Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 3

‫كلية العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيير‬ ‫جامعة الجزائر ‪3‬‬

‫تخصص اقتصاد كمي‬ ‫قسم العلوم االقتصادية‬


‫السداسي الخامس‬ ‫مقياس اقتصاد جزئي مطبق‬

‫نظرية سلوك المستهلك‪-‬نظرية المنفعة القياسية‪-‬‬


‫تمهيــد‬
‫تهدف جميع نظريات سلوك المستهلك إلى دراسة المشكلة االقتصادية للمستهلك‪ ،‬أي كيف يوزع موارده المتمثلة في‬
‫دخله النقدي المحدود والمعلوم على السلع والخدمات‪ ،‬وكيف يختار الكميات المختلفة منها في السوق لتحقيق أقصى‬
‫إشباع ‪.‬ولعل أهم هذه النظريات نظرية المنفعة القياسية (التقليدية)‪ ،‬و نظرية المنفعة الترتيبية (منحنيات السواء)‪.‬‬
‫من بين األوائل الذين استخدموا مفهوم المنفعة الحدية في التحليل االقتصادي لسلوك المستهلك ‪Jeremy Bentham‬‬
‫في عام ‪1888‬عندما ا عتبر المنفعة وهي قابلية الشيء على إشباع الحاجة‪ ،‬المحرك األساسي لسلوك المستهلك أثناء‬
‫تحديد طلبه على السلع والخدمات المختلفة والمتعددة‪ ،‬مع افتراضه للقياس الكمي للمنفعة‪.‬‬
‫وقد تبلورت ذات الفكرة لدى رواد المدرسة الكالسيكية من أمثال ‪ Jevons Walras ; Menger،‬إال أن التطور‬
‫الحقيقي لنظرية المنفعة الحديثة كان على يد ‪ Alfred Marshall‬في كتابه مبادئ االقتصاد الصادر سنة ‪، 1920‬أين‬
‫أصبحت نظريته في تحليل سلوك المستهلك نظرية عامة ومقبولة‪.‬‬
‫وانطلق مارشال في صياغ ة نظريته من منطلق أساسي وهو إمكانية القياس الكمي للمنفعة‪ ،‬كما عرف المنفعة بأنها‬
‫قابلية الشيء على االشباع واعتبرها السبب في طلب المستهلك على مختلف السلع والخدمات‪ ،‬كما افترض إمكانية جمع‬
‫منافع السلع المتعددة وفق ما يسمي بمبدأ التجميع للمنافع الكلية‪ .‬واستمرت نظرية مارشال بال تحد إلى أن بلور باريتو‬
‫في عام ‪ 1906‬فكرة عدم ضرورة القياس الكمي للمنفعة‪ ،‬مع اعتقاده بإمكانية قياس المنفعة قياسا ترتيبيا حسب أولويات‬
‫المستهلك ال كميا كما كان مفترضا في السابق‪.‬‬
‫يعتبر أسلوب المنفعة الحدية وأسلوب منحنيات السواء بمثابة نظريات تحاول كّل منهمـا تفسـير كيف يسلك المستهلك‬
‫عند شرائه للسلع والخدمات المختلفة وذلـك في حـدود دخـل محـدود للوصول ألقصى إشباع ممكن لحاجاته ورغباته‬
‫ضمن األسعار السائدة في السوق‪.‬‬

‫أوال‪ /‬مدخل المنفعة القياسية‬


‫االفتراضات التي قامت عليها نظرية المنفعة‪ :‬وأهمها أن‪:‬‬
‫‪-‬سلوك المستهلك عقالني ورشيد‪ :‬أي أنه يتصرف بالطريقة التي تمكنه من إشباع أكبر قدر من حاجاته في حدود‬
‫دخله‪.‬‬
‫‪-‬قابلية المنفعة للقياس‪ :‬أي أن المستهلك بإمكانه أن يقيس المنفعة التي يحصل عليها من استهالك السلعة قياسا عدديا‪،‬‬
‫فالمستهلك يستطيع أن يحدد لكل سلعة يستهلكها عددا يمثل مقدار المنفعة التي يحصل عليها من استهالك السلعة‪.‬‬
‫‪-‬استقاللية المنفعة لكل سلعة من منفعة السلع األخرى‪ ،‬أي أن المنفعة ال تتأثر بمعدل استهالك السلع األخرى‪.‬‬
‫‪-‬أن المنفعة الكلية للمستهلك تمثل مجموع المنافع التي يحققها من استهالكه توليفات مختلفة من السلع‪ ،‬وذلك ما يتيح له‬
‫تغيير الكميات السلعية التي يمكن أن يستهلكها بالشكل الذي يحقق له أكبر منفعة في إطار دخله المحدود وأسعار هذه‬
‫السلع‪.‬‬
‫‪-‬تناقص المنفعة الحدية‪ ،‬أي أن المنفعة تتناقص مع زيادة االستهالك ويمكن أن تصل إلى الصفر ويمكن حتى أن تصبح‬
‫سالبة وهذا ما يعرف بقانون تناقص المنفعة الحدية‪.‬‬
‫‪-‬ثب ات المنفعة الحدية للنقود إذا ما استخدمت النقود كمعيار أو مقياس للمنفعة‪.‬‬
‫‪-2‬مفهوم المنفعة ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫المنفعة هي شدة الرغبة التي يبديها المستهلك للحصول على السلع والخدمات في لحظة معينة وضمن إطار ظروف‬
‫محددة‪ .‬وان ما نشعر به من رغبات يَّو ِلد عندنا حاجات تدفعنا للحصول على السلع والخدمات القابلة إلشباع هذه‬
‫الحاجات‪ ،‬ومن هنا تكتسي السلع والخدمات صفة المنفعة بالمعنى االقتصادي للكلمة وليس بمعناها الشائع‪.‬‬
‫إذن منفعة سلعة ما تكمن في إحساس الفرد بالحاجة إليها‪ ،‬وكلما كان االحتياج إلى سلعة ما أشد كلما كانت المنفعة‬
‫الناتجة عن استهالكها أكبر‪ ،‬ومنه فان المنفعة تعني قدرة السلعة على إشباع حاجة معينة يشعر بها اإلنسان في وقت‬
‫معين‪.‬‬
‫‪-3‬المنفعة الكلية والمنفعة الحّدية ومبدأ تناقص المنفعة‬
‫‪-‬المنفعة الكلية‪ :‬عبارة عن إجمالي كمية المنفعة التي يحصل عليها المستهلك نتيجة استهالكه لوحدات السلعة أو السلع‬
‫الداخلة في تركيبه االستهالكي‪ ،‬وهي مجموع منافع الوحدات المختلفة المستهلكة من السلعة‪.‬‬
‫ويمكن التعبير عن دالة المنفعة الكلية بالشكل التالي‪:‬‬
‫)𝑧 ‪TUx=𝑓(𝑥. 𝑦.‬‬
‫حيث‪ TU:‬تمثل المنفعة الكلية‪.‬‬
‫(‪)X.Y.Z‬تمثل الكميات المستهلكة من السلع‪.‬‬
‫المنفعة الحدية‪ :‬هي مقدار ما تضيفه الوحدة األخيرة المستهلكة من سلعة ما‪ ،‬أو هي مقدار التغير في المنفعة الكلية‬
‫نتيجة تغير عدد الوحدات المستهلكة من سلعة ما بوحدة واحدة‪.‬‬
‫وتحسب في حالة بيانات متقطعة (بيانات في جدول) كمايلي‪:‬‬
‫𝟏𝑥𝑇𝑈‪Δ𝑇𝑈𝑥 𝑈𝑇𝑥𝟐−‬‬ ‫التغير في المنفعة الكلية‬
‫= 𝑋𝑈𝑀‬
‫‪Δx‬‬
‫=‬ ‫𝟏𝑥‪𝑥𝟐−‬‬
‫=‬
‫التغير في السلعة𝑥‬
‫أما في حالة بيانات مستمرة فتأخذ الشكل التالي‪:‬‬
‫𝑥𝑈𝑇𝛿‬
‫= 𝑋𝑈𝑀‬
‫𝑥𝛿‬
‫‪-4‬العالقة بين المنفعة الكلية والمنفعة الحدية‬
‫مثال‪:‬يمثل الجدول التالي قيم المنفعة الكلية والحدية لمستهلك نتيجة استهالكه للسلعة ‪: x‬‬
‫‪Qx‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪9‬‬
‫‪TUx‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪17‬‬
‫‪MUx‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪2-‬‬ ‫‪3-‬‬ ‫‪4-‬‬
‫المطلوب‪:‬مثل بيانيا كل من المنفعة الكلية والحدية‪ ،‬مع الشرح‪.‬‬
‫‪30‬‬
‫حد االشباع‬
‫‪25‬‬

‫‪20‬‬

‫‪15‬‬

‫‪10‬‬

‫‪5‬‬

‫‪0‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪MUx=0‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪MUX‬‬ ‫‪10‬‬
‫‪-5‬‬
‫‪QX‬‬
‫‪-10‬‬

‫‪2‬‬
‫من خالل الشكل يمكن استنتاج ما يلي‪:‬‬
‫تتزايد المنفعة الكلية باستمرار كلما تزايدت عدد الوحدات المستهلكة من السلعة‪ ،x‬إال أن هذه الزيادات في المنفعة الكلية‬
‫تكون متزايدة بمعدل متزايد بسبب تزايد المنفعة الحدية‪ ،‬ثم متزايدة بمعدل متناقص بسبب تناقص المنفعة الحدية‪ ،‬إلى‬
‫غاية الوصول إلى حد اإلشباع الكامل بين الوحدتين(‪ )5.6‬ليشهد بعدها تناقص المنفعة الكلية مهما زاد المستهلك من‬
‫الوحدات االستهالكية للسلعة ‪.x‬‬
‫‪-‬بينما بالنسبة للمنفعة الحدية فنالحظ أنها تتزايد إلى أن تصل إلى حدها األقصى ثم تبدأ بعدها بالتناقص كلما استهلكت‬
‫وحدات إضافية من السلعة ‪ x‬حتى تنعدم عند مستوى اإلشباع الكامل وبعدها تصبح سالبة‪ ،‬وتسمى هذه الظاهرة بقانون‬
‫تناقص المنفعة الحدية‪.‬‬
‫‪-5‬مبدأ تناقص المنفعة‪:‬‬
‫يعتبر هذا القانون ذا أهمية خاصة في تفسير سلوك المستهلك ومفاده أنه عند استمرار الفرد في استهالك وحدات متماثلة‬
‫من سلعة ما فان المنفعة الحدية البد وأن تبدأ في التناقص بعد حد معين حتى تصل إلى الصفر عند حد اإلشباع‪.‬‬
‫ويعود سبب تناقص المنفعة الحدية لسببين‪:‬‬
‫‪ ‬أن السلع ال يمكن أن تكون بدائل عن بعضها البعض‪ ،‬إذ أن كل سلعة منها تتميز بخصائص محددة تجعلها‬
‫صالحة إلشباع حاجة واحدة أو عدد محدود من الحاجات دون غيرها‪ ،‬لذا فان تزايد الكمية المستهلكة من سلعة‬
‫ما وفي وقت محدد البد أن يؤدي إلى تناقص منفعتها الحدية‪.‬‬
‫‪ ‬ال توجد حاجة بشرية غير قابلة لإلشباع‪ ،‬بمعنى أن أي حاجة البد أن تشبع باستهالك الوسيلة المناسبة وبكمية‬
‫محددة سواء كانت هذه الكمية قليلة أم كثيرة‪ ،‬وبما أن شدة الحاجة تتناقص كلما أشبع جزءا منها بسبب قابلية‬
‫الحاجة للتجزئة‪ ،‬لذلك فان المنفعة تتناقص أيضا إلى أن تصل الصفر عند نقطة اإلشباع الكامل‪.‬‬
‫لقد توصل العالم األلماني هيرمان جوشن إلى قانون عرف باسمه ويقضي بأن شدة المتعة تبلغ حدا معينا ثم تبدأ‬
‫بالتناقص حتى تنتهي باالختفاء‪ .‬وقد استعار بعض االقتصاديين هذا القانون وطبقوه على المنفعة من أمثال مارشال‪،‬‬
‫وانتهوا بذلك إلى أن المنفعة اإلضافية الناجمة عن استهالك وحدات إضافية ومتجانسة من سلعة ما تتناقص بزيادة‬
‫الوحدات المستهلكة منها حتى تنعدم عند اإلشباع‪ ،‬وإذا ما استمر االستهالك لهذه الوحدات من السلعة وفي نفس الفترة‬
‫الزمنية‪ ،‬فقد تتحول المنفعة الموجبة إلى منفعة سالبة ( ألم أو ضرر)‪ ،‬وقد أطلق على هذه الظاهرة " مبدأ تناقص‬
‫المنفعة الحدية" كما يمكن القول أنه عندما تزداد الكمية المستهلكة من السلعة ما تزداد معها المنفعة الكلية‪ ،‬ولكن بمعدل‬
‫متناقص‪ ،‬وعندما تبلغ الكمية المستهلكة حد إشباع تصل المنفعة الكلية إلى حدها األعظم وتنعدم بالمقابل المنفعة الحدية‪.‬‬
‫ولما كانت المنفعة الحدية هي منفعة آخر وحدة مستهلكة من سلعة ما‪ ،‬فان مبدأ تناقص المنفعة يقر بان المنفعة الحدية‬
‫التي يحصل عليها المستهلك من أي سلعة تتناقص كلما زادت الكمية التي يستهلكها من هذه السلعة؛ وبالتالي فان المنفعة‬
‫الكلية تتزايد ولكن بمعدالت متناقصة‪ ،‬والمنفعة الحدية تكون متناقصة لكنها موجبة‪.‬‬
‫‪-6‬نقد نظرية المنفعة القياسية‪:‬‬
‫وجهت لنظرية المنفعة القياسية بعض االنتقادات التي نذكر منها‪:‬‬
‫‪-‬أثبت الواقع استحالة قياس المنفعة قياسيا عدديا‪ ،‬ألنه ال يمكن قياس اإلحساس الشخصي قياسا عدديا (اإلحساس‬
‫باإلشباع أو السعادة أو األلم ‪...‬الخ)؛‬
‫‪-‬أصبح سلوك المستهلك ال يستند على الرشادة والعقالنية بشكل مطلق‪ ،‬إذ يظهر الواقع تأثر هذا األخير بعدة مؤثرات‬
‫كالتقليد واإلعالن والدعاية وكذا العادات واألعراف والتقاليد؛‬
‫‪-‬اهتمت نظرية المنفعة الحدية بجانب الطلب وأهملت جانب العرض‪ ،‬إذ افترضت أن قيمة السلعة تتحدد على أساس‬
‫الطلب ‪ ،‬إال أن قيمة السلعة تتحدد على أساس كل من العرض والطلب‪.‬‬

‫‪3‬‬

You might also like