Download as docx, pdf, or txt
Download as docx, pdf, or txt
You are on page 1of 1

‫االخالق واالقتصاد االسالمي‬ ‫العمل‬ ‫التسيير االقتصادي‬ ‫الديمقراطية والسياسة‬ ‫غاية الديمقراطية‬

‫جدلية‬
‫جدلية‬ ‫جدلية‬ ‫جدلية‬ ‫جدلية‬

‫نص السؤال ‪ :‬إلى أي مدى تجسد الديمقراطية كنظام حكم‬


‫نص المقال ‪ :‬إلى أي مدى تتدخل األخالق في بناء االقتصاد‬ ‫نص السؤال ‪ :‬إن للشغل أبعادا فما هي ؟‬ ‫نص السؤال ‪ :‬أيهما أصلح للتسيير االقتصادي الحرية أو‬ ‫نص السؤال ‪ :‬هل غاية الديمقراطية الحرية أو إقامة‬
‫سياسي إرادة الشعب في المجال السياسي؟‬
‫اإلسالمي ؟‬ ‫التوجيه ؟‬ ‫المساواة ؟‬

‫المقدمة ‪:‬‬ ‫طرح المشكلة ‪:‬‬


‫المقدمة ‪:‬‬ ‫طرح المشكلة ‪ :‬مما الشك فيه إن العمل ظاهرة اجتماعية ‪,‬‬
‫التحليل‬ ‫وان كل مجتمع يحتوي عل ظواهر اقتصادية ‪,‬ولقد بنيت‬
‫هذه الظواهر في العصر الحديث على مبادئ فكرية معينة ‪.‬‬ ‫يحتل مفهوم السلطة الصدارة في الصراعات السياسية‬
‫مما ال شك فيه أن العمل ظاهرة اجتماعية موجهة نحو‬ ‫وكذلك الفكر السياسي والفلسفي ‪ ,‬نظرا لما لها من أهمية‬ ‫طرح المشكلة ‪ :‬يحتل مفهوم السلطة الصدارة في‬
‫تحقيق أثر نافع في الحياة ‪ .‬ولن يصل اإلنسان إلى تحقيق‬ ‫تجسدت من خالل النظام االقتصادي الر أسمالي ‪ ,‬والنظام‬
‫كبرى في تحديد مصير الشعوب‪ ,‬ولقد أخذت السلطة السياسية‬ ‫الصراعات السياسية وكذلك الفكر السياسي والفلسفي ‪ ,‬نظرا‬
‫تطلق كلمة شغل في اللغة للداللة على معنى الوظيفة‬ ‫االقتصادي االشتراكي ‪.‬‬
‫هذه الغاية ما لم يستند ما يقوم به إلى مبادئ يستمد منها‬ ‫منذ بروزها في المجتمعات األولى أشكاال مختلفة و وهذا ما‬ ‫لما لها من أهمية كبرى في تحديد مصير الشعوب‪ ,‬ولقد‬
‫والحرفة والصنعة ‪ ...‬أما من الناحية االصطالحية فإننا ال نجد‬
‫شرعيته والى أصول تضبط أموره ‪ ,‬وتحدد معالمه الكبرى‬ ‫دفع بالمفكرين في أنواع األنظمة وفي أحسن نظام منها ‪.‬‬ ‫أخذت السلطة السياسية منذ بروزها في المجتمعات األولى‬
‫للشغل تعريفا واجدا فقد عرفه‬
‫ولما كان اإلنسان كائن أخالقي كان لزاما أن تكون األخالق‬ ‫ولقد اختلف المفكرون نتيجة تطبيق النظامين الر أسمالي و‬ ‫ولقد حظي النظام الديمقراطي باالهتمام األوفر خاصة في‬ ‫أشكاال مختلفة و وهذا ما دفع بالمفكرين في أنواع األنظمة‬
‫هي منبع العمل وغايته ‪ .‬وال يمكن الحديث عن األخالق‬ ‫االشتراكي وما لزم عنهما من نتائج و إلى تيارين متعارضين‬ ‫العصر الحالي ‪ ,‬واإلشكال المطروح يتمثل في ماهي‬ ‫وفي أحسن نظام منها ‪ .‬ولقد حظي النظام الديمقراطي‬
‫ودورها في تنظيم وبناء الحياة االقتصادية دون الحديث عن‬ ‫اوغست كونت " في قوله‪ (:‬هو التغيير النافع للمحيط من‬ ‫‪ ,‬يؤيد كل واحد منهما نظاما بعينه ‪ .‬واإلشكال المطروح هو‬ ‫الديمقراطية ؟ وما هي األسس التي تقوم عليها وما قيمتها‬ ‫باالهتمام األوفر خاصة في العصر الحالي ‪ ,‬واإلشكال‬
‫األخالق التي دعا اإلسالم إلى إرساء قواعد العمل واالقتصاد‬ ‫طرف اإلنسان ) ‪ .‬إن العمل يمتاز بكونه نشاط واع يتصف‬ ‫‪ :‬إذا كانت الحرية هي مبدأ النظام االقتصادي الر أسمالي ‪,‬‬ ‫كنظام حكم سياسي األكثر تطبيقا في السياسة الداخلية‬ ‫المطروح يتمثل في ‪ :‬هل غاية الديمقراطية الحرية أو إقامة‬
‫عليها ‪ .‬ومنه نتساءل ‪ :‬إلى أي حد تساهم األخالق في بناء‬ ‫باالستمرارية ‪ ,‬ويختلف عن وعليه فالشغل فاعلية إنسانية‬ ‫وكان النظام االقتصادي االشتراكي يسير وفق تدخل الدولة ‪,‬‬ ‫للدولة ؟‬ ‫المساواة ؟‬
‫االقتصاد اإلسالمي ؟‬ ‫إلزامية موجهة نحو تحقيق أثر نافع في الحياة ‪.‬‬ ‫فأيهما أصلح للتسيير االقتصادي الحرية أو التوجيه ؟‬

‫التحليل ‪:‬‬ ‫محاولة حل المشكلة ‪:‬‬


‫التحليل ‪:‬‬ ‫وقد ذهب المفكرون مذاهب شتى في بيان طبيعة العمل‬ ‫محاولة حل المشكلة ‪:‬‬
‫والدافع إليه ( هل هو بيولوجي أم اجتماعي ؟ ) ‪:‬‬
‫الديمقراطية كلمة يونانية األصل وهي مؤلفة من لفظين‬ ‫قبل اإلجابة عن اإلشكال المطروح ال بأس من تقديم‬
‫قبل بيان دور األخالق في بناء الحياة االقتصادية في‬
‫عرض منطق األطروحة ‪ :‬الموقف القائل أن الحرية هي‬ ‫ديموس (‪ )demos‬وتعني الشعب وكراتوس (‪)kratein‬‬ ‫تعريف موجز للديمقراطية ‪.‬‬
‫اإلسالم البد من الوقوف عند نظرة اإلسالم للعمل ‪.‬‬ ‫إن اليونان اعتبروا العمل مصدرا النقص والعبودية‬
‫األصلح لالقتصاد ‪ :‬تبنى هذا الطرح زعماء الفكر‬ ‫وتعني الحكم والكلمة ككل تعني حكم الشعب‪.‬‬
‫واالنحطاط فهو شيء مخز وهوال يليق إال بالعبيد كما أشار‬
‫الرأسمالي ‪...‬و يعتبر االقتصاد الحر امتداد للنظام اإلقطاعي‬
‫أرسطو ‪ .‬ورأى الروماني شيشرون ‪ " :‬انه من غير‬ ‫الديمقراطية كلمة يونانية األصل وهي مؤلفة من لفظين‬
‫لقد جعل هللا اإلنسان خليفة في األرض مصداقا لقوله‬ ‫السائد في القرون الوسطى ‪ ،‬لكن بظهور الثورة الصناعية‬
‫الممكن لي شيء نبيل أن يخرج من دكان أو ورشة " ‪.. .‬‬ ‫والديمقراطية عند اليونانيين هي ذلك النظام السياسي‬ ‫ديموس (‪ )demos‬وتعني الشعب وكراتوس (‪)kratein‬‬
‫تعالى‪(:‬إذ قال ربك للمالئكة إني جاعل في األرض خليفة ) من‬ ‫وخاصة في أواخر القرن الثامن عشر وبداية التاسع عشر ‪،‬‬
‫وقد جاءت المسيحية مؤيدة لهذا الموقف واعتبرت العمل‬ ‫الذي يكون نابعا من إرادة الشعب ويصبح فيه هذا األخير‬ ‫وتعني الحكم والكلمة ككل تعني حكم الشعب‪.‬والديمقراطية‬
‫سورة البقرة ‪-‬رقم‪ ، -30‬وهذه الخالفة قائمة على السعي و‬ ‫تبلورت أفكار نظرية نظرت لهذا النظام ‪ .‬ويعد الفيلسوف‬
‫عقابا لإلنسان في هذه الدنيا وهو نوع من أنواع التكفير‬ ‫يحكم نفسه بنفسه ‪ ...‬وقد صنف كل من أفالطون وأرسطو‬ ‫عند اليونانيين هي ذلك النظام السياسي الذي يكون نابعا من‬
‫العمل واكتساب الرزق بالطرق الشرعية ‪ ،‬ولقد حث القرآن‬ ‫االقتصادي آدم سميث من أوائل دعاة هذا النظام معلال‬
‫عن الذنوب ‪ .‬ورفض اإلسالم أن يكون العمل عنوانا‬ ‫الديمقراطية ضمن األنظمة الصالحة ‪.‬‬ ‫إرادة الشعب ويصبح فيه هذا األخير يحكم نفسه بنفسه ‪...‬‬
‫على العمل و بين أنه ذو قيمة عظيمة في حياة اإلنسان ‪ ،‬قال‬ ‫المشاكل االقتصادية و االجتماعية بتدخل الدولة في الحياة‬
‫للعبودية ‪...‬واعتبره وسيلة من وسائل التحرر ‪ ,‬بل إن‬ ‫وقد صنف كل من أفالطون وأرسطو الديمقراطية ضمن‬
‫تعالى ‪ (:‬وقل اعملوا فسيرى هللا عملكم ورسوله و‬ ‫االقتصادية ‪ ،‬معتقدا في المقابل أن االقتصاد الحر هو النظام‬
‫الغاية من العمل مرتبطة بغاية الوجود اإلنساني التي من‬ ‫األنظمة الصالحة ‪ .‬وجدير بالذكر أن النظام الديمقراطي في‬
‫المؤمنون ) و أكدت األحاديث النبوية الشريفة على ضرورة‬ ‫الوحيد القادر على تحقيق التطور و الرقي للمجتمعات ‪.‬وذلك‬ ‫وجدير بالذكر أن النظام الديمقراطي في العصر الحديث‬
‫خاللها استحق الخالفة في األرض ‪.‬‬ ‫العصر الحديث جاء كبديل لألنظمة الديكتاتورية التي تكون‬
‫العمل و طلب الرزق حتى ال يكون الفرد منا عالة على‬ ‫بالنظر إلى األسباب التالية‪:‬‬ ‫جاء كبديل لألنظمة الديكتاتورية ( التي تكون فيها السيادة‬
‫لفرد واحد مصادرة بذلك كل حقوق الشعب في اختيار الحاكم‬ ‫فيها السيادة لفرد واحد مصادرة بذلك كل حقوق الشعب في‬
‫مجتمعه يتجرع آالم الذل و المهانة ‪ .‬و في هذا قال الرسول‬
‫صل هللا عليه وسلم ‪ (:‬اليد العليا خير و أحب عند هللا من اليد‬ ‫وتسيير شؤون البالد ) ‪ .‬ويقوم النظام الديمقراطي على أسس‬ ‫اختيار الحاكم وتسيير شؤون البالد ‪ .‬غير أن المفكرين‬
‫ومهما يكن فقد بات من المؤكد انه ال سبيل إلى التحرر من‬
‫السفلي )‪ .‬وقد سما اإلسالم بالعمل ‪ ،‬فلم يفرق بين أنواعه‬ ‫الملكية الفردية لوسائل اإلنتاج‪ :‬بوصفها أساس العمل ‪،‬‬ ‫هامها ‪ :‬الكرامة اإلنسانية ‪ ,‬سيادة الشعب ‪ ,‬الحرية والمساواة‬ ‫انقسموا إلى تيارين متعارضين ؛ التيار الليبرالي أي آمن‬
‫الحتميات إال بالعمل وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أن‬
‫يدويا كان أو فكريا ‪ ،‬بل جعله في مرتبة العبادة ‪ ،‬وفي هذا‬ ‫للعمل أبعاد تظهر في قول‬ ‫وهي حق طبيعي ومشروع ‪ ،‬وعليه ينبغي أن تكون حرة‬ ‫‪.‬‬ ‫بفكرة الحرية كغاية أساسية والتيار االشتراكي الذي آمن‬
‫خالف اإلسالم نظرة الفلسفات القديمة إلى العمل اليدوي الذي‬ ‫ومطلقة ‪ ،‬حيث يمتلك الفرد ما يشاء و بالطرق التي يشاء‬ ‫بالمساواة كغاية أساسية لها‪.‬‬
‫جعلته عنوانا للعبودية و نوعا من التكفير عن الذنوب ‪.‬‬ ‫عمال بشعار " آدم سميث " ( دعه يعمل دعه يمر) ‪.‬‬
‫األديب و المفكر فولتير ‪ ( :‬إن الشغل يبعد عن القلق و‬ ‫وللديمقراطية كنظام حكم سياسي – في عالمنا المعاصر‬
‫الحاجة و الرذيلة ) ‪ .‬و تفصيل ذلك هو اآلتي ‪:‬‬ ‫– أشكال أهمها ‪:‬‬ ‫عرض منطق األطروحة ‪ ( :‬الموقف القائل أن الحرية هي‬
‫إن فلسفة االقتصاد في اإلسالم تنظر إلى الحياة نظرة أكثر‬ ‫المنافسة الحرة ‪ :‬إن حرية التملك من شأنها أن تخلق‬ ‫الغاية األساسية للديمقراطية )‬
‫شموال وتعتني بالنواحي اإلنسانية عناية خاصة ‪ .‬وقد تضمنت‬ ‫منافسة اقتصادية في المجتمع ‪ ،‬إذ تنشط األفراد وتدفعهم إلى‬
‫البعد النفسي ‪ :‬كان الهدف من الشغل حتى مطلع القرن‬ ‫الديمقراطية السياسية ‪ :‬هي نظام يضمن الحريات المختلفة ‪,‬‬
‫هذه الفلسفة خالفا للفلسفات االقتصادية المعاصرة مبادئ‬ ‫التسابق نحو التفوق في العمل و اإلنتاج و بالتالي إلى‬
‫‪ 20‬م هو الوصول إلى أكبر مردود ممكن وبأقل التكاليف‬ ‫إذ للمواطن الحق في الترشح لالنتخابات رئاسية كانت أو‬ ‫يعتقد االتجاه الليبرالي في الحرية كغاية أساسية‬
‫عامة وقواعد لتنظيم الحياة االقتصادية تنظيما أخالقيا من أجل‬ ‫اإلبداع و بالتالي تكون حرية التنافس عامل أساسي في‬
‫حيث نظر المفكر االقتصادي فريدريك تايلور إلى الشغل‬ ‫نيابية أو محلية ‪ ,‬وهي نظام يعطي الفرص لجميع المواطنين‬ ‫للديمقراطية إذ أن هذه األخيرة نظام يضمن الحريات‬
‫تحقيق حياة متوازنة لكل فرد في المجتمع ‪ ،‬ومن بين هذه‬ ‫تنشيط السوق ‪ ,‬األمر الذي يؤدي إلى زيادة اإلنتاج ‪,‬‬
‫نظرة آلية خالية من أي معنى نفسي أو إنساني ‪ ،‬إذ اعتبر‬ ‫دون استثناء للممارسة حقوقهم السياسية ‪ ,‬فالمواطن حر في‬ ‫المختلفة ‪ ,‬إذ للمواطن الحق في الترشح لالنتخابات رئاسية‬
‫المبادئ ‪:‬‬ ‫وظهور رؤوس األموال الضخمة التي يتطلب توظيفها‬
‫العمال في المصانع مجرد آالت لإلنتاج ‪ ،‬وهذا ما أثار فيما‬ ‫اختيار ممثليه في تسيير شؤون الدولة عن طريق‬ ‫كانت أو نيابية أو محلية ‪ ,‬وهي نظام يعطي الفرص لجميع‬
‫االستثمار المتزايد وهذا من شأنه أن يوّس ع من دائرة اإلنتاج‬
‫بعد علماء النفس ودفعهم إلى االهتمام بالعامل على اعتبار‬ ‫االنتخابات ‪ .‬كما يقوم هذا النظام على التعددية الحزبية أي ‪:‬‬ ‫المواطنين دون استثناء للممارسة حقوقهم السياسية ‪,‬‬
‫‪ ,‬ويفتح مناصب عمل جديدة تمتص البطالة وتخلص الدولة‬
‫الملكية الفردية ‪ :‬فالمكية الخاصة في اإلسالم مشروعة‬ ‫أنه محور العمل و اإلنتاج وهكذا ظهرت " سيكولوجية‬ ‫وجود أحزاب معارضة ووجود هذه األخيرة إلى جانب حرية‬ ‫فالمواطن حر في اختيار ممثليه في تسيير شؤون الدولة عن‬
‫من عبئ ومشقة ضمان العمل للمواطن ‪ ,‬فيصير االقتصاد‬
‫لكن ليست مطلقة كما هو الحال في الرأسمالية ‪ ،‬وال مقيدة‬ ‫العمل " التي تبحث في أسباب الشغل الفزيولوجية و‬ ‫الصحافة يضمن الشفافية والوضوح في تسيير شؤون‬ ‫طريق االنتخابات ‪ .‬كما يقوم هذا النظام على التعددية‬
‫في خدمة الشعب ‪.‬‬
‫كما في االشتراكية ‪ ،‬بل إنها محدودة بحدود الشريعة‬ ‫االجتماعية و النفسية و آثارها على الشغل و اإلنتاج‬ ‫البالد ‪.‬تماما كما يضمن التنافس الحر في جميع المجاالت دفع‬ ‫الحزبية أي ‪ :‬وجود أحزاب معارضة ووجود هذه األخيرة‬
‫اإلسالمية ‪.‬ومن أدلة شرعيتها قوله تعالى ‪… (:‬و إن تبتم‬ ‫ويظهر األثر النفسي للشغل عند اإلنسان الذي ال يعمل ‪،‬إذ‬ ‫عجلة التطور االقتصادي واالجتماعي ‪.‬‬ ‫إلى جانب حرية الصحافة يضمن الشفافية والوضوح في‬
‫فلكم رؤوس أموالكم ال َتظلمون و ال ُتظلمون ) البقرة –‬ ‫أنه يشعر بالملل و القلق ويكون سريع االنفعال‪ ،‬وتكون‬ ‫كما يفتح االستثمار باب المنافسة بين المنتجين ‪ ,‬وهذا ما‬ ‫تسيير شؤون البالد ‪.‬تماما كما يضمن التنافس الحر في‬
‫اآلية ‪ -277‬وقوله تعالى ‪ (:‬وال تأكلوا أموالكم بينكم‬ ‫شخصيته في مرآة ذاته مهتزة ‪،‬و البعض من الناس قد‬ ‫يلزم عنه تحقيق االكتفاء الذاتي في المنتجات دون الحاجة‬ ‫جميع المجاالت دفع عجلة التطور االقتصادي واالجتماعي ‪.‬‬
‫الديمقراطية االجتماعية ‪ :‬إن منظري االيدولوجيا االشتراكية‬
‫بالباطل ‪ ) ...‬البقرة – ‪ . - 186‬وإقرار اإلسالم الملكية‬ ‫يصبح نتيجة هذا الفراغ عرضة إلى األمراض النفسية‪.‬‬ ‫إلى االستيراد ‪ .‬وهذا يؤدي إلى أن يستفيد المستهلك من‬ ‫يرون أن الديمقراطية الحقة ال تتمثل في التعددية الحزبية‬
‫الخاصة إنما هو مراعاة وتماشيا مع الفطرة اإلنسانية المحبة‬ ‫تنوع المنتج ‪ ,‬وجودته ‪ ,‬إذ بإمكانه شراء البضاعة التي‬ ‫والتناوب على السلطة ‪ ,‬بل هي مبدأ لتحسين الوضع‬ ‫مناقشة ‪ :‬غير أن مالحظة الواقع ال تؤكد هذه االدعاءات إذ‬
‫للتملك لقوله تعالى ‪" :‬و انه لحب الخير لشديد "‬ ‫يرغب فيها والتي تناسب مع مستوى دخله ‪.‬‬
‫و بالنظر إلى فاعلية العمل اعتبره األطباء النفسانيين‬ ‫االجتماعي لكل أبناء المجتمع الواحد بالتساوي ‪ ,‬حيث تسهر‬ ‫لم نرى شعبا يحكم نفسه وحتى في المجتمع اليوناني‬
‫وسيلة من وسائل العالج ألن ممارسة نشاط معين في‬ ‫الدولة الممثلة فالحزب الحاكم في البالد المنتخب من طرف‬ ‫فالديمقراطية عندهم لم تكن تعني كل أ فراد الشعب فالعبيد‬
‫وال يدخل في ملكية المسلم المال الذي ال يكون حالل ‪،‬‬ ‫نظرهم له تأثير على الجملة العصبية وهذا ما ينتج عنه‬ ‫قانون العرض و الطلب ‪ :‬إن الحياة االقتصادية تسير حسب‬ ‫الشعب – الحزب الطالئعي توزيع ثروات البالد على الشعب‬ ‫والغرباء والنساء ال يسمح لهم بالمشاركة في الحياة‬
‫كالمتاجرة في لحم الخنزير و الخمر ‪ ،‬وكذا المال الذي تكون‬ ‫التخفيف من حدة صراعاتهم ومعاناتهم وفي هذا قال‬ ‫نظام طبيعي يتجاوز إرادة اإلنسان ‪ ،‬أي تتحكم فيها قوانين‬ ‫توزيعا عادال ‪ ,‬وبما يسمح للمواطن الحصول على حقه في‬ ‫السياسية ومن المالحظ كذلك في المجتمعات الغربية اليوم أن‬
‫طرق كسبه غير مشروعة كالربا والقمار ‪ .‬و اإلسالم وهو‬ ‫الدكتور اليعقوبي في كتابه الوجيز في الفلسفة ‪... ( :‬وقد‬ ‫ثابتة مماثلة للقوانين التي تتحكم في الحياة الطبيعية ‪ ،‬ومن‬ ‫التعلم والعالج و ا لعمل‪...‬‬ ‫العدد الكبير من الشعب التتوفر فيهم شروط ممارسة‬
‫يشرع الملكية الفردية وضع التدابير الوقائية التي تمنع قيام‬ ‫دلت التجارب على المصابين باألمراض العقلية ‪ ،‬تخف‬ ‫هذه القوانين قانون العرض و الطلب و هو ينظم االقتصاد‬ ‫الديمقراطية ذلك ألن الحرية االقتصادية أدت إلى عدم توازن‬
‫الملكية الظالمة ‪ ،‬كحرمة اإلفساد في األرض و طغيان بعض‬ ‫اضطراباتهم عندما يقومون ببعض األعمال القليلة ‪ ،‬مما‬ ‫في مجال األسعار و األجور طبقا لعالقة طبيعية واضحة بين‬ ‫في الدخل ‪ ,‬ألن الفرد الفقير في الدولة الديمقراطية ‪ ,‬ال‬
‫ويعتمد النظام السياسي االشتراكي سياسة التسيير األحادية‬
‫الناس فيستحلوا ما هو حرام وينفرد ثلة من األقوياء على كل‬ ‫يثبت أن العمل أحد دعائم الصحة العقلية )‪.‬‬ ‫العرض و الطلب ‪ .‬فاألسعار تكون منخفضة إذا زاد‬ ‫يستطيع أن يتمتع بحقوقه السياسية التي أعطيت له ألنه‬
‫أي سياسة الحزب الواحد ‪ .‬وحق المعارضة مكفول في إطار‬
‫شيء ويحرموا الضعفاء من كل شيء ‪ ،‬ولتؤدي الملكية‬ ‫العرض ‪ ،‬وترتفع إذا قل العرض و كذلك األجور طبقا للعالقة‬ ‫المتلك حق الدعاية و اإلشهار في الحمالت‬
‫الرؤية الجماعية للشعب ويتم تجديد هياكل الحزب عن طريق‬
‫الخاصة وضيفتها االجتماعية حرم اإلسالم كنـز األموال أو‬ ‫بين اليد العاملة المؤهلة و مناصب العمل ‪.‬‬ ‫االنتخابية ‪...‬حتى أن بعض األفراد يبيعون أصواتهم باخس‬
‫البعد األخالقي ‪ :‬لم ينظر اإلنسان للشغل نظرة مادية فحسب‬ ‫المؤتمر العام للحزب في جلسات أحيانا عادية وأحيانا‬
‫تبديدها أو استعمالها في غير موضعها فأقر الحجر‪.‬‬ ‫األثمان‬
‫‪ ،‬بل نظر إليه نظرة معنوية واعتبره قيمة أخالقية تحفظ‬ ‫استثنائية كما يتولى الحزب تزكية شخص ويقدمه للشعب من‬
‫كرامته و تصون عرضه ألن الذي ال يعمل كثيرا ما يسأل‬ ‫اجل انتخابه كرئيس للدولة كما يتولى الحزب توزيع المناصب‬
‫مناقشة ‪ :‬ال أحد ينكر اإليجابيات التي حققها تطبيق هذا‬
‫الزكاة ‪ :‬وهي ركن من أركان اإلسالم وهي فرض على الفرد‬ ‫الناس قوت يومه وهذا إذالل له و إهدار لسمعته ‪.‬ويذهب‬ ‫الحساسة في الدولة لإلطارات النشطة في الحزب وهو من‬ ‫عرض نقيض األطروحة ‪ ( :‬الموقف القائل أن المساواة‬
‫النظام ومنها تحقيق االكتفاء الذاتي ‪ ،‬وتوفير اإلنتاج كما و‬
‫المسلم ‪ ،‬ومن أدلة وجوبها قوله تعالى ‪ (:‬أقيموا الصالة و‬ ‫البعض إلى أبعد من سؤال الناس إلى السرعة و ألوان‬ ‫يتولى عزلهم أو ترقيتهم كما يتولى التشريع على غرار‬
‫كيفا ‪ ،‬االزدهار و التقدم غير أن تطبيق مبدأ الحرية الفردية‬ ‫هي الغاية األساسية للديمقراطية )‬
‫أتوا الزكاة ) وقوله تعالى كذلك ‪ (:‬خذ من أموالهم صدقة‬ ‫الكسب غير المشروع ويصبحون مصدر شر للناس ‪.‬‬ ‫التسيير ويمارس كل السلطات ويسهر كل من الرئيس الجيش‬
‫قد انعكس سلبا على المجتمع األوربي في القرن ‪ 18‬م إذ‬
‫تطهرهم وتزكيهم بها‪ ) ...‬اآلية ‪ 103‬التوبة ‪ .‬وهذه‬ ‫اإلدارة على تنفيذ توجيهات الحزب وتعليماته باعتباره‬
‫أفرز نظاما اجتماعيا طبقيا قوامه الظلم و االستغالل كما أن‬
‫الفريضة ال تأخذ إال من المسلمين وال تصرف االلفقرائهم ‪.‬‬ ‫يمارس الحكم باسم الشعب فهو صاحب السيادة ‪.‬‬ ‫إن منظري االيدولوجيا االشتراكية يرون أن المساواة‬
‫إن الشغل دليل وعنوان الحرية اإلنسانية ومسئوليته‬ ‫مبدأ المنافسة الحرة أدى إلى تبديد القوى اإلنتاجية و إفالس‬
‫وقد حدد الشارع األموال التي تأخذ منها الزكاة وحدد مقدارها‬ ‫هي الغاية األساسية للديمقراطية وان الديمقراطية الحقة ال‬
‫اتجاه نفسه وغيره ‪ ،‬وهذا ما جاء به الدين اإلسالمي‬ ‫المتنافسين ( المضاربين ) ناهيك عن تراكم اإلنتاج وتضخمه‬
‫وكذلك من تصرف إليهم وهم األصناف الثمانية الذين ورد‬ ‫تتمثل في التعددية الحزبية والتناوب على السلطة ‪ ,‬بل هي‬
‫الحنيف إذ ورد في هدي النبي صلى هللا عليه وسلم‬ ‫وما يصاحبه من بطالة و أزمات اقتصادية ( أزمة ‪) 1929‬‬ ‫يظهر من خالل ما تقدم أن الديمقراطية تعني حكم الشعب‬
‫ذكرهم في القرآن الكريم ‪ .‬ولقد كان للزكاة األثر الواضح في‬ ‫مبدأ لتحسين الوضع االجتماعي لكل أبناء المجتمع الواحد‬
‫قوله ‪ ( :‬إن هللا تعالى يمقت العبد الصحيح الفارغ) ‪.‬‬ ‫‪ .‬واعتماد الحرية االقتصادية ال يعني سوى ممارسة‬ ‫نفسه بنفسه ويتم ذلك بطريقة مباشرة أو غير مباشرة وتقوم‬
‫محو الفقر وخاصة في عهد الخليفة األموي ( عمر بن عبد‬ ‫بالتساوي ‪ ,‬حيث تسهر الدولة الممثلة فالحزب الحاكم في‬
‫وفي في حديث آخر ( من اكتسب قوته ولم يسأل‬ ‫االستغالل على أتم صوره و في أوسع نطاق له ‪ ،‬فتضيع‬ ‫على دعامتين أساسيتين هما ‪ :‬الحرية والمساواة ‪ ,‬غير أن‬
‫العزيز ) ‪ ,‬حيث كان بطاف بها في السواق على الدور فلم‬ ‫البالد المنتخب من طرف الشعب – الحزب الطالئعي توزيع‬
‫الناس لم يعذبه يوم القيامة )‬ ‫كرامة اإلنسان التي ال تعود إال بعودة تدخل الدولة في تسيير‬ ‫مالحظة الواقع ال تؤكد هذه االدعاءات إذ لم نرى شعبا يحكم‬
‫تجد من يأخذها ‪ .‬كما كان للزكاة لها أثر آخر تمثل في تطهير‬ ‫ثروات البالد على الشعب توزيعا عادال ‪ ,‬وبما يسمح‬
‫الشؤون االقتصادية ‪ ،‬و هذا ما نجد له سندا نظريا في النوع‬ ‫نفسه وحتى في المجتمع اليوناني فالديمقراطية عندهم لم‬
‫النفوس من الشح و البخل‪.‬‬ ‫للمواطن الحصول على حقه في التعلم والعالج و ا لعمل‪...‬‬
‫الثاني من األنظمة االقتصادية ( االشتراكية ) ‪.‬‬ ‫تكن تعني كل أ فراد الشعب فالعبيد والغرباء والنساء ال يسمح‬
‫البعد االجتماعي ‪ :‬إن حاجات اإلنسان البيولوجية كثيرة‬ ‫لهم بالمشاركة في الحياة السياسية ومن المالحظ كذلك في‬
‫ومتنوعة في مقابل محدودية إمكانياته وقصوره عن تحقيقها‬
‫الملكية العامة ‪ :‬أذن الشارع للجماعة باالشتراك في‬ ‫المجتمعات الغربية اليوم أن العدد الكبير من الشعب التتوفر‬ ‫ويعتمد النظام السياسي االشتراكي سياسة التسيير األحادية‬
‫بمفرده ‪ .‬وهو ما فرض عليه التعاون مع غيره ومن ثمة‬ ‫عرض نقيض األطروحة ‪ :‬الموقف القائل أن التوجيه هو‬
‫االنتفاع بالعين ‪ ،‬فال نختص فرد بحيازتها دون آخر ‪ ،‬وهذا ما‬ ‫فيهم شروط ممارسة الديمقراطية ذلك ألن الحرية االقتصادية‬ ‫أي سياسة الحزب الواحد ‪ .‬وحق المعارضة مكفول في إطار‬
‫أصبح الشغل ضرورة اجتماعية اقتضت تقسيم األعمال و‬ ‫األصلح لالقتصاد ‪ :‬ظهر النظام االقتصادي االشتراكي كرد‬
‫ورد في قوله الرسول عليه الصالة و السالم ‪ ( :‬الناس‬ ‫أدت إلى عدم توازن في الدخل ‪ ,‬ألن الفرد الفقير في الدولة‬ ‫الرؤية الجماعية للشعب ويتم تجديد هياكل الحزب عن‬
‫األدوار في المجتمع ‪ .‬فالشغل إذا ليس مجرد نشاط فردي‪ ،‬بل‬ ‫فعل على طغيان النظام الرأسمالي و ما صاحبه من ظلم و‬
‫شركاء في ثالث ‪:‬الماء و الكأل و النار ) ‪ .‬وإقرار اإلسالم‬ ‫الديمقراطية ‪ ,‬ال يستطيع أن يتمتع بحقوقه السياسية التي‬ ‫طريق المؤتمر العام للحزب في جلسات أحيانا عادية وأحيانا‬
‫هو نشاط اجتماعي يقوم على التعاون ويقوي العالقات‬ ‫استغالل ‪ ،‬و يعد كارل ماركس "أبرز من نظروا لما أسماه‬
‫للملكية الجماعية إنما يرمي إلى تحقيق أهداف منها ‪ :‬ضمان‬ ‫أعطيت له ألنه المتلك حق الدعاية و اإلشهار في الحمالت‬ ‫استثنائية كما يتولى الحزب تزكية شخص ويقدمه للشعب من‬
‫االجتماعية بين األفراد وذلك بوصفه ظاهرة مالزمة للعمران‬ ‫باالشتراكية الواقعية أو االشتراكية العلمية التي لم ينادي بها‬
‫االنتفاع بالثروة انتفاعا عادال ‪ .‬تأمين الحاجات األساسية‬ ‫االنتخابية ‪...‬حتى أن بعض األفراد يبيعون أصواتهم باخس‬ ‫اجل انتخابه كرئيس للدولة كما يتولى الحزب توزيع‬
‫البشري كما أكد ذلك عالم االجتماع ابن خلدون‬ ‫ماركس كنظام موازي للرأسمالية بل كنقيض لها ‪ ،‬فهي نظام‬
‫لجميع األفراد ‪ ،‬وضمان استمرار حق المسلمين في الثروة‬ ‫األثمان ‪.‬‬ ‫المناصب الحساسة في الدولة لإلطارات النشطة في الحزب‬
‫يجب أن يقوم على أنقاض الرأسمالية ‪.‬حيث زعم في كتابه (‬
‫وهو من يتولى عزلهم أو ترقيتهم كما يتولى التشريع على‬
‫البعد االقتصادي ‪ :‬البعد االجتماعي للعمل يؤدي إلى تقسيم‬ ‫رأسمال ) أن الرأسمالية نظام قائم على التناقض الذي‬
‫إن فلسفة االقتصاد في اإلسالم نظرت للحياة االقتصادية نظرة‬ ‫أما الديمقراطية االجتماعية فقد أدت هي األخرى إلى التعسف‬ ‫غرار التسيير ويمارس كل السلطات ويسهر كل من الرئيس‬
‫العملية اإلنتاجية من طرف المجتمع يحول الشغل من الصورة‬ ‫سيكون سببا في زوالها ( الرأسمالية تحمل بذور فنائها‬
‫أكثر شمولية واعتنت بالنواحي اإلنسانية عناية خاصة ‪ ,‬لقد‬ ‫الدكتاتورية ذلك أن هذا النظام يحكم باسم الحزب والمعارضة‬ ‫الجيش اإلدارة على تنفيذ توجيهات الحزب وتعليماته‬
‫البيولوجية المرتبطة بتلبية حاجيات الفرد إلى الصورة‬ ‫كما تحمل السحب المطر ) و يكمن التناقض في طبيعة‬
‫تضمنت هذه الفلسفة وخالفا للفلسفات االقتصادية المعاصرة‬ ‫السياسية في ظل هذا النظام مرفوضة إن وجدت تقمع في‬ ‫باعتباره يمارس الحكم باسم الشعب فهو صاحب السيادة ‪.‬‬
‫االقتصادية المرتبطة بتلبية حاجيات الجماعة ‪ ،‬وتحقيق هذه‬ ‫العالقة بين العمال و المالكين ‪ ،‬وهي عالقة قوامها االستالب‬
‫مبادئ عامة وقواعد لتنظيم الحياة االقتصادية تنظيما أخالقيا‬ ‫الداخل وتكون في الخارج ‪.‬‬
‫الصورة إنما يتم حسب تنظيم اقتصادي لعملية اإلنتاج و‬ ‫ومن نتائجها ما اصطلح عليه " ماركس" فائض القيمة الذي‬
‫من اجل تحقيق حياة متوازنة لكل فرد في المجتمع ‪ .‬وحماية‬ ‫مناقشة ‪ :‬أما الديمقراطية االجتماعية فقد أدت هي األخرى‬
‫االستهالك وما يتوسطها من عالقات مختلفة بين العمال و‬ ‫سيكون من العوامل الحاسمة في نقل االقتصاد من النظام‬
‫المجتمع اإلسالمي ‪.‬‬ ‫إلى التعسف الدكتاتورية ذلك أن هذا النظام يحكم باسم‬
‫أرباب العمل المنتجين و المستهلكين ‪.‬‬ ‫الرأسمالي إلى االشتراكي ويتم ذلك بـ ‪ :‬الملكية الجماعية‬ ‫الخاتمة ‪:‬‬
‫لوسائل اإلنتاج ‪ :‬إيمانا بأن الناس سواء بسواء فال بد أن‬ ‫الحزب والمعارضة السياسية في ظل هذا النظام مرفوضة إن‬
‫الخاتمة ‪:‬‬ ‫يكون أن يكون المال ووسائل اإلنتاج ‪ ..‬قدرا مشتركا بينهم ‪،‬‬ ‫وجدت تقمع في الداخل وتكون في الخارج ‪.‬‬
‫الخاتمة ‪ :‬إن الشغل هو احد الشروط األساسية للوجود‬ ‫نستنج من خالل ما سبق تحليله‬
‫تسهر الدولة على حمايتها مؤقتا إلى أن يصل المجتمع إلى‬
‫اإلنساني فاإلنسان حين يشتغل يؤثر على ذاته ويغير فيها‬
‫المرحلة الشيوعية ‪ ،‬حيث ال أحد يملك وال أحد يحكم ‪ ،‬لذا‬ ‫التركيب ‪:‬يعتقد البعض من المفكرين أن كل دعوة إلى‬
‫من خالل ما تقدم تتبين أن وهكذا تكون فلسفة االقتصاد في‬ ‫تغيرا ويوجهها نحو إنسانية اإلنسان وفي هذا قال مونييه ‪" :‬‬
‫تصبح الملكية مشاعة ‪.‬‬ ‫أن الديمقراطية كنظام حكم سياسي تقوم على مجموعة من‬
‫اإلسالم قد رسمت معالم حياة اقتصادية متكاملة تقوم على‬ ‫يهدف كل عمل إلى أن يصنع في نفس الوقت إنسانا وشيئا‬ ‫الحرية في الديمقراطية السياسية تتضمن شكال من إشكال‬
‫األسس تختلف باختالف االعتقادات الدينية ‪ ,‬والمنهج‬
‫أسس أخالقية وتجعل من الموارد االقتصادية وسيلة لنمو‬ ‫"‪.‬‬ ‫االقتصادي المتبع في كل بلد‬ ‫المساواة ‪ ,‬وكل دعوة إلى المساواة في الديمقراطية‬
‫اإلنسان وتطوره وتحقيق سعادته ‪.‬‬ ‫تتولى الدولة تسير وتوجيه االقتصاد أي ‪ :‬تتحكم كليا في‬ ‫االجتماعية تستلزم نوعا من التحرر وفي هذا قال‬
‫إدارته داخليا وخارجيا وذلك من خالل اعتمادها سياسة‬ ‫( الكومب ) ‪ ... " :‬فالحرية التي تطالب بها الديمقراطية‬
‫التوازن الجهوري عبر أقاليم البالد من اجل التوزيع‬ ‫السياسية هي حرية الجميع ‪ ,‬وليست حرية البعض ‪ ,‬األمر‬
‫المتوازن للمشاريع المختلفة بغية توفير مناصب العمل‬ ‫الذي يفترض وجود شكل من أشكال المساواة بين‬
‫"القضاء على البطالة ‪ .‬كما تراعى الدولة في توجهها‬ ‫الناس ‪...‬و إن كل تقدم نحوى المساواة في الديمقراطيـة‬
‫االقتصادي عدم اإلضرار باإلنتاج المحلى فتشرف الدولة‬ ‫االجتماعـية ‪ ,‬باعتبارها إلغاء لبعض االمتيازات يحرر من‬
‫بأجهزتها المتخصصة على استيراد المنتجات المكملة فقط‬ ‫ألم هذه االمتيازات بالنسبة للذي يعاني من وطأتها‬
‫وهذا ما يضمن التطور االقتصادي ‪ .‬كما تدعم الدولة‬ ‫القياسية ‪ ,‬ال بل إن لفكرة الحرية وفكرة المساواة منبعا‬
‫حاجيات المجتمع األساسية من السلع ‪.‬و اعتماد الدولة‬ ‫واحدا من وجهة النظر المذهبية ‪ ,‬فكالهما ينحدر من أخالق‬
‫أسلوب مجانية الخدمات الحيوية في المجتمع مثل التعليم و‬ ‫تتأسس على قيمة الشخص اإلنساني "‪.‬‬
‫الصحة ‪ ...‬وهذا ما يؤدي إلى تحقيق العدالة االجتماعية –‬
‫تحمي الدولة بواسطة تحديدها نوع المنتج وسعره وكذا‬ ‫حل المشكلة‪ :‬نستنتج من خالل ماسبق أن الديمقراطية من‬
‫أهم و أكثر النظم السياسية تطبيقا في الواقع وذلك بالنظر‬
‫إلى األسس التي تقوم عليها ‪ .‬كما أن االختالف حول الغاية‬

You might also like