Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 16

See discussions, stats, and author profiles for this publication at: https://www.researchgate.

net/publication/359176635

٢٠١١ ‫اﻻﺳﺘﺮاﺗﻴﺠﻴﺔ اﻻﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﺗﺠﺎه ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺨﻠﻴﺞ اﻟﻌﺮﺑﻲ ﺑﻌﺪ ﻋﺎم‬

Article · September 2019

CITATIONS READS
0 834

1 author:

Muthanna Ali Almahdawy


University of Baghdad
60 PUBLICATIONS 0 CITATIONS

SEE PROFILE

All content following this page was uploaded by Muthanna Ali Almahdawy on 11 March 2022.

The user has requested enhancement of the downloaded file.


‫االستراتيجية االمريكية تجاه منطقة الخليج العربي بعد ‪2011‬‬

‫ا‪.‬د مثنى علي المهداوي‬


‫ان التطورات السياسية االخيرة التي تشهدها منطقة الخليج العربي سيكون لها‬
‫انعكاسات على عدة جوانب سياسية واقتصادية واجتماعية ‪ ،‬واهم صور هذه‬
‫االنعكاسات تراجع السيطرة الشمولية للعوائل الحاكمة في دول مجلس التعاون‬
‫الخليجي ‪.‬‬
‫ومثل هذه التداعيات سيكون لها انعكاسات على االستراتيجية االمريكية تجاه منطقة‬
‫الخليج العربي ‪ ،‬فالواليات المتحدة تعد منطقة الخليج العربي من المناطق الحيوية‬
‫االسترتيجية لعدة اسباب سياسية واقتصادية ‪ .‬ويأتي وجود اكبر احتياطي نفطي عالمي‬
‫في هذه المنطقة في مقدمة االسباب التي تدفع الواليات المتحدة العطائها اهمية خاصة‬
‫‪ ،‬اال ان هناك اكثر من تهديد داخلي وخارجي المدادات النفط من هذه المنطقة للعالم‬
‫‪ ،‬فاطاللة ايران على الجزء الشرقي من الخليج وسيطرتها الجزئية على مضيق هرمز‬
‫يمثل احدى هذه التهديدات لهذه االمدادات ‪ .‬كما ان التغيرات في هذه المنطقة اذا لم‬
‫تكن مسي طر عليها من قبل الواليات المتحدة تمثل تهديد لمصالح االخيرة ‪ .‬وهنا تأتي‬
‫اهمية هذه التغيرات في منطقة الخليج العربي على االستراتيجية االمريكية تجاه الخليج‬
‫العربي ‪.‬‬
‫ويهدف هذا البحث الى االجابة عن التساؤالت االتية ‪ :‬ماهي اهمية منطقة الخليج‬
‫العربي بالنسبة للواليات المتحدة ‪ ،‬وكيف اثرت احداث ‪ 11‬ايلول ‪ 2001‬والحرب‬
‫االمريكية على العراق ‪ 2003‬والتغيرات في المنطقة العربية بعد ‪ 2011‬على‬
‫االستراتيجية االمريكية تجاه منطقة الخليج العربي ‪ ،‬واي من االبعاد االمنية‬
‫واالقتصادية والسياسية سوف يؤثر مستقبال اكثر في االستراتيجية االمريكية تجاه‬
‫الخليج العربي ‪.‬‬
‫اوال ‪ :‬اهمية منطقة الخليج العربي للواليات المتحدة‬
‫يمثل الخليج العربي اهمية خاصة للواليات المتحدة ‪ ،‬فهذه المنطقة انتقلت بالتدريج‬
‫لتصبح احد مراكز القلب بالنسبة لالسترتيجية االمريكية والتي تعني ان السياسة‬
‫االمريكية على استعداد الي نوع من انواع الحروب لمنع تلك المنطقة من السقوط‬
‫بايدي خصومها ‪ .‬ولقد اضحى من المسلم به ان معضلة االمن في النظام االقليمي‬
‫الخليجي ليست هي معضلة داخلية او اقليمية ‪ ،‬وانما هي في المقام االول مرتبطة‬
‫بالسياسات االمر يكية ‪ .‬فالواليات المتحدة وان كانت قد تواجدت في الخليج العربي‬
‫منذ الربع االول من القرن التاسع عشر ‪ ،‬لكن توليها مسؤولية االمن في المنطقة يرتبط‬
‫باعالن بريطانيا عام ‪ 1971‬عن انسحابها منها ‪ ،‬فاعلنت منذ ذلك التاريخ ان اهدافها‬
‫في منطقة الخليج العربي تتمثل بما يأتي ‪ :‬تعزيز االمن االقليمي ‪ ،‬وضمان حرية‬
‫الوصول الى الموارد واالسواق دونما عائق ‪ ،‬والحفاظ على حرية المالحة ‪ ،‬وحماية‬
‫المواطنيين االمريكيين والممتلكات ‪ ،‬وتدعيم امن الحلفاء واالصدقاء االقليميين ( ‪) 1‬‬
‫‪.‬‬
‫لقد كان المحافظة على االمن واالستقرار الهدف الرئيس في االستراتيجية االمنية‬
‫االمريكية طوال السبعينات من القرن الماضي في الخليج عن طريق التقرب غير‬
‫المباشر ‪ ،‬فاالمن يعني القدرة العسكرية للدول الخليجية الرئيسة للتدخل وحسم اي‬
‫وضع يهدد االستقرار‪ ،‬والمثال االوضح لالمن بالمفهوم االمريكي كان التدخل‬
‫العسكري في قمع ثورة اقليم ظفار في عمان ودعم السلطان قابوس بن سعيد ‪ ،‬الن‬
‫انتصار الثورة كان يشكل تهديدا الستقرار االنظمة في الخليج العربي ‪ .‬فاالستقرار‬
‫كان يعني وجود انظمة سياسية ثابتة ال تعاني من مشكالت داخلية وقادرة على مجابهة‬
‫اية مشكالت طارئة بالسرعة والفاعلية والحزم ‪ ،‬وصديقة للواليات المتحدة ( ‪. ) 2‬‬
‫ان نقطة التحول االساسية في السياسة االمريكية في منطقة الخليج العربي كانت‬
‫نجاح الثورة االسالمية في ايران ‪ ، 1979‬واختالل التوازن االستراتيجي في المنطقة‬
‫‪ ،‬ذلك التوازن الذي كانت ترعاه الواليات المتحدة منذ بداية السبعينيات في القرن‬
‫الماضي ‪ ،‬والذي كان يرتكز على التفوق العسكري االيراني بعده صمام االمان لحماية‬
‫المصالح االمريكية في الخليج ‪ .‬فبسقوط الشاه خسر االمريكيون حليفا قويا ‪ ،‬ولكنهم‬
‫لم يخسرو كل النفوذ الذي يتمتعون به في المنطقة ‪ .‬وبدات تتبلور تدريجيا الصورة‬
‫الجديدة للسياسة االمريك ية على اساس حضور منظور للقوة االمريكية في المحيط‬
‫الهندي ‪ ،‬وتطوير برنامج سياسي – عسكري يجعل دول الخليج االخرى في منعة من‬
‫اي عدوى عوامل عدم االستقرار السيما السعودية (‪.)3‬‬
‫وبعد اندالع الحرب العراقية – االيرانية ‪ ، 1980‬والتي استمرت الى ‪، 1988‬‬
‫كانت لها تداعيات مبكرة اثرت على االستراتيجية االمريكية تجاه منطقة الخليج العربي‬
‫‪ ،‬كما كانت احد الدواعي التي ادت الى تشكيل مجلس التعاون لدول الخليج العربية‬
‫في ‪ 15‬مايو ‪ /‬ايار ‪ 1981‬بعد ان توصل كل من قادة دولة االمارات العربية المتحدة‬
‫‪ ،‬ودولة البحرين ‪ ،‬والمملكة العربية السع ودية ‪ ،‬وسلطنة عمان ‪ ،‬ودولة قطر ‪ ،‬ودولة‬
‫الكويت في اجتماع عقد في ابو ظبي الى صيغة تعاونية تضم الدول الست تهدف الى‬
‫تحقيق التنسيق والتكامل والترابط بين دولهم في جميع الميادين وصوال الى وحدتها‬
‫وفق ما نص عليه النظام االساسي للمجلس ‪ ،‬الذي اكد على تعميق وتوثيق الروابط‬
‫والصالت واوجه التعاون بين مواطني دول المجلس(‪ ، )4‬وهذا كان بتوافق مع‬
‫المصالح االمريكية ‪.‬‬
‫وتعد الحرب العراقية – االيرانية حدثا كبيرا اثر على االمن في الخليج العربي ‪،‬‬
‫وكانت درجة الخطر مختلفة خالل مراحل الحرب ‪ ،‬وظهر جليا للواليات المتحدة ان‬
‫السعودية ست كون الحليف االقوى في المنطقة ‪ ،‬فانهمرت االسلحة على السعودية ‪،‬‬
‫كما انهمرت بدرجة اقل على بقية دول الخليج ‪ ،‬وكانت هناك آثار ايجابية في وضع‬
‫دول الخليج في لعبة االمن في المنطقة ‪ ،‬فقد اصبح لهذه الدول على الرغم من صغرها‬
‫( مساحة وسكانا ) نفوذ سياسي غلب النفوذين االيراني والعراقي ‪ ،‬بسبب دخول‬
‫العراق وايران عزلة دولية فرضت عليها بسبب الحرب ( ‪. ) 5‬‬
‫وبعد حرب الخليج الثانية ‪ 1991‬اختلفت السياسة االمريكية تجاه منطقة الخليج‬
‫العربي فقد اصبحت تستند الى الركائز االستراتيجية االتية ‪:‬‬
‫‪ – 1‬استمرار الوجود العسكري المكثف ( التقرب المباشر ) في الخليج عسكريا ‪،‬‬
‫واقتصاديا ‪ ،‬وسياسيا عن طريق القواعد العسكرية ‪ ،‬واالتفاقات الثنائية مع دول الخليج‬
‫(‪.)6‬‬
‫‪ – 2‬حماية امن المنطقة من كل من العراق وايران ‪ ،‬وهو ما سمي ( بسياسة االحتواء‬
‫المزدوج ) ‪ ،‬وكذلك ان هذا المفهوم يشمل ضمان امن االنظمة السياسية السائدة في‬
‫دول مجلس التعاون ايضا وبالذات امن الحكام ‪ ،‬فضال عن امنها القومي ‪ ،‬ويرتكز‬
‫اساسا على تخويف الحكام من العراق وايران كونهما خطرين محتملين ‪ ،‬وبالتالي‬
‫اجبارهم على قبول الحماية االمريكية ‪ ،‬وشراء المزيد من االسلحة والمعدات ‪ ،‬فضال‬
‫عن دفع مبالغ للواليات المتحدة عن هذه الحماية ( ‪. ) 7‬‬
‫‪ – 3‬العمل على تطبيع العالقات العربية – ( االسرائيلية ) سياسيا ‪ ،‬واقتصاديا ‪،‬‬
‫وتخفيف المقاطعة العربية ( السرائيل ) من خالل مشروع الشرق االوسط الجديد‬
‫الذي طرح بعد حرب الخليج الثانية في مدريد عام ‪ ، 1991‬والذي جاء في وضع‬
‫دولي واقليمي لم يسبق له مثيل ‪ ،‬اذ توفرت كل الفرص امام الواليات المتحدة في‬
‫العمل على اعادة ترتيب االوضاع في المنطقة ( ‪ . ) 8‬فقد اوضحت ازمة الخليج‬
‫‪ 1991 – 1990‬وجود ارتباط بين مشكالت الخليج والصراع العربي –(االسرائيلي)‬
‫‪ .‬اذ حاول العراق الربط بكل الوسائل السياسية والعسكرية بين هذه االزمة والصراع‬
‫في المنطقة مع ( اسرائيل ) ( ‪. ) 9‬‬
‫ومع مظاهر كل هذه التحوالت اال ان المصالح االمريكية الحيوية في الخليج العربي‬
‫لم تتعرض لتغييرات اساسية ‪ ،‬وان الذي تغير هو وسائل تحقيق هذه المصالح في‬
‫حقبة التسعينيات من القرن الماضي ( ‪. ) 10‬‬
‫ثانيا ‪ :‬االستراتيجية االمريكية تجاه الخليج العربي بعد احداث ‪ 11‬ايلول ‪2001‬‬
‫ان االزمة التي اثارتها احداث ‪ 11‬سبتمبر ‪ /‬ايلول ‪ 2001‬كانت ازمة عالمية‬
‫وشاملة ‪ ،‬فهي عالمية النها اقحمت بلدانا مختلفة عديدة في النزاع ‪ ،‬وهي شاملة النها‬
‫انطوت على تاثير في مستويات متعددة عسكرية ‪ ،‬وسياسية ‪ ،‬واقتصادية ‪ ،‬وثقافية (‬
‫‪. ) 11‬‬
‫ان االدارة االمريكية بعد احداث ‪ 11‬ايلول بدأت تشعر بان العالم قد تغير ‪ ،‬وان‬
‫الواليات المتحدة ومصالحها الحيوية مهددة ‪ ،‬ومن ثم فانها طالبت بالحصول على دعم‬
‫قوي من حلفائها في منطقة الخليج العربي لمواجهة مااسمته باالرهاب ضد الواليات‬
‫المتحدة ‪ ،‬وطالبت بالتعاون المطلق الى حد كبير من دول المنطقة السيما فيما يتعلق‬
‫بالتعرف على هوية االشخاص واالفراد الذين قدموا الدعم او لعبوا دورا في هذه‬
‫العمليات ‪ ،‬او شاركوا فيها بطريقة او اخرى ‪ ،‬او يقدموا الدعم لمنظمات اسالمية‬
‫متشددة ‪ ،‬او منظمات تعدها الواليات المتحدة ارهابية او معادية لها (‪ . )12‬اذ ان‬
‫ط بيعة حرب الواليات المتحدة مع االرهاب بعد احداث ‪ 11‬ايلول ال يمكن حصرها‬
‫في منطقة جغرافية بعينها ‪ ،‬مما يعني ان الواليات المتحدة تتوجد بقواتها لحماية‬
‫مصالحها المنتشرة في العالم ‪ ،‬كما لم تعد القضايا االستخبارية للدول امرا داخليا‬
‫محضا ‪ ،‬اذ ان اثار هذه القضايا قد تمتد عالميا حسب االستراتيجية االمريكية ( ‪13‬‬
‫)‪.‬‬
‫لقد جاءت احداث ‪ 11‬ايلول كذريعة قوية للواليات المتحدة لتزيد من ضغوطها‬
‫على دول الخليج العربي في اتجاه التغيير واالصالح السياسي ‪ ،‬السيما ان المتهمين‬
‫بتنفيذ تلك العمليات ينتمون الى دول عربية ( خليجية ) يفترض انها صديقة للواليات‬
‫المتحدة ‪ ،‬فوفقا لالستراتيجية االمريكية اصبحت المنطقة العربية ‪ ،‬والسيما الخليج‬
‫العربي مكان اليجاد االرهابيين سواء بسبب السياسة االستبدادية ‪ ،‬او مناهجه التعليمية‬
‫المختلفة التي تحرض على الكراهية ‪ ،‬وبالتالي فانها تهدد االستقرار االقليمي الذي‬
‫يضر بالمصالح الحيوية االمريكية في المنطقة ( ‪ . ) 14‬والشك ان هذا التحليل يرتبط‬
‫ايضا بنشر الديمقراطية االمريكية وفق المفهوم االمريكي بما يعزز الهيمنة االمريكية‬
‫العالمية وهو ما اشار اليه زبغنيو بريجنسكي في كتابه رقعة الشطرنج الكبرى بالقول‬
‫( تضيف المثل الديمقراطية المرتبطة بالتراث السياسي االمريكي دعما آخر الى‬
‫مايعتبره البعض " امبرليالية ثقافية " امريكية ) ( ‪. ) 15‬‬
‫وبسبب هذه االوضاع المستجدة واالفكار المتولدة عنها اصبحت الصلة وطيدة بين‬
‫مسالة االرهاب وموضوع االصالح السياسي في تقديرات االستراتيجية االمريكية ‪،‬‬
‫وبما ان منطقة الخليج العربي هي جزء من العالمين العربي واالسالمي ‪ ،‬والذي‬
‫اصبح محل اتهام من جانب الغرب ‪ ،‬فقد كان االكثر تضررا من احداث ‪ 11‬ايلول ‪،‬‬
‫وفي هذا السياق ‪ ،‬فان الواليات المتحدة لم تقترح على دول الخليج العربي اي شكل‬
‫من االشكال الديمقراطية النموذجية ‪ ،‬او التعددية العشوائية ‪ ،‬بل اقترحت توسيع هامش‬
‫المشاركة السياسية لتشمل جميع االطياف السياسية ( ‪. ) 16‬‬
‫وعلى الرغم من كل المواقف التي اتخذتها دول مجلس التعاون الخليجي لالستجابة‬
‫لضغوط االمريكية بشأن التغيير ومواجهة االرهاب ‪ ،‬اال ان ذلك لم يوقف التداعيات‬
‫المسببة لالزمة عليها ‪ ،‬اذ ظهرت اتجاهات داخل االدارة االمريكية تنتقد استمرار‬
‫التحالف مع نظم تسلطية كتلك الموجودة بالخليج العربي ‪ ،‬وشملت الحملة جوانب عدة‬
‫‪ ،‬كجهود االنظمة السياسية في هذه الدول نحو االصالح ‪ ،‬وملف انتهاكاتها لحقوق‬
‫االنسان ‪ ،‬وعالقات بعضها كالسعودية مع الجهات االسالمية ‪ ،‬بل طالت تلك الحملة‬
‫حتى مناهج التعليم على اساس ان تلك المناهج تشجع على االرهاب ( ‪. ) 17‬‬
‫ثالثا ‪ :‬المواقف االمريكية تجاه الخليج بعد الحرب على العراق ‪2003‬‬
‫كانت اغلب الدول العربية بما فيها الخليجية ضد الحرب االمريكية على العراق‬
‫‪ ، 2003‬وذلك ادراكا منها من ان وراء هذه الحرب اهداف امريكية تتجسد في تسويق‬
‫مشروعها للشرق االوسط الكبير ‪ ،‬لذل ك بعد تغييرات ابريل ‪ /‬نيسان ‪ 2003‬في‬
‫العراق لم تتعامل الدول الخليجية مع النظام السياسي الجديد في العراق لمدة طويلة‬
‫بحجة عدم مشروعيته ‪ .‬وبعد ذلك ادركت دول مجلس التعاون الخليجي خطأ هذه‬
‫السياسة الن ذلك يضر بمصالحها من جهة ‪ ،‬ويبعد العراق عن محيطه االقليمي‬
‫العرب ي ‪ .‬فبادرت اغلب دول الخليج الى تبادل الزيارات وفتح السفارات مع العراق (‬
‫‪. ) 18‬‬
‫ويمكن تلخيص اهم المخاطر والتحديات التي تواجه دول مجلس التعاون الخليجي‬
‫بعد الحرب االمريكية على العراق ‪ 2003‬بما يأتي ‪) 19 ( -:‬‬
‫‪ – 1‬خشية الدول الخليجية من المشروع االمريكي للديمقراطية واالصالح على وفق‬
‫النموذج العراقي ‪ ،‬اذ لم تخف االدارة االمريكية مطالبها وشروطها على هذه الدول‬
‫الحداث اصالحات سياسية واجتماعية داخلها بعد الحرب على العراق ‪.2003‬‬
‫‪ – 2‬خوف بعض دول المنطقة من تقسيمها الى دويالت صغيرة ‪ ،‬والسيما الدول‬
‫الكبيرة منها ‪ ،‬مثل السعودية ‪.‬‬
‫‪ – 3‬القلق من احتمال استغالل الواليات المتحدة الخلل الديمغرافي الحاصل في دول‬
‫الخليج العربية ‪ ،‬اذ يميل لصالح الوافدين والعمالة االجنبية ‪ ،‬في ضغطها على هذه‬
‫الدول من اجل احداث التغيير فيها ‪ .‬السيما ان الواليات المتحدة بعد تكريس هيمنتها‬
‫العالمية تستطيع الضغط على المجتمع الدولي وعلى االمم المتحدة بالذات في استصدار‬
‫قرارات بدواعي انسانية ‪ ،‬وعلى سبيل المثال اعطاء حق االنتخاب والترشيح للوافدين‬
‫االجانب ‪ ،‬وبالتالي تتغيير هيكلية هذه االنظمة لغير صالح الفئات الحاكمة ‪.‬‬
‫ومن الواضح ان دول الخليج كانت قلقة من النموذج العراقي ‪ ،‬فالواليات المتحدة‬
‫بعد حربها على العراق ادعت بالعمل على ان يكون العراق نموذجا لالصالح السياسي‬
‫على الطريقة االمريكية لكي تقتدي به دول المنطقة ومنها دول الخليج ‪ ،‬فاالرهاب من‬
‫وجهة النظر االمريكية يولد في مجتمعات مثل هذه الدول ‪ ،‬وان التصدي لالرهاب‬
‫يكمن في اص الح مجتمعات هذه الدول سياسيا ‪ ،‬واجتماعيا ‪ ،‬واقتصاديا ‪ ،‬وثقافيا ‪.‬‬
‫وتعتقد الواليات المتحدة ان تغيير النظام السياسي في العراق سيؤثر في دول الخليج‬
‫العربي ‪ .‬كما ان الوجود العسكري االمريكي في العراق عزز من موقف الواليات‬
‫المتحدة في المنطقة ‪ ،‬فعلى الرغم من الوجود العسكري االمريكي المباشر في منطقة‬
‫الخليج العربي منذ بداية التسعينيات بعد حرب الخليج الثانية ‪ ، 1991‬اال ان التواجد‬
‫في العراق له اهميته الكبيرة ‪ ،‬وذلك بسبب موقع العراق الجيوسياسي ‪ ،‬والنه يقع في‬
‫قلب االزمات يتوسط اقليم الشرق االوسط متربعا على شمال الخليج العربي ‪ ،‬وهذا‬
‫يوجد معيارا جديدا في المنطقة بالكامل اذ ادركت الواليات المتحدة انه اذا ارادت‬
‫الحفاظ على مصالحها في المنطقة مستقبال فال بد لها من التواجد في العراق ( ‪) 20‬‬
‫‪ .‬فمثل هذا التواجد يعطيها حرية حركة كبيرة تجاه دول الخليج العربي في تخفيف‬
‫االعتماد عليها ‪ ،‬ك ما انه يوفر لها دولة مثل العراق تستطيع استثمار امكانياته السياسية‬
‫واالقتصادية والعلمية والثقافية ‪ ،‬وامتداداته القومية والدينية والحضارية في تمرير‬
‫الكثير من سياساتها ‪.‬‬
‫فهناك حقيقة اليمكن اخفائها وهي ان التاثير االمريكي في العراق سيبقى لحقبة غير‬
‫قصيرة ‪ ،‬و على دول الخليج العربي ان تاخذ ذلك بنظر االعتبار في عالقاتها المستقبلية‬
‫مع الواليات المتحدة ‪ ،‬اذ ان مثل هذا التاثير سيكون له تداعيات كبيرة على عالقة‬
‫االخيرة بدول الخليج ( ‪. ) 21‬‬
‫فالمتغير االستراتيجي الذي سيكون امن الخليج معنيا فيه في حال تحققه هو تحول‬
‫ا لعراق الى موازن اقليمي بفعل التاثير االمريكي ‪ ،‬فهكذا تحول يعيد ترتيب االوضاع‬
‫في منطقة الخليج العربي ( ‪. ) 22‬‬
‫رابعا ‪ :‬اثر البعد االمني في االستراتيجية االمريكية تجاه الخليج بعد ‪2011‬‬
‫تعمل االختالالت الهيكلية االساسية على تعقيد اجواء التوتر القائمة في منطقة الخليج‬
‫العربي التي تتكون من دول ومج تمعات تختلف في مستويات تطورها وفي مورادها‬
‫‪ ،‬ولكنها تتقاسم حوضا مائيا ذا اهمية حاسمة لها جميعا ‪ .‬فايران الدولة االكبر مساحة‬
‫واالكثر سكانا لديها ساحل على الخليج يبلغ ‪ 2440‬كيلومتر وتسيطر جزئيا على‬
‫مضيق هرمز ‪ ،‬االمر الذي يعطيها امكانيات كبيرة الستعراض قوتها ‪ .‬والعراق ثاني‬
‫اكبر دولة خليجية ‪ ،‬مع ان عدد سكانه ال يتجاوز نصف تعداد السكان في ايران ‪ ،‬لديه‬
‫كمية كبيرة من االحتياطيات النفطية المؤكدة ‪ ،‬غير انه يعد بالكاد قوة خليجية ‪ ،‬اذ يبلغ‬
‫ساحله على الخليج ‪ 58‬كيلومتر فقط تتحكم به ايران من جانب والكويت من جانب‬
‫آخر ‪ .‬ورغم ان دول مجلس التعاون الخليجي تسيطر فعليا على جميع الشواطئ‬
‫الواقعة على الجانب العربي من الخليج ‪ ،‬فان تعداد سكانها يقل عن نصف سكان ايران‬
‫والعراق مجتمعين ‪ .‬وليس لدى دول مجلس التعاون الخليجي القدرة على حشد قوة‬
‫عسكرية كا فية للدفاع عن اراضيها من التهديد الخارجي ‪ .‬وتشهد مجتمعات الخليج‬
‫تغيرات جذرية في سياق عملية التحديث ‪ ،‬كما ان اتجاهها السياسي في المستقبل‬
‫يعتريه الغموض ‪ ،‬وعالوة على ذلك فان التغير االجتماعي يحدث في دول تضمر‬
‫عداوات وشكوكا تجاه جيرانها لها جذور تاريخية ‪ .‬وتواجه تلك الدول ايضا توترات‬
‫حديثة المنشأ تعود الى االختالف بشان تخصيص الموارد ‪ ،‬وااليديولوجيات المتضادة‬
‫‪ ،‬والمصالح القومية المتنافسة ( ‪. ) 23‬‬
‫وهنا يثار تساؤل كيف لدول صغيرة كبعض دول الخليج العربي ان تحافظ على‬
‫كياناتها الصغيرة وتصون امنها الوطني بدون الركون او االعتماد على قوى عالمية‬
‫كالواليات المتحدة ‪ ،‬ان هذا ممكن فيما اذا تولدت الثقة وتعززت بين الدول الصغيرة‬
‫في هذه المنطقة والكبيرة اقيلميا ‪ ،‬بل ويجب ان تتطابق النوايا مع االقوال ‪ ،‬فليس من‬
‫الصحيح ان تصوغ الدول الكبيرة اقليميا في المنطقة سياسات امنية في ظاهرها او‬
‫في العلن منها مايشير الى سعيها المحافظة على كيانات الدول الصغيرة في المنطقة‬
‫‪ ،‬لكن نواياها وافعالها تدل على غير ذلك ‪ .‬وحادثة غزو العراق للكويت في ‪2‬‬
‫اغسطس ‪ /‬آب ‪ 1990‬مثال على ذلك ‪ ،‬فهذا الغزو اجج هواجس الخشية والخوف ‪،‬‬
‫وهذه الدول الصغيرة من الطبيعي ان تخشى هيمنة دول االقليم عليها ‪ ،‬وبما انها غير‬
‫قادرة على الدفاع عن نفسها وبالتالي المحافظة على كياناتها السياسية ‪ ،‬لذلك فهي تلجأ‬
‫الى قوى عالمية من اجل حمايتها متمثلة حاليا بالواليات المتحدة (‪. )24‬‬
‫وهذا يبين ان التغييرات الحاصلة في منطقة الخليج العربي ‪ ،‬وما قد ينتج عنها من‬
‫تطور مستقبلي قد يغيير المعادالت السياسية القائمة ‪ ،‬لن تؤثر على عالقة دول مجلس‬
‫التعاون الخليجي بالواليات المتحدة ‪.‬‬
‫واذا كانت الشكوك تثار بصورة اكبر على عالقة البحرين المستقبلية بالواليات‬
‫المتحدة اذا ما حدث فيها تبدل سياسي للطبقة الحاكمة ‪ ،‬فحكومة البحرين تتهم ايران‬
‫بالوقوف وراء حركات المعارضة الموجودة في البحرين ( ‪ . ) 25‬ومن المعروف‬
‫العداء الموجود بين كل من الواليات المتحدة وايران والذي قد ينعكس على عالقة‬
‫البحرين مع الواليات ال متحدة اذا ما وصلت للسلطة في البحرين حكومة تمتلك عالقات‬
‫جيدة مع ايران كما يرى بعض المحللين ‪ .‬فان مثل هذا التحليل يبدو اعالميا اكثر منه‬
‫استراتيجيا ‪ ،‬اذ ان وضع البحرين من الناحية االستراتيجية االمنية يحتم عليها البقاء‬
‫ضمن المنظومة االمنية لدول الخليج العربي و بالتالي استمرار عالقتها بالواليات‬
‫المتحدة السيما من الناحية االمنية ‪ ،‬حتى لو وصلت الى السلطة في البحرين قوى‬
‫سياسية تمتلك عالقات جيدة مع ايران ‪.‬‬
‫كما ان حركات المعارضة في البحرين تصاعدت بعد ‪ 2011‬تأثرا بالتغيرات التي‬
‫حدثت في عدد من البلدان العربية ‪ ،‬وهذا م ا اشر اليه المرشد االعلى في ايران اية‬
‫هللا علي خامنئي بنفسه بالقول ( ان مطالب الشعب البحريني ال تختلف عن مطالب‬
‫الثورة التونسية والمصرية عام ‪ . ) 26 ( ) 2011‬وهذا يوضح ان العامل االيراني‬
‫ليس المتغير الرئيس في التغيرات القائمة في البحرين ‪.‬‬
‫واذا كان هذا ال وضع فيما يخص التعامل االمني المستقبلي للبحرين مع الواليات‬
‫المتحدة حتى ولو حصلت تغيرات في داخل البحرين ووصلت قوى للسلطة التعادي‬
‫ايران ‪ ،‬فكيف الحال مع دول الخليج االخرى التي قد يحصل فيها تغيرات وتصل فيها‬
‫قوى للسلطة التمتلك اي دافع لتغيير عالقاتها مع الواليات المتحدة ‪ .‬وعلى هذا االساس‬
‫فان المنظومة االمنية في منطقة الخليج العربي لن تتاثر كثيرا بالتغيرات الحاصلة في‬
‫المنطقة وستبقى محكومة باالستراتيجية االمريكية لالمن في المنطقة ‪.‬‬
‫خامسا ‪ :‬اثر البعد االقتصادي في االستراتيجية االمريكية تجاه الخليج بعد ‪2011‬‬
‫عند الحديث عن البعد االقتصادي لعالقة دول الخليج بالواليات المتحدة يأتي النفط‬
‫كاحد اهم المتغيرات االقتصادية المؤثرة في هذه العالقة ‪ ،‬ذلك ان النفط لم يعد يمثل‬
‫مجاال لتنافس الشركات النفطية االجنبية حول االمتيازات والتنقيب عنه واستخراجه‬
‫وتسويقه ‪ ،‬وانما اصبح مادة استراتيجية تمس عصب الحياة الصناعية للدول المتقدمة‬
‫صناعيا ‪ ،‬وبما يؤثر على مكانتها ورفاهيتها االقتصادية واالجتماعية ‪ .‬وهنا تأتي‬
‫اهمية منطقة الخليج بالنسبة للواليات المتحدة ‪ ،‬فاالخيرة تحولت من دولة شبه مكتفية‬
‫ذاتيا في مجال النفطي ‪ ،‬الى دولة مستوردة للنفط وبكميات مهمة ‪ ،‬والسيما بعد ان‬
‫اخذت حقولها النفطية غير قادرة على تلبية حاجاتها المتنامية من النفط ‪ .‬فضال عن‬
‫النمو االقتصادي الذي يرتبط به نمو معدالت طلبها على النفط ‪ ،‬وهو ما رفع االعتماد‬
‫على نفط الخليج ‪ .‬كما تمثل منطقة الخليج العربي ميدان مهم الستثمارات الواليات‬
‫المتحدة ( ‪. ) 27‬‬
‫هذه االستثمارت اخذت ابعادا اكثر اهمية في ظل ( مشروع الشرق االوسط الكبير‬
‫) الذي اعلنته الواليات المتحدة عام ‪ ، 2004‬فقد اشتمل المشروع على سلسلة من‬
‫البرامج السياسية ‪ ،‬والعسكرية ‪ ،‬واالقتصادية بما في ذلك االجراءات المتعددة‬
‫االطراف والثنائية لنشر الديمقراطية في دول الشرق االوسط وعلى رأسها دول الخليج‬
‫العربي ‪ ،‬فضال عن عروض تجارة حرة للدول على انفراد ( ‪. ) 28‬‬
‫ومن الواضح ان االبعاد االقتصادية لمشروع الشرق االوسط الكبير اليمكن فصلها‬
‫عن االبعاد السياسية واالمنية ‪ ،‬السيما في منطقة الخليج العربي ‪ ،‬وهذا يبين اهمية‬
‫االستثمارات االمريكية في هذه المنطقة ‪ ،‬التي اصبحت احدى ادوات الضغط‬
‫االمريكية على دول الخليج ‪ .‬ففي ظل مشروع الشرق االوسط الكبير فان الديمقراطية‬
‫والتعددية والحفاظ على حقوق االنسان تمثل اولوية بالنسبة للواليات المتحدة ‪ ،‬وان‬
‫كانت وراء هذه االو لوية المصالح االمريكية فان ذلك اليمنع من االقرار بحقيقة تغير‬
‫اتجاهات الدعم االمريكي للحكام في المنطقة العربية بما فيها منطقة الخليج العربي ‪.‬‬
‫السيما ان المصالح االمريكية لن تتضرر عند حدوث تغيرات داخل دول مجلس‬
‫التعاون الخليجي ‪ ،‬بل على العكس قد تجد الواليات المتحدة فرص اكثر للتغلغل‬
‫والسيطرة في هذه المنطقة ولكن بوسائل معاصرة غير الوسائل التقليدية ‪ ،‬اي دعم‬
‫الحكام ‪ .‬ومن هذه الوسائل المعاصرة الوسائل االقتصادية وما يرتبط بذلك من تحقق‬
‫االعتمادية المتبادلة في ظل حرية التبادل االقتصادي والعولمة والثورة المعلوماتية ‪،‬‬
‫و كل ذلك ممكن ان يتحقق للواليات المتحدة اذا ماتحققت تغيرات باتجاه الديمقراطية‬
‫في دول مجلس التعاون الخليجي ‪.‬‬
‫وهنا يجب ان نفهم ان االنفتاح االقتصادي على القطاع الخاص في بعض دول‬
‫الخليج بعد ‪ 2011‬له اكثر من اشارة ال تنحصر في استرضاء الداخل ‪ ،‬بل تمتد الى‬
‫استرضاء الخارج ‪ ،‬اي الواليات المتحدة ‪ ،‬في اشارة من هذه الدول للواليات المتحدة‬
‫على استعدادها الي تنازل في الجانب االقتصادي مقابل البقاء في السلطة ‪.‬‬
‫فبعد احتجاجات الشارع البحريني اعلن رئيس وزراء البحرين خليفة بن سلمان ال‬
‫خليفة في ‪ 29‬مارس ‪ /‬اذار ‪ 2011‬لدى لقائه بمجموعة من فعاليات القطاع التجاري‬
‫( الى دراسة تخفيض وتجميد بعض الرسوم الحكومية لمساعدة التجار وخاصة تجارة‬
‫المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ‪ .‬مؤكدا ان الحكومة تعكف ايضا على مراجعة‬
‫التشريعات واالنظمة من اجل مساعدة القطاع التجاري نحو مزيد من االنطالق ‪.‬‬
‫ووجه رئيس الوزراء البحريني بان يتم توزيع العمل في المشروعات الحكومية على‬
‫عدة مقاولين ) ( ‪ . ) 29‬وهذه العبارة االخيرة تبدو انها اشارة الى الجانب االمريكي‬
‫في تحقيق متطلبات مشروع الشرق االوسط الكبير ‪ ،‬اكثر منها الى الداخل البحريني‬
‫‪ ،‬السيما اذا ما عرفنا ان البحرين كانت من الدول المتحفظة على هذا المشروع ‪ ،‬وان‬
‫ابدت التسهيالت لتطبيقه ‪ .‬اذ جاء على لسان رئيس وزرائها ( ان فرض اية وجهة‬
‫نظر خارجية يشكل تفرد ليس في صالح دول المنطقة ) في اشارة الى مشروع الشرق‬
‫االوسط الكبير ( ‪. ) 30‬‬
‫ان هذه االمثلة توضح ان االبعاد االقتصادية للتغيرات في منطقة الخليج العربي لن‬
‫تؤثر بصورة سلبية على العالقة مع الواليات المتحدة ‪ ،‬بل قد تفسح المجال لمزيد من‬
‫النفوذ االمريكي بالوسائل االقتصادية بما يحقق اهداف االستراتيجية االمريكية في‬
‫المنطقة ‪.‬‬
‫سادسا ‪ :‬اثر البعد السياسي في االستراتيجية االمريكية تجاه الخليج بعد ‪2011‬‬
‫الشك ان للبعد السياسي للتغيرات في منطقة الخليج العربي اهمية خاصة اذ ان‬
‫العالقة المستقبلية لدول هذه المنطقة مع الواليات المتحدة ترتبط بشكل او آخر بهذا‬
‫البعد ‪.‬‬
‫ولذلك فان الواليات المتحدة اذ ما ارادت الحفاظ على مصالحها فعليها ان تعمل‬
‫على االستجابة لطم وحات الشعوب في هذه المنطقة بصورة فعالة في ممارسة اوسع‬
‫للحقوق الديمقراطية ‪ ،‬والحريات ‪ ،‬واالدارة الجيدة لشؤون الحكم ‪ ،‬وصون الكرامة‬
‫الفردية في هذه المجتمعات ( ‪. ) 31‬‬
‫ان التعامل االستراتيجي االمريكي مع التغيرات في منطقة الخليج العربي اليخفي‬
‫حقيقة ان هناك غموض في بعض المواقف السياسية للواليات المتحدة ‪ ،‬بل وحتى‬
‫االفعال من المطالب الشعبية في المنطقة ‪ ،‬وتعود هذه المواقف الى ان هدف الواليات‬
‫المتحدة االول في المنطقة هو الحفاظ على مصالحها ‪ ،‬وتحقيق هذا الهدف يقتضي‬
‫التحسب الى كل االحتماالت ( ‪. ) 32‬‬
‫كما ان الحراك السياسي في منطقة الخليج العربي ‪ ،‬سيكون لها تداعيات شاملة‬
‫السيما على الجانب االجتماعي واالقتصادي واالمني كما سبق ذكره ‪ ،‬وهو ما يتطلب‬
‫من وزارة الدفاع االمريكية اعادة صياغة استراتيجيتها في هذه المنطقة لتتناسب مع‬
‫التغيرات القائمة ‪ ،‬وبما يمكنها من مواجهة التهديدات المحتملة لالمن في الخليج‬
‫العربي ( ‪. ) 33‬‬
‫ان اهم صعوبة تواجه الواليات المتحدة في تعاملها مع البعد السياسي للتغيرات في‬
‫الخليج تتمثل في ايجاد صيغة توافقية تجمع بين الحفاظ على مصالحها واالستجابة‬
‫لمطالب الرأي العام في الخليج في هذه المرحلة القائمة من التغيير(‪ .)34‬اذ ليس كل‬
‫ما ينادي به الرأي العام الخليجي فيما يخص البعد السياسي يتوافق مع التخطيط‬
‫االسترتيجي االمريكي للتغيرات في الخليج ‪ .‬واوضح مثال على صعوبة التوفيق هذه‬
‫ما فعلته الواليات المتحدة عند تعاملها مع المطالب الشعبية في البحرين‪.‬‬
‫وتقدم االزمة التي حدثت بين قطر ودول خليجية اخرى ‪ ،‬بعد ان قامت السعودية‬
‫وشركاؤها بقطع جميع العالقات الدبلوماسية مع قطر في يونيو ‪ /‬حزيران ‪، 2017‬‬
‫دليل اخر على الصعوبة التي تواجهها الواليات المتحدة في تحقيق التوفيق السياسي‬
‫في المنطقة ‪ ،‬اذ كان الموقف االمريكي من االزمة متردد ومتقلب بين اطراف االزمة‬
‫‪ ،‬السيما الطرفين الرئيسين في االزمة السعودية وقطر ‪ .‬ومع ان ادارة الرئيس‬
‫االمريكي ترامب كانت تريد الحفاظ على مصالحها مع كل اطراف االزمة ‪ ،‬اال ان‬
‫عدم قدرة الواليات المتحدة على احتواء االزمة مع ان كل اطراف االزمة الخليجيين‬
‫حلفاء للواليات المتحدة السعودية ‪ ،‬قطر ‪ ،‬االمارات والبحرين ‪ ،‬فضال عن دخول‬
‫العديد من الدول االقليمية اطراف في االزمة تركيا ‪ ،‬ايران ومصر جعل العديد من‬
‫الباحثيين يحمل الواليات المتحدة مسؤولية استمرار هذه االزمة الى المستوى الذي‬
‫بدأت فيه دول اقليمية تستغل ذلك لتمدد نفوذها في المنطقة على حساب النفوذ االمريكي‬
‫كما تفعل تركيا وايران ( ‪. ) 35‬‬
‫ومع هذه الصعوبات فان االستراتيجية االمريكية في التعامل مع التغيرات في الخليج‬
‫العربي ‪ ،‬السيما في بعدها السياسي ‪ ،‬تبدو قادرة على تجاوز العقبات التي ستواجهها‬
‫السياسة االمريكية مستقبال في المنطقة وكفيلة بالحفاظ على المصالح االمريكية هناك‬
‫‪ .‬وهو ما يوضح ان عالقة دول الخليج بالواليات المتحدة لن تتغير كثيرا ‪ ،‬اذ ستبقى‬
‫االخيرة الدولة الفاعلة الرئيسة في المنطقة ‪ ،‬ولن تستطيع دول الخليج ان تغير هذه‬
‫المعادلة مع التغيرات القائمة فيها ‪.‬‬
‫االستنتـــــــــــاج‬
‫ان السمات المشت ركة الكثيرة في دول مجلس التعاون الخليجي تسهل على الواليات‬
‫المتحدة التعامل المستقبلي مع اي تغيرات في هذه الدول ‪ ،‬فمثل هذه السمات سيكون‬
‫لها اثر كبير في تشابه التطورات المستقبلية باتجاه التغيير من حيث التوجه نحو‬
‫الديمقراطية وضعف سلطة العوائل الحاكمة ‪ ،‬وهو ما يوحد التعامل االمريكي‬
‫المستقبلي مع دول مجلس التعاون الخليجي ‪.‬‬
‫واالهم من ذلك ان هذه التغيرات في دول مجلس التعاون الخليجي تحصل بفعل‬
‫الحراك السياسي الداخلي في هذه المنطقة ‪ ،‬وهذا الحراك السياسي له انعكاساته‬
‫االيجابية بالنسبة للواليات المتحدة ‪ ،‬فمن جهة اليحمل الواليات المتحدة احراجات‬
‫تغيير انظمة حاكمة ترتبط معها بعالقات تاريخية ‪ ،‬مع ان هذا التغيير مطلوب في‬
‫ظل مشروع الشرق االوسط الكبير ‪ ،‬ومن جهة ثانية ان هذا الحراك السياسي الضاغط‬
‫باتجاه التغيير ال يحمل اي عداء للواليات المتحدة ‪ ،‬بل على العكس قد يرجع بعض‬
‫الفضل لهذه التغيرات للواليات المتحدة بفعل التغيرات التي حدثت في العراق بعد‬
‫ابريل ‪ /‬نيسان ‪ ، 2003‬والدعم االمريكي للتغيرات في دول المنطقة العربية االخرى‬
‫‪.‬‬
‫ان مستقبل العالقة بين دول مجلس التعاون الخليجي والواليات المتحدة سيتحدد في‬
‫ضوء الحراك السياسي في هذه الد ول ‪ ،‬ومواقف الدول االقليمية من هذا الحراك‬
‫والتغيرات التي تحدث في دول المنطقة العربية االخرى ‪ ،‬وغلبة اي من االتجاهات‬
‫داخل مؤسسة صنع القرار السياسي الخارجي االمريكي القريبة ام البعيدة من العوائل‬
‫الحاكمة في دول مجلس التعاون الخليجي في صياغة االستراتيجية االمريكية‬
‫المستقبلية تجاه منطقة الخليج العربي ‪.‬‬
‫الهوامــــــــــش‬
‫( ‪ ) 1‬د غانم محمد صالح ‪ " ،‬امن الخليج العربي بين االحتكار االمريكي ورغبة‬
‫المشاركة االوربية " ‪ ،‬مجلة العلوم السياسية ‪ ،‬العدد ‪ ، 36‬كلية العلوم السياسية –‬
‫جامعة بغداد ‪ ،‬كانون الثاني – حزيران ‪ ، 2008‬ص ‪. 54‬‬
‫( ‪ ) 2‬اسعد نجم عبود ‪ ،‬الرؤية االمريكية المن الخليج العربي ‪ ،‬رسالة ماجستير غير‬
‫منشورة ‪ ،‬كلية الدفاع الوطني ‪ ،‬جامعة الدفاع الوطني ‪ ،‬بغداد ‪ ، 2008 ،‬ص ‪. 76‬‬
‫( ‪ ) 3‬السيد زهرة ‪ " ،‬استرتيجية القوتين االعظم وقضايا االمن في الخليج " ‪ ،‬مجلة‬
‫الفكر االستراتيجي العربي ‪ ،‬العدد ‪ ، 2‬معهد االنماء العربي ‪ ،‬بيروت ‪، 1981 ،‬‬
‫ص ‪. 87‬‬
‫( ‪ ) 4‬عبدهللا محمد جاسم الجبوري ‪ ،‬العالقات بين الدول العربية الخليجية والدول‬
‫العربية غير الخليجية أطار لتفكير في الواقع والمستقبل ‪ ،‬بحث مستشار غير منشور‬
‫‪ ،‬معهد الخدمة الخارجية – وزارة الخارجية ‪ ،‬بغداد ‪ ، 2006 ،‬ص ‪. 11‬‬
‫( ‪ ) 5‬ظافر محمد العجمي ‪ ،‬امن الخليج العربي ‪ :‬تطوره واشكالياته من منظور‬
‫العالقات االقليمية والدولية ‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية ‪ ،‬بيروت ‪ ، 2006 ،‬ص‬
‫‪. 428‬‬
‫( ‪ ) 6‬ريتشارد نيكسون ‪ ،‬ما وراء السالم ‪ ،‬ترجمة مالك عباس ‪ ،‬االهلية للطباعة‬
‫والنشر ‪ ،‬عمان ‪ ، 1995 ،‬ص ‪. 155‬‬
‫( ‪ ) 7‬اسعد نجم عبود ‪ ،‬مصدر سبق ذكره ‪ ،‬ص ص ‪. 104 – 103‬‬
‫( ‪ ) 8‬شمعون بيريز ‪ ،‬الشرق االوسط الجديد ‪ ،‬ترجمة دار الجليل للنشر ‪ ،‬دار الجليل‬
‫للنشر ‪ ،‬عمان ‪ ،‬ط ‪ ، 1996 ، 2‬ص ‪. 70‬‬
‫( ‪ ) 9‬وليم كوانت ‪ ،‬الصراع العربي – االسرائيلي في التسعينيات احتماالت التسوية‬
‫‪ ،‬في كت اب امتطاء النمر ‪ :‬تحدي الشرق االوسط بعد الحرب الباردة ‪ ،‬تحرير فيبي‬
‫مار و وليم لويس ‪ ،‬ترجمة عبدهللا جمعة الحاج ‪ ،‬مركز االمارات للدراسات والبحوث‬
‫االستراتيجية ‪ ،‬ابو ظبي ‪ ، 1996 ،‬ص ‪. 124‬‬
‫( ‪ ) 10‬د غانم محمد صالح ‪ ،‬مصدر سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪. 58‬‬

‫( ‪ ) 11‬دانا علي صالح ال برزنجي ‪ ،‬السياسة الخارجية االمريكية حيال المملكة العربية‬
‫السعودية بعد احداث ‪ 11‬أيلول ( سبتمبر ) ‪ ، 2001‬رسالة ماجستير غير منشورة ‪،‬‬
‫كلية العلوم السياسية ‪ ،‬جامعة النهرين ‪ ، 2006 ،‬ص ‪. 102‬‬
‫( ‪ ) 12‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص ‪. 81‬‬
‫( ‪ ) 13‬حسن الحاج علي احمد ‪ ،‬حرب أفغانستان ‪ :‬التحول من الجيوستراتيجي الى‬
‫الجيوثقافي ‪ ،‬في كتاب العرب والعالم بعد ‪ 11‬أيلول ‪ /‬سبتمبر ‪ ،‬مركز دراسات الوحدة‬
‫العربية ‪ ،‬بيروت ‪ ، 2002 ،‬ص ص ‪. 259 – 258‬‬
‫( ‪ ) 14‬أحمد يوسف أحمد ‪ ،‬النتائج والتداعيات على الوطن العربي ‪ ،‬في كتاب احتالل‬
‫العراق وتداعياته عربيا واقليميا ودوليا ‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية ‪ ،‬بيروت ‪،‬‬
‫‪ ،2004‬ص‪. 341‬‬
‫( ‪ ) 15‬انظر زبغنيو بريجنسكي ‪ ،‬رقعة الشطرنج الكبرى ‪ :‬االولوية االمريكية‬
‫ومتطلباتها الجيوستراتيجية ‪ ،‬ترجمة امل الشرقي ‪ ،‬االهلية للطباعة والنشر ‪ ،‬عمان ‪،‬‬
‫‪ ، 2004‬ص ‪. 41‬‬
‫( ‪ ) 16‬اسعد نجم عبود ‪ ،‬مصدر سبق ذكره ‪ ،‬ص ص ‪. 152 – 151‬‬
‫( ‪ ) 17‬نصرت عبدهللا البستكي أمن الخليج من غزو الكويت الى غزو العراق ‪:‬‬
‫دراسة لالداء االمني لمجلس التعاون ( ‪ 1981‬م – ‪ 2002‬م ) ‪ ،‬المؤسسة العربية‬
‫للدراسات والنشر ‪ ،‬بيروت ‪ ، 2003،‬ص ‪. 167‬‬
‫( ‪ ) 18‬د حميد شهاب احمد ‪ " ،‬العراق ومنطقة الخليج العربي " ‪ ،‬مجلة العلوم‬
‫السياسية ‪ ،‬العدد ‪ ، 37‬كلية العلوم السياسية – جامعة بغداد ‪ ،‬تموز – كانون االول‬
‫‪ ، 2008‬ص ‪. 183‬‬
‫( ‪ ) 19‬المصدر نفسه ‪ ،‬ص ص ‪. 187 – 186‬‬
‫( ‪ ) 20‬اسعد نجم عبود ‪ ،‬مصدلر سبق ذكره ‪ ،‬ص ص ‪. 171 – 170‬‬
‫( ‪ ) 21‬د حميد شهاب احمد ‪ " ،‬دراسة في اآلفاق المستقبلية لالمن والتعاون في‬
‫منطقة الخليج العربي " ‪ ،‬دراسات سياسية دولية ‪ ،‬العدد ‪ ، 4‬كلية العلوم السياسية –‬
‫جامعة بغداد ‪ ،‬شباط ‪ ، 2005‬ص ‪. 21‬‬
‫( ‪ ) 22‬عبد الجليل مرهون ‪ " ،‬أمن الخليج والمتغير االمريكي " ‪ ،‬مجلة المستقبل‬
‫العربي ‪ ،‬العدد ‪ ، 229‬بيروت ‪ ،‬آذار ‪ /‬مارس ‪ ، 1998‬ص ‪. 19‬‬
‫( ‪ ) 23‬فيبي مار ‪ ،‬الخليج العربي بعد العاصفة ‪ ،‬في كتاب امتطاء النمر ‪ :‬تحدي‬
‫الشرق االوسط بعد الحرب الباردة ‪ ،‬مصدر سبق ذكره ‪ ،‬ص ص ‪. 142 – 141‬‬
‫( ‪ ) 24‬د حميد شهاب احمد ‪ " ،‬دراسة في اآلفاق المستقبلية لالمن والتعاون في‬
‫الخليج العربي " ‪ ،‬مصدر سبق ذكره ‪ ،‬ص ص ‪. 23 – 22‬‬
‫(‪ " ) 25‬البحرين االجندة االيرانية " متطرفة " واسهمت في زعزعة االستقرار " ‪،‬‬
‫جريدة الشرق االوسط ‪ ،‬العدد ‪. 2011 / 3 / 24 ، 11804‬‬
‫( ‪ " ) 26‬المرشد االعلى في ايران خامنئي ‪ :‬احتجاجات البحرين ليست طائفية‬
‫والتختلف عن الثورتين التونسية والمصرية " ‪ ،‬جريدة الشرق االوسط ‪ ،‬العدد‬
‫‪. 2011 / 3 / 23 ، 11803‬‬
‫( ‪ ) 27‬د عبد القادر محمد فهمي ‪ " ،‬النفط والسياسة االمنية في منطقة الخليج العربي‬
‫" ‪ ،‬دراسات سياسية دولية ‪ ،‬العدد ‪ ، 4‬كلية العلوم السياسية – جامعة بغداد ‪ ،‬شبلط‬
‫‪. 2005‬‬
‫( ‪ ) 28‬لمزيد من االطالع انظر ‪ ،‬نص مشروع الشرق االوسط الكبير الذي تقدمت‬
‫به الواليات المتحدة في قمة الدول الثماني عام ‪ ، 2004‬مجلة السياسة الدولية ‪ ،‬العدد‬
‫‪ ، 156‬القاهرة ‪ ،‬نيسان ‪ /‬ابريل ‪ ، 2004‬ص ص ‪. 301 – 279‬‬
‫( ‪ " ) 29‬رئيس وزراء البحرين ‪ :‬سنعيد النظر في اولوياتنا الوالء للوطن هو المعيار‬
‫" ‪ ،‬جريدة الشرق االوسط ‪ ،‬العدد ‪. 2011 / 3 / 30 ، 11810‬‬
‫( ‪ ) 30‬احمد سليم البرصان ‪ " ،‬مبادرة الشرق االوسط الكبير ‪ :‬االبعاد السياسية‬
‫واالستراتيجية " ‪ ،‬مجلة السياسة الدولية ‪ ،‬العدد ‪ ، 158‬القاهرة ‪ ،‬تشرين االول ‪/‬‬
‫اكتوبر ‪ ، 2004‬ص ص ‪. 47 – 42‬‬
‫( ‪ ) 31‬اسعد نجم عبود ‪ ،‬مصدر سبق ذكره ‪ ،‬ص ‪. 246‬‬
‫( ‪ ) 32‬العالقة االمريكية – الخليجية ‪ :‬اعادة بناء التحالفات ومواجهة التهديدات‬
‫المحدقة ‪ ،‬المركز الديمقراطي العربي ‪،‬‬
‫‪. 2018 / 9 / 10 , https://democraticac.de/?p=44070‬‬
‫( ‪ ) 33‬المصدر نفسه ‪.‬‬
‫( ‪ ) 34‬المصدر نفسه ‪.‬‬
‫( ‪ ) 35‬مجلة امريكية تكشف اسباب تغير موقف ترامب من االزمة الخليجية ‪،‬‬
‫التحرير االخباري‪. 2018 / 9 / 11, https://www.tahrirnews.com ،‬‬

‫‪View publication stats‬‬

You might also like