Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 3

‫ل‪ .

‬أَلَمْ يَجعَلْ َكي َد ُهمْ‬ ‫ُّك بِأَص َحا ِْ‬


‫ب ال ِفي ِْ‬ ‫ل َرب َْ‬ ‫بسم هللا الرحمن الرحيم ‪ .‬أَلَمْ ت ََْر َكي َْ‬
‫ف فَعَ َْ‬
‫ل‪ .‬فَ َجعَلَ ُهمْ‬
‫ارةْ ِمن ِس ِجي ِْ‬ ‫طي ًرا أَبَا بِي َْ‬
‫ل‪ .‬ت َر ِمي ِهم بِ ِح َج َ‬ ‫علَي ِهمْ َ‬
‫ل َ‬ ‫فِي ت َض ِليلْ‪َ .‬وأَر َ‬
‫س َْ‬
‫َكعَصفْ َّما ُكو ِلْ‬

‫سورة الفيل‬
‫‪1‬‬
‫مكية‪ ،‬خمس آيات‪ ،‬ثالث وعشرون كلمة‪ ،‬ستة وتسعون حرفا‬
‫تسميتها‬

‫ف فَعَ َل َربُّكَ بِأَص َحا ِ‬


‫ب الفِي ِل ؟ أي ألم تعلم علم اليقين‬ ‫سميت سورة (الفيل) الفتتاحها بالتذكير بقصة أصحاب الفيل ‪ :‬أَلَم ت ََر كَي َ‬
‫!ماذا صنع ربك العظيم القدير بأبرهة الحبشي قائد اليمن وأتباعه الذين أرادوا هدم البيت الحرام ؟‬
‫مناسبتها لما قبلها‬
‫ذكر هللا تعالى في السورة السابقة (ال ُه َمزة) حال الهمزة اللمزة الذي جمع ماال‪ ،‬وتعزز بماله‪ ،‬وأفاد تعالى أن المال ال يغني‬
‫‪،‬من هللا شيئا‪ ،‬ثم ذكر في هذه السورة الدليل على ذلك بإيراد قصة أصحاب الفيل الذين كانوا أشد منهم قوة‪ ،‬وأكثر ماال‬
‫‪.‬وأعظم عنوا‪ ،‬وقد أهلكهم هللا بأصغر الطير وأضعفه‪ ،‬ولم يغن عنهم مالهم وال عددهم وال قوتهم شيئا‬
‫ما اشتملت عليه السورة‬
‫هذه السورة المكية مقصورة على بيان قصة أصحاب الفيل الذين اعتمدوا على قوتهم ومالهم وقدرتهم على البطش بجيش‬
‫جرار ال يقهر‪ ،‬ثم أبادهم هللا عن بكرة أبيهم‪ ،‬حينما أرادوا هدم الكعبة‪ ،‬بقصف من الحجارة الربانية المعلقة بأرجل طير‬
‫صغار‪ ،‬وجعلهم كعصف مأكول‪ ،‬أي كبقايا الزرع بعد الحصاد الذي تأكله الماشية‪ ،‬وتعصف به الريح في كل مكان‪.2‬‬
‫المفردات‬
‫أصحاب الفيل‪ :‬وهم أبرهة وقومه‬
‫( كَيدَهُم ) الكيد ‪ :‬إرادة وقوع ضر بغيرك على وجه الخفاء ‪ ،‬والمراد به ‪ :‬عزمهم على تخريب الكعبة وسعيهم على هدم‬
‫البيت‬
‫ضل عنه ‪ :‬إذا ضاع‬
‫(تضليل ) ‪ :‬تضييع وإبطال ‪ ،‬وأصل التضليل ‪ :‬من َ‬
‫( أبابيل ) أي ‪ :‬جماعات متفرقة ‪ ،‬جمع إبالة ‪ ،‬وحكى الفراء إقالة ‪ -‬بالتخفيف ‪ -‬وهي حزمة الحطب الكبيرة ‪ ،‬شبهت بها‬
‫الجماعات من الطير في تضامها ‪ ،‬وقيل ‪ :‬واحده إبيل كسكين ‪ ،‬وقال أبو عبيدة ‪ :‬ال واحد له من لفظه‬
‫(سجيل ) ‪ :‬طين مطبوخ متحجر ‪ ،‬وقيل ‪ :‬حجارة من جهنم‬
‫‪3‬‬
‫( كعصف مأكول ) أي ‪ :‬كتين أكلته الدواب َو َرائته ‪ ،‬أو كورق زرع أصابته آفة فأتلفته‬
‫وفي التفسير شيخ وهبة الزحيلي (الوسيط) الكيد‪ :‬إرادة مضرة بالغير على الخفية‬
‫‪.‬التضليل الخسار والتلف‬

‫‪1‬‬
‫مراح لبيد لكشف معن القرآن المجيد‪ .‬العالمة الشيخ محمد بن عمر نووي الجاوي‪ .‬الجزء الثان‪ .‬دار الكتب العلمية ربيوت ‪ -‬لبنان‪ .‬رقم‬
‫‪٦٦٣.‬‬
‫‪2‬‬
‫المني ف العقيدة والشيعة والمنهج أ‪.‬د‪ .‬وهبة الزحيل المجلد الخامس عش‪ .‬رقم‪٨٠٣-٨٠١ ،‬‬ ‫التفسي ر‬
‫ر‬
‫‪3‬‬
‫التفسي الوسيط للقرآن الكريم‪ .‬لجنة من العلماء‪ .‬الحزب الثالث‪ .‬رقم ‪٢٠١٩‬‬
‫ر‬
‫التفسير‬
‫طيرا أَبَا بِي َل‬
‫علَي ِهم َ‬ ‫ب الفِي ِل‪ .‬أَلَم يَجعَل كَيدَهُم فِي تَضلِيل‪َ .‬وأَر َ‬
‫س َل َ‬ ‫ف فَعَ َل َربُّكَ بِأَص َحا ِ‬
‫‪.‬بسم هللا الرحمن الرحيم ‪ .‬أَلَم ت ََر كَي َ‬
‫ارة ِمن س ِِجي ِل‪ .‬فَ َجعَلَ ُهم َكعَصف ما ُكو ِل‬ ‫ت َرمِ ي ِهم بِحِ َج َ‬
‫ألم تعلم علم اليقين‪ ،‬وكأنك شاهدت الواقعة‪ ،‬بما صنع ربك العظيم القدير بأصحاب الفيل‪ ،‬حيث دمرهم هللا‪ ،‬وحمى بيته‬
‫الحرام‪ ،‬أفال يجدر بقومك أن يؤمنوا باهلل ؟! وقد شاهد بعضهم الواقعة بنفسه‪ .‬ألم تر أن ربك جعل مكرهم وتدبيرهم وسعيهم‬
‫في تخريب الكعبة واستباحة أهلها‪ ،‬في تضليل وانحراف عما قصدوا إليه‪ ،‬وفي تضييع وإبطال‪ ،‬حتى إنهم لم يصلوا إلى‬
‫البيت‪ ،‬وال إلى ما أرادوا بكيدهم‪ ،‬بل أهلكهم هللا تعالى‬
‫وحيث إن قومك أيها النبي يعلمون بهذا األمر‪ ،‬فليخافوا أن يعاقبهم هللا بعقوبة مماثلة‪ ،‬ما داموا يصرون على الكفر باهلل‬
‫تعالى وبرسوله ‪ ،‬وكتابه الكريم ويصدون الناس عن سبيل اإليمان باهلل تعالى‪ .‬وأرسل هللا تعالى على أصحاب الفيل‬
‫جماعات متفرقة من طيور سود أو خضر جاءت من قبل البحر فوجا فوجا‪ ،‬مع كل طائر ثالثة أحجار‪ :‬حجران في رجليه‬
‫وحجر في منقاره‪ ،‬ال يصيب شيئا إال دمره وهشمه‪ ،‬وهي حجارة صغيرة من طين متحجر كالحمصة وفوق العدسة‪ ،‬فإذا‬
‫أصاب أحدهم حجر منها‪ ،‬خرج به الجدري أو الحصبة‪ ،‬حتى هلكوا‬
‫فجعلهم فضالت وبقايا‪ ،‬مثل ورق الزرع أو الشجر إذا أكلته الدواب‪ ،‬ثم رائته‪ ،‬فأهلكهم جميعا‪ .‬هذه هي قصة أصحاب الفيل‬
‫الثابتة ثبوتا قطعيا‪ ،‬أثبتها القرآن‪ ،‬وعاش أحداثها عرب مكة من قريش سنة (‪ ،)٥٧١‬في العام الذي ولد فيه النبي محمد‬
‫‪،‬وهي قصة عجيبة غريبة إلظهار مثال من أمثلة قدرة هللا تعالى‪ ،‬حيث يغفل الناس عن األمثلة الكثيرة الواقعية المشابهة‬
‫‪،‬يتبين منها أن هللا تعالى بقدرته العظيمة قادر على أن يدفع السوء عن البيت الحرام وعن كل ما يريد حمايته في كل وقت‬
‫وهو القادر على أن يعاقب الطغاة المتجبرين‪ ،‬الذين يشركون مع هللا إلها آخر‪ ،‬ويصدون الناس عن البيت الحرام للعبادة‬
‫فيه‪ ،‬وعن اإليمان برسالة الرسول محمد ﷺ وكفى بذلك إنذارا وتحذيرا‪ ،‬وحماية وصونا‪ ،‬وفضال ونعمة‪ ،‬وإعالما بأن هللا‬
‫‪4‬‬
‫جلت قدرته ينصر من يشاء‪ ،‬ويعز من يشاء‪ ،‬ويذل من يشاء‬
‫فضلها ‪ :‬ومن فضائلها ما روي عن النبي ‪ :‬من قرأ سورة الفيل عافاه هللا أيام حياته من الخسف والمسخ ذكره البيضاوي‬
‫‪5‬‬
‫ولكن ال أصل له‬
‫فهرس‬
‫مراح لبيد لكشف معنى القرآن المجيد‪ .‬العالمة الشيخ محمد بن عمر نووي الجاوي‪ .‬الجزء الثاني‪ .‬دار الكتب العلمية‬
‫بيروت‪ -‬لبنان‬
‫التفسير المنير في العقيدة والشريعة والمنهج أ‪.‬د‪ .‬وهبة الزحيلي المجلد الخامس عشر‬
‫التفسير الوسيط للقرآن الكريم‪ .‬لجنة من العلماء‪ .‬الحزب الثالث‬
‫التفسير الوسيط وهبة الزحيلي ‪ -.‬دمشق‪ :‬دار الفكر‬
‫ُلوم القُرآن‪ .‬محمد األمين بن عبد هللا األرمي العلوي الهرري الشافعي‪ .‬دار‬
‫تفسير حدائق الروح والريحان في روابي ع ِ‬
‫طوق النجاة‬
‫الكتاب‬
‫الديانسية عفيف الرحمن (‪)12330214219‬‬
‫كمفولن هارهاب (‪)12330212278‬‬
‫مينا فبرياني (‪)12330222768‬‬

‫‪4‬‬
‫التفسي الوسيط وهبة الزحيل ‪ -.‬دمشق‪ :‬دار الفكر‪ .‬رقم ‪٢٩٣٦-٢٩٣٥‬‬‫ر‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫‪5‬‬
‫تفسي حدائق الروح والريحان ف روان علوم الق ْرآن‪ .‬محمد ر‬
‫األمي بن عبد هللا األرم العلوي الهرري الشافع‪ .‬دار طوق النجاة‪ .‬رقم ‪۳۲۸‬‬ ‫ر‬

You might also like