف مصنفه كتاب الطب ابب من كره الطب وَل يره ( )363 /7ح( )23893قالَ :حدَّثَنَا َوك ٌ
اق ....به. س بْ ِن أَِيب إِ ْس َح َ َع ْن يُونُ َ
والبزار يف مسنده ( )213 /16ح( )9358قالَ :ح َّدثَنا حممد بن فراس أبو هريرة الصرييف حدثنا أبو قتيبة حدثنا
يونس بن أيب إِ ْس َحاق ....به.
َّار ،ثَنَا اَّللِ َّ
الصف ُ َخبَ َرََن أَبُو َعْب ِد َّ
واحلاكم يف املستدرك على الصحيحس كتاب الطب ( )455 /4ح( .)8260قال :أ ْ
اق...،به. سَ ،ع ْن أَِيب إِ ْس َح َ ٍ ِ
َمحَ ُد بْ ُن م ْهَرا َن ،ثَنَا أَبُو نُ َعيْم ،ثَنَا يُونُ ُ
أْ
ِ
َخبَ َرََن أَبُو َعل ٍّى أَنْبَأ َََن
والبيهقي السنن الكرب كتاب الضحااي ابب التداوي مبا يكون ( )5 /10ح( )20174قال :أ ْ
س بْ ُن أَِِب ِ ٍ ُحم َّم ُد بن ب ْك ٍر حدَّثَنا أَبو داود حدَّثَنا هارو ُن بن عب ِد َِّ
اَّلل َحدَّثَنَا ُحمَ َّم ُد بْ ُن ب ْشر َح َّدثَنَا يُونُ ُ َ ْ ُ َ َ َ ُ َ ُ َ َ َ َ ُ ْ ُ َْ
اق....به. إِ ْس َح َ
دراسة إسناد أمحد:
وكيع بن اجلراح بن مليح الرؤاسي بضم الراء ومهزة مث مهملة أبو سفيان الكويف ثقة حافظ عابد من كبار التاسعة
مات يف آخر سنة ست و [أو] أول سنة سبع وتسعس [ومائة] وله سبعون سنة( .تقريب التهذيب (ص:
)581ت()7414
يونس بن أيب إس حاق السبيعي أبو إسرائيل الكويف صدوق يهم قليال من اْلامسة مات سنة اثنتس ومخسس على
الصحيح .تقريب التهذيب (ص )613 :ت(.)7899
جماهد بن جرب بفتح اجليم وسكون املوحدة أبو احلجاج املخزومي موالهم املكي ثقة إمام يف التفسري ويف العلم من
الثالثة مات سنة إحد أو اثنتس أو ثالث أو أربع ومائة وله ثالث ومثانون .تقريب التهذيب (ص)520 :
ت(.)6481
أبو هريرة الدوسي الصحايب اجلليل حافظ الصحابة اختلف يف اسه واسم أبيه قيل عبد الرمحن بن صخر وقيل ابن
غنم وقيل عبد هللا بن عائذ وقيل ابن عامر وقيل ابن عمرو ...مات سنة سبع وقيل سنة مثان وقيل تسع
ومخسس وهو ابن مثان وسبعس سنة .تقريب التهذيب (ص )680 :ت(.)8426
احلكم على اإلسناد :إسناد حسن فيه أبو إسحاق السبيعي صدوق ،وَل يهم.
()20
بقي إشكال في قوله خالدا مخلداً يقتضي تخليد المنتحر وقد سبقت بعض
األجوبة وأزيد تفصيالً هنا:
جاءت هذه الزيادة في رواية األعمش وأخرجها:
البخاري( )2قال :حدثنا عبد هللا بن عبد الوهاب حدثنا خالد بن الحارث
حدثنا شعبة عن سليمان قال سمعت ذكوان يحدث عن أبي هريرة رضي هللا عنه
:عن النبي قال ( من تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى
فيه خالدا مخلدا فيها أبدا ومن تحسى سما فقتل نفسه فسمه في يده يتحساه في
نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا ومن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها
في بطنه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا ).
ومسلم( ) قالَ :حَّدثََنا أَُبو َب ْك ِّر ْب ُن أَِّبي َش ْي َب َة َ ،وأَُبو َس ِّع ٍيد األ َ
3
َش ُّج َ ،قاالَ :
صالِّ ٍح .......،به. ِّ يع َ ،ع ِّن األ ْ ِّ ِّ
َع َمش َ ،ع ْن أَبي َ َحَّدثََنا َوك ٌ
َح َمُد ْب ُن َح ْن َب ٍل َحَّدثََنا أَُبو ُم َع ِّاوَي َة َحَّدثََنا األ ْ
4
شَع َم ُ وأبو داود( ) قالَ :حَّدثََنا أ ْ
صالِّ ٍح ....به مختصرا. ِّ
َع ْن أَبى َ
والترمذي( )5قال :حدثنا محمود بن غيالن حدثنا ابو داود عن شعبة عن
األعمش قال سمعت أبا صالح .....به.
وقال" :هذا حديث صحيح وهو أصح من الحديث األول هكذا روى غير
واحد هذا الحديث عن األعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي ،
وروى محمد بن عجالن عن سعيد المقبري عن أبي هريرة عن النبي قال من
قتل نفسه بسم عذب في نار جهنم ولم يذكر فيه خالدا مخلدا فيها أبدا وهكذا رواه
الزناد عن األعرج عن ابي هريرة عن النبي ، وهذا أصح ألن الروايات إنما
تجيء بأن أهل التوحيد يعذبون في النار ثم يخرجون منها ولم يذكر أنهم يخلدون
قال الشيخ األلباين :صحيح ،وقال الشيخ شعيب يف حتقيق املسند :إسناد حسن.
( )1شرح صحيح البخار البن بطال (.)453 /9
( )2يف كتاب الطب ابب شرب السم والدواء به ومبا خياف منه واْلبيث ( )2179 /5ح(.)5442
( )3يف كتاب اإلميان ابب من قتل نفسه بشيء ( )72 /1ح(.)215
( )4يف كتاب الطب ابب عن األدوية املكروهة ( )7 /4ح(.)3874
( )5يف كتاب الطب ابب فيمن قتل نفسه بسم أو غريه ( )386 /4ح(.)2044
()21
فيها.
ِّ ِّ 1
ال َحَّدثََنا ال َحَّدثََنا َخالٌد َق َ َعَلى َق َ َخ َب َرَنا ُم َح َّمُد ْب ُن َع ْبد ْاأل ْوالنسائي( ) قال :أ ْ
ان ......به. ِّ
ان َسم ْع ُت َذ ْك َو َ ُش ْع َب ُة َع ْن ُسَل ْي َم َ
ِّ ِّ 2
يعَ ،ع ِّن الَ :حَّدثََنا َوك ٌ وابن ماجه( ) قالَ :حَّدثََنا أَُبو َب ْك ِّر ْب ُن أَبي َش ْي َب َة َق َ
صالِّ ٍح....،به. ِّ
َع َمشَ ،ع ْن أَبي َ
ْاأل ْ ِّ
3
وأحمد( ) قال :حدثنا أبو معاوية ،حدثنا األعمش ،عن أبي صالح....،به.
والدارمي( )4قال :حدثنا يعلى بن عبيد ثنا األعمش عن أبي صالح ....به.
5
شَ ،ع ْن َعم ِّ ِّ
الَ :حَّدثََنا ُش ْع َب ُةَ ،عن ْاأل ْ َ وأبو داود الطيالسي( ) َق َ
ان.....،به. َذ ْك َو َ
صالِّ ٍح....،به. ِّ
َع َمشَ ،ع ْن أَبي َ
ومعمر بن راشد(َ )6ع ِّن ْاأل ْ ِّ
والبيهقي( )7قال :أَخبرنا أَبو اْلحسي ِّن :علِّى بن مح َّمِّد ب ِّن عبِّد َّ ِّ
َّللا ْب ِّن ِّب ْش َر َ
ان َ ُّ ْ ُ ُ َ ْ َ ْ ْ ََ َ ُ ُ َ ْ
اغ ِّان ُّى
الص َ اق َّ الصَّف ُار َحَّدثََنا ُم َح َّمُد ْب ُن ِّإ ْس َح َ يل ْب ُن ُم َح َّمٍد َّ ِّ ِّ
َخ َب َرَنا إ ْس َماع ُ ِّب َب ْغ َد َاد أ ْ
صالِّ ٍح.....به. ِّ ٍ
ش َع ْن أَبى َ َحَّدثََنا َي ْعَلى ْب ُن ُع َب ْيد َحَّدثََنا األ ْ
َع َم ُ
َّللاِّ ْب ُن
َخ َب َرَنا َع ْبُد َّ ور َك أ َْخ َب َرَنا أَُبو َب ْك ٍر ُ :م َح َّمُد ْب ُن اْل َح َس ِّن ْب ِّن ُف َ
8
وقال( ) :أ ْ
َعم ِّ ِّ ِّ ٍ ِّ
ش ون ُس ْب ُن َحبيب َحَّدثََنا أَُبو َد ُاوَد َحَّدثََنا ُش ْع َب ُة َعن األ ْ َ َص َب َهان ُّى َحَّدثََنا ُي ُ َج ْعَف ٍر األ ْ
ان ....به. َع ْن َذ ْك َو َ
َّللاِّ َّ ِّ ِّ َح َمُد ْب ُن َع ْبِّد َّ والبغوي( ) قال :أ ْ
9
َح َمُد ْب ُن الصالح ُّي ،أَنا أَُبو َب ْك ٍر أ ْ َخ َب َرَنا أ ْ
يبَ ،نا َي ْعَلى، يم ْب ُن مِّن ٍ وس ُّيَ ،نا عبد َّ ِّ الط ِّ
اجب بن أَحمد ُّ
ير ُّي ،أَنا َح ِّ ُ ْ ُ ْ َ َ اْل َحس ِّن اْل ِّح ِّ
الرح ِّ ُ َ ُْ َ
الص َالةِ َعلَى َم ْن قَتَ َل نَ ْف َسهُ ( )369 /4ح( ،)1964ويف السنن الكرب كتاب
( )1يف كتاب اجلنائز ابب تَ ْرك َّ
اجلنائز ابب ترك الصالة على من قتل نفسه ( )439 /2ح( .)2103بنفس السند.
( )2يف كتاب الطب ابب النهي عن الدواء اْلبيث ( )1145 /2ح(.)3460
( )3يف املسند ( )416 /12ح(.)7448
( )4يف كتاب الدايت ابب التشديد على من قتل نفسه ( )252 /2ح(.)2362
( )5يف مسنده ( )166 /4ح(.)2538
( )6يف اجلامع ( )463 /10ح(.)19716
( )7يف السنن الكرب كتاب النفقات ابب التغليظ على من قتل نفسه ( )23 /8ح(.)16300
( )8ويف كتاب الضحااي ابب حترمي أكل السم القاتل( )355 /9ح(.)20121
( )9يف شرح السنة كتاب القصاص ابب و ِع ِ
يد َم ْن قَتَ َل نَ ْف َسهُ ( )153 /10ح(.)2523 َ ُ َ
()22
صالِّ ٍح....،به. ِّ
َع َمشَ ،ع ْن أَبي َ
َع ِّن األ ْ ِّ
ِّ ِّ 1
الَ :حَّدثََنا الَ :حَّدثََنا أَُبو اْل َولِّيدَ ،ق َ َخ َب َرَنا أَُبو َخل َيف َةَ ،ق َوابن حبان( ) قال :أ ْ
ان ....به. ان َع ْن َذ ْك َو َ ُش ْع َب َةَ ،ع ْن ُسَل ْي َم َ
َّللاِّ
يم ْب ُن َع ْبِّد َّ ِّ ِّ 2
وابن مندة( ) قال :أ َْن َبأَ ُم َح َّمُد ْب ُن ُع َم َر ْبن َحْفص ،ثََنا إ ْب َراه ُ
ٍ ِّ
وفي ،ح وأَنبأَ أَبو ع ْثمان عمرو بن عبِّد َّ ِّ
ص ِّر ُّي ،ثََنا ُم َح َّمُد ْب ُن َّللا اْل َب ْ َ َْ ُ ُ َ َ َ ْ ُ ْ ُ َ ْ اْل ُج َم ِّح ُّي اْل ُك ِّ ُّ
شَ ،ع ْن أَِّبي َعم ِّ ٍ ِّ ِّ ِّ ِّ ٍ ِّ
ال :ثََنا َي ْعَلى ْب ُن ُع َب ْيدَ ،عن ْاأل ْ َ اءَ ،ق ََع ْبد اْل َوهَّاب ْبن َحبيب اْلَف َّر ُ
صالِّ ٍح....،به. َ
ِّ ِّ ٍ ِّ ِّ
وأبو نعيم( ) قالَ :حدثََنا ُم َح َّمُد ْب ُن َعل ِّي ْبن ُح َب ْيش ثََنا اْلَقاس ُم ْب ُن َزَكرَّيا ثََنا
َّ 3
ِّ
ان ثََنا أَُبو َب ْك ِّر ْب ُن َّان ثََنا َع ْب َد ُ أَُبو ُك َرْي ٍب ثََنا أَُبو ُم َع ِّاوَي َة ح َو َحَّدثََنا أَُبو ُم َح َّمد ْب ُن َحي َ
صالِّ ٍح ......به. ِّ ِّ
َع َمش َع ْن أَبي َ
يع َع ِّن األ ْ ِّ أَِّبي َش ْي َب َة َقاال ثََنا َوك ٌ
من خالل هذه الرواية نرى أن هذه الرواية رواها عن األعمش كل من:
"شعبة ،ووكيع ،وأبو معاوية ،ويعلى بن عبيد ،ومعمر" ،وهم من الحفاظ.
رواية أبي الزناد عن األعرج عن أبي هريرة والتي ليست بها هذه الزيادة.
البخاري( )4قال :حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزناد عن األعرج
عن أبي هريرة رضي هللا عنه قال قال النبي َّ " :الِّذي َي ْخُن ُق َنْف َس ُه َي ْخُنُقها ِّفي
ط ُعُنها ِّفي َّ
الن ِّار ". الن ِّارَ ،و َّالِّذي َي ْ
ط َع ُن َنْف َس ُه َي ْ َّ
وأحمد( )5قال :حدثنا يحيى ،عن ابن عجالن ،عن أبي الزناد.... ،به.
الل ْي ُثَ ،ع ْن والطبراني( )6قال :حَّدثَنا ب ْكر َقال :نا ُشعيب بن يحيى َقال :أَنا َّ
َ َ َْ ُ ْ ُ َ َْ َ َ َ ٌ َ
ِّ ُّوبَ ،ع ْن أَِّبي َغ َّال ٍبَ ،ع ْن أَِّبي ِّ
الزَناد...... ،به. َي ْح َيى ْب ِّن أَي َ
ِّ ِّ ٍ 7
يسى ْب ُن الَ :حَّدثََنا ع َ َخ َب َرَنا ُع َم ُر ْب ُن ُم َح َّمد اْل َه ْم َدان ُّيَ ،ق َوابن حبان( ) قال :أ ْ
الزَن ِّاد.... ،به. الل ْي ُثَ ،ع ِّن بن َع ْج َال َن َع ْن أَِّبي ِّ َخبرنا َّ
ال :أ ْ َ َ َ
ٍ
َح َّماد َق َ
( )1يف كتاب اجلناايت ذكر تعذيب هللا جال َو َع َال ِيف النَّا ِر َم ْن قَتَ َل نَ ْف َسهُ ِيف الدُّنْيَا ( )325 /13ح(.)5986
( )2يف اإلميان ( )654 /2ح(.)627
ب َم ْن قَتَ َل نَ ْف َسهُ ِحبَ ِد َ
يدةٍ ( )178 /1ح(.)293 ( )3يف املسند املستخرج على صحيح مسلم كتاب اإلميان َ -اب ُ
( )4يف كتاب اإلميان ابب ما جاء يف قاتل النفس ( )459 /1ح(.)1299
( )5يف املسند ( )380 /15ح(.)9618
( )6يف املعجم األوسط ( )294 /3ح(.)3198
اَّللِ َج َّل َو َع َال ِيف النَّا ِر الْ َقاتِ َل نَ ْف َسهُ ِمبَا قُتِ َل بِِه ( )327 /13ح(.)5987
يب َّ( )7يف كتاب اجلناايت ِذ ْكر تَ ْع ِذ ِ
()23
َخ َب َرَنا أَُبو َع ْبِّد هللاِّ اْل َح ِّاف ُ
1
َّاس ُم َح َّمُد ْب ُن ظ ،ثنا أَُبو اْل َعب ِّ والبيهقي( ) قال :أ ْ
ِّ ِّ
سَ ،ع ْن ك ْب ُن أ ََن ٍ َخ َب َرِّني َمال ُ ان ،ثنا َع ْبُد هللا ْب ُن َو ْه ٍب ،أ ْ الربِّ ُ
يع ْب ُن ُسَل ْي َم َ وب ،ثنا َّ َي ْعُق َ
الزَن ِّاد..... ،به. أَِّبي ِّ
والطحاوي( )2قال :حدثنا الربيع المرادي ،حدثنا ابن وهب ،حدثني عبد
الرحمن بن أبي الزناد ،ومالك بن أنس ،عن أبي الزناد.... ،به.
يه َم َّك َة ِّ ِّ وابن المقرئ( )3قال :حَّدثَنا أَبو ب ْك ٍر مح َّمد بن ِّإبر ِّ
يم ْب ِّن اْل ُم ْنذ ِّر َفق ُ اه
َ َ ُ َ ُ َ ُ ْ ُ َْ َ
ِّ
َّللا ْب ُن َي ْح َيى اْلُب ُرُّل ِّس ُّي، ِّفي َم ْس ِّجِّد اْل َح َرامَِّ ،حَّدثََنا ُم َح َّمُد ْب ُن َم ْي ُمو ٍن اْلُف َّخ ِّار ُّي ،ثنا َع ْبُد َّ
الزَن ِّاد..... ،به. َع ْن َح ْيوَة ْب ِّن ُش َرْي ٍحَ ،ع ِّن ْاب ِّن َع ْج َال َنَ ،ع ْن أَِّبي ِّ
َ
ِّ ِّ ِّ ِّ ِّ 4
َّللاَ ،حَّدثَني أَبي، الص َّواف ،ثنا َع ْبُد َّ َخ َب َرَنا أَُبو َعل ِّي ْب ُن َّ وابن بشران( ) قال :أ ْ
الزَن ِّاد.... ،به. ثنا َي ْح َيىَ ،ع ِّن ْاب ِّن َع ْج َال َنَ ،ع ْن أَِّبي ِّ
والرواية الثانية لها شاهد من حديث ثابت بن الضحاك.
ِّ ِّ ولفظها" :من حَلف عَلى ي ِّم ٍ ِّ ِّ َّ ٍ
ال َ ،و َم ْن ين بملة َغ ْي ِّر اإل ْسالَ ِّم َكاذًبا َف ُه َو َك َما َق َ َْ َ َ َ َ
ِّ ٍ ِّ ٍ
امة َ ،وَل ْي َس َعَلى َرُجل َن ْذٌر في َشيء الَ َي ْمل ُك ُه". ِّ ِّ ِّ ٍ ِّ ِّ ِّ
ْ َقتَ َل َنْف َس ُه ب َش ْيء ُعذ َب به َي ْوَم اْلق َي َ
أخرج الرواية:
البخاري( )5قال :حدثنا مسدد حدثنا يزيد بن زريع حدثنا خالد عن أبي قالبة
عن ثابت بن الضحاك رضي هللا عنه عن النبي .
وقال( :)6حدثنا محمد بن بشار حدثنا عثمان بن عمر حدثنا علي بن
المبارك عن يحيى بن أبي كثير عن أبي قالبة ...به.
وقال( :)7حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا وهيب حدثنا أيوب عن أبي قالبة
...به.
( )1يف شعب اإلميان حترمي النفوس واجلناايت عليها ( )266 /7ح(.)4977
( )2يف شرح مشكل اآلاثر ( )183 /1ح(.)195
( )3يف معجمه (ص )38 :ح(.)24
( )4يف األمايل (ص )186 :ح(.)428
( )5كتاب اجلنائز ابب ما جاء يف قاتل النفس ( )459 /1ح(.)1297
( )6يف كتاب األدب ابب ما ينهى من السباب واللعن ( )2247 /5ح(.)5700
( )7يف كتاب األدب ابب من أكفر أخاه بغري أتويل فهو كما ( )2264 /5ح(.)5754
()24
وقال( :)1حدثنا معلى بن أسد حدثنا وهيب عن أيوب عن أبي قالبة ...به.
َخ َب َرَنا ُم َع ِّاوَي ُة ْب ُن َسالَّ ِّم ْب ِّن أَِّبي ومسلم( ) قالَ :حَّدثََنا َي ْح َيى ْب ُن َي ْح َيى ،أ ْ
2
الدم ْش ِّق ُّي َ ،ع ْن َي ْح َيى ْب ِّن أَِّبي َكِّث ٍ َّ ِّ
َن .....به. َن أ ََبا ِّقالََب َة أ ْ
َخ َب َرهُ أ َّ ير ،أ َّ َسال ٍم َ
يع ْب ُن َن ِّاف ٍع َحَّدثََنا ُم َع ِّاوَي ُة ْب ُن َسالَّ ٍم َع ْن وأبو داود( ) قالَ :حَّدثََنا أَُبو تَ ْوَب َة َّ
الربِّ ُ
3
َخ َب َرِّنى أَُبو ِّقالََب َة ...به. ال أ ْير َق َ َي ْح َيى ْب ِّن أَِّبى َكِّث ٍ
والترمذي( )4قال :حدثنا أحمد بن منيع حدثنا إسحق بن يوسف األزرق عن
هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي قالبة ....به ،وقال :حديث
حسن صحيح.
ال َحَّدثََنا ْاب ُن أَِّبي َعِّد ٍي َع ْن َخالٍِّد ح َوأ َْن َبأ ََنا والنسائي( ) قال :أ ْ
َخ َب َرَنا ُقتَ ْي َبةُ َق َ
5
ال َحَّدثََنا َخالٌِّد َع ْن أَِّبي ِّق َال َب َة ....به. ال َحَّدثََنا َي ِّز ُيد َق َ
يع َق َ َّللاِّ ْب ِّن َب ِّز ٍ
ُم َح َّمُد ْب ُن َع ْبِّد َّ
ٍِّ
َخ َب َرِّني َم ْح ُم ُ
6
ال َحَّدثََنا أَُبو َع ْم ٍرو ال َحَّدثََنا اْل َولِّ ُيد َق َ ود ْب ُن َخالد َق َ وقال( ) :أ ْ
ال َحَّدثَِّني أَُبو ِّق َال َب َة ...به. َع ْن َي ْح َيى أََّن ُه َحَّدثَ ُه َق َ
ال َحَّدثََنا ِّ ِّ َخ َب َرَنا ِّإ ْس َح ُق ْب ُن م ْنص ٍ وقال( ) :أ ْ
7
ال َحَّدثََنا أَُبو اْل ُمغ َيرة َق َ ور َق َ َ ُ
ال َحَّدثَِّني َي ْح َيى َع ْن أَِّبي ِّق َال َب َة ...به. ِّ
ْاأل َْوَزاع ُّي َق َ
وأحمد( )8قال :حدثنا يحيى بن سعيد ،قال :حدثنا هشام ،ويزيد قال :أخبرنا
هشام قال :حدثني يحيى ،عن أبي قالبة... ،به.
والدارمي( )9قال :حدثنا وهب بن جرير ثنا هشام عن يحيى عن أبي قالبة
...به.
( )1يف كتاب األميان والنذور ابب من حلف مبلة سو ملة اإلسالم ( )2451 /6ح(.)6276
( )2يف كتاب اإلميان ابب من قتل نفسه بشيء ( )73 /1ح(.)217
( )3يف كتاب األميان والنذور ابب ما جاء ِِف ا ْحللِ ِ
ف ِابلْبَ َراءَةِ َوِمبِلَّ ٍة َغ ِْري ا ِإل ْسالَِم ( )219 /3ح(.)3259 َ َ ََ
( )4يف كتاب النذور واألميان ابب كراهية احللف بغري ملة اإلسالم( )22 /5ح(.)2636
اإل ْس َالِم ( )9 /7ح(.)3779 ( )5كتاب األميان والنذور ابب ا ْحلَلِف مبِِلَّ ٍة ِسو ِْ
َ
اإل ْس َالِم ( )9 /7ح(.)3780 ( )6يف كتاب اإلميان والنذور ابب ا ْحلَلِف مبِِلَّ ٍة ِسو ِْ
َ
( )7يف كتاب اإلميان والنذور ابب النذر فيما ال ميلك ( )25 /7ح(.)3822
( )8يف املسند( )312 /26ح(.)16385
( )9يف كتاب اجلنائز ابب التشديد على من قتل نفسه ( )175 /1ح(.)2406
()25
وابن حبان( )1قال :أخبرنا شباب بن صالح ،بواسط ،قال :حدثنا وهب بن
بقية ،قال :حدثنا خالد ،عن خالد ،عن أبي قالبة.... ،به.
وقد أشكل في هذا الحديث قوله( :خالداً مخلداً فيها أبداً) ألن هذه الزيادة
تخالف الروايات التي تجيء بأن أهل التوحيد يعذبون في النار ثم يخرجون منها.
وقد سلك العلماء فيها مسلكان:
األول :إعالل هذه الزيادة.
لذا قال الترمذي :وروى محمد بن عجالن عن سعيد المقبري عن أبي هريرة
عن النبي قال من قتل نفسه بسم عذب في نار جهنم ولم يذكر فيه خالدا
مخلدا فيها أبدا وهكذا رواه الزناد عن األعرج عن ابي هريرة عن النبي وهذا
أصح ألن الروايات إنما تجيء بأن أهل التوحيد يعذبون في النار ثم يخرجون
منها ولم يذكر أنهم يخلدون فيها(.)2
قال المباركفوري" :هذه الزيادة زادها األعمش وهو ثقة حافظ وزيادة الثقة
مقبولة فتأويل هذه الزيادة أولى من توهيمها"(.)3
لذا انتقل إلى المسلك الثاني وهو تأويل هذه الزيادة:
( )1أن ذلك ورد في المستحل ،فإنه يصير باستحالله كاف ار والكافر مخلد
بال ريب.
التخليد الذي ال ظاهرهُ : يها أ ََبًدا : َّ ِّ ِّ
ُ ُ وقال القرطبي" :وقوله َ :خالًدا ُم َخلًدا ف َ
وم ْن كان ُم ْع ِّتقًدا ِّ ًّ
محمول على َم ْن كان مستَحال لذلك َ ، ٌ انقطاع له بوجه ،وهو َ
كافرا.
لذلك ،كان ً
مستحل ،فليس بكافر ،بل يجوُز أن َي ْعُف َو ٍ غير
نفس ُه ،وهو ُ أما َم ْن قتَ َل َ
و َّ
4
هللاُ تعالى عنه.) (.
( )2أنه ورد مورد الزجر والتغليظ وحقيقته غير مرادة.
( )3وقيل المعنى أن هذا جزاؤه لكن قد تكرم هللا على الموحدين فأخرجهم
( )1يف كتاب اجلناايت ذكر تعذيب هللا جال َو َع َال ِيف النَّا ِر َم ْن قَتَ َل نَ ْف َسهُ ِيف الدُّنْيَا ( )208 /10ح(.)4366
( )2سنن الرتمذي (.)386/4
( )3حتفة األحوذي (.)167 /6
( )4املفهم ملا أشكل من تلخيص كتاب مسلم (.)74 /2
()26
من النار بتوحيدهم.
فالخلود األبدي نسبي وليس كخلود الكفار الذي ليس له نهاية ،فكل من
مات غير مشرك باهلل عز وجل فأمره إلى هللا :إن شاء عفا عنه ولم يعذبه ،وان
شاء تعذيبه فإنه يعذبه ويطهره ،ثم بعد ذلك يخرجه من النار ويدخله الجنة ،وال
يبقى في النار أبد اآلباد إال الكفار الذين هم أهلها.
وهذا الحديث فيه أن الجزاء من جنس العمل ،فكما استعمل السم في الدنيا
فإنه يعذب به بأنه يتحساه في نار جهنم ،ويكون على هذه الحال خالداً مخلدًا
أبداً ،أي :خلوداً نسبياً ،وليس خلوداً مؤبداً(.)1
( )4التقدير مخلدا فيها إلى أن يشاء هللا.
السَّنة أن من قتل نفسه أنه ال يخرج قال ابن بطال" :أجمع الفقهاء وأهل ُّ
بذلك عن اإلسالم ،وأنه يصلى عليه .... ،وحملها -الزيادة -عند العلماء فى
وقت دون وقت إن أراد هللا أن ينفذ عليه الوعيد ،ألن هللا فى وعيده للمذنبين
السَّنة ،إن شاء عفا عنه ،وان شاء عذبه ،فإن عذبه فإنما يعذبه بالخيار عند أهل ُّ
مدة ما ثم يخرجه بإيمانه إلى الجنة ،ويرفع عنه الخلود والتأبيد على ما جاء فى
نص القرآن وحديث الرسول ،فالقرآن قوله تعالى( :إن هللا ال يغفر أن يشرك به
ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) [النساء ، ]116 ،48 :وقوله ( :من قال :ال
إله إال هللا ،حرمه هللا على النار)( ، )2يعنى حرم خلوده على النار(.)3
( )5المراد بالخلود طول المدة ال حقيقة الدوام كأنه يقول يخلد مدة معينة
وهذا أبعدها(.)4
ِّ
اآلماد ، تطويل يها أ ََبًدا َّ ِّ ِّ
ُ ويجوز أن يراد بقوله َ :خالًدا مخلًدا ف َ ُ قال القرطبي" :
يخرُج من أهل التوحيد ؛ ويجري هذا ِّ ِّ ثم يكو ُن
خروج ُه م َن النار م ْن آخر َم ْن ُ ُ
اآلبِّدين ،وال
ُكلِّمك أ ََب َد ِّ َّ
َم ْج َرى قول العرب َ :خل َد هللاُ ُمْل َك َك ،وأبَّد أيَّامك ،وال أ َ ُ
( )1شرح سنن أيب داود عبد احملسن العباد (.)193 /20
( )2أخرجه :البخاري يف كتاب العلم ابب من خص ابلعلم قوما دون قوم كراهية أال يفهموا ( )59 /1ح(،)128
ومسلم يف كتاب اإلميان ابب من شهد أن ال إله إال هللا ( )45 /1ح(.)57
( )3شرح صحيح البخار البن بطال (.)349 /3
( )4ينظر :فتح الباري البن حجر (.)228 -227 /3
()27
اإل ْغي ِّ ِّ
اء في َد ْه َر الداهرين ،وقد ينوي أن يكل َم ُه بعد أزمان .ويجري هذا مجرى ِّ َ
الكالم وهللا تعالى أعلم"(.)1
ِّ
( )6أن قوله أبداً راجع إلى ما يفعله مدة مكثه في النار.
الح ْشر كما ُف ِّهم ،بل معناه ِّ
تخليده بعد َ
َ الحديث قال الكشميري " :وليس مرُاد
اج ٌع إلى القيد ،أي التوجاء والخنق أنه يعذب به إلى الح ْشر ،كذلك فالتخليد ر ِّ
َ َُ
جهنم ،وليس ر ِّ
اج ًعا األفعال ما دام يكو ُن في َّ عل هذه
َ والطعن مثال ،أي ال يزال َيْف ُ
النار، الف ْعل ما دام في َّ النارَّ ،إنما هو خلود ِّ
خلوده في َّ إلى الم ْكث في َّ
ُ النار ليلزم ُ ُ
2
فافهمه"( ).
والخالصة أنه ليس لدينا إال أحد فرضين:
إما أن تكون هذه الكلمة (أبداً) لم يقلها الرسول عليه الصالة والسالم ،وهذه
طريقة قد ذكرها اإلمام الترمذي ،والحديث وان كان في البخاري ومسلم ،إال أن
لدينا قاعدة مهمة وهي( :أن ما خالف قطعياً من نص صريح أو قاعدة محكمة
قد ُيتَ َرَّدد في ثبوته) ،وهذا ُيتَ َرَّدد في ثبوته ،ولو كان في البخاري ومسلم.
وقد يقول قائل :كيف يصح ذلك وقد قال اإلمام ابن تيمية وغيره( :إن ما
اتفق عليه الشيخان فهو متفق عليه بين أهل الحديث)؟
فأقول :هذه القاعدة قد تصح وقد ال تصح ،وكذلك نحن لم نتردد في صحة
الحديث ،فالحديث ال شك أنه ثابت ،إنما ترددنا في قوله( :أبداً).
فـ الترمذي وجماعة يقولون :إن هذه الرواية وهم.
وفي ظني أن هذا قريب ،وال سيما أن هذا الحديث في رواية البخاري ومسلم
مداره على األعمش ،فلم يذكر هذه اللفظة إال األعمش في روايته ،وقد رواه غيره
ولم يذكروا هذه اللفظة ،فهي لفظة غريبة من جهة علم الحديث ،وَل َّما كان هذا
اللفظ غريباً مداره على رجل واحد -وان كان إماماً إال أنه من المدلسين ،وان
احتمل األئمة تدليسه -كان مما ال يجوز أن تعارض به أصول شرعية مطردة
وقواعد سلفية قاطعة ،خاصة أن أئمة السلف قرروا قاعدة أهل الكبائر ولم يستثنوا
شيئاً ،ولم يعلق إمام من أئمة السلف من أهل القرون الثالثة الفاضلة على هذا
()28
الحديث بما تبادر عند المتأخرين من أن معناه تأبيد القاتل لنفسه كالكافر في نار
جهنم.
إذاً :إما أن هذا الحرف وهم ،فال إشكال ،واما أن يكون هذا الحرف ثابتاً في
نفس األمر وقد قاله الرسول عليه الصالة والسالم ،فنعلم أن اللغة ال تستلزم ذلك؛
ألن القواعد المحكمة قاطعة في هذا السياق ،وال يجوز أن يتردد في كون َمن قتل
نفسه متعمداً من المسلمين الذين مآلهم إلى الجنة ،وان لحقهم الوعيد(.)1
والذي يترجح لدي أن هناك روايتين:
األولى :بها زيادة( :خالداً مخلداً فيها أبداً).
والثانية :ال توجد بها هذه الزيادة.
وال يوجد تعارض بين الروايتين إذ الزيادة قد زادها ثقة ،وهو األعمش الذي
صرح بالسماع في رواية البخاري ،والترمذي ،والنسائي.
ثالثاً :هناك فرق بين أن يقال :إن الحديث ليس بصحيح ،أو هذا أصح.
فقد قال الترمذي :وهذا أصح ،فلم يمنع أن تكون الرواية صحيحة أو تقبل
التأويل.
ثالثاً :أما التعارض فقد نشأ بسبب مخالفة الرواية إلجماع أهل السنة على
عدم خلود مرتكب الكبيرة في النار لذا حاول البعض تضعيف الزيادة ،وحاول
البعض تأويل الرواية كما سيأتي ،وال شك أن القول بالتأويل أولى السيما وأن
الرواية التي بها الزيادة في الكتب الستة ومسند أحمد ،ولم ينبه على الترجيح إال
الترمذي.
أما تعليل عدم صالة اإلمام عليهم ففي ِّفْقه الحنفية ال ُيصلِّي عليه العلماء،
دى للناس -بالفتح -وهكذا قاتل الوالدين والباغي ،ألنه لم يبق وم ْن صار ُمْقتَ ًَ
2
شيء غير الصالة ،فليس عليهم تعزير( ). ٌ يرهم عندنا من تعز ِّ
وقد رأينا أن رسول هللا قد ترك الصالة على المنتحر عقوب ًة له ،وزج ار
لغيره أن يفعل فعله ،وأذن للناس أن يصلوا عليه ،ورأينا أن خاتمته سيئة مبطلة
ألعظم األعمال والحسنات كالجهاد.
()29
يماَ ،و َمن َيْف َع ْل َذلِّ َك ُع ْد َو ًانا ِّ َنفس ُكم ِّإ َّن هللا َك َ ِّ
ان ب ُك ْم َرح ً َ وقال تعالىَ ( :والَ تَْقُتُلوْا أ ُ َ ْ
ان َذلِّ َك َعَلى هللاِّ َي ِّس ًيرا} [النساء. ]30-29: ار َوَك َ
يه َن ًاظْلما َفسوف نصلِّ ِّ
َو ُ ً َ ْ َ ُ ْ
فقد وضحت اآلية حرمة االنتحار ورحمة هللا بنا حيث ثبت حديثا جدوى
المواساة والرحمة والتفاؤل واألمل في عالج المقدمين علي االنتحار وبما أن بعض
الناس ال يستجيبون لنداء الرحمة وال بد من تخويفهم من عواقب االنتحار.
ثانياً :ورود نصوص تدل على االهتمام بحياة الناس.
ول هللاِّ : ال َرُس ُ ال َ :ق َ س َ ،ق َ فقد اهتمت السنة بحياة الناس ففي حديث أ ََن ٍ
َحِّيِّني َّ ِّ ِّ ِّ
ان الَ ُبَّد ُمتَ َمنًيا َفْل َيُق ْل :الل ُه َّم أ ْ ض ٍر َن َزَل ِّبه َ ،فِّإ ْن َك َ الَ َيتَ َمَّن َي َّن أ َ
َحُد ُك ُم اْل َم ْو َت ل ُ
َما َك َان ِّت اْل َح َياةُ َخ ْي ًار لِّي َ ،وتََوَّفِّني ِّإ َذا َك َان ِّت اْل َوَفاةُ َخ ْي ًار لِّي(.)1
والمراد بالضر هنا :عموم ما يضر اإلنسان ،سواء كان ضر اًر بدنياً أو ضر اًر
قلبياً ،أو ضر اًر مالياً ،فال يتمنى الموت ،فضالً عن أن يتعاطاه بأن يحمل على
نفسه ويقتلها.
والسبب أنه قد يجزع في هذه الدنيا مما يصيبه من األلم ،ويعتقد أنه إذا قتل
نفسه أراحها من هذا الهم ومن هذا الغم الذي يالقيه ،وأنه ال يجد بعد ذلك شيئاً
يؤلمه ،وهذا خطأ كبير ،وما ذاك إال أنه ينتقل إلى ما هو أشد من هذا األلم الذي
يحس به ،ينتقل إلى غضب هللا وعذابه ،ينتقل إلى العذاب الشديد بدل العذاب
اء كان هماً أو غماً أو عذاباً بدنياً السهل الخفيف الذي يمكن تحمله في الدنيا ،سو ً
أو نحو ذلك.
فقد بينت السنة حرمة دم المؤمن وحرمة قتله ،ومن باب أولى قتل نفسه.
السالَ ِّس ِّل اص َقال اح َتَلمت ِّفى َليَل ٍة ب ِّارد ٍة ِّفى غ ْزوِّة َذ ِّ
ات َّ َ َ ْ َ َ َع ْن َع ْم ِّرو ْب ِّن اْل َع ِّ َ ْ ْ ُ
الص ْب َح َف َذ َك ُروا َذلِّ َكَص َح ِّابى ُّ َهلِّ َك َفتََي َّمم ُت ثُ َّم َّ ِّ َشَفْق ُت ِّإ ِّن ْ
صل ْي ُت بأ ْ َ ْ َن أ ْ
اغتَ َسْل ُت أ ْ َفأ ْ
َخ َب ْرتُ ُه ِّب َّالِّذى َم َن َعِّنى
َص َح ِّاب َك َوأ َْن َت ُجُن ٌب "َ .فأ ْ لِّ َّلنِّب ِّى َ فَقال " َيا َعمرو َّ ِّ
صل ْي َت بأ ْ ُْ َ َ
يما) ِّ َّللا َك َ ِّ
ان ب ُك ْم َرح ً
ِّ
(والَ تَْقُتلُوا أ َْنُف َس ُك ْم إ َّن َّ َ
ول َ ال َوُقْل ُت ِّإِّنى َس ِّم ْع ُت َّ
َّللاَ َيُق ُ
اال ْغِّتس ِّ
َ
ِّمن ِّ
َ
( )1أخرجه :البخاري يف كتاب املر ى ابب هني املريض عن متين املوت ( )2146 /5ح( ،)5347ومسلم يف
كتاب الدعوات -ابب النهي عن متين املوت ( )64 /8ح(.)6912
()30
َّللاِّ َ وَل ْم َيُق ْل َش ْيًئا(.)1
ول َّ َف ِّ
ضح َك َرُس ُ َ
()31
اب َص َ وع ِّن ْاب ِّن َعب ٍ
ال :أ َ
َّاس َق َ فبمجرد الخوف على نفسه أباح له أن يتيممَ .
اتَ ،فَبَل َ َ ُمر ِّب ِّاال ْغِّتس ِّ
ِّ ول َّ ِّرج ًال جرح ِّفي عهِّد رس ِّ
اغتَ َس َل َف َم َ
ال َف ْ َ اح َتَل َم َفأ َ
َّللا ،ثُ َّم ْ َْ َُ َ ُ ُْ ٌ
1
ال"( ). اء اْل ِّع ِّي ُّ ِّ َذلِّك رسول َّ ِّ
الس َؤ َ َّللاُ أََل ْم َي ُك ْن شَف ُ
الَ" :ق َتُلوهُ َق َتَل ُه ُم َّ
َّللا َ فَق َ َ َُ َ
يزيد بن أيب حبيب املصري أبو رجاء واسم أبيه سويد واختلف يف والئه ثقة فقيه وكان يرسل من اْلامسة مات سنة
مثان وعشرين وقد قارب الثمانس ( .يتقريب التهذيب (ص )600 :ت(.)7701
عمران بن أيب أنس القرشي العامري املدين نزل اإلسكندرية ثقة من اْلامسة مات سنة سبع عشرة ومائة ابملدينة.
تقريب التهذيب (ص )429 :ت(.)5145
عبد الرمحن بن جبري ا ملصري املؤذن العامري ثقة عارف ابلفرائض من الثالثة مات [دون املائة] سنة سبع وتسعس
وقيل بعدها( .تقريب التهذيب (ص )338 :ت(.)3828
عمرو بن العاص بن وائل السهمي الصحايب املشهور أسلم عام احلديبية وويل إمرة مصر مرتس وهو الذي فتحها
مات مبصر سنة نيف وأربعس وقيل بعد اْلمسس ( .تقريب التهذيب (ص )423 :ت( ،)5053اإلصابة
يف متييز الصحابة ( )537 /4ت(.)5897
احلكم على اإلسناد :إسناد حسن فيه حيىي بن أيوب الغافقي صدوق ،وبقية رجاله ثقات ،وعمرو بن أيب أنس من
شيوخ يزيد بن أيب حبيب وَل يذكر أحد أن رواية يزيد عن عمران مرسلة.
وقال الشيخ شعيب :صحيح.
( )1أخرجه :أبو داود يف الطهارة ابب يف اجملروح يتيمم ( )133 /1ح( ،)337قال :حدَّثَنَا نَصر بن ع ِ
اص ٍم ُْ ْ ُ َ َ
اع ُّى أَنَّهُ بَلَغَهُ َع ْن َعطَ ِاء بْ ِن أ َِِب َرَاب ٍح ُ َ َ َ ْ َ َّ
اَّللِ بْ َن د ب ع ع ِ
س َّه
نَأ ب أَخب رِِن األَوز ِ
األَنْطَاك ُّى َحدَّثَنَا ُحمَ َّم ُد بْ ُن ُش َعْي ٍ ْ َ َ ْ َ
ِ
َعبَّ ٍ
اس.
اف َعلَى نَ ْفسه إِ ِن ا ْغتَ َس َل ( )189 /1ح(،)572 ِ ِ صيبُهُ ا ْجلَنَابَةُ ،فَيَ َخ ُوح تُ ِ وابن ماجه يف كتاب الطهارة َابب ِيف الْ َم ْجُر ِ
ال :حدَّثَنَا ْاألَوز ِ ِ يد بْن َحبِ ِ ِ ِ قالَ :حدَّثَنَا ِه َش ُام بْ ُن َع َّما ٍر قَ َ
اع ُّي...به. َْ يب بْ ِن أَِيب الْع ْش ِري ِن قَ َ َ الَ :حدَّثَنَا َعْب ُد ا ْحلَم ُ
وأمحد يف املسند( )173 /5ح( ،)3056قال :حدثنا أبو املغرية ،حدثنا األوزاعي... ،به.
والدارمي يف كتاب الطهارة ابب من ترك مو ع شعره من اجلنابة ( )73 /1ح( )779قال :أخربَن أبو املغرية ثنا
األوزاعي ...به.
والطرباين يف املعجم الكبري للطرباين ( )194 /11ح( )11472قال :حدثنا إسحاق بن إبراهيم الدبري عن عبد
الرزاق عن األوزاعي....به.
اس ُحمَ َّم ُد بْ ُنواحلاكم يف املستدرك على الصحيحس كتاب الطهارة ( )285 /1ح( )630قالَ :حدَّثَنَا أَبُو الْ َعبَّ ِ
وخ ُّي ،ثنا بِ ْشُر بْ ُن بَ ْك ٍرَ ،ح َّدثَِين ْاأل َْوَزاعِ ُّي ...به ،ووافقه الذهيب. يد بن عثْما َن التَّنُ ِ ِ
وب ،ثنا أَبُو ُعثْ َما َن َسع ُ ْ ُ ُ َ يَ ْع ُق َ
والبيهقي يف السنن الكرب كتاب الطهارة ابب إذا كان اجلرح يف بعض جسده دون بعض ( )227 /1ح ()1114
وسى وأَبو سعِ ٍ اق بن ُحم َّم ِد ب ِن يوسف ُّ ِ ظ وأَبو عب ِد َِّ اَّللِ ْ َِخبَ َرََنهُ أَبُو َعْب ِد َّ
يد ُ :حمَ َّم ُد الس ُّ َ ُ َ اَّلل :إِ ْس َح ُ ْ ُ َ ْ ُ ُ َ احلَاف ُ َ ُ َ ْ قال :أ ْ
ت يد ب ِن مزي ٍد حدَّثَنَا أ َِِب قَ َ ِ ِِ وسى قَالُوا َحدَّثَنَا أَبُو الْ َعبَّ ِ
ال َس ْع ُ اس بْ ُن الْ َول ْ َ ْ َ َ َخبَ َرََن الْ َعبَّ ُ
وب أ ْ
اس ُ :حمَ َّم ُد بْ ُن يَ ْع ُق َ بْ ُن ُم َ
()32
األَوز ِ
اع َّى ....به.َْ
دراسة إسناد أمحد:
عبد القدوس ابن احلجاج اْلوالين أبو املغرية احلمصي ثقة من التاسعة مات سنة اثنِت عشرة ( .تقريب التهذيب
(ص )360 :ت(.)4145
عبد الرمحن ابن عمرو ابن أيب عمرو األوزاعي أبو عمرو الفقيه ثقة جليل من السابعة مات سنة سبع ومخسس .
(تقريب التهذيب (ص )347 :ت(.)3967
عطاء ابن أيب رابح بفتح الراء واملوحدة واسم أيب رابح أسلم القرشي موالهم املكي ثقة فقيه فا ل لكنه كثري اإلرسال
من الثالثة مات سنة أربع عشرة على املشهور وقيل إنه تغري أبخرة وَل يكثر ذلك منه( .تقريب التهذيب
(ص )391 :ت(.)4591
عبد هللا ابن عباس ابن عبد املطلب ابن هاشم ابن عبد مناف ابن عم رسول هللا ولد قبل اهلجرة بثالث سنس
ودعا له رسول هللا ابلفهم يف القرآن فكان يسمى البحر واحلرب لسعة علمه وقال عمر لو أدرك ابن عباس
أسناننا ما عشره منا أحد مات سنة مثان وستس ابلطائف وهو أحد املكثرين من الصحابة وأحد العبادلة من
فقهاء الصحابة( .تقريب التهذيب (ص )309 :ت(.)3409
احلكم على اإلسناد :إسناد رجاله ثقات ،إال أنه منقطع بس األوزاعي وعطاء ،وعطاء سع من ابن عباس ،وقد صرح
هنا ابلسماع.
قلت :صرح األوزاعي ابلسماع من عطاء يف رواية احلاكم .
وقال الدارقطين يف سننه ( :)189/1اختلف فيه على األوزاعي ،والصواب أن األوزاعي أرسل آخره عن عطاء .وقال
أبو زرعة وأبو حامتَ :ل يسمعه األوزاعي من عطاء إمنا سعه من إساعيل بن مسلم عن عطاء ،ونقل ابن
السكن عن ابن أيب داود أن حديث الزبري بن خريق أصح من حديث األوزاعي .وقد رواه ابن خزمية وابن
حبان واحلاكم من حديث الوليد بن عبيد عفه الدارقطين وقواه من صحح حديثه( .انظر :نيل األوطار
()321 /1
ولكن البوصريي يقول يف "مصباح الزجاجة" :هذا إسناد منقطع قال الدارقطين األوزاعي عن عطاء مرسل انتهى.
(مصباح الزجاجة يف زوائد ابن ماجه (.)81 /1
وقال األلباين :هذا إسناد صحيح -لوال جهالة اإل اسطة بس األوزاعي وعطاء ،-رجاله كلهم ثقات إن شاء هللا
تعاىل( .صحيح أيب داود (.)161 /2
وقال الشيخ شعيب يف حتقيق مسند أمحد ( :)173 /5حسن ،وهذا سند رجاله ثقات رجال الشيخس إال أن فيه
ان قطاعا بس األوزاعي وبس عطاء بن أيب رابح ،وقال أبو حامت وأبو زرعة فيما نقله عنهما ابن أيب حامت يف
"علل احلديث" : 37/1رو هذا احلديث ابن أيب العشرين ،عن األوزاعي ،عن إساعيل بن مسلم ،عن
عطاء ،عن ابن عباس ،وأفسد احلديث .قلنا :وقد رواه ابن ماجه من طريق ابن أيب العشرين هذا ،فلم يذكر
فيه إساعيل بن مسلم -وهو أبو إسحاق املكي ،-فإن صح ذكره فيه ،فاإلسناد عيف ،وهللا تعاىل أعلم.
وله شاهد عيف من حديث جابر أخرجه أبو داود برقم ( ،)336والدارقطين يف سننه سنن كتاب الطهارة ابب
()33
فانظر إلى احترام حياة الناس وعدم التهاون بها ،فكيف يسهل على المنتحر
إنهاء حياته.
ثالثاً :تقوية الوازع الديني.
فقد ذكرت أن من أهم أسباب االنتحار ضعف الوازع الديني ،والسبيل إلى
عالج ذلك هو تقوية الوازع الديني ،ومن المعلوم أن خطوة االنتحار ال يفعلها
إال ضعيف اإليمان بالقدر.
ومن وسائل تقوية الوازع الديني الصبر ،الذي يعتبر مفتاحا للفرج ،وعالجا
لكل الهموم والغموم ،وسبيال لنيل الثواب العظيم واألجر العميم ،قال النبي :
اك ِّأل ٍ ِّ َّ ِّ ِّ ِّ ِّ َّ ِّ ِّ
َحد إال لْل ُم ْؤمن إ ْن أَ َ
ص َاب ْت ُه " َع َجًبا أل َْم ِّر اْل ُم ْؤ ِّم ِّن إ َّن أ َْم َرهُ ُكل ُه َخ ْيٌر َوَل ْي َس َذ َ َ
ان َخ ْي ًار َل ُه"(.)1
ص َب َر َف َك َ
اء َ
ض َّر ُ
َص َاب ْت ُه َان َخ ْي ًار َل ُه َوِّا ْن أ َ
اء َش َك َر َف َك َ
َس َّر ُ
وتقوية الوازع الديني ال بد أن تتعاون فيه األسرة والمسجد والمدرسة وأجهزة
اإلعالم المتعددة ،وذلك من خالل ربط األمة بالكتاب والسنة وبذلك يعظم الوازع
الديني ألنه شتان بين من يذكر بكالم هللا وكالم رسوله ،ومن يذكر ويوعظ بكالم
آخر.
وال بد من تقوية اإليمان بالقضاء والقدر فمن عالمات المؤمن كما في
الديَل ِّ ِّ ِّ 2
ال أَتَْي ُت أ َُب َّى ْب َن
َ ق
َ ِّ
ى م ْ َّ ِّ
ن اب
ْ ِّ
ن ع
َ و ،) الحديث ( َوتُ ْؤ ِّم َن ِّباْلَقَد ِّر َخ ْي ِّرِّه َو َشره )(
جواز التيمم لصاحب اجلرح ( )189 /1ح( ،)3وقالَ" :ل يروه عن عطاء عن جابر غري الزبري بن خريق
وليس ابلقوي وخالفه األوزاعي فرواه عن عطاء عن بن عباس واختلف على األوزاعي فقيل عنه عن عطاء
وقيل عنه بلغين عن عطاء وأرسل األوزاعي آخره عن عطاء عن النيب وهو الصواب وقال بن أيب حامت
سألت أيب وأاب زرعة عنه فقاال رواه بن أيب العشرين عن األوزاعي عن إساعيل بن مسلم عن عطاء عن بن
عباس وأسند احلديث (.سنن الدارقطين (.)189 /1
ب الْ ُم ْؤِم ُن أ َْمُرهُ ُكلُّهُ َخْي ٌر ( )227 /8ح( ،)7610والدارمي يف كتاب اإلميان
( )1أخرجه :مسلم كتاب الرقاق َاب ُ
ابب املؤمن يؤجر يف كل شيء ()208 /1ح ( ،)2819وابن حبان يف كتاب اجلنائز ذكر إثبات اْلري
للمسلم الصابر عند الضراء ،والشاكر عند السراء ( )155 /7ح( ،)2896والطرباين يف املعجم األوسط
( )153 /4ح( ،)3849كلهم عن صهيب.
ان ابب بيان اإلميان واإلسالم واإلحسان وأشراط الساعة ( )28 /1ح( ،)1وأبو ( )2أخرجه :مسلم كِتَاب ا ِإلميَ ِ
ُ
داود يف كتاب السنة ابب يف القدر ( )359 /4ح( ،)4697والرتمذي يف كتاب القدر ابب (/4( )17
()34
َن ُي ْذ ِّه َب ُه َك ْع ٍب َفُقْل ُت َل ُه َوَق َع ِّفى َنْف ِّسى َشى ٌء ِّم َن اْلَق َد ِّر َف َحِّد ْثِّنى ِّب َشى ٍء َل َع َّل َّ
َّللاَ أ ْ ْ ْ
ظالِّ ٍم ر ي غ و هو م ه ب ذَّ ع هِّ ِّ
ض َر ِّ ِّ َن َّ َّ ال َل ْو أ َّ ِّ ِّ
َ َ ُ ْ َ َُ َ ْ ُ َ َّللاَ َعذ َب أ ْ َ َ َ َ َ ْ َ ْ
أ ل َه أ
و ه ات و م س لَه م ْن َقْلبىَ .فَق َ
ُحٍد َذ َهًبا ِّفى ِّ َلهم وَلو رِّحمهم َك َان ْت ر ْحمتُ ُه َخ ْي ار َلهم ِّم ْن أ ْ ِّ ِّ
َع َماله ْم َوَل ْو أ َْنَفْق َت م ْث َل أ ُ ً ُْ َ َ ُْ َ ْ َ َُْ
ك ِّ ِّ
َص َاب َك َل ْم َي ُك ْن لُي ْخط َئ َ َن َما أ َ
ِّ ِّ ِّ َّ
ك َحتى تُ ْؤم َن باْلَق َدر َوتَ ْعَل َم أ َّ ِّ َّللاِّ َما َقِّبَل ُه َّ
َّللاُ م ْن َ يل َّسِّب ِّ
َ
ال ثُ َّم ِّ ِّ
َك َل ْم َي ُك ْن لُيص َيب َك َوَل ْو م َّت َعَلى َغ ْي ِّر َه َذا َل َد َخْل َت َّ َوأ َّ
الن َارَ .ق َ ُ طأ َ َخ ََن َما أ ْ
ال ال -ثُ َّم أَتَ ْي ُت ُح َذ ْيَف َة ْب َن اْل َيم ِّ ود َفَق ِّ ِّ َّللاِّ ْب َن مسع ٍ
ان َفَق َ َ ال م ْث َل َذل َك َ -ق َ َ َْ ُ أَتَ ْي ُت َع ْب َد َّ
ال -ثُ َّم أَتَْي ُت َزْي َد ْب َن ثَ ِّاب ٍت َف َحَّدثَِّنى َع ِّن النَِّّب ِّى ِّ م ْث َل َذلِّ َك(.)1 ِّ ِّ
م ْث َل َذل َك َ -ق َ
()35
قال الشنقيطي :ولذلك ينبغي للمسلم أن يسعى في زيادة إيمانه ،وأن يعود
نفسه كلما ضاقت عليه الدنيا أن يلتجئ إلى هللا سبحانه وتعالى ،وال شك أن كثرة
الضيق وكثرة الهموم والغموم توجب على المؤمن التسلح بالتعلق باهلل عز وجل
أضعاف ما نزل به من البالء ،وكلما كان التجاء العبد إلى هللا أصدق ،ويقينه
باهلل سبحانه وتعالى أكمل؛ كلما كان الفرج أقرب إليه من حبل الوريد ،فإن هللا
ضاَق ْت َعَل ْي ِّه ْمض ِّب َما َرُح َب ْت َو َ ضاَق ْت َعَل ْي ِّه ُم األ َْر ُ {حتَّى ِّإ َذا َ
سبحانه وتعالى يقولَ :
اب َعَل ْي ِّه ْم} [التوبة ]118:فلما بل َ ظُّنوا أَن ال مْلجأَ ِّمن َّ ِّ ِّ َّ ِّ ِّ
َّللا إال إَل ْيه ثُ َّم تَ َ َ َ َ َنف ُس ُه ْم َو َ ْ
أُ
اب َعَل ْي ِّه ْم} ظُّنوا أَن ال مْلجأَ ِّمن َّ ِّ ِّ َّ ِّ ِّ
َّللا إال إَل ْيه ثُ َّم تَ َ {و َ ْ َ َ َ األمر مبلغه ،ووصلوا إلى قولهَ :
[التوبة ،]118:جاء الفرج عند قوة اليقين أنه ال ملجأ وال منجى وال مفر وال مهرب
من هللا إال إلى هللا؛ فإن بل َ العبد هذا المبل َ فقد نعمت عينه في البالء ،وهذا هو
مقام اليقين في حال الكرب.
فإن اإلنسان تنتابه الهموم في نفسه وأهله وماله وولده ،فإذا اطرح بين يدي
هللا عز وجل داعياً ضارعاً شاكياً مبتهالً متضرعاً متخشعاً فإن هللا يحب منه ذلك،
ولعل هللا أن يجعل هذا االبتهال والتضرع سبباً في زيادة قربه منه؛ ألنه كلما
ابتهل وتضرع هلل سبحانه وتعالى وصدق في يقينه كلما زاد قربه من هللا ،وكم من
إنسان نزلت به المصيبة فكانت سبباً في قربه من هللا جل وعال ،وهذا الذي يسميه
العلماء :تحول النقمة إلى نعمة ،أي :أنها نقمة في الظاهر لكنها آلت إلى نعمة
في الباطن.
فينبغي على المؤمن أال يقدم على هذه النهاية التي هي أسوء النهايات،
وهي من عالمات سوء الخاتمة ،وهللا عز وجل جعل النفس أمان ًة في عنق كل
ان ِّب ُك ْم َنف َس ُك ْم ِّإ َّن َّ
َّللاَ َك َ {وال تَْقُتُلوا أ ُ اإلنسان ،فقال هللا سبحانه وتعالىَ :
أيب بن كعب بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار األنصاري اْلزرجي أبو املنذر سيد
القراء ويكىن أاب الطفيل أيضا من فضالء الصحابة اختلف يف سنة موته اختالفا كثريا قيل سنة تسع عشرة
وقيل سنة اثنتس وثالثس وقيل غري ذلك( .تقريب التهذيب (ص )96 :ت( ،)283وينظر :اإلصابة يف متييز
الصحابة ( )180 /1ت(.)32
احلكم على اإلسناد :إسناد صحيح ألن رجاله ثقات.
وقال األلباين :صحيح.
()36
يما}[النساء.]29: ِّ
َرح ً
َنف َس ُك ْم) ،ثم قال بعدهاِّ( :إ َّن َّ
َّللاَ يقول بعض العلماء :إن هللا قالَ ( :وال تَْقُتُلوا أ ُ
رحيم بكم، ِّ َك َ ِّ
يما) كأنه يقول :أبشروا ،مهما أصابكم من الهم والغم فإني ٌ ان ب ُك ْم َرح ً
وال يحتاج اإلنسان لتفريج همه وازالة غمه أن يقدم على تعذيب نفسه ،بل عليه
أن يقبل على هللا سبحانه وتعالى ،وأن يلتجئ إلى هللا سبحانه وتعالى الذي ال
ملجأ للعبد وال منجى منه إال إليه سبحانه وتعالى ،وقد ثبت في الحديث عنه عليه
ك ِّإ َّال ِّ
الصالة والسالم من دعائه عند النوم أن يقولَ ( :ال َمْل َجأَ َوَال َم ْن َجى م ْن َ
ِّإَل ْي َك)(.)1
فإذا فوض العبد أمره إلى هللا ذاق حالوة اإليمان ولذة العبودية ،وصعدت
كلماته ودعواته وابتهاالته ومناداته إلى هللا سبحانه وتعالى ،كلمات تفتح لها أبواب
قلب صادق متعلق باهلل جل جالله؛ فيرحمه هللا عز السماوات؛ ألنها تخرج من ٍ
وجل ،ولكن إذا أراد هللا أن يشقي عبداً أسلمه إلى الشيطان ،وأسلمه إلى سوء
الظن بالرحمن ،فأصبحت تضيق عليه نفسه التي بين جنبيه ،فأول ما ينزل به
من الكرب في نفسه وماله وولده ،تضيق دائرته عليه ويتسخط على القضاء
والقدر ،ولربما يتسخط على ربه ،ويذكر الكلمات التي ال تليق باهلل سبحانه وتعالى،
وأن هللا ظلمه ،وأن هللا نكد عيشه وأن هللا ،وأن هللا ،فال يزال ربك يضيق عليه
حتى يضيق من نفسه التي بين جنبيه ،فيتسلط عليه الشيطان ،فيقدم على قتلها
وينتحر والعياذ باهلل ،نسأل هللا السالمة والعافية(.)2
فال بد من التسليم بإرادة هللا في جميع األحوال والحاالت والصبر على البالء
وأن ذلك مكتوب على االنسان في بطن أمه .
َن رسول هللاِّ ٍ
وال ينبغي القنوط أو تقنيط الناس من رحمة هللا ف َع ْن ُج ْن َدب ،أ َّ َ ُ َ
( )1جزء من حديث أخرجه :البخاري يف كتاب الو وء ابب فضل من ابت على الو وء ( )97 /1ح(،)244
ويف كتاب الدعوات ابب إذا ابت طاهراً ( )2326 /5ح(،)5952ويف ابب ما يقول إذا َنم ()2326 /5
ح(،)5954ويف ابب النوم على الشق األمين ( )2327 /5ح( ،)5956وأبو داود يف كتاب األدب ابب
ما يقال عند النوم ( )471 /4ح( ،)5048و الرتمذي يف كتاب الدعوات ابب الدعاء إذا أو إىل فراشه
( )468 /5ح( ،)3394وابن ماجه يف كتاب الدعاء ابب ما يدعو به إذا أو إىل فراشه()1275 /2
ح( ،)3876وأمحد يف املسند ( )618 /30ح( ،)18680كلهم عن الرباء بن عازب.
( )2شرح زاد املستقنع للشنقيطي (.)84/8
()37
َ :م ْن َذا ال
َّللاَ تَ َعاَلى َق َ َّللاِّ الَ َي ْغ ِّف ُر َّ
َّللاُ لُِّفالَ ٍن َ ،واِّ َّن َّ ال َ :و َّ َن َرُجالً َق ََ ، حَّد َث أ َّ
ِّ ِّ َّالِّذي يتَأََّلى عَل َّي أَن الَ أ ْ ِّ ِّ
َع َمَل َك ، ط ُت َغف َر لُفالَ ٍن َ ،فِّإني َق ْد َغَف ْر ُت لُفالَ ٍن َ ،وأ ْ
َح َب ْ ْ َ َ
1
ال( ). أ َْو َك َما َق َ
فهذا رجل قنط غيره من رحمة هللا فحبط عمله ،وغفر لغيره ،فاإلنسان ينبغي
أن ال يقنط من رحمة هللا ،وال يقنط غيره أيضاً.
رابعاً :االمتناع عن المحرمات الشرعية .
كالخمر والزنا والمخدرات وجميع المعاصي التي قد تكون سبباً في بعد
االنسان عن هللا ومن ثم تتواله الشياطين مما قد تسبب له نفسه االنتحار.
يقول ابن القيم " :فالكبائر :كالرياء ،والعجب ،والكبر ،والفخر ،والخيالء،
والقنوط من رحمة هللا ،واليأس من روح هللا ،واألمن من مكر هللا ،والفرح والسرور
بأذى المسلمين ،والشماتة بمصيبتهم ،ومحبة أن تشيع الفاحشة فيهم ،وحسدهم
على ما آتاهم هللا من فضله ،وتمني زوال ذلك عنهم ،وتوابع هذه األمور التي
هي أشد تحريما من الزنا ،وشرب الخمر وغيرهما من الكبائر الظاهرة ،وال صالح
للقلب وال للجسد إال باجتنابها ،والتوبة منها ،واال فهو قلب فاسد ،واذا فسد القلب
فسد البدن"(.)2
خامساً :المواظبة على الصلة.
فالصالة تريح النفس ،ويطمأن بها القلب ،وتهدأ لها األركان والجوارح،
وتعالج من الـقـلق النفسي ،فقـد كان يقول لباللَ " :يا ِّبالَ ُل أ َِّق ِّم َّ
الصالَ َة أ َِّر ْح َنا
()38
ِّب َها "(.)1
َّد َحدَّثَنَا
( )1أخرجه :أبو داود يف كتاب األدب ابب صالة العتمة ( )453 /4ح( ،)4987قالَ :حدَّثَنَا ُم َسد ٌ
ِ
ال م ْس َعٌر ال َر ُج ٌل -قَ َ ال قَ َ س َحدَّثَنَا ِم ْس َعُر بْ ُن كِ َد ٍام َع ْن َع ْم ِرو بْ ِن ُمَّرةَ َع ْن َس ِاَل بْ ِن أ َِِب ْ
اجلَ ْع ِد قَ َ يسى بْ ُن يُونُ َ
ِ
ع َ
ول « َاي اَّللِ يَ ُق ُ
ول َّ ت َر ُس َ ك فَ َق َ ِ
ال َس ْع ُ
ِ
ت فَ َكأَن َُّه ْم َعابُوا َعلَيْ ِه ذَل َاستَ َر ْح ُ
ت فَ ْ صلَّيْ ُاعةَ -لَيْ تَِىن َ
ِ
أ َُراهُ م ْن ُخَز َ
بِالَ ُل أَقِِم َّ
الصالَةَ أَ ِر ْحنَا ِِبَا ».
وأمحد يف املسند( )178 /38ح( ،)23088قال :حدثنا وكيع ،حدثنا مسعر ،عن عمرو بن مرة ،عن ساَل بن أيب
اجلعد ،عن رجل من أسلم.. ،
وب الْ َوزَّا ُنَ ،نُ ،حمَ َّم ُد بْ ُن َربِ َيعةََ ،ن ،أَبُو
وابن أيب عاصم يف اآلحاد واملثاين ( )359 /4ح( ،)2396قالَ :حدَّثَنَا ،أَيُّ ُ
ِ ِ ِ محزةَ ،عن ،س ِاَل ب ِن أَِيب ا ْجلع ِد ،عن ،عب ِد َِّ
َسلَ َم ..اَّلل بْ ِن ُحمَ َّمد بْ ِن َعل ٍّيَ ،ع ْنَ ،ر ُج ٍل م ْن أ ْ َْ َ ْ َْ ََْ َ ْ َ ْ
والطرباين يف املعجم الكبري ( )276 /6ح( )6214قال :حدثنا معاذ بن املثىن و أبو خليفة الفضل بن احلباب قاال
ثنا مسدد ثنا عيسى بن يونس عن مسعربن كدام عن عمروبن مرة عن سلمان ابن خالد -أراه من خزاعة
-قال :صليت فاسرتحت فكأهنم عابوا ذلك عليه فقال سعت رسول هللا يقول ( :اي بالل أقم الصالة
أرحنا )
وقد ذكره ز رواه عثما ن بن املغرية ،عن ساَل بن أيب اجلعد ،عن عبد هللا بن حممد ابن احلنفية ،عن صهر هلم من
األنصار(ينظر :حتفة األشراف مبعرفة األطراف (.)152 /11
ِ ِ
يل َحدَّثَنَا ُعثْ َما ُن بْ ُن الْ ُمغِ َرية َع ْن َساَل بْ ِن ِ ِ ِ
َخبَ َرََن إ ْسَرائ ُأخرجه :أبو داودد برقم ( )4988قالَ :حدَّثَنَا ُحمَ َّم ُد بْ ُن َكث ٍري أ ْ
ت ال انْطَلَ ْقت أ َََن وأ َِِب إِ َىل ِصه ٍر لَنَا ِمن األَنْصا ِر نَعوده فَحضر ِ
َ َ ُ ُ ُ َ ََ ْ ُ َ اَّللِ بْ ِن ُحمَ َّم ِد ابْ ِن ا ْحلَنَ ِفيَّ ِة قَ َ
أ َِِب ا ْجلَ ْع ِد َع ْن َعْب ِد َّ
ك َعلَْي ِه فَ َق َ ِ ُصلِّى فَأ ْ ِ ِ ٍ ِ ال لِب ع ِ ِ ِ
ال ال -فَأَنْ َك ْرََن َذل َ يح -قَ َ َس َرت َ ض أ َْهله َاي َجا ِريَةُ ائْ تُ ِوِن ب َو ُوء لَ َعلّى أ َ الصالَةُ فَ َق َ َ ْ َّ
ِ
لصالَة ». ِ ِ ِ ِ
ول « قُ ْم َاي بالَ ُل أَق ْم فَأَر ْحنَا اب َّ اَّلل يَ ُق ُِول َّت َر ُس َ ِ
َس ْع ُ
وأمحد ( )225 /38ح( )23154قال :حدثنا عبد الرمحن بن مهدي ،حدثنا إسرائيل ،عن عثمان بن املغرية ،عن
ساَل بن أيب اجلعد ،عن عبد هللا بن حممد ابن احلنفية
والطرباين يف املعجم الكبري ( )277 /6ح( ،)6215قال :حدثنا علي بن عبد العزيز ثنا أبونعيم ثنا أبومحزة الثمايل
اثبت بن أيب صفية حدثين ساَل بن أيب اجلعد حدثين عبدهللا بن حممد بن احلنفية
والطحاوي يف شرح مشكل اآلاثر ابب بيان مشكل ما روي عن رسول هللا من قوله لبالل يف الصالة " :أرحنا
ِبا اي بالل " ( )167 /14ح( )5549قال :حدثنا يزيد بن سنان ،حدثنا عبد الرمحن بن مهدي ،حدثنا
سفيان ،عن عثمان بن املغرية ،عن ساَل بن أيب اجلعد ،عن عبد هللا بن حممد ابن احلنفية ..
دراسة إسناد أمحد:
عبد الرمحن بن مهدي بن حسان العنربي موالهم أبو سعيد البصري ثقة ثبت حافظ عارف ابلرجال واحلديث قال
ابن املديين ما رأيت أعلم منه من التاسعة مات سنة مثان وتسعس [ومائة] وهو ابن ثالث وسبعس سنة.
(تقريب التهذيب (ص )351 :ت(.)4018
إسرائيل بن يونس بن أيب إسحاق السبيعي اهلمداين أبو يوسف الكويف ثقة تُكلم فيه بال حجة من السابعة مات
()39
أراد بقوله« :أرحنا بها» أيِّ :آذَّنا بالصالة لنستريح بأدائها من ُشغل القلب
بها ،وقيل :كان اشتغاله بالصالة راحة له ،فإنه كان يعد غيرها من األعمال
الدنيوية تعباً ،فكان يستريح بالصالة ،لما فيها من مناجاة هللا تعالى(.)1
ففي الصالة راحة للبدن وطمأنينة للقلب ،تقربه من هللا وتبعده عن الشيطان
ووسوسته.
سادساً :ترك رفقاء السوء .
فال شك أن الصديق له تأثير على صديقه يتأثر به ويؤثر فيه سلباً وايجاباً،
فينبغي أن يبتعد المسلم عن رفيق السوء الذي قد يزين له الباطل.
الصالِّ ِّح ،واْل َجلِّ ِّ
يس ال ِّ :إَّنما مثَ ُل اْل َجلِّ ِّ
يس َّ َع ْن أَِّبي موسى َ ،ع ِّن َِّّ
النب ِّي َ ،ق َ
َ َ َ ُ َ
()40
َن ُي ْحِّذ َي َك َ ،واِّ َّما ِّ ِّ ِّ
ير َ ،ف َحام ُل اْلم ْسك ِّ :إ َّما أ ْ ام ِّل اْل ِّم ْس ِّك َ ،وَن ِّاف ِّخ
اْل ِّك ِّ السوِّء َ ،كح ِّ
َ َّ ْ
ير ِّ :إ َّما أَن يحر ِّ َن تَ ِّج َد ِّم ْن ُه
طِّي َب ًة ،وَن ِّاف ُخ اْل ِّك ِّ أَن تَبتَ ِّ
ِّق ث َي َاب َ
ك ْ ُْ َ َ ِّر ً
يحا َ اع م ْن ُه َ ،واِّ َّما أ ْ
ْ ْ َ
يحا َخِّبيثَ ًة. ) (. ،وِّا َّما أ ْ ِّ
َن تَج َد ِّر ً
1
َ
سابعاً :ترك الوحدة والعزلة .
وذلك بالجلوس مع الناس والتقرب منهم فعن عم ِّرو ب ِّن شعي ٍب عن أَِّب ِّ
يه َع ْن َ ْ َ ْ ْ ُ َْ َ ْ
ان َوالثَّالَثَ ُة َرْك ٌب"( ). الر ِّ َّللاِّ َّ "
الر ِّ ِّ ِّ
2 ط َان ِّ اك َب ِّ
ان َش ْي َ ان َو َّ
طٌ اك ُب َش ْي َ ول َّ ال َرُس ُ ال َق َ
َجده َق َ
( )1أخرجه :البخاري يف كتاب البيوع ابب السهولة والسماحة يف الشراء والبيع ومن طلب حقا فليطلبه يف عفاف
( )741 /2ح( ،)1995ويف كتاب الذابئح والصيد ابب يف املسك ( )2104 /5ح( ،)5214ومسلم
يف كتاب اآلداب ابب مثل اجلليس الصاحل واجلليس السوء ( )37 /8ح(.)6785
الس َف ِر لِ ِّلر َج ِال
يثي كتاب اجلامع ابب َما َجاءَ ِيف الْ َو ْح َدةِ ِيف َّ ( )2أخرجه :موطأ اإلمام مالك رواية َحيىي بن َحيىي اللَّ ِّ
بَ ،ع ْن أَبِ ِيهَ ،ع ْن َج ِّدهِ ،أ ََّن َوالنِّ َس ِاء ( )574 /2ح(َ )2801ع ْن َعْب ِد َّ
الر ْمحَ ِن بْ ِن َح ْرَملَةََ ،ع ْن َع ْم ِرو بْ ِن ُش َعْي ٍ
ال.... : ول ِ
هللا قَ َ َر ُس َ
اَّلل بْ ُن َم ْسلَ َمةَِأبو داود يف كتاب اجلهاد ابب يف الرجل يسافر وحده( )340 /2ح( ،)2609قالَ :حدَّثَنَا َعبْ ُد َّ
ب....به. ك َع ْن َعْب ِد َّ
الر ْمحَ ِن بْ ِن َح ْرَملَةَ َع ْن َع ْم ِرو بْ ِن ُش َعْي ٍ ِب َعن مالِ ٍ
الْ َق ْعنَِ ُّ ْ َ
والرتمذي يف كتاب اجلهاد ابب كراهية أن يسافر الرجل وحده( )193 /4ح( ،)1674قال :حدثنا إسحق بن
موسى األنصاري حدثنا معن حدثنا مالك بن عبد الرمحن بن حرملة عن عمرو بن شعيب....به ،وقال:
حسن صحيح.
وأمحد يف املسند ( )360 /11ح( ،)6748قال :حدثنا حسس بن حممد ،حدثنا مسلم يعين ابن خالد ،عن عبد
الرمحن يعين ابن حرملة ،عن عمرو بن شعيب....به.
ويف ( )584 /11ح( ،)7007قال :حدثنا أبو اليمان ،حدثنا إساعيل بن عياش ،عن عبد الرمحن بن حرملة ،عن
عمرو بن شعيب....،به.
َخبَ َرََن
ب َو ْح َدهُ ( )129 /8ح( )8798قال :أ ْ الراكِ َِّهي َع ْن َس ِْري َّ والنسائي يف السنن الكرب كتاب السري ابب الن ْ
ب....... ،به. كَ ،ع ْن َعْب ِد َّ
الر ْمحَ ِن بْ ِن َح ْرَملَةََ ،ع ْن َع ْم ِرو بْ ِن ُش َعْي ٍ يدَ ،عن مالِ ٍ
َْ
قُت ي بةُ بن سعِ ٍ
ََْ ْ ُ َ
ِ
واحلاكم يف املستدرك على الصحيحس كتاب اجلهاد ( )112 /2ح( )2495قالَ :حدَّثَنَا أَبُو الْ َعبَّاس ُحمَ َّم ُد بْ ُن
اعيل ب ِن أَِيب فُ َدي ٍ ِ ِ ي ع ُقوب ،ثنا ُحم َّم ُد بن عب ِد َِّ
الر ْمحَ ِن بْ ُن
كَ ،ح َّدثَِين َعْب ُد َّ ْ اَّلل بْ ِن َعْبد ا ْحلَ َك ِم ،ثنا ُحمَ َّم ُد بْ ُن إِ ْسَ َ ْ َ ْ ُ َْ َْ َ
ٍ ِ ِ
َح ْرَملَةََ ،ع ْن َع ْمرو بْن ُش َعْيب.....به.
والبيهقي يف السنن الكرب كتاب احلج ابب كراهية السفر وحده ( )257 /5ح( ،)10646قال :أَخب رََن أَبو عبدِ
ْ َ َ ُ َْ
َخبَ َرََن ُحمَ َّم ُد
َص ُّم أ ْ
اس األ َ احلَ َس ِن ا ْحلِ ِري ُّ قَالُوا َحدَّثَنَا أَبُو الْ َعبَّ ِ ظ َوأَبُو َزَك ِرَّاي بْ ُن أ َِِب إِ ْس َح َ
اق َوأَبُو بَ ْك ِر بْ ُن ْ اَّللِ ا ْحلَافِ ُ
َّ
س عن عبدِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ ِ
ك بْ ُن أَنَ ٍ َ ْ َ ْ اَّلل بْ ِن َس ٍاَل َوَمال ُ َخبَ َرِِن َْحي َىي بْ ُن َعْبد َّبأْ َخبَرََن ابْن وْه ٍ
اَّلل بْ ِن َعْبد ا ْحلَ َك ِم أ ْ َ ُ َ بْ ُن َعْبد َّ
ب....به. الر ْمحَ ِن بْ ِن َح ْرَملَةَ َع ْن َع ْم ِرو بْ ِن ُش َعْي ٍ َّ
()41
ثامناً :حل المشكلت االقتصادية.
فينبغي على الدول والمجتمعات أن تتكاتف في حل مشاكل الناس
َّللاِّ
ول َّ ِّ
ان َرُس ُ ال َك َ االقتصادية فقد تعوذ المصطفى من الجوع َع ْن أَبى ُه َرْي َرَة َق َ
َعوُذ ِّب َك ِّم َن اْل ِّخ َي َان ِّة
يع َوأ ُ ك ِّم َن اْلجوِّع َفِّإَّن ُه ِّب ْئس َّ ِّ
الضج ُ َ ُ َعوُذ ِّب َ
َّ ِّ
ول " الل ُه َّم ِّإنى أ ُ
َ يُق ُ
َفِّإَّن َها ِّب ْئ َس ِّت اْلِّب َ
1
ط َان ُة ".) (.
()42
هذه أهم الحلول الشرعية المقتبسة من الهدي النبوي فلو أن المسلم اتخذها
نبراسا لحياته النحلت جميع مشاكله ،ولم تبق مشكلة إال ووجد لها حالً وعالجاً
في السنة ،وألبتعد عن كل معصية تحول بينه وبين ربه.
()43
المبحث الرابع :رد مختصر لشبهة محاولة النبي االنتحار.
زعم بعض المشككين في عصمة النبي أنه حاول االنتحار ،وأقوى ما
استدلوا به رواية من بالغات الزهري في صحيح البخاري جاءت عقب حديث
عائشة ،وفيها :قال الزهري فأخبرني عروة عن عائشة رضي هللا عنها أنها قالت:
أول ما بدئ به رسول هللا من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم فكان ال يرى
رؤيا إال جاءت مثل فلق الصبح فكان يأتي حراء فيتحنث فيه وهو التعبد الليالي
ذوات العدد ويتزود لذلك ثم يرجع إلى خديجة فتزوده لمثلها حتى فجئه الحق وهو
في غار حراء فجاءه الملك فيه فقال اق أر فقال النبي ( فقلت ما أنا بقارئ فأخذني
فغطني حتى بل َ مني الجهد ثم أرسلني فقال اق أر فقلت ما أنا بقارئ فأخذني
فغطني الثانية حتى بل َ مني الجهد ثم أرسلني فقال اق أر فقلت ما أنا بقارئ فأخذني
فغطني الثالثة حتى بل َ مني الجهد ثم أرسلني فقال {اق أر باسم ربك الذي خلق -
حتى بل َ -علم اإلنسان ما لم يعلم}) .فرجع بها ترجف بوادره حتى دخل على
خديجة فقال (زملوني زملوني) .فزملوه حتى ذهب عنه الروع فقال (يا خديجة ما
لي) .وأخبرها الخبر وقال (قد خشيت على نفسي) .فقالت له كال أبشر فوهللا ال
يخزيك هللا أبدا إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث وتحمل الكل وتقري الضيف
وتعين على نوائب الحق .ثم انطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن
أسد ابن عبد العزى بن قصي وهو ابن عم خديجة أخي أبيها وكان ام أر تنصر
في الجاهلية وكان يكتب الكتاب العربي فيكتب بالعربية من اإلنجيل ما شاء هللا
أن يكتب وكان شيخا كبي ار قد عمي فقالت له خديجة أي ابن عم اسمع من ابن
أخيك فقال ورقة ابن أخي ماذا ترى؟ فأخبره النبي ما رأى فقال ورقة هذا
الناموس الذي أنزل على موسى ياليتني فيها جذعا أكون حيا حين يخرجك قومك.
فقال رسول هللا ( أو مخرجي هم) .فقال ورقة نعم لم يأت رجل قط بمثل ما
جئت به إال عودي وان يدركني يومك أنصرك نص ار مؤزرا.
ثم لم ينشب ورقة أن توفي وفتر الوحي فترة حتى حزن النبي فيما بلغنا
حزنا غدا منه م ار ار كي يتردى من رؤوس شواهق الجبال فكلما أوفى بذروة جبل
لكي يلقي منه نفسه تبدى له جبريل فقال يا محمد إنك رسول هللا حقا .فيسكن
لذلك جأشه وتقر نفسه فيرجع فإذا طالت عليه فترة الوحي غدا لمثل ذلك فإذا
()44
أوفى بذروة جبل تبدى له جبريل فقال له مثل ذلك(.)1
وهذه الرواية ضعفها العلماء من ناحيتين:
األولى :من ناحية السند وضعف السند ألكثر من علة:
معمر( )2تفرد بهذه الزيادة دون يونس()3 اً األولى :الشذوذ حيث إن
5 4
وعقيل( ) فهي شاذة( ).
( )1البخاري يف كتاب التعبري ابب أول ما بدئ به رسول هللا من الوحي الرؤاي ( )2561 /6ح(،)6581
وأمحد يف املسند ( )112 /43ح( ،)25959وابن حبان كتاب الوحي بيان كيف بدئ الْ َو ْح ِي ()216 /1
ح( ،)33والبيهقي يف "دالئل النبوة" 137/2من طريق اإلمام أمحدِ ،بذا اإلسناد.
وقد رو البخاري ومسلم من غري هذا البالغ صحيح البخاري كتاب التفسري ابب سورة العلق ()1894 /4
ح( ،)4670ومسلم يف كتاب اإلميان ابب بدء الوحي إىل رسول هللا )97 /1( ح(.)322
( )2صحيح البخاري ( )2561 /6ح(.)6581
( )3انظر :صحيح البخاري ( )1894 /4ح( ،)4670وصحيح مسلم ( )97 /1ح(.)322
( )4صحيح البخاري ( )1895 /4ح(.)4673
( )5السلسلة الضعيفة (.)160/3
()45
ال (.)1 ِّ ِّ ِّ َّ َّللاِّ َّ ِّ
صلى هللاُ َعَل ْيه َو َسل َم َو ُه َو ُي َحد ُث َع ْن َف ْت َرة اْل َو ْح ِّي َفَق َول َّ َ َسم ْع ُت َرُس َ
فحرف الفاء في قوله فأخبرني هذا يفيد العطف على رواية سابقة ،والتعقيب
بأخرى الحقة.
قال الحافظ ابن حجر " :ثم إن القائل ( فيما بلغنا ) هو الزهري ،ومعنى
ص َل إلينا من خبر رسول هللا في هذه القصة ،وهو الكالم :أن في جملة ما َو َ
2
من بالغات الزهري وليس موصوال ) أ.هـ( ).
ومن المعلوم عند المحدثين أن مرسل اإلمام الزهري ضعيف قال يحيى
القطان ( :مرسل الزهري شر من مرسل غيره ؛ ألنه حافظ ،وكلما يقدر أن
يسمي سمى ؛ وانما يترك من ال يستجيز أن يسميه ! )(.)3
وقال الذهبي" :مراسيل الزهري كالمعضل؛ ألنه يكون قد سقط منه اثنان ،وال
يسوغ أن نظن به أنه أسقط الصحابي فقط ،ولو كان عنده عن صحابي ألوضحه،
ولما عجز عن وصله"(.)4
وقال العالئي" :اختلف في مراسيل الزهري لكن األكثر على تضعيفها قال
أحمد بن أبي شريح سمعت الشافعي يقول يقولون نحابي ولو حابينا أحدا لحابينا
الزهري وارسال الزهري ليس بشيء"(.)5
فالغالب على روايته اإلعضال ألنه من صغار التَّابعين.
وقال األلباني " :بالغ الزهري هذا ليس على شرط البخاري كي ال يغتر أحد
من القراء بصحته لكونه في الصحيح ،وهللا الموفق"ا.هـ(.)6
وقال الشيخ شعيب" :إسناده صحيح على شرط الشيخين .دون قوله :حتى
( )1مصنف عبد الرزاق الصنعاين كتاب املغازي َابب َما َجاءَ ِيف َح ْف ِر َزْمَزَمَ ،وقَ ْد َد َخ َل ِيف ْ
احلَ ِّج أ ََّو ُل
ب ( )321 /5ح(.)9719 َما ذُكِر ِم ْن َعْب ِد الْمطَّلِ ِ
ُ َ
( )2فتح الباري (.) 290/16
( )3انظر شرح علل الرتمذي البن رجب (.)284 /1
( )4سري أعالم النبالء (.)339 /5
( )5جامع التحصيل (ص.)89 :
( )6السلسلة الضعيفة ( )163-160/3ح (.)1052
()46
حزن رسول هللا فيما بلغنا -حزنا ...فهو بالغات الزهري ،وهي واهية"(.)1
َّ
كالمعلقات فبالغات الزهري ال تُقبل ؛ ألنها مقطوعة اإلسناد من أوله ،فهي
تعريفاً وحكماً ،ومجرد وجود مثل هذه البالغات أو المعلقات في كتاب اإلمام
البخاري ال يعني أنها صحيحة عنده ،أو أنها مما يصح أن يقال فيها :رواه
البخاري ؛ ألن الذي يقال فيه ذلك هو ما رواه فيه مسندا .
فأين سكون جأشه الذى أحدثه فى نفسه تبدى جبريل له ،واخباره أنه رسول
هللا حقاً؟ ،وأين رسوخ إيمانه برسالة ربه التى شرفه بها قبل فترة الوحي ،وأنزل
عليه فى أول مراتب وحيها فى غار حراء قرآناً يتلى ،حتى يعود عن عزيمته
()47
إللقاء نفسه من ذ ار شواهق الجبال إذا طالت عليه فترة الوحي؟.!.
قال الشيخ أبو شهبة" :وليس أدل على ضعف هذه الزيادة من أن جبريل -
عليه السالم -كان يقول للنبي كلما أوفى بذروة جبل« :يا محمد إنك رسول
هللا حقا» ،وأنه كرر ذلك م اررا ،ولو صح هذا لكانت مرة واحدة تكفي في تثبيت
النبي ، وصرفه عما حدثته به نفسه كما زعموا"(.)1
فهي زيادة منكرة من حيث المعنى ألنه ال يليق بالنبي المعصوم أن يحاول
قتل نفسه بالتردي من الجبل مهما كان الدافع له.
فالرواية ضعيفة سنداً ،باطلة متناً ؛ فالرسول أرفع قد اًر ،وأجل مكانة،
وأكثر ثباتاً من أن يقدم على االنتحار بسبب فترة الوحي وانقطاعه عنه .
ومما ينبغي اإلشارة إليه أن هناك روايات في كتب التواريخ كلها ضعيفة.
فهناك رواية في طبقات ابن سعد قال" :أخبرنا محمد بن عمر قال :حدثني
إبراهيم بن محمد بن أبي موسى عن داود بن الحصين عن أبي غطفان بن طريف
عن ابن عباس رضي هللا عنهما ،أن رسول هللا :لما نزل عليه الوحي بحراء،
شديدا ،حتى كان يغدو إلى أياما ال يرى جبريل عليه السالم ،فحزن حزًنا ًمكث ً
عامدا
ثبير مرة ،والى حراء مرًة؛ يريد أن يلقي نفسه منه ،فبينا رسول هللا كذلك ً
لبعض تلك الجبال إلى أن سمع صوتًا من السماء ،فوقف رسول هللا صعًقا
بعا عليه،
للصوت ،ثم رفع رأسه :فإذا جبريل على كرسي بين السماء واألرض متر ً
حقا ،وأنا جبريل ،قال :فانصرف رسول هللا يقول" :يا محمد ،أنت رسول هللا ًّ
وقد أقر هللا عينه ،وربط جأشه ،ثم تتابع الوحي بعد وحمي"(.)2
وهذه الرواية ضعيفة جداً فيها محمد بن عمر بن واقد األسلمي الواقدي
المدني القاضي نزيل بغداد قال ابن حجر :متروك مع سعة علمه من التاسعة
مات سنة سبع ومائتين وله ثمان وسبعون(.)3
( )1السرية النبوية يف وء القرآن والسنة ،د .حممد حممد أبو شهبة ،دار القلم ،دمشق ،ط1427 ،8ه 2006/م،
ج ،1ص 266 ،265بتصرف يسري.
( )2الطبقات الكرب (.)196/1
( )3تقريب التهذيب (ص )498 :ت(.)6175
()48
َح َمد و ْابن نمير(.)1 وقال البخاري :سكتوا َع ْن ُه ،تركه أ ْ
ثم إنها موقوفة على ابن عباس ،حكى ابن عباس ما غلب على ظنه ،وهذا
ال يمكن معرفته إال من النبي صاحب الرسالة ،فهو مرسل ضعيف.
فهذه الرواية ضعيفة جداً ال ترتقي بحال من األحوال بل وال تصلح أن ترقي
غيرها.
وهناك رواية لإلمام الطبري قالَ " :حَّدثََنا ابن حميد ،قالَ :حَّدثََنا سلمة ،عن
الَ :س ِّم ْع ُت ان موَلى ِّ ِّ ِّ
الزَب ْي ِّرَ ،ق َآل ُّ الَ :حَّدثَني َو ْه ُب ْب ُن َك ْي َس َ َ ْ اقَ ،ق َ ُم َح َّمد ْب ِّن ِّإ ْس َح َ
ِّ َّ ِّ الزبي ِّر ،وهو يُق ِّ ِّ عبد َّ ِّ
ف ول ل ُع َب ْيد ْب ِّن ُع َم ْي ِّر ْب ِّن َقتَ َاد َة الل ْيث ِّيَ :حد ْث َنا َيا ُع َب ْيُد َك ْي َ َّللا ْب َن ُّ َ ْ َ ُ َ َ ُ َ َْ
ال ُع َب ْيٌد- ِّ ِّ ِّ
ول هللا ص من النبوه حين جاء جبريل ع؟ َفَق َ ئ به َرُس ُ ان َب ْد ُء َما ْابتُد َ َك َ
ان رسول هللا ص اسَ :ك َ الزَب ْي ِّر وم ْن ِّع ْن َدهُ ِّم َن الَّن ِّ َّللاِّ ْب َن ُّاضٌر ُي َحِّد ُث َع ْب َد َّ وأَنا ح ِّ
ََ َ
ََ
ِّ ِّ ِّ ٍ
ش ِّفي اْل َجاهلَِّّية- ان َذلِّ َك ِّم َّما تَ َحَّن َث ِّبه ُق َرْي ٌ يجاور في حراء من ُك ِّل َس َنة َش ْه ًراَ ،وَك َ
اق َل َي ْرَقى ِّفي ِّح َرٍاء َوَن ِّازٌل. طالِّ ٍب :وَر ٍ
َ ال أَُبو َ َّ
َوالت َحُّن ُث :الت َب ُّرُرَ -وَق َ
َّ
ط ِّع ُم من جاءه من الش ْه َر ِّم ْن ُك ِّل َس َن ٍةُ ،ي ْ فكان رسول هللا ص ُيج ِّاور َذلِّ َك َّ
َ ُ
ِّ ِّ ِّ
ان أ ََّو ُل َما َي ْب َدأُ ِّبه- المساكين ،فإذا قضى رسول هللا ص ِّج َو َارُه م ْن َش ْه ِّرِّه َذل َكَ ،ك َ
ِّإ َذا ْانصر ِّ
اء
وف ب َها َس ْب ًعا ،أ َْو َما َش َ
ط ُ ِّ َن َي ْد ُخ َل َب ْيتَ ُهَ ،ف َي ُ ف م ْن ِّج َو ِّارِّه -اْل َك ْع َب َة َق ْب َل أ ْ َََ
َّللا ع َّز وج َّل ِّفيهِّ ِّ َّ َّ ِّ َّ ِّ ِّ ِّ ِّ َّ ِّ ِّ
ان الش ْه ُر الذي أ ََرَاد َّ ُ َ َ َ َّللاُ م ْن َذل َك ،ثُ َّم َي ْرج ُع إَلى َب ْيتهَ ،حتى إ َذا َك َ
ِّ ِّ ِّ ما أَراد ِّمن َكرامِّت ِّهِّ ،من َّ ِّ َِّّ
انَ ،خ َرَج ضَ يهاَ ،وَذل َك في َش ْه ِّر َرَم َ الس َنة التي َب َعثَ ُه ف َ َ َ ََ ْ َ َ
َّ ِّ ِّ ٍ ِّ
َهُل ُهَ ،حتَّى ِّإ َذا َك َانت اللْيَل ُة ان َي ْخ ُرُج ل ِّج َو ِّارِّهَ -م َع ُه أ ْ ول هللا ص ِّإَلى ح َراءَ -ك َما َك َ َرُس ُ
َّللا ِّف ِّ ِّ ِّ ِّ ِّ ِّ ِّ َِّّ
اءهُ جبريل بأمر هللا [فقال رسول يها برَساَلته َوُرح َم اْلع َب ُاد ب َهاَ ،ج َ التي أَ ْك َرَم ُه َّ ُ َ
ال: هللا َ :فجاءِّني وأَنا ناِّئم ِّبنم ٍط ِّمن ِّديب ٍ ِّ ِّ ِّ
ابَ ،فَق َ اج ،فيه كتَ ٌ ْ َ َ َ َ َ َ ٌ ََ
ِّ ِّ
ا ْق َأرَْ ،فُقْل ُتَ :ما أَْق َأرُ؟ َف َغتَّنيَ ،حتَّى َ
ال: ظ َن ْن ُت أَنَّ ُه اْل َم ْو ُت ،ثُ َّم ْأرَسَلني َفَق َ
ود ِّإَل َّي ِّب ِّم ْث ِّل َما ا ْق أرَْ ،فُقْلت :ما َذا أَْق أرُ؟ وما أَُقول َذلِّك ِّإال ا ْفِّتد ِّ
َن َي ُع َ اء م ْن ُه أ ْ َ ً ُ َ َ ََ ُ َ َ
ِّ َّ ِّ ِّ ِّ َّ
سان َما َل ْم َي ْعَل ْم» ََ ْْ َن اإل م ل ع « : ه ِّ
لو ق ى ل
ََ َ َ َْ إ » ق لخ ي ذ ال ص َن َع ِّب َ َ ْ َ ْ َ َ
ك ِّ
ب ر م
ِّ اس ِّ
ب ر
أْ ق ا« : ال ق ي، َ
ِّ َّ ِّ ِّ
ف َعني َو َه َب ْب ُت م ْن َن ْوميَ ،وَكأَن َما ُكت َب ِّ
ص َر َ ال :ثُ َّم ْانتَ َهى ،ثُ َّم ْان َ الَ :فَق َأرْتُ ُهَ ،ق َ َ ،ق َ
ِّفي َقْلِّبي ِّكتَ ًابا] .
اع ٍر أ َْو َم ْجُنو ٍنُ ،ك ْن ُت ال َّللاِّ أَحد أَبغض ِّإَل َّي ِّمن َش ِّ ِّ
ْ الَ :وَل ْم َي ُك ْن م ْن َخْل ِّق َّ َ ٌ ْ َ َ [َق َ
()49
اعٌر أ َْو َم ْجُنو ٌن ،ال ظر ِّإَلي ِّهماَ ،قالُ :قْلت ِّإ َّن األَبعد -يعِّني نْفسهَ -ل َش ِّ ِّ
ْ ََ َ ْ َ َ ُ َ ُ َن أ َْن ُ َ ْ َ يق أ ْأُط ُ
ط َر َح َّن َنْف ِّسي ِّم ْن ُه َع َم َد َّن ِّإَلى َحالِّ ٍق ِّم َن اْل َج َب ِّل َفألَ ْ ش أ ََبًدا! أل ْ تُ َحِّد ُث ِّب َها َعِّني ُق َرْي ٌ
الَ ،ف َخ َر ْج ُت أ ُِّر ُيد َذلِّ َكَ ،حتَّى ِّإ َذا ُك ْن ُت ِّفي َو َس ٍط ِّم َن اْل َج َب ِّل، يح َّن َق َ َستَ ِّر َ َفألَْقُتَلَّن َها َفأل ْ
ِّ اء يُقول :يا مح َّمد ،أَنت رسول َّ ِّ س ِّمعت صوتًا ِّمن َّ ِّ
ال: يلَ ،ق َ َّللاَ ،وأ ََنا ج ْب ِّر ُ الس َم َ ُ َ ُ َ ُ ْ َ َ ُ ُ َ َ ُْ َْ
ِّ ِّ
صاف َق َد َم ْيه في أُُف ِّق ٍ ٍ ِّ ِّ
ورة َرُجل َ صَ فرفعت راسى الى السماء ،فإذا جبرئيل في ُ
ظ ُر ِّإَل ْي ِّه، الَ :ف َوَقْف ُت أ َْن ُ َّللا وانا جبرئيل َق َ
اء ،يُقول :يا مح َّمد ،أَنت رسول َّ ِّ
الس َم َ ُ َ ُ َ ُ ْ َ َ ُ ُ
َّ ِّ
ف َو ْج ِّهي َع ْن ُه ِّفي َص ِّر ُ َخ ُرَ ،و َج َعْل ُت أ ْ َو َش َغَلِّني َذلِّ َك َع َّما أ ََرْد ُتَ ،فما أَتََقَّدم َوما أَتَأ َّ
ُ َ َ
ظ ُر ِّفي َناح َية م ْن َها إال َأرَْيتُ ُه َك َذل َكَ ،ف َما ْزل ُت َواقًفا َما أَتََقد ُم
َّ ِّ ِّ ِّ ِّ ِّ ٍ ِّ اء َفال أ َْن ُ السم ِّ ِّ
آَفاق َّ َ
طَلِّبيَ ،حتَّى َبَل ُغوا َم َّك َة يج ُة ُرُسَل َها ِّفي َ ِّ ِّ ِّ أ ِّ
َماميَ ،وال أ َْرج ُع َوَرائيَ ،حتَّى َب َعثَ ْت َخد َ َ
ِّ ف َعني و ْانصرْف ُت ر ِّ ِّ ِّ ِّ ِّ
َهلي، اج ًعا ِّإَلى أ ْ َ ََ َ ص َر َ ف في َم َكاني ثُ َّم ْان َ َوَر َج ُعوا ِّإَل ْي َها َوأ ََنا َواق ٌ
اسمِّ ،أ َْي َن كنت؟ ض ًيفا َفَقاَلت :يا أَبا اْلَق ِّ حتَّى أَتَيت خِّديج َةَ ،فجَلست ِّإَلى َف ِّخِّذها م ِّ
ْ َ َ َ ُ َ ْ ُ ُْ َ َ َ
ِّ
الُ :قْل ُت َل َها :إ َّن ِّ َّ َّ ِّ ِّ ِّ
طَلب َكَ ،حتى َبَل ُغوا َمك َة َوَر َج ُعوا إَل َّي َق َ فو هللا َلَق ْد َب َع ْث ُت ُرُسلي في َ
ِّ ُعي ُذك ِّب َّ ِّ ِّ ِّ ِّ ِّ
َّللاُ
ان َّ اَّلل م ْن َذل َك َيا أ ََبا اْلَقاسمِّ! َما َك َ األ َْب َع َد َل َشاعٌر أ َْو َم ْجُنو ٌنَ ،فَقاَل ْت :أ َ
َم َانِّت َكَ ،و ُح ْس ِّن ُخُل ِّق َك، ظ ِّم أ َ ص ْد ِّق َحِّد ِّيث َكَ ،و ِّع َ لِّيصنع َذلِّك ِّبك مع ما أَعَلم ِّم ْنك ِّمن ِّ
َ ْ ََ َ َ ََ َ ْ ُ َ ْ
الَ :فُقْل ُت َل َهاَ :ن َع ْم ثُ َّم َّ ِّ ِّ ِّ ِّ
اك يا بن َعمٍ! َل َعل َك َأرَْي َت َش ْيًئا؟ َق َ َوصَلة َرحم َك! َو َما َذ َ
يج َة ِّب َيِّد ِّه ِّ
َحَّد ْثتُ َها بالذي َأرَْي ُتَ ،فَقاَل ْت :أ َْبش ْر يا بن عم واثبت ]،فو الذى َنْف ُس َخد َ
ِّ ِّ َّ ِّ
طَلَق ْت ام ْت َف َج َم َع ْت َعَل ْي َها ِّث َي َاب َها ،ثُ َّم ا ْن َ ِّإِّني ألَرجو أَن تكون نِّبي هِّذ ِّه األ َّ ِّ
ُمة ،ثُ َّم َق َ ْ ُ ْ َ ُ َ َ َّ َ
ص َر َوَق َأَر اْل ُكتُ َب، ان َوَرَق ُة َق ْد تََن َّ ِّ ِّإَلى ورَق َة ب ِّن نوَف ِّل ب ِّن أ ٍ
َسدَ -و ُه َو ْاب ُن َعم َهاَ ،وَك َ َ َ ْ َْ ْ َ
َخ َب َرَها ِّبه َرُسو ُل هللا ص أََّن ُه َأرَى ِّ َه ِّل التَّورِّاة و ِّ
اإل ْن ِّج ِّ ِّ ِّ
َخ َب َرْت ُه ِّب َما أ ْ يلَ -فأ ْ َْ َ َو َسم َع م ْن أ ْ
ص َد ْقِّتِّني َيا ِّ ِّ ِّ ِّ ِّ َّ ِّ ِّ
وس! َوالذي َنْف ُس َوَرَق َة ب َيدهَ ،لئ ْن ُك ْنت َ وسُ ،قُّد ٌ ال َوَرَق ُةُ :قُّد ٌ َو َسم َعَ ،فَق َ
ان َيأِّْتي َّ ِّ ِّ َّ ِّ
وس األَ ْك َب ُرَ -ي ْعني بالناموس جبرئيل ع الذي َك َ ام ُ اءهُ الن ُ يج ُةَ ،لَق ْد َج َ َخد َ
يج ُة ِّإَلى رسول هللا ِّ موسى -واِّنَّه َلنِّبي هِّذ ِّه األ َّ ِّ
ُمةَ ،فُقولِّي َل ُه َفْل َي ْثُب ْت َف َر َج َع ْت َخد َ َ ُ َ ُّ َ ُ َ
ضى ق ا م ل ف ، م
ِّ ه ل ا ن ِّ
م ِّ
يه ِّ
ف و ه ا م ض ع ب ِّ
ه ي ل ع ك ِّ
ل ذ ل ه س ف ، ة ق
ر و ل ِّ و ق ِّ
ب ه تر ب خ َ
أ ف ص،
َ ْ َ َ َ َّ َ َ َ ْ َ َ ْ ُ َ ْ َ َ َ َ َ َ َّ َ َ َ َ َ ْ َ ْ َ َ ُ َ
اف ِّب َها ط َ ص َن ُعَ ،وَب َدأَ ِّباْل َك ْع َب ِّة َف َ ان َي ْ ص َن َع َك َما َك َ ف َ ص َر َ ِّ
رسول هللا ص ج َو َارهَُ ،و ْان َ
َخِّب ْرِّني ِّب َما َأرَْي َت أ َْو َخي ،أ ْ َفَل ِّقيه ورَق ُة بن َنوَف ٍل ،وهو يطوف بالبيت ،فقال :يا بن أ ِّ
َُ ََ ْ ُ ْ
س ِّمعتَ ،فأَخبره رسول هللا صَ ،فَقال َله ورَق ُة :و َّالِّذي نْف ِّسي ِّبيِّد ِّهِّ ،إَّنك َلنِّب ُّي هِّذهِّ
َ َ َ َ َ َ ُ ََ َ ْ ََ ُ َ َْ
ِّ
وسىَ ،وَلتُ َكذُبَّن ُه َوَلتُ ْؤِّذ َينَّ ُه، ِّ
الناموس األَ ْك َبر َّالذي ج ِّ األ َّ ِّ
اء إَلى ُم َ َ َ ُ اء َك َّ ُ ُ ُمةَ ،وَلَق ْد َج َ
ْس ُه ص َرَّن َّ ِّ ِّ ِّ َّ ِّ َّ
ص ًار َي ْعَل ُم ُه ثُ َّم أ َْد َنى َأر َ َّللاَ َن ْ َوَلتُ ْخرُجن ُهَ ،وَلتَُقاتُلن ُهَ ،وَلئ ْن أ ََنا أ َْد َرْك ُت َذل َك أل َْن ُ
()50
وخ ُه ،ثم انصرف رسول هللا صِّ ،إَلى َم ْن ِّزلِّ ِّه. َّل َياُف َ َفَقب َ
يه ِّم َن اْل َهمِّ.) (.
1 وَقد زاده َذلِّك ِّمن َقو ِّل ورَق َة ثَباتا ،وخَّفف عنه بعض ما كان ِّف ِّ
َ ْ َ َ ُ َ ْ ْ َ َ َ ً َ َ َ َْ ُ َ ْ َ َ َ َ
وهذه الرواية أيضاً بها أكثر من علة:
األولى :اإلرسال ؛ فإن عبيد بن عمير ليس صحابياً ،إنما هو من كبار
التابعين(.)2
قال الذهبيُ :ولِّ َد ِّفي َح َي ِّاة النَِّّب ِّي َ ،وَرَوى َع ْنُ :ع َم َرَ ،و َعلِّ ٍيَ ،وأ َُب ٍيَ ،وأَِّبي
يه ُع َم ْي ٍر(.)3 َّاس ،وأَِّب ِّ
َذ ٍر ،و َع ِّائ َش َة ،وأَِّبي موسى ،و ْاب ِّن َعب ٍ
َ ُ َ َ َ َ
الثانية :في السند راويان متكلم فيهم:
( )1سلمة بن الفضل األبرش بالمعجمة مولى األنصار قاضي الري صدوق
كثير الخطأ من التاسعة مات بعد التسعين [ومائة] وقد جاز المائة(.)4
( )2محمد ابن حميد ابن حيان الرازي حافظ ضعيف وكان ابن معين حسن
الرأي فيه من العاشرة مات سنة ثمان وأربعين(.)5
الثالثة :المتن فيه نكارة ظاهرة ،حيث جعل الرؤيا األولى لجبريل عليه
السالم رؤيا منامية ،وهذا مخالف لبقية النصوص التي تُثبت أنها رؤية حقيقية،
ثم كان من جواب النبي ( :ماذا أق أر ؟) ،وهذا لم يحصل ؛ فإن الثابت في
صحيح البخاري وغيره أنه كان يقول ( :ما أنا بقاريء )(.)6
فالرواية تعارض الروايات الصحيحة ،فهي منكرة سنداً ومتناً.
من خالل ما سبق يمكن أن أقول:
( )1إن جميع ما ورد في هذه القصة ضعيف سنداً ومتناً.
فالحادثة المذكورة قد اجتمع فيها الشذوذ في السند ،والنكارة في المتن ،فال
معنى ألن تُتخذ مطعنا في النبي الكريم .
()51
( )3إن فترة انقطاع الوحي كانت إلزالة الخوف الذي جاء لنبينا محمد
أول ما جاءه الوحي ،وأنها لالستعداد لما بعده ،فكيف يلتقي هذا مع ِّ
همه
باالنتحار ؟! .
قال الصالحي – رحمه هللا" :الحكمة في فترة الوحي -وهللا أعلم : -ليذهب
عنه ما كان يجده من الروع وليحصل له التشوق إلى العود"(.)1
قلت :فاهلل عز وجل ثبَّت قلبه بالوحي ،وما وجده من الرهبة من نزول
الوحي أول مرة فيدل على بشريته ،وعلى شدة الوحي ،وقد كان يعاني بعد
ذلك عند نزول الوحي في بعض صوره.
( )3إن النبي كان يصعد الجبال اشتياقاً للوحي ،ال سيما وقد نزل عليه
الوحي في قمة جبل عالي ،فكان يخرج هنا وهناك بحثاً عن الوحي الذي التقاه
في هذا المكان.
( )4راوي القصة عبر عن ما رآه هو وما دار في ذهنه ،وما غلب على
ظنه ،ولم يعبر عن حال النبي ، السيما والنقل يدل على ذلك.
( )5مما يمكن أن يجاب به أنه لو ثبت عنه ذلك لثبتت توبته منه.
قال ابن تيمية" :لم يذكر عن نبي من األنبياء ذنبا إال ذكر معه توبته لينزهه
عن النقص والعيب ،ويبين أنه ارتفعت منزلته وعظمت درجته وعظمت حسناته
وقربه إليه بما أنعم هللا عليه من التوبة واالستغفار واألعمال الصالحة التي فعلها
بعد ذلك ،وليكون ذلك أسوة لمن يتبع األنبياء ويقتدي بهم إلى يوم القيامة.
ولهذا لما لم يذكر عن يوسف توبة في قصة امرأة العزيز دل على أن يوسف
لم يذنب أصال ،في تلك القصة كما يذكر من يذكر أشياء نزهه هللا منها بقوله
تعالى{ :كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين} [سورة
يوسف ، ]24 :وقد قال تعالى{ :ولقد همت به وهم بها لوال أن رأى برهان ربه}
[سورة يوسف . ]24 :والهم -كما قال اإلمام أحمد رضي هللا عنه :-همان ،هم
خطرات وهم إصرار .وقد ثبت في الصحيحين( )2عن النبي « أنه قال إن هللا
اَّللُ ِعْن َدهُ َح َسنَةً َك ِاملَةً َ ،وإِ ْن َه َّم ِِبَا فَ َع ِملَ َها َ ،كتَ بَ َها َّ
اَّللُ َعَّز ك ،فَ َم ْن َه َّم ِحبَ َسنَ ٍة فَلَ ْم يَ ْع َملْ َها َ ،كتَ بَ َها َّ ب َّ ِ
س َذل َ
ََ
ٍ ِ ِ ِ ٍ ِ ٍ ِ ٍ ِ ِ ِ ِ ٍ ِ
اَّللُ
َو َج َّل عنْ َدهُ َع ْشَر َح َسنَات إ َىل َسْب ِع مئَة ْعف إ َىل أَ ْ َعاف َكث َرية َ ،وإ ْن َه َّم ب َسيّئَة فَلَ ْم يَ ْع َملْ َها َ ،كتَ بَ َها َّ
اح َد ًة). اَّلل سيِئةً و ِ ِ ِ ِ ِ ِ
عْن َدهُ َح َسنَةً َكاملَةً َ ،وإ ْن َه َّم ِبَا فَ َعملَ َها َ ،كتَ بَ َها َُّ َ َّ َ
أخرجه :البخاري يف كتاب الرقاق ابب من هم حبسنة أو بسيئة ( )2380 /5ح( ،)6126ومسلم يف كتاب اإلميان
ابب إذا هم العبد حبسنة صحيح مسلم -دار اجليل ( )83 /1ح(.)255
( )1منهاج السنة النبوية (.)411 /2
()53
المبحث الخامس :بعض الفوائد واالستنباطات الفقهية خاصة باالنتحار .
من خلل األحاديث التي سبقت أستطيع أن أذكر في إيجاز شديد بعض
األحكام التى تختص بموضوع االنتحار.
أوالً :هل يعتبر المنتحر كاف اًر؟.
صرح الفقهاء وشراح الحديث بأن المنتحر ليس بكافر ،فقالوا :يغسل ويصلى
عليه ،وما جاء في األحاديث بخلوده في النار محمول على المستحل(.)1
َث ِانًيا :هل يعاقب المنتحر إذا فشلت محاولته؟.
مما ال خالف فيه بين الفقهاء أن المنتحر إذا لم يمت فإنه يعاقب على ذلك
ألنه أقدم على كبيرة من الكبائر(.)2
ثالثاً :لو مات هل علي عاقلته الدية؟.
ولو مات ال دية عليه(.)3
رابعاُ :هل يغسل المنتحر.
نعم يغسل ألنه ليس بخارج عن الملة(.)4
خامساً :هل يصلى على المنتحر؟.
5
الجمهور على أن المنتحر يصلى عليه ألنه ليس بكافر( ).
سادساً :لو امتنع عن المباح حتى مات هل يعد منتح اًر؟.
أجمع أهل العلم على أنه إن فعل ذلك فقد أتلف نفسه ،وكان منتح اًر(.)6
سابعاً :من ترك التداوي حتى مات هل يعتبر منتح اًر؟.
عامة الفقهاء على أنه ال يعتبر منتح اًر(.)7
ثامناً :هل يعتبر هجوم الواحد على مجموعة من األعداء انتحا اًر؟.
( )1ينظر :حاشية ابن عابدين ( ،)184 /1وانظر أيضا القليويب مع حاشية عمرية ( ،)349 ،348 /1والشرح
الصغري ( ،)574 /1واملغين مع الشرح الكبري (.)418 /2
( )2الفتاو اهلندية ( ،)163 /1وابن عابدين (.)584 /1
( )3حاشية ابن عابدين ( ،)350 /5وهناية احملتاج ( ،)366 /7واملغين (.)509 /9
)4املغين ( ،)39 /10ومواهب اجلليل ( ،)268 /6وأيضا البدائع (.)252 /7
( )5القليويب مع حاشية عمرية ( ،)349 ،348 /1وبلغة السالك على أقرب املسالك (.)543 /1
( )6أحكام القرآن للجصاص (.)148 /1
( )7هناية احملتاج ( ،)243 /7واملغين (.)326 /9
()54
اختلف الفقهاء في جواز هجوم رجل من المسلمين وحده على جيش العدو،
مع التيقن بأنه سيقتل.
فذهب المالكية إلى جواز إقدام الرجل المسلم على الكثير من الكفار ،إن
كان قصده إعالء كلمة هللا ،وكان فيه قوة وظن تأثيره فيهم ،ولو علم ذهاب نفسه،
فال يعتبر ذلك انتحا ار(.)1
وقيل :إذا طلب الشهادة ،وخلصت النية فليحمل؛ ألن مقصوده واحد من
األعداء ،وذلك بين في قوله تعالى{ :ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات
هللا وهللا رءوف بالعباد} [البقرة ،]207:وقيده البعض بأن يكون قد غلب على ظنه
أن سيقتل من حمل عليه وينجو ،وكذلك لو علم وغلب على ظنه أنه يقتل ،لكن
سينكي نكاية أو سيبلي أو يؤثر أث ار ينتفع به المسلمون(.)2
وال يعتبر هذا إلقاء النفس إلى التهلكة المنهي عنه بقوله تعالى{ :وأنفقوا في
سبيل هللا وال تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن هللا يحب المحسنين}
[البقرة.]195:
صًّفا ِّ
َخ َرُجوا إَل ْي َنا َ وم َفأ ْ الر ِّ ال ُكَّنا ِّب َمِّد َين ِّة ُّ ِّ ِّ ِّ
وعن أ َْسَلم أَبي ع ْم َران َم ْوًلى لك ْن َد َة َق َ
ام ٍروم وخرج ِّإَلي ِّهم ِّم ْثُله أَو أَ ْكثَر وعَلى أَه ِّل ِّمصر عْقب ُة بن ع ِّ يما ِّم َن ُّ ِّ
ْ َ ُ َ ُْ َ ْ ُ ََ ُ ْ الر ِّ َ َ َ َ ْ ْ َعظ ً
وم حتَّى َد َخل ِّف ِّ
يه ْم َّللاِّ َ فحمل رجل ِّمن اْلمسلِّ ِّمين عَلى ص ِّ احب رس ِّ ِّ
َ الر ِّ َ ف ُّ َََ َ ٌُ َ ُْ َ َ َ ول َّ ص ُ َُ َ
ِّ َّ ِّ ِّ ِّ اح به َّ ِّ ِّ
ام أَُبو أَي َ
ُّوب ان هللا تلقي ب َنْفسك إَلى الت ْهُل َكة َفَق َ الناس َوَقالُوا ُس ْب َح َ ص َ َف َ
يل ِّإَّن َما َن َزَل ْت األ َْنص ِّار ُّي َفَقال أَيُّها النَّاس ِّإَّن ُكم تَتَأ ََّوُلو َن هِّذ ِّه اآلي َة عَلى ه َذا التَّأ ِّْو ِّ
َ َ َ َ ْ ُ َ َ َ
ض َنا ع ب ا نل ق ِّ
يه رِّ اص ِّ ن ر َّ
ث ك و الم س ِّ
اإل َّللا ز َّ َع أ ا م ل ا َّ
ن ِّ
إ ِّ
ار ص ِّ ِّ ِّ
َُْ َ ْ ُ َ َّ َ ُ ْ َ َ َ َ َ َّ َهذه َ ُ َ َ ْ َ َ ْ َ
َن أل ا ر ش ع م ا ينف ة اآلي
الم َوَكثََّر َّللا َق ْد أ َ َّ ِّ ول َّ ِّ ض ِّس ًّار ِّم ْن رس ِّ لِّ َب ْع ٍ
َعز اإل ْس َ اع ْت َواِّ َّن َّ َ ض َ َّللا أَن أ َْم َواَل َنا َق ْد َ َُ
اع ِّم ْن َها َف ْأنزل هللا عز َوجل َي ُرُّد َعَل ْي َنا ِّ ِّ ِّ ِّ
ض َ َناص ِّريه َفَل ْو أََق ْم َنا في أ َْم َوال َنا فأصلحنا َما َ
ِّ ما ُقْلنا {وأَن ِّفُقوا ِّفي سِّب ِّ ِّ
َح ِّسُنوا ِّإ َّن هللاَ ُي ِّح ُّب يك ْم ِّإَلى التَّ ْهُل َكة َوأ ْ يل هللا َوال ُتْلُقوا ِّبأ َْيِّد ُ َ َ َ َْ
ال أَُبو ِّ اإلَق ِّ ين} َف َك َان ِّت التَّهُل َك ُة ِّ ِّ ِّ
الح َها َوتَ ْرَك َنا اْل َغ ْزو َو َما َز َ ص َ ام َة في أ َْم َوال َنا َوِّا ْ َ ْ اْل ُم ْحسن َ
يل هللا َحتَّى دفن ِّفي أَرض الروم(.)3 اخصا ِّفي سِّب ِّ
َ
ِّ
ُّوب َش ً أَي َ
()55
وقال ابن العربي :والصحيح عندي جوازه؛ ألن فيه أربعة أوجه:
األول :طلب الشهادة .الثاني :وجود النكاية .الثالث :تجرئة المسلمين عليهم.
الرابع :ضعف نفوس األعداء ،ليروا أن هذا صنع واحد منهم فما ظنك
بالجميع(.)1
هذه بعض األحكام المتعلقة بالمنتحر وقد ذكرتها باختصار أسأل هللا
التوفيق والسداد.
حدثنا الضحاك بن خملد عن حيوة بن شريح عن يزيد بن أيب حبيب عن أسلم أيب عمران التجييب ،وقال:
حسن صحيح غريب.
والنسائي يف السنن الكرب كتاب التفسري ابب قول هللا تعاىل وال تلقوا أبيديكم إىل التهلكة()28 /10
َخبَ َرََن َعْب ُد هللاَِ ،ع ْن َحْي َوةَ.....به. ِ
َخبَ َرََن حبَّا ُن ،أ ْ َخبَرََن ُحمَ َّم ُد بْن َح ٍِ
امت ،أ ْ ُ ح( ،)10962قال :أ ْ َ
ال :حدَّثَنا عب ُد َِّ
اَّلل بْ ُن الْ ُمبَ َار ِكَ ،ع ْن َحْي َوَة بْ ِن ُشَريْ ٍح...،به. وأبو داود الطيالسي يف مسنده ( )491 /1ح( )600قَ َ َ َ َ ْ
وابن حبان يف كتاب السري ابب فرض اجلهاد ذكر اإلخبار عما جيب على املرء ،من ترك االتكال على لزوم عمارة
أر ه ،وصالح أحواله ،دون التشمري للجهاد ،يف سبيل هللا ،وإن كان يف املشمرين له كفاية ()9 /11
ح( .)4711قال :أخربَن أمحد بن علي بن املثىن ،قال :حدثنا عمرو بن الضحاك بن خملد ،قال :حدثنا أيب
قال :حدثنا حيوة بن شريح.....،به.
صالِ ِح بْ ِن
واحلاكم يف املستدرك على الصحيحس كتاب التفسري ( )302 /2ح( )3088قالَ :حدَّثَنَا ُحمَ َّم ُد بْ ُن َ
اَّللِ بْ ُن يَِز َ
يد الْ ُم ْق ِر ُ
ئ ،أَنْبَأَ َحْي َوةُ بْ ُن ُشَريْ ٍح.... ،به. س الْ ُقَرِش ُّي ،ثنا َعبْ ُد َّ َهانِ ٍئ ،ثنا ُحمَ َّم ُد بْ ُن أ ْ
َمحَ َد بْ ِن أَنَ ٍ
دراسة إسناد الرتمذي:
عبد بغري إ افة ابن محيد بن نصر الكشي [الكسي] مبهملة أبو حممد قيل اسه عبد احلميد وبذلك جزم ابن حبان
وغري واحد ثقة حافظ من احلادية عشرة مات سنة تسع وأربعس ( .تقريب التهذيب (ص)368 :
ت(.)4266
الضحاك بن خملد بن الضحاك بن مسلم الش يباين أبو عاصم النبيل البصري ثقة ثبت من التاسعة مات سنة اثنِت
عشرة أو بعدها( .تقريب التهذيب (ص )280 :ت(.)2977
حيوة بن شريح بن يزيد احلضرمي أبو العباس احلمصي ثقة من العاشرة مات سنة أربع وعشرين (.تقريب التهذيب
(ص )185 :ت(.)1601
يزيد بن أيب حبيب املصري أبو رج اء واسم أبيه سويد واختلف يف والئه ثقة فقيه وكان يرسل من اْلامسة مات سنة
مثان وعشرين وقد قارب الثمانس ( .تقريب التهذيب (ص )600 :ت(.)7701
أسلم بن يزيد أبو عمران التُّجييب املصري ثقة من الثالثة( .تقريب التهذيب (ص )104 :ت(.)404
احلكم على اإلسناد :إسناد صحيح رجاله ثقات .وقال األلباين :صحيح.
( )1أحكام القرآن (.)166 /1
()56
الخاتمة:
النتائج:
ظهر من خالل هذا البحث بعض النتائج كان من أهمها:
( )1أن االنتحار كبيرة من الكبائر.
( )2أن المنتحر ليس بكافر فيغسل ويكفن ويصلى عليه.
( )3أن أكبر أسباب االنتحار هو الفراغ الروحي.
( )4أن االنتحار فيه تسخط على قضاء هللا وقدره ،وعدم الرضا بذلك ،
وعدم الصبر على تحمل األذى.
( )5أن أكبر عالج لالنتحار هو القرب من هللا واالبتعاد عن المعاصي.
( )6أن التعاليم اإلسالمية لها أكبر األثر في العزوف عن االنتحار.
التوصيات:
تفهم الظروف واألسباب التي قد تدفع بعض أفراد المجتمع إلى ( )1محاولة ُّ
ومن ثَم العمل على َمِّد يد العون لهم ،ومساعدتهم في حلِّها، محاولة االنتحارِّ ،
وبذلك يتم القضاء على أسباب هذه الظاهرة ودواعيها بإذن هللا.
()57
المصادر :
( )1القرآن الكريم.
( )2اآلحاد والمثاني البن أبي عاصم المحقق :د .باسم فيصل أحمد الجوابرة ط:
دار الراية – الرياض األولى1411 ،هـ 1991 -م.
( )3اإلحسان في تقريب صحيح ابن حبان ترتيب :األمير عالء الدين بن بلبان
حققه وخرج أحاديثه وعلق عليه :شعيب األرنؤوط ط :مؤسسة الرسالة ،بيروت
األولى 1408 ،هـ 1988 -م.
( )4أحكام القرآن البن العربي ط :دار الكتب العلمية ،بيروت لبنان الثالثة 1424هـ
2003م.
( )5أحكام القرآن للجصاص المحقق :محمد صادق القمحاوي -ط :دار إحياء
التراث العربي – بيروت 1405هـ .
( )6اآلداب للبيهقي اعتنى به وعلق عليه :أبو عبد هللا السعيد المندوه ط :مؤسسة
الكتب الثقافية ،بيروت – لبنان األولى 1408 ،هـ 1988 -م.
( )7األدب المفرد – ألبي عبد هللا البخارى – ط /دار البشائر اإلسالمية – بيروت
– الثالثة – 1409هـ 1989 -م -تحقيق /محمد فؤادد عبد الباقي.
( )8إرشاد القاصي والداني إلى ت ارجم شيوخ الطبراني ألبي الطيب نايف بن صالح
بن علي المنصوري قدم له :د سعد بن عبد هللا الحميد راجعه ولخص أحكامه
وقدم له :أبو الحسن مصطفى بن إسماعيل السليماني المأربي .الناشر :دار
الكيان -الرياض ،مكتبة ابن تيمية – اإلمارات.
( )9اإلصابة فى تمييز الصحابة -البن حجر -تحقيق :عادل أحمد عبد الموجود
وعلى محمد معوض ط :دار الكتب العلمية – بيروت األولى 1415 -هـ.
األولى 1405هـ 1985 -م. ()10
بدائع الفوائد البن القيم ط :دار الكتاب العربي ،بيروت ،لبنان ()11
1415هـ1995-م.
بلغة السالك على أقرب المسالك ألحمد الصاوي تحقيق ضبطه ()12
وصححه :محمد عبد السالم شاهين ط :دار الكتب العلمية 1415هـ -
1995م لبنان /بيروت.
()58
بيان مشكل اآلثار ـ الطحاوى تحقيق :شعيب األرنؤوط. ()13
تاريخ اإلسالم ووفيات المشاهير واألعالم لشمس الدين الذهبي ()14
المحقق :عمر عبد السالم التدمري ط :دار الكتاب العربي ،بيروت الثانية،
1413هـ 1993 -م.
تاريخ الرسل والملوك البن جرير الطبري ط :دار الكتب العلمية – ()15
بيروت األولى.1407 ،
التاريخ الكبير -ألبي عبد هللا البخاري ط /دار الفكر تحقيق /السيد ()16
هاشم الندوي.
تحفة األحوذي بشرح جامع الترمذي ،للمباركفوري( تحقيق :عبد ()17
الوهاب بن عبد اللطيف ) ،المكتبة السلفية ،المدينة المنورة 1383 ،هـ -
1963م.
تحفة األشراف بمعرفة األطراف للمزي المحقق :عبد الصمد شرف ()18
الدين ط :المكتب اإلسالمي ،والدار القيمة الثانية1403 :هـ1983 ،م.
تذكرة الحفاظ للذهبي دراسة وتحقيق :زكريا عميرات ط :دار الكتب ()19
العلمية بيروت-لبنان األولى 1419هـ1998 -م.
تقريب التهذيب البن حجر المحقق :محمد عوامة ط :دار الرشيد – ()20
سوريا األولى.1986 – 1406 ،
تهذيب التهذيب -البن حجر -ط /دار الفكر -بيروت -األولى ()21
1404 -هـ 1984 -م.
تهذيب الكمال فى أسماء الرجال ،ألبى الحجاج جمال الدين المزى، ()22
تحقيق شعيب األرنؤوط ،والدكتور بشار عواد معروف ،مؤسسة الرسالة،
بيروت ،الطبعة األولى 1400هـ1412-هـ1980-م1992-م.
التوحيد ومعرفة أسماء هللا عز وجل وصفاته على االتفاق والتفرد البن ()23
منده حققه وعلق عليه وخرج أحاديثه :الدكتور علي بن محمد ناصر الفقيهي
ط :مكتبة العلوم والحكم ،المدينة المنورة ،دار العلوم والحكم ،سوريا :األولى،
1423هـ 2002 -م.
جامع األصول في أحاديث الرسول لمجد الدين أبي السعادات ابن ()24
()59
األثير تحقيق :عبد القادر األرنؤوط -ط :مكتبة الحلواني -مطبعة المالح
-مكتبة دار البيان األولى.
جامع التحصيل في أحكام المراسيل لصالح الدين العالئي المحقق: ()25
حمدي عبد المجيد السلفي ط :عالم الكتب – بيروت الثانية.1986 – 1407 ،
الجامع الصحيح المسند المختصر من أمور رسول هللا وسننه ()26
وأيامه وهو (صحيح البخاري) ط /دار ابن كثير اليمامة بيروت الثالثة
1407هـ1987-م تحقيق /مصطفى ديب البغا.
الجامع الصحيح سنن الترمذي ألبي عيسى الترمذي السلمي ط :دار ()27
إحياء التراث العربي – بيروت تحقيق :أحمد محمد شاكر وآخرون.
الجامع البن وهب المحقق :الدكتور رفعت فوزي عبد المطلب - ()28
الدكتور علي عبد الباسط مزيد ط :دار الوفاء األولى 1425هـ 2005 -م.
الجامع ألحكام القرآن = تفسير القرطبي ألبي عبد القرطبي تحقيق: ()29
أحمد البردوني وابراهيم أطفيش ط :دار الكتب المصرية – القاهرة :الثانية،
1384هـ 1964 -م.
الجرح والتعديل البن أبي حاتم ط مجلس دائرة المعارف العثمانية - ()30
بحيدر آباد الدكن – الهند دار إحياء التراث العربي – بيروت األولى1271 ،
هـ 1952م.
حاشية رد المختار على الدر المختار شرح تنوير األبصار فقه أبو ()31
حنيفة البن عابدين ط :دار الفكر للطباعة والنشر 1421هـ 2000 -م
بيروت.
حاشيتا قليوبي وعميرة ألحمد سالمة القليوبي وأحمد البرلسي عميرة ()32
ط :دار الفكر .
حلية األولياء وطبقات األصفياء ألبي نعيم األصبهاني ط /دار ()33
الكتاب العربي -بيروت -الرابعة 1405هـ.
الزهد ألحمد بن حنبل وضع حواشيه :محمد عبد السالم شاهين ط: ()34
دار الكتب العلمية ،بيروت – لبنان :األولى 1420 ،هـ 1999 -م.
سبل الهدى والرشاد ،في سيرة خير العباد ،وذكر فضائله وأعالم نبوته ()35
()60
وأفعاله وأحواله في المبدأ والمعاد للصالحي الشامي تحقيق وتعليق :الشيخ
عادل أحمد عبد الموجود ،الشيخ علي محمد معوض ط :دار الكتب العلمية
بيروت – لبنان األولى 1414 ،هـ 1993 -م.
السلسلة الضعيفة للشيخ األلباني ط :مكتبة المعارف-الرياض. ()36
سنن ابن ماجه ،البن ماجة القزويني ،حققه محمد فؤاد عبدالباقي. ()37
مطبعة دار إحياء الكتب العربية.
سنن أبى داود – ألبي داود بن األشعث – ط /دار الفكر – تحقيق ()38
/محمد محيى الدين عبدالحميد .
سنن الدارقطني حققه وضبط نصه وعلق عليه :شعيب االرنؤوط، ()39
حسن عبد المنعم شلبي ،عبد اللطيف حرز هللا ،أحمد برهوم ط :مؤسسة
الرسالة ،بيروت – لبنان األولى 1424 ،هـ 2004 -م.
سنن الدارمي الناشر :دار الكتاب العربي – بيروت األولى1407 ، ()40
تحقيق :فواز أحمد زمرلي ،خالد السبع العلمي.
السنن الكبرى – ألبي بكر البيهقي ط /مكتبة دار الباز – مكة المكرمة ()41
– 1414هـ 1994 -م – تحقيق /محمد عبد القادر عطا .
السنن الكبرى -للنسائي ط/دار الكتب العلمية – بيروت – األولى – ()42
1411هـ 1991 -م تحقيق د .عبد الغفار سليمان البنداري ،وسيد كسروى
حسن.
سنن النسائي المجتبى – ألبي عبد الرحمن النسائى – ط /مكتبة ()43
المطبوعات – حلب – الثانبة – 1406هـ -1986 -تحقيق /الشيخ عبد
الفتاح أبو غدة .
سير أعالم النبالء -للذهبي -ط مؤسسة الرسالة بيروت -الطبعة ()44
التاسعة - 1413تحقيق /شعيب األرنؤوط -ومحمد نعيم العرقسوسي.
السيرة النبوية في ضوء القرآن والسنة ،للدكتور .محمد محمد أبي ()45
شهبة ،دار القلم ،دمشق ،ط1427 ،8هـ2006/م.
شرح السنة للبغوي تحقيق :شعيب األرنؤوط-محمد زهير الشاويش ()46
ط :المكتب اإلسالمي -دمشق ،بيروت الثانية1403 ،هـ 1983 -م.
()61
شرح زاد المستقنع في اختصار المقنع (كتاب الطهارة) للشيخ محمد ()47
بن محمد المختار الشنقيطي ط :الرئاسة العامة للبحوث العلمية واإلفتاء -
اإلدارة العامة لمراجعة المطبوعات الدينية ،الرياض -المملكة العربية
السعودية :األولى 1428 ،هـ 2007 -م
شرح صحيح البخارى البن بطال تحقيق :أبي تميم ياسر بن إبراهيم ()48
ط :مكتبة الرشد -السعودية ،الرياض الثانية1423 ،هـ 2003 -م.
شرح علل الترمذي البن رجب المحقق :الدكتور همام عبد الرحيم ()49
سعيد ط :مكتبة المنار -الزرقاء – األردن األولى1407 ،هـ 1987 -م
شعب االيمان ،البيهقي،ابو بكر احمد بن الحسين (ت458هـ)، ()50
تحقيق ،محمد السعيد بسيوني زغلول ،دار الكتب العلميه ـ بيروت،ط 1سنة
1410هـ.
صحيح مسلم – لمسلم بن الحجاج– ط /دار إحياء التراث بيروت – ()51
تحقيق /محمد فؤاد عبد الباقي.
طبقات الحنابلة ألبي الحسين ابن أبي يعلى ،المحقق :محمد حامد ()52
الفقي ط :دار المعرفة – بيروت.
الطبقات الكبرى البن سعد (تحقيق :إحسان عباس) دار صادر- ()53
بيروت1968 ،م.
علل الدارقطني العلل الواردة في األحاديث النبوية تحقيق وتخريج: ()54
محفوظ الرحمن زين هللا السلفي .ط :دار طيبة – الرياض
علم النفس دراسة الحواس الداخلية عبر السلوك اليومي هاني يحي ()55
النصر ،ط .شركة دار األرقم للنشر و التوزيع.
عمدة القاري شرح صحيح البخارى – لبدر الدين العينى – ط/دار ()56
إحياء التراث بيروت (د.ت).
الفتاوى الهندية للجنة علماء برئاسة نظام الدين البلخي ط :دارالفكر ()57
الثانية 310هـ.
فتح الباري بشرح صحيح البخاري البن حجر ط دار المعرفة بيروت ()58
تحقيق /محب الدين الخطيب.
()62
الفتن لنعيم بن حماد المحقق :سمير أمين الزهيري ط :مكتبة التوحيد ()59
– القاهرة األولى1412 ،هـ.
فيض الباري على صحيح البخاري (أمالي) محمد أنور شاه الكشميري ()60
المحقق :محمد بدر عالم الميرتهي( ،جمع األمالي وحررها ووضع حاشية البدر
الساري إلى فيض الباري) ط :دار الكتب العلمية بيروت – لبنان األولى،
1426هـ 2005 -م.
القاموس المحيط للفيروزآبادي تحقيق :مكتب تحقيق التراث في ()61
العرقسوسي ط :مؤسسة الرسالة للطباعة
ُ مؤسسة الرسالة بإشراف :محمد نعيم
والنشر والتوزيع ،بيروت – لبنان .الثامنة 1426 ،هـ 2005 -م
القضاء والقدر للبيهقي المحقق :محمد بن عبد هللا آل عامر ط: ()62
مكتبة العبيكان -الرياض /السعودية األولى1421 ،هـ 2000 -م.
الكامل في ضعفاء الرجال البن عدي تحقيق :عادل أحمد عبد ()63
الموجود-علي محمد معوض شارك في تحقيقه :عبد الفتاح أبو سنة ط :الكتب
العلمية -بيروت-لبنان الطبعة :األولى1418 ،هـ1997م.
كشف المشكل من حديث الصحيحين البن الجوزي المحقق :علي ()64
حسين البواب ط :دار الوطن – الرياض.
الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري للكرماني ط :دار إحياء ()65
التراث العربي ،بيروت-لبنان األولى1356 :هـ 1937 -م.
لسان العرب البن منظور المحقق :عبد هللا علي الكبير +محمد ()66
أحمد حسب هللا +هاشم محمد الشاذلي ط :دار المعارف القاهرة.
المتواري على أبواب البخاري ألبي العباس اإلسكندراني المحقق: ()67
صالح الدين مقبول أحمد ط :مكتبة المعال – الكويت.
مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ،للحافظ لعلى بن أبى بكر الهيثمى ،دار ()68
الكتاب العربى ،بيروت ،الطبعة الثالثة1402 ،هـ1982-م.
مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد واياك نستعين البن القيم ()69
المحقق :محمد المعتصم باهلل البغدادي ط :دار الكتاب العربي – بيروت
الثالثة 1416 ،هـ 1996 -م.
()63
مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح لمال علي القاري ط :دار الفكر، ()70
بيروت – لبنان األولى1422 ،هـ 2002 -م.
المستخرج على صحيح مسلم ألبي نعيم المحقق :محمد حسن محمد ()71
حسن إسماعيل الشافعي ط :دار الكتب العلمية -بيروت – لبنان األولى،
1417هـ 1996 -م.
المستدرك على الصحيحين – ألبي عبد هللا محمد بن عبد هللا الحاكم ()72
النيسابورى – المتوفي 405هـ -ط/دار الكتب العلمية – بيروت – األولى –
1411هـ 1990 -م – تحقيق /مصطفى عبد القادر عطا.
مسند أبي داود الطيالسي المحقق :الدكتور محمد بن عبدالمحسن ()73
التركي ط :دار هجر – مصر األولى 1419 ،هـ 1999 -م.
مسند أبي عوانة المحقق :أيمن بن عارف الدمشقي ط :دار المعرفة ()74
– بيروت األولى 1998 ،م.
مسند أبي يعلى ط :دار المأمون للتراث – دمشق األولى– 1404 ، ()75
1984تحقيق :حسين سليم أسد.
مسند أحمد المحقق :شعيب األرنؤوط -عادل مرشد ،وآخرون ()76
إشراف :د عبد هللا بن عبد المحسن التركي ط :مؤسسة الرسالة الطبعة :األولى،
1421هـ 2001 -م.
مسند البزار ط :مكتبة العلوم والحكم -المدينة المنورة الطبعة: ()77
األولى.
المسند المستخرج على صحيح مسلم ألبي نعيم المحقق :محمد حسن ()78
محمد حسن إسماعيل الشافعي ط :دار الكتب العلمية -بيروت – لبنان
األولى1417 ،هـ 1996 -م.
مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه للبوصيري المحقق :محمد ()79
المنتقى الكشناوي ط :دار العربية – بيروت الثانية 1403 ،هـ.
مصنف ابن أبي شيبة وهو (المصنف فى الحديث واآلثار) -ألبي ()80
بكر عبد هللا بن محمد بن أبي شيبة الكوفي -المتوفى 235هـ -ط /مكتبة
الرشد الرياض األولى 1409 -هـ -تحقيق /كمال يوسف الحوت.
()64
مصنف عبد الرزاق الصنعاني المحقق :حبيب الرحمن األعظمي ط: ()81
المجلس العلمي -الهند -المكتب اإلسالمي – بيروت الثانية1403 ،
المعجم األوسط المعجم األوسط ألبي القاسم الطبراني ط :دار ()82
الحرمين – القاهرة -المحقق :طارق بن عوض هللا بن محمد ،عبد المحسن
بن إبراهيم الحسيني.
المعجم الكبير للطبراني ط(،2تحقيق:حمدي بن عبد المجيد) ،مكتبة ()83
العلوم والحكم ،الموصل1404،هـ1983-م.
معجم اللغة العربية المعاصرة د أحمد مختار عبد الحميد عمر ()84
(المتوفى1424 :هـ) بمساعدة فريق عمل ط :عالم الكتب األولى 1429 ،هـ
2008 -م.
معجم المصطلحات واأللفاظ الفقهية د محمود عبد الرحمن عبد ()85
المنعم ،ط :دار الفضيلة.
المعجم الوسيط لمجمع اللغة العربية بالقاهرة (إبراهيم مصطفى /أحمد ()86
الزيات /حامد عبد القادر /محمد النجار) ط :دار الدعوة.
المغني مع الشرح الكبير البن قدامة دار الكتاب العربي للنشر ()87
والتوزيع.
منهاج السنة النبوية في نقض كالم الشيعة القدرية البن تيمية ()88
المحقق :محمد رشاد سالم ط :جامعة اإلمام محمد بن سعود اإلسالمية األولى،
1406هـ 1986 -م
المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج للنووى ط /دار إحياء التراث ()89
بيروت الثانية 1392هـ .
الرعيني المالكي ط:
مواهب الجليل في شرح مختصر خليل للحطاب ُّ ()90
دار الفكر الثالثة1412 ،هـ 1992 -م.
الموسوعة الفقهية الكويتية صادر عن :و ازرة األوقاف والشئون ()91
اإلسالمية – الكويت.
موطأ مالك المحقق :محمد مصطفى األعظمي ط :مؤسسة زايد بن ()92
سلطان آل نهيان لألعمال الخيرية واإلنسانية -أبو ظبي – اإلمارات األولى،
()65
1425هـ 2004 -م
نهاية المحتاج إلى شرح المنهاج لشمس الدين الرملي ط :دار الفكر، ()93
بيروت 1404هـ1984/م.
نيل األوطار للشوكاني تحقيق :عصام الدين الصبابطي ط :دار ()94
الحديث ،مصر األولى1413 ،هـ 1993 -م.
()66