Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 109

‫وزارة التعليـ ـ ـم العـ ـ ـال ـ ـ ـ ـ ـ ـي والبح ـ ـ ـ ـث العلمـ ـ ـ ـي‬

‫جامعة العربي التبسي –تبسة‪ -‬الجزائر‪-‬‬


‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬
‫قس ــم الحق ـ ـ ــوق‬

‫مذكرة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة الماستر‬


‫تخصص‪ :‬قانون إداري‬
‫بعنوان‪:‬‬

‫ضمانات مبدأ الشفافية في تنظيم الصفقات‬


‫العمومية في ظل التشريع الجزائري‬

‫إشراف األتستاة ‪:‬‬ ‫إعداد الطالبتان‪:‬‬


‫د‪ .‬نويوة نوال‬ ‫‪ ‬جالب فايزة‬
‫‪ ‬معمري مليكة‬

‫لجنة المناقشة‬
‫الصفة في البحث‬ ‫الرتبة العلمية‬ ‫االسم واللقب‬
‫رئيسا‬ ‫البروفيسور‬ ‫عمار بوضياف‬
‫مشرفا ومقررا‬ ‫أستاذ محاضر –ب ‪-‬‬ ‫د‪ .‬نويوة نوال‬
‫ممتحنا‬ ‫أستاذ مساعد –ب ‪-‬‬ ‫معيفي كمال‬

‫السنة الجامعية‪0201-0202 :‬‬


‫وزارة التعليـ ـ ـم العـ ـ ـال ـ ـ ـ ـ ـ ـي والبح ـ ـ ـ ـث العلمـ ـ ـ ـي‬
‫جامعة العربي التبسي –تبسة‪ -‬الجزائر‪-‬‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬
‫قس ــم الحق ـ ـ ــوق‬

‫مذكرة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة الماستر‬


‫تخصص‪ :‬قانون إداري‬
‫بعنوان‪:‬‬

‫ضمانات مبدأ الشفافية في تنظيم الصفقات‬


‫العمومية في ظل التشريع الجزائري‬

‫إشراف األتستاة ‪:‬‬ ‫إعداد الطالبتان‪:‬‬


‫د‪ .‬نويوة نوال‬ ‫‪ ‬جالب فايزة‬
‫‪ ‬معمري مليكة‬

‫لجنة المناقشة‬
‫الصفة في البحث‬ ‫الرتبة العلمية‬ ‫االسم واللقب‬
‫رئيسا‬ ‫البروفيسور‬ ‫عمار بوضياف‬
‫مشرفا ومقررا‬ ‫أستاذ محاضر –ب‪-‬‬ ‫د‪ .‬نويوة نوال‬
‫ممتحنا‬ ‫أستاذ محاضر – ب‪-‬‬ ‫معيفي كمال‬

‫السنة الجامعية‪0201-0202 :‬‬


‫اللهم ارزقني حبك وحب من‬
‫أحبك‬
‫اللهم علمني ما ينفعني‬
‫وانفعني بما علمتني وزدني‬
‫علما‬
‫رب أوزعني أن أشكر نعمتك‬
‫التي أنعمت علي‬
‫وعلى والدي وأن أعمل صالحا‬
‫ترضاه‬
‫وأدخلني برحمتك في عبادك‬
‫الصالحين‬
‫رب اغفر لي ما ال يعلمون‬
‫وال تؤاخذني بما يقولون‬
‫واجعلني خيرا مما يضنون‬
‫المكتبة الجامعية المركزية‬
‫معلومات حول األطروحة أو المذكرة‬
‫االسم‪ :0‬معمري‬ ‫االسم‪ :1‬فايزة‬
‫اللقب‪ :0‬مليكة‬ ‫اللقب‪ :1‬جالب‬
‫الكلية‪ :‬الحقوق والعلوم السياسية‬
‫القسم‪ :‬احلقوق‬
‫التخصص‪ :‬قانون إداري‬
‫المستوى‪ :‬ماسرت ‪2‬‬
‫عنوان المذكرة‪ :‬ضمانات مبدأ الشفافية يف تنظيم الصفقات‬
‫العمومية‬
‫يف ظل التشريع اجلزائري‬

‫المؤطر‪ :‬د‪ .‬نويوة نوال‬


‫‪/‬‬ ‫الكلمات المفتاحية‪:‬‬
‫تاريخ المناقشة لألطروحة (اليوم والشهر والسنة)‪2628/60/81 :‬‬
‫السنة الجامعية‪2628-2626 :‬‬
‫الملخص كامال بجميع اللغات المتوفرة‪:‬‬
‫باللغة العربية‪:‬‬
‫تحظى الشفافية اليوم بـأهمية عالمية ووطنية تعنى بها المنظمات العالمية والمنظمات الوطنية‪،‬‬

‫حيث أن الشفافية تعمل على تقليل الغموض وتساهم في القضاء على الفساد‪ ،‬ولقد حرص المشرع‬

‫الجزائري في المراسيم والدساتير على تثبيت مبدأ الشفافية ضمن المبادئ العامة لتنظيم الصفقات‬

‫العمومية‪ ،‬ولقد ظهرت نية المؤسس في تبني مبدأ الشفافية خاصة في الدستور الجديد ‪ 0202‬في الفصل‬

‫الرابع‪ ،‬حيث أحدث السلطة العليا للشفافية وتناولتها في المادة ‪ 022‬والمادة ‪.022‬‬
‫فالهدف األساسي الذي تهدف إليه عملية إبرام الصفقات العمومية هو تجسيد األهداف المسطرة‬

‫ ذلك من خالل التسيير الحسن لألموال العامة وتفضيل المصلحة‬،‫مسبقا من قبل الدولة على أرض الواقع‬

.‫العامة على المصلحة الخاصة‬

:‫باللغة األجنبية‬
La transparence est aujourd’hui d’importance mondiale et nationale pour
les organisations mondiales et nationales, car la transparence réduit l’ambiguïté
et contribue à l’éradication de la corruption, et le législateur algérien dans les
décrets et constitutions a tenu à établir le principe de transparence dans les
principes généraux de la réglementation des transactions publiques, et l’intention
du fondateur d’adopter le principe de transparence a émergé, en particulier dans
la nouvelle constitution 2020 au chapitre IV, où il a créé la plus haute autorité en
matière de transparence et l’a abordé à l’article 204 et à l’article 205.

L’objectif principal du processus de transaction publique est de refléter


les objectifs préétablis par l’État sur le terrain, par la bonne gestion des fonds
publics et la préférence accordée à l’intérêt public par rapport à l’intérêt privé.
‫الكلية ال تتحمل أي‬
‫مسؤولية على ما يرد في‬
‫هذه المذكرة‬
‫من آراء‬
‫شكر وعرفان‬
‫لكل من أعانني بالدعاء‬
‫أوجه تقديري واحترامي إلى كل أساتذة ودكاترة كلية الحقوق‬
‫والعلوم السياسية لجامعة العربي التبسي‬

‫أتقدم بالشكر الجزيل إلى الدكتورة نـ ـ ــويـ ـ ــوة ن ـ ـ ــوال التي قبلت‬
‫اإلشراف على هذا العمل بصدر رحب‪.‬‬
‫وكما أتقدم بالشكر إلى اللجنة الموقرة التي عانت طي صفحات‬
‫هاته المذكرة من أجل الوصول بنصائحها لي إلى بر األمان‬
‫والتحصيل العلمي‪ .‬خاصة الدكتور عمار بوضياف الذي يشرفنا أن‬
‫يترأس اللجنة وكنا جد فخورين ألن أستاذنا الفـاضل كان على‬
‫رأس اللجنة وهذا شرف وفخر لنا‪.‬‬
‫وكذلك ال ولن أنسى كل األساتذة األعزاء على صبرهم وتحملهم‬
‫عناء تقديم درجات العلم‪.‬‬
‫والذين لم يبخلوا علينا إلى آخر لحظة من مشوارنا الدراسي‪.‬‬
‫إلى روح شهداء الثورة الجزائرية‬
‫قائمة املختصرات‬

‫الجريدة الرسمية الجزائرية‬ ‫ج‪ .‬ر‪ .‬ج‬

‫صفحة‬ ‫ص‬

‫دون طبعة‬ ‫د‪ .‬ط‬


‫مقدمة‬
‫مقدمة‬

‫كث ــر الح ــديث ف ــي الوق ــت الحاض ــر ف ــي المجتمع ــات المختلف ــة سـ ـواء ال ــدول المتقدم ــة أو‬

‫الدول النامية عما يسمى بالشفافية‪ ،‬وذلك بسبب تـأثير ثـورة اصتصـاصت والمعلومـات وانتشـارها‬

‫علــى كافــة المســتويات خاصــة الصــفقات العموميــة‪ ،‬وكــذا اصســتعمال الحســن للمــال العــام وقــد‬

‫نص المرسوم الرئاسي المتعلق بالصفقات العمومية على وجوب مراعاة مبادئ حريـة الوصـول‬

‫للطلبــات العموميــة والمســاواة فــي معاملــة المرشــحين وشــفافية ا ج ـراءات‪ ،‬يــر أنــه إذا كانــت‬

‫الصــفقات العموميــة مجــال إنفــاق للمــال العــام فهــي بــذلك مــن بــين المجــاصت الخصــبة هــدار‬

‫أيضــا‪ ،‬حيــث أن المبــادئ فــي الواقــع تصــدم بجملــة مــن الســلوكيات الغيــر القانونيــة والتــي تحــدد‬

‫مـن فعاليتهـا وقيمتهـا القانونيـة‪ .‬وبالتــالي تـؤثر ســلبا علـى التنميــة واصسـتثمار خاصــة فـي مجــال‬

‫الصفات العمومية‪.‬‬

‫إن أهميــة الصــفقات تكمــن بصــورة واضــحة بــالنظر لصــلتها الوثيقــة بالخزينــة العموميــة‪.‬‬

‫وهذا لكونها تصب على مصاريف ا دارات العمومية أي على عملية ا نفاق العـام‪ ،‬لـذا وجـب‬

‫إخضــاعها لمبــدأ الشــفافية كمــا ينبغــي إخضــاعها طــار رقابــة محــددة ومتنوعــة بهــدف ترشــيد‬

‫النفقات العمومية والحد من ممارسات إهدار األموال العامة دون فائدة‪.‬‬

‫أهمية الموضوع‪:‬‬

‫إن أهميــة تجســيد مبــدأ الشــفافية فــي إج ـ ارءات وابـرام الصــفقة العموميــة مــن خاللــه يمكــن‬

‫ل ــردارة اسـ ـتعادة ثق ــة المتع ــاملين معه ــا م ــن خ ــالل ع ــدم التخص ــيص والتفض ــيل والتميي ــز ب ــين‬

‫المتع ــاملين وك ــذا ف ــت المج ــال لك ــل الـ ـ ار بين ف ــي الترشـ ـ للتعاق ــد م ــع ومع ــاملتهم عل ــى ق ــدم‬

‫المساواة‪.‬‬

‫أتسباب اختيار الموضوع‪:‬‬

‫إن اختيار موضوع البحث له أسباب ذاتية وأخرى موضوعية وهي كالتالي‪:‬‬

‫‪-1-‬‬
‫مقدمة‬

‫األتسببباب الةاتيببة‪ :‬إن هــذا الموضــوع يــدخل فــي التخصــص با ضــافة إلــى الر بــة فــي‬

‫دراسته خاصة في استحداث الهيئة العليا للشفافية في دستور‪.0202‬‬

‫األتسبببباب الموضبببوعية‪ :‬أهميــة وجديــة الموضــوع خاصــة بعــد أن كثــرت ظ ـاهرة الفســاد‬

‫ونظـ ار للتحــوصت التــي عرفهــا النظــام المــالي فــي كــل دولــة بمــا فيهــا الج ازئــر‪ ،‬لــذلك أصــب مبــدأ‬

‫الش ــفافية ف ــي الص ــفقات العمومي ــة م ــن أه ــم الض ــمانات‪ .‬فك ــان ص ب ــد م ــن تفعي ــل ع ــدة م ارس ــيم‬

‫وقـ ـوانين للحف ــاظ عل ــى المـ ـال الع ــام والممتلك ــات العام ــة خاص ــة ف ــي الدس ــتور الجدي ــد ‪،0202‬‬

‫وسـبب ســوء التســيير للمــال العـام وانتشـار ظــاهرة الفســاد التـي مســت جــل المؤسســات العموميــة‬

‫والمحلية‪ ،‬ر م تعدد أشكال الرقابة في الجزائر واستحداث أيضا الهيئة العليـا للشـفافية وامكانيـة‬

‫التدخل الواسعة المتاحة لها في كل ما يتعلق بتسيير المال العام‪.‬‬

‫إشكالية البحث‪:‬‬

‫مــن خ ــالل م ــا تق ــدم نه ــدف إل ــى ا لمــام وا حاط ــة أكث ــر بمختل ــف الجوان ــب الت ــي تم ــس‬

‫الموضوع‪ ،‬وذلك با جابة على ا شكالية التالية‪:‬‬

‫إلببأ أم مببدق ولببر المشببرع الي ارببرم لببق إرتسببا تطبيببر ضببمافا مبببدأ الشب الية لببق‬

‫الص قا العمومية؟‬

‫المفهج المتبع‪:‬‬

‫اعتمدنا المـنه الوصـفي لـدى عرضـنا للنصـوص القانونيـة المنظمـة لمبـدأ الشـفافية علـى‬

‫صـ ــفقات العموميـ ــة والمـ ــنه التحليلـ ــي لتحليـ ــل النصـ ــوص الجديـ ــدة واسـ ــتقراء م ارمـ ــي المشـ ــرع‬

‫الجزائري‪.‬‬

‫‪-2-‬‬
‫مقدمة‬

‫أهداف الدراتسة‪:‬‬

‫يهدف هذا البحث إلـى التعـرف علـى كيفيـة حمايـة مبـدأ الشـفافية للصـفقات العموميـة فـي‬

‫الج ازئــر ومــدى فعاليتهــا فــي تطــوير وتســيير المــال العــام وحمايتــه والحــرص علــى عــدم مخالفــة‬

‫القوانين والتنظيمات المعمول بها‪.‬‬

‫الدراتسا التسابقة‪:‬‬

‫أمــام نقــص الم ارجــع ذات الصــلة بموضــوع الد ارســة كــان ص بــد مــن تــدارك هــذا الــنقص‬

‫ومواكبــة للمســتجدات خاصــة فــي دســتور ‪ 0202‬واســتحداث الهيئــة العليــا للشــفافية التــي تنتظــر‬

‫لحد اآلن القانون العضوي لها‪ ،‬واصعتماد على الدراسات األكاديمية المتخصصة التـي تناولـت‬

‫الموضــوع والتــي أفادتنــا كثي ـ ار فــي توجيــه بحثنــا هــذا نحــو ايتــه المقصــودة وأهدافــه المنشــودة‬

‫نذكر منها‪:‬‬

‫الدراتسة األولأ‪ :‬فايزة عمايدية‪" ،‬مبدأ الشفافية في تنظيم الصفقات العمومية"‪.‬‬

‫الدراتسة الثافية‪ :‬مبروك حليمة‪ :‬مكافحة الفساد ا داري في التشريع الجزائري‪ .‬أطروحـة‬

‫دكتو ار ‪.0202-0202 .‬‬

‫الصعوبا ‪:‬‬

‫إن العــائق األول الــذي يصــادف الباح ـث فــي هــذا الموضــوع هــو نقــص الم ارجــع خاصــة‬

‫المتعلقة بالهيئة العليا للشفافية المستجدة في الدستور الجديد ‪ 0202‬في فصله الرابع‪.‬‬

‫الدراسات المتخصصة في موضوع مبدأ الشـفافية علـى الصـفقات العموميـة ص تـزال قليلـة‬

‫جداً‪ .‬وقلة المراجع الخاصة بمجال الصفقات‪.‬‬

‫‪-3-‬‬
‫مقدمة‬

‫الخطة‪:‬‬

‫ســعيا بنــا ا حاطــة بجميــع جوانــب وأساســيات البحــث ولرجابــة علــى ا شــكالية فقــد قمنــا‬

‫بتقسيم البحث كما يلي‪:‬‬

‫تم تقسيم البحث وفقا لعنوانه وا شكالية المطروحة إلى فصلين‪:‬‬

‫الفصل األول يدرس ا طـار النظـري لمبـدأ الشـفافية‪ .‬ويهـدف إلـى محاولـة ضـبط تعريـف‬

‫مبــدأ الشــفافية وأهميتهــا مــن خــالل د ارســة األســاس القــانوني لمبــدأ الشــفافية فــي ظــل التش ـريع‬

‫الج ازئــري وهــذا يتطلــب الشــروط األساســية لتجســيد مبــدأ الشــفافية‪ .‬وتطرقنــا إلــى آليــات تك ـريس‬

‫ضمان مبدأ الشفافية في الفصل الثاني‪.‬‬

‫بسم اهلل نبدأ وعلى اهلل نتوكل‪.‬‬

‫‪-4-‬‬
‫الفصل األول‪:‬‬
‫اإلطار النظري‬
‫ملبدأ الشفافية‬
‫اإلطــار النظــري ملبــدأ الشفـافيــة‬ ‫الفصل األول‬

‫يعتبــر مبــدأ الشــفافية مؤش ـ اًر هام ـاً فــي تســيير مختلــف أوجــه نشــاطات واألجه ـزة الرســمية‬

‫الذي من شأنه أن يؤسس نظام معلوماتيـاً واضـحاً قوامـه العلنيـة وهـذا األمـر يولـد عالقـة متينـة‬

‫بـ ــين الم ـ ـواطن وا دارة أساسـ ــها الن ازهـ ــة والصـ ــدق فـ ــي المعاملـ ــة‪ ،‬حيـ ــث يضـ ــع مبـ ــدأ الشـ ــفافية‬

‫الصفقات العمومية في ميـزان القـانون لتقسـيم مـدى تجسـيدها ألحكامـه وقواعـد وتكـريس جميـع‬

‫الض ــمانات ف ــي تنظ ــيم الص ــفقات العمومي ــة‪ ،‬كم ــا تنش ــر الق ــيم الفاض ــلة ف ــي المجتم ــع ا داري‬

‫لمكافحــة الفســاد بكــل أشــكاله والــى جانــب ذلــك كلــه يحــرك مبــدأ الشــفافية قنـوات الرقابــة بجميــع‬

‫أنواعها فهو الذي يمكن المواطن من معرفـة القـ اررات المتخـذة ورصـد أخطـاء ا دارة بمـا يوسـع‬

‫ف ــي النهاي ــة م ــن مج ــال الرقاب ــة الش ــعبية عل ــى أعم ــال ا دارة وتص ــرفاتها‪ ،‬ل ــذا لرحاط ــة أكث ــر‬

‫بالموضوع سنتطرق إلى ما يلي‪:‬‬

‫‪-6-‬‬
‫اإلطــار النظــري ملبــدأ الشفـافيــة‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث األول‪ :‬ماهية مبدأ الش الية‬

‫الشــفافية ظــاهرة تشـير إلــى تقاســم المعلومــات والتصــرف بطريقــة مكشــوفة فهــي تتــي لمــن‬

‫لهم مصلحة في شأن مـا أن يجمعـوا معلومـات حـول هـذا الشـأن‪ ،‬قـد يكـون لهـا دور حاسـم فـي‬

‫الكشــف عــن المســاوئ فــي حمايــة مصــالحهم وتمتلــك األنظمــة ذات الشــفافية إجـراءات واضــحة‬

‫كيفية منع القرار على الصعيد العام كما تمتلك قنوات اتصال مفتوحة بـين أصـحاب المصـلحة‬

‫والمس ـؤولين‪ .1‬ل ـذا فهــي نافــذة ا تصــال بــين الم ـواطنين والســلطة ولرحاطــة أكثــر بالموضــوع‬

‫قسمنا هذا المبحث إلى ما يلي‪ :‬المطلب األول‪ :‬تعريف مبدأ الشفافية وأهميتها‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬األساس القانوني لمبدأ الشفافية في ظل التشريع الجزائري‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬الشروط األساسية لتجسيد مبدأ الشفافية‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف مبدأ الش الية وأهميتها‬

‫تعتبر الشفافية من المفـاهيم الحديثـة والمتطـورة التـي يتوجـب علـى الـدول الواعيـة ضـرورة‬

‫األخــذ بهــا لمــا لهــا مــن أهميــة فــي إحــداث التنميــة الناجحــة والوصــول إلــى بنــاء تنظيمــي ســليم‬

‫قــادر علــى مواجهــة التحــديات الجديــدة والتغيـرات المحيطــة‪ ،‬لــذا فــي هــذا المطلــب ســنقوم بتقـديم‬

‫تعريف لشفافية لغةً واصطالحا‪.‬‬

‫ال رع األ ول‪ :‬تعريف الش الية لغة واصطالحا‪:‬‬

‫أوال‪ :‬لغة‪ :2‬أشارت اللغة العربية فـي المعجـم الوسـيط ولسـان العـرب إلـى مصـطل شـفافاً‬
‫ـوب شــف بفــت الشــين وكســرها أي رقيقـاً ويشــف بالكســر شــفيفاً أي رقـاً حتــى‬
‫يشــفف وشــفافا وثـ ف‬

‫‪ -1‬د‪ .‬سعيد علي الراشدي‪ :‬ا دارة بالشفافية‪ ،‬دار كنوز المعرفة للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة ‪ ،0222 ،0‬ص ‪ – 01‬ص ‪.00‬‬
‫‪ -2‬سعايدية حورية‪ ،‬حوكمة ا دارة المحلية في الجزائر وتطبيقاتها في قانون البلدية‪ ،‬المشاركة الشفافية‪ ،‬مذكرة ماجستير –‬
‫تخصص تنظيم إداري‪ ،-‬جامعة تبسة‪ ،0202/0202 ،‬ص ‪.022‬‬
‫‪-7-‬‬
‫اإلطــار النظــري ملبــدأ الشفـافيــة‬ ‫الفصل األول‬

‫يرى ما تحته وهو الذي يستشف ما وراء إن أبصرته‪ ،‬وفي اللغة ا نجليزيـة "‪"Transparency‬‬

‫كلمة تعني الشفافية أي يكون شيء شفافاً أي شفافاً صريحاً جلياً واضحاً‪.‬‬

‫وهــي التــي تعنــي فــي قــاموس "مــاكالن"‪ :‬الطريقــة النزيهــة فــي عمــل األشــياء التــي تمكــن‬

‫الناس من معرفة ما تقوم به بالضبط‪1‬أي ما ص يمنع الرؤية وما ص يحجـب أو يسـتر‪ ،‬أو يمكـن‬

‫الرؤيا من خالله مثل الزجـاج‪ ،‬وبـذلك يشـترك المعنـى اللفظـي العربـي مـع المعنـى األجنبـي فـي‬

‫أن الشفافية هي الشيء الذي يمكن النظر من خالله بسهولة ولفض التعتيم والتمويه‪.‬‬

‫ثافيا‪ :‬اصطالحا‪ :‬عرفت الشفافية كما يلي‪:‬‬

‫منظمة الشـفافية الدوليـة‪ ":‬بأنهـا التـزام ا دارة باشـراك المـواطنين فـي إدارة الشـؤون العامـة‬

‫التي تمارسها ا دارة لصال ولحسـاب المـواطنين مـع اصلتـزام باتخـاذ كافـة ا جـراءات والتـدابير‬

‫التــي تــزود الم ـواطنين بالبيانــات والمعلومــات الصــادقة عــن كافــة خطتهــا وأنشــطتها وأعمالهــا‬

‫ومشروعاتها مداوصتها واعالن األسس الواقعية والقانونية الدافعة لهـا وتوضـي طـرق واجـراءات‬

‫مســاءلة ا دارة عــن أوجــه القصــور أو المخالفــة واق ـرار حــق العــام بــا طالع والوصــول يــر‬

‫المكلف للمعلومات والوثائق ا دارية كأصل عام لذلك تعرف الشـفافية علـى أنهـا "آليـة الكشـف‬

‫وا عالن من جانب الدولة عن أنشطتها كافةً في التخطيط والتنفيذ" وعرفه بينيس أيضا‪:‬‬

‫‪When we speak of transparency and crating a culture of candor we are‬‬


‫‪really organization and its Nan stakeholders including the public for many‬‬
‫‪institution the flow of organization is akin a central nervous system:‬‬

‫‪The organizations effectiveness depends on it an organizations capacity to‬‬


‫‪compete solve problems immolate meet challengers. Works the where‬‬

‫‪ -1‬فارس بن علوش بن بادي السبعي‪ ،‬دور الشفافية والمساءلة في الحد من الفساد ا داري في القطاعات الحكومية‪،‬‬
‫أطروحة دكتو ار تخصص الفلسفة في العلوم األمنية‪ ،‬جامعة نايف العربية للعلوم األمنية‪ ،‬السعودية‪ ،0200-0202 ،‬ص‬
‫‪.02‬‬
‫‪-8-‬‬
‫اإلطــار النظــري ملبــدأ الشفـافيــة‬ ‫الفصل األول‬

‫‪information travels globally with the click of a nose transparency is not longer‬‬
‫‪simply desirable it is becoming unavoidable.1‬‬

‫وهناك من يعرف الشفافية انطالقاً من كونها معنى نقيض الغموض والسرية علـى أنهـا "‬

‫تحريـ ـ ـر ا دارة م ـ ــن موض ـ ــها وانغالقه ـ ــا فيش ـ ــمل معناه ـ ــا وض ـ ــو وفه ـ ــم القواع ـ ــد التشـ ـ ـريعية‬

‫والتنظيمية وسهولة اصطالع على الممارسـات الفعليـة تمامـاً‪ ،‬كمـن ينظـر مـن خـالل نافـذة ذات‬

‫لو زجاجي شفافاً في اية النظافة"‪.2‬‬

‫وتعرف كذلك بأنها‪ ":‬وضو مـا تقـوم بـه المؤسسـات العامـة وكـذلك وضـو عالقاتهـا مـع‬

‫اء فــي المؤسســات الحكوميــة أو يــر‬


‫الم ـواطنين وعالنيــة ا ج ـراءات والغايــات واألهــداف س ـو ً‬
‫‪3‬‬
‫حكومية‪.‬‬

‫أم ــا تعري ــف ال ــدكتور م ــدحت محم ــد أب ــو النص ــر‪ ":4‬أن الش ــفافية تعن ــي كش ــف الحق ــائق‬

‫والنق ــاش الع ــام الح ــر حـ ــول تل ــك الحق ــائق وض ــرورة إطـ ــالع األعض ــاء والمـ ـواطنين ومختلـ ــف‬

‫الجه ــات عل ــى تفاص ــيل تل ــك الحق ــائق ومناقش ــة السياس ــات المختلف ــة بط ــرق متاح ــة للجمي ــع‪،‬‬

‫والكشــف الــذاتي ألوجــه القصــور فــي األداء أو الحكــم الــداخلي"‪ ،‬حيــث تــتلخص الشــفافية فــي‬

‫المكونات التالية‪:‬‬

‫‪ -‬الحصول على المعلومة‬

‫‪ -‬العالقة السببية بين المعلومة والموضوع المراد مراقبته‬

‫‪ -1‬فارس بن علوش‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.02‬‬


‫‪ -2‬حسين عبد الرحيم السيد‪ ،‬الشفافية في قواعد واجراءات التعاقد الحكومي في دولة قطر‪ ،‬مجلة الشريعة والقانون‪ ،‬جامعة‬
‫الشارقة‪ ،‬عدد ‪.21‬‬
‫‪ -3‬محمد علي إبراهيم الخصبة‪ ،‬الفساد المالي وا داري وسبل مكافحته‪ ،‬منشورات المنظمة العربية للتنمية ا دارية‪،0222 ،‬‬
‫ص ‪.021‬‬
‫‪ -4‬بلغيث لبني ‪ ،‬حوكمة ا دارة المحلية وتطبيقاتها في قانون الوصية الجزائري‪ ،‬المشاركة‪ ،‬الشفافية‪ ،‬المساءلة‪ ،‬مذكرة‬
‫ماجستير‪ ،‬جامعة الشيخ العربي التبسي‪ ،‬تبسة‪ ،0202-0202 ،‬ص ‪.020‬‬
‫‪-9-‬‬
‫اإلطــار النظــري ملبــدأ الشفـافيــة‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬الدقة في الحصول على المعلومة للجمهور ووسائل ا عالم المختلفة بالحصـول علـى‬

‫جميع الوثـائق المتعلقـة بعمـل الحكومـة فمـن الصـعب تخيـل وجـود حكومـة فاعلـة ومتجاوبـة مـع‬

‫شــعبها دون وجــود قطــاع إعالمــي متميــز وقــوي ويتســم بالمهنيــة واصســتقاللية ويكمـن أن جميــع‬

‫التعريفات تدعو إلى جوهر واحد متمثل في‪:1‬‬

‫جوهر الشفافية‬

‫المشاركة‬ ‫الوضوح‬ ‫اإلفصاح‬ ‫المصداقية‬

‫الشفـــــــــــافيـــــــــــــــــة‬

‫‪ -1‬بلعادي عمار‪ ،‬دور حوكمة الشركات في إرساء قواعد الشفافية وا فصا ‪ ،‬الملتقى الدولي حول الحوكمة المحاسبة‬
‫للمؤسسة –واقع ورهانات وأظرفة‪ -‬يومي ‪ 22-22‬ديسمبر ‪ ،0200‬جامعة أم البواقي‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪- 11 -‬‬
‫اإلطــار النظــري ملبــدأ الشفـافيــة‬ ‫الفصل األول‬

‫ال رع الثافق‪ :‬تميي الش الية عن المصطلحا المشابهة‬

‫أوال‪ :‬الش الية والمتسارلة‪:‬‬

‫المس ــائلة ه ــي تق ــديم التوض ــيحات الالزم ــة ألص ــحاب المص ــلحة ح ــول كيفي ــة اس ــتخدام‬

‫صـ ــالحياتهم وتص ـ ـريف واجبـ ــاتهم واألخـ ــذ باصنتقـ ــادات التـ ــي توجـ ــه إلـ ــيهم وتلبيـ ــة المتطلبـ ــات‬

‫المطلوب ــة م ــنهم وقب ــول بع ــض المس ــئولية ع ــن الفش ــل وع ــدم الكف ــاءة أو ع ــن الغ ــش وتتطل ــب‬

‫المسائلة وجودة حرية المعلومات والشفافية‪ 1‬من حيث أنها التصرف بطريقـة مكشـوفة فـي إدارة‬

‫الشؤون العامة وا فصا عن المعلومات وعالنيتها فإنها تعزز المساءلة وتدعمها‪.‬‬

‫فالشــفافية والمســاءلة مفهومــان مترابطــان يعــزز كـالً منهمــا اآلخــر فـإذا كانــت الشــفافية ص‬

‫يمكن وجود مساءلة واذا ابت المسائلة فلن تكون الشفافية‪.‬‬

‫ثافيا‪ :‬الش الية والف اهة‪:‬‬

‫الن ازهــة هــي منظومــة القــيم المتعلقــة بالصــدق واألمانــة وا خــالص فــي العمــل بــالر م مــن‬

‫التقــارب بــين مفهــوم الشــفافية والن ازهــة إص أن الثــاني يتصــل بقــيم أخالقيــة معنويــة بينمــا يتصــل‬
‫‪2‬‬
‫األول بنظم واجراءات عملية‪.‬‬

‫ال رع الثالث‪ :‬أهمية مبدأ الش الية‪:‬‬

‫تحظــى الشــفافية اليــوم بأهميــة عالميــة ووطنيــة تعنــي بهــا المنظمــات العالميــة والمنظمــات‬

‫الوطني ــة حي ــث أن الش ــفافية تعم ــل عل ــى تقلي ــل الغم ــوض وتس ــاهم ف ــي القض ــاء عل ــى الفس ــاد‬

‫و موض التشريعات وبالتالي السما للمواطن بأن يأخـذ علـى عاتقـه حريـة تفسـيرها ويجـب أن‬

‫‪ -1‬حسين عبد الرحيم السيد‪ ،‬الشفافية في قواعد واجراءات التعاقد الحكومي في دولة قطر‪ ،‬مجلة الشريعة والقانون‪ ،‬جامعة‬
‫الشارقة‪ ،‬عدد ‪ ،0221-21‬ص ‪.22‬‬
‫‪ -2‬محمد خالد المهني‪ ،‬آليات حماية المال العام والحد من الفساد ا داري‪ ،‬الملتقى العربي الثالث‪ ،‬منشورات المنظمة‬
‫العربية للتنمية ا دارية‪ ،‬المملكة العربية‪ ،0222 ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪- 11 -‬‬
‫اإلطــار النظــري ملبــدأ الشفـافيــة‬ ‫الفصل األول‬

‫تكون الشفافية موجودةف وذلك لدرء خطر الشخصـنة فـي التعامـل واسـاءة اسـتخدام التشـريعات‪،1‬‬

‫وتظهر أهمية الشفافية من خالل عملها على تمكـين المعنيـين بـالق اررات الصـادرة والعمـل علـى‬

‫تلبيــة الحقــوق العامــة مــن خــالل مشــاركتهم فــي المعلومــة واطالعهــم علــى الخيــارات المتاحــة‬

‫وتسهيل عمليات تقييم األداء وتحقيق الديموقراطية والمساءلة والوصول إلـى مـا يعـرف بالنظـام‬
‫‪2‬‬
‫المفتو ‪.‬‬

‫وتؤكد العديد من القوانين على حق المواطن في مراقبة وفهم وتقييم الق اررات المتخذة مـن‬

‫قب ــل المس ــئولين وه ــذا المطل ــب ص يتحق ــق إص إذا كان ــت الفرص ــة للحص ــول عل ــى المعلوم ــات‬

‫الصــحيحة‪ ،‬فأهميــة مبــدأ الشــفافية فــي تنظــيم الصــفقات العموميــة ص يمكــن حصــر جوانــب ذلــك‬

‫أن هــذ األهميــة مســتمدة أساســا مــن كــون مبــدأ الشــفافية هــو أحــد مقومـات الحكــم ال ارشــد وأحــد‬
‫‪3‬‬
‫آليات مكافحة الفساد وأحد وأهم الدعائم التي تقوم عليها التنمية الشاملة والمستدامة‪.‬‬

‫لــذلك حــرص المشــرع الج ازئــري فــي مرســوم رقــم ‪ 022-02‬علــى تثبيــت مبــدأ الشــفافية‬

‫ضـمن المبــادئ العامــة لتنظــيم الصــفقات العموميــة‪ ،‬وجــاء نــص المــادة ‪ 22‬منــه بتحديــد الهــدف‬

‫األساســي مــن وضــع هــذ المبــادئ وهــو ضــمان نجاعــة الطلبــات العموميــة واصســتعمال الجيــد‬

‫لألموال العمومية‪.‬‬

‫وتوحي ــد اله ــدف م ــن ن ــص المش ــرع عل ــى المب ــادئ العام ــة للتعاق ــد ف ــي مج ــال الص ــفقات‬

‫العمومية يبرز عالقة هذ المبادئ فيما بينها وأهمية كل مبدأ باألخر‪.‬‬

‫‪ -1‬ماجي فاطمة‪ ،‬الشفافية كأداة لتسيير المالية العامة‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬تخصص تسيير المالية العامة‪ ،‬جامعة أبي بكر‬
‫بلقايد‪ ،‬تلمسان‪ ،0200-0202 ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪ -2‬فارس بن علوش‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.01‬‬
‫‪ -3‬خالف وليد‪ ،‬دور المؤسسات في ترشيد الحكم المحلي‪ ،‬رسالة ماجستير في العلوم السياسية والعالقات الدولية‪ ،‬تخصص‬
‫الديمقراطية والرشادة‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة قسنطينة‪ ،0202-0221 ،‬ص ‪.02‬‬
‫‪- 12 -‬‬
‫اإلطــار النظــري ملبــدأ الشفـافيــة‬ ‫الفصل األول‬

‫أوال‪ :‬الح اظ علأ المال العام من ال تساد ومكالحته لق قطاع الص قا العمومية‬

‫تعتبر ظاهرة الفساد مـن الظـواهر العالميـة الشـديدة اصنتشـار ذات الجـذور العميقـة تأخـذ‬

‫أبعــادا واســعة ومتداخلــة يصــعب التمييــز بينهــا لــذا نجــد لهــا عالقــة بالعديــد مــن المؤش ـرات مــن‬

‫بينها مبدأ الشفافية‪.‬‬

‫يعرف الفساد لغة‪ :‬الشـيء يفسـد بالضـم فسـاداً فهـو فاسـد والمفسـدة مـن المصـلحة‪ ،‬وفـي‬

‫اللغة ا نجليزية كلمة ‪ corruption‬مشتقة مـن المعنـى الالتينـي ‪ Ramper‬كـذا والـذي يـأتي بعـد‬

‫الكســر أي أن هنــاك مــا تــم كســر كالســلوك اصجتمــاعي أو األخالقيــات وقاعــدة معينــة ومــن ثــم‬

‫يأتي التعريف بمعنى الخروج عن األخالق والقانون‪.1‬‬

‫أمــا اصبببطالحا‪ :‬تناولــت العديــد مــن الد ارســات واألبحــاث تعريــف الفســاد منهــا‪ :‬المنظمــة‬

‫الدولية للشفافية‪ :‬عرفت فساد بأنه إساءة استخدام السلطة التي أؤتمـن عليهـا الشـخص لتحقيـق‬

‫مصال شخصية‪.2‬‬

‫فإذا كانت ظاهرة الفساد ظاهرة عالمية فالجزائر شأنها شأن يرها من الدول الناميـة‪ ،‬لـم‬

‫تفلــت بــدورها مــن هــذ المعضــلة التــي أصــبحت تمثــل خطـ اًر بــار اًز يهــدد أجهزتهــا ا داريــة‪ ،‬ممــا‬

‫يجعلهــا تتــأثر بالسياســة الدوليــة فــي مكافحــة الفســاد التــي تعتبــر الشــفافية الســبيل األنجـ لــذلك‬

‫وهو ما تم تكريسـه فـي الدسـتور الجديـد ‪ 0202‬فـي عـدة جوانـب لمكافحـة الفسـاد خاصـةً الـذي‬

‫طغى على الحكومة‪.‬‬

‫‪ -1‬عبد الحليم بن مشري‪" ،‬الفساد ا داري "مدخل مفاهيمي"‪ ،‬مجلة اصجتهاد القضائي‪ ،0222 ،‬عدد ‪ ،22‬جامعة بسكرة‪،‬‬
‫ص ‪.02‬‬
‫‪ -2‬جباري عبد الصمد‪" ،‬قراءة في قانون الوقاية من الفساد ومكافحته"‪ ،‬مجلة الفكر البرلماني‪ ،0222 ،‬عدد ‪ ،22‬الجزائر‪،‬‬
‫ص ‪.12‬‬
‫‪- 13 -‬‬
‫اإلطــار النظــري ملبــدأ الشفـافيــة‬ ‫الفصل األول‬

‫وص يختلف إثنان فـي أن ظـاهرة الفسـاد وممارسـتها تـتم فـي الخفـاء وتحـاط بالسـرية وبـذلك‬

‫فكلمــا ابــت الشــفافية بالتأكيــد ســتغيب معهــا المســاءلة والن ازهــة فــي ممارســة األجه ـزة ا داريــة‬

‫النزهـة‬
‫العامة وكالهما أهم آليات القضاء على الفسـاد بكـل أشـكاله‪ ،‬بـل أن كـل مـن الشـفافية و ا‬

‫والمساءلة هي أهم اصستراتيجيات التي تتبناها التنظيمات ا دارية لمعالجة ظاهرة الفساد‪.1‬‬

‫فالشــفافية تكشــف التالعــب والتواطــؤ وهــي آليــة مــن آليــات التحقــق مــن أن عمليــة إب ـرام‬

‫الصفقات العمومية واختيار المتعاقد قد تم في جـو مـن الن ازهـة ووفقـا للقواعـد والمعـايير المعلـن‬

‫عنه ــا ويمك ــن اعتباره ــا آلي ــة فعال ــة ف ــي مكافح ــة الفس ــاد الم ــالي وا داري فالرش ــوة و يره ــا م ــن‬

‫مظــاهر الفس ــاد المتفشــية ف ــي قطاعــات الص ــفقات العمومي ــة ص تــتم أم ــام األعــين وانم ــا خل ــف‬

‫الستار وفي سرية أين تغيب الشفافية‪.‬‬

‫ثافيا‪ :‬مبدأ الش الية بدعم المبادئ العامة األخرق لتفظيم الص قا العمومية‪:‬‬

‫لق ــد ج ــاءت الم ــادة م ــن المرس ــوم ‪2022-02‬حي ــث ح ــددت مب ــادئ الص ــفقات العمومي ــة‬

‫وألحــت علــى مراعاتهـا بــدء مــن حريــة الوصــول إلــى الطلبــات العموميــة المعــروف بمبــدأ الحريــة‬

‫المنافسة ومبدأ المساواة في معاملة المترشحين ومبدأ شفافية ا جراءات شـأنه شـأن التشـريعات‬

‫الســابقة المنظم ـة للصــفقات العموميــة التــي حرصــت علــى تطبيــق المبــادئ العامــة فــي تنظــيم‬

‫الصفقات‪.3‬‬

‫‪ -1‬فايزة ع مايدية‪ ،‬مبدأ الشفافية في تنظيم الصفقات العمومية‪ ،‬رسالة ماجستير في القانون العام‪ ،‬تخصص قانون ا دارة‬
‫العامة‪ ،‬كلية العلوم السياسية‪ ،‬قسم الحقوق‪ ،0202-0200 ،‬ص ‪.00‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 22‬من المرسوم الرئاسي ‪ 022/02‬المؤرخ في ‪ 02‬سبتمبر ‪ ،0202‬يتضمن تنظيم الصفقات العمومية‬
‫وتفويضات المرفق العام ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪.22‬‬
‫‪ -3‬قدو حمامة‪ ،‬عملية إبرام الصفقات في الجزائر‪ ،‬ط‪ ،0‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،0222 ،‬ص ‪.000‬‬
‫‪- 14 -‬‬
‫اإلطــار النظــري ملبــدأ الشفـافيــة‬ ‫الفصل األول‬

‫فالصــفقات العموميــة إذا مــا تــم إبرامهــا بطريقــة المناقصــة العامــة فهــي تقــوم أساســا علــى‬

‫المنافسة الحرة والمساواة بين المنافسين لتحقيق الغايتين تقرر كقاعدة عامة مبـدأ ا عـالن عـن‬

‫المناقصة‪.‬‬

‫المطلب الثافق‪ :‬األتساس القافوفق لمبدأ الش الية‪:‬‬

‫مستمد من تشريعات مختلفـة علـى المسـتوى الـدولي‬


‫ف‬ ‫بما أن مبدأ الشفافية أساسه القانوني‬

‫وعلى المستوى الوطني‪.‬‬

‫وتعتبــر الشــفافية عامــل اســتقرار قــوي بالنســبة للدولــة حيــث يرســم مفــاهيم التقــدم السياســي‬

‫وا داري والق ـ ــانوني وتعتب ـ ــر الش ـ ــفافية ضـ ـ ـرورة أملته ـ ــا سياس ـ ــة العولم ـ ــة الت ـ ــي اجتاح ـ ــت ك ـ ــل‬

‫المجتمعـ ــات فـ ــي كـ ــل جوانـ ــب حياتهـ ــا‪ ،‬والمنادي ـ ـة بتعزيـ ــز الشـ ــفافية لمكافحـ ــة الفسـ ــاد بأشـ ــكاله‬

‫المتعددة‪ ،‬صسيما في القطاع العـام‪ ،‬وبـذلك مـن الطبيعـي الوقـوف عـن مختلـف هـذ التشـريعات‬

‫التي تأثر بها المشرع الجزائري في تأسيسه لمبدأ الشفافية في إبرام الصفقات العمومية‪.1‬‬

‫وهناك أسـس قانونيـة لمبـدأ الشـفافية فـي إبـرام الصـفقات العموميـة تقـوم علـى شـروط صبـد‬

‫من توافرها وسنوض ذلك على المستوى الدولي وعلى المستوى الوطني‪.‬‬

‫ال رع األول‪ :‬األتساس القافوفق لمبدأ الش الية علأ المتستوق الدولق‪:‬‬

‫إن األس ــاس القـ ــانوني لمبـ ــدأ الش ــفافية فـ ــي تنظـ ــيم الصـ ــفقات العمومي ــة نجـ ــد فـ ــي نـ ــص‬

‫المادة‪ 212‬من اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد التي تعد مـن أهـم ا تفاقيـات الدوليـة التـي‬

‫ظهــرت لمكافحــة الفســاد‪ ،‬وقــد طرحــت للتوقيــع فــي ديســمبر ‪ 0222‬ودخلــت حيــز التنفيــذ فــي‬

‫‪ -1‬عمايدية فايزة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 21‬من اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد‪.‬‬
‫‪- 11 -‬‬
‫اإلطــار النظــري ملبــدأ الشفـافيــة‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ ،0222/00/02‬وص ــادقت علي ــه الج ازئ ــر بواس ــطة المرسـ ـوم الرئاس ــي الم ــؤرخ ف ــي ‪01‬أفري ــل‬

‫‪ ،0222‬حيث جاء نص المادة كما يلي‪:‬‬

‫‪« /1‬تقوم كل دولة طـرف‪ ،‬وفـق للمبـادئ األساسـية لنظامهـا القـانوني بـالخطوات الالزمـة‬
‫نشاء نظم اشتراك مناسبة تقـوم علـى الشـفافية والتنـافس وعلـى معـايير الموضـوعية فـي اتخـاذ‬
‫الق اررات‪ ،‬تتسم ضمن جملة أمور بفاعليتها في منع الفساد‪ ،‬وتتناول هـذ الـنظم التـي يجـوز أن‬
‫تراعي في تطبيقها قيم جدية مناسبة‪ ،‬أمو ار منها‪:‬‬

‫أ‪ -‬توزيـ ــع المعلومـ ــات المتعلقـ ــة بـ ــإجراءات وعقـ ــود اصشـ ــتراء‪ ،‬بمـ ــا فـ ــي ذلـ ــك المعلومـ ــات‬

‫المتعلقــة بالــدعوات إلــى المشــاركة فــي المناقصــات‪ ،‬والمعلومــات ذات الصــلة أو الوثيقــة الصــلة‬
‫بإرسـ ــاء العقـ ــود‪ ،‬توزيع ـ ـاً عام ـ ـاً‪ ،‬ممـ ــا يتـ ــي لمقـ ــدمي العـ ــروض المحتملـ ــين وقت ـ ـاً كافي ـ ـاً عـ ــداد‬
‫عروضهم وتقديمها‪.‬‬
‫ب‪ -‬القيــام مســبقاً بــإقرار ونشــر شــروط المشــاركة‪ ،‬بمــا فــي ذلــك معــايير اصختيــار وارســاء‬

‫العقود وقواعد المناقصة‪.‬‬


‫‪ -‬اس ــتخدام مع ــايير موض ــوعية ومق ــررة مس ــبقاً صتخ ــاذ القـ ـ ار ارت المتعلق ــة بالمش ــتريات‬
‫العمومية‪ ،‬تسيير التحقق صحقاً من صحة تطبيق القواعد وا جراءات‪.‬‬
‫ث‪ -‬إقامة نظام فعـال للمراجعـة الداخليـة‪ ،‬بمـا فـي ذلـك نظـام فعـال للطعـن ضـماناً لوجـود‬
‫ســبل قانونيــة للــتظلم واصنتصــاف فــي حــال عــدم اتبــاع القواعــد أو ا جـراءات الموضــوعة عمــال‬

‫بهذ الفقرة‪.1‬‬
‫ج‪ -‬اتخــاذ الت ــدابير عنــد اصقتض ــاء‪ ،‬لتنظ ــيم األمــور المتعلق ــة بالعــاملين المس ــؤولين ع ــن‬
‫المش ــتريات مث ــل ا ع ــالن ع ــن أي مص ــلحة ف ــي مش ــتريات عمومي ــة معين ــة واجـ ـراءات الف ــرز‬
‫واصحتياجات التدريبية‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 21‬من اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد‪.‬‬


‫‪- 16 -‬‬
‫اإلطــار النظــري ملبــدأ الشفـافيــة‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ /2‬تتخذ كل دولة طرف وفقاً للمبادئ األساسية لنظامهـا القـانوني تـدابير مناسـبة لتعزيـز‬
‫الشفافية والمساءلة في إدارة األموال العمومية وتشمل هذ التدابير ما يلي‪:‬‬

‫أ‪ -‬إجراءات اعتماد الوطنية‪.‬‬

‫ب‪ -‬ا بالغ عن ا يرادات والنفقات في حينها‪.‬‬


‫‪ -‬نظاماً يتضمن معايير للمحاسبة ومراجعة الحسابات وما يتصل بذلك من رقابة‪.‬‬
‫وكفؤ لتدبر المخاطر وللمراقبة الداخلية‪.‬‬
‫ث‪ -‬نظاماً فعاصً ف‬
‫ج‪ -‬اتخاذ تـدابير تصـحيحية عنـد اصقتضـاء فـي حـال عـدم اصمتثـال لالشـت ارطات المقـررة‬
‫في هذ الفقرة‪.‬‬

‫‪ /3‬ثالث ــة تتخ ــذ ك ــل دولـ ـة ط ــرف م ــا ق ــد يل ــزم م ــن ت ــدابير مدني ــة واداري ــة وفقـ ـاً للمب ــادئ‬
‫األساسية لقانونها الـداخلي للمحافظـة علـى سـالمة دفـاتر المحاسـبة أو السـجالت أو الماليـة أو‬
‫المستندات األخرى ذات الصلة بالنفقات وا يرادات العمومية ولمنع تزوير تلك المستندات»‪.1‬‬

‫إن هذ المادة ‪ 21‬من إتفاقية األمـم المتحـدة لمكافحـة الفسـاد جـاءت بجملـة مـن األحكـام‬
‫والمبــادئ التــي تتعلــق بالتعاقــد فــي مجــال الصــفقات العموميــة قصــد ضــبطه علــى نحــو يكــرس‬
‫شفافية ا جراءات في إبـرام الصـفقات العموميـة با ضـافة إلـى المسـاواة بـين العارضـين وحريـة‬
‫الوصــول للطلبــات العموميــة‪ ،‬ووضــع معــايير موضــوعية وواضــحة صختيــار المتعامــل المتعاقــد‬
‫‪2‬‬
‫بما يحقق حمايةً للمال العام ويعزز سياسة مكافحة الفساد ص سيما في القطاع العام للدول‪.‬‬

‫وذلــك باعتبــار إن إصــال مؤسس ـات الدولــة لكــي تصــب أكثــر مســاءلة وشــفافية وقــد تــم‬

‫تــدعيم المــادة ‪ 21‬الســابقة بموجــب نــص المــادة ‪ 02‬مــن نفــس ا تفاقيــة‪ ،‬حيــث وردت بنصــها‬
‫علـى اعتمـاد تـدابير تعزيـز الشـفافية فـي ا يـرادات فـي ا دارة العموميـة بمـا فـي ذلـك مـا يتعلــق‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 21‬من اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد‬


‫‪ -2‬عمايدية فايزة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.20‬‬
‫‪- 17 -‬‬
‫اإلطــار النظــري ملبــدأ الشفـافيــة‬ ‫الفصل األول‬

‫بكيفيــة تنظيمهــا وعملهــا وعمليــات اتخــاذ الق ـ اررات فيهــا‪ ،‬وذلــك مــن خــالل اعتمــاد إج ـراءات أو‬
‫لوائ تمكن عامة الناس من الحصول على معلومات عن كيفية تنظيم إدارتها العمومية‪.‬‬

‫وبــذلك يتض ـ دور إتفاقيــة األمــم المتحــدة لمكافحــة الفســاد فــي ســن الق ـوانين التــي تكــاف‬
‫الفســاد ومراقبــة تطبيقهــا مــن خــالل تفعيــل دور المؤسســات الرقابيــة وأنظمــة العقوبــات الجزائيــة‪،‬‬
‫إذ تنطلق هذ اصتفاقية من ثالث مراحل هي الوقاية‪ ،‬العقاب‪ ،‬المعالجة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مرحلة الوقاية‪:‬‬

‫تهــدف إلــى الحــد مــن مخــاطر الفســاد قبــل وقوعــه باحتوائهــا علــى مجموعــة مــن القواعــد‬
‫القانونية الممكن تطبيق من قبل الدول األطراف وفقاً للمبادئ األساسية في نظامها القانوني‪.‬‬

‫ثافيا‪ :‬مرحلة العقاب‪:‬‬

‫تتمث ــل ف ــي أن ــه ف ــي ح ــال وق ــوع الجـ ـرائم الفس ــاد تتض ــمن اصتفاقي ــة ع ــدة مـ ـواد لمعاقب ــة‬
‫المجرمين وتجرم األفعال ا جرامية في القطاعين العام والخاص‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬مرحلة المعالية‪:‬‬

‫تتضمن معالجة آثار جرائم الفساد عن طريق إعادة األموال المسروقة والموجـودات التـي‬
‫‪1‬‬
‫تمت عبر جرائم الفساد كالرشوة مثال‪.‬‬

‫كم ــا أن أهمي ــة الش ــفافية لف ــت س ــوق عالمي ــة للمش ــتريات الحكومي ــة جعل ــت لجن ــة ق ــانون‬

‫التجــارة الــدولي التابعــة لألمــم المتحــدة ص تغفــل عــن إعطــاء الشــفافية فــي المشــتريات الحكوميــة‬

‫اهتمامـاً مناســباً فأصـدرت بتــاريخ ‪ 21‬ديســمبر‪ 0112‬قانونـاً نموذجيـاً للمشـتريات الحكوميــة هــو‬

‫ترل فــي مجــال الســلع والمقــاوصت والخــدمات وكــان الهــدف مــن هــذا القــانون حــث‬
‫قــانون اليونسـ ا‬

‫‪ -1‬عمايدية فايزة‪ ،‬المذكرة السابقة‪ ،‬ص ‪.20‬‬


‫‪- 18 -‬‬
‫اإلطــار النظــري ملبــدأ الشفـافيــة‬ ‫الفصل األول‬

‫الــدول علــى إعــادة النظــر فــي تشـريعاتها المنظمــة للمشــتريات والتــي يشــوبها الــنقص والغمــوض‬

‫وعدم الوضو وتفتقر إلى الشفافية‪.1‬‬

‫كمــا نصــت اتفاقيــة اصتحــاد ا فريقــي لمنــع الفســاد ومحاربتــه التــي اعتمادهــا رؤســاء دول‬

‫وحكوم ــات ا تح ــاد ا فريق ــي ف ــي ‪ 00‬جويلي ــة ‪ 0222‬ف ــي الم ــادة الثاني ــة والثالث ــة عل ــى مب ــدأ‬

‫الشــفافية كــأهم آليــات مكافحــة الفســاد وضــرورياته فــي إدارة الشــئون العامــة والتــي مــن ضــمنها‬

‫تنظيم الصفقات العمومية كما يلي‪:‬‬

‫المادة ‪ :20‬تتمثل أهداف هذ اصتفاقية فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬تشــجيع وتعزيــز الــدول واألط ـراف باســتثناء بأنشــاء األليــات الالزمــة فــي إفريقيــا لمنــع‬

‫الفساد وضبطه والمعاقبة والقضاء عليه في القارة‪.‬‬

‫‪ -‬التنميــة اصجتماعيــة واصقتصــادية ع ــن طريــق إ ازلــة العقب ــات التــي تحــول دون التمت ــع‬

‫بالحقوق اصقتصادية واصجتماعية والثقافية وكذلك الحقوق المدنية والسياسية‪.‬‬

‫‪ -‬توفير الظروف المناسبة لتعزيز شفافية والمساءلة في إطار الشؤون العامة‪.‬‬

‫الم ــادة ‪« :22‬المب ــادئ» تتعه ــد الـ ــدول األطـ ـراف ف ــي هـ ــذ اصتفاقي ــة ب ــاصلتزام بالمبـ ــادئ‬

‫التالية‪:‬‬

‫‪ -‬احتـرام المبــادئ والمؤسســات الديموقراطيــة والمشــاركة الشــعبية وســيادة القــانون والحكــم‬

‫الراشد‪.‬‬

‫‪ -‬احت ـرام حقــوق ا نســان والشــعوب طبق ـاً للميثــاق ا فريقــي لحقــوق األنســان والشــعوب‬

‫والوثائق األخرى ذات الصلة بشأن حقوق ا نسان‪.‬‬

‫‪ -1‬عمايدية فايزة‪ ،‬المذكرة السابقة‪ ،‬ص ‪.22-20‬‬


‫‪- 19 -‬‬
‫اإلطــار النظــري ملبــدأ الشفـافيــة‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬الشفافية والمساءلة في إدارة الشؤون العامة وتعزيز العدالة اصجتماعية من أجل كفالة‬
‫تنمية اجتماعية واقتصادية متوازنة‪.‬‬
‫‪ -‬إدانة ورفض أعمال الفساد والجرائم ذات الصلة وا فالت من العقاب‪.1‬‬

‫وتعتبر هذ القوانين من أهم التشـريعات ذات الطـابع الـدولي التـي أسسـت لمبـدأ الشـفافية‬
‫في تنظيم الصفقات العمومية والتي تأثرت بها دول العالم على مسـتوى تشـريعاتها المحليـة بمـا‬
‫في ذلك الجزائر‪.‬‬

‫ال رع الثافق‪ :‬األتساس القافوفق لمبدأ الش الية لق ظل التشريع الي اررم‬

‫بم ــا أن الش ــفافية عام ــل اس ــتقرار ق ــوي للدول ــة إذ تعتب ــر ح ــق م ــن حق ــوق المـ ـواطن اتج ــا‬
‫الدولــة وواجــب مــن واجبــات الســلطة اتجــا الم ـواطنين مــن خــالل لالطــالع علــى ســير شــؤون‬
‫المجتمــع فــي كافــة الن ـواحي والمجــاصت لــذا أعطيــت الدســاتير والق ـوانين حمايــة قانونيــة لمبــدأ‬
‫الشفافية ومن أجل ذلك صـدرت ترسـانة مـن القـوانين والتنظيمـات المتضـمنة مبـدأ الشـفافية مـن‬
‫خالل ما يلي‪:2‬‬

‫أوال‪ :‬الدتستور كمصدر لمبدأ الش الية‪:‬‬

‫لــم يــتم التنصــيص علــى مبــدأ الشــفافية مباش ـرةً مــن الــنص الدســتوري لكــن لــم يــتم خــالل‬
‫استقراء مجموع من المواد نجد تبنى هذا المبدأ الشفافية وهو ما يظهر في‪:‬‬

‫‪ /1‬دستور ‪ :0122‬تظهر نية المؤسس الدسـتوري فـي تبنـي مبـدأ الشـفافية مـن خـالل مـا‬
‫يل ــي‪« :‬تض ــمن الجمهوريـ ـة حري ــة الص ــحافة وحري ــة وس ــائل ا ع ــالم األخ ــرى وحري ــة تأس ــيس‬
‫الجمعيات وحرية التعبير ومخاطبة الجمهور وحرية اصجتماع»‪.3‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 20‬و‪ 22‬من اتفاقية ا تحاد ا فريقي لمنع الفساد ومحاربته‪.‬‬


‫‪ -2‬بلعابدي عمار‪ " :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 01‬من دستور ‪.0122‬‬
‫‪- 21 -‬‬
‫اإلطــار النظــري ملبــدأ الشفـافيــة‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ /2‬دسـ ــتور‪ :0122‬إن هـ ــذا الدسـ ــتور جـ ــاء بضـ ــمانات أكثـ ــر فعاليـ ــة فيمـ ــا يتعلـ ــق بمبـ ــدأ‬
‫الشــفافية وهــو مــا تضــمنت الم ـواد التاليــة‪« :‬جلســات المجلــس الشــعبي الــوطني عالني ـةً وتــدون‬
‫المداوصت في محاضر تنشر طبقاً لما يقرر القانون‪.1»...‬‬

‫‪ /3‬دستور‪ :0121‬هذا الدستور تبنى مبدأ الشفافية من خالل ما يلي‪:‬‬

‫«حريـ ــات التعبيـ ــر وانشـ ــاء الجمعيـ ــات مضـ ــمونة للم ـ ـواطن» وكـ ــذلك «جلسـ ــات المجلـ ــس‬

‫الشعبي الوطني عالنيةً وتداول مداولته في محاضر تنشر‪.2»...‬‬

‫‪ /4‬دسـ ــتور‪ :0112‬يستشـ ــف مبـ ــدأ الشـ ــفافية مـ ــن خـ ــالل‪« :‬ص يحـ ــق أن ينتخـ ــب لرئاسـ ــة‬

‫الجمهورية إص أن يقدم التصري بممتلكاته العقارية والمنقولة داخل الوطن وخارجه»‪.3‬‬

‫‪ /5‬دســتور‪ :0202‬وأيضــا فــي هــذا الدســتور الجديــد تبنــى مبــدأ الشــفافية مــن خــالل مــا‬

‫يلي‪:‬‬

‫حيث تبنت الجزائر في دستور ‪ 0202‬الجديد في الفصل الرابع «السلطة العليـا للشـفافية‬

‫والوقاية من الفساد ومكافحته»‪ .‬حسب المادة ‪4022‬السلطة العليا للشفافية والوقايـة مـن الفسـاد‬

‫ومكافحته مؤسسة مستقلة‪.‬‬

‫والمادة ‪ :022‬تتولى السلطة العليا للشفافية والوقاية من الفساد ومكافحتـه علـى الخصـوم‬

‫المهام األتية‪:‬‬

‫‪ -‬وضع استراتيجية وطنية للشـفافية والوقايـة مـن الفسـاد ومكافحتـه والسـهر علـى تنفيـذها‬

‫ومتابعتها‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 022‬من دستور ‪.0122‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 002- 21‬من دستور ‪.0121‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 022‬من دستور ‪.0112‬‬
‫‪ -4‬المادة ‪ 022‬من دستور ‪.0202‬‬
‫‪- 21 -‬‬
‫اإلطــار النظــري ملبــدأ الشفـافيــة‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬جمــع ومعالجــة وتبليــم المعلومــات المرتبطــة بمجــال اختصاصــها ووضــعها فــي متنــاول‬

‫األجهزة المختصة‪.‬‬

‫‪ -‬إحظــار مجلــس المحاســبة والســلطة القضــائية المختصــة كلمــا عاينــت وجــود مخالفــات‬

‫واصدار أوامر عند اصقتضاء للمؤسسات واألجهزة المعنية‪.‬‬

‫‪ -‬المســاهمة فــي تــدعيم قــدرات المجتمــع المــدني والفــاعلين اآلخ ـرين فــي مجــال مكافحــة‬

‫الفساد‪.‬‬

‫‪ -‬متابعة وتنفيذ ونشر ثقافة الشفافية والوقاية ومكافحة الفساد‪.‬‬

‫‪ -‬إبداء الرأي حول النصوص القانونية ذات الصلة بمجال اختصاصها‪.‬‬

‫‪ -‬المشاركة في تكوين أعوان األجهزة المكلفة بالشفافية والوقاية ومكافحة الفساد‪.‬‬

‫‪ -‬المساهمة في أخالقية الحياة وتعزيز مبادئ الشفافية والحكـم ال ارشـد والوقايـة ومكافحـة‬

‫الفساد‪.‬‬

‫يحدد القانون تنظيم وتشكيل السلطة العليـا للشـفافية والوقايـة مـن الفسـاد ومكافحتـه‪ ،‬وكـذا‬

‫صالحيات أخرى»‪.1‬‬
‫ف‬

‫ثافيا‪ :‬القافون كمصدر لمبدأ الش الية‪:‬‬

‫تضمنت العديد من القوانين مبدأ الشفافية لكن سنأخذ نماذج منها وهي‪:‬‬

‫‪ /1‬قافون الوقاية من ال تساد ومكالحته‪:‬‬

‫تم التحصيص على الشفافية من خالل ما يأتي‪:‬‬

‫‪« -‬تعزيز النزاهة والمسؤولية والشفافية في تسيير القطاعين العام والخاص»‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 022‬من دستور ‪.0202‬‬


‫‪- 22 -‬‬
‫اإلطــار النظــري ملبــدأ الشفـافيــة‬ ‫الفصل األول‬

‫‪« -‬ت ارعــي فــي توظيــف مســتخدمي القطــاع العــام وفــي تســيير حيــاتهم المهنيــة القواعــد‬

‫األتية‪:‬‬

‫‪ -‬مبادئ النجاعة والشفافية والمعايير الموضوعية مثل الجدارة وا نصاف‪.»...‬‬

‫‪« -‬قصــد ضــمان الشــفافية فــي الحيــاة السياســية والشــؤون العموميــة وحمايــة الممتلكــات‬

‫العمومية وصون نزاهة األشخاص المكلفين بخدمة عمومية»‪.‬‬

‫‪ « -‬ض ــفاء الش ــفافية عل ــى كيفي ــة تس ــيير الش ــؤون العمومي ــة يتع ــين عل ــى المؤسس ــات‬

‫وا دارات والهيئات‪.1»...‬‬

‫‪ /2‬قافون البلدية‪:‬‬

‫باعتبــار البلديــة األقــرب للم ـواطن أخــذ القــانون المــنظم لهــا مبــدأ الشــفافية كنمــوذج مــن‬

‫خالل «جلسات المجلس الشعبي البلدي عالنيـةً وتكـون مفتوحـةً لمـواطني البلديـة ولكـل مـواطن‬
‫‪2‬‬
‫بموضوع المداولة»‪.‬‬

‫‪ /3‬قافون الوالية‪:‬‬

‫إض ــافة إل ــى المنظوم ــات القانوني ــة س ــالفة ال ــذكر ك ــذلك نج ــد ق ــانون الوصي ــة كأس ــاس م ــن‬

‫الشفافية وذلك مـن خـالل المـواد علـى سـبيل المثـال ص الحصـر مـا يلـي‪:‬‬
‫ّ‬ ‫لقانونية لمبدأ‬
‫ّ‬ ‫األسس ا‬

‫«يلصق جدول أعمال الدورة فور استدعاء أعضاء المجلـس الشـعبي الـوصئي عنـد مـدخل قاعـة‬

‫المداوصت وفي أماكن ا لصاق المخصصة عالم الجمهور‪.3»...‬‬

‫«تكون جلسات المجلس الشعبي الوصئي علنية‪.»...‬‬

‫‪ -1‬حسب المواد ‪ 00-22-22-20‬من قانون رقم ‪ 20/22‬المؤرخ في ‪ 0222/20/02‬يتعلق بالوقاية من الفساد‬


‫ومكافحته‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ ،‬ع ‪.02‬‬
‫‪ -2‬مادة ‪ 02‬من قانون ‪ 02/00‬المؤرخ في ‪ 00‬يونيو ‪ 0200‬المتعلق بقانون البلدية‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ ،‬ع ‪.22‬‬
‫‪ -3‬حسب المادة ‪ 02‬من قانون ‪ 22/00‬المؤرخ في ‪ 0200/20/00‬المتعلق بقانون الوصية‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ ،.‬ع ‪.00‬‬
‫‪- 23 -‬‬
‫اإلطــار النظــري ملبــدأ الشفـافيــة‬ ‫الفصل األول‬

‫«مع مراعاة أحكـام المـادة ‪ 2 0‬أدنـا يلصـق مسـتخلص مداولـة المجلـس الشـعبي الـوصئي‬
‫‪1‬‬
‫المصادق عليه بصفة نهائية بسعي من الوالي خالل ‪22‬أيام التي تلي دخولها حيز التنفيذ»‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬الفصوص التفظيمية كمصدر لمبدأ الش الية‪:‬‬

‫‪ -‬المراتسببببيم الرراتسببببية‪ :‬هن ــاك العدي ــد م ــن الم ارس ــيم الرئاس ــية الت ــي تكلم ــت عل ــى مب ــدأ‬

‫الشــفافية ونأخــذ علــى ســبيل المثــال قــانون الصــفقات العموميــة مــن خــالل مــا يلــي‪« :‬لضــمان‬

‫نجاع ــة الطلب ــات العمومي ــة واصس ــتعمال الحس ــن للم ــال للع ــام يج ــب أن ت ارع ــي ف ــي الص ــفقات‬

‫العموميــة مبــادئ حريــة الوصــول للطلبــات العموميــة والمســاواة فــي معاملــة المرشــحين وشــفافية‬

‫ا جراءات ضمن احترام أحكام هذا المرسوم»‪.‬‬

‫‪« -‬ك ــل هيئ ــة ي ــر خاض ــعة لقواع ــد المحاس ــبة العمومي ــة وألحك ــام ه ــذا المرس ــوم حري ــة‬

‫اصســتفادة مــن الطلــب والمســاواة فــي التعامــل مــع المرشــحين وشــفافية ا ج ـراءات والعمــل علــى‬
‫‪2‬‬
‫اعتمادها من طرف هيئاتها المؤهلة‪.»...‬‬

‫و يرهــا مــن المـواد التــي تكلمــت علــى مبــدأ الشــفافية بصـري العبــارة فــي قــانون الصــفقات‬

‫العمومية‪.‬‬

‫‪ -1‬حسب المواد ‪ 02-20‬من قانون ‪ 22/00‬المؤرخ في ‪ 0200/20/00‬المتعلق بقانون الوصية‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ ،‬ع ‪.00‬‬
‫‪ -2‬حسب المواد ‪ 22-00‬من المرسوم الرئاسي ‪ 022/02‬المؤرخ في ‪ 0202/21/02‬يتضمن تنظيم الصفقات العمومية‬
‫وتفويضات المرفق العام‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ ،‬ع ‪.22‬‬
‫‪- 24 -‬‬
‫اإلطــار النظــري ملبــدأ الشفـافيــة‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث الثافق‪ :‬معايير تكريس مبدا الش الية‪:‬‬

‫إن اله ــدف األساس ــي الـ ــذي ته ــدف إليـ ـه عمليـ ــة إبـ ـرام الص ــفقات العموميـ ــة ه ــو تجسـ ــيد‬
‫األهــداف المســطرة مســبقاً مــن قبــل الدولــة علــى أرض الواقــع ذلــك مــن خــالل التســيير الحســن‬

‫لألموال العامة وتفضيل المصلحة العامـة علـى المصـلحة الخاصـة‪ .‬ومـن أجـل تحديـد كـل هـذا‬
‫حدد التنظيم المؤطر للصفقات العمومية مجموعة من الضمانات والمعايير التـي علـى أساسـها‬
‫ي ــتم إبـ ـرام الص ــفقات العمومي ــة‪ ،‬وه ــذا م ــن أج ــل ض ــمان مب ــدأ الش ــفافية ف ــي تنظ ــيم الص ــفقات‬
‫العمومية‪.1‬‬

‫فالمعايير التي تحكم مجال إبرام الصفقات العمومية التي نص عليها في المـادة ‪ 22‬مـن‬

‫المرسوم الرئاسي رقم ‪ 2022-02‬والتـي تـنص علـى مـا يلـي‪« :‬يجـب أن تكـون معـايير اختيـار‬
‫المتعام ــل ووزن ك ــل منه ــا مـ ـرتبط بموض ــوع الص ــفقة ي ــر تمييزي ــة م ــذكورة إجباريـ ـا ف ــي دفتـ ـر‬
‫الش ــروط الخ ــاص بال ــدعوة للمنافس ــة‪ ،‬ويج ــب أن تس ــتند المص ــلحة المتعاق ــدة صختي ــار أحس ــن‬
‫عرض حسب المزايا اصقتصادية« ‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬إعداد دلتر الشروط‬

‫يقصد بدفتر الشـروط وثيقـة رسـمية تضـعها ا دارة المعنيـة بالصـفقة أو المشـروع بإرادتهـا‬
‫المنفــردة‪ ،‬وتحــدد بموجبهــا ســائر الشــروط المتعلقــة بقواعــد المنافســة بمختلــف جوانبهــا وشــروط‬
‫المشــاركة وكيفيــة اختيــار المتعاقــد معه ـا‪ ،3‬لــذا يعتبــر إعــداد دفتــر الشــروط بدقــة تحقيــق لمبــدأ‬
‫الشفافية ا جراءات‪.4‬‬

‫‪ -1‬إعاد حمود القشي‪ ،‬الوجيز في القانون ا داري‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،0110 ،‬ص ‪.222‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 22‬من المرسوم الرئاسي ‪ 022/02‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪ -3‬د‪ .‬عمار بوضياف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.022‬‬
‫‪ -4‬بن شعالل محفوظ‪ ،‬إجراءات إبرام الصفقات العمومية ضمانات الشفافية أم حواجز تقليدية‪ ،‬مجلة اصجتهاد للدراسات‬
‫القانونية اصقتصادية‪ ،‬العدد ‪ ،21‬معهد الحقوق‪ ،‬جامعة بجاية‪ ،0202 ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪- 21 -‬‬
‫اإلطــار النظــري ملبــدأ الشفـافيــة‬ ‫الفصل األول‬

‫فالمادة ‪ 02‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 022-02‬يتض منها أن دفتر الشروط أنواع‪:‬‬

‫‪ -‬دفاتر البنود ا دارية العامة‪.‬‬

‫‪ -‬دفاتر التعليمات التقنية المستعملة المشاركة‪.1‬‬

‫كما يجب أن يتضمن الضمانات والمعايير المعتمدة في اختيار المتعامـل المتعاقـد والتـي‬

‫تتمثل أساسا في‪:‬‬

‫‪ -‬وجــوب توضــي معــايير اختيــار المتعاقــد وقيمــة كــل معــايير فــي دفتــر الشــروط ويســتند‬

‫التقسيم على‪:‬‬

‫‪ -‬النوعية‬

‫‪ -‬آجال التنفيذ أو التسليم‪.‬‬

‫‪ -‬السعر والكلفة باصقتناء واصستعمال‪.‬‬

‫‪ -‬الطابع الجمالي والوظيفي‪.‬‬

‫‪ -‬النجاعة المتعلقة بالجانب اصجتمـاعي‪ ،‬ترقيـة ا دمـاج المهنـي لألشـخاص المحـرومين‬

‫من سوق الشغل والمعوقين والنجاعة المتعلقة بالتنمية المستدامة‪.‬‬

‫‪ -‬القيمة التقنية‪.‬‬

‫‪ -‬الخدمة بعد البيع والمساعدة التقنية‪.‬‬

‫‪ -‬شروط التمويل عند اصقتضاء‪.‬‬

‫وطبقـاً للمـادة ‪ 02‬السـابقة الـذكر فـإن دفـاتر الشـروط توضـ وتحيـين بـين الفتـرة واألخـرى‬

‫مع مراعاة المستجدات وبما يناسب كل صفقة‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 02‬من المرسوم الرئاسي ‪ 022/02‬المرجع السابق‪.‬‬


‫‪- 26 -‬‬
‫اإلطــار النظــري ملبــدأ الشفـافيــة‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -1‬يجــب أن يكــون التقســيم التقنــي مالئم ـاً لطبيعــة كــل مشــروع وأهميتــه وهــو مــا نصــت‬

‫عليه المادة ‪ 21‬من المرسوم الرئاسي‪.1‬‬

‫ونظ اًر ألهمية دفتر الشروط فإنه يجب على ا دارة إعـداد بدقـة وعليهـا اسـتغالل خبرتهـا‬

‫وتجنيد كل إطاراتها من أجل الوصول إلى أعداد دفتر الشروط وتحقيق األهداف المسـطرة فـي‬

‫إطار تحقيق المصلحة العامة والحفاظ على المال العام‪.2‬‬

‫المطلب الثافق‪ :‬اإلعالن واإلشهار‪:‬‬

‫إن وج ــود التن ــافس يقض ــي إع ــالم ا دارة المتعاق ــدة ص ــاحبة المش ــروع جمي ــع المتنافس ــين‬

‫وكــذلك الجمهــور عــن ر بتهــا فــي التعاقــد وفــت المجــال أمــامهم لتقــديم عروضــهم وتمكيــنهم مــن‬

‫المعلومات الكافية والمتعلقة بالصفقة وكذلك تمكينهم مـن حـق الطعـن‪ ،‬والمشـرع قـد خـول جهـة‬

‫ا دارة إبرام العقود باعترافه لها بالشخصية اصعتبارية ومـن جهـة أخـرى قيـدها بضـرورة م ارعـاة‬

‫المبــادئ األساســية فــي التعاقــد والمتمثلــة فــي مبــدأ العالنيــة والشــفافية وحريــة الوصــول للطلبــات‬

‫العموميــة ومبــدأ حريــة المنافســة الش ـريفة‪ ،‬وا ســتعمال الحســن للمــال العــام ومبــدأ المســاواة بــين‬
‫‪3‬‬
‫المنافسين وهو ما ركزت عليه المادة ‪ 21‬من القانون‪ 20/22‬المؤرخ ‪ 02‬فبراير‪.0222‬‬

‫وتقتضــي هــذ المبــادئ جميعهــا إعــالم المنافســين ومــنحهم أج ـاص واحــداً محــدداً ومعروف ـاً‬
‫واخض ــاعهم لقواع ــد المنافس ــة واح ــدة دون أدن ــى تميي ــز فيم ــا بي ــنهم وأن تك ــون قواع ــد إختي ــار‬
‫‪4‬‬
‫متنافس عن أخر واضحة ومحددة وأن يعتمد ا ختيار من قبل الجهة المخولة قانوناً بذلك‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 21‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 022/02‬المرجع السابق‪.‬‬


‫‪ -2‬عمايدية فايزة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.20‬‬
‫‪ -3‬المادة ‪ 22‬من القانون المؤرخ في ‪ 02‬فبراير ‪ 0222‬المتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحته‪.‬‬
‫‪ -4‬د‪ .‬عمار بوضياف‪ ،‬شر تنظيم الصفقات العمومية‪ ،‬القسم األول‪ ،‬دار جسور للنشر‪ ،0202 ،‬ص ‪.022‬‬
‫‪- 27 -‬‬
‫اإلطــار النظــري ملبــدأ الشفـافيــة‬ ‫الفصل األول‬

‫وقد نصت المادة ‪ 120‬من المرسوم الرئاسي ‪ 022-02‬على ما يلي‪:‬‬

‫«يكون اللجوء إلى ا شهار الصحفي إلزامياً في الحاصت اآلتية‪:‬‬

‫‪ -‬طلب العروض المفتو ‪.‬‬

‫‪ -‬طلب العروض المفتو مع اشتراط قدرات دنيا‪.‬‬

‫‪ -‬طلب العروض المحدود‪.‬‬

‫‪ -‬المسابقة‪.‬‬

‫‪ -‬التراضي بعد اصستشارة عند اصقتضاء‪.‬‬

‫مــن الــنص يتبـين لنــا أن المشــرع فــرض اللجــوء لالســتثمار بنشــر إعــالن طلــب العــروض‬

‫بأشــكاله المختلفــة‪ ،‬وهــذا حتــى فرصــة المنافســة أمــام جميــع العارضــين ويحســب مبــدأ عالنيــة‬

‫وشــفافية الصــفقة‪ ،‬وكــذلك مبــدأ المســاواة بــين المتنافســين وهــذ المبــادئ التــي تــم تكريســها فــي‬

‫المنظومــة القانونيــة الجزائريــة‪ .‬فــا عالن علــى هــذ النحــو إجــراء شــكلي جــوهري تلــزم ا دارة‬

‫بمراعاته في كل أشكال طلب العروض المفتو وطلب العروض المشروط بقدرات دنيا وطلـب‬
‫‪2‬‬
‫العروض المحدود‪.‬‬

‫ويقصـ ــد بـ ــا عالن إيصـ ــال العلـ ــم إلـ ــى جميـ ــع ال ـ ـ ار بين بالتعاقـ ــد وابال هـ ــم عـ ــن كيفيـ ــة‬

‫الحصول على شروط التعاقد ونوعية المواصفات المطلوبة ومكـان وزمـان إجـراء أي شـكل مـن‬

‫أشكال الصفقة‪.3‬‬

‫‪ -1‬المرسوم الرئاسي ‪ ،022/02‬المرجع السابق‪ ،‬المادة ‪.20‬‬


‫‪ -2‬د‪ .‬عمار بوضياف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.022‬‬
‫‪ -3‬د‪ .‬محمد الصغير‪ :‬العقود ا دارية‪ ،‬دار العلوم للنشر والتوزيع‪ ،‬عنابة‪ ،0222 ،‬ص‪.22‬‬
‫‪- 28 -‬‬
‫اإلطــار النظــري ملبــدأ الشفـافيــة‬ ‫الفصل األول‬

‫وهذا ا عالن ضروري حتى يكون هناك مجال حقيقي للمنافسة بين ال ار بين في التعاقـد‬

‫مع ا دارة ألن بعض ال ار بين في التعاقد ص يعلمون بوجود الصفقة ومن الناحيـة األخـرى فـإن‬

‫يحول بين ا دارة وبين طائفة معينة من المواطنين بحجة أنهم وحدهم الذين تقدموا للصفقة‪.‬‬

‫وي ــتم نش ــر الص ــفقة العمومي ــة إجباري ــا م ــن النشـ ـرة الرس ــمية لص ــفقات المتعام ــل المتعاق ــد‬

‫واعــالن عنهــا حيــث أضــاف المشــرع الج ازئــري وســيلة أخــرى تســم بــالخطو إلــى األمــام فــي‬

‫مجال شفافية إبـرام الصـفقة العموميـة وهـي وسـيلة ا عـالن بالطريقـة ا لكترونيـة وهـو مـا نـص‬

‫علي ــه ف ــي مرس ــوم رئاس ــي رق ــم ‪ 022-02‬ف ــي الفص ــل الس ــادس المعن ــون «اصتص ــال وتب ــادل‬

‫المعلومات بالطريقة ا لكترونية»‪ .‬وأعلنت المادة ‪ 022‬من المرسوم الرئاسـي ‪ 022-02‬علـى‬

‫ما يلي‪:‬‬

‫تؤس ــس بواب ــة إلكتروني ــة للص ــفقات العمومي ــة فاص ــلةف تس ــير م ــن ط ــرف ال ــو ازرة المكلف ــة‬

‫بالماليــة المكلفــة بتكنولوجيــات ا عــالم واصتصــال كــل فيمــا يخصــه‪ ،‬ويحــدد فــي هــذا المجــال‪،‬‬

‫قـ ـرار مش ــترك ب ــين ال ــوزير المكل ــف بالمالي ــة وال ــوزير المكل ــف بتكنولوجي ــا ا ع ــالم واصتص ــال‬

‫صالحيات كل دائرة و ازرية‪.»1‬‬

‫حيـ ــث أنهـ ــا أشـ ــارت بوضـ ــو أن تسـ ــير البوابـ ــة منوط ـ ـاً بـ ــو ازرة الماليـ ــة والـ ــو ازرة المكلفـ ــة‬

‫بتكنولوجي ــا ا ع ــالم واصتص ــال وه ــذا أم ــر طبيع ــي فتنس ــيق ب ــين ال ــو ازرات ف ــي المج ــال الواح ــد‬

‫مطلـ ــوب‪ ،‬فـ ــال يمكـ ــن واألمـ ــر يتعلـ ــق ببوابـ ــة إلكترونيـ ــة اصسـ ــتغناء عـ ــن خـ ــدمات إدارة البريـ ــد‬

‫وتكنولوجي ــا ا ع ــالم واصتص ــال‪ .‬وأعلن ــت و ازرة المالي ــة بموج ــب قـ ـرار ص ــدر ع ــن ال ــوزير ع ــن‬

‫محتـ ــوى البوابـ ــة ا لكترونيـ ــة للصـ ــفقات العموميـ ــة وكيفيـ ــة تيسـ ــيرها وكيفيـ ــة تبـ ــادل المعلومـ ــات‬

‫بالطريقة ا لكترونية‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 022‬من المرسوم الرئاسي ‪ ،022/02‬المرجع السابق‪.‬‬


‫‪- 29 -‬‬
‫اإلطــار النظــري ملبــدأ الشفـافيــة‬ ‫الفصل األول‬

‫وتجسـ ــيد هـ ــذا المشـ ــروع ا لكترونـ ــي الضـ ــخم ميـ ــدانيا وفـ ــي أرض الواقـ ــع سـ ــيعزز مبـ ــدأ‬

‫الشـ ــفافية‪ .‬فكـ ــل صـ ــغيرة وكبي ـ ـرة متعلقـ ــة بالصـ ــفقات العموميـ ــة مـ ــن حيـ ــث ا دارات المتعاقـ ــدة‬

‫والمتع ــاملين اصقتص ــاديين وطني ــين أو أجان ــب مبني ــة ف ــي البواب ــة‪ ،‬كم ــا أن مختل ــف الص ــفقات‬

‫بأنواعهــا تحــد أساســا فــي البوابــة‪ ،‬إلــى جانــب عــدة خــدمات البوابــة مــن الناحيــة المعلوماتيــة فــي‬

‫مجــال الصــفقات‪ ،‬واألجوبــة التــي تقــدم والبيانــات المختلفــة التــي تضــعها بــين يــدي مســتعمليها‪،‬‬

‫فهــذا الق ـرار يمكــن وصــفه أنــه مــن أهــم الق ـ اررات الصــادرة عــن وزيــر الماليــة الــذي يــدعم مبــدأ‬
‫‪1‬‬
‫الشفافية فـي المعـامالت ويسـاير التطـور التكنولـوجي نحـو حوكمـة أفضـل للصـفقات العموميـة‬

‫في إطار الشفافية‪.‬‬

‫فا عالن ضروري حتى يكون هناك مجال حقيقي للمنافسة بين ال ار بين فـي التعاقـد مـع‬

‫ا دارة ومــن ناحيــة أخــرى ف ـإن ا عــالن يحــول بــين ا دارة وبــين قصــر عقودهــا علــى طائفــة‬

‫معينة من المواطنين بحجة أنهم وحدهم تقدموا للمنافسة‪.2‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬مبدأ المفالتسة والمتساوا لق معاملة المترشحين‬

‫ال رع األول‪ :‬مبدأ المفالتسة‬

‫إن اله ــدف م ــن مب ــدأ المنافس ــة ه ــو ف ــت المج ــال لك ــل م ــن ت ــوفر في ــه ش ــروط بـ ـأن يتق ــدم‬

‫بعرضه لردارة من أجل المشاركة في الصفقة وذلك وفق الشروط التي تضعها ا دارة‪.3‬‬

‫‪ -1‬د‪ .‬عمار بوضياف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.002-002‬‬


‫‪ -2‬سليمان محمد الطماوي‪ ،‬األسس العامة للعقود ا دارية –دراسة مقارنة‪ ،-‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬القاهرة‪ ،0222 ،‬ص‬
‫‪.022‬‬
‫‪ -3‬مازن راضي ليلو‪ ،‬العقود ا دارية في القانون الليبي والمقارن‪ ،‬دار المطبوعات الجامعية‪ ،‬القاهرة‪ ،0220 ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪- 31 -‬‬
‫اإلطــار النظــري ملبــدأ الشفـافيــة‬ ‫الفصل األول‬

‫أوال‪ :‬تعريف المفالتسة‬

‫‪ -‬لغة‪ :‬تعني الر بة في الشيء واصنفراد به أو المغالبة على الشـيء ونفسـته فـي الشـيء‬

‫ونفــس مــن الشــيء منافس ـةً أي ر بــت في ـه‪ ،‬وتنــافس فيــه أي ر ب ـوا وفــي قولــه تعــالى‪« :‬ختامــه‬

‫مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون»‪ 1‬أي فلير ب ال ار بون إلى طاعة اهلل‪.‬‬

‫‪ -‬اصطالحا‪ :‬في القـاموس القـانوني فقـد تـم تعريـف المنافسـة علـى أنهـا «عمليـة التنـافس‬

‫اصقتصــادي أو العــرض المقــدم مــن طــرف عــدة مؤسســات مختلفــة ومتزاحمــة لســلع والخــدمات‬

‫محاولةً بذلك إشباع حاجيات متشابهة‪ ،‬مع وجود خطـوط متقاربـة وعكسـية لـدى هـذ المؤسسـة‬
‫‪2‬‬
‫لكسب أو خسارة امتيازات الزبائن»‪.‬‬

‫وحريــة المنافســة فــي الصــفقات العموميــة تعنــي إعطــاء الحــق لكــل المقــاولين أو المــوردين‬

‫المنتمين للمهنة التي تختص بنـوع النشـاط التـي تريـد ا دارة التعاقـد عليـه أن يقـدموا عطـاءاتهم‬

‫بقصد التعاقد مع أحـدهم وفـق الشـروط المحـددة مسـبقا‪ ،‬وص يجـوز لـردارة إقصـاء أيـا مـنهم مـن‬

‫المنافسة‪.‬‬

‫واعتم ــاد المنافس ــة الحـ ـرة م ــن ش ــأنه أن ي ــوفر حماي ــة فعال ــة للم ــال الع ــام‪ ،‬حي ــث يس ــم‬

‫باصســتعمال العقالنــي للمـوارد العموميــة ويســاهم فــي القضــاء علــى مظــاهر الفســاد والمحســوبية‬

‫في ا دارة العامة‪.‬‬

‫ولقــد ت ــم تكـ ـريس مب ــدأ حري ــة المنافس ــة بص ــفة ض ــمنية ف ــي مختل ــف تنظيم ــات الص ــفقات‬

‫العمومية‪.‬‬

‫‪ -1‬القرآن الكريم اآلية ‪ 02‬من سورة المطففين‪.‬‬


‫‪ -2‬تيورسي محمد‪ ،‬الضوابط القانونية للحرية التنافسية في الجزائر‪ ،‬د‪ .‬ط‪ ،‬دار هومة للطباعة والنشر والتوزيع‪،0202 ،‬‬
‫ص ‪.20‬‬
‫‪- 31 -‬‬
‫اإلطــار النظــري ملبــدأ الشفـافيــة‬ ‫الفصل األول‬

‫وجاء التكريس الفعلي والتأكيد عليها بموجب المادة ‪ 22‬مـن المرسـوم الرئاسـي رقـم ‪-02‬‬

‫‪ 022‬المتضمن تنظيم الصـفقات العموميـة تـم بموجـب المـادة ‪ 22‬مـن المرسـوم الرئاسـي ‪-02‬‬

‫‪ 022‬وت ــم تكـ ـريس مب ــدأ المنافس ــة ف ــي دس ــتور‪ 0112‬المع ــدل والم ــتمم والت ــي نص ــت عليـ ـه أن‬

‫«حريـ ــة اصسـ ــتثمار والتجـ ــارة معتـ ــرف بهـ ــا وتمـ ــارس فإطـ ــار القـ ــانون‪ ،‬يمنـ ــع القـ ــانون اصحتكـ ــار‬

‫والمنافسة ير النزيهة»‪ .1‬وبهذا يكون الدستور قـد أضـفى حمايـة خاصـة لمبـدأ حريـة المنافسـة‬

‫ولقد حرص المشرع الجزائري على تجسيد مبدأ حرية المنافسة فـي مختلـف تنظيمـات العموميـة‬

‫بموجب المرسوم الرئاسي ‪ 022-02‬فـي مادتـه الخامسـة المتضـمن تنظـيم الصـفقات العموميـة‬

‫وتفويضات‪ .‬المرفق العام‪.‬‬

‫ثافيا‪ :‬القيود الوارد علأ مبدأ الش الية‬

‫ص يأخـ ــذ تطبيـ ــق مبـ ــدأ المنافسـ ــة علـ ــى إطالقـ ــه‪ ،‬ففـ ــي بعـ ــض الحـ ــاصت نجـ ــد المصـ ــلحة‬

‫المتعاقدة ضرورة عدم احترامه دون أن يعتبر ذلك إخالص إما تطبيقـاً لـنص قـانوني أو ألسـباب‬

‫عملية‪ ،‬فقـد تحـدد المصـلحة المتعاقـدة بعـض الشـروط ممـا يحصـر مجـال المنافسـة علـى فئـات‬

‫محددة وكذلك كثرة ا جراءات ولدت ف ار ات ودفعت بالمشاركين للبحث عن طرق التوائية‪.2‬‬

‫‪ /1‬المفع من المشاركة لق ص قة عمومية تطبيقا لفص قافوفق‪:‬‬

‫يمنع من عقد الصفقة العمومية كل شخص معنوي ارتكب إحدى المخالفـات المنصـوص‬

‫عليهــا فــي مرســوم رئاســي رقــم ‪ 022-02‬بإقصــاء المتعــاملين اصقتصــاديين مــن المشــاركة فــي‬

‫الص ــفقات العمومي ــة إم ــا مؤقتـ ـاً أو نهائيـ ـاً‪ ،‬والمن ــع يمت ــد إل ــى المعتم ــدين األجان ــب ف ــي إط ــار‬

‫الصــفقات العموميــة الــذين يتعــين علــيهم اصســتثمار فــي ميــدان النشــاط نفســه فــي إطــار ش ـراكة‬

‫‪ -1‬دستور ‪.0112‬‬
‫‪ -2‬بن شعالل محفوظ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪- 32 -‬‬
‫اإلطــار النظــري ملبــدأ الشفـافيــة‬ ‫الفصل األول‬

‫خاضــعة للقــانون الج ازئــري يحــوز أ لبيــة رأس مالهــا جزائريــون مقيمــون‪ ،‬وكــل إخــالل بالشــرط‬

‫يترتب جزاءات المحددة قانونـاً مـن بينهـا تسـجيل المؤسسـة األجنبيـة التـي أخلـت بالتزاماتهـا فـي‬

‫قائمة المؤسسات الممنوعة من التعهد‪.‬‬

‫‪ /2‬المفع من المشاركة لشروط ت رضها المصلحة المتعاقد ‪:‬‬

‫من حق المصلحة المتعاقدة فرض شـروط خاصـة بالصـفقات خاصـةً إذا مـا تعلـق األمـر‬

‫بالقــدرة الماليــة والفنيــة‪ ،‬فلهــا اســتبعاد األف ـراد الــذي يثبــت عــدم قــدرتهم الماليــة أو الفنيــة ألداء‬

‫األعمــال المطروحــة فــي الصــفقة وهــذا مــا يفســر وجــوب تقــديم شــهادة التخصــص للمهنيــين مــن‬

‫قبل المؤسسات التي تر ب في إنجاز الصفقات العمومية في ميدان البناء واألشغال والري‪.1‬‬

‫ال رع الثافق‪ :‬أوال مبدأ المتساوا‬

‫أوال‪ :‬تعري ه‪:‬‬

‫يقضي مبدأ المساواة في مجـال الصـفقات العموميـة بـأن كـل مـن يملـك الحـق قانونـاً فـي‬

‫اصشتراك فـي تقـديم اقت ارحـه فيمـا يخـص الصـفقة المعلـن عنهـا أن يتقـدم علـى قـدم المسـاواة مـع‬

‫بــاقي المتنافســين‪ ،‬ولــيس للمصــلحة المتعاقــدة أن تقــيم أي تمييــز بيــنهم‪ ،‬ويجــب عليهــا معاملــة‬

‫جميع المتعاقدين معاملة متساوية فيما يخص جميع الشروط والمواعيد وا جراءات المقررة‪.2‬‬

‫وتقتضي هذ المساواة بين المتر ّشحين بدورها ا فصا وا عالن عـن إجـراءات وشـروط‬

‫الترش للمنافسة لكافة ال ار بين في التعاقد مع ا دارة العامة‪ ،‬وذلك طبقاً لدفتر الشروط مسبقاً‬
‫مـن طـرف المصــلحة المتعاقـدة وطبقـاً لمبـدأ المسـاواة فإنـه ص يجـوز مــثالً السـما لمترشـ دون‬

‫‪ -1‬ثابت نادية‪ ،‬آليات مواجهة الفساد في مجال الصفقات العمومية‪ ،‬أطروحة دكتو ار في العلوم تخصص قانون‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة تيزي وزو‪ ،0202 ،‬ص ‪.21‬‬
‫‪ -2‬الجبوري محمود خلف‪ ،‬العقود ا دارية‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،0202 ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪- 33 -‬‬
‫اإلطــار النظــري ملبــدأ الشفـافيــة‬ ‫الفصل األول‬

‫ير اصطالع على ملف الصفقة في الخفاء دون باقي المتنافسـين‪ ،‬بـل يجـب ضـمان حـق كـل‬

‫المترشــحين فــي اصطــالع علــى ملــف الصــفقة وهــذا ص يتحقــق إص بتطبيــق مبــدأ الشــفافية فهــو‬

‫يحقق المساواة بين المتعاقدين ويتوفر تكـافؤ الفـرص بـين المترشـحين‪ ،‬ألن سـرية أي إجـراء قـد‬

‫يضر المنافسين ويقصي على تكافؤ الفرص في تقديم العروض من المنافسين‪.1‬‬

‫ثافيا‪ :‬االتستثفا ا الوارد علأ مبدأ المتساوا‬

‫إن مبدأ المساواة ص يعمل بصفة مطلقة بـل تـرد عليـه اسـتثناءات تضـمنها المرسـوم نفسـه‬

‫يمكن ا شارة لبعض منها فيما يلي‪:‬‬

‫أ‪ /‬تخصيص هامش األلضلية الوطفية‪:‬‬

‫مــن بــاب حمايــة المنتــوج الــوطني وافــق المشــرع الج ازئــري فــي الموازنــة بــين مبــدأ حريــة‬

‫المنافســة وحمايــة المنتــوج الــوطني فخصــص لهــذا األخيــر معامــل إضــافي فــي التقيــيم بعن ـوان‬

‫هامش األفضلية‪.‬‬

‫هذا لتكـون الفـرض متكافئـة بـين المتعامـل الـوطني واألجنبـي وهـو مـا يتضـ نـص المـادة‬

‫‪ 22‬من المرسوم ‪.2022-02‬‬

‫ب‪ /‬تخصيص أحكام خاصة بالمؤتستسا الصغير والمتوتسطة‪:‬‬

‫من باب تشجيع هـذا النـوع مـن المؤسسـات ثبـات وجودهـا فـي المجـال اصقتصـادي ر ـم‬

‫قلــة إمكاناتهــا‪ ،‬حمــل المرســوم بعــض التحفي ـزات لهــذ المؤسســات وردت فــي المــادة ‪ 22‬الفق ـرة‬

‫‪ 22‬فــي الــنص علــى ضــرورة م ارعــاة إمكانــات المؤسســات الصــغيرة والمتوســطة حــال وضــع‬

‫شــروط التأهيــل وكــذا الســما لهــا بالمشــاركة فــي إجـراءات إب ـرام الصــفقات العموميــة‪ .‬ومــا ورد‬

‫‪ -1‬محمد بوضياف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.20‬‬


‫‪ -2‬د‪ .‬عمار بوضياف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪- 34 -‬‬
‫اإلطــار النظــري ملبــدأ الشفـافيــة‬ ‫الفصل األول‬

‫أيضا في المادة ‪ 22‬من إعفاء المؤسسات الصغيرة المنشأة حديثاً من تقديم المؤهالت المهنية‬

‫المماثلة للصفقة المعنية‪ ،‬فال يجوز للمصال المتعاقدة أن ترفع سقف المنافسة فتضـع شـروطا‬

‫اســتثنائية وفــي جميــع الحــاصت وفيمــا يخــص كــل المشــاريع والعمليــات ألن مثــل هــذ الشــروط‬

‫ستؤدي حتمـا إلـى إخفـاء هـذا النـوع مـن المؤسسـات مـن الواقـع اصقتصـادي‪ ،‬لـذا فـرض المشـرع‬
‫‪1‬‬
‫النظر إلى إمكاناتها وظروفها هو إجراء نباركه لمقاصد النبيلة والهادفة‪.‬‬

‫المطلب الرابع‪ :‬مبدأ علفية اليلتسا ولتح األظرلة‪:‬‬

‫طبقـ ـاً للم ــادة ‪ 22‬م ــن المرس ــوم الرئاس ــي‪ ،2‬ي ــتم ف ــت األظرف ــة ف ــي جلس ــة علني ــة ي ــدعى‬

‫اء مــن خــالل إعــالن أو عــن طريــق رســالة موجهــة‬


‫لحضــورها كــل المرشــحين أو المعتمــدين سـو ً‬
‫للمترشحين علماً أن المادة ‪ 22‬فرضت ذكر ساعة فت األظرفة في دفتر الشروط قبل تسـليمه‬

‫للمترشحين أو المعتمدين‪ ،‬وبفرضه لهذا ا جـراء يكـون المشـرع الج ازئـري قـد أضـفى علـى إبـرام‬

‫الصفقات شفافية أكثر خاصـةً وأن جلسـة لجنـة فـت األظرفـة يحظرهـا المتعهـدون أنفسـهم سـبق‬

‫واللــذين ســبق إعالمهــم مــن قبــل المصــلحة المتعاقــدة وعــن يــوم وس ـاعة فــت األظرف ـة وبــذلك‬

‫يمـارس الحضـور المعنيـين بالصــفقة وبالمنافسـة رقابـةً علـى عمليــة الفـت مـن شـأنها أن تضــفي‬

‫علــى هــذ المرحلــة مــن م ارحــل ســير الصــفقة العموميــة وضــوحا وعلنــا وشــفافية أكثــر‪ ،3‬ولقــد‬

‫حددت المادة ‪ 20‬من المرسوم الرئاسي ‪ 022-02‬مهام لجنة فت األظرفة وتقييم العروض‪.‬‬

‫‪ -1‬د عمار بوضياف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪22‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 22‬من المرسوم الرئاسي‪ ،‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪ -3‬د‪ .‬عمار بوضياف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.202-202‬‬
‫‪- 31 -‬‬
‫اإلطــار النظــري ملبــدأ الشفـافيــة‬ ‫الفصل األول‬

‫خالصة ال صل األول‪:‬‬

‫المرســيم والدســاتير علــى تثبيــت مبــدأ الشــفافية ضــمن‬


‫لقــد حــرص المشــرع الج ازئــري فــي ا‬

‫المبادئ العامـة لتنظـيم الصـفقات العموميـة‪ .‬وتؤكـد العديـد مـن القـوانين علـى حـق المـواطن فـي‬

‫مراقبــة وفهــم وتقيــيم القـ اررات المتخــذة مــن قبــل المســؤولين‪ .‬لكــن هــذا المطلــب ص يتحقــق إص إذا‬

‫كانت الفرص للحصول علـى المعلومـات الصـحيحة‪ ،‬ولقـد ظهـرت نيـة المؤسـس فـي تبنـي مبـدأ‬

‫الشفافية خاصة في الدستور الجديد ‪ 0202‬في الفصل الرابع منه‪ .‬حيث أحدث السلطة العليـا‬

‫للشفافية وتناولتها في المادة ‪ 022‬والمادة ‪ 022‬في الفصل الرابع‪.‬‬

‫فالهدف األساسي الذي تهدف إليهم عملية إبرام الصفقات العمومية هو تجسـيد األهـداف‬

‫المســطرة مســبقا مــن قبــل الدولــة‪ .‬علــى أرض الواقــع ذلــك مــن خــالل التس ـيير الحســن لألم ـوال‬

‫العامة‪ .‬وتفضيل المصلحة العامة على المصلحة الخاصة‪.‬‬

‫ف ــا عالن وا ش ــهار واع ــداد دفت ــر الش ــروط وتعزي ــز لمب ــدأ الش ــفافية لمعرف ــة أكث ــر ه ــذ‬

‫الصفقة وا عالن عنها‪ .‬في الجرائد والبلديات ونشرها على جميع المستويات‪ .‬لكـن المشـرع قـد‬

‫أصاب لوضع الصفقة في البوابة ا لكترونيـة تماشـيا مـع العصـرنة‪ .‬حيـث أن جميـع الصـفقات‬

‫وشروطها توجد على مستوى البوابة ا لكترونية‪.‬‬

‫‪- 36 -‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫آليات تكريس‬
‫ضمانات مبدأ‬
‫الشفافية‬
‫آليــات تكريــس ضمانــات مبــدأ الشفــافيــة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫لقد ألزم المشرع الجزائري في تنظيم الصفقات العمومية وذلـك لتكـريس مبـدأ الشـفافية فـي‬

‫اختيــار المتعامــل المتعاقــد وفــق شــروط حــددها دفتــر الشــروط الخاصــة بالمصــلحة المتعاقــدة‪،‬‬

‫لذلك وتحقيقا لمبدأ الشفافية في إبرام عقد الصـفقات العموميـة‪ ،‬ألزمهـا المشـرع الج ازئـري باتبـاع‬

‫الخطـوات اآلتــي ذكرهــا‪ ،‬لمــا إبـرام هــذ األخي ـرة صــلة بالمــال العــام والخزينــة العموميــة حتــى ص‬

‫يقــع فيهــا تبديــد لــه‪ .‬لــذلك حوصــله المشــرع الج ازئــري بجملــة مــن الشــروط حتــى ص نصــل إلــى‬

‫مرحلة الفساد‪.‬‬

‫‪- 38 -‬‬
‫آليــات تكريــس ضمانــات مبــدأ الشفــافيــة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المبحث األول‪ :‬الرقابة اإلدارية‪.‬‬

‫إن تحقيق مبدأ الشـفافية ضـرورة حتميـة علـى المصـلحة المتعاقـدة التقيـد بهـا واص وصـلت‬

‫إلــى بطــالن هــذ ا جـراءات خاصــة فــي مرحلــة إبـرام الصــفقات العموميــة‪ .1‬وهــذا مــا ســنتطرق‬

‫إليه في هذا المطلب التالي (اآلليـات الشـكلية المكرسـة لمبـدأ الشـفافيةل وكـذلك الرقابـة ا داريـة‬

‫القبليـ ــة للجـ ــان الصـ ــفقات العموميـ ــة الخاصـ ــة بالرقابـ ــة الخارجيـ ــة حتـ ــى نضـ ــمن شـ ــفافية إب ـ ـرام‬

‫الصفقات العمومية وهذا في المطلب الثاني‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬اآلليا الشكلية المكرتسة لمبدأ الش الية‪.‬‬

‫يمكن تحقيق مبدأ الشفافية خاصة في مرحلة إبرام الصفقات العموميـة مـن خـالل تطبيـق‬

‫اآلليات المكرسة لمبدأ الشفافية وهذا ما سن ار فيمايلي‪:‬‬

‫ال رع األول‪ :‬إل ام المصلحة المتعاقد بالليو لطلب العروض‪:‬‬

‫لقــد فــرض المشــرع الج ازئــري إرســاء القاعــدة العامــة وهــي وجــوب ا عــالن علــى طلــب‬

‫العروض وهذا إضفاء لقاعدة تكريس مبدأ الشفافية حيث يسم هذا المبدأ بفـت المجـال ألكبـر‬

‫عدد ممكن من المترشحين للدخول في هذا العطاء وعلمهـم المسـبق بـه وجعـل إجـراء الت ارضـي‬

‫واللجــوء إليــه هــو اصســتثناء وهــذا مــا نصــت عليــه المــادة ‪ 21‬مــن المرســوم الرئاســي ‪022/02‬‬

‫المتضـ ـمن تنظ ــيم الص ــفقات العمومي ــة وتفويض ــات المرف ــق الع ــام كالت ــالي‪" :‬تبببببرم الصبببب قا‬

‫العمومية ولقا إلي ار طلب العروض الةم يشكل القاعد العامة‪ ،‬أو ولر إي ار التراضق"‬

‫‪2‬‬
‫انطالقا من النص أعال يمكن تفريق ا جراءين كالتالي‪:‬‬

‫‪ -1‬حرشي نوري‪ :‬تسيير المشاريع في إطار تنظيم الصفقات العمومية‪ ،‬دار الخلقية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪ -2‬لعماري كريمة‪ :‬الرقابة ا دارية على تنفيذ الصفقات العمومية في ضوء مرسوم ‪022/02‬‬
‫‪- 39 -‬‬
‫آليــات تكريــس ضمانــات مبــدأ الشفــافيــة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أوال‪ :‬تعريف طلب العروض‪:‬‬

‫هو إجراء يسـتهدف الحصـول علـى عـروض مـن عـدة متعهـدين متنافسـين مـع تخصـيص‬
‫الص ــفقة دون مفاوض ــات للمتعه ــد ال ــذي يق ــدم أحس ــن ع ــرض م ــن حي ــث الم ازي ــا اصقتص ــادية‪،‬‬

‫استنادا إلى معايير اختيار موضوعية تعد قبل إطالق األجراء‪.1‬‬

‫أشكال طلب العروض‪:‬‬

‫يتم طلب العروض حسب أحد األشكال التالية‪:‬‬

‫أ‪ /‬طلب العروض الم توح‪:‬‬

‫هــو إج ـراء يمكــن مــن خاللــه أي مترش ـ مؤهــل أن يقــدم تعهــد‪ ،‬ويعــد هــذا الشــكل أكثــر‬
‫األشكال تجسيدا لمبدأ المنافسة وأكثر تحقيقا لمبدأ الشفافية حيث يسم ألكبر عدد ممكـن مـن‬

‫المتنافسـين للـدخول فـي هـذا العـرض‪ ،‬وكــذلك يسـم للمصـلحة المتعاقـدة اختيـار أفضـل متعهــد‬
‫وفق المزايا اصقتصادية التي توفر أفضل عرض‪.‬‬

‫ب‪ /‬طلب العروض الم توح مع اشتراط قد ار دفيا‪:‬‬

‫يعتبــر هــذا الشــكل إج ـراء تمــن فيــه المصــلحة المتعاقــدة فرصــة للمترشــحين الــذين تت ـوافر‬
‫فــيهم بعــض الشــروط الــدنيا المؤهلــة المحــددة مســبقا مــن قبــل المصــلحة المتعاقــدة وتضــمن هــذ‬
‫الشروط المؤهلة القدرات التقنية والمالية والمهنية الضرورية لتنفيذ الصفقة وتكون هذ الشـروط‬

‫متناســبة مــع طبيعــة المشــروع وأهميتــه‪ ،‬وهــذا مــا نصــت عليــه المــادة ‪ 22‬مــن المرســوم الرئاســي‬
‫‪2‬‬
‫‪.022/02‬‬

‫‪ -1‬أنظر المادة ‪ 22‬من المرسوم الرئاسي ‪ 022/02‬المتضمن الصفقات العمومية وتفويضات المرفق العام‪.‬‬
‫‪ -2‬نصت المادة ‪ 22‬من المرسوم الرئاسي ‪" :022/02‬طلب العروض المفتو مع اشتراط قدرات دنيا هو إجراء يسم فيه‬
‫لكل المرشحين الذين تتوفر فيهم بعض الشروط الدنيا وص يتم انتقاء قبلي للمترشحين من طرف المصلحة المتعاقدة مسبقا‬
‫قبل إطالق ا جراء‪ ،‬بتقديم تعهد القدرات التقنية والمالية والمهنية الضرورية لتنفيذ الصفقة‪ ،‬وتكون متناسبة مع طبيعة وتعقيد‬
‫وأهمية المشروع"‬
‫‪- 41 -‬‬
‫آليــات تكريــس ضمانــات مبــدأ الشفــافيــة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ج‪ /‬طلب العروض المحدود‪:‬‬

‫نصــت المــادة ‪ 22‬مــن المرســوم الرئاســي ‪ 1022/02‬علــى أن طلــب العــروض المحــدود‬

‫هــو إج ـراء تلجــأ إليــه المص ـلحة المتعاقــدة إلــى اختيــار المتعــاملين المتعاقــدين المحــددين مســبقا‬

‫لديها اعتمادا على معطيات مسجلة مسبقا كمن طرفها‪.‬‬

‫د‪ /‬المتسابقة‪:‬‬

‫هي إجراء يضع رجال الفن في منافسة قصد إنجاز عملية تشتمل علـى جوانـب تقنيـة أو‬

‫اقتصــادية أو جماليــة أو فنيــة‪ ،‬وتكــون المســابقة محــدودة أو مفتوحــة مــع اشــتراط قــدرات دنيــا‪،‬‬
‫‪2‬‬
‫وتكون مسابقة ا شراف على ا نجاز محدودة وجوبا‪.‬‬

‫وكــذلك يســم للمصــلحة المتعاقــدة اختيــار أفضــل متعهــد وفــق الم ازيــا اصقتصــادية التــي‬

‫توفر أفضل عرض‪.‬‬

‫ثافيا‪ :‬تعريف التراضق وأشكاله‪:‬‬

‫‪/0‬تعريف التراضق‪:‬‬

‫الترضـي هــو إجـراء‬


‫عرفــت المــادة ‪ 20‬مــن المرســوم الرئاســي ‪ 022/02‬الت ارضـي بأنــه‪ " :‬ا‬

‫تخصــيص صــفقة لمتعامــل متعاقــد واحــد دون الــدعوة شــكلية إلــى المنافســة‪ .‬ويمكــن أن يكتســي‬

‫التراضي شكل التراضي البسيط أو شكل الت ارضـي بعـد اصستشـارة‪ ،‬وتـنظم هـذ اصستشـارة بكـل‬

‫الوسائل المكتوبة المالئمة"‪.‬‬

‫من خالل نص المادة أعال نسـتنت أن ا دارة كقاعـدة عامـة تلجـأ إلـى طلـب العـروض‪.‬‬

‫وهـو األصـل لتحقيـق مبـدأ الشـفافية فـي إبـرام عقـد الصـفقات العموميـة ولكـن اصسـتثناء قـد تلجــأ‬

‫‪ -1‬أنظر المادة ‪ 22‬من المرسوم الرئاسي ‪.022/02‬‬


‫‪ -2‬أنظر المادة ‪ 22‬من المرسوم الرئاسي ‪.022/02‬‬
‫‪- 41 -‬‬
‫آليــات تكريــس ضمانــات مبــدأ الشفــافيــة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المصــلحة المتعاقــدة إلــى اللجــوء إلــى أســلوب الت ارضــي فــي إب ـرام عقــد الصــفقة وهــذا لضــرورة‬

‫حتمية‪ .‬وهذا ما تجسد في الظرف الصحي الراهن (انتشار جائحة كوفيد ‪01‬ل‪.‬‬

‫حيــث لجــأت ا دارة بحكــم الوضــع الوبــائي للــبالد إلــى اللجــوء إلــى هــذا األســلوب لتجنــب‬

‫المضـ ــاعفات الصـ ــحية لصـ ــحة المتعـ ــاملين اصقتصـ ــاديين والـ ــبالد ككـ ــل‪ ،‬حيـ ــث كشـ ــف وزيـ ــر‬

‫اصتصال الناطق الرسمي للحكومة البروفيسور عمار بلحيمر‪1‬إن اجتماع الحكومة الـذي ت أرسـه‬

‫الوزير األول عبد العزيز جراد حسب تصـري ا ذاعـة الجزائريـة يـوم األربعـاء ‪0202/22/02‬‬

‫عب ــر تقني ــة التحاض ــر المرئ ــي ع ــن بع ــد خص ــص لد ارس ــة ع ــرض قدم ــه وزي ــر المـ ـوارد المائي ــة‬

‫بخصــوص إبـرام خمســة مشــاريع صــفقات بالت ارضــي البســيط مــع مؤسســات عموميــة فــي إطــار‬

‫الوقاية من وباء فيروس كورونـا (جائحـة كوفيـد ‪01‬ل ومكافحتـه‪ ،‬حيـث ألزمـت الدولـة الجزائريـة‬

‫علــى اتخــاذ تــدابير خاصــة مكيفــة ج ـراءات إب ـرام الصــفقات العموميــة فــي إطــار الوقايــة مــن‬

‫انتشــار فيــروس كورونا(جائحــة كوفيــد ‪01‬ل ومكافحتــه‪ ،‬فجــاء المرســوم الرئاســي رقــم ‪022/02‬‬

‫بت ــاريخ ‪ 0202/22/20‬ليض ــع إط ــار تنظيم ــي خ ــاص يس ــم بتكيي ــف قواع ــد م ــن الص ــفقات‬

‫العمومية المتعلقة بالعمليـات المبرمجـة‪ ،‬مـع هـذ الوضـعية يـر المسـبوقة وادارة التعامـل معهـا‬
‫‪2‬‬
‫بصفة سلسة وسريعة وشفافة لتسهيل مهمة ا دارات والمؤسسات العمومية‪.‬‬

‫وتم تحديد التدابير الخاصة المكيفة جراءات إبرام الصفقات العمومية في إطـار الوقايـة‬

‫من انتشار وباء فيروس كورونا (جائحة كوفيد ‪01‬ل ومكافحته في إطار مرسـوم رئاسـي صـدر‬

‫بالع ــدد األخي ــر للجري ــدة الرس ــمية رق ــم ‪ .00‬وج ــاء ف ــي ن ــص المرس ــوم الرئاس ــي رق ــم ‪20-00‬‬

‫‪ -1‬للتفصيل أكثر ارجع إلى التصري الذي أدلى به البروفيسور عمار بلحيمر الناطق الرسمي للحكومة عبر ا ذاعة‬
‫الجزائرية‪.‬‬
‫‪ -2‬موساوي مليكة‪ ،‬مقتضيات إبرام الصفقات العمومية في ظل جائحة كوفيد ‪ ،01‬مجلة حوليات‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،0‬جويلية‬
‫‪ ،0202‬العدد‪ ،22‬عدد خاص‪ ،‬ص ‪.20‬‬
‫‪- 42 -‬‬
‫آليــات تكريــس ضمانــات مبــدأ الشفــافيــة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الم ــؤرخ ف ــي ‪ 02‬فب اري ــر ‪ 0200‬ف ــي مادت ــه‪ 22 1‬من ــه أن ــه يمك ــن‪" :‬للمص ــلحة اس ــتثنائيا وبع ــد‬

‫الموافقة الصريحة من مسؤول الهيئة العمومية أو الوزير المعني‪ ،‬أن تقوم بتسـوية علـى رصـيد‬

‫الحساب‪ ،‬السعر المنصوص عليه في الصفقة قبل التنفيذ الكامل والمرضي لموضوعها"‪.‬‬

‫كما يحق لها بموجـب هـذا المرسـوم الرئاسـي مـن تسـبيقات دون تقـديم المتعامـل المتعاقـد‬

‫كفالة بقيمة معادلة بإرجاع التسبيقات‪.‬‬

‫وأوض ـ ـ الـ ــنص القـ ــانوني "أن هـ ــذ الت ـ ـدابير تطبـ ــق إذا ترتـ ــب علـ ــى رفـ ــض المصـ ــلحة‬

‫المتعاقــدة لقواعــد الــدفع أو تمويــل المقــررة علــى الصــعيد الــدولي‪ ،‬ضــرر أكيــد بهــذ المصــلحة‬

‫بمناسبة التفاوض على الصفقة"‪.‬‬

‫كم ــا يحـ ــق له ــا بموجـ ــب هـ ــذا المرس ــوم الرئاسـ ــي‪ ،‬مـ ــن تس ــبيقات دون تقـ ــديم المتعامـ ــل‬

‫المتعاقد كفالة بقيمة معادلة بإرجاع التسبيقات‪.‬‬

‫‪/2‬أشكال التراضق وحاالته‪:‬‬

‫رجوعــا لــنص المــادة ‪ 20‬مــن المرســوم الرئاســي ‪ 022/02‬نجــد المشــروع قســم الت ارضــي‬

‫إلى شكلين هما‪ :‬التراضي البسيط والتراضي بعد اصستشارة‪.2‬‬

‫أ‪ /‬التراضق البتسيط‪:‬‬

‫حســب نــص المــادة ‪ 20‬مــن المرســوم الرئاســي ‪ 022/02‬فق ـرة ‪" :0‬ف ـإن إج ـراء الت ارضــي‬

‫البســيط قاعــدة اســتثنائية ب ـرام العقــود ص يمكــن اعتمادهــا إص فــي الحــاصت ال ـواردة فــي المــادة‬

‫‪ -1‬المادة ‪ :22‬من المرسوم الرئاسي ‪ 20-00‬المؤرخ في ‪ 02‬فبراير ‪ 0200‬المتمم للمرسوم الرئاسي رقم ‪ 022-02‬بتاريخ‬
‫‪ 20‬أوت ‪ 0202‬في إطار تحديد التدابير الخاصة المكيفة إجراءات إبرام الصفقات العمومية في إطار الوقاية من انتشار‬
‫(كوفيد ‪01‬ل ومكافحته‪.‬‬
‫‪ -2‬أنظر المادة ‪ 21‬من المرسوم الرئاسي ‪.022/02‬‬
‫‪- 43 -‬‬
‫آليــات تكريــس ضمانــات مبــدأ الشفــافيــة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪121‬من هذا المرسوم"‪ ،‬حيث اعترف المشرع الجزائري للمصلحة بالتعاقد عـن طريـق الت ارضـي‬

‫البســيط‪ .‬وذلــك بتمكينهــا مــن حــق اختيــار المتعامــل المتعاقــد وذلــك بعيـدا عــن اتبــاع ا جـراءات‬

‫الشكلية المتعلقة بطلب العروض الذي يعتبر كقاعدة عامة‪ ،‬ومع ذلك فقد فـرض المشـرع علـى‬

‫المصلحة المتعاقدة حاصت محددة مذكورة في المادة السالفة الذكر‪( .‬المادة ‪21‬ل‪ ،‬وتتمثـل هـذ‬

‫الحاصت كالتالي‪:‬‬

‫* حالة المتعامل المحتكر الوحيد‪ :‬تم ذكر هذ الحالة في الفقرة ‪ 20‬من المادة ‪ 21‬مـن‬

‫المرســوم الرئاســي‪" :022/02 .‬عن ــدما تنفــذ الخ ــدمات إص علــى يــد متعام ــل اقتصــادي وحي ــد‪.‬‬

‫يحتل وضعية احتكارية لحماية حقوق حصرية أوص أو صعتبارات تقنيـة أو صعتبـارات ثقافيـة أو‬

‫فنيــة‪ ،‬توض ـ الخــدمات المعنيــة باصعتبــارات الثقافيــة والفنيــة بموجــب ق ـرار مشــترك بــين الــوزير‬

‫المكلف بالثقافة والوزير المكلف بالمالية"‪.‬‬

‫إن الطــابع اصحتكــاري هــو الــذي يســير اللجــوء للت ارضــي اعتبــا ار أن الخدمــة التــي تطلبهــا‬

‫ا دارة المتعاقــدة ص يلبيهــا إص مؤسســة احتكاريــة واحــدة‪ ،‬فلمــاذا نشــدد علــى المصــلحة المتعاقــدة‬

‫ونلزمه ــا ب ــا جراءات الشـ ــكلية‪ ،‬وتتحم ــل المـ ــدة‪ .‬ف ــي ح ــين هنـ ــاك متعه ــد واحـ ــد يلب ــي الخدمـ ــة‬
‫‪2‬‬
‫المطلوبة‪ ،‬أو يتوفر على القدرات التقنية‪.‬‬

‫* حالة االتستعيال الملح‪ :‬حسـب نـص الفقـرة ‪ 20‬مـن المـادة ‪ 21‬مـن المرسـوم الرئاسـي‬

‫‪ 022/02‬تكــون المصــلحة المتعاقــدة فــي وضــعية اســتعجال‪ 3‬كــون أنهــا إذا لــم تــدخل فــي ربــاط‬

‫عقدي في وقـت سـريع فإنـه سـينجم عـن ذلـك ضـياع مالهـا واسـتثمارها وبالنتيجـة مـا يعنـي عـدم‬

‫‪ -1‬د‪ .‬عمار بوضياف‪ ،‬شر تنظيم الصفقات العمومية طبقا للمرسوم الرئاسي ‪ 022/02‬المؤرخ في ‪– 0202/21/02‬‬
‫القسم ‪ ،20‬ص ‪.021‬‬
‫‪ -2‬د‪ :‬عمار بوضياف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.022‬‬
‫‪ -3‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.022‬‬
‫‪- 44 -‬‬
‫آليــات تكريــس ضمانــات مبــدأ الشفــافيــة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ص ــالحية أس ــلوب طل ــب الع ــروض كتلي ــة للتعاق ــد‪ ،‬ويج ــب أن تك ــون الحال ــة المس ــتعجلة ي ــر‬

‫متوقعة لدى المصلحة المتعاقدة‪ ،‬حيث ظهرت ميدانيا بصورة مفاجئة با تت جهة ا دارة‪.‬‬

‫وأكبــر مثــال علــى ذلــك للجــوء إلــى هــذا األســلوب (الت ـراض البســيطل فــي مجــال األمــن‬

‫العم ــومي ف ــي ظ ــل انتش ــار وب ــاء كورون ــا (كوفي ــد ‪01‬ل وه ــذا م ــا تناولن ــا أع ــال ف ــي اجتم ــاع‬

‫الحكومة‬

‫* حالببة تمببوين متسببتعيل ةم شببروط خاصببة‪ :‬ورد فــي نــص المــادة ‪ 21‬فق ـرة ‪ 22‬مــن‬

‫المرس ــوم الرئاس ــي ‪ .022/02‬ويقص ــد به ــذ الحال ــة أن تك ــون المص ــلحة المتعاق ــدة ف ــي حاج ــة‬

‫ماسة وسريعة ألن توفر وتضمن تموين جيـد وسـريعة لمـادة معينـة كمـادة الزيـت أو الحليـب أو‬

‫أي مــادة ذات اصســتهالك الواســع‪ ،‬لــذلك أوجــب المشــرع الج ازئــري علــى المصــلحة المتعاقــدة أن‬

‫تلجأ لهذا األسلوب لتوفير الحاجيات الضرورية للمواطن‪.‬‬

‫* لق حالة مشبروع ةم أهميبة وطفيبة‪ :‬ورد ذكـر هـذ الحالـة فـي الفقـرة ‪ 22‬مـن المـادة‬

‫‪ 21‬م ـن المرســوم الرئاســي ‪ .022/02‬حيــث تلجــأ المصــلحة المتعاقــد إلــى أســلوب الت ارض ــي‬

‫البس ــيط إذا ك ــان المش ــروع ذو أهمي ــة وطني ــة وذات أولوي ــة بش ــرط ع ــدم توق ــع الظ ــرف ه ــو أن‬

‫ا دارة لم تلتجأ إلى أسلوب المناورة برام الصفقة العمومية‪.‬‬

‫وهذا ما نالحظه جليـا صعتمـاد هـذا األسـلوب فـي ظـل جائحـة كورونـا المسـتجد والقـ اررات‬

‫الحكومية التي أقرتها بخصوص اللجوء إلى أسلوب التراضي البسيط كاستثناء‪.‬‬

‫* عندما يتعلق األمر بترقيـة األداة الوطنيـة العموميـة لرنتـاج‪ :‬ورد ذكـر هـذ الحالـة فـي‬

‫الفق ـرة ‪ 22‬مــن المــادة ‪ 21‬مــن المرســوم الرئاســي ‪ .022/02‬حيــث أن الحكمــة مــن إدراج هــذ‬

‫الحالة هو تمكـين ا دارة المعنيـة مـن إبـرام الصـفقة فـي زمـن يسـير بقصـد ترقيـة األداة الوطنيـة‬

‫لرنتاج‪.‬‬

‫‪- 41 -‬‬
‫آليــات تكريــس ضمانــات مبــدأ الشفــافيــة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫* عنــدما يتعلــق األمــر بــنص تش ـريع أو تنظــيم يقض ـى بمــن ص ـفقة لمؤسســة صــناعية‬

‫وتجاري ــة حص ـ ـريا للقي ــام بالخدمـ ــة‪ .‬أو عن ــدما تنجـ ــز هـ ــذ األخيـ ـرة كـ ــل نش ــاطها مـ ــع الهيئـ ــات‬

‫وا دارات العمومية ذات الطابع ا داري‪:‬‬

‫‪ -‬ورد ذكـر هــذ الحالـة فــي الفقـرة ‪ 22‬مـن المــادة ‪ 21‬مـن المرســوم الرئاســي ‪.022/02‬‬

‫حيــث أراد المشــرع الج ازئــري إعطــاء األولويــة فــي مجــال التعاقــد لــبعض المؤسســات العموميــة‬

‫ذات الطــابع الصــناعي والتجــاري‪ .‬ومصــدر هــذ األولويــة هــو الــنص التش ـريعي أو التنظيمــي‬

‫فهو يكفل‪ .‬لبعض المؤسسات العمومية ذات الطـابع الصـناعي والتجـاري تقـديم خدمـة عموميـة‬

‫في مجال محدد ويعطيها إمكانية التعاقد بطريق التراضي‪.‬‬

‫ب‪ /‬التراضببق بعببد االتستشببار ‪ :‬يعتبــر الت ارضــي بعــد اصستشــارة الصــورة الثانيــة ألســلوب‬

‫الت ارضــي‪ ،‬والت ارضــي بعــد اصستشــارة علــى إبـرام المصــلحة المتعاقــدة لصــفقاتها بإقامــة المنافســة‬

‫بــين عــدة مترشــحين تختــارهم وتــدعوهم خصيصــا للتنــافس‪ .‬إذ تقــوم بعــرض موضــوع الصــفقة‬

‫على المؤسسات ذات التخصـص المطلـوب بواسـطة الوسـائل المكتوبـة التـي ت ارهـا مالئمـة دون‬

‫اللجوء إلى ا جراءات الشكلية للمنافسة‪.1‬‬

‫وحتــى تلجــأ المصــلحة المتعاقــدة إلــى هــذا األســلوب مــن التعاقــد يجــب أن تتحقــق احــدى‬

‫الحـاصت المــذكورة فـي المــادة ‪220‬مـن المرســوم الرئاسـي ‪ 022/02‬المتضــمن تنظـيم الصــفقات‬

‫العمومية وهذ األخير هي‪:‬‬

‫‪ -1‬د‪ :‬حليمي منال‪ ،‬تنظيم الصفقات العمومية وضمانات حفظ المال العام في الجزائر‪ ،‬أطروحة دكتو ار في العلوم‬
‫القانونية‪ ،‬فرع تحوصت الدولة‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة قاصدي مربا ‪ ،‬ورقلة‪ ،‬الجزائر‪ ،0202-0202 ،‬ص‬
‫‪.22‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 20‬من نفس المرسوم الرئاسي ‪ 022/02‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪- 46 -‬‬
‫آليــات تكريــس ضمانــات مبــدأ الشفــافيــة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬عنــدما يعلــن عــدم جــدوى طلــب العــروض للم ـرة الثانيــة‪ :‬وذلــك اذا لــم يــتم اســتالم أي‬

‫عــرض‪ ،‬أو عــدم مطابقــة أي عــرض لموضــوع الصــفقة ولمحتــوى دفتــر الشــروط‪ ،‬أو عنــدما ص‬

‫يمكن ضمان تمويل الحاجات‪.‬‬

‫‪ -‬حالـة صـفقات الد ارســات واللـوازم الخاصـة‪ :‬حيــث لـم يبـين المشــرع طبيعـة وخصوصــية‬

‫الدراسات واللوازم والخدمات التي بسببها يتم اللجـوء إلـى الت ارضـي بعـد اصستشـارة‪ ،‬واكتفـى إلـى‬

‫أن تحديد قائمة الدراسات والخدمات واللوازم سيتم بموجـب قـرار مشـترك بـين السـلطة المؤسسـة‬

‫الوطني ــة ذات الس ــيادة أو مس ــؤول الهيئ ــة الوطني ــة المس ــتقلة أو ال ــوزير المعن ــي حس ــب ال ــوزير‬

‫المكلف بالمالية‪.‬‬

‫‪-‬فــي حالــة صــفقة أشــغال التابعــة مباش ـرة للمؤسســات الوطنيــة الســيادية نظ ـ ار صرتباطهــا‬

‫بـرام الصـفقة عـن طريـق أسـلوب الت ارضـي‬ ‫مباشرةً بقطاع سيادي األمـر الـذي حـتم لجـوء هـذ‬

‫بعد اصستشارة‪.‬‬

‫‪ -‬فــي حالــة الصــفقات الممنوحــة التــي كانــت محــل فســخ وكانــت طبيعتهــا ص تــتالءم مــع‬

‫آجــال طلــب عــروض جديــدة‪ :‬حيــث ســم المش ـرع الج ازئــري للمصــلحة المتعاقــدة اللجــوء إلــى‬

‫التعاقــد عــن طريــق الطــرد بعــد اصستشــارة وذلــك لــدواعي موضــوعية‪ ،‬ولهــا أن تبــرر ذلــك عنــد‬

‫ممارســة آليــة الرقابــة عليهــا مــن قبــل الجهــات المخولــة قانونــا‪ ،‬فتثبــت حالــة الفســخ أوص‪ ،‬وتثبــت‬

‫وضعية أو حالة عدم تحمل المشروع آلجال جديدة ثانيا‪.‬‬

‫‪ -‬العملي ــات المنجـ ـزة ف ــي إط ــار اس ــتراتيجية التع ــاون الحك ــومي أو ف ــي إط ــار اصتفاق ــات‬

‫الثنائية المتعلقة بالتمويالت اصمتيازية وتحويل الديون إلى مشاريع تنمويـة أو هبـات‪ :‬وفـي هـذ‬

‫الحالــة يتعــين قصــر مجــال اصستشــارة علــى مؤسســات الدولــة المعنــي‪ ،‬وفــي حالــة إبـرام اتفاقــات‬

‫مضــمونها تحويــل الــديون إلــى مشــاريع واســتثمارات بنــاءا علــى موافقــة الــدولتين‪ ،‬هنــا وفــي هــذ‬

‫‪- 47 -‬‬
‫آليــات تكريــس ضمانــات مبــدأ الشفــافيــة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الحالــة تلتــزم ا دارة المتعاقــدة لحصــر اصستشــارة علــى مؤسســات البلــد المقــدم للقــرض‪ ،‬وتتجلــى‬

‫الحكمــة فــي ذكــر هــذ الحالــة مــن حــاصت اللجــوء للت ارضــي فــي تكـريس واحتـرام ن ازعــات الدولــة‬

‫ذات الطابع الخارجي‪ ،‬وهي حالة معقولة ومبرر إدراجها في حاصت التراضي‪.‬‬

‫ال رع الثافق‪ :‬إل ام المصلحة المتعاقد بإعالن رغبتها لق التعاقد‪:‬‬

‫في إطار حماية المبادئ األساسية للطلب العمومي المنصوص عليهـا‪1‬فـي المـادة خمسـة‬

‫م ــن المرس ــوم الرئاس ــي ‪ 022/02‬المتض ــمن تنظ ــيم الص ــفقات العمومي ــة‪ .‬وتفويض ــات المرف ــق‬

‫العام‪ ،‬حيث نص نفس المرسوم على جملة من ا جراءات التي تقيد حرية المصـلحة المتعاقـدة‬

‫فـي إبـ ارم صـفقاتها‪ ،‬ومــن بـين هـذ ا جـراءات ا عـالن عـن الصــفقة العموميـة كـإجراء جــوهري‬

‫يفصـ مــن خاللــه المصــلحة المتعاقــدة عــن ر بتهــا فــي التعاقــد وفقــا للقواعــد والشــروط المقــررة‬

‫قانونا‪ ،‬وتظهر أهمية هذا ا جراء من زاويتين‪ :‬فمن يعـد ضـمانا هامـا للمتعـاملين اصقتصـاديين‬

‫ال ـ ار بين بــالظفر بالصــفقة العموميــة مــن خــالل مــنحهم فرصــة المشــاركة‪ .‬بمــا مــن شــأنه فــت‬

‫مجال حقيقي للمنافسة الحرة بينهم على قدم المساواة وفي جو من الشفافية‪.‬‬

‫ومن جهة أخـرى يخـدم هـذا ا جـراء مصـلحة المتعاقـدة مـن خـالل اسـتقطابها ألكبـر عـدد‬

‫ممكن من المتنافسين ومنه عدد كبير من العـروض‪ ،‬مـا يمكنهـا مـن اختيـار أفضـلها سـواء مـن‬

‫الناحية الفنية أو المالية ومنه تحقيق فاعلية ونجا الصفقة العمومية‪ .2‬ويعتبر ا عـالن إجـراء‬

‫ج ــوهري‪ .‬حي ــث ح ــرص تنظ ــيم الص ــفقات العمومي ــة عل ــى إيج ــاد آلي ــات وقواع ــد يض ــمن به ــا‬

‫التجسيد المادي لمبدأ العلنية وتكريس الشفافية في إجراء الصـفقات العموميـة‪ ،‬بحيـث يجـب أن‬

‫يتضــمن ا عــالن علــى بيانــات ومعلومــات التــي يجــب علــى ا دارة أن تنقلهــا لتصــل إلــى علــم‬

‫‪ -1‬حليمي منال‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.22‬‬


‫‪ -2‬جليل منية‪ ،‬المنافسة في الصفقات العمومية في الجزائر‪ ،‬أطروحة دكتو ار في القانون العام‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة‬
‫الجزائر‪ ،‬سنة ‪ ،0202‬ص ‪.022‬‬
‫‪- 48 -‬‬
‫آليــات تكريــس ضمانــات مبــدأ الشفــافيــة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المتعهــدين‪ ،‬وهــذ المعلوم ــات تكــون ع ــن محــل الص ــفقة العموميــة‪ .‬كالجه ــة المعنيــة بالص ــفقة‬

‫العموميــة (صــاحبة المشــروعل أو موضــوع الخدمــة وشــكل المنافســة‪ ،‬مــدة ا نجــاز وبــذلك جســد‬
‫‪1‬‬
‫مبدأ العلنية تحقيق المنافسة الشريفة في جو تسود الشفافية والوضو‬

‫ال رع الثالث‪ :‬اعتماد المفح المؤق وحر الطعن ليه‪:‬‬

‫نص ــت الم ــادة ‪ 22‬م ــن الفقـ ـرة ‪ 20‬حس ــب المرس ــوم الرئاس ــي ‪ 022/02‬م ــا يل ــي‪ :‬ي ــدرج‬

‫إعالن المن المؤقت للصفقة في الجرائد التي تنشـر فيهـا إعـالن طلـب العـروض عنـدما يكـون‬

‫ذلــك ممكنــا‪ .‬مــع تحديــد الســعر وآجــال ا نجــاز وكــل العناصــر التــي ســمحت باختيــار صــاحب‬

‫الصفقة‬

‫‪ -‬م ــن ال ــنص أع ــال نس ــتنت أن الم ــن المؤق ــت إجـ ـراء إعالم ــي‪2‬بموجب ــه تخط ــر ا دارة‬

‫المتعاقدة المتعهدين والجمهور باختيارها المؤقت و ير النهائي لمتعاقد مـا نظـ ار لحصـوله علـى‬

‫أعلى تنقيط فيما يخص دفتر الشروط‪.‬‬

‫‪ -‬وحتى يضفي المشرع أكثر شفافية في إبـرام الصـفقات العموميـة فقـد أحاطـه بمجموعـة‬

‫مــن الشــروط لكــي تكــون عمليــة انتقــاء المتعهــد بصــفة مؤقتــة مبنيــة علــى أســس ومعــايير دقيقــة‬

‫تقنيا وماليا وهذا ما سنبينه فيما يلي‪:‬‬

‫‪ /1‬إل ام المصلحة المتعاقد بفشر بيافا المفح المؤق للص قة‪:‬‬

‫وهــذا مــا نصــت عليــه المــادة ‪ 22‬فقـرة ‪ 20‬مــن المرســوم الرئاســي ‪022/02‬أعــال ‪ ،‬كــذلك‬

‫نصــت المــادة ‪ 20‬فقـرة ‪ 22‬مــن المرســوم الرئاســي ‪ .022/02‬علــى أنــه يجــب أن يكــون المــن‬

‫‪ -1‬عميري أحمد‪ ،‬دور ا شهار في إضفاء الشفافية على إجراءات إبرام العقود ا دارية في الجزائر طبقا للمرسوم الرئاسي‬
‫‪ ،022/02‬مجلة ا دارة لجامعة ابن خلدون‪ ،‬تيارت‪ ،‬العدد ‪ ،02‬جوان ‪ ،0202‬ص ‪.002‬‬
‫‪ -2‬د‪ .‬بوضياف عمار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.222‬‬
‫‪- 49 -‬‬
‫آليــات تكريــس ضمانــات مبــدأ الشفــافيــة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المؤق ــت للص ــفقة موض ــوع نش ــر حس ــب الش ــروط المح ــددة ف ــي الم ــادة ‪ 22‬م ــن ه ــذا المرس ــوم‪،‬‬

‫والمقصود في هذ الفقرة هو التعاقد عن طريق التراضي بعد اصستشارة‪.‬‬

‫‪ -‬فقــد ألــزم المشــرع الج ازئــري علــى المصــلحة المتعاقــدة علــى وجــوب النشــر‪ ،‬ويجــب أن‬

‫هذا األخير على جميـع العناصـر كاسـم ولقـب الشـخص العـارض أو اسـم المؤسسـة أو الشـركة‬

‫أو المقاولــة وموضــوع الصــفقة وســعرها وآجــال التنفيــذ مــع ذكــر هــذ العناصــر بدقــة كبيـرة حتــى‬

‫يتسنى لباقي المتعهدين ممارسة حقوقهم بحرية‪.1‬‬

‫‪ /2‬حر المتعهدين لق االطالع علأ فتارج الم صلة لتقييم ترشيحاتهم التقفية والمالية‪:‬‬

‫فمــن أجــل إضــفاء أكثــر شــفافية علــى معــايير ا نتقــاء واصختيــار ألــزم المشــرع المصــلحة‬

‫المتعاقــدة أن تــدعوا فــي إعــالن المــن المؤق ـت المتعهــدين ال ـ ار بين فــي ا طــالع علــى النتــائ‬

‫التفصــيلية لتقيــيم ترشــيحاتهم التقنيــة والماليــة اصتصــال بمصــالحها فــي أجــل أقصــا ‪ 22‬يــوم‪.‬‬

‫ابتداءا من اليوم األول لنشر إعالن المن المؤقت‪ ،‬وهـذا عـن طريـق رسـالة موصـى عليهـا مـع‬

‫وصل اصستالم‪ ،‬وهذا ما نصت عليه المادة ‪ 20‬فقرة ‪ 22‬من المرسوم الرئاسي ‪.022/02‬‬

‫‪ /3‬حر الطعن ضد إي ار المفح المؤق ‪:‬‬

‫يعتب ــر ح ــق الطع ــن م ــن أه ــم اآللي ــات الت ــي تحم ــي مب ــدأ ش ــفافية ا جـ ـراءات ف ــي إبـ ـرام‬

‫الصــفقات العموميــة وهــذا مــا نصــت عليــه المــادة ‪ 20‬مــن المرســوم الرئاســي ‪ ،022/02‬حيــث‬

‫جاء فيها‪ :‬زيادة على حقوق الطعن المنصوص عليها فـي التشـريع المعمـول بـه يمكـن للمتعهـد‬

‫الذي يحتاج على المن المؤقت‪.‬‬

‫‪ -1‬جليل منية‪ ،‬األطروحة السابقة‪ ،‬ص ‪.022‬‬


‫‪- 11 -‬‬
‫آليــات تكريــس ضمانــات مبــدأ الشفــافيــة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬أن يرفــع طعنــا لــدى لجنــة الصــفقات الخاصــة‪ ،‬وبــذلك وفــر المشــرع الج ازئــري ضــمانة‬

‫الطعن لكل متعهد‪ .1‬ير ـب فـي ممارسـة هـذا الحـق‪ ،‬وهـي مـن آليـات الحكـم ال ارشـد كمـا فـرض‬

‫قيـود رقابـة علـى ا دارة باختيارهـا لمتعـاط مـا‪ ،‬خاصـة وأن لجنـة فـت األظرفـة وتقيـيم العــروض‬

‫تتضــمن فقــط أشخاصــا تــابعين لــنفس ا دارة‪ ،‬فحفاظــا علــى ن ازهــة التقيــيم وموضــوعيته وجــب‬

‫عــرض نتــائ التقســيم علــى لجنــة الصــفقات المرفوعــة‪ ،‬وهــي فــي مجملهــا قواعــد نثنــي عليهــا‬

‫ونباركها لمقاصدها النبيلة وأهدافها السامية‪.‬‬

‫المطلب الثافق‪ :‬الليان الخاصة بتفظيم الص قا العمومية‪.‬‬

‫تعزيـ ـ از لمب ــدأ ش ــفافية إجـ ـراءات تنظ ــيم الص ــفقات العمومي ــة أل ــزم المش ــرع الج ازئ ــري عل ــى‬

‫المص ــلحة المتعاق ــدة إخض ــاع الص ــفقة العمومي ــة للرقاب ــة الخارجي ــة القبلي ــة المتمثل ــة ف ــي لج ــان‬

‫الصــفقات العموميــة بمختلــف أنواعهــا وقبــل التطــرق لهاتــه اللجــان فــي البدايــة نســجل مالحظــة‬

‫تتعلق بالشكل وهي في ايـة األهميـة وتكمـن هـذ األخيـرة أن المـواد المنظمـة لمختلـف اللجـان‬

‫تضمنت ضبط األحكام المتعلقة باصختصاصـات ثـم ا عـالن عـن التشـكيلة لكـل لجنـة وهـذا ص‬

‫يصـ ‪ ،‬فــاألولى ذكــر التشــكيلة لتنعــرف التركيبــة البش ـرية للجنــة الصــفقات المعنيــة أوص ثــم نتبــع‬

‫بعد ذلك اصختصاصات‪.‬‬

‫ال رع األول‪ :‬ليان البلدية للص قا العمومية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تشكيلة الليفة البلدية للص قا العمومية‪:‬‬

‫تتشكل هذ اللجنة من‪:2‬‬

‫‪ -‬رئيس المجلس الشعبي البلدي أو ممثله رئيسا‪.‬‬

‫‪ -1‬د‪ .‬عمار بوضياف‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.221‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 022‬من المرسوم الرئاسي ‪ 022/02‬المؤرخ في ‪ 0202-21-02‬المتضمن تنظيم الصفقات العمومية‪.‬‬
‫‪- 11 -‬‬
‫آليــات تكريــس ضمانــات مبــدأ الشفــافيــة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬ممثال عن المصلحة المعاقدة‪.‬‬

‫‪ -‬منتخبين إثنين عن المجلس الشعبي البلدي‪.‬‬

‫‪ -‬ممثلين اثنين عن الـوزير المكلـف بالماليـة مـن مصـلحة الميزانيـة ومصـلحة المحاسـبة‪،‬‬

‫وهذا ما يؤكد وصاية و ازرة المالية على الصفقات العمومية‪.‬‬

‫‪ -‬ممثــل عــن المصــلحة التقنيــة بالخدمــة والــذي يتــولى أثنــاء الجلســة تزويــد اللجنــة بجميــع‬

‫المعلومات المتعلقة بالصفقة‪ ،‬فهو يعرض على هذا النحو المشروع األولـي للصـفقة أمـام لجنـة‬

‫الصفقات لتأخذ فكرة عنه‪.‬‬

‫‪ -‬ويتم تعيين أعضاء لجان الصفقات ومستخلفيهم‪ ،‬باستثناء مـن عـين بحكـم وظيفـة مـن‬

‫قبــل إدارتهــم بهــذ الصــفة لمــدة ‪ 2‬ســنوات‪ ،‬وهــذا مــا نصــت عليــه المــادة ‪ 021‬مــن المرســوم‬

‫الرئاسي ‪.1022/02‬‬

‫ثافيا‪ :‬اختصاصاتها‪:‬‬

‫حســب نــص المــادة ‪ 022‬مــن المرســوم الرئاســي ‪ 022/02‬المتضــمن تنظــيم الصــفقات‬

‫العموميــة وتفويضــات المرفــق العــام‪ ،‬فــإن هــذ اللجنــة تخــتص بد ارســة مشــاريع دفــاتر الشــروط‬

‫والص ـ ــفقات الت ـ ــي تبرمه ـ ــا البلدي ـ ــة والت ـ ــي تق ـ ــل قيمته ـ ــا المالي ـ ــة م ـ ــائتي ملي ـ ــون دين ـ ــار ج ازئ ـ ــري‬

‫(‪ 022.222.222‬دجل ف ـ ـ ــي حال ـ ـ ــة ص ـ ـ ــفقات األش ـ ـ ــغال وخمس ـ ـ ــين ملي ـ ـ ــون دين ـ ـ ــار ج ازئ ـ ـ ــري‬

‫(‪ 22.222.222‬دجل فـ ـ ـ ــي حالـ ـ ـ ــة صـ ـ ـ ــفقات الخـ ـ ـ ــدمات وعش ـ ـ ـ ـرين مليـ ـ ـ ــون دينـ ـ ـ ــار ج ازئـ ـ ـ ــري‬

‫(‪ 02.222.222‬دجل في حالة صفقات الدراسات‪.2‬‬

‫‪ -1‬د‪ .‬عمار بوضياف‪ ،‬شر تنظيم الصفقات العمومية طبقا للمرسوم الرئاسي ‪ ،022/02‬ص ‪.021‬‬
‫‪ -2‬فاض لي سيد علي‪ ،‬التسوية الودية لنزاعات الصفقات العمومية‪ ،‬مداخلة يوم دراسي حول التنظيم الجديد للصفقات‬
‫العمومية وتفويضات المرفق العام‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة محمد بوضياف‪ ،‬المسيلة‪.0202 ،‬‬
‫‪- 12 -‬‬
‫آليــات تكريــس ضمانــات مبــدأ الشفــافيــة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ال رع الثافق‪ :‬الليان الوالرية للص قا العمومية‪.‬‬

‫تسـ ــتمد اللجنـ ــة الوصئيـ ــة للصـ ــفقات العموميـ ــة وجودهـ ــا التنظيمـ ــي مـ ــن المـ ــادة ‪ 022‬مـ ــن‬

‫المرس ــوم الرئاس ــي ‪ 022/02‬حيـ ــث أش ــارت المـ ــادة الس ــالفة الـ ــذكر إل ــى تشـ ــكيلة ه ــذ اللجنـ ــة‬

‫ومهامها‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تشكيلة الليفة‪.‬‬

‫تتشكل اللجنة الوصئية للصفقات طبقا للمادة ‪ 022‬من المرسوم الرئاسي ‪ 022/02‬من‪:‬‬

‫‪ -‬الوالي أو ممثله رئيسا‪.‬‬

‫‪ -‬ممثل المصلحة المتعاقدة‪.‬‬

‫‪ 22 -‬ممثل ــين ع ــن المجل ــس الش ــعبي ال ــوصئي ول ــم يش ــير ال ــنص عم ــا إذا ك ــان ه ــؤصء‬

‫منتخبين من المجلس ككل‪ ،‬أو مختارين من جانب رئيس المجلس الشـعبي الـوصئي‪ ،‬وهـي ذات‬

‫المالحظة التي وجهناها للمرسـوم الرئاسـي السـابق لسـنة ‪ 0202‬يحـدد ذات اللجنـة وذات هيئـة‬

‫المداول ــة‪ ،‬وك ــان ح ــري ب ــالنص الب ــت ف ــي ه ــذ المس ــألة خاص ــة وأن مجالس ــنا تش ــهد تعددي ــة‬

‫ومنتخبين أحرار‪ ،‬فكان ينبغي الحسم في األمر باصعتراف لرئيس المجلس باصختيـار أروا سـناد‬

‫المهمة للمجلس ككل‪.1‬‬

‫‪ -‬ممثلــين اثنــين عــن الــوزير المكلــف بالماليــة مــن مصــلحة الماليــة ومصــلحة المحاســبة‬

‫وهـذا يؤكـد وصـاية و ازرة الماليـة علـى الصــفقات العموميـة‪ ،‬يـر أن هنـاك مـن البـاحثين انتقــدوا‬

‫أن تكـون الرقابـة الماليــة ممثلـه فـي لجــان الصـفقات العموميــة ألنهـا تـؤدي إلــى وضـع متنــاقض‬

‫كون المراقب المالي عضو في لجنة الصفقات من جهة ومن جهة أخرى يتولى عمليـة الرقابـة‬

‫‪ -1‬ناصر نايلي‪ ،‬فعالية نظام الرقابة المالية في الجزائر‪ ،‬أطروحة دكتو ار ‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة عنابة‪ ،0202 ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪- 13 -‬‬
‫آليــات تكريــس ضمانــات مبــدأ الشفــافيــة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫على تنفيـذ النفقـات العموميـة وهـذا أمـر مـن شـأنه أن يفقـد الم ارقـب المـالي حيـاد حـال ممارسـة‬

‫عملية الرقابة‪.1‬‬

‫‪ -‬مدير المصلحة التقنيـة المعنيـة بالخدمـة بالوصيـة حسـب موضـوع الصـفقة بنـاء‪ ،‬أشـغال‬

‫عمومية‪ ،‬ري‪.‬‬

‫‪ -‬مدير المدير الوصئي للتجارة‪.‬‬

‫‪ -‬واذا نظرنا لهذ التشكيلة نالحظ مايلي‪:‬‬

‫‪ /1‬أن رئاس ــتها أس ــندت للـ ـوالي باعتب ــار مم ــثال للدول ــة ومن ــدوب الحكوم ــة عل ــى مس ــتوى‬

‫المنطقة أو ممثله‪.‬‬

‫‪ /2‬تتشــكل اللجنــة مــن منتخبــين ومعينــين فالفئــة األولــى تمــارس مهمــة الرقابــة الشــعبية‬

‫الســابقة علــى إب ـرام الصــفقات ا‪ ،‬والفئــة الثانيــة تضــم مــديريات ذات العالقــة بالعمليــة التنمويــة‬

‫بصفة عامة تمارس الرقابة والمالية على الصفقات العمومية‪.‬‬

‫‪ /3‬عــزز المشــرع تشــكيلة اللجنــة بشخصــين يتميـزان لوصــاية الصــفقة العموميــة بالخزينــة‬

‫العمومية وبما يضمن ترشيد النفقات العمومية‪.‬‬

‫‪ /4‬دعمت اللجنة الوصئية للصـفقات بالسـلك التنفيـذي والـذي يبـرز وجـود مـدير المصـلحة‬

‫التقنيــة حســب الحــال "األشــغال العموميــة" "الــري" "البنــاء"‪ ،‬كمــا دعمــت بتواجــد مــدير التج ـارة‬

‫بالوصية لما لها من وثيق الصلة بنشاط رؤوس األموال وحركتها‪.‬‬

‫وهذ المديريات كلهـا لهـا عالقـة مباشـرة بمجـال الصـفقات العموميـة‪ ،‬وتمثيـل مـدرائها فـي‬

‫اللجنة سيعطي دفعا أكثر ألعمالها‪ ،‬ويجعل ق ارراتها تتسم بالموضوعية من جميع الجوانب‪.‬‬

‫‪ -1‬علي ساي جبور‪ ،‬دور هيئات الرقابة الخارجية في ضمان سالمة إجراءات إبرام الصفقات العمومية – اللجنة الوصئية‬
‫للصفقات العمومية نموذجا‪ ،‬مجلة البحوث القانونية واصقتصادية‪ ،‬المجلد ‪ ،22‬العدد ‪ ،0202 ،20‬ص ‪.12-22‬‬
‫‪- 14 -‬‬
‫آليــات تكريــس ضمانــات مبــدأ الشفــافيــة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ /5‬ض ــمنت اللجن ــة أشخاص ــا ينتم ــون إل ــى وص ــيات مختلف ــة (المالي ــة‪ ،‬المـ ـوارد المائي ــة‪،‬‬

‫األشغال العمومية‪ ،‬السكن‪ ،‬التجارة‪ ،‬تهيئة ا قليمل بما يضـفي علـى أعمالهـا شـمولية مـن حيـث‬

‫الموضوع‪ ،‬كما ضمت الفئة المنتخبة على المستوى الوصئي‪.1‬‬

‫ثافيا‪ :‬اختصاصاتها‪:‬‬

‫نصـ ــت المـ ــادة ‪ 022‬مـ ــن المرسـ ــوم الرئاسـ ــي ‪ 022/02‬منـ ــه علـ ــى أن اللجنـ ــة الوصئيـ ــة‬

‫للصــفقات تخــتص أساســا بد ارســة مشــاريع دفــاتر الشــروط والصــفقات والمالحــق التــي تبرمهــا‬

‫يــر المرك ـزة للدولــة والمصــال الخارجيــة لــردارات المركزيــة عنــدما يتعلــق‬ ‫الوصيــة والمصــال‬

‫األمر بـ ــ‪:‬‬

‫‪ -‬دفتر شروط أو صفقة لوازم يفوق التقدير ا داري للحاجات أو الصفقة ثالثمئة مليـون‬

‫دينار (‪ 222.222.222.222‬دجل وكذا كل مشروع ملحق بهذ الصفقة‪.‬‬

‫‪ -‬دفت ــر ش ــروط أو ص ــفقة خ ــدمات يف ــوق التق ــدير ا داري للحاج ــات أو الص ــفقة م ــائتي‬

‫مليون دينار (‪ 022.222.222.222‬دجل وكذا كل مشروع ملحق بهذ الصفقة‪.‬‬

‫‪ -‬دفتر شروط أو صفقة دراسات يفوق التقدير ا داري للحاجات أو الصفقة مائة مليون‬

‫دينار (‪ 022.222.222.222‬دجل وكذا كل مشروع ملحق بهذ الصفقة‪.‬‬

‫‪ -‬كما تختص اللجنة بدراسة دفـاتر الشـروط والصـفقات التـي تبرمهـا البلديـة والمؤسسـات‬

‫العموميــة المحليــة‪ ،‬التــي يســاوي مبلغهــا أو يفــوق التقــدير ا داري للحاجــات أو الصــفقة مــائتي‬

‫مليون دينار (‪ 022.222.222.222‬دجل بالنسبة لصفقات األشغال واللوازم وخمسـين مليـون‬

‫دين ـ ـ ــار (‪ 22.222.222.222‬دجل بالنس ـ ـ ــبة لص ـ ـ ــفات الخ ـ ـ ــدمات وعشـ ـ ـ ـرين ملي ـ ـ ــون دين ـ ـ ــار‬

‫(‪ 02.222.222.222‬دجل بالنسبة لصفقات الدراسات‪.‬‬

‫‪ -1‬ناصري نايلي‪ ،‬فعالية نظام الرقابة المالية في الجزائر‪ ،‬األطروحة السابقة‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪- 11 -‬‬
‫آليــات تكريــس ضمانــات مبــدأ الشفــافيــة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ال رع الثالث‪ :‬الليفة اليهوية للص قا العمومية‪.‬‬

‫تـ ــم اسـ ــتحداث مـ ــن النـ ــوع مـ ــن اللجـ ــان بموجـ ــب المـ ــادة ‪ 020‬مـ ــن المرسـ ــوم ‪022/02‬‬

‫المتضمن تنظيم الصفقات العمومية وتفويضات المرفق العام‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تشكيلة الليفة‪ :‬تتشكل من‪:1‬‬

‫‪ -‬الوزير المعني أو ممثله رئيسا‪.‬‬

‫‪ -‬ممثل المصلحة المتعاقدة‪.‬‬

‫‪ -‬ممثلين (‪20‬ل عن الوزير المكلف بالمالية (مصلحة الميزانية‪ ،‬مصلحة المحاسبةل‪.‬‬

‫‪ -‬ممث ـل عــن الــوزير المعنــي بالخدمــة حســب موضــوع الصــفقة (بنــاء‪ ،‬أشــغال عموميــة‪،‬‬

‫ريل عند اصقتضاء‪.‬‬

‫‪ -‬ممثل عن الوزير المكلف بالتجارة‪.‬‬

‫‪ -‬تحــدد قائم ــة الهياك ــل الت ــي يس ــم له ــا بإنشــاء ه ــذ اللجن ــة بموج ــب قـ ـرار م ــن ال ــوزير‬

‫المعني‪.‬‬

‫ثافيا‪ :‬اختصاصا الليفة‪:‬‬

‫‪ -‬صنعقاد اختصاص اللجنة الجهوية للصفقات يجب توافر معيارين‪:‬‬

‫‪ /1‬المعيبببببار العضبببببوم‪ :‬تخـ ــتص اللجنـ ــة بد ارسـ ــة مشـ ــاريع دفـ ــاتر الشـ ــروط والصـ ــفقات‬

‫والمالحق الخاصة بالمصال الخارجية الجهوية لردارات المركزية‪.‬‬

‫‪ -1‬نوال إيراين‪ ،‬لجان الرقابة على الصفقات العمومية ودورها في حماية المال العام‪ ،‬المركز الجامعي مرسلي عبد اهلل‪،‬‬
‫تيبازة‪ ،‬دفاتر البحوث العلمية‪ ،‬ص ‪.02‬‬
‫‪- 16 -‬‬
‫آليــات تكريــس ضمانــات مبــدأ الشفــافيــة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ /2‬المعيببببار المببببالق‪ :‬ينعق ــد اختص ــاص اللجن ــة طبق ــا ل ــنص الم ــادة ‪020‬م ــن المرس ــوم‬

‫‪ 022/02‬التــي تــنص علــى‪" :‬تخــتص اللجنــة الجهويــة للصــفقات ضــمن الحــدود والمســتويات‬

‫المحددة في المحالت من ‪ 0‬إلى ‪ 2‬من المـادة ‪ 022‬وفـي المـادة ‪ 021‬حسـب الحالـة ‪ "...‬أي‬

‫حالة حدود السقف المالي الخاص باللجنة القطاعية للصفقات‪:‬‬

‫‪ -‬صفقات األشغال التي يقل أو يساوي ‪ 0‬مليار‪.‬‬

‫‪ -‬صفقات اللوازم التي يقل مبلغها أو يساوي ‪ 222‬مليون دينار‪.‬‬

‫‪ -‬صفقات الخدمات التي يقل مبلغها أو يساوي ‪ 022‬مليون دينار‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬صفقات الدراسات التي يقل مبلغها أو يساوي ‪ 022‬مليون دينار‪.‬‬

‫ال رع الرابع‪ :‬ليفة الص قا العمومية للمؤتستسة الوطفية الممركب للمؤتستسبة العموميبة ةا‬

‫الطابع اإلدارم‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تشكيلتها‪:‬‬

‫تتشكل هذ اللجنة حسب نص المادة ‪ 020‬من المرسوم الرئاسي ‪ 022/02‬من‪:‬‬

‫‪ -‬ممثل عن السلطة الوصية رئيسا‪.‬‬

‫‪ -‬المدير العام أو مدير المؤسسة أو ممثله‪.‬‬

‫‪ -‬ممثلـ ــين عـ ــن الـ ــوزير المكلـ ــف بالماليـ ــة (المديريـ ــة العامـ ــة للميزانيـ ــة والمديريـ ــة العامـ ــة‬

‫للمحاسبةل‪.‬‬

‫‪ -‬ممثــل عــن الــوزير المعنــي بالخدمــة حســب موضــوع الصــفقة (بنــاء‪ ،‬أشــغال عموميــة‪،‬‬

‫ريل عند اصقتضاء‪.‬‬

‫‪ -1‬نوال إيراين‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.02‬‬


‫‪- 17 -‬‬
‫آليــات تكريــس ضمانــات مبــدأ الشفــافيــة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬ممثل عن الوزير المكلف بالتجارة‪.1‬‬

‫ثافيا‪ :‬اختصاصاتها‪:‬‬

‫تختص هذ اللجنة ب ـ ــ‪:‬‬

‫‪ -‬د ارســة مشــاريع دفــاتر الشــروط والصــفقات والمالحــق الخاصــة بهــا والتــي يقــل مبلغهــا‬

‫ا جم ـ ــالي أو يس ـ ــاوي ملي ـ ــار دين ـ ــار (‪ 0222.222.222‬دجل‪ ،‬بالنس ـ ــبة لص ـ ــفقات األش ـ ــغال‬

‫وثالثمائة مليون دينار (‪ 222.222.222‬دجل بالنسبة لصـفقات اللـوازم‪ ،‬ومـائتي مليـون دينـار‬

‫(‪ 022.222.222‬دجل بالنســبة لصــفقات الخــدمات‪ ،‬ومائــة مليــون دينــار (‪022.222.222‬‬

‫دجل بالنسبة لصفقات الدراسات‪.2‬‬

‫ال بببرع الخبببامس‪ :‬ليفبببة الصببب قا للمؤتستسبببة العموميبببة المحليبببة والهيكبببل عببببر الممركببب‬

‫للمؤتستسة العمومية الوطفية ةا الطابع اإلدارم‪.‬‬

‫إن إنش ــاء ه ــذ اللجن ــة يعـ ــود تاريخه ــا أص ــال إل ــى سـ ــنة ‪ 0222‬بمناس ــبة تع ــديل تنظـ ــيم‬

‫الصــفقات العموميــة ‪ 022/20‬حيــث أعلــن المرســوم الرئاســي ‪ 222/2‬المتعلــق بتعــديل تنظــيم‬

‫الصـفقات العموميـة عــن إدخـال محتــوى جديـد علـى مضــمون المـادة ‪ 000‬صــار يحمـل عنـوان‬

‫الم ــادة ‪ 000‬مك ــرر والت ــي أعلن ــت ع ــن اس ــتحداث لجن ــة ص ــفقات عل ــى مس ــتوى المؤسس ــات‬

‫المحليـة لكــل مــن البلديــة والوصيــة فــي المــادة ‪ 022‬بمــا يؤكــد اســتقاللها عــن بــاقي اللجــان‪ ،‬وهــذا‬

‫أمر طبيعي فالمؤسسـات المحليـة تتمتـع بالشخصـية اصعتباريـة‪ ،‬ولهـا وجـود ذاتـي ومسـتقل عـن‬

‫‪ -1‬د‪ .‬فاطمة موساوي‪ ،‬هيئات الرقابة الداخلية والخارجية كضمان لحماية مبدأ المنافسة‪ ،‬جامعة محمد بوضياف‪ ،‬المسيلة‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،‬مجلة العلوم القانونية والسياسية‪ ،‬المجلد ‪ ،21‬العدد ‪ ،20‬جوان ‪ ،0202‬ص ص ‪.202-222‬‬
‫‪ -2‬د‪ .‬أمحمد حمودي‪ ،‬أستاذ محاضر –أ‪ ،-‬دور هيئات الرقابة الخارجية في ضمان شفافية إجراءات إبرام الصفقات‬
‫العمومية‪ :‬دراسة في إطار المرسوم الرئاسي ‪ 022/02‬المتضمن الصفقات العمومية وتفويضات المرفق العام‪ ،‬دفاتر‬
‫السياسة والقانون‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪- 18 -‬‬
‫آليــات تكريــس ضمانــات مبــدأ الشفــافيــة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫كــل مــن الوصيــة والبلديــة‪ ،‬وبــذلك اســتقلت بلجنــة خاصــة‪ ،‬وقــد تكــون لجنــة صــفقات المؤسســة‬

‫العموميــة بلديــة إن كانــت المؤسســة تابعــة للبلديــة وهــي مــن أنشــأتها لحيــز الوجــود وقــد تكــون‬

‫المؤسســة العموميــة وصئيــة أي تابعــة للوصيــة وهــي مــن أنشــأتها لحيــز الوجــود‪ ،‬فتش ـريع ا دارة‬

‫المحليــة فــي الج ازئــر اعتــرف لكــل مــن الوصيــة والبلديــة بإنشــاء مؤسســات عموميــة محليــة لتلبيــة‬

‫الحاجات العامة‪ ،‬وكذلك المرسوم الرئاسي ‪ 022/02‬سار بنفس التوجه‪.1‬‬

‫أوال‪ :‬تشكيلة ليفة الص قا للمؤتستسبة العموميبة المحليبة والهيكبل غيبر الممركب للمؤتستسبة‬

‫العمومية الوطفية ةا الطابع اإلدارم‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫نصـ ــت المـ ــادة ‪ 022‬مـ ــن المرسـ ــوم الرئاسـ ــي ‪ 022/02‬علـ ــى أن تشـ ــكيلة هـ ــذ اللجنـ ــة‬

‫كمايلي‪:‬‬

‫‪ -‬المدير العام أو مدير المؤسسة حسب الحال مؤسسة وطنية‪ ،‬بلدية‪ ،‬وصئية‪.‬‬

‫‪ -‬ممثل منتخب عن مجلس المجموعة ا قليمية المعنية‪.‬‬

‫ممثلــين اثنــين عــن الــوزير المكلــف بالماليــة أحــدهما مــن مصــلحة المي ازنيــة واآلخــر مــن‬

‫مصلحة المحاسبة‪.‬‬

‫‪-‬ممثــل عــن المصــلحة التقنيــة المعنيــة بالخدمــة للوصيــة حســب موضــوع الصــفقة (بنــاء‪،‬‬

‫أشغال عمومية‪ ،‬ريل‬

‫‪ -‬ممثل عن المصلحة التقنية المعنية بالخدمة‪.‬‬

‫‪ -1‬د‪ .‬عمار بوضياف‪ ،‬شر تنظيم الصفقات العمومية طبقا للمرسوم الرئاسي ‪ 022/02‬المؤرخ في ‪،0202-21-02‬‬
‫القسم الثاني‪ ،‬دار الجسور للنشر والتوزيع‪ ،‬ص ‪.010‬‬
‫‪ -2‬د‪ .‬عمار بوضياف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.012‬‬
‫‪- 19 -‬‬
‫آليــات تكريــس ضمانــات مبــدأ الشفــافيــة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ثافيا‪ :‬اختصاصاتها‪:‬‬

‫تخ ــتص ه ــذ اللجن ــة بد ارس ــة مش ــاريع دف ــاتر الش ــروط والص ــفقات والمالح ــق الخاص ــة‬

‫بالمؤسس ــة ض ــمن ح ــدود المس ــتويات المنص ــوص عليه ــا ف ــي الم ــادة ‪ 1022‬أي حس ــب ح ــدود‬

‫المستويات الخاصة باللجنة الوصئية للصفقات العمومية‪.2‬‬

‫ال رع التسادس‪ :‬الليفة القطاعية للص قا العمومية‪:‬‬

‫أوال‪ :‬فشأتها‪:‬‬

‫تنشأ هذ اللجنة لدى كل دائرة و ازرية وتتشكل‪ 3‬هذ األخيرة من‪:‬‬

‫‪ -‬الوزير المعني أو ممثله‪ ،‬رئيسا‪.‬‬

‫‪ -‬ممثل المصلحة المتعاقدة‪.‬‬

‫‪ -‬ممثالن من القطاع المعني‪.‬‬

‫‪ -‬ممثالن عن وزير المالية (المديرية العامة للميزانية والمديرية العامة للمحاسبةل‬

‫‪ -‬ممثل عن الوزير المكلف بالتجارة‪.‬‬

‫ثافيا‪ :‬اختصاصاتها‪:‬‬

‫تمثل اختصاصاتها باألخذ بالمعيارين المعيار المالي والمعيار العضوي‪.‬‬

‫‪ /1‬المعيار العضوم‪ :‬وجب أن تكون المصلحة المتعاقدة المعنية بالصفقة إما‪:‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 022‬من المرسوم الرئاسي ‪ 022/02‬المتضمن تنظيم الصفقات العمومية وتفويضات المرفق العام‪.‬‬
‫‪ -2‬أمحمد حمودي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪ -3‬د‪ .‬محمد براغ‪ ،‬دور الرقابة على الصفقات العمومية في ترشيد النفقات العمومية‪ ،‬مجلة اصقتصاد الجديد‪ ،‬العدد‪،02‬‬
‫المجلد ‪ ،20‬جامعة أمحمد بوقرة‪ ،‬بومرداس‪ ،0202 ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪- 61 -‬‬
‫آليــات تكريــس ضمانــات مبــدأ الشفــافيــة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬الو ازرة المعنية عندما يتعلق األمـر بمختلـف صـفقاتها وفـق الحـدود الماليـة المنصـوص‬

‫عليها قانونا‪.‬‬

‫‪ -‬ص ــفقات تابع ــة لقط ــاع آخ ــر عن ــد م ــا تتص ــرف ال ــدائرة الو ازري ــة المعني ــة ف ــي إط ــارات‬

‫صالحياتها لحساب دائرة و ازرية أخرى طبقا للمادة ‪ 020‬من المرسوم الرئاسي ‪.022/02‬‬

‫‪ -‬المصال الخارجية الجهوية لردارات المركزية وفق الحدود المالية‪.‬‬

‫‪ -‬المؤسســات العموميــة الوطنيــة والهيكــل يــر المركــز للمؤسســة العموميــة الوطنيــة ذات‬

‫الطابع ا داري وفق الحدود المالية المنصوص عليها‪.‬‬

‫ير المركزة للدولة وفق الحدود المالية المنصوص عليها‪.‬‬ ‫‪ -‬الوصية والمصال‬

‫‪ -‬كــذلك ص يشــمل اختصــاص هــذ اللجنــة الهيئــة العموميــة وهــذا اصســتثناء تــتم التصـري‬

‫بـه بموجــب المـادة ‪1 022‬مــن المرسـوم الرئاســي ‪ 022/02‬كـذلك يخــرج مـن دائـرة اختصاصــها‬

‫الصفقات العمومية التي تبرمها و ازرة الدفاع الوطني طبقـا للمـادة ‪ 2022‬مـن المرسـوم الرئاسـي‬

‫‪.022/02‬‬

‫‪ /2‬المعيار المالق‪ :‬ويتم على مستويين‪:‬‬

‫أ‪ /‬المتستوق األول‪:‬‬

‫‪ -‬بالفتسببببة لصببب قة األشبببغال‪ :‬يج ــب ان يف ــوق الس ــقف الم ــالي لص ــفقة األش ــغال المـ ـراد‬
‫عرضها على اللجنة القطاعية للصفقات العمومية عن واحد مليار دينار‪.‬‬

‫‪ -‬بالفتسبببة لصب قة اقتفببا اللبوا م‪ :‬يجــب أن يفــوق الســقف المــالي لصــفقة اقتنــاء اللـوازم‬
‫المراد عرضها على اللجنة القطاعية للصفقات عن ثالثمئة مليون دينار‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 022‬من المرسوم الرئاسي ‪ 022/02‬المتضمن تنظيم الصفقات العمومية وتفويضات المرفق العام‪.‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ 022‬من المرسوم الرئاسي نفسه‪.‬‬
‫‪- 61 -‬‬
‫آليــات تكريــس ضمانــات مبــدأ الشفــافيــة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬بالفتسبببة لص ب قا الخببدما ‪ :‬يجــب أن يفــوق الســقف المــالي لصــفقة الخــدمات المـراد‬


‫عرضها على اللجنة القطاعية للصفقات العمومية عن مائتي مليون دينار‪.‬‬

‫‪ -‬بالفتسبببة لصب قا الدراتسببا ‪ :‬يجــب أن يفــوق الســقف المــالي لصــفقة الد ارســات المـراد‬
‫عرضها على اللجنة القطاعية للصفقات العمومية عن مائة مليون دينار‪.‬‬

‫ب‪ /‬المتستوق الثافق‪:‬‬

‫وهذا الجزء يخص صفقات الو ازرة‪.‬‬

‫‪ -‬فبالنســبة لصــفقة األشــغال العموميــة واللـوازم‪ :‬يجــب أن يفــوق الســقف المــالي عــن ســتة‬
‫ماليين دينار‪.‬‬

‫‪ -‬فالفصــل فــي قواعــد اصختصــاص بــين لجنــة وأخــرى يــتم عــن طريــق تطبيــق المعيــارين‬

‫السابقين (المعيار المالي والمعيار العضويل‪.‬‬

‫‪ -‬وبــذلك نســتخلص أن اللجنــة القطاعيــة للصــفقات العموميــة‪ 1‬تعمــل علــى مراقبــة صــحة‬
‫إج ـراءات إب ـرام الصــفقات العمومي ـة وكــذلك تقــوم بمســاعدة المصــال المتعاقــدة التابعــة لهــا فــي‬
‫مجال تحضير الصفقات العمومية واتمام ترتيبها‪.‬‬

‫كما تساهم في تحسين ظروف مراقبة صحة إجراءات إبرام الصفقات العمومية‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد براغ‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬


‫‪- 62 -‬‬
‫آليــات تكريــس ضمانــات مبــدأ الشفــافيــة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المبحث الثافق‪ :‬التسلطة العليا للش الية من ال تساد ومكالحته‪.‬‬

‫لقد قام المشـرع الج ازئـري بالتعـديل الدسـتوري الجديـد لسـنة ‪ 0202‬وترقيـة الهيئـة الوطنيـة‬

‫للوقاية من الفساد ومكافحته والتي يتطرق لها الدستور الحـالي فـي أفضـل الهيئـات اصستشـارية‬

‫إلــى "ســلطة عليــا للشــفافية والوقايــة مــن الفســاد ومكافحتــه وخصــص لهــا فصــل كامــل "الفصــل‬

‫الرابع" في الباب المخصص لمؤسسات المحاسبة والسلطة الوطنية لالنتخابات"‬

‫وسنتولي فـي المطالـب التاليـة توضـي مفهـوم ونشـأة الهيئـة الوطنيـة وكـذا المهـام الموكلـة‬

‫لهــا والعالقــة بينهــا وبــين الســلطة القضــائية ولمــا لهــا دور هــام فــي تعزيــز مبــدأ الشــفافية خاصــة‬

‫فيمــا يخــص المحافظــة علــى المــال العــام وذلــك فــي إطــار التعاقــد فــي مجــال إب ـ ارم الصــفقات‬

‫العمومية‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬فشأ الهيرة الوطفية للوقاية من ال تساد ومكالحته‪.‬‬

‫صادقت الدولة الجزائرية على اصتفاقيات الدوليـة‪ 1‬المتعلقـة بمكافحـة الفسـاد الصـادرة مـن‬

‫هيئــة األمــم المتحــدة واصتحــاد ا فريقــي وجامعــة الــدول العربيــة وتشــكل مكافحــة الفســاد عمــال‬

‫استراتيجيا يحظى باهتمـام عـالي فـي مسـار ا صـالحات وعصـرنة ا دارة والحكـم ال ارشـد الـذي‬

‫بدأ به السـيد رئـيس الجمهوريـة عـام ‪ ،0111‬ويعتبـر إصـدار القـانون ‪ 20/22‬المتعلـق بالوقايـة‬

‫من الفساد ومكافحته المؤرخ في ‪ 0222-20-02‬جزءا أساسـيا مـن عمليـة مالئمـة النصـوص‬

‫‪ -1‬اصتفاقيات الدولية‪ :‬أ‪ /‬اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد المعتمد بموجب قرار الجمعة العامة لألمم المتحدة رقم ‪2/22‬‬
‫في دورتها ‪ .22‬مؤتمر التوقيع السياسي رفيع المستوى المنعقد بمدينة ميريدا بالمكسيك في الفترة الممتدة ‪ 2‬إلى ‪-00-00‬‬
‫‪ 0222‬وصادقت الجزائر على هذ اصتفاقية بتحفظ بموجب المرسوم الرئاسي رقم ‪ 002/22‬المؤرخ في ‪ 01‬صفر عام‬
‫‪ 0202‬الموافق لـ ـ ‪.0222-22-01‬‬
‫ب‪ /‬اتفاقية اصتحاد ا فريقي‪ :‬لمنع الفساد المعتمد بمابوتو بتاريخ ‪ 0222-22-00‬حيث صادقت عليها الجزائر بموجب‬
‫المرسوم الرئاسي رقم ‪ 022/22‬المؤرخ في ‪.0222-22-02‬‬
‫ج‪ /‬اصتفاقية العربية‪ :‬لمكافحة الفساد المحررة بالقاهرة بتاريخ ‪ 0202-00-00‬التي صادقت عليها الجزائر بموجب المرسوم‬
‫الرئاسي رقم ‪ 021/02‬المؤرخ في ‪.0202/21/22‬‬
‫‪- 63 -‬‬
‫آليــات تكريــس ضمانــات مبــدأ الشفــافيــة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫التشريعية الوطنية "القانون الـداخلي" مـع أحكـام القـانون الـدولي وبـاألخص أحكـام اتفاقيـة األمـم‬

‫المتحدة لمكافحة القانون الدولي وباألخص أحكام اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد‪.1‬‬

‫فكــان ل ازمــا علــى المشــرع البحــث عــن هيئــات متخصصــة تقــوم بمســاعدة الدولــة وتنــته‬

‫المــنه الوقــائي حيــث شــهدت بلــديات األلفيــة الثانيــة فــي إطــار مكافحــة الفســاد إنشــاء هيئــات‬

‫متخصصة لهذ العملية في إطار مكافحة الفساد إنشـاء هيئـات متخصصـة لهـذ العمليـة بنـاءا‬

‫على توصيات مختلف المنظمات العالمية كاستراتيجية شاملة لمكافحة الفساد‪.2‬‬

‫حيــث تمتلــك الج ازئــر عــدة أجهـزة وهيئــات مكلفــة بمكافحــة الفســاد‪ 3‬منهــا األجهـزة المكلفــة‬

‫بــالتحقيق ا داري والمــالي وهــي أجه ـزة مكلفــة بــالتحقيق القضــائي (أقســام التحقيقــات‪ ،‬الوحــدات‬

‫اصقتص ــادية والمالي ــةل وهن ــاك مجموع ــة م ــن الهيئ ــات واألجهـ ـزة متخصص ــة ف ــي كش ــف جـ ـرائم‬

‫الفساد والتحقيق فيها ومعالجتها قضائيا ومن هذ نذكر منها‪:‬‬

‫‪ -‬خليــة معالجــة اصســتعالم المـالي ‪ ،CTRE‬المفتشــية العامــة لماليــة ‪ igf‬المديريــة العامــة‬

‫لألمــن الــوطني ‪ ...PGSN‬الــخ‪ ،‬أمــا الهيئــة األخي ـرة فهــي التــي ذكرناهــا ســابقا (الهيئــة الوطنيــة‬

‫للوقايــة م ــن الفس ــاد ومكافحت ــه ‪ONPLC‬ل حي ــث ت ــم إنشــاء ه ــذ الهيئ ــة بمقتض ــى الق ــانون رق ــم‬

‫‪ 20/22‬المتعلق بالوقايـة مـن الفسـاد ومكافحتـه وهـي سـلطة إداريـة تتمتـع بالشخصـية المعنويـة‬

‫واصســتقالل المــالي تابعــة لرئاســة الجمهوريــة تتــولى تنفيــذ اســتيراتيجية الدولــة فــي الوقايــة مــن‬

‫الفساد ومكافحته‪.‬‬

‫‪ -1‬د‪ .‬جمال دبوبي بونوة‪ ،‬الهيئة الوطنية للوقاية من الفساد ومكافحه‪ ،‬المركز الجامعي أحمد زبانة‪ ،‬ليزان‪.0201 ،‬‬
‫‪ -2‬مبروك حليمة‪ ،‬مكافحة الفساد ا داري في التشريع الجزائري‪ ،‬أطروحة الدكتو ار في القانون العام‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة‬
‫باجي مختار‪ ،‬عنابة‪ ،0202-0202 ،‬ص ‪.222‬‬
‫‪ -3‬حاجة عبد العالي‪ ،‬اآلليات القانونية لمكافحة الفساد ا داري في الجزائر‪ ،‬أطروحة دكتو ار علوم في الحقوق‪ ،‬تخصص‬
‫قانون عام‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة محمد خيضر‪ ،0202-0200 ،‬ص ‪.022‬‬
‫‪- 64 -‬‬
‫آليــات تكريــس ضمانــات مبــدأ الشفــافيــة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫حيث قام المشرع الجزائري بصيا ة آليات تمنع وتحد من انتشار الجرائم وذلك بمحاسـبة‬

‫ك ــل المت ــورطين والمتس ــببين‪ 1‬ف ــي أعم ــال الفس ــاد ويج ــب أن تك ــون ه ــذ الهيئ ــة له ــا ق ــدر م ــن‬

‫اصســتقاللية خاصــة الفســاد الــذي نشــهد فــي إب ـرام الصــفقات العموميــة‪ ،‬لــذلك يجــب المحافظــة‬

‫على المال العام باستحداث كمثل هذ الهيئات‪.‬‬

‫حي ــث وم ــع انتش ــار موج ــة الفس ــاد الت ــي عم ــدت الدول ــة الجزائري ــة خاص ــة ف ــي ا دارات‬

‫العمومي ــة وب ــاألخص عن ــد إبـ ـرام عق ــد الص ــفقات العمومي ــة وم ــا يح ــيط به ــا م ــن ش ــبوهات ف ــي‬

‫اخــتالس المــال العــام لمــا يرصــد لهــذ المشــاريع مــن مئــات المليــارات فكــان ل ازمــا علــى رئــيس‬

‫الجمهوريــة عبــد المجيــد تبــون ومــع مباركــة الح ـراك الشــعبي وســقوط رؤوس الفســاد الكبــرى فــي‬

‫الدولة أن يعزز مكانة هذ الهيئة بأن يقوم بدسترتها في ظل التعـديل الدسـتوري ‪ 0202‬ويغيـر‬

‫فــي تســميتها إلــى الســلطة العليــا للشــفافية والوقايــة مــن الفســاد ومكافحتــه حيــث يــرى األســتاذ‬

‫البروفيسور العايب عـالوة‪ 2‬أسـتاذ القـانون الدسـتوري بجامعـة الج ازئـر ‪ 20‬أن ترقيـة هـذ الهيئـة‬

‫إلى سلطة يؤكد وجود إرادة جادة للجزائر لمواصلة مكافحة الفساد وبدون هـوادة والقضـاء علـى‬

‫هــذ الظــاهرة التــي تنخــر اصقتصــاد الــوطني وتفســد الحيــاة العامــة والســلوكات فــي الــبالد‪ ،‬حيــث‬

‫تن ــدرج ف ــي إط ــار المب ــدأ الكبي ــر للتس ــيير بالش ــفافية والمس ــؤولية كم ــا أوضـ ـ األس ــتاذ أن ه ــذ‬

‫الســلطة تعتبــر ســلطة مســتقلة حســب مــا جــاء فــي المــادة ‪ 022‬مــن مشــروع تعــديل الدســتور‬

‫‪.0202‬‬

‫‪ -1‬أ‪ .‬بوخضرة إبراهيم‪ ،‬دور الهيئة الوطنية للوقاية من الفساد بين الفعالية والتعطيل‪ ،‬مجلة اصجتهاد للدراسات القانونية‬
‫واصقتصادية‪ ،‬المركز الجامعي لتامنغست‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫‪ -2‬جريدة النصر‪ ،‬لقاء مع األستاذ البروفيسور العايب عالوة‪ ،‬أستاذ القانون الدستوري بجامعة الجزائر الذي أبدى رأيه في‬
‫ما يخص استحداث السلطة العليا للشفافية‪.‬‬
‫‪- 61 -‬‬
‫آليــات تكريــس ضمانــات مبــدأ الشفــافيــة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫كما أضاف رئيس الهيئة الوطنية للوقاية من الفساد ومكافحته طـارق كـور أن التعـديالت‬

‫المدرجة فـي إطـار مشـروع تعـديل‪ 1‬الدسـتور والمتعلقـة بمهـام هـذ الهيئـة تعـد تعـديالت جوهريـة‬

‫بالنظر إلى أنها ستتحول من مجرد هيئة استشارية إلى هيئة رقابية‪ ،‬حيـث خصـص لهـا فصـل‬

‫كامــل (الفصــل ال اربــعل فــي البــاب المخصــص لمؤسســات الرقابــة‪ ،‬حيــث ومــن خــالل الفصــل‬

‫ال اربــع البــاب ال اربــع تفصــيل أكثــر لصــالحيات هــذ الســلطة بموجــب المــادة ‪022‬مــن التعــديل‬

‫الدستوري ‪.0202‬‬

‫كمــا أكــد رئــيس الســلطة العليــا للشــفافية والوقايــة مــن الفســاد ومكافحتــه طــارق كــور أن‬

‫الجزائر حققت تكريس دولة المؤسسات ودعم قدرات هيئات مكافحة الفساد من خالل الدسـتور‬

‫الجديــد‪ 0202 2‬الــذي تضــمن أحكامــا دســتورية تعكــس التـزام الج ازئــر باصتفاقيــات الدوليــة فــي‬

‫مجــال الوقايــة مــن الفســاد ومكافحتــه وهــو مــا ورد فــي ديباجتــه‪ ،‬حيــث عــزز مكانــة الســلطة مــن‬

‫خالل دسترتها وتحويلها من هيئة استشارية إلى سلطة رقابية‪ ،‬كما دسترت عالقاتهـا بـالمجتمع‬

‫المــدني وأوكــل لهــا مهمــة تــدعيم قــدراتها فــي مجــال مكافحــة الفســاد مــن خــالل بعــث مشــروع‬

‫الشبكة الوطنية للنزاهة‪ ،‬وذلك مـن خـالل المشـروع التمهيـدي لالسـتراتيجية الوطنيـة للوقايـة مـن‬

‫الفساد ومكافحته والتـي يمتـد تنفيـذها علـى مـدار ‪ 22‬سـنوات مـن ‪ 0202/0200‬ولخصـها فـي‬

‫ترقيــة ثقافــة نبــذ الفســاد فــي أوســاط المجتمــع مــن خــالل الرقابــة المجتمعيــة فــي تســيير شــؤون‬

‫الــبالد مــن خــالل تظــافر وتكــاثف جميــع الجهــود لمحاربــة هــذ اآلفــة واستئصــال جــذورها حتــى‬

‫تظل جزائر جديدة مناهضة للفساد‪.‬‬

‫‪ -1‬الوكالة الجزائرية لألنباء‪ ،‬لقاء صحفي مع رئيس الهيئة طارق كور حول دور هيئة مكافحة الفساد في شروع تعديل‬
‫الدستور ‪ ،0202‬حقوق النشر ‪ .0200‬على الموقع ا لكتروني‪ https://www.entv.dz :‬أطلع عليه يوم‪0200-22-02 :‬‬
‫على الساعة ‪.02:22‬‬
‫‪ -2‬جريدة السالم ندوة صحفية مع رئيس طارق كور حول مشروع تعديل الدستور ‪ 0202‬وما استجد منه في المادتين‬
‫‪ 022-022‬من التعديل لجديد في الدستور‪.‬‬
‫‪- 66 -‬‬
‫آليــات تكريــس ضمانــات مبــدأ الشفــافيــة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وبمــا أن إبـرام عقــد الصــفقات العموميــة يعــد الحقــل الخصــب لممارســة شــتى أنـواع الفســاد‬

‫لما يرصد له من أموال ضخمة إقامة هذ المشاريع ومن أجل المحافظة على المـال العـام مـن‬

‫التبديــد نــص القــانون رقــم ‪ 20/22‬المتعلــق بالوقايــة مــن الفســاد‪ 1‬ومكافحتــه حســب نــص المــادة‬

‫‪ 21‬منــه علــى‪" :‬فــرض ترتيبــات ترتكــز فــي مجملهــا عل ـى مفهــوم الشــفافية والمنافســة الش ـريفة‬

‫والموضــوعية‪ ،‬والســير العقالنــي للمــال العــام وفقــا لرج ـراءات المعمــول بهــا التــي يجــب علــى‬

‫المتعامل المتعاقد التقيد بها‪.‬‬

‫المطلب الثافق‪ :‬تعريف التسلطة العليا للش الية والوقاية من ال تساد ومكالحته‪.‬‬

‫قامــت الج ازئــر بإنشــاء الهيئــة الوطنيــة للوقايــة مــن الفســاد ومكافحتــه بموجــب القــانون رقــم‬

‫‪( 20-22‬المع ــدل والم ــتممل وكلف ــت بتنفي ــذ اصس ــتراتيجية الوطني ــة ف ــي مج ــال مكافح ــة الفس ــاد‬

‫واقت ـ ار سياســة شــاملة للوقايــة مــن هــذ اآلفــة بهــدف بنــاء دولــة حــول ديمقراطيــة فعالــة تتســم‬

‫بالمســاءلة والشــفافية والمســؤولية تســعى إلــى ترســيخ أســس ودعــائم الحوكمــة حيــث هــذ األخيـرة‬

‫تعتب ــر اح ــدى الوس ــائل الهادف ــة إل ــى تحقي ــق التنمي ــة اصقتص ــادية ورف ــا المجتم ــع وارس ــاء ق ــيم‬

‫الديمقراطيــة والعدالــة التــي تضــمن الن ازهــة وتعزيــز ســيادة القــانون ورســم الحــدود الفاصــلة بــين‬

‫المصال الخاصة والعامة والحيلولة دون استغالل المنصب والنفوذ‪.2‬‬

‫وم ـن خــالل مــا تقــدم يمكــن لنــا تعريــف هــذ الســلطة التــي كانــت فــي بــادئ األمــر هيئــة‬

‫أنشأت بموجب القانون ‪ 20/22‬المتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحته حيـث أنهـا تعتبـر سـلطة‬

‫‪ -1‬قانون رقم ‪ 20/22‬مؤرخ في ‪ 00‬محرم عام ‪ 0202‬الموافق ل ـ ‪ 0222-20-02‬يتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحته‬
‫حسب نص المادة ‪ 21‬منه‪" :‬يجب أن تؤسس ا جراءات المعمول بها في مجال الصفقات العمومية على قواعد الشفافية‬
‫والمنافسة وعلى معايير موضوعية‪ ،‬ويجب أن تكرس هذ القواعد على وجه الخصوص‪- :‬عالنية المعلومات المتعلقة‬
‫بإ جراءات إبرام الصفقات العمومية‪ ،‬ا عداد المسبق لشروط المشاريع واصنتقاء‪ ،‬معايير موضوعية ودقيقة اصتحاد بالق اررات‬
‫المتعلقة بإبرام الصفقات العمومية‪.‬‬
‫‪ -2‬مدحت محمد أبو النصر‪ ،‬الحوكمة الرشيدة‪ ،‬فن إدارة المؤسسات عالية الجودة‪ ،‬المجموعة العربية للتدريب والنشر‪،‬‬
‫مصر‪ ،0202 ،‬ص ‪.21‬‬
‫‪- 67 -‬‬
‫آليــات تكريــس ضمانــات مبــدأ الشفــافيــة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫إدارية مستقلة أسند لها مهمة اقت ار سياسة شاملة للوقاية من الفساد تمارس مهامها فـي إطـار‬

‫اس ــتراتيجية تعزي ــز الش ــفافية والن ازه ــة وص تخض ــع ألي رقاب ــة رئاس ــية أو وص ــايته كان ــت حي ــث‬

‫أضفى عليها المشرع الجزائري الطابع السلطوي لمـا تتمتـع بالطـابع ا داري واصسـتقاللي‪ ،‬ومـن‬

‫أجــل النهــوض بمكانتهــا جــاء تعــديل الدســتور ‪ 0202‬ليقــوم بدســترتها وجعلهــا ســلطة بــدل هيئــة‬

‫وبذلك عزز من مكانتها كسلطة رقابية للحفاظ على المـال العـام وذلـك مـن خـالل البـاب ال اربـع‬

‫في المادتين ‪ 022-022‬من التعديل الدستوري ‪.10202‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬مهامها‪.‬‬

‫تت ـولى الســلطة العليــا للشــفافية والوقايــة مــن الفســاد ومكافحتــه الكثيــر مــن المهــام والتــي‬

‫تضمنتها المادة ‪ 2022‬من التعديل الدستوري ‪ 0202‬والمتمثلة في‪:‬‬

‫‪ -‬وضع استراتيجية وطنيـة للشـفافية والوقايـة مـن الفسـاد ومكافحتـه والسـهر علـى تنفيـذها‬

‫ومتابعتها حيث تسعى إلى وضـع اسـتراتيجيات ومقترحـات وتوصـيات ود ارسـات لمتابعـة عمليـة‬

‫لمكافحة الفساد‪.‬‬

‫‪ -‬كم ــا تت ــولى مهم ــة جم ــع ومعالج ــة وتبلي ــم المعلوم ــات المرتبط ــة بمج ــال اختصاص ــها‬

‫ووضــعها فــي متنــاول األجه ـزة المختصــة وأيضــا إخطــار مجلــس المحاســبة والســلطة القضــائية‬

‫المختصــة كلمــا عاينــت وجــود مخالفــات واصــدار أوامــر عنــد اصقتضــاء للمؤسســات واألجه ـزة‬

‫المعنية‪.‬‬

‫‪ -‬كمــا تعمــل عموديــا علــى تبليــم التوصــيات والمقترحــات إلــى الســلطة العليــا فــي الدولــة‬

‫وتعمل أفقيا مع مجلس المحاسبة ومع جهاز العدالة والسلطة القضائية المختصة‪.‬‬

‫‪ -1‬دستور ‪ 0202‬المادتين ‪.022-022‬‬


‫‪ -2‬دستور ‪ ،0202‬المادة ‪.022‬‬
‫‪- 68 -‬‬
‫آليــات تكريــس ضمانــات مبــدأ الشفــافيــة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬با ضــافة إلــى أنهــا تســاهم فــي تــدعيم قــدرات المجتمــع المــدني والفــاعلين اآلخـرين فــي‬

‫مجــال مكافحــة الفســاد ألن المجتمــع يلعــب دو ار أساســا فــي التبليــم والرقابــة حيــث أن مكافحــة‬

‫الفساد يتم على مستوى القاعدة‪.‬‬

‫‪ -‬كمــا تعمــل علــى متابعــة وتنفيــذ ونشــر ثقافــة الشــفافية والوقايــة ومكافحــة الفســاد وابــداء‬

‫ال ـرأي حــول النصــوص القانونيــة ذات الصــلة بمجــال اختصاصــها وكــذا المشــاركة فــي تكــوين‬

‫أعوان األجهزة المكلفة بالشفافية والوقاية ومكافحة الفساد‪.‬‬

‫ومــن خــالل المهــام المتعــددة والمتنوعــة التــي ســبق بيانهــا استشــارية إلــى رقابيــة حســب‬

‫تعديل دستور ‪ 0202‬المشرع الهيئة الوطنية للوقاية من الفساد ومكافحته‪.‬‬

‫وتتمثل مظاهر اصستقاللية الوظيفية في ممارستها لمهامها إص أنه قيدها فـي الكثيـر مـن‬

‫المسائل كان أهمها تقييدها في تحريك الدعوى العمومية والمقصود بنظامهـا الـداخلي مجموعـة‬

‫القواعد التي تطبق على الهيئة داخليا مـن حيـث التنظـيم‪ ،‬وقـد نـص القـانون ‪ 20-22‬علـى أن‬

‫تقوم بإعداد النظام الداخلي الذي ينشـر فـي الجريـدة الرسـمية بموجـب مرسـوم رئاسـي وتصـادق‬

‫عليها‪.1‬‬

‫وبــالر م مــن الــنص الص ـري علــى أن الهيئــة الوطنيــة للوقايــة مــن الفســاد ومكافحتــه هــي‬

‫سلطة إدارية مستقلة تتمتع بالشخصية المعنوية واصستقالل المالي وا داري‪ ،‬وبالتالي ص يمكـن‬

‫ألية سلطة التدخل في ق ارراتها إص أن ذلك ص يعني استقالص حقيقيا من خالل‪:‬‬

‫‪ -1‬لمادة ‪ 01‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪.202/22‬‬


‫‪- 69 -‬‬
‫آليــات تكريــس ضمانــات مبــدأ الشفــافيــة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪ -‬خضــوع الهيئــة للرقابــة الماليــة مــن قبــل م ارقــب مــالي معــين مــن طــرف الــوزير المكلــف‬

‫بالمالية‪ ،1‬كذلك يتولى سك المحاسبة عون محاسب يعينه أو يعتمد الوزير المكلـف بالماليـة‪،2‬‬

‫ومن هنا تظهر تبعية الهيئة المالية للسلطة التنفيذية‪.3‬‬

‫‪ -‬إل ـزام الهيئــة بتقــديم تقريــر ســنوي عــن ســير أعمالهــا إلــى رئــيس الجمهوريــة ولــم يــنص‬

‫القانون علـى وجـوب نشـر التقريـر كمـا هـو الحـال فـي فرنسـا أيـن يكـون التقريـر علنيـا يـتم نشـر‬

‫في الموقع الرسمي للهيئة مما يدعو للتساؤل حول الفائدة مـن التقريـر الصـادر عـن الهيئـة مـن‬

‫أهم أدوارها تعزيز المساءلة والشفافية‪.‬‬

‫‪ -‬تقييــد الهيئــة فــي تحريــك الــدعوى العموميــة حيــث ترســل التقــارير للجهــات المختصــة‬

‫والتي ذكرتا في دستور ‪ 0202‬الجديد ضمت المادة ‪ 4022‬والتـي حـددت مهامهـا وبـالر م مـن‬

‫تمتعه ــا بالعدي ــد م ــن الص ــالحيات ف ــي مج ــال البح ــث والتح ــري وح ــق التقاض ــي إص أن ــه عن ــدما‬

‫نتوصــل إلــى وقــائع ذات وصــف جبــائي تحــول الملــف إص أنــه عنــدما نتوصــل إلــى وقــائع ذات‬

‫وصــف جنــائي تحــول الملــف إلــى وزيــر العــدل الــذي يخطــر النائــب العــام المخــتص لتحريــك‬

‫الدعوى العمومية عند اصقتضاء‪.‬‬

‫المطلب الرابع‪ :‬عالقة الهيرة بالتسلطة القضارية‪.‬‬

‫ص تستطيع الهيئة مباشرة الـدعوى بنفسـها‪ ،‬فيقتصـر دورهـا علـى تحويـل الملـف إلـى وزيـر‬

‫الع ــدل عن ــد م ــا توص ــل إل ــى وق ــائع ذات وص ــف ج ازئ ــي ويق ــوم ال ــوزير بإخط ــار النائ ــب الع ــام‬

‫المختص لتحريك الدعوى العمومية عند اصقتضاء‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 02‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪.202/22‬‬


‫‪ -2‬المادة ‪ 02‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪.202/22‬‬
‫‪ -3‬بوزيرة سهيلة‪ ،‬المذكرة السابقة‪ ،‬ص ‪.022‬‬
‫‪ -4‬دستور ‪ ،0202‬المادة ‪.022‬‬
‫‪- 71 -‬‬
‫آليــات تكريــس ضمانــات مبــدأ الشفــافيــة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫إنشغلت الهيئات الوطنية والدولية بتأكيد إجراء الالمركزية التي زادت من اصختصاصات‬

‫ا دارية والمالية للجماعات المحلية‪ ،‬ويالحظ أن رئاسة جهاز مكافحة الفسـاد مـن طـرف وزيـر‬

‫معين قد يساهم في تقوية مكافحة الفساد‪.‬‬

‫إن نشــاط هيئــة مكافحــة الفســاد يتوقــف علــى الظــروف القائمــة فــي مــدى خطــورة الظـاهرة‬

‫والوس ــائل المتاح ــة للعم ــل‪ ،‬لك ــن يج ــب العم ــل عل ــى ‪ 22‬اتجاه ــات وذل ــك للتقلي ــل م ــن الفس ــاد‪:‬‬

‫العقوبات – الوقاية‪ -‬إعالم المواطنين‪.‬‬

‫يمتد اصختصاص للهيئة على كافة التراب الوطني وهذا يتناسب مع طبيعة جـرائم الفسـاد‬

‫التي البا ما تمتد إلى أكثر من دائرة اختصاص واحدة بـل قـد تمتـد إلـى الخـارج‪ ،‬كمـا أن هـذا‬

‫التدبير يغطي القصور الناجم عن عدم تمديد اصختصـاص المحلـي لوكيـل الجمهوريـة وقاضـي‬
‫‪1‬‬
‫التحقيـ ــق ورئـ ــيس المحكمـ ــة علـ ــى ج ـ ـرائم الفسـ ــاد عكـ ــس ج ـ ـرائم أخـ ــرى كالمتـ ــاجرة بالمخـ ــذرات‬

‫وتبيــيض األم ـوال وا رهــاب‪ ،‬وج ـرائم الصــرف و يرهــا والــذي تســتفيد منــه بعــض المحــاكم فــي‬

‫الجزائر‪.2‬‬

‫ح ــدد الق ــانون ‪ 20/22‬ف ــي الم ــادة ‪ 02‬مه ــام الهيئ ــة لكن ــه ن ــص عل ــى وج ــوب اس ــتعانتها‬

‫بالنيابــة العامــة لجمــع األدلــة والتحــري فــي الوقــائع ذات العالقــة بالفســاد وذلــك يثيــر التســاؤل‬

‫والجــدل حــول طبيعــة وعمــل الهيئــة خاصــة وأن هــذ الهيئــة لهــا طبــع إداري ممــا مــن شــأنه أن‬

‫يتعارض مع صالحياتها في البحث والتحري‪.3‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 0/22‬و‪ 0/22‬و‪ 021‬من األمر ‪ 022-22‬المتضمن قانون ا جراءات الجزائية المعدل والمتمم‪.‬‬
‫‪ -2‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 222/22‬المؤرخ في ‪.0222/00/22‬‬
‫‪ -3‬حددت المادة ‪ 02‬من القانون ‪ 20/22‬مهام الهيئة‪.‬‬
‫‪- 71 -‬‬
‫آليــات تكريــس ضمانــات مبــدأ الشفــافيــة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ل ــم ي ــتم تزوي ــد الهيئ ــة بص ــالحيات الض ــبط القض ــائي ألن ق ــانون الفس ــاد يلزمه ــا بتحوي ــل‬

‫الملــف إلــى وزيــر العــدل الــذي بــدور يخطــر النائــب العــام المخــتص لتحريــر الــدعوى العموميــة‬

‫عند اصقتضاء‪.1‬‬

‫القانون يسـم للهيئـة بـالتحري وجمـع األدلـة اسـتعانة بالنيابـة العامـة وتنتهـي مهمتهـا عنـد‬

‫هذا الحد‪.‬‬

‫لــذلك يقتــر الــبعض تعــديل المــادة ‪ 02‬التــي تحــدد صــالحيات الهيئــة فــي مجــال التحــري‬

‫والبحث ليكون مضمونها إداريـا ولـيس لـه طـابع قضـائي وتكتفـي بجمـع المعلومـات وتوثيقهـا ثـم‬

‫إحالـة الملـف إلـى وزيـر العـدل أي أن يصـب عملهـا مسـاعد األعمـال النيابـة العامـة فـي مجـال‬

‫البحــث والتحــري دون أن تكــون لــه ســلطة مباشـرتها وهــذا مــا أكــد المشــرع الفرنســي فــي قــانون‬

‫‪" 0112-20-01‬تعتبر اللجنة الفرنسية للوقاية من الفساد من أنجـ اللجـان عبـر العـالم ولهـا‬

‫نشاطات ص حصر لها في هذا المجال"‪.2‬‬

‫بعد أن ألغى المجلس الدستوري الفرنسي الصالحيات لتـي منحهـا مشـروع القـانون للهيئـة‬

‫في مجال التحري والتحقيق يرأسها قاض ومشكلة من قضاة وموظفين عموميين‪.‬‬

‫إن الــدروس التــي يمكــن استخالصــها مــن تجــارب هيئــات أو لجــان مكافحــة الفســاد فــي‬

‫العالم إن هذ الهيئات يمكن أن تشكل ذراعا قوية والوقاية من الفساد ومكافحته أو مجرد هيئة‬

‫تجتمــع بصــفة دوريــة ينحصــر نشــاطها فــي تبــادل المعلومــات مــع هيئــات وجهــات وفــي بعــض‬

‫الدول ازداد مؤشر الفساد بعد إنشاء هذ اللجنة‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 00‬من القانون ‪.20/22‬‬


‫‪ -2‬هالل مراد‪ :‬الوقاية من الفساد ومكافحته في التشريع الجزائري على ضوء القانون الدولي‪ ،‬نشرة القضاء‪ ،‬العدد ‪،22‬‬
‫المحكمة العليا‪ ،‬ديسمبر ‪ ،0222‬ص ‪.22‬‬
‫‪- 72 -‬‬
‫آليــات تكريــس ضمانــات مبــدأ الشفــافيــة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ص بــد مــن الـربط بــين الفســاد والحوكمــة فهــذ الهيئــات نجحــت فــي الــدول التــي كانــت فيهــا‬

‫الحوكمة جيدة مثل أستراليا والتشيلي‪.‬‬

‫لكنهمـ ــا فـ ــي الـ ــدول التـ ــي تك ـ ـون فيهـ ــا الحوكمـ ــة سـ ــيدة فـ ــإن هـ ــذ الهيئـ ــات كانـ ــت تفتقـ ــد‬

‫المصداقية بل قد يطالها الفساد‪ ،‬كما حدث في العراق عنـدما اتهـم رئـيس هيئـة مكافحـة الفسـاد‬
‫‪1‬‬
‫بالفساد‪.‬‬

‫‪ -1‬هالل مراد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬


‫‪- 73 -‬‬
‫آليــات تكريــس ضمانــات مبــدأ الشفــافيــة‬ ‫الفصل الثاني‬

‫خالصة ال صل الثافق‪:‬‬

‫ممــا ســبق نخلــص إلــى أن الشــفافية تعتبــر مــن أهــم المبــادئ التــي تقــوم عليهــا الصــفقات‬

‫العموميــة والتــي حــرص المشــرع الج ازئــري علــى تكريســها سـواء فــي الصــفقات العموميــة أو فــي‬

‫قوانين أخرى لما لهذ األخيرة ارتباطا وصلة وثيقة بالمال العام‪.‬‬

‫حيث ألزم المشرع الجزائري ا دارة المتعاقدة باتباع هذ الخطوات بداية من ا عالن فـي‬

‫ر بتها في التعاقد إلى اية اصتفاق النهائي علـى إبـرام الصـفقة‪ ،‬ومـا تمـر بـه هـذ األخيـرة مـن‬

‫إجـراءات بدايــة فــي إعــداد دفتــر الشــروط‪ ،‬ثــم ا عــالن عــن إبـرام الصــفقة فــي الج ارئــد الرســمية‬

‫وبعدها اختيار المتعامل المتعاقد وصوص إلى المن المؤقت للصفقة‪.‬‬

‫حيــث تمــر كــذلك الصــفقة إضــافة إلــى الخطـوات الســابقة علــى الرقابــة بمختلــف أنواعهــا‬

‫س ـواء الرقابــة الداخليــة أو الرقابــة الخارجيــة وصــوص إلــى الرقابــة الكليــة الجامعــة لكــال الرقــابتين‬

‫وهو رقابة السلطة العليا للشفافية‪ ،‬حيث تقوم هذ األخيرة بالمحافظة على المـال العـام مـن أي‬

‫اعتداءات خاصة في مجال إبرام الصفقات العمومية لما هذ األخيرة من استنزاف للمال العـام‬

‫وصوص للتنمية الوطنية‪.‬‬

‫‪- 74 -‬‬
‫خــامتــة‬
‫اخلامتة‬

‫يعتبر مجال الصفقات العمومية هو الوسيلة األمثل صستغالل وتسيير األموال العامة‪،‬‬

‫األمر الذي يدفع بالدولة إلى إحاطة هذا المجال بمجموعة من المبادئ أو الشروط التي من‬

‫خاللها تضمن الحفاظ على المال العام‪.‬‬

‫ومن بين أهم المبادئ التي يجب أن تبنى عليها الصفقة العمومية هو مبدأ الشفافية‪،‬‬

‫الذي يعتمد في تكريسه على مجموعة من ا جراءات المحددة قانونا في تنظيم الصفقات‬

‫واصقتراحات التي تم التوصل لها من خالل البحث‬ ‫العمومية‪ .‬وبا مكان تلخيص النتائ‬

‫كمايلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬الفتارج‬

‫‪ ‬إن الهدف األساسي الذي تهدف إليه عملية إبرام الصفقات العمومية هو تجسيد‬

‫األهداف المسطرة مسبقا من قبل الدولة على أرض الواقع ذلك من خالل التسيير الحسن‬

‫لألموال العامة وتفضيل المصلحة العامة على المصلحة الخاصة‪.‬‬

‫‪ ‬لقد ظهر جليا تأثر المشرع الج ازئـري باتفاقيـة األمـم المتحـدة لمكافحـة الفسـاد سـواء مـا‬

‫تعلــق بــا جراءات أو حتــى العقوبــات ممــا انعكــس علــى السياســة التشـريعية فــي مكافحــة الفســاد‬

‫خاصةً في اآلونة األخيرة مما ص يتناسب أحيانا والواقع الجزائري‪.‬‬

‫‪ ‬لقد أظهرت الدراسة أن مسائل كثيرة ر م بسـاطتها إص أن اتبـاع مبـدأ الشـفافية ص تـزال‬

‫تعــاني منــه معظــم المؤسســات‪ .‬وخاصــة ف ـي تنظــيم الصــفقات العموميــة‪ ،‬لــذلك ســعى المشــرع‬

‫الجزائري في التعديل الدستوري الجديد إلى استحداث السـلطة العليـا للشـفافية‪ ،‬ور ـم ذلـك تبقـى‬

‫معظ ــم المؤسس ــات تع ــاني م ــن الفس ــاد ف ــي ي ــاب ا ط ــار التشـ ـريعي المناس ــب ال ــذي يض ــبط‬

‫محتواها وأهدافها‪.‬‬

‫‪- 76 -‬‬
‫اخلامتة‬

‫‪ ‬حياد ا دارة وعدم محاباتهـا ألي مترشـ فـا دارة ملزمـة بعـدم التمييـز بـين المترشـحين‬

‫أو المتعاملين اصقتصاديين ومن الصفقة للمتعامل المتعاقد األفضل‪.‬‬

‫‪ ‬كمــا أن آليــات تك ـريس مبــدأ الشــفافية فــي الصــفقات العموميــة يضــمن الحصــول علــى‬

‫عدة عروض وذلك صختيار العرض األفضل واألمثل‪ ،‬فالشفافية تجعـل ا دارة ملمـة بمعطيـات‬

‫السوق‪ .‬بشكل أفضل يسم باصختيار الدقيق للمتعامل المتعاقد‪.‬‬

‫‪ ‬وبــالر م مــن محــاوصت المشــرع المتكــررة فــي تعــديل تنظــيم الصــفقات العموميــة‪ ،‬ممــا‬

‫يضــمن أطــر تــأمين شــفافية الصــفقة العموميــة وفعاليــة مردودهــا‪ .‬وترشــيد النفقــات العموميــة إص‬

‫أن هــذا ص يمنــع مــن بــروز مجموعــة مــن اصخــتالصت أثــرت ســلبا علــى مســاعي تــأمين الحمايــة‬

‫للمال العام‪.‬‬

‫‪ ‬واقتصــار الرقابــة فــي الرقابــة القبليــة وتبليــم تقريــر فقــط علــى الصــفقات العموميــة فــي‬

‫مراقبــة المشــروعية‪ ،‬حيــث تكــون الرقابــة رقابــة قبليــة فقــط ص ي ارقــب كــل م ارحــل ا نفــاق األمــر‬

‫الذي يجعل اصختالس في المال العام‪.‬‬

‫‪ ‬إهمــال المشــرع لمرحلــة تحضــير الصــفقة العموميــة بــالر م مــن كونهــا المرحلــة الت ــي‬

‫يتوقــف عليهــا شــفافية ومشــروعية الخطـوات الالحقــة لهــا‪ ،‬حيــث فــل عــن إحاطتهــا بضــمانات‬

‫ت ــؤمن حس ــن تس ــييرها م ــن قب ــل المص ــلحة المتعاقـ ـدة كمرحل ــة متسلس ــلة ا جـ ـراءات عل ــى نح ــو‬

‫يض ــمن فعالي ــة مردوده ــا عل ــى مس ــتوى التجس ــيد المي ــداني لموض ــوع الص ــفقة مكتفي ــا بتوض ــي‬

‫جانبها المفاهيمي كإجراءات روتينية تسبق عملية ا برام‪.‬‬

‫ـر مــا يقــر المشــرع إج ـراء‬


‫‪ ‬افتقــار ا طــار ا ج ارئــي للصــفقة لضــمانات ا ل ـزام‪ ،‬إذ كثيـ ا‬

‫معين ـا ينــدرج ضــمن تحضــير إب ـرام وتنفيــذ الصــفقة دون إق ـران ذلــك بتــدابير ردعيــة تطبــق علــى‬

‫الفاعلين في المجال في حال عدم التزامهم بما خطبوا به من إجراءات‪.‬‬

‫‪- 77 -‬‬
‫اخلامتة‬

‫‪ ‬عـدم اهتمــام المشــرع الج ازئـري بتطــوير دفــاتر الشــروط العامـة بــاختالف أنواعهــا بــدليل‬

‫تج ــاوز دف ــاتر البن ــود ا داري ــة العام ــة لل ــزمن وع ــدم تحيينه ــا ب ــالر م م ــن اخ ــتالف الفتـ ـرة الت ــي‬

‫صدرت فيها مع المستجدات الحاصلة في المجالين اصقتصادي وا داري‪.‬‬

‫‪ ‬إقرار المشرع سـلطة المصـال المتعاقـدة فـي تنظـيم أحكـام الرقابـة الداخليـة عـن طريـق‬

‫قوانينها الداخلية أدى إلى اختالف هذا النمط الرقابي على مستوى كل مصلحة متعاقـدة األمـر‬

‫الذي عسر من مهام لجان الصفقات العمومية في التحقق من مشروعيتها‪.‬‬

‫‪ ‬عدم توضي النظام القانوني للرقابة الداخلية بالتفصيل على نحو يضمن فعاليتهـا فـي‬

‫ضــمان شــفافية ا بـرام حيــث أ فــل تنظــيم الصــفقات العموميــة تحديــد النصــاب الــذي تصـ بــه‬

‫اجتماع ــات لجن ــة ف ــت األظرف ــة وتقي ــيم الع ــروض واألده ــى م ــن ذل ــك واألم ــر ه ــو ع ــدم الـ ـزام‬

‫المص ــلحة المتعاق ــدة ع ــن اختي ــار ه ــذ اللج ــان الكف ــاءات وا ط ــارات والمختص ــين ف ــي د ارس ــة‬

‫موضوع الصفقة‪.‬‬

‫‪ ‬إن إنشــاء بوابــة إلكترونيــة للصــفقات العموميــة تحــدد كيفيــات ســيرها وكيفيــات تب ــادل‬

‫المعلومات بالطريقة ا لكترونية سيعزز مبدأ الشفافية‪ ،‬فهذ البوابة تدعم مبدأ الشـفافية وتسـاير‬

‫التطور التكنولوجي نحـو حوكمـة أفضـل وتـوفير الجهـد والوقـت والمـال‪ .‬وتقريـب المسـافات بـين‬

‫ا دارة والمتعاملين وتسهيل إجراءات ا شهار‪.‬‬

‫‪ ‬إن الج ازئــر اليــوم بعــد التعــديل الدســتوري لســنة ‪ 0202‬وبعــد اســتحداث الســلطة العليــا‬

‫للشــفافية والوقايــة مــن الفســاد ومكافحتــه التــي جعلهــا مؤسســة رقابيــة ودسـتر عالقتهــا بــالمجتمع‬

‫المدني ووضع استراتيجية وطنية للشفافية في مجال الوقاية من الفساد ومكافحته والسهر علـى‬

‫تنفيذها ومتابعتها‪ ،‬وكذا جمع ومعالجـة المعلومـات المرتبطـة بمجـال اختصاصـها ووضـعها فـي‬

‫متناول األجهزة المختصة‪.‬‬

‫‪- 78 -‬‬
‫اخلامتة‬

‫‪ ‬كما تقـوم السـلطة العليـا بإخطـار مجلـس المحاسـبة والسـلطة القضـائية المختصـة كلمـا‬

‫عاينت وجود مخالفات وبإصدار األوامر إذا اقتضى األمر للمؤسسات والهيئات المعنية‪.‬‬

‫‪ ‬لكن يبقى هذا الدور مقتص ار على الرقابة وا خطار فقط‪.‬‬

‫ثافيا‪ :‬التوصيا واالقتراحا‬

‫‪ ‬بنــاء علــى النتــائ الســابقة يبقــى تــدعيم الشــفافية فــي التســيير العمــومي ضــروري ألن‬

‫الفس ــاد يتغ ــذى م ــن مواق ــف تكرس ــها ا جـ ـراءات ا داري ــة وت ــدعيم المكافح ــة ب ــإجراءات عدي ــدة‬

‫أهمها‪:‬‬

‫‪ ‬تبســيط ا ج ـراءات وتقليــل اتصــال المــوظفين بطــالبي الخدمــة اعتمــاد األســلوب البريــد‬

‫العــادي أو ا لكترونــي وتفعيــل البوابــة ا لكترونيــة رســال المســتندات وســداد الرســوم وتقليــل‬

‫النظم والتراخيص التي تحول دون إقامة مشروعات جديدة وتقويمها‪.‬‬

‫‪ ‬تجسيد الشفافية في النشاط ا داري بغـرض تثبيـت القـ اررات ا داريـة إجباريـا واشـهارها‬

‫لتصل إلى علم المواطنين واتاحة المعلومات الخاصة با جراءات ا دارية لتدعيم المساواة‪.‬‬

‫‪ ‬تشجيع التبليم عن حاصت الفساد بالتعامل مع تبليغات المواطنين‪.‬‬

‫‪ ‬سن تشريع يحدد شروط اصطالع على المعلومات وهـذا مـن شـأنه أن يعـزز الثقـة بـين‬

‫المواطن وهذا القانون يلزم الجهات المعنية بنشر كشوفات حسابات الهيئات العمومية‪.‬‬

‫‪ ‬تحسـ ــين تكامـ ــل وتناسـ ــق بـ ــين جهـ ــات الرقابـ ــة ا داريـ ــة والقضـ ــائية علـ ــى الصـ ــفقات‬

‫العمومية التي نأمل من السلطة العليا للشفافية المستحدثة في دستور ‪ 0202‬تحقيقها‪.‬‬

‫‪ ‬إثراء الرقابة على الصـفقات العموميـة بنصـوص قانونيـة أكثـر دقـة وتفصـيل ووضـو ‪.‬‬

‫تفعيل البوابة ا لكترونية والعمل بها ربحا للوقت‪.‬‬

‫‪- 79 -‬‬
‫اخلامتة‬

‫‪ ‬فــي انتظــار القــانون العضــوي للســلطة العليــا للشــفافية المســتحدثة نأمــل أن تكــون أكثــر‬

‫رقابة وأكثر تطبيقا لمبدأ الشفافية خاصـة بعـد الفسـاد المتفشـي فـي معظـم مؤسسـات الدولـة فـي‬

‫اآلونة األخيرة‪.‬‬

‫‪ ‬اصسـتعانة بـالخبراء واألخصـائيين فـي توزيـع مهــام السـلطة العليـا للشــفافية لمنـع الفســاد‬

‫الذي يحيط بالمال العام‪.‬‬

‫‪ ‬يجــب أن تتظــافر جهــود الســلطات العامــة وجهــود مـواطنين لتحقيــق مبــدأ الشــفافية فــي‬

‫تنظيم الصفقات العمومية‪.‬‬

‫‪ ‬ص يمكــن اصدعــاء أن اصقت ارحــات المقدمــة هــي حلــول نهائيــة وانمــا هــي مجــرد محاولــة‬

‫لفــت خطــوط ومجــاصت للتفكيــر وتحســين المعرفــة وتحليــل الترســانة القانونيــة الوطنيــة ومــدى‬

‫استجابتها ظاهرة الفساد ا داري‪.‬‬

‫وفي الختام نسأل اهلل عز وجل المغفرة والتوفيق والسداد‪.‬‬

‫وآخر دعوانا أن الحمد هلل رب العالمين‪.‬‬

‫وما علينا إص أن نقول إن أخطأنا فما هو قصدنا وأن أصبنا فلله الحمد والشكر‬

‫‪- 81 -‬‬
‫قــائمــة‬
‫املراجع‬
‫قائمة املراجـــع‬

‫أوال‪ :‬المصادر‪:‬‬

‫‪ ‬القرآن الكريم‪.‬‬

‫‪ ‬الدتساتير‬

‫‪0‬ل دستور ‪ ،0122‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ ،‬رقم ‪ ،22‬المؤرخة في ‪.0122-21-02‬‬

‫‪0‬ل دستور ‪ ،0122‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ ،‬رقم ‪ 12‬المؤرخة في ‪.0122-00-02‬‬

‫‪2‬ل دستور ‪ ،0121‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ ،‬رقم ‪ ،21‬المؤرخة في ‪.0121-22-20‬‬

‫‪2‬ل دستور الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية الصادر في ‪ 01‬ديسمبر ‪،0112‬‬

‫المنشور بموجب مرسوم رئاسي رقم ‪ 222-12‬مؤرخ في ‪ 22‬ديسمبر ‪ ،0112‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪،‬‬

‫العدد ‪ ،22‬الصادرة في ‪ 22‬ديسمبر ‪ ،0112‬المعدل والمتمم بموجب قانون رقم ‪22-20‬‬

‫المؤرخ في ‪ 02‬أفريل ‪ ،0220‬معدل ومتمم بموجب القانون رقم ‪ 20-02‬مؤرخ في ‪22‬‬

‫مارس ‪ ،0202‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ ،‬العدد ‪ ،01‬الصادر في ‪ 22‬مارس ‪.0202‬‬

‫‪2‬ل التعـ ــديل الدسـ ــتوري ‪ 0202‬المـ ــؤرخ فـ ــي ‪ 02‬جمـ ــادي اصول عـ ــام‪ 0220‬الموافـ ــق ل ‪22‬‬

‫ديسمبر ‪ 0202‬الجريدة الرسمية رقم ‪20‬‬

‫‪ ‬االت اقيا ‪:‬‬

‫‪)1‬ات اقيبببة االمبببم المتحبببد لمكافح ــة الفس ــاد المعتم ــدة بنيوي ــورك ‪ 0222-02-02‬المص ــادق‬

‫عليها بموجب المرسـوم الرئاسـي ‪ 002-22‬الممضـي فـي ‪01‬افريـل ‪ 0222‬ج‪-‬ر العـدد ‪-02‬‬

‫‪ 0222‬المؤرخة في ‪.0222-22-02‬‬

‫‪- 82 -‬‬
‫قائمة املراجـــع‬

‫‪ ‬األوامر‪:‬‬

‫‪0‬ل األمر ‪ 21-22‬المؤرخ في‪ 0222-20-02‬المتضمن قانون ا جراءات المدنية‬


‫واصدارية ج‪-‬ر عدد‪00‬مؤرخة في ‪0222-22-02‬‬

‫‪ ‬المراتسيم الرراتسية‪:‬‬

‫‪0‬ل المرســوم الرئاســي ‪ 022/02‬المــؤرخ فــي ‪ 02‬ســبتمبر ‪ ،0202‬يتضــمن تنظــيم الصــفقات‬

‫العمومية وتفويضات المرفق العام ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬عدد ‪.22‬‬

‫‪0‬ل المرســوم الرئاســي ‪ 20/00‬المــؤرخ فــي ‪ 02‬فب اريــر ‪ 0200‬المــتمم للمرســوم الرئاســي رقــم‬

‫‪ 022-02‬بتــاريخ ‪ 20‬أوت ‪ 0202‬فــي إطــار تحديــد التــدابير الخاصــة المكيفــة إجـراءات إبـرام‬

‫الصفقات العمومية في إطار الوقاية من انتشار (كوفيد ‪01‬ل ومكافحته‪.‬‬

‫‪2‬ل المرســوم الرئاســي رقــم ‪ 202/22‬المــؤرخ فــي ‪ ،0222-00-00‬المحــددة لتشــكيلة الهيئــة‬

‫الوطنيـ ــة لمكافحـ ــة الفسـ ــاد وتنظيمهـ ــا وعملهـ ــا‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ .‬العـ ــدد ‪ 22‬مؤرخـ ــة فـ ــي ‪-20-00‬‬

‫‪.0222‬‬

‫‪ ‬المراتسيم التف يةية‪:‬‬

‫‪0‬ل المرسوم التنفيذي رقم ‪ 222/22‬المؤرخ في ‪.0222/00/22‬المتضمن تمديد‬

‫اصختصاص اصقليمي لبعض المحاكم ووكالء الجمهورية وقضاة التحقيق‪.‬‬

‫‪ ‬القوافين‪:‬‬

‫‪0‬ل قــانون رقــم ‪ 20/22‬المــؤرخ فــي ‪ 0222/20/02‬يتعلــق بالوقايــة مــن الفســاد ومكافحتــه‪،‬‬

‫ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ ،‬ع ‪.02‬‬

‫‪0‬ل قانون ‪ 02/00‬المؤرخ في ‪ 00‬يونيو ‪ 0200‬المتعلق بقانون البلدية‪ ،‬ج‪ .‬ر‪ .‬ج‪ ،‬ع ‪22‬‬

‫‪- 83 -‬‬
‫قائمة املراجـــع‬

‫‪2‬ل قانون ‪ 22/00‬المؤرخ في ‪0200/20/00‬‬

‫ثافيا‪ :‬المؤل ا‬

‫‪0‬ل إعاد حمود القشي‪ ،‬الوجيز في القانون ا داري‪ ،‬ط‪.0110 ،0‬‬

‫‪0‬ل تيورسي محمد‪ ،‬الضوابط القانونية للحرية التنافسية في الجزائر‪ ،‬د‪ .‬ط‪ ،‬دار هومة‬

‫للطباعة والنشر والتوزيع‪.0202 ،‬‬

‫‪2‬ل الجبوري محمود خلف‪ ،‬العقود ا دارية‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪.0202 ،‬‬

‫‪2‬ل حرشي نوري‪ ،‬تسيير المشاريع في إطار تنظيم الصفقات العمومية‪ ،‬دار الخلقية‪،‬‬

‫الجزائر‪.‬‬

‫‪2‬ل سعيد علي الراشدي‪ :‬ا دارة بالشفافية‪ ،‬دار كنوز المعرفة للنشر والتوزيع‪ ،‬ط ‪.0222 ،0‬‬

‫‪2‬ل سليمان محمد الطماوي‪ ،‬األسس العامة للعقود ا دارية –دراسة مقارنة‪ ،-‬دار الفكر‬

‫الجامعي‪ ،‬القاهرة‪.0222 ،‬‬

‫‪2‬ل عمار بوضياف‪ ،‬شر تنظيم الصفقات العمومية طبقا للمرسوم الرئاسي ‪ 022/02‬المؤرخ‬

‫في ‪ – 0202/21/02‬القسم ‪.20‬‬

‫‪2‬ل عمار بوضياف‪ ،‬شر تنظيم الصفقات العمومية طبقا للمرسوم الرئاسي ‪022/02‬‬

‫المؤرخ في ‪ ،0202-21-02‬القسم الثاني‪ ،‬دار الجسور للنشر والتوزيع‪.‬‬

‫‪1‬ل عمار بوضياف‪ ،‬شر تنظيم الصفقات العمومية‪ ،‬القسم األول‪ ،‬دار جسور للنشر‪،‬‬

‫‪.0202‬‬

‫‪02‬ل قدو حمامة‪ ،‬عملية إبرام الصفقات في الجزائر‪ ،‬ط‪ ،0‬ديوان المطبوعات الجامعية‪،‬‬

‫الجزائر‪0222 ،‬‬

‫‪- 84 -‬‬
‫قائمة املراجـــع‬

‫‪00‬ل مازن راضي ليلو‪ ،‬العقود ا دارية في القانون الليبي والمقارن‪ ،‬دار المطبوعات‬

‫الجامعية‪ ،‬القاهرة‪.0220 ،‬‬

‫‪00‬ل محمد الصغير‪ :‬العقود ا دارية‪ ،‬دار العلوم للنشر والتوزيع‪ ،‬عنابة‪.0222 ،‬‬

‫‪02‬ل محمد علي إبراهيم الخصبة‪ ،‬الفساد المالي وا داري وسبل مكافحته‪ ،‬منشورات المنظمة‬

‫العربية للتنمية ا دارية‪.0222 ،‬‬

‫‪02‬ل مدحت محمد أبو النصر‪ ،‬الحوكمة الرشيدة‪ ،‬فن إدارة المؤسسات عالية الجودة‪،‬‬

‫المجموعة العربية للتدريب والنشر‪ ،‬مصر‪.0202 ،‬‬

‫ثالثا‪ :‬الرتسارل اليامعية‬

‫‪0‬ل ثابت نادية‪ ،‬آليات مواجهة الفساد في مجال الصفقات العمومية‪ ،‬أطروحة دكتو ار في‬

‫العلوم تخصص قانون‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة تيزي وزو‪.0202 ،‬‬

‫‪0‬ل جليل منية‪ ،‬المنافسة في الصفقات العمومية في الجزائر‪ ،‬أطروحة دكتو ار في القانون‬

‫العام‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬سنة ‪.0202‬‬

‫‪2‬ل حاج ة عبد العالي‪ ،‬اآلليات القانونية لمكافحة الفساد ا داري في الجزائر‪ ،‬أطروحة‬

‫دكتو ار علوم في الحقوق‪ ،‬تخصص قانون عام‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة‬

‫محمد خيضر‪.0202-0200 ،‬‬

‫‪2‬ل حليمي منال‪ ،‬تنظيم الصفقات العمومية وضمانات حفظ المال العام في الجزائر‪،‬‬

‫أطروحة دكتو ار في العلوم القانونية‪ ،‬فرع تحوصت الدولة‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪،‬‬

‫جامعة قاصدي مربا ‪ ،‬ورقلة‪ ،‬الجزائر‪.0202-0202 ،‬‬

‫‪- 81 -‬‬
‫قائمة املراجـــع‬

‫‪2‬ل فارس بن علوش بن بادي السبعي‪ ،‬دور الشفافية والمساءلة في الحد من الفساد ا داري‬

‫في القطاعات الحكومية‪ ،‬أطروحة دكتو ار تخصص الفلسفة في العلوم األمنية‪ ،‬جامعة نايف‬

‫العربية للعلوم األمنية‪ ،‬السعودية‪.0200-0202 ،‬‬

‫‪2‬ل مبروك حليمة‪ ،‬مكافحة الفساد ا داري في التشريع الجزائري‪ ،‬أطروحة الدكتو ار في‬

‫القانون العام‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة باجي مختار‪ ،‬عنابة‪.0202-0202 ،‬‬

‫‪2‬ل ناصر نايلي‪ ،‬فعالية نظام الرقابة المالية في الجزائر‪ ،‬أطروحة دكتو ار ‪ ،‬كلية الحقوق‪،‬‬

‫جامعة عنابة‪.0202 ،‬‬

‫‪2‬ل بلغيث لبنى‪ ،‬حوكمة ا دارة المحلية وتطبيقاتها في قانون الوصية الجزائري‪ ،‬المشاركة‪،‬‬

‫الشفافية‪ ،‬المساءلة‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬جامعة الشيخ العربي التبسي‪ ،‬تبسة‪.0202-0202 ،‬‬

‫‪1‬ل خالف وليد‪ ،‬دور المؤسسات في ترشيد الحكم المحلي‪ ،‬رسالة ماجستير في العلوم‬

‫السياسية والعالقات الدولية‪ ،‬تخصص الديمقراطية والرشادة‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة قسنطينة‪،‬‬

‫‪.0202-0221‬‬

‫‪02‬ل سعايدية حورية‪ ،‬حوكمة ا دارة المحلية في الجزائر وتطبيقاتها في قانون البلدية‪،‬‬

‫المشاركة الشفافية‪ ،‬رسالة ماجستير –تخصص تنظيم إداري‪ ،-‬جامعة تبسة‪.0202/0202 ،‬‬

‫‪00‬ل فايزة ع مايدية‪ ،‬مبدأ الشفافية في تنظيم الصفقات العمومية‪ ،‬رسالة ماجستير في‬

‫القانون العام‪ ،‬تخصص قانون ا دارة العامة‪ ،‬كلية العلوم السياسية‪ ،‬قسم الحقوق‪-0200 ،‬‬

‫‪.0202‬‬

‫‪00‬ل ماجي فاطمة‪ ،‬الشفافية كأداة لتسيير المالية العامة‪ ،‬مذكرة ماجستير‪ ،‬تخصص تسيير‬

‫‪.0200-0202‬‬ ‫المالية العامة‪ ،‬جامعة أبي بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪،‬‬

‫‪- 86 -‬‬
‫قائمة املراجـــع‬

‫رابعا‪ :‬المقاال‬

‫‪0‬ل بلعادي عمار‪ ،‬دور حوكمة الشركات في إرساء قواعد الشفافية وا فصا ‪ ،‬الملتقى‬
‫الدولي حول الحوكمة المحاسبة للمؤسسة –واقع ورهانات وأظرفة‪ ،-‬جامعة أم البواقي‪ ،‬يومي‬

‫‪ 22-22‬ديسمبر ‪.0200‬‬

‫‪0‬ل محمد خالد المهني‪ ،‬آليات حماية المال العام والحد من الفساد ا داري‪ ،‬الملتقى العربي‬
‫الثالث‪ ،‬منشورات المنظمة العربية للتنمية ا دارية‪ ،‬المملكة العربية‪.0222 ،‬‬

‫‪2‬ل فاملي سيد علي‪ ،‬التسوية الودية لنزاعات الصفقات العمومية‪ ،‬مداخلة يوم دراسي حول‬
‫التنظيم الجديد للصفقات العمومية وتفويضات المرفق العام‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة محمد‬
‫بوضياف‪ ،‬المسيلة‪.0202 ،‬‬

‫‪2‬ل هالل مراد‪ :‬الوقاية من الفساد ومكافحته في التشريع الجزائري على ضوء القانون الدولي‪،‬‬
‫نشرة القضاء‪ ،‬العدد ‪ ،22‬المحكمة العليا‪ ،‬ديسمبر ‪.0222‬‬

‫رابعا‪ :‬اليرارد‬

‫‪0‬ل بن شعالل محفوظ‪ ،‬إجراءات إبرام الصفقات العمومية ضمانات الشفافية أم حواجز‬
‫تقليدية‪ ،‬مجلة اصجتهاد للدراسات القانونية اصقتصادية‪ ،‬العدد ‪ ،21‬معهد الحقوق‪ ،‬جامعة‬
‫بجاية‪.0202 ،‬‬

‫‪0‬ل بوخضرة إبراهيم‪ ،‬دور الهيئة الوطنية للوقاية من الفساد بين الفعالية والتعطيل‪ ،‬مجلة‬

‫اصجتهاد للدراسات القانونية واصقتصادية‪ ،‬المركز الجامعي لتامنغست‪ ،‬الجزائر‪.‬‬

‫‪2‬ل حسين عبد الرحيم السيد‪ ،‬الشفافية في قواعد واجراءات التعاقد الحكومي في دولة قطر‪،‬‬

‫مجلة الشريعة والقانون‪ ،‬جامعة الشارقة‪ ،‬عدد ‪.21‬‬

‫‪- 87 -‬‬
‫قائمة املراجـــع‬

‫‪2‬ل حسين عبد الرحيم السيد‪ ،‬الشفافية في قواعد واجراءات التعاقد الحكومي في دولة قطر‪،‬‬

‫مجلة الشريعة والقانون‪ ،‬جامعة الشارقة‪ ،‬عدد ‪.0221 ،21‬‬

‫‪2‬ل جباري عبد الصمد‪" ،‬قراءة في قانون الوقاية من الفساد ومكافحته"‪ ،‬مجلة الفكر‬

‫البرلماني‪ ،‬عدد ‪ ،22‬الجزائر‪.0222 ،‬‬

‫‪2‬ل عبد الحليم بن مشري‪" ،‬الفساد ا داري "مدخل مفاهيمي"‪ ،‬مجلة اصجتهاد القضائي‪ ،‬عدد‬

‫‪ ،22‬جامعة بسكرة‪.0222 ،‬‬

‫‪2‬ل عميري أحمد‪ ،‬دور ا شهار في إضفاء الشفافية على إجراءات إبرام العقود ا دارية في‬

‫الجزائر طبقا للمرسوم الرئاسي ‪ ،022/02‬مجلة ا دارة لجامعة ابن خلدون‪ ،‬تيارت‪ ،‬العدد‬

‫‪ ،02‬جوان ‪.0202‬‬

‫‪2‬ل فاطمة موساوي‪ ،‬هيئات الرقابة الداخلية والخارجية كضمان لحماية مبدأ المنافسة‪ ،‬جامعة‬

‫محمد بوضياف‪ ،‬المسيلة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬مجلة العلوم القانونية والسياسية‪ ،‬المجلد ‪ ،21‬العدد‬

‫‪ ،20‬جوان ‪.0202‬‬

‫‪1‬ل محمد براغ‪ ،‬د ور الرقابة على الصفقات العمومية في ترشيد النفقات العمومية‪ ،‬مجلة‬

‫اصقتصاد الجديد‪ ،‬العدد ‪ ،02‬المجلد ‪ ،20‬جامعة أمحمد بوقرة‪ ،‬بومرداس‪.0202 ،‬‬

‫‪02‬ل موساوي مليكة‪ ،‬مقتضيات إبرام الصفقات العمومية في ظل جائحة كوفيد ‪ ،01‬مجلة‬

‫حوليات‪ ،‬جامعة الجزائر ‪ ،0‬جويلية العدد‪ ،22‬عدد خاص‪.0202 ،‬‬

‫‪00‬ل هالل مراد‪ :‬الوقاية من الفساد ومكافحته في التشريع الجزائري على ضوء القانون‬

‫الدولي‪ ،‬نشرة القضاء‪ ،‬العدد ‪ ،22‬المحكمة العليا‪ ،‬ديسمبر ‪.0222‬‬

‫‪- 88 -‬‬
‫قائمة املراجـــع‬

‫‪00‬ل جريدة السالم ندوة صحفية مع رئيس طارق كور حول مشروع تعديل الدستور ‪0202‬‬

‫وما استجد منه في المادتين ‪ 022-022‬من التعديل لجديد في الدستور‪.‬‬

‫‪02‬ل جريدة النصر‪ ،‬لقاء مع األستاذ البروفيسور العايب عالوة‪ ،‬أستاذ القانون الدستوري‬

‫بجامعة الجزائر الذي أبدى رأيه فيما يخص استحداث السلطة العليا للشفافية‪.‬‬

‫خامتسا‪ :‬اللقا ا الصح ية‬

‫‪0‬ل التلفزي ــون الج ازئ ــري لق ــاء ص ــحفي م ــع رئ ــيس الهيئ ــة ط ــار ك ــور ح ــول دور هيئ ــة مكافح ــة‬

‫الفساد في شروع تعديل الدستور ‪ ،0202‬حقوق النشر ‪https://www.entv.dz .0200‬‬

‫‪- 89 -‬‬
‫فهــــرس‬
‫املوضوعات‬
‫فهـــــرس املوضوعـــات‬

‫الص حة‬ ‫الموضوع‬


‫أ‪-‬د‬ ‫مقدمة‬
‫ال صل األول‪ :‬اإلطار الفظرم لمبدأ الش الية‬
‫‪60‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪60‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬ماهية مبدأ الش الية‬

‫‪60‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬تعريف مبدأ الشفافية وأهميتها‬

‫‪60‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬تعريف الشفافية لغة واصطالحا‬


‫‪60‬‬ ‫أوص‪ :‬لغة‬
‫‪60‬‬ ‫ثانياً‪ :‬اصطالحا‬
‫‪11‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬تمييز الشفافية عن المصطلحات المشابهة‬
‫‪11‬‬ ‫أوص‪ :‬الشفافية والمسائلة‬
‫‪11‬‬ ‫ثانيا‪ :‬الشفافية والنزاهة‬
‫‪11‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬أهمية مبدأ الشفافية‬
‫‪13‬‬ ‫أوص‪ :‬الحفاظ على المال العام من الفساد ومكافحته في قطاع الصفقات العمومية‬
‫‪14‬‬ ‫ثانيا‪ :‬مبدأ الشفافية بدعم المبادئ العامة األخرى لتنظيم الصفقات العمومية‬
‫‪15‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬األساس القانوني لمبدأ الشفافية‬
‫‪15‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬األساس القانوني لمبدأ الشفافية على المستوى الدولي‬
‫‪10‬‬ ‫أوص‪ :‬مرحلة الوقاية‬
‫‪10‬‬ ‫ثانياً‪ :‬مرحلة العقاب‬
‫‪10‬‬ ‫ثالثاً‪ :‬مرحلة المعالجة‬
‫‪26‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬األساس القانوني لمبدأ الشفافية في ظل التشريع الجزائري‬
‫‪26‬‬ ‫أوص‪ :‬الدستور كمصدر لمبدأ الشفافية‬
‫‪22‬‬ ‫ثانيا‪ :‬القانون كمصدر لمبدأ الشفافية‬
‫فهـــــرس املوضوعـــات‬

‫‪24‬‬ ‫ثالثا‪ :‬النصوص التنظيمية كمصدر لمبدأ الشفافية‬


‫‪25‬‬ ‫المبحث الثافق‪ :‬معايير تكريس مبدا الش الية‬
‫‪25‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬إعداد دفتر الشروط‬
‫‪20‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬ا عالن وا شهار‬
‫‪36‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬مبدأ المنافسة والمساواة في معاملة المترشحين‬
‫‪36‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬مبدأ المنافسة‬
‫‪31‬‬ ‫أوص‪ :‬تعريف المنافسة‬
‫‪32‬‬ ‫ثانيا‪ :‬القيود الواردة على مبدأ الشفافية‬
‫‪33‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬أوص مبدأ المساواة‬
‫‪33‬‬ ‫أوص‪ :‬تعريفه‬
‫‪34‬‬ ‫ثانيا‪ :‬اصستثناءات الواردة على مبدأ المساواة‬
‫‪35‬‬ ‫المطلب الرابع‪ :‬مبدأ علنية الجلسات وفت األظرفة‬
‫‪30‬‬ ‫خالصة ال صل األول‬
‫ال صل الثافق‪ :‬آليا تكريس ضمافا مبدأ الش الية‬
‫‪30‬‬ ‫تمهيد‬
‫‪33‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬الرقابة اإلدارية‬
‫‪33‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬اآلليات الشكلية المكرسة لمبدأ الشفافية‬
‫‪33‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬إلزام المصلحة المتعاقدة باللجوء لطلب العروض‬
‫‪46‬‬ ‫أوص تعريف طلب العروض‬
‫‪41‬‬ ‫ثانيا‪ :‬تعريف التراضي وأشكاله‬
‫‪40‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬إلزام المصلحة المتعاقدة بإعالن ر بتها في التعاقد‬
‫‪43‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬اعتماد المن المؤقت وحق الطعن فيه‬
‫‪51‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬اللجان الخاصة بتنظيم الصفقات العمومية‬
‫‪51‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬لجان البلدية للصفقات العمومية‬
‫فهـــــرس املوضوعـــات‬

‫‪51‬‬ ‫أوص‪ :‬تشكيلة اللجنة البلدية للصفقات العمومية‬


‫‪52‬‬ ‫ثانيا‪ :‬اختصاصاتها‬
‫‪53‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬اللجان الوصئية للصفقات العمومية‬
‫‪53‬‬ ‫أوص‪ :‬تشكيلة اللجنة‬
‫‪55‬‬ ‫ثانيا‪ :‬اختصاصاتها‬
‫‪50‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬اللجنة الجهوية للصفقات العمومية‬
‫‪50‬‬ ‫أوص‪ :‬تشكيلة اللجنة‬
‫‪50‬‬ ‫ثانيا‪ :‬اختصاصات اللجنة‬
‫الفرع الرابع‪ :‬لجنة الصفقات العمومية للمؤسسة الوطنية الممركزة للمؤسسة‬
‫‪50‬‬
‫العمومية ذات الطابع ا داري‪.‬‬
‫‪50‬‬ ‫أوص‪ :‬تشكيلتها‬
‫‪50‬‬ ‫ثانيا‪ :‬اختصاصاتها‬
‫الفرع الخامس‪ :‬لجنة الصفقات للمؤسسة العمومية المحلية والهيكل عبر الممركز‬
‫‪50‬‬
‫للمؤسسة العمومية الوطنية ذات الطابع ا داري‬
‫أوص‪ :‬تشكيلة لجنة الصفقات للمؤسسة العمومية المحلية والهيكل ير الممركز‬
‫‪53‬‬
‫للمؤسسة العمومية الوطنية ذات الطابع ا داري‬
‫‪06‬‬ ‫ثانيا‪ :‬اختصاصاتها‬
‫‪06‬‬ ‫الفرع السادس‪ :‬اللجنة القطاعية للصفقات العمومية‬
‫‪06‬‬ ‫أوص‪ :‬نشأتها‬
‫‪06‬‬ ‫ثانيا‪ :‬اختصاصاتها‬
‫‪03‬‬ ‫المبحث الثافق‪ :‬التسلطة العليا للش الية من ال تساد ومكالحته‬
‫‪03‬‬ ‫المطلب األول‪ :‬نشأة الهيئة الوطنية للوقاية من الفساد ومكافحته‬
‫‪00‬‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬تعريف السلطة العليا للشفافية والوقاية من الفساد ومكافحته‬
‫‪00‬‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬مهامها‬
‫فهـــــرس املوضوعـــات‬

‫‪06‬‬ ‫المطلب الرابع‪ :‬عالقة الهيئة بالسلطة القضائية‬


‫‪04‬‬ ‫خالصة ال صل الثافق‬
‫‪00‬‬ ‫خاتمة‬
‫‪02‬‬ ‫قارمة المرايع‬
‫لهرس الموضوعا‬
:‫الملخص‬

‫تحظ ــى الش ــفافية الي ــوم بـ ــأهمية عالمي ــة ووطني ــة تعن ــى به ــا المنظم ــات العالمي ــة والمنظم ــات‬

‫ ولقــد‬،‫ حيــث أن الشــفافية تعمــل علــى تقليــل الغمــوض وتســاهم فــي القضــاء علــى الفســاد‬،‫الوطنيــة‬

‫حرص المشـرع الج ازئـري فـي الم ارسـيم والدسـاتير علـى تثبيـت مبـدأ الشـفافية ضـمن المبـادئ العامـة‬

‫ ولقد ظهرت نية المؤسـس فـي تبنـي مبـدأ الشـفافية خاصـة فـي الدسـتور‬،‫لتنظيم الصفقات العمومية‬

022 ‫ حيــث أحــدث الســلطة العليــا للشــفافية وتناولتهــا فــي المــادة‬،‫ فــي الفصــل ال اربــع‬0202 ‫الجديــد‬

.022 ‫والمادة‬

‫فالهــدف األساســي الــذي تهــدف إليــه عمليــة إب ـرام الصــفقات العموميــة هــو تجســيد األهــداف‬

‫ ذلـك مـن خـالل التسـيير الحسـن لألمـوال العامـة‬،‫المسطرة مسبقا من قبل الدولة علـى أرض الواقـع‬

.‫وتفضيل المصلحة العامة على المصلحة الخاصة‬

Résumé

La transparence est aujourd’hui d’importance mondiale et nationale pour les


organisations mondiales et nationales, car la transparence réduit l’ambiguïté et
contribue à l’éradication de la corruption, et le législateur algérien dans les décrets
et constitutions a tenu à établir le principe de transparence dans les principes
généraux de la réglementation des transactions publiques, et l’intention du
fondateur d’adopter le principe de transparence a émergé, en particulier dans la
nouvelle constitution 2020 au chapitre IV, où il a créé la plus haute autorité en
matière de transparence et l’a abordé à l’article 204 et à l’article 205.
L’objectif principal du processus de transaction publique est de refléter les
objectifs préétablis par l’État sur le terrain, par la bonne gestion des fonds publics et
la préférence accordée à l’intérêt public par rapport à l’intérêt privé.

You might also like