Professional Documents
Culture Documents
49569817 التحليل الاستراتيجي
49569817 التحليل الاستراتيجي
50
الفصل الثاني :تقييم تطبيق أدوات التحليل السرتاتيجي يف املؤسسات الصغرية و املتوسطة
)( (1
Ahmed Hamadouche: Méthodes et outils d'analyse stratégique, Chihab, Batna, 1997, P71.
51
الفصل الثاني :تقييم تطبيق أدوات التحليل السرتاتيجي يف املؤسسات الصغرية و املتوسطة
ومن الشكل يالحظ كل املراحل اليت مير هبا املنتوج خالل دورة حياته ،تشارك يف تطور املبيعات واخلزينة
ومردودية املنتوج كما أن املنتوجات ختتلف من حيث فرتة حياهتا حىت ولو كانت من نوع واحد خاصة بعد
الثـورة الصناعيـة الـيت أحدثـت تطورًا تقنًيا واقتصادًيا ،واليت جعلت أغلب املؤسسات تسعى جلعل دورة حيـاة املنتـج
أقــل.
أوال -مراحل دورة حياة المنتج :تصف هذه الدورة أن أي منتوج مير بعّد ة مراحل تبدأ مبرحلة تصور ،والبحث
ودراسة املنتوج الذي سيتم طرحه يف السوق ،وتنتهي يف ظل ظروف معينة مبرحلة التدهور ،ومت تعداد هذه
املراحل خبمس مراحل على النحو اآلتـي:
مرحلـة الدراسات والبحـوث :ويتم خالهلا تصور املنتوج الذي سيتم طرحه يف السوق ،والعمل يف -1
جمال دراسة وحبث خصائص املنتوج على مجيع النواحي مثل شكله العام ،استخداماته ،السوق اليت يتم
طرحه فيها ،ومستوى املنافسـة...إخل ،واإلسرتاتيجية الواجب اتباعها يف هذه املرحلة هي إسرتاتيجية البحث
واإلبتكار ،وهذه املرحلة تتطلب الكثري من اإلستثمارات يف جمال البحوث(.)1
مرحلـة اإلنطـالق :يف هذه املرحلة يتم دخول املنتوج إىل السوق ،ويبقى دائما يف املخطط التقين -2
لتحسني خصائصه ،ويكون قليل املعرفة من قبل املستهلكني ،لذا مبيعاته تطّو ر ببطء ،ويتعرض ملنافسة عالية،
وتكاليف إنتاجه تبقى متزايدة ،لذا تبقى مردودّيته سلبية ،واإلسرتاتيجية املناسبة هي إسرتاتيجية اإلبتكار
والتطوير.
مرحلـة النمــو :يف هذه املرحلة يكون املنتوج معروًفا أكثر فأكثر من قبل املستهلكني واملوزعني، -3
ويزيد مستوى رضاهم عنه ،مما جيعل مبيعاته تزداد مبعدل متزايد مما جيعل تكاليف اإلنتاج تنخفض ،وتظهر
النتائج اإلجيابية ألنه خالل هذه املرحلة يتم بلوغ عتبة املردودية ،لذا جيب خالهلا إستثمار كل الطاقات
املمكنة لزيادة تنافسية املنتوج ،لذا على املؤسسة إنتهاج إسرتاتيجية النمو والتطويـر.
مرحلـة النضــج :يف هذه املرحلة تستمر مبيعات املنتوج بالزيادة إال أهنا متناقصة حىت تبلغ ذروهتا -4
حيث أن اإلحتياجات تتغري خاصة مع دخول منتوجات جديدة وبديلة ومنافسة حتل حملها ،وخالل هذه
املرحلة أثر اخلربة يصل إىل ذروته ،وتكاليف اإلنتاج تبلغ أدىن مستوى هلا مما يزيد مكاسب املؤسسة ،لذا
)( (1
: Op.cit, P183
52
الفصل الثاني :تقييم تطبيق أدوات التحليل السرتاتيجي يف املؤسسات الصغرية و املتوسطة
يستمر اإلهتمام بوالء العمالء مما يتطلب اإلهتمام بالتوزيع والرتويج واخلدمة ،واإلسرتاتيجية املناسبة هي
إسرتاتيجية اإلستقرار.
مرحلـة التدهـور :يف هذه املرحلة تكون املبيعات يف هبوط مستمر ألن املنتوج يواجه منافسة قوية من -5
املنتجات اجلديدة والبديلة واألكثر استخداًم ا للتكنولوجيا ،مما يسمح بإشباع أكثر حلاجات املستهلكني
فأذواقهم تتغري مبرور الزمن وتطور التقنيات ،وتستمر املبيعات باإلخنفاض إىل غاية التخلي عن املنتوج،
واإلسرتاتيجية الواجب إنتهاجها هي إسرتاتيجية اإلنكماش(.)1
ثانيا -استخدام نموذج دورة حياة المنتج :خالل مرحليت النمو والنضج املنتوج حيقق نتائج تكون ضرورية من
أجل متويل عمليات حبث وتطوير منتجات جديدة قادرة على تعويض املنتجات املتخلى عنها ،وتنوب عن
املنتجات يف مرحليت النضج والتدهور ،كذلك تسعى املؤسسة إىل احلصول على تشكيلة منتجات متوازنة وموزعة
على خمتلف مراحل دورة احلياة.
فعلى سبيل املثال ،مؤسسة كل منتجاهتا يف مرحلة النضج فهي حتقق الكثري من املكاسب املالية لكنها ال
تضمن مستقبلها ،وبعث منتجات جديدة ضروري يسمح بإنعاش األسواق املشبعة ملقاومة تدهور املنتجات
القدميـة.
والفائدة األساسية لنموذج دورة حياة املنتج هي بعث املؤسسة ملنتجاهتا اليت ال تتصف باإلستمرارية،
ومطلوب منها استبداهلا مبنتجات جديدة يسمح بتجديد املؤسسة ،وأفضل إشباع حلاجات املستهلكني.
وتعترب دورة حياة املنتج أوىل األدوات األكثر استعماال لتحليل املراحل املتوالية للمنتجات مع األخذ يف
احلسبان بيئة املؤسسة ،أهدافها ،مسؤولياهتا ،كما تسمح بتعيني إسرتاتيجية لكل مرحلة ،كما تقيد يف حتديد
درجة مالئمة األداء يف خمتلف اجملاالت الوظيفية بالنسبة ملنتوج معني خالل مرحلة معينة ،كما يوضحه اجلدول
أدناه.
)( (1
ibid, P183
53
الفصل الثاني :تقييم تطبيق أدوات التحليل السرتاتيجي يف املؤسسات الصغرية و املتوسطة
الجدول رقم ( :)04تأثري مراحل دورة حياة املنتج على خمتلف وظائف المؤسسة
الوظائف
البحوث والتطويـر المـوارد البشريـة اإلنتـاج والعمليـات التمويــل التسويــق
المراحل
-حتسني املنتوج -جذب كفاءات تسيريية -التعريف باملنتوج اإلنطــالق
-تطويـر األسلـوب الفين عالية -اإلنتاج بأحجام صغرية -تدفقات نقدية سالبة -متابعة ردود أفعال املستهلكني
لإلنتاج إسرتاتيجيـة
-حتسني املنتوج باستمرار من -اختيار وتدريب عمال -توفري األموال الالزمة -البحث عن منافذ التوزيع
-تسجيل براءة إلخرتاع اإلنتاج ورجال البيع حيث احلجم واخلصائص -مديونيـة مرتفعـة -حصة سوقية ضئيلة اإلبتكــار
منتوج جديد -حتفيز األفـراد -منافسـة حمـدودة والتطويـر
-متييـز املنتـج وحتسينه -إختيار وتدريب عمال جدد -تدفقات نقدية موجبة ناشئة -إرتفـاع حجـم املبيعات النم ــو
(إبداع تكنولوجي) يف قسم اإلنتاج -اإلنتاج حبجم كبيـر عن زيادة األرباح -نشاط ترويج حمدود إسرتاتيجيـة
-تصـور أفكـار ملنتجـات بديلة -الرتقيــة -اإلستثمار يف الطاقة اإلنتاجية -التوسع يف الطاقة اإلنتاجية -دخول منافسيـن النم ــو
مستقبال -اللجوء للساعات اإلضافية -إخنفاض تكاليف اإلنتاج -زيادة احلصة السوقيـة والتطويــر
-استخدامات جديدة للمنتوج -يصل حجم املبيعات إىل أقصى حديه
(شكل وجودة) -ختفيض القوى العاملة -اإلهتمام بالطاقة العاملة -ارتفاع األرباح النض ــج
وحتويلها إىل أنشطة أخرى. -الرتكيز على تنمية والء املستهلكني
-الرقابة على املخزون -سيولة كبيـرة
-حتسني فعالية اإلنتاج
-رفع الروح املعنوية والدافعية -التنويع يف اإلنتاج -ختفيض التكاليف وبالتالـي
-إستقرار املنافسـة إسرتاتيجيـة
(ختفيض التكاليف) إمكانية ختفيض السعر -البحـث عن منافذ جديـدة ومحاية اإلستقــرار
-األخذ بنظام االقرتاحات -ختفيض تكاليف اإلنتـاج احلصة احلالية
-تقدمي بدائل للمنتوج
-الرتكيز على املنتجات البديلة -اإلحتفـاظ بالروح املعنوية -زيادة فعالية اإلنتاج -إخنفـاض اإليرادات التده ــور
والدافعية. -إخنفاض حجم املبيعات
-ختفيض تكلفة املنتوج احلايل (املقاولة من الباطن) -تنويع مصادر الربـح
حلدها األدىن -حتويل العاملني إىل جماالت -التخلص من األصول الزائدة -الرقابة على املخزون
-الرتويج يف حده األدىن إسرتاتيجيـة
وأنشطة أخرى عن احلاجة -الرتويج للمنتوج اجلديد اإلنكمــاش
-ختفيض تنويع املنتوج
54
الفصل الثاني :تقييم تطبيق أدوات التحليل السرتاتيجي يف املؤسسات الصغرية و املتوسطة
ثالثا -حدود نموذج دورة حياة المنتج :العائق األساسي يف منوذج دورة حياة املنتج يكمن يف اختيار مستوى
التحليـل الذي يتم توظيفه ،ففي الواقع جيب حتليل متغريات عديدة كالسوق ،املنتوج ،العالمة التجارية للمؤسسة،
املـواد األوليــة.
فضال عن ذلك ،ومع تطور املشاريع تقنًيا ،والتغري املستمر يف أذواق املستهلكني ،فإن فرتة حياة املنتجات
تكون قصرية أكثر فأكثر ،وعليه من الصعب استعمال منوذج دورة احلياة كأداة للتحليل اإلسرتاتيجي بعيد املدى،
فعلى سبيـل املثال هناك منتجات متر بسرعة من مرحلة اإلنطالق إىل مرحلة التدهور ،أي أن مرحليت النمو
والنضج متـّر ان بوتيـرة متسارعـة.
كذلك ،عملية حتديد املرحلة اليت مير هبا املنتوج بدقة صعب ،ففي حالة ما إذا مت حتديد املرحلة بطريقة
خاطئـة وعلى هذا املستوى فسيكون منتوج املؤسسة يف حالة صعبة ألن كل مرحلة مسؤولة عن توجه إسرتاتيجي
معني متوافق مع البيئـة.
أما فيما خيص امكانية تطبيق هذه األداة من قبل املؤسسات الصغرية و املتوسطة ،وبالنظر اىل املتغري
الوحيد الذي تبىن على أساسه وهو النسبة املؤية لزيادة مبيعات املنتوج خالل دورة حياته ،وباعتبار أن املؤسسات
مهما كان حجمها،أو نشاطها متلك مقدار حجم مبيعاهتا وبالتايل هلا القدرة على حساب نسبة الزيادة السنوية
للمبيعات ،وحتديد املرحلة اليت مير هبا املنتوج أي أن هناك امكانية كبرية لتطبيق هذه األداة من قبل املؤسسات
الصغرية و املتوسطة.
ومن كل ما سبق ،فاستعمال منوذج دورة حياة املنتج كأداة التحليل اإلسرتاتيجي واضح يتطلب دراسة
خمتلف املتغريات األخرى احمليطة باملنتوج لتحديد املرحلة اليت مير هبا بدقة ،كما أنه على املؤسسة السعي والعمل
على إعطاء دائما استخدامات جديدة للمنتوج ومتديد مرحليت النمو والنضج ألهنما تبقيان امليزة التنافسية هلا،
واليت تـم امتـالكها خـالل مرحلة اإلنطـالق ،أمـا مرحلة التدهور فتتضمن زوال تلك امليزة التنافسية والبحث عـن
مزايـا تنافسـية أخـرى.
المطلب الثاني :نموذج منحنـى الخبـرة:
أثر اخلربة فكرة قدمت من طرف جمموعة بوسطن اإلستشارية منتصف الستينات أثناء قيامها بدراسات
عن التكلفة والسعر ،وأثر اخلربة تقدر العالقة اليت تربط ما بني التكاليف وحجم اإلنتاج عرب الزمن ،حيث بينت
الدراسات أن املؤسسات اليت تنتج بأحجام كبرية ،دائما ما تتمتع بإخنفاض يف تكلفة الوحدة املنتجة ،وبالتايل فهي
55
الفصل الثاني :تقييم تطبيق أدوات التحليل السرتاتيجي يف املؤسسات الصغرية و املتوسطة
تستطيع فرض أسعار أقل من منافسيها وتكون تتمتع مبيزة تنافسية سعرية .حيث يقصد بأثر عامل اخلربة أن تكلفة
الوحدة املنتجة مييل إىل اإلخنفاض بنسبة من 20إىل ،%30وذلك كلما تضاعف حجم اإلنتاج( ،)1ويتحقق هذا
اإلخنفاض من خالل الست عوامل التالية:
حتقيق اقتصاديات احلجـم (اقتصاديات السلم). -
زيادة فعالية أداء القوى العاملة (أثر التعلـم). -
حتسيـن العمليـة اإلنتاجيـة ذاهتـا. -
الوصـول إىل تنميـط املنتـوج. -
الوصول إىل التصميم األمثل للمنتوج. -
تنمية عدد من البدائل يف مكونات املنتوج ذاته(.) 2 -
والشكل املوايل يوضح منحىن اخلربة وكيفية حساب تكلفة الوحدة املنتجة.
الشكل رقم ( :)06منـوذج منحنـى اخلبـرة
التكلفة الوحدوية
120
100
80
60
40
20
)( (1
Mark Vendercamman: Marketing, 1ère édition, xuculot, Bruxelles, 2002, P 214.
) 2(2عبد العزيز صالح بن حبتور :مرجع سابق ،ص .261
56
الفصل الثاني :تقييم تطبيق أدوات التحليل السرتاتيجي يف املؤسسات الصغرية و املتوسطة
أوال -مصادر أثـر الخبـرة :يتم التعرف على مصادر أثر اخلربة من خالل جمموعة النقاط التاليـة:
-1فعالية وإنتاجية العمل :حيث أن عملية تكرار املهام والواجبات تسمح للعمال بإكتساب مهارة ،وبراعة
تزيد من إنتاجيتهم ،وفعاليتهم وتدرهبم ،وتؤدي مضاعفة اخلربة لليد العاملة بتخفيض تكاليفها بنسبة ترتاوح
من 10إىل .%15
-2التخصـص في العمـل :إن عملية التخصص يف املسؤوليات واملهام يسمح بتحسني تنظيم العمل ،وكذا يقلل
من 10إىل %15من الوقت األساسي إلنتاج وحدة واحدة ،وأثر التدرب ،والتخصص مًعا يؤديان إىل
تقليل التكاليف بنسبة ترتاوح من 20إىل .%30
-3تجديد المسؤوليـات :إن عملية جتديد وحتديث املسؤوليات وحتسني أساليب اإلنتاج تكون مصادر لتقليل
التكلفة ال ميكن إمهاهلـا.
-4تحسين مردودية التجهيزات :أثر اخلربة يسمح للمسريين بالكشف عن جتديدات يف املنشآت احلالية
وحتسني اإلنتاجية.
-5تفسير استعماالت المواد األولية :إستعمال املواد األولية يف إنتاج املنتجات ذات األسعار األقل حيدث
نتائج خبــرة.
-6معايـرة المركبـات :حيث أن عملية معاينة وحتليل مجيع الوسائل واملواد املشاركة يف العملية اإلنتاجية تساهم
يف ختفيض التكلفـة.
-7تحسين أساليب ومفاهيم اإلنتاج :العمل على حتسني أساليب ومفاهيم اإلنتاج ووسائله احلالية جلعلها
تشارك يف إنتاج منتجات جديدة أقل تكلفـة(.)1
ثانيا -حدود نموذج منحنى الخبرة :منوذج منحىن اخلربة ذو قيمة يف مرحلة النمو ،لكن وبالتأكيد يتعذر
استعماله يف فرتة اإلضطراب والتقلب ،ألن اإلبداع التكنولوجي ينشئ كبح قوي لرتاكم اخلربة ومضاد ،كما جيب
عدم اإلخنداع بفكرة أن العالقة مباشرة بني احلجم والتكلفة ألن املنتجني بأحجام أكرب ميتلكون بالتأكيد مزايا
)( (1
Ahmed Hamadouche: Op.cit, P 215.
57
الفصل الثاني :تقييم تطبيق أدوات التحليل السرتاتيجي يف املؤسسات الصغرية و املتوسطة
لتسمح هلم باحلصول على مكاسب هذا احلجم للوصول إىل تكاليف تنافسية لإلنتاج ،لذا جيب أخرى
العمل على مواجهة األعباء األساسية اليت تؤثر على اجلانب التنظيمي ،ولتحصل املؤسسات على حصص سوقية
أكرب عليها تطوير خمتلف وظائفها واستغالل طاقاهتا الضائعة وتكييفها مع حميطها املتذبذب واملتقلب(.)1
أما فيما خيص امكانية تطبيق هذه األداة من قبل املؤسسات الصغرية و املتوسطة،وبالنظر اىل املتغيريين
الالذين يدخالن يف حساب التكلفة الوحدوية من خالل العالقة املبينة سلفا،فكل املؤسسسات ميكن هلا حتديد
مقدار حجم انتاجها ،وكذا تكلفة االنتاج االمجالية وبالتايل هلا القدرة على حساب تكلفة الوحدة املرتبطة حبجم
االنتاج املعني ،اال أن املؤسسات اليت تنتج أكثر من منتوج جيب عليها استخدام احملاسبة التحليلية لتعرف على
تكلفة انتاج كل منوج على حدا أي أن املؤسسات الصغرية و املتوسطة اليت تنتج منتوج واحد هلا امكانية أكرب يف
تطبيق منوذج منحىن اخلربة كأداة لتحليل االسرتاتيجي ،ويبقى على املؤسسات اليت تنتج إلكثر من منتوج استخدام
احملاسبة التحليلية لتكون هلا امكانية تطبيق منوذج منحىن اخلربة .
ثالثا -بعض اإلنتقادات الموجهة لنموذج منحنى الخبرة :هناك جمموعة من االنتقادات املوجهة للنموذج ،نذكر
بعًض ا منها فيما يلي:
أثر اخلربة يتضاءل عرب الزمن ،ففي مراحل متقدمة فإن القدرة على مضاعفة وزيادة حجم اإلنتاج يستغرق -
زمًنا أطول مقارنة باملراحل األوىل ،فضًال عن إمكانية عدم حدوثه إطالقًـا.
كما أن التخصص يف منتجات متميزة أو أسواق معينة ،وبطلبها أسعار ولو كانت مرتفعة ميكنها حتقيق أرباح -
رغم صغر حجم إنتاجهـا.
يف بعض احلاالت قد ال تنخفض بالضرورة وبطريقة أوتوماتيكية التكاليف بزيادة خربة املؤسسة. -
قد يقوم املنافسون بتخفيض األسعار كإجراء مضاد حىت ولو ترتب على ذلك ضرًر ا هلـم. -
ميكن أال حتقق املؤسسة هامش للربح يف حالة حتول املستهلكني إىل املنتجات البديلـة إذا مل تقم املؤسسة -
خبفض أسعارهـا(.)2
رابًعا -التأثير اإلستراتيجي للعالقة بين الخبرة والتكلفة :قد تقوم املؤسسة بإنتهاج إسرتاتيجية عامل اخلربة واليت
تعتمد على عدة عوامل أمهها درجة النمو يف السوق ،ففي األسواق سريعة النمو يكون التصرف اهلجومي هو
املناسب ،فإذا كانت املؤسسة تنقصها املوارد للقيادة أو تواجه منافسة شديدة يكون إلزاًم ا عليها أن توسع السوق
داخلّيا ،أو تركز على جزء من السوق تستطيع السيطرة فيـه.
)( (1
Karlof Bengt: Op.cit, P 168.
( ()2
عبد السالم أبو قحف :مرجع سابق ،ص .228
58
الفصل الثاني :تقييم تطبيق أدوات التحليل السرتاتيجي يف املؤسسات الصغرية و املتوسطة
أما يف األسواق بطيئة النمو فإن تكلفة إستخدام إسرتاتيجية هجومية غالًبا ما تكون كبرية فوقت حتقيق
ميزة عامل اخلربة عادة يكون طويًال ،فيكون من الصعب أن يتخذ نصيبها من املؤسسات املنافسة.
ويف األسواق التنافسية املستقرة ،فغالًبا ما تكون املؤسسات اليت هلا نصيب أكثر يف السوق تتمتع خبربة أكرب ،ويف
حاالت إستثنائية تدخل مؤسسات إىل السوق متأخرة ،وتستطيع احلصول على مركز القيـادة.
لذا فإنه من الضروري عند استخدام املؤسسة إلسرتاتيجية عامل اخلربة وقيامها بالتوسع ،وزيادة معدل
النمو أن تأخذ بعني اإلعتبار الوقت واإلستثمار املطلوب ،وأن تبحث عن املصادر اليت يتم من خالهلا متويل
التوسع ،ودراسة ردود فعل املؤسسات املنافسة ،وهناك جمموعة من اإلعتبارات العلمية اليت جيب أن تراعى عند
استخدام إسرتاتيجية عامل اخلربة ،أمههـا:
مراعاة سلوك التكلفة ،مع مراعاة تصحيح األسعار مع أخذ التضخم بعني اإلعتبار. -
مراعاة العالقة بني النمو السنوي ،وبني النمو يف منحىن اخلربة حيث تنمو اخلربة مبعدل أسرع من معدل منو -
الكميات وذلك للعشر سنوات األوىل من حياة املنتوج.
مراعاة مشاركة اخلربة ،وتظهر عندما يكون هناك أكثر من منتوج يشرتكون يف إستخدام موارد واحدة، -
وأساليب متشاهبة يف اإلنتاج أو التسويق فإنه ميكن احلصول عليها من التعلم من أحد املنتجات لتطبيقها على
باقي املنتجات(.)1
( ( )1أحمد زغدار :أهمية التحليل اإلستراتيجي في المؤسسة ،رسالة ماجستير غير منشورة ،جامعة الجزائر ،1998 ،ص ص
.81 -80
59
الفصل الثاني :تقييم تطبيق أدوات التحليل السرتاتيجي يف املؤسسات الصغرية و املتوسطة
نقاط القـوة " :"Strengthsهي جمموعة املوارد واملهارات وامليزات األخرى اليت متتلكها املؤسسة ملواجهة -
املنافسة ،وإشباح حاجات ورغبات املستهلكني واألسواق اليت تنشط فيها أو تعتزم الدخول هلـا.
نقاط الضعـف " :"Weaknessesهي جمموعة القيود والنقائص يف املوارد واملهارات والقدرات ،واليت قد -
حتد من األداء الفعال للمؤسسة بشكل يؤثر عليها ،وعلى مركزها التنافسي(.)1
الفــرص " :"Opportunitiesهي موقف مفضل ،ومرغوب فيه يستمد من احمليط التنافسي وذلك بإعتبار -
التغيريات اليت حتدث يف عناصره واليت حتسن من وضعية املؤسسة إذا مت استغالهلا بكفـاءة.
التهـديـدات " :"Threatsهي موقف أو إجتاه غري مرغوب فيه ،والذي مصدر التغري يف عناصر حميطها -
خاصة التنافسي ،مما حيد من منوهـا وحىت بقائهـا ،ويهدد وضعهـا السوقـي(.)2
أوال -مصفوفــة " :"swotعملية التحليل اإلسرتاتيجي بإستخدام مصفوفة " "swotمتكن من معرفة املوقف
احلقيقي للمؤسسة واإلسرتاتيجيات العامة اليت ميكن إختاذها إنسجاًم ا بني نقاط القوة والضعف هلا ،والفرص
والتهديدات اليت تواجهها ،والشكل املوايل يوضح اهليكل العام ملصفوفة "."swot
الشكل رقم ( :)07مصفوفــة swot
وبالتايل فمصفوفة swotتشري إىل توافر أربعة إسرتاتيجيات بديلة قد تتداخل وتتابع يف نفس الوقت،
وينصب حتليل هذه املصفوفة بصفة أساسية على حتديد اإلسرتاتيجيات الواجب إتباعها وليس حتديد التصرفات
والتكتيكات الضرورية لتنفيذها( ،)1وتتمثل هذه اإلسرتاتيجيات حسب املصفوفة فيما يلي:
-1إستراتجيات هجوميـة :وتعكس أفضل املواقف املرغوب فيها ،حيث تستفيد املؤسسة من العديد من
الفرص ،ومتتلك يف نفس الوقت العديد من نقاط القوة اليت تشجعها على استغالل هذه الفرص ،وكذلك
تعظيم هذه الفرص ،ونقاط القوة لتحقيق النمو وتوسيع حصتها السوقيـة.
-2إستراتيجيـات اإلستقـرار :وهذا موقف تكون فيه املؤسسة متلك قدرات ونواحي قوة مميزة تواجه هبـا
هتديدات غري مرغوب فيها ،وجيب على اإلسرتاتيجيات املتبنـاة يف هذه احلال أن تعمل على تعظيم نقاط
القـوة وتدنيـة التهديدات اليت تواجهها ،وبناء فرص على األقل طويلة األجل يف جماالت أخرى ذات جاذبيـة
أعلـى(.)2
-3إستراتيجيات تنافسية :يف هذا املوقف تكون املؤسسة تتوافر أمامها فرص مناسبة لكن تعاين من نقاط
ضعف حتول دون قدراهتا على استغالل الفرص املتاحة أمامها ،لذا على اإلسرتاتيجيات املختارة العمل
للوصول إىل احلد من نواحي الضعف ،وتطوير وتنمية قدراهتا وإمكانياهتا على مستوى مجيع وظائفها
لتستطيع اإلستفادة من الفرص املتاحة أمامهــا.
-4إستراتيجيـات دفاعيـة :وأكثر املواقف غري املرغوب فيها من طرف املؤسسة ملا تعانيه من نقاط ضعف ويف
ظل هتديدات تواجهها ،واإلسرتاتيجيات اجملسدة يف هذا املوقف تتضمن التقليل من التهديدات ،ومعاجلة
نقاط الضعف(.)3
أما فيما خيص امكانية تطبيق هذه املصفوفة من قبل املؤسسات الصغرية و املتوسطة ومعرفة املوقف
احلقيقي و االسرتاتيجيات العامة فهذا يتوقف على كم املعلومات اليت ميكن أن تتوافر عن حميطها اخلارجي
والداخلي ومدى قدرة املسيريين على على حتليلها وحتديد نقاط القوة و الضعف يف احمليط الداخلي و الفرص
والتهديدات يف احمليط اخلارجي ومن مث حتديد االسرتاتيجيات املمكن اتباعها.
وبالتايل فمصفوفة swotتلقي الضوء على الدور الرئيسي الذي يلعبه حتليل حميط املؤسسة بإستخراج
نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات يف توجيه القرارات اخلاصة بإختيار البدائل اإلسرتاتيجية املناسبـة.
ثانيا -مصفوفة تقييم المركز اإلستراتيجي واإلجراءات " :")*(Spaceتعد هذه املصفوفة من النماذج املستخدمة
يف عملية التحليل اإلسرتاتيجي ،واليت حتدد البدائل اإلسرتاتيجية بناء على نتائج حتليل حميط املؤسسة ،حيث
يتم إختاذ بعدين تنافسني مها :قوة الصناعة ومدى إزدهارها ،واستقرار السوق ،وكذلك بعدين داخليني مها:
قوة املركز املايل ،واملزايا التنافسية املوجودة ،كما يطلق عليها أيضا اسم النموذج الرباعي ،أو مصفوفة حتديد
املركز التنافسي وتقييم البدائل ،والشكل املوايل يوضح اهليكل العام للمصفوفـة.
الشكل رقم ( :)08مصفوفــة SPACE
إسرتاتيجيات يتم يف ضوئها إختيار جمموعة من البدائل ،وهذا بعد معرفة هذه اإلسرتاتيجيات من خالل حتديد
إحداثيات النقطـة اليت تلخص قيم خمتلف مؤشرات األبعاد األربعة املستعملة يف التحليل ،ومتر عملية حتديد
اإلحداثيات باخلطوات التالية:
-يتم إختيـار جمموعـة من املتغريات كمؤشـرات للتعـرف على مستوى األبعاد األربعة املستعملة يف عمليـة
التحليـل.
-ختصيص قيم ترتاوح من (( 1+األسوأ) إىل ( 6+األفضل)) لكل متغري من املتغريات املكونة لبعدي قوة
املركز املايل ومدى قوة الصناعـة.
-ختصيص قيم ترتاوح من ((1-األفضل) إىل ( 6-األسوأ)) لكل متغري من املتغريات املكونة لبعدي :مدى
استقرار السوق ،واملزايا التنافسيـة.
-حساب متوسط الدرجات لكل متغريات بعد على حدى من خالل مجع القيم املخصصة ملتغريات كل
بعد ،مث قسمتها على عدد املتغريات املكونة لكل بعد من هذه األبعـاد.
-حتديد فاصلة النقطة من خالل مجع متوسطي متغريات بعدي مدى قوة الصناعة ،واملزايا التنافسيـة.
62
الفصل الثاني :تقييم تطبيق أدوات التحليل السرتاتيجي يف املؤسسات الصغرية و املتوسطة
-حتديد ترتيب النقطة من خالل مجع متوسطي متغريات بعدي قوة املركز املايل ،ومدى استقرار السوق.
-رسم سهم إجتاه من نقطة الصفر إىل إحداثيات النقطة احملددة على املصفوفـة(.)1
أما فيما خيص امكانية تطبيق هذه املصفوفة من قبل املؤسسات الصغرية و املتوسطة فهذا يتوقف على
ندى قدرة املسيريين على اختيار املتغيريات اليت تكون أفضل مؤشرات للتعرف على مستوى األبعاد األربعة ،وكذا
توفريأكربقدر ممكن من املعلومات حول هذه املتغيريات ،وتكمن املهمة األصعب أمام املسيريين يف القدرة على
تقييم هذه املتغييات من األسوأ اىل األفضل بالشكل اجليد ومن مث استكمال باقي اخلطوات اليت متكن من حتديد
أفضل البدائل االسرتاتيجية باالعتماد على هذه املصفوفة.
المطلب الرابع :نموذج أثر ربح التسويق اإلستراتيجي :)*(PIMS
يعترب هذا الربنامج كنقابة عاملية تنتمي إليها املؤسسات الراغبة يف مقارنة إختالفات نتائجها ،وليس فقط
مبيعاهتا ،ومت وضعه بإقرتاح من شركة جنرال إلكرتيك باإلشرتاك مع جامعة هارفارد لألعمال بداية من
السبعين ــات.
يرتكز هذا النموذج على بنك للمعلومات خيص حوايل 2000نشاط إسرتاتيجي خمتلف ومتتد املالحظـة
على مدى مخس سنوات وخصت املعلومات 200مؤسسة تابعة ملعهد التخطيط اإلسرتاتيجي واستعملت فيه قائمة
من 32متغري ،حيث أن مثانية متغريات منها تفسر %80من تغريات مردودية األموال املستثمرة وأمههـا :معدل منو
النشاط ،احلصة النسبية يف السوق ،نوعية املنتوج ،كثافة رأس املال ،إنتاجية العمالـة(.)2
أوال -هـدف نمـوذج :PIMSيهدف منوذج PIMSللمعرفة الدقيقة لتأثري كل املتغريات املتعلقة باإلختيار
اإلسرتاتيجي واليت تتمحور حول بعدين أساسيني خيصان نتائج املؤسسة ،مهـا:
اهلامـش اإلمجالـي يف التمويـل الذاتـي. -
مردوديــة األمــوال املستثمـرة. -
كما يقيم أداء املؤسسات والوحدات اإلنتاجية التابعة هلا يف ضوء ما حتققه من تدفق نقدي. -
حتديد العوامل األساسية واحلرجة لنجـاح املؤسسـة -
التحديد الكمي للعوامل اإلسرتاتيجيـة اليت تؤدي إىل إحداث التغريات اإلسرتاتيجية. -
( ()1
نادية العارف :التخطيط اإلستراتيجي والعولمة ،مرجع سابق ،ص ص .254-253
)*( (
PIMS: Profit Impact of Market Strategy.
2
) ) Henri Duhamel: stratégie et direction de l'entreprise, CLET, Paris, 1986, P67.
63
الفصل الثاني :تقييم تطبيق أدوات التحليل السرتاتيجي يف املؤسسات الصغرية و املتوسطة
تقييم الوضع التنافسي من خالل املقارنة بني املؤسسة وثالثة أكرب منافسني من حيث :احلصة السوقية ،اجلودة -
النسبية للمنتجات ،األسعار واجملهودات التسويقيـة(.)1
ثانيا -كيفيـة عمـل :PIMSكل املؤسسات املنتمية إىل هذه النقابة تقوم بتزويد بنك املعلومات املخصصة بأكثر
من مائة معلومة حول كل نشاط إسرتاتيجي ختص الـ 32متغري احملددة يف النموذج ،وبعد عملية الدراسة والتحليـل
واملقارنـة مع معلومـات بقية املؤسسات املنتمية يقوم برنامج PIMSبتزويد املؤسسة بأربعة تقارير تتمثل فيما
يلـي:
-1تقـرير :PARيسمح هذا التقرير بتحديد نتائج كل جمال نشاط إسرتاتيجي ،ومعيار النجاعة يف جمال
النشاط اإلسرتاتيجـي.
-2تقريـر التمييـز :هذا التقرير يعمل على تبيان تأثري كل عامل إسرتاتيجي على جناعـة النشاط اإلسرتاتيجـي.
-3تقرير أفضل اإلستراتيجيات :حيث أنه ويف هذا التقرير يزّو د الربنامج PIMSاملؤسسة بأفضل بدائل
إسرتاتيجية ميكنها إستخدامها يف حالة كل جمال نشاط إسرتاتيجي.
-4تقريـر الحصيلـة :الذي يربط ويلخص التقريرين األوليـن(.)2
ثالثا -ح ــدود :PIMSيقوم النموذج بإختيار جمموعة من العوامل بوضعها يف معادلة للنجاعة تابعة جملموعة
املتغريات اإلسرتاتيجية اليت يؤثر يف اهلامش اإلمجايل للرأس املايل الذايت ،واملردودية للخروج بإسرتاتيجية مناسبة
لوضعية املؤسسـة.
ومن خالل التعرف على أثر املتغريات يتم حتويل ذهن املسريين إىل عوامل الفرصة ،وعوامل الشك فيما
خيص النجاح والفشل ،لذا جيب على املسريين أن ال جيهلوا استخدامات النموذج ومسؤولياهتم إجتاهه ،وكما
ذكر سابقا فإن املتغريات اليت يتم دراستها تؤثر بصفة أكثر على املردودية ،لذا جيب على املؤسسات ألال تركز
على املردودية املالية فقط ،وال يكون هدفها الوحيد ،بل جيب عليها وضع أهداف أخرى :كفتح أسواق جديدة،
حتسني جودة املنتجات ،العمل على اهليمنة على األسواق...إخل(.)1
وفيما خيص املؤسسات الصغرية و املتوسطة فان أغلبها ال تكون هلا عالقة هبذا النموذج ،سواء جلهلها
بوجود مثل هذه النقابة ،أو لصعوبة حتديد خمتلف املتغيريات االسرتاتيجية للنموذج وحتديد أثرها.
)( (1
Ahmed Hamadouche: OpCit, P65
)( (2
Henri Duhamel: Opcit, P 68.
( )(1
Ahmed Hamadouche: Op.cit, P 68.
64
الفصل الثاني :تقييم تطبيق أدوات التحليل السرتاتيجي يف املؤسسات الصغرية و املتوسطة
)*( (
جماعة بوسطن اإلستشارية BCG: Boston Consulting Group
Yves Chirouze: le marketing stratégique, ellipses, Paris, 1995, P 22.
حصة السوق النسبية =
)(1
)**(
مجال النشاط اإلستراتيجي DAS: Domaine d'Activité Stratégique
65
الفصل الثاني :تقييم تطبيق أدوات التحليل السرتاتيجي يف املؤسسات الصغرية و املتوسطة
)( (1
Tugrul Atmmir,Roland Calori: diagnostic et décision stratégique, Dunod édition, Paris, 1998, P 183.
66
الفصل الثاني :تقييم تطبيق أدوات التحليل السرتاتيجي يف املؤسسات الصغرية و املتوسطة
بعد رسم الدوائر يتحدد موقع كل DASداخل خانة من اخلانات األربع ليعرب عن موقف املؤسسة بالنسبة لـ -
،DASوالشكل املوايل ميثل متوقع جمموعة من DASعلى مصفوفة .)BCG(1
الشكل رقم ( :)10متوقع جمموعة DASمؤسسة على مصفوفة BCG
20%
18% النجوم عالمات اإلستفهام
DAS2 DAS1
16%
14%
%12 DAS5 معدل
%10 البقرة الحلوب األوزان الميتة نمـو
%08 DAS3 DAS4 السوق
06%
04%
02%
00% المصدر :مرجع سابق ،ص .296
10 9 8 7 6 5 4 3 2 1 0.9 0.8 0.7 0.6 0.5 0.4 0.3 0.2 0.1 0
املالئمة مصفوفة BCGيف اختيار اإلسرتاتيجية المضامين اإلستراتيجية لمصفوفة :BCG
حصةتساهم
السوق النسبية ثانيا-
للمؤسسة يف ظل موقفها اإلسرتاتيجي بالنسبة ملختلف وحدات النشاط باحملفظة ،وفق هذه املصفوفة يتم توزيعها
إىل أربع جماميع وهي:
-1منطقة عالمات اإلستفهـام :املنتجات اليت تكون يف هذا املوقف متتاز حبصة سوق نسبية منخفضة ،ومعدل
منو السوق مرتفعة حتتاج إىل مصادر مالية كافية لدعم هذه احلصة ،وتطويرها من أجل إيصاهلا إىل مرحلة
النجومية ،حيث أن عالمات اإلستفهام متثل تقدمي املنتجات اجلديدة إىل األسواق ذات معدالت النمو
املرتفعة ،وتعد هذه املرحلة من املراحل احلرجة واهلامة ،واليت تتطلب من املسريين دراسة وحتليًال مستمر من
أجل إيصاهلا إىل مركز النجومية ،وحذف املنتجات اليت ال تستطيع الصمود يف السوق ،ومل تستطع تلبية
حاجات ورغبات املستهلكني ،وال تتمكن من الوصول إىل مرحلة النجومية ،وتتميز هذه املرحلة بعدم معرفة
املستهلك للمنتج مما يطلب جهود إعالنية تعريفية وإشهارية مكثفة لكي يتعرف املستهلك على املنتج ،وأن
إنتاج كميات كبرية وضخها يف السوق تعترب جمازفة بالنسبة للمؤسسات لذلك يكون اإلنتاج حمدود ،ويتم
تقدمي كميات حمدودة ويف نقاط خمتارة ،لكي يتمكن املسريون من متابعة سري املنتج يف السوق(.)1
فاملؤسسة ويف هذا املوقف ميكنها إتباع إسرتاتيجية الرتكيز مما يساعدها على ختطي موقف اإلخنفاض يف
حصتها ،وحماولة اإلستفادة من معدل منو السوق ،كما ميكنها اتباع أي من إسرتاتيجيات النمو والتوسع،
كما أن إمكانياهتا ال تتيح هلا إال اتباع إسرتاتيجية اإلنكماش(.)2
-2منطقـة النجـوم :املنتجات يف هذا املوقف تكون ذات معدل منو سوقي عايل ،وحصة سوق نسبية عالية ،مما
يعين كرب حصتها السوقية ،بل ميكن أن تكون هلا مركز القيادة لغريها من املنافسني ،كما أن معدل النمو
يتسم بالزيادة لإلقبال املستمر على منتجاهتا ،وقبوهلا لدى املستهلكني ،وجيب على املؤسسة يف ظل هذه
الظروف إتباع اسرتاتيجيات النمو والتوسع ،فلكي حتافظ على الزيادة تعمل على زيادة إستثماراهتا ،فإذا
توقفت عن اإلستمرار يف النمو والتوسع ستفقد مركزها الريادي رغم التدفق النقدي الكبري ،فاإلتفاق على
البحوث والتطوير واستمرار الرتويج وحماولة ختفيض التكاليـف(.)3
-3منطقـة البقـرة الحلوب :املنتجات يف هذا املوقف تكون حصتها السوقية النسبية مرتفعة ،والتدفقات النقدية
تزيد عن احتياجاهتا ،واألرباح إضافية ،والفائض يستخدم لتدعيم مركزها التنافسي ،حيث متتاز مبعدل منو
سوقي منخفض واملنافسة شديدة ،وتكون دورة حياة املنتج يف مرحلة النضج ،فعلى املسريين أن يكونوا
واعني خبطورة هذه املرحلة ،فاملنتجات اليت ال تدعم بشكل جيد يف هذه املرحلة فسوف تبدأ بالرتاجع إذ
جيب معاجلة ذلك من خالل األنشطة التسويقية الالزمة فإن مل يتم تدعيمها فسوف تنتقل إىل مرحلة خطرة،
وهي مرحلة األوزان امليتة( ،)4مما يتطلب اتباع إسرتاتيجية التنويع املرتبط وغري املرتبط ،والبحث عن
اإلسرتاتيجية املناسبة من بني إسرتاتيجيات النمو والتوسع األخرى(.)5
-4منطقة األوزان الميتـة :املنتجات يف هذا املوقف تتميز حبصة سوقية نسبية منخفضة ،ومعدل منو سوقي
ضعيف قد حتتاج إىل كميات من اإلستثمارات النقدية لتحسني معدل منوها وحصتها السوقية حيث يعزف
الزبائن عن منتجاهتا ،واليت تقابل مرحلة التدهور يف دورة حياة املنتج ،وهذا لوجود منتجات منافسة أو خلل
فـي السياسـة التسعريية ،أو لعدم مواكبة املنتجات للتغريات احلاصلة يف حاجات ورغبات املستهلكني وتطـور
أذواقهـم.
واملؤسسة يف مثل هذه املواقف عادة تلجـأ إىل إتباع إسرتاتيجية دفاعية بأي شكل من أشكاهلا املتعددة(.)1
واجلدول املوايل يلخص املضامني اإلسرتاتيجية ملصفوفة .BCG
الجدول رقم ( :)05ملخص املضامني اإلسرتاتيجية ملصفوفة BCG
اإلستثمارات
صافي تدفق نقدي ربحية النشـاط اإلستراتيجيـة تصنـيف DAS
المطلوبة
قريب من 0أو سالب كبيــرة مرتفعــة اإلحتفاظ باحلصة أو زيادهتا النجــوم
موجب بدرجة عالية صغيــرة مرتفعــة اإلحتفــاظ باحلصـة البقرة احللوب
سالبة بدرجة عالية كبرية جـدا ال توجد أو سالبة زيـادة احلصـة
عالمات اإلستفهام
موجب ــة ال توجــد منخفضة أو سالبة اإلستبــعاد
موجــب ال توجــد منخفضة /سالبة التخــلي األوزان امليتـة
المصـدر :نبيل حممد املرسي :مرجع سابق ،ص .291
بالنظر إىل ما ذكر سابقا ميكن أن يتوضح شكلني من سيناريوهات حلركة جماالت النشاط االسرتاتيجي
داخل مصفوفة ،BCGحيث أن الشكل األول سيناريو النجاح ،وأما الثاين فهو سيناريو الفشل وتكون حركة
سيناريو النجاح عكس عقارب الساعة ،وهذا ما يوضحه الشكل املوايل.
الشكل رقم ( :)11سيناريوهات حركة DASيف مصفوفة BCG
( ()1
ردينة عثمان حسن :مرجع سابق ،ص .188
69
الفصل الثاني :تقييم تطبيق أدوات التحليل السرتاتيجي يف املؤسسات الصغرية و املتوسطة
األوزان الميتة الذي حيمل ويشري إىل عالمة اخلطـر .فاملنتوج يف مرحلة التقدمي غالًبا ما يربط مبعدل منو سوقي
يتسم باإلرتفاع وإن كان املركز التنافسي مازال منخفًص ا ،حيث مازالت املؤسسة تتحسس خطواهتا األوىل يف
السوق.
ويف الغالب فإن املنتوج سيتحرك إىل موقف النجوم حبيث يتزايد معدل منوه ارتفاًعا وتنمو معه احلصة
السوقية ،ويتوطد مركزها التنافسي ،وعادة ما حيدث ذلك يف مرحلة النمو من دورة حياة املنتج اليت تنتشر فيها
منتجات املؤسسة وتزيد االستثمارات فيها ،وتزيد مبيعاهتا وأرباحهـا.
ويف مرحلة النضج فاملنتجات تتنقل من منطقة النجوم إىل منطقة البقرة احللوب اليت تتسم مبعدل منو
منخفض ،مع ذلك تستمر املؤسسة نسبّيا يف احملافظة على مركزها التنافسي ودعمـه.
أما يف املرحلة األخرية ومرحلة التدهور اليت تتم بإخنفاض املبيعات ينتقل املنتوج من منطقة البقرة احللوب
إىل منطقة األوزان امليتة ،ويعين ذلك إخنفاض معدل منو السوق إىل جانب اخنفاض احلصة السوقية للمؤسسة،
وتدهور مركزها املايل ،لذا عليها السعي حىت ال تصل منتجاهتا ملثل هذه املرحلـة( .)1والشكل املوايل يوضح العالقة
بني منوذج مصفوفة BCGودورة حياة املنتج.
الشكل رقم ( :)12عالقة منوذج مصفوفة BCGودورة حياة املنتج
مبيعات عالمات
النجوم اإلستفهام
(مرحلة (مرحلة
النمو) اإلنطالق)
عالمات النجوم األوزان البقرة
البقـرة األوزان
االستفهام احللوب امليتة الحلوب الميتة
إنطالقة منـو نضج تدهور الزمن (مرحلة (مرحلة
النضج) التدهور)
المصدر :مرجـع سابق ،ص .188
رابعا -تقييـم نموذج مصفوفة :BCGإن إحدى جوانب القوة الرئيسية يف النموذج هو قدرة املؤسسة على
تصنيف كل الـ DASهبا على خريطة واحدة ومقارنتها من زاوية درجة املسامهة اليت حيققها كل واحد للمؤسسة،
مما ميكنها من اختيار إسرتاتيجية مالئمة لكل منهـا(.)1
( ( )1عبد الحميد عبد الفتاح المغربي :مرجع سابق ،ص ص .187- 186
( ( )1كاظم نزار الركابي :اإلدارة اإلستراتيجية ،العولمة والمنافسة ،الطبعة األولى ،دار وائل للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن،
،2004ص .212
70
الفصل الثاني :تقييم تطبيق أدوات التحليل السرتاتيجي يف املؤسسات الصغرية و املتوسطة
يسمح النموذج من التأكد ما إذا كان تدفق األموال الناجتة عن بعض األنشطة يعوض احلاجات احملددة يف -
أماكــن أخــرى.
يسمح مـن مراقبة ما إذا كان هناك نشاطات جديدة تستطيع أن تعوض النشاطات املتجهة حنو الركود -
والتدهــور.
ميكن استخدام النموذج يف حميط متوسع أو ثابت أو حىت غري مؤكـد. -
تعترب ذات اعتبارات مالية جد مندجمة يف التحليل ،وتظهر يف الواقع بشكل واضح أن جناح املؤسسة يتوقف -
علـى اجتاههـا يف البحـث عن الفـرص املفيـدة وعلى قدراتـها على حتديد توازن بني أنشطتها اليت تقـدم وتنتج
سيوالت(.)2
ومن أهم اإلنتقادات اليت وجهت إىل هذا النموذج:
استخدام معايري اإلرتفاع واإلخنفاض للوصول إىل أربع خانات . -
العالقة بني احلصة السوقية والربح ليست بالضرورة قوية ،فمن املمكن أن تكون األنشطة ذات احلصة السوقية -
املنخفضة مرحبة أكثر ،والعكـس.
قد ال تكون األسواق ذات معدل النمو املرتفع دائًم ـا األفضل. -
هتتـم فقـط بـ DASوعالقتـه مبنافـس واحـد كـأن يكـون قائد السـوق وهتمـل املنافسيـن اآلخريـن ذوي النمـو -
السريـع.
معدل النمو ليس إال عنصًر ا واحًد ا فقط يف املوقف التنافسي ككـل(.)3 -
أما فيما خيص امكانية تطبيق هذه املصفوفة من قبل املؤسسات الصغرية واملتوسطة فهذا يتوقف على
مدى توافر املعلومات اخلاصة ببعدي بناء املصفوفة سواء بعد معدل منو السوق،أو بعد حصة السوق النسبية
ويصعب األمر خاصة يف البعد الثاين الذي يرتبط مببيعات أكرب املنافسني باعتبارها يف أغلب االحياب من
املعطيات السرية اليت ال ميكن التصريح هبا اال ان البعد االول هناكامكانية أكرب ملعرفته من خالل توافر أرقام
حول مبيعات الصناعة يف كل سنة لبعض املنتجات واليت توفرها التقارير احلكوميةعادة.
المطلب الثاني :نموذج مصفوفــة :McKinsey
( ( )2ناصر دادي عدون :اإلدارة والتخطيط اإلستراتيجي ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،2001 ،ص .108
( ( )3كاظم نزار الركابي ،مرجع سابق ،ص .212
71
الفصل الثاني :تقييم تطبيق أدوات التحليل السرتاتيجي يف املؤسسات الصغرية و املتوسطة
)*(
جنرال إلكتريك G E: Générale Eléctric.
)(1
Kamel Hamdi: comment diagnostiquer et redresser une entreprise, édition Rissala, Alger, 1995, P98.
)( (2
Gerard Garibaldi: Op.cit, P197.
72
الفصل الثاني :تقييم تطبيق أدوات التحليل السرتاتيجي يف املؤسسات الصغرية و املتوسطة
متوسطة
ضعيفة
Source: Armand Dayan: Op.cit, P113
ثانيا -المضامين اإلستراتيجية لمصفوفة :McKinseyيتضح من الشكل أعاله أن مصفوفة McKinsey
من خالل نقاط حموريها حسب قوة وضعف كل بعد فهي تتكون من ثالث مناطق رئيسية تشرتك اخلانات الثالثة
لكل منطقة يف اسرتاتيجيات معينة كما يلي:
المنطقة األولى:وتظم هذه املنطقة األنشطة اليت تتميز جباذبية قوية ومتوسطة ،وكذا وضعية تنافسية قوية
ومتوسطة فتنصح املؤسسة بزيادة حجم إنفاقها ،واإلستثمار أكثر يف هذه األنشطة ،وتعد اإلسرتاتيجيات املناسبة
ألنشطة النجوم الساطعة يف مصفوفة ،BCGومنها إسرتاتيجيات النمو والتوسـع.
المنطقة الثانية:وتظم األنشطة اليت ينبغي أن تأخذ املؤسسة إجتاهها موقف اجلذر ،فإذا توافرت بعض املوارد
للمؤسسة فيمكن هلا أن تنفقها على رفع قيمة وتنمية وتطوير بعض األنشطة الواقعة هبا مع إختاذ احلذر حنوهـا،
)( (1
Kamel Hamdi: Op. cit, P99
73
الفصل الثاني :تقييم تطبيق أدوات التحليل السرتاتيجي يف املؤسسات الصغرية و املتوسطة
وهذه األنشطة تقابل األنشطة اليت توجد يف خانة عالمة اإلستفهام يف مصفوفة ،BCGوإذا مل ترغب املؤسسة يف
إنفاق املوارد على هذه األنشطة فإهنا تتهج بعض اإلسرتاتيجيات الدفاعيـة.
المنطقة الثالثة:وتظم األنشطة ذات الدرجة الضعيفة يف أحد البعدين ومتوسطة يف البعد الثاين أو ضعيفة يف
البعدين مًعا ،وال تنصح املؤسسة بزيادة اإلنفاق عليها ،ومثل هذه األنشطة متثل نفس األنشطة اليت تقع يف مربع
البقرة احللوب ،وخاصة اليت يف مرحلة متأخرة من هذه املرحلة من مصفوفة ،BCGوعادة يتم إدارة هذه
األنشطة باتباع اإلسرتاتيجيات اليت تؤدي إىل زيادة العائد منها مع درجة حمدودة جًّدا من اإلنفاق ،ومنها
إسرتاتيجيات اإلستقرار مث التحول إىل إسرتاتيجية التخلص من النشاط ،أو التصفيـة(.)1
والشكل املوايل يوضح بعض املضامني اإلسرتاتيجية هلذه املصفوفــة.
( ()1
إسماعيل محمد السيد :مرجع سابق ،ص ص .283 -282
74
الفصل الثاني :تقييم تطبيق أدوات التحليل السرتاتيجي يف املؤسسات الصغرية و املتوسطة
جاذبيــة النشــاط
الوضعيـة التنافسيـة
ويتم التقييم لكل من البعدين ولكل متغري باستخدام مقياس يرتاوح بني 01و 09درجات لكل متغري.
75
الفصل الثاني :تقييم تطبيق أدوات التحليل السرتاتيجي يف املؤسسات الصغرية و املتوسطة
جمموعيت املتغريات تقدم كل واحدة يف شكل قائمة إستقصاء اليت يتم حتديدها على اإلطالق من طرف الباحثني
بل تركوا اجملال مفتوح للمسيريين ،والذين اقرتحوا وأشاروا إىل تطبيقاهتم أكثر.
واحتماالت التوازن بني هذه املتغيريات املختلفة مل يتم كشفها ،فاألوزان النسبية لكل متغيري تتوقف فقط على
الوضعية احلقيقية للمؤسسة ،ويتم متيزها من طرف املسيريين.
هذه األداة جاءت لتقدم بعض الصعوبات املوجودة يف األدوات األخرى ،خاصة ،BCGكما تقدم توصيات
إسرتاتيجي تصاغ يف آجال عامة (كالدعم ،الزيادة ،احلفاظ ،الرتقب) ،عمومًـا التوصيات تكون مفيدة ،لكن ال
تسمح بفهم السلوكات املناسبة الستخدامها يف الوضعيات اخلاصة.
وتعرضت هذه املصفوفة النتقادات ،وجهت أساسًـا إىل إنتائج التوصيات الناجتة عن إستعماهلا ،فعلى سبيل املثال
األداة مطالبة بتفعيل الوضعية اإلسرتاتيجية الضعيفة ،والسوق األقل جاذبية ،من جهة أخرى ميكن القول أن
التوصيات املعطيات من طرق هذه األداة ال تكون دائمًـا دقيقة مثل احلقائق الفعلية واحللول املمكنة ،ولكن فقط
()1
من معامل التحليل اإلسرتاتيجي
وفيما خيص امكانية تطبيق هذه املصفوفة من قبل املؤسسات الصغرية و املتوسطة فهذا يتوقف على مدى
توافر معلومات حول بعدي بناء هذه املصفوفة من خالل قدرة املسيريين على توفرياملعلومات ألفضل متغيريات
عوامل كل بعد وكذا قدرة املسيريين على حتديد قوة املؤسسة يف املتغيري من خالل حتديد أمهية النتغيري وتديد
وضعه احلايل.
المطلب الثالث :نموذج مصفوفة :)*(ADL
وهو منوذج للتحليل اإلسرتاتيجي تسمى أيَض ا مصفوفة تطور السوق /املنتج ،مت اقرتاحه من طرف مكتب
الدراسات األمريكية Arthur D.Littleخالل سنوات السبعينيات حيث تقوم املصفوفة على متغريين أساسيني
مهـا:
درجة نضج الصناعة :وهذا املتغري يتأسس من خالل حتديد املرحلة اليت مير هبا املنتوج من مراحل دورة حياة -
املنتج إما إنطالق ،منو ،نضج وتدهور .ويتم حتديد املرحلة من خالل التوازن بني مثانية عوامل املتمثلة فيما
يلي - :معدل النمو ،الطاقة الكامنة يف النمو ،إتساع خطوط املنتوج ،عدد املنافسني ،إنتشار احلصص السوقية
بني املنافسني ،والء املستهلكني ،قيود الدخول للسوق ،التكنولوجيـا.
)(1
Karlof Bengt: Op, cit, P192.
)*( (
ADL: Arthur D. Little.
77
الفصل الثاني :تقييم تطبيق أدوات التحليل السرتاتيجي يف املؤسسات الصغرية و املتوسطة
الوضع التنافسـي :هذا املتغري يسمح بتحديد الوضعية التنافسية للمؤسسة يف الصناعة مقارنة مبنافسيها، -
وتقييم الوضعية التنافسية ال تكتمل إال بإدراج أمهية النشاط يف التقييم إذ أن كل نشاط ميكن أن يكون ذو
أمهية مستقبًال .حيث ميكن أن تأخذ الوضعية التنافسية شكال مما يلي :مهيمنة ،قوية ،مالئمة ،ميكن الدفاع
عنها ،ضعيفـة(.)1
أوال -بنية مصفوفـة :ADLمت صياغة النموذج يف شكل مصفوفة مكونة من 20خانة مزدوجة املداخل حسب
املتغريين املعتمدين كما يلـي:
محور الفـواصل :يوضح مدى نضج الصناعة من خالل التموقع يف مرحلة من مراحل دورة حياة املنتج من -
اإلنطالق إىل التدهـور.
محور التراتيـب :يوضح الوضعية التنافسية للمؤسسة مقارنة مبنافسيها يف الصناعة من اهليمنة إىل الضعف، -
كما يوضحه الشكل املوايل:
الشكل رقم ( :)15مصفوفـ ــة ADL
)( (1
Stratigor: Politique générale de l'entreprise, 3ème édition, dunod, Paris, 2001, P 108.
78
الفصل الثاني :تقييم تطبيق أدوات التحليل السرتاتيجي يف املؤسسات الصغرية و املتوسطة
تنمية طبيعية :واليت تفرتض انطالق كل املوارد الضرورية لتحقيق التنمية املناسبة مع األنشطة اخلاصة -
باملؤسسة لتحقيق وضع تنافسي جيـد.
تنمية اختيارية :تكون بالنسبة للمؤسسات اليت يف وضع تنافسي متوسط وفرصها ضعيفـة ،ومن خالهلا يتم -
العمل للوصول ألفضل وضعية ومنه أفضل مردودّيـة.
التقويــم :يف هذه احلالة على املؤسسة العمل حلشد مواردها من أجل تصحيح وضعية أنشطتهـا. -
اإلنسحـاب :ويعترب أفضل اختيار لألنشطة األقل مردودية واليت تكون من خالهلا املؤسسة يف وضعية تنافسية -
ضعيفــة.
واجلدول املوايل يوضح اخليارات اإلسرتاتيجية املناسبة يف كل خانـة.
79
الفصل الثاني :تقييم تطبيق أدوات التحليل السرتاتيجي يف املؤسسات الصغرية و املتوسطة
والشكل املوايل ومن خالل متوقع املؤسسة على مصفوفة ADLيوضح مردوديته واحتياجاته للسيولة
وكذا اخلطر التنافسي الذي ميكن أن يواجهه.
ضعيفــة
80
الفصل الثاني :تقييم تطبيق أدوات التحليل السرتاتيجي يف املؤسسات الصغرية و املتوسطة
+
+
مردودية جيدة مردودية جيدة
(*)
مهيمنــة
FFN ++ FFN = 0
قوي ــة
خطر املنافســة
اخلطر ضعيف اخلطر متوسط
الوضعيـة التنافسيــة
مالئمــة
حاجة ضعيفة للسيولة حاجة قوية للسيولة
ميكن الدفاع
حاجة ضعيفة للسيولة حاجة قوية للسيولة
عنهــا
FFN ++ FFN--
اخلطر متوسـط اخلطر قوي ضعيفــة
-
مردودية ضعيفة مردودية ضعيفة
- اإلحتياجـات للسيولة - +
Source: Stratigor: Op.cit, P109
كما يوضحه الشكل أعاله ميكن مالحظة أربعة خانات خمتلفة تكون كل الكيانات املتجانسة يف حدود
التموقع بالنسبة لدرجة النضج والوضع التنافسي وباإلمكان تكوين مميزات لوضعها املايل ومستوى اخلطر
التنافسي ،ففي األنشطة اليت متر مبرحلة اإلنطالق أو النمو تتطلب استثمارات كبرية ضرورية ،إال أنه يف حالة
الوضعية التنافسية املهيمنة فإهنا تسمح بتمويل ذايت ،ويف حالة الوضعية التنافسية الضعيفة فهناك عجز أكثر للسيولة
رغم احلاجة هلـا ،واخلطر التنافسي كبري.
أما األنشطة اليت متر مبرحلة النضج أو التدهور فتكون احتياجاهتا املالية أقل واملردودية جيدة مما يعين توفر
التمويل الذايت ،ويف حالة الوضعية التنافسية القوية ترتجم مبخاطر تنافسية ضعيفة ،أما يف الوضعية التنافسية الضعيفة
تكون املردودية ضعيفة فالتمويل الذايت يقل ودرجة اخلطورة تزيـد.
ثانيا -حدود نموذج مصفوفة :ADLهذا النموذج ،وبتطبيقه ميكن تفادي األضرار اليت جاءت عند عرض
منوذج BCGوماكينزي ،كما يقدر الوضعية التنافسية للمؤسسة بافرتاض أهنا ال تستند فقط على التكاليف
واألسعار لكن أيًض ا على التنافسية النسبية للمؤسسة مقارنة إىل منافسيها ،وباستكمال حتليل املتغريات التنافسية
األخرى يف الوقت نفسه ،وبتنوع الوضعيات التنافسية يتم اختيار الوصول إىل أفضلها.
( )*(
= FFN: Flux de Fonds Net تدفق رأسمال صافي
81
الفصل الثاني :تقييم تطبيق أدوات التحليل السرتاتيجي يف املؤسسات الصغرية و املتوسطة
واختيار دورة حياة املنتج كمتغري ثاين لقياس مدى نضج الصناعة واملتغري األكثر ثقـة به ملعرفة املرحلة اليت
مير هبـا املنتوج هو معدل النمو اآلين القادر على معرفة التغريات املتعلقة بالظروف احلالية واألكثر حركية ،فمهما
يكن ال جيب حتليل املاضي واحلاضر فقط بل جيب توقع املستقبل أيًض ا ،فإذا مت إضافة لكل مرحلة منوذج يناسب
املميزات املالية لبناء مزايا تنافسية ،وحتديد السلوك اإلسرتاتيجي الذي يسمح بأفضل مواجهة للمخاطر التنافسية،
فتحديد درجة النضج خيلق أقل مشاكل ،فال توجد طريقة علمية حمددة لتقييم الوضع التنافسي فاملسريون هم
الذين حيددون لكل نشاط املتغريات األساسية اليت تقيم الوضع التنافسي ،لذا فإنه يتم إدخال العوامل الشخصية يف
التحليل والتحول عن الدقة العلميـة(.)1
ثالثا -نقاط القوة والضعف في مصفوفة :ADLيتمتع منوذج مصفوفة ADLوكباقي مناذج التحليل
اإلسرتاتيجي مبجموعة من النقاط اليت تعرب عن مدى قوة النموذج أو ضعفه ،ميكن ذكر بعضها فيما يلي:
نقــاط القــوة :ميكن ذكر البعض منها يف النقاط التاليـة: -1
-تعرض مصفوفة ADLتوزيع األنشطة أو املنتجات يف املؤسسة إزاء املراحل املختلفة لدورة حياة املنتج،
واملركز التنافسي حيث قسمت إىل 20خانة كل خانة متثل موقع معني يوفر مجلة من اخليارات
اإلسرتاتيجيـة.
-تستطيع املؤسسة ومن خالل التوزيع الواسع لألنشطة واملنتجات أن تتنبـأ مباهية حمفظتهـا املالية وكيفية
تطويرها يف املستقبل للتأكد أن حمفظة أعماهلا متوازنـة.
-تزيد من تركيز إنتباه املسريين يف املؤسسة على خمتلف اإلسرتاتيجيات ،كذلك تعترب دورة حياة املنتج هي من
احملددات املهمة يف اإلختيار اإلسرتاتيجي.
نقــاط الضعـف :ميكـن ذكرهـا فيمـا يلـي: -2
-ال تركز على مجيع العوامل املتعلقة جباذبية الصناعة كما هو احلال يف مصفوفة ماكينزي ،فبالرغم من كون
مراحل دورة حياة املنتج هي مهمة لكنها ال حتمل حمددات جاذبية الصناعـة.
-توجد عوامل أخرى مهمة وذات أثر مستقل عن كل مرحلة من مراحل دورة حياة املنتج(.)2
ومن الواضح أن مصفوفة ADLتتجه إىل حد ما حنو تبسيط عملية اإلختيار اإلسرتاتيجي ،وهي بالتأكيد
ليست على هذا النحو ،ومع ذلك تعترب أداة مفيدة يف عملية التحليل اإلسرتاتيجي ،وبالنظر إىل املدى الواسع
للبدائل واخليارات اإلسرتاتيجية املمكنة للمؤسسة ،تبقى القيمة احلقيقية للمصفوفة هو يف تأسيس موائمة بني
اإلسرتاتيجيات من جهة ودرجة نضج الصناعة والوضعية التنافسية للمؤسسة من جهة أخرى.
)( (1
Armand Dayan: Op.cit, P23.
( ()2
زكريا مطلك الدوري :مرجع سابق ،ص .196
82
الفصل الثاني :تقييم تطبيق أدوات التحليل السرتاتيجي يف املؤسسات الصغرية و املتوسطة
وفيما خيص امكانية تطبيق هذه املصفوفة من قبل املؤسسات الصغرية و املتوسطةفهذا يتوقف على
امكانية املسيريين يف حتديد املرحلة اليت مير هبا املنتوج لتحديد البعد األول ،وكما ذكر سابقا فهناك امكانية كبرية
لتحديده ،ولغياب قائمة حمددة لعوامل حتديد الوضعية التنافسية فان األمر مقرتن اساسا بالقدرات اليت لدى
املسيريين يف اختيار هذه العوامل وحتليل املعلومات اخلاصة هبا للوصول اىل حتدتد الوضعية التنافسية.
المطلب الرابع :نموذج مصفوفـة شـال ":"SHEEL DPM
من بني النماذج اليت أقرتحت للمسامهة يف عملية إختاذ القرارات اإلسرتاتيجية مصفوفة السياسات املوجهة "
"Directional Policy Matrixاليت وضعتها شركة " "SHEELالنفطية اليت استخدمت بكثرة من طرف
مؤسسات أوروبية عديدة ،وهي حمصلة تطوير مصفوفة ،BGCوذلك حىت ميكن استخدامها يف مواقف أكثر
تنوًعا من خالل إضافة متغريات نوعيـة وكميـة متعـددة(.)1
أوال -بنيــة المصفوفــة " :"Sheel DPMتتضمن املصفوفة تسعة خاليا ميكن استخدامها يف تسعة مواقف من
خالل الرتكيز على متغريين أساسيني يتمثالن فيما يلـي:
المحور األفقـي :والذي يعرب عن رحبّية السوق والذي يقابل معدل النمو يف مصفوفة ،BCGوتتحدد درجة -
رحبية السوق يف ضوء عدة متغريات من أمههـا :نوع السلعة ،معدل منو السوق ،موقف الصناعة ،الظروف
البيئية ،وميكن تقسيم درجة رحبية السوق على احملور األفقي إىل :جذاب ،متوسط ،غري جذاب.
المحور الرئيسي :والذي يعرب عن املركز التنافسي للمؤسسة والذي يقابل احلصة السوقية يف مصفوفة -
،BCGويتحدد املركز التنافسي اإلنتاجية للمؤسسة ،حبوث السوق واملنتج ،وميكن تقسيم املركز التنافسي
على احملور الرأسي إىل :قوي ،متوسط وضعيف(.)2
ويف الشكل املوايل يتم توضيح بنيـة مصفوفة Shee DPMوخمتلف املواقف اليت ميكن أن تتخذها املؤسسة
واإلسرتاتيجيات املالئمة هلـا.
-7عدم اإلستثمـار :املنتجات اليت تكون يف هذا املوقف من احملتمل أن حتقق خسائر مؤقتة ليست بالضرورة
متكررة كل عام ،ولكن إمجايل اخلسائر يفوق إمجايل األرباح خالل فرتة وجودهـا يف هذا املوقف ،ومن مثة
فإنه من غري املرغوب فيه أن تصل املنتجات إىل هذه املرحلـة.
-8التجنــب :موقف املؤسسة يف هذه احلالة يتشابه متاًم ا مع موقف املنتوج يف هناية دورة حياته لذلك ينبغي
إحالل املنتوج مبنتوج آخر يف السوق ،مادام لديه القدرة على حتقيق أرباح ،وينبغي اعتبار هذه األرباح أحد
مصادر التدفقات اليت تستخدم لإلنفاق على منتجات أخرى ،لكن اجلهود اليت تبذل لزيادة األرباح يف هذه
املرحلـة تتسم بأهنا قصرية األجـل.
وتتميز مصفوفة DPMبأهنا أكثر مشوَال من مصفوفة BCGحيث تعطي مواقف أكثر تنوًعا وتشمل
متغريات أكثر تعقيًد ا وبذلك تقرتب من الواقع ،ولكنها مازالت تعاين من املشاكل املرتبطة بقياس السوق واحلصة
السوقية ،ودرجة املخاطرة واعتمادها على دورة حياة املنتـج(.)1
وفيما خيص امكانية تطبيق هذه املصفوفة من قبل املؤسسات الصغرية و املتوسطة فاهنا تتوقف على مدى
قدرة املسيريين على حصر العوامل املرتبطة بكل من بعدي رحية السوق ،و املركز التنافسي ومجع خمتلف
املعلومات اخلاصة هبذه املعلومات وحتليلها.
وبصفة عامة تتميز مناذج حتليل حمفظة األعمال مبا يلي:
تقدم مناذج حتليل حمفظة األعمال للمسريين وسيلة مهمة لتحليل أنشطة املؤسسات ومنتجاهتـا ،ومعرفة -
مركزها التنافسي ،وحتديد حصة السوق النسبيـة.
تتميز باعتبارهـا وسيلة مرئية تستخدم فكرة املصفوفة يف حتديد مواقع وحدات األعمال ومنتجاهتا عليهـا. -
تساعد النماذج يف التحليل ،والتقومي على ختصيص املوارد يف وحدات األعمال أو املنتجات بطريقة أفضل -
لتحقيق أهداف املؤسسة.
تساعد على تصميم إسرتاتيجيات تنظيمية كفئة وفعالة تتناسب ومواقف املؤسسـة(.)2 -
وبالرغم من املزايا املذكورة تواجه مناذج حتليل حمفظة األعمال مشاكل عديدة ميكن حتديدها فيما يلي:
تعتمد مناذج حتليل حمفظة األعمال على افرتاضات تستلزم القيام بالفحص والتدقيق والوقت الكثري لتحديد -
مواقع وحدات األعمال أو املنتجات ،إضافة إىل أن معظم النماذج ذات طابع خاص ال ميكن تعميمها.
كيفية حتديد معدل النمو احلقيقي أو جاذبية الصناعة أو املركز التنافسي حيث أن معظم النماذج تعتمد على -
التقدير الشخصي لتحديد األمهية النسبية لبعض األنشطة مقارنة مع أكرب املنافسني أو مع أكرب حصة سوقية.
تتعلق بعض املشاكل باجلوانب التنظيمية وبالدافعية ،وخصوًص ا عندما يتعلق األمر باتباع اسرتاتيجية النصفية -
اليت تؤّدي إىل التخلص من أحد خطوط اإلنتاج أو ختفيض الوحدات املنتجة ،وبالتايل فإن تأثريها يشمل مجيع
الوظائف اليت ترتبط مع وحدات اإلنتـاج.
مل تأخذ مناذج حتليل حمفظة األعمال باإلعتبار أمهية ودور التحالفات اإلسرتاتيجية بني املؤسسات كأحد -
اخليارات اإلسرتاتيجية اليت ميكن أن حتقق ميزة تنافسية للمؤسسـة.
-مل هتتم مناذج حتليل حمفظة األعمال بالعوامل التسيريية والتنظيمية بشكل عام والعوامل املتعلقة بكيفية تسيري
الثقافة التنظيمية بشكل خاص(.)1
نتائج األدوات أدوات التحليل اإلسرتاتيجي التقليدية مل تستطع إعطاء جتسيد أكثر وضوًح ا للتفكري
اإلسرتاتيجي ،خاصة مع تطور إشكاليات املؤسسات من حيث الوضعية التنافسية ،لذا ظهرت بعض األدوات اليت
تعترب حديثة نسبية تعمل على تعزيز الوضع التنافسي ،وفيمايلي ميكن التطرق إىل بعض هذه األدوات.
المطلب األول :نموذج مصفوفة BCGالمطورة:
ظهر منوذج مصفوفة BCGاملطورة يف سنوات الثمانينات لتسمح بأخذ يف احلسبان تطور املنافسة،
والوضعية التنافسية احلقيقية للمؤسسة ،وتقوم أساًس ا على البعدين التالييـن:
مصادر املزايـا التنافسية ما إذا كانت عديدة أو حمدودة. -
امليزة التنافسية اململوكة من طرف املؤسسة ما إذا كانت قوية أو ضعيفة. -
ومت اختيار البعدين من خالل فهـم:
النجاح اإلسرتاتيجي املتعلق بقدر ما تتمتع به املؤسسة من مزايا تنافسية. -
اختيار املزايـا التنافسية العاليـة. -
عدد مصادر املزايا التنافسية كعامل حاسم للثروة املوجودة يف املؤسسة. -
ومن خالل استعمال هذين البعدين يقسم النموذج إىل أربعة فضاءات أو أنشطة تنافسية كما هو موضح يف
الشكل املوالـي :الشكل رقم ( :)18منوذج مصفوفـة BCGاملطـورة
87
الفصل الثاني :تقييم تطبيق أدوات التحليل السرتاتيجي يف املؤسسات الصغرية و املتوسطة
بل على عمر اإلستثمار ،والتكنولوجيا املستعملة ،فآخر من يقوم باإلستثمار هو الذي يستفيد من اخنفاض
التكاليف ،لكن عندما ال تكون هناك منافسة يف القطاع يتوقع أن تكون العوائد عاليـة.
أنشطة الحجــم :تكون مصادر املزايا التنافسية حمدودة ،لكن املؤسسة قادرة على خلق مزايا -2
تنافسية قوية ،ويف العموم هلا سيطرة أحسن على تكاليفها ،مما جيعل املؤسسة قادرة على استغالل اقتصاديات
احلجم وأثر اخلربة ،وتقدم املؤسسة هنا ميزة التكلفة ،وتكون العالقة بني احلصة السوقية ومردودية االستثمار
وثيقة جًد ا ،واملؤسسة قادرة على احلصول على هذه امليزة ميكنها مهامجة املنافسني خاصة الضعفاء بقدرهتا
على ختفيض السعر ،وبالتايل احلصول على أرباح إضافيـة.
األنشطة المشتتـة :تكون مصادر املزايا التنافسية عديدة واملؤسسة ال تستطيع خلق مزايا تنافسية -3
قويـة ،وميتلك املنافسون فرص للتميز على حساب املؤسسة ،وعموًم ا يف هذه الوضعية حدود رؤوس األموال
ضعيفة لعدم قدرة املؤسسة إدراك مصادر املزايا التنافسيـة.
األنشطـة المتخصصـة :تكون مصادر املزايا التنافسية عديدة واملؤسسة قادرة على خلق مزايا -4
تنافسية قوية ،فتعمل كل مؤسسة على التخصص يف خدمة عمالء حمددين مبيزات معينة منم خالل اإلنتاج
بالطلبيـات ،وال يوجد يف هذه احلالة ارتباط بني حجم امليزة ،واألرباح وحىت تنجح املؤسسة جيب عليها
استغالل األجزاء السوقية إىل أقصى حد ،والتميز أكثر عن املنافسني(.)1
واجلدول املوايل يوضح التوصيات اإلسرتاتيجيـة يف كل وضعية.
)( (1
Ibid: P-P 386, 392.
88
الفصل الثاني :تقييم تطبيق أدوات التحليل السرتاتيجي يف املؤسسات الصغرية و املتوسطة
املؤسسات الكبرية غري مرغوب هبا اهلوامش تسمح بتنــويع - فيجب اقتناص الفرص خاصة للمؤسسات الصغرية
بقــوة واملتوسطـة
المتخصصــة اختيـار وكذا الرتكيز على املزايا التنافسية القــوية. -
املردودية املوجودة كبرية. - الرتكيز على األنشطة ذات التكاليف املنخفضـة. -
املالحقني ميلكون فرص من التطور يف حدود األجزاء - اإلختيار بني "املمكن" و"املستحب" مواجهة -
السوقيــة. التكاليف.
تقسيـم التكاليف لتنشيط القطاعات والوحدات -
املرتابطـة
89
الفصل الثاني :تقييم تطبيق أدوات التحليل السرتاتيجي يف املؤسسات الصغرية و املتوسطة
-2-2تسيير الموارد البشرية :أنشطة ضرورية لضمان اإلختيار ،التدريب وتنمية األفراد ،أي كل األنشطة
املتعلقة باملوارد البشرية ،وهناك بعض القطاعات تكون فيها أصل امليزة التنافسية كالصناعات التقليدّيـة.
-2-3التنمية والتطوير التكنولوجي :أنشطة متعلقة بتصميم املنتج وحتسني طريقة أداء األنشطة املختلفة يف
حلقة سلسلة القيمة وتشمل املعرفة الفنية ،اإلجراءات واملدخالت ،التكنولوجيا املطلوبة لكل نشاط داخل
حلقة القيمــة.
-2-4التمويــن :األنشطة املتعلقة باحلصول على املدخالت املطلوب شرائها سواء كانت مواد أولية أو خدمات
أو آالت(.)1
والشكل املوايل يوضح بنية منوذج سلسلة القيمة
الشكل رقم ( :)19بنية منوذج سلسلة القيمـة
ثانيا -أهمية استخدام نموذج سلسلة القيمة:إن اهلدف من معرفة سلسلة القيمة بالنسبة للمؤسسة هو التحكم
يف التحكم يف التكاليف الكلية ملختلف مراحل إلنتاج ،وهذا باقرتاح خمتلف احللول التقنية والتنظيمية املمكنة اليت
تساعد على:
التحكم يف هيكل التكاليف/.تفعيل وتنسيق العالقات بني الوحدات املختلفة/.تصور تشكيل جديد لسلسلة -
القيمـة.
)( (1
M.Porter: l'avantage concurrentiel,dunod edition,Paris,1999, P-P 57 – 59.
91
الفصل الثاني :تقييم تطبيق أدوات التحليل السرتاتيجي يف املؤسسات الصغرية و املتوسطة
التميز يف املنتج املقدم سواء على مستوى اجلودة ،اإلبداع التكنولوجي أو خدمات ما بعد البيع...إخل(.)1 -
وهاتان الطريقتان متثالن إسرتاتيجيتان أساسيتان ملواجهة املنافسة وتسمحان باحلصول على ميزة تنافسية
مستمرة ودائمة خاصة إذا إقرتنت بـ:
خلق حواجز للدخول أمام املنافسني مثل التحكم يف قنوات التوزيع...إخل. -
حتليل طبيعة وإمتداد البيئة التنافسية ،لتحديد املوقع املناسب هلا من خالل معرفة األبعاد املختلفة هلذه البيئة -
التنافسية واملتمثلة فيمايلي :ويقوم " M.Porterأن العديد من اهلجمات الناجحة تتطلب العديد من
اإلبتكارات يف سلسلة القيمة ،وميكن أن تؤدي التغريات اهليكلية للقطاع إىل خلق فرصًـا إلعادة تشكيل
سلسلة القيمـة"( ،)2وخبصوص إعادة تشكيل سلسلة القيمة هناك عدة تكتيكات وهي كمايلي:
التغريات يف املنتج :يتم بتغيريات أو تعديل مواصفات وخصائص املنتج. -
نتائج وخصائص أفضل :بفهم خصائص العمالء ،ومنه تقدمي منتجات مشبعة حلاجاهتم ،ورغباهتم. -
التغريات يف الدعم اخلارجي أو اخلدمات :بتعديل أنشطتها كدعم املنتجات أو معاجلة الطبيات ،وحتسني -
مستوى خدمات ما بعد البيـع.
نظام إمداد فعـال :وهذا بالتحسني القوى لوضعيتها النسبية ألنشطتها املنشأة للقيمة بتخفيض تكاليف نظام -
الدعم.
حتسني املستوى التسويقي :بزيادة نفقاته ،وإجياد أمناط جديدة. -
تغيريات يف اإلنتاج :مبا من شأنه ختفيض التكاليف وتقوية التميز. -
إعادة التشكيل إىل األمام :وهذا بتقدمي قنوات توزيع جديدة ،الوصول املبكر للقنوات اجلديدة ،البيع املباشر -
لتقليل قنوات التوزيع.
ورغم األمهية اليت تكتسبها سلسلة القيمة ،إال أهنا:
أداة موجهة أساسًـا حنو األنشطة الداخلية للمؤسسة مما قد يدعو إىل عدم اإلهتمام بتأثريات احمليط اخلارجي. -
تركيز على مبدأ ختفيض التكاليف يف كافة املستويات مما قد يعيق عملية اإلبداع يف املؤسسة خاصة يف تطوير -
املنتج ــات(.)1
)(1
Ahmed Hamadonche: Op.cit, P 86.
)(2
M. Porter: L'avantage concurrentiel, op cit, P 60.
)(1
Ibid: P 62.
92
الفصل الثاني :تقييم تطبيق أدوات التحليل السرتاتيجي يف املؤسسات الصغرية و املتوسطة
وفيما خيص امكانية تطبيق املؤسسات الصغرية و املتوسطة لنموذج سلسلة القيمة فهناك صعوبة نظرا ألن
أنشطة مثل هذه املؤسساتتكون عادة غري واظحة سواء هبياكلها أو مواردها البشرية القائمة عليها فهي عادة تكون
مجيعها حتت ادارة املسيريين.
المطلب الثالث :نموذج المقارنة المرجعية:)*(Le Benchmarking
ظهـر مفهـوم املقاربـة املرجعيـة بالواليات املتحدة األمريكية يف الثمانينات من طرفة مؤسسة Rank
،xeroxكأداة تسيريية تركز على طريقة عمل متكونة من مالحظة احمليط واملنافسة ،لتحريك املؤسسة ،ودفعها
للوصول إىل إطارها املرجعي(.)2
أوًال -تعريف المقارنة المرجعية وفوائدهـا:
تعريف المقارنة المرجعية :توجد عدة تعاريف هلذا املفهوم ميكن ذكر البعض منها مايلي: -1
" -هي عمليات مستمرة لقياس املنتجات ،اخلدمات واملمارسات ضد أقوى املنافسني ،أو املؤسسات اليت تنظر
هلا على أهنا رائدة يف الصناعة"(.)3
" -هي إجراءات مستمرة لتقييم املنتجات ،واخلدمات مبقارنتها باملنافسني األكثر سيطرة ،واملؤسسات
الرائدة"(.)4
" -هي عملية البحث املستمر لقياس ومقارنة املنتجات واخلدمات ،واملمارسات يف مؤسسة حمددة بأفضل الرواد
يف نفس الصناعة ،أو صناعات أخرى" (.)5
وتقريًبا جممل التعاريف تشرتك يف أن املقارنة املرجعية هي الرتكيز على اختيار املؤسسات املنافسة الناجحة أو
الرائدة يف نفس الصناعة أو صناعة أخرى ،كأساس للمقارنة ،بغرض إعادة بناء طريقة األداء من ممارسات
وأنشطة وبرامج وإجراءات...إخل ،على النهج الذي يتم يف املؤسسات املرجعية ،ومن خالل املقارنة يتم
التعرف على الفروقات املوجودة واليت جيب تكييفها لتحقيق أداء أفضل من خالل تبيّن إسرتاتيجيات حتقق هذا
التكيف والتميز بـه.
( (*)
من مسميات المفهوم :المقارنة المرجعية – القياس النمطي – المقارنة القياسية ألداء العمليات ...إلخ
)(2
Ahmed Hamadonche: Op.cit, P 90.
)(3
Ibid: P 62.
4 4
( ) Ibid: P 62.
) 5(5توفيق محمد عبد المحسن :بحوث التسويق وتحديات المنافسة الدولية ،دار النهضة العربية للنشر ،مصر ،2001 ،ص 38
93
الفصل الثاني :تقييم تطبيق أدوات التحليل السرتاتيجي يف املؤسسات الصغرية و املتوسطة
فوائد المقارنة المرجعيـة :إن دور هذا النموذج يكمن فيما يقدمه للمؤسسة من فوائد ،واليت تتوقف على -2
النقاط التاليـة:
-تساعد املؤسسة يف التحديد الدقيق للفجوة بني أدائها وأداء املؤسسات املرجعيـة.
-تضمن ختصيص املوارد بدقة أكرب واستخدام أفضل.
-تطور إمكانية اإلستجابة السريعة ملتطلبات الزبائن.
-تساعد املؤسسات على اكتشاف ممارسات جديدة حتقق هلا أهداف جديدة.
-تساعد يف بناء ميزة تنافسية للمؤسسة من خالل التميز املستمر واملتسارع.
-تساعد املؤسسة على البقاء يف إطار املنافسة مع املؤسسات الرائدة يف الصناعـة.
-تعزز إمكانية زيادة اإلنتاجية ،وحتقيق عوائد مالية إضافية للمؤسسـة(.)1
-فهم أفضل للعوامل احلرجة لنجاح املؤسسة.
-فهـم أفضـل لعمليـات املؤسسـة.
-التعلم من املؤسسات املرجعية ما هو أفضل للمؤسسة.
-تطويع هذا التعلم لتطوير أداء املؤسسة خاصة يف اجلانب املايل.
-املعرفة اجليدة لقدرات املؤسسة ،من نقاط قوة وضعف من خالل أحسن تقييم ذايت(.)2
ثانيا -أنواع المقارنة المرجعيـة ،وخطواتهـا:
أنواع المقارنة المرجعيـة :تنقسم املقارنة املرجعية وحسب أغلب الباحثني والكاتبني يف هذا اجملال إىل -1
) 1(1محمد بوهزة :المقارنة المرجعية ودورها في فعالية المؤسسة ،الملتقى الدولي األول حول التسيير الفعال للمؤسسات
االقتصادية ،جامعة محمد بوضياف ،المسيلة ،الجزائر 5-4 ،ماي ،2005ص05
)( (2
Jean Brilman: les meilleurs pratiques de management, édition organisation, Paris, 2001, P249.
94
الفصل الثاني :تقييم تطبيق أدوات التحليل السرتاتيجي يف املؤسسات الصغرية و املتوسطة
-1-2-1المقارنة المرجعية التنافسية :حيث تستخدم يف جمال مقارنة املنتجات واخلدمات ،األفراد،
لتكنولوجيا ،السعر ،اجلودة ...وتعترب صعبة نظَر ا لصعوبة احلصول على معلومات جيدة ودقيقة على
املنافسني.
-1-2-2المقارنة المرجعية الوظيفيـة :وتستخدم ملقارنة وظائف املؤسسة بوظائف مماثلة يف مؤسسات
منافسة أو غري منافسة ،وعادة ميكن أن يؤدي هذا النوع إىل حتسني األداء حبوايل ،%35وعموًم ا
ميكن تلخيص هذه األنواع( )1يف اجلدول التايل:
جدول رقم ( :)08أنواع املقارنة املرجعيّــة
النوع المبادئ الجهة المرجعية المـدة األهداف المرجـوة
املقارنة املرجعية -البحث عن األحسن أقسـام - 3-6 -التحسني الشريع يف نقاط معينة
الداخلية -املمارســات فـروع أشهـر - -رمسلــة وتثميـن املهـارات
املقارنـة -
املقارنة املرجعية 3-6
التحليـل - -املنافسيـن -استـدراك املنافســة
التنافسية أشهـر
التكيـف -
املقارنـة -
املقارنة املرجعية - 4-12األحسن يف قطاعه -تغيري قواعد املنافســة
التحليـل -
الوظيفية أشهـر -مجيع القطاعات املتشاهبة -إنشـاء ميزة تنافسيـة
-التكيـف
تعريف هدف البحـث
Source: Valerie Gouil: Le Benchmarking va beaucoup plus loin que l'analyse
تعريـف املؤسسات املرجعيـة
stratégique, revue l'essentiel du management, Paris, septembre 1997, P112.
إليها البيانات
يقة مجعاختيـار طر
التطرق -2خطوات المقارنـة المرجعّيـة :حىت تستطيع املؤسسة القيام بعملية املقارنة املرجعية جيب عليها
من خالل خطوات املقارنة املرجعية املتبناة لدى مؤسسة ،RankXeroxوكل خطوة تكون مدخل
حتديـد فـروق األداء
سريورة وخمرج ،فاملخرجات للخطوة األوىل تكون كمدخل للخطوة الثانية وهكذا ولنجاح عملية املقارنة
تثبيت عتبات األداء املستقبليـة
املرجعية البد من التحليل والفهم اجليد لإلجراءات اخلاصة ،اإلختيار اجليد للشركاء ،اإلقتناع واحرتام القيادة
اجليدة ،مقارنة إجراء اجلهات املرجعية ،األعمال والتطبيقات والنتائج( ،)1والشكل املوايل يوضح خطوات
تبليغ نتائج املقارنة واألعمال املقبولة
إنشاء األهداف الوظيفيـة املقارنة املرجعية ملؤسسة .RankXerox
الشكل رقم (:)20يوضح خطوات املقارنة املرجعية ملؤسسة RankXerox
) 1(1محمد بوهزة :مرجع سابق ،ص .06
األعمـال
)( (1
إعداد خمططـات
Jean Brilman: Op.cit, P252.
إعالن املخططات النوعية وضمان متابعة التطور 95
1
2 -1التخطيـ ــط
3
6 -3التكــامــل
7
8
9 -4العم ـ ــل
10
.Source: Ibid, P252
ثالثا -حدود استعمال المقارنة المرجعيـة :إن املقارنة املرجعية قد تظهر استثمارات جد مكلفة ،وأقل مردودية
إذا كان اقرتاب املؤسسة ليس صحيح اهلدف ،خاصة إذا كان حتليل وتقييم الفروقات خاصة التنافسية مل يؤخذ
بشكل موضوعي ،وعلى غرار ذلك ،فعالية املقارنة املرجعية ترتبط مبوضوعية املسؤول يف تقييم وضعية املؤسسة،
كما أن أخذ منافس كهدف للمقارنة ليس سهَال لصعوبة الوصول إىل بياناه واملعلومات اخلاصة بـه.
املقارنة املرجعية ذات خطورة لقيادة املؤسسة إىل نسيان تشكيل اسرتاتيجيات خاصة بظروفها ،والعمل
على اتباع ظروف املؤسسات األخرى(.)2
وفيما خيص امكانية تطبيق منوذج املقارنة املرجعية من قبل املؤسسات الصغرية و املتوسطة ،فهتاك صعوبة
اذا تعلق األمر باملقارنة اخلارجية ،وذلك ألن املعلومات اليت ميكن أن تتوافر حول املؤسسات املرجعية سواء
املنافسة أو غريها تكون حمدودة جدا،وتكون عملية املقارنة أبسط اذا كانت املقارنة داخلية لوجود امكانيةأكرب
) 2(2
Ahmed Hamadouche: Op.cit, P98.
96
الفصل الثاني :تقييم تطبيق أدوات التحليل السرتاتيجي يف املؤسسات الصغرية و املتوسطة
لتوافر املعلومات حول املؤسسات املرجعية التابعة لنفس املؤسسة األم اال أن األمر االصعب يتوقف على قدرة
املسيريين على حتليل هذه املعلومات.
المطلب الرابع :نموذج مصفوفـة القـرار :MCC
واجهت مناذج حتليل احملافظ حتفضات حوهلا من أمهها عمومية هذه النماذج لرتكيزها على خمرجات
املؤسسة ،هلذا ومن أجل جتاوز حمددات هذه النماذج وباألخص منوذج BCGينطلق التفكري احلديث من فرضية
أن املواد النادرة جيب أن تتوزع على األنشطة الداعمة للكفاءة اجلوهرية للتنظيم واليت تساعد يف حتقيق رسالة
املؤسسة.
أوًال -بنية مصفوفة القرار :MCCمصفوفة القرار MCCتعترب أداة للتوزيع املوارد من منظور إسرتاتيجية تتكون
من حمورين أساسيني.
المحور العمودي :ميثل رسالة املؤسسة ،وما تتضمنه من قيم ،وثقافة تنظيمية. -
المحور األفقـي :ميثل الكفاءة اجلوهرية للمؤسسة ،وميكن ملصفوفة MCCأن تقدم دليل لكل طلب للموارد -
سواًء لتغذية املشروع أو منتج من خالل اإلجابة على السؤالني التاليني:
كيف تعمل املوارد بصورة على املالئمة أو املساعدة يف حتقيق رسالة املؤسسة؟
كيف تستعمل وبصورة مرضية ومبا ينمي الكفاءة األساسية للتنظيم؟
والشكل املوايل يوضح الشكل العـام للمصفوفـة :الشكـل رقم ( :)21الشكل العام ملصفوفة القرارMCC
التـوافق مع الكفـاءة اجلوهر ـّيـة
عاليـة
التخفيــف حوافـ ــز
ثانيًـا -مضامين المصفوفة القرار :MCCبالنظر إىل املصفوفة فهي مقسمة إىل أربع خانات كل خانة متثل
متوقعًـا ملنتجات معينـة.
فاملنتجات أو املشاريع اليت تقع يف خانة حوافز ،ودوافع مالءمتها عالية لكل من الرسالة والقدرات
التنظيمية (الكفاءات اجلوهريـة) .على العكس من ذلك املنتجات أو املشاريع اليت تقع يف خانة االستنزاف متثل
وحدات تضعف القدرات اإلسرتاتيجية للمؤسسة على املدى الطويل وتكون مرشحة لإللغاء والتصفيـة.
واملنتجات أو الوحدات اليت تقع يف اخلانات الباقية يكون وضعها غري واضح بصورة قاطعة إذ تليب
متطلبات بعد واحد من أبعاد املصفوفة دون اآلخ ــر.
فوحدات أو منتجات الذهول تعتمد على القدرات األساسية (الكفاءة اجلوهرية) لكنها ال تتماثل أو
تتطابق مع رسالة املؤسسة ،وهذه املنتجات عادة تكون جذابة ألهنا تستخدم املهارات احلالية املتوفرة.
واملشاريع أو املنتجات املتموقعة يف خانة التحفيف فهي تتالءم بدرجة كبرية مع رسالة املؤسسة ،وبدرجة
ضعيفة مع القدرات التنظيمية.
عند استخدام مصفوفة القرار MCCكل مشروع أو منتج يتم تقيمه لتحديد درجة توافقه مع رسالة
املؤسسة ،والقدرات التنظيمية املتاحة وذلك يف ضوء تضيفني جيد وضعيف بعد ذلك توضع يف اخلانة املناسبة يف
املصفوفة .كما أن املنتجات يف خانة الذهول ميكن حتويلها إىل خانة احلوافز بإعتماد طريقتني:
األولى :تتصل بتطوير املنتجات بطريقة ما بالتغلب على النقص يف عدم مطابقة املنتجات مع رسالة املؤسسة.
الثانية :تتضمن تعديل هيكل املصفوفة لتقليل النقص أو التباين مع رسالة املؤسسة.
مصفوفة القرار MCCهي أداة جيدة لتطبيق املنطق اإلسرتاتيجي على أنواع القرارات اخلاصة بتوزيع
وتعيني املوارد ،ويف نفس الوقت متثل جمال إلختيار رؤى املؤسسة ،واسرتاتيجياهتا كأساس يف عملية تطوير
وحتديث اإلسرتاتيجيات ،إىل جانب ذلك هناك مصفوفة ثالثية األبعاد ( )x3xتستخدم لتطبيق النموذج( )2كما
يوضحه الشكل املوالـي:
الرسال ــة
خالصة الفصل:
من خالل هذا الفصل مت التعرض إىل جمموعة من أدوات التحليل االسرتاتيجي وكيفية بنائها واألسس اليت
تقوم عليها بغية مساعدة املؤسسة يف اختيار االسرتاتيجية املناسبة هلا ،من البدائل املتاحة هلا ،كما أنه ميكن
للمؤسسة االستعانة بعدد من املعايري اليت يؤدي استخدامها إىل التقليل من البدائل املتاحة ،واختيار أفضل ،وختتلف
هذه املعايري من مؤسسة ألخرى لكن وبصفة عامة ميكن ذكر املعايري التاليـة:
درجة إلتزام املؤسسة بالتصرفات يف املاضي حيث يصعب تغيري االسرتاتيجية املاضية الناجحة ،وحياول األفراد -
اإلبقاء عليها أطول مدة ممكنـة.
املوازنـة بني املخاطر واملنافع فيتفاوت اخلطر الذي تواجهه املؤسسة عندما ختصص أمواهلا لالستثمار يف بعض -
اجملاالت مبقدار العائد من كل استثمـار.
التوقيت املالئم للتصرف حيث تؤثر العديد من جوانب الوقت على تقييم اإلختيارات اإلسرتاتيجية البديلة -
واملتاحة ،من بينها املوعد النهائي إلختاذ القرار.
املوارد املتاحة للمؤسسة فهي تشكل قيًد ا على ما ميكن أن تقوم به ،كما أهنا ميكن أن تكون مصدًر ا للقوة -
اليت تتمتع هبا املؤسسة.
مراعاة القوة النسبية للمؤسسة يف الصناعة اليت تعمل هبا فاملؤسسة اليت تتمتع حبصة سوقية كبرية تقوم باختيار -
اسرتاتيجية ختتلف عن تلك اليت هلا حصة حمدودة يف السـوق.
99