Professional Documents
Culture Documents
1698306694
1698306694
1
المنفعة هي شدة الرغبة التي يبديها المستهلك للحصول على السلع والخدمات في لحظة معينة وضمن إطار ظروف
محددة .وان ما نشعر به من رغبات يَّو ِلد عندنا حاجات تدفعنا للحصول على السلع والخدمات القابلة إلشباع هذه
الحاجات ،ومن هنا تكتسي السلع والخدمات صفة المنفعة بالمعنى االقتصادي للكلمة وليس بمعناها الشائع.
إذن منفعة سلعة ما تكمن في إحساس الفرد بالحاجة إليها ،وكلما كان االحتياج إلى سلعة ما أشد كلما كانت المنفعة
الناتجة عن استهالكها أكبر ،ومنه فان المنفعة تعني قدرة السلعة على إشباع حاجة معينة يشعر بها اإلنسان في وقت
معين.
-3المنفعة الكلية والمنفعة الحّدية ومبدأ تناقص المنفعة
-المنفعة الكلية :عبارة عن إجمالي كمية المنفعة التي يحصل عليها المستهلك نتيجة استهالكه لوحدات السلعة أو السلع
الداخلة في تركيبه االستهالكي ،وهي مجموع منافع الوحدات المختلفة المستهلكة من السلعة.
ويمكن التعبير عن دالة المنفعة الكلية بالشكل التالي:
)𝑧 TUx=𝑓(𝑥. 𝑦.
حيث TU:تمثل المنفعة الكلية.
()X.Y.Zتمثل الكميات المستهلكة من السلع.
المنفعة الحدية :هي مقدار ما تضيفه الوحدة األخيرة المستهلكة من سلعة ما ،أو هي مقدار التغير في المنفعة الكلية
نتيجة تغير عدد الوحدات المستهلكة من سلعة ما بوحدة واحدة.
وتحسب في حالة بيانات متقطعة (بيانات في جدول) كمايلي:
𝟏𝑥𝑇𝑈Δ𝑇𝑈𝑥 𝑈𝑇𝑥𝟐− التغير في المنفعة الكلية
= 𝑋𝑈𝑀
Δx
= 𝟏𝑥𝑥𝟐−
=
التغير في السلعة𝑥
أما في حالة بيانات مستمرة فتأخذ الشكل التالي:
𝑥𝑈𝑇𝛿
= 𝑋𝑈𝑀
𝑥𝛿
-4العالقة بين المنفعة الكلية والمنفعة الحدية
مثال:يمثل الجدول التالي قيم المنفعة الكلية والحدية لمستهلك نتيجة استهالكه للسلعة : x
Qx 0 1 2 3 4 5 6 7 8 9
TUx 0 4 14 20 24 26 26 24 21 17
MUx - 4 10 6 4 2 0 2- 3- 4-
المطلوب:مثل بيانيا كل من المنفعة الكلية والحدية ،مع الشرح.
30
حد االشباع
25
20
15
10
5
0
0 2 4 MUx=0 6 8 MUX 10
-5
QX
-10
2
من خالل الشكل يمكن استنتاج ما يلي:
تتزايد المنفعة الكلية باستمرار كلما تزايدت عدد الوحدات المستهلكة من السلعة ،xإال أن هذه الزيادات في المنفعة الكلية
تكون متزايدة بمعدل متزايد بسبب تزايد المنفعة الحدية ،ثم متزايدة بمعدل متناقص بسبب تناقص المنفعة الحدية ،إلى
غاية الوصول إلى حد اإلشباع الكامل بين الوحدتين( )5.6ليشهد بعدها تناقص المنفعة الكلية مهما زاد المستهلك من
الوحدات االستهالكية للسلعة .x
-بينما بالنسبة للمنفعة الحدية فنالحظ أنها تتزايد إلى أن تصل إلى حدها األقصى ثم تبدأ بعدها بالتناقص كلما استهلكت
وحدات إضافية من السلعة xحتى تنعدم عند مستوى اإلشباع الكامل وبعدها تصبح سالبة ،وتسمى هذه الظاهرة بقانون
تناقص المنفعة الحدية.
-5مبدأ تناقص المنفعة:
يعتبر هذا القانون ذا أهمية خاصة في تفسير سلوك المستهلك ومفاده أنه عند استمرار الفرد في استهالك وحدات متماثلة
من سلعة ما فان المنفعة الحدية البد وأن تبدأ في التناقص بعد حد معين حتى تصل إلى الصفر عند حد اإلشباع.
ويعود سبب تناقص المنفعة الحدية لسببين:
أن السلع ال يمكن أن تكون بدائل عن بعضها البعض ،إذ أن كل سلعة منها تتميز بخصائص محددة تجعلها
صالحة إلشباع حاجة واحدة أو عدد محدود من الحاجات دون غيرها ،لذا فان تزايد الكمية المستهلكة من سلعة
ما وفي وقت محدد البد أن يؤدي إلى تناقص منفعتها الحدية.
ال توجد حاجة بشرية غير قابلة لإلشباع ،بمعنى أن أي حاجة البد أن تشبع باستهالك الوسيلة المناسبة وبكمية
محددة سواء كانت هذه الكمية قليلة أم كثيرة ،وبما أن شدة الحاجة تتناقص كلما أشبع جزءا منها بسبب قابلية
الحاجة للتجزئة ،لذلك فان المنفعة تتناقص أيضا إلى أن تصل الصفر عند نقطة اإلشباع الكامل.
لقد توصل العالم األلماني هيرمان جوشن إلى قانون عرف باسمه ويقضي بأن شدة المتعة تبلغ حدا معينا ثم تبدأ
بالتناقص حتى تنتهي باالختفاء .وقد استعار بعض االقتصاديين هذا القانون وطبقوه على المنفعة من أمثال مارشال،
وانتهوا بذلك إلى أن المنفعة اإلضافية الناجمة عن استهالك وحدات إضافية ومتجانسة من سلعة ما تتناقص بزيادة
الوحدات المستهلكة منها حتى تنعدم عند اإلشباع ،وإذا ما استمر االستهالك لهذه الوحدات من السلعة وفي نفس الفترة
الزمنية ،فقد تتحول المنفعة الموجبة إلى منفعة سالبة ( ألم أو ضرر) ،وقد أطلق على هذه الظاهرة " مبدأ تناقص
المنفعة الحدية" كما يمكن القول أنه عندما تزداد الكمية المستهلكة من السلعة ما تزداد معها المنفعة الكلية ،ولكن بمعدل
متناقص ،وعندما تبلغ الكمية المستهلكة حد إشباع تصل المنفعة الكلية إلى حدها األعظم وتنعدم بالمقابل المنفعة الحدية.
ولما كانت المنفعة الحدية هي منفعة آخر وحدة مستهلكة من سلعة ما ،فان مبدأ تناقص المنفعة يقر بان المنفعة الحدية
التي يحصل عليها المستهلك من أي سلعة تتناقص كلما زادت الكمية التي يستهلكها من هذه السلعة؛ وبالتالي فان المنفعة
الكلية تتزايد ولكن بمعدالت متناقصة ،والمنفعة الحدية تكون متناقصة لكنها موجبة.
-6نقد نظرية المنفعة القياسية:
وجهت لنظرية المنفعة القياسية بعض االنتقادات التي نذكر منها:
-أثبت الواقع استحالة قياس المنفعة قياسيا عدديا ،ألنه ال يمكن قياس اإلحساس الشخصي قياسا عدديا (اإلحساس
باإلشباع أو السعادة أو األلم ...الخ)؛
-أصبح سلوك المستهلك ال يستند على الرشادة والعقالنية بشكل مطلق ،إذ يظهر الواقع تأثر هذا األخير بعدة مؤثرات
كالتقليد واإلعالن والدعاية وكذا العادات واألعراف والتقاليد؛
-اهتمت نظرية المنفعة الحدية بجانب الطلب وأهملت جانب العرض ،إذ افترضت أن قيمة السلعة تتحدد على أساس
الطلب ،إال أن قيمة السلعة تتحدد على أساس كل من العرض والطلب.
3