Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 67

‫االنتحار‬

‫أسبابه – وعالجه‬

‫دراسة يف ضوء السنة النبوية‬

‫أعده‬
‫دكتور‪ .‬حممد سيد أمحد شحاته‬
‫أستاذ احلديث وعلومه املساعد جبامعة األزهر‬
‫كلية أصول الدين أسيوط‬

‫(‪)0‬‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫الحمد هلل رب العالمين والصالة والسالم على سيد المرسلين‪ ،‬وعلى آله‬
‫وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين‪.‬‬
‫أما بعد‪:‬‬
‫فقد عالجت السنة النبوية األمراض التي من شأنها أن تكون سبباً في تدمير‬
‫الفرد والجماعة‪ ،‬واهتمت أيما اهتمام بحياة الناس‪ ،‬وتوعدت من هدم حياة غيره‬
‫بالعذاب الشديد‪ ،‬وأمرت الشخص نفسه بأن يحافظ على حياته سواء عن طريق‬
‫الوقاية من األمراض‪ ،‬أو عن طريق التداوي‪.‬‬
‫فحياة الناس ليست ملكاً لهم وانما ملك هلل فال يحق لشخص أن ينهي حياة‬
‫غيره‪ ،‬بل وال حياة نفسه‪ ،‬غير أن بعضاً ممن استحوذ عليهم الشيطان فأنساه ذكر‬
‫هللا ظن إذا ضاقت عليه الدنيا‪ ،‬وأصابه ضر بدل أن يلجأ إلى هللا الذي ال يلجأ‬
‫المؤمن إال إليه‪ ،‬راح يسارع في قتل نفسه ظناً أنه إذا أنهى حياته يكون بذلك قد‬
‫تخلص من التعب والنصب‪ ،‬ونسي أن هذه الحياة مقدمة لحياة أطول‪.‬‬
‫ولألسف قد انتشرت هذه الظاهرة مع انتشار الفقر‪ ،‬وقلة ذات اليد‪ ،‬والتضييق‬
‫على الناس في بعض البالد‪ ،‬وانتشار القهر والذل‪ ،‬حتى صارت ظاهرة من‬
‫الظواهر التي تهدد المجتمعات‪ ،‬وقد سمعنا في اآلونة األخيرة عن انتحار كثير‬
‫من الشباب بسبب البطالة أو الفقر وغيرها‪ ،‬ومما يؤسف له أن هذه المشكلة أيضاً‬
‫في المجتمعات المسلمة التي تؤمن بالقدر خيره وشره حلوه ومره‪.‬‬
‫ومستغرباً السيما وأن ديننا يحترم‬‫ولكن والحق يقال‪ :‬إن هذا ُيعد أم اًر طارئاً ُ‬
‫النفس اإلنسانية‪ ،‬لكنه بدأ ينتشر ويقلد الناس فيه بعضاً‪.‬‬
‫ومن هنا صارت الحاجة ملحة للتعرف على أسبابه‪ ،‬ومن ثم الشروع في‬
‫وضع العالج كل هذا في إطار السنة النبوية‪.‬‬
‫وقد شعرت بضرورة هذا البحث ال سيما وأنا أسطر هذه السطور أسمع أن‬
‫شاباً يلقى بنفسه تحت عربات المترو ليتخلص من الفقر‪ ،‬وآخر يشنق نفسه في‬
‫مزرعته‪ ،‬ومن قبلها آخر يحرق نفسه‪ ،‬ومن قبلها وبعدها أمر ال ينتهي‪ ،‬مع انتشار‬
‫البطالة وزيادة الفقر‪ ،‬وانتشار األمراض‪ ،‬ولكن لعل هللا أن ييسر لبالد المسلمين‬
‫العودة إلى تعاليم دينهم واالستعانة بربهم في سرهم وعالنيتهم‪.‬‬

‫(‪)1‬‬
‫مشكلة الدراسة ‪:‬‬
‫االنتحار أسوأ صور القتل إذ المقتول هو القاتل‪ ،‬وتظهر المشكلة مع جعل‬
‫البعض المنتحر رم اًز للنضال والكفاح‪.‬‬
‫وتتضح صورة المشكلة أكثر من خل ل هذه التساؤالت‪:‬‬
‫(‪ )1‬ما أسباب ودوافع االنتحار؟‪.‬‬
‫(‪ )2‬ما آثار االنتحار ؟‪.‬‬
‫(‪ )3‬ما طرق العالج ؟‪.‬‬
‫(‪ )4‬هل يكفر المنتحر؟‪.‬‬
‫(‪ )5‬هل المنتحر يخلد في النار؟‪.‬‬
‫(‪ )6‬هل هناك تعارض بين األحاديث التي تحكم على المنتحر بالخلود في‬
‫النار‪ ،‬وما ثبت أن أهل التوحيد ال يخلدون في النار؟‪.‬‬
‫(‪ )7‬ما األحكام التي تترتب على قتل الشخص نفسه؟‪.‬‬
‫أهداف الدراسة ‪:‬‬
‫تتمثل أهداف الدراسة في اآلتي ‪-:‬‬
‫(‪ )1‬التعرف على الدوافع الكامنة وراء االنتحار‪.‬‬
‫(‪ )2‬التعرف على اآلثار التي تنتج عن عملية االنتحار‪.‬‬
‫(‪ )3‬التعرف على طرق الوقاية من عملية االنتحار ‪.‬‬
‫(‪ )4‬التعرف على األحاديث النبوية التي تنهى عن االنتحار‪.‬‬
‫(‪ )5‬دفع التعارض عن األحاديث التي تفيد بعدم خلود أهل التوحيد في‬
‫النار‪ ،‬وبين األحاديث التي تفيد خلوده في النار‪.‬‬
‫(‪ )6‬دفع شبهة أن النبي ‪ ‬حاول االنتحار‪.‬‬
‫منهج البحث‪:‬‬
‫الوصفي؛ فيقوم بتوثيق البحث وأحكامه بطريقة‬ ‫ِّ‬ ‫يستفيد الباحث من المنهج‬
‫ِّ‬
‫ونسبة األقوال إلى أصحابها من‬ ‫الح ْكم‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫ُّ‬
‫تهدف إلى التأكد والتثبُّت من الفكرة و ُ‬
‫مصادرها األصليَّة‪ ،‬واضافة بعض المعلومات والشروح للنصوص عند الحاجة‬
‫أيضا‪.‬‬
‫النقد ً‬
‫التقويم و َ‬
‫َ‬ ‫إلى ذلك‪ ،‬وهذا المنهج ال يغفل‬
‫االستنباطي‪ ،‬حيث يعتمد على القواعد‬
‫ِّ‬ ‫ويستفيد الباحث كذلك من المنهج‬
‫العامة للوصول إلى المسائل الفرعيَّة‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫هذا وقد كان البحث بهذا العنوان‪( :‬االنتحار أسبابه – عالجه – دراسة في‬
‫ضوء السنة النبوية)‪.‬‬
‫خطة البحث‪:‬‬
‫سيكون البحث‪ :‬إن شاء هللا على هذا النحو‪.‬‬
‫المقدمة‪ :‬أهمية الموضوع‪ ،‬وعناصره‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬تعريف االنتحار‪ ،‬وبيان حكمه‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬أسباب االنتحار‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬معالجة السنة النبوية لظاهرة االنتحار‪.‬‬
‫المبحث الرابع‪ :‬رد مختصر لشبهة محاولة النبي ‪ ‬االنتحار‪.‬‬
‫المبحث الخامس‪ :‬بعض الفوائد واالستنباطات الفقهية خاصة باالنتحار‪.‬‬
‫الخاتمة‪ :‬نتائج البحث وتوصياته‪.‬‬
‫ثم ذيلت البحث بأهم المراجع‪.‬‬

‫(‪)3‬‬
‫المبحث األول‪ :‬تعريف االنتحار‪ ،‬وبيان حكمه‪.‬‬
‫تعريف االنتحار‪:‬‬
‫في اللغة ‪:‬‬
‫ِّ‬
‫األمر‪:‬‬ ‫القوم على‬
‫الرجل‪َ :‬قتَ َل َنْف َسه‪ ،‬وانتحر ُ‬
‫ُ‬ ‫مصدر‪ :‬انتحر‪ ،‬يقال‪ْ :‬انتَ َحر‬
‫بعضهم َي ْن َح ُر بعضاً(‪.)1‬‬‫كاد ُ‬ ‫شاحوا عليه‪َ ،‬ف َ‬
‫تَ ُّ‬
‫ولم يستعمله الفقهاء بهذا المعنى‪ .‬لكنهم عبروا عنه بقتل اإلنسان نفسه(‪.)2‬‬
‫االنتحار اصطلحاً‪:‬‬
‫له أكثر من تعريف وكلها متقاربة‪ ،‬منها‪:‬‬
‫(‪ )1‬التصرف المتعمد من قبل شخص ما إلنهاء حياته‪ ،‬أو‪ :‬قتل النفس‬
‫‪3‬‬
‫تخلصا من الحياة( )‪.‬‬

‫(‪ )2‬نوع من القتل ويتحقق بوسائل مختلفة‪ ،‬ويتنوع بأنواع متعددة كالقتل‪،‬‬
‫ويطلق االنتحار على قتل اإلنسان نفسه بأي وسيلة كانت‪ ،‬ولهذا ذكر أحكامه‬
‫باسم «قتل الشخص نفسه»(‪.)4‬‬
‫(‪ )3‬قيام اإلنسان بقتل نفسه بوعيه أو بدون وعي‪ ،‬أو هو الفعل المقصود‬
‫الروح عن سابق تصميم(‪.)5‬‬ ‫لقتل النفس أو زهق ُّ‬
‫فالتعاريف متفقه على أنه ازهاق الشخص روح نفسه‪.‬‬
‫بم يتحقق االنتحار‪:‬‬
‫االنتحار نوع من القتل فيتحقق بوسائل مختلفة ‪ ،‬ويتنوع بأنواع متعددة كالقتل‪.‬‬
‫فإذا كان إزهاق الشخص نفسه بإتيان فعل منهي عنه ‪ ،‬كاستعمال السيف‬
‫أو الرمح أو البندقية أو أكل السم أو إلقاء نفسه من شاهق أو في النار ليحترق‬
‫‪ ،‬أو في الماء ليغرق ‪ ،‬وغير ذلك من الوسائل ‪ ،‬فهو انتحار بطريق اإليجاب‪.‬‬
‫واذا كان اإلزهاق باالمتناع عن الواجب ‪ ،‬كاالمتناع من األكل والشرب وترك‬

‫(‪ )1‬القاموس احمليط مادة ( حنر )‪.‬‬


‫(‪ )2‬املوسوعة الفقهية ‪281/6‬‬
‫(‪ )3‬ينظر‪ :‬علم النفس دراسة احلواس الداخلية عرب السلوك اليومي هاين حيي النصر ص‪.23‬‬
‫(‪ )4‬معجم املصطلحات واأللفاظ الفقهية (‪.)301 /1‬‬
‫(‪ )5‬معجم اللغة العربية املعاصرة (‪.)2177 /3‬‬

‫(‪)4‬‬
‫عالج الجرح الموثوق ببرئه‪ ،‬أو عدم الحركة في الماء أو في النار أو عدم‬
‫التخلص من السبع الذي يمكن النجاة منه‪ ،‬فهو انتحار بطريق السلب(‪.)1‬‬
‫فإذا أودى اإلنسان بحياته بأي شكل من هذه األشكال فيكون بذلك م اً‬
‫نتحر‪.‬‬
‫أمثلة من االنتحار بطريق السلب‪:‬‬
‫أوال‪ :‬االمتناع عن المباح‪:‬‬
‫من امتنع من المباح حتى مات كان قاتال نفسه‪ ،‬متلفا لها عند جميع أهل‬
‫العلم (‪ .)2‬ألن األكل للغذاء والشرب لدفع العطش فرض بمقدار ما يدفع الهالك‪،‬‬
‫فإن ترك األكل والشرب حتى هلك فقد انتحر؛ ألن فيه إلقاء النفس إلى التهلكة‬
‫المنهي عنه في محكم التنزيل(‪.)3‬‬
‫ثانيا‪ :‬ترك الحركة عند القدرة‪:‬‬
‫من ألقي في ماء جار أو راكد ال يعد مغرقا‪ ،‬كمنبسط يمكنه الخالص منه‬
‫عادة‪ ،‬فمكث فيه مضطجعا مثال مختا ار لذلك حتى هلك‪ ،‬يعتبر منتح ار وقاتال‬
‫نفسه‪ ،‬ولذلك ال قود وال دية على الذي ألقاه في الماء عند عامة العلماء؛ ألن هذا‬
‫الفعل لم يقتله‪ ،‬وانما حصل الموت بلبثه فيه‪ ،‬وهو فعل نفسه‪ ،‬فلم يضمنه غيره‪.‬‬
‫كذلك إن تركه في نار يمكنه الخالص منها لقلتها‪ ،‬أو لكونه في طرف منها يمكنه‬
‫الخروج بأدنى حركة‪ ،‬فلم يخرج حتى مات(‪.)4‬‬
‫حكم االنتحار‪:‬‬
‫االنتحار في كل األحوال حرام باالتفاق ‪ ،‬ويعتبر من أكبر الكبائر بعد الشرك‬
‫النْف َس َّالِّتي َح َّرَم َّ‬
‫َّللاُ ِّإ َّال ِّباْل َح ِّق } [األنعام ‪.]151‬‬ ‫باهلل‪ ،‬قال هللا تعالى‪َ { :‬وال تَْقُتُلوا َّ‬
‫ان ِّب ُك ْم َرِّحيماً } [النساء اآلية ‪ ] 29‬؛‬ ‫وقال تعالى‪َ { :‬وال تَْقُتلُوا أ َْنُف َس ُك ْم ِّإ َّن َّ‬
‫َّللاَ َك َ‬
‫وقد قرر الفقهاء أن المنتحر أعظم وز ار من قاتل غيره‪ ،‬وهو فاسق وباغ على‬
‫نفسه‪ ،‬حتى قال بعضهم‪ :‬ال يغسل وال يصلى عليه كالبغاة(‪.)5‬‬

‫(‪ )1‬املوسوعة الفقهية ‪.281/6‬‬


‫(‪ )2‬أحكام القرآن للجصاص (‪.)148 /1‬‬
‫(‪ )3‬حاشية ابن عابدين (‪.)215 /5‬‬
‫(‪ )4‬هناية احملتاج (‪ ،)243 /7‬واملغين (‪ ،)326 /9‬والوجيز للغزايل (‪.)122 /2‬‬
‫(‪ )5‬املوسوعة الفقهية ‪.283/6‬‬

‫(‪)5‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬أسباب االنتحار ‪:‬‬
‫السؤال الذي يتبادر إلى األذهان إذا كان النهي قد توارد‪ ،‬والعقاب المتوعد‬
‫به شديد‪ ،‬والفعلة قاسية‪ ،‬فلماذا يقدم اإلنسان على هذه الفعلة؟‪ ،‬وهذا يجاب عنه‬
‫من خالل إبراز أسباب االنتحار‪.‬‬
‫وهاك بعض األسباب التي تؤدي إلى االنتحار‪:‬‬

‫أوالً‪َ :‬ضعف الوازع الديني ‪.‬‬


‫فالمؤمن الحق يرضى بقضاء هللا وقدره‪ ،‬وهذا الرضا يمنعه من مجرد التفكير‬
‫في هذه الجريمة‪ ،‬أما إذا ضعف الوازع الديني عند الشخص فإنه ال يجد ما يمنعه‬
‫عن التفكير في أي جريمة‪ ،‬وال يستشعر مراقبة هللا في السر والعلن‪ ،‬وهذا ما جعل‬
‫البعض يقدم على هذه الجريمة كما في حديث أَِّبي هريرَة‪َ ،‬قال‪َ " :‬ش ِّه ْد َنا مع رس ِّ‬
‫ول‬ ‫ََ َُ‬ ‫َ‬ ‫َُ ْ َ‬
‫الم‪َ " :‬ه َذا ِّم ْن أَ ْه ِّل‬ ‫َّ ِّ ِّ‬
‫مم ْن َم َع ُه َيدعي اإل ْس َ‬ ‫َّللاِّ ‪ ‬لِّ َرُج ٍل َّ‬ ‫ول َّ‬ ‫ال َرُس ُ‬ ‫َّللا ‪َ ‬خ ْي َب َر‪َ ،‬فَق َ‬
‫َّ ِّ‬
‫ال‪َ ،‬وَكثَُر ْت ِّب ِّه اْل ِّج َار ُح‪َ ،‬فأَ ْث َبتَ ْت ُه‪،‬‬ ‫َشِّد اْل ِّقتَ ِّ‬
‫الرُج ُل ِّم ْن أ َ‬ ‫ال‪َ ،‬قاتَ َل َّ‬ ‫ِّ‬
‫ض َر اْلقتَ ُ‬ ‫الن ِّار"‪َ ،‬فَل َّما َح َ‬
‫َّ‬
‫َرَْي َت َّالذي تُ َحِّد ُث أََّن ُه ِّم ْن‬ ‫َّللاِّ‪ ،‬أ َأ‬
‫ول َّ‬ ‫ال‪َ :‬يا َرُس َ‬
‫ِّ ِّ‬
‫َص َحاب النَّب ِّي ‪َ ،‬فَق َ‬
‫ِّ‬
‫اء َرُج ٌل م ْن أ ْ‬ ‫َف َج َ‬
‫ِّ ِّ‬ ‫َّللاِّ ِّم ْن أ َ ِّ ِّ ِّ‬ ‫الن ِّار‪َ ،‬ق ْد َقاتَل ِّفي سِّب ِّ‬ ‫َه ِّل َّ‬
‫بي‬
‫الن ُّ‬‫ال َّ‬ ‫اح‪َ ،‬فَق َ‬ ‫َشد اْلقتَال‪َ ،‬ف َكثَُر ْت ِّبه اْلج َر ُ‬ ‫يل َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫أْ‬
‫اب‪َ ،‬ف َب ْي َن َما ُه َو َعَلى َذلِّ َك‬ ‫ِّ ِّ‬ ‫َه ِّل َّ‬ ‫ِّ‬
‫ين َي ْرتَ ُ‬ ‫ض اْل ُم ْسلم َ‬ ‫الن ِّار"‪َ ،‬ف َك َاد َب ْع ُ‬ ‫َما ِّإَّن ُه من أ ْ‬ ‫‪" :‬أ َ‬
‫ع ِّم ْن َها َس ْه ًما‪َ ،‬ف ْانتَ َح َر ِّب َها‪،‬‬ ‫ِّ ِّ ِّ‬ ‫ِّ ِّ‬ ‫الرُج ُل أََل َم اْل ِّج َر ِّ‬
‫َه َوى ِّب َيده ِّإَلى ك َن َانته‪َ ،‬ف ْانتَ َز َ‬ ‫اح‪َ ،‬فأ ْ‬ ‫ِّإ ْذ َو َج َد َّ‬
‫صَّد َق َّ‬ ‫َّللاِّ ‪َ ،‬فَقاُلوا‪ :‬يا رسول َّ ِّ‬ ‫ين ِّإَلى رس ِّ‬ ‫ِّ ِّ‬ ‫اشتََّد ِّرج ِّ‬
‫َّللاُ‬ ‫َّللا‪َ ،‬‬ ‫َ َُ َ‬ ‫ول َّ‬ ‫َُ‬ ‫ال م َن اْل ُم ْسلم َ‬ ‫َ ٌ‬ ‫َف ْ‬
‫الل ُق ْم َفأَِّذ ْن‪َ :‬ال‬ ‫ِّ‬ ‫حِّديثَك‪َ ،‬قِّد انتحر ُفالن‪َ ،‬فَقتل نْفسه‪َ ،‬فَقال رسول َّ ِّ‬
‫َّللا ‪َ " :‬يا ب ُ‬ ‫َ َُ ُ‬ ‫ٌ ََ َ َ ُ‬ ‫َْ َ َ‬ ‫َ َ‬
‫بالرُج ِّل اْلَفاجر"‪.) (.‬‬
‫ِّ ِّ ‪1‬‬
‫ين َّ‬ ‫ِّ‬ ‫َي ْد ُخ ُل اْل َجَّن َة ِّإال ُم ْؤ ِّم ٌن‪َ ،‬واِّ َّن َّ‬
‫َّللاَ َلُي َؤيُِّد َه َذا الد َ‬
‫فانظر إلى ضعف الوازع الديني عند هذا الرجل الذ استعجل الموت لمجرد‬
‫شعوره باأللم‪ ،‬فلم يتحمل آالمه ولم يصبر على قضاء هللا فيه فاستعجل وقتل‬
‫نفسه‪ ،‬وتأمل نهاية الحديث الذي يدل على أن الرجل ضعيف اإليمان بل قد يكون‬
‫اج ِّر)‪.‬‬ ‫بالرج ِّل اْلَف ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫من المنافقين ( َوِّا َّن َّ‬
‫ين َّ ُ‬ ‫َّللاَ َلُي َؤيُِّد َه َذا الد َ‬
‫قال الكرماني‪ :‬فإن قلت‪ :‬القتل هو معصية والعبد ال يكفر بالمعصية فهو‬

‫(‪ )1‬أخرجه‪ :‬البخاري يف كتاب املغازي ابب غزوة خيرب (‪ )1540 /4‬ح(‪ ،)3967‬ومسلم يف كتاب اإلميان ابب‬
‫من قتل نفسه (‪ )73 /1‬ح(‪ ،)220‬وأمحد يف املسند (‪ )455 /13‬ح(‪ ،)8091‬والدارمي يف املقدمة ابب‬
‫ان هللا يؤيد هذا الدين ابلرجل الفاجر (‪ )187 /1‬ح(‪.)2559‬‬

‫(‪)6‬‬
‫من أهل الجنة ألنه مؤمن؟ ‪.‬‬
‫قلت‪ :‬لعل رسول هللا‪ ،  ،‬علم بالوحي أنه ليس مؤمنا‪ ،‬أو أنه سيرتد حيث‬
‫يستحل قتل نفسه‪ ،‬أو المراد من كونه من أهل النار‪ :‬أنه من العصاة الذين يدخلون‬
‫النار ثم يخرجون منها‪ .‬انتهى‪.)1(....‬‬
‫دينا وبمحمد نبيًّا وبين‬ ‫ولك أن تقارن بين البلدان التي اقتنعت باإلسالم ً‬
‫البلدان الكافرة التي ال تؤمن بذلك‪ ،‬لك أن تقارن بين الجرائم التي تحصل في البلد‬
‫هائال خياليًّا‪ ،‬وذلك لخلو الوازع الديني‪،‬‬ ‫المسلم الملتزم والبلد الكافر‪ ،‬تجد فرًقا ً‬
‫وغلبة حب المال‪ ،‬وقسوة القلوب التي لم يدخلها نور اإلسالم‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬اليأس ‪.‬‬
‫اليأس عدو قاتل يجعل المرء ينقطع تعلقه بكل شيء‪ ،‬ويذهب رجاؤه حتى‬
‫سود الدنيا أمامه وال يرى فيها نو اًر بل ظلمات بعضها فوق بعض إذا أراد‬ ‫باهلل‪ ،‬فتَ َ‬
‫َس َرُفوا‬ ‫ِّ ِّ َّ ِّ‬
‫ين أ ْ‬
‫أمالً لم يكد يراه‪ ،‬واألمل من اإليمان؛ قال تعالى‪ُ( :‬ق ْل َيا ع َباد َي الذ َ‬
‫الذُنوب ج ِّم ِّ‬ ‫َّللا ي ْغ ِّفر ُّ‬ ‫طوا ِّم ْن ر ْحم ِّة َّ ِّ ِّ‬ ‫َعَلى أ َْنُف ِّس ِّه ْم َال تَْق َن ُ‬
‫يعا إَّن ُه ُه َو اْل َغُف ُ‬
‫ور‬ ‫َ َ ً‬ ‫َّللا إ َّن َّ َ َ ُ‬ ‫َ َ‬
‫يم) (الزمر‪.)53 :‬‬ ‫َّ ِّ‬
‫الرح ُ‬
‫لكن هذا الذي يقدم على االنتحار لم ير هذا النور‪ ،‬ولم يتعلق قلبه باهلل بل‬
‫ترك نفسه لليأس كما حدث مع هذا الرجل الذي جاء ذكره في حديث ُج ْنُدب ْبن‬
‫ِّ‬ ‫َّللاِّ ‪َ " :‬ك ِّ‬ ‫عبِّد َّ ِّ‬
‫ع‪،‬‬‫ان َقْبَل ُك ْم َرُج ٌل‪ِّ ،‬به ُج ْرٌح‪َ ،‬ف َج ِّز َ‬
‫يم ْن َك َ‬‫ان ف َ‬ ‫َ‬ ‫ول َّ‬‫ال َرُس ُ‬ ‫ال‪َ :‬ق َ‬ ‫َّللا َق َ‬ ‫َْ‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫َخ َذ سكينا‪َ ،‬ف َح َّز ِّب َها َي َدهُ‪َ ،‬ف َما َرَقأَ َّ‬ ‫ِّ‬
‫باد َرني َع ْبدي‬ ‫َّللاُ تَعاَلى‪َ " :‬‬
‫قال َّ‬‫مات‪َ ،‬‬ ‫الد ُم‪َ ،‬حتَّى َ‬ ‫َفأ َ‬
‫ِّب َنْف ِّس ِّه‪َ ،‬ح َّرْم ُت َعَل ْي ِّه اْل َجَّن َة"(‪.)2‬‬
‫فهذه الرجل أوصله األلم إلى اليأس فلم يثق بربه ولم يرضى بقضاء هللا‬
‫تعالى وقدره‪ ،‬وأوصله الجهل والجزع وعدم الصبر‪ ،‬إلى االستسالم لليأس والقنوط‪،‬‬
‫وأدي به إلى االنتحار‪.‬‬

‫(‪ )1‬الكواكب الدراري يف شرح صحيح البخاري (‪ ،)163 /12‬وانظر‪ :‬عمدة القاري (‪.)181 /14‬‬
‫(‪ ) 2‬أخرجه‪ :‬البخاري يف كتاب اجلنائز ابب ما جاء يف قاتل النفس (‪ )459 /1‬ح(‪ ،)1298‬ويف كتاب األنبياء‬
‫ابب ما ذكر عن بين إسرائيل (‪ )1275 /3‬ح(‪ ،)3276‬ومسلم يف كتاب اإلميان ابب من قتل نفسه بشيء‬
‫(‪ )74 /1‬ح(‪ ،)222‬وابن حبان كما يف اإلحسان كتاب اجلناايت ذكر حترمي هللا جل وعال اجلنة على‬
‫القاتل نفسه يف حالة من األحوال (‪ )328 /13‬ح(‪.)5988‬‬

‫(‪)7‬‬
‫ولكن بقي في الحديث إشكاالن‪ :‬األول خلوده في النار‪ ،‬والثاني‪ :‬موته قبل‬
‫أجله‪.‬‬
‫وقد أجاب ابن حجر عن هذه اإلشكاالت فقال‪:‬‬
‫"وقد استشكل قوله بادرني بنفسه‪ ،‬وقوله حرمت عليه الجنة ألن األول‬
‫يقتضي أن يكون من قتل فقد مات قبل أجله لما يوهمه سياق الحديث من أنه لو‬
‫لم يقتل نفسه كان قد تأخر عن ذلك الوقت وعاش لكنه بادر فتقدم‪ ،‬والثاني‬
‫يقتضي تخليد الموحد في النار ‪.‬‬
‫والجواب عن األول‪:‬‬
‫أن المبادرة من حيث التسبب في ذلك والقصد له واالختيار وأطلق عليه‬
‫المبادرة لوجود صورتها وانما استحق المعاقبة ألن هللا لم يطلعه على انقضاء‬
‫أجله فاختار هو قتل نفسه فاستحق المعاقبة لعصيانه‪.‬‬
‫وقال القاضي أبو بكر‪ :‬قضاء هللا مطلق ومقيد بصفة فالمطلق يمضي على‬
‫الوجه بال صارف والمقيد على الوجهين مثاله أن يقدر لواحد أن يعيش عشرين‬
‫سنة إن قتل نفسه وثالثين سنة إن لم يقتل وهذا بالنسبة إلى ما يعلم به المخلوق‬
‫كملك الموت مثال وأما بالنسبة إلى علم هللا فإنه ال يقع إال ما علمه ونظير ذلك‬
‫الواجب المخير فالواقع منه معلوم عند هللا والعبد مخير في أي الخصال يفعل‪.‬‬
‫والجواب عن الثاني من أوجه ‪:‬‬
‫أحدها‪ :‬أنه كان استحل ذلك الفعل فصار كاف ار‪.‬‬
‫ثانيها‪ :‬كان كاف ار في األصل وعوقب بهذه المعصية زيادة على كفره‪.‬‬
‫ثالثها‪ :‬أن المراد أن الجنة حرمت عليه في وقت ما كالوقت الذي يدخل فيه‬
‫السابقون أو الوقت الذي يعذب فيه الموحدون في النار ثم يخرجون‪.‬‬
‫رابعها‪ :‬أن المراد جنة معينة كالفردوس مثال ‪.‬‬
‫خامسها‪ :‬أن ذلك ورد على سبيل التغليظ والتخويف وظاهره غير مراد‪.‬‬
‫سادسها‪ :‬أن التقدير حرمت عليه الجنة إن شئت استم ارر ذلك‪.‬‬
‫سابعها قال النووي‪ :‬يحتمل أن يكون ذلك شرع من مضى أن أصحاب‬
‫الكبائر يكفرون بفعلها وفي الحديث تحريم قتل النفس سواء كانت نفس القاتل أم‬

‫(‪)8‬‬
‫غيره وقتل الغير يؤخذ تحريمه من هذا الحديث بطريق األولى(‪.)1‬‬
‫ٍ‬
‫ال‬‫ال‪َ :‬ق َ‬ ‫ص ِّارِّي ‪َ ‬ق َ‬ ‫ِّ‬
‫ضاَل َة ْبن ُع َب ْيد ْاأل َْن َ‬ ‫والقنوط مؤذن بالع ـ ـ ـقوبة‪ ،‬ف َع ْن َف َ‬
‫اءهُ ‪َ ،‬فِّإ َّن‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫ع هللاَ ‪ -‬عز وجل ‪ -‬رَد َ‬ ‫َل َع ْن ُه ْم‪َ :‬رُج ٌل َن َاز َ‬
‫ول هللا ‪ " :‬ثَ َالثَ ٌة َال تَ ْسأ ْ‬ ‫َرُس ُ‬
‫ط ِّم ْن َر ْح َم ِّة‬‫اءهُ اْل ِّك ْب ُر ‪َ ،‬واِّ َزَارُه اْل ِّع َّزُة ‪َ ،‬وَرُج ٌل ِّفي َش ٍك ِّم ْن أ َْم ِّر هللاِّ ‪َ ،‬واْلَقُنو ُ‬ ‫ِّ‬
‫رَد َ‬
‫هللاِّ"(‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬فتح الباري البن حجر (‪.)500 /6‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه‪ :‬أمحد يف املسند (‪ )368 /39‬ح(‪ ،)23943‬قال‪ :‬حدثنا أبو عبد الرمحن‪ ،‬حدثنا حيوة‪ ،‬قال‪ :‬أخربين‬
‫أبو هانئ‪ ،‬أن أاب علي عمرو بن مالك اجلنيب‪ ،‬حدثه فضالة بن عبيد‪ ،‬عن رسول هللا ‪ ‬أنه قال ‪.......‬‬
‫ب‬ ‫ِ‬
‫اَّلل بْن وْه ٍ‬ ‫صالِ ٍح قَ َ‬
‫َخبَ َرََن َعْب ُد َّ ُ َ‬
‫ال‪ :‬أ ْ‬ ‫والبخاري يف األدب املفرد (ص‪ )304 :‬ح(‪ ،)590‬قال‪َ :‬حدَّثَنَا ُعثْ َما ُن بْ ُن َ‬
‫ال‪َ :‬حدَّثَنَا أَبُو َهانِ ٍئ ا ْْلَْوَالِينُّ‪........،‬به‪.‬‬
‫قَ َ‬
‫والطرباين يف املعجم الكبري (‪ )306 /18‬ح(‪ ،)789‬قال‪ :‬حدثنا بشر بن موسى ثنا أبو عبد الرمحن املقري ثنا حيوة‬
‫بن شريح‪.......‬به‪.‬‬
‫ال‪ََ :‬ن َحْي َوةُ‪........‬به‪.‬‬‫ئ‪ ،‬قَ َ‬ ‫ال‪ََ :‬ن الْ ُم ْق ِر ُ‬
‫والبزار يف مسنده (‪ )204 /9‬ح(‪ ،)3749‬قال‪َ :‬حدَّثَنَا َسلَ َمةُ‪ ،‬قَ َ‬
‫وابن حبان يف كتاب السري ابب طاعة األئمة صحيح ابن حبان ‪ -‬خمرجا (‪ )422 /10‬ح(‪ )4559‬قال‪ :‬أخربَن‬
‫أمحد بن علي بن املثىن‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا هارون بن معروف‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا املقرئ‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا حيوة‪......‬به‪.‬‬
‫اس بْ ُن ُحمَ َّم ٍد‬ ‫وابن منده يف التوحيد (‪ )202 /2‬ح(‪ )355‬قال‪ :‬أَخب رََن ُحم َّم ُد بن ا ْحلس ِن أَبو طَ ِ‬
‫اه ٍر قَ َ‬
‫ال‪َ :‬حدَّثَنَا َعبَّ ُ‬ ‫ْ ََ َ ْ ُ َ َ ُ‬
‫ي‪َ ،‬حدَّثَنَا أَبُو َعْب ِد َّ‬
‫الر ْمحَ ِن الْ ُم ْق ِري قَ َ‬
‫ال‪َ :‬حدَّثَنَا َحْي َوةُ بْ ُن ُشَريْ ٍح ‪....‬به‪.‬‬ ‫الدُّوِر ُّ‬
‫وقال اهليثمي‪ " :‬رواه البزار والطرباين يف الكبري ورجاله ثقات"‪ (.‬جممع الزوائد (‪.)295 /1‬‬
‫وقال الشيخ شعيب والشيخ األلباين‪ :‬صحيح‪.‬‬
‫دراسة إسناد أمحد ‪:‬‬
‫عبد هللا بن يزيد املكي أبو عبد الرمحن املقر ء أصله من البصرة أو األهواز ثقة فا ل أقرأ القرآن نيفا وسبعس سنة‬
‫من التاسعة مات سنة ثالث عشرة وقد قارب املائة وهو من كبار شيوخ البخاري رو له اجلماعة‪( .‬تقريب‬
‫التهذيب (ص‪ )330 :‬ت(‪.)3715‬‬
‫حيوة بن شريح بن يزيد احلضرمي أبو العباس احلمصي ثقة من العاشرة مات سنة أربع وعشرين‪ (.‬تقريب التهذيب‬
‫(ص‪ )185 :‬ت(‪.)1601‬‬
‫محيد بن هانئ أبو هانئ اْلوالين املصري ال أبس به من اْلامسة وهو أكرب شيخ البن وهب مات سنة اثنتس ‬
‫وأربعس ‪ (.‬تقريب التهذيب (ص‪ )182 :‬ت(‪.)1562‬‬
‫عمرو بن مالك اهلمداين أبو علي اجلنيب بفتح اجليم وسكون النون بعدها موحدة مصري ثقة من الثالثة مات سنة‬
‫ثالث ومائة ويقال سنة اثنتس ‪ (.‬تقريب التهذيب (ص‪ )426 :‬ت(‪.)5105‬‬
‫فضالة بن عبيد بن َنفذ بن قيس األنصاري األوسي أول ما شهد شهد أحدا مث نزل دمشق وويل قضاءها ومات‬

‫(‪)9‬‬
‫فمن استحوذ عليه اليأس يوشك أن يضل ضالالً بعيداً‪.‬‬
‫يك ْم ِّإَلى‬ ‫{وَال ُتْلُقوا ِّبأ َْيِّد ُ‬ ‫ير‪ِّ ،‬في َق ْو ِّل َّ ِّ َّ‬ ‫ان ْب ِّن َب ِّش ٍ‬
‫الن ْعم ِّ‬
‫ف َع ِّن ُّ‬
‫َّللا َعز َو َج َّل‪َ :‬‬ ‫َ‬
‫ول‪َ :‬ال ُي ْغَف ُر‬ ‫َّ‬ ‫ِّ‬ ‫َّ ِّ‬
‫الرُج ُل ُي ْذن ُب الذ ْن َب‪َ ،‬ف َيُق ُ‬ ‫ان َّ‬ ‫ال‪َ « :‬ك َ‬ ‫[ص‪ ]21:‬الت ْهُل َكة} [البقرة‪َ ]195 :‬ق َ‬
‫ِّ‬
‫َح ِّسُنوا ِّإ َّن َّ‬
‫َّللاَ ُي ِّح ُّب‬ ‫{وَال ُتْلُقوا ِّبأ َْيِّد ُ‬
‫يك ْم ِّإَلى التَّ ْهُل َكة‪َ ،‬وأ ْ‬ ‫لِّي» ‪َ ،‬فأ َْن َزَل َّ َّ‬
‫َّللاُ َعز َو َج َّل‪َ :‬‬
‫ين} [البقرة‪.)1(" ]195 :‬‬ ‫ِّ ِّ‬
‫اْل ُم ْحسن َ‬

‫سنة مثان ومخسس وقيل قبلها‪ (.‬تقريب التهذيب (ص‪ )445 :‬ت(‪ ،)5395‬وينظر اإلصابة يف متييز الصحابة‬
‫(‪ )283 /5‬ت(‪.)7007‬‬
‫احلكم على اإلسناد‪:‬‬
‫إسناد حسن فيه أبو هانئ اْلوالين ال أبس به وبقية رجاله ثقات‪.‬‬
‫(‪ )1‬أخرجه‪ :‬الطرباين يف املعجم الكبري (‪ )114 /21‬ح(‪ ،)132‬ويف املعجم األوسط (‪ )20 /6‬ح(‪ ،)5672‬قال‪:‬‬
‫ب‪،‬‬ ‫ال‪ :‬ثَنَا َمحَّاد بن سلَمةَ‪ ،‬عن ِس ِ‬
‫اك بْ ِن حر ٍ‬ ‫ال‪ :‬ثَنَا ُه ْدبَةُ بْ ُن َخالِ ٍد قَ َ‬
‫ضَرِم ُّي قَ َ‬ ‫حدَّثَنا ُحم َّم ُد بن عب ِد َِّ‬
‫اَّلل ا ْحلَ ْ‬
‫َْ‬ ‫ُ ُْ َ َ َ ْ َ‬ ‫َ َ َ ْ ُ َْ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ان بْ ِن بَ ِشري‪ ،‬وقال‪ََ :‬لْ يَْرِو َه َذا ْ‬
‫ٍ‬ ‫ع ِن النُّعم ِ‬
‫يث َع ْن سَاك بْ ِن َح ْرب‪ ،‬إَّال َمحَّ ُ‬
‫اد بْ ُن َسلَ َمةَ»‬ ‫احلَد َ‬ ‫َ َْ‬
‫دراسة إسناد الطرباين‪:‬‬
‫حممد بن عبد هللا بن سليمان أبو جعفر احلضرمي الكويف ُمطّس ‪.‬‬
‫حدث عن‪ :‬سعيد بن عمرو األشعثي‪ ،‬وأمحد بن يونس‪ ،‬وحيىي بن بشري احلريري‪ ،‬وحيىي احلماين‪ ،‬وغريهم‪ ،‬قال ابن‬
‫نقطة‪ :‬يف حنو من ثالمثائة‪.‬‬
‫وعنه‪ :‬أبو القاسم الطرباين يف "معامجه"‪ ،‬وعلي البكائي‪ ،‬وأبو بكر النجاد‪ ،‬واإلساعيلي سنة ست وتسعس ومائتس ‪،‬‬
‫وهو آخر من رو عنه‪ ،‬وأبو بكر بن دارم‪ ،‬وكتب عنه مائة ألف حديث‪ ،‬وغريهم‪.‬‬
‫قال ابن أيب حامت‪ :‬صدوق‪ .‬وقال محزة عن الدارقطين‪ :‬ثقة جبل‪ .‬وقال السلمي عنه‪ :‬جبل لواثقته‪ .‬وقال ابن الندمي‪:‬‬
‫من احملدثس الثقات‪ .‬وقال ابن ماكوال‪ :‬أحد األئمة احلفاظ‪ .‬وقال ابن نقطة‪ :‬حافظ ثقة‪ .‬وقال ابن أيب يعلى‪:‬‬
‫أحد احلفاظ األذكياء األيقاظ‪ .‬وقال السمعاين‪ :‬كان من ثقات الكوفيس ‪ .‬وقال الذهيب‪ :‬احلافظ الكبري‪ ،‬كان‬
‫من أوعية العلم‪ .‬وقال أيضاً‪ :‬الشيخ احلافظ الصادق‪ ،‬حمدث الكوفة صنف املسند والتاريخ‪ ،‬وكان متقناً‪.‬‬
‫وقال اْلليلي‪ :‬ثقة حافظ‪ .‬وقد تكلم فيه ابن أيب شيبة‪ ،‬وتكلم هو يف ابن أيب شيبة‪ ،‬وَل يعبأ بقول كل منهما‬
‫يف اآلخر‪ .‬ولد سنة اثنتس ومائتس ‪ ،‬ومات سنة مثان وتسعس ومائتس ‪ ،‬وقيل‪ :‬سنة سبع وتسعس ومائتس ‪.‬‬
‫(إرشاد القاصي والداين إىل تراجم شيوخ الطرباين (ص‪ )579 :‬ت(‪ ،)943‬وينظر‪ :‬اجلرح والتعديل (‪/7‬‬
‫‪ ،)268‬طبقات احلنابلة (‪ ،)300 /1‬تذكرة احلفاظ (‪.)682‬‬
‫هدبة بضم أوله وسكون الدال بعدها موحدة ابن خالد ابن األسود القيسي أبو خالد البصري ويقال له هداب‬
‫ابلتثقيل وفتح أوله ثقة عابد تفرد النسائي بتليينه من صغار التاسعة مات سنة بضع وثالثس ‪ (.‬تقريب‬
‫التهذيب (ص‪ )571 :‬ت(‪.)7269‬‬
‫قال هدبة‪ :‬صليت على ُش ْعبَة فقيل له رأيته فغضب وقال رأيت محاد بن سلمة‪َ ،‬وهو خري منه ‪ (.‬الكامل يف عفاء‬

‫(‪)10‬‬
‫ويستفاد من األحاديث‪ :‬بيان فضيلة الصبر على البالء وترك التضجر من‬
‫اآلالم لئال يفضي إلى أشد منها‪ ،‬وفيه تحريم تعاطي األسباب المفضية إلى قتل‬
‫النفس‪ ،‬وفيه التنبيه على أن حكم السراية على ما يترتب عليه ابتداء القتل وهللا‬
‫أعلم(‪.)1‬‬
‫فانظر إلى خطورة اليأس والقنوط إن ضرره في الدنيا شديد‪ ،‬وفي اآلخرة‬
‫أليم‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬المشاكل االقتصادية‪:‬‬
‫فالفقر قد يجعل اإلنسان يفعل المعصية دون أن يشعر‪ ،‬ويجره إلى مخالفات‬
‫شرعية‪ ،‬فقد جاء في قصة الثالثة النفر الذين آووا إلى غار فسدت الغار صخرة‬
‫َشِّد‬
‫ات َع ِّمي َكأ َ‬ ‫ُح ُّب ام أرَة ِّمن بن ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬
‫قال أحد الثالثة‪" :‬الل ُه َّم ِّإ ْن ُك ْن َت تَ ْعَل ُم أَني ُك ْن ُت أ ِّ ْ َ ً ْ َ َ‬
‫ال َذلِّ َك ِّم ْن َها َحتَّى تُ ْع ِّط َي َها ِّم َائ َة ِّدي َن ٍار َف َس َع ْي ُت‬
‫اء َفَقاَل ْت َال تََن ُ‬
‫ِّ‬ ‫َما ُي ِّح ُّب َّ‬
‫الرُج ُل الن َس َ‬

‫الرجال (‪.)44 /3‬‬


‫لمة نسختس ‪ (.‬من رو عنهم البخاري يف الصحيح‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وقال أبو يعلى ‪َ :‬كا َن هدبة ث َقة‪َ ،‬وَكا َن عنْده َحديث َمحَّاد بن َس َ‬
‫(ص‪.)219 :‬‬
‫محاد بن سلمة بن دينار البصري أبو سلمة ثقه عابد أثبت الناس يف اثبت وتغري حفظه أبخرة من كبار الثامنة مات‬
‫سنة سبع وستس ‪ (.‬تقريب التهذيب (ص‪ )178 :‬ت(‪.)1499‬‬
‫ساك بكسر أوله وختفيف امليم ابن حرب ابن أوس ابن خالد الذهلي البكري الكويف أبو املغرية صدوق وروايته عن‬
‫عكرمة خاصة مضطربة وقد تغري أبخرة فكان رمبا تلقن [يلقن] من الرابعة مات سنة ثالث وعشرين‪( .‬تقريب‬
‫التهذيب (ص‪ )255 :‬ت(‪.)2624‬‬
‫النعمان ابن بشري ابن سعد ابن ثعلبة األنصاري اْلزرجي له وألبويه صحبة مث سكن الشام مث ويل إمرة الكوفة مث قتل‬
‫حبمص سنة مخس وستس وله أربع وستون سنة ‪ (.‬تقريب التهذيب (ص‪ )563 :‬ت(‪ ،)7152‬اإلصابة يف‬
‫متييز الصحابة (‪ )346 /6‬ت(‪.)8749‬‬
‫احلكم على اإلسناد‪ :‬إسناد صحيح رجاله ثقات‪ ،‬وقال اهليثمي‪" :‬رواه الطرباين يف الكبري واألوسط ورجاهلما رجال‬
‫الصحيح" (جممع الزوائد (‪.)32 /7‬‬
‫َّهلُ َك ِة‬ ‫ِ‬
‫{وَال تُلْ ُقوا ِأبَيْدي ُك ْم إِ َىل الت ْ‬ ‫وله شاهد صحيح من حديث الْب ر ِاء بْ ِن َعا ِز ٍ‬
‫ال لَهُ َر ُج ٌل‪َ :‬اي أ ََاب عُ َم َارةَ ‪َ ،‬‬
‫ب ‪ ‬قَ َ‬ ‫ََ‬
‫هللا‬ ‫ر‬ ‫ول‪َ :‬ال ي ْغ ِ‬
‫ف‬ ‫ُ‬ ‫ق‬ ‫ي‬ ‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫ب‬ ‫ن‬ ‫َّ‬
‫الذ‬ ‫ب‬ ‫ِ‬
‫ن‬
‫َ ْ ُ َ َّ ُ ُ ُ ُ ْ َ ََ ُ‬‫ذ‬
‫ْ‬ ‫ي‬ ‫ل‬‫ج‬ ‫الر‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫ن‬ ‫ِ‬
‫ك‬ ‫ل‬
‫َ‬‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫ال‬‫َ‬ ‫‪:‬‬ ‫ال‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫الر ُج ُل يَلْ َقى الْ َع ُد َّو فَيُ َق ُ َ ُ ْ َ َ َ‬
‫ق‬ ‫‪،‬‬ ‫؟‬‫ل‬ ‫ت‬ ‫ق‬ ‫ي‬ ‫َّت‬
‫َّ‬ ‫ح‬ ‫ل‬ ‫ات‬ ‫أ َُه َو َّ‬
‫َ ُ ُ‬
‫ِيل احلاكم يف املستدرك على الصحيحس كتاب التفسري (‪ )302 /2‬ح(‪ ،)3089‬ووافقه الذهيب‪ ،‬والبيهقي‬
‫يف شعب اإلميان معاجلة كل الذنوب ابلتوبة(‪ )305 /9‬ح(‪.)6691‬‬
‫(‪ )1‬فتح الباري البن حجر (‪.)500 /6‬‬

‫(‪)11‬‬
‫ض اْل َخاتَ َم ِّإ َّال ِّب َح ِّق ِّه‬ ‫اتَّ ِّق َّ‬
‫َّللاَ َوَال تَُف َّ‬ ‫ِّر ْجَل ْي َها َقاَل ْت‬ ‫يها َحتَّى َج َم ْعتُ َها َفَل َّما َق َع ْد ُت َب ْي َن‬ ‫فَ‬
‫ِّ‬
‫اء َو ْج ِّه َك َفا ْف ُرْج َعَّنا‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫أَِّني َف َعْل ُت‬ ‫َفُق ْم ُت َوتَ َرْكتُ َها َفِّإ ْن ُك ْن َت تَ ْعَل ُم‬
‫َذل َك ْابت َغ َ‬
‫ُف ْر َج ًة‪.)1("...‬‬
‫فالمرأة الشريفة العفيفة ألجأها الفقر والجوع وشدة الحاجة إلى الرذيلة‪ ،‬وكذلك‬
‫كل من ألجأته الحاجة إلى ارتكاب محرم فإنه قد يضعف لذا ثبت أنه ‪ ‬كان‬
‫الدعو ِّ‬ ‫ِّ ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫يستعيذ من الفقر ف َع ْن َع ِّائ َش َة‪ ،‬أ َّ‬
‫ات‪:‬‬ ‫ان َي ْد ُعو ب َه ُؤالَء َّ َ َ‬ ‫ول هللا ‪َ ،‬ك َ‬ ‫َن َرُس َ‬
‫اب اْلَق ْب ِّر‪َ ،‬و ِّم ْن‬‫الن ِّار‪ ،‬وِّف ْت َن ِّة اْلَق ْب ِّر و َع َذ ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫َعوُذ ِّب َك ِّم ْن ِّف ْت َن ِّة َّ ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬
‫"الل ُه َّم َفِّإني أ ُ‬
‫َ‬ ‫النار َو َع َذاب َّ َ‬
‫ال‪،‬‬ ‫الد َّج ِّ‬
‫يح َّ‬ ‫َش ِّر ِّف ْت َن ِّة اْل ِّغ َنى‪َ ،‬و ِّم ْن َش ِّر ِّف ْت َن ِّة اْلَفْق ِّر‪َ ،‬وأَ ُعوُذ ِّب َك ِّم ْن َش ِّر ِّف ْت َن ِّة اْل َم ِّس ِّ‬
‫ط َايا‪َ ،‬ك َما َنَّق ْي َت الثَّْو َب‬ ‫الثْل ِّج َواْل َب َرِّد‪َ ،‬وَن ِّق َقْلِّبي ِّم َن اْل َخ َ‬ ‫اء َّ‬ ‫طاياي ِّبم ِّ‬
‫اغس ْل َخ َ َ َ َ‬
‫الله َّم ْ ِّ‬
‫ُ‬
‫َّ‬
‫طاياي‪َ ،‬كما باع ْد َت بي َن اْلم ْشر ِّ‬
‫ِّق‬ ‫ِّ ِّ‬ ‫ض ِّم َن َّ ِّ‬
‫َ‬ ‫َْ‬ ‫َ َ َ‬ ‫الد َنس‪َ ،‬وَباع ْد َب ْيني َوَب ْي َن َخ َ َ َ‬ ‫األ َْب َي َ‬
‫َعوُذ ِّب َك ِّم َن اْل َك َس ِّل‪َ ،‬واْل َه َرِّم‪َ ،‬واْل َم ْأثَ ِّم‪َ ،‬واْل َم ْغ َرِّم"‪.)2(.‬‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬
‫َواْل َم ْغ ِّر ِّب‪ ،‬الل ُه َّم َفِّإني أ ُ‬
‫ومن خالل معايشتنا لألحداث ورؤيتنا للواقع نرى أن معظم أسباب االنتحار‬
‫يف بالدان بسبب الفقر وقلة ذات اليد‪ ،‬فعندما جيد املقدم على االنتحار أن ال خري‬
‫يف الدنيا يظن أنه يسجد اخلري ابخلالص منها فينضم ضعف الوازع الديين إىل قلة‬
‫ذات اليد فيقتل نفسه‪.‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه‪ :‬البخاري كتاب البيوع ابب إِ َذا ا ْشتَ َر َشْي ئًا لِغَ ِْريهِ بِغَ ِْري إِ ْذنِِه فَ َر ِ َي ‪ )79/3‬ح(‪ ،)2215‬ويف كتاب‬
‫اإلجارة ابب من استأجر أجريا فرتك أجره فعمل فيه املستأجر فزاد أو من عمل يف مال غريه فاستفضل (‪/2‬‬
‫‪ )793‬ح(‪ ،)2152‬ويف كتاب األنبياء ابب (أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم الكهف ‪/3( )9 :‬‬
‫‪ )1278‬ح(‪ ،)3278‬ومسلم يف كتاب الذكر والدعاء والتوبة واالستغفار ابب قصة أصحاب الغار الثالثة‬
‫والتوسل بصاحل األعمال ) (‪ )2099 / 4‬ح(‪ ،)2743‬وأمحد يف املسند (‪ )180 /10‬ح(‪ ،)5973‬وابن‬
‫حبان كما يف اإلحسان كتاب الرقائق ابب األدعية ذكر اْلرب الدال على أن دعاء املرء أبوثق عمله قد يرجى‬
‫له إجابة ذلك الدعاء (‪ )178 /3‬ح(‪ ،)897‬كلهم عن ابن عمر ‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه‪ :‬البخاري يف كتاب الدعوات ابب التعوذ من املأمث واملغرم (‪ )2341 /5‬ح( ‪ ،)6007‬ويف كتاب‬
‫الدعوات ابب االستعاذة من أرذل العمر ومن فتنة الدنيا وفتنة النار (‪ )2344 /5‬ح(‪ ،)6014‬ويف كتاب‬
‫الدعوات ابب التعوذ من فتنة الفقر (‪ )2344 /5‬ح(‪ ،)6016‬ومسلم يف كتاب الدعوات ابب االستعاذة‬
‫(‪ )75 /8‬ح(‪ ،)6970‬والرتمذي يف كتاب الدعوات ابب ‪ )525 /5( 77‬ح(‪ ،)3495‬وقال‪ :‬حسن‬
‫صحيح‪ ،‬والنسائي يف كتاب االستعاذة ابب ِاال ْستِ َعاذَة ِم ْن َشِّر فِتْ نَ ِة الْ َق ِْرب (‪ )655 /8‬ح(‪ ،)5481‬وابن‬
‫ماجه يف كتاب الدعاء ابب ما تعوذ منه رسول هللا ‪ )1262 /2( ‬ح(‪ ،)3838‬وأمحد يف املسند(‪/40‬‬
‫‪ )345‬ح(‪.)24301‬‬

‫(‪)12‬‬
‫الصحية‪:‬‬ ‫رابعاً‪ :‬المشاكل‬
‫قد يصاب المرء بمرض عضال يعكر صفو حياته‪ ،‬فيتألم منه‪ ،‬ويجعله األلم‬
‫ال يشعر بطعم الحياة وال بحالوة‪ ،‬أو لذة مما قد يجعله يقدم على االنتحار‪ ،‬قد‬
‫ِّ‬
‫ال‪:‬‬‫حدث هذا في حياة النبي ‪ ‬كما روى اإلمام مسلم في صحيحه َع ْن َجاب ٍر َق َ‬
‫َّللاِّ‪َ ،‬ه ْل َل َك ِّفي‬ ‫ول َّ‬ ‫ال‪َ :‬يا َرُس َ‬
‫ِّ‬
‫الد ْوس ُّي إَلى النَّب ِّي ‪َ ‬فَق َ‬
‫الطَف ْيل ْب ُن َعم ٍرو َّ ِّ ِّ‬
‫ْ‬ ‫ُ‬
‫جاء ُّ‬
‫َ َ‬
‫ص ِّار‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ٍ‬ ‫ِّ‬
‫ص ٍن َحص ٍ‬ ‫ِّ‬
‫َّللاُ ل ْأل َْن َ‬
‫َّللا ‪ ‬للذي َذ َخ َر َّ‬ ‫ول َّ‬ ‫ال‪َ :‬فأ ََبى َذل َك َرُس ُ‬ ‫ين َو َم َن َعة؟ َق َ‬ ‫حْ‬
‫اج َر َم َع ُه َرُج ٌل ِّم ْن‬ ‫ُّ‬ ‫ِّ ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫َفَل َّما َهاجر َِّّ‬
‫اج َر الطَف ْي ُل ْب ُن َع ْم ٍرو َو َه َ‬ ‫النب ُّي ‪ ‬إَلى اْل َمد َينة " َه َ‬ ‫ََ‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫ط َع به َب َراج َم ُه‪َ ،‬ف َش َخ َب ْت‬ ‫ص َفَق َ‬ ‫َخ َذ َم َشاق َ‬ ‫ع َفأ َ‬ ‫ِّ‬
‫ض َف َجز َ‬ ‫اجتَ َوُوا اْل َمد َين َة( ) َف َمر َ‬
‫ِّ‬ ‫َق ْو ِّمه َف ْ‬
‫‪1‬‬

‫ِّ ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ُّ‬


‫ال‪:‬‬‫ُّك؟ َق َ‬ ‫ص َن َع ِّب َك َرب َ‬ ‫ال‪َ :‬ما َ‬ ‫ات َف َرَءاهُ الطَف ْي ُل ْب ُن َع ْم ٍرو في َم َنامه َفَق َ‬ ‫َي َداهُ َحتَّى َم َ‬
‫ال‪َ :‬ما لِّي‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ ِّ ِّ ِّ ِّ ِّ ِّ ِّ‬
‫َغَف َر لي به ْج َرتي إَلى َنبيه ‪َ ‬وَرآهُ في َه ْي َئة َح َس َنة َوَرآهُ ُم َغطًيا َي َد ْيه‪َ ،‬فَق َ‬
‫صها ُّ‬ ‫أَراك م َغ ِّطيا يديك؟ َقال‪ِّ :‬قيل لِّي َلن ن ِّ ِّ‬
‫الطَف ْي ُل‬ ‫ال‪َ :‬فَق َّ َ‬ ‫صل َح م ْن َك َما أَْف َس ْد َت‪َ ،‬ق َ‬ ‫ْ ُْ‬ ‫َ َ ُ ً ََ ْ َ َ َ‬
‫ِّ ‪2‬‬
‫اغف ْر"( )‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫َّللاِّ ‪َّ " :‬‬ ‫ول َّ ِّ‬ ‫عَلى رس ِّ‬
‫الل ُه َّم َولِّ َي َد ْيه َف ْ‬ ‫ول َّ‬ ‫ال َرُس ُ‬ ‫َّللا ‪َ ،‬فَق َ‬ ‫َ َُ‬
‫فالحالة الصحية لها عالقة مباشرة باالكتئاب واالنتحار‪ ،‬فالمرضى‬
‫المصابون بأمراض مستعصية الشفاء ‪ -‬كاإليدز والسرطان ‪ -‬أكثر إقباالً على‬
‫االنتحار كما هو واضقع‪.‬‬
‫وهنا نرى أن النبي ‪ ‬قد دعا له رغم أنه مات منتح اًر‪ ،‬وقد يظن أن هذا‬
‫الحديث يتعارض مع ما سبقه من األحاديث التي أفادت تخليد المنتحر في النار‬
‫وعدم خروجه منها وأنه والكافر سواء ‪.‬‬
‫ويجيب اإلمام النووي عن ذلك فيقول ‪" :‬أما أحكام الحديث ففيه حجة لقاعدة‬

‫(‪ )1‬واجتووا الْ َم ِدينَة‪ :‬كرهوها َوَل توافقهم‪.‬‬


‫السهم إِذا َكا َن طَويال َوَل يكن عريضا‪.‬‬
‫واملشاقص مجع مشقص‪َ :‬وُه َو نصل ْ‬
‫ِ‬
‫َصابِع تبدو إِذا مجعت‪َ ،‬وتغ ُ‬
‫مض إِذا‬ ‫ال ابْن ْاألَنْبَا ِري‪ :‬والرباجم عنْد الْ َعَرب‪ :‬الفصوص الَِِّت ِيف فضول ظُ ُهور ْاأل َ‬ ‫قَ َ‬
‫بسطت‪ .‬ينظر‪ " :‬كشف املشكل من حديث الصحيحس (‪")105 /3‬‬
‫الصالَةِ َعلَى الْ َقاتِ ِل نَ ْف َسهُ (‪ )66 /3‬ح(‪ ،)2224‬وأبو داود يف كتاب‬
‫ب تَ ْر ِك َّ‬
‫(‪ )2‬أخرجه‪ :‬مسلم كتاب اجلنائز َاب ُ‬
‫اجلنائز ابب اإلمام ال يصلي على من قتل نفسه (‪ )180 /3‬ح(‪ ،)3187‬والنسائي يف كتاب اجلنائز ابب‬
‫الص َالةِ َعلَى َم ْن قَتَ َل نَ ْف َسهُ (‪ )368 /4‬ح(‪ ،)1963‬وابن ماجه يف كتاب اجلنائز ابب يف الصالة‬ ‫تَ ْرك‪َّ .‬‬
‫على أهل القبلة (‪ )488 /1‬ح(‪ ،)1526‬وأمحد يف املسند (‪ )231 /23‬ح(‪.)14982‬‬

‫(‪)13‬‬
‫عظيمة ألهل السنة أن من قتل نفسه‪ ،‬أو ارتكب معصية غيرها‪ ،‬ومات من غير‬
‫توبة‪ ،‬فليس بكافر‪ ،‬وال يقطع له بالنار بل هو في حكم المشيئة‪ ... ،‬وهذا الحديث‬
‫شرح لألحاديث التي يوهم ظاهرها تخليد قاتل النفس وغيره من أصحاب الكبائر‬
‫في النار‪ ،‬وفيه إثبات عقوبة بعض أصحاب المعاصي فإن هذا عوقب في يديه‬
‫ففيه رد على المرجئة القائلين بأن المعاصي ال تضر‪ ،‬وهللا أعلم"(‪.)1‬‬
‫فالحديث دليل على أن مرتكب الكبيرة ال يخلد في النار‪.‬‬
‫وقال القاري‪" :‬الخلود غير واقع في حق من أتى بالشهادتين‪ ،‬وان قتل نفسه‬
‫ألن نبي هللا ‪ ‬دعا للجاني على نفسه بالمغفرة‪ ،‬وال يجوز في حقه أن يستغفر‬
‫لمن وجب عليه الخلود بعد أن نهي عنه"(‪.)2‬‬
‫قلت‪" :‬وليس معنى عدم القطع بتخليد المنتحر في النار أن الناس تتج أر‬
‫على هذه المعصية‪ ،‬بل كما في الحديث الرجل عوقب في يديه اللتين ارتكب بهما‬
‫هذه الفعلة‪ ،‬وال يضمن المنتحر عند فعلته أن يدخله الجزع في التسخط على هللا‬
‫فيدخل في الكفر والعياذ باهلل"‪.‬‬
‫ان ُيمكن أَن تعمها‬
‫الها‪َ ،‬وقد َك َ‬ ‫َّ‬
‫لذا قال ابن الجوزي‪َ " :‬واِّن َما تركت َي َداهُ على َح َ‬
‫اْل َم ْغ ِّف َرة فتصلح‪ ،‬ليعلم قدر َه َذا ا َّلذنب‪ ،‬محذ ار َّ‬
‫السامع لْل َحال من مثله"(‪.)3‬‬
‫ويحتمل أنه أراد أن يعالج نفسه فقطع براجمه فمات على حالته تلك‪.‬‬
‫وقال الطحاوي‪ :‬يحتمل أن يكون الرجل المذكور في هذا الحديث فعل بنفسه‬
‫ما فعل مما ذكر فيه على أنه عنده عالج تبقى به بقية يديه‪ ،‬ففعل ما فعل لتسلم‬
‫له نفسه‪ ،‬وتبقى له بقية يديه‪ ،‬فلم يكن في ذلك مذموماً‪ ،‬وكان كرجل أصابه في‬
‫يده شيء‪ ،‬فخاف إن لم يقطعها أن يذهب بها سائر بدنهـ ويتلف بها نفسه‪ ،‬فهو‬
‫في سعة من قطعها‪ ،‬فإن لم يقطعها وهو يرى أنه بذلك يسلم له بذلك بقية بدنه‬
‫ويأمن على نفسه‪ ،‬ثم مات منها أنه غير ملوم في ذلك‪ ،‬وال معاقب عليه‪ ،‬وكذلك‬
‫هذا الرجل فيما فعل ببراجمه حتى كان من فعله تلف نفسه‪ ،‬وهو خالف من قتل‬
‫نفسه طاعناً لها أو متردياً من مكان إلى مكان ليتلف نفسه‪ ،‬أو متحسياً لسم ليقتل‬

‫(‪ )1‬شرح النووي على مسلم (‪.)132 /2‬‬


‫(‪ )2‬مرقاة املفاتيح شرح مشكاة املصابيح (‪.)2263 /6‬‬
‫(‪ )3‬كشف املشكل من حديث الصحيحس (‪.)105 /3‬‬

‫(‪)14‬‬
‫به نفسه‪ ،‬فلم يبن بحمد هللا فيما رويناه في هذا الباب عن رسول هللا ‪ ‬تضاد وال‬
‫اختالف‪.‬‬
‫فإن قال قائل‪ :‬ففي هذا الحديث دعا رسول هللا عليه السالم ليدي هذا الرجل‬
‫بالغفران‪ ،‬ودعاؤه ليديه بذلك دعاء له‪ ،‬وذلك ال يكون إال عن جناية كانت منه‬
‫على يديه استحق بها العقوبة‪ ،‬فدعا له رسول هللا عليه السالم بالغفران ليديه‪،‬‬
‫فيكون ذلك غفرانا له‪.‬‬
‫قيل له‪ :‬ما في هذا الحديث دليل على ما ذكرت ألنه قد يجوز أن يكون ما‬
‫كان من رسول هللا عليه السالم من ذلك الدعاء ليدي ذلك الرجل كان إلشفاقه‬
‫عليه ولعمل الخوف من هللا كان في قلبه فدعا له بذلك لهذا المعنى ال لما‬
‫سواه"(‪.)1‬‬
‫ومحل الشاهد هنا أن المرض جعل الرجل يفعل بنفسه ما يؤلمها ألنه يطلب‬
‫راحة بدنه الذي أعياه المرض‪ ،‬وأضناه‪.‬‬
‫ومما يدل على أن الناس قد تفهم من حاول أن يداوي نفسه بأنه منتحر ما‬
‫روي عن سلمة قال ‪ :‬خرجنا مع النبي ‪ ‬إلى خيبر فقال رجل منهم أسمعنا يا‬
‫عامر من هنياتك فحدا بهم فقال النبي ‪ ( ‬من السائق ) ‪ .‬قالوا عامر فقال‪:‬‬
‫(رحمه هللا ) ‪ .‬فقالوا يا رسول هللا هال أمتعتنا به فأصيب صبيحة ليلته فقال القوم‬
‫حبط عمله قتل نفسه فلما رجعت وهم يتحدثون أن عام ار حبط عمله فجئت إلى‬
‫النبي ‪ ‬فقلت يا نبي هللا فداك أبي وأمي زعموا أن عام ار حبط عمله فقال‪ :‬كذب‬
‫من قالها إن له ألجرين اثنين إنه لجاهد مجاهد وأي قتل يزيده عليه )(‪.)2‬‬
‫وانما قالوا‪ :‬حبط عمله‪ ،‬لقوله تعالى‪{ :‬وال تقتلوا أنفسكم} وهذا إنما هو فيمن‬
‫يتعمد قتل نفسه‪ ،‬إذ الخطأ ال ينهى عنه أحد(‪.)3‬‬
‫يها َعامر‪َ .‬وَذلِّ َك أَن‬ ‫صة َّالِّتي م ِّ‬‫ومما يدل على عدم تعمده أن تمام اْل ِّق َّ‬
‫ات ف َ‬
‫َ َ‬

‫(‪ )1‬بيان مشكل اآلاثر الطحاو (‪.)111 /1‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه‪ :‬البخاري يف كتاب الدايت ابب إذا قتل نفسه خطأ فال دية له (‪ )2525 /6‬ح(‪ ،)6496‬ومسلم يف‬
‫كتاب املغازي ابب غزوة ذي قرد صحيح مسلم (‪ )189 /5‬ح(‪.)4702‬‬
‫(‪ )3‬عمدة القاري شرح صحيح البخاري (‪.)51 /24‬‬

‫(‪)15‬‬
‫ات ِّم ْن َها(‪.)1‬‬ ‫ِّ‬
‫ان َقصيرا‪َ .‬فرجع ِّإَلى ركبته من َ‬
‫ضربته‪َ .‬ف َم َ‬ ‫َس ْيفه َك َ‬
‫خامساً‪ :‬الجهل ‪.‬‬
‫ال سيما بالعلم الشرعي ومن المعلوم أن الجهل عدو قاتل يقتل صاحبه قبل‬
‫أن يقتل غيره‪ ،‬وواقع أكثر من يقوم باالنتحار جاهل بالعلم الشرعي‪.‬‬
‫ول‬
‫َرُس ُ‬ ‫ال‬
‫ال‪َ :‬ق َ‬ ‫والجهل من سمات آخر الزمان ف َع ْن ُح َذ ْيَف َة ْب ِّن اْل َي َمان ‪َ ‬ق َ‬
‫ِّ‬ ‫َّ ِّ َّ‬ ‫ِّ‬ ‫َّ ِّ‬
‫ص َالةٌ‬
‫َ‬ ‫َّللا ‪َ ‬ي ْد ُر ُس ْاإل ْس َال ُم َك َما َي ْد ُر ُس َو ْش ُي الث ْوب َحتى َال ُي ْد َرى َما ص َي ٌ‬
‫ام َوَال‬
‫ض‬‫َّللاِّ َع َّز و َج َّل ِّفي َلْيَل ٍة َف َال َي ْبَقى ِّفي ْاأل َْر ِّ‬
‫اب َّ‬ ‫ك وَال ص َدَق ٌة وَليسرى َعَلى ِّكتَ ِّ‬
‫َ‬ ‫َ َُْ‬ ‫َوَال ُن ُس ٌ َ َ‬
‫اس َّ‬ ‫ف ِّم ْن َّ‬ ‫ِّمنه آي ٌة وتَبَقى َ ِّ‬
‫اء َنا‬ ‫ن‬
‫وز َيُقوُلو َ ‪ :‬أ َْد َرْك َنا َآب َ‬‫الش ْي ُخ اْل َكِّب ُير َواْل َع ُج ُ‬ ‫الن ِّ‬ ‫ط َوائ ُ‬ ‫ُْ َ َ ْ‬
‫َعَلى َهِّذ ِّه اْل َكلِّ َم ِّة َال ِّإَل َه ِّإ َّال َّ‬
‫َّللاُ َف َن ْح ُن َنُقوُل َها "(‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬املتواري على أبواب البخاري (ص‪.)339 :‬‬


‫(‪ )2‬أخرجه‪ :‬ابن ماجه يف‪ -‬كتاب الفنت‪-‬ابب ذهاب القرآن والعلم‪ 1344/2-‬ح(‪ )4049‬قال‪َ :‬حدَّثَنَا َعلِ ُّي بْ ُن‬
‫اش‪ ،‬عن ح َذي َفةَ ب ِن الْيم ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍِ‬ ‫ُحمَ َّم ٍد قَ َ‬
‫ال‪:‬‬ ‫ان‪ ،‬قَ َ‬ ‫ال‪َ :‬حدَّثَنَا أَبُو ُم َعا ِويَةَ‪َ ،‬ع ْن أَِيب َمالك ْاألَ ْش َجع ِّي‪َ ،‬ع ْن ربْع ِّي بْ ِن حَر ٍ َ ْ ُ ْ ْ َ َ‬
‫اَّللِ ‪.... :‬‬ ‫ول َّ‬ ‫ال َر ُس ُ‬ ‫قَ َ‬
‫ك‪... ،‬به‬ ‫ِ‬
‫ال‪ :‬أَ ْخب رََن أَبو معا ِويةَ‪َ ،‬عن أَِيب مال ٍ‬ ‫والبزار يف مسنده (‪ )259 /7‬ح(‪ )2838‬قال‪َ :‬حدَّثَنَا أَبُو ُكريْ ٍ‬
‫ب‪ ،‬قَ َ َ َ ُ ُ َ َ ْ َ‬ ‫َ‬
‫ك‪ ،‬عن ِربعِ‬ ‫ٍِ‬ ‫ِ‬
‫َسنَ َد ُه‬ ‫أ‬ ‫ا‬
‫َ ُْ َ ْ‬‫د‬
‫ً‬ ‫َح‬ ‫أ‬ ‫م‬‫َ‬‫ل‬‫ع‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫ال‬
‫َ‬‫و‬ ‫ا‪،‬‬ ‫ف‬
‫ً‬‫و‬ ‫ُ‬‫ق‬‫و‬‫اعةٌ َع ْن أَِيب َمال َ ْ ْ ّ َ ْ ُ ْ َ ْ‬
‫م‬ ‫ة‬
‫َ‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫ي‬ ‫ذ‬
‫َ‬ ‫ح‬ ‫ن‬ ‫ع‬ ‫‪،‬‬ ‫ي‬
‫ٍ‬ ‫يث قَ ْد َرَواهُ َمجَ َ‬ ‫‪َ ،‬وقال‪َ :‬وَه َذا ا ْحلَد ُ‬
‫ب‪َ ،‬ع ْن أَِيب ُم َعا ِويَةَ‪.‬‬ ‫إَِّال أَبُو ُكريْ ٍ‬
‫َ‬
‫ك ْاألَ ْش َجعِ ُّي‪... ،‬به‪.‬‬ ‫ونعيم بن محاد يف الفنت (‪ )598 /2‬ح(‪ )1665‬قال‪ :‬ثَنَا أَبو معا ِويةَ‪ ،‬ح َّدثَِين أَبو مالِ ٍ‬
‫ُ َ‬ ‫ُ َُ َ َ‬
‫يد‪ ،‬ثَنَا َج ِّدي‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ف‬ ‫حل‬
‫ْ‬ ‫ا‬ ‫د‬ ‫َمح‬ ‫أ‬ ‫ِ‬
‫ن‬ ‫ب‬ ‫ِ‬
‫اَّلل‬ ‫ِ‬
‫واحلاكم يف املستدرك (‪ )520 /4‬ح(‪ ،)8460‬قال‪ :‬أ ْخبَ َرِين أَبُو بَ ْك ٍر ُحمَ َّ ُ ْ ُ َ ْ َّ ْ ْ َ َ َ ُ‬
‫د‬ ‫ب‬ ‫ع‬ ‫ن‬‫ب‬ ‫د‬ ‫م‬
‫ك ْاألَ ْش َجعِ ِّي‪... ،‬به‪ ،‬وصححه الذهيب‪.‬‬ ‫ب‪ ،‬أَنْبأَ أَبو معا ِويةَ‪َ ،‬عن أَِيب مالِ ٍ‬
‫ثَنَا أَبُو ُكَريْ ٍ َ ُ ُ َ َ ْ َ‬
‫ِ ِِ ِ‬ ‫احلافِ ُ ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫يما َل‬ ‫ظ إ َج َازًة‪َ ،‬وقَ َرأْتُهُ م ْن َخطّه ف َ‬ ‫والبيهقي يف شعب اإلميان (‪ )399 /3‬ح(‪ )1870‬قال‪ :‬أَنْبَأَِين أَبُو َعْبد هللا َْ‬
‫ب‪،‬‬ ‫يد َحدَّثَ ُه ْم‪ ،‬قال حدثنا َج ِّدي َعبَّاس بْن محََْزةَ‪ ،‬حدثنا أَبُو ُكريْ ٍ‬ ‫يُ ْقَرأْ َعلَْي ِه ِم َن الْ ُم ْستَ ْد َر ِك أ ََّن أ ََاب بَ ْك ٍر ا ْحلَِف َ‬
‫َ‬ ‫ُ ُ‬
‫س بْ ُن َعلِ ِّي بْ ِن َْحي َىي‬ ‫احلُ َس ْ ُ‬
‫َمحَ َد ْ‬ ‫ظ لَهُ‪ ،‬أخربَن أَبُو أ ْ‬ ‫ي إِ َج َازًة‪َ ،‬واللَّ ْف ُ‬ ‫َمحَ ُد بْ ُن ُحمَ َّم ٍد َّ‬
‫الرا ِز ُّ‬ ‫ود أ ْ‬ ‫وأَنْبأَِين أَبو مسع ٍ‬
‫َ َ ُ َ ُْ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ظ‪َ ،‬ح َّدثَين أَبُو ُكَريْب‪... ،‬به‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫يم ُّي‪ ،‬حدثنا أَبُو قَُريْش ُحمَ َّم ُد بْ ُن ُمجُ َعةَ بْن َخلَف ا ْحلَاف ُ‬ ‫َّم ِ‬
‫الت ِ‬
‫دراسة إسناد ابن ماجه‪:‬‬
‫علي بن حممد بن إسحاق الطنافسي بفتح املهملة وختفيف النون وبعد األلف فاء مث مهملة ثقة عابد من العاشرة‬
‫مات سنة ثالث وقيل مخس وثالثس ‪ (.‬تقريب التهذيب (ص‪ )405 :‬ت(‪.)4791‬‬
‫حممد بن خازم مبعجمتس أبو معاوية الضرير الكويف [لقبه فافاه] عمي وهو صغري ثقة أحفظ الناس حلديث األعمش‬
‫وقد يهم يف حديث غريه من كبار التاسعة مات سنة مخس وتسعس [ومائة] وله اثنتان ومثانون سنة وقد رمي‬
‫ابإلرجاء‪( .‬تقريب التهذيب (ص‪ )475 :‬ت(‪.)5841‬‬

‫(‪)16‬‬
‫لذلك بوب اإلمام البخاري باب رفع العلم وظهور الجهل ‪.‬‬
‫وبوب اإلمام النووي لبعض أحاديث صحيح مسلم التي تحدثت عن رفع‬
‫العلم في آخر الزمان بهذا العنوان باب رفع العلم وقبضه وظهور الجهل والفتن‬
‫في آخر الزمان(‪.)1‬‬
‫ومما يدل على انتشار الجهل ورفع العلم حديث أنس قال‪ :‬قال رسول هللا‬
‫َن ُي ْرَف َع اْل ِّعْل ُم َوَي ْثُب َت اْل َج ْه ُل َوُي ْش َر َب اْل َخ ْم ُر َوَي ْ‬
‫ظ َه َر‬ ‫الس ِّ‬ ‫‪ِّ( ‬إ َّن ِّمن أ ْ ِّ‬
‫اعة أ ْ‬
‫َش َراط َّ َ‬ ‫ْ‬
‫الزَنا)(‪.)2‬‬‫ِّ‬
‫قال ابن بطال‪.. :‬والمراد من الحديث استحكام ذلك حتى ال يبقى مما يقابله‬
‫اال النادر واليه اإلشارة بالتعبير بقبض العلم فال يبقى اال الجهل الصرف وال يمنع‬
‫من ذلك وجود طائفة من أهل العلم ألنهم يكونون حينئذ مغمورين في أولئك"(‪.)3‬‬
‫سادساً‪ :‬الفراغ والبطالة‪.‬‬
‫فبعض الشباب ال يجد عمالً يعمله مما قد يجعله عرضة لشياطين اإلنس‬
‫والجن‪ ،‬فيقتله الفراغ وهذا الفراغ نعمة ‪.‬‬
‫يهما َكِّث ٌير ِّم َن َّ‬
‫الن ِّ‬ ‫ِّ ِّ‬ ‫ِّ ِّ‬ ‫َّاس‪َ ،‬قال رسول َّ ِّ‬
‫اس‪،‬‬ ‫َّللا ‪" :‬ن ْع َمتَان َم ْغُبو ٌن ف َ‬ ‫فعن ْابن َعب ٍ َ َ ُ ُ‬
‫ِّ‬
‫الص َّح ُة‪َ ،‬واْلَف َارغُ" (‪. )4‬‬

‫سعد ابن طارق أبو مالك األشجعي الكويف ثقة من الرابعة مات يف حدود األربعس ‪( .‬تقريب التهذيب (ص‪)231 :‬‬
‫ت(‪.)2240‬‬
‫ربعي ابن حراش بكسر املهملة وآخره معجمة أبو مرمي العبسي الكويف ثقة عابد خمضرم من الثانية مات سنة مائة‬
‫وقيل غري ذلك (تقريب التهذيب (ص‪ )205 :‬ت(‪.)1879‬‬
‫الصحابة‪( .‬اإلصابة يف متييز الصحابة (‪ )39 /2‬ت(‪.)1652‬‬ ‫العبسي من كبار ّ‬
‫ّ‬ ‫حذيفة بن اليمان‬
‫احلكم على اإلسناد‪ :‬إسناد صحيح ألن رجاله ثقات‪ ،‬وقال البوصريي يف الزوائد‪ :‬إسناده صحيح رجاله ثقات‪ ،‬وقال‬
‫الشيخ األلباين ‪ :‬صحيح‪ ،‬وقال احلافظ ابن حجر‪ :‬إسناده قو ‪( .‬فتح الباري ‪.)16/13‬‬
‫(‪ )1‬انظر‪ :‬صحيح مسلم (‪ )2055/4‬فاإلمام مسلم و ع عناوين الكتب وو ع اإلمام النووي عناوين األبواب‪.‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه‪ :‬البخاري يف كتاب العلم ابب رفع العلم وظهور اجلهل (‪ )43/1‬ح(‪ ، ،)80‬ومسلم يف كتاب العلم‬
‫ابب رفع العلم وقبضه (‪ 2056)/4‬ح(‪.)2671‬‬
‫(‪ )3‬فتح الباري ‪.16 /13‬‬
‫(‪ )4‬أخرجه‪ :‬البخاري يف كتاب الرقاق ابب ما جاء يف الصحة والفراغ وأن ال عيش إال عيش اآلخرة (‪)2357 /5‬‬

‫(‪)17‬‬
‫كثير ما يغبن فيها اإلنسان‪ ،‬فإن الفراغ مفسدة للمرء وداء‬
‫فهاتان نعمتان ًا‬
‫مهلك ومتلف للدين ونفسك إن لم تشغلها شغلتك‪ ،‬فإن لم تشغل النفس بالحق‬
‫شغلتك بالباطل‪ ،‬فليحرص المسلم على أن ال يغبن بأن يترك شكر هللا على ما‬
‫أنعم به عليه ومن شكره امتثال أوامره واجتناب نواهيه فمن فرط في ذلك فهو‬
‫المغبون(‪.)1‬‬
‫ولكنها عند هؤالء تحولت إلى نقمة‪ ،‬بسبب عدم وجود عمل نافع يشغل به‪،‬‬
‫وأيما مجتمع تكثر فيه البطالة ويزيد فيه العاطلون‪ ،‬وتنضب فيه فرص العمل‪،‬‬
‫فإن ذلك يفتح أبو ًابا من الخطر على مصارعها‪ ،‬فالبطالة والفراغ من أقوى العوامل‬
‫المساهمة في االنتحار‪.‬‬
‫هذه أهم األسباب التي تجعل الشخص يفكر في االنتحار ومعرفة األسباب‬
‫تساعد في معرفة العالج‪ ،‬فذكر األسباب يشبه تحديد الطبيب للمرض‪ ،‬فيضع في‬
‫البداية عوامل تقي المريض حتى ال يكون عرضة للمرض‪ ،‬ثم يحدد الدواء‬
‫المناسب والعالج النافع‪ ،‬واآلن ننتقل إلى العالج أو الدواء في ظل السنة النبوية‪.‬‬

‫ح(‪ ،) 6049‬والرتمذي يف كتاب الزهد ابب الصحة والفراغ مغبون فيهما كثري من الناس (‪)550 /4‬‬
‫ح(‪ )2304‬وقال‪ :‬حسن صحيح‪ ،‬وابن ماجه يف كتاب الزهد ابب احلكمة (‪ )1396 /2‬ح(‪،)4170‬‬
‫وأمحد يف املسند (‪ )177 /4‬ح(‪.)2340‬‬
‫(‪ )1‬فتح الباري البن حجر (‪.)230 /11‬‬

‫(‪)18‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬معالجة الشريعة اإلسلمية للنتحار‪.‬‬
‫ال شك أن السنة وضعت حلوال عدة تجعل المسلم ال يصل إلى مرحلة اليأس‬
‫أو القنوط أو الوصول إلى هذه المرحلة‪ ،‬من هذه الطرق‪.‬‬
‫أوالً‪ :‬الترهيب من قتل النفس‪.‬‬
‫فقد توعدت السنة النبوية بعذاب شديد منها أن قاتل نفسه في الدنيا يقتل‬
‫نفسه بنفس الطريقة في النار والعياذ باهلل فعن أَِّبي هريرة ‪َ ،‬قال ‪َ :‬قال رسول هللاِّ‬
‫َ َُ ُ‬ ‫َ‬ ‫َُ ْ َ َ‬
‫طِّن ِّه ِّفي َن ِّار َج َهنَّ َم َخالًِّدا‬
‫‪َ :‬م ْن َقتَ َل َنْف َس ُه ِّب َحِّد َيد ٍة َف َحِّد َيدتُ ُه ِّفي َيِّد ِّه َيتََو َّجأُ ِّب َها ِّفي َب ْ‬
‫يها أ ََبًدا ‪َ ،‬و َم ْن َش ِّر َب ُس ًّما َفَقتَ َل َنْف َس ُه َف ُه َو َيتَ َح َّساهُ ِّفي َن ِّار َج َهَّن َم َخالًِّدا‬ ‫َّ ِّ‬
‫ُم َخلًدا ف َ‬
‫يها أ ََبًدا ‪َ ،‬و َم ْن تَ َرَّدى ِّم ْن َج َب ٍل َفَقتَ َل َنْف َس ُه َف ُه َو َيتَ َرَّدى ِّفي َن ِّار َج َهنَّ َم َخالًِّدا‬ ‫َّ ِّ‬
‫ُم َخلًدا ف َ‬
‫يها أ ََبًدا(‪.)1‬‬ ‫َّ ِّ‬
‫ُم َخلًدا ف َ‬
‫نفسه َي ْخُنُقها في النار‪،‬‬ ‫نق ُ‬ ‫وعن أبي هريرة ‪ ‬قال‪ :‬قال النبي ‪" :‬الذي َي ْخ ُ‬
‫‪2‬‬
‫طع ُنها يطع ُنها في النار" ( )‪.‬‬
‫والذي َي ْ ُ َ ُ‬
‫وعن ثابت بن الضحاك ‪ ‬أن رسول هللا ‪ ‬قال‪َ ( :‬م ْن َقتَ َل َنْف َس ُه ِّب َشي ٍء‬
‫ْ‬
‫ام ِّة)(‪.)3‬‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ ِّ ِّ‬
‫ُعذ َب به َي ْوَم اْلق َي َ‬
‫سما للتداوى ولم يقصد به قتل نفسه وشرب‬ ‫قال ابن بطال‪" :‬فأما من شرب ً‬
‫مقدر مثله‪ ،‬أو خلطه بغيره مما يكسر ضره فليس بداخل فى الوعيد؛ ألنه لم‬ ‫منه ًا‬
‫يقتل نفسه غير أنه يكره له ذلك لما روى الترمذى قال‪ :‬حدثنا بن نصر‪ ،‬حدثنا‬
‫ابن المبارك‪ ،‬عن يونس بن أبى إسحاق‪ ،‬عن مجاهد‪ ،‬عن أبى هريرة قال‪( :‬نهى‬

‫(‪ )1‬أخرجه‪ :‬مسلم يف كتاب اإلميان ابب من قتل نفسه بشيء (‪ )72 /1‬ح(‪ ،)215‬والرتمذي يف كتاب الطب‬
‫ابب من قتل نفسه بسم أو غريه (‪ )386 /4‬ح(‪ ،)2043‬وأمحد يف املسند (‪ )416 /12‬ح(‪.)7448‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه‪ :‬البخاري يف كتاب اجلنائز ابب ما جاء يف قاتل النفس (‪ )459 /1‬ح(‪ ،)1299‬وأمحد يف املسند(‪/15‬‬
‫‪ )380‬ح(‪.)9618‬‬
‫(‪ ) 3‬أخرجه‪ :‬البخاري يف كتاب األدب ابب ما ينهى من السباب واللعن (‪)2247 /5‬ح(‪ ،)5700‬ومسلم يف‬
‫كتاب اإلميان ابب من قتل نفسه بشيء (‪ )73 /1‬ح(‪.)217‬‬

‫(‪)19‬‬
‫النبى عن الدواء الخبيث)(‪ . )1‬قال أبو عيسى‪ :‬يعنى‪ :‬السم"(‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬أخرجه‪ :‬أبو داود يف كتاب الطب ابب يف األدوية املكروهة(‪ )6 /4‬ح(‪ ،)3872‬قال‪َ :‬حدَّثَنَا َه ُارو ُن بْ ُن َعبْ ِد‬
‫اه ٍد َع ْن أَِِب ُهَريْ َرةَ ‪....‬‬
‫اق عن ُجم ِ‬
‫س بْ ُن أ َِِب إِ ْس َح َ َ ْ َ‬ ‫ِ ٍ‬ ‫َِّ‬
‫اَّلل َحدَّثَنَا ُحمَ َّم ُد بْ ُن ب ْشر َحدَّثَنَا يُونُ ُ‬
‫والرتمذي يف كتاب الطب ابب فيمن قتل نفسه بسم أو غريه(‪ )387 /4‬ح(‪ ،)2045‬قال‪ :‬حدثنا سويد بن نصر‬
‫أخربَن عبد هللا بن املبارك عن يونس بن أيب إسحق ‪ ....‬به و قال أبو عيسى‪ :‬يعين السم‪.‬‬
‫وابن ماجه يف كتاب الطب ابب النهي عن الدواء اْلبيث (‪ )1145 /2‬ح(‪ ،)3459‬قال‪َ :‬حدَّثَنَا أَبُو بَ ْك ِر بْ ُن أَِيب‬
‫اق‪..... ،‬به‪.‬‬ ‫س بْ ِن أَِيب إِ ْس َح َ‬ ‫ِ‬
‫يع‪َ ،‬ع ْن يُونُ َ‬‫ال‪َ :‬حدَّثَنَا َوك ٌ‬ ‫َشْي بَةَ قَ َ‬
‫وأمحد يف املسند (‪ )416 /13‬ح(‪ ،)8048‬قال‪ :‬حدثنا أبو قطن‪ ،‬حدثنا يونس‪.... ،‬به‪.‬‬
‫ويف (‪ )470 /15‬ح(‪ )9756‬قال‪ :‬حدثنا وكيع‪ ،‬حدثنا يونس بن أيب إسحاق‪... ،‬به‪.‬‬
‫يع ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫وابن أيب شيبة يف مصنفه كتاب الطب ابب من كره الطب وَل يره (‪ )363 /7‬ح(‪ )23893‬قال‪َ :‬حدَّثَنَا َوك ٌ‬
‫اق ‪....‬به‪.‬‬ ‫س بْ ِن أَِيب إِ ْس َح َ‬ ‫َع ْن يُونُ َ‬
‫والبزار يف مسنده (‪ )213 /16‬ح(‪ )9358‬قال‪َ :‬ح َّدثَنا حممد بن فراس أبو هريرة الصرييف حدثنا أبو قتيبة حدثنا‬
‫يونس بن أيب إِ ْس َحاق ‪....‬به‪.‬‬
‫َّار‪ ،‬ثَنَا‬ ‫اَّللِ َّ‬
‫الصف ُ‬ ‫َخبَ َرََن أَبُو َعْب ِد َّ‬
‫واحلاكم يف املستدرك على الصحيحس كتاب الطب (‪ )455 /4‬ح(‪ .)8260‬قال‪ :‬أ ْ‬
‫اق‪...،‬به‪.‬‬ ‫س‪َ ،‬ع ْن أَِيب إِ ْس َح َ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫َمحَ ُد بْ ُن م ْهَرا َن‪ ،‬ثَنَا أَبُو نُ َعيْم‪ ،‬ثَنَا يُونُ ُ‬
‫أْ‬
‫ِ‬
‫َخبَ َرََن أَبُو َعل ٍّى أَنْبَأ َََن‬
‫والبيهقي السنن الكرب كتاب الضحااي ابب التداوي مبا يكون (‪ )5 /10‬ح(‪ )20174‬قال‪ :‬أ ْ‬
‫س بْ ُن أَِِب‬ ‫ِ ٍ‬ ‫ُحم َّم ُد بن ب ْك ٍر حدَّثَنا أَبو داود حدَّثَنا هارو ُن بن عب ِد َِّ‬
‫اَّلل َحدَّثَنَا ُحمَ َّم ُد بْ ُن ب ْشر َح َّدثَنَا يُونُ ُ‬ ‫َ ْ ُ َ َ َ ُ َ ُ َ َ َ َ ُ ْ ُ َْ‬
‫اق‪....‬به‪.‬‬ ‫إِ ْس َح َ‬
‫دراسة إسناد أمحد‪:‬‬
‫وكيع بن اجلراح بن مليح الرؤاسي بضم الراء ومهزة مث مهملة أبو سفيان الكويف ثقة حافظ عابد من كبار التاسعة‬
‫مات يف آخر سنة ست و [أو] أول سنة سبع وتسعس [ومائة] وله سبعون سنة‪( .‬تقريب التهذيب (ص‪:‬‬
‫‪ )581‬ت(‪)7414‬‬
‫يونس بن أيب إس حاق السبيعي أبو إسرائيل الكويف صدوق يهم قليال من اْلامسة مات سنة اثنتس ومخسس على‬
‫الصحيح ‪ .‬تقريب التهذيب (ص‪ )613 :‬ت(‪.)7899‬‬
‫جماهد بن جرب بفتح اجليم وسكون املوحدة أبو احلجاج املخزومي موالهم املكي ثقة إمام يف التفسري ويف العلم من‬
‫الثالثة مات سنة إحد أو اثنتس أو ثالث أو أربع ومائة وله ثالث ومثانون‪ .‬تقريب التهذيب (ص‪)520 :‬‬
‫ت(‪.)6481‬‬
‫أبو هريرة الدوسي الصحايب اجلليل حافظ الصحابة اختلف يف اسه واسم أبيه قيل عبد الرمحن بن صخر وقيل ابن‬
‫غنم وقيل عبد هللا بن عائذ وقيل ابن عامر وقيل ابن عمرو ‪ ...‬مات سنة سبع وقيل سنة مثان وقيل تسع‬
‫ومخسس وهو ابن مثان وسبعس سنة‪ .‬تقريب التهذيب (ص‪ )680 :‬ت(‪.)8426‬‬
‫احلكم على اإلسناد‪ :‬إسناد حسن فيه أبو إسحاق السبيعي صدوق‪ ،‬وَل يهم‪.‬‬

‫(‪)20‬‬
‫بقي إشكال في قوله خالدا مخلداً يقتضي تخليد المنتحر وقد سبقت بعض‬
‫األجوبة وأزيد تفصيالً هنا‪:‬‬
‫جاءت هذه الزيادة في رواية األعمش وأخرجها‪:‬‬
‫البخاري(‪ )2‬قال‪ :‬حدثنا عبد هللا بن عبد الوهاب حدثنا خالد بن الحارث‬
‫حدثنا شعبة عن سليمان قال سمعت ذكوان يحدث عن أبي هريرة رضي هللا عنه‬
‫‪ :‬عن النبي ‪ ‬قال ( من تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردى‬
‫فيه خالدا مخلدا فيها أبدا ومن تحسى سما فقتل نفسه فسمه في يده يتحساه في‬
‫نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا ومن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها‬
‫في بطنه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا )‪.‬‬
‫ومسلم( ) قال‪َ :‬حَّدثََنا أَُبو َب ْك ِّر ْب ُن أَِّبي َش ْي َب َة ‪َ ،‬وأَُبو َس ِّع ٍيد األ َ‬
‫‪3‬‬
‫َش ُّج ‪َ ،‬قاالَ ‪:‬‬
‫صالِّ ٍح ‪ .......،‬به‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫يع ‪َ ،‬ع ِّن األ ْ ِّ‬ ‫ِّ‬
‫َع َمش ‪َ ،‬ع ْن أَبي َ‬ ‫َحَّدثََنا َوك ٌ‬
‫َح َمُد ْب ُن َح ْن َب ٍل َحَّدثََنا أَُبو ُم َع ِّاوَي َة َحَّدثََنا األ ْ‬
‫‪4‬‬
‫ش‬‫َع َم ُ‬ ‫وأبو داود( ) قال‪َ :‬حَّدثََنا أ ْ‬
‫صالِّ ٍح‪ ....‬به مختصرا‪.‬‬ ‫ِّ‬
‫َع ْن أَبى َ‬
‫والترمذي(‪ )5‬قال‪ :‬حدثنا محمود بن غيالن حدثنا ابو داود عن شعبة عن‬
‫األعمش قال سمعت أبا صالح ‪.....‬به‪.‬‬
‫وقال‪" :‬هذا حديث صحيح وهو أصح من الحديث األول هكذا روى غير‬
‫واحد هذا الحديث عن األعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي ‪، ‬‬
‫وروى محمد بن عجالن عن سعيد المقبري عن أبي هريرة عن النبي ‪ ‬قال من‬
‫قتل نفسه بسم عذب في نار جهنم ولم يذكر فيه خالدا مخلدا فيها أبدا وهكذا رواه‬
‫الزناد عن األعرج عن ابي هريرة عن النبي ‪ ، ‬وهذا أصح ألن الروايات إنما‬
‫تجيء بأن أهل التوحيد يعذبون في النار ثم يخرجون منها ولم يذكر أنهم يخلدون‬

‫قال الشيخ األلباين ‪ :‬صحيح‪ ،‬وقال الشيخ شعيب يف حتقيق املسند ‪ :‬إسناد حسن‪.‬‬
‫(‪ )1‬شرح صحيح البخار البن بطال (‪.)453 /9‬‬
‫(‪ )2‬يف كتاب الطب ابب شرب السم والدواء به ومبا خياف منه واْلبيث (‪ )2179 /5‬ح(‪.)5442‬‬
‫(‪ )3‬يف كتاب اإلميان ابب من قتل نفسه بشيء (‪ )72 /1‬ح(‪.)215‬‬
‫(‪ )4‬يف كتاب الطب ابب عن األدوية املكروهة (‪ )7 /4‬ح(‪.)3874‬‬
‫(‪ )5‬يف كتاب الطب ابب فيمن قتل نفسه بسم أو غريه (‪ )386 /4‬ح(‪.)2044‬‬

‫(‪)21‬‬
‫فيها‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫‪1‬‬
‫ال َحَّدثََنا‬ ‫ال َحَّدثََنا َخالٌد َق َ‬ ‫َعَلى َق َ‬ ‫َخ َب َرَنا ُم َح َّمُد ْب ُن َع ْبد ْاأل ْ‬‫والنسائي( ) قال‪ :‬أ ْ‬
‫ان ‪ ......‬به‪.‬‬ ‫ِّ‬
‫ان َسم ْع ُت َذ ْك َو َ‬ ‫ُش ْع َب ُة َع ْن ُسَل ْي َم َ‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫‪2‬‬
‫يع‪َ ،‬ع ِّن‬ ‫ال‪َ :‬حَّدثََنا َوك ٌ‬ ‫وابن ماجه( ) قال‪َ :‬حَّدثََنا أَُبو َب ْك ِّر ْب ُن أَبي َش ْي َب َة َق َ‬
‫صالِّ ٍح‪....،‬به‪.‬‬ ‫ِّ‬
‫َع َمش‪َ ،‬ع ْن أَبي َ‬
‫ْاأل ْ ِّ‬
‫‪3‬‬
‫وأحمد( ) قال‪ :‬حدثنا أبو معاوية‪ ،‬حدثنا األعمش‪ ،‬عن أبي صالح‪....،‬به‪.‬‬
‫والدارمي(‪ )4‬قال‪ :‬حدثنا يعلى بن عبيد ثنا األعمش عن أبي صالح ‪....‬به‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫ش‪َ ،‬ع ْن‬ ‫َعم ِّ‬ ‫ِّ‬
‫ال‪َ :‬حَّدثََنا ُش ْع َب ُة‪َ ،‬عن ْاأل ْ َ‬ ‫وأبو داود الطيالسي( ) َق َ‬
‫ان‪.....،‬به‪.‬‬ ‫َذ ْك َو َ‬
‫صالِّ ٍح‪....،‬به‪.‬‬ ‫ِّ‬
‫َع َمش‪َ ،‬ع ْن أَبي َ‬
‫ومعمر بن راشد(‪َ )6‬ع ِّن ْاأل ْ ِّ‬
‫والبيهقي(‪ )7‬قال‪ :‬أَخبرنا أَبو اْلحسي ِّن ‪ :‬علِّى بن مح َّمِّد ب ِّن عبِّد َّ ِّ‬
‫َّللا ْب ِّن ِّب ْش َر َ‬
‫ان‬ ‫َ ُّ ْ ُ ُ َ ْ َ ْ‬ ‫ْ ََ َ ُ ُ َ ْ‬
‫اغ ِّان ُّى‬
‫الص َ‬ ‫اق َّ‬ ‫الصَّف ُار َحَّدثََنا ُم َح َّمُد ْب ُن ِّإ ْس َح َ‬ ‫يل ْب ُن ُم َح َّمٍد َّ‬ ‫ِّ ِّ‬
‫َخ َب َرَنا إ ْس َماع ُ‬ ‫ِّب َب ْغ َد َاد أ ْ‬
‫صالِّ ٍح‪.....‬به‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫ٍ‬
‫ش َع ْن أَبى َ‬ ‫َحَّدثََنا َي ْعَلى ْب ُن ُع َب ْيد َحَّدثََنا األ ْ‬
‫َع َم ُ‬
‫َّللاِّ ْب ُن‬
‫َخ َب َرَنا َع ْبُد َّ‬ ‫ور َك أ ْ‬‫َخ َب َرَنا أَُبو َب ْك ٍر ‪ُ :‬م َح َّمُد ْب ُن اْل َح َس ِّن ْب ِّن ُف َ‬
‫‪8‬‬
‫وقال( )‪ :‬أ ْ‬
‫َعم ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ ٍ‬ ‫ِّ‬
‫ش‬ ‫ون ُس ْب ُن َحبيب َحَّدثََنا أَُبو َد ُاوَد َحَّدثََنا ُش ْع َب ُة َعن األ ْ َ‬ ‫َص َب َهان ُّى َحَّدثََنا ُي ُ‬ ‫َج ْعَف ٍر األ ْ‬
‫ان ‪....‬به‪.‬‬ ‫َع ْن َذ ْك َو َ‬
‫َّللاِّ َّ ِّ ِّ‬ ‫َح َمُد ْب ُن َع ْبِّد َّ‬ ‫والبغوي( ) قال‪ :‬أ ْ‬
‫‪9‬‬
‫َح َمُد ْب ُن‬ ‫الصالح ُّي‪ ،‬أَنا أَُبو َب ْك ٍر أ ْ‬ ‫َخ َب َرَنا أ ْ‬
‫يب‪َ ،‬نا َي ْعَلى‪،‬‬ ‫يم ْب ُن مِّن ٍ‬ ‫وس ُّي‪َ ،‬نا عبد َّ ِّ‬ ‫الط ِّ‬
‫اجب بن أَحمد ُّ‬
‫ير ُّي‪ ،‬أَنا َح ِّ ُ ْ ُ ْ َ َ‬ ‫اْل َحس ِّن اْل ِّح ِّ‬
‫الرح ِّ ُ‬ ‫َ ُْ‬ ‫َ‬

‫الص َالةِ َعلَى َم ْن قَتَ َل نَ ْف َسهُ (‪ )369 /4‬ح(‪ ،)1964‬ويف السنن الكرب كتاب‬
‫(‪ )1‬يف كتاب اجلنائز ابب تَ ْرك َّ‬
‫اجلنائز ابب ترك الصالة على من قتل نفسه (‪ )439 /2‬ح(‪ .)2103‬بنفس السند‪.‬‬
‫(‪ )2‬يف كتاب الطب ابب النهي عن الدواء اْلبيث (‪ )1145 /2‬ح(‪.)3460‬‬
‫(‪ )3‬يف املسند (‪ )416 /12‬ح(‪.)7448‬‬
‫(‪ )4‬يف كتاب الدايت ابب التشديد على من قتل نفسه (‪ )252 /2‬ح(‪.)2362‬‬
‫(‪ )5‬يف مسنده (‪ )166 /4‬ح(‪.)2538‬‬
‫(‪ )6‬يف اجلامع (‪ )463 /10‬ح(‪.)19716‬‬
‫(‪ )7‬يف السنن الكرب كتاب النفقات ابب التغليظ على من قتل نفسه (‪ )23 /8‬ح(‪.)16300‬‬
‫(‪ )8‬ويف كتاب الضحااي ابب حترمي أكل السم القاتل(‪ )355 /9‬ح(‪.)20121‬‬
‫(‪ )9‬يف شرح السنة كتاب القصاص ابب و ِع ِ‬
‫يد َم ْن قَتَ َل نَ ْف َسهُ (‪ )153 /10‬ح(‪.)2523‬‬ ‫َ ُ َ‬
‫(‪)22‬‬
‫صالِّ ٍح‪....،‬به‪.‬‬ ‫ِّ‬
‫َع َمش‪َ ،‬ع ْن أَبي َ‬
‫َع ِّن األ ْ ِّ‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫‪1‬‬
‫ال‪َ :‬حَّدثََنا‬ ‫ال‪َ :‬حَّدثََنا أَُبو اْل َولِّيد‪َ ،‬ق َ‬ ‫َخ َب َرَنا أَُبو َخل َيف َة‪َ ،‬ق َ‬‫وابن حبان( ) قال‪ :‬أ ْ‬
‫ان ‪....‬به‪.‬‬ ‫ان َع ْن َذ ْك َو َ‬ ‫ُش ْع َب َة‪َ ،‬ع ْن ُسَل ْي َم َ‬
‫َّللاِّ‬
‫يم ْب ُن َع ْبِّد َّ‬ ‫ِّ ِّ‬ ‫‪2‬‬
‫وابن مندة( ) قال‪ :‬أ َْن َبأَ ُم َح َّمُد ْب ُن ُع َم َر ْبن َحْفص‪ ،‬ثََنا إ ْب َراه ُ‬
‫ٍ‬ ‫ِّ‬
‫وفي‪ ،‬ح وأَنبأَ أَبو ع ْثمان عمرو بن عبِّد َّ ِّ‬
‫ص ِّر ُّي‪ ،‬ثََنا ُم َح َّمُد ْب ُن‬ ‫َّللا اْل َب ْ‬ ‫َ َْ ُ ُ َ َ َ ْ ُ ْ ُ َ ْ‬ ‫اْل ُج َم ِّح ُّي اْل ُك ِّ ُّ‬
‫ش‪َ ،‬ع ْن أَِّبي‬ ‫َعم ِّ‬ ‫ٍ ِّ‬ ‫ِّ ِّ ِّ ٍ‬ ‫ِّ‬
‫ال‪ :‬ثََنا َي ْعَلى ْب ُن ُع َب ْيد‪َ ،‬عن ْاأل ْ َ‬ ‫اء‪َ ،‬ق َ‬‫َع ْبد اْل َوهَّاب ْبن َحبيب اْلَف َّر ُ‬
‫صالِّ ٍح‪....،‬به‪.‬‬ ‫َ‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ٍ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫وأبو نعيم( ) قال‪َ :‬حدثََنا ُم َح َّمُد ْب ُن َعل ِّي ْبن ُح َب ْيش ثََنا اْلَقاس ُم ْب ُن َزَكرَّيا ثََنا‬
‫َّ‬ ‫‪3‬‬

‫ِّ‬
‫ان ثََنا أَُبو َب ْك ِّر ْب ُن‬ ‫َّان ثََنا َع ْب َد ُ‬ ‫أَُبو ُك َرْي ٍب ثََنا أَُبو ُم َع ِّاوَي َة ح َو َحَّدثََنا أَُبو ُم َح َّمد ْب ُن َحي َ‬
‫صالِّ ٍح ‪......‬به‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫َع َمش َع ْن أَبي َ‬
‫يع َع ِّن األ ْ ِّ‬ ‫أَِّبي َش ْي َب َة َقاال ثََنا َوك ٌ‬
‫من خالل هذه الرواية نرى أن هذه الرواية رواها عن األعمش كل من‪:‬‬
‫"شعبة‪ ،‬ووكيع‪ ،‬وأبو معاوية‪ ،‬ويعلى بن عبيد‪ ،‬ومعمر"‪ ،‬وهم من الحفاظ‪.‬‬
‫رواية أبي الزناد عن األعرج عن أبي هريرة والتي ليست بها هذه الزيادة‪.‬‬
‫البخاري(‪ )4‬قال‪ :‬حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب حدثنا أبو الزناد عن األعرج‬
‫عن أبي هريرة رضي هللا عنه قال قال النبي ‪َّ " :‬الِّذي َي ْخُن ُق َنْف َس ُه َي ْخُنُقها ِّفي‬
‫ط ُعُنها ِّفي َّ‬
‫الن ِّار "‪.‬‬ ‫الن ِّار‪َ ،‬و َّالِّذي َي ْ‬
‫ط َع ُن َنْف َس ُه َي ْ‬ ‫َّ‬
‫وأحمد(‪ )5‬قال‪ :‬حدثنا يحيى‪ ،‬عن ابن عجالن‪ ،‬عن أبي الزناد‪.... ،‬به‪.‬‬
‫الل ْي ُث‪َ ،‬ع ْن‬ ‫والطبراني(‪ )6‬قال‪ :‬حَّدثَنا ب ْكر َقال‪ :‬نا ُشعيب بن يحيى َقال‪ :‬أَنا َّ‬
‫َ َ‬ ‫َْ ُ ْ ُ َ َْ‬ ‫َ َ َ ٌ َ‬
‫ِّ‬ ‫ُّوب‪َ ،‬ع ْن أَِّبي َغ َّال ٍب‪َ ،‬ع ْن أَِّبي ِّ‬
‫الزَناد‪...... ،‬به‪.‬‬ ‫َي ْح َيى ْب ِّن أَي َ‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ٍ‬ ‫‪7‬‬
‫يسى ْب ُن‬ ‫ال‪َ :‬حَّدثََنا ع َ‬ ‫َخ َب َرَنا ُع َم ُر ْب ُن ُم َح َّمد اْل َه ْم َدان ُّي‪َ ،‬ق َ‬‫وابن حبان( ) قال‪ :‬أ ْ‬
‫الزَن ِّاد‪.... ،‬به‪.‬‬ ‫الل ْي ُث‪َ ،‬ع ِّن بن َع ْج َال َن َع ْن أَِّبي ِّ‬ ‫َخبرنا َّ‬
‫ال‪ :‬أ ْ َ َ َ‬
‫ٍ‬
‫َح َّماد َق َ‬

‫(‪ )1‬يف كتاب اجلناايت ذكر تعذيب هللا جال َو َع َال ِيف النَّا ِر َم ْن قَتَ َل نَ ْف َسهُ ِيف الدُّنْيَا (‪ )325 /13‬ح(‪.)5986‬‬
‫(‪ )2‬يف اإلميان (‪ )654 /2‬ح(‪.)627‬‬
‫ب َم ْن قَتَ َل نَ ْف َسهُ ِحبَ ِد َ‬
‫يدةٍ (‪ )178 /1‬ح(‪.)293‬‬ ‫(‪ )3‬يف املسند املستخرج على صحيح مسلم كتاب اإلميان ‪َ -‬اب ُ‬
‫(‪ )4‬يف كتاب اإلميان ابب ما جاء يف قاتل النفس (‪ )459 /1‬ح(‪.)1299‬‬
‫(‪ )5‬يف املسند (‪ )380 /15‬ح(‪.)9618‬‬
‫(‪ )6‬يف املعجم األوسط (‪ )294 /3‬ح(‪.)3198‬‬
‫اَّللِ َج َّل َو َع َال ِيف النَّا ِر الْ َقاتِ َل نَ ْف َسهُ ِمبَا قُتِ َل بِِه (‪ )327 /13‬ح(‪.)5987‬‬
‫يب َّ‬‫(‪ )7‬يف كتاب اجلناايت ِذ ْكر تَ ْع ِذ ِ‬

‫(‪)23‬‬
‫َخ َب َرَنا أَُبو َع ْبِّد هللاِّ اْل َح ِّاف ُ‬
‫‪1‬‬
‫َّاس ُم َح َّمُد ْب ُن‬ ‫ظ‪ ،‬ثنا أَُبو اْل َعب ِّ‬ ‫والبيهقي( ) قال‪ :‬أ ْ‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫س‪َ ،‬ع ْن‬ ‫ك ْب ُن أ ََن ٍ‬ ‫َخ َب َرِّني َمال ُ‬ ‫ان‪ ،‬ثنا َع ْبُد هللا ْب ُن َو ْه ٍب‪ ،‬أ ْ‬ ‫الربِّ ُ‬
‫يع ْب ُن ُسَل ْي َم َ‬ ‫وب‪ ،‬ثنا َّ‬ ‫َي ْعُق َ‬
‫الزَن ِّاد‪..... ،‬به‪.‬‬ ‫أَِّبي ِّ‬
‫والطحاوي(‪ )2‬قال‪ :‬حدثنا الربيع المرادي‪ ،‬حدثنا ابن وهب‪ ،‬حدثني عبد‬
‫الرحمن بن أبي الزناد‪ ،‬ومالك بن أنس‪ ،‬عن أبي الزناد‪.... ،‬به‪.‬‬
‫يه َم َّك َة‬ ‫ِّ ِّ‬ ‫وابن المقرئ(‪ )3‬قال‪ :‬حَّدثَنا أَبو ب ْك ٍر مح َّمد بن ِّإبر ِّ‬
‫يم ْب ِّن اْل ُم ْنذ ِّر َفق ُ‬ ‫اه‬
‫َ َ ُ َ ُ َ ُ ْ ُ َْ َ‬
‫ِّ‬
‫َّللا ْب ُن َي ْح َيى اْلُب ُرُّل ِّس ُّي‪،‬‬ ‫ِّفي َم ْس ِّجِّد اْل َح َرامِّ‪َ ،‬حَّدثََنا ُم َح َّمُد ْب ُن َم ْي ُمو ٍن اْلُف َّخ ِّار ُّي‪ ،‬ثنا َع ْبُد َّ‬
‫الزَن ِّاد‪..... ،‬به‪.‬‬ ‫َع ْن َح ْيوَة ْب ِّن ُش َرْي ٍح‪َ ،‬ع ِّن ْاب ِّن َع ْج َال َن‪َ ،‬ع ْن أَِّبي ِّ‬
‫َ‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫‪4‬‬
‫َّللا‪َ ،‬حَّدثَني أَبي‪،‬‬ ‫الص َّواف‪ ،‬ثنا َع ْبُد َّ‬ ‫َخ َب َرَنا أَُبو َعل ِّي ْب ُن َّ‬ ‫وابن بشران( ) قال‪ :‬أ ْ‬
‫الزَن ِّاد‪.... ،‬به‪.‬‬ ‫ثنا َي ْح َيى‪َ ،‬ع ِّن ْاب ِّن َع ْج َال َن‪َ ،‬ع ْن أَِّبي ِّ‬
‫والرواية الثانية لها شاهد من حديث ثابت بن الضحاك‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ولفظها‪" :‬من حَلف عَلى ي ِّم ٍ ِّ ِّ َّ ٍ‬
‫ال ‪َ ،‬و َم ْن‬ ‫ين بملة َغ ْي ِّر اإل ْسالَ ِّم َكاذًبا َف ُه َو َك َما َق َ‬ ‫َْ َ َ َ َ‬
‫ِّ‬ ‫ٍ‬ ‫ِّ‬ ‫ٍ‬
‫امة ‪َ ،‬وَل ْي َس َعَلى َرُجل َن ْذٌر في َشيء الَ َي ْمل ُك ُه"‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ ٍ ِّ ِّ ِّ‬
‫ْ‬ ‫َقتَ َل َنْف َس ُه ب َش ْيء ُعذ َب به َي ْوَم اْلق َي َ‬
‫أخرج الرواية‪:‬‬
‫البخاري(‪ )5‬قال‪ :‬حدثنا مسدد حدثنا يزيد بن زريع حدثنا خالد عن أبي قالبة‬
‫عن ثابت بن الضحاك رضي هللا عنه عن النبي ‪.‬‬
‫وقال(‪ :)6‬حدثنا محمد بن بشار حدثنا عثمان بن عمر حدثنا علي بن‬
‫المبارك عن يحيى بن أبي كثير عن أبي قالبة ‪...‬به‪.‬‬
‫وقال(‪ :)7‬حدثنا موسى بن إسماعيل حدثنا وهيب حدثنا أيوب عن أبي قالبة‬
‫‪...‬به‪.‬‬

‫(‪ )1‬يف شعب اإلميان حترمي النفوس واجلناايت عليها (‪ )266 /7‬ح(‪.)4977‬‬
‫(‪ )2‬يف شرح مشكل اآلاثر (‪ )183 /1‬ح(‪.)195‬‬
‫(‪ )3‬يف معجمه (ص‪ )38 :‬ح(‪.)24‬‬
‫(‪ )4‬يف األمايل (ص‪ )186 :‬ح(‪.)428‬‬
‫(‪ )5‬كتاب اجلنائز ابب ما جاء يف قاتل النفس (‪ )459 /1‬ح(‪.)1297‬‬
‫(‪ )6‬يف كتاب األدب ابب ما ينهى من السباب واللعن (‪ )2247 /5‬ح(‪.)5700‬‬
‫(‪ )7‬يف كتاب األدب ابب من أكفر أخاه بغري أتويل فهو كما (‪ )2264 /5‬ح(‪.)5754‬‬

‫(‪)24‬‬
‫وقال(‪ :)1‬حدثنا معلى بن أسد حدثنا وهيب عن أيوب عن أبي قالبة ‪...‬به‪.‬‬
‫َخ َب َرَنا ُم َع ِّاوَي ُة ْب ُن َسالَّ ِّم ْب ِّن أَِّبي‬ ‫ومسلم( ) قال‪َ :‬حَّدثََنا َي ْح َيى ْب ُن َي ْح َيى ‪ ،‬أ ْ‬
‫‪2‬‬

‫الدم ْش ِّق ُّي ‪َ ،‬ع ْن َي ْح َيى ْب ِّن أَِّبي َكِّث ٍ‬ ‫َّ ِّ‬
‫َن ‪.....‬به‪.‬‬ ‫َن أ ََبا ِّقالََب َة أ ْ‬
‫َخ َب َرهُ أ َّ‬ ‫ير ‪ ،‬أ َّ‬ ‫َسال ٍم َ‬
‫يع ْب ُن َن ِّاف ٍع َحَّدثََنا ُم َع ِّاوَي ُة ْب ُن َسالَّ ٍم َع ْن‬ ‫وأبو داود( ) قال‪َ :‬حَّدثََنا أَُبو تَ ْوَب َة َّ‬
‫الربِّ ُ‬
‫‪3‬‬

‫َخ َب َرِّنى أَُبو ِّقالََب َة ‪...‬به‪.‬‬ ‫ال أ ْ‬‫ير َق َ‬ ‫َي ْح َيى ْب ِّن أَِّبى َكِّث ٍ‬
‫والترمذي(‪ )4‬قال‪ :‬حدثنا أحمد بن منيع حدثنا إسحق بن يوسف األزرق عن‬
‫هشام الدستوائي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي قالبة ‪....‬به‪ ،‬وقال‪ :‬حديث‬
‫حسن صحيح‪.‬‬
‫ال َحَّدثََنا ْاب ُن أَِّبي َعِّد ٍي َع ْن َخالٍِّد ح َوأ َْن َبأ ََنا‬ ‫والنسائي( ) قال‪ :‬أ ْ‬
‫َخ َب َرَنا ُقتَ ْي َبةُ َق َ‬
‫‪5‬‬

‫ال َحَّدثََنا َخالٌِّد َع ْن أَِّبي ِّق َال َب َة ‪....‬به‪.‬‬ ‫ال َحَّدثََنا َي ِّز ُيد َق َ‬
‫يع َق َ‬ ‫َّللاِّ ْب ِّن َب ِّز ٍ‬
‫ُم َح َّمُد ْب ُن َع ْبِّد َّ‬
‫ٍِّ‬
‫َخ َب َرِّني َم ْح ُم ُ‬
‫‪6‬‬
‫ال َحَّدثََنا أَُبو َع ْم ٍرو‬ ‫ال َحَّدثََنا اْل َولِّ ُيد َق َ‬ ‫ود ْب ُن َخالد َق َ‬ ‫وقال( )‪ :‬أ ْ‬
‫ال َحَّدثَِّني أَُبو ِّق َال َب َة ‪...‬به‪.‬‬ ‫َع ْن َي ْح َيى أََّن ُه َحَّدثَ ُه َق َ‬
‫ال َحَّدثََنا‬ ‫ِّ ِّ‬ ‫َخ َب َرَنا ِّإ ْس َح ُق ْب ُن م ْنص ٍ‬ ‫وقال( )‪ :‬أ ْ‬
‫‪7‬‬
‫ال َحَّدثََنا أَُبو اْل ُمغ َيرة َق َ‬ ‫ور َق َ‬ ‫َ ُ‬
‫ال َحَّدثَِّني َي ْح َيى َع ْن أَِّبي ِّق َال َب َة ‪...‬به‪.‬‬ ‫ِّ‬
‫ْاأل َْوَزاع ُّي َق َ‬
‫وأحمد(‪ )8‬قال‪ :‬حدثنا يحيى بن سعيد‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا هشام‪ ،‬ويزيد قال‪ :‬أخبرنا‬
‫هشام قال‪ :‬حدثني يحيى‪ ،‬عن أبي قالبة‪... ،‬به‪.‬‬
‫والدارمي(‪ )9‬قال‪ :‬حدثنا وهب بن جرير ثنا هشام عن يحيى عن أبي قالبة‬
‫‪ ...‬به‪.‬‬

‫(‪ )1‬يف كتاب األميان والنذور ابب من حلف مبلة سو ملة اإلسالم (‪ )2451 /6‬ح(‪.)6276‬‬
‫(‪ )2‬يف كتاب اإلميان ابب من قتل نفسه بشيء (‪ )73 /1‬ح(‪.)217‬‬
‫(‪ )3‬يف كتاب األميان والنذور ابب ما جاء ِِف ا ْحللِ ِ‬
‫ف ِابلْبَ َراءَةِ َوِمبِلَّ ٍة َغ ِْري ا ِإل ْسالَِم (‪ )219 /3‬ح(‪.)3259‬‬ ‫َ‬ ‫َ ََ‬
‫(‪ )4‬يف كتاب النذور واألميان ابب كراهية احللف بغري ملة اإلسالم(‪ )22 /5‬ح(‪.)2636‬‬
‫اإل ْس َالِم (‪ )9 /7‬ح(‪.)3779‬‬ ‫(‪ )5‬كتاب األميان والنذور ابب ا ْحلَلِف مبِِلَّ ٍة ِسو ِْ‬
‫َ‬
‫اإل ْس َالِم (‪ )9 /7‬ح(‪.)3780‬‬ ‫(‪ )6‬يف كتاب اإلميان والنذور ابب ا ْحلَلِف مبِِلَّ ٍة ِسو ِْ‬
‫َ‬
‫(‪ )7‬يف كتاب اإلميان والنذور ابب النذر فيما ال ميلك (‪ )25 /7‬ح(‪.)3822‬‬
‫(‪ )8‬يف املسند(‪ )312 /26‬ح(‪.)16385‬‬
‫(‪ )9‬يف كتاب اجلنائز ابب التشديد على من قتل نفسه (‪ )175 /1‬ح(‪.)2406‬‬

‫(‪)25‬‬
‫وابن حبان(‪ )1‬قال ‪ :‬أخبرنا شباب بن صالح‪ ،‬بواسط‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا وهب بن‬
‫بقية‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا خالد‪ ،‬عن خالد‪ ،‬عن أبي قالبة‪.... ،‬به‪.‬‬
‫وقد أشكل في هذا الحديث قوله‪( :‬خالداً مخلداً فيها أبداً) ألن هذه الزيادة‬
‫تخالف الروايات التي تجيء بأن أهل التوحيد يعذبون في النار ثم يخرجون منها‪.‬‬
‫وقد سلك العلماء فيها مسلكان‪:‬‬
‫األول‪ :‬إعالل هذه الزيادة‪.‬‬
‫لذا قال الترمذي‪ :‬وروى محمد بن عجالن عن سعيد المقبري عن أبي هريرة‬
‫عن النبي ‪ ‬قال من قتل نفسه بسم عذب في نار جهنم ولم يذكر فيه خالدا‬
‫مخلدا فيها أبدا وهكذا رواه الزناد عن األعرج عن ابي هريرة عن النبي ‪ ‬وهذا‬
‫أصح ألن الروايات إنما تجيء بأن أهل التوحيد يعذبون في النار ثم يخرجون‬
‫منها ولم يذكر أنهم يخلدون فيها(‪.)2‬‬
‫قال المباركفوري‪" :‬هذه الزيادة زادها األعمش وهو ثقة حافظ وزيادة الثقة‬
‫مقبولة فتأويل هذه الزيادة أولى من توهيمها"(‪.)3‬‬
‫لذا انتقل إلى المسلك الثاني وهو تأويل هذه الزيادة‪:‬‬
‫(‪ )1‬أن ذلك ورد في المستحل‪ ،‬فإنه يصير باستحالله كاف ار والكافر مخلد‬
‫بال ريب‪.‬‬
‫التخليد الذي ال‬ ‫ظاهرهُ ‪:‬‬ ‫يها أ ََبًدا ‪:‬‬ ‫َّ ِّ‬ ‫ِّ‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫وقال القرطبي‪" :‬وقوله ‪َ :‬خالًدا ُم َخلًدا ف َ‬
‫وم ْن كان ُم ْع ِّتقًدا‬ ‫ِّ ًّ‬
‫محمول على َم ْن كان مستَحال لذلك ‪َ ،‬‬ ‫ٌ‬ ‫انقطاع له بوجه ‪ ،‬وهو‬ ‫َ‬
‫كافرا‪.‬‬
‫لذلك ‪ ،‬كان ً‬
‫مستحل ‪ ،‬فليس بكافر ‪ ،‬بل يجوُز أن َي ْعُف َو‬ ‫ٍ‬ ‫غير‬
‫نفس ُه ‪ ،‬وهو ُ‬ ‫أما َم ْن قتَ َل َ‬
‫و َّ‬
‫‪4‬‬
‫هللاُ تعالى عنه‪.) (.‬‬
‫(‪ )2‬أنه ورد مورد الزجر والتغليظ وحقيقته غير مرادة‪.‬‬
‫(‪ )3‬وقيل المعنى أن هذا جزاؤه لكن قد تكرم هللا على الموحدين فأخرجهم‬

‫(‪ )1‬يف كتاب اجلناايت ذكر تعذيب هللا جال َو َع َال ِيف النَّا ِر َم ْن قَتَ َل نَ ْف َسهُ ِيف الدُّنْيَا (‪ )208 /10‬ح(‪.)4366‬‬
‫(‪ )2‬سنن الرتمذي (‪.)386/4‬‬
‫(‪ )3‬حتفة األحوذي (‪.)167 /6‬‬
‫(‪ )4‬املفهم ملا أشكل من تلخيص كتاب مسلم (‪.)74 /2‬‬

‫(‪)26‬‬
‫من النار بتوحيدهم‪.‬‬
‫فالخلود األبدي نسبي وليس كخلود الكفار الذي ليس له نهاية‪ ،‬فكل من‬
‫مات غير مشرك باهلل عز وجل فأمره إلى هللا‪ :‬إن شاء عفا عنه ولم يعذبه‪ ،‬وان‬
‫شاء تعذيبه فإنه يعذبه ويطهره‪ ،‬ثم بعد ذلك يخرجه من النار ويدخله الجنة‪ ،‬وال‬
‫يبقى في النار أبد اآلباد إال الكفار الذين هم أهلها‪.‬‬
‫وهذا الحديث فيه أن الجزاء من جنس العمل‪ ،‬فكما استعمل السم في الدنيا‬
‫فإنه يعذب به بأنه يتحساه في نار جهنم‪ ،‬ويكون على هذه الحال خالداً مخلدًا‬
‫أبداً‪ ،‬أي‪ :‬خلوداً نسبياً‪ ،‬وليس خلوداً مؤبداً(‪.)1‬‬
‫(‪ )4‬التقدير مخلدا فيها إلى أن يشاء هللا‪.‬‬
‫السَّنة أن من قتل نفسه أنه ال يخرج‬ ‫قال ابن بطال‪" :‬أجمع الفقهاء وأهل ُّ‬
‫بذلك عن اإلسالم‪ ،‬وأنه يصلى عليه‪ .... ،‬وحملها ‪-‬الزيادة‪ -‬عند العلماء فى‬
‫وقت دون وقت إن أراد هللا أن ينفذ عليه الوعيد‪ ،‬ألن هللا فى وعيده للمذنبين‬
‫السَّنة‪ ،‬إن شاء عفا عنه‪ ،‬وان شاء عذبه‪ ،‬فإن عذبه فإنما يعذبه‬ ‫بالخيار عند أهل ُّ‬
‫مدة ما ثم يخرجه بإيمانه إلى الجنة‪ ،‬ويرفع عنه الخلود والتأبيد على ما جاء فى‬
‫نص القرآن وحديث الرسول‪ ،‬فالقرآن قوله تعالى‪( :‬إن هللا ال يغفر أن يشرك به‬
‫ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء) [النساء‪ ، ]116 ،48 :‬وقوله ‪( :‬من قال‪ :‬ال‬
‫إله إال هللا‪ ،‬حرمه هللا على النار)(‪ ، )2‬يعنى حرم خلوده على النار(‪.)3‬‬
‫(‪ )5‬المراد بالخلود طول المدة ال حقيقة الدوام كأنه يقول يخلد مدة معينة‬
‫وهذا أبعدها(‪.)4‬‬
‫ِّ‬
‫اآلماد ‪،‬‬ ‫تطويل‬ ‫يها أ ََبًدا‬ ‫َّ ِّ‬ ‫ِّ‬
‫ُ‬ ‫ويجوز أن يراد بقوله ‪َ :‬خالًدا مخلًدا ف َ‬ ‫ُ‬ ‫قال القرطبي‪" :‬‬
‫يخرُج من أهل التوحيد ؛ ويجري هذا‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ثم يكو ُن‬
‫خروج ُه م َن النار م ْن آخر َم ْن ُ‬ ‫ُ‬
‫اآلبِّدين ‪ ،‬وال‬
‫ُكلِّمك أ ََب َد ِّ‬ ‫َّ‬
‫َم ْج َرى قول العرب ‪َ :‬خل َد هللاُ ُمْل َك َك ‪ ،‬وأبَّد أيَّامك ‪ ،‬وال أ َ ُ‬

‫(‪ )1‬شرح سنن أيب داود عبد احملسن العباد (‪.)193 /20‬‬
‫(‪ )2‬أخرجه‪ :‬البخاري يف كتاب العلم ابب من خص ابلعلم قوما دون قوم كراهية أال يفهموا (‪ )59 /1‬ح(‪،)128‬‬
‫ومسلم يف كتاب اإلميان ابب من شهد أن ال إله إال هللا (‪ )45 /1‬ح(‪.)57‬‬
‫(‪ )3‬شرح صحيح البخار البن بطال (‪.)349 /3‬‬
‫(‪ )4‬ينظر‪ :‬فتح الباري البن حجر (‪.)228 -227 /3‬‬

‫(‪)27‬‬
‫اإل ْغي ِّ‬ ‫ِّ‬
‫اء في‬ ‫َد ْه َر الداهرين ‪ ،‬وقد ينوي أن يكل َم ُه بعد أزمان‪ .‬ويجري هذا مجرى ِّ َ‬
‫الكالم وهللا تعالى أعلم"(‪.)1‬‬
‫ِّ‬
‫(‪ )6‬أن قوله أبداً راجع إلى ما يفعله مدة مكثه في النار‪.‬‬
‫الح ْشر كما ُف ِّهم‪ ،‬بل معناه‬ ‫ِّ‬
‫تخليده بعد َ‬
‫َ‬ ‫الحديث‬ ‫قال الكشميري‪ " :‬وليس مرُاد‬
‫اج ٌع إلى القيد‪ ،‬أي التوجاء والخنق‬ ‫أنه يعذب به إلى الح ْشر‪ ،‬كذلك فالتخليد ر ِّ‬
‫َ‬ ‫َُ‬
‫جهنم‪ ،‬وليس ر ِّ‬
‫اج ًعا‬ ‫األفعال ما دام يكو ُن في َّ‬ ‫عل هذه‬
‫َ‬ ‫والطعن مثال‪ ،‬أي ال يزال َيْف ُ‬
‫النار‪،‬‬ ‫الف ْعل ما دام في َّ‬ ‫النار‪َّ ،‬إنما هو خلود ِّ‬
‫خلوده في َّ‬ ‫إلى الم ْكث في َّ‬
‫ُ‬ ‫النار ليلزم ُ‬ ‫ُ‬
‫‪2‬‬
‫فافهمه"( )‪.‬‬
‫والخالصة أنه ليس لدينا إال أحد فرضين‪:‬‬
‫إما أن تكون هذه الكلمة (أبداً) لم يقلها الرسول عليه الصالة والسالم‪ ،‬وهذه‬
‫طريقة قد ذكرها اإلمام الترمذي‪ ،‬والحديث وان كان في البخاري ومسلم‪ ،‬إال أن‬
‫لدينا قاعدة مهمة وهي‪( :‬أن ما خالف قطعياً من نص صريح أو قاعدة محكمة‬
‫قد ُيتَ َرَّدد في ثبوته)‪ ،‬وهذا ُيتَ َرَّدد في ثبوته‪ ،‬ولو كان في البخاري ومسلم‪.‬‬
‫وقد يقول قائل‪ :‬كيف يصح ذلك وقد قال اإلمام ابن تيمية وغيره‪( :‬إن ما‬
‫اتفق عليه الشيخان فهو متفق عليه بين أهل الحديث)؟‬
‫فأقول‪ :‬هذه القاعدة قد تصح وقد ال تصح‪ ،‬وكذلك نحن لم نتردد في صحة‬
‫الحديث‪ ،‬فالحديث ال شك أنه ثابت‪ ،‬إنما ترددنا في قوله‪( :‬أبداً)‪.‬‬
‫فـ الترمذي وجماعة يقولون‪ :‬إن هذه الرواية وهم‪.‬‬
‫وفي ظني أن هذا قريب‪ ،‬وال سيما أن هذا الحديث في رواية البخاري ومسلم‬
‫مداره على األعمش‪ ،‬فلم يذكر هذه اللفظة إال األعمش في روايته‪ ،‬وقد رواه غيره‬
‫ولم يذكروا هذه اللفظة‪ ،‬فهي لفظة غريبة من جهة علم الحديث‪ ،‬وَل َّما كان هذا‬
‫اللفظ غريباً مداره على رجل واحد ‪-‬وان كان إماماً إال أنه من المدلسين‪ ،‬وان‬
‫احتمل األئمة تدليسه‪ -‬كان مما ال يجوز أن تعارض به أصول شرعية مطردة‬
‫وقواعد سلفية قاطعة‪ ،‬خاصة أن أئمة السلف قرروا قاعدة أهل الكبائر ولم يستثنوا‬
‫شيئاً‪ ،‬ولم يعلق إمام من أئمة السلف من أهل القرون الثالثة الفاضلة على هذا‬

‫(‪ )1‬املفهم ملا أشكل من تلخيص كتاب مسلم (‪.)74 /2‬‬


‫(‪ )2‬فيض الباري على صحيح البخاري (‪.)75 /3‬‬

‫(‪)28‬‬
‫الحديث بما تبادر عند المتأخرين من أن معناه تأبيد القاتل لنفسه كالكافر في نار‬
‫جهنم‪.‬‬
‫إذاً‪ :‬إما أن هذا الحرف وهم‪ ،‬فال إشكال‪ ،‬واما أن يكون هذا الحرف ثابتاً في‬
‫نفس األمر وقد قاله الرسول عليه الصالة والسالم‪ ،‬فنعلم أن اللغة ال تستلزم ذلك؛‬
‫ألن القواعد المحكمة قاطعة في هذا السياق‪ ،‬وال يجوز أن يتردد في كون َمن قتل‬
‫نفسه متعمداً من المسلمين الذين مآلهم إلى الجنة‪ ،‬وان لحقهم الوعيد(‪.)1‬‬
‫والذي يترجح لدي أن هناك روايتين‪:‬‬
‫األولى‪ :‬بها زيادة‪( :‬خالداً مخلداً فيها أبداً)‪.‬‬
‫والثانية‪ :‬ال توجد بها هذه الزيادة‪.‬‬
‫وال يوجد تعارض بين الروايتين إذ الزيادة قد زادها ثقة‪ ،‬وهو األعمش الذي‬
‫صرح بالسماع في رواية البخاري‪ ،‬والترمذي‪ ،‬والنسائي‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬هناك فرق بين أن يقال‪ :‬إن الحديث ليس بصحيح‪ ،‬أو هذا أصح‪.‬‬
‫فقد قال الترمذي‪ :‬وهذا أصح‪ ،‬فلم يمنع أن تكون الرواية صحيحة أو تقبل‬
‫التأويل‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬أما التعارض فقد نشأ بسبب مخالفة الرواية إلجماع أهل السنة على‬
‫عدم خلود مرتكب الكبيرة في النار لذا حاول البعض تضعيف الزيادة‪ ،‬وحاول‬
‫البعض تأويل الرواية كما سيأتي‪ ،‬وال شك أن القول بالتأويل أولى السيما وأن‬
‫الرواية التي بها الزيادة في الكتب الستة ومسند أحمد‪ ،‬ولم ينبه على الترجيح إال‬
‫الترمذي‪.‬‬
‫أما تعليل عدم صالة اإلمام عليهم ففي ِّفْقه الحنفية ال ُيصلِّي عليه العلماء‪،‬‬
‫دى للناس ‪ -‬بالفتح ‪ -‬وهكذا قاتل الوالدين والباغي‪ ،‬ألنه لم يبق‬ ‫وم ْن صار ُمْقتَ ً‬‫َ‬
‫‪2‬‬
‫شيء غير الصالة‪ ،‬فليس عليهم تعزير( )‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫يرهم عندنا‬ ‫من تعز ِّ‬
‫وقد رأينا أن رسول هللا ‪ ‬قد ترك الصالة على المنتحر عقوب ًة له‪ ،‬وزج ار‬
‫لغيره أن يفعل فعله‪ ،‬وأذن للناس أن يصلوا عليه‪ ،‬ورأينا أن خاتمته سيئة مبطلة‬
‫ألعظم األعمال والحسنات كالجهاد‪.‬‬

‫(‪ )1‬شرح الواسطية ‪ -‬يوسف الغفيص (‪ ،12 /8‬برتقيم الشاملة)‪.‬‬


‫(‪ )2‬فيض الباري على صحيح البخاري (‪.)75 /3‬‬

‫(‪)29‬‬
‫يما‪َ ،‬و َمن َيْف َع ْل َذلِّ َك ُع ْد َو ًانا‬ ‫ِّ‬ ‫َنفس ُكم ِّإ َّن هللا َك َ ِّ‬
‫ان ب ُك ْم َرح ً‬ ‫َ‬ ‫وقال تعالى‪َ ( :‬والَ تَْقُتُلوْا أ ُ َ ْ‬
‫ان َذلِّ َك َعَلى هللاِّ َي ِّس ًيرا} [النساء‪. ]30-29:‬‬ ‫ار َوَك َ‬
‫يه َن ًا‬‫ظْلما َفسوف نصلِّ ِّ‬
‫َو ُ ً َ ْ َ ُ ْ‬
‫فقد وضحت اآلية حرمة االنتحار ورحمة هللا بنا حيث ثبت حديثا جدوى‬
‫المواساة والرحمة والتفاؤل واألمل في عالج المقدمين علي االنتحار وبما أن بعض‬
‫الناس ال يستجيبون لنداء الرحمة وال بد من تخويفهم من عواقب االنتحار‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬ورود نصوص تدل على االهتمام بحياة الناس‪.‬‬
‫ول هللاِّ ‪:‬‬ ‫ال َرُس ُ‬ ‫ال ‪َ :‬ق َ‬ ‫س ‪َ ،‬ق َ‬ ‫فقد اهتمت السنة بحياة الناس ففي حديث أ ََن ٍ‬
‫َحِّيِّني‬ ‫َّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫ان الَ ُبَّد ُمتَ َمنًيا َفْل َيُق ْل ‪ :‬الل ُه َّم أ ْ‬ ‫ض ٍر َن َزَل ِّبه ‪َ ،‬فِّإ ْن َك َ‬ ‫الَ َيتَ َمَّن َي َّن أ َ‬
‫َحُد ُك ُم اْل َم ْو َت ل ُ‬
‫َما َك َان ِّت اْل َح َياةُ َخ ْي ًار لِّي ‪َ ،‬وتََوَّفِّني ِّإ َذا َك َان ِّت اْل َوَفاةُ َخ ْي ًار لِّي(‪.)1‬‬
‫والمراد بالضر هنا‪ :‬عموم ما يضر اإلنسان‪ ،‬سواء كان ضر اًر بدنياً أو ضر اًر‬
‫قلبياً‪ ،‬أو ضر اًر مالياً‪ ،‬فال يتمنى الموت‪ ،‬فضالً عن أن يتعاطاه بأن يحمل على‬
‫نفسه ويقتلها‪.‬‬
‫والسبب أنه قد يجزع في هذه الدنيا مما يصيبه من األلم‪ ،‬ويعتقد أنه إذا قتل‬
‫نفسه أراحها من هذا الهم ومن هذا الغم الذي يالقيه‪ ،‬وأنه ال يجد بعد ذلك شيئاً‬
‫يؤلمه‪ ،‬وهذا خطأ كبير‪ ،‬وما ذاك إال أنه ينتقل إلى ما هو أشد من هذا األلم الذي‬
‫يحس به‪ ،‬ينتقل إلى غضب هللا وعذابه‪ ،‬ينتقل إلى العذاب الشديد بدل العذاب‬
‫اء كان هماً أو غماً أو عذاباً بدنياً‬ ‫السهل الخفيف الذي يمكن تحمله في الدنيا‪ ،‬سو ً‬
‫أو نحو ذلك‪.‬‬
‫فقد بينت السنة حرمة دم المؤمن وحرمة قتله‪ ،‬ومن باب أولى قتل نفسه‪.‬‬
‫السالَ ِّس ِّل‬ ‫اص َقال اح َتَلمت ِّفى َليَل ٍة ب ِّارد ٍة ِّفى غ ْزوِّة َذ ِّ‬
‫ات َّ‬ ‫َ َ‬ ‫ْ َ َ‬ ‫َع ْن َع ْم ِّرو ْب ِّن اْل َع ِّ َ ْ ْ ُ‬
‫الص ْب َح َف َذ َك ُروا َذلِّ َك‬‫َص َح ِّابى ُّ‬ ‫َهلِّ َك َفتََي َّمم ُت ثُ َّم َّ ِّ‬ ‫َشَفْق ُت ِّإ ِّن ْ‬
‫صل ْي ُت بأ ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َن أ ْ‬
‫اغتَ َسْل ُت أ ْ‬ ‫َفأ ْ‬
‫َخ َب ْرتُ ُه ِّب َّالِّذى َم َن َعِّنى‬
‫َص َح ِّاب َك َوأ َْن َت ُجُن ٌب "‪َ .‬فأ ْ‬ ‫لِّ َّلنِّب ِّى ‪َ ‬فَقال " َيا َعمرو َّ ِّ‬
‫صل ْي َت بأ ْ‬ ‫ُْ َ‬ ‫َ‬
‫يما)‬ ‫ِّ‬ ‫َّللا َك َ ِّ‬
‫ان ب ُك ْم َرح ً‬
‫ِّ‬
‫(والَ تَْقُتلُوا أ َْنُف َس ُك ْم إ َّن َّ َ‬
‫ول َ‬ ‫ال َوُقْل ُت ِّإِّنى َس ِّم ْع ُت َّ‬
‫َّللاَ َيُق ُ‬
‫اال ْغِّتس ِّ‬
‫َ‬
‫ِّمن ِّ‬
‫َ‬

‫(‪ )1‬أخرجه‪ :‬البخاري يف كتاب املر ى ابب هني املريض عن متين املوت (‪ )2146 /5‬ح(‪ ،)5347‬ومسلم يف‬
‫كتاب الدعوات‪ -‬ابب النهي عن متين املوت (‪ )64 /8‬ح(‪.)6912‬‬

‫(‪)30‬‬
‫َّللاِّ ‪َ ‬وَل ْم َيُق ْل َش ْيًئا(‪.)1‬‬
‫ول َّ‬ ‫َف ِّ‬
‫ضح َك َرُس ُ‬ ‫َ‬

‫ب الْبَ ْرَد أَيَتَ يَ َّم ُم (‪ )132 /1‬ح(‪ ،)334‬قال‪َ :‬حدَّثَنَا‬ ‫اجلُنُ ُ‬


‫اف ْ‬ ‫(‪ )1‬أخرجه‪ :‬أبو داود يف كتاب الطهارة ابب إِذَا َخ َ‬
‫يد بْ ِن أ َِِب َحبِ ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ابن الْمثَ َّىن أَخب رََن وهب بن ج ِري ٍر أَخب رََن أ َِِب قَ َ ِ‬
‫يب َع ْن‬ ‫ث َع ْن يَِز َ‬ ‫وب ُحيَ ّد ُ‬ ‫ت َْحي َىي بْ َن أَيُّ َ‬‫ال َس ْع ُ‬ ‫ْ ََ َ ْ ُ ْ ُ َ ْ ََ‬ ‫ُْ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صر ّ َع ْن َع ْمرو بْن الْ َعاص‪...‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ِع ْمَرا َن بْن أَِب أَنَس َع ْن َعبْد َّ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الر ْمحَن بْن ُجبَ ْري الْم ْ‬
‫وأمحد يف املسند (‪)346 /29‬ح(‪ ،)17812‬قال‪ :‬حدثنا حسن بن موسى‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا ابن هليعة‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا‬
‫يزيد بن أيب حبيب‪..... ،‬به‪.‬‬
‫ِ‬
‫صلّ َي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اإل َاب َح ِة للْ ُجنُ ِ‬‫وابن حبان كتاب التيمم ِذ ْكر ِْ‬
‫ف َعلَى نَ ْفسه م َن الْبَ ْرد الشَّديد عنْ َد اال ْغت َسال أَ ْن يُ َ‬ ‫اف التَّلَ َ‬
‫ب إذَا َخ َ‬ ‫ُ‬
‫ال َحدَّثَنَا‬ ‫ق‬ ‫م‬‫ٍ‬ ‫ل‬‫س‬ ‫ِ‬
‫ن‬ ‫ب‬ ‫ِ‬
‫د‬ ‫م‬ ‫حم‬ ‫ن‬ ‫ب‬ ‫ِ‬
‫اَّلل‬ ‫د‬ ‫ب‬ ‫ع‬ ‫َن‬‫ر‬ ‫ب‬ ‫َخ‬‫أ‬ ‫قال‪:‬‬ ‫)‬ ‫‪1315‬‬ ‫ح(‬ ‫)‬ ‫‪142‬‬ ‫‪/‬‬ ‫‪4‬‬ ‫(‬ ‫ِ‬
‫ال‬ ‫س‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ ِ‬
‫ْ َ َ َ َ ْ ُ َّ ْ ُ َُ َّ ْ َ ْ َ َ‬ ‫ابلْ ُو ُوء أَو التَّيَ ُّمم ُد َ ْ َ‬
‫ت‬ ‫غ‬ ‫اال‬ ‫ن‬ ‫و‬
‫يد بْ ِن أَِيب َحبِ ٍ‬ ‫احلا ِر ِ‬ ‫ال َحدَّثَنَا بن وْه ٍ‬
‫يب ‪...‬به‪.‬‬ ‫ث َع ْن يَِز َ‬ ‫َخبَ َرِين َع ْمُرو بْ ُن َْ‬
‫ال أ ْ‬‫ب قَ َ‬ ‫َ‬ ‫َح ْرَملَةُ بْ ُن َْحي َىي قَ َ‬
‫والدارقطين يف سننه كتاب الطهارة ابب التيمم(‪ )178 /1‬ح(‪ )12‬قال‪ :‬حدثنا أبو بكر بن أيب داود َن حممد بن‬
‫بشار ح وحدثنا حممد بن سليمان املالكي ابلبصرة ثنا أبو موسى ح وحدثنا احلسس بن إساعيل َن حممد بن‬
‫يزيد أخو كرخويه ح وحدثنا أبو بكر النيسابوري َن أبو األزهر قالوا َن وهب بن جرير َن أيب قال سعت حيىي‬
‫بن أيوب حيدث عن يزيد بن أيب حبيب ‪....‬به‪.‬‬
‫ِ‬
‫َمحَ ُد بْ ُن َس ْل َما َن الْ َفقيهُ‪،‬‬
‫َخبَ ْرََنهُ أ ْ‬
‫واحلاكم يف املستدرك على الصحيحس كتاب الطهارة (‪ )285 /1‬ح(‪ )629‬قال‪ :‬أ ْ‬
‫ت َْحي َىي‬ ‫ال‪ :‬ثنا وهب بن ج ِري ِر ب ِن حا ِزٍم‪ ،‬ثنا أَِيب‪ ،‬قَ َ ِ‬ ‫ك بْ ِن ُحمَ َّم ٍد َوأ َََن أ ْ‬ ‫ئ َعلَى َعب ِد الْملِ ِ‬ ‫ال‪ :‬قُ ِر َ‬
‫ال‪َ :‬س ْع ُ‬ ‫َسَ ُع‪ ،‬قَ َ َ ْ ُ ْ ُ َ ْ َ‬ ‫ْ َ‬ ‫قَ َ‬
‫يد بْ ِن أَِيب َحبِ ٍ‬ ‫ِ‬
‫يب‪..... ،‬به‪.‬‬ ‫ث‪َ ،‬ع ْن يَِز َ‬ ‫وب ُحيَ ّد ُ‬‫بْ َن أَيُّ َ‬
‫والبيهقي يف السنن الكرب كتاب الطهارة ابب التيمم يف السفر إذا خاف املوت(‪ )225 /1‬ح(‪ )1110‬قال‪:‬‬
‫ك بْ ِن ُحمَ َّم ٍد َوأ َََن‬
‫ئ َعلَى َعب ِد الْملِ ِ‬
‫ْ َ‬ ‫َمحَ ُد بْ ُن َسلْ َما َن الْ َف ِقيهُ بِبَ ْغ َد َاد قَ َ‬
‫ال قُ ِر َ‬ ‫َخبَ َرََن أ ْ‬
‫ظأْ‬ ‫اَّللِ ا ْحلَافِ ُ‬
‫َخبَ َرََن أَبُو َعْب ِد َّ‬
‫أْ‬
‫يد بْ ِن أ َِِب َحبِ ٍ‬
‫يب‬ ‫ث َع ْن يَِز َ‬ ‫ِ‬
‫وب ُحيَ ّد ُ‬ ‫َسع حدَّثَنَا وهب بن ج ِري ِر ب ِن حا ِزٍم حدَّثَنَا أ َِِب قَ َ ِ‬
‫ت َْحي َىي بْ َن أَيُّ َ‬ ‫ال َس ْع ُ‬ ‫أ َْ ُ َ َ ْ ُ ْ ُ َ ْ َ َ‬
‫‪...‬به‪.‬‬
‫دراسة إسناد أيب داود‪:‬‬
‫حممد بن املثىن بن عبيد العنزي بفتح النون والزاي أبو موسى البصري املعروف ابلزمن مشهور بكنيته وابسه ثقة ثبت‬
‫من العاشرة وكان هو وبندار فرسي رهان وماات يف سنة واحدة [أي سنة اثنتس ومخسس ]‪ (.‬تقريب التهذيب‬
‫(ص‪ )505 :‬ح(‪.)6264‬‬
‫وهب بن جرير بن حازم بن زيد أبو عبد هللا األزدي البصري ثقة من التاسعة مات سنة ست ومائتس ‪( .‬تقريب‬
‫التهذيب (ص‪ )585 :‬ت(‪.)7472‬‬
‫جرير بن حازم بن زيد بن عبد هللا األزدي أبو النضر البصري والد وهب ثقة لكن يف حديثه عن قتادة عف وله‬
‫أوهام إذا حدث من حفظه وهو من السادسة مات سنة سبعس بعد ما اختلط لكن َل حيدث يف حال‬
‫اختالطه‪( .‬تقريب التهذيب (ص‪ )138 :‬ت(‪.)911‬‬
‫حيىي بن أيوب الغافقي مبعجمة مث فاء وقاف أبو العباس املصري صدوق رمبا أخطأ من السابعة مات سنة مثان‬
‫وستس ‪ .‬تقريب التهذيب (ص‪ )588 :‬ت(‪.)7511‬‬

‫(‪)31‬‬
‫اب‬ ‫َص َ‬ ‫وع ِّن ْاب ِّن َعب ٍ‬
‫ال‪ :‬أ َ‬
‫َّاس َق َ‬ ‫فبمجرد الخوف على نفسه أباح له أن يتيمم‪َ .‬‬
‫ات‪َ ،‬فَبَل َ َ‬ ‫ُمر ِّب ِّاال ْغِّتس ِّ‬
‫ِّ‬ ‫ول َّ ِّ‬‫رج ًال جرح ِّفي عهِّد رس ِّ‬
‫اغتَ َس َل َف َم َ‬
‫ال َف ْ‬ ‫َ‬ ‫اح َتَل َم َفأ َ‬
‫َّللا ‪،‬ثُ َّم ْ‬ ‫َْ َُ‬ ‫َ ُ ُْ ٌ‬
‫‪1‬‬
‫ال"( )‪.‬‬ ‫اء اْل ِّع ِّي ُّ‬ ‫ِّ‬ ‫َذلِّك رسول َّ ِّ‬
‫الس َؤ َ‬ ‫َّللاُ أََل ْم َي ُك ْن شَف ُ‬
‫ال‪َ" :‬ق َتُلوهُ َق َتَل ُه ُم َّ‬
‫َّللا ‪َ ‬فَق َ‬ ‫َ َُ َ‬

‫يزيد بن أيب حبيب املصري أبو رجاء واسم أبيه سويد واختلف يف والئه ثقة فقيه وكان يرسل من اْلامسة مات سنة‬
‫مثان وعشرين وقد قارب الثمانس ‪( .‬يتقريب التهذيب (ص‪ )600 :‬ت(‪.)7701‬‬
‫عمران بن أيب أنس القرشي العامري املدين نزل اإلسكندرية ثقة من اْلامسة مات سنة سبع عشرة ومائة ابملدينة‪.‬‬
‫تقريب التهذيب (ص‪ )429 :‬ت(‪.)5145‬‬
‫عبد الرمحن بن جبري ا ملصري املؤذن العامري ثقة عارف ابلفرائض من الثالثة مات [دون املائة] سنة سبع وتسعس ‬
‫وقيل بعدها‪( .‬تقريب التهذيب (ص‪ )338 :‬ت(‪.)3828‬‬
‫عمرو بن العاص بن وائل السهمي الصحايب املشهور أسلم عام احلديبية وويل إمرة مصر مرتس وهو الذي فتحها‬
‫مات مبصر سنة نيف وأربعس وقيل بعد اْلمسس ‪( .‬تقريب التهذيب (ص‪ )423 :‬ت(‪ ،)5053‬اإلصابة‬
‫يف متييز الصحابة (‪ )537 /4‬ت(‪.)5897‬‬
‫احلكم على اإلسناد‪ :‬إسناد حسن فيه حيىي بن أيوب الغافقي صدوق‪ ،‬وبقية رجاله ثقات‪ ،‬وعمرو بن أيب أنس من‬
‫شيوخ يزيد بن أيب حبيب وَل يذكر أحد أن رواية يزيد عن عمران مرسلة‪.‬‬
‫وقال الشيخ شعيب‪ :‬صحيح‪.‬‬
‫(‪ )1‬أخرجه‪ :‬أبو داود يف الطهارة ابب يف اجملروح يتيمم (‪ )133 /1‬ح(‪ ،)337‬قال‪ :‬حدَّثَنَا نَصر بن ع ِ‬
‫اص ٍم‬ ‫ُْ ْ ُ َ‬ ‫َ‬
‫اع ُّى أَنَّهُ بَلَغَهُ َع ْن َعطَ ِاء بْ ِن أ َِِب َرَاب ٍح ُ َ َ َ ْ َ َّ‬
‫اَّللِ بْ َن‬ ‫د‬ ‫ب‬ ‫ع‬ ‫ع‬ ‫ِ‬
‫س‬ ‫َّه‬
‫ن‬‫َ‬‫أ‬ ‫ب أَخب رِِن األَوز ِ‬
‫األَنْطَاك ُّى َحدَّثَنَا ُحمَ َّم ُد بْ ُن ُش َعْي ٍ ْ َ َ ْ َ‬
‫ِ‬
‫َعبَّ ٍ‬
‫اس‪.‬‬
‫اف َعلَى نَ ْفسه إِ ِن ا ْغتَ َس َل (‪ )189 /1‬ح(‪،)572‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫صيبُهُ ا ْجلَنَابَةُ‪ ،‬فَيَ َخ ُ‬‫وح تُ ِ‬ ‫وابن ماجه يف كتاب الطهارة َابب ِيف الْ َم ْجُر ِ‬
‫ال‪ :‬حدَّثَنَا ْاألَوز ِ‬ ‫ِ‬ ‫يد بْن َحبِ ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫قال‪َ :‬حدَّثَنَا ِه َش ُام بْ ُن َع َّما ٍر قَ َ‬
‫اع ُّي‪...‬به‪.‬‬ ‫َْ‬ ‫يب بْ ِن أَِيب الْع ْش ِري ِن قَ َ َ‬ ‫ال‪َ :‬حدَّثَنَا َعْب ُد ا ْحلَم ُ‬
‫وأمحد يف املسند(‪ )173 /5‬ح(‪ ،)3056‬قال‪ :‬حدثنا أبو املغرية‪ ،‬حدثنا األوزاعي‪... ،‬به‪.‬‬
‫والدارمي يف كتاب الطهارة ابب من ترك مو ع شعره من اجلنابة (‪ )73 /1‬ح(‪ )779‬قال‪ :‬أخربَن أبو املغرية ثنا‬
‫األوزاعي‪ ...‬به‪.‬‬
‫والطرباين يف املعجم الكبري للطرباين (‪ )194 /11‬ح(‪ )11472‬قال‪ :‬حدثنا إسحاق بن إبراهيم الدبري عن عبد‬
‫الرزاق عن األوزاعي‪....‬به‪.‬‬
‫اس ُحمَ َّم ُد بْ ُن‬‫واحلاكم يف املستدرك على الصحيحس كتاب الطهارة (‪ )285 /1‬ح(‪ )630‬قال‪َ :‬حدَّثَنَا أَبُو الْ َعبَّ ِ‬
‫وخ ُّي‪ ،‬ثنا بِ ْشُر بْ ُن بَ ْك ٍر‪َ ،‬ح َّدثَِين ْاأل َْوَزاعِ ُّي ‪...‬به‪ ،‬ووافقه الذهيب‪.‬‬ ‫يد بن عثْما َن التَّنُ ِ‬ ‫ِ‬
‫وب‪ ،‬ثنا أَبُو ُعثْ َما َن َسع ُ ْ ُ ُ َ‬ ‫يَ ْع ُق َ‬
‫والبيهقي يف السنن الكرب كتاب الطهارة ابب إذا كان اجلرح يف بعض جسده دون بعض (‪ )227 /1‬ح (‪)1114‬‬
‫وسى وأَبو سعِ ٍ‬ ‫اق بن ُحم َّم ِد ب ِن يوسف ُّ ِ‬ ‫ظ وأَبو عب ِد َِّ‬ ‫اَّللِ ْ ِ‬‫َخبَ َرََنهُ أَبُو َعْب ِد َّ‬
‫يد ‪ُ :‬حمَ َّم ُد‬ ‫الس ُّ َ ُ َ‬ ‫اَّلل ‪ :‬إِ ْس َح ُ ْ ُ َ ْ ُ ُ َ‬ ‫احلَاف ُ َ ُ َ ْ‬ ‫قال‪ :‬أ ْ‬
‫ت‬ ‫يد ب ِن مزي ٍد حدَّثَنَا أ َِِب قَ َ ِ‬ ‫ِِ‬ ‫وسى قَالُوا َحدَّثَنَا أَبُو الْ َعبَّ ِ‬
‫ال َس ْع ُ‬ ‫اس بْ ُن الْ َول ْ َ ْ َ َ‬ ‫َخبَ َرََن الْ َعبَّ ُ‬
‫وب أ ْ‬
‫اس ‪ُ :‬حمَ َّم ُد بْ ُن يَ ْع ُق َ‬ ‫بْ ُن ُم َ‬
‫(‪)32‬‬
‫األَوز ِ‬
‫اع َّى ‪....‬به‪.‬‬‫َْ‬
‫دراسة إسناد أمحد‪:‬‬
‫عبد القدوس ابن احلجاج اْلوالين أبو املغرية احلمصي ثقة من التاسعة مات سنة اثنِت عشرة ‪( .‬تقريب التهذيب‬
‫(ص‪ )360 :‬ت(‪.)4145‬‬
‫عبد الرمحن ابن عمرو ابن أيب عمرو األوزاعي أبو عمرو الفقيه ثقة جليل من السابعة مات سنة سبع ومخسس ‪.‬‬
‫(تقريب التهذيب (ص‪ )347 :‬ت(‪.)3967‬‬
‫عطاء ابن أيب رابح بفتح الراء واملوحدة واسم أيب رابح أسلم القرشي موالهم املكي ثقة فقيه فا ل لكنه كثري اإلرسال‬
‫من الثالثة مات سنة أربع عشرة على املشهور وقيل إنه تغري أبخرة وَل يكثر ذلك منه‪( .‬تقريب التهذيب‬
‫(ص‪ )391 :‬ت(‪.)4591‬‬
‫عبد هللا ابن عباس ابن عبد املطلب ابن هاشم ابن عبد مناف ابن عم رسول هللا ‪ ‬ولد قبل اهلجرة بثالث سنس ‬
‫ودعا له رسول هللا ‪ ‬ابلفهم يف القرآن فكان يسمى البحر واحلرب لسعة علمه وقال عمر لو أدرك ابن عباس‬
‫أسناننا ما عشره منا أحد مات سنة مثان وستس ابلطائف وهو أحد املكثرين من الصحابة وأحد العبادلة من‬
‫فقهاء الصحابة‪( .‬تقريب التهذيب (ص‪ )309 :‬ت(‪.)3409‬‬
‫احلكم على اإلسناد‪ :‬إسناد رجاله ثقات‪ ،‬إال أنه منقطع بس األوزاعي وعطاء‪ ،‬وعطاء سع من ابن عباس‪ ،‬وقد صرح‬
‫هنا ابلسماع‪.‬‬
‫قلت‪ :‬صرح األوزاعي ابلسماع من عطاء يف رواية احلاكم ‪.‬‬
‫وقال الدارقطين يف سننه (‪ :)189/1‬اختلف فيه على األوزاعي‪ ،‬والصواب أن األوزاعي أرسل آخره عن عطاء‪ .‬وقال‬
‫أبو زرعة وأبو حامت‪َ :‬ل يسمعه األوزاعي من عطاء إمنا سعه من إساعيل بن مسلم عن عطاء‪ ،‬ونقل ابن‬
‫السكن عن ابن أيب داود أن حديث الزبري بن خريق أصح من حديث األوزاعي‪ .‬وقد رواه ابن خزمية وابن‬
‫حبان واحلاكم من حديث الوليد بن عبيد عفه الدارقطين وقواه من صحح حديثه‪( .‬انظر‪ :‬نيل األوطار‬
‫(‪)321 /1‬‬
‫ولكن البوصريي يقول يف "مصباح الزجاجة"‪ :‬هذا إسناد منقطع قال الدارقطين األوزاعي عن عطاء مرسل انتهى‪.‬‬
‫(مصباح الزجاجة يف زوائد ابن ماجه (‪.)81 /1‬‬
‫وقال األلباين‪ :‬هذا إسناد صحيح‪ -‬لوال جهالة اإل اسطة بس األوزاعي وعطاء‪ ،-‬رجاله كلهم ثقات إن شاء هللا‬
‫تعاىل‪( .‬صحيح أيب داود (‪.)161 /2‬‬
‫وقال الشيخ شعيب يف حتقيق مسند أمحد (‪ :)173 /5‬حسن‪ ،‬وهذا سند رجاله ثقات رجال الشيخس إال أن فيه‬
‫ان قطاعا بس األوزاعي وبس عطاء بن أيب رابح‪ ،‬وقال أبو حامت وأبو زرعة فيما نقله عنهما ابن أيب حامت يف‬
‫"علل احلديث" ‪ : 37/1‬رو هذا احلديث ابن أيب العشرين‪ ،‬عن األوزاعي‪ ،‬عن إساعيل بن مسلم‪ ،‬عن‬
‫عطاء‪ ،‬عن ابن عباس‪ ،‬وأفسد احلديث‪ .‬قلنا‪ :‬وقد رواه ابن ماجه من طريق ابن أيب العشرين هذا‪ ،‬فلم يذكر‬
‫فيه إساعيل بن مسلم‪ -‬وهو أبو إسحاق املكي‪ ،-‬فإن صح ذكره فيه‪ ،‬فاإلسناد عيف‪ ،‬وهللا تعاىل أعلم‪.‬‬
‫وله شاهد عيف من حديث جابر أخرجه أبو داود برقم (‪ ،)336‬والدارقطين يف سننه سنن كتاب الطهارة ابب‬

‫(‪)33‬‬
‫فانظر إلى احترام حياة الناس وعدم التهاون بها‪ ،‬فكيف يسهل على المنتحر‬
‫إنهاء حياته‪.‬‬
‫ثالثاً ‪ :‬تقوية الوازع الديني‪.‬‬
‫فقد ذكرت أن من أهم أسباب االنتحار ضعف الوازع الديني‪ ،‬والسبيل إلى‬
‫عالج ذلك هو تقوية الوازع الديني ‪ ،‬ومن المعلوم أن خطوة االنتحار ال يفعلها‬
‫إال ضعيف اإليمان بالقدر‪.‬‬
‫ومن وسائل تقوية الوازع الديني الصبر‪ ،‬الذي يعتبر مفتاحا للفرج‪ ،‬وعالجا‬
‫لكل الهموم والغموم‪ ،‬وسبيال لنيل الثواب العظيم واألجر العميم‪ ،‬قال النبي ‪:‬‬
‫اك ِّأل ٍ ِّ َّ ِّ ِّ ِّ ِّ‬ ‫َّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫َحد إال لْل ُم ْؤمن إ ْن أَ َ‬
‫ص َاب ْت ُه‬ ‫" َع َجًبا أل َْم ِّر اْل ُم ْؤ ِّم ِّن إ َّن أ َْم َرهُ ُكل ُه َخ ْيٌر َوَل ْي َس َذ َ َ‬
‫ان َخ ْي ًار َل ُه"(‪.)1‬‬
‫ص َب َر َف َك َ‬
‫اء َ‬
‫ض َّر ُ‬
‫َص َاب ْت ُه َ‬‫ان َخ ْي ًار َل ُه َوِّا ْن أ َ‬
‫اء َش َك َر َف َك َ‬
‫َس َّر ُ‬
‫وتقوية الوازع الديني ال بد أن تتعاون فيه األسرة والمسجد والمدرسة وأجهزة‬
‫اإلعالم المتعددة‪ ،‬وذلك من خالل ربط األمة بالكتاب والسنة وبذلك يعظم الوازع‬
‫الديني ألنه شتان بين من يذكر بكالم هللا وكالم رسوله‪ ،‬ومن يذكر ويوعظ بكالم‬
‫آخر‪.‬‬
‫وال بد من تقوية اإليمان بالقضاء والقدر فمن عالمات المؤمن كما في‬
‫الديَل ِّ‬ ‫ِّ ِّ ‪2‬‬
‫ال أَتَْي ُت أ َُب َّى ْب َن‬
‫َ‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫ِّ‬
‫ى‬ ‫م‬ ‫ْ‬ ‫َّ‬ ‫ِّ‬
‫ن‬ ‫اب‬
‫ْ‬ ‫ِّ‬
‫ن‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬‫)‬ ‫الحديث ( َوتُ ْؤ ِّم َن ِّباْلَقَد ِّر َخ ْي ِّرِّه َو َشره )(‬

‫جواز التيمم لصاحب اجلرح (‪ )189 /1‬ح(‪ ،)3‬وقال‪َ" :‬ل يروه عن عطاء عن جابر غري الزبري بن خريق‬
‫وليس ابلقوي وخالفه األوزاعي فرواه عن عطاء عن بن عباس واختلف على األوزاعي فقيل عنه عن عطاء‬
‫وقيل عنه بلغين عن عطاء وأرسل األوزاعي آخره عن عطاء عن النيب ‪ ‬وهو الصواب وقال بن أيب حامت‬
‫سألت أيب وأاب زرعة عنه فقاال رواه بن أيب العشرين عن األوزاعي عن إساعيل بن مسلم عن عطاء عن بن‬
‫عباس وأسند احلديث‪ (.‬سنن الدارقطين (‪.)189 /1‬‬
‫ب الْ ُم ْؤِم ُن أ َْمُرهُ ُكلُّهُ َخْي ٌر (‪ )227 /8‬ح(‪ ،)7610‬والدارمي يف كتاب اإلميان‬
‫(‪ )1‬أخرجه‪ :‬مسلم كتاب الرقاق َاب ُ‬
‫ابب املؤمن يؤجر يف كل شيء (‪)208 /1‬ح (‪ ،)2819‬وابن حبان يف كتاب اجلنائز ذكر إثبات اْلري‬
‫للمسلم الصابر عند الضراء‪ ،‬والشاكر عند السراء (‪ )155 /7‬ح(‪ ،)2896‬والطرباين يف املعجم األوسط‬
‫(‪ )153 /4‬ح(‪ ،)3849‬كلهم عن صهيب‪.‬‬
‫ان ابب بيان اإلميان واإلسالم واإلحسان وأشراط الساعة (‪ )28 /1‬ح(‪ ،)1‬وأبو‬ ‫(‪ )2‬أخرجه‪ :‬مسلم كِتَاب ا ِإلميَ ِ‬
‫ُ‬
‫داود يف كتاب السنة ابب يف القدر (‪ )359 /4‬ح(‪ ،)4697‬والرتمذي يف كتاب القدر ابب (‪/4( )17‬‬

‫(‪)34‬‬
‫َن ُي ْذ ِّه َب ُه‬ ‫َك ْع ٍب َفُقْل ُت َل ُه َوَق َع ِّفى َنْف ِّسى َشى ٌء ِّم َن اْلَق َد ِّر َف َحِّد ْثِّنى ِّب َشى ٍء َل َع َّل َّ‬
‫َّللاَ أ ْ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ظالِّ ٍم‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫غ‬ ‫و‬ ‫ه‬‫و‬ ‫م‬ ‫ه‬ ‫ب‬ ‫ذ‬‫َّ‬ ‫ع‬ ‫ه‬‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫ض‬ ‫َر‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫َن َّ َّ‬ ‫ال َل ْو أ َّ‬ ‫ِّ ِّ‬
‫َ َ ُ ْ َ َُ َ ْ ُ َ‬ ‫َّللاَ َعذ َب أ ْ َ َ َ َ َ ْ َ ْ‬
‫أ‬ ‫ل‬ ‫َه‬ ‫أ‬
‫و‬ ‫ه‬ ‫ات‬ ‫و‬ ‫م‬ ‫س‬ ‫ل‬‫َه‬ ‫م ْن َقْلبى‪َ .‬فَق َ‬
‫ُحٍد َذ َهًبا ِّفى‬ ‫ِّ‬ ‫َلهم وَلو رِّحمهم َك َان ْت ر ْحمتُ ُه َخ ْي ار َلهم ِّم ْن أ ْ ِّ ِّ‬
‫َع َماله ْم َوَل ْو أ َْنَفْق َت م ْث َل أ ُ‬ ‫ً ُْ‬ ‫َ َ‬ ‫ُْ َ ْ َ َُْ‬
‫ك‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫َص َاب َك َل ْم َي ُك ْن لُي ْخط َئ َ‬ ‫َن َما أ َ‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬
‫ك َحتى تُ ْؤم َن باْلَق َدر َوتَ ْعَل َم أ َّ‬ ‫ِّ‬ ‫َّللاِّ َما َقِّبَل ُه َّ‬
‫َّللاُ م ْن َ‬ ‫يل َّ‬‫سِّب ِّ‬
‫َ‬
‫ال ثُ َّم‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫َك َل ْم َي ُك ْن لُيص َيب َك َوَل ْو م َّت َعَلى َغ ْي ِّر َه َذا َل َد َخْل َت َّ‬ ‫َوأ َّ‬
‫الن َار‪َ .‬ق َ‬ ‫ُ‬ ‫طأ َ‬ ‫َخ َ‬‫َن َما أ ْ‬
‫ال‬ ‫ال ‪ -‬ثُ َّم أَتَ ْي ُت ُح َذ ْيَف َة ْب َن اْل َيم ِّ‬ ‫ود َفَق ِّ ِّ‬ ‫َّللاِّ ْب َن مسع ٍ‬
‫ان َفَق َ‬ ‫َ‬ ‫ال م ْث َل َذل َك ‪َ -‬ق َ‬ ‫َ‬ ‫َْ ُ‬ ‫أَتَ ْي ُت َع ْب َد َّ‬
‫ال ‪ -‬ثُ َّم أَتَْي ُت َزْي َد ْب َن ثَ ِّاب ٍت َف َحَّدثَِّنى َع ِّن النَِّّب ِّى ‪ِّ ‬م ْث َل َذلِّ َك(‪.)1‬‬ ‫ِّ ِّ‬
‫م ْث َل َذل َك ‪َ -‬ق َ‬

‫اإل ْس َالِم (‪)475 /8‬ح(‪ ،)5006‬وابن‬ ‫ان و ِْ‬ ‫ِ ِ ِ‬


‫‪ )457‬ح(‪ ،)2155‬والنسائي يف كتاب اإلميان ابب ص َفة ْاإلميَ َ‬
‫ماجه يف كتاب اإلميان ابب يف القدر (‪ )29 /1‬ح(‪ ،)77‬وأمحد يف املسند (‪ )439 /1‬ح(‪ ،)374‬عن‬
‫ابن عمر‪.‬‬
‫ِ‬
‫(‪ )1‬أخرجه‪ :‬أبو داود يف كتاب السنة ابب يف القدر(‪ )361 /4‬ح(‪ ،)4701‬قال‪َ :‬حدَّثَنَا ُحمَ َّم ُد بْ ُن َكث ٍري أ ْ‬
‫َخبَ َرََن‬
‫ُِب بْن َك ْع ٍ‬ ‫احلِم ِ‬
‫ص ِّى َع ِن ابْ ِن الدَّيْلَ ِم ِّى قَ َ‬ ‫ٍِ‬ ‫س ْفيا ُن عن أ َِِب ِسنَ ٍ‬
‫ان َع ْن وْه ِ‬
‫ب‬ ‫ت أ ََّ َ‬ ‫ال أَتَ ْي ُ‬ ‫ب بْ ِن َخالد ْ ْ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ َْ‬
‫وابن حبان كتاب الرقاق ابب الورع والتوكل ذكر اإلخبار عما جيب على املرء من تسليم األشياء إىل ابرئه جل وعال‬
‫(‪ )505 /2‬ح(‪ ،)727‬قال‪ :‬أخربَن الفضل بن احلباب‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا حممد بن كثري العبدي‪ ،‬عن سفيان‪،‬‬
‫عن أيب سنان‪ ،‬عن وهب بن خالد‪ ،‬عن ابن الديلمي‪ ...‬به‪.‬‬
‫س بْ ُن ُحمَ َّم ٍد‬ ‫ِ‬
‫َخبَ َرََن أَبُو َعل ٍّي ا ْحلُ َس ْ ُ‬
‫والبيهقي يف شعب اإلميان ذكر حديث مجع القرآن (‪ )353 /1‬ح(‪ ،)179‬قال‪ :‬أ ْ‬
‫ي‪ ،‬أخربَن ُحمَ َّم ُد بْ ُن بَ ْك ٍر‪ ،‬حدثنا أَبُو َد ُاوَد‪... ،‬به‪.‬‬ ‫الرو ْذ َاب ِر ُّ‬
‫ُّ‬
‫ظ‪َ ،‬حدَّثَنَا أَبُو‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اَّلل ا ْحلَاف ُ‬ ‫ِ‬
‫َخبَ َرََن أَبُو َعْبد َّ‬
‫ويف القضاء والقدر ابب كيفية اإلميان ابلقدر (ص‪ )196 :‬ح(‪ ،)200‬قال‪ :‬أ ْ‬
‫ِ‬
‫الصغَ ِاينُّ‪َ ،‬حدَّثَنَا ُحمَ َّم ُد بْ ُن َكث ٍري‪..... ،‬به‪.‬‬ ‫وب‪َ ،‬حدَّثَنَا ُحمَ َّم ُد بْ ُن إِ ْس َح َ‬
‫اق َّ‬ ‫الْ َعبَّ ِ‬
‫اس ُحمَ َّم ُد بْ ُن يَ ْع ُق َ‬
‫ان‪َ ،‬ع ِن‬ ‫يد ب ِن ِسنَ ٍ‬ ‫ِِ‬
‫وأبو داود الطيالسي يف مسنده (‪ )505 /1‬ح(‪ ،)619‬قال‪َ :‬حدَّثَنَا َس ْه ُل بْ ُن ُسلَْي َما َن‪َ ،‬ع ْن َسع ْ‬
‫ال‪ :‬أَتَيت َزي َد بن َاثبِ ٍ‬ ‫ِ‬
‫ت ‪...‬فذكره‪.‬‬ ‫ابْ ِن الدَّيْلَم ِّي‪ ،‬قَ َ ْ ُ ْ ْ َ‬
‫حممد بن كثري العبدي البصري ثقة َل يصب من عفه من كبار العاشرة مات سنة ثالث وعشرين وله تسعون سنة‪.‬‬
‫(تقريب التهذيب (ص‪ )504 :‬ت(‪.)6252‬‬
‫سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري أبو عبد هللا الكويف ثقة حافظ فقيه عابد إمام حجة من رؤوس الطبقة السابعة‬
‫وكان رمبا دلس مات سنة إحد وستس وله أربع وستون‪( .‬تقريب التهذيب (ص‪ )244 :‬ت(‪.)2445‬‬
‫رار بن مرة الكويف أبو سنان الشيباين األكرب ثقة ثبت من السادسة مات سنة اثنتس وثالثس ‪ (.‬تقريب التهذيب‬
‫(ص‪ )280 :‬ت(‪.)2983‬‬
‫وهب بن خالد احلمريي أبو خالد احلمصي ثقة من السابعة‪ .‬تقريب التهذيب (ص‪ )585 :‬ت(‪.)7474‬‬
‫عبد هللا بن فريوز الديلمي أخو الضحاك ثقة من كبار التابعس ومنهم من ذكره يف الصحابة‪ (.‬تقريب التهذيب (ص‪:‬‬
‫‪ )317‬ت(‪.)3534‬‬

‫(‪)35‬‬
‫قال الشنقيطي‪ :‬ولذلك ينبغي للمسلم أن يسعى في زيادة إيمانه‪ ،‬وأن يعود‬
‫نفسه كلما ضاقت عليه الدنيا أن يلتجئ إلى هللا سبحانه وتعالى‪ ،‬وال شك أن كثرة‬
‫الضيق وكثرة الهموم والغموم توجب على المؤمن التسلح بالتعلق باهلل عز وجل‬
‫أضعاف ما نزل به من البالء‪ ،‬وكلما كان التجاء العبد إلى هللا أصدق‪ ،‬ويقينه‬
‫باهلل سبحانه وتعالى أكمل؛ كلما كان الفرج أقرب إليه من حبل الوريد‪ ،‬فإن هللا‬
‫ضاَق ْت َعَل ْي ِّه ْم‬‫ض ِّب َما َرُح َب ْت َو َ‬ ‫ضاَق ْت َعَل ْي ِّه ُم األ َْر ُ‬ ‫{حتَّى ِّإ َذا َ‬
‫سبحانه وتعالى يقول‪َ :‬‬
‫اب َعَل ْي ِّه ْم} [التوبة‪ ]118:‬فلما بل َ‬ ‫ظُّنوا أَن ال مْلجأَ ِّمن َّ ِّ ِّ َّ ِّ ِّ‬
‫َّللا إال إَل ْيه ثُ َّم تَ َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َنف ُس ُه ْم َو َ ْ‬
‫أُ‬
‫اب َعَل ْي ِّه ْم}‬ ‫ظُّنوا أَن ال مْلجأَ ِّمن َّ ِّ ِّ َّ ِّ ِّ‬
‫َّللا إال إَل ْيه ثُ َّم تَ َ‬ ‫{و َ ْ َ َ َ‬ ‫األمر مبلغه‪ ،‬ووصلوا إلى قوله‪َ :‬‬
‫[التوبة‪ ،]118:‬جاء الفرج عند قوة اليقين أنه ال ملجأ وال منجى وال مفر وال مهرب‬
‫من هللا إال إلى هللا؛ فإن بل َ العبد هذا المبل َ فقد نعمت عينه في البالء‪ ،‬وهذا هو‬
‫مقام اليقين في حال الكرب‪.‬‬
‫فإن اإلنسان تنتابه الهموم في نفسه وأهله وماله وولده‪ ،‬فإذا اطرح بين يدي‬
‫هللا عز وجل داعياً ضارعاً شاكياً مبتهالً متضرعاً متخشعاً فإن هللا يحب منه ذلك‪،‬‬
‫ولعل هللا أن يجعل هذا االبتهال والتضرع سبباً في زيادة قربه منه؛ ألنه كلما‬
‫ابتهل وتضرع هلل سبحانه وتعالى وصدق في يقينه كلما زاد قربه من هللا‪ ،‬وكم من‬
‫إنسان نزلت به المصيبة فكانت سبباً في قربه من هللا جل وعال‪ ،‬وهذا الذي يسميه‬
‫العلماء‪ :‬تحول النقمة إلى نعمة‪ ،‬أي‪ :‬أنها نقمة في الظاهر لكنها آلت إلى نعمة‬
‫في الباطن‪.‬‬
‫فينبغي على المؤمن أال يقدم على هذه النهاية التي هي أسوء النهايات‪،‬‬
‫وهي من عالمات سوء الخاتمة‪ ،‬وهللا عز وجل جعل النفس أمان ًة في عنق كل‬
‫ان ِّب ُك ْم‬ ‫َنف َس ُك ْم ِّإ َّن َّ‬
‫َّللاَ َك َ‬ ‫{وال تَْقُتُلوا أ ُ‬ ‫اإلنسان‪ ،‬فقال هللا سبحانه وتعالى‪َ :‬‬

‫أيب بن كعب بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار األنصاري اْلزرجي أبو املنذر سيد‬
‫القراء ويكىن أاب الطفيل أيضا من فضالء الصحابة اختلف يف سنة موته اختالفا كثريا قيل سنة تسع عشرة‬
‫وقيل سنة اثنتس وثالثس وقيل غري ذلك‪( .‬تقريب التهذيب (ص‪ )96 :‬ت(‪ ،)283‬وينظر‪ :‬اإلصابة يف متييز‬
‫الصحابة (‪ )180 /1‬ت(‪.)32‬‬
‫احلكم على اإلسناد‪ :‬إسناد صحيح ألن رجاله ثقات‪.‬‬
‫وقال األلباين‪ :‬صحيح‪.‬‬

‫(‪)36‬‬
‫يما}[النساء‪.]29:‬‬ ‫ِّ‬
‫َرح ً‬
‫َنف َس ُك ْم)‪ ،‬ثم قال بعدها‪ِّ( :‬إ َّن َّ‬
‫َّللاَ‬ ‫يقول بعض العلماء‪ :‬إن هللا قال‪َ ( :‬وال تَْقُتُلوا أ ُ‬
‫رحيم بكم‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫َك َ ِّ‬
‫يما) كأنه يقول‪ :‬أبشروا‪ ،‬مهما أصابكم من الهم والغم فإني ٌ‬ ‫ان ب ُك ْم َرح ً‬
‫وال يحتاج اإلنسان لتفريج همه وازالة غمه أن يقدم على تعذيب نفسه‪ ،‬بل عليه‬
‫أن يقبل على هللا سبحانه وتعالى‪ ،‬وأن يلتجئ إلى هللا سبحانه وتعالى الذي ال‬
‫ملجأ للعبد وال منجى منه إال إليه سبحانه وتعالى‪ ،‬وقد ثبت في الحديث عنه عليه‬
‫ك ِّإ َّال‬ ‫ِّ‬
‫الصالة والسالم من دعائه عند النوم أن يقول‪َ ( :‬ال َمْل َجأَ َوَال َم ْن َجى م ْن َ‬
‫ِّإَل ْي َك)(‪.)1‬‬
‫فإذا فوض العبد أمره إلى هللا ذاق حالوة اإليمان ولذة العبودية‪ ،‬وصعدت‬
‫كلماته ودعواته وابتهاالته ومناداته إلى هللا سبحانه وتعالى‪ ،‬كلمات تفتح لها أبواب‬
‫قلب صادق متعلق باهلل جل جالله؛ فيرحمه هللا عز‬ ‫السماوات؛ ألنها تخرج من ٍ‬
‫وجل‪ ،‬ولكن إذا أراد هللا أن يشقي عبداً أسلمه إلى الشيطان‪ ،‬وأسلمه إلى سوء‬
‫الظن بالرحمن‪ ،‬فأصبحت تضيق عليه نفسه التي بين جنبيه‪ ،‬فأول ما ينزل به‬
‫من الكرب في نفسه وماله وولده‪ ،‬تضيق دائرته عليه ويتسخط على القضاء‬
‫والقدر‪ ،‬ولربما يتسخط على ربه‪ ،‬ويذكر الكلمات التي ال تليق باهلل سبحانه وتعالى‪،‬‬
‫وأن هللا ظلمه‪ ،‬وأن هللا نكد عيشه وأن هللا‪ ،‬وأن هللا‪ ،‬فال يزال ربك يضيق عليه‬
‫حتى يضيق من نفسه التي بين جنبيه‪ ،‬فيتسلط عليه الشيطان‪ ،‬فيقدم على قتلها‬
‫وينتحر والعياذ باهلل‪ ،‬نسأل هللا السالمة والعافية(‪.)2‬‬
‫فال بد من التسليم بإرادة هللا في جميع األحوال والحاالت والصبر على البالء‬
‫وأن ذلك مكتوب على االنسان في بطن أمه ‪.‬‬
‫َن رسول هللاِّ‬ ‫ٍ‬
‫وال ينبغي القنوط أو تقنيط الناس من رحمة هللا ف َع ْن ُج ْن َدب ‪ ،‬أ َّ َ ُ َ‬

‫(‪ )1‬جزء من حديث أخرجه‪ :‬البخاري يف كتاب الو وء ابب فضل من ابت على الو وء (‪ )97 /1‬ح(‪،)244‬‬
‫ويف كتاب الدعوات ابب إذا ابت طاهراً (‪ )2326 /5‬ح(‪،)5952‬ويف ابب ما يقول إذا َنم (‪)2326 /5‬‬
‫ح(‪،)5954‬ويف ابب النوم على الشق األمين (‪ )2327 /5‬ح(‪ ،)5956‬وأبو داود يف كتاب األدب ابب‬
‫ما يقال عند النوم (‪ )471 /4‬ح(‪ ،)5048‬و الرتمذي يف كتاب الدعوات ابب الدعاء إذا أو إىل فراشه‬
‫(‪ )468 /5‬ح(‪ ،)3394‬وابن ماجه يف كتاب الدعاء ابب ما يدعو به إذا أو إىل فراشه(‪)1275 /2‬‬
‫ح(‪ ،)3876‬وأمحد يف املسند (‪ )618 /30‬ح(‪ ،)18680‬كلهم عن الرباء بن عازب‪.‬‬
‫(‪ )2‬شرح زاد املستقنع للشنقيطي (‪.)84/8‬‬

‫(‪)37‬‬
‫‪َ :‬م ْن َذا‬ ‫ال‬
‫َّللاَ تَ َعاَلى َق َ‬ ‫َّللاِّ الَ َي ْغ ِّف ُر َّ‬
‫َّللاُ لُِّفالَ ٍن ‪َ ،‬واِّ َّن َّ‬ ‫ال ‪َ :‬و َّ‬ ‫َن َرُجالً َق َ‬‫‪َ ، ‬حَّد َث أ َّ‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫َّالِّذي يتَأََّلى عَل َّي أَن الَ أ ْ ِّ ِّ‬
‫َع َمَل َك ‪،‬‬ ‫ط ُت‬ ‫َغف َر لُفالَ ٍن ‪َ ،‬فِّإني َق ْد َغَف ْر ُت لُفالَ ٍن ‪َ ،‬وأ ْ‬
‫َح َب ْ‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫‪1‬‬
‫ال( )‪.‬‬ ‫أ َْو َك َما َق َ‬
‫فهذا رجل قنط غيره من رحمة هللا فحبط عمله‪ ،‬وغفر لغيره‪ ،‬فاإلنسان ينبغي‬
‫أن ال يقنط من رحمة هللا‪ ،‬وال يقنط غيره أيضاً‪.‬‬
‫رابعاً‪ :‬االمتناع عن المحرمات الشرعية ‪.‬‬
‫كالخمر والزنا والمخدرات وجميع المعاصي التي قد تكون سبباً في بعد‬
‫االنسان عن هللا ومن ثم تتواله الشياطين مما قد تسبب له نفسه االنتحار‪.‬‬
‫يقول ابن القيم ‪" :‬فالكبائر‪ :‬كالرياء‪ ،‬والعجب‪ ،‬والكبر‪ ،‬والفخر‪ ،‬والخيالء‪،‬‬
‫والقنوط من رحمة هللا‪ ،‬واليأس من روح هللا‪ ،‬واألمن من مكر هللا‪ ،‬والفرح والسرور‬
‫بأذى المسلمين‪ ،‬والشماتة بمصيبتهم‪ ،‬ومحبة أن تشيع الفاحشة فيهم‪ ،‬وحسدهم‬
‫على ما آتاهم هللا من فضله‪ ،‬وتمني زوال ذلك عنهم‪ ،‬وتوابع هذه األمور التي‬
‫هي أشد تحريما من الزنا‪ ،‬وشرب الخمر وغيرهما من الكبائر الظاهرة‪ ،‬وال صالح‬
‫للقلب وال للجسد إال باجتنابها‪ ،‬والتوبة منها‪ ،‬واال فهو قلب فاسد‪ ،‬واذا فسد القلب‬
‫فسد البدن"(‪.)2‬‬
‫خامساً‪ :‬المواظبة على الصلة‪.‬‬
‫فالصالة تريح النفس‪ ،‬ويطمأن بها القلب‪ ،‬وتهدأ لها األركان والجوارح‪،‬‬
‫وتعالج من الـقـلق النفسي‪ ،‬فقـد كان ‪ ‬يقول لبالل‪َ " :‬يا ِّبالَ ُل أ َِّق ِّم َّ‬
‫الصالَ َة أ َِّر ْح َنا‬

‫اىل (‪ )36 /8‬ح(‪ ،)6774‬وأمحد يف‬ ‫يط ِمن ر ْمح ِة ِ‬


‫هللا تَ َع َ‬ ‫(‪ )1‬أخرجه‪ :‬مسلم كتاب اآلداب ابب النَّه ِي عن التَ ْقنِ ِ‬
‫ْ ََ‬ ‫ْ َْ‬ ‫َ‬
‫الزهد (‪ )360 /1‬ح(‪ ،)1135‬وابن حبان يف كتاب احلظر واإلابحة ابب ما يكره من الكالم وما ال يكره‬
‫‪ -‬ذكر اْلرب الدال على أن قول املرء‪ :‬ال يغفر هللا لك‪ ،‬مما قد خياف عليه العقوبة به (‪ )19 /13‬ح(‪،)5711‬‬
‫وأبو يعلى املوصلي يف مسنده (‪ )99 /3‬ح(‪ ،)1529‬والطرباين يف املعجم الكبري (‪ )165 /2‬ح(‪،)1679‬‬
‫وأبو عوانة يف مسنده(‪ )143 /1‬ح(‪ ،)490‬والبيهقي يف شعب اإلميان (‪ )61 /9‬ح(‪ ،)6261‬ويف كتاب‬
‫اآلداب ابب يف النهي عن اإلعجاب بنفسه واالزدراء(ص‪ )118 :‬ح(‪ ،)284‬وأبو نعيم يف حلية األولياء‬
‫وطبقات األصفياء (‪ ،)316 /2‬والبغوي يف شرح السنة كتاب الرقاق ابب الرجاء وسعة رمحة هللا (‪/14‬‬
‫‪ )385‬ح(‪.)4188‬‬
‫(‪ )2‬مدارج السالكس بس منازل إايك نعبد وإايك نستعس (‪.)133 /1‬‬

‫(‪)38‬‬
‫ِّب َها "(‪.)1‬‬

‫َّد َحدَّثَنَا‬
‫(‪ )1‬أخرجه‪ :‬أبو داود يف كتاب األدب ابب صالة العتمة (‪ )453 /4‬ح(‪ ،)4987‬قال‪َ :‬حدَّثَنَا ُم َسد ٌ‬
‫ِ‬
‫ال م ْس َعٌر‬ ‫ال َر ُج ٌل ‪ -‬قَ َ‬ ‫ال قَ َ‬ ‫س َحدَّثَنَا ِم ْس َعُر بْ ُن كِ َد ٍام َع ْن َع ْم ِرو بْ ِن ُمَّرةَ َع ْن َس ِاَل بْ ِن أ َِِب ْ‬
‫اجلَ ْع ِد قَ َ‬ ‫يسى بْ ُن يُونُ َ‬
‫ِ‬
‫ع َ‬
‫ول « َاي‬ ‫اَّللِ ‪ ‬يَ ُق ُ‬
‫ول َّ‬ ‫ت َر ُس َ‬ ‫ك فَ َق َ ِ‬
‫ال َس ْع ُ‬
‫ِ‬
‫ت فَ َكأَن َُّه ْم َعابُوا َعلَيْ ِه ذَل َ‬‫استَ َر ْح ُ‬
‫ت فَ ْ‬ ‫صلَّيْ ُ‬‫اعةَ ‪ -‬لَيْ تَِىن َ‬
‫ِ‬
‫أ َُراهُ م ْن ُخَز َ‬
‫بِالَ ُل أَقِِم َّ‬
‫الصالَةَ أَ ِر ْحنَا ِِبَا »‪.‬‬
‫وأمحد يف املسند(‪ )178 /38‬ح(‪ ،)23088‬قال‪ :‬حدثنا وكيع‪ ،‬حدثنا مسعر‪ ،‬عن عمرو بن مرة‪ ،‬عن ساَل بن أيب‬
‫اجلعد‪ ،‬عن رجل من أسلم‪.. ،‬‬
‫وب الْ َوزَّا ُن‪َ ،‬ن‪ُ ،‬حمَ َّم ُد بْ ُن َربِ َيعةَ‪َ ،‬ن‪ ،‬أَبُو‬
‫وابن أيب عاصم يف اآلحاد واملثاين (‪ )359 /4‬ح(‪ ،)2396‬قال‪َ :‬حدَّثَنَا‪ ،‬أَيُّ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫محزةَ‪ ،‬عن‪ ،‬س ِاَل ب ِن أَِيب ا ْجلع ِد‪ ،‬عن‪ ،‬عب ِد َِّ‬
‫َسلَ َم ‪..‬‬‫اَّلل بْ ِن ُحمَ َّمد بْ ِن َعل ٍّي‪َ ،‬ع ْن‪َ ،‬ر ُج ٍل م ْن أ ْ‬ ‫َْ َ ْ َْ‬ ‫ََْ َ ْ َ ْ‬
‫والطرباين يف املعجم الكبري (‪ )276 /6‬ح(‪ )6214‬قال‪ :‬حدثنا معاذ بن املثىن و أبو خليفة الفضل بن احلباب قاال‬
‫ثنا مسدد ثنا عيسى بن يونس عن مسعربن كدام عن عمروبن مرة عن سلمان ابن خالد ‪ -‬أراه من خزاعة‬
‫‪ -‬قال ‪ :‬صليت فاسرتحت فكأهنم عابوا ذلك عليه فقال سعت رسول هللا ‪ ‬يقول ‪ ( :‬اي بالل أقم الصالة‬
‫أرحنا )‬
‫وقد ذكره ز رواه عثما ن بن املغرية‪ ،‬عن ساَل بن أيب اجلعد‪ ،‬عن عبد هللا بن حممد ابن احلنفية‪ ،‬عن صهر هلم من‬
‫األنصار(ينظر‪ :‬حتفة األشراف مبعرفة األطراف (‪.)152 /11‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يل َحدَّثَنَا ُعثْ َما ُن بْ ُن الْ ُمغِ َرية َع ْن َساَل بْ ِن‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫َخبَ َرََن إ ْسَرائ ُ‬‫أخرجه‪ :‬أبو داودد برقم (‪ )4988‬قال‪َ :‬حدَّثَنَا ُحمَ َّم ُد بْ ُن َكث ٍري أ ْ‬
‫ت‬ ‫ال انْطَلَ ْقت أ َََن وأ َِِب إِ َىل ِصه ٍر لَنَا ِمن األَنْصا ِر نَعوده فَحضر ِ‬
‫َ َ ُ ُ ُ َ ََ‬ ‫ْ‬ ‫ُ َ‬ ‫اَّللِ بْ ِن ُحمَ َّم ِد ابْ ِن ا ْحلَنَ ِفيَّ ِة قَ َ‬
‫أ َِِب ا ْجلَ ْع ِد َع ْن َعْب ِد َّ‬
‫ك َعلَْي ِه فَ َق َ‬ ‫ِ‬ ‫ُصلِّى فَأ ْ ِ‬ ‫ِ ٍ ِ‬ ‫ال لِب ع ِ ِ ِ‬
‫ال‬ ‫ال ‪ -‬فَأَنْ َك ْرََن َذل َ‬ ‫يح ‪ -‬قَ َ‬ ‫َس َرت َ‬ ‫ض أ َْهله َاي َجا ِريَةُ ائْ تُ ِوِن ب َو ُوء لَ َعلّى أ َ‬ ‫الصالَةُ فَ َق َ َ ْ‬ ‫َّ‬
‫ِ‬
‫لصالَة »‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ول « قُ ْم َاي بالَ ُل أَق ْم فَأَر ْحنَا اب َّ‬ ‫اَّلل ‪ ‬يَ ُق ُ‬‫ِ‬‫ول َّ‬‫ت َر ُس َ‬ ‫ِ‬
‫َس ْع ُ‬
‫وأمحد (‪ )225 /38‬ح(‪ )23154‬قال‪ :‬حدثنا عبد الرمحن بن مهدي‪ ،‬حدثنا إسرائيل‪ ،‬عن عثمان بن املغرية‪ ،‬عن‬
‫ساَل بن أيب اجلعد‪ ،‬عن عبد هللا بن حممد ابن احلنفية‬
‫والطرباين يف املعجم الكبري (‪ )277 /6‬ح(‪ ،)6215‬قال‪ :‬حدثنا علي بن عبد العزيز ثنا أبونعيم ثنا أبومحزة الثمايل‬
‫اثبت بن أيب صفية حدثين ساَل بن أيب اجلعد حدثين عبدهللا بن حممد بن احلنفية‬
‫والطحاوي يف شرح مشكل اآلاثر ابب بيان مشكل ما روي عن رسول هللا ‪ ‬من قوله لبالل يف الصالة‪ " :‬أرحنا‬
‫ِبا اي بالل " (‪ )167 /14‬ح(‪ )5549‬قال‪ :‬حدثنا يزيد بن سنان‪ ،‬حدثنا عبد الرمحن بن مهدي‪ ،‬حدثنا‬
‫سفيان‪ ،‬عن عثمان بن املغرية‪ ،‬عن ساَل بن أيب اجلعد‪ ،‬عن عبد هللا بن حممد ابن احلنفية ‪..‬‬
‫دراسة إسناد أمحد‪:‬‬
‫عبد الرمحن بن مهدي بن حسان العنربي موالهم أبو سعيد البصري ثقة ثبت حافظ عارف ابلرجال واحلديث قال‬
‫ابن املديين ما رأيت أعلم منه من التاسعة مات سنة مثان وتسعس [ومائة] وهو ابن ثالث وسبعس سنة‪.‬‬
‫(تقريب التهذيب (ص‪ )351 :‬ت(‪.)4018‬‬
‫إسرائيل بن يونس بن أيب إسحاق السبيعي اهلمداين أبو يوسف الكويف ثقة تُكلم فيه بال حجة من السابعة مات‬

‫(‪)39‬‬
‫أراد بقوله‪« :‬أرحنا بها» أي‪ِّ :‬آذَّنا بالصالة لنستريح بأدائها من ُشغل القلب‬
‫بها‪ ،‬وقيل‪ :‬كان اشتغاله بالصالة راحة له‪ ،‬فإنه كان يعد غيرها من األعمال‬
‫الدنيوية تعباً‪ ،‬فكان يستريح بالصالة‪ ،‬لما فيها من مناجاة هللا تعالى(‪.)1‬‬
‫ففي الصالة راحة للبدن وطمأنينة للقلب‪ ،‬تقربه من هللا وتبعده عن الشيطان‬
‫ووسوسته‪.‬‬
‫سادساً‪ :‬ترك رفقاء السوء ‪.‬‬
‫فال شك أن الصديق له تأثير على صديقه يتأثر به ويؤثر فيه سلباً وايجاباً‪،‬‬
‫فينبغي أن يبتعد المسلم عن رفيق السوء الذي قد يزين له الباطل‪.‬‬
‫الصالِّ ِّح ‪ ،‬واْل َجلِّ ِّ‬
‫يس‬ ‫ال ‪ِّ :‬إَّنما مثَ ُل اْل َجلِّ ِّ‬
‫يس َّ‬ ‫َع ْن أَِّبي موسى ‪َ ،‬ع ِّن َِّّ‬
‫النب ِّي ‪َ ،‬ق َ‬
‫َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ َ‬

‫سنة ستس وقيل بعدها‪( .‬تقريب التهذيب (ص‪ )104 :‬ت(‪.)401‬‬


‫عثمان بن املغرية الثقفي موالهم أبو املغرية الكويف األعشى وهو عثمان ابن أيب زرعة ثقة من السادسة‪( .‬تقريب‬
‫التهذيب (ص‪ )387 :‬ت(‪.)4520‬‬
‫ساَل بن أيب اجلعد رافع الغطفاين األشجعي موالهم الكويف ثقة وكان يرسل كثريا من الثالثة مات سنة سبع أو مثان‬
‫وتسعس وقيل مائة أو بعد ذلك وَل يثبت أنه جاوز املائة‪( .‬تقريب التهذيب (ص‪ )226 :‬ت(‪.)2170‬‬
‫عبد هللا بن حممد بن علي بن أيب طالب العلوي أبو هاشم ابن احلنفية ثقة قرنه الزهري أبخيه احلسن من الرابعة مات‬
‫[دون املائة] سنة تسع وتسعس ابلشام‪( .‬تقريب التهذيب (ص‪ )321 :‬ت(‪.)3593‬‬
‫علي بن أيب طالب بن عبد املطلب بن هاشم اهلامشي [حيدرة‪ ،‬أبو تراب‪ ،‬وأبو احلسنس ] ابن عم رسول هللا ‪ ‬وزوج‬
‫ابنته من السابقس األولس ورجح مجع أنه أول من أسلم [فهو سابق العرب] وهو أحد العشرة مات يف رمضان‬
‫سنة أربعس وهو يومئذ أفضل األحياء من بين آدم ابألرض إبمجاع أهل السنة وله ثالث وستون [سنة] على‬
‫األرجح ‪( .‬تقريب التهذيب (ص‪ )402 :‬ت(‪.)4753‬‬
‫احلكم على اإلسناد‪ :‬إسناد صحيح ألنه رجاله ثقات‪.‬‬
‫وقال الدار قطين‪ :‬هو حديث يرو عن ِ‬
‫ساَل بن أَيب اجلَعد‪ ،‬واختُلِف َعنه؛ فقيل‪َ :‬عن الثَّوري‪َ ،‬عن ُعثمان بن املغرية‪،‬‬
‫ُ‬ ‫َ ٌ َُ َ‬
‫ِ‬
‫العزيز بن أ ََابن‪َ ،‬عن الث ِّ‬
‫َّوري‪.‬‬ ‫َعن ساَل بن أَيب اجلَعد‪َ ،‬عن ابن احلَنَفيَّة‪َ ،‬عن َعلي‪ ،‬قاله أَبو خالد َعبد َ‬
‫وقال إِسرائيل‪ ،‬عن عثمان بن املغرية‪ ،‬عن ِ‬
‫ساَل بن أَيب اجلَعد‪َ ،‬عن َعبد هللا بن ُحممد بن احلَنَفيَّة‪َ ،‬عن ِصهر هلم‪َ ،‬عن‬ ‫ُ َ‬ ‫َ ُ‬
‫النَّيب ‪ََ ، ‬ل يَذ ُكر َعليًّا‪.‬‬
‫اعة‪َ ،‬عن النَّيب‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫صفيَّة‪َ ،‬عن ساَل بن أَيب اجلَعد‪َ ،‬عن َر ُجل من ُخز َ‬
‫ورواه َعمرو بن ُمَّرة‪ ،‬وأَبو َمحزة الثُّمايل اثبت بن أَيب َ‬
‫َ‬
‫‪ََ .‬ل يَذ ُكر َعليًّا‪ ،‬وال ابن احلَنَفيَّ ِة‪( .‬علل الدارقطين (‪.)120 /4‬‬
‫وقال الشيخ األلباين‪ :‬صحيح‪( .‬صحيح اجلامع الصغري وزايدته (‪ )1307 /2‬ح(‪. )7892‬‬
‫وقال الشيخ شعيب يف حتقيق مسند أمحد (‪ :)225 /38‬رجاله ثقات‪ ،‬لكن اختلف فيه على ساَل بن أيب اجلعد‪.‬‬
‫(‪ )1‬جامع األصول (‪.)264 /6‬‬

‫(‪)40‬‬
‫َن ُي ْحِّذ َي َك ‪َ ،‬واِّ َّما‬ ‫ِّ ِّ ِّ‬
‫ير ‪َ ،‬ف َحام ُل اْلم ْسك ‪ِّ :‬إ َّما أ ْ‬ ‫ام ِّل اْل ِّم ْس ِّك ‪َ ،‬وَن ِّاف ِّخ‬
‫اْل ِّك ِّ‬ ‫السوِّء ‪َ ،‬كح ِّ‬
‫َ‬ ‫َّ ْ‬
‫ير ‪ِّ :‬إ َّما أَن يحر ِّ‬ ‫َن تَ ِّج َد ِّم ْن ُه‬
‫طِّي َب ًة ‪ ،‬وَن ِّاف ُخ اْل ِّك ِّ‬ ‫أَن تَبتَ ِّ‬
‫ِّق ث َي َاب َ‬
‫ك‬ ‫ْ ُْ َ‬ ‫َ‬ ‫ِّر ً‬
‫يحا َ‬ ‫اع م ْن ُه ‪َ ،‬واِّ َّما أ ْ‬
‫ْ ْ َ‬
‫يحا َخِّبيثَ ًة‪. ) (.‬‬ ‫‪ ،‬وِّا َّما أ ْ ِّ‬
‫َن تَج َد ِّر ً‬
‫‪1‬‬
‫َ‬
‫سابعاً‪ :‬ترك الوحدة والعزلة ‪.‬‬
‫وذلك بالجلوس مع الناس والتقرب منهم فعن عم ِّرو ب ِّن شعي ٍب عن أَِّب ِّ‬
‫يه َع ْن‬ ‫َ ْ َ ْ ْ ُ َْ َ ْ‬
‫ان َوالثَّالَثَ ُة َرْك ٌب"( )‪.‬‬ ‫الر ِّ‬ ‫َّللاِّ ‪َّ " ‬‬
‫الر ِّ‬ ‫ِّ ِّ‬
‫‪2‬‬ ‫ط َان ِّ‬ ‫اك َب ِّ‬
‫ان َش ْي َ‬ ‫ان َو َّ‬
‫طٌ‬ ‫اك ُب َش ْي َ‬ ‫ول َّ‬ ‫ال َرُس ُ‬ ‫ال َق َ‬
‫َجده َق َ‬

‫(‪ )1‬أخرجه‪ :‬البخاري يف كتاب البيوع ابب السهولة والسماحة يف الشراء والبيع ومن طلب حقا فليطلبه يف عفاف‬
‫(‪ )741 /2‬ح(‪ ،)1995‬ويف كتاب الذابئح والصيد ابب يف املسك (‪ )2104 /5‬ح(‪ ،)5214‬ومسلم‬
‫يف كتاب اآلداب ابب مثل اجلليس الصاحل واجلليس السوء (‪ )37 /8‬ح(‪.)6785‬‬
‫الس َف ِر لِ ِّلر َج ِال‬
‫يثي كتاب اجلامع ابب َما َجاءَ ِيف الْ َو ْح َدةِ ِيف َّ‬ ‫(‪ )2‬أخرجه‪ :‬موطأ اإلمام مالك رواية َحيىي بن َحيىي اللَّ ِّ‬
‫ب‪َ ،‬ع ْن أَبِ ِيه‪َ ،‬ع ْن َج ِّدهِ‪ ،‬أ ََّن‬ ‫َوالنِّ َس ِاء (‪ )574 /2‬ح(‪َ )2801‬ع ْن َعْب ِد َّ‬
‫الر ْمحَ ِن بْ ِن َح ْرَملَةَ‪َ ،‬ع ْن َع ْم ِرو بْ ِن ُش َعْي ٍ‬
‫ال‪.... :‬‬ ‫ول ِ‬
‫هللا ‪ ‬قَ َ‬ ‫َر ُس َ‬
‫اَّلل بْ ُن َم ْسلَ َمةَ‬‫ِ‬‫أبو داود يف كتاب اجلهاد ابب يف الرجل يسافر وحده(‪ )340 /2‬ح(‪ ،)2609‬قال‪َ :‬حدَّثَنَا َعبْ ُد َّ‬
‫ب‪....‬به‪.‬‬ ‫ك َع ْن َعْب ِد َّ‬
‫الر ْمحَ ِن بْ ِن َح ْرَملَةَ َع ْن َع ْم ِرو بْ ِن ُش َعْي ٍ‬ ‫ِب َعن مالِ ٍ‬
‫الْ َق ْعنَِ ُّ ْ َ‬
‫والرتمذي يف كتاب اجلهاد ابب كراهية أن يسافر الرجل وحده(‪ )193 /4‬ح(‪ ،)1674‬قال‪ :‬حدثنا إسحق بن‬
‫موسى األنصاري حدثنا معن حدثنا مالك بن عبد الرمحن بن حرملة عن عمرو بن شعيب‪....‬به‪ ،‬وقال‪:‬‬
‫حسن صحيح‪.‬‬
‫وأمحد يف املسند (‪ )360 /11‬ح(‪ ،)6748‬قال‪ :‬حدثنا حسس بن حممد‪ ،‬حدثنا مسلم يعين ابن خالد‪ ،‬عن عبد‬
‫الرمحن يعين ابن حرملة‪ ،‬عن عمرو بن شعيب‪....‬به‪.‬‬
‫ويف (‪ )584 /11‬ح(‪ ،)7007‬قال‪ :‬حدثنا أبو اليمان‪ ،‬حدثنا إساعيل بن عياش‪ ،‬عن عبد الرمحن بن حرملة‪ ،‬عن‬
‫عمرو بن شعيب‪....،‬به‪.‬‬
‫َخبَ َرََن‬
‫ب َو ْح َدهُ (‪ )129 /8‬ح(‪ )8798‬قال‪ :‬أ ْ‬ ‫الراكِ ِ‬‫َّهي َع ْن َس ِْري َّ‬ ‫والنسائي يف السنن الكرب كتاب السري ابب الن ْ‬
‫ب‪....... ،‬به‪.‬‬ ‫ك‪َ ،‬ع ْن َعْب ِد َّ‬
‫الر ْمحَ ِن بْ ِن َح ْرَملَةَ‪َ ،‬ع ْن َع ْم ِرو بْ ِن ُش َعْي ٍ‬ ‫يد‪َ ،‬عن مالِ ٍ‬
‫َْ‬
‫قُت ي بةُ بن سعِ ٍ‬
‫ََْ ْ ُ َ‬
‫ِ‬
‫واحلاكم يف املستدرك على الصحيحس كتاب اجلهاد (‪ )112 /2‬ح(‪ )2495‬قال‪َ :‬حدَّثَنَا أَبُو الْ َعبَّاس ُحمَ َّم ُد بْ ُن‬
‫اعيل ب ِن أَِيب فُ َدي ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ي ع ُقوب‪ ،‬ثنا ُحم َّم ُد بن عب ِد َِّ‬
‫الر ْمحَ ِن بْ ُن‬
‫ك‪َ ،‬ح َّدثَِين َعْب ُد َّ‬ ‫ْ‬ ‫اَّلل بْ ِن َعْبد ا ْحلَ َك ِم‪ ،‬ثنا ُحمَ َّم ُد بْ ُن إِ ْسَ َ ْ‬ ‫َ ْ ُ َْ‬ ‫َْ َ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َح ْرَملَةَ‪َ ،‬ع ْن َع ْمرو بْن ُش َعْيب‪.....‬به‪.‬‬
‫والبيهقي يف السنن الكرب كتاب احلج ابب كراهية السفر وحده (‪ )257 /5‬ح(‪ ،)10646‬قال‪ :‬أَخب رََن أَبو عبدِ‬
‫ْ َ َ ُ َْ‬
‫َخبَ َرََن ُحمَ َّم ُد‬
‫َص ُّم أ ْ‬
‫اس األ َ‬ ‫احلَ َس ِن ا ْحلِ ِري ُّ قَالُوا َحدَّثَنَا أَبُو الْ َعبَّ ِ‬ ‫ظ َوأَبُو َزَك ِرَّاي بْ ُن أ َِِب إِ ْس َح َ‬
‫اق َوأَبُو بَ ْك ِر بْ ُن ْ‬ ‫اَّللِ ا ْحلَافِ ُ‬
‫َّ‬
‫س عن عبدِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك بْ ُن أَنَ ٍ َ ْ َ ْ‬ ‫اَّلل بْ ِن َس ٍاَل َوَمال ُ‬ ‫َخبَ َرِِن َْحي َىي بْ ُن َعْبد َّ‬‫بأْ‬ ‫َخبَرََن ابْن وْه ٍ‬
‫اَّلل بْ ِن َعْبد ا ْحلَ َك ِم أ ْ َ ُ َ‬ ‫بْ ُن َعْبد َّ‬
‫ب‪....‬به‪.‬‬ ‫الر ْمحَ ِن بْ ِن َح ْرَملَةَ َع ْن َع ْم ِرو بْ ِن ُش َعْي ٍ‬ ‫َّ‬
‫(‪)41‬‬
‫ثامناً‪ :‬حل المشكلت االقتصادية‪.‬‬
‫فينبغي على الدول والمجتمعات أن تتكاتف في حل مشاكل الناس‬
‫َّللاِّ‬
‫ول َّ‬ ‫ِّ‬
‫ان َرُس ُ‬ ‫ال َك َ‬ ‫االقتصادية فقد تعوذ المصطفى ‪ ‬من الجوع َع ْن أَبى ُه َرْي َرَة َق َ‬
‫َعوُذ ِّب َك ِّم َن اْل ِّخ َي َان ِّة‬
‫يع َوأ ُ‬ ‫ك ِّم َن اْلجوِّع َفِّإَّن ُه ِّب ْئس َّ ِّ‬
‫الضج ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َعوُذ ِّب َ‬
‫َّ ِّ‬
‫ول " الل ُه َّم ِّإنى أ ُ‬
‫‪َ ‬يُق ُ‬
‫َفِّإَّن َها ِّب ْئ َس ِّت اْلِّب َ‬
‫‪1‬‬
‫ط َان ُة "‪.) (.‬‬

‫َخبَ َرََن أَبُو‬


‫والبغوي يف شرح السنة كتاب اجلهاد والسري ابب كراهية السفر وحده(‪ )21 /11‬ح(‪ )2675‬قال‪ :‬أ ْ‬
‫ك‪َ ،‬ع ْن َعْب ِد َّ‬
‫ب‪َ ،‬عن مالِ ٍ‬ ‫َمح َد‪ ،‬أ َََن أَبو إِسح َ ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ا ْحلَ َس ِن ِّ‬
‫الر ْمحَ ِن‬ ‫ص َع ٍ ْ َ‬
‫اق ا ْهلَامش ُّي‪ ،‬أ َََن أَبُو ُم ْ‬ ‫ُ َْ‬ ‫ي‪ ،‬أ َََن َزاهُر بْ ُن أ ْ َ‬ ‫الش َري ِز ُّ‬
‫ب‪....‬به‪.‬‬ ‫بْ ِن َح ْرَملَةَ‪َ ،‬ع ْن َع ْم ِرو بْ ِن ُش َعْي ٍ‬
‫دراسة إسناد مالك‪:‬‬
‫عبد الرمحن بن حرملة بن عمرو بن سنة بفتح املهملة وتثقيل النون األسلمي أبو حرملة املدين صدوق رمبا أخطأ من‬
‫السادسة مات سنة مخس وأربعس ‪( .‬تقريب التهذيب (ص‪ )339 :‬ت(‪.)3840‬‬
‫عمرو بن شعيب بن حممد بن عبد هللا بن عمرو بن العاص صدوق من اْلامسة مات سنة مثاين عشرة ومائة‪( .‬تقريب‬
‫التهذيب (ص‪ )423 :‬ت(‪.)5050‬‬
‫شعيب بن حممد بن عبد هللا بن عمرو بن العاص صدوق ثبت ساعه من جده من الثالثة ‪ (.‬تقريب التهذيب (ص‪:‬‬
‫‪ )267‬ت(‪.)2806‬‬
‫عبد هللا بن عمرو بن العاص بن وائل بن هاشم بن سعيد ابلتصغري ابن سعد ابن سهم السهمي أبو حممد وقيل أبو‬
‫ع بد الرمحن أحد السابقس املكثرين من الصحابة وأحد العبادلة الفقهاء مات يف ذي احلجة ليايل احلرة على‬
‫األصح ابلطائف على الراجح‪ (.‬تقريب التهذيب (ص‪ )315 :‬ت(‪.)3499‬‬
‫احلكم على اإلسناد‪ :‬إسناد حسن فيه أكثر من صدوق‪ ،‬وقال الشيخ شعيب ‪ :‬حسن‪.‬‬
‫(‪ )1‬أخرجه‪ :‬أبو داود كتاب الوتر ابب يف االستعاذة (‪ )567 /1‬ح(‪ ،)1549‬قال‪َ :‬حدَّثَنَا ُحمَ َّم ُد بْ ُن الْ َعالَِء َع ِن‬
‫يس َع ِن ابْ ِن َع ْجالَ َن َع ِن الْ َم ْق ُِرب ِّ َع ْن أ َِِب ُهَريْ َرَة‪.....‬‬ ‫ِِ ِ‬
‫ابْن إ ْدر َ‬
‫وع (‪ )656 /8‬ح(‪ ،)5483‬ويف السنن الكرب نفس الكتاب‬ ‫والنسائي يف كتاب اإلستعاذة ابب ِاال ْستِ َعاذَة ِم ْن ا ْجلُ ِ‬
‫يس ‪.....‬به‪.‬‬ ‫ِِ‬ ‫والباب(‪ )216 /7‬ح(‪ .)7851‬قال‪ :‬أ ْخبَ َرََن ُحمَ َّم ُد بْ ُن الْ َع َال ِء قَ َ‬
‫ال أَنْبَأ َََن ابْ ُن إ ْدر َ‬
‫ويف ابب ِاال ْستِ َعاذَة ِم ْن ا ْْلِيَانَِة (‪)656 /8‬ح(‪ ،)5484‬ويف السنن الكرب (‪)217 /7‬‬
‫يس ‪.....‬به‪.‬‬ ‫ال َحدَّثَنَا َعبْ ُد َِّ ِ ِ‬
‫اَّلل بْ ُن إ ْدر َ‬ ‫َخبَ َرََن ُحمَ َّم ُد بْ ُن الْ ُمثَ َّىن قَ َ‬
‫ح(‪ )7852‬قال‪ :‬أ ْ‬
‫وابن ماجه يف كتاب األطعمة ابب التعوذ من اجلوع (‪ )1113 /2‬ح(‪ ،)3354‬قال‪َ :‬حدَّثَنَا أَبُو بَ ْك ِر بْ ُن أَِيب َشْي بَةَ‬
‫ث‪َ ،‬ع ْن َك ْع ٍ‬ ‫ال‪ :‬حدَّثَنَا هرْميٌ‪ ،‬عن لَي ٍ‬ ‫ال‪َ :‬حدَّثَنَا إِ ْس َح ُ‬
‫ب‪َ ،‬ع ْن أَِيب ُهَريْ َرَة‪... ،‬‬ ‫صوٍر قَ َ َ ُ َ َ ْ ْ‬ ‫اق بْ ُن َمْن ُ‬ ‫قَ َ‬
‫وابن حبان يف كتاب الرقاق ابب االستعاذة ذكر ما يستحب للمرء أن يتعوذ ابهلل جل وعال من اجلوع واْليانة (‪/3‬‬
‫‪ )304‬ح(‪ )1029‬قال‪ :‬أخربَن أبو يعلى‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبو خيثمة‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا عبد هللا بن إدريس‪... ،‬به‪.‬‬
‫والبزار يف مسنده (‪ )174 /15‬ح(‪ )853‬قال‪َ :‬ح َّدثَنا َع ْمُرو بْ ُن َعلِ ٍّي‪ ،‬قَال‪َ :‬حدَّثنا جابر بن إسحاق‪ ،‬قَال‪َ :‬حدَّثنا‬

‫(‪)42‬‬
‫هذه أهم الحلول الشرعية المقتبسة من الهدي النبوي فلو أن المسلم اتخذها‬
‫نبراسا لحياته النحلت جميع مشاكله‪ ،‬ولم تبق مشكلة إال ووجد لها حالً وعالجاً‬
‫في السنة‪ ،‬وألبتعد عن كل معصية تحول بينه وبين ربه‪.‬‬

‫أَبُو معشر‪َ ،‬عن َسعِيد‪....‬به‪.‬‬


‫دراسة إسناد أيب داود‪.‬‬
‫حممد بن العالء بن كريب اهلمداين أبو كريب الكويف مشهور بكنيته ثقة حافظ من العاشرة مات سنة سبع وأربعس ‬
‫وهو ابن سبع ومثانس سنة‪ (.‬تقريب التهذيب (ص‪ )500 :‬ت(‪.)6204‬‬
‫عبد هللا بن إدريس بن يزيد بن عبد الرمحن األودي بسكون الواو أبو حممد الكويف ثقة فقيه عابد من الثامنة مات‬
‫سنة اثنتس وتسعس وله بضع وسبعون سنة‪ (.‬تقريب التهذيب (ص‪ )295 :‬ت(‪.)3207‬‬
‫حممد بن عجالن املدين صدوق إال أنه اختلطت عليه أحاديث أيب هريرة من اْلامسة مات سنة مثان وأربعس ‪.‬‬
‫(تقريب التهذيب (ص‪ )496 :‬ت(‪.)6136‬‬
‫سعيد بن أيب سعيد كيسان املقربي أبو سعد املدين ثقة من الثالثة تغري قبل موته أبربع سنس وروايته عن عائشة وأم‬
‫سلمة مرسلة مات يف حدود العشرين وقيل قبلها وقيل بعدها‪( .‬تقريب التهذيب (ص‪ )236 :‬ت(‪)2321‬‬
‫أ َِِب ُهَريْ َرةَ سبقت ترمجته وهو صحايب‪.‬‬
‫احلكم على اإلسناد‪ :‬إسناد حسن أما اختالط حممد بن عجالن يف أحاديث أيب هريرة فمأمون فقد اتبعه أبو معشر‬
‫ال‪ :‬حدَّثَنَا هرْميٌ‪ ،‬عن لَي ٍ‬
‫ث‪َ ،‬ع ْن‬ ‫صوٍر قَ َ َ ُ َ َ ْ ْ‬ ‫كما عند ابن حبان والبزار‪ ،‬ومبجيء احلديث من طريق إِ ْس َحاق بْ ُن َمنْ ُ‬
‫َك ْع ٍ‬
‫ب‪َ ،‬ع ْن أَِيب ُهَريْ َرَة كما يف سنن ابن ماجه‪.‬‬
‫وقال األلباين ‪ :‬حسن‪.‬‬

‫(‪)43‬‬
‫المبحث الرابع‪ :‬رد مختصر لشبهة محاولة النبي ‪ ‬االنتحار‪.‬‬
‫زعم بعض المشككين في عصمة النبي ‪ ‬أنه حاول االنتحار‪ ،‬وأقوى ما‬
‫استدلوا به رواية من بالغات الزهري في صحيح البخاري جاءت عقب حديث‬
‫عائشة‪ ،‬وفيها‪ :‬قال الزهري فأخبرني عروة عن عائشة رضي هللا عنها أنها قالت‪:‬‬
‫أول ما بدئ به رسول هللا ‪ ‬من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم فكان ال يرى‬
‫رؤيا إال جاءت مثل فلق الصبح فكان يأتي حراء فيتحنث فيه وهو التعبد الليالي‬
‫ذوات العدد ويتزود لذلك ثم يرجع إلى خديجة فتزوده لمثلها حتى فجئه الحق وهو‬
‫في غار حراء فجاءه الملك فيه فقال اق أر فقال النبي ‪( ‬فقلت ما أنا بقارئ فأخذني‬
‫فغطني حتى بل َ مني الجهد ثم أرسلني فقال اق أر فقلت ما أنا بقارئ فأخذني‬
‫فغطني الثانية حتى بل َ مني الجهد ثم أرسلني فقال اق أر فقلت ما أنا بقارئ فأخذني‬
‫فغطني الثالثة حتى بل َ مني الجهد ثم أرسلني فقال {اق أر باسم ربك الذي خلق ‪-‬‬
‫حتى بل َ ‪ -‬علم اإلنسان ما لم يعلم})‪ .‬فرجع بها ترجف بوادره حتى دخل على‬
‫خديجة فقال (زملوني زملوني)‪ .‬فزملوه حتى ذهب عنه الروع فقال (يا خديجة ما‬
‫لي)‪ .‬وأخبرها الخبر وقال (قد خشيت على نفسي)‪ .‬فقالت له كال أبشر فوهللا ال‬
‫يخزيك هللا أبدا إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث وتحمل الكل وتقري الضيف‬
‫وتعين على نوائب الحق‪ .‬ثم انطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن‬
‫أسد ابن عبد العزى بن قصي وهو ابن عم خديجة أخي أبيها وكان ام أر تنصر‬
‫في الجاهلية وكان يكتب الكتاب العربي فيكتب بالعربية من اإلنجيل ما شاء هللا‬
‫أن يكتب وكان شيخا كبي ار قد عمي فقالت له خديجة أي ابن عم اسمع من ابن‬
‫أخيك فقال ورقة ابن أخي ماذا ترى؟ فأخبره النبي ‪ ‬ما رأى فقال ورقة هذا‬
‫الناموس الذي أنزل على موسى ياليتني فيها جذعا أكون حيا حين يخرجك قومك‪.‬‬
‫فقال رسول هللا ‪( ‬أو مخرجي هم)‪ .‬فقال ورقة نعم لم يأت رجل قط بمثل ما‬
‫جئت به إال عودي وان يدركني يومك أنصرك نص ار مؤزرا‪.‬‬
‫ثم لم ينشب ورقة أن توفي وفتر الوحي فترة حتى حزن النبي ‪ ‬فيما بلغنا‬
‫حزنا غدا منه م ار ار كي يتردى من رؤوس شواهق الجبال فكلما أوفى بذروة جبل‬
‫لكي يلقي منه نفسه تبدى له جبريل فقال يا محمد إنك رسول هللا حقا‪ .‬فيسكن‬
‫لذلك جأشه وتقر نفسه فيرجع فإذا طالت عليه فترة الوحي غدا لمثل ذلك فإذا‬

‫(‪)44‬‬
‫أوفى بذروة جبل تبدى له جبريل فقال له مثل ذلك(‪.)1‬‬
‫وهذه الرواية ضعفها العلماء من ناحيتين‪:‬‬
‫األولى ‪ :‬من ناحية السند وضعف السند ألكثر من علة‪:‬‬
‫معمر(‪ )2‬تفرد بهذه الزيادة دون يونس(‪)3‬‬ ‫اً‬ ‫األولى‪ :‬الشذوذ حيث إن‬
‫‪5‬‬ ‫‪4‬‬
‫وعقيل( ) فهي شاذة( )‪.‬‬

‫الثانية‪ :‬البالغ إذ الرواية من بالغات الزهري‪.‬‬


‫فالبخاري نقل نصين مختلفين‪:‬‬
‫األول‪ :‬حديثاً صحيحاً متصل السند عن عائشة‪.‬‬
‫والثاني‪ :‬نصاً ضعيفاً ال سند له عن الزهري ‪.‬‬
‫ومن خالل التخريج تبين أن البخاري خرج الحديث في أكثر من موضع‪،‬‬
‫ولم يذكر فيه هذا البالغ‪.‬‬
‫فأراد أن يبين من طرف خفي أن هذه الزيادة بها مخالفة‪ ،‬فذكر الصحيحة‬
‫والمعلة ليظهر ما بالثانية من علة فهذه الزيادة جاءت في بعض الطرق دون‬
‫بعض‪.‬‬
‫وصنيع األئمة يؤيد ذلك‪:‬‬
‫انظر هذا البالغ عند البخاري وفيه‪ :‬وفتر الوحي فترة حتى حزن النبي ‪‬‬
‫فيما بلغنا حزنا غدا منه م ار ار كي يتردى ‪...‬‬
‫ال َم ْع َمٌر‪:‬‬ ‫وفي مصنف عبد الرزاق بعد أن ذكر الرواية وذكر التعليق ‪َ :‬ق َ‬
‫ال‪:‬‬ ‫الرحم ِّن‪ ،‬عن ج ِّاب ِّر ب ِّن عبِّد َّ ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫الزْه ِّر ُّي‪َ :‬فأ ْ ِّ‬
‫ال ُّ‬
‫َّللا َق َ‬ ‫ْ َْ‬ ‫َْ َ‬ ‫َخ َب َرني أَُبو َسَل َم َة ْب ُن َع ْبد َّ ْ َ‬ ‫َق َ‬

‫(‪ )1‬البخاري يف كتاب التعبري ابب أول ما بدئ به رسول هللا ‪ ‬من الوحي الرؤاي (‪ )2561 /6‬ح(‪،)6581‬‬
‫وأمحد يف املسند (‪ )112 /43‬ح(‪ ،)25959‬وابن حبان كتاب الوحي بيان كيف بدئ الْ َو ْح ِي (‪)216 /1‬‬
‫ح(‪ ،)33‬والبيهقي يف "دالئل النبوة" ‪ 137/2‬من طريق اإلمام أمحد‪ِ ،‬بذا اإلسناد‪.‬‬
‫وقد رو البخاري ومسلم من غري هذا البالغ صحيح البخاري كتاب التفسري ابب سورة العلق (‪)1894 /4‬‬
‫ح(‪ ،)4670‬ومسلم يف كتاب اإلميان ابب بدء الوحي إىل رسول هللا ‪ )97 /1( ‬ح(‪.)322‬‬
‫(‪ )2‬صحيح البخاري (‪ )2561 /6‬ح(‪.)6581‬‬
‫(‪ )3‬انظر‪ :‬صحيح البخاري (‪ )1894 /4‬ح(‪ ،)4670‬وصحيح مسلم (‪ )97 /1‬ح(‪.)322‬‬
‫(‪ )4‬صحيح البخاري (‪ )1895 /4‬ح(‪.)4673‬‬
‫(‪ )5‬السلسلة الضعيفة (‪.)160/3‬‬

‫(‪)45‬‬
‫ال (‪.)1‬‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ َّ‬ ‫َّللاِّ َّ‬ ‫ِّ‬
‫صلى هللاُ َعَل ْيه َو َسل َم َو ُه َو ُي َحد ُث َع ْن َف ْت َرة اْل َو ْح ِّي َفَق َ‬‫ول َّ َ‬ ‫َسم ْع ُت َرُس َ‬
‫فحرف الفاء في قوله فأخبرني هذا يفيد العطف على رواية سابقة‪ ،‬والتعقيب‬
‫بأخرى الحقة‪.‬‬
‫قال الحافظ ابن حجر‪ " :‬ثم إن القائل ( فيما بلغنا ) هو الزهري ‪ ،‬ومعنى‬
‫ص َل إلينا من خبر رسول هللا ‪ ‬في هذه القصة‪ ،‬وهو‬ ‫الكالم ‪ :‬أن في جملة ما َو َ‬
‫‪2‬‬
‫من بالغات الزهري وليس موصوال ) أ‪.‬هـ( )‪.‬‬
‫ومن المعلوم عند المحدثين أن مرسل اإلمام الزهري ضعيف قال يحيى‬
‫القطان ‪ ( :‬مرسل الزهري شر من مرسل غيره ؛ ألنه حافظ ‪ ،‬وكلما يقدر أن‬
‫يسمي سمى ؛ وانما يترك من ال يستجيز أن يسميه ! )(‪.)3‬‬
‫وقال الذهبي‪" :‬مراسيل الزهري كالمعضل؛ ألنه يكون قد سقط منه اثنان‪ ،‬وال‬
‫يسوغ أن نظن به أنه أسقط الصحابي فقط‪ ،‬ولو كان عنده عن صحابي ألوضحه‪،‬‬
‫ولما عجز عن وصله"(‪.)4‬‬
‫وقال العالئي‪" :‬اختلف في مراسيل الزهري لكن األكثر على تضعيفها قال‬
‫أحمد بن أبي شريح سمعت الشافعي يقول يقولون نحابي ولو حابينا أحدا لحابينا‬
‫الزهري وارسال الزهري ليس بشيء"(‪.)5‬‬
‫فالغالب على روايته اإلعضال ألنه من صغار التَّابعين‪.‬‬
‫وقال األلباني ‪" :‬بالغ الزهري هذا ليس على شرط البخاري كي ال يغتر أحد‬
‫من القراء بصحته لكونه في الصحيح ‪ ،‬وهللا الموفق"ا‪.‬هـ(‪.)6‬‬
‫وقال الشيخ شعيب‪" :‬إسناده صحيح على شرط الشيخين‪ .‬دون قوله‪ :‬حتى‬

‫(‪ )1‬مصنف عبد الرزاق الصنعاين كتاب املغازي َابب َما َجاءَ ِيف َح ْف ِر َزْمَزَم‪َ ،‬وقَ ْد َد َخ َل ِيف ْ‬
‫احلَ ِّج أ ََّو ُل‬
‫ب (‪ )321 /5‬ح(‪.)9719‬‬ ‫َما ذُكِر ِم ْن َعْب ِد الْمطَّلِ ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫(‪ )2‬فتح الباري (‪.) 290/16‬‬
‫(‪ )3‬انظر شرح علل الرتمذي البن رجب (‪.)284 /1‬‬
‫(‪ )4‬سري أعالم النبالء (‪.)339 /5‬‬
‫(‪ )5‬جامع التحصيل (ص‪.)89 :‬‬
‫(‪ )6‬السلسلة الضعيفة (‪ )163-160/3‬ح (‪.)1052‬‬

‫(‪)46‬‬
‫حزن رسول هللا ‪ ‬فيما بلغنا‪ -‬حزنا ‪ ...‬فهو بالغات الزهري‪ ،‬وهي واهية"(‪.)1‬‬
‫َّ‬
‫كالمعلقات‬ ‫فبالغات الزهري ال تُقبل ؛ ألنها مقطوعة اإلسناد من أوله ‪ ،‬فهي‬
‫تعريفاً وحكماً ‪ ،‬ومجرد وجود مثل هذه البالغات أو المعلقات في كتاب اإلمام‬
‫البخاري ال يعني أنها صحيحة عنده ‪ ،‬أو أنها مما يصح أن يقال فيها ‪ :‬رواه‬
‫البخاري ؛ ألن الذي يقال فيه ذلك هو ما رواه فيه مسندا ‪.‬‬

‫كما هو واضح من اسم الكتاب الجامع المسند الصحيح‪.‬‬


‫قال ابن حجر‪" :‬الجواب عما يتعلق بالمعلق سهل؛ ألن موضوع الكتابين ‪-‬‬
‫يقصد الصحيحين ‪ -‬إنما هو المسندات‪ ،‬والمعلق ليس بمسند‪ ،‬ولهذا لم يتعرض‬
‫اإلمام الدارقطني فيما تتبعه على الصحيحين إلى األحاديث المعلقة‪ ،‬التي لم‬
‫توصل في موضع آخر لعلمه أنها ليست من موضوع الكتاب وانما ذكرت استئناسا‬
‫واستشهادا" (‪.)2‬‬
‫الناحية الثانية‪ :‬من ناحية المتن‪.‬‬
‫حيث إن هذه الزيادة تعارض الروايات الصحيحة‪ ،‬والتي سبقت في ثنايا‬
‫البحث‪ ،‬والتي تفيد نهيه ‪ ‬عن قتل النفس‪ ،‬وأنه من أكبر الكبائر‪ ،‬ثم إنها‬
‫تعارض أصالً من أصول اإلسالم وهو عصمة األنبياء والرسل عليهم الصالة‬
‫والسالم‪ ،‬ويتعارض هذا البالغ مع ما يجب أن يكون عليه النبى صلى هللا عليه‬
‫وسلم من رسوخ اإليمان بنبوته‪ ،‬وكمال اليقين برسالته‪ ،‬وهذا البالغ يصور مدى‬
‫ما بلغه ذلك الحزن اليائس حتى جعله يتشكك فى تبدى جبريل له‪ ،‬وفى إخباره‬
‫أنه رسول هللا حقاً‪ ،‬فالنبى صلى هللا عليه وسلم ‪ -‬كما تصرح به عبارة هذا البالغ‬
‫– لم يكد يسكن جأشه لتبدى جبريل له واخباره أنه رسول هللا حقاً حتى يعود إلى‬
‫عزيمته فى إلقاء نفسه من ذ ار شواهق الجبال‪ ،‬فيتبدى له جبريل مرة أخرى‪ ،‬ويقول‬
‫له ‪ :‬يا محمد‪ ،‬أنت رسول هللا حقاً‪.‬‬

‫فأين سكون جأشه الذى أحدثه فى نفسه تبدى جبريل له‪ ،‬واخباره أنه رسول‬
‫هللا حقاً؟‪ ،‬وأين رسوخ إيمانه برسالة ربه التى شرفه بها قبل فترة الوحي‪ ،‬وأنزل‬
‫عليه فى أول مراتب وحيها فى غار حراء قرآناً يتلى‪ ،‬حتى يعود عن عزيمته‬

‫(‪ )1‬حتقيق مسند أمحد (‪.)114 /43‬‬


‫(‪ )2‬هدي الساري (ص ‪.)364‬‬

‫(‪)47‬‬
‫إللقاء نفسه من ذ ار شواهق الجبال إذا طالت عليه فترة الوحي؟‪.!.‬‬
‫قال الشيخ أبو شهبة‪" :‬وليس أدل على ضعف هذه الزيادة من أن جبريل ‪-‬‬
‫عليه السالم ‪ -‬كان يقول للنبي ‪ ‬كلما أوفى بذروة جبل‪« :‬يا محمد إنك رسول‬
‫هللا حقا»‪ ،‬وأنه كرر ذلك م اررا‪ ،‬ولو صح هذا لكانت مرة واحدة تكفي في تثبيت‬
‫النبي ‪ ، ‬وصرفه عما حدثته به نفسه كما زعموا"(‪.)1‬‬
‫فهي زيادة منكرة من حيث المعنى ألنه ال يليق بالنبي ‪ ‬المعصوم أن يحاول‬
‫قتل نفسه بالتردي من الجبل مهما كان الدافع له‪.‬‬
‫فالرواية ضعيفة سنداً ‪ ،‬باطلة متناً ؛ فالرسول ‪ ‬أرفع قد اًر ‪ ،‬وأجل مكانة‪،‬‬
‫وأكثر ثباتاً من أن يقدم على االنتحار بسبب فترة الوحي وانقطاعه عنه ‪.‬‬
‫ومما ينبغي اإلشارة إليه أن هناك روايات في كتب التواريخ كلها ضعيفة‪.‬‬
‫فهناك رواية في طبقات ابن سعد قال‪" :‬أخبرنا محمد بن عمر قال‪ :‬حدثني‬
‫إبراهيم بن محمد بن أبي موسى عن داود بن الحصين عن أبي غطفان بن طريف‬
‫عن ابن عباس رضي هللا عنهما‪ ،‬أن رسول هللا ‪ :‬لما نزل عليه الوحي بحراء‪،‬‬
‫شديدا‪ ،‬حتى كان يغدو إلى‬ ‫أياما ال يرى جبريل عليه السالم‪ ،‬فحزن حزًنا ً‬‫مكث ً‬
‫عامدا‬
‫ثبير مرة‪ ،‬والى حراء مرًة؛ يريد أن يلقي نفسه منه‪ ،‬فبينا رسول هللا ‪ ‬كذلك ً‬
‫لبعض تلك الجبال إلى أن سمع صوتًا من السماء‪ ،‬فوقف رسول هللا ‪ ‬صعًقا‬
‫بعا عليه‪،‬‬
‫للصوت‪ ،‬ثم رفع رأسه‪ :‬فإذا جبريل على كرسي بين السماء واألرض متر ً‬
‫حقا‪ ،‬وأنا جبريل‪ ،‬قال‪ :‬فانصرف رسول هللا ‪‬‬ ‫يقول‪" :‬يا محمد‪ ،‬أنت رسول هللا ًّ‬
‫وقد أقر هللا عينه‪ ،‬وربط جأشه‪ ،‬ثم تتابع الوحي بعد وحمي"(‪.)2‬‬
‫وهذه الرواية ضعيفة جداً فيها محمد بن عمر بن واقد األسلمي الواقدي‬
‫المدني القاضي نزيل بغداد قال ابن حجر‪ :‬متروك مع سعة علمه من التاسعة‬
‫مات سنة سبع ومائتين وله ثمان وسبعون(‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬السرية النبوية يف وء القرآن والسنة‪ ،‬د‪ .‬حممد حممد أبو شهبة‪ ،‬دار القلم‪ ،‬دمشق‪ ،‬ط‪1427 ،8‬ه ‪2006/‬م‪،‬‬
‫ج‪ ،1‬ص‪ 266 ،265‬بتصرف يسري‪.‬‬
‫(‪ )2‬الطبقات الكرب (‪.)196/1‬‬
‫(‪ )3‬تقريب التهذيب (ص‪ )498 :‬ت(‪.)6175‬‬

‫(‪)48‬‬
‫َح َمد و ْابن نمير(‪.)1‬‬ ‫وقال البخاري‪ :‬سكتوا َع ْن ُه‪ ،‬تركه أ ْ‬
‫ثم إنها موقوفة على ابن عباس‪ ،‬حكى ابن عباس ما غلب على ظنه‪ ،‬وهذا‬
‫ال يمكن معرفته إال من النبي صاحب الرسالة‪ ،‬فهو مرسل ضعيف‪.‬‬
‫فهذه الرواية ضعيفة جداً ال ترتقي بحال من األحوال بل وال تصلح أن ترقي‬
‫غيرها‪.‬‬
‫وهناك رواية لإلمام الطبري قال‪َ " :‬حَّدثََنا ابن حميد‪ ،‬قال‪َ :‬حَّدثََنا سلمة‪ ،‬عن‬
‫ال‪َ :‬س ِّم ْع ُت‬ ‫ان موَلى ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫الزَب ْي ِّر‪َ ،‬ق َ‬‫آل ُّ‬ ‫ال‪َ :‬حَّدثَني َو ْه ُب ْب ُن َك ْي َس َ َ ْ‬ ‫اق‪َ ،‬ق َ‬ ‫ُم َح َّمد ْب ِّن ِّإ ْس َح َ‬
‫ِّ‬ ‫َّ ِّ‬ ‫الزبي ِّر‪ ،‬وهو يُق ِّ ِّ‬ ‫عبد َّ ِّ‬
‫ف‬ ‫ول ل ُع َب ْيد ْب ِّن ُع َم ْي ِّر ْب ِّن َقتَ َاد َة الل ْيث ِّي‪َ :‬حد ْث َنا َيا ُع َب ْيُد َك ْي َ‬ ‫َّللا ْب َن ُّ َ ْ َ ُ َ َ ُ‬ ‫َ َْ‬
‫ال ُع َب ْيٌد‪-‬‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫ول هللا ص من النبوه حين جاء جبريل ع؟ َفَق َ‬ ‫ئ به َرُس ُ‬ ‫ان َب ْد ُء َما ْابتُد َ‬ ‫َك َ‬
‫ان رسول هللا ص‬ ‫اس‪َ :‬ك َ‬ ‫الزَب ْي ِّر وم ْن ِّع ْن َدهُ ِّم َن الَّن ِّ‬ ‫َّللاِّ ْب َن ُّ‬‫اضٌر ُي َحِّد ُث َع ْب َد َّ‬ ‫وأَنا ح ِّ‬
‫ََ َ‬
‫ََ‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ٍ‬
‫ش ِّفي اْل َجاهلَِّّية‪-‬‬ ‫ان َذلِّ َك ِّم َّما تَ َحَّن َث ِّبه ُق َرْي ٌ‬ ‫يجاور في حراء من ُك ِّل َس َنة َش ْه ًرا‪َ ،‬وَك َ‬
‫اق َل َي ْرَقى ِّفي ِّح َرٍاء َوَن ِّازٌل‪.‬‬ ‫طالِّ ٍب‪ :‬وَر ٍ‬
‫َ‬ ‫ال أَُبو َ‬ ‫َّ‬
‫َوالت َحُّن ُث‪ :‬الت َب ُّرُر‪َ -‬وَق َ‬
‫َّ‬
‫ط ِّع ُم من جاءه من‬ ‫الش ْه َر ِّم ْن ُك ِّل َس َن ٍة‪ُ ،‬ي ْ‬ ‫فكان رسول هللا ص ُيج ِّاور َذلِّ َك َّ‬
‫َ ُ‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫ان أ ََّو ُل َما َي ْب َدأُ ِّبه‪-‬‬ ‫المساكين‪ ،‬فإذا قضى رسول هللا ص ِّج َو َارُه م ْن َش ْه ِّرِّه َذل َك‪َ ،‬ك َ‬
‫ِّإ َذا ْانصر ِّ‬
‫اء‬
‫وف ب َها َس ْب ًعا‪ ،‬أ َْو َما َش َ‬
‫ط ُ ِّ‬ ‫َن َي ْد ُخ َل َب ْيتَ ُه‪َ ،‬ف َي ُ‬ ‫ف م ْن ِّج َو ِّارِّه‪ -‬اْل َك ْع َب َة َق ْب َل أ ْ‬ ‫َََ‬
‫َّللا ع َّز وج َّل ِّفيهِّ‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫َّ ِّ ِّ‬
‫ان الش ْه ُر الذي أ ََرَاد َّ ُ َ َ َ‬ ‫َّللاُ م ْن َذل َك‪ ،‬ثُ َّم َي ْرج ُع إَلى َب ْيته‪َ ،‬حتى إ َذا َك َ‬
‫ِّ ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ما أَراد ِّمن َكرامِّت ِّه‪ِّ ،‬من َّ ِّ َِّّ‬
‫ان‪َ ،‬خ َرَج‬ ‫ضَ‬ ‫يها‪َ ،‬وَذل َك في َش ْه ِّر َرَم َ‬ ‫الس َنة التي َب َعثَ ُه ف َ‬ ‫َ‬ ‫َ ََ ْ َ َ‬
‫َّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ٍ‬ ‫ِّ‬
‫َهُل ُه‪َ ،‬حتَّى ِّإ َذا َك َانت اللْيَل ُة‬ ‫ان َي ْخ ُرُج ل ِّج َو ِّارِّه‪َ -‬م َع ُه أ ْ‬ ‫ول هللا ص ِّإَلى ح َراء‪َ -‬ك َما َك َ‬ ‫َرُس ُ‬
‫َّللا ِّف ِّ ِّ ِّ ِّ ِّ ِّ ِّ‬ ‫َِّّ‬
‫اءهُ جبريل بأمر هللا [فقال رسول‬ ‫يها برَساَلته َوُرح َم اْلع َب ُاد ب َها‪َ ،‬ج َ‬ ‫التي أَ ْك َرَم ُه َّ ُ َ‬
‫ال‪:‬‬ ‫هللا ‪َ :‬فجاءِّني وأَنا ناِّئم ِّبنم ٍط ِّمن ِّديب ٍ ِّ ِّ ِّ‬
‫اب‪َ ،‬فَق َ‬ ‫اج‪ ،‬فيه كتَ ٌ‬ ‫ْ َ‬ ‫َ َ َ َ َ ٌ ََ‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫ا ْق َأرْ‪َ ،‬فُقْل ُت‪َ :‬ما أَْق َأرُ؟ َف َغتَّني‪َ ،‬حتَّى َ‬
‫ال‪:‬‬ ‫ظ َن ْن ُت أَنَّ ُه اْل َم ْو ُت‪ ،‬ثُ َّم ْأرَسَلني َفَق َ‬
‫ود ِّإَل َّي ِّب ِّم ْث ِّل َما‬ ‫ا ْق أرْ‪َ ،‬فُقْلت‪ :‬ما َذا أَْق أرُ؟ وما أَُقول َذلِّك ِّإال ا ْفِّتد ِّ‬
‫َن َي ُع َ‬ ‫اء م ْن ُه أ ْ‬ ‫َ ً‬ ‫ُ َ‬ ‫َ ََ‬ ‫ُ َ‬ ‫َ‬
‫ِّ‬ ‫َّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬
‫سان َما َل ْم َي ْعَل ْم»‬ ‫ََ ْْ َ‬‫ن‬ ‫اإل‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫«‬ ‫‪:‬‬ ‫ه‬ ‫ِّ‬
‫ل‬‫و‬ ‫ق‬ ‫ى‬ ‫ل‬
‫ََ َ َ َْ‬ ‫إ‬ ‫»‬ ‫ق‬ ‫ل‬‫خ‬ ‫ي‬ ‫ذ‬ ‫ال‬ ‫ص َن َع ِّب َ َ ْ َ ْ َ َ‬
‫ك‬ ‫ِّ‬
‫ب‬ ‫ر‬ ‫م‬
‫ِّ‬ ‫اس‬ ‫ِّ‬
‫ب‬ ‫ر‬
‫أ‬‫ْ‬ ‫ق‬ ‫ا‬‫«‬ ‫‪:‬‬ ‫ال‬ ‫ق‬ ‫ي‪،‬‬ ‫َ‬
‫ِّ‬ ‫َّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫ف َعني َو َه َب ْب ُت م ْن َن ْومي‪َ ،‬وَكأَن َما ُكت َب‬ ‫ِّ‬
‫ص َر َ‬ ‫ال‪ :‬ثُ َّم ْانتَ َهى‪ ،‬ثُ َّم ْان َ‬ ‫ال‪َ :‬فَق َأرْتُ ُه‪َ ،‬ق َ‬ ‫‪َ ،‬ق َ‬
‫ِّفي َقْلِّبي ِّكتَ ًابا] ‪.‬‬
‫اع ٍر أ َْو َم ْجُنو ٍن‪ُ ،‬ك ْن ُت ال‬ ‫َّللاِّ أَحد أَبغض ِّإَل َّي ِّمن َش ِّ‬ ‫ِّ‬
‫ْ‬ ‫ال‪َ :‬وَل ْم َي ُك ْن م ْن َخْل ِّق َّ َ ٌ ْ َ َ‬ ‫[َق َ‬

‫(‪ )1‬التاريخ الكبري (‪ ،)178 /1‬وهتذيب التهذيب (‪.)364 /9‬‬

‫(‪)49‬‬
‫اعٌر أ َْو َم ْجُنو ٌن‪ ،‬ال‬ ‫ظر ِّإَلي ِّهما‪َ ،‬قال‪ُ :‬قْلت ِّإ َّن األَبعد‪ -‬يعِّني نْفسه‪َ -‬ل َش ِّ‬ ‫ِّ‬
‫ْ ََ َ ْ َ َ ُ‬ ‫َ ُ‬ ‫َن أ َْن ُ َ ْ َ‬ ‫يق أ ْ‬‫أُط ُ‬
‫ط َر َح َّن َنْف ِّسي ِّم ْن ُه‬ ‫َع َم َد َّن ِّإَلى َحالِّ ٍق ِّم َن اْل َج َب ِّل َفألَ ْ‬ ‫ش أ ََبًدا! أل ْ‬ ‫تُ َحِّد ُث ِّب َها َعِّني ُق َرْي ٌ‬
‫ال‪َ ،‬ف َخ َر ْج ُت أ ُِّر ُيد َذلِّ َك‪َ ،‬حتَّى ِّإ َذا ُك ْن ُت ِّفي َو َس ٍط ِّم َن اْل َج َب ِّل‪،‬‬ ‫يح َّن َق َ‬ ‫َستَ ِّر َ‬ ‫َفألَْقُتَلَّن َها َفأل ْ‬
‫ِّ‬ ‫اء يُقول‪ :‬يا مح َّمد‪ ،‬أَنت رسول َّ ِّ‬ ‫س ِّمعت صوتًا ِّمن َّ ِّ‬
‫ال‪:‬‬ ‫يل‪َ ،‬ق َ‬ ‫َّللا‪َ ،‬وأ ََنا ج ْب ِّر ُ‬ ‫الس َم َ ُ َ ُ َ ُ ْ َ َ ُ ُ‬ ‫َ‬ ‫َ ُْ َْ‬
‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫صاف َق َد َم ْيه في أُُف ِّق‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫ورة َرُجل َ‬ ‫صَ‬ ‫فرفعت راسى الى السماء‪ ،‬فإذا جبرئيل في ُ‬
‫ظ ُر ِّإَل ْي ِّه‪،‬‬ ‫ال‪َ :‬ف َوَقْف ُت أ َْن ُ‬ ‫َّللا وانا جبرئيل َق َ‬
‫اء‪ ،‬يُقول‪ :‬يا مح َّمد‪ ،‬أَنت رسول َّ ِّ‬
‫الس َم َ ُ َ ُ َ ُ ْ َ َ ُ ُ‬
‫َّ ِّ‬
‫ف َو ْج ِّهي َع ْن ُه ِّفي‬ ‫َص ِّر ُ‬ ‫َخ ُر‪َ ،‬و َج َعْل ُت أ ْ‬ ‫َو َش َغَلِّني َذلِّ َك َع َّما أ ََرْد ُت‪َ ،‬فما أَتََقَّدم َوما أَتَأ َّ‬
‫ُ َ‬ ‫َ‬
‫ظ ُر ِّفي َناح َية م ْن َها إال َأرَْيتُ ُه َك َذل َك‪َ ،‬ف َما ْزل ُت َواقًفا َما أَتََقد ُم‬
‫َّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ٍ‬ ‫ِّ‬ ‫اء َفال أ َْن ُ‬ ‫السم ِّ‬ ‫ِّ‬
‫آَفاق َّ َ‬
‫طَلِّبي‪َ ،‬حتَّى َبَل ُغوا َم َّك َة‬ ‫يج ُة ُرُسَل َها ِّفي َ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫أ ِّ‬
‫َمامي‪َ ،‬وال أ َْرج ُع َوَرائي‪َ ،‬حتَّى َب َعثَ ْت َخد َ‬ ‫َ‬
‫ِّ‬ ‫ف َعني و ْانصرْف ُت ر ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫َهلي‪،‬‬ ‫اج ًعا ِّإَلى أ ْ‬ ‫َ ََ َ‬ ‫ص َر َ‬ ‫ف في َم َكاني ثُ َّم ْان َ‬ ‫َوَر َج ُعوا ِّإَل ْي َها َوأ ََنا َواق ٌ‬
‫اسمِّ‪ ،‬أ َْي َن كنت؟‬ ‫ض ًيفا َفَقاَلت‪ :‬يا أَبا اْلَق ِّ‬ ‫حتَّى أَتَيت خِّديج َة‪َ ،‬فجَلست ِّإَلى َف ِّخِّذها م ِّ‬
‫ْ َ َ‬ ‫َ ُ‬ ‫َ ْ ُ‬ ‫ُْ َ َ‬ ‫َ‬
‫ِّ‬
‫ال‪ُ :‬قْل ُت َل َها‪ :‬إ َّن‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫طَلب َك‪َ ،‬حتى َبَل ُغوا َمك َة َوَر َج ُعوا إَل َّي َق َ‬ ‫فو هللا َلَق ْد َب َع ْث ُت ُرُسلي في َ‬
‫ِّ‬ ‫ُعي ُذك ِّب َّ ِّ ِّ ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫َّللاُ‬
‫ان َّ‬ ‫اَّلل م ْن َذل َك َيا أ ََبا اْلَقاسمِّ! َما َك َ‬ ‫األ َْب َع َد َل َشاعٌر أ َْو َم ْجُنو ٌن‪َ ،‬فَقاَل ْت‪ :‬أ َ‬
‫َم َانِّت َك‪َ ،‬و ُح ْس ِّن ُخُل ِّق َك‪،‬‬ ‫ظ ِّم أ َ‬ ‫ص ْد ِّق َحِّد ِّيث َك‪َ ،‬و ِّع َ‬ ‫لِّيصنع َذلِّك ِّبك مع ما أَعَلم ِّم ْنك ِّمن ِّ‬
‫َ ْ ََ َ َ ََ َ ْ ُ َ ْ‬
‫ال‪َ :‬فُقْل ُت َل َها‪َ :‬ن َع ْم ثُ َّم‬ ‫َّ‬ ‫ِّ ِّ ِّ ِّ‬
‫اك يا بن َعمٍ! َل َعل َك َأرَْي َت َش ْيًئا؟ َق َ‬ ‫َوصَلة َرحم َك! َو َما َذ َ‬
‫يج َة ِّب َيِّد ِّه‬ ‫ِّ‬
‫َحَّد ْثتُ َها بالذي َأرَْي ُت‪َ ،‬فَقاَل ْت‪ :‬أ َْبش ْر يا بن عم واثبت‪ ]،‬فو الذى َنْف ُس َخد َ‬
‫ِّ‬ ‫ِّ َّ ِّ‬
‫طَلَق ْت‬ ‫ام ْت َف َج َم َع ْت َعَل ْي َها ِّث َي َاب َها‪ ،‬ثُ َّم ا ْن َ‬ ‫ِّإِّني ألَرجو أَن تكون نِّبي هِّذ ِّه األ َّ ِّ‬
‫ُمة‪ ،‬ثُ َّم َق َ‬ ‫ْ ُ ْ َ ُ َ َ َّ َ‬
‫ص َر َوَق َأَر اْل ُكتُ َب‪،‬‬ ‫ان َوَرَق ُة َق ْد تََن َّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّإَلى ورَق َة ب ِّن نوَف ِّل ب ِّن أ ٍ‬
‫َسد‪َ -‬و ُه َو ْاب ُن َعم َها‪َ ،‬وَك َ‬ ‫َ َ ْ َْ ْ َ‬
‫َخ َب َرَها ِّبه َرُسو ُل هللا ص أََّن ُه َأرَى‬ ‫ِّ‬ ‫َه ِّل التَّورِّاة و ِّ‬
‫اإل ْن ِّج ِّ‬ ‫ِّ ِّ‬
‫َخ َب َرْت ُه ِّب َما أ ْ‬ ‫يل‪َ -‬فأ ْ‬ ‫َْ َ‬ ‫َو َسم َع م ْن أ ْ‬
‫ص َد ْقِّتِّني َيا‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ ِّ ِّ ِّ‬ ‫َّ ِّ‬ ‫ِّ‬
‫وس! َوالذي َنْف ُس َوَرَق َة ب َيده‪َ ،‬لئ ْن ُك ْنت َ‬ ‫وس‪ُ ،‬قُّد ٌ‬ ‫ال َوَرَق ُة‪ُ :‬قُّد ٌ‬ ‫َو َسم َع‪َ ،‬فَق َ‬
‫ان َيأِّْتي‬ ‫َّ ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫َّ‬ ‫ِّ‬
‫وس األَ ْك َب ُر‪َ -‬ي ْعني بالناموس جبرئيل ع الذي َك َ‬ ‫ام ُ‬ ‫اءهُ الن ُ‬ ‫يج ُة‪َ ،‬لَق ْد َج َ‬ ‫َخد َ‬
‫يج ُة ِّإَلى رسول هللا‬ ‫ِّ‬ ‫موسى‪ -‬واِّنَّه َلنِّبي هِّذ ِّه األ َّ ِّ‬
‫ُمة‪َ ،‬فُقولِّي َل ُه َفْل َي ْثُب ْت َف َر َج َع ْت َخد َ‬ ‫َ ُ َ ُّ َ‬ ‫ُ َ‬
‫ضى‬ ‫ق‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬
‫ِّ‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ن‬ ‫ِّ‬
‫م‬ ‫ِّ‬
‫يه‬ ‫ِّ‬
‫ف‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ض‬ ‫ع‬ ‫ب‬ ‫ِّ‬
‫ه‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ك‬ ‫ِّ‬
‫ل‬ ‫ذ‬ ‫ل‬ ‫ه‬ ‫س‬ ‫ف‬ ‫‪،‬‬ ‫ة‬ ‫ق‬
‫ر‬ ‫و‬ ‫ل‬ ‫ِّ‬ ‫و‬ ‫ق‬ ‫ِّ‬
‫ب‬ ‫ه‬ ‫ت‬‫ر‬ ‫ب‬ ‫خ‬ ‫َ‬
‫أ‬ ‫ف‬ ‫ص‪،‬‬
‫َ ْ َ َ َ َّ َ َ‬ ‫َ ْ َ َ ْ ُ َ ْ َ َ َ َ َ َ َّ َ َ َ َ َ ْ َ ْ َ َ ُ َ‬
‫اف ِّب َها‬ ‫ط َ‬ ‫ص َن ُع‪َ ،‬وَب َدأَ ِّباْل َك ْع َب ِّة َف َ‬ ‫ان َي ْ‬ ‫ص َن َع َك َما َك َ‬ ‫ف َ‬ ‫ص َر َ‬ ‫ِّ‬
‫رسول هللا ص ج َو َارهُ‪َ ،‬و ْان َ‬
‫َخِّب ْرِّني ِّب َما َأرَْي َت أ َْو‬ ‫َخي‪ ،‬أ ْ‬ ‫َفَل ِّقيه ورَق ُة بن َنوَف ٍل‪ ،‬وهو يطوف بالبيت‪ ،‬فقال‪ :‬يا بن أ ِّ‬
‫َُ ََ ْ ُ ْ‬
‫س ِّمعت‪َ ،‬فأَخبره رسول هللا ص‪َ ،‬فَقال َله ورَق ُة‪ :‬و َّالِّذي نْف ِّسي ِّبيِّد ِّه‪ِّ ،‬إَّنك َلنِّب ُّي هِّذهِّ‬
‫َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ ُ ََ َ‬ ‫ْ ََ ُ‬ ‫َ َْ‬
‫ِّ‬
‫وسى‪َ ،‬وَلتُ َكذُبَّن ُه َوَلتُ ْؤِّذ َينَّ ُه‪،‬‬ ‫ِّ‬
‫الناموس األَ ْك َبر َّالذي ج ِّ‬ ‫األ َّ ِّ‬
‫اء إَلى ُم َ‬ ‫َ َ‬ ‫ُ‬ ‫اء َك َّ ُ ُ‬ ‫ُمة‪َ ،‬وَلَق ْد َج َ‬
‫ْس ُه‬ ‫ص َرَّن َّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ َّ‬ ‫ِّ َّ‬
‫ص ًار َي ْعَل ُم ُه ثُ َّم أ َْد َنى َأر َ‬ ‫َّللاَ َن ْ‬ ‫َوَلتُ ْخرُجن ُه‪َ ،‬وَلتَُقاتُلن ُه‪َ ،‬وَلئ ْن أ ََنا أ َْد َرْك ُت َذل َك أل َْن ُ‬
‫(‪)50‬‬
‫وخ ُه‪ ،‬ثم انصرف رسول هللا ص‪ِّ ،‬إَلى َم ْن ِّزلِّ ِّه‪.‬‬ ‫َّل َياُف َ‬ ‫َفَقب َ‬
‫يه ِّم َن اْل َهمِّ‪.) (.‬‬
‫‪1‬‬ ‫وَقد زاده َذلِّك ِّمن َقو ِّل ورَق َة ثَباتا‪ ،‬وخَّفف عنه بعض ما كان ِّف ِّ‬
‫َ ْ َ َ ُ َ ْ ْ َ َ َ ً َ َ َ َْ ُ َ ْ َ َ َ َ‬
‫وهذه الرواية أيضاً بها أكثر من علة‪:‬‬
‫األولى‪ :‬اإلرسال ؛ فإن عبيد بن عمير ليس صحابياً ‪ ،‬إنما هو من كبار‬
‫التابعين(‪.)2‬‬
‫قال الذهبي‪ُ :‬ولِّ َد ِّفي َح َي ِّاة النَِّّب ِّي ‪َ ،‬وَرَوى َع ْن‪ُ :‬ع َم َر‪َ ،‬و َعلِّ ٍي‪َ ،‬وأ َُب ٍي‪َ ،‬وأَِّبي‬
‫يه ُع َم ْي ٍر(‪.)3‬‬ ‫َّاس‪ ،‬وأَِّب ِّ‬
‫َذ ٍر‪ ،‬و َع ِّائ َش َة‪ ،‬وأَِّبي موسى‪ ،‬و ْاب ِّن َعب ٍ‬
‫َ‬ ‫ُ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫الثانية‪ :‬في السند راويان متكلم فيهم‪:‬‬
‫(‪ )1‬سلمة بن الفضل األبرش بالمعجمة مولى األنصار قاضي الري صدوق‬
‫كثير الخطأ من التاسعة مات بعد التسعين [ومائة] وقد جاز المائة(‪.)4‬‬
‫(‪ )2‬محمد ابن حميد ابن حيان الرازي حافظ ضعيف وكان ابن معين حسن‬
‫الرأي فيه من العاشرة مات سنة ثمان وأربعين(‪.)5‬‬
‫الثالثة‪ :‬المتن فيه نكارة ظاهرة ‪ ،‬حيث جعل الرؤيا األولى لجبريل عليه‬
‫السالم رؤيا منامية ‪ ،‬وهذا مخالف لبقية النصوص التي تُثبت أنها رؤية حقيقية‪،‬‬
‫ثم كان من جواب النبي ‪( :‬ماذا أق أر ؟) ‪ ،‬وهذا لم يحصل ؛ فإن الثابت في‬
‫صحيح البخاري وغيره أنه كان يقول ‪ ( :‬ما أنا بقاريء )(‪.)6‬‬
‫فالرواية تعارض الروايات الصحيحة‪ ،‬فهي منكرة سنداً ومتناً‪.‬‬
‫من خالل ما سبق يمكن أن أقول‪:‬‬
‫(‪ )1‬إن جميع ما ورد في هذه القصة ضعيف سنداً ومتناً‪.‬‬
‫فالحادثة المذكورة قد اجتمع فيها الشذوذ في السند ‪ ،‬والنكارة في المتن ‪ ،‬فال‬
‫معنى ألن تُتخذ مطعنا في النبي الكريم ‪.‬‬

‫(‪ )1‬اتريخ الطربي (‪.)300/2‬‬


‫(‪ )2‬هتذيب الكمال يف أساء الرجال (‪ )223 /19‬ت(‪.)3730‬‬
‫(‪ )3‬اتريخ اإلسالم (‪.)860 /2‬‬
‫(‪ )4‬تقريب التهذيب (ص‪ )248 :‬ت(‪.)2505‬‬
‫(‪ )5‬تقريب التهذيب (ص‪ )475 :‬ت(‪.)5834‬‬
‫(‪ )6‬صحيح البخاري كتاب التفسري ابب سورة العلق (‪ )1894 /4‬ح(‪ ،)4670‬ومسلم يف بدء الوحي ابب بدء‬
‫الوحي إىل رسول هللا ‪ )97 /1( ‬ح(‪.)322‬‬

‫(‪)51‬‬
‫(‪ )3‬إن فترة انقطاع الوحي كانت إلزالة الخوف الذي جاء لنبينا محمد ‪‬‬
‫أول ما جاءه الوحي ‪ ،‬وأنها لالستعداد لما بعده ‪ ،‬فكيف يلتقي هذا مع ِّ‬
‫همه ‪‬‬
‫باالنتحار‬ ‫؟‪! .‬‬

‫قال الصالحي – رحمه هللا‪" :‬الحكمة في فترة الوحي ‪ -‬وهللا أعلم ‪ : -‬ليذهب‬
‫عنه ما كان يجده ‪ ‬من الروع وليحصل له التشوق إلى العود"(‪.)1‬‬
‫قلت‪ :‬فاهلل عز وجل ثبَّت قلبه بالوحي ‪ ،‬وما وجده من الرهبة من نزول‬
‫الوحي أول مرة فيدل على بشريته ‪ ،‬وعلى شدة الوحي ‪ ،‬وقد كان يعاني ‪ ‬بعد‬
‫ذلك عند نزول الوحي في بعض صوره‪.‬‬
‫(‪ )3‬إن النبي ‪ ‬كان يصعد الجبال اشتياقاً للوحي‪ ،‬ال سيما وقد نزل عليه‬
‫الوحي في قمة جبل عالي‪ ،‬فكان يخرج هنا وهناك بحثاً عن الوحي الذي التقاه‬
‫في هذا المكان‪.‬‬
‫(‪ )4‬راوي القصة عبر عن ما رآه هو وما دار في ذهنه‪ ،‬وما غلب على‬
‫ظنه ‪ ،‬ولم يعبر عن حال النبي ‪ ، ‬السيما والنقل يدل على ذلك‪.‬‬
‫(‪ )5‬مما يمكن أن يجاب به أنه لو ثبت عنه ذلك لثبتت توبته منه‪.‬‬
‫قال ابن تيمية‪" :‬لم يذكر عن نبي من األنبياء ذنبا إال ذكر معه توبته لينزهه‬
‫عن النقص والعيب‪ ،‬ويبين أنه ارتفعت منزلته وعظمت درجته وعظمت حسناته‬
‫وقربه إليه بما أنعم هللا عليه من التوبة واالستغفار واألعمال الصالحة التي فعلها‬
‫بعد ذلك‪ ،‬وليكون ذلك أسوة لمن يتبع األنبياء ويقتدي بهم إلى يوم القيامة‪.‬‬
‫ولهذا لما لم يذكر عن يوسف توبة في قصة امرأة العزيز دل على أن يوسف‬
‫لم يذنب أصال‪ ،‬في تلك القصة كما يذكر من يذكر أشياء نزهه هللا منها بقوله‬
‫تعالى‪{ :‬كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين} [سورة‬
‫يوسف‪ ، ]24 :‬وقد قال تعالى‪{ :‬ولقد همت به وهم بها لوال أن رأى برهان ربه}‬
‫[سورة يوسف‪ . ]24 :‬والهم ‪ -‬كما قال اإلمام أحمد رضي هللا عنه ‪ :-‬همان‪ ،‬هم‬
‫خطرات وهم إصرار‪ .‬وقد ثبت في الصحيحين(‪ )2‬عن النبي ‪« ‬أنه قال إن هللا‬

‫(‪ )1‬سبل اهلد والرشاد يف سرية خري العباد (‪.)272 / 2‬‬


‫(‪ )2‬نص الرواية ‪.‬‬
‫ات وال َّسيِئ ِ‬
‫اَّلل َكتب ْ ِ‬ ‫يما يَْرِوي َع ْن َربِِّه تَبَ َارَك َوتَ َع َ‬
‫اىل ‪ ،‬قَ َ ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫َع ِن ابْ ِن َعبَّ ٍ‬
‫ات ‪ُ ،‬مثَّ‬‫احلَ َسنَ َ َّ‬ ‫ال ‪ :‬إ َّن ََّ َ َ‬ ‫اس ‪َ ،‬ع ْن َر ُسول هللا ‪ ‬ف َ‬
‫(‪)52‬‬
‫تعالى يقول إذا هم عبدي بحسنة فاكتبوها له حسنة كاملة‪ ،‬فإن عملها فاكتبوها‬
‫عش ار إلى سبعمائة ضعف‪ ،‬واذا هم بسيئة فال تكتبوها عليه‪ ،‬فإن تركها فاكتبوها‬
‫له حسنة فإنما تركها من جراي» ""(‪.)1‬‬
‫(‪ )6‬وعلى فرض صحة الرواية فإن هللا عز وجل قد حفظ نبيه‪ ،‬وصرف‬
‫عنه هذا الهم الذي حدثته به نفسه‪.‬‬

‫اَّللُ ِعْن َدهُ َح َسنَةً َك ِاملَةً ‪َ ،‬وإِ ْن َه َّم ِِبَا فَ َع ِملَ َها ‪َ ،‬كتَ بَ َها َّ‬
‫اَّللُ َعَّز‬ ‫ك ‪ ،‬فَ َم ْن َه َّم ِحبَ َسنَ ٍة فَلَ ْم يَ ْع َملْ َها ‪َ ،‬كتَ بَ َها َّ‬ ‫ب َّ ِ‬
‫س َذل َ‬
‫ََ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫اَّللُ‬
‫َو َج َّل عنْ َدهُ َع ْشَر َح َسنَات إ َىل َسْب ِع مئَة ْعف إ َىل أَ ْ َعاف َكث َرية ‪َ ،‬وإ ْن َه َّم ب َسيّئَة فَلَ ْم يَ ْع َملْ َها ‪َ ،‬كتَ بَ َها َّ‬
‫اح َد ًة)‪.‬‬ ‫اَّلل سيِئةً و ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫عْن َدهُ َح َسنَةً َكاملَةً ‪َ ،‬وإ ْن َه َّم ِبَا فَ َعملَ َها ‪َ ،‬كتَ بَ َها َُّ َ َّ َ‬
‫أخرجه‪ :‬البخاري يف كتاب الرقاق ابب من هم حبسنة أو بسيئة (‪ )2380 /5‬ح(‪ ،)6126‬ومسلم يف كتاب اإلميان‬
‫ابب إذا هم العبد حبسنة صحيح مسلم ‪ -‬دار اجليل (‪ )83 /1‬ح(‪.)255‬‬
‫(‪ )1‬منهاج السنة النبوية (‪.)411 /2‬‬

‫(‪)53‬‬
‫المبحث الخامس‪ :‬بعض الفوائد واالستنباطات الفقهية خاصة باالنتحار ‪.‬‬
‫من خلل األحاديث التي سبقت أستطيع أن أذكر في إيجاز شديد بعض‬
‫األحكام التى تختص بموضوع االنتحار‪.‬‬
‫أوالً‪ :‬هل يعتبر المنتحر كاف اًر؟‪.‬‬
‫صرح الفقهاء وشراح الحديث بأن المنتحر ليس بكافر‪ ،‬فقالوا‪ :‬يغسل ويصلى‬
‫عليه‪ ،‬وما جاء في األحاديث بخلوده في النار محمول على المستحل(‪.)1‬‬
‫َث ِانًيا‪ :‬هل يعاقب المنتحر إذا فشلت محاولته؟‪.‬‬
‫مما ال خالف فيه بين الفقهاء أن المنتحر إذا لم يمت فإنه يعاقب على ذلك‬
‫ألنه أقدم على كبيرة من الكبائر(‪.)2‬‬
‫ثالثاً‪ :‬لو مات هل علي عاقلته الدية؟‪.‬‬
‫ولو مات ال دية عليه(‪.)3‬‬
‫رابعاُ‪ :‬هل يغسل المنتحر‪.‬‬
‫نعم يغسل ألنه ليس بخارج عن الملة(‪.)4‬‬
‫خامساً‪ :‬هل يصلى على المنتحر؟‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫الجمهور على أن المنتحر يصلى عليه ألنه ليس بكافر( )‪.‬‬
‫سادساً‪ :‬لو امتنع عن المباح حتى مات هل يعد منتح اًر؟‪.‬‬
‫أجمع أهل العلم على أنه إن فعل ذلك فقد أتلف نفسه‪ ،‬وكان منتح اًر(‪.)6‬‬
‫سابعاً‪ :‬من ترك التداوي حتى مات هل يعتبر منتح اًر؟‪.‬‬
‫عامة الفقهاء على أنه ال يعتبر منتح اًر(‪.)7‬‬
‫ثامناً‪ :‬هل يعتبر هجوم الواحد على مجموعة من األعداء انتحا اًر؟‪.‬‬

‫(‪ )1‬ينظر‪ :‬حاشية ابن عابدين (‪ ،)184 /1‬وانظر أيضا القليويب مع حاشية عمرية (‪ ،)349 ،348 /1‬والشرح‬
‫الصغري (‪ ،)574 /1‬واملغين مع الشرح الكبري (‪.)418 /2‬‬
‫(‪ )2‬الفتاو اهلندية (‪ ،)163 /1‬وابن عابدين (‪.)584 /1‬‬
‫(‪ )3‬حاشية ابن عابدين (‪ ،)350 /5‬وهناية احملتاج (‪ ،)366 /7‬واملغين (‪.)509 /9‬‬
‫‪ )4‬املغين (‪ ،)39 /10‬ومواهب اجلليل (‪ ،)268 /6‬وأيضا البدائع (‪.)252 /7‬‬
‫(‪ )5‬القليويب مع حاشية عمرية (‪ ،)349 ،348 /1‬وبلغة السالك على أقرب املسالك (‪.)543 /1‬‬
‫(‪ )6‬أحكام القرآن للجصاص (‪.)148 /1‬‬
‫(‪ )7‬هناية احملتاج (‪ ،)243 /7‬واملغين (‪.)326 /9‬‬

‫(‪)54‬‬
‫اختلف الفقهاء في جواز هجوم رجل من المسلمين وحده على جيش العدو‪،‬‬
‫مع التيقن بأنه سيقتل‪.‬‬
‫فذهب المالكية إلى جواز إقدام الرجل المسلم على الكثير من الكفار‪ ،‬إن‬
‫كان قصده إعالء كلمة هللا‪ ،‬وكان فيه قوة وظن تأثيره فيهم‪ ،‬ولو علم ذهاب نفسه‪،‬‬
‫فال يعتبر ذلك انتحا ار(‪.)1‬‬
‫وقيل‪ :‬إذا طلب الشهادة‪ ،‬وخلصت النية فليحمل؛ ألن مقصوده واحد من‬
‫األعداء‪ ،‬وذلك بين في قوله تعالى‪{ :‬ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات‬
‫هللا وهللا رءوف بالعباد} [البقرة‪ ،]207:‬وقيده البعض بأن يكون قد غلب على ظنه‬
‫أن سيقتل من حمل عليه وينجو‪ ،‬وكذلك لو علم وغلب على ظنه أنه يقتل‪ ،‬لكن‬
‫سينكي نكاية أو سيبلي أو يؤثر أث ار ينتفع به المسلمون(‪.)2‬‬
‫وال يعتبر هذا إلقاء النفس إلى التهلكة المنهي عنه بقوله تعالى‪{ :‬وأنفقوا في‬
‫سبيل هللا وال تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن هللا يحب المحسنين}‬
‫[البقرة‪.]195:‬‬
‫صًّفا‬ ‫ِّ‬
‫َخ َرُجوا إَل ْي َنا َ‬ ‫وم َفأ ْ‬ ‫الر ِّ‬ ‫ال ُكَّنا ِّب َمِّد َين ِّة ُّ‬ ‫ِّ ِّ‬ ‫ِّ‬
‫وعن أ َْسَلم أَبي ع ْم َران َم ْوًلى لك ْن َد َة َق َ‬
‫ام ٍر‬‫وم وخرج ِّإَلي ِّهم ِّم ْثُله أَو أَ ْكثَر وعَلى أَه ِّل ِّمصر عْقب ُة بن ع ِّ‬ ‫يما ِّم َن ُّ‬ ‫ِّ‬
‫ْ َ ُ َ ُْ َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ ََ‬ ‫ُ ْ‬ ‫الر ِّ َ َ َ َ ْ ْ‬ ‫َعظ ً‬
‫وم حتَّى َد َخل ِّف ِّ‬
‫يه ْم‬ ‫َّللاِّ ‪َ ‬فحمل رجل ِّمن اْلمسلِّ ِّمين عَلى ص ِّ‬ ‫احب رس ِّ‬ ‫ِّ‬
‫َ‬ ‫الر ِّ َ‬ ‫ف ُّ‬ ‫َََ َ ٌُ َ ُْ َ َ َ‬ ‫ول َّ‬ ‫ص ُ َُ‬ ‫َ‬
‫ِّ‬ ‫َّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫اح به َّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬
‫ام أَُبو أَي َ‬
‫ُّوب‬ ‫ان هللا تلقي ب َنْفسك إَلى الت ْهُل َكة َفَق َ‬ ‫الناس َوَقالُوا ُس ْب َح َ‬ ‫ص َ‬ ‫َف َ‬
‫يل ِّإَّن َما َن َزَل ْت‬ ‫األ َْنص ِّار ُّي َفَقال أَيُّها النَّاس ِّإَّن ُكم تَتَأ ََّوُلو َن هِّذ ِّه اآلي َة عَلى ه َذا التَّأ ِّْو ِّ‬
‫َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ َ‬ ‫َ‬
‫ض َنا‬ ‫ع‬ ‫ب‬ ‫ا‬ ‫ن‬‫ل‬ ‫ق‬ ‫ِّ‬
‫يه‬ ‫ر‬‫ِّ‬ ‫اص‬ ‫ِّ‬ ‫ن‬ ‫ر‬ ‫َّ‬
‫ث‬ ‫ك‬ ‫و‬ ‫الم‬ ‫س‬ ‫ِّ‬
‫اإل‬ ‫َّللا‬ ‫ز‬ ‫َّ‬ ‫َع‬ ‫أ‬ ‫ا‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫َّ‬
‫ن‬ ‫ِّ‬
‫إ‬ ‫ِّ‬
‫ار‬ ‫ص‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ ِّ‬
‫َُْ َ ْ ُ‬ ‫َ َّ َ ُ ْ َ َ َ َ َ‬ ‫َّ‬ ‫َهذه َ ُ َ َ ْ َ َ ْ َ‬
‫َن‬ ‫أل‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫ش‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫ا‬ ‫ين‬‫ف‬ ‫ة‬ ‫اآلي‬
‫الم َوَكثََّر‬ ‫َّللا َق ْد أ َ َّ ِّ‬ ‫ول َّ ِّ‬ ‫ض ِّس ًّار ِّم ْن رس ِّ‬ ‫لِّ َب ْع ٍ‬
‫َعز اإل ْس َ‬ ‫اع ْت َواِّ َّن َّ َ‬ ‫ض َ‬ ‫َّللا ‪ ‬أَن أ َْم َواَل َنا َق ْد َ‬ ‫َُ‬
‫اع ِّم ْن َها َف ْأنزل هللا عز َوجل َي ُرُّد َعَل ْي َنا‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ِّ ِّ‬
‫ض َ‬ ‫َناص ِّريه َفَل ْو أََق ْم َنا في أ َْم َوال َنا فأصلحنا َما َ‬
‫ِّ‬ ‫ما ُقْلنا {وأَن ِّفُقوا ِّفي سِّب ِّ ِّ‬
‫َح ِّسُنوا ِّإ َّن هللاَ ُي ِّح ُّب‬ ‫يك ْم ِّإَلى التَّ ْهُل َكة َوأ ْ‬ ‫يل هللا َوال ُتْلُقوا ِّبأ َْيِّد ُ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َْ‬
‫ال أَُبو‬ ‫ِّ‬ ‫اإلَق ِّ‬ ‫ين} َف َك َان ِّت التَّهُل َك ُة ِّ‬ ‫ِّ ِّ‬
‫الح َها َوتَ ْرَك َنا اْل َغ ْزو َو َما َز َ‬ ‫ص َ‬ ‫ام َة في أ َْم َوال َنا َوِّا ْ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫اْل ُم ْحسن َ‬
‫يل هللا َحتَّى دفن ِّفي أَرض الروم(‪.)3‬‬ ‫اخصا ِّفي سِّب ِّ‬
‫َ‬
‫ِّ‬
‫ُّوب َش ً‬ ‫أَي َ‬

‫(‪ )1‬الشرح الكبري (‪.)183 /2‬‬


‫(‪ )2‬تفسري القرطيب ‪.)363 /2‬‬
‫(‪ )3‬أخرجه‪ :‬الرتمذي يف كتاب التفسري ابب تفسري سورة البقرة(‪ )212 /5‬ح(‪ ،)2972‬قال‪ :‬حدثنا عبد بن محيد‬

‫(‪)55‬‬
‫وقال ابن العربي‪ :‬والصحيح عندي جوازه؛ ألن فيه أربعة أوجه‪:‬‬
‫األول‪ :‬طلب الشهادة‪ .‬الثاني‪ :‬وجود النكاية‪ .‬الثالث‪ :‬تجرئة المسلمين عليهم‪.‬‬
‫الرابع‪ :‬ضعف نفوس األعداء‪ ،‬ليروا أن هذا صنع واحد منهم فما ظنك‬
‫بالجميع(‪.)1‬‬
‫هذه بعض األحكام المتعلقة بالمنتحر وقد ذكرتها باختصار أسأل هللا‬
‫التوفيق والسداد‪.‬‬

‫حدثنا الضحاك بن خملد عن حيوة بن شريح عن يزيد بن أيب حبيب عن أسلم أيب عمران التجييب‪ ،‬وقال‪:‬‬
‫حسن صحيح غريب‪.‬‬
‫والنسائي يف السنن الكرب كتاب التفسري ابب قول هللا تعاىل وال تلقوا أبيديكم إىل التهلكة(‪)28 /10‬‬
‫َخبَ َرََن َعْب ُد هللاِ‪َ ،‬ع ْن َحْي َوةَ‪.....‬به‪.‬‬ ‫ِ‬
‫َخبَ َرََن حبَّا ُن‪ ،‬أ ْ‬ ‫َخبَرََن ُحمَ َّم ُد بْن َح ٍِ‬
‫امت‪ ،‬أ ْ‬ ‫ُ‬ ‫ح(‪ ،)10962‬قال‪ :‬أ ْ َ‬
‫ال‪ :‬حدَّثَنا عب ُد َِّ‬
‫اَّلل بْ ُن الْ ُمبَ َار ِك‪َ ،‬ع ْن َحْي َوَة بْ ِن ُشَريْ ٍح‪...،‬به‪.‬‬ ‫وأبو داود الطيالسي يف مسنده (‪ )491 /1‬ح(‪ )600‬قَ َ َ َ َ ْ‬
‫وابن حبان يف كتاب السري ابب فرض اجلهاد ذكر اإلخبار عما جيب على املرء‪ ،‬من ترك االتكال على لزوم عمارة‬
‫أر ه‪ ،‬وصالح أحواله‪ ،‬دون التشمري للجهاد‪ ،‬يف سبيل هللا‪ ،‬وإن كان يف املشمرين له كفاية (‪)9 /11‬‬
‫ح(‪ .)4711‬قال‪ :‬أخربَن أمحد بن علي بن املثىن‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا عمرو بن الضحاك بن خملد‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أيب‬
‫قال‪ :‬حدثنا حيوة بن شريح‪.....،‬به‪.‬‬
‫صالِ ِح بْ ِن‬
‫واحلاكم يف املستدرك على الصحيحس كتاب التفسري (‪ )302 /2‬ح(‪ )3088‬قال‪َ :‬حدَّثَنَا ُحمَ َّم ُد بْ ُن َ‬
‫اَّللِ بْ ُن يَِز َ‬
‫يد الْ ُم ْق ِر ُ‬
‫ئ‪ ،‬أَنْبَأَ َحْي َوةُ بْ ُن ُشَريْ ٍح‪.... ،‬به‪.‬‬ ‫س الْ ُقَرِش ُّي‪ ،‬ثنا َعبْ ُد َّ‬ ‫َهانِ ٍئ‪ ،‬ثنا ُحمَ َّم ُد بْ ُن أ ْ‬
‫َمحَ َد بْ ِن أَنَ ٍ‬
‫دراسة إسناد الرتمذي‪:‬‬
‫عبد بغري إ افة ابن محيد بن نصر الكشي [الكسي] مبهملة أبو حممد قيل اسه عبد احلميد وبذلك جزم ابن حبان‬
‫وغري واحد ثقة حافظ من احلادية عشرة مات سنة تسع وأربعس ‪( .‬تقريب التهذيب (ص‪)368 :‬‬
‫ت(‪.)4266‬‬
‫الضحاك بن خملد بن الضحاك بن مسلم الش يباين أبو عاصم النبيل البصري ثقة ثبت من التاسعة مات سنة اثنِت‬
‫عشرة أو بعدها‪( .‬تقريب التهذيب (ص‪ )280 :‬ت(‪.)2977‬‬
‫حيوة بن شريح بن يزيد احلضرمي أبو العباس احلمصي ثقة من العاشرة مات سنة أربع وعشرين‪ (.‬تقريب التهذيب‬
‫(ص‪ )185 :‬ت(‪.)1601‬‬
‫يزيد بن أيب حبيب املصري أبو رج اء واسم أبيه سويد واختلف يف والئه ثقة فقيه وكان يرسل من اْلامسة مات سنة‬
‫مثان وعشرين وقد قارب الثمانس ‪( .‬تقريب التهذيب (ص‪ )600 :‬ت(‪.)7701‬‬
‫أسلم بن يزيد أبو عمران التُّجييب املصري ثقة من الثالثة‪( .‬تقريب التهذيب (ص‪ )104 :‬ت(‪.)404‬‬
‫احلكم على اإلسناد‪ :‬إسناد صحيح رجاله ثقات‪ .‬وقال األلباين‪ :‬صحيح‪.‬‬
‫(‪ )1‬أحكام القرآن (‪.)166 /1‬‬

‫(‪)56‬‬
‫الخاتمة‪:‬‬
‫النتائج‪:‬‬
‫ظهر من خالل هذا البحث بعض النتائج كان من أهمها‪:‬‬
‫(‪ )1‬أن االنتحار كبيرة من الكبائر‪.‬‬
‫(‪ )2‬أن المنتحر ليس بكافر فيغسل ويكفن ويصلى عليه‪.‬‬
‫(‪ )3‬أن أكبر أسباب االنتحار هو الفراغ الروحي‪.‬‬
‫(‪ )4‬أن االنتحار فيه تسخط على قضاء هللا وقدره ‪ ،‬وعدم الرضا بذلك ‪،‬‬
‫وعدم الصبر على تحمل األذى‪.‬‬
‫(‪ )5‬أن أكبر عالج لالنتحار هو القرب من هللا واالبتعاد عن المعاصي‪.‬‬
‫(‪ )6‬أن التعاليم اإلسالمية لها أكبر األثر في العزوف عن االنتحار‪.‬‬
‫التوصيات‪:‬‬
‫تفهم الظروف واألسباب التي قد تدفع بعض أفراد المجتمع إلى‬ ‫(‪ )1‬محاولة ُّ‬
‫ومن ثَم العمل على َمِّد يد العون لهم‪ ،‬ومساعدتهم في حلِّها‪،‬‬ ‫محاولة االنتحار‪ِّ ،‬‬
‫وبذلك يتم القضاء على أسباب هذه الظاهرة ودواعيها بإذن هللا‪.‬‬

‫(‪ )2‬نشر الوعي الديني لدى الشباب عبر المؤسسات الرسمية‪.‬‬


‫(‪ )3‬محاولة وضع حلول للمسائل االقتصادية وحصر من عليه ديون‬
‫ومحاولة مساعدته في التغلب على مشكالته‪.‬‬
‫(‪ )4‬محاولة انشاء جمعيات لتوعية الناس وكذا تدعيم المشاريع التي تخدم‬
‫من الدرجة األولى فئة الشباب‪.‬‬

‫(‪ )5‬كما ال بد من سوق العمل أن يستوعب الشباب لكي ال يشعر الشاب‬


‫كما‬ ‫باليأس‪،‬‬
‫ال بد من إشراك المرأة مع الرجل في كل متطلبات الحياة‪.‬‬
‫(‪ )6‬محاولة القضاء على الفراغ و ذلك بتخصيص أوقات للعمل البسيط‪..‬‬

‫هذا وهللا أعلى وأعلم وأجل وأكرم‪.‬‬

‫(‪)57‬‬
‫المصادر ‪:‬‬
‫(‪ )1‬القرآن الكريم‪.‬‬
‫(‪ )2‬اآلحاد والمثاني البن أبي عاصم المحقق‪ :‬د‪ .‬باسم فيصل أحمد الجوابرة ط‪:‬‬
‫دار الراية – الرياض األولى‪1411 ،‬هـ ‪1991 -‬م‪.‬‬
‫(‪ )3‬اإلحسان في تقريب صحيح ابن حبان ترتيب‪ :‬األمير عالء الدين بن بلبان‬
‫حققه وخرج أحاديثه وعلق عليه‪ :‬شعيب األرنؤوط ط‪ :‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بيروت‬
‫األولى‪ 1408 ،‬هـ ‪ 1988 -‬م‪.‬‬
‫(‪ )4‬أحكام القرآن البن العربي ط‪ :‬دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت لبنان الثالثة ‪1424‬هـ‬
‫‪2003‬م‪.‬‬
‫(‪ )5‬أحكام القرآن للجصاص المحقق‪ :‬محمد صادق القمحاوي ‪ -‬ط‪ :‬دار إحياء‬
‫التراث العربي – بيروت ‪ 1405‬هـ ‪.‬‬
‫(‪ )6‬اآلداب للبيهقي اعتنى به وعلق عليه‪ :‬أبو عبد هللا السعيد المندوه ط‪ :‬مؤسسة‬
‫الكتب الثقافية‪ ،‬بيروت – لبنان األولى‪ 1408 ،‬هـ ‪1988 -‬م‪.‬‬
‫(‪ )7‬األدب المفرد – ألبي عبد هللا البخارى – ط‪ /‬دار البشائر اإلسالمية – بيروت‬
‫– الثالثة – ‪1409‬هـ ‪1989 -‬م‪ -‬تحقيق‪ /‬محمد فؤادد عبد الباقي‪.‬‬
‫(‪ )8‬إرشاد القاصي والداني إلى ت ارجم شيوخ الطبراني ألبي الطيب نايف بن صالح‬
‫بن علي المنصوري قدم له‪ :‬د سعد بن عبد هللا الحميد راجعه ولخص أحكامه‬
‫وقدم له‪ :‬أبو الحسن مصطفى بن إسماعيل السليماني المأربي‪ .‬الناشر‪ :‬دار‬
‫الكيان ‪ -‬الرياض‪ ،‬مكتبة ابن تيمية – اإلمارات‪.‬‬
‫(‪ )9‬اإلصابة فى تمييز الصحابة ‪ -‬البن حجر ‪ -‬تحقيق‪ :‬عادل أحمد عبد الموجود‬
‫وعلى محمد معوض ط‪ :‬دار الكتب العلمية – بيروت األولى ‪ 1415 -‬هـ‪.‬‬
‫األولى ‪ 1405‬هـ ‪ 1985 -‬م‪.‬‬ ‫(‪)10‬‬
‫بدائع الفوائد البن القيم ط‪ :‬دار الكتاب العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنان‬ ‫(‪)11‬‬
‫‪1415‬هـ‪1995-‬م‪.‬‬
‫بلغة السالك على أقرب المسالك ألحمد الصاوي تحقيق ضبطه‬ ‫(‪)12‬‬
‫وصححه‪ :‬محمد عبد السالم شاهين ط‪ :‬دار الكتب العلمية ‪1415‬هـ ‪-‬‬
‫‪1995‬م لبنان‪ /‬بيروت‪.‬‬

‫(‪)58‬‬
‫بيان مشكل اآلثار ـ الطحاوى تحقيق ‪ :‬شعيب األرنؤوط‪.‬‬ ‫(‪)13‬‬
‫تاريخ اإلسالم ووفيات المشاهير واألعالم لشمس الدين الذهبي‬ ‫(‪)14‬‬
‫المحقق‪ :‬عمر عبد السالم التدمري ط‪ :‬دار الكتاب العربي‪ ،‬بيروت الثانية‪،‬‬
‫‪ 1413‬هـ ‪ 1993 -‬م‪.‬‬
‫تاريخ الرسل والملوك البن جرير الطبري ط‪ :‬دار الكتب العلمية –‬ ‫(‪)15‬‬
‫بيروت األولى‪.1407 ،‬‬
‫التاريخ الكبير ‪ -‬ألبي عبد هللا البخاري ط‪ /‬دار الفكر تحقيق‪ /‬السيد‬ ‫(‪)16‬‬
‫هاشم الندوي‪.‬‬
‫تحفة األحوذي بشرح جامع الترمذي ‪ ،‬للمباركفوري( تحقيق ‪ :‬عبد‬ ‫(‪)17‬‬
‫الوهاب بن عبد اللطيف ) ‪ ،‬المكتبة السلفية ‪ ،‬المدينة المنورة ‪1383 ،‬هـ ‪-‬‬
‫‪1963‬م‪.‬‬
‫تحفة األشراف بمعرفة األطراف للمزي المحقق‪ :‬عبد الصمد شرف‬ ‫(‪)18‬‬
‫الدين ط‪ :‬المكتب اإلسالمي‪ ،‬والدار القيمة الثانية‪1403 :‬هـ‪1983 ،‬م‪.‬‬
‫تذكرة الحفاظ للذهبي دراسة وتحقيق‪ :‬زكريا عميرات ط‪ :‬دار الكتب‬ ‫(‪)19‬‬
‫العلمية بيروت‪-‬لبنان األولى ‪1419‬هـ‪1998 -‬م‪.‬‬
‫تقريب التهذيب البن حجر المحقق‪ :‬محمد عوامة ط‪ :‬دار الرشيد –‬ ‫(‪)20‬‬
‫سوريا األولى‪.1986 – 1406 ،‬‬
‫تهذيب التهذيب ‪ -‬البن حجر ‪ -‬ط‪ /‬دار الفكر ‪ -‬بيروت ‪ -‬األولى‬ ‫(‪)21‬‬
‫‪1404 -‬هـ ‪1984 -‬م‪.‬‬
‫تهذيب الكمال فى أسماء الرجال‪ ،‬ألبى الحجاج جمال الدين المزى‪،‬‬ ‫(‪)22‬‬
‫تحقيق شعيب األرنؤوط‪ ،‬والدكتور بشار عواد معروف‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬الطبعة األولى ‪1400‬هـ‪1412-‬هـ‪1980-‬م‪1992-‬م‪.‬‬
‫التوحيد ومعرفة أسماء هللا عز وجل وصفاته على االتفاق والتفرد البن‬ ‫(‪)23‬‬
‫منده حققه وعلق عليه وخرج أحاديثه‪ :‬الدكتور علي بن محمد ناصر الفقيهي‬
‫ط‪ :‬مكتبة العلوم والحكم‪ ،‬المدينة المنورة‪ ،‬دار العلوم والحكم‪ ،‬سوريا‪ :‬األولى‪،‬‬
‫‪ 1423‬هـ ‪ 2002 -‬م‪.‬‬
‫جامع األصول في أحاديث الرسول لمجد الدين أبي السعادات ابن‬ ‫(‪)24‬‬

‫(‪)59‬‬
‫األثير تحقيق ‪ :‬عبد القادر األرنؤوط ‪ -‬ط‪ :‬مكتبة الحلواني ‪ -‬مطبعة المالح‬
‫‪ -‬مكتبة دار البيان األولى‪.‬‬
‫جامع التحصيل في أحكام المراسيل لصالح الدين العالئي المحقق‪:‬‬ ‫(‪)25‬‬
‫حمدي عبد المجيد السلفي ط‪ :‬عالم الكتب – بيروت الثانية‪.1986 – 1407 ،‬‬
‫الجامع الصحيح المسند المختصر من أمور رسول هللا ‪ ‬وسننه‬ ‫(‪)26‬‬
‫وأيامه وهو (صحيح البخاري) ط‪ /‬دار ابن كثير اليمامة بيروت الثالثة‬
‫‪1407‬هـ‪1987-‬م تحقيق ‪ /‬مصطفى ديب البغا‪.‬‬
‫الجامع الصحيح سنن الترمذي ألبي عيسى الترمذي السلمي ط‪ :‬دار‬ ‫(‪)27‬‬
‫إحياء التراث العربي – بيروت تحقيق‪ :‬أحمد محمد شاكر وآخرون‪.‬‬
‫الجامع البن وهب المحقق‪ :‬الدكتور رفعت فوزي عبد المطلب ‪-‬‬ ‫(‪)28‬‬
‫الدكتور علي عبد الباسط مزيد ط‪ :‬دار الوفاء األولى ‪ 1425‬هـ ‪ 2005 -‬م‪.‬‬
‫الجامع ألحكام القرآن = تفسير القرطبي ألبي عبد القرطبي تحقيق‪:‬‬ ‫(‪)29‬‬
‫أحمد البردوني وابراهيم أطفيش ط‪ :‬دار الكتب المصرية – القاهرة‪ :‬الثانية‪،‬‬
‫‪1384‬هـ ‪ 1964 -‬م‪.‬‬
‫الجرح والتعديل البن أبي حاتم ط مجلس دائرة المعارف العثمانية ‪-‬‬ ‫(‪)30‬‬
‫بحيدر آباد الدكن – الهند دار إحياء التراث العربي – بيروت األولى‪1271 ،‬‬
‫هـ ‪ 1952‬م‪.‬‬
‫حاشية رد المختار على الدر المختار شرح تنوير األبصار فقه أبو‬ ‫(‪)31‬‬
‫حنيفة البن عابدين ط‪ :‬دار الفكر للطباعة والنشر ‪1421‬هـ ‪2000 -‬م‬
‫بيروت‪.‬‬
‫حاشيتا قليوبي وعميرة ألحمد سالمة القليوبي وأحمد البرلسي عميرة‬ ‫(‪)32‬‬
‫ط‪ :‬دار الفكر ‪.‬‬
‫حلية األولياء وطبقات األصفياء ألبي نعيم األصبهاني ط‪ /‬دار‬ ‫(‪)33‬‬
‫الكتاب العربي ‪ -‬بيروت ‪ -‬الرابعة ‪1405‬هـ‪.‬‬
‫الزهد ألحمد بن حنبل وضع حواشيه‪ :‬محمد عبد السالم شاهين ط‪:‬‬ ‫(‪)34‬‬
‫دار الكتب العلمية‪ ،‬بيروت – لبنان ‪ :‬األولى‪ 1420 ،‬هـ ‪1999 -‬م‪.‬‬
‫سبل الهدى والرشاد‪ ،‬في سيرة خير العباد‪ ،‬وذكر فضائله وأعالم نبوته‬ ‫(‪)35‬‬

‫(‪)60‬‬
‫وأفعاله وأحواله في المبدأ والمعاد للصالحي الشامي تحقيق وتعليق‪ :‬الشيخ‬
‫عادل أحمد عبد الموجود‪ ،‬الشيخ علي محمد معوض ط‪ :‬دار الكتب العلمية‬
‫بيروت – لبنان األولى‪ 1414 ،‬هـ ‪ 1993 -‬م‪.‬‬
‫السلسلة الضعيفة للشيخ األلباني ط‪ :‬مكتبة المعارف‪-‬الرياض‪.‬‬ ‫(‪)36‬‬
‫سنن ابن ماجه‪ ،‬البن ماجة القزويني‪ ،‬حققه محمد فؤاد عبدالباقي‪.‬‬ ‫(‪)37‬‬
‫مطبعة دار إحياء الكتب العربية‪.‬‬
‫سنن أبى داود – ألبي داود بن األشعث – ط‪ /‬دار الفكر – تحقيق‬ ‫(‪)38‬‬
‫‪ /‬محمد محيى الدين عبدالحميد ‪.‬‬
‫سنن الدارقطني حققه وضبط نصه وعلق عليه‪ :‬شعيب االرنؤوط‪،‬‬ ‫(‪)39‬‬
‫حسن عبد المنعم شلبي‪ ،‬عبد اللطيف حرز هللا‪ ،‬أحمد برهوم ط‪ :‬مؤسسة‬
‫الرسالة‪ ،‬بيروت – لبنان األولى‪ 1424 ،‬هـ ‪ 2004 -‬م‪.‬‬
‫سنن الدارمي الناشر‪ :‬دار الكتاب العربي – بيروت األولى‪1407 ،‬‬ ‫(‪)40‬‬
‫تحقيق‪ :‬فواز أحمد زمرلي ‪ ،‬خالد السبع العلمي‪.‬‬
‫السنن الكبرى – ألبي بكر البيهقي ط‪ /‬مكتبة دار الباز – مكة المكرمة‬ ‫(‪)41‬‬
‫– ‪1414‬هـ ‪1994 -‬م – تحقيق ‪ /‬محمد عبد القادر عطا ‪.‬‬
‫السنن الكبرى ‪-‬للنسائي ط‪/‬دار الكتب العلمية – بيروت – األولى –‬ ‫(‪)42‬‬
‫‪1411‬هـ ‪1991 -‬م تحقيق د‪ .‬عبد الغفار سليمان البنداري‪ ،‬وسيد كسروى‬
‫حسن‪.‬‬
‫سنن النسائي المجتبى – ألبي عبد الرحمن النسائى – ط‪ /‬مكتبة‬ ‫(‪)43‬‬
‫المطبوعات – حلب – الثانبة – ‪1406‬هـ ‪ -1986 -‬تحقيق ‪ /‬الشيخ عبد‬
‫الفتاح أبو غدة ‪.‬‬
‫سير أعالم النبالء ‪ -‬للذهبي ‪ -‬ط مؤسسة الرسالة بيروت ‪ -‬الطبعة‬ ‫(‪)44‬‬
‫التاسعة ‪ - 1413‬تحقيق‪ /‬شعيب األرنؤوط‪ -‬ومحمد نعيم العرقسوسي‪.‬‬
‫السيرة النبوية في ضوء القرآن والسنة‪ ،‬للدكتور‪ .‬محمد محمد أبي‬ ‫(‪)45‬‬
‫شهبة‪ ،‬دار القلم‪ ،‬دمشق‪ ،‬ط‪1427 ،8‬هـ‪2006/‬م‪.‬‬
‫شرح السنة للبغوي تحقيق‪ :‬شعيب األرنؤوط‪-‬محمد زهير الشاويش‬ ‫(‪)46‬‬
‫ط‪ :‬المكتب اإلسالمي ‪ -‬دمشق‪ ،‬بيروت الثانية‪1403 ،‬هـ ‪1983 -‬م‪.‬‬

‫(‪)61‬‬
‫شرح زاد المستقنع في اختصار المقنع (كتاب الطهارة) للشيخ محمد‬ ‫(‪)47‬‬
‫بن محمد المختار الشنقيطي ط‪ :‬الرئاسة العامة للبحوث العلمية واإلفتاء ‪-‬‬
‫اإلدارة العامة لمراجعة المطبوعات الدينية‪ ،‬الرياض ‪ -‬المملكة العربية‬
‫السعودية‪ :‬األولى‪ 1428 ،‬هـ ‪ 2007 -‬م‬
‫شرح صحيح البخارى البن بطال تحقيق‪ :‬أبي تميم ياسر بن إبراهيم‬ ‫(‪)48‬‬
‫ط‪ :‬مكتبة الرشد ‪ -‬السعودية‪ ،‬الرياض الثانية‪1423 ،‬هـ ‪2003 -‬م‪.‬‬
‫شرح علل الترمذي البن رجب المحقق‪ :‬الدكتور همام عبد الرحيم‬ ‫(‪)49‬‬
‫سعيد ط‪ :‬مكتبة المنار ‪ -‬الزرقاء – األردن األولى‪1407 ،‬هـ ‪1987 -‬م‬
‫شعب االيمان‪ ،‬البيهقي‪،‬ابو بكر احمد بن الحسين (ت‪458‬هـ)‪،‬‬ ‫(‪)50‬‬
‫تحقيق‪ ،‬محمد السعيد بسيوني زغلول‪ ،‬دار الكتب العلميه ـ بيروت‪،‬ط‪ 1‬سنة‬
‫‪1410‬هـ‪.‬‬
‫صحيح مسلم – لمسلم بن الحجاج– ط‪ /‬دار إحياء التراث بيروت –‬ ‫(‪)51‬‬
‫تحقيق ‪ /‬محمد فؤاد عبد الباقي‪.‬‬
‫طبقات الحنابلة ألبي الحسين ابن أبي يعلى‪ ،‬المحقق‪ :‬محمد حامد‬ ‫(‪)52‬‬
‫الفقي ط‪ :‬دار المعرفة – بيروت‪.‬‬
‫الطبقات الكبرى البن سعد (تحقيق‪ :‬إحسان عباس) دار صادر‪-‬‬ ‫(‪)53‬‬
‫بيروت‪1968 ،‬م‪.‬‬
‫علل الدارقطني العلل الواردة في األحاديث النبوية تحقيق وتخريج‪:‬‬ ‫(‪)54‬‬
‫محفوظ الرحمن زين هللا السلفي‪ .‬ط‪ :‬دار طيبة – الرياض‬
‫علم النفس دراسة الحواس الداخلية عبر السلوك اليومي هاني يحي‬ ‫(‪)55‬‬
‫النصر ‪ ،‬ط‪ .‬شركة دار األرقم للنشر و التوزيع‪.‬‬
‫عمدة القاري شرح صحيح البخارى – لبدر الدين العينى – ط‪/‬دار‬ ‫(‪)56‬‬
‫إحياء التراث بيروت (د‪.‬ت)‪.‬‬
‫الفتاوى الهندية للجنة علماء برئاسة نظام الدين البلخي ط‪ :‬دارالفكر‬ ‫(‪)57‬‬
‫الثانية ‪ 310‬هـ‪.‬‬
‫فتح الباري بشرح صحيح البخاري البن حجر ط دار المعرفة بيروت‬ ‫(‪)58‬‬
‫تحقيق ‪/‬محب الدين الخطيب‪.‬‬

‫(‪)62‬‬
‫الفتن لنعيم بن حماد المحقق‪ :‬سمير أمين الزهيري ط‪ :‬مكتبة التوحيد‬ ‫(‪)59‬‬
‫– القاهرة األولى‪1412 ،‬هـ‪.‬‬
‫فيض الباري على صحيح البخاري (أمالي) محمد أنور شاه الكشميري‬ ‫(‪)60‬‬
‫المحقق‪ :‬محمد بدر عالم الميرتهي‪( ،‬جمع األمالي وحررها ووضع حاشية البدر‬
‫الساري إلى فيض الباري) ط‪ :‬دار الكتب العلمية بيروت – لبنان األولى‪،‬‬
‫‪ 1426‬هـ ‪ 2005 -‬م‪.‬‬
‫القاموس المحيط للفيروزآبادي تحقيق‪ :‬مكتب تحقيق التراث في‬ ‫(‪)61‬‬
‫العرقسوسي ط‪ :‬مؤسسة الرسالة للطباعة‬
‫ُ‬ ‫مؤسسة الرسالة بإشراف‪ :‬محمد نعيم‬
‫والنشر والتوزيع‪ ،‬بيروت – لبنان‪ .‬الثامنة‪ 1426 ،‬هـ ‪2005 -‬م‬
‫القضاء والقدر للبيهقي المحقق‪ :‬محمد بن عبد هللا آل عامر ط‪:‬‬ ‫(‪)62‬‬
‫مكتبة العبيكان ‪ -‬الرياض ‪ /‬السعودية األولى‪1421 ،‬هـ ‪2000 -‬م‪.‬‬
‫الكامل في ضعفاء الرجال البن عدي تحقيق‪ :‬عادل أحمد عبد‬ ‫(‪)63‬‬
‫الموجود‪-‬علي محمد معوض شارك في تحقيقه‪ :‬عبد الفتاح أبو سنة ط‪ :‬الكتب‬
‫العلمية ‪ -‬بيروت‪-‬لبنان الطبعة‪ :‬األولى‪1418 ،‬هـ‪1997‬م‪.‬‬
‫كشف المشكل من حديث الصحيحين البن الجوزي المحقق‪ :‬علي‬ ‫(‪)64‬‬
‫حسين البواب ط‪ :‬دار الوطن – الرياض‪.‬‬
‫الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري للكرماني ط‪ :‬دار إحياء‬ ‫(‪)65‬‬
‫التراث العربي‪ ،‬بيروت‪-‬لبنان األولى‪1356 :‬هـ ‪1937 -‬م‪.‬‬
‫لسان العرب البن منظور المحقق ‪ :‬عبد هللا علي الكبير ‪ +‬محمد‬ ‫(‪)66‬‬
‫أحمد حسب هللا ‪ +‬هاشم محمد الشاذلي ط‪ :‬دار المعارف القاهرة‪.‬‬
‫المتواري على أبواب البخاري ألبي العباس اإلسكندراني المحقق‪:‬‬ ‫(‪)67‬‬
‫صالح الدين مقبول أحمد ط‪ :‬مكتبة المعال – الكويت‪.‬‬
‫مجمع الزوائد ومنبع الفوائد‪ ،‬للحافظ لعلى بن أبى بكر الهيثمى‪ ،‬دار‬ ‫(‪)68‬‬
‫الكتاب العربى‪ ،‬بيروت‪ ،‬الطبعة الثالثة‪1402 ،‬هـ‪1982-‬م‪.‬‬
‫مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد واياك نستعين البن القيم‬ ‫(‪)69‬‬
‫المحقق‪ :‬محمد المعتصم باهلل البغدادي ط‪ :‬دار الكتاب العربي – بيروت‬
‫الثالثة‪ 1416 ،‬هـ ‪1996 -‬م‪.‬‬

‫(‪)63‬‬
‫مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح لمال علي القاري ط‪ :‬دار الفكر‪،‬‬ ‫(‪)70‬‬
‫بيروت – لبنان األولى‪1422 ،‬هـ ‪2002 -‬م‪.‬‬
‫المستخرج على صحيح مسلم ألبي نعيم المحقق‪ :‬محمد حسن محمد‬ ‫(‪)71‬‬
‫حسن إسماعيل الشافعي ط‪ :‬دار الكتب العلمية ‪ -‬بيروت – لبنان األولى‪،‬‬
‫‪1417‬هـ ‪1996 -‬م‪.‬‬
‫المستدرك على الصحيحين – ألبي عبد هللا محمد بن عبد هللا الحاكم‬ ‫(‪)72‬‬
‫النيسابورى – المتوفي ‪405‬هـ ‪ -‬ط‪/‬دار الكتب العلمية – بيروت – األولى –‬
‫‪1411‬هـ ‪1990 -‬م – تحقيق‪ /‬مصطفى عبد القادر عطا‪.‬‬
‫مسند أبي داود الطيالسي المحقق‪ :‬الدكتور محمد بن عبدالمحسن‬ ‫(‪)73‬‬
‫التركي ط‪ :‬دار هجر – مصر األولى‪ 1419 ،‬هـ ‪ 1999 -‬م‪.‬‬
‫مسند أبي عوانة المحقق‪ :‬أيمن بن عارف الدمشقي ط‪ :‬دار المعرفة‬ ‫(‪)74‬‬
‫– بيروت األولى‪ 1998 ،‬م‪.‬‬
‫مسند أبي يعلى ط‪ :‬دار المأمون للتراث – دمشق األولى‪– 1404 ،‬‬ ‫(‪)75‬‬
‫‪ 1984‬تحقيق‪ :‬حسين سليم أسد‪.‬‬
‫مسند أحمد المحقق‪ :‬شعيب األرنؤوط ‪ -‬عادل مرشد‪ ،‬وآخرون‬ ‫(‪)76‬‬
‫إشراف‪ :‬د عبد هللا بن عبد المحسن التركي ط‪ :‬مؤسسة الرسالة الطبعة‪ :‬األولى‪،‬‬
‫‪ 1421‬هـ ‪ 2001 -‬م‪.‬‬
‫مسند البزار ط‪ :‬مكتبة العلوم والحكم ‪ -‬المدينة المنورة الطبعة‪:‬‬ ‫(‪)77‬‬
‫األولى‪.‬‬
‫المسند المستخرج على صحيح مسلم ألبي نعيم المحقق‪ :‬محمد حسن‬ ‫(‪)78‬‬
‫محمد حسن إسماعيل الشافعي ط‪ :‬دار الكتب العلمية ‪ -‬بيروت – لبنان‬
‫األولى‪1417 ،‬هـ ‪1996 -‬م‪.‬‬
‫مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه للبوصيري المحقق‪ :‬محمد‬ ‫(‪)79‬‬
‫المنتقى الكشناوي ط‪ :‬دار العربية – بيروت الثانية‪ 1403 ،‬هـ‪.‬‬
‫مصنف ابن أبي شيبة وهو (المصنف فى الحديث واآلثار) ‪ -‬ألبي‬ ‫(‪)80‬‬
‫بكر عبد هللا بن محمد بن أبي شيبة الكوفي ‪ -‬المتوفى ‪235‬هـ ‪ -‬ط‪ /‬مكتبة‬
‫الرشد الرياض األولى ‪1409 -‬هـ ‪ -‬تحقيق ‪ /‬كمال يوسف الحوت‪.‬‬

‫(‪)64‬‬
‫مصنف عبد الرزاق الصنعاني المحقق‪ :‬حبيب الرحمن األعظمي ط‪:‬‬ ‫(‪)81‬‬
‫المجلس العلمي‪ -‬الهند‪ -‬المكتب اإلسالمي – بيروت الثانية‪1403 ،‬‬
‫المعجم األوسط المعجم األوسط ألبي القاسم الطبراني ط‪ :‬دار‬ ‫(‪)82‬‬
‫الحرمين – القاهرة‪ -‬المحقق‪ :‬طارق بن عوض هللا بن محمد ‪ ،‬عبد المحسن‬
‫بن إبراهيم الحسيني‪.‬‬
‫المعجم الكبير للطبراني ط‪(،2‬تحقيق‪:‬حمدي بن عبد المجيد)‪ ،‬مكتبة‬ ‫(‪)83‬‬
‫العلوم والحكم‪ ،‬الموصل‪1404،‬هـ‪1983-‬م‪.‬‬
‫معجم اللغة العربية المعاصرة د أحمد مختار عبد الحميد عمر‬ ‫(‪)84‬‬
‫(المتوفى‪1424 :‬هـ) بمساعدة فريق عمل ط‪ :‬عالم الكتب األولى‪ 1429 ،‬هـ‬
‫‪ 2008 -‬م‪.‬‬
‫معجم المصطلحات واأللفاظ الفقهية د محمود عبد الرحمن عبد‬ ‫(‪)85‬‬
‫المنعم‪ ،‬ط‪ :‬دار الفضيلة‪.‬‬
‫المعجم الوسيط لمجمع اللغة العربية بالقاهرة (إبراهيم مصطفى ‪ /‬أحمد‬ ‫(‪)86‬‬
‫الزيات ‪ /‬حامد عبد القادر ‪ /‬محمد النجار) ط‪ :‬دار الدعوة‪.‬‬
‫المغني مع الشرح الكبير البن قدامة دار الكتاب العربي للنشر‬ ‫(‪)87‬‬
‫والتوزيع‪.‬‬
‫منهاج السنة النبوية في نقض كالم الشيعة القدرية البن تيمية‬ ‫(‪)88‬‬
‫المحقق‪ :‬محمد رشاد سالم ط‪ :‬جامعة اإلمام محمد بن سعود اإلسالمية األولى‪،‬‬
‫‪ 1406‬هـ ‪ 1986 -‬م‬
‫المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج للنووى ط‪ /‬دار إحياء التراث‬ ‫(‪)89‬‬
‫بيروت الثانية ‪1392‬هـ ‪.‬‬
‫الرعيني المالكي ط‪:‬‬
‫مواهب الجليل في شرح مختصر خليل للحطاب ُّ‬ ‫(‪)90‬‬
‫دار الفكر الثالثة‪1412 ،‬هـ ‪1992 -‬م‪.‬‬
‫الموسوعة الفقهية الكويتية صادر عن‪ :‬و ازرة األوقاف والشئون‬ ‫(‪)91‬‬
‫اإلسالمية – الكويت‪.‬‬
‫موطأ مالك المحقق‪ :‬محمد مصطفى األعظمي ط‪ :‬مؤسسة زايد بن‬ ‫(‪)92‬‬
‫سلطان آل نهيان لألعمال الخيرية واإلنسانية ‪ -‬أبو ظبي – اإلمارات األولى‪،‬‬

‫(‪)65‬‬
‫‪ 1425‬هـ ‪ 2004 -‬م‬
‫نهاية المحتاج إلى شرح المنهاج لشمس الدين الرملي ط‪ :‬دار الفكر‪،‬‬ ‫(‪)93‬‬
‫بيروت ‪1404‬هـ‪1984/‬م‪.‬‬
‫نيل األوطار للشوكاني تحقيق‪ :‬عصام الدين الصبابطي ط‪ :‬دار‬ ‫(‪)94‬‬
‫الحديث‪ ،‬مصر األولى‪1413 ،‬هـ ‪1993 -‬م‪.‬‬

‫(‪)66‬‬

You might also like