Download as doc, pdf, or txt
Download as doc, pdf, or txt
You are on page 1of 50

‫الفصل الثاني‪ :‬تقييم تطبيق أدوات التحليل السرتاتيجي يف املؤسسات الصغرية و املتوسطة‬

‫الفصل الثاني‪ :‬تقييم تطبيق أدوات التحليل االستراتيجي في المؤسسات الصغيرة‬


‫والمتوسطة‬
‫كما مت ذكره يف الفصل السابق فإن املؤسسة تتوافر أمامها عدد كبري من البدائل اإلسرتاتيجية‪ ،‬فكل‬
‫مؤسسة ميكن هلا عمل توليفة من هذه اإلسرتاتيجيات اليت تتالءم مع رسالتها وأهدافهـا‪ ،‬وكذلك مبا تتناسب مع‬
‫نتائج حتليل حميطها خاصة التنافسي والوظيفي‪ ،‬ويكون على املسريين أن يقوموا باإلختيار بني هذه التوليفات‬
‫املمكنة لإلسرتاتيجيات‪ ،‬والواقع أن عملية اإلختيار للتوليفة املمكنة من اإلسرتاتيجيات أو اإلسرتاتيجية املثلى حتتاج‬
‫إىل الكثري من التفكري والتحليل‪ ،‬ويتطلب هذا اإلختيار التحكم يف آليات عدد من األدوات اليت تساعد على اختاذ‬
‫قراره‪ ،‬واليت يصطلح عليها بأدوات التحليل اإلسرتاتيجي‪ ،‬وللتعرف على جمموعة من هذه األدوات املساعدة مث‬
‫تقسيمها إىل جمموعات معينة تشرتك أدوات كل جمموعة يف خصائص مشرتكة من خالل املباحث التاليـة‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬أدوات التحليل اإلسرتاتيجي التقليديـة‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬منـاذج حتليـل حمفظـة األعمـال‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬أدوات التحليل اإلسرتاتيجي احلديثــة‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تقييم تطبيق أدوات التحليل السرتاتيجي يف املؤسسات الصغرية و املتوسطة‬

‫المبحث األول‪ :‬أدوات التحليل اإلستراتيجي التقليدّيـة‬


‫تعددت أدوات التحليل اإلسرتاتيجي التقليدية باختالف األسس اليت تبىن عليها يف إختاذ القرار‬
‫اإلسرتاتيجي‪ ،‬لذا سيتم يف هذا املبحث التطرق ألكثرها شيوًعا‪ ،‬واليت ال تشرتك تقريًبا يف أسسها‪ ،‬أما باقي‬
‫األدوات التقليدية سيتم التطرق هلا يف املبحث املوايل‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬نموذج دورة حياة المنتج‪:‬‬


‫مت اقرتاح هذا النموذج منذ سنة ‪1950‬م من طرف ‪ J.Dean‬حيث حدد من خالله مراحل تطور‬
‫مبيعات املنتوج خالل فرتة حياته‪ ،‬ومت تقسيم هذه املراحل إىل مخس مراحل كما هو مبني يف الشكل أدناه‪،‬‬
‫وألجل القدرة على استعمال منوذج دورة حياة املنتج كأداة للتحليل اإلسرتاتيجي جيب قبل كل شيء حتديد‬
‫املرحلة اليت مير هبا املنتوج‪ ،‬وذلك باستعمال النسبة املئوية لزيادة للمبيعات لتحديد نقطة اإلنتقال من مرحلة‬
‫ألخرى‪ ،‬فعندما تزيد املبيعات بنسبة أكثر من ‪ %10‬سنويا فاملنتوج يف مرحلـة النمو‪ ،‬أما إذا كانت الزيادة السنويـة‬
‫حمصـورة بني ‪ 0‬و‪ %10‬فاملنتوج يف مرحلة النضج‪ ،‬وعندما يكون امليل السنوي سليب أي أن املبيعات يف اخنفاض‬
‫فاملنتوج يف مرحلة التدهور‪.‬‬
‫وهناك خرباء آخرين اقرتحوا مقاييس أخرى حتدد املرحلة اليت هبا املنتوج مثل‪ :‬عدد املنافسني‪ ،‬معدل‬
‫التغريات التكنولوجية‪ ،‬سرعة تغري املنتجات(‪.)1‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)05‬منوذج دورة حياة املنتـج‬

‫الدراسات‬ ‫اإلنطالق‬ ‫النضــج النمـو‬ ‫التدهـور‬


‫والبحوث‬

‫اخلزينـة‬ ‫املردودّيـة‬ ‫املبيعـات‬


‫‪.Source:Economie de l'entreprise, Lasary, 2001, P182‬‬

‫)‪( (1‬‬
‫‪Ahmed Hamadouche: Méthodes et outils d'analyse stratégique, Chihab, Batna, 1997, P71.‬‬
‫‪51‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تقييم تطبيق أدوات التحليل السرتاتيجي يف املؤسسات الصغرية و املتوسطة‬

‫ومن الشكل يالحظ كل املراحل اليت مير هبا املنتوج خالل دورة حياته‪ ،‬تشارك يف تطور املبيعات واخلزينة‬
‫ومردودية املنتوج كما أن املنتوجات ختتلف من حيث فرتة حياهتا حىت ولو كانت من نوع واحد خاصة بعد‬
‫الثـورة الصناعيـة الـيت أحدثـت تطورًا تقنًيا واقتصادًيا‪ ،‬واليت جعلت أغلب املؤسسات تسعى جلعل دورة حيـاة املنتـج‬
‫أقــل‪.‬‬
‫أوال‪ -‬مراحل دورة حياة المنتج‪ :‬تصف هذه الدورة أن أي منتوج مير بعّد ة مراحل تبدأ مبرحلة تصور‪ ،‬والبحث‬
‫ودراسة املنتوج الذي سيتم طرحه يف السوق‪ ،‬وتنتهي يف ظل ظروف معينة مبرحلة التدهور‪ ،‬ومت تعداد هذه‬
‫املراحل خبمس مراحل على النحو اآلتـي‪:‬‬
‫مرحلـة الدراسات والبحـوث‪ :‬ويتم خالهلا تصور املنتوج الذي سيتم طرحه يف السوق‪ ،‬والعمل يف‬ ‫‪-1‬‬
‫جمال دراسة وحبث خصائص املنتوج على مجيع النواحي مثل شكله العام‪ ،‬استخداماته‪ ،‬السوق اليت يتم‬
‫طرحه فيها‪ ،‬ومستوى املنافسـة‪...‬إخل‪ ،‬واإلسرتاتيجية الواجب اتباعها يف هذه املرحلة هي إسرتاتيجية البحث‬
‫واإلبتكار‪ ،‬وهذه املرحلة تتطلب الكثري من اإلستثمارات يف جمال البحوث(‪.)1‬‬
‫مرحلـة اإلنطـالق‪ :‬يف هذه املرحلة يتم دخول املنتوج إىل السوق‪ ،‬ويبقى دائما يف املخطط التقين‬ ‫‪-2‬‬
‫لتحسني خصائصه‪ ،‬ويكون قليل املعرفة من قبل املستهلكني‪ ،‬لذا مبيعاته تطّو ر ببطء‪ ،‬ويتعرض ملنافسة عالية‪،‬‬
‫وتكاليف إنتاجه تبقى متزايدة‪ ،‬لذا تبقى مردودّيته سلبية‪ ،‬واإلسرتاتيجية املناسبة هي إسرتاتيجية اإلبتكار‬
‫والتطوير‪.‬‬
‫مرحلـة النمــو‪ :‬يف هذه املرحلة يكون املنتوج معروًفا أكثر فأكثر من قبل املستهلكني واملوزعني‪،‬‬ ‫‪-3‬‬
‫ويزيد مستوى رضاهم عنه‪ ،‬مما جيعل مبيعاته تزداد مبعدل متزايد مما جيعل تكاليف اإلنتاج تنخفض‪ ،‬وتظهر‬
‫النتائج اإلجيابية ألنه خالل هذه املرحلة يتم بلوغ عتبة املردودية‪ ،‬لذا جيب خالهلا إستثمار كل الطاقات‬
‫املمكنة لزيادة تنافسية املنتوج‪ ،‬لذا على املؤسسة إنتهاج إسرتاتيجية النمو والتطويـر‪.‬‬
‫مرحلـة النضــج‪ :‬يف هذه املرحلة تستمر مبيعات املنتوج بالزيادة إال أهنا متناقصة حىت تبلغ ذروهتا‬ ‫‪-4‬‬
‫حيث أن اإلحتياجات تتغري خاصة مع دخول منتوجات جديدة وبديلة ومنافسة حتل حملها‪ ،‬وخالل هذه‬
‫املرحلة أثر اخلربة يصل إىل ذروته‪ ،‬وتكاليف اإلنتاج تبلغ أدىن مستوى هلا مما يزيد مكاسب املؤسسة‪ ،‬لذا‬

‫)‪( (1‬‬
‫‪: Op.cit, P183‬‬
‫‪52‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تقييم تطبيق أدوات التحليل السرتاتيجي يف املؤسسات الصغرية و املتوسطة‬

‫يستمر اإلهتمام بوالء العمالء مما يتطلب اإلهتمام بالتوزيع والرتويج واخلدمة‪ ،‬واإلسرتاتيجية املناسبة هي‬
‫إسرتاتيجية اإلستقرار‪.‬‬
‫مرحلـة التدهـور‪ :‬يف هذه املرحلة تكون املبيعات يف هبوط مستمر ألن املنتوج يواجه منافسة قوية من‬ ‫‪-5‬‬
‫املنتجات اجلديدة والبديلة واألكثر استخداًم ا للتكنولوجيا‪ ،‬مما يسمح بإشباع أكثر حلاجات املستهلكني‬
‫فأذواقهم تتغري مبرور الزمن وتطور التقنيات‪ ،‬وتستمر املبيعات باإلخنفاض إىل غاية التخلي عن املنتوج‪،‬‬
‫واإلسرتاتيجية الواجب إنتهاجها هي إسرتاتيجية اإلنكماش(‪.)1‬‬
‫ثانيا‪ -‬استخدام نموذج دورة حياة المنتج‪ :‬خالل مرحليت النمو والنضج املنتوج حيقق نتائج تكون ضرورية من‬
‫أجل متويل عمليات حبث وتطوير منتجات جديدة قادرة على تعويض املنتجات املتخلى عنها‪ ،‬وتنوب عن‬
‫املنتجات يف مرحليت النضج والتدهور‪ ،‬كذلك تسعى املؤسسة إىل احلصول على تشكيلة منتجات متوازنة وموزعة‬
‫على خمتلف مراحل دورة احلياة‪.‬‬
‫فعلى سبيل املثال‪ ،‬مؤسسة كل منتجاهتا يف مرحلة النضج فهي حتقق الكثري من املكاسب املالية لكنها ال‬
‫تضمن مستقبلها‪ ،‬وبعث منتجات جديدة ضروري يسمح بإنعاش األسواق املشبعة ملقاومة تدهور املنتجات‬
‫القدميـة‪.‬‬
‫والفائدة األساسية لنموذج دورة حياة املنتج هي بعث املؤسسة ملنتجاهتا اليت ال تتصف باإلستمرارية‪،‬‬
‫ومطلوب منها استبداهلا مبنتجات جديدة يسمح بتجديد املؤسسة‪ ،‬وأفضل إشباع حلاجات املستهلكني‪.‬‬
‫وتعترب دورة حياة املنتج أوىل األدوات األكثر استعماال لتحليل املراحل املتوالية للمنتجات مع األخذ يف‬
‫احلسبان بيئة املؤسسة‪ ،‬أهدافها‪ ،‬مسؤولياهتا‪ ،‬كما تسمح بتعيني إسرتاتيجية لكل مرحلة‪ ،‬كما تقيد يف حتديد‬
‫درجة مالئمة األداء يف خمتلف اجملاالت الوظيفية بالنسبة ملنتوج معني خالل مرحلة معينة‪ ،‬كما يوضحه اجلدول‬
‫أدناه‪.‬‬

‫)‪( (1‬‬
‫‪ibid, P183‬‬
‫‪53‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تقييم تطبيق أدوات التحليل السرتاتيجي يف املؤسسات الصغرية و املتوسطة‬

‫الجدول رقم (‪ :)04‬تأثري مراحل دورة حياة املنتج على خمتلف وظائف المؤسسة‬

‫الوظائف‬
‫البحوث والتطويـر‬ ‫المـوارد البشريـة‬ ‫اإلنتـاج والعمليـات‬ ‫التمويــل‬ ‫التسويــق‬
‫المراحل‬
‫‪ -‬حتسني املنتوج‬ ‫‪ -‬جذب كفاءات تسيريية‬ ‫‪ -‬التعريف باملنتوج‬ ‫اإلنطــالق‬
‫‪ -‬تطويـر األسلـوب الفين‬ ‫عالية‬ ‫‪ -‬اإلنتاج بأحجام صغرية‬ ‫‪ -‬تدفقات نقدية سالبة‬ ‫‪ -‬متابعة ردود أفعال املستهلكني‬
‫لإلنتاج‬ ‫إسرتاتيجيـة‬
‫‪ -‬حتسني املنتوج باستمرار من ‪ -‬اختيار وتدريب عمال‬ ‫‪ -‬توفري األموال الالزمة‬ ‫‪ -‬البحث عن منافذ التوزيع‬
‫‪ -‬تسجيل براءة إلخرتاع‬ ‫اإلنتاج ورجال البيع‬ ‫حيث احلجم واخلصائص‬ ‫‪ -‬مديونيـة مرتفعـة‬ ‫‪ -‬حصة سوقية ضئيلة‬ ‫اإلبتكــار‬
‫منتوج جديد‬ ‫‪ -‬حتفيز األفـراد‬ ‫‪ -‬منافسـة حمـدودة‬ ‫والتطويـر‬
‫‪ -‬متييـز املنتـج وحتسينه‬ ‫‪ -‬إختيار وتدريب عمال جدد‬ ‫‪ -‬تدفقات نقدية موجبة ناشئة‬ ‫‪ -‬إرتفـاع حجـم املبيعات‬ ‫النم ــو‬
‫(إبداع تكنولوجي)‬ ‫يف قسم اإلنتاج‬ ‫‪ -‬اإلنتاج حبجم كبيـر‬ ‫عن زيادة األرباح‬ ‫‪ -‬نشاط ترويج حمدود‬ ‫إسرتاتيجيـة‬
‫‪ -‬تصـور أفكـار ملنتجـات بديلة‬ ‫‪ -‬الرتقيــة‬ ‫‪ -‬اإلستثمار يف الطاقة اإلنتاجية ‪ -‬التوسع يف الطاقة اإلنتاجية‬ ‫‪ -‬دخول منافسيـن‬ ‫النم ــو‬
‫مستقبال‬ ‫‪ -‬اللجوء للساعات اإلضافية‬ ‫‪ -‬إخنفاض تكاليف اإلنتاج‬ ‫‪ -‬زيادة احلصة السوقيـة‬ ‫والتطويــر‬
‫‪ -‬استخدامات جديدة للمنتوج‬ ‫‪ -‬يصل حجم املبيعات إىل أقصى حديه‬
‫(شكل وجودة)‬ ‫‪ -‬ختفيض القوى العاملة‬ ‫‪ -‬اإلهتمام بالطاقة العاملة‬ ‫‪ -‬ارتفاع األرباح‬ ‫النض ــج‬
‫وحتويلها إىل أنشطة أخرى‪.‬‬ ‫‪ -‬الرتكيز على تنمية والء املستهلكني‬
‫‪ -‬الرقابة على املخزون‬ ‫‪ -‬سيولة كبيـرة‬
‫‪ -‬حتسني فعالية اإلنتاج‬
‫‪ -‬رفع الروح املعنوية والدافعية‬ ‫‪ -‬التنويع يف اإلنتاج‬ ‫‪ -‬ختفيض التكاليف وبالتالـي‬
‫‪ -‬إستقرار املنافسـة‬ ‫إسرتاتيجيـة‬
‫(ختفيض التكاليف)‬ ‫إمكانية ختفيض السعر‬ ‫‪ -‬البحـث عن منافذ جديـدة ومحاية‬ ‫اإلستقــرار‬
‫‪ -‬األخذ بنظام االقرتاحات‬ ‫‪ -‬ختفيض تكاليف اإلنتـاج‬ ‫احلصة احلالية‬
‫‪ -‬تقدمي بدائل للمنتوج‬
‫‪ -‬الرتكيز على املنتجات البديلة‬ ‫‪ -‬اإلحتفـاظ بالروح املعنوية‬ ‫‪ -‬زيادة فعالية اإلنتاج‬ ‫‪ -‬إخنفـاض اإليرادات‬ ‫التده ــور‬
‫والدافعية‪.‬‬ ‫‪ -‬إخنفاض حجم املبيعات‬
‫‪ -‬ختفيض تكلفة املنتوج احلايل‬ ‫(املقاولة من الباطن)‬ ‫‪ -‬تنويع مصادر الربـح‬
‫حلدها األدىن‬ ‫‪ -‬حتويل العاملني إىل جماالت‬ ‫‪ -‬التخلص من األصول الزائدة ‪ -‬الرقابة على املخزون‬
‫‪ -‬الرتويج يف حده األدىن‬ ‫إسرتاتيجيـة‬
‫وأنشطة أخرى‬ ‫عن احلاجة‬ ‫‪ -‬الرتويج للمنتوج اجلديد‬ ‫اإلنكمــاش‬
‫‪ -‬ختفيض تنويع املنتوج‬

‫‪Source: Hutin .H: Le gestion financière, Ed d'organisation, Paris, 2000, P 268.‬‬

‫‪54‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تقييم تطبيق أدوات التحليل السرتاتيجي يف املؤسسات الصغرية و املتوسطة‬

‫ثالثا‪ -‬حدود نموذج دورة حياة المنتج‪ :‬العائق األساسي يف منوذج دورة حياة املنتج يكمن يف اختيار مستوى‬
‫التحليـل الذي يتم توظيفه‪ ،‬ففي الواقع جيب حتليل متغريات عديدة كالسوق‪ ،‬املنتوج‪ ،‬العالمة التجارية للمؤسسة‪،‬‬
‫املـواد األوليــة‪.‬‬
‫فضال عن ذلك‪ ،‬ومع تطور املشاريع تقنًيا‪ ،‬والتغري املستمر يف أذواق املستهلكني‪ ،‬فإن فرتة حياة املنتجات‬
‫تكون قصرية أكثر فأكثر‪ ،‬وعليه من الصعب استعمال منوذج دورة احلياة كأداة للتحليل اإلسرتاتيجي بعيد املدى‪،‬‬
‫فعلى سبيـل املثال هناك منتجات متر بسرعة من مرحلة اإلنطالق إىل مرحلة التدهور‪ ،‬أي أن مرحليت النمو‬
‫والنضج متـّر ان بوتيـرة متسارعـة‪.‬‬
‫كذلك‪ ،‬عملية حتديد املرحلة اليت مير هبا املنتوج بدقة صعب‪ ،‬ففي حالة ما إذا مت حتديد املرحلة بطريقة‬
‫خاطئـة وعلى هذا املستوى فسيكون منتوج املؤسسة يف حالة صعبة ألن كل مرحلة مسؤولة عن توجه إسرتاتيجي‬
‫معني متوافق مع البيئـة‪.‬‬
‫أما فيما خيص امكانية تطبيق هذه األداة من قبل املؤسسات الصغرية و املتوسطة‪ ،‬وبالنظر اىل املتغري‬
‫الوحيد الذي تبىن على أساسه وهو النسبة املؤية لزيادة مبيعات املنتوج خالل دورة حياته‪ ،‬وباعتبار أن املؤسسات‬
‫مهما كان حجمها‪،‬أو نشاطها متلك مقدار حجم مبيعاهتا وبالتايل هلا القدرة على حساب نسبة الزيادة السنوية‬
‫للمبيعات ‪،‬وحتديد املرحلة اليت مير هبا املنتوج أي أن هناك امكانية كبرية لتطبيق هذه األداة من قبل املؤسسات‬
‫الصغرية و املتوسطة‪.‬‬
‫ومن كل ما سبق‪ ،‬فاستعمال منوذج دورة حياة املنتج كأداة التحليل اإلسرتاتيجي واضح يتطلب دراسة‬
‫خمتلف املتغريات األخرى احمليطة باملنتوج لتحديد املرحلة اليت مير هبا بدقة‪ ،‬كما أنه على املؤسسة السعي والعمل‬
‫على إعطاء دائما استخدامات جديدة للمنتوج ومتديد مرحليت النمو والنضج ألهنما تبقيان امليزة التنافسية هلا‪،‬‬
‫واليت تـم امتـالكها خـالل مرحلة اإلنطـالق‪ ،‬أمـا مرحلة التدهور فتتضمن زوال تلك امليزة التنافسية والبحث عـن‬
‫مزايـا تنافسـية أخـرى‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬نموذج منحنـى الخبـرة‪:‬‬
‫أثر اخلربة فكرة قدمت من طرف جمموعة بوسطن اإلستشارية منتصف الستينات أثناء قيامها بدراسات‬
‫عن التكلفة والسعر‪ ،‬وأثر اخلربة تقدر العالقة اليت تربط ما بني التكاليف وحجم اإلنتاج عرب الزمن‪ ،‬حيث بينت‬
‫الدراسات أن املؤسسات اليت تنتج بأحجام كبرية‪ ،‬دائما ما تتمتع بإخنفاض يف تكلفة الوحدة املنتجة‪ ،‬وبالتايل فهي‬
‫‪55‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تقييم تطبيق أدوات التحليل السرتاتيجي يف املؤسسات الصغرية و املتوسطة‬

‫تستطيع فرض أسعار أقل من منافسيها وتكون تتمتع مبيزة تنافسية سعرية‪ .‬حيث يقصد بأثر عامل اخلربة أن تكلفة‬
‫الوحدة املنتجة مييل إىل اإلخنفاض بنسبة من ‪ 20‬إىل ‪ ،%30‬وذلك كلما تضاعف حجم اإلنتاج(‪ ،)1‬ويتحقق هذا‬
‫اإلخنفاض من خالل الست عوامل التالية‪:‬‬
‫حتقيق اقتصاديات احلجـم (اقتصاديات السلم)‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫زيادة فعالية أداء القوى العاملة (أثر التعلـم)‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫حتسيـن العمليـة اإلنتاجيـة ذاهتـا‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الوصـول إىل تنميـط املنتـوج‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الوصول إىل التصميم األمثل للمنتوج‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تنمية عدد من البدائل يف مكونات املنتوج ذاته(‪.) 2‬‬ ‫‪-‬‬
‫والشكل املوايل يوضح منحىن اخلربة وكيفية حساب تكلفة الوحدة املنتجة‪.‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)06‬منـوذج منحنـى اخلبـرة‬

‫التكلفة الوحدوية‬
‫‪120‬‬

‫‪100‬‬

‫‪80‬‬

‫‪60‬‬

‫‪40‬‬

‫‪20‬‬

‫‪00‬‬ ‫‪20 Source:‬‬


‫‪40‬‬ ‫‪Mark‬‬
‫‪60‬‬ ‫‪Vendercamman:‬‬
‫‪80‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪120 Op.cit,‬‬
‫‪140 160‬‬‫‪P214‬‬
‫حجم اإلنتاج‬
‫‪Cn‬يـ=ـث‪:‬‬
‫‪Cq‬‬ ‫‪ (a/n)-b‬حب‬ ‫وحتسب التكلفة الوحدوية بالعالقـة‪:‬‬
‫‪ :q‬حجم اإلنتاج املرتبط بتكلفة الوحدة اليت يتم إحتساهبـا‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ :n‬حجم اإلنتاج املرتبط بتكلفة الوحدة املعلومة سابقًـا‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ :Cq‬تكلفة الوحدة املرتبطة حبجم اإلنتاج (‪.)q‬‬ ‫‪-‬‬

‫)‪( (1‬‬
‫‪Mark Vendercamman: Marketing, 1ère édition, xuculot, Bruxelles, 2002, P 214.‬‬
‫‪ ) 2(2‬عبد العزيز صالح بن حبتور‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.261‬‬
‫‪56‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تقييم تطبيق أدوات التحليل السرتاتيجي يف املؤسسات الصغرية و املتوسطة‬

‫‪ :Cn‬تكلفة الوحدة املرتبطة حبجم اإلنتاج (‪.)n‬‬ ‫‪-‬‬


‫‪ :b‬ثابت مرتبط مبعدل التدرب‪ ،‬وهو مقياس مرونة منحىن اخلربة أو نسبة تغري تكلفة الوحدة من أجل تغري‬ ‫‪-‬‬
‫حجم اإلنتاج بـ‪.%01‬‬

‫أوال‪ -‬مصادر أثـر الخبـرة‪ :‬يتم التعرف على مصادر أثر اخلربة من خالل جمموعة النقاط التاليـة‪:‬‬
‫‪ -1‬فعالية وإنتاجية العمل‪ :‬حيث أن عملية تكرار املهام والواجبات تسمح للعمال بإكتساب مهارة‪ ،‬وبراعة‬
‫تزيد من إنتاجيتهم‪ ،‬وفعاليتهم وتدرهبم‪ ،‬وتؤدي مضاعفة اخلربة لليد العاملة بتخفيض تكاليفها بنسبة ترتاوح‬
‫من ‪ 10‬إىل ‪.%15‬‬

‫‪ -2‬التخصـص في العمـل‪ :‬إن عملية التخصص يف املسؤوليات واملهام يسمح بتحسني تنظيم العمل‪ ،‬وكذا يقلل‬
‫من ‪ 10‬إىل ‪ %15‬من الوقت األساسي إلنتاج وحدة واحدة‪ ،‬وأثر التدرب‪ ،‬والتخصص مًعا يؤديان إىل‬
‫تقليل التكاليف بنسبة ترتاوح من ‪ 20‬إىل ‪.%30‬‬
‫‪ -3‬تجديد المسؤوليـات‪ :‬إن عملية جتديد وحتديث املسؤوليات وحتسني أساليب اإلنتاج تكون مصادر لتقليل‬
‫التكلفة ال ميكن إمهاهلـا‪.‬‬
‫‪ -4‬تحسين مردودية التجهيزات‪ :‬أثر اخلربة يسمح للمسريين بالكشف عن جتديدات يف املنشآت احلالية‬
‫وحتسني اإلنتاجية‪.‬‬
‫‪ -5‬تفسير استعماالت المواد األولية‪ :‬إستعمال املواد األولية يف إنتاج املنتجات ذات األسعار األقل حيدث‬
‫نتائج خبــرة‪.‬‬
‫‪ -6‬معايـرة المركبـات‪ :‬حيث أن عملية معاينة وحتليل مجيع الوسائل واملواد املشاركة يف العملية اإلنتاجية تساهم‬
‫يف ختفيض التكلفـة‪.‬‬
‫‪ -7‬تحسين أساليب ومفاهيم اإلنتاج‪ :‬العمل على حتسني أساليب ومفاهيم اإلنتاج ووسائله احلالية جلعلها‬
‫تشارك يف إنتاج منتجات جديدة أقل تكلفـة(‪.)1‬‬
‫ثانيا‪ -‬حدود نموذج منحنى الخبرة‪ :‬منوذج منحىن اخلربة ذو قيمة يف مرحلة النمو‪ ،‬لكن وبالتأكيد يتعذر‬
‫استعماله يف فرتة اإلضطراب والتقلب‪ ،‬ألن اإلبداع التكنولوجي ينشئ كبح قوي لرتاكم اخلربة ومضاد‪ ،‬كما جيب‬
‫عدم اإلخنداع بفكرة أن العالقة مباشرة بني احلجم والتكلفة ألن املنتجني بأحجام أكرب ميتلكون بالتأكيد مزايا‬

‫)‪( (1‬‬
‫‪Ahmed Hamadouche: Op.cit, P 215.‬‬
‫‪57‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تقييم تطبيق أدوات التحليل السرتاتيجي يف املؤسسات الصغرية و املتوسطة‬

‫لتسمح هلم باحلصول على مكاسب هذا احلجم للوصول إىل تكاليف تنافسية لإلنتاج‪ ،‬لذا جيب‬ ‫أخرى‬
‫العمل على مواجهة األعباء األساسية اليت تؤثر على اجلانب التنظيمي‪ ،‬ولتحصل املؤسسات على حصص سوقية‬
‫أكرب عليها تطوير خمتلف وظائفها واستغالل طاقاهتا الضائعة وتكييفها مع حميطها املتذبذب واملتقلب(‪.)1‬‬
‫أما فيما خيص امكانية تطبيق هذه األداة من قبل املؤسسات الصغرية و املتوسطة‪،‬وبالنظر اىل املتغيريين‬
‫الالذين يدخالن يف حساب التكلفة الوحدوية من خالل العالقة املبينة سلفا‪،‬فكل املؤسسسات ميكن هلا حتديد‬
‫مقدار حجم انتاجها ‪،‬وكذا تكلفة االنتاج االمجالية وبالتايل هلا القدرة على حساب تكلفة الوحدة املرتبطة حبجم‬
‫االنتاج املعني ‪ ،‬اال أن املؤسسات اليت تنتج أكثر من منتوج جيب عليها استخدام احملاسبة التحليلية لتعرف على‬
‫تكلفة انتاج كل منوج على حدا أي أن املؤسسات الصغرية و املتوسطة اليت تنتج منتوج واحد هلا امكانية أكرب يف‬
‫تطبيق منوذج منحىن اخلربة كأداة لتحليل االسرتاتيجي‪ ،‬ويبقى على املؤسسات اليت تنتج إلكثر من منتوج استخدام‬
‫احملاسبة التحليلية لتكون هلا امكانية تطبيق منوذج منحىن اخلربة ‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬بعض اإلنتقادات الموجهة لنموذج منحنى الخبرة‪ :‬هناك جمموعة من االنتقادات املوجهة للنموذج‪ ،‬نذكر‬
‫بعًض ا منها فيما يلي‪:‬‬
‫أثر اخلربة يتضاءل عرب الزمن‪ ،‬ففي مراحل متقدمة فإن القدرة على مضاعفة وزيادة حجم اإلنتاج يستغرق‬ ‫‪-‬‬
‫زمًنا أطول مقارنة باملراحل األوىل‪ ،‬فضًال عن إمكانية عدم حدوثه إطالقًـا‪.‬‬
‫كما أن التخصص يف منتجات متميزة أو أسواق معينة‪ ،‬وبطلبها أسعار ولو كانت مرتفعة ميكنها حتقيق أرباح‬ ‫‪-‬‬
‫رغم صغر حجم إنتاجهـا‪.‬‬
‫يف بعض احلاالت قد ال تنخفض بالضرورة وبطريقة أوتوماتيكية التكاليف بزيادة خربة املؤسسة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫قد يقوم املنافسون بتخفيض األسعار كإجراء مضاد حىت ولو ترتب على ذلك ضرًر ا هلـم‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ميكن أال حتقق املؤسسة هامش للربح يف حالة حتول املستهلكني إىل املنتجات البديلـة إذا مل تقم املؤسسة‬ ‫‪-‬‬
‫خبفض أسعارهـا(‪.)2‬‬
‫رابًعا‪ -‬التأثير اإلستراتيجي للعالقة بين الخبرة والتكلفة‪ :‬قد تقوم املؤسسة بإنتهاج إسرتاتيجية عامل اخلربة واليت‬
‫تعتمد على عدة عوامل أمهها درجة النمو يف السوق‪ ،‬ففي األسواق سريعة النمو يكون التصرف اهلجومي هو‬
‫املناسب‪ ،‬فإذا كانت املؤسسة تنقصها املوارد للقيادة أو تواجه منافسة شديدة يكون إلزاًم ا عليها أن توسع السوق‬
‫داخلّيا‪ ،‬أو تركز على جزء من السوق تستطيع السيطرة فيـه‪.‬‬

‫)‪( (1‬‬
‫‪Karlof Bengt: Op.cit, P 168.‬‬
‫( (‪)2‬‬
‫عبد السالم أبو قحف‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.228‬‬
‫‪58‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تقييم تطبيق أدوات التحليل السرتاتيجي يف املؤسسات الصغرية و املتوسطة‬

‫أما يف األسواق بطيئة النمو فإن تكلفة إستخدام إسرتاتيجية هجومية غالًبا ما تكون كبرية فوقت حتقيق‬
‫ميزة عامل اخلربة عادة يكون طويًال‪ ،‬فيكون من الصعب أن يتخذ نصيبها من املؤسسات املنافسة‪.‬‬
‫ويف األسواق التنافسية املستقرة‪ ،‬فغالًبا ما تكون املؤسسات اليت هلا نصيب أكثر يف السوق تتمتع خبربة أكرب‪ ،‬ويف‬
‫حاالت إستثنائية تدخل مؤسسات إىل السوق متأخرة‪ ،‬وتستطيع احلصول على مركز القيـادة‪.‬‬
‫لذا فإنه من الضروري عند استخدام املؤسسة إلسرتاتيجية عامل اخلربة وقيامها بالتوسع‪ ،‬وزيادة معدل‬
‫النمو أن تأخذ بعني اإلعتبار الوقت واإلستثمار املطلوب‪ ،‬وأن تبحث عن املصادر اليت يتم من خالهلا متويل‬
‫التوسع‪ ،‬ودراسة ردود فعل املؤسسات املنافسة‪ ،‬وهناك جمموعة من اإلعتبارات العلمية اليت جيب أن تراعى عند‬
‫استخدام إسرتاتيجية عامل اخلربة‪ ،‬أمههـا‪:‬‬
‫مراعاة سلوك التكلفة‪ ،‬مع مراعاة تصحيح األسعار مع أخذ التضخم بعني اإلعتبار‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مراعاة العالقة بني النمو السنوي‪ ،‬وبني النمو يف منحىن اخلربة حيث تنمو اخلربة مبعدل أسرع من معدل منو‬ ‫‪-‬‬
‫الكميات وذلك للعشر سنوات األوىل من حياة املنتوج‪.‬‬
‫مراعاة مشاركة اخلربة‪ ،‬وتظهر عندما يكون هناك أكثر من منتوج يشرتكون يف إستخدام موارد واحدة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫وأساليب متشاهبة يف اإلنتاج أو التسويق فإنه ميكن احلصول عليها من التعلم من أحد املنتجات لتطبيقها على‬
‫باقي املنتجات(‪.)1‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬نماذج مبنية على تحليل محيط المؤسسـة‪:‬‬


‫مناذج التحليل اإلسرتاتيجي املبنية على نتائج التحليل حميط املؤسسة سواء احمليط التنافسي أو احمليط‬
‫الوظيفي‪ ،‬وذلك لتحديد البدائل اإلسرتاتيجية يف ظل املتغريات األساسية األربعة (نقاط القوة‪ ،‬نقاط الضعف‪،‬‬
‫فرص وهتديدات)‪.‬‬

‫( (‪ )1‬أحمد زغدار‪ :‬أهمية التحليل اإلستراتيجي في المؤسسة‪ ،‬رسالة ماجستير غير منشورة‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،1998 ،‬ص ص‬
‫‪.81 -80‬‬
‫‪59‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تقييم تطبيق أدوات التحليل السرتاتيجي يف املؤسسات الصغرية و املتوسطة‬

‫نقاط القـوة "‪ :"Strengths‬هي جمموعة املوارد واملهارات وامليزات األخرى اليت متتلكها املؤسسة ملواجهة‬ ‫‪-‬‬
‫املنافسة‪ ،‬وإشباح حاجات ورغبات املستهلكني واألسواق اليت تنشط فيها أو تعتزم الدخول هلـا‪.‬‬
‫نقاط الضعـف "‪ :"Weaknesses‬هي جمموعة القيود والنقائص يف املوارد واملهارات والقدرات‪ ،‬واليت قد‬ ‫‪-‬‬
‫حتد من األداء الفعال للمؤسسة بشكل يؤثر عليها‪ ،‬وعلى مركزها التنافسي(‪.)1‬‬
‫الفــرص "‪ :"Opportunities‬هي موقف مفضل‪ ،‬ومرغوب فيه يستمد من احمليط التنافسي وذلك بإعتبار‬ ‫‪-‬‬
‫التغيريات اليت حتدث يف عناصره واليت حتسن من وضعية املؤسسة إذا مت استغالهلا بكفـاءة‪.‬‬
‫التهـديـدات "‪ :"Threats‬هي موقف أو إجتاه غري مرغوب فيه‪ ،‬والذي مصدر التغري يف عناصر حميطها‬ ‫‪-‬‬
‫خاصة التنافسي‪ ،‬مما حيد من منوهـا وحىت بقائهـا‪ ،‬ويهدد وضعهـا السوقـي(‪.)2‬‬
‫أوال‪ -‬مصفوفــة "‪ :"swot‬عملية التحليل اإلسرتاتيجي بإستخدام مصفوفة "‪ "swot‬متكن من معرفة املوقف‬
‫احلقيقي للمؤسسة واإلسرتاتيجيات العامة اليت ميكن إختاذها إنسجاًم ا بني نقاط القوة والضعف هلا‪ ،‬والفرص‬
‫والتهديدات اليت تواجهها‪ ،‬والشكل املوايل يوضح اهليكل العام ملصفوفة "‪."swot‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)07‬مصفوفــة ‪swot‬‬

‫التهديـدات‬ ‫الفـرص‬ ‫‪O-T‬‬


‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪S-W‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬
‫التكيف بني نقاط القوة والتهديدات‬ ‫التكيف بني نقاط القوة والفرص‬ ‫نقـاط القـوة‬
‫‪-‬‬
‫إسرتاتيجيات استقـرار‬ ‫إسرتاتيجيات هجوميـة‬ ‫‪-‬‬
‫‪-‬‬
‫التكيف بني نقاط الضعف والتهديدات‬ ‫التكيف بني نقاط الضعف والفرص‬ ‫نقـاط الضعـف‬
‫‪-‬‬
‫إسرتاتيجيات دفاعيــة‬ ‫إسرتاتيجيات تنافسيـة‬ ‫‪-‬‬
‫‪-‬‬
‫المصـدر‪ :‬عايدة خطاب‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.116‬‬

‫وبالتايل فمصفوفة ‪ swot‬تشري إىل توافر أربعة إسرتاتيجيات بديلة قد تتداخل وتتابع يف نفس الوقت‪،‬‬
‫وينصب حتليل هذه املصفوفة بصفة أساسية على حتديد اإلسرتاتيجيات الواجب إتباعها وليس حتديد التصرفات‬
‫والتكتيكات الضرورية لتنفيذها(‪ ،)1‬وتتمثل هذه اإلسرتاتيجيات حسب املصفوفة فيما يلي‪:‬‬

‫‪ ) ?(1‬ثابت عبد الرحمن إدريس وآخرون‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪220‬‬


‫( (‪ )2‬جمال الدين محمد المرسي وآخرون‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.238‬‬
‫( (‪ )1‬نبيل محمد الموسي‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.285‬‬
‫‪60‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تقييم تطبيق أدوات التحليل السرتاتيجي يف املؤسسات الصغرية و املتوسطة‬

‫‪ -1‬إستراتجيات هجوميـة‪ :‬وتعكس أفضل املواقف املرغوب فيها‪ ،‬حيث تستفيد املؤسسة من العديد من‬
‫الفرص‪ ،‬ومتتلك يف نفس الوقت العديد من نقاط القوة اليت تشجعها على استغالل هذه الفرص‪ ،‬وكذلك‬
‫تعظيم هذه الفرص‪ ،‬ونقاط القوة لتحقيق النمو وتوسيع حصتها السوقيـة‪.‬‬
‫‪ -2‬إستراتيجيـات اإلستقـرار‪ :‬وهذا موقف تكون فيه املؤسسة متلك قدرات ونواحي قوة مميزة تواجه هبـا‬
‫هتديدات غري مرغوب فيها‪ ،‬وجيب على اإلسرتاتيجيات املتبنـاة يف هذه احلال أن تعمل على تعظيم نقاط‬
‫القـوة وتدنيـة التهديدات اليت تواجهها‪ ،‬وبناء فرص على األقل طويلة األجل يف جماالت أخرى ذات جاذبيـة‬
‫أعلـى(‪.)2‬‬
‫‪ -3‬إستراتيجيات تنافسية‪ :‬يف هذا املوقف تكون املؤسسة تتوافر أمامها فرص مناسبة لكن تعاين من نقاط‬
‫ضعف حتول دون قدراهتا على استغالل الفرص املتاحة أمامها‪ ،‬لذا على اإلسرتاتيجيات املختارة العمل‬
‫للوصول إىل احلد من نواحي الضعف‪ ،‬وتطوير وتنمية قدراهتا وإمكانياهتا على مستوى مجيع وظائفها‬
‫لتستطيع اإلستفادة من الفرص املتاحة أمامهــا‪.‬‬
‫‪ -4‬إستراتيجيـات دفاعيـة‪ :‬وأكثر املواقف غري املرغوب فيها من طرف املؤسسة ملا تعانيه من نقاط ضعف ويف‬
‫ظل هتديدات تواجهها‪ ،‬واإلسرتاتيجيات اجملسدة يف هذا املوقف تتضمن التقليل من التهديدات‪ ،‬ومعاجلة‬
‫نقاط الضعف(‪.)3‬‬
‫أما فيما خيص امكانية تطبيق هذه املصفوفة من قبل املؤسسات الصغرية و املتوسطة ومعرفة املوقف‬
‫احلقيقي و االسرتاتيجيات العامة فهذا يتوقف على كم املعلومات اليت ميكن أن تتوافر عن حميطها اخلارجي‬
‫والداخلي ومدى قدرة املسيريين على على حتليلها وحتديد نقاط القوة و الضعف يف احمليط الداخلي و الفرص‬
‫والتهديدات يف احمليط اخلارجي ومن مث حتديد االسرتاتيجيات املمكن اتباعها‪.‬‬
‫وبالتايل فمصفوفة ‪ swot‬تلقي الضوء على الدور الرئيسي الذي يلعبه حتليل حميط املؤسسة بإستخراج‬
‫نقاط القوة والضعف والفرص والتهديدات يف توجيه القرارات اخلاصة بإختيار البدائل اإلسرتاتيجية املناسبـة‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬مصفوفة تقييم المركز اإلستراتيجي واإلجراءات "‪ :")*(Space‬تعد هذه املصفوفة من النماذج املستخدمة‬
‫يف عملية التحليل اإلسرتاتيجي‪ ،‬واليت حتدد البدائل اإلسرتاتيجية بناء على نتائج حتليل حميط املؤسسة‪ ،‬حيث‬
‫يتم إختاذ بعدين تنافسني مها‪ :‬قوة الصناعة ومدى إزدهارها‪ ،‬واستقرار السوق‪ ،‬وكذلك بعدين داخليني مها‪:‬‬

‫( (‪ )2‬جمال الدين محمد المرسي وآخرون‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.243‬‬


‫‪ ) 3(3‬زكريا مطلك الدوري‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.160‬‬
‫)*( (‬
‫‪SPACE: Strategic Position and Action Evaluation‬‬
‫‪61‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تقييم تطبيق أدوات التحليل السرتاتيجي يف املؤسسات الصغرية و املتوسطة‬

‫قوة املركز املايل‪ ،‬واملزايا التنافسية املوجودة‪ ،‬كما يطلق عليها أيضا اسم النموذج الرباعي‪ ،‬أو مصفوفة حتديد‬
‫املركز التنافسي وتقييم البدائل‪ ،‬والشكل املوايل يوضح اهليكل العام للمصفوفـة‪.‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)08‬مصفوفــة ‪SPACE‬‬

‫قوة المركز المالي‬


‫إستراتيجيات‬ ‫إستراتيجيات ‪6‬‬
‫اإلستقرار‬ ‫‪5‬‬ ‫هجوميـة‬
‫‪4‬‬
‫‪3‬‬
‫‪2‬‬
‫‪6- 5- 4- 3- 2- -11 2 3 4 5 6‬‬
‫المزايا التنافسية‬ ‫مدى قوة الصناعة‬
‫‪1-‬‬
‫‪ 2-‬إستراتيجيات‬ ‫إستراتيجيات‬
‫‪ 3-‬دفاعيــة‬ ‫تنافسيـة‬
‫‪4-‬‬
‫‪5-‬‬
‫المصدر‪ :‬حممد ‪-‬‬
‫أمحد‪6‬عوض‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‬
‫السوقأعاله فإهنا مقسمة إىل أربعة‬
‫املصفوفة‬ ‫خطوات إعداد مصفوفة ‪ :SPACE‬كما يوضح‬
‫مدىشكل‬
‫استقرار‬

‫إسرتاتيجيات يتم يف ضوئها إختيار جمموعة من البدائل‪ ،‬وهذا بعد معرفة هذه اإلسرتاتيجيات من خالل حتديد‬
‫إحداثيات النقطـة اليت تلخص قيم خمتلف مؤشرات األبعاد األربعة املستعملة يف التحليل‪ ،‬ومتر عملية حتديد‬
‫اإلحداثيات باخلطوات التالية‪:‬‬
‫‪ -‬يتم إختيـار جمموعـة من املتغريات كمؤشـرات للتعـرف على مستوى األبعاد األربعة املستعملة يف عمليـة‬
‫التحليـل‪.‬‬
‫‪ -‬ختصيص قيم ترتاوح من (‪( 1+‬األسوأ) إىل ‪( 6+‬األفضل)) لكل متغري من املتغريات املكونة لبعدي قوة‬
‫املركز املايل ومدى قوة الصناعـة‪.‬‬
‫‪ -‬ختصيص قيم ترتاوح من (‪(1-‬األفضل) إىل ‪( 6-‬األسوأ)) لكل متغري من املتغريات املكونة لبعدي‪ :‬مدى‬
‫استقرار السوق‪ ،‬واملزايا التنافسيـة‪.‬‬
‫‪ -‬حساب متوسط الدرجات لكل متغريات بعد على حدى من خالل مجع القيم املخصصة ملتغريات كل‬
‫بعد‪ ،‬مث قسمتها على عدد املتغريات املكونة لكل بعد من هذه األبعـاد‪.‬‬
‫‪ -‬حتديد فاصلة النقطة من خالل مجع متوسطي متغريات بعدي مدى قوة الصناعة‪ ،‬واملزايا التنافسيـة‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تقييم تطبيق أدوات التحليل السرتاتيجي يف املؤسسات الصغرية و املتوسطة‬

‫‪ -‬حتديد ترتيب النقطة من خالل مجع متوسطي متغريات بعدي قوة املركز املايل‪ ،‬ومدى استقرار السوق‪.‬‬
‫‪ -‬رسم سهم إجتاه من نقطة الصفر إىل إحداثيات النقطة احملددة على املصفوفـة(‪.)1‬‬
‫أما فيما خيص امكانية تطبيق هذه املصفوفة من قبل املؤسسات الصغرية و املتوسطة فهذا يتوقف على‬
‫ندى قدرة املسيريين على اختيار املتغيريات اليت تكون أفضل مؤشرات للتعرف على مستوى األبعاد األربعة ‪،‬وكذا‬
‫توفريأكربقدر ممكن من املعلومات حول هذه املتغيريات ‪ ،‬وتكمن املهمة األصعب أمام املسيريين يف القدرة على‬
‫تقييم هذه املتغييات من األسوأ اىل األفضل بالشكل اجليد ومن مث استكمال باقي اخلطوات اليت متكن من حتديد‬
‫أفضل البدائل االسرتاتيجية باالعتماد على هذه املصفوفة‪.‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬نموذج أثر ربح التسويق اإلستراتيجي ‪:)*(PIMS‬‬
‫يعترب هذا الربنامج كنقابة عاملية تنتمي إليها املؤسسات الراغبة يف مقارنة إختالفات نتائجها‪ ،‬وليس فقط‬
‫مبيعاهتا‪ ،‬ومت وضعه بإقرتاح من شركة جنرال إلكرتيك باإلشرتاك مع جامعة هارفارد لألعمال بداية من‬
‫السبعين ــات‪.‬‬
‫يرتكز هذا النموذج على بنك للمعلومات خيص حوايل ‪ 2000‬نشاط إسرتاتيجي خمتلف ومتتد املالحظـة‬
‫على مدى مخس سنوات وخصت املعلومات ‪ 200‬مؤسسة تابعة ملعهد التخطيط اإلسرتاتيجي واستعملت فيه قائمة‬
‫من ‪ 32‬متغري‪ ،‬حيث أن مثانية متغريات منها تفسر ‪ %80‬من تغريات مردودية األموال املستثمرة وأمههـا‪ :‬معدل منو‬
‫النشاط‪ ،‬احلصة النسبية يف السوق‪ ،‬نوعية املنتوج‪ ،‬كثافة رأس املال‪ ،‬إنتاجية العمالـة(‪.)2‬‬
‫أوال‪ -‬هـدف نمـوذج ‪ :PIMS‬يهدف منوذج ‪ PIMS‬للمعرفة الدقيقة لتأثري كل املتغريات املتعلقة باإلختيار‬
‫اإلسرتاتيجي واليت تتمحور حول بعدين أساسيني خيصان نتائج املؤسسة‪ ،‬مهـا‪:‬‬
‫اهلامـش اإلمجالـي يف التمويـل الذاتـي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مردوديــة األمــوال املستثمـرة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫كما يقيم أداء املؤسسات والوحدات اإلنتاجية التابعة هلا يف ضوء ما حتققه من تدفق نقدي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫حتديد العوامل األساسية واحلرجة لنجـاح املؤسسـة‬ ‫‪-‬‬
‫التحديد الكمي للعوامل اإلسرتاتيجيـة اليت تؤدي إىل إحداث التغريات اإلسرتاتيجية‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫( (‪)1‬‬
‫نادية العارف‪ :‬التخطيط اإلستراتيجي والعولمة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.254-253‬‬
‫)*( (‬
‫‪PIMS: Profit Impact of Market Strategy.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪) ) Henri Duhamel: stratégie et direction de l'entreprise, CLET, Paris, 1986, P67.‬‬
‫‪63‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تقييم تطبيق أدوات التحليل السرتاتيجي يف املؤسسات الصغرية و املتوسطة‬

‫تقييم الوضع التنافسي من خالل املقارنة بني املؤسسة وثالثة أكرب منافسني من حيث‪ :‬احلصة السوقية‪ ،‬اجلودة‬ ‫‪-‬‬
‫النسبية للمنتجات‪ ،‬األسعار واجملهودات التسويقيـة(‪.)1‬‬
‫ثانيا‪ -‬كيفيـة عمـل ‪ :PIMS‬كل املؤسسات املنتمية إىل هذه النقابة تقوم بتزويد بنك املعلومات املخصصة بأكثر‬
‫من مائة معلومة حول كل نشاط إسرتاتيجي ختص الـ‪ 32‬متغري احملددة يف النموذج‪ ،‬وبعد عملية الدراسة والتحليـل‬
‫واملقارنـة مع معلومـات بقية املؤسسات املنتمية يقوم برنامج ‪ PIMS‬بتزويد املؤسسة بأربعة تقارير تتمثل فيما‬
‫يلـي‪:‬‬
‫‪ -1‬تقـرير ‪ :PAR‬يسمح هذا التقرير بتحديد نتائج كل جمال نشاط إسرتاتيجي‪ ،‬ومعيار النجاعة يف جمال‬
‫النشاط اإلسرتاتيجـي‪.‬‬
‫‪ -2‬تقريـر التمييـز‪ :‬هذا التقرير يعمل على تبيان تأثري كل عامل إسرتاتيجي على جناعـة النشاط اإلسرتاتيجـي‪.‬‬
‫‪ -3‬تقرير أفضل اإلستراتيجيات‪ :‬حيث أنه ويف هذا التقرير يزّو د الربنامج ‪ PIMS‬املؤسسة بأفضل بدائل‬
‫إسرتاتيجية ميكنها إستخدامها يف حالة كل جمال نشاط إسرتاتيجي‪.‬‬
‫‪ -4‬تقريـر الحصيلـة‪ :‬الذي يربط ويلخص التقريرين األوليـن(‪.)2‬‬
‫ثالثا‪ -‬ح ــدود ‪ :PIMS‬يقوم النموذج بإختيار جمموعة من العوامل بوضعها يف معادلة للنجاعة تابعة جملموعة‬
‫املتغريات اإلسرتاتيجية اليت يؤثر يف اهلامش اإلمجايل للرأس املايل الذايت‪ ،‬واملردودية للخروج بإسرتاتيجية مناسبة‬
‫لوضعية املؤسسـة‪.‬‬
‫ومن خالل التعرف على أثر املتغريات يتم حتويل ذهن املسريين إىل عوامل الفرصة‪ ،‬وعوامل الشك فيما‬
‫خيص النجاح والفشل‪ ،‬لذا جيب على املسريين أن ال جيهلوا استخدامات النموذج ومسؤولياهتم إجتاهه‪ ،‬وكما‬
‫ذكر سابقا فإن املتغريات اليت يتم دراستها تؤثر بصفة أكثر على املردودية‪ ،‬لذا جيب على املؤسسات ألال تركز‬
‫على املردودية املالية فقط‪ ،‬وال يكون هدفها الوحيد‪ ،‬بل جيب عليها وضع أهداف أخرى‪ :‬كفتح أسواق جديدة‪،‬‬
‫حتسني جودة املنتجات‪ ،‬العمل على اهليمنة على األسواق‪...‬إخل(‪.)1‬‬
‫وفيما خيص املؤسسات الصغرية و املتوسطة فان أغلبها ال تكون هلا عالقة هبذا النموذج ‪ ،‬سواء جلهلها‬
‫بوجود مثل هذه النقابة ‪،‬أو لصعوبة حتديد خمتلف املتغيريات االسرتاتيجية للنموذج وحتديد أثرها‪.‬‬

‫)‪( (1‬‬
‫‪Ahmed Hamadouche: OpCit, P65‬‬
‫)‪( (2‬‬
‫‪Henri Duhamel: Opcit, P 68.‬‬
‫(‬ ‫)‪(1‬‬
‫‪Ahmed Hamadouche: Op.cit, P 68.‬‬
‫‪64‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تقييم تطبيق أدوات التحليل السرتاتيجي يف املؤسسات الصغرية و املتوسطة‬

‫المبحث الثاني‪ :‬نماذج تحليل محفظـة األعمـال‬


‫متثل مناذج حتليل حمفظة األعمال من األدوات األساسية اليت تساعد مسريي املؤسسات يف الكشف عن‬
‫نقاط القوة والضعف يف أداء أعمال املؤسسة املختلفة‪ ،‬وتقومي حمفظة األعمال فيما إذا كانت مالئمة كما هو‬
‫متوقع يف املدى الطويل ومدى مسامهتها يف حتقيق أهداف املؤسسة‪ ،‬وتشري معظم األحباث يف اجملال اإلسرتاتيجي‬
‫أن أكثر من ‪ %50‬من املؤسسات العاملية تعتمد على هذه النماذج عند إختاذ القرار اإلسرتاتيجي وهناك عدة‬
‫مصفوفات متعارف عليها دولّيا متكن من حتليل أداء املؤسسات وتقومي البدائل اإلسرتاتيجية املتاحة من أجل‬
‫إختيار أفضل تلك البدائل اليت تتالءم وحميط املؤسسة‪ ،‬وتتمثل أهم هذه النماذج فيما يلـي‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬نمـوج مصفوفـة ‪:)*(BCG‬‬
‫يعترب من أقدم أدوات التحليل اإلسرتاتيجي‪ ،‬ومن أشهر مناذج حتليل حمفظة األعمال‪ ،‬أقرتح من طرف‬
‫مكتب إستشاري أمريكي يدعى مجاعة بوسطن اإلستشارية يف هناية الستينات‪ ،‬يقوم بتقييم وحدات األعمال‬
‫اإلسرتاتيجية ومنتجات املؤسسة وذلك بناًء على املركز التنافسي لكل منتج يف السوق ومعدل النمو مما يؤدي إىل‬
‫إجياد درجة من التوازن بني منتجاهتا املختلفة حىت ميكنها حتقيق األداء األمثل يف املدى الطويل(‪.)1‬‬
‫أوال‪ -‬بنيـة مصفوفـة ‪ :BCG‬يقوم بناء مصفوفة ‪ BCG‬على متغريين أساسيني أحدمها يتمثل على احملور األفقي‪،‬‬
‫واآلخر على احملور العمودي لتتكون املصفوفة من أربع خانات كل خانة متثل موقف إسرتاتيجي معني‪ ،‬ويتمثل‬
‫املتغريين فيما يلي‪:‬‬
‫مـعدل نمـو السـوق‪ :‬والذي يقيس جاذبية كل جمال نشاط إسرتاتيجي ‪ )**(DAS‬للمؤسسة‪ ،‬وميثل على احملور‬ ‫‪-‬‬
‫العمودي‪ ،‬ويقاس بالعالقة التاليـة‪:‬‬
‫إجمالي مبيعات الصناعة (سنة ‪ – )h+1‬إجمالي مبيعات الصناعة (سنة‪)h‬‬
‫معدل نمو السوق =‬
‫إجمالـي مبيعـات الصناعة (سنة‪)h‬‬
‫حصة السوق النسبية‪ :‬تقيس الوضعية التنافسية للمؤسسة يف كل ‪ DAS‬مقارنة مع أكرب املنافسني‪ ،‬وميثل‬ ‫‪-‬‬
‫على احملور األفقي‪ ،‬ويقاس بالعالقة التالية‪:‬‬

‫)*( (‬
‫جماعة بوسطن اإلستشارية ‪BCG: Boston Consulting Group‬‬
‫‪Yves Chirouze: le marketing stratégique, ellipses, Paris, 1995, P 22.‬‬
‫حصة السوق النسبية =‬
‫)‪(1‬‬

‫)**(‬
‫مجال النشاط اإلستراتيجي ‪DAS: Domaine d'Activité Stratégique‬‬
‫‪65‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تقييم تطبيق أدوات التحليل السرتاتيجي يف املؤسسات الصغرية و املتوسطة‬

‫مبيعات وحدة النشاط اإلستراتيجي للمؤسسـة‬


‫مبيعات وحدة النشاط اإلستراتيجي ألكبر المنافسين‬
‫ويشري مفهوم جمال النشاط اإلسرتاتيجي ‪ DAS‬إىل أي مركز رحبية داخل املؤسسة يقوم بإنتاج وتسويق‬
‫منتوج أو جمموعة منتجات مرتابطة وختدم جمموعة معينة من العمالء‪ ،‬وتتعامل مع عدد معني من املنافسني وهي‬
‫أصغر وحدة داخل املؤسسة ميكن إجراء ختطيط إسرتاتيجي هلـا(‪.)1‬‬
‫والشكل املوايل يوضح اهليكل العام ملصفوفة ‪.BCG‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)09‬مصفوفــة ‪BCG‬‬

‫النجــوم‪:‬‬ ‫عالمات اإلستفهـام‪:‬‬ ‫مرتفع‬


‫يساهم يف النمو‪ ،‬لكن حيتاج إىل يسـاهم يف النمـو‪ ،‬وله متويل ذايت‬ ‫معدل‬
‫سيولــة‬ ‫منـو‬
‫البقــرة احلـلوب‪:‬‬ ‫األوزان امليتـة‪:‬‬ ‫السوق‬
‫يساهم بدرجة ضئيلة يف النمو‪،‬‬ ‫ال يساهم ال يف النمو وال يف‬
‫ولكـن يدر سيولة كبرية‬ ‫األرباح‬ ‫منخفض‬
‫مرتفعة‬ ‫حصة السوق النسبية‬ ‫منخفضة‬
‫‪Source: Abdallah Boughaba: analyse et évaluation de projets, Berti édition,‬‬
‫‪France, 1998, P128.‬‬
‫وإلستخدام مصفوفة ‪ BCG‬فإنه البد من إتباع اخلطوات التاليـة‪:‬‬
‫حساب معدل منو السوق بالنسبة لـ‪ DAS‬ملؤسسـة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫حساب حصة السوق النسبية لـ‪ DAS‬املؤسسة مقارنة بأكرب منافس‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫حتديد نسبة مبيعات املؤسسة من كل ‪ DAS‬إىل إمجايل مبيعات املؤسسة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫رسم موقع كل ‪ DAS‬داخل خانات املصفوفة باستخدام إحداثيات (حصة السوق النسبية‪ ،‬معدل منو‬ ‫‪-‬‬
‫السوق)‪.‬‬
‫حتديد حجم الدوائر املرسومة على أساس طول قطر الدائرة (‪ )d‬والذي يعرب عن احلجم النسيب من رقم‬ ‫‪-‬‬
‫‪d = ½n‬‬ ‫األعمال (‪ )n‬حيث‪:‬‬

‫)‪( (1‬‬
‫‪Tugrul Atmmir,Roland Calori: diagnostic et décision stratégique, Dunod édition, Paris, 1998, P 183.‬‬
‫‪66‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تقييم تطبيق أدوات التحليل السرتاتيجي يف املؤسسات الصغرية و املتوسطة‬

‫بعد رسم الدوائر يتحدد موقع كل ‪ DAS‬داخل خانة من اخلانات األربع ليعرب عن موقف املؤسسة بالنسبة لـ‬ ‫‪-‬‬
‫‪ ،DAS‬والشكل املوايل ميثل متوقع جمموعة من ‪ DAS‬على مصفوفة ‪.)BCG(1‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)10‬متوقع جمموعة ‪ DAS‬مؤسسة على مصفوفة ‪BCG‬‬

‫‪20%‬‬
‫‪18%‬‬ ‫النجوم‬ ‫عالمات اإلستفهام‬
‫‪DAS2‬‬ ‫‪DAS1‬‬
‫‪16%‬‬
‫‪14%‬‬
‫‪%12‬‬ ‫‪DAS5‬‬ ‫معدل‬
‫‪%10‬‬ ‫البقرة الحلوب‬ ‫األوزان الميتة‬ ‫نمـو‬
‫‪%08‬‬ ‫‪DAS3‬‬ ‫‪DAS4‬‬ ‫السوق‬
‫‪06%‬‬
‫‪04%‬‬
‫‪02%‬‬
‫‪00%‬‬ ‫المصدر‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.296‬‬
‫‪10 9 8 7 6 5 4 3 2 1 0.9 0.8 0.7 0.6 0.5 0.4 0.3 0.2 0.1 0‬‬
‫املالئمة‬ ‫مصفوفة ‪ BCG‬يف اختيار اإلسرتاتيجية‬ ‫المضامين اإلستراتيجية لمصفوفة ‪:BCG‬‬
‫حصةتساهم‬
‫السوق النسبية‬ ‫ثانيا‪-‬‬
‫للمؤسسة يف ظل موقفها اإلسرتاتيجي بالنسبة ملختلف وحدات النشاط باحملفظة‪ ،‬وفق هذه املصفوفة يتم توزيعها‬
‫إىل أربع جماميع وهي‪:‬‬
‫‪ -1‬منطقة عالمات اإلستفهـام‪ :‬املنتجات اليت تكون يف هذا املوقف متتاز حبصة سوق نسبية منخفضة‪ ،‬ومعدل‬
‫منو السوق مرتفعة حتتاج إىل مصادر مالية كافية لدعم هذه احلصة‪ ،‬وتطويرها من أجل إيصاهلا إىل مرحلة‬
‫النجومية‪ ،‬حيث أن عالمات اإلستفهام متثل تقدمي املنتجات اجلديدة إىل األسواق ذات معدالت النمو‬
‫املرتفعة‪ ،‬وتعد هذه املرحلة من املراحل احلرجة واهلامة‪ ،‬واليت تتطلب من املسريين دراسة وحتليًال مستمر من‬
‫أجل إيصاهلا إىل مركز النجومية‪ ،‬وحذف املنتجات اليت ال تستطيع الصمود يف السوق‪ ،‬ومل تستطع تلبية‬
‫حاجات ورغبات املستهلكني‪ ،‬وال تتمكن من الوصول إىل مرحلة النجومية‪ ،‬وتتميز هذه املرحلة بعدم معرفة‬
‫املستهلك للمنتج مما يطلب جهود إعالنية تعريفية وإشهارية مكثفة لكي يتعرف املستهلك على املنتج‪ ،‬وأن‬
‫إنتاج كميات كبرية وضخها يف السوق تعترب جمازفة بالنسبة للمؤسسات لذلك يكون اإلنتاج حمدود‪ ،‬ويتم‬
‫تقدمي كميات حمدودة ويف نقاط خمتارة‪ ،‬لكي يتمكن املسريون من متابعة سري املنتج يف السوق(‪.)1‬‬

‫( (‪ )1‬نبيل محمد المرسي‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.295 – 292‬‬


‫( (‪ )1‬ردينة عثمان حسين‪ :‬االتجاهات الكمية و الحديثة في التسويق‪،‬دار زهران‪،‬عمان‪، 2000،‬ص ص ‪.177 – 176‬‬
‫‪67‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تقييم تطبيق أدوات التحليل السرتاتيجي يف املؤسسات الصغرية و املتوسطة‬

‫فاملؤسسة ويف هذا املوقف ميكنها إتباع إسرتاتيجية الرتكيز مما يساعدها على ختطي موقف اإلخنفاض يف‬
‫حصتها‪ ،‬وحماولة اإلستفادة من معدل منو السوق‪ ،‬كما ميكنها اتباع أي من إسرتاتيجيات النمو والتوسع‪،‬‬
‫كما أن إمكانياهتا ال تتيح هلا إال اتباع إسرتاتيجية اإلنكماش(‪.)2‬‬
‫‪ -2‬منطقـة النجـوم‪ :‬املنتجات يف هذا املوقف تكون ذات معدل منو سوقي عايل‪ ،‬وحصة سوق نسبية عالية‪ ،‬مما‬
‫يعين كرب حصتها السوقية‪ ،‬بل ميكن أن تكون هلا مركز القيادة لغريها من املنافسني‪ ،‬كما أن معدل النمو‬
‫يتسم بالزيادة لإلقبال املستمر على منتجاهتا‪ ،‬وقبوهلا لدى املستهلكني‪ ،‬وجيب على املؤسسة يف ظل هذه‬
‫الظروف إتباع اسرتاتيجيات النمو والتوسع‪ ،‬فلكي حتافظ على الزيادة تعمل على زيادة إستثماراهتا‪ ،‬فإذا‬
‫توقفت عن اإلستمرار يف النمو والتوسع ستفقد مركزها الريادي رغم التدفق النقدي الكبري‪ ،‬فاإلتفاق على‬
‫البحوث والتطوير واستمرار الرتويج وحماولة ختفيض التكاليـف(‪.)3‬‬
‫‪ -3‬منطقـة البقـرة الحلوب‪ :‬املنتجات يف هذا املوقف تكون حصتها السوقية النسبية مرتفعة‪ ،‬والتدفقات النقدية‬
‫تزيد عن احتياجاهتا‪ ،‬واألرباح إضافية‪ ،‬والفائض يستخدم لتدعيم مركزها التنافسي‪ ،‬حيث متتاز مبعدل منو‬
‫سوقي منخفض واملنافسة شديدة‪ ،‬وتكون دورة حياة املنتج يف مرحلة النضج‪ ،‬فعلى املسريين أن يكونوا‬
‫واعني خبطورة هذه املرحلة‪ ،‬فاملنتجات اليت ال تدعم بشكل جيد يف هذه املرحلة فسوف تبدأ بالرتاجع إذ‬
‫جيب معاجلة ذلك من خالل األنشطة التسويقية الالزمة فإن مل يتم تدعيمها فسوف تنتقل إىل مرحلة خطرة‪،‬‬
‫وهي مرحلة األوزان امليتة(‪ ،)4‬مما يتطلب اتباع إسرتاتيجية التنويع املرتبط وغري املرتبط‪ ،‬والبحث عن‬
‫اإلسرتاتيجية املناسبة من بني إسرتاتيجيات النمو والتوسع األخرى(‪.)5‬‬
‫‪ -4‬منطقة األوزان الميتـة‪ :‬املنتجات يف هذا املوقف تتميز حبصة سوقية نسبية منخفضة‪ ،‬ومعدل منو سوقي‬
‫ضعيف قد حتتاج إىل كميات من اإلستثمارات النقدية لتحسني معدل منوها وحصتها السوقية حيث يعزف‬
‫الزبائن عن منتجاهتا‪ ،‬واليت تقابل مرحلة التدهور يف دورة حياة املنتج‪ ،‬وهذا لوجود منتجات منافسة أو خلل‬
‫فـي السياسـة التسعريية‪ ،‬أو لعدم مواكبة املنتجات للتغريات احلاصلة يف حاجات ورغبات املستهلكني وتطـور‬
‫أذواقهـم‪.‬‬

‫( (‪ )2‬عبد الحميد عبد الفتاح المغربي‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.185‬‬


‫( (‪ )3‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.184‬‬
‫( (‪ )4‬ردينة عثمان حسين‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.188‬‬
‫( (‪ )5‬عبد الحميد عبد الفتاح المغربي‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.185‬‬
‫‪68‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تقييم تطبيق أدوات التحليل السرتاتيجي يف املؤسسات الصغرية و املتوسطة‬

‫واملؤسسة يف مثل هذه املواقف عادة تلجـأ إىل إتباع إسرتاتيجية دفاعية بأي شكل من أشكاهلا املتعددة(‪.)1‬‬
‫واجلدول املوايل يلخص املضامني اإلسرتاتيجية ملصفوفة ‪.BCG‬‬
‫الجدول رقم (‪ :)05‬ملخص املضامني اإلسرتاتيجية ملصفوفة ‪BCG‬‬
‫اإلستثمارات‬
‫صافي تدفق نقدي‬ ‫ربحية النشـاط‬ ‫اإلستراتيجيـة‬ ‫تصنـيف ‪DAS‬‬
‫المطلوبة‬
‫قريب من ‪ 0‬أو سالب‬ ‫كبيــرة‬ ‫مرتفعــة‬ ‫اإلحتفاظ باحلصة أو زيادهتا‬ ‫النجــوم‬
‫موجب بدرجة عالية‬ ‫صغيــرة‬ ‫مرتفعــة‬ ‫اإلحتفــاظ باحلصـة‬ ‫البقرة احللوب‬
‫سالبة بدرجة عالية‬ ‫كبرية جـدا‬ ‫ال توجد أو سالبة‬ ‫زيـادة احلصـة‬
‫عالمات اإلستفهام‬
‫موجب ــة‬ ‫ال توجــد‬ ‫منخفضة أو سالبة‬ ‫اإلستبــعاد‬
‫موجــب‬ ‫ال توجــد‬ ‫منخفضة ‪ /‬سالبة‬ ‫التخــلي‬ ‫األوزان امليتـة‬
‫المصـدر‪ :‬نبيل حممد املرسي‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.291‬‬

‫بالنظر إىل ما ذكر سابقا ميكن أن يتوضح شكلني من سيناريوهات حلركة جماالت النشاط االسرتاتيجي‬
‫داخل مصفوفة ‪ ،BCG‬حيث أن الشكل األول سيناريو النجاح‪ ،‬وأما الثاين فهو سيناريو الفشل وتكون حركة‬
‫سيناريو النجاح عكس عقارب الساعة‪ ،‬وهذا ما يوضحه الشكل املوايل‪.‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)11‬سيناريوهات حركة ‪ DAS‬يف مصفوفة ‪BCG‬‬

‫سينـاريو الفشـل‬ ‫سيناريـو النجـاح‬


‫عالمات‬ ‫عالمات‬
‫النجوم‬ ‫اإلستفهام‬ ‫النجوم‬ ‫اإلستفهام‬

‫البقـرة‬ ‫األوزان‬ ‫البقـرة‬ ‫األوزان‬


‫الميتة‬
‫‪Garibaldi:‬الحلوب‬ ‫الحلوب‬ ‫الميتة‬
‫‪Source: Gérard‬‬ ‫‪L'analyse stratégique, éditions d'organisation,‬‬ ‫‪France,‬‬
‫‪2002, P 276.‬‬
‫كما جيب اإلشارة إىل أنه ليس باألمر اهلني حتريك جمال النشاط إىل وضع مريح يصعب حتديد وبدقة‬
‫حجم رأس املال الالزم لذلك من أجل سد تكاليف زيادة حصتها السوقية‪ ،‬والتقدير اجليد للوضع املستقبلي‪ ،‬مما‬
‫جيعل أحياًنا باملؤسسات إىل العجز املايل وأحيانا اإلنسحاب والتخلي‪.‬‬
‫ثالثا‪ -‬العالقة بين نموذج مصفوفة ‪ BCG‬ودورة حياة المنتج‪ :‬بالنظر إىل منوذج مصفوفة ‪ ،BCG‬فهناك‬
‫تدرًج ا منطقيا يتعلق مبنتجات املؤسسة وهذا التدرج ناجم عن دورة حياة املنتج‪ ،‬فالبداية الطبيعية للمنتوج تكون‬
‫يف منطقة عالمات اإلستفهام مث ينتقل إىل منطقة النجـوم مث إىل منطقـة البقـرة الحلوب مث أخريًا إىل منطقة‬

‫( (‪)1‬‬
‫ردينة عثمان حسن‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.188‬‬
‫‪69‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تقييم تطبيق أدوات التحليل السرتاتيجي يف املؤسسات الصغرية و املتوسطة‬

‫األوزان الميتة الذي حيمل ويشري إىل عالمة اخلطـر‪ .‬فاملنتوج يف مرحلة التقدمي غالًبا ما يربط مبعدل منو سوقي‬
‫يتسم باإلرتفاع وإن كان املركز التنافسي مازال منخفًص ا‪ ،‬حيث مازالت املؤسسة تتحسس خطواهتا األوىل يف‬
‫السوق‪.‬‬
‫ويف الغالب فإن املنتوج سيتحرك إىل موقف النجوم حبيث يتزايد معدل منوه ارتفاًعا وتنمو معه احلصة‬
‫السوقية‪ ،‬ويتوطد مركزها التنافسي‪ ،‬وعادة ما حيدث ذلك يف مرحلة النمو من دورة حياة املنتج اليت تنتشر فيها‬
‫منتجات املؤسسة وتزيد االستثمارات فيها‪ ،‬وتزيد مبيعاهتا وأرباحهـا‪.‬‬
‫ويف مرحلة النضج فاملنتجات تتنقل من منطقة النجوم إىل منطقة البقرة احللوب اليت تتسم مبعدل منو‬
‫منخفض‪ ،‬مع ذلك تستمر املؤسسة نسبّيا يف احملافظة على مركزها التنافسي ودعمـه‪.‬‬
‫أما يف املرحلة األخرية ومرحلة التدهور اليت تتم بإخنفاض املبيعات ينتقل املنتوج من منطقة البقرة احللوب‬
‫إىل منطقة األوزان امليتة‪ ،‬ويعين ذلك إخنفاض معدل منو السوق إىل جانب اخنفاض احلصة السوقية للمؤسسة‪،‬‬
‫وتدهور مركزها املايل‪ ،‬لذا عليها السعي حىت ال تصل منتجاهتا ملثل هذه املرحلـة(‪ .)1‬والشكل املوايل يوضح العالقة‬
‫بني منوذج مصفوفة ‪ BCG‬ودورة حياة املنتج‪.‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)12‬عالقة منوذج مصفوفة ‪ BCG‬ودورة حياة املنتج‬
‫مبيعات‬ ‫عالمات‬
‫النجوم‬ ‫اإلستفهام‬
‫(مرحلة‬ ‫(مرحلة‬
‫النمو)‬ ‫اإلنطالق)‬
‫عالمات‬ ‫النجوم‬ ‫األوزان البقرة‬
‫البقـرة‬ ‫األوزان‬
‫االستفهام‬ ‫احللوب‬ ‫امليتة‬ ‫الحلوب‬ ‫الميتة‬
‫إنطالقة‬ ‫منـو‬ ‫نضج‬ ‫تدهور‬ ‫الزمن‬ ‫(مرحلة‬ ‫(مرحلة‬
‫النضج)‬ ‫التدهور)‬
‫المصدر‪ :‬مرجـع سابق‪ ،‬ص ‪.188‬‬
‫رابعا‪ -‬تقييـم نموذج مصفوفة ‪ :BCG‬إن إحدى جوانب القوة الرئيسية يف النموذج هو قدرة املؤسسة على‬
‫تصنيف كل الـ‪ DAS‬هبا على خريطة واحدة ومقارنتها من زاوية درجة املسامهة اليت حيققها كل واحد للمؤسسة‪،‬‬
‫مما ميكنها من اختيار إسرتاتيجية مالئمة لكل منهـا(‪.)1‬‬

‫( (‪ )1‬عبد الحميد عبد الفتاح المغربي‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.187- 186‬‬
‫( (‪ )1‬كاظم نزار الركابي‪ :‬اإلدارة اإلستراتيجية‪ ،‬العولمة والمنافسة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار وائل للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪،‬‬
‫‪ ،2004‬ص ‪.212‬‬
‫‪70‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تقييم تطبيق أدوات التحليل السرتاتيجي يف املؤسسات الصغرية و املتوسطة‬

‫يسمح النموذج من التأكد ما إذا كان تدفق األموال الناجتة عن بعض األنشطة يعوض احلاجات احملددة يف‬ ‫‪-‬‬
‫أماكــن أخــرى‪.‬‬
‫يسمح مـن مراقبة ما إذا كان هناك نشاطات جديدة تستطيع أن تعوض النشاطات املتجهة حنو الركود‬ ‫‪-‬‬
‫والتدهــور‪.‬‬
‫ميكن استخدام النموذج يف حميط متوسع أو ثابت أو حىت غري مؤكـد‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تعترب ذات اعتبارات مالية جد مندجمة يف التحليل‪ ،‬وتظهر يف الواقع بشكل واضح أن جناح املؤسسة يتوقف‬ ‫‪-‬‬
‫علـى اجتاههـا يف البحـث عن الفـرص املفيـدة وعلى قدراتـها على حتديد توازن بني أنشطتها اليت تقـدم وتنتج‬
‫سيوالت(‪.)2‬‬
‫ومن أهم اإلنتقادات اليت وجهت إىل هذا النموذج‪:‬‬
‫استخدام معايري اإلرتفاع واإلخنفاض للوصول إىل أربع خانات ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫العالقة بني احلصة السوقية والربح ليست بالضرورة قوية‪ ،‬فمن املمكن أن تكون األنشطة ذات احلصة السوقية‬ ‫‪-‬‬
‫املنخفضة مرحبة أكثر‪ ،‬والعكـس‪.‬‬
‫قد ال تكون األسواق ذات معدل النمو املرتفع دائًم ـا األفضل‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫هتتـم فقـط بـ‪ DAS‬وعالقتـه مبنافـس واحـد كـأن يكـون قائد السـوق وهتمـل املنافسيـن اآلخريـن ذوي النمـو‬ ‫‪-‬‬
‫السريـع‪.‬‬
‫معدل النمو ليس إال عنصًر ا واحًد ا فقط يف املوقف التنافسي ككـل(‪.)3‬‬ ‫‪-‬‬
‫أما فيما خيص امكانية تطبيق هذه املصفوفة من قبل املؤسسات الصغرية واملتوسطة فهذا يتوقف على‬
‫مدى توافر املعلومات اخلاصة ببعدي بناء املصفوفة سواء بعد معدل منو السوق‪،‬أو بعد حصة السوق النسبية‬
‫ويصعب األمر خاصة يف البعد الثاين الذي يرتبط مببيعات أكرب املنافسني باعتبارها يف أغلب االحياب من‬
‫املعطيات السرية اليت ال ميكن التصريح هبا اال ان البعد االول هناكامكانية أكرب ملعرفته من خالل توافر أرقام‬
‫حول مبيعات الصناعة يف كل سنة لبعض املنتجات واليت توفرها التقارير احلكوميةعادة‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬نموذج مصفوفــة ‪:McKinsey‬‬

‫( (‪ )2‬ناصر دادي عدون‪ :‬اإلدارة والتخطيط اإلستراتيجي‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،2001 ،‬ص ‪.108‬‬
‫( (‪ )3‬كاظم نزار الركابي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.212‬‬
‫‪71‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تقييم تطبيق أدوات التحليل السرتاتيجي يف املؤسسات الصغرية و املتوسطة‬

‫منوذج ‪( McKinsey‬ماكينزي) من أدوات التحليل اإلسرتاتيجي مت اقرتاحه من طرف مكتب‬


‫(*)‬
‫اإلستشارات ماكينزي التابع لشركة جنرال إلكرتيك الذي يسمى أحياًنا عليها أي منوذج جنرال إلكرتيك ‪GE‬‬

‫خالل السنوات األوىل للسبعينـات‪.‬‬


‫ويعترب هذا النموذج كيفّيا‪ ،‬فهو يدمج متغريات تقييم نوعية للمؤسسة على عكس منوذج ‪ BCG‬الذي‬
‫يعترب كميا‪ ،‬ويركز هذا النموذج يف تقييمه على بعدين أساسيني(‪.)1‬‬
‫أوال‪ -‬بنيـة مصفوفـة ‪ :McKinsey‬تقوم املصفوفة على بعدين أساسيني ميثل كل بعد حموًر ا من احملورين كما‬
‫يلي‪:‬‬
‫المحـور العمودي‪ :‬ويتم عليه متثيل بعد الوضعية التنافسية وتقاس بدرجة التحكم يف عوامل النجاح من‬ ‫‪-‬‬
‫طرف املؤسسة بشكل أفضل من منافسيها يف الصناعة‪ ،‬واليت تشري إىل مدى قوة املؤسسة بالنسبة لوحدة‬
‫النشاط اإلسرتاتيجي ‪ DAS‬موضع التحليل‪ ،‬واليت تتكون من العوامل الرئيسية للنجاح املايل والتنافسي‬
‫(عوامل خاصة بالتكنولوجيا‪ ،‬اإلنتاج‪ ،‬التوزيع‪ ،‬التسويق‪...‬إخل) كما أن هذه العوامل ختتلف من صناعة‬
‫ألخرى‪ ،‬وتتغري عرب الزمن داخل الصناعة الواحدة‪ ،‬كما أن هذه العوامل تشمل أنواًعا معينة من املهارات‪،‬‬
‫وجوانب التمييز‪ ،‬والكفاءة املطلوبة إلنشاء ميزة تنافسية‪ ،‬وبعض اجلوانب الوظيفية(‪ ،)2‬وتصنف من قوية إىل‬
‫ضعيفـة‪.‬‬
‫المحـور األفقـي‪ :‬ويتم عليه متثيل بعد جاذبية النشاط وال توجد قائمة منطية ملتغريات قياس جاذبية جمال‬ ‫‪-‬‬
‫النشاط اإلسرتاتيجي ‪ ،DAS‬بل ترجع إىل تصورات املسريين إجتاه النشاط واألهداف املرجوة من جمال‬
‫النشاط‪ ،‬ويتم تصنيفها من قوية إىل ضعيفة‪ ،‬ومن بني أهم متغريات جاذبية النشاط مايلي‪:‬‬
‫عوامل السوق‪ :‬وتتمثل أهم هذه العوامل فيما يلي‪:‬نسبة منو السوق من حيث احلجم واملنافسني‪/‬مرحلـة‬
‫النضـج‪/‬بنية وترتيب احلصص السوقيـة‪/‬موارد التميــز‪/‬الطلـب املومسـي‪/‬مرونة الطلب بالنسبة للسعـر‪.‬‬
‫عوامل تكنولوجيـة‪ :‬وتتمثل أهم هذه العوامل فيما يلي‪:‬اإلستقرار التكنولوجـي‪/‬مصدر القيمـة املضافـة‪/‬‬
‫هامش أرباح اإلنتاجيـة‪/‬احلركـة التكنولوجيـة‪/‬درجة اإلنفتاح التكنولوجي (التطبيقات اجلديدة)‪.‬‬
‫عوامل صناعيـة‪ :‬وتتمثل أهم هذه العوامل فيما يلي‪:‬اقتصاديــات احلجــم‪/‬حواجــز الدخـول‪/‬‬

‫)*(‬
‫جنرال إلكتريك ‪G E: Générale Eléctric.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫‪Kamel Hamdi: comment diagnostiquer et redresser une entreprise, édition Rissala, Alger, 1995, P98.‬‬
‫)‪( (2‬‬
‫‪Gerard Garibaldi: Op.cit, P197.‬‬
‫‪72‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تقييم تطبيق أدوات التحليل السرتاتيجي يف املؤسسات الصغرية و املتوسطة‬

‫خماطـر املنتجات البديلـة‪/‬ح ــدة املنافســة‪/‬حواجــز اخلــروج‪/‬القدرة التفاوضية للعمـالء‪/‬القـدرة التنافسية‬


‫للمورديــن‪.‬‬
‫العوامل االقتصادية واالجتماعية‪ :‬وتتمثل أمههـا فيما يلي‪:‬ضغوطـات تدرجييـة لتكاليف عوامل اإلنتاج‪/‬‬
‫التضخـم يف االقتصــاد‪/‬التــوازن النقــدي‪/‬ضغوطـات النقابــات‪/‬تثمني املـوارد البشريــة‪.‬‬
‫العوامل القانونيـة‪ :‬وتتمثل أمههـا ميا يلي‪:‬اإلجراءات اإلداريـة‪/‬الضرائب والرسـوم‪/‬قوانني التجارة‬
‫اخلارجيـة‪/‬مقاييس اإلنتاج واجلــودة‪.‬‬
‫عوامل أخرى‪ :‬وميكن أن تتمثل فيما يلي‪:‬تقسيم التكاليف مع أنشطة أخرى‪/‬تقسيم العالمـة‬
‫والرمــوز‪/‬تثميـن املعـارف واخلربات التقنيـة‪/‬تثمني املعارف واخلربات التجاريـة(‪.)1‬‬
‫والشكل املوايل يبني البنية العامة ملصفوفة ‪.McKinsey‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)13‬البنية العامة ملصفوفة ‪McKinsey‬‬
‫جاذبية النشاط‬

‫ضعيفة‬ ‫متوسطة‬ ‫قويـة‬


‫قويـة‬
‫الوضعية التنافسية‬

‫متوسطة‬
‫ضعيفة‬
‫‪Source: Armand Dayan: Op.cit, P113‬‬
‫ثانيا‪ -‬المضامين اإلستراتيجية لمصفوفة ‪ :McKinsey‬يتضح من الشكل أعاله أن مصفوفة ‪McKinsey‬‬

‫من خالل نقاط حموريها حسب قوة وضعف كل بعد فهي تتكون من ثالث مناطق رئيسية تشرتك اخلانات الثالثة‬
‫لكل منطقة يف اسرتاتيجيات معينة كما يلي‪:‬‬
‫المنطقة األولى‪:‬وتظم هذه املنطقة األنشطة اليت تتميز جباذبية قوية ومتوسطة‪ ،‬وكذا وضعية تنافسية قوية‬
‫ومتوسطة فتنصح املؤسسة بزيادة حجم إنفاقها‪ ،‬واإلستثمار أكثر يف هذه األنشطة‪ ،‬وتعد اإلسرتاتيجيات املناسبة‬
‫ألنشطة النجوم الساطعة يف مصفوفة ‪ ،BCG‬ومنها إسرتاتيجيات النمو والتوسـع‪.‬‬
‫المنطقة الثانية‪:‬وتظم األنشطة اليت ينبغي أن تأخذ املؤسسة إجتاهها موقف اجلذر‪ ،‬فإذا توافرت بعض املوارد‬
‫للمؤسسة فيمكن هلا أن تنفقها على رفع قيمة وتنمية وتطوير بعض األنشطة الواقعة هبا مع إختاذ احلذر حنوهـا‪،‬‬
‫)‪( (1‬‬
‫‪Kamel Hamdi: Op. cit, P99‬‬
‫‪73‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تقييم تطبيق أدوات التحليل السرتاتيجي يف املؤسسات الصغرية و املتوسطة‬

‫وهذه األنشطة تقابل األنشطة اليت توجد يف خانة عالمة اإلستفهام يف مصفوفة ‪ ،BCG‬وإذا مل ترغب املؤسسة يف‬
‫إنفاق املوارد على هذه األنشطة فإهنا تتهج بعض اإلسرتاتيجيات الدفاعيـة‪.‬‬
‫المنطقة الثالثة‪:‬وتظم األنشطة ذات الدرجة الضعيفة يف أحد البعدين ومتوسطة يف البعد الثاين أو ضعيفة يف‬
‫البعدين مًعا‪ ،‬وال تنصح املؤسسة بزيادة اإلنفاق عليها‪ ،‬ومثل هذه األنشطة متثل نفس األنشطة اليت تقع يف مربع‬
‫البقرة احللوب‪ ،‬وخاصة اليت يف مرحلة متأخرة من هذه املرحلة من مصفوفة ‪ ،BCG‬وعادة يتم إدارة هذه‬
‫األنشطة باتباع اإلسرتاتيجيات اليت تؤدي إىل زيادة العائد منها مع درجة حمدودة جًّدا من اإلنفاق‪ ،‬ومنها‬
‫إسرتاتيجيات اإلستقرار مث التحول إىل إسرتاتيجية التخلص من النشاط‪ ،‬أو التصفيـة(‪.)1‬‬
‫والشكل املوايل يوضح بعض املضامني اإلسرتاتيجية هلذه املصفوفــة‪.‬‬

‫( (‪)1‬‬
‫إسماعيل محمد السيد‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.283 -282‬‬
‫‪74‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تقييم تطبيق أدوات التحليل السرتاتيجي يف املؤسسات الصغرية و املتوسطة‬

‫الشكل رقم(‪:)14‬بعض املضامني اإلسرتاتيجيـة ملصفوفــة ‪McKinsey‬‬

‫جاذبيــة النشــاط‬
‫الوضعيـة التنافسيـة‬

‫‪Source: Philip Kotler: Op.cit, P109‬‬


‫ثالثا‪ -‬خطوات إعداد مصفوفة ‪ :McKinsey‬يتم إعداد مصفوفة ‪ McKinsey‬ألي جمال نشاط إسرتاتيجي‬
‫كما يلي‪:‬‬
‫حتديد الوزن النسيب لـ‪ DAS‬من إمجايل رقم أعمال املؤسسة والذي حيدد قطر الدائرة (‪ )d‬حيث أن‪:‬‬ ‫‪)1‬‬

‫كما =هو‪d‬احلال يف مصفوفـة‪.BCG‬‬


‫‪½ n‬‬

‫حتديد قوة جاذبية النشاط من خالل ما يلي‪:‬‬ ‫‪)2‬‬

‫حتديد متغريات جاذبية النشـاط‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫يتم تقييم متغريات جاذبية النشاط عرب بعدين مها‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫أمهيــة املتغري يف النشـاط‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫التقييم احلالـي للمتغيـر‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ويتم التقييم لكل من البعدين ولكل متغري باستخدام مقياس يرتاوح بني ‪ 01‬و‪ 09‬درجات لكل متغري‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تقييم تطبيق أدوات التحليل السرتاتيجي يف املؤسسات الصغرية و املتوسطة‬

‫حساب قوة املؤسسة يف املتغري حبيث‪:‬‬ ‫‪-‬‬


‫قوة المؤسسة في المتغير = أهمية المتغير × قيمة وضعه الحالـي‬
‫وحيكم على جاذبية النشاط للمؤسسة جيمع قوة املؤسسة يف مجيع املتغريات‪ ،‬ويكون احلكم بإتباع السلم التايل‪:‬‬
‫إذا كان جمموع من ‪ 250‬درجة فأكرب جاذبية النشاط قوية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫إذا كان اجملموع من ‪ 150‬إىل ‪ 249‬درجة جاذبية النشاط متوسطة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫إذا كان اجملموع أقل من ‪ 150‬درجة جاذبية النشاط ضعيفة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫حتديد قوة الوضعية التنافسية من خالل مايلي‪:‬‬ ‫‪)3‬‬

‫حتديد متغريات الوضعية التنافسية‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫يتم تقييم متغريات الوضعية التنافسية عرب بعدين مها‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫أمهية املتغريات يف النشاط‪.‬‬
‫التقييم احلايل للمتغيري‪.‬‬
‫ويتم تقييم البعدين ولكل متغيري باستخدام مقياس يرتاوح بني ‪1‬و‪ 9‬درجات لكل متغيري‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫حساب قوة املؤسسة يف املتغيري حبيث أن‪ :‬قوة املؤسسة يف املتغيري = أمهية املتغري ‪ x‬قيمة وضعه احلايل‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫وحيكم على الوضعية التنافسية للمؤسسة جبمع قوة املؤسسة يف مجيع املتغريات‪ ،‬ويتم احلكم باتباع السلم‬
‫التايل‪:‬‬
‫إذا كان اجملموع من ‪ 250‬درجة فأكثر الوضعية التنافسية قوية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫إذا كان اجملموع ‪ 150‬إىل ‪ 249‬درجة الوضعية التنافسية متوسطة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫إذا كان اجملموع أقل من ‪ 150‬درجة الوضعية التنافسية ضعيفة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫وبعد حساب كل من قوة جاذبية النشاط وقوة الوضعية التنافسية يتم حتديد متوقع جاذبية النشاط يف املصفوفة‪،‬‬
‫ورسم الدائرة من خالل القطر(‪.)1()d‬‬
‫رابعًـا‪ :‬حدود مصفوفة ‪ :Mckinsey‬مصفوفة ‪ Mckinsey‬توضح من خالل جمموعتني من املتغيريات كل‬
‫جمموعة تعترب عن مدى قوة بعد من بعدي املصفوفة‪ ،‬فإّم ـا قوة جاذبية النشاط‪ ،‬أو قوة الوضعية التنافسية للمؤسسة‬

‫(‪ )1‬أحمد ماهـر‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ص ‪.176- 174‬‬


‫‪76‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تقييم تطبيق أدوات التحليل السرتاتيجي يف املؤسسات الصغرية و املتوسطة‬

‫جمموعيت املتغريات تقدم كل واحدة يف شكل قائمة إستقصاء اليت يتم حتديدها على اإلطالق من طرف الباحثني‬
‫بل تركوا اجملال مفتوح للمسيريين‪ ،‬والذين اقرتحوا وأشاروا إىل تطبيقاهتم أكثر‪.‬‬
‫واحتماالت التوازن بني هذه املتغيريات املختلفة مل يتم كشفها‪ ،‬فاألوزان النسبية لكل متغيري تتوقف فقط على‬
‫الوضعية احلقيقية للمؤسسة ‪ ،‬ويتم متيزها من طرف املسيريين‪.‬‬
‫هذه األداة جاءت لتقدم بعض الصعوبات املوجودة يف األدوات األخرى‪ ،‬خاصة ‪ ،BCG‬كما تقدم توصيات‬
‫إسرتاتيجي تصاغ يف آجال عامة (كالدعم‪ ،‬الزيادة‪ ،‬احلفاظ‪ ،‬الرتقب)‪ ،‬عمومًـا التوصيات تكون مفيدة‪ ،‬لكن ال‬
‫تسمح بفهم السلوكات املناسبة الستخدامها يف الوضعيات اخلاصة‪.‬‬
‫وتعرضت هذه املصفوفة النتقادات‪ ،‬وجهت أساسًـا إىل إنتائج التوصيات الناجتة عن إستعماهلا‪ ،‬فعلى سبيل املثال‬
‫األداة مطالبة بتفعيل الوضعية اإلسرتاتيجية الضعيفة‪ ،‬والسوق األقل جاذبية‪ ،‬من جهة أخرى ميكن القول أن‬
‫التوصيات املعطيات من طرق هذه األداة ال تكون دائمًـا دقيقة مثل احلقائق الفعلية واحللول املمكنة‪ ،‬ولكن فقط‬
‫(‪)1‬‬
‫من معامل التحليل اإلسرتاتيجي‬
‫وفيما خيص امكانية تطبيق هذه املصفوفة من قبل املؤسسات الصغرية و املتوسطة فهذا يتوقف على مدى‬
‫توافر معلومات حول بعدي بناء هذه املصفوفة من خالل قدرة املسيريين على توفرياملعلومات ألفضل متغيريات‬
‫عوامل كل بعد وكذا قدرة املسيريين على حتديد قوة املؤسسة يف املتغيري من خالل حتديد أمهية النتغيري وتديد‬
‫وضعه احلايل‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬نموذج مصفوفة ‪:)*(ADL‬‬
‫وهو منوذج للتحليل اإلسرتاتيجي تسمى أيَض ا مصفوفة تطور السوق‪ /‬املنتج‪ ،‬مت اقرتاحه من طرف مكتب‬
‫الدراسات األمريكية ‪ Arthur D.Little‬خالل سنوات السبعينيات حيث تقوم املصفوفة على متغريين أساسيني‬
‫مهـا‪:‬‬
‫درجة نضج الصناعة‪ :‬وهذا املتغري يتأسس من خالل حتديد املرحلة اليت مير هبا املنتوج من مراحل دورة حياة‬ ‫‪-‬‬
‫املنتج إما إنطالق‪ ،‬منو‪ ،‬نضج وتدهور‪ .‬ويتم حتديد املرحلة من خالل التوازن بني مثانية عوامل املتمثلة فيما‬
‫يلي‪ - :‬معدل النمو‪ ،‬الطاقة الكامنة يف النمو‪ ،‬إتساع خطوط املنتوج‪ ،‬عدد املنافسني‪ ،‬إنتشار احلصص السوقية‬
‫بني املنافسني‪ ،‬والء املستهلكني‪ ،‬قيود الدخول للسوق‪ ،‬التكنولوجيـا‪.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫‪Karlof Bengt: Op, cit, P192.‬‬
‫)*( (‬
‫‪ADL: Arthur D. Little.‬‬
‫‪77‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تقييم تطبيق أدوات التحليل السرتاتيجي يف املؤسسات الصغرية و املتوسطة‬

‫الوضع التنافسـي‪ :‬هذا املتغري يسمح بتحديد الوضعية التنافسية للمؤسسة يف الصناعة مقارنة مبنافسيها‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫وتقييم الوضعية التنافسية ال تكتمل إال بإدراج أمهية النشاط يف التقييم إذ أن كل نشاط ميكن أن يكون ذو‬
‫أمهية مستقبًال‪ .‬حيث ميكن أن تأخذ الوضعية التنافسية شكال مما يلي‪ :‬مهيمنة‪ ،‬قوية‪ ،‬مالئمة‪ ،‬ميكن الدفاع‬
‫عنها‪ ،‬ضعيفـة(‪.)1‬‬
‫أوال‪ -‬بنية مصفوفـة ‪ :ADL‬مت صياغة النموذج يف شكل مصفوفة مكونة من ‪ 20‬خانة مزدوجة املداخل حسب‬
‫املتغريين املعتمدين كما يلـي‪:‬‬
‫محور الفـواصل‪ :‬يوضح مدى نضج الصناعة من خالل التموقع يف مرحلة من مراحل دورة حياة املنتج من‬ ‫‪-‬‬
‫اإلنطالق إىل التدهـور‪.‬‬
‫محور التراتيـب‪ :‬يوضح الوضعية التنافسية للمؤسسة مقارنة مبنافسيها يف الصناعة من اهليمنة إىل الضعف‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫كما يوضحه الشكل املوايل‪:‬‬
‫الشكل رقم (‪ :)15‬مصفوفـ ــة ‪ADL‬‬

‫درجـة نضـج الصناعــة‬


‫تدهــور‬ ‫نضـج‬ ‫من ــو‬ ‫إنطـالق‬
‫تنميــــــةطبيعيـــــةاختياريةتنميةالتقــويم‬
‫اإلنسحــ‬ ‫مهيمنة‬
‫الوضعية‬ ‫ــاب‬ ‫قويـة‬
‫التنافسية‬ ‫مالئمة‬
‫ميكن الدفاع عنها‬
‫ضعيفة‬
‫‪Source: Arnand Dayan: Marketing industriel, 3ème édition, imprimeri Durand,‬‬
‫‪1993, P25.‬‬
‫من خالل الشكل املوضح أعاله‪ ،‬ومن خالل متوضع نشاط املؤسسة على املصفوفة هناك أربعة أنظمة‬
‫إسرتاتيجية‪ ،‬ميكن للمؤسسة العمل على أساسها‪ ،‬إال أهنا أقل متييًز ا يف املناطق اليت حدودها أقل حتديًد ا‪ ،‬وتتمثل‬
‫هذه األنظمة اإلسرتاتيجية فيما يلي‪:‬‬

‫)‪( (1‬‬
‫‪Stratigor: Politique générale de l'entreprise, 3ème édition, dunod, Paris, 2001, P 108.‬‬
‫‪78‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تقييم تطبيق أدوات التحليل السرتاتيجي يف املؤسسات الصغرية و املتوسطة‬

‫تنمية طبيعية‪ :‬واليت تفرتض انطالق كل املوارد الضرورية لتحقيق التنمية املناسبة مع األنشطة اخلاصة‬ ‫‪-‬‬
‫باملؤسسة لتحقيق وضع تنافسي جيـد‪.‬‬
‫تنمية اختيارية‪ :‬تكون بالنسبة للمؤسسات اليت يف وضع تنافسي متوسط وفرصها ضعيفـة‪ ،‬ومن خالهلا يتم‬ ‫‪-‬‬
‫العمل للوصول ألفضل وضعية ومنه أفضل مردودّيـة‪.‬‬
‫التقويــم‪ :‬يف هذه احلالة على املؤسسة العمل حلشد مواردها من أجل تصحيح وضعية أنشطتهـا‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫اإلنسحـاب‪ :‬ويعترب أفضل اختيار لألنشطة األقل مردودية واليت تكون من خالهلا املؤسسة يف وضعية تنافسية‬ ‫‪-‬‬
‫ضعيفــة‪.‬‬
‫واجلدول املوايل يوضح اخليارات اإلسرتاتيجية املناسبة يف كل خانـة‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تقييم تطبيق أدوات التحليل السرتاتيجي يف املؤسسات الصغرية و املتوسطة‬

‫الجدول رقم (‪:)06‬اخليارات اإلسرتاتيجية يف مصفوفة ‪ADL‬‬

‫درجـة نضج الصناعــة‬


‫تدهــور‬ ‫نضـج‬ ‫إنطـالق من ــو‬
‫مهيمنـ ــة‬
‫قويـ ــة‬
‫مالئمــة‬
‫ميكن الدفاع‬
‫عنها‬

‫المصدر‪ :‬سعد غالب يس‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.136‬‬

‫والشكل املوايل ومن خالل متوقع املؤسسة على مصفوفة ‪ ADL‬يوضح مردوديته واحتياجاته للسيولة‬
‫وكذا اخلطر التنافسي الذي ميكن أن يواجهه‪.‬‬
‫ضعيفــة‬

‫‪80‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تقييم تطبيق أدوات التحليل السرتاتيجي يف املؤسسات الصغرية و املتوسطة‬

‫الشكل رقم (‪ :)16‬متغريات التموقـع يف مصفوفة ‪ADL‬‬

‫درجة نضج الصناعـة‬


‫تدهور‬ ‫نضج‬ ‫نمـو‬ ‫انطالق‬

‫‪+‬‬

‫‪+‬‬
‫مردودية جيدة‬ ‫مردودية جيدة‬
‫(*)‬
‫مهيمنــة‬
‫‪FFN ++‬‬ ‫‪FFN = 0‬‬
‫قوي ــة‬

‫املردود ـّي ــة‬

‫خطر املنافســة‬
‫اخلطر ضعيف‬ ‫اخلطر متوسط‬

‫الوضعيـة التنافسيــة‬
‫مالئمــة‬
‫حاجة ضعيفة للسيولة‬ ‫حاجة قوية للسيولة‬
‫ميكن الدفاع‬
‫حاجة ضعيفة للسيولة‬ ‫حاجة قوية للسيولة‬
‫عنهــا‬
‫‪FFN ++‬‬ ‫‪FFN--‬‬
‫اخلطر متوسـط‬ ‫اخلطر قوي‬ ‫ضعيفــة‬
‫‪-‬‬
‫مردودية ضعيفة‬ ‫مردودية ضعيفة‬
‫‪-‬‬ ‫اإلحتياجـات للسيولة‬ ‫‪-‬‬ ‫‪+‬‬
‫‪Source: Stratigor: Op.cit, P109‬‬
‫كما يوضحه الشكل أعاله ميكن مالحظة أربعة خانات خمتلفة تكون كل الكيانات املتجانسة يف حدود‬
‫التموقع بالنسبة لدرجة النضج والوضع التنافسي وباإلمكان تكوين مميزات لوضعها املايل ومستوى اخلطر‬
‫التنافسي‪ ،‬ففي األنشطة اليت متر مبرحلة اإلنطالق أو النمو تتطلب استثمارات كبرية ضرورية‪ ،‬إال أنه يف حالة‬
‫الوضعية التنافسية املهيمنة فإهنا تسمح بتمويل ذايت‪ ،‬ويف حالة الوضعية التنافسية الضعيفة فهناك عجز أكثر للسيولة‬
‫رغم احلاجة هلـا‪ ،‬واخلطر التنافسي كبري‪.‬‬
‫أما األنشطة اليت متر مبرحلة النضج أو التدهور فتكون احتياجاهتا املالية أقل واملردودية جيدة مما يعين توفر‬
‫التمويل الذايت‪ ،‬ويف حالة الوضعية التنافسية القوية ترتجم مبخاطر تنافسية ضعيفة‪ ،‬أما يف الوضعية التنافسية الضعيفة‬
‫تكون املردودية ضعيفة فالتمويل الذايت يقل ودرجة اخلطورة تزيـد‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬حدود نموذج مصفوفة ‪ :ADL‬هذا النموذج‪ ،‬وبتطبيقه ميكن تفادي األضرار اليت جاءت عند عرض‬
‫منوذج ‪ BCG‬وماكينزي‪ ،‬كما يقدر الوضعية التنافسية للمؤسسة بافرتاض أهنا ال تستند فقط على التكاليف‬
‫واألسعار لكن أيًض ا على التنافسية النسبية للمؤسسة مقارنة إىل منافسيها‪ ،‬وباستكمال حتليل املتغريات التنافسية‬
‫األخرى يف الوقت نفسه‪ ،‬وبتنوع الوضعيات التنافسية يتم اختيار الوصول إىل أفضلها‪.‬‬

‫(‬ ‫)*(‬
‫= ‪FFN: Flux de Fonds Net‬‬ ‫تدفق رأسمال صافي‬
‫‪81‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تقييم تطبيق أدوات التحليل السرتاتيجي يف املؤسسات الصغرية و املتوسطة‬

‫واختيار دورة حياة املنتج كمتغري ثاين لقياس مدى نضج الصناعة واملتغري األكثر ثقـة به ملعرفة املرحلة اليت‬
‫مير هبـا املنتوج هو معدل النمو اآلين القادر على معرفة التغريات املتعلقة بالظروف احلالية واألكثر حركية‪ ،‬فمهما‬
‫يكن ال جيب حتليل املاضي واحلاضر فقط بل جيب توقع املستقبل أيًض ا‪ ،‬فإذا مت إضافة لكل مرحلة منوذج يناسب‬
‫املميزات املالية لبناء مزايا تنافسية‪ ،‬وحتديد السلوك اإلسرتاتيجي الذي يسمح بأفضل مواجهة للمخاطر التنافسية‪،‬‬
‫فتحديد درجة النضج خيلق أقل مشاكل‪ ،‬فال توجد طريقة علمية حمددة لتقييم الوضع التنافسي فاملسريون هم‬
‫الذين حيددون لكل نشاط املتغريات األساسية اليت تقيم الوضع التنافسي‪ ،‬لذا فإنه يتم إدخال العوامل الشخصية يف‬
‫التحليل والتحول عن الدقة العلميـة(‪.)1‬‬
‫ثالثا‪ -‬نقاط القوة والضعف في مصفوفة ‪ :ADL‬يتمتع منوذج مصفوفة ‪ ADL‬وكباقي مناذج التحليل‬
‫اإلسرتاتيجي مبجموعة من النقاط اليت تعرب عن مدى قوة النموذج أو ضعفه‪ ،‬ميكن ذكر بعضها فيما يلي‪:‬‬
‫نقــاط القــوة‪ :‬ميكن ذكر البعض منها يف النقاط التاليـة‪:‬‬ ‫‪-1‬‬
‫‪ -‬تعرض مصفوفة ‪ ADL‬توزيع األنشطة أو املنتجات يف املؤسسة إزاء املراحل املختلفة لدورة حياة املنتج‪،‬‬
‫واملركز التنافسي حيث قسمت إىل ‪ 20‬خانة كل خانة متثل موقع معني يوفر مجلة من اخليارات‬
‫اإلسرتاتيجيـة‪.‬‬
‫‪ -‬تستطيع املؤسسة ومن خالل التوزيع الواسع لألنشطة واملنتجات أن تتنبـأ مباهية حمفظتهـا املالية وكيفية‬
‫تطويرها يف املستقبل للتأكد أن حمفظة أعماهلا متوازنـة‪.‬‬
‫‪ -‬تزيد من تركيز إنتباه املسريين يف املؤسسة على خمتلف اإلسرتاتيجيات‪ ،‬كذلك تعترب دورة حياة املنتج هي من‬
‫احملددات املهمة يف اإلختيار اإلسرتاتيجي‪.‬‬
‫نقــاط الضعـف‪ :‬ميكـن ذكرهـا فيمـا يلـي‪:‬‬ ‫‪-2‬‬
‫‪ -‬ال تركز على مجيع العوامل املتعلقة جباذبية الصناعة كما هو احلال يف مصفوفة ماكينزي‪ ،‬فبالرغم من كون‬
‫مراحل دورة حياة املنتج هي مهمة لكنها ال حتمل حمددات جاذبية الصناعـة‪.‬‬
‫‪ -‬توجد عوامل أخرى مهمة وذات أثر مستقل عن كل مرحلة من مراحل دورة حياة املنتج(‪.)2‬‬
‫ومن الواضح أن مصفوفة ‪ ADL‬تتجه إىل حد ما حنو تبسيط عملية اإلختيار اإلسرتاتيجي‪ ،‬وهي بالتأكيد‬
‫ليست على هذا النحو‪ ،‬ومع ذلك تعترب أداة مفيدة يف عملية التحليل اإلسرتاتيجي‪ ،‬وبالنظر إىل املدى الواسع‬
‫للبدائل واخليارات اإلسرتاتيجية املمكنة للمؤسسة‪ ،‬تبقى القيمة احلقيقية للمصفوفة هو يف تأسيس موائمة بني‬
‫اإلسرتاتيجيات من جهة ودرجة نضج الصناعة والوضعية التنافسية للمؤسسة من جهة أخرى‪.‬‬

‫)‪( (1‬‬
‫‪Armand Dayan: Op.cit, P23.‬‬
‫( (‪)2‬‬
‫زكريا مطلك الدوري‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.196‬‬
‫‪82‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تقييم تطبيق أدوات التحليل السرتاتيجي يف املؤسسات الصغرية و املتوسطة‬

‫وفيما خيص امكانية تطبيق هذه املصفوفة من قبل املؤسسات الصغرية و املتوسطةفهذا يتوقف على‬
‫امكانية املسيريين يف حتديد املرحلة اليت مير هبا املنتوج لتحديد البعد األول‪ ،‬وكما ذكر سابقا فهناك امكانية كبرية‬
‫لتحديده‪ ،‬ولغياب قائمة حمددة لعوامل حتديد الوضعية التنافسية فان األمر مقرتن اساسا بالقدرات اليت لدى‬
‫املسيريين يف اختيار هذه العوامل وحتليل املعلومات اخلاصة هبا للوصول اىل حتدتد الوضعية التنافسية‪.‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬نموذج مصفوفـة شـال "‪:"SHEEL DPM‬‬
‫من بني النماذج اليت أقرتحت للمسامهة يف عملية إختاذ القرارات اإلسرتاتيجية مصفوفة السياسات املوجهة "‬
‫‪ "Directional Policy Matrix‬اليت وضعتها شركة "‪ "SHEEL‬النفطية اليت استخدمت بكثرة من طرف‬
‫مؤسسات أوروبية عديدة‪ ،‬وهي حمصلة تطوير مصفوفة ‪ ،BGC‬وذلك حىت ميكن استخدامها يف مواقف أكثر‬
‫تنوًعا من خالل إضافة متغريات نوعيـة وكميـة متعـددة(‪.)1‬‬
‫أوال‪ -‬بنيــة المصفوفــة "‪ :"Sheel DPM‬تتضمن املصفوفة تسعة خاليا ميكن استخدامها يف تسعة مواقف من‬
‫خالل الرتكيز على متغريين أساسيني يتمثالن فيما يلـي‪:‬‬
‫المحور األفقـي‪ :‬والذي يعرب عن رحبّية السوق والذي يقابل معدل النمو يف مصفوفة ‪ ،BCG‬وتتحدد درجة‬ ‫‪-‬‬
‫رحبية السوق يف ضوء عدة متغريات من أمههـا‪ :‬نوع السلعة‪ ،‬معدل منو السوق‪ ،‬موقف الصناعة‪ ،‬الظروف‬
‫البيئية‪ ،‬وميكن تقسيم درجة رحبية السوق على احملور األفقي إىل‪ :‬جذاب‪ ،‬متوسط‪ ،‬غري جذاب‪.‬‬
‫المحور الرئيسي‪ :‬والذي يعرب عن املركز التنافسي للمؤسسة والذي يقابل احلصة السوقية يف مصفوفة‬ ‫‪-‬‬
‫‪ ،BCG‬ويتحدد املركز التنافسي اإلنتاجية للمؤسسة‪ ،‬حبوث السوق واملنتج‪ ،‬وميكن تقسيم املركز التنافسي‬
‫على احملور الرأسي إىل‪ :‬قوي‪ ،‬متوسط وضعيف(‪.)2‬‬
‫ويف الشكل املوايل يتم توضيح بنيـة مصفوفة ‪ Shee DPM‬وخمتلف املواقف اليت ميكن أن تتخذها املؤسسة‬
‫واإلسرتاتيجيات املالئمة هلـا‪.‬‬

‫الشكل رقم(‪ :)17‬مصفوفـ ــة ‪Sheel DPM‬‬

‫( (‪ )1‬عبد الحميد عبد الفتاح المغربي‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.190‬‬


‫( (‪ )2‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.191‬‬
‫‪83‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تقييم تطبيق أدوات التحليل السرتاتيجي يف املؤسسات الصغرية و املتوسطة‬

‫رحبيـة الّس ـ ــوق‬


‫املركـز التنافسـي‬

‫المصدر‪ :‬مؤيد سعيد السامل‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.184‬‬


‫ثانيا‪ -‬اإلستراتيجيات المرافقة لمختلف المواقف المؤسسة على المصفوفة‪ :‬كما هو موضح يف الشكل أعاله‬
‫فاملؤسسة ميكن أن تأخذ أحد املواقف التسع على املصفوفة مما جيعلها تنتهج إسرتاتيجيات خمتلفة لكل موقـف‪.‬‬
‫‪ -1‬التحـرك واإلنطـالق‪ :‬يف هذا املوقف تكون فرص الرحبية املرتبطة باملستقبل كبرية مما يسهل وضع‬
‫إسرتاتيجيات النمو والتوسع حيث تنطوي على اإلختيار ما بني حتقيق منو يف حجم احلصة السوقية للمؤسسة‬
‫أو احلفاظ على استمرار الوضع احلالـي‪.‬‬
‫‪ -2‬المحاوالت الجـادة‪ :‬ينطوي هذا املوقف على تكثيف اجلهود واإلستفادة من جاذبية أرباح السوق من‬
‫خالل نتائج اإلستثمار‪ ،‬ويف مثل هذه الظروف قد ترغب املؤسسة يف توجيه فائض التدفق النقدي الذي‬
‫حيققه املنتوج يف زيادة اإلستثمارات لصاحل نفس املنتوج‪.‬‬
‫‪ -3‬القيــادة‪ :‬هتدف اإلسرتاتيجية يف مثل هذا املوقف إىل احلفاظ على نفس الوضع‪ ،‬وقد حتتاج إىل تدفقات‬
‫إضافية ملواجهة التوسعات يف الطاقة اإلنتاجية لدعم مركزهـا التنافسي على الرغم من أن املكاسب احملققة‬
‫تكــون كبيــرة‪.‬‬
‫‪ -4‬التحـرك اإلنسحـابي‪ :‬يف ظل هذا املوقف ال تتحقق تدفقات ذات قيمة ومن مث فاإلسرتاتيجية املناسبة تتمثل‬
‫يف حتقيق تدفقات لتغطية قيمة األصول حىت ميكن إعادة توزيعهـا يف أي جمـال آخـر(‪.)1‬‬
‫‪ -5‬التقـدم الحـذر‪ :‬يف هذا املوقف يكون لبعض اإلستثمارات ما يربرها ولكن معظم هذه اإلستثمارات جيب أن‬
‫يتم حبذر شديد‪ ،‬إذ أن املركز التنافسي متوسط وكذا رحبية السوق متوسطة اجلاذبيـة‪.‬‬
‫‪ -6‬النم ــو‪ :‬جيب أن يسمح اإلستثمار يف املنتوج بنموها مع منو السوق ويالحظ أن املنتوج يف هذه احلالة حيقق‬
‫تدفق يكفي للتمويل الذايت وال توجد حاجـة للتدفقات النقديـة اليت تأيت من منتوج آخـر‪.‬‬

‫( (‪ )1‬عبد العزيز بن صالح بن حبتور‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.278‬‬


‫‪84‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تقييم تطبيق أدوات التحليل السرتاتيجي يف املؤسسات الصغرية و املتوسطة‬

‫‪ -7‬عدم اإلستثمـار‪ :‬املنتجات اليت تكون يف هذا املوقف من احملتمل أن حتقق خسائر مؤقتة ليست بالضرورة‬
‫متكررة كل عام‪ ،‬ولكن إمجايل اخلسائر يفوق إمجايل األرباح خالل فرتة وجودهـا يف هذا املوقف‪ ،‬ومن مثة‬
‫فإنه من غري املرغوب فيه أن تصل املنتجات إىل هذه املرحلـة‪.‬‬
‫‪ -8‬التجنــب‪ :‬موقف املؤسسة يف هذه احلالة يتشابه متاًم ا مع موقف املنتوج يف هناية دورة حياته لذلك ينبغي‬
‫إحالل املنتوج مبنتوج آخر يف السوق‪ ،‬مادام لديه القدرة على حتقيق أرباح‪ ،‬وينبغي اعتبار هذه األرباح أحد‬
‫مصادر التدفقات اليت تستخدم لإلنفاق على منتجات أخرى‪ ،‬لكن اجلهود اليت تبذل لزيادة األرباح يف هذه‬
‫املرحلـة تتسم بأهنا قصرية األجـل‪.‬‬
‫وتتميز مصفوفة ‪ DPM‬بأهنا أكثر مشوَال من مصفوفة ‪ BCG‬حيث تعطي مواقف أكثر تنوًعا وتشمل‬
‫متغريات أكثر تعقيًد ا وبذلك تقرتب من الواقع‪ ،‬ولكنها مازالت تعاين من املشاكل املرتبطة بقياس السوق واحلصة‬
‫السوقية‪ ،‬ودرجة املخاطرة واعتمادها على دورة حياة املنتـج(‪.)1‬‬
‫وفيما خيص امكانية تطبيق هذه املصفوفة من قبل املؤسسات الصغرية و املتوسطة فاهنا تتوقف على مدى‬
‫قدرة املسيريين على حصر العوامل املرتبطة بكل من بعدي رحية السوق‪ ،‬و املركز التنافسي ومجع خمتلف‬
‫املعلومات اخلاصة هبذه املعلومات وحتليلها‪.‬‬
‫وبصفة عامة تتميز مناذج حتليل حمفظة األعمال مبا يلي‪:‬‬
‫تقدم مناذج حتليل حمفظة األعمال للمسريين وسيلة مهمة لتحليل أنشطة املؤسسات ومنتجاهتـا‪ ،‬ومعرفة‬ ‫‪-‬‬
‫مركزها التنافسي‪ ،‬وحتديد حصة السوق النسبيـة‪.‬‬
‫تتميز باعتبارهـا وسيلة مرئية تستخدم فكرة املصفوفة يف حتديد مواقع وحدات األعمال ومنتجاهتا عليهـا‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تساعد النماذج يف التحليل‪ ،‬والتقومي على ختصيص املوارد يف وحدات األعمال أو املنتجات بطريقة أفضل‬ ‫‪-‬‬
‫لتحقيق أهداف املؤسسة‪.‬‬
‫تساعد على تصميم إسرتاتيجيات تنظيمية كفئة وفعالة تتناسب ومواقف املؤسسـة(‪.)2‬‬ ‫‪-‬‬
‫وبالرغم من املزايا املذكورة تواجه مناذج حتليل حمفظة األعمال مشاكل عديدة ميكن حتديدها فيما يلي‪:‬‬
‫تعتمد مناذج حتليل حمفظة األعمال على افرتاضات تستلزم القيام بالفحص والتدقيق والوقت الكثري لتحديد‬ ‫‪-‬‬
‫مواقع وحدات األعمال أو املنتجات‪ ،‬إضافة إىل أن معظم النماذج ذات طابع خاص ال ميكن تعميمها‪.‬‬

‫( (‪ )1‬عبد الحميد عبد الفتاح المغربي‪:‬ط مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.193‬‬


‫( (‪ )2‬زكريا مطلك الدوري‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.197‬‬
‫‪85‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تقييم تطبيق أدوات التحليل السرتاتيجي يف املؤسسات الصغرية و املتوسطة‬

‫كيفية حتديد معدل النمو احلقيقي أو جاذبية الصناعة أو املركز التنافسي حيث أن معظم النماذج تعتمد على‬ ‫‪-‬‬
‫التقدير الشخصي لتحديد األمهية النسبية لبعض األنشطة مقارنة مع أكرب املنافسني أو مع أكرب حصة سوقية‪.‬‬
‫تتعلق بعض املشاكل باجلوانب التنظيمية وبالدافعية‪ ،‬وخصوًص ا عندما يتعلق األمر باتباع اسرتاتيجية النصفية‬ ‫‪-‬‬
‫اليت تؤّدي إىل التخلص من أحد خطوط اإلنتاج أو ختفيض الوحدات املنتجة‪ ،‬وبالتايل فإن تأثريها يشمل مجيع‬
‫الوظائف اليت ترتبط مع وحدات اإلنتـاج‪.‬‬
‫مل تأخذ مناذج حتليل حمفظة األعمال باإلعتبار أمهية ودور التحالفات اإلسرتاتيجية بني املؤسسات كأحد‬ ‫‪-‬‬
‫اخليارات اإلسرتاتيجية اليت ميكن أن حتقق ميزة تنافسية للمؤسسـة‪.‬‬
‫‪ -‬مل هتتم مناذج حتليل حمفظة األعمال بالعوامل التسيريية والتنظيمية بشكل عام والعوامل املتعلقة بكيفية تسيري‬
‫الثقافة التنظيمية بشكل خاص(‪.)1‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬أدوات التحليل اإلستراتيجي الحديثة‬

‫( (‪ )1‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.198‬‬


‫‪86‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تقييم تطبيق أدوات التحليل السرتاتيجي يف املؤسسات الصغرية و املتوسطة‬

‫نتائج األدوات أدوات التحليل اإلسرتاتيجي التقليدية مل تستطع إعطاء جتسيد أكثر وضوًح ا للتفكري‬
‫اإلسرتاتيجي‪ ،‬خاصة مع تطور إشكاليات املؤسسات من حيث الوضعية التنافسية‪ ،‬لذا ظهرت بعض األدوات اليت‬
‫تعترب حديثة نسبية تعمل على تعزيز الوضع التنافسي‪ ،‬وفيمايلي ميكن التطرق إىل بعض هذه األدوات‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬نموذج مصفوفة ‪ BCG‬المطورة‪:‬‬
‫ظهر منوذج مصفوفة‪ BCG‬املطورة يف سنوات الثمانينات لتسمح بأخذ يف احلسبان تطور املنافسة‪،‬‬
‫والوضعية التنافسية احلقيقية للمؤسسة‪ ،‬وتقوم أساًس ا على البعدين التالييـن‪:‬‬
‫مصادر املزايـا التنافسية ما إذا كانت عديدة أو حمدودة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫امليزة التنافسية اململوكة من طرف املؤسسة ما إذا كانت قوية أو ضعيفة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ومت اختيار البعدين من خالل فهـم‪:‬‬
‫النجاح اإلسرتاتيجي املتعلق بقدر ما تتمتع به املؤسسة من مزايا تنافسية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫اختيار املزايـا التنافسية العاليـة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫عدد مصادر املزايا التنافسية كعامل حاسم للثروة املوجودة يف املؤسسة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ومن خالل استعمال هذين البعدين يقسم النموذج إىل أربعة فضاءات أو أنشطة تنافسية كما هو موضح يف‬
‫الشكل املوالـي‪ :‬الشكل رقم (‪ :)18‬منوذج مصفوفـة ‪ BCG‬املطـورة‬

‫متعددة‬ ‫األنشطـة‬ ‫األنشطـة‬


‫عدد مصادر‬ ‫املشتتـة‬ ‫املنتخصصة‬
‫املزايا التنافسية‬ ‫أنشطـة‬ ‫أنشطـة‬
‫املــأزق‬ ‫احلجـم‬
‫حمدودة‬
‫ضعيفة‬ ‫حجم املزايا التنافسية‬ ‫قوية‬
‫‪.Source: Gérard Garibaldi: Op.cit, P385‬‬
‫أنشطة المــأزق‪ :‬تكون مصادر املزايا التنافسية حمدودة‪ ،‬ومستوى املزايا التنافسية للمؤسسة‬ ‫‪-1‬‬
‫ضعيفة‪ ،‬وبصفة عامة فإن األنشطة يف هذا الفضاء تتميز بإخنفاض املردودية‪ ،‬وهذا ما يدل على سوء‬
‫مؤسسات القطاع‪ ،‬حيث تكون التكنولوجيا متاحة جلميع املؤسسات‪ ،‬والربح ال يتوقف على حجم املؤسسة‬

‫‪87‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تقييم تطبيق أدوات التحليل السرتاتيجي يف املؤسسات الصغرية و املتوسطة‬

‫بل على عمر اإلستثمار‪ ،‬والتكنولوجيا املستعملة‪ ،‬فآخر من يقوم باإلستثمار هو الذي يستفيد من اخنفاض‬
‫التكاليف‪ ،‬لكن عندما ال تكون هناك منافسة يف القطاع يتوقع أن تكون العوائد عاليـة‪.‬‬
‫أنشطة الحجــم‪ :‬تكون مصادر املزايا التنافسية حمدودة‪ ،‬لكن املؤسسة قادرة على خلق مزايا‬ ‫‪-2‬‬
‫تنافسية قوية‪ ،‬ويف العموم هلا سيطرة أحسن على تكاليفها‪ ،‬مما جيعل املؤسسة قادرة على استغالل اقتصاديات‬
‫احلجم وأثر اخلربة‪ ،‬وتقدم املؤسسة هنا ميزة التكلفة‪ ،‬وتكون العالقة بني احلصة السوقية ومردودية االستثمار‬
‫وثيقة جًد ا‪ ،‬واملؤسسة قادرة على احلصول على هذه امليزة ميكنها مهامجة املنافسني خاصة الضعفاء بقدرهتا‬
‫على ختفيض السعر‪ ،‬وبالتايل احلصول على أرباح إضافيـة‪.‬‬
‫األنشطة المشتتـة‪ :‬تكون مصادر املزايا التنافسية عديدة واملؤسسة ال تستطيع خلق مزايا تنافسية‬ ‫‪-3‬‬
‫قويـة‪ ،‬وميتلك املنافسون فرص للتميز على حساب املؤسسة‪ ،‬وعموًم ا يف هذه الوضعية حدود رؤوس األموال‬
‫ضعيفة لعدم قدرة املؤسسة إدراك مصادر املزايا التنافسيـة‪.‬‬
‫األنشطـة المتخصصـة‪ :‬تكون مصادر املزايا التنافسية عديدة واملؤسسة قادرة على خلق مزايا‬ ‫‪-4‬‬
‫تنافسية قوية‪ ،‬فتعمل كل مؤسسة على التخصص يف خدمة عمالء حمددين مبيزات معينة منم خالل اإلنتاج‬
‫بالطلبيـات‪ ،‬وال يوجد يف هذه احلالة ارتباط بني حجم امليزة‪ ،‬واألرباح وحىت تنجح املؤسسة جيب عليها‬
‫استغالل األجزاء السوقية إىل أقصى حد‪ ،‬والتميز أكثر عن املنافسني(‪.)1‬‬
‫واجلدول املوايل يوضح التوصيات اإلسرتاتيجيـة يف كل وضعية‪.‬‬

‫)‪( (1‬‬
‫‪Ibid: P-P 386, 392.‬‬
‫‪88‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تقييم تطبيق أدوات التحليل السرتاتيجي يف املؤسسات الصغرية و املتوسطة‬

‫الجدول رقم (‪ :)07‬التوصيات اإلستراتيجية لمصفوفة ‪ BCG‬المطـورة‬

‫الفضــاءات اإلستراتيجي ــة‬ ‫التوصيــات اإلستراتيجيــة‬


‫المــأزق التنـافســي‪:‬‬ ‫الرتكيز مع دعم احتمال الطاقــات العموميـة‬
‫ال وجـود للقـائــد‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫اجتنـاب الصراع ــات السعريـة‬
‫احلذاري من اإلنتاج فوق احلاجـة‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫تنمية التكنولوجيا اليت حبوزهتا وتقنيـات اإلنتاج‬
‫أكثر حتديث يؤدي إىل أكثر استدانه أكثر عقبات‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫اإلستثمـار يف األنشطة ذات التكاليف املنخفظـة‬
‫الحج ــم‪.‬‬ ‫زيادة األحجام بأكثر سرعة من اآلخرين‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫املنافسني جد مركـزين‬ ‫‪-‬‬ ‫تقليص التكامل يف األنشطة الباهضــة‬ ‫‪-‬‬
‫مردودية القادة واآلخرين فقط يف فرتات اإلنتعاش اإلقتصادي‬ ‫‪-‬‬ ‫التنويع يف األنشطــة املرتبطــة‬ ‫‪-‬‬
‫احلصـة السوقية واملكانة التنافسية يف حدهـا األكبــر‬ ‫‪-‬‬ ‫مراقبـة التغيريات التقنيـة‪ ،‬املستهلكني‬ ‫‪-‬‬
‫المشتت ــة‬ ‫رد الفعـل يكون سريـع وقــوي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫كثرة املنافسني ذوي احلجم الصغيـر وحواجز دخول قليلـة‬ ‫‪-‬‬ ‫احلصة الوقية غري مضمونة البقاء للمؤسسات الكبرية‬ ‫‪-‬‬

‫املؤسسات الكبرية غري مرغوب هبا اهلوامش تسمح بتنــويع‬ ‫‪-‬‬ ‫فيجب اقتناص الفرص خاصة للمؤسسات الصغرية‬
‫بقــوة‬ ‫واملتوسطـة‬
‫المتخصصــة‬ ‫اختيـار وكذا الرتكيز على املزايا التنافسية القــوية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫املردودية املوجودة كبرية‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫الرتكيز على األنشطة ذات التكاليف املنخفضـة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫املالحقني ميلكون فرص من التطور يف حدود األجزاء‬ ‫‪-‬‬ ‫اإلختيار بني "املمكن" و"املستحب" مواجهة‬ ‫‪-‬‬
‫السوقيــة‪.‬‬ ‫التكاليف‪.‬‬
‫تقسيـم التكاليف لتنشيط القطاعات والوحدات‬ ‫‪-‬‬

‫املرتابطـة‬

‫‪.Source: Ibid, P403‬‬


‫وفيما خيص امكانية تطبيقها يف املؤسسات الصغرية و املتوسطة فيمكن القول أن هناك صعوبة يف ذلك نظرا‬
‫اأن مثل هذه املؤسسات يقل فيها مستوى املزايا التنافسية يف أغلب املؤسساتلمواردها املالية و البشرية والتسويقية‬
‫احملدودة‪،‬أي أن مصادر املزيا التنافسية غري متعددة‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تقييم تطبيق أدوات التحليل السرتاتيجي يف املؤسسات الصغرية و املتوسطة‬

‫المطلب الثاني‪ :‬نمــوذج سلسلــة القيمـة‪:‬‬


‫ظهر مفهوم سلسلة القيمة يف اخلمسينيات على يد ‪ Lourence milles‬وهو تاجر أمريكي‪ ،‬وقد عمل‬
‫األستاذ ‪ M.Porter‬على تطويره من خالل كتاباته‪ ،‬حيث يعمل هذا النموذج على البحث عن منابع امليزة‬
‫التنافسية وأصوهلا على مستوى كل أنشطة املؤسسة‪ ،‬واحلكم على مواردها ومهاراهتا‪ ،‬وميكن تعريف سلسلة‬
‫القيمة على أهنا‪" :‬الطريقة النظامية للنظر‪ ،‬واحلكم على سلسلة األنشطة اليت تؤديها املؤسسة‪ ،‬حبيث ميكن‬
‫للمؤسسة من خالهلا فهم املصادر احلالية‪ ،‬واحملتملة للميزة مت حتقيقها عن منافسيها"(‪.)1‬‬
‫أوال‪ -‬بنية نموذج سلسلة القيمـة‪ :‬يقوم النموذج بتجزئة املؤسسة إىل جمموعات من األنشطة‪ ،‬بغرض فهم‬
‫وحتليل وتركيب املؤسسة والتعرف على مصادرها احلالية واحملتملة لتحقيق ميزة تنافسية متنحها طريقة ختلق هبا‬
‫القيمة للمستهلك بشكل أفضل من منافسيها‪ ،‬ويتم تقسيم أنشطة املؤسسة كما يلي‪:‬‬
‫األنشطـة الرئيسّيـة‪ :‬وهي األنشطة اليت تساهم بصفة مباشرة يف عملية اإلنتاج والبيع‪ ،‬وهي مخسة أنشطة‬ ‫‪-1‬‬

‫تتمثل فيما يلي‪:‬‬


‫‪ -1-1‬اإلمـداد الداخـلي‪ :‬هو جمموعة األنشطة املرتبطة بضمان وختزين وتوصيل املدخالت الالزمة للعملية‬
‫اإلنتاجيـة‪.‬‬
‫‪ -1-2‬اإلنت ــاج‪ :‬جمموعة األنشطة املرتبطة بالعملية اإلنتاجية وحتويل املدخالت إىل منتجات يف شكلها النهائــي‪.‬‬
‫‪ -1-3‬اإلمـداد الخارجـي‪ :‬جمموعة األنشطة املرتبطة جبمع وختزين والتوزيع املادي من املنتج إىل املستهلـك‪.‬‬
‫‪ -1-4‬التسويق والتوزيع‪ :‬جمموعة األنشطة املرتبطة بالتزويد بالوسائل اليت ميكن من خالهلا حتفيز املستهلك على‬
‫شراء منتجات املؤسسـة‪.‬‬
‫‪ -1-5‬الخدمــات‪ :‬جمموعة األنشطة املرتبطة بتقدمي خدمات لتدعيم واحملافظة على قيمة املنتجات‪ ،‬واملتمثلة‬
‫أساسَا يف خدمات ما بعد البيع‪.‬‬
‫األنشطـة المساعـدة (الداعمـة)‪ :‬وهي األنشطة اليت تساعد األنشطة الرئيسية وتسمح هلا بأداء أدوارها‪،‬‬ ‫‪-2‬‬

‫وتتمثل فيما يلي‪:‬‬


‫‪ -2-1‬بنيـة المؤسسـة‪ :‬وتشمل أنشطة مثل اإلدارة العامة‪ ،‬التخطيط‪ ،‬احملاسبة واملالية‪ ،‬اجلوانب القانونية‬
‫والتنظيمية‪...‬إخل‪.‬‬

‫( (‪ )1‬نبيل مرسي خليل‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.92‬‬


‫‪90‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تقييم تطبيق أدوات التحليل السرتاتيجي يف املؤسسات الصغرية و املتوسطة‬

‫‪ -2-2‬تسيير الموارد البشرية‪ :‬أنشطة ضرورية لضمان اإلختيار‪ ،‬التدريب وتنمية األفراد‪ ،‬أي كل األنشطة‬
‫املتعلقة باملوارد البشرية‪ ،‬وهناك بعض القطاعات تكون فيها أصل امليزة التنافسية كالصناعات التقليدّيـة‪.‬‬
‫‪ -2-3‬التنمية والتطوير التكنولوجي‪ :‬أنشطة متعلقة بتصميم املنتج وحتسني طريقة أداء األنشطة املختلفة يف‬
‫حلقة سلسلة القيمة وتشمل املعرفة الفنية‪ ،‬اإلجراءات واملدخالت‪ ،‬التكنولوجيا املطلوبة لكل نشاط داخل‬
‫حلقة القيمــة‪.‬‬
‫‪ -2-4‬التمويــن‪ :‬األنشطة املتعلقة باحلصول على املدخالت املطلوب شرائها سواء كانت مواد أولية أو خدمات‬
‫أو آالت(‪.)1‬‬
‫والشكل املوايل يوضح بنية منوذج سلسلة القيمة‬
‫الشكل رقم (‪ :)19‬بنية منوذج سلسلة القيمـة‬

‫بنية املؤسسة (إدارة عامة‪ ،‬ختطيط‪ ،‬حماسبة ومتويل‪)...‬‬


‫إدارة املوارد البشرية (اختيار‪ ،‬تدريب‪ ،‬تطوير)‬ ‫األنشطة‬
‫التطوير التكنولوجي (البحث والتطوير‪ ،‬حتسني املنتج والعمليات)‬ ‫الداعمة‬
‫التمويــن (شراء املواد األولية‪ ،‬اآلالت‪)...‬‬
‫التسويق‬
‫اإلمداد‬ ‫اإلنتـاج‬
‫هامش‬ ‫اخلدمات‬ ‫والتوزيع‬ ‫اإلمداد الداخلي‬
‫اخلارجي‬ ‫(املكائن‪،‬‬ ‫األنشطة‬
‫الربح‬ ‫(الرتكيب‪،‬‬ ‫(اإلعالن‪،‬‬ ‫مناولة املواد‬
‫(املخازن‬ ‫التجميع‪،‬‬
‫الصيانة‪،‬‬ ‫الرتويج‪،‬‬ ‫األولية‬ ‫الرئيسية‬
‫وتوزيع‬ ‫اإلختبار‪ ،‬التعبئة‬
‫قطع الغيار)‬ ‫التسعري‪،‬‬ ‫واملخزون‬
‫املنتجات التامة)‬ ‫والتغليف)‬
‫قنوات الرتويج)‬
‫المصدر‪ :‬مؤيد سعيد السامل‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.125‬‬

‫ثانيا‪ -‬أهمية استخدام نموذج سلسلة القيمة‪:‬إن اهلدف من معرفة سلسلة القيمة بالنسبة للمؤسسة هو التحكم‬
‫يف التحكم يف التكاليف الكلية ملختلف مراحل إلنتاج‪ ،‬وهذا باقرتاح خمتلف احللول التقنية والتنظيمية املمكنة اليت‬
‫تساعد على‪:‬‬
‫التحكم يف هيكل التكاليف‪/.‬تفعيل وتنسيق العالقات بني الوحدات املختلفة‪/.‬تصور تشكيل جديد لسلسلة‬ ‫‪-‬‬
‫القيمـة‪.‬‬

‫)‪( (1‬‬
‫‪M.Porter: l'avantage concurrentiel,dunod edition,Paris,1999, P-P 57 – 59.‬‬
‫‪91‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تقييم تطبيق أدوات التحليل السرتاتيجي يف املؤسسات الصغرية و املتوسطة‬

‫التميز يف املنتج املقدم سواء على مستوى اجلودة‪ ،‬اإلبداع التكنولوجي أو خدمات ما بعد البيع‪...‬إخل(‪.)1‬‬ ‫‪-‬‬
‫وهاتان الطريقتان متثالن إسرتاتيجيتان أساسيتان ملواجهة املنافسة وتسمحان باحلصول على ميزة تنافسية‬
‫مستمرة ودائمة خاصة إذا إقرتنت بـ‪:‬‬
‫خلق حواجز للدخول أمام املنافسني مثل التحكم يف قنوات التوزيع‪...‬إخل‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫حتليل طبيعة وإمتداد البيئة التنافسية‪ ،‬لتحديد املوقع املناسب هلا من خالل معرفة األبعاد املختلفة هلذه البيئة‬ ‫‪-‬‬
‫التنافسية واملتمثلة فيمايلي‪ :‬ويقوم ‪" M.Porter‬أن العديد من اهلجمات الناجحة تتطلب العديد من‬
‫اإلبتكارات يف سلسلة القيمة‪ ،‬وميكن أن تؤدي التغريات اهليكلية للقطاع إىل خلق فرصًـا إلعادة تشكيل‬
‫سلسلة القيمـة"(‪ ،)2‬وخبصوص إعادة تشكيل سلسلة القيمة هناك عدة تكتيكات وهي كمايلي‪:‬‬
‫التغريات يف املنتج‪ :‬يتم بتغيريات أو تعديل مواصفات وخصائص املنتج‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫نتائج وخصائص أفضل‪ :‬بفهم خصائص العمالء‪ ،‬ومنه تقدمي منتجات مشبعة حلاجاهتم‪ ،‬ورغباهتم‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫التغريات يف الدعم اخلارجي أو اخلدمات‪ :‬بتعديل أنشطتها كدعم املنتجات أو معاجلة الطبيات‪ ،‬وحتسني‬ ‫‪-‬‬
‫مستوى خدمات ما بعد البيـع‪.‬‬
‫نظام إمداد فعـال‪ :‬وهذا بالتحسني القوى لوضعيتها النسبية ألنشطتها املنشأة للقيمة بتخفيض تكاليف نظام‬ ‫‪-‬‬
‫الدعم‪.‬‬
‫حتسني املستوى التسويقي‪ :‬بزيادة نفقاته‪ ،‬وإجياد أمناط جديدة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تغيريات يف اإلنتاج‪ :‬مبا من شأنه ختفيض التكاليف وتقوية التميز‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫إعادة التشكيل إىل األمام‪ :‬وهذا بتقدمي قنوات توزيع جديدة‪ ،‬الوصول املبكر للقنوات اجلديدة‪ ،‬البيع املباشر‬ ‫‪-‬‬
‫لتقليل قنوات التوزيع‪.‬‬
‫ورغم األمهية اليت تكتسبها سلسلة القيمة‪ ،‬إال أهنا‪:‬‬
‫أداة موجهة أساسًـا حنو األنشطة الداخلية للمؤسسة مما قد يدعو إىل عدم اإلهتمام بتأثريات احمليط اخلارجي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تركيز على مبدأ ختفيض التكاليف يف كافة املستويات مما قد يعيق عملية اإلبداع يف املؤسسة خاصة يف تطوير‬ ‫‪-‬‬
‫املنتج ــات(‪.)1‬‬

‫)‪(1‬‬
‫‪Ahmed Hamadonche: Op.cit, P 86.‬‬
‫)‪(2‬‬
‫‪M. Porter: L'avantage concurrentiel, op cit, P 60.‬‬
‫)‪(1‬‬
‫‪Ibid: P 62.‬‬
‫‪92‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تقييم تطبيق أدوات التحليل السرتاتيجي يف املؤسسات الصغرية و املتوسطة‬

‫وفيما خيص امكانية تطبيق املؤسسات الصغرية و املتوسطة لنموذج سلسلة القيمة فهناك صعوبة نظرا ألن‬
‫أنشطة مثل هذه املؤسساتتكون عادة غري واظحة سواء هبياكلها أو مواردها البشرية القائمة عليها فهي عادة تكون‬
‫مجيعها حتت ادارة املسيريين‪.‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬نموذج المقارنة المرجعية‪:)*(Le Benchmarking‬‬
‫ظهـر مفهـوم املقاربـة املرجعيـة بالواليات املتحدة األمريكية يف الثمانينات من طرفة مؤسسة ‪Rank‬‬

‫‪ ،xerox‬كأداة تسيريية تركز على طريقة عمل متكونة من مالحظة احمليط واملنافسة‪ ،‬لتحريك املؤسسة‪ ،‬ودفعها‬
‫للوصول إىل إطارها املرجعي(‪.)2‬‬
‫أوًال‪ -‬تعريف المقارنة المرجعية وفوائدهـا‪:‬‬
‫تعريف المقارنة المرجعية‪ :‬توجد عدة تعاريف هلذا املفهوم ميكن ذكر البعض منها مايلي‪:‬‬ ‫‪-1‬‬
‫‪" -‬هي عمليات مستمرة لقياس املنتجات‪ ،‬اخلدمات واملمارسات ضد أقوى املنافسني‪ ،‬أو املؤسسات اليت تنظر‬
‫هلا على أهنا رائدة يف الصناعة"(‪.)3‬‬
‫‪" -‬هي إجراءات مستمرة لتقييم املنتجات‪ ،‬واخلدمات مبقارنتها باملنافسني األكثر سيطرة‪ ،‬واملؤسسات‬
‫الرائدة"(‪.)4‬‬
‫‪" -‬هي عملية البحث املستمر لقياس ومقارنة املنتجات واخلدمات‪ ،‬واملمارسات يف مؤسسة حمددة بأفضل الرواد‬
‫يف نفس الصناعة‪ ،‬أو صناعات أخرى" (‪.)5‬‬
‫وتقريًبا جممل التعاريف تشرتك يف أن املقارنة املرجعية هي الرتكيز على اختيار املؤسسات املنافسة الناجحة أو‬
‫الرائدة يف نفس الصناعة أو صناعة أخرى‪ ،‬كأساس للمقارنة‪ ،‬بغرض إعادة بناء طريقة األداء من ممارسات‬
‫وأنشطة وبرامج وإجراءات‪...‬إخل‪ ،‬على النهج الذي يتم يف املؤسسات املرجعية‪ ،‬ومن خالل املقارنة يتم‬
‫التعرف على الفروقات املوجودة واليت جيب تكييفها لتحقيق أداء أفضل من خالل تبيّن إسرتاتيجيات حتقق هذا‬
‫التكيف والتميز بـه‪.‬‬

‫( (*)‬
‫من مسميات المفهوم‪ :‬المقارنة المرجعية – القياس النمطي – المقارنة القياسية ألداء العمليات ‪...‬إلخ‬
‫)‪(2‬‬
‫‪Ahmed Hamadonche: Op.cit, P 90.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫‪Ibid: P 62.‬‬
‫‪4 4‬‬
‫‪( ) Ibid: P 62.‬‬
‫‪ ) 5(5‬توفيق محمد عبد المحسن‪ :‬بحوث التسويق وتحديات المنافسة الدولية‪ ،‬دار النهضة العربية للنشر‪ ،‬مصر‪ ،2001 ،‬ص ‪38‬‬
‫‪93‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تقييم تطبيق أدوات التحليل السرتاتيجي يف املؤسسات الصغرية و املتوسطة‬

‫فوائد المقارنة المرجعيـة‪ :‬إن دور هذا النموذج يكمن فيما يقدمه للمؤسسة من فوائد‪ ،‬واليت تتوقف على‬ ‫‪-2‬‬
‫النقاط التاليـة‪:‬‬
‫‪ -‬تساعد املؤسسة يف التحديد الدقيق للفجوة بني أدائها وأداء املؤسسات املرجعيـة‪.‬‬
‫‪ -‬تضمن ختصيص املوارد بدقة أكرب واستخدام أفضل‪.‬‬
‫‪ -‬تطور إمكانية اإلستجابة السريعة ملتطلبات الزبائن‪.‬‬
‫‪ -‬تساعد املؤسسات على اكتشاف ممارسات جديدة حتقق هلا أهداف جديدة‪.‬‬
‫‪ -‬تساعد يف بناء ميزة تنافسية للمؤسسة من خالل التميز املستمر واملتسارع‪.‬‬
‫‪ -‬تساعد املؤسسة على البقاء يف إطار املنافسة مع املؤسسات الرائدة يف الصناعـة‪.‬‬
‫‪ -‬تعزز إمكانية زيادة اإلنتاجية‪ ،‬وحتقيق عوائد مالية إضافية للمؤسسـة(‪.)1‬‬
‫‪ -‬فهم أفضل للعوامل احلرجة لنجاح املؤسسة‪.‬‬
‫‪ -‬فهـم أفضـل لعمليـات املؤسسـة‪.‬‬
‫‪ -‬التعلم من املؤسسات املرجعية ما هو أفضل للمؤسسة‪.‬‬
‫‪ -‬تطويع هذا التعلم لتطوير أداء املؤسسة خاصة يف اجلانب املايل‪.‬‬
‫‪ -‬املعرفة اجليدة لقدرات املؤسسة‪ ،‬من نقاط قوة وضعف من خالل أحسن تقييم ذايت(‪.)2‬‬
‫ثانيا‪ -‬أنواع المقارنة المرجعيـة‪ ،‬وخطواتهـا‪:‬‬
‫أنواع المقارنة المرجعيـة‪ :‬تنقسم املقارنة املرجعية وحسب أغلب الباحثني والكاتبني يف هذا اجملال إىل‬ ‫‪-1‬‬

‫قسمني رئيسيني مهـا‪:‬‬


‫‪ -1-1‬المقارنة المرجعيـة الداخلية‪ :‬واليت تكمن يف مقارنة أنشطة املؤسس مع مثيالهتا يف نفس املؤسسة األم‪،‬‬
‫ومنه اعتماد وحدات تنظيمية ذال أداء متميز داخل املؤسسة واعتبارها كأساس لتحسني الوحدات‬
‫األخرى‪ ،‬وتعترب سهلة لسهولة مجع املعلومـات‪.‬‬
‫‪ -1-2‬المقارنة المرجعيـة الخارجيـة‪ :‬تكمن يف مقارنة أداء املؤسسة مع مؤسسات أخرى‪ ،‬تعمل يف نفس‬
‫الصناعة أو صناعة أخرى وتنقسم إىل ما يلي‪:‬‬

‫‪ ) 1(1‬محمد بوهزة‪ :‬المقارنة المرجعية ودورها في فعالية المؤسسة‪ ،‬الملتقى الدولي األول حول التسيير الفعال للمؤسسات‬
‫االقتصادية‪ ،‬جامعة محمد بوضياف‪ ،‬المسيلة‪ ،‬الجزائر‪ 5-4 ،‬ماي ‪ ،2005‬ص‪05‬‬
‫)‪( (2‬‬
‫‪Jean Brilman: les meilleurs pratiques de management, édition organisation, Paris, 2001, P249.‬‬
‫‪94‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تقييم تطبيق أدوات التحليل السرتاتيجي يف املؤسسات الصغرية و املتوسطة‬

‫‪ -1-2-1‬المقارنة المرجعية التنافسية‪ :‬حيث تستخدم يف جمال مقارنة املنتجات واخلدمات‪ ،‬األفراد‪،‬‬
‫لتكنولوجيا‪ ،‬السعر‪ ،‬اجلودة‪ ...‬وتعترب صعبة نظَر ا لصعوبة احلصول على معلومات جيدة ودقيقة على‬
‫املنافسني‪.‬‬
‫‪ -1-2-2‬المقارنة المرجعية الوظيفيـة‪ :‬وتستخدم ملقارنة وظائف املؤسسة بوظائف مماثلة يف مؤسسات‬
‫منافسة أو غري منافسة‪ ،‬وعادة ميكن أن يؤدي هذا النوع إىل حتسني األداء حبوايل ‪ ،%35‬وعموًم ا‬
‫ميكن تلخيص هذه األنواع(‪ )1‬يف اجلدول التايل‪:‬‬
‫جدول رقم (‪ :)08‬أنواع املقارنة املرجعيّــة‬
‫النوع‬ ‫المبادئ‬ ‫الجهة المرجعية‬ ‫المـدة‬ ‫األهداف المرجـوة‬
‫املقارنة املرجعية‬ ‫‪ -‬البحث عن األحسن‬ ‫أقسـام‬ ‫‪- 3-6‬‬ ‫‪ -‬التحسني الشريع يف نقاط معينة‬
‫الداخلية‬ ‫‪ -‬املمارســات‬ ‫فـروع‬ ‫أشهـر ‪-‬‬ ‫‪ -‬رمسلــة وتثميـن املهـارات‬
‫املقارنـة‬ ‫‪-‬‬
‫املقارنة املرجعية‬ ‫‪3-6‬‬
‫التحليـل‬ ‫‪-‬‬ ‫‪ -‬املنافسيـن‬ ‫‪ -‬استـدراك املنافســة‬
‫التنافسية‬ ‫أشهـر‬
‫التكيـف‬ ‫‪-‬‬
‫املقارنـة‬ ‫‪-‬‬
‫املقارنة املرجعية‬ ‫‪ - 4-12‬األحسن يف قطاعه‬ ‫‪ -‬تغيري قواعد املنافســة‬
‫التحليـل‬ ‫‪-‬‬
‫الوظيفية‬ ‫أشهـر ‪ -‬مجيع القطاعات املتشاهبة‬ ‫‪ -‬إنشـاء ميزة تنافسيـة‬
‫‪ -‬التكيـف‬
‫تعريف هدف البحـث‬
‫‪Source: Valerie Gouil: Le Benchmarking va beaucoup plus loin que l'analyse‬‬
‫تعريـف املؤسسات املرجعيـة‬
‫‪stratégique, revue l'essentiel du management, Paris, septembre 1997, P112.‬‬
‫إليها البيانات‬
‫يقة مجع‬‫اختيـار طر‬
‫التطرق‬ ‫‪ -2‬خطوات المقارنـة المرجعّيـة‪ :‬حىت تستطيع املؤسسة القيام بعملية املقارنة املرجعية جيب عليها‬
‫من خالل خطوات املقارنة املرجعية املتبناة لدى مؤسسة ‪ ،RankXerox‬وكل خطوة تكون مدخل‬
‫حتديـد فـروق األداء‬
‫سريورة وخمرج‪ ،‬فاملخرجات للخطوة األوىل تكون كمدخل للخطوة الثانية وهكذا ولنجاح عملية املقارنة‬
‫تثبيت عتبات األداء املستقبليـة‬
‫املرجعية البد من التحليل والفهم اجليد لإلجراءات اخلاصة‪ ،‬اإلختيار اجليد للشركاء‪ ،‬اإلقتناع واحرتام القيادة‬
‫اجليدة‪ ،‬مقارنة إجراء اجلهات املرجعية‪ ،‬األعمال والتطبيقات والنتائج(‪ ،)1‬والشكل املوايل يوضح خطوات‬
‫تبليغ نتائج املقارنة واألعمال املقبولة‬
‫إنشاء األهداف الوظيفيـة‬ ‫املقارنة املرجعية ملؤسسة ‪.RankXerox‬‬
‫الشكل رقم (‪:)20‬يوضح خطوات املقارنة املرجعية ملؤسسة ‪RankXerox‬‬
‫‪ ) 1(1‬محمد بوهزة‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.06‬‬
‫األعمـال‬
‫)‪( (1‬‬
‫إعداد خمططـات‬
‫‪Jean Brilman: Op.cit, P252.‬‬
‫إعالن املخططات النوعية وضمان متابعة التطور‬ ‫‪95‬‬

‫إعادة تعريف املؤسسات املرجعية‬


‫الفصل الثاني‪ :‬تقييم تطبيق أدوات التحليل السرتاتيجي يف املؤسسات الصغرية و املتوسطة‬

‫‪1‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪ -1‬التخطيـ ــط‬
‫‪3‬‬

‫‪4‬‬ ‫‪ -2‬التحليـ ــل‬


‫‪5‬‬

‫‪6‬‬ ‫‪ -3‬التكــامــل‬
‫‪7‬‬

‫‪8‬‬
‫‪9‬‬ ‫‪ -4‬العم ـ ــل‬
‫‪10‬‬
‫‪.Source: Ibid, P252‬‬
‫ثالثا‪ -‬حدود استعمال المقارنة المرجعيـة‪ :‬إن املقارنة املرجعية قد تظهر استثمارات جد مكلفة‪ ،‬وأقل مردودية‬
‫إذا كان اقرتاب املؤسسة ليس صحيح اهلدف‪ ،‬خاصة إذا كان حتليل وتقييم الفروقات خاصة التنافسية مل يؤخذ‬
‫بشكل موضوعي‪ ،‬وعلى غرار ذلك‪ ،‬فعالية املقارنة املرجعية ترتبط مبوضوعية املسؤول يف تقييم وضعية املؤسسة‪،‬‬
‫كما أن أخذ منافس كهدف للمقارنة ليس سهَال لصعوبة الوصول إىل بياناه واملعلومات اخلاصة بـه‪.‬‬
‫املقارنة املرجعية ذات خطورة لقيادة املؤسسة إىل نسيان تشكيل اسرتاتيجيات خاصة بظروفها‪ ،‬والعمل‬
‫على اتباع ظروف املؤسسات األخرى(‪.)2‬‬
‫وفيما خيص امكانية تطبيق منوذج املقارنة املرجعية من قبل املؤسسات الصغرية و املتوسطة ‪،‬فهتاك صعوبة‬
‫اذا تعلق األمر باملقارنة اخلارجية‪ ،‬وذلك ألن املعلومات اليت ميكن أن تتوافر حول املؤسسات املرجعية سواء‬
‫املنافسة أو غريها تكون حمدودة جدا‪،‬وتكون عملية املقارنة أبسط اذا كانت املقارنة داخلية لوجود امكانيةأكرب‬

‫) ‪2(2‬‬
‫‪Ahmed Hamadouche: Op.cit, P98.‬‬
‫‪96‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تقييم تطبيق أدوات التحليل السرتاتيجي يف املؤسسات الصغرية و املتوسطة‬

‫لتوافر املعلومات حول املؤسسات املرجعية التابعة لنفس املؤسسة األم اال أن األمر االصعب يتوقف على قدرة‬
‫املسيريين على حتليل هذه املعلومات‪.‬‬
‫المطلب الرابع‪ :‬نموذج مصفوفـة القـرار ‪:MCC‬‬
‫واجهت مناذج حتليل احملافظ حتفضات حوهلا من أمهها عمومية هذه النماذج لرتكيزها على خمرجات‬
‫املؤسسة‪ ،‬هلذا ومن أجل جتاوز حمددات هذه النماذج وباألخص منوذج ‪ BCG‬ينطلق التفكري احلديث من فرضية‬
‫أن املواد النادرة جيب أن تتوزع على األنشطة الداعمة للكفاءة اجلوهرية للتنظيم واليت تساعد يف حتقيق رسالة‬
‫املؤسسة‪.‬‬
‫أوًال‪ -‬بنية مصفوفة القرار‪ :MCC‬مصفوفة القرار‪ MCC‬تعترب أداة للتوزيع املوارد من منظور إسرتاتيجية تتكون‬
‫من حمورين أساسيني‪.‬‬
‫المحور العمودي‪ :‬ميثل رسالة املؤسسة‪ ،‬وما تتضمنه من قيم‪ ،‬وثقافة تنظيمية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫المحور األفقـي‪ :‬ميثل الكفاءة اجلوهرية للمؤسسة‪ ،‬وميكن ملصفوفة ‪ MCC‬أن تقدم دليل لكل طلب للموارد‬ ‫‪-‬‬
‫سواًء لتغذية املشروع أو منتج من خالل اإلجابة على السؤالني التاليني‪:‬‬
‫كيف تعمل املوارد بصورة على املالئمة أو املساعدة يف حتقيق رسالة املؤسسة؟‬ ‫‪‬‬

‫كيف تستعمل وبصورة مرضية ومبا ينمي الكفاءة األساسية للتنظيم؟‬ ‫‪‬‬

‫والشكل املوايل يوضح الشكل العـام للمصفوفـة‪ :‬الشكـل رقم (‪ :)21‬الشكل العام ملصفوفة القرار‪MCC‬‬
‫التـوافق مع الكفـاءة اجلوهر ـّيـة‬
‫عاليـة‬
‫التخفيــف‬ ‫حوافـ ــز‬

‫ضعيفة‬ ‫اإلستنــزاف‬ ‫الذه ــول‬


‫ضعيفة‬ ‫عاليـة‬
‫المصــدر‪ :‬املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.145‬‬
‫إن أكرب فائدة يقدمها النموذج هو إمكانية استخدامه للتقييم اإلسرتاتيجي عند كل مستوى داخل‬
‫املؤسسة(‪.)1‬‬

‫( (‪ )1‬سعد غالب ياسن‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.144‬‬


‫‪97‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تقييم تطبيق أدوات التحليل السرتاتيجي يف املؤسسات الصغرية و املتوسطة‬

‫ثانيًـا‪ -‬مضامين المصفوفة القرار‪ :MCC‬بالنظر إىل املصفوفة فهي مقسمة إىل أربع خانات كل خانة متثل‬
‫متوقعًـا ملنتجات معينـة‪.‬‬
‫فاملنتجات أو املشاريع اليت تقع يف خانة حوافز‪ ،‬ودوافع مالءمتها عالية لكل من الرسالة والقدرات‬
‫التنظيمية (الكفاءات اجلوهريـة)‪ .‬على العكس من ذلك املنتجات أو املشاريع اليت تقع يف خانة االستنزاف متثل‬
‫وحدات تضعف القدرات اإلسرتاتيجية للمؤسسة على املدى الطويل وتكون مرشحة لإللغاء والتصفيـة‪.‬‬
‫واملنتجات أو الوحدات اليت تقع يف اخلانات الباقية يكون وضعها غري واضح بصورة قاطعة إذ تليب‬
‫متطلبات بعد واحد من أبعاد املصفوفة دون اآلخ ــر‪.‬‬
‫فوحدات أو منتجات الذهول تعتمد على القدرات األساسية (الكفاءة اجلوهرية) لكنها ال تتماثل أو‬
‫تتطابق مع رسالة املؤسسة‪ ،‬وهذه املنتجات عادة تكون جذابة ألهنا تستخدم املهارات احلالية املتوفرة‪.‬‬
‫واملشاريع أو املنتجات املتموقعة يف خانة التحفيف فهي تتالءم بدرجة كبرية مع رسالة املؤسسة‪ ،‬وبدرجة‬
‫ضعيفة مع القدرات التنظيمية‪.‬‬
‫عند استخدام مصفوفة القرار‪ MCC‬كل مشروع أو منتج يتم تقيمه لتحديد درجة توافقه مع رسالة‬
‫املؤسسة‪ ،‬والقدرات التنظيمية املتاحة وذلك يف ضوء تضيفني جيد وضعيف بعد ذلك توضع يف اخلانة املناسبة يف‬
‫املصفوفة‪ .‬كما أن املنتجات يف خانة الذهول ميكن حتويلها إىل خانة احلوافز بإعتماد طريقتني‪:‬‬
‫األولى‪ :‬تتصل بتطوير املنتجات بطريقة ما بالتغلب على النقص يف عدم مطابقة املنتجات مع رسالة املؤسسة‪.‬‬
‫الثانية‪ :‬تتضمن تعديل هيكل املصفوفة لتقليل النقص أو التباين مع رسالة املؤسسة‪.‬‬
‫مصفوفة القرار‪ MCC‬هي أداة جيدة لتطبيق املنطق اإلسرتاتيجي على أنواع القرارات اخلاصة بتوزيع‬
‫وتعيني املوارد‪ ،‬ويف نفس الوقت متثل جمال إلختيار رؤى املؤسسة‪ ،‬واسرتاتيجياهتا كأساس يف عملية تطوير‬
‫وحتديث اإلسرتاتيجيات‪ ،‬إىل جانب ذلك هناك مصفوفة ثالثية األبعاد (‪ )x3x‬تستخدم لتطبيق النموذج(‪ )2‬كما‬
‫يوضحه الشكل املوالـي‪:‬‬

‫الشكل رقم(‪ :)22‬مصفوفـة القـرار ‪3×3‬‬


‫التوافق مع الكفاءة التنظيمية‬
‫التوافـق مع‬

‫‪ ) 2(2‬نفس المرجع السابق‪ :‬ص ‪.146‬‬


‫‪98‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬تقييم تطبيق أدوات التحليل السرتاتيجي يف املؤسسات الصغرية و املتوسطة‬

‫الرسال ــة‬

‫المصدر‪ :‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص ‪147‬‬

‫خالصة الفصل‪:‬‬
‫من خالل هذا الفصل مت التعرض إىل جمموعة من أدوات التحليل االسرتاتيجي وكيفية بنائها واألسس اليت‬
‫تقوم عليها بغية مساعدة املؤسسة يف اختيار االسرتاتيجية املناسبة هلا‪ ،‬من البدائل املتاحة هلا‪ ،‬كما أنه ميكن‬
‫للمؤسسة االستعانة بعدد من املعايري اليت يؤدي استخدامها إىل التقليل من البدائل املتاحة‪ ،‬واختيار أفضل‪ ،‬وختتلف‬
‫هذه املعايري من مؤسسة ألخرى لكن وبصفة عامة ميكن ذكر املعايري التاليـة‪:‬‬
‫درجة إلتزام املؤسسة بالتصرفات يف املاضي حيث يصعب تغيري االسرتاتيجية املاضية الناجحة‪ ،‬وحياول األفراد‬ ‫‪-‬‬
‫اإلبقاء عليها أطول مدة ممكنـة‪.‬‬
‫املوازنـة بني املخاطر واملنافع فيتفاوت اخلطر الذي تواجهه املؤسسة عندما ختصص أمواهلا لالستثمار يف بعض‬ ‫‪-‬‬
‫اجملاالت مبقدار العائد من كل استثمـار‪.‬‬
‫التوقيت املالئم للتصرف حيث تؤثر العديد من جوانب الوقت على تقييم اإلختيارات اإلسرتاتيجية البديلة‬ ‫‪-‬‬
‫واملتاحة‪ ،‬من بينها املوعد النهائي إلختاذ القرار‪.‬‬
‫املوارد املتاحة للمؤسسة فهي تشكل قيًد ا على ما ميكن أن تقوم به‪ ،‬كما أهنا ميكن أن تكون مصدًر ا للقوة‬ ‫‪-‬‬
‫اليت تتمتع هبا املؤسسة‪.‬‬
‫مراعاة القوة النسبية للمؤسسة يف الصناعة اليت تعمل هبا فاملؤسسة اليت تتمتع حبصة سوقية كبرية تقوم باختيار‬ ‫‪-‬‬
‫اسرتاتيجية ختتلف عن تلك اليت هلا حصة حمدودة يف السـوق‪.‬‬

‫‪99‬‬

You might also like