Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 92

‫الجمـهـوريـة الـتـونـسـيـة‬

‫وزارة الداخلية والتنميـة المحلية‬


‫مركز التكويـن ودعـم الالمركزيّـــة‬

‫ســلســلـــة‬
‫الـدروس الخاصة بالمنـاظـرات واإلمتحانـات الصنـاعـيّـة‬
‫***‬

‫المـــالـيــة العمــوميــــة‬

‫ديسمبر ‪2004‬‬

‫العنوان ‪ 9 :‬نهج عدد ‪ – 8451‬حي الخضراء ‪ – 1003‬تونس ‪ / )71( 808.226 :  -‬الفاكس ‪)71( 807.872 :‬‬
‫ّ‬

‫‪1‬‬
‫المـاليـة العمـوميـة‬

‫‪2‬‬
‫مقدمـة‬

‫إرتبط تطور المالية العمومية عبر العصور بتطور دور الدولة و مدى‬
‫نشاطها و تدخلها في مختلف الميادين ‪.‬‬
‫فمنذ عهد الرسول ‪ ،‬صلى هللا عليه و سلم ‪ ،‬تولت الدولة اإلسالمية القيام‬
‫بمختلف الخـدمات كالدفاع عن المدينة المنورة ‪ ،‬و إنشاء المساجد (مسجد النبي‬
‫‪ ،‬مسجد قباء‪ ، ).....‬و تعليم األطفال القراءة و الكتابة ‪ ،‬و رعاية أهل الصفة ‪،‬‬
‫الذين آ وتهم الحكومة اإلسالمية بجوار المسجد ‪ ،‬ليكنوا تحت تصرفها في‬
‫المهمات و البعثات ‪ ،‬فكان يقدم لهم الطعام عذقا من تمر ‪ ،‬تعلّق بين سواري‬
‫المسجد ‪ ،‬أو قصعات من طعام تدور عليهم ‪ ،‬أو دعوات في بيوت األنصار‬
‫يتلقونها ‪ ،‬الى جانب تقديم مياه الشرب للشاربين مجانا من بئر حاء الى جانب‬
‫العديد من الخدمات التي كانت تقدّم آنذاك ‪.‬‬
‫أما مصادر التمويل لهذه الخدمات فكانت ‪:‬‬
‫‪-‬التبرعات كلما دعت الحاجة دعى اليها الرسول صلى هللا عليه و سلم ‪.‬‬
‫‪-‬الوقف (حائط أبي طلحة ‪ ،‬أرض عمر في خبير ‪ ،‬بئر رومة ‪. ).....‬‬
‫‪-‬إيرادات األمالك العامة للدولة و األراضي العامة (حدائق مخيريق السبعة‬
‫في المدينة ‪ ،‬أراضي لبني النضير ‪ ،‬أراضي خبير األراضي البيضاء حول‬
‫المنورة) ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫المدينة‬

‫‪-‬تحصيل بعض اإلجراءات قبل إستحقاقها (تسلف زكاة العباس لسنتين‬


‫قادمتين )‪.‬‬
‫‪ -‬اإلقتراض العام ‪ ،‬نقدا و عينا ‪.‬‬
‫كما فرضت الزكاة منذ السنة الثانية للهجرة ‪ ،‬لتقوم بتحمل أعباء بعض‬
‫الخدمات العامة في شكل صندوق حكومي مستقل ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫لذا ‪ ،‬ل ّما كان دور الدولة مقتصرا على القيام ببعض الوظائف التقليدية كان‬
‫تنوع الموارد و المداخيل و عدم تدخل الدولة‬
‫حجم ميزانيتها متواضعا نظرا لقلة ّ‬
‫في الحياة اإلقتصادية خاصة ‪.‬‬
‫و بتبنّني الـدولة لوظائف جديدة كالنقل و الصحة و اإلستثمار ‪ ،‬تنوعت‬
‫مصادر التمويل سواء عن طـريق الجـباية أو بـواسطة اإلقتراض الداخلي و‬
‫الخارجي ‪.‬‬
‫وبالتـالي تعـدّى دور الد ّولة من الحفـاظ على األمن والدّفاع عن البالد و‬
‫العباد إلي المساهمة في بناء إقتصاد صلب ومتماسك قصد تحقيق التنمية الشاملة‬
‫بإرساء مجتمع متوازن ومتناسق‪ ،‬وبذلك أصبح اإلقتصاد حسب المفهوم الحديث‬
‫مصدر قوة كل دولة متقدمة والركن األساسي للدفاع عن كيانها‪.‬‬
‫ومن الضروري أن تكون للدّولة أدوات ناجعة قصد تحقيق مجمل هذه‬
‫األهداف أهمها إعتماد مالية عمومية تمكنها من معاضدة مجهود التنمية‬
‫اإلقتصادية واإلجتماعية وبالتالي مزيد توفير اإلنتاج وخلق فرص التشغيل‬
‫ومجابهة المنافسة الخارجية‪.‬‬
‫و في تونس ‪ ،‬يعتبر عهد األمان النقطة الهامة في تاريخ المالية العمومية‬
‫غير أنه مع فجر اإلستقالل ‪ ،‬أقر دستور البالد المبادئ الرئيسية للمالية العمومية‬
‫‪ ،‬و منذ ذلك التاريخ توالت التنقيحات و إصدار القوانين و سن التراتيب من أجل‬
‫الحفاظ على سالمة األموال العمومية و ضمان التوازن المالي للبالد ‪.‬‬
‫‪ -1‬المالية العمومية قبل الحماية ‪:‬‬
‫عهد األمان الصادر في ‪ 10‬سبتمبر ‪1857‬‬ ‫‪‬‬
‫يعتبر عهد األمان نقطة هامة في تاريخ المالية العمومية التونسية‪ ،‬حيث أقر‬
‫الواجب الجبائي على كل من التونسيين واألجانب الذين يملكون عقارات أو‬
‫يمارسون أنشطة صناعية‪ ،‬رغم أنه لم يشر الى كيفية ضبط الميزانية أو تأدية‬
‫النفقات أو إستخالص الموارد‪.‬‬
‫نص الفصل الثاني من عهد األمان على "تساوي الناس في أصل قانون‬
‫وقد ّ‬
‫األداء المرتب أو ما يترتب و إن اختلف باختالف الكميّة بحيث ال يسقط القانون‬
‫عن العظيم لعظمته وال يحط على الحقير لحقارته و يأتي بيانه موضحا"‬

‫‪4‬‬
‫دستور ‪ 26‬أفريل ‪: 1861‬‬ ‫‪‬‬
‫إحتوى هذا الدستور على أحكام أساسية ِتؤكد الواجب الجبائي الذي كان نص‬
‫عليه عهد األمان "كل من يملك ‪ .....‬الربع والعقار والشجر وغير ذلك يلزمه كل‬
‫أداء مرتّب عليه اآلن وما يمكن أن يترتّب في المستقبل على مقتضى القانون"‬
‫ويتم إعداد مجموع موارد ونفقات ميزانية الدّولة لسنة معينة من قبل‬
‫الحكومة‪ .‬حيث "تعرض وزارة المال على الوزير األكبر دخل المملكة وخرجها‬
‫في كل سنة مالية كما تعرض عليه دخل المملكة بالنسبة للسنة المقبلة"‪.‬‬
‫ويتولى النظر في الميزانية المجلس األكبر‪ ،‬إذ ينص الدستور اآلنف الذكر‬
‫"للمجلس األكبر النظر في تصحيح محاسبات الوزراء عن العام الماضي هل‬
‫صرفوا على الوجه المقرر ‪ ...‬وما يطلبونه للمصروف في السنة المقبلة بعد‬
‫الت أمل في دخل المملكة في تلك السنة ليتعين ما يلزم وما اليلزم ومقدار ما‬
‫يتعين لكل وزارة ‪ ...........‬وال تمضي جميع هذه األمور المقررة إال بعد موافقة‬
‫أرباب المجلس"‪.‬‬
‫غير أن هذا الدستور تم إيقاف العمل به منذ سنة ‪ 1864‬نتيجة األوضاع‬
‫التي عرفتها البالد آنذاك وخاصة ثورة علي بن غذاهم الذي طالب باإلمتناع عن‬
‫دفع الجباية حيث قال "ال خالص لكم من ثقل هذا الحمل إال إذا جمع ّ‬
‫اّلل كلمتكم‬
‫عن اإلمتناع »‬
‫وقصد إنقاذ البالد من الوضعية المالية التي أصبحت فيها نتيجة تفاقم ديونها‬
‫لدى الدول األجنبية وحالة العصيان التي نادى اليها علي بن غذاهم أقدم خير‬
‫الدين باشا على إصالحات تتمثل في ‪:‬‬
‫‪ -‬تخفيف عام وإسقاط ما أثقل كاهل المواطنين من متخلدات الضرائب‬
‫وتنظيم ضرائب على أساس دخل ثابت ومنتظم‪.‬‬
‫‪ -‬تكليف مهمة إستخالص الجباية من قبل أصحاب الهمم الشريفة‪.‬‬
‫غير أن اإلصالح الذي أقدم عليه خير الدين باشا‪ ،‬لم يكن كافيا لمجابهة الوضع‬
‫المالي الذي وصلت إليه البالد آنذاك‪ ،‬وما إنتصاب الحماية الفرنسية على تونس‬
‫سنة ‪ 1881‬سوى نتيجة للحماية المالية التي فرضت على البالد منذ سنة‬

‫‪5‬‬
‫‪ )1( 1867‬عندما عجزت الدّولة عن تسديد ديونها إزاء فرنسا بوصفها أهم‬
‫دائن لتونس في تلك الفترة‪.‬‬

‫___________‬
‫أمام الصعوبات المالية التي وصلت إليها الدّولة أنذاك‪ ،‬عمدت فرنسا الى المطالبة بإجراء مراقبة على المالية‬ ‫(‪)1‬‬
‫العمومية التونسية قصد ضمان حقوقها باعتبارها أهم دائني تونس‪ ،‬وبذلك تم تكوين لجنة تسمى باللجنة المالية‬
‫التونسية الفرنسية سنة ‪.1867‬‬

‫‪ -2‬المالية العمومية في عهد الحماية ‪:‬‬


‫األمر الصادر في ‪ 4‬نوفمبر ‪: 1882‬‬ ‫‪‬‬
‫تكونت إدارة المالية بالبالد التونسية‪ ،‬على رأسها موظف‬
‫بمقتضى هذا األمر ّ‬
‫فرنسي وخاضعة لمراقبة كاملة من قبل السلطة الفرنسية‪.‬‬
‫األمر الصادر في ‪ 12‬مارس ‪: 1883‬‬ ‫‪‬‬
‫ضبط هذا األمر كيفية إعداد الميزانية التي أصبحت من مشموالت إدارة‬
‫المالية وتوافق عليها الحكومة الفرنسية‪.‬‬
‫ووفقا لمقتضيات األمر المذكور ‪:‬‬
‫‪" -‬تنقسم مداخيل الدولة العمومية الى صنفين‪ ،‬فالصنف األول ما أعطى‬
‫ألرباب دين دولتنا والصنف الثاني ما أبقى للقيام من المصاريف العمومية "‪.‬‬
‫‪ -‬وينقسم ميزان الدخل الى أبواب بقدر األنواع المتكون منها الدخل وكل‬
‫باب ينقسم الى أجزاء وكل جزء الى فصول بحسب أنواع األداء المنقسم عليه‬
‫الميزان"‬
‫‪ -‬وينقسم ميزان الخرج الى أبواب بقدر اإلدارات العمومية (‪ )1‬وكل باب‬
‫ينقسم الى أجزاء وكل جزء الى فصول بحسب أنواع الخدمات التي جعلت لها‬
‫الى جانب وجود باب مستقل للمصاريف الطارئة وباب آخر لفاضل مصاريف‬
‫األعوام التي غلق ميزانيتها"‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫____________‬
‫(‪ )1‬وهي إدارة المال وإدارة البوسطة والتلغراف وإدارة الفالحة والتجارة وادارة العلوم والمعارف واإلدارة العسكرية‬
‫التونسية واإلدارة العامة لألشغال العامة‪.‬‬

‫وتبدأ ا لسنة المالية من اليوم الثالث عشر من شهر أكتوبر وتنتهي في اليوم‬
‫الثاني عشر من أكتوبر من العام الموالي‪ .‬ويتولى كل رئيس إدارة عمومية‬
‫إعداد ميزانيته ويتم تجميع كافة مشاريع ميزانيات اإلدارات العمومية لدى إدارة‬
‫المال التي تضم إليها ميزان المداخيل ليتم بذلك ميزان الدّولة العمومي‪.‬‬
‫ويتفاوض في الميزان المذكور الوزراء ورؤساء اإلدارات تحت رئاسة وزير‬
‫الدّولة الفرنسي المقيم بتونس‪.‬‬
‫األمر المؤرخ في ‪ 12‬ماي ‪: 1906‬‬ ‫‪‬‬
‫نص الفصل الثالث من هذا األمر على أن يتولى رؤساء اإلدارات العمومية‬
‫ّ‬
‫إعداد ميزان إدارتهم في شهر جوان من كل سنة ويتولى تجميعها مدير المال‬
‫حيث يضيف لها ميزان الدخل ليكون بذلك ميزان الدّولة العام‪ .‬ويعرض الميزان‬
‫على مفاوضات مجلس الوزراء ورؤساء الخدمات (‪ )1‬تحت رئاسة المقيم العام‬
‫بالحاضرة وعلى إحتساب وموافقة وزير الخارجية للدّولة الفرنسية‪.‬‬
‫وينقسم ميزان الدّولة العام الى ثالثة أقسام ‪:‬‬
‫‪ -‬القسم األول به الدخل والخرج (‪ )2‬اإلعتياديان للدّولة‬
‫و‬ ‫‪ -‬القسم الثاني به المقابيض المقامة من المداخيل غير اإلعتيادية‬
‫الخاصة والخارج الراجع لها‪.‬‬
‫‪ -‬القسم الثالث به المقابيض المعدّة لدفع المصاريف اإلعتيادية وغير‬
‫اإلعتيادية والمصاريف الخاصة‪.‬‬

‫__________‬
‫(‪ )1‬اإلدارات العمومية‬
‫المصاريف‬ ‫(‪)2‬‬

‫وفي سنة ‪ ،1926‬تم إحداث المجلس الكبير وهو بنسبة برلمان لم يعترف له‬
‫في الميدان المالي إال بحق إعطاء رأي إستشاري حول بعض بنود الميزانية‪،‬‬
‫أما مصاريف الدين العمومي والعدالة الفرنسية و أمن الدّولة ‪ ....‬لم تكن‬

‫‪7‬‬
‫خاضعة لنظر المجلس الكبير‪ .‬وقد توقف هذا المجلس عن العمل سنة ‪1950‬‬
‫نتيجة األحداث التي شهدتها البالد آنذاك‪.‬‬
‫‪ -3‬المالية العمومية منذ اإلستقالل ‪:‬‬
‫ومع فجر اإلستقالل تم إصدار أول دستور للبالد في غرة جوان ‪1959‬‬
‫الذي أقر المبادئ الرئيسية للمالية العمومية‪ ،‬ومنذ ذلك التاريخ توالت التنقيحات‬
‫وإصدار القوانين في ميدان المالية العمومية كان أولها القانون األساسي‬
‫للميزانية سنة ‪ .)1( 1960‬وهو أول قانون وافق عليه أول مجلس أمة لتونس‬
‫المستقلة الى جانب إتخاذ قوانين وتراتيب أخرى جديدة (‪ )2‬تتعلق بالمالية‬
‫العمومية وتمثل كل هذه النصوص المرجع األساسي للمالية العمومية‪.‬‬
‫علما وأن مجمع األهداف المزمع تحقيقها في نطاق الميزانية يتم حصرها‬
‫في نطاق مخطط التنمية اإلقتصادية واإلجتماعية الذي تدوم مدته حاليا خمس‬
‫سنوات مع إمكانية مراجعة التقديرات في نطاق الميزان اإلقتصادي‪.‬‬
‫إن المخطط وثيقة تصدر بمقتضى قانون‪ .‬وال يلزم مختلف األعوان‬
‫اإلقتصاديين على تحقيق مجمل األهداف المنصوص عليها‪ ،‬بل يعتبر وثيقة‬
‫توجيهية واإلطار العام الذي يرسم مختلف السياسات والبرامج المزمع إتباعها‬
‫أو إنجازها خالل فترة خمس سنوات‪.‬‬
‫_______‬
‫(‪ )1‬القانون األساسي للميزانية عدد ‪ 1‬لسنة ‪ 1960‬بتاريخ ‪ 12‬مارس ‪1960‬‬
‫(‪ )2‬أهمها القانون األساسي للميزانية عدد ‪ 53‬لسنة ‪ 1967‬الذي تم تنقيحه بالقانون األساسي عدد ‪ 103‬لسنة ‪ِ 1996‬‬
‫الم ِِؤرخ‬
‫في ‪ 25‬نوفمبر ‪1996‬والقانون األساسي عدد ‪ 42‬لسنة ‪ 2004‬المؤرخ في ‪ 13‬ماي ‪.2004‬‬

‫أما الميزان اإلقتصادي فهو وثيقة يتم إعدادها سنويا من قبل الحكومة‪،‬‬
‫وال يتم المصادقة عليها من قبل السلطة التشريعية بل يعتبر وثيقة تنير سبيل‬
‫تطور الوضع‬
‫ّ‬ ‫أعضاء مجلس النواب وأعضاء مجلس المستشارين حول‬
‫اإلقتصادي الى جانب السياسات اإلقتصادية والمالية المزمع إتباعها خالل السنة‬
‫المقبلة‪.‬‬
‫وبالتالي يتم إعداد موارد ونفقات ميزانية الدّولة بعنوان كل سنة إنطالقا من‬
‫التوجهات واألهداف المرسومة بالمخطط وعلى ضوء التوازن اإلقتصادي‬
‫والمالي المنصوص عليه في إطار الميزان اإلقتصادي‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫الباب األول‬
‫ميزانية الدولة‬
‫الباب األول‬

‫مفهوم و خصائص الميزانية‬

‫تعريف الميزانية ‪:‬‬ ‫‪-I‬‬


‫لم يتم التطرق إلى "مفهوم الميزانية" ضمن القانون األساسي للميزانية"‪ ،‬بل‬
‫تم التعرض إلى مفهوم (‪" )1‬قانون المالية" الذي يعتبر قانونا يتم بموجبه‬
‫اصدار الميزانية وضبط حجمها الجملي ايرادا وانفاقا إلى جانب تضمنه أحكاما‬
‫ذات صبغة جبائية ومالية‪.‬‬
‫على أنه يمكن اعتبار ميزانية الدولة وثيقة قانونية تتضمن تقدير جملة‬
‫الموارد الموجب استخالصها أو تعبئتها والنفقات المزمع تنفيذها بعنوان كل‬
‫سنة‪ ،‬يتم اعدادها واإلذن بها وفقا لألهداف المرسومة في مخططات التنمية‬
‫اإلقتصادية واإلجتماعية والموازين اإلقتصادية مع مراعاة سالمة واستمرارية‬
‫التوازنات العامة للبالد‪.‬‬
‫وإجماليا‪ ،‬يك ّرس هذا التعريف وجوبية مراعاة التوازن اإلقتصادي والمالي‬
‫للبالد وكيفية المحافظة عليه وتدعيمه‪.‬‬
‫خصائص الميزانية ‪:‬‬ ‫‪-II‬‬
‫للميزانية خصائص ثابتة وهي ‪ :‬التقدير والترخيص والدورية الى جانب‬
‫الخاصية اإلقتصادية‪.‬‬
‫________‬
‫(‪ )1‬وفقا ألحكام الفصل األول من القانون األساسي للميزانية عدد ‪ 53‬لسنة ‪ 1967‬المؤرخ في ‪ 8‬ديسمبر ‪ " 1967‬ينص‬
‫قانون المالية بالنسبة لكل سنة على جملة تكاليف الدولة ومواردها ويأذن بها وذلك في نطاق مخططات التنمية و حسب التوازن‬
‫اإلقتصادي والمالي الذي يضبطه الميزان اإلقتصادي"‪.‬‬

‫‪ -1‬خاصية التقدير ‪:‬‬


‫تتمثل عملية التقدير في ضبط موارد ونفقات ميزانية الدولة في جدول‬
‫تطورها بالنسبة للسنة المالية‬
‫يحتوي على جميع عناصر ميزانية الدّولة وكيفية ّ‬
‫المقبلة مع مراعاة قاعدة التوازن بين النفقات والموارد‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫وتعتبر هذه الخاصية ذات أهمية قصوى إذ من الضروري ضبط هذه‬
‫التقديرات بكل دقة على أساس معطيات مختلفة سواء كانت ذات صبغة مالية أو‬
‫إقتصادية أو إجتماعية داخلية أو خارجية‪ ،‬حتى يتسنى إضفاء أكثر واقعية على‬
‫مشروع الميزانية‪.‬‬
‫وعموما‪ ،‬ترتكز التقديرات على انجازات الميزانيات السابقة‪ ،‬والتوازن الذي‬
‫ينص عليه مخطط التنمية اإلقتصادية واإلجتماعية إلى جانب تطور بعض‬
‫المؤشرات األخرى كالناتج المحلي اإلجمالي ومستوى عجز الميزانية ونسبة‬
‫الضغط الجبائي‪.‬‬
‫‪ -2‬خاصية الترخيص ‪:‬‬
‫تتولى الحكومة إعداد مشروع الميزانية بإشراف الوزارة المكلفة بالميزانية‬
‫ويتم دراسة هذا المشروع ومناقشته أو تعديله أو اإلقتراع عليه أو رفضه وفقا‬
‫ألحكام خصوصية نص عليها القانون األساسي للميزانية‪.‬‬
‫وتتولى السلطة التشريعية الترخيص للحكومة في إستخالص وتعبئة الموارد‬
‫وفي إنجاز النفقات وبذلك يتم اضفاء الصبغة القانونية على الميزانية‪.‬‬
‫لذا ال يمكن للحكومة أن تتولى تنفيذ الميزانية قبضا وصرفا إال بعد الموافقة‬
‫النهائية من قبل السلطة التشريعية‪.‬‬
‫وتعتبر مرحلة الترخيص مناسبة لإلطالع على مجهود الدّولة في القطاعات‬
‫اإلقتصادية واإلجتماعية والثقافية‪.‬‬
‫وبالتالي فإن الترخيص الممنوح من قبل مجلس النواب ومجلس المستشارين‬
‫للحكومة يمثل رقابة مسبقة على المالية العمومية‪.‬‬
‫‪ -3‬خاصية الدورية ‪:‬‬
‫تعتبر خاصية الدورية من أهم خصائص الميزانية ‪ ،‬و الهدف منها تأكيد‬
‫فعالية الترخيص البرلماني و ضمان رقابة السلطة التشريعية على المالية‬
‫العمومية بطريقة منتظمة ‪.‬‬
‫و يتم حصر عمليات تنفيذ الميزانية قبضا وصرفا بعنوان كل سنة حتى‬
‫يتسنى لمجلس النواب ومجلس المستشارين ضمان رقابة بطريقة دورية‬
‫ومنتظمة في ميدان المالية العمومية من ناحية وتمكين الدولة من حصر تدخالتها‬

‫‪10‬‬
‫وفقا لهذه المدّة حتى يتسنى لها الوقوف على النقائص واإليجابيات وضبط‬
‫حساباتها وبرمجة مشاريعها من ناحية أخرى‪.‬‬
‫وتبدأ السنة المالية في تونس في غرة جانفي وتنتهي في ‪ 31‬ديسمبر من‬
‫نفس السنة‪.‬‬
‫‪ -4‬خاصية اإلقتصادية ‪:‬‬
‫إن عملية إعداد الميزانية لم تعد كما كان األمر في النظرة التقليدية مجرد‬
‫عمل إداري ال يهتم بالمحيط اإلقتصادي بل أصبحت أهم مناسبة لتقييم الحياة‬
‫اإلقتصادية بالبالد و تقدير آفاقها و ضبط تأثيرها على الميزانية و تأثير هذه‬
‫األخيرة عليها ‪.‬‬
‫لذا ‪ ،‬فإن تطور مفهوم الميزانية و إدماجها ضمن الحياة اإلقتصادية كانت له‬
‫أعمق اإلنعكاسات على المبادئ و القواعد الرئيسية التي تخضع لها الميزانية‪.‬‬
‫يتم إعداد ميزانية الدّولة على ضوء المعطيات االقتصادية واالجتماعية‬
‫للبالد وكذلك وفقا للتوجهات المنصوص عليها بمخطط التنمية االقتصادية‬
‫واالجتماعية والميزان اإلقتصادي خاصة فيما يتعلق بمنوال التنمية المعتمد للسنة‬
‫المالية المعنية‪.‬‬
‫ومن خالل هذه الخاصية يمكن التعرف على دور الميزانية ومدى مساهمتها‬
‫في تنشيط الحركة اإلقتصادية من ناحية ومدى أهمية اإلختيارات وتأثيرها‬
‫مستقبال على الحياة اإلقتصادية واإلجتماعية عموما‪.‬‬

‫الباب الثاني‬

‫تبويب ميزانية الدولة‬

‫أقر القانون األساسي للميزانية عدد ‪ 103‬لسنة ‪ 1996‬المؤرخ في ‪25‬‬


‫ّ‬
‫نوفمبر ‪ 1996‬والمتعلق بتنقيح القانون األساسي للميزانية عدد ‪ 53‬لسنة‬
‫‪ 1967‬المؤرخ في ‪ 8‬ديسمبر ‪ 1967‬هيكلة جديدة لميزانية الدّولة ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫‪ -I‬تبويب الموارد ‪:‬‬
‫تم إعادة تبويب الموارد وتقديمها ضمن ‪ 11‬صنفا مجمعة في خمسة أجزاء‪.‬‬
‫ومن أهم التعديالت التي أدخلت سنة ‪1996‬على تبويب الموارد ‪.‬‬

‫‪ -‬ويبين الجدول التالي التبويب الحالي لموارد ميزانية الدّولة مقارنة مع‬
‫لسنة‬ ‫التبويب القديم المنصوص عليه بالقانون األساسي للميزانية عدد ‪53‬‬
‫‪ 1967‬المؤرخ في ‪ 8‬ديسمبر ‪:1967‬‬

‫تبويب القانون األساسي‬ ‫تبويب القانون األساسي‬


‫عدد ‪ 103‬لسنة ‪1996‬‬ ‫عدد ‪ 53‬لسنة ‪1967‬‬
‫__________________________________________________________‬
‫_______‬
‫العنوان األول ‪:‬‬ ‫العنوان األول ‪:‬‬
‫* الجزء‪ :1‬المداخيل الجبائية االعتيادية‬ ‫‪ -‬أداءات قارة‬
‫الصنف ‪ : 1‬األداءات المباشرة اإلعتيادية‬ ‫أداءات غير قارة‬ ‫‪-‬‬
‫الصنف ‪ : 2‬األداءات والمعاليم غير المباشرة اإلعتيادية‬ ‫‪ -‬معاليم‬
‫* الجزء ‪ : 2‬المداخيل غير الجبائية اإلعتيادية‬ ‫مداخيل أمالك الدولة‬ ‫‪-‬‬
‫وخدمات الدولة المأجورة‬
‫الصنف ‪ : 3‬المداخيل المالية اإلعتيادية‬ ‫‪ -‬مداخيل المساهمات المالية‬
‫وأرباح المؤسسات العمومية‬
‫الصنف ‪ : 4‬مداخيل أمالك الدّولة‬ ‫‪ -‬مداخيل مختلفة‬
‫__________________________________________________________‬
‫_______‬
‫العنوان الثاني ‪:‬‬ ‫العنوان الثاني ‪:‬‬
‫* الجزء ‪ : 3‬مداخيل غير اعتيادية‬ ‫الجزء األول ‪:‬‬
‫الصنف ‪ : 5‬استرجاع أصل القروض‬ ‫فواضل المداخيل اإلعتيادية‬ ‫‪-‬‬
‫على المصاريف اإلعتيادية‬
‫الصنف ‪ : 6‬مداخيل غير إعتيادية أخرى‬ ‫القروض الخارجية والداخلية‬ ‫‪-‬‬
‫* الجزء ‪ : 4‬موارد اإلقتراض‬ ‫ترجيع القروض والتسبقات‬ ‫‪-‬‬
‫الصنف ‪ : 7‬اإلقتراض الداخلي‬ ‫الجزء الثاني ‪:‬‬
‫الصنف ‪ : 8‬اإلقتراض الخارجي‬ ‫‪ -‬أموال المشاركة‬
‫الصنف ‪ : 9‬اإلقتراض الخارجي الموظف‬
‫صناديق الخزينة‬

‫‪12‬‬
‫* الجزء ‪ : 5‬الموارد الموظفة‬
‫الصنف ‪ : 10‬الموارد الجبائية الموظفة‬
‫الصنف ‪ : 11‬الموارد غير الجبائية الموظفة‬

‫‪ -II‬تبويب النفقات ‪:‬‬


‫أقر القانون األساسي عدد ‪ 103‬لسنة ‪ ،1996‬تبويبا جديدا على مستوى‬
‫النفقات يتضمن ‪ 12‬قسما مجمعة ضمن خمسة أجزاء‪.‬‬
‫و يبيّن الجدول التالي التبويب الحالي لنفقات ميزانية الدولة مقارنة مع‬
‫التبويب القديم المنصوص عليه بالقانون األساسي للميزانية عدد ‪ 53‬لسنة‬
‫‪ 1967‬المؤرخ في ‪ 8‬ديسمبر ‪. 1967‬‬

‫تبويب القانون األساسي‬ ‫تبويب القانون األساسي‬


‫عدد ‪ 103‬لسنة ‪1996‬‬ ‫عدد ‪ 53‬لسنة ‪1967‬‬
‫العنوان األول ‪:‬‬ ‫العنوان األول ‪:‬‬
‫* الجزء ‪ : 1‬نفقات التصرف‬ ‫القسم األول ‪ :‬السلط العمومية‬
‫‪ -‬القسم ‪ : 1‬التأجير العمومي‬ ‫القسم الثاني ‪ :‬فوائض الديون‬
‫‪ -‬القسم ‪ : 2‬وسائل المصالح‬ ‫القسم الثالث ‪ :‬وسائل المصالح‬
‫‪ -‬القسم ‪ : 3‬التدخل العمومي‬ ‫القسم الرابع ‪ :‬التدخالت العمومية‬
‫‪ -‬القسم ‪ : 4‬نفقات التصرف الطارئة‬ ‫القسم الخامس ‪ :‬مصاريف مختلفة وطارئة‬
‫* الجزء ‪ : 2‬فوائد الدين‬
‫القسم ‪ : 5‬فوائد الدين العمومي‬
‫العنوان الثاني ‪:‬‬ ‫العنوان الثاني ‪:‬‬
‫* الجزء ‪ : 3‬نفقات التنمية‬ ‫الجزء األول ‪:‬‬
‫القسم ‪ : 6‬اإلستثمارات المباشرة‬ ‫القسم األول ‪ :‬الرصود التي تقوم بها الدولة‬
‫القسم ‪ : 7‬التمويل العمومي‬ ‫القسم الثاني ‪ :‬العمليات المالية‬
‫القسم ‪ : 8‬نفقات التنمية الطارئة‬ ‫القسم الثالث ‪ :‬ترجيع أصل الدين العمومي‬
‫‪ :‬نفقات التنمية المرتبطة بالموارد الخارجية‬ ‫القسم ‪9‬‬
‫الموظفة‬ ‫الموظفة‬
‫* الجزء ‪ : 4‬تسديد أصل الدين‬ ‫الجزء الثاني ‪:‬‬
‫القسم ‪ : 10‬تسديد أصل الدين‬ ‫أموال المشاركة‬
‫صناديق الخزينة‬
‫* الجزء ‪ : 5‬نفقات صناديق الخزينة‬
‫الصنف ‪ : 11‬نفقات الحسابات الخاصة‬
‫الصنف ‪ : 12‬نفقات أموال المشاركة‬

‫‪13‬‬
‫و إنطالقا من هذا التبويب ‪ ،‬تم بمقتضى األمر عدد ‪ 529‬لسنة ‪1999‬‬
‫المؤرخ في ‪ 8‬مارس ‪: 1999‬‬
‫‪ -‬تبويب النفقات بالنسبة لكل قسم حسب فصول وفقرات وفقرات فرعية‪.‬‬
‫يعرف كل فصل من فصول الميزانية بخمسة أرقام يرمز الرقمان األوالن‬
‫ّ‬ ‫‪-‬‬
‫إلى القسم الذي ينتمي إليه الفصل واألرقام الثالثة الموالية إلى العدد الرتبي‬
‫للفصل‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬نفقات العنوان األول (‪)1‬‬
‫‪ -1‬القسم األول ‪ :‬التأجير العمومي‬
‫ويحتوي على المنح المخولة للسلط العمومية وعلى تأجير األعوان القارين‬
‫واألعوان غير القارين والمنح المسندة للمؤسسات العمومية (‪ )2‬بعنوان‬
‫التأجير‪.‬‬
‫‪ -2‬القسم الثاني ‪ :‬وسائل المصالح‬
‫يحتوي على نفقات استهالك المواد والخدمات التي يقتضيها السير العادي‬
‫للمصالح وعلى النفقات المتعلقة باستغالل وصيانة التجهيزات العمومية‪ .‬كما‬
‫يتضمن هذا القسم المنح المسندة للمؤسسات العمومية لتغطية النفقات المتعلقة‬
‫بالتسيير و إستغالل التجهيزات العامة ‪.‬‬
‫_____________‬
‫(‪ )1‬أنظر الملحق عدد ‪.2‬‬
‫(‪ )2‬الخاضعة و الغير الخاضعة لمجلة المحاسبة العمومية‬

‫‪ – 3‬القسم الثالث ‪ :‬التدخل العمومي‬


‫يحتوي على النفقات الخاصة بالتحويالت وتدخالت الدّولة المباشرة وغير‬
‫المباشرة وعلى المساهمات في المنظمات الدولية والمنح المسندة للمؤسسات‬
‫العمومية لتغطية النفقات بعنوان تدخالتها وتخص هذه النفقات باألساس ‪:‬‬
‫‪ -‬التحويالت‬
‫‪ -‬التدخالت ذات الصبغة العامة‬
‫‪ -‬التدخالت في الميدان اإلجتماعي‬
‫‪14‬‬
‫‪ -‬التدخالت في ميدان التعليم والتكوين‬
‫‪ -‬التدخالت في ميدان البحث العلمي‬
‫‪ -‬التدخالت في ميدان الثقافة والشباب والطفولة‬
‫‪ -‬التدخالت في الميادين اإلقتصادية‬
‫‪ -‬المساهمات في المنظمات الدولية‬
‫القسم الرابع ‪ :‬نفقات التصرف الطارئة‬ ‫‪-4‬‬
‫يتضمن اإلعتمادات المخصصة لتغطية الحاجيات التي يتعذر التعرف عليها‬
‫أو توزيعها عند إعداد الميزانية‪.‬‬
‫ويحتوي هذا القسم على فصل وحيد وعلى فقرتين‪ ،‬تتعلق األولى بالنفقات‬
‫الطارئة والثانية بالنفقات غير الموزعة‪.‬‬
‫القسم الخامس فوائد الدين‬ ‫‪-5‬‬
‫يحتوي على اإلعتمادات المخصصة لتسديد فوائد الدين الداخلي والخارجي‬
‫ضمن فصلين‪ .‬ويشمل كل من الفصلين على فقرتين تخص الفقرة األولى فوائد‬
‫دين الدّولة والثانية فوائد الدين المضمون من طرف الدّولة‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬نفقات العنوان الثاني (‪:)1‬‬


‫القسم السادس ‪:‬اإلستثمارات المباشرة‬ ‫‪-6‬‬
‫يحتوي هذا القسم على نفقات المشاريع والبرامج التنموية التي تنجزها الدولة‬
‫بصفة مباشرة أو عن طريق المؤسسات العمومية الخاضعة لمجلة المحاسبة‬
‫العمومية أو المجالس الجهوية‪.‬‬
‫‪ -7‬القسم السابع ‪ :‬التمويل العمومي‪.‬‬
‫يحتوي هذا القسم على اإلعتمادات التي ترصد لفائدة المؤسسات العمومية‬
‫التي ال تكتسي صبغة إدارية والمنشآت العمومية بعنوان اإلستثمارات والتدخالت‬
‫والمساهمة في رأس مال وتسديد القروض والتوازن المالي‪.‬‬
‫كما تدرج ضمن هذا القسم إعتمادات لفائدة الجماعات المحلية بعنوان‬
‫اإلستثمارات والتدخالت‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫‪ -8‬القسم الثامن ‪ :‬نفقات التنمية الطارئة‬
‫يتضمن هذا القسم اإلعتمادات المخصصة لتغطية الحاجيات التي يتعذر‬
‫التعرف عليها أو توزيعها عند إعداد الميزانية‪.‬‬
‫‪ -9‬القسم التاسع ‪ :‬نفقات التنمية المرتبطة بالموارد الخارجية الموظفة‪.‬‬
‫يحتوي هذا القسم على نفقات المشاريع والبرامج والتدخالت الممولة بواسطة‬
‫القروض الخارجية الموظفة والتي تسددها الدّولة‪.‬‬
‫القسم العاشر‪ :‬تسديد أصل الدين العمومي‪.‬‬ ‫‪-10‬‬
‫يحتوي هذا القسم على اإلعتمادات المخصصة لتسديد أصل الدين العمومي‬
‫الداخلي والخارجي‪ .‬ويتضمن هذا القسم فصلين‪.‬‬
‫‪-------‬‬
‫(‪ )1‬أنظر المحلق عدد ‪2‬‬

‫يخص الفصل األول تسديد أصل الدين العمومي الداخلي والثاني تسديد أصل‬
‫الدين العمومي الخارجي‪ .‬و يشمل كل من الفصلين على فقرتين تخص األولى‬
‫تسديد أصل دين الدّولة والثانية تسديد أصل الدين المضمون من طرف الدّولة‪.‬‬
‫‪ 12-11‬القسم الحادي عشر والقسم الثاني عشر‪ :‬الصناديق الخاصة في‬
‫الخزينة وحسابات أموال المشاركة‪.‬‬
‫تتوزع نفقات صناديق الخزينة حسب نفس التبويب المعتمد بالنسبة لنفقات‬
‫العنوانين األول والثاني لميزانية الدولة مع إعتماد الترقيم المميز لهذا القسم وهو‬
‫‪:‬‬
‫‪ )11( -‬بالنسبة لنفقات الحسابات الخاصة في الخزينة ‪.‬‬
‫‪ )12( -‬بالنسبة لنفقات حسابات أموال المشاركة ‪.‬‬

‫الباب الثالث‬

‫‪16‬‬
‫المبادئ العامة لميزانية الدولة‬

‫تض ّمن القانون األساسي للميزانية المبادئ العامة لميزانية الدولة (مبدأ‬
‫الوحدة‪ ،‬مبدأ السنوية‪ ،‬مبدأ الشمولية‪ ،‬ومبدأ التوازن)‪ .‬وقد ت ّم سن هذه المبادئ‬
‫قصد تسهيل عملية إعداد وتنفيذ ومراقبة تنفيذ الميزانية الى جانب مراعاة‬
‫التوازن المالي واإلقتصادي للبالد‪.‬‬
‫وقد طرأ على هذه المبادئ بعض اإلستثناءات نتيجة اتساع دور الدّولة‬
‫وتنوع تدخالتها‪ ،‬حيث تم إحداث أطر قانونية جديدة (جماعات عمومية محلية‬
‫(‪ ،)1‬صناديق خزينة؛ مؤسسات عمومية إلخ ‪ )....‬وتمكين هذه الهياكل من‬
‫ميزانيات خاصة لتمويل مختلف األنشطة والخدمات العمومية التي من أجلها‬
‫بعثت‪.‬‬
‫‪ -I‬مبدأ الوحدة ‪:‬‬
‫يعني هذا المبدأ أن تتضمن ميزانية الدّولة بعنوان كل تصرف جميع الموارد‬
‫والنفقات دون إستثناء قصد المحافظة على الوثائق المتعلقة بالميزانية وبالتالي‪،‬‬
‫تجميع موارد ونفقات ميزانية الدّولة المزمع انجازها خالل السنة المالية في‬
‫وثيقة واحدة تتضمن تقديرات العنوان األول والعنوان الثاني لميزانية الدّولة‬
‫والحسابات الخاصة في الخزينة وميزانيات المؤسسات العمومية الخاضعة‬
‫لمجلة المحاسبة العمومية‪.‬‬
‫كما يم ّكن هذا المبدأ السلط العمومية من اإللمام بمجمل نشاط الدولة وبتطور‬
‫وضعها المالي‪.‬‬
‫‪--------------‬‬
‫(‪ )1‬القانون األساسي الخاص بميزانية الجماعات العمومية المحلية عدد ‪ 35‬لسنة ‪ 1975‬المؤرخ في ‪ 14‬ماي ‪.1975‬‬

‫‪ -II‬مبدأ السنوية ‪:‬‬


‫يتم إعداد الميزانية من قبل الحكومة ومناقشتها واإلقتراع عليها من طرف‬
‫السلطة التشريعية كل سنة‪ .‬وبالتالي‪ ،‬ال يمكن للحكومة استخالص أي مورد أو‬
‫تأدية أي نفقة دون ترخيص مسبّق من مجلس النواب‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫وتبدأ السنة المالية في تونس في ‪ 1‬جانفي من كل سنة و تنتهي‬
‫في ‪ 31‬ديسمبر من نفس السنة‪.‬‬
‫يتم تنفيذ ميزانية الدولة وميزانيات المؤسسات العمومية اإلدارية وفق نظام‬
‫يرتكز على الدفع والقبض ‪.‬‬
‫يشمل نظام الدفع المنصوص عليه بالفصل الثالث من مجلة المحاسبة‬
‫العمومية‪ ،‬جميع العمليات المالية دون إستثناء‪ ،‬قبضا وصرفا‪ ،‬ويربط كل نفقة أو‬
‫مورد بالسنة التي يتم خاللها إنجاز هذه النفقة أو تحصيل هذا المورد وذلك بقطع‬
‫النظر عن السنة التي يعود إليها األصل القانوني للنفقة أو للمورد‪.‬‬
‫ويم ّكن هذا النظام من تقييم حجم موارد ونفقات ميزانية الدّولة خالل كل سنة‬
‫تطورها‪.‬‬
‫وكيفية ّ‬
‫كما يتسم هذا النظام بأكثر مرونة إذ يم ّكن اإلذن بصرف النفقات الراجعة‬
‫للسنة المالية الى يوم ‪ 20‬جانفي من السنة الموالية على أن تدرج األوامر‬
‫الصادرة في الغرض ضمن الميزانية للسنة السابقة‪.‬‬
‫وتخص اإلستثناءات في مستوى مبدأ السنوية أساسا النفقات إذ أن موارد ميزانية‬
‫الدّولة تخضع وجوبا لمبدأ السنوية‪.‬‬
‫أ‪ -‬على مستوى النفقات‬
‫سم اإلعتمادات المتعلقة بمصاريف التنمية إلى إعتمادات برامج واعتمادات‬
‫تق ّ‬
‫تعهد واعتمادات دفع‪.‬‬

‫‪ ‬اعتمادات البرامج ‪:‬‬


‫تهم هذه اإلعتمادات المشاريع المزمع الشروع فيها خالل السنة مع ضبط‬
‫مبلغها الجملي‪ .‬وينبغي أن تسمح هذه اإلعتمادات بالتعهد بمصاريف تتعلق‬
‫بإنجاز مشروع كامل أو جزء واضح منه يمكن إستغالله بدون إضافة‪ ،‬غير أن‬
‫إعتمادات البرامج ال تلزم الدولة إال في حدود إعتمادات التعهد المفتوحة‬
‫بمقتضى قانون المالية‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫إن مصادقة مجلس النواب على إعتمادات البرامج بالنسبة لمشروع معين‬
‫غير كافية للسماح للحكومة بالبدء في تنفيذ هذا المشروع‪ ،‬بل هي موافقة مبدئية‬
‫تبقى سارية المفعول طيلة مدة تنفيذ المشروع وبذلك تتجاوز هذه المصادقة‬
‫اإلطار السنوي‪.‬‬
‫‪ ‬اعتمادات التعهد ‪:‬‬
‫إن اعتمادات التعهد مسترسلة المفعول بدون تحديد في المدة ويمكن نقلها من‬
‫سنة إلى أخرى إلى أن تلغى عند اإلقتضاء‪ ،‬وتوضع اعتمادات التعهد تحت‬
‫تصرف اآلمر بالصرف حتى يتسنى له التعهد بالمصاريف (إبرام العقود‪ ،‬إجراء‬
‫الدراسات‪ ،‬فتح المناقصات ‪ )...‬الالزمة لتنفيذ المشاريع المنصوص عليها‬
‫بقانون المالية‪.‬‬
‫وتعتبر اعتمادات التعهد خرق لمبدأ السنوية ألنها إعتمادات يمكن نقلها من‬
‫سنة الى أخرى غير أنها ال تسمح بتأدية النفقة فعليا إال في حدود اعتمادات الدفع‬
‫المرسمة في قانون المالية‪.‬‬
‫‪ ‬اعتمادات الدفع ‪:‬‬
‫تمثل هذه اإلعتمادات المبلغ المرخص في دفعه فعليا خالل السنة بعنوان‬
‫البرامج المرخص في إنجازها وعلى أساس ما وقع اإللتزام به في نطاق‬
‫إعتمادات التعهد‪ .‬وقد تم إخضاع اعتمادات الدفع لمبدأ السنوية ألن اعتمادات‬
‫الدفع التي لم يقع استعمالها عند ختم الميزانية تلغى مع إمكانية فتحها من جديد‬
‫ضمن اعتمادات السنة الموالية‪.‬‬
‫ب – صناديق الخزينة ‪:‬‬
‫تستعمل حسابات الخزينة وفقا للشروط المنطبقة على نفقات التصرف‬
‫ونفقات التنمية مع مراعاة بعض خصوصيات هذه الصناديق منها نقل فواضل‬
‫يتقرر ما يخالف ذلك ضمن قانون المالية‪.‬‬
‫كل صندوق من سنة إلى اخرى ما لم ّ‬
‫و با لتالى فإن األرصدة المتبقية فى اخر السنة و الراجعة لفائدة صناديق‬
‫الخزينة يمكن نقلها من سنة إلى أخرى و تخصيصها إلنجاز برامج او مشاريع‬
‫أو عمليات ذات مصلحة عمومية‪.‬‬
‫ت‪-‬ميزانيات المؤسسات العمومية ذات صبغة ادارية‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫أن تنقل الفواضل المسجلة عند غلق ميزانية المؤسسات إلى ميزانية السنة‬
‫الموالية على أن يقع استعمالها حسب توزيع يضبط بمقتضى قرار الوزير‬
‫المكلف باإلشراف‪.‬‬

‫ااا‪ -‬مبدأ الشمولية ‪:‬‬


‫ترسم المقابيض بجملتها في الحسابات دون مقاصة بالمصاريف‪ ,‬و يعني‬
‫ذلك أن ترسم تقديرات كافة الموارد و كافة النفقات ضمن ميزانية الدولة دون‬
‫أي مقاصة بين هذه الموارد و هذه النفقات ودون سهو ودون توظيف‪.‬‬
‫و بالتالي فإن جملة الموارد يتم تخصيصها لتغطية جملة نفقات الدولة بحيث‬
‫مثال ال يمكن خصم مبالغ من محصول الخطايا لخالص أجور أعوان وزارة‬
‫الداخلية‪ ،‬أو خصم مبالغ من مداخيل الجباية لخالص أعوان وزارة المالية‪.‬‬
‫غير أن تطور دور الدولة وإتساع مشموالتها في مختلف الميادين كان له‬
‫تأثير على مبدأ الشمولية‪ ،‬بحيث تم إنشاء مؤسسات عمومية ذات صبغة صناعية‬
‫وتجارية ال تدرج ميزانياتها ضمن ميزانية الدّولة لتقوم بإنجاز بعض الخدمات‬
‫العمومية التي من أجلها بعثت هذه المؤسسات‪.‬‬
‫مدعوة الى دفع الناتج الصافي‬
‫ّ‬ ‫وتجدر اإلشارة الى أن هذه المؤسسات‬
‫اإليجابي المتحصل عليه بعنوان كل سنة لفائدة ميزانية الدّولة وذلك في صورة‬
‫غياب برامج إستثمارية لديها‪ .‬أما في صورة حصول عجز سنوي لدى هذه‬
‫المؤسسات يمكن للدولة تقديم الدعم لفائدتها‪.‬‬
‫‪ -IV‬مبدأ التوازن ‪:‬‬
‫يمثل مبدأ التوازن تعادل نفقات الدّولة مع مواردها بعنوان كل سنة مالية‪.‬‬
‫ويتم إعداد ميزانية الدّولة ومناقشتها واإلقتراع عليها على أساس مبدأ التوازن‬
‫بين جملة الموارد وجملة النفقات‪.‬‬
‫غير أنه أمام ندرة الموارد الذاتية الراجعة الى الدّولة (جبائية وغير جبائية)‪،‬‬
‫فإن الحاجة الى مصادر تمويل (اإلقتراض الخارجي و اإلقتراض الداخلي)‬
‫أصبحت ضرورية لمجابهة نفقات الدّولة خاصة منها المتعلقة باإلستثمار‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫ونتج عن هذه الوضعية األخذ بعين اإلعتبار مستوى عجز الميزانية ضمن‬
‫تقديرات قانون المالية‪ ،‬بحيث يتم اإلقتراع على مستوى هذا العجز ضمن أحكام‬
‫قانون المالية (اإلقتراض الصافي من ترجيع أصل الدين العمومي)‪.‬‬
‫ومبدئيا‪ ،‬فإن عجز الميزانية هو الفارق بين مجموع نفقات ميزانية الدّولة (ما‬
‫عدى تسديد أصل الدين) ومجموع الموارد الذاتية لميزانية الدّولة‪.‬‬
‫ويتم اللجوء الى اإلقتراض الداخلي والى اإلقتراض الخارجي لتسديد أصل‬
‫الدين الداخلي والخارجي ولتمويل العجز الصافي للميزانية‪.‬‬

‫الباب الرابع‬
‫إعداد مشروع ميزانية الدّولة‬

‫وفقا للفصل ‪ 25‬جديد من القانون األساسي عدد ‪ 42‬لسنة ‪ 2004‬المؤرخ في‬


‫‪ 13‬ماي ‪ 2004‬المتعلق بتنقيح وإتمام القانون األساسي للميزانية عدد ‪ 53‬لسنة‬
‫‪ 1967‬المؤرخ في ‪ 8‬ديسمبر ‪ ،1967‬يضبط رؤساء اإلدارات التقديرات‬
‫السنوية لنفقات المصالح التابعة لهم ويوجهونها إلى وزارة المالية قبل نهاية شهر‬
‫ماي من كل سنة‪.‬‬
‫يدرس وزير المالية هذه اإلقتراحات ويضم إليها تقديرات المداخيل ويعد‬
‫مشروع قانون المالية‪.‬‬
‫ينظر مجلس الوزراء في مشروع قانون المالية الذي يضبطه رئيس‬
‫الجمهورية في صيغته النهائية ثم يعرض على مجلس النواب ومجلس‬
‫المستشارين في أجل أقصاه ‪ 25‬أكتوبر من كل سنة‪.‬‬
‫ويتضح من ذلك أن السلطة التنفيذية مكلفة وحدها بإعداد قوانين المالية وذلك‬
‫لعدة أسباب أهمها ‪:‬‬
‫بتطور األوضاع الداخلية‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬توفر مختلف المعطيات والمؤشرات المرتبطة‬
‫والعالمية خاصة منها المتعلقة بالشؤون اإلقتصادية و اإلجتماعية و المالية‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫‪ -‬توفر األجهزة الفنّية والكفاءات البشرية لضبط مختلف التقديرات المتعلقة‬
‫بالميزانية‪.‬‬
‫ويتولى الوزير األول في بداية كل سنة مالية إرسال منشور الى كل‬
‫اإلدارات المعنية يتعلق بالبدء في إعداد ميزانية السنة القادمة‪ ،‬ويتعلق هذا‬
‫التصرف وميزانية التنمية‪ .‬كما يضبط التوجهات العامة‬
‫ّ‬ ‫المنشور بإعداد ميزانية‬
‫والتعليمات التي يجب على الوزارة واإلدارة أخذها بعين اإلعتبار عند القيام‬
‫بضبط تقديرات نفقاتها بالنسبة للسنة المالية المقبلة‪.‬‬
‫وعلى أساس هذا المنشور الذي يعتبر نقطة اإلنطالق للبدء في إعداد‬
‫الميزانية تتولى الوزارات ضبط تقديرات نفقاتها مع المصالح الراجعة لها‬
‫بالنظر‪.‬‬
‫ويتم ضبط تقديرات الموارد من قبل وزير المالية‪.‬‬

‫القسم األول ‪ :‬كيفية إعداد النفقات‬

‫ترتكز التقديرات على مستوى النفقات على التوجهات العامة المبينة‬


‫بمنشور الوزير األول‪ .‬فعلى سبيل الذكر تضمن المنشور عدد ‪ 7‬بتاريخ ‪31‬‬
‫جانفي ‪ 2004‬المتعلق باعداد ميزانية ‪ 2005‬التوجهات العامة التالية ‪:‬‬

‫‪ -1‬العمل على أن تنطلق أشغال إعداد الميزانية منذ شهر فيفري من السنة‬
‫التي تسبق سنة تنفيذها‪.‬‬

‫‪ -2‬العمل على إحكام التنسيق بين اإلدارات الفنية والقطاعية التي تضبط‬
‫األهداف والبرامج واإلستثمارات والهياكل المكلفة بصياغة مشروع الميزانية‬
‫خاصة في مستوى نفقات التصرف (اإلدارات العامة للمصالح المشتركة‬
‫واإلدارات المماثلة) وذلك بهدف إحكام الربط بين األهداف والبرامج‬
‫واإلعتمادات المقترحة من جهة واإلستثمارات ونفقات التصرف المتعلقة بها من‬
‫جهة أخرى‪.‬‬

‫‪ -3‬إرفاق المقترحات بمذكرة عامة حول مشروع الميزانية تبرز بصفة جلية‬
‫‪:‬‬

‫*األهددداف الكميددة المنتظددر تحقيقهددا فددي سددنة ‪2005‬مددن خددالل اإلعتمددادات‬


‫المطلوبة انطالقا مدن الوضدع الحدالي ومدن تقدديرات وتوجهدات المخطدط العاشدر‬
‫(‪.)1‬‬

‫‪22‬‬
‫*األهداف النوعية المنتظرة من خالل اإلصالحات التي تم إقرارها أو‬
‫المبرمجة وانعكاسها على التقديرات الكمية‪)2(.‬‬

‫‪ -4‬تقديم مذكرات خاصة بكل نشاط من أنشطة الوزارة تبرر التقديرات‬


‫الكمية والنوعية الخصوصية‪.‬‬
‫‪-------‬‬

‫(‪ )1‬و(‪ )2‬نددص الفصددل ‪ 11‬جديددد مددن القددانون األساسددي للميزانيددة عدددد‪ 42‬لسددنة ‪ 2004‬المددؤرخ فددي ‪ 13‬مدداي ‪ 2004‬علددى "‪...‬كمددا يمكددن‬
‫بمقتضى قدانون الماليدة رصدد اإلعتمدادات حسدب بدرامج ومهمدات ‪ .‬وتشدمل البدرامج اإلعتمدادات المخصصدة لعمليدة أو لمجموعدة متناسدقة مدن‬
‫العمليات الموكولة إلى كل رئيس إدارة قصد تحقيق أهداف محددة ونتائج يمكن تقييمها‪.‬وتشمل المهمات مجموعة من البرامج تساهم في تجسديم‬
‫خطة ذات مصلحة وطنية‪.‬تحدد البرامج والمهمات بمقتضى أمر‪".‬‬

‫‪ -‬العمل على ضبط الحاجيات بكل دقة قصد الحد من عمليات تحويل‬
‫اإلعتمادات خاصة بين الفصول والفقرات وتنقيح تراخيص اإلنتدابات‪.‬‬
‫‪ -‬اإلعتماد على تنفيذ ميزانية سنة ‪ 2003‬وعلى تقديرات سنة ‪ 2004‬عند‬
‫ضبط اإلقتراحات المتعلقة بسنة ‪ 2005‬وذلك سواء بالنسبة للوزارات أو‬
‫المؤسسات مع اعتبار الموارد الذاتية المسجلة من قبل هذه األخيرة‪.‬‬
‫‪ -‬التقيد بالتوجهات واإلجراءات الواردة بالمناشير السابقة حول إعداد ميزانية‬
‫الدولة وخاصة منها المتعلقة بحسن استغالل الموارد البشرية المتوفرة من‬
‫خالل إحكام توزيع األعوان بين الجهات والهياكل والتركيز على وظيفة‬
‫التصرف في الموارد البشرية‪.‬‬
‫‪ -‬الحرص على مزيد تحسين مردودية الموارد البشرية المتوفرة قصد حصر‬
‫اإلنتدابات ف ي الحاالت الضرورية أي لفائدة الهياكل والجهات األكثر حاجة‬
‫ألعوان جدد وذلك في انتظار نتائج برنامج مالءمة الموارد البشرية‬
‫للحاجيات الحقيقية لإلدارة‪.‬‬
‫‪ -‬العمل على تسديد الحاجيات من األعوان عن طريق اإلنتدابات لفائدة‬
‫المصالح المعنية وفق التراتيب المعمول بها‪.‬‬
‫‪ -‬توزيع اإلنتدابات المقترحة بين الهياكل المعنية والتفريق بين ‪:‬‬
‫‪ ‬تدعيم الهياكل الموجودة مع إبراز اإلمكانيات البشرية المتوفرة‬
‫وتبرير التدعيم المقترح‪.‬‬
‫‪ ‬الهياكل الجديدة على أساس مقاييس موضوعية وجدول توظيف‬
‫األعوان‪.‬‬
‫‪23‬‬
‫‪ -‬إيالء األولوية عند تشخيص اإلنتدابات الضرورية إلى حاملي الشهادات‬
‫العليا قصد تحسين التأطير في اإلدارة‪.‬‬
‫‪ -‬اللجوء‪ ،‬كل ما أمكن ذلك‪ ،‬إلى خدمات القطاع الخاص في إطار المناولة‬
‫بالنسبة لبعض الخدمات كالصيانة والتنظيف والحراسة‪.‬‬
‫‪ -‬ضبط نفقات األجور لسنة ‪ 2005‬على أساس المرتبات التي تم صرفها‬
‫خالل شهر جانفي ‪ 2004‬مع تعديلها باعتبار التطور المنتظر لعدد األعوان‬
‫وبرنامج الزيادات في األجور‪.‬‬
‫‪ -‬دعوة المؤسسات العمومية اإلدارية وغير اإلدارية إلى تقديم جدول يبين عدد‬
‫األعوان العاملين بها وتوزيعها حسب أصنافهم ورتبهم وحسب الجهة التي‬
‫يعملون بها‪.‬‬
‫‪ -‬إيالء عناية خاصة لنفقات تسيير المصالح وذلك من خالل مزيد الحرص‬
‫على التحكم في هذه النفقات في إطار خطة ترمي في نفس الوقت إلى‬
‫تشخيص مواطن اإلقتصاد في هذه النفقات واقتراح تعديل مقبول لإلعتمادات‬
‫إن اقتضى األمر واإللتزام بالتعليمات والتدابير الواردة في هذا المجال‬
‫وخاصة منها مناشير الوزير األول التالية ‪:‬‬
‫‪ ‬منشور عدد ‪ 15‬بتاريخ ‪ 5‬مارس ‪ 1992‬حول تخصيص اعتماد‬
‫لشراء الصحف اليومية والدوريات‪.‬‬
‫‪ ‬منشور عدد ‪ 40‬بتاريخ ‪ 11‬أوت ‪ 1992‬حول الضغط على نفقات‬
‫التصرف‪.‬‬
‫‪ ‬منشور عدد ‪ 2‬بتاريخ ‪ 6‬جانفي ‪ 1996‬حول الضغط على مصاريف‬
‫الهاتف اإلداري ومنشور عدد ‪ 20‬بتاريخ ‪ 1‬جويلية ‪ 2002‬حول‬
‫ترشيد نفقات استهالك الهاتف‪.‬‬
‫‪ ‬منشور وزير المالية عدد ‪ 404‬بتاريخ ‪ 20‬أفريل ‪ 1999‬والمتعلق‬
‫بتصفية متخلدات الدولة‪.‬‬
‫‪ ‬منشور عدد ‪ 29‬بتاريخ ‪ 8‬جوان ‪ 2001‬حول ترشيد استهالك الطاقة‬
‫والنهوض بالطاقات المتجددة في اإلدارة وفي المؤسسات والمنشآت‬
‫العمومية‪.‬‬
‫‪24‬‬
‫‪ -‬برنامج التحكم في استهالك الماء في إطار الخطة التي تم إقرارها بين‬
‫بعض الوزارات والمؤسسات والشركة الوطنية الستغالل وتوزيع المياه‪.‬‬
‫‪ -‬عدم قبول متخلدات جديدة بداية من سنة ‪.2003‬‬
‫وتتولى عادة إدارة الشؤون المالية واإلدارية المكلفة بإعداد وتقديم مشروع‬
‫ميزانية الوزارة‪ ،‬توجيه مذكرة إلى كافة المصالح التابعة للوزارة سوى كانت‬
‫مصالح مركزية أو خارجية أو مؤسسات عمومية إدارية ومؤسسات عمومية‬
‫غير إدارية التي تتمتع بمنحة من الميزانية‪ ،‬تتعلق بتوضيح التوجهات الكبرى‬
‫لسياسة الميزانية بالنسبة للسنة المعنية ومطالبتهم تقديم مقترحاتهم وتحديد‬
‫حاجياتهم من اإلعتمادات بالنسبة الى السنة المالية المقبلة‪.‬‬
‫وبعد عملية تجميع كافة المعطيات‪ ،‬تشرع إدارة الشؤون المالية واإلدارية في‬
‫عملية إعداد الميزانية على أساس منشور الوزير األول وميزانية السنة الجارية‬
‫ونتائج ميزانية السنة الفارطة‪.‬‬
‫‪ -1‬كيفية إعداد نفقات التصرف ‪:‬‬
‫تتولى كل وزارة إعداد نفقات التصرف الضرورية لتسيير مصالحها و ذلك‬
‫أساس التوجهات والتدابير المتضمنة بمنشور الوزير األول و إنطالقا من‬
‫التبويب المنصوص عليه بالقانون األساسي للميزانية على مستوى النفقات ‪.‬‬
‫أ‪ -‬المرتبات واألجور ‪:‬‬
‫تضبط تقديرات اإلعتمادات على أساس ‪ :‬مرتبات و أجور األعوان‬
‫المباشرين فعليا والمستخرجة من المنظومة اإلعالمية "إنصاف" أو غيرها من‬
‫المنظومات مع مراعاة بالخصوص برنامج الزيادات في األجور واإلنتدابات‬
‫الجديدة الى جانب طرح اإلعتمادات المتعلقة باألعوان الذين سيحالون على‬
‫التقاعد فضال عن األخذ بعين اإلعتبار عند تقديم المقترحات ‪:‬‬
‫‪ ‬توزيع األعوان المباشرين حسب الرتب و الخاليا والجهات‪.‬‬
‫‪ ‬تخصيص اإلنتدابات الجديدة للحاجيات القارة التي اليمكن تأمينها عن‬
‫طريق المناولة‪.‬‬
‫‪ ‬برامج التكوين و الرسكلة بصدد اإلنجاز وتلك التي تعتزم الوزارة‬
‫إنجازها خالل السنة‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫‪ ‬إنعكاس التطبيقات اإلعالمية المتعلقة بإنجاز بعض األشغال والخدمات‬
‫اإلدارية على توزيع األعوان المباشرين واإلنتدابات الجديدة‪.‬‬
‫نفقات المعدات والوسائل ‪:‬‬ ‫ب‪-‬‬
‫تضبط التقديرات بالنسبة لهذه النوعية من النفقات عادة باإلعتماد على نتائج‬
‫تنفيذ ميزانيتي التثبيت األخيرتين والتقديرات المحيّنة للسنة الجارية إلى جانب‬
‫إبراز اإلستهالك الحقيقي والتقدم ببعض التدابير التي تم ّكن من التحكم في‬
‫النفقات مثل البرامج اإلستثنائية للصيانة وتجديد التجهيزات‪.‬‬
‫كما يؤخذ بعين اإلعتبار كذلك ‪:‬‬
‫‪ -‬توزيع اإلعتمادات المرسمة بين مختلف البنود على أساس معايير‬
‫موضوعية وحسب الحاجيات واإلستهالك الحقيقي‪.‬‬
‫‪ -‬ضرورة تخصيص اإلعتمادات المرسمة بقانون المالية لتغطية حاجيات‬
‫نفس السنة مع األخذ بعين اإلعتبار لآلجال العادية لخالص إستهالكات السنة‬
‫السابقة بعنوان الماء والهاتف والكهرباء والغاز والوقود واألدوية وعدم تجاوز‬
‫اإلعتمادات المرخص فيها سنويا وذلك بإرساء آليات متابعة مستمرة لتجنب‬
‫المتخلدات‪.‬‬
‫ت – اإلعتمادات المسندة للمؤسسات العمومية ‪:‬‬
‫ترتكز تقديرات اإلعتمادات المسندة للمؤسسات العمومية بالخصوص على ‪:‬‬
‫‪ -‬نتائج تنفيذ ميزانيات هذه المؤسسات وكذلك التقديرات المحينة للسنة‬
‫الحالية سواء بالنسبة الى الموارد أو الى النفقات والفواضل المسجلّة خالل نفس‬
‫الفترة‪.‬‬
‫‪ -‬ضرورة توخي مزيد من الدقة عند توزيع موارد ونفقات المؤسسات‬
‫العمومية حسب النوعية‪ .‬بحيث أن منحة الميزانية تخصص كليا أو جزئيا حسب‬
‫الترتيب‪ ،‬لنفقات التأجير ونفقات التدخل ونفقات المعدات والوسائل‪.‬‬
‫‪ -2‬نفقات التنمية ‪:‬‬
‫تتكون نفقات التنمية من النفقات المخصصة لتمويل مشاريع الدّولة التي‬
‫تنجز عن طريق الوزارات والنفقات الخاصة بتمويل المشاريع التي تتولى‬
‫تنفيذها المؤسسات والمنشآت التابعة للدّولة‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫ويتم إقتراح نفقات التنمية عادة في إطار األهداف الكمية والنوعية لمخطط‬
‫التنمية اإلقتصادية واإلجتماعية‪ .‬وتضبط التقديرات في هذا المجال باإلعتماد‬
‫على ‪:‬‬
‫‪ -‬نتائج تقارير التنمية السنوية‪.‬‬
‫‪ -‬إعطاء األولوية المطلقة الى المشاريع والبرامج التي هي بصدد اإلنجاز‪.‬‬
‫‪ -‬برمجة المشاريع الجديدة التي بلغت درجة متقدمة في مستوى الدراسات‬
‫وهيكلة التمويل بما يمكنها من اإلنطالق الفعلي‪.‬‬
‫أ‪ -‬المشاريع والبرامج التي هي بصدد اإلنجاز ‪:‬‬
‫تحظى هذه المشاريع والبرامج بأولوية مطلقة في توظيف إعتمادات التعهد‬
‫والدّفع وذلك لتمكين الهياكل المعنية من إنجازها في ظروف عادية مسايرة لنسق‬
‫األشغال مع الحرص على ضبط الحاجيات بكل دقة‪.‬‬
‫وتحدّد هذه اإلعتمادات على ضوء المستوى المنتظر لتقدّم المشاريع الى‬
‫جانب العمل على إحترام التكلفة المرسمة سواء بالنسبة الى مشاريع الـدّولة أو‬
‫بالنسبة الى مشاريع المؤسسات والمنشآت العمومية على أساس أن عملية الترفيع‬
‫في التكاليف ال يتم اللّجوء اليها إال في الحاالت اإلستثنائية‪.‬‬
‫ب – المشاريع والبرامج الجديدة ‪:‬‬
‫تندرج إقتراحات الوزارات والمؤسسات التابعة لها فيما يتعلق بهذه النوعية‬
‫من المشاريع والبرامج ضمن ما تم اقراره في مخطط التنمية مع األخذ بعين‬
‫اإلعتبار مقترحات الجهات‪.‬‬
‫وفي هذا الصدد‪ ،‬تتولى الوزارات إعداد الملفات الخاصة بهذه المشاريع‬
‫والبرامج من حيث تقدّم الدّراسات وضبط هيكلة التمويل واإلجراءات الخاصة‬
‫لتوفير مستلزماتها من أراضي عالوة على دراسة التأثيرات على متساكني‬
‫مناطقها وعلى المحيط وإنعكاسها على نفقات التسيير عند دخول هذه المشاريع‬
‫والبرامج طور اإلستغالل‪.‬‬
‫ويتم ضبط تكلفة المشاريع والبرامج الجديدة على ضوء الدّراسات الشاملة‬
‫مع إحتساب مبالغ إحتياطية للتغييرات المادية والمالية‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫وتولي المؤسسات والمنشآت العمومية عناية خاصة عند ضبط تكاليف‬
‫المشاريع والبرامج التي يتم تمويلها عن طريق الموارد العامة للميزاينة أو عن‬
‫طريق موارد خارجية تسدّدها الدّولة‪.‬‬
‫وسعيا الى تحسين مردودية اإلستثمارات المتعّلقة بالتجهيزات والهياكل‬
‫األساسية الموجودة تتولى الوزارات إعطاء عناية خاصة لعمليات الصيانة سيما‬
‫وأن هذه العمليات تم ّكن من إحكام إستغالل التجهيزات والهياكل األساسية‬
‫المتوفرة‪.‬‬
‫ويقع إقتراح اإلعتمادات الضرورية بالعنوان الثاني للقيام باألشغال الكبرى‬
‫للصيانة والتعهد التي تسمح بالتمديد في فترة إستغالل الممتلكات العمومية‪.‬‬
‫نص منشور الوزير األول عدد ‪ 7‬بتاريخ ‪ 31‬جانفي ‪ 2004‬المتعلق‬
‫ّ‬ ‫وقد‬
‫باعداد مشروع ميزانية الدّولة لسنة ‪ 2005‬أساسا على ‪:‬‬
‫* إيالء المشاريع والبرامج التي هي بصدد اإلنجاز وخاصة منها الممولة في‬
‫إطار التعاون الدولي األولوية في رصد اإلعتمادات قصد احترام آجال تنفيذها‬
‫وضمان اإلستعمال األمثل للتمويالت الخارجية المتوفرة‪.‬‬
‫* إحكام اختيار المشاريع والبرامج الجديدة على أساس األولويات التي وقع‬
‫إقرارها بالمخطط وباعتبار تقدم إعداد هذه المشاريع من حيث الدراسات وتوفر‬
‫األراضي وهيكلة التمويل بما يؤمن الشروع في عملية اإلنجاز‪.‬‬
‫* أخذ مقترحات الواليات بعين اإلعتبار وذلك بعد ترتيبها حسب األولويات‬
‫من قبل المجالس الجهوية‪.‬‬
‫* تقديم كامل التكلفة وهيكلة التمويل بالنسبة للمشاريع والبرامج المقترحة في‬
‫مستوى ق سم التمويل العمومي وتحديد الحاجيات من اعتمادات التعهد والدفع‬
‫السنوية على أساس تقدم اإلنجاز المنتظر وذلك على غرار مشاريع وبرامج قسم‬
‫اإلستثمارات المباشرة‪.‬‬
‫* تقديم انعكاس إنجاز كل مشروع جديد على نفقات التصرف في مستوى‬
‫الموارد البشرية ونفقات الوسائل‪.‬‬
‫* توزيع إعتمادات التعهد والدفع بين الواليات بغض النظر عن صبغتها‬
‫الوطنية والجهوية بالنسبة لمشاريع وبرامج قسمي اإلستثمارات المباشرة‬

‫‪28‬‬
‫والتمويل العمومي وذلك قصد إبراز مجهودات الدولة للنهوض بمختلف‬
‫الجهات‪.‬‬
‫‪ ‬ضبط الحاجيات من اعتمادات التعهد والدفع بكل دقة سواء بالنسبة‬
‫للمشاري ع المتواصلة أو الجديدة والممولة سواء من الموارد العامة للميزانية أو‬
‫من موارد القروض الخارجية الموظفة قصد تفادي إعادة ترسيم اإلعتمادات‬
‫وتحويلها من سنة إلى أخرى‪.‬‬
‫‪ ‬إفراد المشاريع والبرامج الممكن إنجازها مباشرة من قبل المؤسسات‬
‫العمومية اإلدارية أو غير اإلدارية المؤهلة لذلك في جزء خاص وذلك تدعيما‬
‫لالمحورية مسؤولية هذه المؤسسات‪.‬‬
‫‪ ‬الحرص على حسن إعداد بطاقات المشاريع والبرامج سواء كانت‬
‫متواصلة أو جديدة وذلك بإبراز كل المعطيات األساسية فيما يخص نسق إنجاز‬
‫كل عنصر من عناصر المشروع أو البرنامج وأهم العراقيل التي حالت دون‬
‫تقدم إنجاز البعض منها بصفة عادية وخاصة الممولة بقروض خارجية مع تقديم‬
‫المقترحات الكفيلة بتذليل هذه العراقيل‪.‬‬
‫‪ ‬مواصلة عملية تحويل األجور إلى العنوان األول بالنسبة لبقية العملة‬
‫القارين الممولة حاليا في إطار اعتمادات العنوان الثاني مع إبراز النفقات‬
‫الخاصة بها على حدة‪.‬‬
‫تسديد نفقات الدين العمومي (‪:)1‬‬ ‫‪-3‬‬
‫تتولى وزارة المالية إعداد تقديرات نفقات تسديد الدين العمومي الداخلي‬
‫والخارجي أصال وفائدة وذلك على أساس األقساط والفوائد المتعلقة بها والتي‬
‫ينتظر تسديدها خالل السنة‪.‬‬
‫وينقسم الدين العمومي الى تسديدات الدين الداخلي وتسديدات الدين العمومي‬
‫تطور أسعار صرف العمالت‬
‫الخارجي‪ .‬ويأخذ بعين اإلعتبار في هذا المجال ّ‬
‫األجنبية عند التحويل‪.‬‬
‫وبعد اإلنتهاء من ضبط تقديرات كافة النفقات تتولى كل وزارة في نهاية‬
‫أفريل توجيه مشروع ميزانيتها الى وزارة المالية‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫تتولى الهيئة العامة للتصرف في ميزانية الدّولة التابعة بوزارة المالية دراسة‬
‫مشاريع الميزانيات لمختلف الوزارات وذلك على أساس مقترحاتها‪.‬‬
‫ويتم األخذ بعين اإلعتبار‪ ،‬عند مناقشة المقترحات المذكورة‪ ،‬عدّة مؤشرات‬
‫كمستوى الموارد المقدّرة‪ ،‬والحالة اإلقتصادية العامة للبالد (الناتج المحلي‬
‫اإلجمالي‪ ،‬مستو ى التضخم ‪ )...‬و التوجهات المنصوص عليها بمنشور الوزير‬
‫األول‪.‬‬
‫ويمكن أن تؤدي المناقشة بين إدارة الميزانية بوزارة المالية وكل وزارة الى‬
‫‪:‬‬
‫‪ -‬إتفاق الطرفين‪ ،‬وفي هذه الصورة يكون مشروع ميزانية الوزارة المعنية‬
‫قد تم إعداده على مستوى المصالح‪.‬‬
‫‪ -‬في صورة خالف بين الطرفين يقع رفع األمر الى كل من وزير المالية‬
‫والوزير المعني باألمر قصد إيجاد الحلول الالزمة لذلك‪.‬‬

‫________‬
‫(‪ )1‬تتولى اإلدارة العامة لألموال العمومية التابعة لوزارة المالية إعداد التقديرات بعنوان تسديد الدين العمومي الداخلي والخارجي أصال‬
‫وفائدة‪.‬‬

‫القسم الثاني ‪ :‬كيفية إعداد الموارد‬

‫تكتسي مرحلة إعداد موارد ميزانية الدّولة أهمية بالغة‪ ،‬ألنها المؤشر‬
‫الرئيسي لضبط الحجم الجملي لنفقات ميزانية الدّولة‪.‬‬
‫‪-1‬تقدير المداخيل الجبائية ‪:‬‬
‫تتضمن المداخيل الجبائية األداءات المباشرة اإلعتيادية واألداءات والمعاليم‬
‫غير المباشرة اإلعتيادية بما في ذلك األداءات الموظفة لصناديق الخزينة‪.‬‬
‫وترتكز تقديرات المداخيل الجبائية على ‪:‬‬
‫‪ -‬النتائج المسجلة بعنوان المداخيل الجبائية بالنسبة للسنوات الماضية‪.‬‬
‫تطور واردات السلع الذي يعتبر مؤشرا رئيسيا لضبط المداخيل الجبائية‬
‫ّ‬ ‫‪-‬‬
‫المرتبطة بالتوريد‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫‪ -‬مراعاة نسبة الضغط الجبائي المنصوص عليها بمخطط التنمية‬
‫اإلقتصادية و اإلجتماعية‪.‬‬
‫‪ -‬التدابير الجبائية المقترحة ضمن مشروع قانون المالية للسنة المقبلة‬
‫والقانون الجبائي المعمول به عند إعداد مشروع قانون المالية‪.‬‬
‫‪ -‬منوال التنمية المعتمد بالنسبة للسنة المعنية بإعداد الموارد والمنصوص‬
‫عليه عادة بمخطط التنمية اإلقتصادية واإلجتماعية والميزان اإلقتصادي‪.‬‬
‫‪ -2‬تقدير المداخيل غير الجبائية ‪:‬‬
‫ترتكز تقديرات المداخيل غير الجبائية باألساس على ‪:‬‬
‫‪ -‬عائدات المساهمات والمؤسسات خاصة أرباح البنك المركزي التونسي‬
‫‪ -‬اإلنتاج الوطني للنفط وأسعار البرميل من النفط عند التصدير الى جانب‬
‫تطور إستهالك المحروقات بالسوق المحلية‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪ -‬كمية الغاز العابرة للبالد التونسية‪.‬‬
‫‪ -‬إسترجاع القروض أصال وفائدة الممنوحة من قبل الدولة لفائدة‬
‫المؤسسات العمومية والمنشآت‪.‬‬
‫‪ -‬مداخيل أمالك الدولة‬
‫‪ -‬وعند اإلقتضاء‪ ،‬المداخيل المتأتية من عمليات التخصيص أو تصفية‬
‫بعض المؤسسات‪.‬‬
‫‪ -3‬تقديرات موارد اإلقتراض ‪:‬‬
‫تضبط موارد اإلقتراض على أساس حجم أصل الدين العمومي الدّاخلي‬
‫والخارجي ومستوى عجز الميزانية‪ ،‬وبالتالي فإن تقديرات موارد اإلقتراض من‬
‫المفروض أن تغطي مجموع نفقات أصل الدين العمومي الداخلي والخارجي‬
‫وكذلك عجز الميزانية الصافي‪.‬‬
‫وتتأتى موارد اإلقتراض من السوق الداخلية في شكل رقاع خزينة (رقاع‬
‫خزينة مصدرة بالسوق النقدية‪ ،‬رقاع خزينة مصدرة بالسوق المالية‪ ،‬رقاع‬
‫خزينة قابلة للتنظير)‪.‬‬
‫وتتم تعبئة موارد اإلقتراض الخارجي في نطاق التعاون الثنائي وفي نطاق‬
‫التعاون المتعدد األطراف أو لدى السوق المالية العالميّة ‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫القسم الثالث ‪ :‬عجز الميزانية‬
‫‪ -1‬مفهوم عجز الميزانية ‪:‬‬
‫يمكن تعريف عجز الميزانية مبدئيا بالفائض المسجل في نفقات ميزانية‬
‫الدّولة على مواردها بعنوان كل تصرف‪ ،‬والذي يمكن أن يتم تمويله بموارد‬
‫قروض خارجية وموارد قروض داخلية أو باألموال المودعة لدى الخزينة‬
‫العامة والراجعة باألساس الى الهياكل والمؤسسات العمومية‪.‬‬
‫وفي هذا اإلطار يمكن تعريف عجز الميزانية الصافي المعتمد في مستوى‬
‫المالية العمومية التونسية بكونه الفارق المسجل بعنوان كل سنة بين الموارد‬
‫الذاتية الراجعة الى ميزانية الدولة ونفقات الميزانية دون احتساب أصل الدين‬
‫العمومي‪.‬‬
‫‪ -‬الموارد الذاتية ‪:‬‬
‫تتكون الموارد الذاتية من ‪:‬‬
‫‪ ‬موارد العنوان األول لميزانية الدّولة ‪ :‬المداخيل الجبائية والمداخيل غير‬
‫الجبائية‪.‬‬
‫‪ ‬موارد العنوان الثاني لميزانية الدّولة ماعدى موارد اإلقتراض‪.‬‬
‫‪ ‬موارد صناديق الخزينة ‪ :‬الموارد الجبائية والموارد غير جبائية الراجعة‬
‫للحسابات الخاصة في الخزينة وحسابات أموال المشاركة‪.‬‬
‫‪ -‬نفقات الميزانية ‪:‬‬
‫وهي نفقات ميزانية الدّولة باستثناء نفقات تسديد أصل الدين العمومي ‪:‬‬
‫‪ ‬نفقات العنوان األول بما في ذلك فوائد الدين العمومي‪.‬‬
‫‪ ‬نفقات العنوان الثاني باستثناء نفقات تسديد أصل الدين العمومي‪.‬‬
‫‪ ‬نفقات صناديق الخزينة (نفقات الحسابات الخاصة في الخزينة وحسابات‬
‫أموال المشاركة)‪.‬‬
‫لذا‪ ،‬فإن عجز الميزانية هو الفارق بين الموارد الذاتية والنفقات دون أصل‬
‫الدين‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫و يتم تقدير مستوى عجز الميزانية من قبل المصالح المختصة بوزارة‬
‫المالية وذلك إنطالقا من ‪:‬‬
‫‪ ‬مستوى الناتج المحلي اإلجمالي ‪.‬‬
‫‪ ‬تقديرات المداخيل الذاتية الراجعة لميزانية الدولة ‪.‬‬
‫‪ ‬تسديدات الدين العمومي الداخلي و الخارجي أصال و فائدة‬
‫القسم الرابع ‪:‬رزنامة إعداد مشروع ميزانية الدّولة‬

‫تختلف رزنامة إعداد مشروع ميزانية الدّولة من سنة الى أخرى‪ .‬ويضبط‬
‫منشور الوزير األول رزنامة إعداد مشروع ميزانية الدّولة ومشروع قانون‬
‫المالية لتصرف لكل سنة‪ .‬وينطلق عادة إعداد مشروع ميزانية الدولة قبضا‬
‫وصرفا خالل الثالثي األول من السنة‪ ،‬وينتهي في أجل أقصاه شهر جويلية من‬
‫كل سنة‪.‬‬
‫وينص الفصل ‪( 25‬جديد) من القانون األساسي عدد ‪ 42‬لسنة ‪2004‬‬
‫ّ‬
‫المؤرخ في ‪ 13‬ماي ‪ 2004‬المتعلق بتنقيح القانون األساسي للميزانية عدد ‪53‬‬
‫لسنة ‪ 1967‬المؤرخ في ‪ 8‬ديسمبر ‪" 1967‬يضبط رؤساء اإلدارات التقديرات‬
‫السنوية لنفقات المصالح التابعة لهم ويوجهونها إلى وزارة المالية قبل نهاية شهر‬
‫ماي من كل سنة‪.‬‬
‫يدرس وزير المالية هذه اإلقتراحات ويضم إليها تقديرات المداخيل ويعد‬
‫مشروع قانون المالية‪.‬‬
‫ينظر مجلس الوزراء في هذا المشروع الذي يضبطه رئيس الجمهورية في‬
‫صيغته النهائية ثم يعرض على مجلس النواب ومجلس المستشارين في أجل‬
‫أقصاه اليوم الخامس والعشرون من شهر أكتوبر من السنة التي تسبق سنة تنفيذ‬
‫قانون المالية المعروض"‪.‬‬
‫وفيما يلي وعلى سبيل المثال رزنامة إعداد مشروع ميزانية الدولة لسنة‬
‫‪: 2005‬‬
‫‪ ‬الثالثي األول من سنة ‪ : 2004‬إعداد مشاريع الميزانيات من قبل الوزارات‬
‫المعنية بالتنسيق مع المصالح الجهوية‪.‬‬
‫‪33‬‬
‫‪ ‬مارس ‪ : 2004‬عقد جلسات عمل في مستوى وزارة المالية (مصالح‬
‫الميزانية) مع كل وزارة وبمشاركة اإلدارة العامة للمصالح اإلدارية‬
‫والوظيفة العمومية ومراقب المصاريف المعني ومراقب الدولة بالنسبة‬
‫للوزارت التي تشرف على مؤسسات عمومية غير إدارية تتمتع بتدخل من‬
‫الدولة وذلك لتقييم إنجازات ‪ 2003‬وضبط النفقات اإللزامية وتشخيص‬
‫التدابير التي يتعين أخذها لمجابهة بعض النقائص‪.‬‬
‫‪ ‬نهاية أفريل ‪ : 2004‬آخر أجل لتوجيه مشاريع الميزانيات إلى وزارة‬
‫المالية‪.‬‬
‫‪ ‬من ‪ 15‬ماي إلى موفى جوان ‪ : 2004‬مناقشة مشاريع الميزانيات بين‬
‫الوزارات المعنية ومصالح الميزانية بوزارة المالية بحضور األطراف‬
‫المذكورة أعاله‪.‬‬
‫‪ ‬موفى جوان ‪ : 2004‬آخر أجل لتقديم األحكام المقترح إدراجها بقانون‬
‫المالية‪.‬‬
‫‪ ‬جويلية ‪ : 2004‬حوصلة نتائج المناقشات من قبل مصالح وزارة المالية‬
‫وضبط التقديرات النهائية للموارد‪.‬‬

‫الباب الخامس‬

‫مناقشة مشروع ميزانية الدّولة‬


‫والمصادقة عليه‬

‫تتولى الحكومة إحالة مشروع قانون المالية إلى مجلس النواب لمناقشته‬
‫والمصادقة عليه‪.‬‬
‫وقد تم بداية من سنة ‪ 2004‬إدخال تعديالت على مستوى اإلقتراع على‬
‫مشروع قانون المالية تبعا إلحداث مجلس المستشارين‪.‬‬
‫وتتلخص أهم التعديالت المنصوص عليها في هذا الخصوص بالقانون‬
‫األساسي عدد ‪ 42‬لسنة ‪ 2004‬المؤرخ في ‪ 13‬ماي ‪ 2004‬المتعلق بتنقيح‬

‫‪34‬‬
‫وإتمام القانون األساسي للميزانية عدد ‪ 53‬لسنة ‪ 1987‬المؤرخ في ‪ 8‬ديسمبر‬
‫‪ 1967‬في ما يلي ‪:‬‬
‫* يتولى وزير المالية إعداد مشروع قانون المالية (يضم خاصة تقديرات‬
‫النفقات و المداخيل الراجعة لميزانية الدولة)‪.‬‬
‫* ينظر مجلس الوزراء في مشروع قانون المالية الذي يضبطه رئيس‬
‫الجمهورية في صيغته النهائية ثم يعرض على مجلس النواب ومجلس‬
‫المستشارين في أجل أقصاه ‪ 25‬أكتوبر من السنة التي تسبق سنة تنفيذ قانون‬
‫المالية‪.‬‬
‫* ينظر مجلس النواب في مشروع قانون المالية خالل فترة ال تتجاوز ستة‬
‫أسابيع من تاريخ عرضه عليه من قبل الحكومة‪.‬‬
‫* يعلم رئيس مجلس النواب فورا رئيس الجمهورية ورئيس مجلس‬
‫المستشارين بمصادقة مجلس النواب على مشروع قانون المالية ويكون اإلعالم‬
‫مرفقا بالنص المصادق عليه‪.‬‬
‫ينهي مجلس المستشارين النظر في مشروع قانون المالية خالل مدة‬ ‫‪‬‬
‫‪ 10‬أيام من تاريخ إحالته ويعطى رأيه ‪:‬‬
‫‪ -‬إما بالمصادقة على مشروع قانون المالية المعروض عليه من قبل مجلس‬
‫النواب دون تعديل‪ ،‬وفي هذه الصورة يتولى رئيس مجلس المستشارين إحالة‬
‫مشروع قانون المالية إلى رئيس الجمهورية لختمه‪ .‬ويعلم بذلك رئيس مجلس‬
‫النواب ويكون اإلعالم مرفقا بالنص المصادق عليه‪.‬‬
‫‪ -‬أو عدم المصادقة في األجل المنصوص عليه (‪ 10‬أيام) وفي هذه الحالة‪،‬‬
‫يحيل رئيس مجلس النواب مشروع قانون المالية الذي صادق عليه مجلس‬
‫النواب إلى رئيس الجمهورية في أجل أقصاه ‪ 31‬ديسمبر لختمه‪.‬‬
‫‪ -‬أو المصادقة مع إدخال تعديالت على مشروع قانون المالية‪ ،‬وفي هذه‬
‫الصورة يتولى رئيس مجلس المستشارين إحالة المشروع فورا إلى رئيس‬
‫الجمهورية‪ ،‬ويعلم بذلك رئيس مجلس النواب‪ .‬ويتم في هذه الحالة‪ ،‬وباقتراح من‬
‫الحكومة تكوين لجنة مشتركة متناصفة من بين أعضاء المجلسين تتولى في أجل‬
‫ثالثة أيام إعداد نص موحد حول األحكام موضوع الخالف توافق عليه‬

‫‪35‬‬
‫الحكومة‪ .‬وفي صورة اعتماد نص موحد يعرض فورا على مجلس النواب للبت‬
‫فيه نهائيا في أجل ثالثة أيام على أنه اليمكن تعديله إال بموافقة الحكومة‪.‬‬
‫ويحيل رئيس مجلس النواب إلى رئيس الجمهورية للختم وحسب الحالة‬
‫مشروع قانون المالية الذي صادق عليه المجلس دون قبول التعديالت أو‬
‫المشروع المعدل في صورة مصادقته عليه‪ .‬وتتم اإلحالة في أجل أقصاه ‪31‬‬
‫ديسمبر‪ .‬أما إذا لم تتوصل اللجنة المشتركة المتناصفة إلى نص مو ّحد في ذلك‬
‫األجل فإن رئيس مجلس النواب يحيل مشروع القانون الذي صادق عليه‬
‫المجلس إلى رئيس الجمهورية في أجل ال يتجاوز ‪ 31‬ديسمبر لختمه‪.‬‬
‫وتعتبر مرحلة مناقشة مشروع الميزانية واإلقتراع عليه مناسبة هامة لمجلس‬
‫النواب ومجلس المستشارين لإلطالع ولتقييم كامل جوانب نشاط الدّولة في كافة‬
‫المجاالت‪.‬‬
‫كما أنها مناسبة إلضفاء الصبغة القانونية على مشروع ميزانية الدّولة وذلك‬
‫بالترخيص للحكومة في استخالص الموارد وتعبئة القروض وتأدية النفقات‪.‬‬
‫فعلى مستوى مجلس النواب يتم تعيين لجانا خاصة للنظر في مشروع ميزانية‬
‫مقرر لجنة المالية والتخطيط‬
‫الدّولة‪ .‬ويتم تقديم تقرير عام في الميزانية يعدّه ّ‬
‫والتنمية الجهوية‪.‬‬
‫‪ -I‬دور اللجان الخاصة لمجلس النواب ‪:‬‬
‫يقتصر دور اللجان على دراسة مشاريع الميزانيات وتقديم المالحظات‬
‫واإلقتراحات‪ ،‬والتساءالت وإرسالها كتابيا الى الوزراء لإلجابة عنها وإعطاء‬
‫التوضيحات الالزمة في الغرض‪.‬‬
‫وبعد حصول هذه اللجان على األجوبة كتابيا‪ ،‬تتولى دعوة الوزراء الى‬
‫جلسات اإلستماع‪ .‬وفي صورة حصول عدم إتفاق بين الوزير المعني باألمر‬
‫واللجنة الخاصة حول مسألة ما‪ ،‬يرفع األمر وجوبا إلى الجلسة العامة‪.‬‬
‫وتتولى كل لجنة إعداد تقرير خاص بمشروع ميزانية كل وزارة قامت‬
‫بدرسه‪.‬‬
‫‪ -II‬المناقشة واإلقتراع في مستوى الجلسة العامة ‪:‬‬

‫‪36‬‬
‫يتولى مجلس النواب المناقشة والمصادقة على مشروع ميزانية الدّولة في‬
‫مستوى الجلسة العامة‪ .‬وتضم هذه الجلسة كافة النواب وهي مفتوحة للعموم‬
‫ولوسائل اإلعالم‪ .‬ويتم إضفاء الصبغة القانونية على مشروع ميزانية الدّولة‬
‫وذلك بالمصادقة عليه خالل الجلسة العامة‪.‬‬
‫وينص الفصل ‪ 28‬من الدستور "‪ ...‬يصادق مجلس النواب ومجلس‬
‫المستشارين على مشاريع قوانين الميزانية وختمها طبق الشروط المنصوص‬
‫عليها بالقانون األساسي للميزانية‪"...‬‬
‫ويجب أن تتم المصادقة على الميزانية في أجل أقصاه ‪ 31‬ديسمبر‪ ،‬وإذا فات‬
‫ذلك اآلجل ولم يتخذ المجلسان قرارهما يمكن إدخال أحكام مشاريع قوانين‬
‫الميزانية حيز التنفيذ بأقساط ذات ثالثة أشهر قابلة للتجديد وذلك بمقتضى أمر"‪.‬‬
‫غير أنه ال يمكن عرض أي فصل إضافي وال أي تنقيح لمشروع قانون‬
‫المالية إن لم يكن يرمي الى إلغاء مصروف من المصاريف أو الحط منه أو‬
‫إحداث مورد من الموارد أو الزيادة فيه‪ .‬وكل عرض لمصاريف جديدة يجب أن‬
‫يكون مصحوبا بإقتراح مورد مقابل أو إقتصاد مساوى في بقية المصاريف‪.‬‬
‫ويتبين من ذلك أن حق التغيير بالنسبة للسلطة التشريعية مرتبط بشرط هام وهو‬
‫وجوب المحافظة على التوازن بين تقديرات الموارد وتقديرات النفقات وكل‬
‫تغيير من شأنه أن يخل بهذا التوازن يعتبر ملغى قانونيا‪.‬‬
‫و يتم اإلقتراع على مشروع قانون المالية حسب نفس الطرق المتبعة بالنسبة‬
‫إلى القوانين العادية على شرط مراعاة التدابير التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬يجري اإلقتراع على تقديرات النفقات حسب األجزاء واألبواب بالنسبة إلى‬
‫ميزانية الدّولة‪.‬‬
‫‪ -‬يجري اإلقتراع على تقديرات المقابيض بالنسبة الى كل عنوان من عناوين‬
‫ميزانية الدّولة‪.‬‬
‫‪ -‬بالنسبة إلى الحسابات الخاصة في الخزينة يتم اإلقتراع على جملة المقابيض‬
‫بالنسبة إلى كل حساب‪.‬‬
‫‪ -‬بالنسبة إلى المؤسسات العمومية‪ ،‬يتم اإلقتراع على جملة الموارد وجملة‬
‫النفقات المقترحة بالنسبة إلى كل باب‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫‪ -‬ويجري إقتراع جملي ونهائي على مجموع أحكام قانون الماليّة‪.‬‬
‫وتعتبر المصادقة على تقديرات الموارد ترخيصا للحكومة باستخالص‬
‫األداءات والمعاليم وتعبئة القروض الداخلية والخارجية طبقا للقوانين الجاري بها‬
‫العمل‪.‬‬
‫وتكتسي عملية المصادقة على الموارد صبغة تقديرية‪ ،‬بحيث يمكن للحكومة‬
‫أن تتجاوز التقديرات أو أن ال تحققها إجماليا‪ .‬وهذا ما يفسر اإلقتراع على‬
‫الموارد بصفة إجمالية (عنوانا عنوانا) غير أنه وفي صورة تسجيل خلل ما في‬
‫مستوى تحقيق الموارد خالل السنة‪ ،‬يمكن للحكومة أن تعدل قانون المالية‬
‫األصلي بقانون مالية تنقيحي وذلك بإقتراح توازن جديد يقضي بالنقص في‬
‫اإلعتمادات المصادق عليها في قانون المالية األصلي في حدود الموارد المتاحة‬
‫أو المقترحة ضمن قانون المالية التنقيحي‪.‬‬
‫أما على مستوى النفقات فإن اإلعتمادات المقترع عليها في مستوى مختلف‬
‫أبواب الميزانية تمثل حدّا أقصى ال يمكن للحكومة تجاوزه‪.‬‬
‫وبالمقارنة مع عملية اإلقتراع على الموارد‪ ،‬فإن مجلس النواب يتولى‬
‫اإلقتراع على مشروع ميزانية الدّولة في مستوى النفقات ‪:‬‬
‫‪ -‬بابا ‪ ،‬بابا (وزارة‪ ،‬وزارة الى جانب النفقات الطارئة‪ ،‬والدين العمومي‪،‬‬
‫وصناديق الخزينة التي تعتبر أبوابا)‪.‬‬
‫‪ -‬جزءا‪ ،‬جزءا وهي األجزاء المنصوص عليها بالقانون األساسي للميزانية‬
‫(التأجير العمومي‪ ،‬وسائل المصالح‪ ،‬التدخل العمومي‪ ،‬نفقات التصرف‬
‫الطارئة‪ ،‬فوائد الدين العمومي‪ ،‬استثمارات المباشرة‪ ،‬التمويل العمومي‪،‬‬
‫نفقات التنمية الطارئة‪ ،‬نفقات التنمية المرتبطة بالموارد الخارجية الموظفة‪،‬‬
‫تسديد أصل الدين العمومي وصناديق الخزينة)‪.‬‬
‫وتعتبر عملية اإلقتراع على النفقات‪ ،‬عملية إقتراع تفصيلية بحيث ‪:‬‬
‫‪ -‬تم ّكن السلطة التشريعية من اإلطالع على برامج ومشاريع وتدخالت الدّولة‬
‫بالنسبة إلى السنة المقبلة بكل دقة‪.‬‬
‫‪ -‬للحكومة إدخال تغييرات على مستوى األبواب واألجزاء إال في حدود ما‬
‫نص عليه من القانون األساسي للميزانية "يمكن أن يتم بمقتضي أمر نقل‬

‫‪38‬‬
‫إعتماد من باب الى آخر إذا كان هذا النقل يستوجبه تحوير حكومي أو إداري‬
‫وعلى شرط أن ال يترتب عليه تغيير في نوع المصاريف أو في توزيع‬
‫اإلعتمادات فصال فصال"‪.‬‬
‫الباب السادس‬
‫تنفيذ ميزانية الدّولة‬

‫تتم عملية تنفيذ ميزانية الدّولة وفقا إلطار قانوني معين ينص على كيفية‬
‫توزيع اإلعتمادات وإمكانية إجراء تحويل إعتماد خالل السنة‪ ،‬وأهمية األعوان‬
‫المكلفون بتنفيذ الميزانية الى جانب المراحل الموجب إتباعها عند إجراء النفقات‬
‫أو إستخالص الموارد‪.‬‬
‫‪ -I‬توزيع اإلعتمادات ‪:‬‬
‫في مرحلة أولى بمقتضى قانون المالية (حسب‬ ‫يتم توزيع اإلعتمادات‬
‫األبواب واألجزاء) ثم تتولى الحكومة إعداد أمر (‪ )1‬يتعلق بتوزيع نفقات‬
‫العنوان األول و العنوان الثاني لميزانية الدّولة حسب األبواب واألقسام‬
‫والفصول‪.‬‬
‫وال يمكن ضمن هذا األمر إدخال أي تغيير على اإلعتمادات المقترع عليها‪.‬‬
‫غير أن هذا اإلجراء القانوني ال يكفي إلدخال نفقات ميزانية الدّولة حيز‬
‫التنفيذ بل يجب أن يتم بالنسبة إلى نفقات التصرف توزيع اعتمادات كل فصل بين‬
‫الفقرات بقرار من وزير المالية ويتم توزيع اعتمادات كل فقرة بين الفقرات‬
‫الفرعية بقرار من رئيس اإلدارة‬
‫وبالنسبة إلى نفقات التنمية يتم توزيع اعتمادات التعهد بين الفقرات والفقرات‬
‫الفرعية بقرار من وزير المالية وتوزع اعتمادات الدفع لكل فصل بين الفقرات‬
‫والفقرات الفرعية بقرار من رئيس اإلدارة‪.‬‬
‫________‬
‫أقرها مجلس النواب‬
‫ال يمكن بمقتضى أمر توزيع اإلعتمادات فصال فصال إدخال تغييرات على اإلعتمادات األصلية التي ّ‬ ‫(‪)1‬‬
‫بمقتضى قانون المالية‪.‬‬

‫وعمليا تتولى اإلدارة المكلفة بالميزانية إعداد هذه القرارات وإرسالها الى‬
‫المتدخلين في مستوى تنفيذ الميزانية (آمر الصرف – مراقب المصاريف‪-‬‬

‫‪39‬‬
‫المحاسب العمومي) الى جانب إدراج محتواها ضمن المنظومة اإلعالمية‬
‫"أدب"(‪. )1‬‬
‫إن التوزيع الحالي إلعتمادات ميزانية الدّولة يتم على أساس تبويب نص عليه‬
‫الفصل الخامس من القانون األساسي للميزانية والذي تمت اإلشارة إليه في الباب‬
‫المتعلق بتبويب ميزانية الدّولة (‪.)2‬‬
‫أما بالنسبة لميزانيات المؤسسات العمومية يتم (‪: )3‬‬
‫‪ -‬توزيع إعتمادات التصرف على مستوى الفصول أو على مستوى الفصول‬
‫والفقرات بقرار من سلطة اإلشراف وذلك حسب نسبة تغطية الموارد الذاتية‬
‫للمؤسسة المعنية لنفقات التصرف الخاصة بها‪ .‬وتضبط هذه النسبة وطرق‬
‫احتسابها بمقتضى أمر وذلك مع مراعاة القوانين الخاصة ببعض المؤسسات‬
‫العمومية‪.‬‬
‫‪ -‬يتم بمقرر من مدير المؤسسة توزيع اإلعتمادات على مستوى الفقرات‬
‫والفقرات الفرعية أو على مستوى الفقرات الفرعية حسب الحالة‪.‬‬
‫‪ -‬توزيع إعتمادات التعهد لنفقات التجهيز حسب الفقرات والفقرات الفرعية‬
‫بقرار من وزير المالية وتوزع إعتمادات الدفع لكل فصل بين الفقرات والفقرات‬
‫الفرعية بقرار من سلطة اإلشراف‪.‬‬
‫كما يتم بقرار من سلطة اإلشراف توزيع موارد المؤسسات العمومية فصال‬
‫فصال‪ .‬وتوزع بين الفقرات بمقرر من مدير المؤسسة‪ .‬وفي جميع الحاالت‪ ،‬يتم‬
‫توزيع موارد ونفقات المؤسسات العمومية حسب تبويب يضبطه وزير المالية‪.‬‬
‫________‬
‫‪Aide à la décision budgétaire‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫انظر الملحق عدد ‪ 1‬والملحق عدد ‪2‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫انظر الملحق عدد ‪ 3‬والملحق عدد ‪4‬‬ ‫(‪)2‬‬

‫‪ -‬وفيما يتعلق بنفقات صناديق الخزينة يتم توزيعها داخل كل حساب‬


‫بمقتضى قرار من وزير المالية في مستوى الفصول والفقرات والفقرات الفرعية‪.‬‬
‫‪ -II‬تحويل اإلعتمادات ‪:‬‬
‫إن توزيع اإلعتمادات المنصوص عليه بقانون المالية ال يمكن تحويره إال‬
‫بالرجوع مرة أخرى الى السلطة التشريعية في إطار قانون مالية إضافي‪ ،‬غير‬

‫‪40‬‬
‫أنه وقصد تبسيط اإلجراءات وإضفاء مزيد من المرونة في مستوى التصرف في‬
‫اإلعتمادات المرسمة بقانون المالية‪ ،‬نص القانون األساسي للميزانية على أنه‬
‫يمكن تحويل اإلعتمادات المرسمة بميزانية الدّولة في الحاالت التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬بمقتضى أمر نقل اإلعتمادات من باب الى آخر إذا كان هذا النقل يستوجبه‬
‫تحوير حكومي أو إداري وعلى شرط أن ال يترتب عليه تغيير في نوع‬
‫المصاريف أو في توزيع اإلعتمادات فصال فصال ‪.‬‬
‫‪ -‬بمقتضى أمر فتح إعتماد تكميلي يقع إقتطاعه من باب النفقات الطارئة‬
‫وذلك لفائدة أبواب أخرى من أبواب الميزانية قصد مجابهة مصاريف طارئة‬
‫ومستعجلة‪ .‬ويمكن تجاوز المبالغ المرسمة بباب النفقات الطارئة في حالة حدوث‬
‫كوارث أو في حالة حاجة ضرورية للمصلحة الوطنية وذلك بفتح إعتمادات‬
‫إضافية بمقتضى أمر يدعى "أمر التسبقات"‪ .‬وتتم تسوية هذه الوضعية بمقتضى‬
‫قانون مالية تكميلي‪.‬‬
‫‪ -‬تحويل اعتمادات بين األقسام داخل كل من الجزء األول والجزء الثالث‬
‫من كل باب وذلك في حدود ‪ %2‬من اإلعتمادات المرصودة بكل قسم غير أنه ال‬
‫يجوز اجراء تحويل اعتمادات إلى قسم التأجير العمومي‪.‬‬
‫كما يمكن تحويل اعتمادات بين فصول كل قسم من نفس الباب وتتم عمليات‬
‫التحويل المشار إليها بمقتضى أمر‪.‬‬
‫‪ -‬تحويل اعتمادات من فقرة إلى فقرة داخل نفس الفصل بالنسبة لنفقات‬
‫التصرف بمقتضى قرار من وزير المالية‪ ،‬وتحويل اعتمادات من فقرة فرعية إلى‬
‫فقرة فرعية أخرى داخل نفس الفقرة بمقتضى قرار من رئيس اإلدارة‪.‬‬
‫‪ -‬تحويل اعتمادات التعهد بين الفقرات والفقرات الفرعية (بالنسبة لنفقات‬
‫التنمية) داخل كل فصل بقرار من وزير المالية وتحويل اعتمادات الدفع بقرار‬
‫من رئيس اإلدارة‪.‬‬
‫‪ -‬تحويل اإلعتمادات المرصودة بميزانيات المؤسسات العمومية من فصل‬
‫إلى فصل ومن فقرة إلى فقرة ومن فقرة فرعية إلى فقرة فرعية أخرى بقرار من‬
‫وزير المالية أو بقرار من سلطة اإلشراف أو بمقرر من مدير المؤسسة حسب‬
‫الصيغة المتبعة عند التوزيع األول لإلعتمادات ‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫إن اإلعتمادات التي تمت المصادقة عليها من قبل السلطة التشريعية هي‬
‫إعتمادات ذات صبغة محدودة (التأجير العمومي‪ ،‬وسائل المصالح‪ ،‬التدخل‬
‫العمومي‪ )...‬وإعتمادات ذات صبغة تقديرية (الدين العمومي‪ ،‬النفقات الممولة‬
‫بموارد خارجية موظفة وصناديق الخزينة)‪ .‬لذا ‪ ،‬ال يمكن نقل أو تحويل‬
‫إعتمادات التعهد والدفع ذات الصبغة التقديرية الى مثيالتها ذات الصبغة‬
‫المحدودة‪.‬‬
‫أما تحويل اإلعتمادات داخل صناديق الخزينة يتم الترخيص فيه من قبل وزير‬
‫المالية‪.‬‬
‫نص الفصل ‪87‬‬
‫ّ‬ ‫وفيما يتعلق باإلعتمادات المحالة لفائدة المجالس الجهوية‬
‫مكرر من مجلة المحاسبة العمومية على " أن اإلعتمادات المرسمة بميزانية‬
‫الوزارات والتي تخصص لتأدية نفقات تصرف وتجهيز ذات الصبغة الجهوية‬
‫تحول لفائدة ميزانيات مجالس الواليات وذلك بواسطة إصدار أوامر صرف‪.‬‬
‫ّ‬
‫ويتولى والي الجهة صرف هذه اإلعتمادات بوصفه أمر صرف ّأول لميزانية‬
‫مجلس الوالية طبقا للقائمة الرسمية للمشاريع الجهوية بمقتضى قرار وفقا للوجهة‬
‫المبينة بميزانية الوزارة المعنية بالتحويل"‪.‬‬
‫وفي صورة تسجيل فواضل على المستوى الجهوي يمكن إعادة توظيفها‬
‫لفائدة مشاريع أخرى وذلك بعد التصفية المالية النهائية للعمليات المتعلقة بهذه‬
‫النفقات وعلى أن يتم هذا التوظيف في إطار مشموالت الوزارة التي قامت‬
‫بتحويل هذه اإلعتمادات‪.‬‬
‫وأضاف الفصل ‪ 17‬من قانون المالية لسنة ‪ 1998‬أنه يتم القيام بعملية إعادة‬
‫توظيف بقايا اإلعتمادات المحالة من طرف المجلس الجهوي بعد أخذ رأي‬
‫المصالح الجهوية التابعة للوزارة التي قامت بالتحويل‪ .‬ويقوم المجلس الجهوي‬
‫بإعالم الوزارة المكلفة بالميزانية والوزارة المعنية ببرنامج إعادة توظيف بقايا‬
‫اإلعتمادات الذي تم إقراره في الغرض‪ .‬وتقع المصادقة على عملية إعادة‬
‫التوظيف من طرف الوزارة المعنية في غياب مصالح جهوية تابعة لها‪.‬‬
‫وقصد تفادي طول آجال فتح اإلعتمادات وإحالتها لحساب قباض المجالس‬
‫الجهوية لتمويل المشاريع الجهوية في إبانها نص الفصل ‪ 18‬من قانون المالية‬

‫‪42‬‬
‫لسنة ‪ 1998‬على "إعفاء اإلعتمادات المحالة من تأشيرة مراقب المصاريف‬
‫العمومية المركزي على أن تخضع عملية عقد النفقات من طرف المجالس‬
‫الجهوية في إطار اإلعتمادات المحالة للتأشيرة المسبقة لمراقبة المصاريف‬
‫العمومية"‪.‬‬
‫‪ -III‬أعوان تنفيذ الميزانية ‪:‬‬
‫إن األعوان المكلفون بتنفيذ الميزانية مطالبون باحترام توزيع اإلعتمادات‬
‫المنصوص عليه بقانون المالية وبأمر التوزيع وبقرار التوزيع‪.‬‬
‫وقد أشار الفصل الرابع من القانون عدد ‪ 81‬لسنة ‪ 1973‬المؤرخ في ‪31‬‬
‫ديسمبر ‪ 1973‬المتعلق بإصدار مجلة المحاسبة العمومية أن آمري القبض‬
‫والصرف والمحاسبين العموميين مكلفون بتنفيذ عمليات الميزانية وهي ‪:‬‬
‫إستخالص الموارد وتأدية النفقات‪.‬‬
‫‪ -1‬آمر الصرف والقبض ‪:‬‬
‫يقوم آمر الصرف والقبض بالعمليات المتعلقة بتنفيذ الميزانية‪ .‬ولهذا الغرض‬
‫يتولى إحقاق اإليرادات العمومية وإثباتها واإلذن بجبايتها وذلك مع مراعاة‬
‫األحكام الخاصة باألداءات الواجب دفعها عاجال كما يتولى أيضا عقد النفقات‬
‫وتصفيتها وإصدار األمر بتأديتها ألصحابها ويجوز له أن يفوض سلطاته آلمر‬
‫صرف مساعد‪.‬‬
‫إن آلمر القبض والصرف مه ّمتين أساسيتين ‪:‬‬
‫‪ -‬إثبات الموارد واإلذن بجبايتها كما هو الشأن بالنسبة لألداء على دخل‬
‫األشخاص الطبيعيين حيث يتولى هذا الصنف من األعوان إحتساب األداء على‬
‫الدخل بمناسبة إعداد أجور الموظفين وطرحه من المرتب ثم اإلذن بتحويل‬
‫المقدار المخصوم لفائدة المحاسب المكلف باإلستخالص‪.‬‬
‫‪ -‬عقد النفقة وتصفيتها واإلذن بصرفها كما هو الشأن بالنسبة لشراء المعدات‬
‫حيث يتولى آمر الصرف عقد النفقة والتثبت من اإلنجاز الفعلي لها ثم إعطاء‬
‫المزود‪.‬‬
‫ّ‬ ‫اإلذن للمحاسب العمومي بخالص هذه النفقة لفائدة‬
‫ويمكن تصنيف آمري الصرف كما يلي ‪:‬‬
‫الصنف األول ‪ :‬آمرو الصرف األولون‬ ‫‪‬‬

‫‪43‬‬
‫الصنف الثاني ‪ :‬آمرو الصرف المساعدون‬ ‫‪‬‬
‫يعتبر الوزراء ورؤساء البلديات ورؤساء المؤسسات العمومية اإلدارية‬
‫ورئيس مجلس النواب آمرو صرف أولون ويتولون إصدار ‪:‬‬
‫‪ -‬أوامر صرف التي تمثل إذنا للمحاسب العمومي لخالص النفقة المحملة‬
‫على الميزانية‪.‬‬
‫‪ -‬أوامر صرف تتعلق بتفويض اإلعتمادات لفائدة آمري صرف مساعدين‪.‬‬
‫‪ -‬ويعتبر الوالي آمر صرف أول بالنسبة الى اإلعتمادات المحالة‪ ،‬عمال‬
‫مكرر من مجلة المحاسبة العمومية‪ .‬وأما آمر الصرف‬
‫ّ‬ ‫بأحكام الفصل ‪87‬‬
‫المساعد‪ ،‬فهو العون الذي تم تعيينه من قبل آمر الصرف األول بمقتضى قرار‪،‬‬
‫ويتم تفويض اإلعتمادات لفائدته قصد صرفها وفقا للوجهة وللتوزيع الذي يتم‬
‫وضبطه بموجب اإلذن بالصرف المتعلق بتفويض اإلعتمادات‬ ‫إعتماده‬
‫والصادر عن آمر الصرف األول‪.‬‬
‫‪ -2‬المحاسب العمومي ‪:‬‬
‫يعرف الفصل العاشر من مجلة المحاسبة العمومية المحاسب العمومي بكونه‬
‫ّ‬
‫عونا مكلفا باستخالص الموارد وتأدية النفقات وصيانة األموال وحفظها والقيم‬
‫والمنتوجات والمواد التي تملكها الدّولة والمؤسسات العمومية والجماعات‬
‫العمومية المحلية‪ .‬وهو مكلّف أيضا بمراقبة صحة موارد ومصاريف هذه الهياكل‬
‫العمومية‪.‬‬
‫ويتم تعيين المحاسب العمومي بقرار من وزير المالية غير أن المحاسبين‬
‫العموميين العاملين باإلدارات التي لها ميزانيات تابعة لميزانية الدّولة يخضعون‬
‫الى سلطة الوزير المكلف بتنفيذ تلك الميزانيات وتتم تسميتهم من طرفه‪.‬‬
‫ويتولى المحاسب العمومي قبل مباشرته لمهامه اإلدالء بوثيقة أدائه لليمين‬
‫القانونية الى جانب وجوبية إنخراطه في الضمان التعاوني للمحاسبين العموميين‪.‬‬
‫يوزع المحاسبون العموميون الى نوعين ‪:‬‬
‫* محاسب عمومي أول‬
‫* محاسب عمومي مساعد‬

‫‪44‬‬
‫ووفقا ألحكام الفصل ‪ 13‬من مجلة المحاسبة العمومية الصادرة بمقتضى‬
‫القانون عدد ‪ 81‬لسنة ‪ 1973‬المؤرخ في ‪ 31‬ديسمبر ‪ 1973‬فإن ‪:‬‬
‫‪ -‬المحاسبون األولون لهم كامل الصالحيات في الشؤون الحسابية وهم الذين‬
‫يقدّمون حساباتهم رأسا لدائرة المحاسبات‪.‬‬
‫‪ -‬أما المحاسبون الثانيون فيتولى محاسب أول جمع حساباتهم وإقحامها في‬
‫حسابه الخاص‪.‬‬
‫إن المحاسبين األولين مسؤولون شخصيا عما يقومون به من عمليات تدخل‬
‫في تصرفهم الخاص ومسؤولون أيضا بالتضامن مع المحاسبين الثانيين عن‬
‫صحة ما يقبلونه من أوراق مثبتة للمصاريف التي يقدمها هؤالء المحاسبون‪.‬‬
‫ونظرا ألهمية المهام المناطة بعهدة المحاسب العمومي أقر الفصل ‪ 15‬من‬
‫مجلة المحاسبة العمومية المسؤولية الشخصية والمالية للمحاسب وذلك على جميع‬
‫العمليات المكلف بإنجازها بما في ذلك عملية المراقبة التي يقوم بها وصيانة‬
‫األموال والقيم والمنتوجات التي تعهد إليه‪ ،‬كما أنه مسؤول عن العمليات التي‬
‫يقوم بها األعوان العاملون تحت أوامره ما عدى األخطاء التي يمكن أن يرتكبها‬
‫الخازن والتي ال يمكن أن يمنعها المحاسب المسؤول قبل وقوعها‪.‬‬
‫وقد أقر الفصل ‪ 176‬من القانون عدد ‪ 86‬لسنة ‪ 1996‬المؤرخ في ‪ 6‬نوفمبر‬
‫‪ 1996‬المتعلق بتنقيح وإتمام مجلة المحاسبة العمومية تصنيفا جديدا على مستوى‬
‫محاسبي الدّولة ‪:‬‬
‫‪ -‬أمين المال العام للبالد التونسية‬
‫‪ -‬األمين العام للمصاريف‬
‫‪ -‬قباض المالية‬
‫‪ -‬أمناء المال الجهويون‬
‫‪ -‬المحاسبون بالمراكز الديبلوماسية والقنصلية بالخارج‬
‫‪ -‬حافظ مستودع الطابع الجبائي‬
‫‪ -‬المحاسب المركزي ألمالك الدّول الخاصة‪.‬‬
‫‪ -3‬التفريق بين مهام اآلمر بالصرف ومهام المحاسب العمومي ‪:‬‬

‫‪45‬‬
‫وفقا لمقتضيات الفصل الخامس من مجلة المحاسبة العمومية "يحجر الجمع‬
‫بين وظيفة آمر الصرف ووظيفة المحاسب العمومي كما ال يجوز لزوجين‬
‫مباشرة إحدى الوظيفتين المذكورتين لمؤسسة واحدة"‪.‬‬
‫وتعزى هذه التفرقة باألساس الى ضرورة إجراء المراقبة فإذا كان اآلمر‬
‫بالصرف مدعو إلى احترام التراخيص القانونية في مستوى اجراء النفقة فإن‬
‫المحاسب العمومي مدعو إلى اجراء المراقبة والتثبت في اإلذن بالصرف قبل‬
‫خالص النفقة‪ .‬وبالتالي فإن آمر الصرف اليمكن له أن يستخلص الموارد أو‬
‫خالص النفقة والقابض اليمكنه دفع النفقة إال بإذن من آمر الصرف وال‬
‫إستخالص مورد مبدئيا إال على أساس سند‪.‬‬
‫مراحل تنفيذ موارد و نفقات ميزانية الدولة‬
‫تخضع عملية تنفيذ الميزانية قبضا وصرفا الى مرحلة إدارية (يتولى القيام بها‬
‫آمر الصرف) ومرحلة حسابية (يقوم بها المحاسب العمومي)‪.‬‬
‫‪ -1‬على مستوى النفقات ‪:‬‬

‫يرتكز نظام تأدية النفقات المحملة على ميزانية الدولة على وجوب إحترام‬
‫المراحل التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬التعهد‬
‫‪ -‬التصفية‬
‫‪ -‬اإلذن بالصرف‬
‫‪ -‬تأدية النفقة‬
‫الى جانب بعض اإلستثناءات المنصوص عليها بالقوانين والتراتيب‬ ‫‪-‬‬

‫الجاري بها العمل في مادة تنفيذ نفقات ميزانية الدّولة‪.‬‬


‫أ‪ -‬التعهد‬
‫إن التعهد هو تصرف قانوني يترتب عنه إنشاء نفقة على كاهل ميزانية الدّولة‬
‫لفائدة دائنيها‪ .‬فهو طلب يصدر عن آمر الصرف (أول أو مساعد) يتعلق‬
‫بتخصيص إعتماد إلنجاز نفقة مرسمة بميزانية الدّولة‪.‬‬
‫ويوجه هذا الطلب الى مراقب المصاريف العمومية مصحوبا بالوثائق‬
‫الالزمة تختلف باختالف طبيعة النفقة المراد عقدها‪.‬‬
‫‪46‬‬
‫إن آخر أجل لتقديم طلب تعهد بنفقة محملة على العنوان األول لميزانية الدّولة‬
‫من قبل آمر الصرف هو يوم ‪ 15‬ديسمبر من كل سنة مالية (‪ .)1‬أما بالنسبة‬
‫لنفقات العنوان الثاني وصناديق الخزينة فإن عقدها يتم دون تحديد أجل لذلك‬
‫نظرا لطبيعة وخصوصية هذه النفقات‪.‬‬
‫وتلغى مع إنتهاء كل سنة مالية جميع طلبات التعهد التي لم يقع تنفيذها أو لم‬
‫تصدر في شأنها أوامر بصرفها خالل السنة المالية الراجعة لها بالنظر‪ ،‬ويمكن‬
‫تجديد طلب التعهد بشأنها أثناء السنة الموالية وتنفيذها على اإلعتمادات‬
‫المرصودة بميزانية السنة الجديدة‪.‬‬
‫تخضع جميع نفقات الدّولة الى تأشيرة مصلحة مراقبة المصاريف العمومية‬
‫ما عدى ‪:‬‬
‫‪ -‬المصاريف العارضة التي تقل قيمتها عن مقدار يعينه وزير المالية‪.‬‬
‫‪ -‬المصاريف ذات الصبغة السرية لرئاسة الجمهورية ووزارة الدفاع‬
‫ووزارة الداخلية وتضبط بأمر طريقة التأشير على هذه المصاريف والمصادقة‬
‫على الصفقات المتعلقة بها‪.‬‬
‫وفي كل الحاالت يجب أن تكون إقتراحات التعهد مصحوبة بجميع المؤيدات‬
‫المتعلقة بإجراء النفقة وكذلك المتعلقة بموضوع النفقة وبمبالغها وعلى أي إعتماد‬
‫يجب تنزيلها وعلى أي إعتماد يجب حمل التعهد‪.‬‬
‫تكون إعتراضات مصلحة مراقبة المصاريف معللّة وكتابية وتض ّمن على‬
‫مطبوعة طلب التعهد في أجل ستة (‪ )6‬أيام ال يمكن بعدها رفض التأشيرة‬
‫وتصبح النفقة عند إنقضاء هذا األجل قابلة للتنفيذ‪.‬‬
‫وال تنقض تأشيرة مراقبة المصاريف مسؤولية آمري الصرف فيما يتعلق‬
‫بأخطاء التصرف المنصوص عليها بالتشريع الجاري به العمل‪.‬‬
‫‪------------‬‬
‫الفصل ‪ 90‬من مجلة المحاسبة العمومية‬ ‫(‪)1‬‬

‫ترسم قرارات التعهد بحسابية يقع مسكها من قبل آمر الصرف ومراقب‬
‫المصاريف العمومية والمحاسب العمومي كل على حده‪.‬‬
‫التعهد اإلجمالي ‪:‬‬
‫‪47‬‬
‫يمكن آلمري الصرف أن يطلب تعهدات إجمالية سواء في بداية التصرف أو‬
‫أثناءه‪ .‬ومن أهم هذه النفقات ‪:‬‬
‫* نفقات تأجير الخدمات والمساهمات في نظم التقاعد والحيطة اإلجتماعية‬
‫والمنح الملحقة باألجور والمرتبات‪.‬‬
‫* النفقات المزمع إنجازها سواءا في إطار صفقات بإستثناء المبلغ إلحتياطي أو‬
‫في إطار تقديرات أولية ألشغال ستنجز مباشرة بعد حصولها على مصادقة لجنة‬
‫الصفقات وموافقة اإلدارة المتعاقدة‪.‬‬
‫* نفقات التدخل العمومي غير المباشر في الميادين اإلقتصادية واإلجتماعية‬
‫والثقافية والدولية‪.‬‬
‫* النفقات المتعلقة بخدمة الدين العمومي‬
‫‪ ‬معاليم األكرية‬
‫التعهد التقديري ‪:‬‬
‫يمكن آلمر الصرف أن يطلب في كل بند من الميزانية تعهدات تقديرية في‬
‫حدود الثلث (‪ )1/3‬من اإلعتمادات المفتوحة وذلك بالنسبة للنفقات التي تضبط‬
‫نوعيتها بقرار من الوزير األول‪.‬‬
‫يؤشر اإلقتراح األول للتعهد بالمصاريف دون أن يرفق بالوثائق المثبتة‪.‬‬
‫الراجعة للتعهدات‬
‫ويجب أن ترفق إقتراحات التعهد الموالية بالوثائق المثبتة ّ‬
‫التقديرية السابقة‪ .‬وتؤشر هذه التعهدات في حدود مقدار الوثائق المقدمة ويجب أن‬
‫والراجعة الى آخر تعهد تقديري الى مصلحة مراقبة‬
‫ّ‬ ‫تسلم الوثائق المثبّتة‬
‫المصاريف العموميّة قبل إنتهاء السنة المالية‪.‬‬
‫إذا أدت دراسة الوثائق المتعلقة بتعهد تقديري من قبل مصلحة مراقبة‬
‫المصاريف الى مالحظات لها عالقة بالعناصر المشار إليها بالفصل الثالث من‬
‫األمر عدد‪ 1999‬لسنة ‪ 89‬المؤرخ في ‪ 31‬ديسمبر ‪ 1989‬يتعين على مراقبة‬
‫المصاريف إبالغها الى آمر بالصرف في األجل المنصوص عليه بالفصل ‪ 7‬من‬
‫األمر أعاله‪.‬‬
‫ويرمي نظام التأشيرة الجملية ونظام التأشيرة التقديرية إلى تسهيل وتبسيط‬
‫اإلجراءات في مستوى إستهالك اإلعتمادات وبالتالي اإلسراع في إنجاز النفقة‬

‫‪48‬‬
‫قصد تمكين اإلدارة من القيام بالخدمات في إبّانها وتمكين مزودي اإلدارة من‬
‫مستحقاتهم في أقرب األجال‪.‬‬
‫لذا‪ ،‬تكتسي مرحلة التعهد أهمية قصوى في إنجاز النفقة‪ ،‬وبالتالي فإن التأشير‬
‫على إقتراح التعهد من قبل مصلحة مراقبة المصاريف العمومية يرمي الى ‪:‬‬
‫‪ -‬المساهمة في الحفاظ على سالمة األموال العمومية وذلك بإحكام التصرف‬
‫فيها من ناحية وضمان حقوق دائني الدّولة من ناحية أخرى‪.‬‬
‫‪ -‬السهر على إستهالك اإلعتمادات وفقا للتوزيع المنصوص عليه بقانون‬
‫المالية وأوامر وقرارات التوزيع حتى ال يتم اإلخالل بالتوازن الذي تنتهجه الدّولة‬
‫في تمويل جميع القطاعات دون إستثناء‪.‬‬
‫ب ‪ -‬التصفية ‪:‬‬
‫تعتبر التصفية عملية ضبط المقدار النهائي لنفقة ما تمت مسبّقا المصادقة على‬
‫عقدها وذلك على أساس التثبّت من وجود دين قائم الذّات بذمة الدّولة الى جانب‬
‫التثبّت من القيام بالعمل المنجز‪.‬‬
‫ال يكفي أن الدين قائم الذات لتصفية مقداره‪ ،‬بل يجب أيضا أال تكون المدة‬
‫الزمنية التي حدّدها القانون قد أسقطت بمرورها حق المطالبة بتأديته‪.‬‬
‫وعلى هذا األساس‪ ،‬فإن التمسك بسقوط الحق إجباري واإلدارة ملزمة بالقيام‬
‫بذلك عندما تتوفر الشروط القانونية‪ ،‬وعلى أمر الصرف أن يتمسك بسقوط الحق‬
‫بمفعول التقادم‪.‬‬
‫غير أنه يجوز لوزير المالية أن يتنازل عن سقوط الحق جزئيا أو كليّا‬
‫بواسطة قرار يتخذه لفائدة صاحب الدّين وذلك في ظروف أو ألسباب خاصة‬
‫يعتمدها صاحب الدين لتعليل طلبه‪.‬‬
‫فما معنى سقوط الحق وما هي اآلجال القانونية ؟‬
‫‪ -‬سقوط الحق بمرور الزمن ‪:‬‬
‫سر أن ديون‬
‫من المبادئ القانونية أن الحقوق واإللتزامات ليست أبديّة‪ ،‬وهذا يف ّ‬
‫الخزينة يسقط الحق في المطالبة بتأديتها بعد مرور مدّة من تاريخ إنبعاثها‪.‬‬
‫ويعني هذا أنه ال يمكن للمستحقين مطالبة اإلدارة المدينة لهم لتأدية ماهو راجع‬

‫‪49‬‬
‫لهم وذلك بعد إنقضاء األجل القانوني إذ أن مرور الزمن يسقط تماما الدعوي‬
‫ويجعل اإلدارة خالصة الذمة‪.‬‬
‫‪ -‬األجل القانوني لسقوط الحق ‪:‬‬
‫في خصوص الديون العمومية‪ ،‬فإن أجل سقوط الحق ضبط بمقتضى مجلة‬
‫المحاسبة العمومية وهي أربع سنوات بالنسبة للمستحقين المقيمين بالجمهورية‬
‫التونسية‪ ،‬وخمس سنوات بالنسبة للمستحقين المقيمين بالخارج‪.‬‬
‫وترمي قصر هذه اآلجال بالخصوص الى تالفي تراكم المصاريف المتأخرة لدى‬
‫المحاسبين العموميين‪.‬‬
‫* قطع مدّة التقادم ‪:‬‬
‫تتم عملية القطع لمدة التقادم في الحاالت التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬إذا قدّم صاحب الدين الى اإلدارة مطلبا يخص دفع دينه أو عرض عليها‬
‫شكاية تهم مصدر الدين أو وجوده أو مقداره أو تأديته على أن يكون مطلب‬
‫صاحب الحق مدعما بالوثائق الالزمة التي تثبت ما له على اإلدارة‪.‬‬
‫‪ -‬إذا رفع صاحب الدين دعوى لدى المحاكم العدلية على شرط أن تكون تلك‬
‫الدعوى تخص مصدر الدين ووجوده أو مقداره أو تأديته‪.‬‬
‫‪ -‬إذا صدرت عن اإلدارة مكاتبة تخص مصدر الدين أو وجوده أو مقداره أو‬
‫تأديته حتى ولو كانت تلك المكاتبة غير موجهة الى صاحب الدين نفسه على‬
‫سك بتلك المكاتبة‪.‬‬
‫شرط أن يتم ّ‬
‫‪ -‬إذا تم تسديد جزء من الدين‪.‬‬
‫* تعليق مدّة التقادم ‪:‬‬
‫‪ -‬تعلّق مدّة التقادم في الحاالت التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬إن لم يكن بإمكان صاحب الدّين أن يمارس حقه من جراء جهله بوجود ذلك‬
‫الدّين وعلى كل فإن صاحب الدّين مطالب بإثبات جهله وذلك بتقديم مؤيدات‬
‫مادية‪.‬‬
‫‪ -‬وجود صاحب الدين في حالة قانونية أو مادية تجعل المطالبة بحقه مستحيلة‪.‬‬
‫(المرض – التغيب ‪.)...‬‬

‫‪50‬‬
‫‪ -‬عندما يكون دفع مقدار الدّين موضوع إعتراض وقع القيام به لدى المحاسب‬
‫العمومي المختص بتأدية النفقة‪.‬‬
‫ويقوم آمر الصرف بتصفية النفقة من تلقاء نفسه حينما تتوفر لديه جميع العناصر‬
‫الالزمة لذلك أو بطلب من صاحب الدين في حالة وجوب تقديم وثائق من طرفه‪.‬‬
‫عل مستوى تصفية األجور والمرتبات مثال‪ ،‬يقوم آمر الصرف بتصفية المرتب‬
‫على أساس النصوص الترتيبية المتعلقة بالجرايات العمومية أو وفقا لبنود عقد‬
‫اإلنتداب‪ .‬وتقع تصفية مقدار النفقة باعتبار القواعد التي نصت عليها مجلة‬
‫المحاسبة العمومية فيما يخص دوريّة التصفية وضبط مدّة العمل‪.‬‬
‫* دورية التصفية ‪ :‬تقع تصفية النفقة حسب كل حالة‪.‬‬
‫فبالنسبة للموظفين مثال‪ ،‬تتم عملية التصفية إما في نهاية السنة أو لمدة‬
‫ستة أشهر أو ثالثة أشهر (بالنسبة لبعض المنح) أو الشهر (بالنسبة‬
‫للجراية) أو على أساس كشف أسبوعي أو نصف شهري بالنسبة‬
‫لبعض العملة الذين يتقاضون أجرا يوميا‪.‬‬
‫‪ ‬ضبط مدّة العمل ‪ :‬تضبط مدّة العمل بالنسبة الى الموظفين إعتبارا‬
‫لشهر إحتسابي مدته ‪ 30‬يوما‪ .‬لذا فإن المرتب السنوي يقسم على‬
‫‪ 360‬يوما أما في خصوص العمل فإن مدّته تضبط حسب الحالة‬
‫بحساب الساعة أو اليوم أو الشهر‪.‬‬
‫وفي صورة تصفية النفقة بطلب من صاحب الدين على أساس الوثائق‬
‫يحررها ويقدمها الى آمر الصرف‪ ،‬فإن دور آمر الصرف يتمثل في التثبت‬
‫التي ّ‬
‫من صحة الوثائق المقدمة من حيث الثمن وما وقع إنجازه وكذلك من حيث صحة‬
‫العمليات الحسابية‪.‬‬
‫وتنتهي عملية تصفية النفقة بالتنصيص بلسان القلم على المقدار الذي وقع‬
‫ضبطه ويدّون على الوثائق المقدمة مع شهادة اإلنجاز التي تنص على أن العمل‬
‫المطلوب تم إنجازه وفقا لما وقع اإلتفاق عليه‪ .‬وتأخذ هذه الشهادة شكل طابع‬
‫يرسم على الوثيقة التي تبين موضوع النفقة يمضيها الموظف المعني‪.‬‬
‫ت – اإلذن بالصرف ‪:‬‬

‫‪51‬‬
‫اإلذن بالصرف هو إذن كتابي يصدره اآلمر بالصرف ويوجهه الى المحاسب‬
‫العمومي المكلف بالدفع لتأدية نفقة ما مح ّملة على ميزانية الدّولة أو ميزانية‬
‫الجماعة المحلية أو ميزانية المؤسسة اإلدارية ‪.‬‬
‫ويمكن أن يصدر عن أمري الصرف األولين ويسمى إذن بالصرف مباشر أو‬
‫عن آمري الصرف المساعدين ويسمى إذن بالصرف غير مباشر‪.‬‬
‫ويتضمن اإلذن بالصرف المعطيات التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬تنــ زيل النفقــة على اإلعتمـــاد المرسم بالميزانية مع ذكر السنة التي إنبعـث‬
‫فيها الدين والسنة التي صـدر أثنائها األمــر بالصرف والعنــوان والـباب والقســم‬
‫و الفصل والفقرة والفقرة الفرعية‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكون مرفوقا ‪:‬‬
‫‪ ‬بالوثائق المعللة للنفقة‬
‫‪ ‬بنسخة من مطلب الترخيص في عقد النفقة مذيلة بتأشيرة مراقب‬
‫المصاريف العمومية‪.‬‬
‫‪ ‬باألمر بالدفع الذي يختلف باختالف وسيلة الدفع المتو ّخاة‪ .‬فإذا كان‬
‫الدّفع عن طريق التحويل البنكي أو البريدي فإن األمر بالدفع يكون‬
‫"إشعار بالتحويل" وإذا كان نقدا فاألمر بالدّفع يكون "بطاقة الدّفع"‬
‫ويحتوي اإلذن بالصرف على إسم الجهة اآلمرة بالصرف وإسم وعنوان‬
‫صاحب الدين الحقيقي‪ ،‬موضوع النفقة‪ ،‬ومقدارها بلسان القلم‪.‬‬
‫‪ -‬عدم تجاوز مقدار النفقة حدود اإلعتمادات الموضوعة على ذمة آمري‬
‫الصرف (‪)1‬‬
‫ويمكن تأدية بعض النفقات العمومية دون الحاجة الى إصدار إذن بصرفها‬
‫في مرحلة أولى‪ ،‬وهي نفقات عاجلة ومتأكدة منها بالخصوص ‪:‬‬
‫‪ -‬المصاريف المسددة عن طريق وكاالت الدّفوعات‬
‫‪ -‬تسديد أصل الدين والفائدة ‪.‬‬
‫(‪ ) 1‬يتم وضع اإلعتمادات في بداية كل سنة على ذمة كل آمر صرف‪ .‬بالنسبة للوزارات مثال‪ ،‬يقع وضع هذه اإلعتمادات على ذمة كل وزير‬
‫(آمر صرف) بمقتضى قرار توزيع اإلع تمادات يتخذه وزير المالية وذلك في حدود اإلعتمادات المنصوص عليها بقانون الماليةوبأمر توزيع‬
‫اإلعتمادات‪ .‬وبالتالي‪ ،‬فإن آمر الصرف ال يمكن تجاوز اإلعتمادات موضوع قرار التوزيع‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫‪ -‬الجرايات العمرية والمنح الصادرة عن الصندوق الوطني للتقاعد أو عن‬
‫وزارة الدفاع وكذلك الجرايات الممنوحة من الصندوق الخاص بحوادث‬
‫الشغل‪.‬‬
‫وتقع الحقا تسوية هذه المصاريف بعد تأديتها وذلك بإصدار أوامر صرف في‬
‫شأنها‪.‬‬
‫وقد حدّدت مجلة المحاسبة العمومية تاريخ ‪ 20‬جانفي من السنة الموالية للسنة‬
‫التي رخص فيها إستهالك اإلعتمادات كآخر أجل لإل ذن بصرف النفقات التي تم‬
‫إنجازها و المح ّملة على ميزانية الدّولة للسنة المنقضية‪.‬‬
‫وأفرزت هذه الوضعية عدة نقائص أه ّمها ‪:‬‬
‫‪ -‬حدوث ضغط على سيولة الخزينة خالل هذه الفترة اإلضافية من جراء تراكم‬
‫أذون الصرف لدى المحاسب العمومي‪.‬‬
‫‪ -‬تأخير غلق السنة المالية بسبب تواصل تدفق أذون الصرف على المحاسب‬
‫مما تسبّب في تعطيل عملية استهالك اإلعتمادات المرسمة بعنوان السنة‬
‫المالية الجديدة‪.‬‬
‫وعمال على إحترام اآلجال القانونية المحددة لغلق الميزانية (‪ )1‬ومدّ دائرة‬
‫المحاسبات بجميع الوثائق الالزمة المتعلقة بالعمليات المالية للدّولة والجماعات‬
‫العمومية المحلية والمؤسسات العمومية ذات الصبغة اإلدارية حدّد منشور وزير‬
‫المالية بتاريخ ‪ 23‬مارس ‪: 1993‬‬
‫_________‬
‫(‪ )1‬طبقا ألحكام الفصل ‪ 209‬من مجلة المحاسبة العمومية‪ ،‬يتولى وزير المالية النظر في حسابات السنة المقدّمة من طرف أمين المال العام‬
‫و األمين العام للمصاريف وحافظ مستودع الط ابع الجبائي وتأشيرها شهادة منه في مطابقتها لسجالتهم قبل عرضها على دائرة‬
‫المحاسبات وذلك قبل موفى شهر جويلية من السنة الموالية للسنة الخاصة بها‪ .‬كما يسلّم لها أيضا حساب الدّولة العام وذلك قبل موفى‬
‫نفس السنة‪.‬‬

‫‪ -‬يوم ‪ 15‬ديسمبر من كل سنة كآخر أجل لفتح أو تحويل اإلعتمادات بالنسبة‬


‫لميزانية الدّولة (النفقات العادية ونفقات التنمية وحسابات أموال المشاركة‬
‫والدفوعات المباشرة والصناديق الخاصة في الخزينة) وميزانية الجماعات‬
‫العمومية المحلية والمؤسسات العمومية اإلدارية‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫‪ -‬يوم ‪ 31‬ديسمبر من كل سنة كآخر أجل لقبول أذون الدّفع المح ّملة على‬
‫ميزانية الدّولة (النفقات العادية ونفقات التنمية والدّفوعات المباشرة وحسابات‬
‫أموال المشاركة والصناديق الخاصة في الخزينة) وميزانية الجماعات‬
‫العمومية المحلية والمؤسسات العمومية ذات الصبغة اإلدارية من قبل‬
‫المحاسبين العمومية‪.‬‬
‫ت‪ -‬تأدية النفقة ‪:‬‬
‫تعدّ عملية تأدية النفقة المرحلة النهائية واألخيرة من مراحل تنفيذ نفقات‬
‫ميزانية الدّولة والتي يقوم بها المحاسب العمومي على إثر تقبّله لإلذن بالصرف‬
‫الصادر عن آمر الصرف‪ .‬وتم ّكن هذه المرحلة صاحب الدين من تسلّم مستحقّاته‬
‫مقابل الخدمات التي أسداها لإلدارة سواءا كان ذلك نقدا أو عن طريق التحويل‬
‫البريدي أو البنكي‪.‬‬
‫ويتولى المحاسب العمومي القيام بعملية مراقبة مع ّمقة على جميع المستندات‬
‫المثبّتة للنفقة المرفوقة مع اإلذن بالصرف‪ ،‬ثم يتولى تسريح األموال لمستحقيها‪.‬‬
‫وإنطالقا من المسؤولية الشخصية والمسؤولية المالية للمحاسب‪ ،‬يتولى هذا‬
‫األخير قبل التأشير على اإلذن بالصرف ودفع األموال القيام بمراقبة مشروعية‬
‫النفقة وفقا للتراتيب الجاري بها العمل والمتمثلة خاصة في التثبت في ‪:‬‬
‫‪ -‬سحب النفقة على صندوقه‬
‫‪ -‬صالحيات آمر الصرف‬
‫والمقررة بصفة قانونية‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬توفر اإلعتمادات الالزمة‬
‫‪ -‬صحة إدراج النفقة بالعنوان والباب والقسم والفصل ‪...‬‬
‫‪ -‬ثبوت العمل المنجز وصحة حسابات التصفية‬
‫‪ -‬براءة ذمة الدّولة بتسديد الدين‬
‫‪ -‬موافقة مصلحة مراقبة المصاريف على عقد النفقة‬
‫‪ -‬قواعد التقادم وسقوط الحق‬
‫‪ -‬وجود جميع الوثائق المثبتة للنفقة وصحتها‬
‫ويتم ّخض عن عملية المراقبة اآلنفة الذكر ‪:‬‬

‫‪54‬‬
‫‪ -‬إما رفض ت أدية النفقة‪ ،‬وفي هذه الحالة فإن المحاسب العمومي مطالب عمال‬
‫بأحكام الفصل ‪ 137‬من مجلة المحاسبة العمومية بإبالغ اآلمر بالصرف‬
‫باإلخالالت التي عاينها وذلك بتوجيه مذكرة رفض مرفوقة باألمر بالصرف‬
‫موضوع الرفض‪.‬‬
‫‪ -‬أو قبول تأدية النفقة وفي هذه الحالة يتولى التأشير على اإلذن بالصرف‪.‬‬
‫وتختلف التأشيرة حسب كيفية خالص النفقة‪ .‬فإذا كان الخالص نقدا يتولى‬
‫المحاسب العمومي وضع طابع خالص ينص على أن األمر بالصرف "صالح‬
‫للدفع" وفي صورة الخالص عن طريق التحويل‪ ،‬تعتبر النفقة قد تمت تأديتها‬
‫نهائيا ويقوم المحاسب بتنزيل مقدار النفقة على اإلعتماد المرسم بالميزانية دون‬
‫انتظار عملية الخالص الماديّة‪.‬‬
‫ووفقا للتراتيب الجاري بها العمل في مادة تأدية النفقات العمومية‪ ،‬يتولى‬
‫المحاسب خالص النفقة (‪: )1‬‬
‫‪ -‬إما نقدا وفي هذه الحالة يسلم األموال مباشرة لصاحبها الحامل لبطاقة الدفع‬
‫وذلك بعد التثبت من هويته وإمضاءه أمام المحاسب العمومي على بطاقة‬
‫الدفع‪.‬‬
‫‪-----------‬‬
‫(‪ )1‬انظر الفصول من ‪ 133‬الى ‪ 151‬من مجلة المحاسبة العمومية الصادرة بمقتضى القانون عدد ‪ 81‬لسنة ‪. 1973‬‬

‫‪ -‬أو بواسطة تحويل‪ ،‬بريدي أو بنكي‪ ،‬وفي هذه الحالة يتولّى المحاسب القيام‬
‫بتحويل بريدي أو بنكي لمقدار النفقة بحساب صاحب الدين‪.‬‬
‫وقد ضبطت مجلة المحاسبة العمومية نوعية النفقات التي يجب أن يتم‬
‫خالصها إما نقدا أو عن طريق التحويل‪.‬‬

‫‪ -‬اإلستثناءات لمراحل تنفيذ النفقات ‪:‬‬


‫نظرا لخصوصية بعض النفقات و ما تتطلبه من سرعة في اإلنجاز قصد‬
‫تمكين المصالح العمومية من تأدية بعض األعمال المناطة بعهدتها في أحسن‬
‫الظروف و ذلك باختصار أجال دفع النفقة ‪ ،‬مكنت مجلة المحاسبة العمومية‬
‫آمري الصرف من تأدية بعض النفقات العمومية بواسطة وكالة الدفوعات أو عن‬
‫طريق التسبقات (‪. )2‬‬

‫‪55‬‬
‫و الى جانب هذه اإلستثناءات ‪ ،‬فإن نفقات المراكز الديبلوماسية و القنصلية‬
‫الممولة بواسطة قروض خارجية موظفة تخضع لنظام خاص‬
‫ّ‬ ‫بالخارج و النفقات‬
‫فيما يتعلق بطرق تأديتها ‪.‬‬
‫أ‪ -‬نفقات المراكز الدبلوماسية و القنصلية بالخارج ‪:‬‬
‫تعقد نفقات المراكز الديبلوماسية والقنصلية بالخارج من طرف رئيس المركز‬
‫(كآمر بالصرف مساعد)‪ ،‬وتحت مسؤوليته‪ .‬وال تخضع هذه النفقات لطلب تعهد‬
‫مسبق وال لتاشيرة مراقب المصاريف العمومية‪ .‬وبالتالي‪ ،‬فإن رئيس المركز‬
‫يتولى تصفية النفقة وإحالتها الى المحاسب العمومي الذي يقوم بإجراءات الرقابة‬
‫قبل خالصها‪.‬‬
‫(‪ )2‬سيتم دراسة موضوع التسبقات و وكالت الدفوعات في الباب الثاني من هذا المؤلف ‪.‬‬

‫ب‪ -‬الدفوعات المباشرة ‪:‬‬


‫تعتبر الدفوعات المباشرة‪ ،‬نفقات يتم تمويلها بواسطة قروض خارجية موظفة‬
‫مباشرة لفائدة مشاريع الدّولة أو المؤسسات العمومية‪ ،‬وتكتسي هذه النفقات‬
‫الصبغة التقديرية كما ينص على ذلك الفصل ‪ 16‬من القانون األساسي للميزانية‪،‬‬
‫وتخضع هذه النفقات الى أحكام مجلة المحاسبة العمومية (الفصل ‪: )151‬‬
‫‪ -‬تتم تأدية هذه النفقات من قبل المقرض تبعا لطلب سحب صادر عن المكلف‬
‫باإلشراف على المشروع (وال آمر الصرف) الذي له تفويض في ذلك‪.‬‬
‫ويكون هذا الطلب الذي يعتبر إذنا بالصرف مرفوقا بالوثائق المثبتة لهذه النفقات‪.‬‬
‫‪ -‬تتضمن طلبات السحب التي يتعهد بها المحاسب المختص تأشيرة يضبط‬
‫شروطها وزير المالية‪.‬‬
‫‪ -‬إدراج مقابل هذه النفقات مقابيض بعنوان "موارد اإلقتراض الخارجي‬
‫الموظفة"‪.‬‬
‫ونص منشور وزير المالية المؤرخ في ‪ 15‬جوان ‪ 1997‬خاصة على مجال‬
‫تطبيق الفصل ‪ 151‬المذكور أعاله وكيفية إصدار طلبات السحب ومتابعتها‬
‫وترسيمها ومطابقة مبالغها مع مبالغ اشعارات السحب‪.‬‬
‫وعلى هذا األساس تنطبق أحكام الفصل ‪ 151‬مكرر من مجلة المحاسبة‬
‫والممولة‬
‫ّ‬ ‫العمومية على البرامج والمشاريع المنجزة مباشرة من طرف الوزارات‬

‫‪56‬‬
‫بموارد قروض خارجية موظفة أو البرامج والمشاريع التابعة للدّولة والتي‬
‫تنجزها ا لمؤسسات العمومية والمنشآت العمومية والممولة بقروض خارجية‬
‫موظفة تتكفل الدّولة بتحمل تسديدها‪.‬‬
‫ان الصبغة التقديرية لهذا النوع من النفقات تم ّكن آمر الصرف من تجاوز‬
‫اإلعتمادات المرسمة ضمن ميزانية الدّولة وإن كان هذا التجاوز يم ّكن من إنجاز‬
‫المشاريع والبرامج التي تساهم في تنمية الحركة اإلقتصادية فإن اإلفراط في‬
‫إستعمال هذا النوع من الموارد يثقل كاهل الدّولة بأعباء مالية عند التسديد الى‬
‫جانب المساهمة في تفاقم عجز الميزانية‪.‬‬
‫‪-2‬على مستوى الموارد ‪:‬‬
‫يرخص قانون المالية بعنوان كل سنة في إستخالص األداءات والمعاليم‬
‫واألتاوات وغيرها وفي تعبئة موارد القروض الداخلية والخارجية‪.‬‬
‫ويتم استخالص هذه الموارد من قبل المحاسبين العموميين بموجب سندات‬
‫قانونية أو ترتيبية خالل السنة المالية التي وقع خاللها الترخيص‪.‬‬
‫وكل مورد لم يتم استخالصه في موفى كل سنة يتم إحالته الى السنة المالية‬
‫الموالية إلدراجه ابتداءا من غرة جانفي ضمن الموارد الراجعة لهذه السنة‪.‬‬
‫ويمكن أن تكون هذه المستندات في شكل تصاريح‪ ،‬عقود‪ ،‬أحكام قضائية‪،‬‬
‫قرارات إدارية خاصة الصادرة في المادة الجبائية‪.‬‬
‫وكل عون مكلف بالتحصيل‪ ،‬يقوم باستخالص موارد الدّولة دون مستند‬
‫قانوني‪ ،‬يقع تتبعه عدليا كمختلس لألموال العمومية‪.‬‬
‫ويتم استخالص المداخيل والمقابيض الراجعة لميزانية الدّولة إما ‪:‬‬
‫‪ -‬بالمرضاة وتتمثل هذه الطريقة في قيام المطالب باألداء أو المعلوم بدفع المبلغ‬
‫المطلوب للمحاسب العمومي عند حلول أجله القانوني أو إثر إستدعائه من‬
‫قبل المصلحة المختصة‪.‬‬
‫‪ -‬باللجوء الى وسائل الجبر حين تلّدد المدين أو إمتناعه عن تأدية ما تخلد بذمته‬
‫بالرغم من مطالبته به من قبل المصالح المختصة‪.‬‬
‫من أداء أومعلوم ّ‬
‫يشترط إلستخالص هذه الموارد أن تكون ثابتة وقابلة للتصفية وحال أجل‬
‫إستخالصها‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫أ‪ -‬كيفية إستخالص مداخيل ميزانية الدّولة ‪:‬‬
‫إن ا لمصادقة على الميزانية من طرف السلطة التشريعية تعني الترخيص في‬
‫تنفيذ القوانين الجبائية وإستخالص األداءات والمعاليم وفي تعبئة الموارد‬
‫(موارد إقتراض داخلي و خارجي) المشار إليها بالجدول المصاحب لقانون‬
‫المالية‪.‬‬
‫كما أشار الفصل ‪ 24‬من مجلة المحاسبة العمومية أنه "يحجر تحجيرا باتا‬
‫توظيف ضرائب قارة أو غير قارة لم تأت بها ميزانيات المقابيض أو القوانين‬
‫وعند اإلقتضاء التراتيب التطبيقية لها كيفما كانت الصفة أو العنوان الذي‬
‫تستخلص به‪ ،‬ويعد مختلسا‪ ،‬ويقع تتبعه من أجل ذلك كل سلطة تقوم بفرضها‬
‫وكل عون يقوم بإعداد جداول تحصيلها وضبط مقاديرها وكل ما يقوم‬
‫بجبايتها"‪.‬‬
‫وتسدعي عملية تنفيذ المداخيل الراجعة لميزانية الدّولة‪ ،‬القيام بنوعين من‬
‫العمليات ‪ :‬عملية إحقاق الموارد وعملية إستخالصها‪.‬‬
‫يقوم بعملية اإلحقاق عادة آمر القبض المنصوص عليه بالفصل ‪ 6‬من مجلة‬
‫المحاسبة العمومية (مع مراعاة األحكام الخاصة باألداءات الواجب دفعها‬
‫عاجال) الذي يتولى تحديد قاعدة الضريبة ومبلغها أو المواد الخاضعة للضريبة‪.‬‬
‫ويرسل في ذلك سندا صالحا لإلستخالص الى المحاسب العمومي‪.‬‬
‫وعلى أساس هذا السند يتولى المحاسب العمومي جباية الضريبة وبذلك‬
‫يصبح مسؤوال عن إستخالصه وفقا للنصوص و التراتيب القانونية‪.‬‬
‫وقبل اللجوء الى إصدار سند اإلستخالص‪ ،‬يتولى المحاسب العمومي إرسال‬
‫إستدعاء (بدون مصاريف) الى المطالب باألداء ودعوته للحضور لدى القباضة‬
‫المالية لتأدية ما تخلد بذمته من ديون‪.‬‬
‫وإذا لم يستجب المعني باألمر لهذا اإلستدعاء في ظرف شهر يقع إرسال‬
‫أستدعاء ثان (مضمون الوصول وبدون مصاريف) مع مدّة إمهال ب ‪ 15‬يوما‬
‫لتأدية الدين قبل إنطالق اللجوء الى طرق اإلستخالص الجبري‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫ينص الفصل ‪ 26‬من مجلة المحاسبة العمومية "يقع جبر المطلوبين بالطرق‬
‫القانونية على تسديد مابذمتهم من ديون عمومية ويكون ذلك بمقتضى بطاقة‬
‫تنفيذية‪.‬‬
‫طريقة الجبر تضبطها التراتيب الخاصة بكل صنف من أصناف تلك الديون‪.‬‬
‫وإن وجدت أصناف لم تتخذ بشأنها طريقة خاصة فإن جبايتها تكون بمقتضى‬
‫بطاقة إلزام يصدرها المحاسب المختص ويوقعها وزبر المالية لتصير نافذة"‪.‬‬
‫بطاقة اإللزام ‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫تعتبر بطاقة اإللزام أكثر السندات التنفيذية إستعماال‪ ،‬وتستخدم في األداءات‬
‫المباشرة وغير المباشرة كما تستخدم في موارد أخرى غير جبائية‪.‬‬
‫وتحرر بطاقة اإللزام من قبل المحاسب العمومي‪.‬‬
‫يتم اإلعتراض على اإللزام في أجل ثالثة أشهر من تاريخ اإلعالم للمعني‬
‫باألمر‪ .‬ويتم التحقيق في اإلعتراض كتابيا وبدون مرافعة وذلك بتقديم كل من‬
‫الطرفين تقارير كتابية في الموضوع تبلغ للطرف اآلخر قبل تسليمها الى‬
‫المحكمة‪.‬‬
‫ويصدر الحكم في القضية من طرف الحاكم المكلف بعد أخذ رأي المدعي‬
‫العمومي‪ .‬ويكون الحكم الصادر نهائيا وال يمكن الطعن فيه إال بطريقة التعقيب‪.‬‬
‫بطاقة الجبر ‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫تتو لى اإلدارة إصدار هذا النوع من البطاقات‪ ،‬وتكتسبها السلطة القضائية‬
‫الصبغة التنفيذية‪ .‬وتعتمد هذه البطاقة عادة لإلستخالص الجبري لمعاليم‬
‫التسجيل والطابع الجبائي من قبل المحاسب العمومي بالنسبة للمعاليم المثقلة من‬
‫قبل مركز مراقبة األداءات‪ ،‬كما يمكن إعدادها من قبل مصلحة مراقبة معاليم‬
‫التسجيل بمركز مراقبة األداءات في الحاالت األخرى‪.‬‬
‫وتنطبق نفس إجراءات اإلعتراضات المتبعة في مستوى بطاقة اإللزام على‬
‫بطاقة الجبر‪.‬‬
‫وينص الفصل ‪ 29‬من مجلة المحاسبة العمومية على أن بطاقات الجبر يقع‬
‫إبالغها وتنفيذها حسب القواعد والصيغ المقررة بمجلة اإلجراءات المدنية‬

‫‪59‬‬
‫والتجارية لتنفيذ األحكام العدلية وذلك مع مراعاة األحكام الخاصة المبينة‬
‫بالفصول من ‪ 30‬الى ‪ 34‬من مجلة المحاسبة العمومية‪.‬‬

‫النسخ التنفيذية لألحكام القضائية ‪:‬‬ ‫‪-‬‬


‫يقع إصدارها من قبل القاضي في مادة الخطايا والعقوبات المالية ويقع إكسابها‬
‫من قبله الصبغة التنفيذية‪ ،‬وتتم إحالتها الى المحاسب العمومي المختص الذي‬
‫يتولى تتبع إستخالص مبالغها لدى المحكوم عليهم بالخطايا أو بالعقوبات المالية‬
‫كيفية تنفيذ السندات اإلدارية ‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫يتولى تنفيذ هذه السندات إما العدول المنفذون أو مأموري المصالح المالية‪.‬‬
‫ويتم تبليغ وتنفيذ سندات اإلستخالص الجبري حسب اإلجراءات المنصوص‬
‫عليها بمجلة اإلجراءات المدنية والتجارية المقررة لتنفيذ األحكام العدلية وذلك‬
‫مع مراعاة الفصول ‪ 30‬الى ‪ 36‬من مجلة المحاسبة العمومية‪ ،‬حيث أن العقل‬
‫التنفيذية واإلعترضات قصد إستخالص األموال العمومية ال تخضع ألحكام‬
‫هاته المجلة وإنما يقع إجراؤها بطلب إداري بعد إنذار المدين (الفصل ‪ 30‬من‬
‫مجلة المحاسبة العمومية)‪.‬‬
‫ويكون هذا الطلب كتابيا وصادرا عن القابض المكلف بإستخالص الدين‬
‫ومبلّغا للمعقول عليه بواسطة حاملي بطاقات الجبر أو عدول التنفيذ أو بطريقة‬
‫التبليغ اإلداري‪.‬‬
‫يقع بيع المكاسب المعقولة بالمزاد العلني حسب الصيغ المنصوص عليها‬
‫بمجلة اإلجراءات المدنية والتجارية بإستثناء حاالت معينة ضبطها الفصل ‪32‬‬
‫من مجلة المحاسبة العمومية‪.‬‬
‫مع اإلشارة الى أن الدّولة تتمتع بإمتياز عام على مكاسب مدينيها المنقولة‬
‫والغير المنقولة إلستخالص ديونها‪ .‬كما تتمتع الدولة زيادة على ذلك‬
‫إلستخالص الضرائب والرسوم والمعاليم الموظفة على مكاسب منقولة أو غير‬
‫منقولة بامتياز خاص على تلك المكاسب وعلى مداخيلها‪.‬‬
‫ويحتل اإلمتياز الخاص المرتبة األولى ويسبق الحقوق العينية نفسها الراجعة‬
‫للغير ولو كانت مكتسبة من قبل‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫مع اإلشارة الى أنه ال يمكن إجراء أية مقاصة بين الديون الراجعة للدّولة‬
‫وبين الديون المتخلدة بذمتها ولو كانت معززة بأحكام أو وثائق تنفيذية وكل‬
‫إستثناء لهذه القاعدة يقع إقراره بأمر‪.‬‬
‫ويبقى المحاسب العمومي متحمال لمسؤولية الديون الراجعة للدّولة المثقلة‬
‫لديه الى أن يتم إستخالصها كليا ما لم يثبت تعذر اإلستخالص ألسباب خارجة‬
‫عن إرادته مع إثباب قيامه بجميع اإلجراءات واألعمال القانونية القاطعة للتقادم‪.‬‬
‫ب – كيفية تعبئة موارد اإلقتراض ‪:‬‬
‫يتم تحصيل وجمع موارد اإلقتراض سواء كانت داخلية أو خارجية‪ ،‬لدى‬
‫أمين المال للبالد التونسية وتتم تعبئة هذه الموارد وفقا للقوانين والتراتيب‬
‫الخاصة بها‪.‬‬
‫وينص الفصل ‪ 32‬من الدستور على أن تقع المصادقة على المعاهدات‬
‫بمقتضى قانون ‪ .‬و ينص الفصل ‪ 34‬منه على أن تتخذ في شكل قوانين‬
‫النصوص المتعلقة بالقروض والتعهدات المالية الدّولة‪ .‬كما نص الفصل ‪ 65‬من‬
‫مجلة المحاسبة العمومية على أنه " ال يجوز اإلقتراض لفائدة مؤسسة عمومية‬
‫إدارية في شكل إصدار سندات آجال قصيرة أو متوسطة أو طويلة أو في شكل‬
‫تحمل بقروض أبرمت لفائدة هيئات عمومية أو خاصة أو بالتزامات تعهدت بها‬
‫أو في شكل تعهدات واجبة األداء أجال أو حسب أقساط سنوية اال في نطاق‬
‫الحدود المقررة بقانون المالية‪ ،‬كما ال يجوز إجراء أي تحوير في صيغة‬
‫القروض المعقودة أو في مقدار الفائدة المقررة لها اال في نطاق نفس تلك‬
‫الحدود ‪"...‬‬
‫والى جانب هذه التراخيص القانونية‪ ،‬يرخص قانون المالية بعنوان كل سنة‬
‫في حجم موارد القروض الداخلية وموارد القروض الخارجية‪ ،‬ويحدد مستوى‬
‫اإلقتراض الصافي المرخص فيه‪.‬‬
‫ويمكن تعريف اإلقتراض الصافي بكونه الزيادة المسجلة في مستوى موارد‬
‫اإلقتراض خالل السنة بعد تسديد أصل الدين العمومي الداخلي وأصل الدين‬
‫العمومي الخارجي‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫ويهدف هذا اإلجراء الى إعطاء أكثر مرونة للمكلف بتحصيل موارد‬
‫اإلقتراض للتوجه سوى الى اإلقتراض الخارجي أو الى اإلقتراض الداخلي‬
‫وذلك حسب شروط السوق المالية الداخلية أو العالمية‪.‬‬
‫ويستعمل اإلقتراض الصافي لتغطية عجز الميزانية المسجل بعنوان السنة‬
‫المالية‪ .‬وتتوزع موارد اإلقتراض الى إقتراضات داخلية والى إقتراضات‬
‫خارجية‪.‬‬
‫اإلقتراض الداخلي ‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫* رقاع الخزينة ‪:‬‬
‫تتم حاليا تعبئة القروض الداخلية لفائدة ميزانية الدّولة بواسطة إصدار‬
‫رقاع الخزينة و ذلك بداية من أواخر سنة ‪( 1989‬قرار وزير المالية بتاريخ ‪20‬‬
‫سبتمبر ‪ 1989‬الذي تم تعويضه بقرار ‪ 26‬سبتمبر ‪. )1991‬‬
‫من ناحية أخرى تم التركيز على رقاع الخزينة قصيرة المدى و ذلك‬
‫بمقتضى األمر عدد ‪ 1782‬لسنة ‪ 1999‬مؤرخ في ‪ 9‬أوت ‪ 1999‬و على رقاع‬
‫الخزينة القابلة للتنظير بمقتضى األمر عدد ‪..........‬بتاريخ‬
‫رقاع الخزينة قصيرة المدى ‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫تصدر رقاع الخزينة قصيرة المدى بقيمة إسمية تساوي ‪ 1000‬دينار لمدّة‬
‫‪ 13‬و ‪ 26‬و ‪ 52‬أسبوع وهي سندات قابلة للتنظير و تسدد رقاع الخزينة قصيـرة‬
‫المـدى رفعة واحدة بحلول آجـالها و تدفع الفوائض عند اإلصدار و تحتسب على‬
‫أساس عدد األيّام الحقيقي من سنة تعد ‪ 360‬يوما ‪.‬‬
‫و تصدر رقاع الخزينة قصيرة المدى كل أسبوع عن طريق مناقصات‬
‫يتولى إجراءها البنك المركزي البنك المركزي التونسي و تشارك فيها‬
‫"المختصون في رقاع الخزينة" لفائدتهم أو لفائدة حرفائهم من وسطاء البورصة‬
‫و كـذلك المـؤسسات المنخرطة في الشركة التـونسية بين المهنيين للمقاصة و‬
‫المحافظة على األوراق المالية و التي لها حساب لدى البنك المركزي التونسي و‬
‫التي قامت بإمضاء إتفاقية مع وزير المالية تحدد بشروط و طرق التدخل في‬
‫سوق رقاع الخزينة قصيرة المدى ‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫تعلم وزارة المالية كل يوم ثالثاء أو عند اإلقتضاء يوم العمل الذي يسبقه‬
‫عن المبلغ التقديري المزمع إصداره و تقدم العروض الى وزارة المالية مغلقة و‬
‫مختومة كل يوم الخميس ‪ ،‬و تتضمن العروض تسليم نسب فوائض محتسبة في‬
‫نهاية المدّة و بخصوص كل نسبة فائض مقترحة المبالغ المزمع إقتناءها ‪.‬‬
‫و تفتح العروض في نفس اليوم الذي يقدّم به ‪.‬‬
‫و على أساس النسب و المبالغ المقترحة ‪ ،‬تحدد وزارة المالية مبلغ‬
‫العروض المقبولة على كل مدّة تسديد و يقع اإلعالم بنتائج المناقصة من طرف‬
‫وزارة المالية في اليوم الموالي لفتح العروض ‪.‬‬
‫و يتم تحويل مبالغ اإلكتتابات الى الحساب الجاري للخزينة المفتوح لدى‬
‫البنك المركزي التونسي ‪.‬‬
‫علما و أن إصدار رقاع الخزينة قصيرة المدى يكون في نطاق المبلغ‬
‫المحدد لذلك بمقتضى قانون المالية ‪.‬‬
‫‪ -‬رقاع الخزينة القابلة للتنظير ‪:‬‬
‫بمقتضى أحكام األمر عدد ‪ 2462‬المؤرخ في ‪ 22‬ديسمبر ‪ ، 1997‬تم ضبط‬
‫شروط و طرق إصدار و تسديد رقاع الخزينة القابلة للتنظير ‪.‬‬
‫و هي رقاع قابلة للتداول ببورصة األوراق المالية بتونس و تدرج ضمن‬
‫عمليات الشركة التونسية بين المهنيين للمقاصة و المحافظة على األوراق‬
‫المالية‪.‬‬
‫و تصدر هذه الرقاع بقيمة أسمية تساوي ‪ 1000‬دينارا لمدّة خمسة سنوات‬
‫أو ضارب ‪ 5‬سنوات و بنسبة فائض ثابتة ‪.‬‬
‫و يتمثل التنظير في ربط إصدار جديد برقاع مماثلة مصدرة سابقا ‪.‬‬
‫و تسدد رقاع الخزينة القابلة للتنظير دفعة واحدة بحلول آجالها ‪ .‬تدفع‬
‫سنويا بحلول األجل و تحتسب على أساس سنة بـ ‪ 365‬يوما ‪.‬‬
‫الفوائض ّ‬
‫‪ -1‬كيفية اإلكتتاب في رقاع الخزينة القابلة للتنظير ‪:‬‬
‫يتم اإلكتتاب في هذه الرقاع عن طريق مناقصات يقدم فيها العروض‬
‫"مختصون في رقـاع الخزينة " و ذلك لفـائدتهم أو لفائدة حرفائهم من بنوك و‬
‫وسطاء بالبورصة ‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫علما و أنه يتم إختيار المختصين في رقاع الخزينة من بين وسطاء‬
‫البورصة و األشخاص المعنويين الذي يستحييون للشروط المنصوص عليها‬
‫بكراس شروط تضبطها وزارة المالية ‪.‬‬
‫تتولى وزارة المالية اإلعـالن عن الحجم التقـديري المزمع إصـداره و‬
‫الرقاع التي يمكن أن يشملها اإلصدار و ذلك أسبوعا قبل إجراء المناقصة تقدم‬
‫العروض مغلقة و مختومة الى وزارة المالية (اإلدارة العامة لألموال العمومية)‬
‫كل أول ثالثاء من كل شهر ‪ ،‬و إذا كان يوم الثالثاء يوم عطلة تقدم العروض‬
‫في يوم العمل السابق ‪.‬‬
‫و تتضمن العروض تسليم أسعار اإلكتتابات في شكل نسب مائوية من‬
‫القيمة اإلسمية صافية من الفوائض الجارية و بالنسبة لكل سعر مقترح المبالغ‬
‫المزمع إقتناءها ‪.‬‬
‫و يقع فتح العروض كل يوم إربعاء من كل شهر علما و أن وزارة المالية‬
‫تتولى تجميع العروض و ترتيبها بصفة تنازلية ‪.‬‬
‫و على ضوء األسعار و المبالغ المقترحة ‪ ،‬تمدد وزارة المالية مبلغ‬
‫العروض المقبولة بالنسبة لكل صنف من الرقاع ‪.‬‬
‫و تدفع مبالغ اإلكتتابات في رقاع الخزينة القابلة للتنظير الى الخزينة‬
‫العامة للبالد التونسية في اليوم السابع من اإلعالم عن النتائج قبل الساعة الحادية‬
‫عشر صباحا ‪ .‬و يحتسب تاريخ اإلنتفاع إبتداء من تاريخ إحتساب الفوائض ‪.‬‬
‫اإلقتراض الخارجي ‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫يترتب عن اللجوء الى تعبئة موارد قروض خارجية لتمويل نفقات ميزانية‬
‫الدّولة خاصة منها المتعلقة بنفقات التنمية أعباء مالية إضافية تتمثل خاصة في‬
‫أهمية نسب الفوائد وتأثير تقلبات أسعار الصرف للعمالت األجنبية عند القيام‬
‫بعملية التسديد رغم حاجة اإلقتصاد الداخلي الى هذا النوع من الموارد‪.‬‬
‫وتتأتى موارد اإلقتراض الخارجي من ‪:‬‬
‫قروض ثنائية‬ ‫‪-‬‬
‫قروض متعددة األطراف‬ ‫‪-‬‬
‫قروض السوق المالية العالمية‬ ‫‪-‬‬

‫‪64‬‬
‫القروض المبرمة في نطاق التعاون الثنائي ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫يتم إبرام القروض الثنائية بين الدّولة التونسية وإحدى الدّول األجنبية‬
‫سرة (نسب الفائدة‪ ،‬مدّة اإلمهال ومدّة التسديد ‪.)...‬‬
‫عادة بشروط مي ّ‬
‫وتخصص هذه القروض إما لتمويل مشاريع الدّولة أو مشاريع‬
‫المؤسسات العمومية‪.‬‬
‫ويتم تحويل هذا النوع من القروض إما ‪:‬‬
‫لفائدة الحساب الجاري للخزينة المفتوح لدى البنك المركزي‬ ‫‪-‬‬
‫التونسي ويتم تحميل هذه القروض ضمن موارد ميزانية الدّولة‪.‬‬
‫أو توظيف هذه القروض مباشرة لتمويل مشاريع الدّولة أو‬ ‫‪-‬‬
‫مشاريع المؤسسات العمومية دون المرور بميزانية الدّولة ويعني ذلك‬
‫خالص مزودي الدّولة أو المؤسسات العمومية مباشرة من قبل المقرض‪.‬‬
‫القروض المبرمة في نطاق التعاون المتعدد األطراف ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫يتم إبرام هذا النوع من القروض بين الدّولة التونسية والمؤسسات‬
‫المالية العالمية المتعددة األطراف كالبنك اإلفريقي للتنمية والبنك الدّولي‬
‫والصندوق العربي للتنمية اإلقتصادية واإلجتماعية والبنك األوروبي‬
‫لإلستثمار والبنك اإلسالمي للتنمية‪.‬‬
‫وتخصص هذه القروض عادة ‪:‬‬
‫لمعاضدة اإلصالحات الهيكلية التي تقوم بها الدّولة التونسية في‬ ‫‪-‬‬
‫مختلف الميادين اإلقصادية واإلجتماعية‪ .‬وتتميز هذه القروض بسرعة‬
‫السحب لفائدة ميزانية الدّولة‪.‬‬
‫إلنجاز مشاريع الدّولة أو مشاريع المؤسسات العمومية كالسدود‬ ‫‪-‬‬
‫والطرقات ‪...‬‬
‫القروض المبرمة لدى السوق المالية العالمية ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫تتميز القروض المبرمة لدى السوق المالية العالمية بعدة خصوصيات‬
‫نتيجة حجم التعامل في مستوى هذه السوق‪.‬‬
‫ومن أهم القروض المتعامل بها في مستوى هذه السوق ‪:‬‬

‫‪65‬‬
‫القروض المبرمة لدى مجموعة بنوك تتولى تعبئة مبلغ القروض‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ويتولى بنك من هذه المجموعة القيام بعملية التنظيم والتصرف في القرض‬
‫المسند‪.‬‬
‫القروض الرقاعية بالسوق المالية العالمية وهي قروض يتم‬ ‫‪-‬‬
‫اإلكتتاب فيها من قبل المستثمرين األجانب عن طريق بنك أو مؤسسة‬
‫مختصة في هذا النوع من القروض‪.‬‬
‫الباب السابع‬

‫صناديق الخزينة‬

‫‪ -I‬مفهوم صناديق الخزينة ‪:‬‬


‫بمقتضى القانون األساسي عدد ‪ 103‬لسنة بتاريخ ‪ 25‬نوفمبر ‪ 1996‬المتعلق‬
‫بتنقيح القانون األساسي للميـزانية عدد ‪ 53‬لسنة ‪ 1967‬المـؤرخ في ‪ 8‬ديسمبر‬
‫‪ 1967‬تم إدخال عدّة إجراءات هامة على مستوى الحسابات الخاصة في‬
‫الخزينة وحسابات أموال المشاركة والتي أصبحت تسمى "صناديق الخزينة" و‬
‫إفرادها بباب خاص يفتح ضمن ميزانية الدولة‪.‬‬
‫وتمكن الحسابات الخاصة في الخزينة من توظيف مقابيض لتمويل عمليات‬
‫معينة تهم بعض المصالح العمومية و تفتح و تغلق بمقتضى قانون المالية‪.‬‬
‫و تمثل أموال المشاركة المبالغ التي يدفعها األشخاص العاديون والذوات‬
‫المعنوية بعنوان المساهمة في تمويل بعض العمليات ذات مصلحة عمومية‬
‫وتفتح وتغلق بقرار من وزير المالية‪.‬‬
‫وتكتسي مقابيض صناديق الخزينة الصبغة التقديرية ويمكن الترفيع في‬
‫نفقاتها أثناء السنة بمقتضى قرار من وزير المالية في حدود الزيادة المسجلة في‬
‫المقابيض كما يقع نقل فواضل كل صندوق من سنة إلى أخرى ما لم يتقرر ما‬
‫يخالف ذلك ضمن قانون المالية‪.‬‬
‫‪ -II‬خصائص صناديق الخزينة ‪:‬‬

‫‪66‬‬
‫تخضع موارد و نفقات صناديق الخزينة إلى نفس اإلجراءات المتبعة في‬
‫مستوى تنفيذ ميزانية الدولة غير أن القانون األساسي للميزانية أعطى خصائص‬
‫لهذه الصناديق نظرا لطبيعة العمليات والتدخالت الممولة من قبلها ‪:‬‬
‫‪ -‬تحدث الحسابات الخاصة في الخزينة وتلغى بمقتضى قانون المالية‪ ،‬أما‬
‫حسابات أموال المشاركة فتحدث وتلغى بمقتضى قرار من وزير المالية‪.‬‬
‫‪ -‬تخصيص موارد ذاتية موظفة مباشرة لفائدة هذه الصناديق‪.‬‬
‫‪ -‬تكتسي نفقات صناديق الخزينة الصبغة التقديرية حيث يمكن الترفيع في‬
‫صلة فعليا‪ .‬ويتم هذا الترفيع‬
‫نفقاتها خالل السنة وذلك في حدود الموارد المح ّ‬
‫بمقتضى قرار من وزير المالية‪.‬‬
‫‪ -‬تتمتع هذه الصناديق بنقل الفواضل المسجلة في آخر كل سنة مالية الى‬
‫السنة المالية الموالية ما لم يتقرر ما يخالف ذلك ضمن قانون المالية أو قانون‬
‫غلق الميزانية ‪.‬‬
‫‪ -III‬كيفية تنفيذ موارد ونفقات صناديق الخزينة ‪:‬‬
‫يتم بمقتضى قانون المالية توزيع نفقات موارد كل حساب خاص في الخزينة‬
‫(دون التنصيص على موارد ونفقات حسابات أموال المشاركة والتي يتم‬
‫إعتمادها عند ختم الميزانية)‪.‬‬
‫فبالنسبة للموارد‪ ،‬يتولى أمين المال العام للبالد التونسية ترسيم كل مورد‬
‫راجع لكل صندوق خزينة ضمن عملياته الحسابية الى جانب تحميل هذه الموارد‬
‫بمنظومة "أدب" وتمكن هذه العملية آمري صرف هذه الصناديق من متابعة‬
‫تطور مواردها حتى يتسنى طلب فتح اإلعتمادات عند توفر الموارد‪.‬‬
‫ّ‬
‫ويتولى أمين المال العام للبالد التونسية جباية الموارد الراجعة لهذه‬
‫الصناديق وخالص النفقات المحملة عليها‪.‬‬
‫وعلى مستوى النفقات‪ ،‬يتولى آمر الصرف طلب فتح اإلعتمادات لدى إدرة‬
‫الميزانية بوزارة المالية التي تقوم بالتثبت عادة من ‪:‬‬
‫توفر الموارد بالصندوق‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫أن اإلعتمادات المطلوبة تدخل في نطاق تدخالت الصندوق‬ ‫‪-‬‬
‫المنصوص عليها بالنص المحدث للصندوق‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫وفي صورة الموافقة على طلب فتح اإلعتماد‪ ،‬تتولى إدارة الميزانية إعداد‬
‫قرار توزيع اإلعتماد وتحميله على منظومة "أدب" وارسال نسخ من هذا القرار‬
‫الى كل من آمر الصرف‪ ،‬مراقب المصاريف وأمين المال العام للبالد التونسية‪.‬‬
‫وعلى أساس قرار توزيع اإلعتمادات‪ ،‬يتولى آمر الصرف القيام بالعمليات‬
‫المتعلقة بتنفيذ نفقات ميزانية الدّولة (التعهد‪ ،‬التصفية‪ ،‬اإلذن بالصرف) ويتكفل‬
‫أمين المال العام للبالد التونسية بخالص النفقات‪.‬‬
‫و تجدر اإلشارة في هذا الصدد ‪ ،‬أن الفصل ‪ 24‬مكرر من القانون األساسي‬
‫عدد ‪ 42‬لسنة ‪ 2004‬المتعلق بتنقيح و إتمام القانون األساسي للميزانية عدد ‪53‬‬
‫لسنة ‪ 1967‬المؤرخ في ‪ 8‬ديسمبر ‪ 1967‬نص أنه "يمكن بمقتضى قانون‬
‫المالية إحداث صناديق خاصة لتمويل تدخالت في قطاعات معينة و يمكن أن‬
‫توكل مهمة التصرف فيها بمقتضى إتفاقيات تبرم مع وزير المالية ‪.‬‬
‫و يمكن أن ترصد لفائدتها إعتمادات من ميزانية الدولة باإلضافة الى المبالغ‬
‫التي يتم إسترجاعها أو التي يمكن توظيفها لفائدتها ‪,‬‬
‫و يتم إستعمال هذه الموارد حسب برامج تضبط طبقا لتشاريع و التراتيب‬
‫الجاري بها العمل و تنقّح و تلغى هذه الصناديق بمقتضى قانون المالية ‪.‬‬

‫الباب الثامن‬
‫مراقبة تنفيذ ميزانية الدّولة‬

‫تخضع عملية تنفيذ الميزانية الى ‪:‬‬


‫‪ -‬مراقبة إدارية‬
‫‪ -‬مراقبة قضائية‬
‫‪ -‬مراقبة سياسية‬
‫وتهدف الرقابة الى التثبت من سالمة التصرف في األموال العمومية‪،‬‬
‫وتمارس على عمليات تنفيذ ميزانية الدّولة في جميع مراحلها‪.‬‬
‫‪ -I‬المراقبة اإلدارية ‪:‬‬
‫يتم إجراء هذا النوع من الرقابة من قبل أعوان تابعين لإلدارة وذلك قبل‬
‫خالص النفقة والمعبّر عنها بالمراقبة المسبقة‪.‬‬
‫‪68‬‬
‫ويتولى إجراء هذا النوع من الرقابة ‪:‬‬
‫‪ -‬مراقب المصاريف العمومية‬
‫‪ -‬المحاسب العمومي‬
‫علما‪ ،‬وأن دائرة المحاسبات تتولى القيام بمراقبة إدارية على آمري الصرف‪.‬‬
‫كما أن هناك هياكل أخرى مكلفة بالرقابة كهيئات الرقابة العامة والتفقديات‬
‫العامة الوزارية‪.‬‬
‫‪ -1‬مراقبة المصاريف العمومية ‪:‬‬
‫ال يمكن عقد أي نفقة محملة على ميزانية الدّولة ما لم يتم التأشير عليها‬
‫مسبقا من قبل مصلحة مراقبة المصاريف العمومية ما عدى بعض النفقات تمت‬
‫اإلشارة إليها في مستوى تنفيذ ميزانية الدّولة‪.‬‬
‫وتتمثل مهمة مراقبة المصاريف العمومية في التثبت بالخصوص في طلبات‬
‫التعهد قبل التأشير عليها‪ ،‬خاصة ‪:‬‬
‫* موضوع النفقة وتحميلها وصحة مقاديرها‬
‫* توفّر اإلعتمادات‬
‫* تطبيق األحكام ذات الصبغة المالية للقوانين واألوامر والتراتيب‪.‬‬
‫* مطابقة النفقة لألشغال التحضيرية للميزانية‪.‬‬
‫وتفضي عملية المراقبة على طلبات التعهد الى إحدى الفرضيتين التاليتين ‪:‬‬
‫‪ -‬الفرضية األولى ‪ :‬يتم قبول طلبات التعهد‪ .‬وفي هذه الحالة يؤ ّ‬
‫شر مراقب‬
‫المصاريف على هذه الطلبات ويرجعها الى آمر الصرف في ظرف ستة أيام‬
‫وعند إنقضاء هذه المدّة تصبح المصاريف قابلة للتنفيذ من قبل آمر الصرف‪.‬‬
‫‪ -‬الفرضية الثانية ‪ :‬في صورة عدم التأشير على طلب التعهد يتولى مراقب‬
‫المصاريف العمومية تقديم مبررات كتابية في ذلك إلى آمر الصرف الذي يتولى‬
‫‪:‬‬
‫‪ -‬إما قبول هذا اإلعتراض و اإلستجابة لمالحظات مراقب المصاريف‬
‫‪ -‬أو التشبث بطلبه وفي هذه الحالة يتم تقديم الملف إلى الوزير األول للبت‬
‫فيه نهائيا‪.‬‬
‫‪-2‬مراقبة المحاسب العمومي ‪:‬‬

‫‪69‬‬
‫إن مراقبة المحاسب العمومي على أذون الصرف الصادرة عن آمرالصرف‬
‫بغض النّظر عن ّ‬
‫الرقابة التي تم إجرائها من قبل مراقب‬ ‫ّ‬ ‫تتم بصفة مع ّمقة‬
‫المصاريف‪.‬‬
‫وقد تمت اإلشارة إلى محتوى هذه الرقابة في مستوى تنفيذ الميزانية وهي‬
‫التثبت من‪:‬‬
‫‪-‬سحب النفقة على صندوق المحاسب‬
‫‪-‬صالحيات آمر الصرف‬
‫‪-‬توفر اإلعتمادات الالزمة والمقررة بصفة قانونية‬
‫‪-‬صحة إدراج النفقة بالعنوان والباب والقسم والفصل والفقرة والفقرة‬
‫الفرعية‪.‬‬
‫‪-‬ثبوت العمل المنجز و صحة حسابات التصفية‬
‫‪-‬براءة ذمة الدّولة بتسديد الدين‬
‫‪-‬موافقة مصلحة مراقبة المصاريف على عقد النفقة‬
‫‪-‬تطبيق قواعد التقادم وسقوط الحق‬
‫‪-‬عدم وجود اعتراض لخالص النفقة‬
‫‪-‬و كل الوثائق المثبتة للنفقة وصحتها‬
‫و بعد التثبت من الوثائق المصاحبة لإلذن بالصرف وفي صورة عدم وجود‬
‫إخالالت يتولى المحاسب العمومي التّأشير على اإلذن بالصرف وخالص النفقة‬
‫وفقا لما ت ّمت اإلشارة إليه في مستوى مرحلة تأدية النفقات العمومية‪.‬‬
‫الرقابة العا ّمة‪:‬‬
‫‪-3‬هيئات ّ‬
‫الرقابة العامة للمصالح العمومية بالوزارة‬
‫الرقابة العا ّمة(هيئة ّ‬
‫تختص هيئات ّ‬
‫الرقابة العامة ألمالك الدولة والشؤون‬
‫الرقابة العامة للمالية وهيئة ّ‬
‫األولى وهيئة ّ‬
‫العقارية) بأن رقابتها تشمل جميع المصالح و المؤسسات التّابعة للد ّولة أو‬
‫للجماعات المحلية والجمعيات والمؤسسات الخاصة التي تتمتع بإعانة من الدّولة‬
‫أو من الجماعات العمومية‪ .‬و تتم رقابتها على عين المكان‪ .‬وتشمل رقابتها‬
‫العمليات التي هي في طور إنجازها في ميدان أو ميادين متعددة من نشاط‬
‫المؤسسة أو المصالح المعنية‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫وتعد هذه الهيئات تقارير عن كل عملية تفقد أو بحث تضمن فيه معاينات‬
‫التصرف وتشير إلى مواطن اإلصالح الممكنة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫وتقييمها لنوعيّة‬
‫‪-4‬التفقديات اإلدارية والمالية للوزارات ‪:‬‬

‫أحدثت في ج ّل الوزارات تفقديات إدارية و مالية يستعين بها الوزراء‬


‫لإلطالع على واقع المصالح والمؤسسات التي يشرفون عليها بما في ذلك‬
‫التصرف‪.‬وتقوم هذه التفقديّات‬
‫ّ‬ ‫الجماعات العمومية ولكشف مواطن الخلل في‬
‫برقابتها على عين المكان في عمليّات تفقّد أو عمليّات بحث‪.‬‬
‫وتقوم بعض التفقديات إلى جانب ذلك برقابة تقنيّة أو مختصة ‪.‬‬
‫صة‪:‬‬
‫‪-5‬التفقديّات المتخص ّ‬
‫ينحصر تد ّخل هذه التفقديّات في بعض مصالح الوزارة المعنيّة من ناحية‬
‫وفي ميدان معيّن دون غيره من ناحية أخرى‪.‬‬
‫ويمكن على سبيل المثال ذكر ‪:‬‬
‫‪ -‬تفقديّة اإلدارة العامة للحسابية العمومية بوزارة المالية‪.‬‬
‫‪ -‬إدارة األبحاث الديوانيّة بوزارة الماليّة‪.‬‬
‫‪ -‬التفقديّة متعدّدة اإلختصاصات للمراقبة الجبائيّة بوزارة المالية‪.‬‬
‫‪ -‬التفقدية البيداغوجية بوزارة التربية والتكوين‪.‬‬
‫‪ -6‬المراقبة اإلدارية لدائرة المحاسبات ‪:‬‬
‫تخص هذه المراقبة آمري الصرف‪ ،‬وليس للدائرة بحال من األحوال سلطة‬
‫قضائية على اآلمرين بالصرف‪.‬‬
‫وتتخلص المراقبة اإلدارية على اآلمرين بالصرف في ‪:‬‬
‫* تقييم تصرف اآلمرين بالصرف‪ ،‬وذلك باقرار اإلخالالت في التصرف‪،‬‬
‫وتقديم المالحظات واإلقتراحات الالزمة في الغرض‪ ،‬وطلب التدابير المزمع‬
‫اتخاذها لتفادي هذه اإلخالالت‪.‬‬
‫* تقديم مجموع أخطاء التصرف التي عاينتها لدى اآلمرين بالصرف الى دائرة‬
‫الزجر المالي إلعتمادها‪ ،‬علما وأن رئيس دائرة المحاسبات هو في نفس الوقت‬
‫رئيس دائرة الزجر المالي‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫وفي صورة وجود مخالفات في تصرف هؤالء اآلمرين تتولى دائرة‬
‫المحاسبات مكاتبة الوزير المعني باألمر الذي يتولى إجابة عن مالحظات الدائرة‬
‫الموجه له في أجل شهرين من تاريخ إعالمه بذلك‪.‬‬

‫‪ -II‬المراقبة القضائية ‪:‬‬

‫يتم إجراء المراقبة القضائية على تنفيذ ميزانية الدّولة من قبل دائرة‬
‫المحاسبات ‪:‬‬
‫أحدثت دائرة المحاسبات بموجب الفصل ‪ 69‬من الدستور ونظمت بمقتضى‬
‫وتختص هذه الدائرة‬
‫ّ‬ ‫القانون عدد ‪ 8‬لسنة ‪ 1968‬المؤرخ في ‪ 8‬مارس ‪1968‬‬
‫بالنظر في حسابات وتصرف ‪:‬‬
‫* الدّولة والجماعات العمومية المحلية والمؤسسات العمومية‬
‫* المؤسسات العمومية ذات الصبغة الصناعية والتجارية وجميع الهيئات مهما‬
‫كانت تسميتها والتي تساهم الدّولة أو البلديات في رأس مالها‪.‬‬
‫وتعد الدائرة تقريرا سنويا يتضمن مجموع المالحظات التي عاينتها‬
‫واإلصالحات الممكن إدخالها‪ .‬ويرفع هذا التقرير سنويّا الى رئيس الجمهورية‬
‫والسلطة التشريعية‪.‬‬
‫إن المهمة الرئيسية لدائرة المحاسبات تتمثل في إجراء مراقبة حسابية مع ّمقة‬
‫لحسابات المحاسبين العموميين الخاضعين لها‪ .‬وتعتبر دائرة المحاسبات الهيئة‬
‫العليا لمراقبة مالية الدّولة‪ .‬وهي سلطة قضائية إذ أنها تقضي إبتدائيا ونهائيا في‬
‫حسابات المحاسبين العموميين‪.‬‬
‫يتولى المحاسبون العموميون الخاضعون للدائرة توجيه حساباتهم الى وزارة‬
‫المالية‪ .‬وعمال بأحكام الفصل ‪ 209‬من مجلة المحاسبة العمومية يتولى وزير‬
‫المالية النظر في حسابات السنة المقدّمة من طرف أمين المال العام واألمين‬
‫العام للمصاريف وحافظ مستودع الطابع الجبائي وتأشيرها شهادة منه في‬
‫مطابقتها لسجالتهم قبل عرضها على دائرة المحاسبات وذلك قبل موفى شهر‬
‫جويلية من السنة الموالية للسنة الخاصة بها‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫كما يسلم للدائرة أيضا حساب الدّولة العام وذلك قبل موفى نفس السنة‪.‬‬
‫ويحتوي هذا الحساب على ‪:‬‬
‫‪ -‬ميزان عام لحسابات الدّولة يستنتج من توحيد حسابات المحاسبين‬
‫‪ -‬شرح مفصل لإليرادات موزعة حسب عناوين الميزانية وأبوابها‬
‫وأقسامها وفصولها مع بيان مبالغها وما ثبت إستحقاقه للدّولة وما تم تحصيله‬
‫وما تم طرحه وما بقي استخالصه‪.‬‬
‫‪ -‬شرح مفصل للمصاريف موزعة حسب عناوين الميزانية وأبوابها‬
‫وأقسامها وفصولها مع بيان مقدار اإلعتمادات المقررة لها بالميزانية أو‬
‫اإلعتمادات اإلضافية وما تم عقده منها وما أمر بصرفه ومبلغ اإلعتمادات‬
‫المخصصة الواجب نقلها الى ميزانية السنة الموالية لصرفها فيما خصصت له‪.‬‬
‫‪ -‬مقارنة اإلجراءات والنفقات مع التقديرات المرسمة‪.‬‬
‫‪ -‬شرح مفصل لعمليات الحسابات الخاصة في الخزينة‬
‫‪ -‬بيان حالة الحساب الخاص بمكشوفات الخزينة‬
‫‪ -‬بيان مفصل في القروض العامة والتزامات الدّولة‬
‫ويكون الحساب العام للد ّولة مرفوقا ‪:‬‬
‫‪ -‬بالحسابات الخاصة التي يجب على المصالح اآلمرة لمصاريف الدّولة أن‬
‫تعدها بالنسبة لمصاريفها‪.‬‬
‫‪ -‬بقائمة في مختلف الحسابات المنظمة من طرف المحاسبين الراجعين‬
‫بالنظر الى دائرة المحاسبات‪.‬‬
‫وبعد الدراسة والتثبت في جميع الوثائق الموجهة اليها‪ ،‬تتولى دائرة‬
‫المحاسبات اقرار أحكامها النهائية والمتمثلة في أن ‪:‬‬
‫‪ -‬المحتسب بريئ الذمة‬
‫‪ -‬المحتسب مطالب بما تخلد بذمته‪.‬‬
‫ويمكن لدائرة المحاسبات مراجعة قرارتها بنفسها سواء ‪:‬‬
‫‪ -‬بطلب من المحتسب في صورة العثور على وثائق لم يتسن له اإلستظهار‬
‫بها قبل صدور الحكم البات‪.‬‬
‫‪ -‬أو بطلب من مندوب الحكومة بموجب غلط أو سهو‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫وإذا عثرت الدائرة أثناء فحص الحسابات على مخالفات توصف بكونها‬
‫جنائية يقع تبليغها الى النيابة العمومية المختصة قصد تتبع مرتكبيها امام‬
‫المحاكم ذات النظر‪.‬‬
‫وباستثناء المخالفات التي توصف بكونها جنائية والتي هي من اختصاص‬
‫محاكم الحق العام فإن لدائرة المحاسبات إمكانية تسليط عقوبات مالية و ذلك في‬
‫صورة‪:‬‬
‫‪ -‬إخالل في تقديم الحسابات‪.‬‬
‫‪ -‬تأخير في تقديم الحسابات بلغ ‪ 6‬أشهرا‪.‬‬
‫‪ -‬رفض إحالة الوثائق رغم طلبها من طرف دائرة المحاسبات ‪.‬‬
‫‪ -‬تأخير في تقديم حسابات األحزاب او تأخير في موافاة الدائرة بالوثائق‬
‫المطلوبة ‪.‬‬

‫الرقابة ‪:‬‬
‫‪ -III‬زجر ومتابعة األخطاء التي تكشف عنها هياكل ّ‬
‫دائرة الزجر المالي ‪:‬‬

‫تدعمت مقومات دائرة الزجر المالي بإصدار القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪1985‬‬
‫الذي أحدث هذه الدائرة ي صيغتها الحالية وأسندت رئاستها الى الرئيس األول‬
‫لدائرة المحاسبات ونيابة الرئيس الى أحد رؤساء الدوائر بالمحكمة اإلدارية‬
‫وجعل عضويتها متناصفة بين قضاة هيئة مجلس الدّولة‪.‬‬
‫ّ‬
‫وتبت محكمة الزجر المالي في أخطاء التصرف المرتكبة من قبل الموظف‬
‫أو عون الدّولة أو المؤسسات العمومية اإلدارية أو الجماعات العمومية المحلية‬
‫وكذلك المتصرف أو عون المنشآت العمومية‪.‬‬
‫أ‪ -‬من يتولى رفع القضية أمام دائرة الزجر المالية ‪:‬‬

‫تنطلق أعمال دائرة الزجر المالي من القضايا التي يرفعها إليها عن طريق‬
‫مندوب الحكومة كل من ‪:‬‬
‫‪ -‬رئيس مجلس النواب‬
‫‪ -‬الوزير األول‬

‫‪74‬‬
‫‪ -‬الوزراء بالنسبة لألعمال التي تعاين ضد الموظفين والمتصرفين‬
‫واألعوان الموضوعين تحت سلطتهم أو إشرافهم‪.‬‬
‫‪ -‬الرئيس األول لدائرة المحاسبات‪.‬‬
‫ب‪ -‬األخطاء المتعلقة بالتصرف ‪:‬‬
‫طبقا ألحكام الفصل األول من القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪ 1985‬تعتبر أخطاء‬
‫تصرف ترتكب إزاء الد ّولة والمؤسسات العمومية اإلدارية والجماعات العمومية‬
‫المحلية‪.‬‬
‫‪ -‬كل عمل من نتيجته التعهد بمصاريف يقع القيام بها بدون أن يتم مسبّقا‬
‫التأشير على ذلك من قبل مصلحة مراقبة المصاريف العمومية حسب ماهو‬
‫محدد باألمر عدد ‪ 36‬لسنة المؤرخ في ‪ 28‬جانفي ‪.1969‬‬
‫‪ -‬كل عمل يكون من نتيجته التعهد بمصاريف يقع القيام به بالرغم من‬
‫رفض التأشيرة من طرف مراقبة المصاريف العمومية ومن غير أن يقع الغاء‬
‫هذا الرفض بمقتضى قرار من الوزير األول‪.‬‬
‫‪ -‬كل تنزيل مصاريف بصورة غير قانونية أن يقع الغاء هذا الرفض‬
‫بمقتضى قرار من الوزير األول‪.‬‬
‫‪ -‬كل تنزيل مصاريف بصورة غير قانونية يكون الغرض منه إخفاء تجاوز‬
‫في اإلعتماد‪.‬‬
‫‪ -‬كل عمل يكون من نتيجته التعهد بمصاريف يقوم به شخص لم يتمتع‬
‫بتفويض قانوني للغرض المذكور‪.‬‬
‫‪ -‬كل خطأ فادح يتسبب في حدوث ضرر مالي‪.‬‬
‫‪ -‬كل تعهد بمصاريف تقام من حساب غير خاضع لقواعد المحاسبة‬
‫العمومية ما عدا في صورة األموال اإلحتياطية المرخص فيها بصفة قانونية‬
‫بمقتضى قانون المالية‪.‬‬

‫‪ -‬كل عمل يهدف بواسطة دخل خاص الى الزيادة في مبلغ اإلعتمادات‬
‫المفتوحة بالميزانية باستثناء الصور المعينة بمقتضى التشريع والتراتيب الجاري‬
‫بهما العمل‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫‪ -‬وبصفة عامة كل تصرف يكون القيام به مخالفا للقوانين واألوامر‬
‫والتراتيب المنطبقة في مادة تنفيذ مقابيض ومصاريف الدّولة والمؤسسات‬
‫العمومية اإلدارية والجماعات المحلية‪.‬‬
‫وال يشكل تجاوز اإلعتماد خطأ تصرف إال إذا كان متعلقا بمصاريف مبنية‬
‫على إعتمادات تحديدية‪ .‬وإن التعهد بالمصاريف المبنية على اإلعتمادات‬
‫التقديرية فيما يتجاوز تخصيص األموال المقررة بالميزانية ال مسؤولية فيه على‬
‫مرتكبه‪.‬‬
‫وتشمل اإلعتمادات التقديرية المصاريف ذات الصبغة الحتمية وتصلح‬
‫لخالص ديون الدّولة والمؤسسات العمومية أو الجماعات العمومية المحلية وهي‬
‫الديون الناتجة عن تطبيق القوانين واألوامر والتراتيب واإلتفاقيات السابقة‪ .‬وهي‬
‫تنطبق خاصة على الدين العمومي والدين العمري وعلى ترجيع األموال وعلى‬
‫المرتبات واألجور والتعويضات اإلجتماعية‪.‬‬
‫تعتبر أخطاء تصرف ترتكب إزاء المنشآت العمومية ‪:‬‬
‫‪ -‬كل عمل تصرف لم تتوفر فيه شروط الرقابة الخاضع لها بمقتضى‬
‫التشريع والترتيب الجاري بهما العمل‪.‬‬
‫‪ -‬كل عمل تصرف يكون من نتيجته الزام المنشآت يقوم به شخص ال‬
‫سلطة له في ذلك أو لم يتمتع بتفويض قانوني للغرض المذكور‪.‬‬
‫‪ -‬كل عمل تصرف وإن كان مسجال بالحسابية‪ ،‬ال يمكن إثباته من طرف‬
‫مرتكبه أو مرتكبيه بتقديم وثائق تدل على حقيقة تنفيذه‪.‬‬
‫‪ -‬كل عمل تصرف يقوم به شخص مخال بواجباته تكون غايته تمكين أو‬
‫محاولة تمكين الغير من الحصول بصفة غير مبررة على إمتيازات مالية أو‬
‫عينية تكون نتيجتها الحاق ضرر بالمنشأة‪.‬‬
‫‪ -‬وبصفة عامة كل عمل يكون القيام به مخالفا للقوانين واألوامر ولتراتيب‬
‫المنطبقة في مادة التصرف في المنشآت العمومية ويؤدي الى حصول ضرر‬
‫مالي لهذه المنشأة‪.‬‬
‫وفيما يلي أهم األخطاء التي إعتبرتها دائرة الزجر المالي أخطاء تصرف‬
‫ضمن بعض تقاريرها ‪:‬‬

‫‪76‬‬
‫‪ -‬اإلخالل بطرق مسك الحسابية كعدم إحالة آمر الصرف مستندات القبض‬
‫على المحاسب لإلستخالص‪.‬‬
‫‪ -‬اإلخالل باإلجراءات أو الطرق المعتمدة في التصرف كبيع المحاصيل‬
‫والمنتجات على غير الصيغ القانونية أو دون اللجوء الى المزاد العلني‪.‬‬
‫‪ -‬عدم مراعاة قاعدة العمل المنجز عند اإلذن بصرف النفقة أو التعهد‬
‫بمصاريف غير مشروعة أو تجاوز اإلعتمادات المرصودة بالميزانية‪.‬‬
‫‪ -‬اإلخالل بالتراتيب المتعلقة بنظم التأجير وإسناد اإلمتيازات العينية‪.‬‬
‫‪ -‬تحميل مصالح اإلدارة أو المشاريع العمومية أعباء مالية أو عينية بدون‬
‫موجب لفائدة أطراف أجنبية‪.‬‬
‫‪ -‬اإلخالل بالتراتيب المتعلقة بالصفقات كعدم الحصول على التأشيرة من‬
‫قبل مصالح المراقبة المسبقة أو اللجان المختصة بالصفقات‪.‬‬
‫* إجراءات التتبّع ‪:‬‬
‫يحيل مندوب الحكومة ملف القضية الى رئيس دائرة الزجر المالي‪ .‬ويعهد‬
‫لمقررين يعيّنهم رئيس دائرة الزجر المالي من بين أعضاء‬
‫ّ‬ ‫التحقيق في القضايا‬
‫دائرة المحاسبات أو بناء على إقتراح الرئيس األول للمحكمة اإلدارية‪.‬‬
‫وعند إنتهاء البحث يحرر المقرر تقريرا يقدم فيه مالحظاته‪ ،‬ويحال الى‬
‫الوزير أو رئيس المنشأة الذي يرجع اليه بالنظر الموظف وكذلك الى وزير‬
‫المالية‪.‬‬
‫ويجب على الوزير الراجع له بالنظر الموظف وكذلك وزير المالية إبداء‬
‫الرأي في أجل شهر ويوجه الملف فيما بعد الى مندوب الحكومة الذي يرجعه في‬
‫أجل ‪ 15‬يوما الى الدائرة مصحوبا بمالحظات معللة‪.‬‬
‫يقع إعالم الموظف بمكتوب مضمون الوصول بأنه يمكن له في أجل ‪15‬‬
‫يوما اإلطالع علىملف القضية وله أجل شهرين إبتداءا من إعالمه لتقديم مذكرة‬
‫الى مندوب الحكومة‪.‬‬
‫وعلى أساس هذه المستندات تنعقد جلسات دائرة الزجر المالي وهي جلسات‬
‫غير علنية يحضرها محام أو أكثر للدفاع عن العون المحال على الدائرة‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫وعمال بأحكام الفصل ‪ 16‬من القانون عدد ‪ 74‬لسنة ‪ 1985‬تقدم التقارير‬
‫الى دائرة الزجر المالي وبعد تالوة التقرير والمالحظات الشفوية الصادرة عن‬
‫المقرر يدعى المعني باألمر لتقديم مالحظاته إلى جانب مالحظات مندوب‬
‫الحكومة‪.‬‬
‫و يعاقب عون الدولة و أعوان المؤسسات العمومية اإلدارية و الجماعات‬
‫المحلية أو عون المنشآت العمومية‪،‬في صورة إرتكابه لخطأ أوأخطاء تصرف‪،‬‬
‫بخطية يتراوح مبلغها ما بين الجزء الثاني عشر وكامل المرتب الخام السنوي‬
‫الذي يتمتع به في اإلدارة أو المنشأة التي حصلت فيها المخالفة‪ ،‬بصرف النظر‬
‫عن العقوبات التأديبية أو الجزائية التي تستهدف اليها المخالفات التي وقعت‬
‫معاينتها‪.‬‬
‫وال تنطبق العقوبات اآلنفة الذكر‪ ،‬إذا أمكن لمرتكب خطأ التصرف أن‬
‫يستظهر بإذن كتابي صدر اليه قبل العملية المتهم من أجلها وعلى أساس تقرير‬
‫خاص بشأن القضية صادر عن الوزير أو كاتب الدّولة أو السلطة التي يرجع‬
‫اليها بالنظر‪.‬‬
‫وتكتسي أحكام الدائرة الصبغة التنفيذية‪ ،‬وإذا ما أسفر التحقيق عن أمور من‬
‫شأنها ان تشكل جنحة أو جناية فإن رئيس الدائرة يحيل الملف الى وزير العدل‪.‬‬
‫إن قرارات الدائرة غير قابلة اإلستئناف وال للتعقيب‪ ،‬غير أنه وفي صورة‬
‫ظهور عناصر جديدة أو العثور على وثائق تثبت عدم مسؤولية الموظف أو‬
‫العون يمكن أن تكون القرارات المذكورة موضوع مراجعة في أجل شهرين‬
‫إبتداء من اإلعالم بالقرار‪.‬‬
‫علما وأن القيام بهذه الدّعوة ليس له تأثير توقيفي إال إذا صدر قرار يخالف‬
‫ذلك من رئيس الدّائرة‪.‬‬
‫ترفع الدائرة كل سنة تقريرا الى رئيس الجمهورية ينشر بالرائد الرسمي‬
‫للجمهورية التونسية‪.‬‬
‫* الهيئة العليا للرقابة اإلدارية والمالية ‪:‬‬
‫بمقتضى القانون عدد ‪ 50‬لسنة ‪ 1993‬المؤرخ في ‪ 3‬ماي ‪ 1993‬تم‬
‫إحداث مؤسسة عمومية ذات صبغة إدارية تابعة لرئاسة الجمهورية‪ ،‬تتمتع‬

‫‪78‬‬
‫بالشخصية المعنوية وباإلستقالل المالي‪ ،‬أطلق عليها إسم "الهيئة العليا للرقابة‬
‫اإلدارية والمالية" وتقوم هذه الهيئة بالخصوص ‪:‬‬
‫‪ -‬بتنسيق برامج تد ّخل هياكل المراقبة العامة لمصالح الدّولة والمنشآت‬
‫الرقابة في‬
‫العمومية‪ .‬وتهدف عملية التنسيق الى تفادي تدخل هياكل متعددة من ّ‬
‫مصلحة واحدة وفي وقت واحد أو في آجال متقاربة الى جانب محاولة ترشيد‬
‫برامج نشاط هذه الهياكل عبر ضبط أوليات ومعايير تهدف الى توفير تغطية‬
‫دورية لهياكل التصرف‪.‬‬
‫الرقابة وإقتراح ما تراه من إجراءات‬
‫‪ -‬دراسة وإستغالل تقارير هياكل ّ‬
‫عملية كفيلة بتالفي النقائص وتحيين طرق التصرف‪.‬‬
‫وتهدف هذه العملية الى إستغالل المعطيات التي توفرها كل من التقارير‬
‫السنوية لدائرة المحاسبات وتقارير هيئات الرقابة العامة إضافة الى بعض‬
‫التقارير الصادرة عن التفقديات الوزارية‪ ،‬وإستخراج النقائص واإلخالالت‬
‫المسجلة وتقديم إقتراحات عملية كفيلة باإلسهام في إصالحها وتفادي تكرارها‪.‬‬
‫الرقابة المتضمنة‬
‫‪ -‬متابعة إنجاز مالحظات وتوصيات وإقتراحات هياكل ّ‬
‫بالتقارير التي تم إعدادها بعد مراقبتهم لمصالح الدّولة والمؤسسات العمومية‬
‫اإلدارية والجماعات العمومية المحلية والدواوين والشركات القومية وبصفة‬
‫عامة المنظمات والهياكل التي تلتجئ مباشرة أو بصفة غير مباشرة الى مساعدة‬
‫مالية من الدّولة أو الجماعات العمومية في شكل رأس مال أو إعانات أو قروض‬
‫أو تسبقات‪.‬‬
‫‪ -‬إبداء رأيها فيما يعرض عليها من مشاريع نصوص تشريعية أو ترتيبية‬
‫ترمي الى تطوير طرق التصرف وأساليب وتحسين جدوى عمل هياكل المراقبة‬
‫اإلدارية والمالية‪.‬‬
‫‪ -‬المساهمة في الدراسات والندوات والملتقيات ذات الصلة بمهامها والتي‬
‫تنظمها اإلدارة أو المنشآت العمومية أو المؤسسات التعليمية والتكوينية والعلمية‬
‫الوطنية منها واألجنبية‪.‬‬
‫‪ -IV‬مراقبة السلطة التشريعية ‪:‬‬

‫‪79‬‬
‫في إطار الرقابة المسلطة على ميزانية الدّولة تمارس هذه السلطة رقابتها‬
‫أثناء مناقشة مشروع ميزانية الدّولة وكذلك عند غلق الميزانية‪.‬‬
‫‪ -1‬أثناء مناقشة مشروع الميزانية ‪:‬‬
‫تمثل مرحلة مناقشة مشروع ميزانية الدّولة مرحلة هامة بالنسبة للسلطة‬
‫التشريعية إذ تمكن من اإلطالع على جانب هام من السياسة اإلقتصادية والمالية‬
‫واإلجتماعية المتوخاة من قبل الحكومة‪.‬‬
‫يناقش مشروع ميزانية الدّولة على مستوى عدة لجان لدراسة كافة مشاريع‬
‫ميزانيات مختلف الوزارات‪.‬‬
‫وتقوم هذه اللجان بدور هام في دراسة مختلف مشاريع الميزانيات‬
‫المعروضة عليها‪ ،‬إذ يمكنها لفت النظر الى اإلخالالت الموجودة في مختلف‬
‫أبواب الميزانية أو التأكيد على الجوانب اإليجابية‪ ،‬ويتجلى ذلك من خالل‬
‫األسئلة الكتابية التي توجهها الى مختلف الوزراء لإلجابة عنها كتابيا‪ ،‬ومن‬
‫خالل جلسات اإلستمتاع الى أعضاء الحكومة‪.‬‬
‫كما تمكن مختلف الجلسات العامة لمجلس النواب من طرح األسئلة على‬
‫أعضاء الحكومة والتعبير عن مشاغلهم ولفت النظر الى اإلخالالت‪ ،‬وخاصة‬
‫تطور مالية الدّولة وكيفية تعبئة الموارد وتوزيع النفقات‬
‫اإلطالع عن كثف عن ّ‬
‫قصد بلوغ األهداف المرسومة مع الحفاظ على التوازنات المالية العامة للبالد‪.‬‬
‫‪ -2‬عند غلق الميزانية ‪:‬‬
‫تتولى السلطة التشريعية بمناسبة اإلقتراع على مشروع ختم الميزانية إجراء‬
‫رقابة على نتائج تنفيذ الميزانية‪.‬‬
‫وهي مناسبة تم ّكن من اإلطالع على نتيجة السنة المالية وبالتالي عن سياسة‬
‫الحكومة في المجاالت اإلقتصادية واإلجتماعية وغيرها‪.‬‬
‫وينص الفصل ‪ 44‬من القانون األساسي للميزانية على أن "يتضمن مشروع‬
‫قانون ختم ميزانية الدّولة المبلغ النهائي للموارد المستخلصة وألذون المصاريف‬
‫الواقعة خالل التصرف ويلغى اإلعتمادات الباقية ويرخص في نقل نتيجة السنة‬
‫الى الحساب القار لتسبقات الخزينة بعد طرح المبالغ الباقية من المداخيل ذات‬
‫اإلستعمال الخاص"‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫ويتم إعداد مشروع غلق ميزانية الدّولة من قبل وزير المالية على أساس‬
‫الحسابات التي يقد ّمها اآلمرون بالصرف في خصوص عملياتهم المتعلقة‬
‫بالمصاريف وحسابات التصرف المقدمة من طرف المحاسبين العموميين بعد‬
‫عرضها على دائرة المحاسبات‪.‬‬
‫ويرفق مشروع قانون غلق ميزانية الدّولة جداول تتعلق بـ ‪:‬‬
‫‪ -‬التقديرات األصلية والترخيصات الجديدة والدفوعات موزعة حسب‬
‫األبواب واألقسام والفصول بالنسبة لمصاريف ميزانية الدّولة والميزانيات‬
‫الملحقة‪.‬‬
‫‪ -‬التقديرات األصلية والتنقيحات واإلستخالصات موزعة حسب األبواب‬
‫والفصول بالنسبة لمقابيض نفس الميزانيات‪.‬‬
‫‪ -‬المقارنة بين المبلغ الجملي لتقديرات المقابيض والمصاريف وعند‬
‫اإلقتضاء التنقيحات المدخلة عليها من جهة واإلنجازات من جهة أخرى بالنسبة‬
‫لكل ميزانية مؤسسة عمومية ولكل حساب خاص في الخزينة‪.‬‬
‫تتم المناقشة واإلقتراع على مشروع قانون غلق ميزانية الدّولة حسب نفس‬
‫الشروط التي تمت اإلشارة إليها بالنسبة للمناقشة واإلقتراع على مشروع‬
‫ميزانية الدّولة‪.‬‬
‫وتعتمد السلطة التشريعية أثناء دراسة مشروع قانون غلق الميزانية على‬
‫الوثائق اآلنفة الذكر وعلى التقرير الذي تعده دائرة المحاسبات في هذه‬
‫الخصوص والذي يضبط األرقام النهائية بعد تنفيذ الميزانية إضافة الى التصريح‬
‫العام بمطابقة حسابات تصرف المحاسبين العموميين للحساب العام إلدارة‬
‫المالية‪.‬‬
‫وبعد عملية التثبت في النتائج النهائية المسجلة بعنوان كل سنة ماليّة‪ ،‬تفضي‬
‫الرقابة التي يسلطها مجلس النواب الى الموافقة على مشروع ختم قانون‬
‫الميزانية الذي يرخص في نقل نتيجة السنة الى الحساب القار لتسبقات الخزينة‬
‫الذي هو بمثابة حساب "الخسائر واألرباح"‪.‬‬
‫وبذلك يتم غلق الميزانية بصفة نهائية ونشر قانون غلق الميزانية بالرائد‬
‫الرسمي للجمهورية التونسية‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫وعلى أساس هذا القانون‪ ،‬يتولى أمين المال العام للبالد التونسية إجراء‬
‫العمليات الحسابية المتعلقة بختم الميزانية‪.‬‬
‫الرقابة المسلّطة على تنفيذ ميزانية الدّولة فإن الغاية‬
‫ومهما إختلفت أنواع ّ‬
‫واحدة وهي ضمان الشرعيّة وبالتالي إحترام القاعدة القانونية التي تضمن التنفيذ‬
‫المحكم لموارد ونفقات ميزانية الدّولة‪.‬‬
‫لكن بتعدّد مجاالت تدخل الدّولة أصبح تقييم صلوحيّة تدخلها ومدى نجاعة‬
‫تصرفاتها هو العنصر األهم‪ .‬ومواكبة لذلك‪ ،‬فإن البحث عن طرق ووساءل‬
‫ّ‬
‫ومتنوع في كافة‬
‫ّ‬ ‫جديدة لتقييم ومراقبة عمليات تنفيذ الميزانية هو عمل متواصل‬
‫مجاالت التصرف في األموال العمومية‪.‬‬

‫الباب الثاني‬
‫"عمليــات الخــزينــة"‬
‫مفهوم و محتوى عمليات الخزينة‬
‫‪ -1‬مفهوم عمليات الخزينة ‪:‬‬

‫ينص الفصل ‪ 10‬جديد من القانون األساسدي عددد ‪ 42‬لسدنة ‪ 2004‬المدؤرخ‬


‫في ‪ 13‬ماي ‪ 2004‬المتعلق بتنقيح و إتمام القانون األساسدي للميزانيدة عددد ‪53‬‬
‫لسنة ‪ 1967‬المؤرخ في ‪ 8‬ديسمبر ‪ 1967‬على أن "تتولى خزيندة الدولدة القيدام‬
‫بالعمليدددات المتعلقدددة بتنفيدددذ قدددانون الماليدددة و بالعمليدددـات الخدددـاصة بالخزيندددة و‬
‫المنصوص عليها بمجلة المحاسبة العمومية " ‪.‬‬
‫و يتضح من خالل هذا الفصل أن خزينة الدولة تتولى ‪:‬‬
‫‪ ‬تنفيددـذ قددانون الماليددة و ذلددك فيمددا يتعلددق باستخددـالص المددـداخيل الجبائيددـة و‬
‫المددداخيل غيددر الجبائيددة و فددي تعبئددة مددوارد اإلقتددراض الددداخلي و مددوارد‬
‫اإلقتراض الخارجي و تأدية نفقات التصرف و نفقات التنمية و نفقدات تسدديد‬
‫الدين الداخلي و الخارجي أصال و فائدة و نفقات صناديق الخزينة ‪.‬‬
‫(الحسابات الخاصة في الخزينة و حسابات أموال المشاركة ) ‪.‬‬

‫‪82‬‬
‫و يطلق على جميع هذه العمليات "عمليات الميزانية " و يتم تنفيدذها مدن قبدل‬
‫محاسبين عموميين ‪.‬‬
‫‪ ‬تنفيددـذ العمليددات الخاصددة بالخزينددة و المتعلقددـة أسددـاسا بددـإسناد التسددبقات و‬
‫قددـروض الخددـزينة ‪ ،‬و القددروض الموثوقددة بددرهن و تددداول النقددود و القدديم و‬
‫إدارة الودائع و األمانات ‪ ،‬و بصفة عامة جميع العمليات المتعلقدة بمدا للدولدة‬
‫أو الهيئة اإلدارية و ما عليها من ديون خارجة عن نطاق الميزانية‪.‬‬
‫و يطلددق علددى جميددع هددذه العمليددات "عمليددات الخزينددة أو العمليددات الخارجددة‬
‫عن الميزانية" ويتم تنفيذها من قبل المحاسبين العموميين ‪.‬‬
‫و وفقددا لمقتضدديات أحكددام الفصددل ‪ 52‬مددن مجلددة المحاسدبة العموميددة "تشددمل‬
‫العمليات الخارجة عن الميزانية كل العمليدات المتعلقدة بتدداول النقدود و القديم‬
‫الشبيهة بها و بإدارة أموال العهد و الودائع و األمانات على إختالف أنواعهدا‬
‫و بإصدار القروض ذات اآلجال القصيرة و بإدارتها و ردّها ألصدحابها عندد‬
‫حلددول أجلهددا و بصددفة عامددة جميددع العمليددات المتعلقددة بمددا للدولددة أو الهيئددة‬
‫اإلدارية و ما عليها من ديون خارجة عن نطاق الميزانية"‪.‬‬
‫‪ -2‬محتوى عمليات الخزينة ‪:‬‬
‫تحتوي عمليات الخزينة على ‪:‬‬
‫‪ ‬حسابات تتعلق بالمقابيض‬
‫‪ ‬حسابات تتعلق بالنفقات‬
‫العمليات المتعلقة بالمقابيض ‪:‬‬
‫هددي مبددالغ مددن األمددوال يددتم تحميلهددا بصددفة مؤقتددة بحسدداب مددن الحسددابات‬
‫المفتوحة بعمليات الخزينة و ذلدك فدي إنتظدار البدت فدي كيفيدة تحميلهدا بصدفة‬
‫نهائيددة و عددادة مددا تددؤول هددذه المقددابيض الددى ميزانيددة الدولددة كمددا هددو الشددأن‬
‫بالنسبة للمبالغ التي تدفع مدن قبدل الغيدر لفائددة خزيندة الدولدة دون التنصديص‬
‫عن موضوع الدفع أو تنزيل مقابيض بالحساب الجداري للبريدد المفتدوح باسدم‬
‫المحاسب العمومي دون معرفة من تولى عملية الدفع أو موضوع الدفع ‪.‬‬
‫و مددن أهددم الحسددابات المفتوحددة بعمليددات الخزينددة فددي مسددتوى المقددابيض ‪:‬‬
‫حساب مقابيض للحفظ ‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫و الى جانب هذه المقابيض تتولى خزينة الدولة التصرف في اإليداعات الـراجعة‬
‫لفائددددة المنشدددآت العموميدددة و المؤسسدددات العموميدددة ‪ ،‬و الجماعدددات المحليدددة ‪ ،‬و‬
‫الدواوين ‪. .........‬‬
‫و تعتبر هذه الودائع سيولة للخزينة يمكن إستعمالها لمجابهة و لسد الحاجيات مدن‬
‫األموال و ينص الفصل ‪ 60‬من مجلة المحاسبة العموميدة علدى أن تحفدظ بخزيندة‬
‫الدولدددة األمدددوال و القددديم و الرقددداع و السدددندات كيفمدددا كدددان نوعهدددا التدددي تملكهدددا‬
‫"المؤسسات العمومية " و الجماعات العمومية المحليدة و الهيئدات الشدبيهة بهدا أو‬
‫التي بعهدتها " ‪.‬‬
‫كما ينص الفصل ‪ 61‬من نفس المجلة على أن "يحفدظ أيضدا بخزيندة الدولدة وفدر‬
‫أمددوال المؤسسددات العموميددة اإلقتصددادية أو الهيئددات المتكونددة مواردهددا كلّيددا أو‬
‫جزئيدددا مدددن مسددداهمات أو أتدددوات أو إشدددتراكات و جوبيدددة أو الخاضدددعة قوانينهدددا‬
‫األساسددية ألحكددام تشددريعية أو تنظيميددة و التددي تخد ّدول لهددا بصددفتها هددذه اإلنتفدداع‬
‫بمساعدة مالية من الدولة أو من مجموعة عمومية أخرى في شكل إعانة ماليدة أو‬
‫التزام لتسديد جزء من فوائد قروضها ‪.‬‬
‫و يجددوز فددي هددذه الصددورة مددنح الهيئددة صدداحبة المددال فائدددة يعددين وزيددر الماليددة‬
‫مقدارها و يضبط طرق تصفيتها ‪.‬‬
‫كما يجوز للهيئات صاحبة المال المحفوظ إستعماله لتسديد ديونها و مصداريفها و‬
‫ذلك بواسطة الشيك أو التحاويل المصرفية و البريدية ‪.‬‬
‫و من أهم الحسابات المفتوحة لدى الخزينة ‪:‬‬
‫‪ ‬حساب "ن مكرر" ‪ :‬يفتح هذا الحساب لدى خزينة الدولدة بطلدب مدن المنشدأة‬
‫العمومية و بترخيص من وزير المالية ‪.‬‬
‫و يتم رصد لفائدة هذا الحساب خاصة المنح المتأتية من ميزانية الدولة لفائدة‬
‫المنشأة العمومية‪.‬‬
‫و يتولى المحاسب العمومي المفتوح لديه هذا الحساب ‪ ،‬تسدليم دفتدر صدكوك‬
‫لفائدة المنشأة العمومية التي طلبت فتح حساب لها بالخزينة ‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫و يتم إستعمال دفتر الصكوك من قبل المنشدأة العموميدة لتأديدة بعدض نفقاتهدا‬
‫على غرار خالص األداءات و المعاليم الجبائية ‪ ،‬أو تسديد ديونها أو تحويدل‬
‫مبلغ من هذا الحساب لفائدة حساب آخر مفتوح لدى مؤسسة بنكيّة ‪.‬‬
‫‪ ‬حساب "ف" يفتح هذا الحساب لدى المحاسب العمدومي بطلدب مدن المؤسسدة‬
‫العمومية اإلدارية ‪.‬‬
‫و يتم رصد لفائدة هدذا الحسداب المدوارد الذاتيدة الراجعدة للمؤسسدة العموميدة‬
‫اإلدارية و المنح المتأتية من ميزانية الدولة ‪.‬‬
‫و يتولى المحاسدب العمدومي إنطالقدا مدن هدذا الحسداب تأديدة النفقدات و ذلدك‬
‫بإذن من آمر صرف المؤسسة العمومية ‪.‬‬
‫علمددا و أندده يددتم تسددليم دفتددر صددكوك مددن الخزينددة بعنددوان فددتح مثددل هددذه‬
‫الحسابات ‪.‬‬
‫‪ -‬العمليات المتعلقة بالنفقات ‪:‬‬
‫تتددولى خزينددة الدولددة القيددام بتأديددة بعددض النفقددات يددتم تحميلهددا مبدددئيا بعمليددات‬
‫الخزينة ‪ .‬و تتوزع هذه العمليات الى ‪:‬‬
‫‪ ‬نفقدددات يدددتم تأديتهدددا علدددى إعتمدددادات مفتوحدددة بالميزانيدددة ‪ ،‬علدددى غدددرار‬
‫التسبقات و القدروض (‪ )1‬وهدي أهدم العمليدات التدي يدتم تأديتهدا مدن قبدل‬
‫الخزينة ‪.‬‬
‫‪-------‬‬
‫(‪ )1‬مبالغ القروض التي يمكن لميزانية الدولة أن تمنحها لفائدة المنشآت العمومية على أن يتم تسديدها وفقا إلتفاقية‬
‫قرض يتم إبرامها للغرض ‪.‬‬

‫‪ ‬نفقات يتم تأديتها على موارد الخزينة و ذلك وفقا للنصوص التشريعية و‬
‫الترتيبيّة المعمول بهـا ‪ :‬كالقروض الموثوقدة بدرهن ‪ ،‬قدروض الخزيندة ‪،‬‬
‫منح ضمان الدولة ‪.‬‬
‫أ‪ -‬نفقات يتم تأديتها على إعتمادات مفتوحة بالميزانية ‪:‬‬
‫‪ ‬وكالة الدفوعات ‪:‬‬
‫تحدث عادة وكالة الدفوعات لتأدية بعض النفقات مباشرة لفائدة مستحقيها‪.‬‬
‫ويجب أن تكون هذه النفقات عادة ضئيلة المقدار أو يتعذر تأديتها وفقا لإلجراءات‬
‫المقررة في خصوص تأدية النفقة (التعهد – التصفية – اإلذن بالصرف)‪.‬‬
‫‪85‬‬
‫وتحدث كل وكالة بقرار من وزير المالية بناءا على طلب رئيس اإلدارة‬
‫المعنية باألمر‪ .‬ويضبط هذا القرار طبيعة ومبلغ النفقات التي يمكن دفعها عن‬
‫طريق الوكالة الى جانب مقدار التسبقة األولى الواجب منحها للوكيل‪.‬‬
‫ويرسل القرار المحدث للوكالة الى مصلحة مراقبة المصاريف العمومية والى‬
‫المحاسب المختص والى اآلمر بالصرف‪.‬‬
‫ويتولى وكيل الدفوعات تحرير طلب يتعلق بالحصول على التسبقة ويعرضه‬
‫على تأشيرة مراقبة المصاريف العمومية ووزارة المالية ويسلمه بعد ذلك الى‬
‫المحاسب العمومي المختص الذي يعمل تحت إشرافه‪.‬‬
‫ويتولى المحاسب تحويل مقدار التسبقة لفائدة الحساب الجاري بالبريد للوكيل‪.‬‬
‫وبالمقابل يتولى المحاسب ومراقب المصاريف العمومية تجميد اإلعتمادات‬
‫الالزمة لتغطية النفقات التي سيقوم بها الوكيل وذلك في حدود التسبقة الممنوحة‪.‬‬
‫وفي أجل ‪ 45‬يوما يتولى الوكيل تقديم الوثائق المؤيدة للنفقات التي اجراها‬
‫الى آمر الصرف الذي يتولى تحرير اإلذن بالصرف في النفقات التي تحظى‬
‫بموافقته وذلك بعد الحصول على تأشيرة مراقبة المصاريف على طلب التعهد‬
‫المقدم من طرفه‪.‬‬
‫ويحرر اإلذن بالصرف باسم الوكيل غير الشخصي ثم يعرض على تأشيرة‬
‫المحاسب العمومي الذي يتولى تحويل مبلغ اإلذن بالصرف لفائدة الحساب‬
‫الجاري للبريد للوكيل‪.‬‬
‫وعلى هذا األساس‪ ،‬تعتبر وكالة الدفوعات استثناءا لمراحل تنفيذ الميزانية‬
‫وذلك باعتبار أن مبلغ الدفع يسبق اإلذن بالصرف‪.‬‬
‫‪ ‬التسبقات ‪:‬‬
‫تعتبر التسبقة مبلغ من األموال تتم تسبقته من الخزينة لتغطية نفقة مرسمة‬
‫بميزانية الدولة مع موافقة وزير المالية شريطة أن تكون النفقة المزمع إنجازها‬
‫متأكدة وعاجلة‪.‬‬
‫وقد نص الفصل ‪ 59‬من مجلة المحاسبة العمومية على أن للتسبقة خصائص‬
‫يجب احترامها ‪:‬‬
‫‪ -‬تسند التسبقة بإذن خاص من وزير المالية‬

‫‪86‬‬
‫‪ -‬ال تدفع التسبقة إال إذا كانت ممنوحة على نفقات قانونية قررت لها إعتمادات‬
‫خاصة بالميزانية ولم تستعمل بعد‪.‬‬
‫‪ -‬في صورة إسناد التسبقة من قبل المحاسب‪ ،‬يتولى هذا االخير ومصلحة‬
‫مراقبة المصاريف العمومية تجميد ما يساويها من إعتمادات‪.‬‬
‫‪ -‬تسوية التسبقة في األجل المحدد بالقوانين والتراتيب الخاصة بها واال في بحر‬
‫التسعة أشهر الموالية لمنحها‪.‬‬
‫ويمكن إسناد تسبقة مالية على عمليات خارج الميزانية لفائدة المؤسسات‬
‫العمومية أو الجماعات العمومية المحلية‪ ،‬بشرط أن تكون مخصصة لسد‬
‫حاجياتها المستعجلة من المال‪.‬‬
‫وتتم تسويتها من قبل المحاسب العمومي على اإلعتمادات الراجعة لفائدة هذه‬
‫الهياكل اإلدارية‪.‬‬
‫ومن أهم أنواع التسبقات التي يتم اللجوء إليها ‪:‬‬
‫‪ -‬الت سبقات على نفقات المهمات والتربصات في الخارج‪ ،‬والتسبقات على‬
‫األجور بالنسبة لألعوان الجدد و التسبقات بعنوان مصاريف التنقل‪.‬‬
‫‪ -‬التسبقات التي يأذن بها وزير المالية وفقا لمقتضيات الفقرة الثانية من الفصل‬
‫‪ 184‬من مجلة المحاسبة العمومية التي تنص "غير انه يمكن لوزير المالية‬
‫أن يرخص للبنك المركزي التونسي بالخصم المباشر من الحساب الجاري‬
‫للخزينة لتسديد المصاريف المتعلقة بالدين العمومي ومساهمات الدّولة في‬
‫رأس مال المؤسسات الدّولية وذلك في حدود اإلعتمادات المرخص فيها"‪.‬‬
‫وعمليا يتولى البنك المركزي خالص المقرضين بالخصم المباشر من حساب‬
‫الخزينة المفتوح لديه‪ .‬ثم يتولى إشعار أمين المال العام للبالد التونسية الذي‬
‫يتكفّل بمتابعة تسوية المبالغ المخصومة مباشرة عن طريق اإلذن بصرف‬
‫اإلعتمادات الالزمة‪.‬‬
‫وزير المالية هو اآلمر بالصرف لنفقات تسديد العمومي أصال وفائدة‪.‬‬
‫إن اللجوء الى نظام الخصم المباشر من متوفرات الحساب الجاري للخزينة‬
‫لخالص نفقات الدين العمومي ومساهمات الدّولة في رأس مال المؤسسات‬
‫الدولية مردّه ‪:‬‬

‫‪87‬‬
‫تنجر عنه أعباء مالية‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬تفادي التأخير في خالص هذه النفقات الذي يمكن أن‬
‫إضافية (غرامات التأخير ‪. )...‬‬
‫‪ -‬الحفاظ على مصداقية الدّولة التونسية لدى الهيئات والمنظمات الدّولية‪.‬‬
‫‪ -‬صعوبة ضبط النفقة المراد تحويلها مسبقا من قبل آمر الصرف نتيجة تقلّب‬
‫أسعار الصرف عند التحويل‪.‬‬
‫يتسم نظام التسبقات بالمرونة والسهولة المطلقة في تأدية النفقات المحملة على‬
‫ميزانية الدّولة غير أن الحزم في متابعة وتسوية هذه التسبقات يبقى أمرا حتميا‬
‫وذلك قصد الحفاظ على سيولة الدولة وتفادي اإلخالالت في مستوى تنفيذ‬
‫ميزانية الدّولة‪.‬‬
‫‪ -‬تسبقات بعنوان مصاريف التتبع ‪:‬‬

‫يتم إستخالص المداخيل الراجعة لميزانية الدولة إما بالتراضي أو بجبر‬


‫المطالب باألداء أو المعلوم أو األتاوة على دفع ما تخلد لديه من مبالغ لفائدة‬
‫الدولة‪ .‬و تلجأ الدولة لتحصيل مداخيلها الى إجراء تتبعات ضد مدينيها و ذلك‬
‫بتــوجيه إعــالمات مضمونة الــوصول ممـا يتــرتب عن ذلك مصـاريف أتعاب‬
‫و إختبار و غيرها يتم تأديتها عن طريق تسبقات يمنحها المحاسب العمومي لفائدة‬
‫األعوان المكلّفين بالتبليغ أو التنفيذ (مأموري المصالح المالية ‪،‬العدول المنفذين) ‪.‬‬
‫و يتـم تسـوية هــذه التسبقات بواسطة اإلعتمادات التي يتم اإلذن بصرفها‬
‫و المرسمة للغرض بميزانية الدولة ‪.‬‬

‫ب‪ -‬النفقات التي يتم تأديتها بواسطة موارد الخزينة ‪:‬‬


‫‪ ‬قروض الخزينة ‪:‬‬
‫نص الفصل ‪ 62‬من مجلة المحاسبة العمومية على أنه يجوز للخزينة‬
‫إقراض المؤسسات العامة اإلقتصادية و ذلك لتمويل بعض عملياتها التي يمكن‬
‫تمويلها نظرا لطبيعتها بواسطة مبالغ تخصص لها من ميزانية الدولة العامة ‪.‬‬
‫و يكون ذلك في حدود مقدار جملي يعينه سنويا قانون المالية ‪.‬‬
‫و تمنح تلك القروض حسب شروط يحددها وزير المالية لكل قرض منها‬
‫إعتبارا للغاية المقصودة من منحه ولحالة السوق المالية آنذاك ‪.‬‬

‫‪88‬‬
‫‪ ‬شهائد الضمان ‪:‬‬
‫تمثل هذه الشهائد أذون دفع يسلمها ديوان الحبوب الى الفالحين مقابل‬
‫كمية الحبوب التي سلموها في آخر كل موسم فالحي لفائدة الديوان المذكور ‪.‬‬
‫و يت ولى الفالح تقديم هذه الشهادة الى قباضة المالية ‪ .‬و بعد إجراء عملية‬
‫مراقبة على هذه الشهادة ‪ ،‬يتولى قابض المالية خالص مستحقات الفالح بواسطة‬
‫تسبقة من الخزينة ‪.‬‬
‫و يتم تسوية مجموع هذه التسبقات بواسطة اإلعتمادات المفتوحة للغرض‬
‫بميزانية الدولة و المخصصة لدعم المواد األساسية ‪.‬‬
‫‪ ‬القروض الموثوقة برهن ‪:‬‬
‫وفقا لمقتضيات الفصل ‪ 62‬مكرر من مجلة المحاسبة العمومية و الذي‬
‫أضيف بمقتضى الفصل ‪ 103‬من قانون المالية لسنة ‪ " 1989‬يجوز للخزينة منح‬
‫األشخاص الماديين قروضا موثوقة برهن متمثل في مصوغ مصنوعة من معادن‬
‫ثمينة تحمل طابع مصلحة الضمان التابعة إلدارة األداءات " ‪.‬‬
‫و ضبط قــرار وزيـر المــاليـة المـؤرخ في ‪ 18‬جــويلية ‪ 1993‬شــروط‬
‫و أساليب إسناد هذه القروض منها خاصة المتعلقة بالمبلغ الجملي السنوي و أجرة‬
‫الخبراء و قباض المالية بعنوان مختلف عمليات القروض الموثوقة برهن ‪.‬‬
‫‪ ‬منح ضمان الدولة ‪:‬‬
‫يمنح ضمان الدولة لفائدة المؤسسات و المنشآت العمومية طبقا ألحكام األمر‬
‫العلي المؤرخ في ‪ 1‬جانفي ‪ 1948‬و المتعلق بتمويل المشاريع اإلقتصادية للبالد‬
‫التونسية و تم تنقيح هذا األمر على التوالي في ‪ 22‬مارس ‪ 1956‬و ‪ 30‬مارس‬
‫‪. 1957‬‬
‫و يضبط قانون المالية لكل سنة المبلغ المرخص فيه لوزير المالية لمنح‬
‫ضمان الدولة ‪.‬‬
‫و ضبطت مجلـة اإللتزامات و العقود األحكام المنظمـة للكفــالة (الضمــان)‬
‫و آثارها و خاصة منها الفصلين ‪ 1948‬و ‪ 1502‬المتعلقة بواجبات و حقوق‬
‫الضــامـن و التي تمكـن من تصنيــف الضمــان الى نـوعين ‪ :‬الضمـــان البسيط‬
‫و الضمان التكافلي ‪.‬‬

‫‪89‬‬
‫‪ ‬الضمان البسيط ‪:‬‬
‫يمنح ضمان الدولة البسيط من قبل وزير المالية و ذلك بإصدار قرار‬
‫ضمان أو رسالة ضمان و في صورة إخالل المدين بإلتزماته تجاه الدائن يمكن‬
‫إستعمال الضمان بعد إستيفاء جميع اإلجراءات القانونية ضد المدين أو قبل ذلك‪.‬‬
‫‪ ‬الضمان التكافلي ‪:‬‬
‫يلزم هذا الضمان الدولة بأن تحل محل المدين األصلي عند الطلب لإليفاء‬
‫بإلتزاماته المالية المحددة بنص إتفاقية القرض أو الضمان و تستوجب ذلك‬
‫المصادقة القانونية طبقا للفصل ‪ 34‬من الدستور بإعتبار أن الضمان يمثل ‪:‬‬
‫إلتزامات مالية إضافية‬ ‫‪-‬‬
‫إلتزامات غير مالية كالتحكيم و تطبيق القوانين التونسية تستوجب‬ ‫‪-‬‬
‫المصادقة ‪.‬‬
‫في كال الحالتين يتم منح ضمان الدولة (البسيط و التكافلي) في إطار المبلغ‬
‫السنوي المرخص فيه في قانون المالية ‪.‬‬
‫و طبقا لقرار وزير المالية المؤرخ في ‪ 3‬أفريل ‪ ، 1993‬يستوجب منح‬
‫ضمان الدولة دفع عمولة بـ ‪ % 0.5‬بالنسبة للمؤسسات المالية و ‪ % 1.5‬بالنسبة‬
‫للمؤسسات العمومية غير المالية ‪.‬‬
‫‪ ‬المحاسبون العموميون المكلفون بتنفيذ عمليات الخزينة ‪:‬‬
‫يتولى المحاسبون العموميون الى جانب عمليات الميزانية المنصوص عليها‬
‫بقانون المالية‪ ،‬تنفيذ عمليات الخزينة ‪.‬‬
‫و قد نص الفصل ‪ 176‬من مجلة المحاسبة العمومية على صفة محاسب‬
‫عمومي ‪ ،‬و فيما يلي أهم أصناف المحاسبون العموميون ‪:‬‬
‫‪ ‬أمين المال العام ‪:‬‬
‫إضافة الى كل ما يعهد الى أمين المال العام حسب التشريع و التراتيب‬
‫الجاري بها العمل من مراقبة أو قبض أو جباية أموال عمومية ‪ ،‬أو بصفته‬
‫كمحاسب مختص لمصاريف الدولة المتعهد بها و المأذون بدفعها على صناديق‬
‫الخزينة ‪ .‬يتولى أمين المال العام بكافة العمليات الخارجة عن الميزانية (عمليات‬
‫الخزينة) التي ال تدخل بصورة مباشرة و حتمية في نطاق إختصاص غيره من‬
‫‪90‬‬
‫المحاسبين ‪ ،‬و يتولى إدارة األموال المحفوظة لديه من طرف المؤسسات‬
‫العمومية و غيرها من المتعاملين و يقوم بكافة العمليات الرامية الى تصفية‬
‫حساب الخزينة مع مثيالتها األجنبية ‪.‬‬
‫كما يقوم أمين المال العام أيضا بمهمة محاسب مركزي للخزينة ‪.‬‬
‫تودع لدى أمين المال العام السندات و الديون و القيم التي تملكها الدولة و‬
‫كما ّ‬
‫تسجل قيمتها بحساباته و عليه عهدتها ‪.‬‬
‫و يكلف أمين المال العام بإدارة الودائع و األمانات الراجعة لمصالح الخزينة‬
‫و التي ال تدخل في نطاق إختصاص أمناء المال الجهويين‬
‫‪ ‬األمين العام للمصاريف ‪:‬‬
‫إضافة الى تأدية نفقات ميزانية الدولة المتعهد بها و المأذون بدفعها من‬
‫طرف آمري الصرف األولين و المساعدين للدولة غير المعتمدين لدى غيرهم‬
‫من المحاسبين المختصين ‪ ،‬يتولى األمين العام للمصاريف بتنفيذ عمليات أخرى‬
‫خارجة عن الميزانية بترخيص من وزير المالية على غرار إسناد تسبقات‬
‫الخزينة ‪.‬‬
‫‪ ‬أمناء المصاريف ‪:‬‬
‫عالوة على تأدية النفقات المتعلقة بباب من أبـواب الميـزانية و المتعهد بها و‬
‫المأذون بدفعها من طرف آمري الصرف األولين للدولة و المصاريف المتعهد‬
‫بها و المأذون بدفعها من طرف آمري الصرف المساعدين غير المعتمدين لدى‬
‫قباض المجالس الجهوي ‪ ،‬يتولى أمناء المصاريف تنفيذ العمليات الخارجة عن‬
‫الميزانية لفائدة الخواص أو غيرهم من المتعاملين مع الخزينة المرخص لهم في‬
‫ذلك من طرف وزير المالية ‪.‬‬
‫‪ ‬قباض المالية ‪:‬‬
‫يتـولى قبـاض المالية إستخـالص الضرائب و الـرسوم و المحاصيل و‬
‫المداخيل الراجعة للدولة المعهود إليهم إستخالصها بمقتضى قرارات أو تعليمات‬
‫صادرة عن وزير المالية ‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫كما يقومون عالوة على ذلك ‪ ،‬بتنفيذ عمليات أخرى لفائدة الخواص أو‬
‫غيرهم من المتعاملين مع الخزينة المرخص لهم في ذلك من وزير المالية (إدارة‬
‫أموال المؤسسات أو هيئات عمومية ‪. ).....‬‬
‫‪ ‬أمناء المال الجهويون ‪:‬‬
‫يقوم أمناء المال الجهويون عالوة على كل ما يعهد إليهم حسب التشاريع‬
‫و التراتي ب الجاري بها العمل ‪( ،‬مراقبة و مراجعة العمليات الحسابية قبضا و‬
‫صرفا المنجزة من طرف المحاسبين العموميين العاملين بمنطقته ‪).....‬‬
‫بعمليات خارجة عن الميزانية لفائدة الخواص أو غيرهم من المتعاملين مع‬
‫الخزينة ‪ ،‬الى جانب إدارة الودائع و األمانات الراجعة لمصالح الخزينة و‬
‫الصادرة عن السلط القضائية التابعة لجهتهم و تداول األموال على المستوى‬
‫الجهوي و ذلك لحساب أمين المال العام ‪.‬‬

‫‪92‬‬

You might also like