Professional Documents
Culture Documents
المالية العمومية
المالية العمومية
ســلســلـــة
الـدروس الخاصة بالمنـاظـرات واإلمتحانـات الصنـاعـيّـة
***
المـــالـيــة العمــوميــــة
ديسمبر 2004
العنوان 9 :نهج عدد – 8451حي الخضراء – 1003تونس / )71( 808.226 : -الفاكس )71( 807.872 :
ّ
1
المـاليـة العمـوميـة
2
مقدمـة
إرتبط تطور المالية العمومية عبر العصور بتطور دور الدولة و مدى
نشاطها و تدخلها في مختلف الميادين .
فمنذ عهد الرسول ،صلى هللا عليه و سلم ،تولت الدولة اإلسالمية القيام
بمختلف الخـدمات كالدفاع عن المدينة المنورة ،و إنشاء المساجد (مسجد النبي
،مسجد قباء ، ).....و تعليم األطفال القراءة و الكتابة ،و رعاية أهل الصفة ،
الذين آ وتهم الحكومة اإلسالمية بجوار المسجد ،ليكنوا تحت تصرفها في
المهمات و البعثات ،فكان يقدم لهم الطعام عذقا من تمر ،تعلّق بين سواري
المسجد ،أو قصعات من طعام تدور عليهم ،أو دعوات في بيوت األنصار
يتلقونها ،الى جانب تقديم مياه الشرب للشاربين مجانا من بئر حاء الى جانب
العديد من الخدمات التي كانت تقدّم آنذاك .
أما مصادر التمويل لهذه الخدمات فكانت :
-التبرعات كلما دعت الحاجة دعى اليها الرسول صلى هللا عليه و سلم .
-الوقف (حائط أبي طلحة ،أرض عمر في خبير ،بئر رومة . ).....
-إيرادات األمالك العامة للدولة و األراضي العامة (حدائق مخيريق السبعة
في المدينة ،أراضي لبني النضير ،أراضي خبير األراضي البيضاء حول
المنورة) .
ّ المدينة
3
لذا ،ل ّما كان دور الدولة مقتصرا على القيام ببعض الوظائف التقليدية كان
تنوع الموارد و المداخيل و عدم تدخل الدولة
حجم ميزانيتها متواضعا نظرا لقلة ّ
في الحياة اإلقتصادية خاصة .
و بتبنّني الـدولة لوظائف جديدة كالنقل و الصحة و اإلستثمار ،تنوعت
مصادر التمويل سواء عن طـريق الجـباية أو بـواسطة اإلقتراض الداخلي و
الخارجي .
وبالتـالي تعـدّى دور الد ّولة من الحفـاظ على األمن والدّفاع عن البالد و
العباد إلي المساهمة في بناء إقتصاد صلب ومتماسك قصد تحقيق التنمية الشاملة
بإرساء مجتمع متوازن ومتناسق ،وبذلك أصبح اإلقتصاد حسب المفهوم الحديث
مصدر قوة كل دولة متقدمة والركن األساسي للدفاع عن كيانها.
ومن الضروري أن تكون للدّولة أدوات ناجعة قصد تحقيق مجمل هذه
األهداف أهمها إعتماد مالية عمومية تمكنها من معاضدة مجهود التنمية
اإلقتصادية واإلجتماعية وبالتالي مزيد توفير اإلنتاج وخلق فرص التشغيل
ومجابهة المنافسة الخارجية.
و في تونس ،يعتبر عهد األمان النقطة الهامة في تاريخ المالية العمومية
غير أنه مع فجر اإلستقالل ،أقر دستور البالد المبادئ الرئيسية للمالية العمومية
،و منذ ذلك التاريخ توالت التنقيحات و إصدار القوانين و سن التراتيب من أجل
الحفاظ على سالمة األموال العمومية و ضمان التوازن المالي للبالد .
-1المالية العمومية قبل الحماية :
عهد األمان الصادر في 10سبتمبر 1857
يعتبر عهد األمان نقطة هامة في تاريخ المالية العمومية التونسية ،حيث أقر
الواجب الجبائي على كل من التونسيين واألجانب الذين يملكون عقارات أو
يمارسون أنشطة صناعية ،رغم أنه لم يشر الى كيفية ضبط الميزانية أو تأدية
النفقات أو إستخالص الموارد.
نص الفصل الثاني من عهد األمان على "تساوي الناس في أصل قانون
وقد ّ
األداء المرتب أو ما يترتب و إن اختلف باختالف الكميّة بحيث ال يسقط القانون
عن العظيم لعظمته وال يحط على الحقير لحقارته و يأتي بيانه موضحا"
4
دستور 26أفريل : 1861
إحتوى هذا الدستور على أحكام أساسية ِتؤكد الواجب الجبائي الذي كان نص
عليه عهد األمان "كل من يملك .....الربع والعقار والشجر وغير ذلك يلزمه كل
أداء مرتّب عليه اآلن وما يمكن أن يترتّب في المستقبل على مقتضى القانون"
ويتم إعداد مجموع موارد ونفقات ميزانية الدّولة لسنة معينة من قبل
الحكومة .حيث "تعرض وزارة المال على الوزير األكبر دخل المملكة وخرجها
في كل سنة مالية كما تعرض عليه دخل المملكة بالنسبة للسنة المقبلة".
ويتولى النظر في الميزانية المجلس األكبر ،إذ ينص الدستور اآلنف الذكر
"للمجلس األكبر النظر في تصحيح محاسبات الوزراء عن العام الماضي هل
صرفوا على الوجه المقرر ...وما يطلبونه للمصروف في السنة المقبلة بعد
الت أمل في دخل المملكة في تلك السنة ليتعين ما يلزم وما اليلزم ومقدار ما
يتعين لكل وزارة ...........وال تمضي جميع هذه األمور المقررة إال بعد موافقة
أرباب المجلس".
غير أن هذا الدستور تم إيقاف العمل به منذ سنة 1864نتيجة األوضاع
التي عرفتها البالد آنذاك وخاصة ثورة علي بن غذاهم الذي طالب باإلمتناع عن
دفع الجباية حيث قال "ال خالص لكم من ثقل هذا الحمل إال إذا جمع ّ
اّلل كلمتكم
عن اإلمتناع »
وقصد إنقاذ البالد من الوضعية المالية التي أصبحت فيها نتيجة تفاقم ديونها
لدى الدول األجنبية وحالة العصيان التي نادى اليها علي بن غذاهم أقدم خير
الدين باشا على إصالحات تتمثل في :
-تخفيف عام وإسقاط ما أثقل كاهل المواطنين من متخلدات الضرائب
وتنظيم ضرائب على أساس دخل ثابت ومنتظم.
-تكليف مهمة إستخالص الجباية من قبل أصحاب الهمم الشريفة.
غير أن اإلصالح الذي أقدم عليه خير الدين باشا ،لم يكن كافيا لمجابهة الوضع
المالي الذي وصلت إليه البالد آنذاك ،وما إنتصاب الحماية الفرنسية على تونس
سنة 1881سوى نتيجة للحماية المالية التي فرضت على البالد منذ سنة
5
)1( 1867عندما عجزت الدّولة عن تسديد ديونها إزاء فرنسا بوصفها أهم
دائن لتونس في تلك الفترة.
___________
أمام الصعوبات المالية التي وصلت إليها الدّولة أنذاك ،عمدت فرنسا الى المطالبة بإجراء مراقبة على المالية ()1
العمومية التونسية قصد ضمان حقوقها باعتبارها أهم دائني تونس ،وبذلك تم تكوين لجنة تسمى باللجنة المالية
التونسية الفرنسية سنة .1867
6
____________
( )1وهي إدارة المال وإدارة البوسطة والتلغراف وإدارة الفالحة والتجارة وادارة العلوم والمعارف واإلدارة العسكرية
التونسية واإلدارة العامة لألشغال العامة.
وتبدأ ا لسنة المالية من اليوم الثالث عشر من شهر أكتوبر وتنتهي في اليوم
الثاني عشر من أكتوبر من العام الموالي .ويتولى كل رئيس إدارة عمومية
إعداد ميزانيته ويتم تجميع كافة مشاريع ميزانيات اإلدارات العمومية لدى إدارة
المال التي تضم إليها ميزان المداخيل ليتم بذلك ميزان الدّولة العمومي.
ويتفاوض في الميزان المذكور الوزراء ورؤساء اإلدارات تحت رئاسة وزير
الدّولة الفرنسي المقيم بتونس.
األمر المؤرخ في 12ماي : 1906
نص الفصل الثالث من هذا األمر على أن يتولى رؤساء اإلدارات العمومية
ّ
إعداد ميزان إدارتهم في شهر جوان من كل سنة ويتولى تجميعها مدير المال
حيث يضيف لها ميزان الدخل ليكون بذلك ميزان الدّولة العام .ويعرض الميزان
على مفاوضات مجلس الوزراء ورؤساء الخدمات ( )1تحت رئاسة المقيم العام
بالحاضرة وعلى إحتساب وموافقة وزير الخارجية للدّولة الفرنسية.
وينقسم ميزان الدّولة العام الى ثالثة أقسام :
-القسم األول به الدخل والخرج ( )2اإلعتياديان للدّولة
و -القسم الثاني به المقابيض المقامة من المداخيل غير اإلعتيادية
الخاصة والخارج الراجع لها.
-القسم الثالث به المقابيض المعدّة لدفع المصاريف اإلعتيادية وغير
اإلعتيادية والمصاريف الخاصة.
__________
( )1اإلدارات العمومية
المصاريف ()2
وفي سنة ،1926تم إحداث المجلس الكبير وهو بنسبة برلمان لم يعترف له
في الميدان المالي إال بحق إعطاء رأي إستشاري حول بعض بنود الميزانية،
أما مصاريف الدين العمومي والعدالة الفرنسية و أمن الدّولة ....لم تكن
7
خاضعة لنظر المجلس الكبير .وقد توقف هذا المجلس عن العمل سنة 1950
نتيجة األحداث التي شهدتها البالد آنذاك.
-3المالية العمومية منذ اإلستقالل :
ومع فجر اإلستقالل تم إصدار أول دستور للبالد في غرة جوان 1959
الذي أقر المبادئ الرئيسية للمالية العمومية ،ومنذ ذلك التاريخ توالت التنقيحات
وإصدار القوانين في ميدان المالية العمومية كان أولها القانون األساسي
للميزانية سنة .)1( 1960وهو أول قانون وافق عليه أول مجلس أمة لتونس
المستقلة الى جانب إتخاذ قوانين وتراتيب أخرى جديدة ( )2تتعلق بالمالية
العمومية وتمثل كل هذه النصوص المرجع األساسي للمالية العمومية.
علما وأن مجمع األهداف المزمع تحقيقها في نطاق الميزانية يتم حصرها
في نطاق مخطط التنمية اإلقتصادية واإلجتماعية الذي تدوم مدته حاليا خمس
سنوات مع إمكانية مراجعة التقديرات في نطاق الميزان اإلقتصادي.
إن المخطط وثيقة تصدر بمقتضى قانون .وال يلزم مختلف األعوان
اإلقتصاديين على تحقيق مجمل األهداف المنصوص عليها ،بل يعتبر وثيقة
توجيهية واإلطار العام الذي يرسم مختلف السياسات والبرامج المزمع إتباعها
أو إنجازها خالل فترة خمس سنوات.
_______
( )1القانون األساسي للميزانية عدد 1لسنة 1960بتاريخ 12مارس 1960
( )2أهمها القانون األساسي للميزانية عدد 53لسنة 1967الذي تم تنقيحه بالقانون األساسي عدد 103لسنة ِ 1996
الم ِِؤرخ
في 25نوفمبر 1996والقانون األساسي عدد 42لسنة 2004المؤرخ في 13ماي .2004
أما الميزان اإلقتصادي فهو وثيقة يتم إعدادها سنويا من قبل الحكومة،
وال يتم المصادقة عليها من قبل السلطة التشريعية بل يعتبر وثيقة تنير سبيل
تطور الوضع
ّ أعضاء مجلس النواب وأعضاء مجلس المستشارين حول
اإلقتصادي الى جانب السياسات اإلقتصادية والمالية المزمع إتباعها خالل السنة
المقبلة.
وبالتالي يتم إعداد موارد ونفقات ميزانية الدّولة بعنوان كل سنة إنطالقا من
التوجهات واألهداف المرسومة بالمخطط وعلى ضوء التوازن اإلقتصادي
والمالي المنصوص عليه في إطار الميزان اإلقتصادي.
8
الباب األول
ميزانية الدولة
الباب األول
10
وفقا لهذه المدّة حتى يتسنى لها الوقوف على النقائص واإليجابيات وضبط
حساباتها وبرمجة مشاريعها من ناحية أخرى.
وتبدأ السنة المالية في تونس في غرة جانفي وتنتهي في 31ديسمبر من
نفس السنة.
-4خاصية اإلقتصادية :
إن عملية إعداد الميزانية لم تعد كما كان األمر في النظرة التقليدية مجرد
عمل إداري ال يهتم بالمحيط اإلقتصادي بل أصبحت أهم مناسبة لتقييم الحياة
اإلقتصادية بالبالد و تقدير آفاقها و ضبط تأثيرها على الميزانية و تأثير هذه
األخيرة عليها .
لذا ،فإن تطور مفهوم الميزانية و إدماجها ضمن الحياة اإلقتصادية كانت له
أعمق اإلنعكاسات على المبادئ و القواعد الرئيسية التي تخضع لها الميزانية.
يتم إعداد ميزانية الدّولة على ضوء المعطيات االقتصادية واالجتماعية
للبالد وكذلك وفقا للتوجهات المنصوص عليها بمخطط التنمية االقتصادية
واالجتماعية والميزان اإلقتصادي خاصة فيما يتعلق بمنوال التنمية المعتمد للسنة
المالية المعنية.
ومن خالل هذه الخاصية يمكن التعرف على دور الميزانية ومدى مساهمتها
في تنشيط الحركة اإلقتصادية من ناحية ومدى أهمية اإلختيارات وتأثيرها
مستقبال على الحياة اإلقتصادية واإلجتماعية عموما.
الباب الثاني
11
-Iتبويب الموارد :
تم إعادة تبويب الموارد وتقديمها ضمن 11صنفا مجمعة في خمسة أجزاء.
ومن أهم التعديالت التي أدخلت سنة 1996على تبويب الموارد .
-ويبين الجدول التالي التبويب الحالي لموارد ميزانية الدّولة مقارنة مع
لسنة التبويب القديم المنصوص عليه بالقانون األساسي للميزانية عدد 53
1967المؤرخ في 8ديسمبر :1967
12
* الجزء : 5الموارد الموظفة
الصنف : 10الموارد الجبائية الموظفة
الصنف : 11الموارد غير الجبائية الموظفة
13
و إنطالقا من هذا التبويب ،تم بمقتضى األمر عدد 529لسنة 1999
المؤرخ في 8مارس : 1999
-تبويب النفقات بالنسبة لكل قسم حسب فصول وفقرات وفقرات فرعية.
يعرف كل فصل من فصول الميزانية بخمسة أرقام يرمز الرقمان األوالن
ّ -
إلى القسم الذي ينتمي إليه الفصل واألرقام الثالثة الموالية إلى العدد الرتبي
للفصل.
أوال :نفقات العنوان األول ()1
-1القسم األول :التأجير العمومي
ويحتوي على المنح المخولة للسلط العمومية وعلى تأجير األعوان القارين
واألعوان غير القارين والمنح المسندة للمؤسسات العمومية ( )2بعنوان
التأجير.
-2القسم الثاني :وسائل المصالح
يحتوي على نفقات استهالك المواد والخدمات التي يقتضيها السير العادي
للمصالح وعلى النفقات المتعلقة باستغالل وصيانة التجهيزات العمومية .كما
يتضمن هذا القسم المنح المسندة للمؤسسات العمومية لتغطية النفقات المتعلقة
بالتسيير و إستغالل التجهيزات العامة .
_____________
( )1أنظر الملحق عدد .2
( )2الخاضعة و الغير الخاضعة لمجلة المحاسبة العمومية
15
-8القسم الثامن :نفقات التنمية الطارئة
يتضمن هذا القسم اإلعتمادات المخصصة لتغطية الحاجيات التي يتعذر
التعرف عليها أو توزيعها عند إعداد الميزانية.
-9القسم التاسع :نفقات التنمية المرتبطة بالموارد الخارجية الموظفة.
يحتوي هذا القسم على نفقات المشاريع والبرامج والتدخالت الممولة بواسطة
القروض الخارجية الموظفة والتي تسددها الدّولة.
القسم العاشر :تسديد أصل الدين العمومي. -10
يحتوي هذا القسم على اإلعتمادات المخصصة لتسديد أصل الدين العمومي
الداخلي والخارجي .ويتضمن هذا القسم فصلين.
-------
( )1أنظر المحلق عدد 2
يخص الفصل األول تسديد أصل الدين العمومي الداخلي والثاني تسديد أصل
الدين العمومي الخارجي .و يشمل كل من الفصلين على فقرتين تخص األولى
تسديد أصل دين الدّولة والثانية تسديد أصل الدين المضمون من طرف الدّولة.
12-11القسم الحادي عشر والقسم الثاني عشر :الصناديق الخاصة في
الخزينة وحسابات أموال المشاركة.
تتوزع نفقات صناديق الخزينة حسب نفس التبويب المعتمد بالنسبة لنفقات
العنوانين األول والثاني لميزانية الدولة مع إعتماد الترقيم المميز لهذا القسم وهو
:
)11( -بالنسبة لنفقات الحسابات الخاصة في الخزينة .
)12( -بالنسبة لنفقات حسابات أموال المشاركة .
الباب الثالث
16
المبادئ العامة لميزانية الدولة
تض ّمن القانون األساسي للميزانية المبادئ العامة لميزانية الدولة (مبدأ
الوحدة ،مبدأ السنوية ،مبدأ الشمولية ،ومبدأ التوازن) .وقد ت ّم سن هذه المبادئ
قصد تسهيل عملية إعداد وتنفيذ ومراقبة تنفيذ الميزانية الى جانب مراعاة
التوازن المالي واإلقتصادي للبالد.
وقد طرأ على هذه المبادئ بعض اإلستثناءات نتيجة اتساع دور الدّولة
وتنوع تدخالتها ،حيث تم إحداث أطر قانونية جديدة (جماعات عمومية محلية
( ،)1صناديق خزينة؛ مؤسسات عمومية إلخ )....وتمكين هذه الهياكل من
ميزانيات خاصة لتمويل مختلف األنشطة والخدمات العمومية التي من أجلها
بعثت.
-Iمبدأ الوحدة :
يعني هذا المبدأ أن تتضمن ميزانية الدّولة بعنوان كل تصرف جميع الموارد
والنفقات دون إستثناء قصد المحافظة على الوثائق المتعلقة بالميزانية وبالتالي،
تجميع موارد ونفقات ميزانية الدّولة المزمع انجازها خالل السنة المالية في
وثيقة واحدة تتضمن تقديرات العنوان األول والعنوان الثاني لميزانية الدّولة
والحسابات الخاصة في الخزينة وميزانيات المؤسسات العمومية الخاضعة
لمجلة المحاسبة العمومية.
كما يم ّكن هذا المبدأ السلط العمومية من اإللمام بمجمل نشاط الدولة وبتطور
وضعها المالي.
--------------
( )1القانون األساسي الخاص بميزانية الجماعات العمومية المحلية عدد 35لسنة 1975المؤرخ في 14ماي .1975
17
وتبدأ السنة المالية في تونس في 1جانفي من كل سنة و تنتهي
في 31ديسمبر من نفس السنة.
يتم تنفيذ ميزانية الدولة وميزانيات المؤسسات العمومية اإلدارية وفق نظام
يرتكز على الدفع والقبض .
يشمل نظام الدفع المنصوص عليه بالفصل الثالث من مجلة المحاسبة
العمومية ،جميع العمليات المالية دون إستثناء ،قبضا وصرفا ،ويربط كل نفقة أو
مورد بالسنة التي يتم خاللها إنجاز هذه النفقة أو تحصيل هذا المورد وذلك بقطع
النظر عن السنة التي يعود إليها األصل القانوني للنفقة أو للمورد.
ويم ّكن هذا النظام من تقييم حجم موارد ونفقات ميزانية الدّولة خالل كل سنة
تطورها.
وكيفية ّ
كما يتسم هذا النظام بأكثر مرونة إذ يم ّكن اإلذن بصرف النفقات الراجعة
للسنة المالية الى يوم 20جانفي من السنة الموالية على أن تدرج األوامر
الصادرة في الغرض ضمن الميزانية للسنة السابقة.
وتخص اإلستثناءات في مستوى مبدأ السنوية أساسا النفقات إذ أن موارد ميزانية
الدّولة تخضع وجوبا لمبدأ السنوية.
أ -على مستوى النفقات
سم اإلعتمادات المتعلقة بمصاريف التنمية إلى إعتمادات برامج واعتمادات
تق ّ
تعهد واعتمادات دفع.
18
إن مصادقة مجلس النواب على إعتمادات البرامج بالنسبة لمشروع معين
غير كافية للسماح للحكومة بالبدء في تنفيذ هذا المشروع ،بل هي موافقة مبدئية
تبقى سارية المفعول طيلة مدة تنفيذ المشروع وبذلك تتجاوز هذه المصادقة
اإلطار السنوي.
اعتمادات التعهد :
إن اعتمادات التعهد مسترسلة المفعول بدون تحديد في المدة ويمكن نقلها من
سنة إلى أخرى إلى أن تلغى عند اإلقتضاء ،وتوضع اعتمادات التعهد تحت
تصرف اآلمر بالصرف حتى يتسنى له التعهد بالمصاريف (إبرام العقود ،إجراء
الدراسات ،فتح المناقصات )...الالزمة لتنفيذ المشاريع المنصوص عليها
بقانون المالية.
وتعتبر اعتمادات التعهد خرق لمبدأ السنوية ألنها إعتمادات يمكن نقلها من
سنة الى أخرى غير أنها ال تسمح بتأدية النفقة فعليا إال في حدود اعتمادات الدفع
المرسمة في قانون المالية.
اعتمادات الدفع :
تمثل هذه اإلعتمادات المبلغ المرخص في دفعه فعليا خالل السنة بعنوان
البرامج المرخص في إنجازها وعلى أساس ما وقع اإللتزام به في نطاق
إعتمادات التعهد .وقد تم إخضاع اعتمادات الدفع لمبدأ السنوية ألن اعتمادات
الدفع التي لم يقع استعمالها عند ختم الميزانية تلغى مع إمكانية فتحها من جديد
ضمن اعتمادات السنة الموالية.
ب – صناديق الخزينة :
تستعمل حسابات الخزينة وفقا للشروط المنطبقة على نفقات التصرف
ونفقات التنمية مع مراعاة بعض خصوصيات هذه الصناديق منها نقل فواضل
يتقرر ما يخالف ذلك ضمن قانون المالية.
كل صندوق من سنة إلى اخرى ما لم ّ
و با لتالى فإن األرصدة المتبقية فى اخر السنة و الراجعة لفائدة صناديق
الخزينة يمكن نقلها من سنة إلى أخرى و تخصيصها إلنجاز برامج او مشاريع
أو عمليات ذات مصلحة عمومية.
ت-ميزانيات المؤسسات العمومية ذات صبغة ادارية.
19
أن تنقل الفواضل المسجلة عند غلق ميزانية المؤسسات إلى ميزانية السنة
الموالية على أن يقع استعمالها حسب توزيع يضبط بمقتضى قرار الوزير
المكلف باإلشراف.
20
ونتج عن هذه الوضعية األخذ بعين اإلعتبار مستوى عجز الميزانية ضمن
تقديرات قانون المالية ،بحيث يتم اإلقتراع على مستوى هذا العجز ضمن أحكام
قانون المالية (اإلقتراض الصافي من ترجيع أصل الدين العمومي).
ومبدئيا ،فإن عجز الميزانية هو الفارق بين مجموع نفقات ميزانية الدّولة (ما
عدى تسديد أصل الدين) ومجموع الموارد الذاتية لميزانية الدّولة.
ويتم اللجوء الى اإلقتراض الداخلي والى اإلقتراض الخارجي لتسديد أصل
الدين الداخلي والخارجي ولتمويل العجز الصافي للميزانية.
الباب الرابع
إعداد مشروع ميزانية الدّولة
21
-توفر األجهزة الفنّية والكفاءات البشرية لضبط مختلف التقديرات المتعلقة
بالميزانية.
ويتولى الوزير األول في بداية كل سنة مالية إرسال منشور الى كل
اإلدارات المعنية يتعلق بالبدء في إعداد ميزانية السنة القادمة ،ويتعلق هذا
التصرف وميزانية التنمية .كما يضبط التوجهات العامة
ّ المنشور بإعداد ميزانية
والتعليمات التي يجب على الوزارة واإلدارة أخذها بعين اإلعتبار عند القيام
بضبط تقديرات نفقاتها بالنسبة للسنة المالية المقبلة.
وعلى أساس هذا المنشور الذي يعتبر نقطة اإلنطالق للبدء في إعداد
الميزانية تتولى الوزارات ضبط تقديرات نفقاتها مع المصالح الراجعة لها
بالنظر.
ويتم ضبط تقديرات الموارد من قبل وزير المالية.
-1العمل على أن تنطلق أشغال إعداد الميزانية منذ شهر فيفري من السنة
التي تسبق سنة تنفيذها.
-2العمل على إحكام التنسيق بين اإلدارات الفنية والقطاعية التي تضبط
األهداف والبرامج واإلستثمارات والهياكل المكلفة بصياغة مشروع الميزانية
خاصة في مستوى نفقات التصرف (اإلدارات العامة للمصالح المشتركة
واإلدارات المماثلة) وذلك بهدف إحكام الربط بين األهداف والبرامج
واإلعتمادات المقترحة من جهة واإلستثمارات ونفقات التصرف المتعلقة بها من
جهة أخرى.
-3إرفاق المقترحات بمذكرة عامة حول مشروع الميزانية تبرز بصفة جلية
:
22
*األهداف النوعية المنتظرة من خالل اإلصالحات التي تم إقرارها أو
المبرمجة وانعكاسها على التقديرات الكمية)2(.
( )1و( )2نددص الفصددل 11جديددد مددن القددانون األساسددي للميزانيددة عدددد 42لسددنة 2004المددؤرخ فددي 13مدداي 2004علددى "...كمددا يمكددن
بمقتضى قدانون الماليدة رصدد اإلعتمدادات حسدب بدرامج ومهمدات .وتشدمل البدرامج اإلعتمدادات المخصصدة لعمليدة أو لمجموعدة متناسدقة مدن
العمليات الموكولة إلى كل رئيس إدارة قصد تحقيق أهداف محددة ونتائج يمكن تقييمها.وتشمل المهمات مجموعة من البرامج تساهم في تجسديم
خطة ذات مصلحة وطنية.تحدد البرامج والمهمات بمقتضى أمر".
-العمل على ضبط الحاجيات بكل دقة قصد الحد من عمليات تحويل
اإلعتمادات خاصة بين الفصول والفقرات وتنقيح تراخيص اإلنتدابات.
-اإلعتماد على تنفيذ ميزانية سنة 2003وعلى تقديرات سنة 2004عند
ضبط اإلقتراحات المتعلقة بسنة 2005وذلك سواء بالنسبة للوزارات أو
المؤسسات مع اعتبار الموارد الذاتية المسجلة من قبل هذه األخيرة.
-التقيد بالتوجهات واإلجراءات الواردة بالمناشير السابقة حول إعداد ميزانية
الدولة وخاصة منها المتعلقة بحسن استغالل الموارد البشرية المتوفرة من
خالل إحكام توزيع األعوان بين الجهات والهياكل والتركيز على وظيفة
التصرف في الموارد البشرية.
-الحرص على مزيد تحسين مردودية الموارد البشرية المتوفرة قصد حصر
اإلنتدابات ف ي الحاالت الضرورية أي لفائدة الهياكل والجهات األكثر حاجة
ألعوان جدد وذلك في انتظار نتائج برنامج مالءمة الموارد البشرية
للحاجيات الحقيقية لإلدارة.
-العمل على تسديد الحاجيات من األعوان عن طريق اإلنتدابات لفائدة
المصالح المعنية وفق التراتيب المعمول بها.
-توزيع اإلنتدابات المقترحة بين الهياكل المعنية والتفريق بين :
تدعيم الهياكل الموجودة مع إبراز اإلمكانيات البشرية المتوفرة
وتبرير التدعيم المقترح.
الهياكل الجديدة على أساس مقاييس موضوعية وجدول توظيف
األعوان.
23
-إيالء األولوية عند تشخيص اإلنتدابات الضرورية إلى حاملي الشهادات
العليا قصد تحسين التأطير في اإلدارة.
-اللجوء ،كل ما أمكن ذلك ،إلى خدمات القطاع الخاص في إطار المناولة
بالنسبة لبعض الخدمات كالصيانة والتنظيف والحراسة.
-ضبط نفقات األجور لسنة 2005على أساس المرتبات التي تم صرفها
خالل شهر جانفي 2004مع تعديلها باعتبار التطور المنتظر لعدد األعوان
وبرنامج الزيادات في األجور.
-دعوة المؤسسات العمومية اإلدارية وغير اإلدارية إلى تقديم جدول يبين عدد
األعوان العاملين بها وتوزيعها حسب أصنافهم ورتبهم وحسب الجهة التي
يعملون بها.
-إيالء عناية خاصة لنفقات تسيير المصالح وذلك من خالل مزيد الحرص
على التحكم في هذه النفقات في إطار خطة ترمي في نفس الوقت إلى
تشخيص مواطن اإلقتصاد في هذه النفقات واقتراح تعديل مقبول لإلعتمادات
إن اقتضى األمر واإللتزام بالتعليمات والتدابير الواردة في هذا المجال
وخاصة منها مناشير الوزير األول التالية :
منشور عدد 15بتاريخ 5مارس 1992حول تخصيص اعتماد
لشراء الصحف اليومية والدوريات.
منشور عدد 40بتاريخ 11أوت 1992حول الضغط على نفقات
التصرف.
منشور عدد 2بتاريخ 6جانفي 1996حول الضغط على مصاريف
الهاتف اإلداري ومنشور عدد 20بتاريخ 1جويلية 2002حول
ترشيد نفقات استهالك الهاتف.
منشور وزير المالية عدد 404بتاريخ 20أفريل 1999والمتعلق
بتصفية متخلدات الدولة.
منشور عدد 29بتاريخ 8جوان 2001حول ترشيد استهالك الطاقة
والنهوض بالطاقات المتجددة في اإلدارة وفي المؤسسات والمنشآت
العمومية.
24
-برنامج التحكم في استهالك الماء في إطار الخطة التي تم إقرارها بين
بعض الوزارات والمؤسسات والشركة الوطنية الستغالل وتوزيع المياه.
-عدم قبول متخلدات جديدة بداية من سنة .2003
وتتولى عادة إدارة الشؤون المالية واإلدارية المكلفة بإعداد وتقديم مشروع
ميزانية الوزارة ،توجيه مذكرة إلى كافة المصالح التابعة للوزارة سوى كانت
مصالح مركزية أو خارجية أو مؤسسات عمومية إدارية ومؤسسات عمومية
غير إدارية التي تتمتع بمنحة من الميزانية ،تتعلق بتوضيح التوجهات الكبرى
لسياسة الميزانية بالنسبة للسنة المعنية ومطالبتهم تقديم مقترحاتهم وتحديد
حاجياتهم من اإلعتمادات بالنسبة الى السنة المالية المقبلة.
وبعد عملية تجميع كافة المعطيات ،تشرع إدارة الشؤون المالية واإلدارية في
عملية إعداد الميزانية على أساس منشور الوزير األول وميزانية السنة الجارية
ونتائج ميزانية السنة الفارطة.
-1كيفية إعداد نفقات التصرف :
تتولى كل وزارة إعداد نفقات التصرف الضرورية لتسيير مصالحها و ذلك
أساس التوجهات والتدابير المتضمنة بمنشور الوزير األول و إنطالقا من
التبويب المنصوص عليه بالقانون األساسي للميزانية على مستوى النفقات .
أ -المرتبات واألجور :
تضبط تقديرات اإلعتمادات على أساس :مرتبات و أجور األعوان
المباشرين فعليا والمستخرجة من المنظومة اإلعالمية "إنصاف" أو غيرها من
المنظومات مع مراعاة بالخصوص برنامج الزيادات في األجور واإلنتدابات
الجديدة الى جانب طرح اإلعتمادات المتعلقة باألعوان الذين سيحالون على
التقاعد فضال عن األخذ بعين اإلعتبار عند تقديم المقترحات :
توزيع األعوان المباشرين حسب الرتب و الخاليا والجهات.
تخصيص اإلنتدابات الجديدة للحاجيات القارة التي اليمكن تأمينها عن
طريق المناولة.
برامج التكوين و الرسكلة بصدد اإلنجاز وتلك التي تعتزم الوزارة
إنجازها خالل السنة.
25
إنعكاس التطبيقات اإلعالمية المتعلقة بإنجاز بعض األشغال والخدمات
اإلدارية على توزيع األعوان المباشرين واإلنتدابات الجديدة.
نفقات المعدات والوسائل : ب-
تضبط التقديرات بالنسبة لهذه النوعية من النفقات عادة باإلعتماد على نتائج
تنفيذ ميزانيتي التثبيت األخيرتين والتقديرات المحيّنة للسنة الجارية إلى جانب
إبراز اإلستهالك الحقيقي والتقدم ببعض التدابير التي تم ّكن من التحكم في
النفقات مثل البرامج اإلستثنائية للصيانة وتجديد التجهيزات.
كما يؤخذ بعين اإلعتبار كذلك :
-توزيع اإلعتمادات المرسمة بين مختلف البنود على أساس معايير
موضوعية وحسب الحاجيات واإلستهالك الحقيقي.
-ضرورة تخصيص اإلعتمادات المرسمة بقانون المالية لتغطية حاجيات
نفس السنة مع األخذ بعين اإلعتبار لآلجال العادية لخالص إستهالكات السنة
السابقة بعنوان الماء والهاتف والكهرباء والغاز والوقود واألدوية وعدم تجاوز
اإلعتمادات المرخص فيها سنويا وذلك بإرساء آليات متابعة مستمرة لتجنب
المتخلدات.
ت – اإلعتمادات المسندة للمؤسسات العمومية :
ترتكز تقديرات اإلعتمادات المسندة للمؤسسات العمومية بالخصوص على :
-نتائج تنفيذ ميزانيات هذه المؤسسات وكذلك التقديرات المحينة للسنة
الحالية سواء بالنسبة الى الموارد أو الى النفقات والفواضل المسجلّة خالل نفس
الفترة.
-ضرورة توخي مزيد من الدقة عند توزيع موارد ونفقات المؤسسات
العمومية حسب النوعية .بحيث أن منحة الميزانية تخصص كليا أو جزئيا حسب
الترتيب ،لنفقات التأجير ونفقات التدخل ونفقات المعدات والوسائل.
-2نفقات التنمية :
تتكون نفقات التنمية من النفقات المخصصة لتمويل مشاريع الدّولة التي
تنجز عن طريق الوزارات والنفقات الخاصة بتمويل المشاريع التي تتولى
تنفيذها المؤسسات والمنشآت التابعة للدّولة.
26
ويتم إقتراح نفقات التنمية عادة في إطار األهداف الكمية والنوعية لمخطط
التنمية اإلقتصادية واإلجتماعية .وتضبط التقديرات في هذا المجال باإلعتماد
على :
-نتائج تقارير التنمية السنوية.
-إعطاء األولوية المطلقة الى المشاريع والبرامج التي هي بصدد اإلنجاز.
-برمجة المشاريع الجديدة التي بلغت درجة متقدمة في مستوى الدراسات
وهيكلة التمويل بما يمكنها من اإلنطالق الفعلي.
أ -المشاريع والبرامج التي هي بصدد اإلنجاز :
تحظى هذه المشاريع والبرامج بأولوية مطلقة في توظيف إعتمادات التعهد
والدّفع وذلك لتمكين الهياكل المعنية من إنجازها في ظروف عادية مسايرة لنسق
األشغال مع الحرص على ضبط الحاجيات بكل دقة.
وتحدّد هذه اإلعتمادات على ضوء المستوى المنتظر لتقدّم المشاريع الى
جانب العمل على إحترام التكلفة المرسمة سواء بالنسبة الى مشاريع الـدّولة أو
بالنسبة الى مشاريع المؤسسات والمنشآت العمومية على أساس أن عملية الترفيع
في التكاليف ال يتم اللّجوء اليها إال في الحاالت اإلستثنائية.
ب – المشاريع والبرامج الجديدة :
تندرج إقتراحات الوزارات والمؤسسات التابعة لها فيما يتعلق بهذه النوعية
من المشاريع والبرامج ضمن ما تم اقراره في مخطط التنمية مع األخذ بعين
اإلعتبار مقترحات الجهات.
وفي هذا الصدد ،تتولى الوزارات إعداد الملفات الخاصة بهذه المشاريع
والبرامج من حيث تقدّم الدّراسات وضبط هيكلة التمويل واإلجراءات الخاصة
لتوفير مستلزماتها من أراضي عالوة على دراسة التأثيرات على متساكني
مناطقها وعلى المحيط وإنعكاسها على نفقات التسيير عند دخول هذه المشاريع
والبرامج طور اإلستغالل.
ويتم ضبط تكلفة المشاريع والبرامج الجديدة على ضوء الدّراسات الشاملة
مع إحتساب مبالغ إحتياطية للتغييرات المادية والمالية.
27
وتولي المؤسسات والمنشآت العمومية عناية خاصة عند ضبط تكاليف
المشاريع والبرامج التي يتم تمويلها عن طريق الموارد العامة للميزاينة أو عن
طريق موارد خارجية تسدّدها الدّولة.
وسعيا الى تحسين مردودية اإلستثمارات المتعّلقة بالتجهيزات والهياكل
األساسية الموجودة تتولى الوزارات إعطاء عناية خاصة لعمليات الصيانة سيما
وأن هذه العمليات تم ّكن من إحكام إستغالل التجهيزات والهياكل األساسية
المتوفرة.
ويقع إقتراح اإلعتمادات الضرورية بالعنوان الثاني للقيام باألشغال الكبرى
للصيانة والتعهد التي تسمح بالتمديد في فترة إستغالل الممتلكات العمومية.
نص منشور الوزير األول عدد 7بتاريخ 31جانفي 2004المتعلق
ّ وقد
باعداد مشروع ميزانية الدّولة لسنة 2005أساسا على :
* إيالء المشاريع والبرامج التي هي بصدد اإلنجاز وخاصة منها الممولة في
إطار التعاون الدولي األولوية في رصد اإلعتمادات قصد احترام آجال تنفيذها
وضمان اإلستعمال األمثل للتمويالت الخارجية المتوفرة.
* إحكام اختيار المشاريع والبرامج الجديدة على أساس األولويات التي وقع
إقرارها بالمخطط وباعتبار تقدم إعداد هذه المشاريع من حيث الدراسات وتوفر
األراضي وهيكلة التمويل بما يؤمن الشروع في عملية اإلنجاز.
* أخذ مقترحات الواليات بعين اإلعتبار وذلك بعد ترتيبها حسب األولويات
من قبل المجالس الجهوية.
* تقديم كامل التكلفة وهيكلة التمويل بالنسبة للمشاريع والبرامج المقترحة في
مستوى ق سم التمويل العمومي وتحديد الحاجيات من اعتمادات التعهد والدفع
السنوية على أساس تقدم اإلنجاز المنتظر وذلك على غرار مشاريع وبرامج قسم
اإلستثمارات المباشرة.
* تقديم انعكاس إنجاز كل مشروع جديد على نفقات التصرف في مستوى
الموارد البشرية ونفقات الوسائل.
* توزيع إعتمادات التعهد والدفع بين الواليات بغض النظر عن صبغتها
الوطنية والجهوية بالنسبة لمشاريع وبرامج قسمي اإلستثمارات المباشرة
28
والتمويل العمومي وذلك قصد إبراز مجهودات الدولة للنهوض بمختلف
الجهات.
ضبط الحاجيات من اعتمادات التعهد والدفع بكل دقة سواء بالنسبة
للمشاري ع المتواصلة أو الجديدة والممولة سواء من الموارد العامة للميزانية أو
من موارد القروض الخارجية الموظفة قصد تفادي إعادة ترسيم اإلعتمادات
وتحويلها من سنة إلى أخرى.
إفراد المشاريع والبرامج الممكن إنجازها مباشرة من قبل المؤسسات
العمومية اإلدارية أو غير اإلدارية المؤهلة لذلك في جزء خاص وذلك تدعيما
لالمحورية مسؤولية هذه المؤسسات.
الحرص على حسن إعداد بطاقات المشاريع والبرامج سواء كانت
متواصلة أو جديدة وذلك بإبراز كل المعطيات األساسية فيما يخص نسق إنجاز
كل عنصر من عناصر المشروع أو البرنامج وأهم العراقيل التي حالت دون
تقدم إنجاز البعض منها بصفة عادية وخاصة الممولة بقروض خارجية مع تقديم
المقترحات الكفيلة بتذليل هذه العراقيل.
مواصلة عملية تحويل األجور إلى العنوان األول بالنسبة لبقية العملة
القارين الممولة حاليا في إطار اعتمادات العنوان الثاني مع إبراز النفقات
الخاصة بها على حدة.
تسديد نفقات الدين العمومي (:)1 -3
تتولى وزارة المالية إعداد تقديرات نفقات تسديد الدين العمومي الداخلي
والخارجي أصال وفائدة وذلك على أساس األقساط والفوائد المتعلقة بها والتي
ينتظر تسديدها خالل السنة.
وينقسم الدين العمومي الى تسديدات الدين الداخلي وتسديدات الدين العمومي
تطور أسعار صرف العمالت
الخارجي .ويأخذ بعين اإلعتبار في هذا المجال ّ
األجنبية عند التحويل.
وبعد اإلنتهاء من ضبط تقديرات كافة النفقات تتولى كل وزارة في نهاية
أفريل توجيه مشروع ميزانيتها الى وزارة المالية.
29
تتولى الهيئة العامة للتصرف في ميزانية الدّولة التابعة بوزارة المالية دراسة
مشاريع الميزانيات لمختلف الوزارات وذلك على أساس مقترحاتها.
ويتم األخذ بعين اإلعتبار ،عند مناقشة المقترحات المذكورة ،عدّة مؤشرات
كمستوى الموارد المقدّرة ،والحالة اإلقتصادية العامة للبالد (الناتج المحلي
اإلجمالي ،مستو ى التضخم )...و التوجهات المنصوص عليها بمنشور الوزير
األول.
ويمكن أن تؤدي المناقشة بين إدارة الميزانية بوزارة المالية وكل وزارة الى
:
-إتفاق الطرفين ،وفي هذه الصورة يكون مشروع ميزانية الوزارة المعنية
قد تم إعداده على مستوى المصالح.
-في صورة خالف بين الطرفين يقع رفع األمر الى كل من وزير المالية
والوزير المعني باألمر قصد إيجاد الحلول الالزمة لذلك.
________
( )1تتولى اإلدارة العامة لألموال العمومية التابعة لوزارة المالية إعداد التقديرات بعنوان تسديد الدين العمومي الداخلي والخارجي أصال
وفائدة.
تكتسي مرحلة إعداد موارد ميزانية الدّولة أهمية بالغة ،ألنها المؤشر
الرئيسي لضبط الحجم الجملي لنفقات ميزانية الدّولة.
-1تقدير المداخيل الجبائية :
تتضمن المداخيل الجبائية األداءات المباشرة اإلعتيادية واألداءات والمعاليم
غير المباشرة اإلعتيادية بما في ذلك األداءات الموظفة لصناديق الخزينة.
وترتكز تقديرات المداخيل الجبائية على :
-النتائج المسجلة بعنوان المداخيل الجبائية بالنسبة للسنوات الماضية.
تطور واردات السلع الذي يعتبر مؤشرا رئيسيا لضبط المداخيل الجبائية
ّ -
المرتبطة بالتوريد.
30
-مراعاة نسبة الضغط الجبائي المنصوص عليها بمخطط التنمية
اإلقتصادية و اإلجتماعية.
-التدابير الجبائية المقترحة ضمن مشروع قانون المالية للسنة المقبلة
والقانون الجبائي المعمول به عند إعداد مشروع قانون المالية.
-منوال التنمية المعتمد بالنسبة للسنة المعنية بإعداد الموارد والمنصوص
عليه عادة بمخطط التنمية اإلقتصادية واإلجتماعية والميزان اإلقتصادي.
-2تقدير المداخيل غير الجبائية :
ترتكز تقديرات المداخيل غير الجبائية باألساس على :
-عائدات المساهمات والمؤسسات خاصة أرباح البنك المركزي التونسي
-اإلنتاج الوطني للنفط وأسعار البرميل من النفط عند التصدير الى جانب
تطور إستهالك المحروقات بالسوق المحلية.
ّ
-كمية الغاز العابرة للبالد التونسية.
-إسترجاع القروض أصال وفائدة الممنوحة من قبل الدولة لفائدة
المؤسسات العمومية والمنشآت.
-مداخيل أمالك الدولة
-وعند اإلقتضاء ،المداخيل المتأتية من عمليات التخصيص أو تصفية
بعض المؤسسات.
-3تقديرات موارد اإلقتراض :
تضبط موارد اإلقتراض على أساس حجم أصل الدين العمومي الدّاخلي
والخارجي ومستوى عجز الميزانية ،وبالتالي فإن تقديرات موارد اإلقتراض من
المفروض أن تغطي مجموع نفقات أصل الدين العمومي الداخلي والخارجي
وكذلك عجز الميزانية الصافي.
وتتأتى موارد اإلقتراض من السوق الداخلية في شكل رقاع خزينة (رقاع
خزينة مصدرة بالسوق النقدية ،رقاع خزينة مصدرة بالسوق المالية ،رقاع
خزينة قابلة للتنظير).
وتتم تعبئة موارد اإلقتراض الخارجي في نطاق التعاون الثنائي وفي نطاق
التعاون المتعدد األطراف أو لدى السوق المالية العالميّة .
31
القسم الثالث :عجز الميزانية
-1مفهوم عجز الميزانية :
يمكن تعريف عجز الميزانية مبدئيا بالفائض المسجل في نفقات ميزانية
الدّولة على مواردها بعنوان كل تصرف ،والذي يمكن أن يتم تمويله بموارد
قروض خارجية وموارد قروض داخلية أو باألموال المودعة لدى الخزينة
العامة والراجعة باألساس الى الهياكل والمؤسسات العمومية.
وفي هذا اإلطار يمكن تعريف عجز الميزانية الصافي المعتمد في مستوى
المالية العمومية التونسية بكونه الفارق المسجل بعنوان كل سنة بين الموارد
الذاتية الراجعة الى ميزانية الدولة ونفقات الميزانية دون احتساب أصل الدين
العمومي.
-الموارد الذاتية :
تتكون الموارد الذاتية من :
موارد العنوان األول لميزانية الدّولة :المداخيل الجبائية والمداخيل غير
الجبائية.
موارد العنوان الثاني لميزانية الدّولة ماعدى موارد اإلقتراض.
موارد صناديق الخزينة :الموارد الجبائية والموارد غير جبائية الراجعة
للحسابات الخاصة في الخزينة وحسابات أموال المشاركة.
-نفقات الميزانية :
وهي نفقات ميزانية الدّولة باستثناء نفقات تسديد أصل الدين العمومي :
نفقات العنوان األول بما في ذلك فوائد الدين العمومي.
نفقات العنوان الثاني باستثناء نفقات تسديد أصل الدين العمومي.
نفقات صناديق الخزينة (نفقات الحسابات الخاصة في الخزينة وحسابات
أموال المشاركة).
لذا ،فإن عجز الميزانية هو الفارق بين الموارد الذاتية والنفقات دون أصل
الدين.
32
و يتم تقدير مستوى عجز الميزانية من قبل المصالح المختصة بوزارة
المالية وذلك إنطالقا من :
مستوى الناتج المحلي اإلجمالي .
تقديرات المداخيل الذاتية الراجعة لميزانية الدولة .
تسديدات الدين العمومي الداخلي و الخارجي أصال و فائدة
القسم الرابع :رزنامة إعداد مشروع ميزانية الدّولة
تختلف رزنامة إعداد مشروع ميزانية الدّولة من سنة الى أخرى .ويضبط
منشور الوزير األول رزنامة إعداد مشروع ميزانية الدّولة ومشروع قانون
المالية لتصرف لكل سنة .وينطلق عادة إعداد مشروع ميزانية الدولة قبضا
وصرفا خالل الثالثي األول من السنة ،وينتهي في أجل أقصاه شهر جويلية من
كل سنة.
وينص الفصل ( 25جديد) من القانون األساسي عدد 42لسنة 2004
ّ
المؤرخ في 13ماي 2004المتعلق بتنقيح القانون األساسي للميزانية عدد 53
لسنة 1967المؤرخ في 8ديسمبر " 1967يضبط رؤساء اإلدارات التقديرات
السنوية لنفقات المصالح التابعة لهم ويوجهونها إلى وزارة المالية قبل نهاية شهر
ماي من كل سنة.
يدرس وزير المالية هذه اإلقتراحات ويضم إليها تقديرات المداخيل ويعد
مشروع قانون المالية.
ينظر مجلس الوزراء في هذا المشروع الذي يضبطه رئيس الجمهورية في
صيغته النهائية ثم يعرض على مجلس النواب ومجلس المستشارين في أجل
أقصاه اليوم الخامس والعشرون من شهر أكتوبر من السنة التي تسبق سنة تنفيذ
قانون المالية المعروض".
وفيما يلي وعلى سبيل المثال رزنامة إعداد مشروع ميزانية الدولة لسنة
: 2005
الثالثي األول من سنة : 2004إعداد مشاريع الميزانيات من قبل الوزارات
المعنية بالتنسيق مع المصالح الجهوية.
33
مارس : 2004عقد جلسات عمل في مستوى وزارة المالية (مصالح
الميزانية) مع كل وزارة وبمشاركة اإلدارة العامة للمصالح اإلدارية
والوظيفة العمومية ومراقب المصاريف المعني ومراقب الدولة بالنسبة
للوزارت التي تشرف على مؤسسات عمومية غير إدارية تتمتع بتدخل من
الدولة وذلك لتقييم إنجازات 2003وضبط النفقات اإللزامية وتشخيص
التدابير التي يتعين أخذها لمجابهة بعض النقائص.
نهاية أفريل : 2004آخر أجل لتوجيه مشاريع الميزانيات إلى وزارة
المالية.
من 15ماي إلى موفى جوان : 2004مناقشة مشاريع الميزانيات بين
الوزارات المعنية ومصالح الميزانية بوزارة المالية بحضور األطراف
المذكورة أعاله.
موفى جوان : 2004آخر أجل لتقديم األحكام المقترح إدراجها بقانون
المالية.
جويلية : 2004حوصلة نتائج المناقشات من قبل مصالح وزارة المالية
وضبط التقديرات النهائية للموارد.
الباب الخامس
تتولى الحكومة إحالة مشروع قانون المالية إلى مجلس النواب لمناقشته
والمصادقة عليه.
وقد تم بداية من سنة 2004إدخال تعديالت على مستوى اإلقتراع على
مشروع قانون المالية تبعا إلحداث مجلس المستشارين.
وتتلخص أهم التعديالت المنصوص عليها في هذا الخصوص بالقانون
األساسي عدد 42لسنة 2004المؤرخ في 13ماي 2004المتعلق بتنقيح
34
وإتمام القانون األساسي للميزانية عدد 53لسنة 1987المؤرخ في 8ديسمبر
1967في ما يلي :
* يتولى وزير المالية إعداد مشروع قانون المالية (يضم خاصة تقديرات
النفقات و المداخيل الراجعة لميزانية الدولة).
* ينظر مجلس الوزراء في مشروع قانون المالية الذي يضبطه رئيس
الجمهورية في صيغته النهائية ثم يعرض على مجلس النواب ومجلس
المستشارين في أجل أقصاه 25أكتوبر من السنة التي تسبق سنة تنفيذ قانون
المالية.
* ينظر مجلس النواب في مشروع قانون المالية خالل فترة ال تتجاوز ستة
أسابيع من تاريخ عرضه عليه من قبل الحكومة.
* يعلم رئيس مجلس النواب فورا رئيس الجمهورية ورئيس مجلس
المستشارين بمصادقة مجلس النواب على مشروع قانون المالية ويكون اإلعالم
مرفقا بالنص المصادق عليه.
ينهي مجلس المستشارين النظر في مشروع قانون المالية خالل مدة
10أيام من تاريخ إحالته ويعطى رأيه :
-إما بالمصادقة على مشروع قانون المالية المعروض عليه من قبل مجلس
النواب دون تعديل ،وفي هذه الصورة يتولى رئيس مجلس المستشارين إحالة
مشروع قانون المالية إلى رئيس الجمهورية لختمه .ويعلم بذلك رئيس مجلس
النواب ويكون اإلعالم مرفقا بالنص المصادق عليه.
-أو عدم المصادقة في األجل المنصوص عليه ( 10أيام) وفي هذه الحالة،
يحيل رئيس مجلس النواب مشروع قانون المالية الذي صادق عليه مجلس
النواب إلى رئيس الجمهورية في أجل أقصاه 31ديسمبر لختمه.
-أو المصادقة مع إدخال تعديالت على مشروع قانون المالية ،وفي هذه
الصورة يتولى رئيس مجلس المستشارين إحالة المشروع فورا إلى رئيس
الجمهورية ،ويعلم بذلك رئيس مجلس النواب .ويتم في هذه الحالة ،وباقتراح من
الحكومة تكوين لجنة مشتركة متناصفة من بين أعضاء المجلسين تتولى في أجل
ثالثة أيام إعداد نص موحد حول األحكام موضوع الخالف توافق عليه
35
الحكومة .وفي صورة اعتماد نص موحد يعرض فورا على مجلس النواب للبت
فيه نهائيا في أجل ثالثة أيام على أنه اليمكن تعديله إال بموافقة الحكومة.
ويحيل رئيس مجلس النواب إلى رئيس الجمهورية للختم وحسب الحالة
مشروع قانون المالية الذي صادق عليه المجلس دون قبول التعديالت أو
المشروع المعدل في صورة مصادقته عليه .وتتم اإلحالة في أجل أقصاه 31
ديسمبر .أما إذا لم تتوصل اللجنة المشتركة المتناصفة إلى نص مو ّحد في ذلك
األجل فإن رئيس مجلس النواب يحيل مشروع القانون الذي صادق عليه
المجلس إلى رئيس الجمهورية في أجل ال يتجاوز 31ديسمبر لختمه.
وتعتبر مرحلة مناقشة مشروع الميزانية واإلقتراع عليه مناسبة هامة لمجلس
النواب ومجلس المستشارين لإلطالع ولتقييم كامل جوانب نشاط الدّولة في كافة
المجاالت.
كما أنها مناسبة إلضفاء الصبغة القانونية على مشروع ميزانية الدّولة وذلك
بالترخيص للحكومة في استخالص الموارد وتعبئة القروض وتأدية النفقات.
فعلى مستوى مجلس النواب يتم تعيين لجانا خاصة للنظر في مشروع ميزانية
مقرر لجنة المالية والتخطيط
الدّولة .ويتم تقديم تقرير عام في الميزانية يعدّه ّ
والتنمية الجهوية.
-Iدور اللجان الخاصة لمجلس النواب :
يقتصر دور اللجان على دراسة مشاريع الميزانيات وتقديم المالحظات
واإلقتراحات ،والتساءالت وإرسالها كتابيا الى الوزراء لإلجابة عنها وإعطاء
التوضيحات الالزمة في الغرض.
وبعد حصول هذه اللجان على األجوبة كتابيا ،تتولى دعوة الوزراء الى
جلسات اإلستماع .وفي صورة حصول عدم إتفاق بين الوزير المعني باألمر
واللجنة الخاصة حول مسألة ما ،يرفع األمر وجوبا إلى الجلسة العامة.
وتتولى كل لجنة إعداد تقرير خاص بمشروع ميزانية كل وزارة قامت
بدرسه.
-IIالمناقشة واإلقتراع في مستوى الجلسة العامة :
36
يتولى مجلس النواب المناقشة والمصادقة على مشروع ميزانية الدّولة في
مستوى الجلسة العامة .وتضم هذه الجلسة كافة النواب وهي مفتوحة للعموم
ولوسائل اإلعالم .ويتم إضفاء الصبغة القانونية على مشروع ميزانية الدّولة
وذلك بالمصادقة عليه خالل الجلسة العامة.
وينص الفصل 28من الدستور " ...يصادق مجلس النواب ومجلس
المستشارين على مشاريع قوانين الميزانية وختمها طبق الشروط المنصوص
عليها بالقانون األساسي للميزانية"...
ويجب أن تتم المصادقة على الميزانية في أجل أقصاه 31ديسمبر ،وإذا فات
ذلك اآلجل ولم يتخذ المجلسان قرارهما يمكن إدخال أحكام مشاريع قوانين
الميزانية حيز التنفيذ بأقساط ذات ثالثة أشهر قابلة للتجديد وذلك بمقتضى أمر".
غير أنه ال يمكن عرض أي فصل إضافي وال أي تنقيح لمشروع قانون
المالية إن لم يكن يرمي الى إلغاء مصروف من المصاريف أو الحط منه أو
إحداث مورد من الموارد أو الزيادة فيه .وكل عرض لمصاريف جديدة يجب أن
يكون مصحوبا بإقتراح مورد مقابل أو إقتصاد مساوى في بقية المصاريف.
ويتبين من ذلك أن حق التغيير بالنسبة للسلطة التشريعية مرتبط بشرط هام وهو
وجوب المحافظة على التوازن بين تقديرات الموارد وتقديرات النفقات وكل
تغيير من شأنه أن يخل بهذا التوازن يعتبر ملغى قانونيا.
و يتم اإلقتراع على مشروع قانون المالية حسب نفس الطرق المتبعة بالنسبة
إلى القوانين العادية على شرط مراعاة التدابير التالية :
-يجري اإلقتراع على تقديرات النفقات حسب األجزاء واألبواب بالنسبة إلى
ميزانية الدّولة.
-يجري اإلقتراع على تقديرات المقابيض بالنسبة الى كل عنوان من عناوين
ميزانية الدّولة.
-بالنسبة إلى الحسابات الخاصة في الخزينة يتم اإلقتراع على جملة المقابيض
بالنسبة إلى كل حساب.
-بالنسبة إلى المؤسسات العمومية ،يتم اإلقتراع على جملة الموارد وجملة
النفقات المقترحة بالنسبة إلى كل باب.
37
-ويجري إقتراع جملي ونهائي على مجموع أحكام قانون الماليّة.
وتعتبر المصادقة على تقديرات الموارد ترخيصا للحكومة باستخالص
األداءات والمعاليم وتعبئة القروض الداخلية والخارجية طبقا للقوانين الجاري بها
العمل.
وتكتسي عملية المصادقة على الموارد صبغة تقديرية ،بحيث يمكن للحكومة
أن تتجاوز التقديرات أو أن ال تحققها إجماليا .وهذا ما يفسر اإلقتراع على
الموارد بصفة إجمالية (عنوانا عنوانا) غير أنه وفي صورة تسجيل خلل ما في
مستوى تحقيق الموارد خالل السنة ،يمكن للحكومة أن تعدل قانون المالية
األصلي بقانون مالية تنقيحي وذلك بإقتراح توازن جديد يقضي بالنقص في
اإلعتمادات المصادق عليها في قانون المالية األصلي في حدود الموارد المتاحة
أو المقترحة ضمن قانون المالية التنقيحي.
أما على مستوى النفقات فإن اإلعتمادات المقترع عليها في مستوى مختلف
أبواب الميزانية تمثل حدّا أقصى ال يمكن للحكومة تجاوزه.
وبالمقارنة مع عملية اإلقتراع على الموارد ،فإن مجلس النواب يتولى
اإلقتراع على مشروع ميزانية الدّولة في مستوى النفقات :
-بابا ،بابا (وزارة ،وزارة الى جانب النفقات الطارئة ،والدين العمومي،
وصناديق الخزينة التي تعتبر أبوابا).
-جزءا ،جزءا وهي األجزاء المنصوص عليها بالقانون األساسي للميزانية
(التأجير العمومي ،وسائل المصالح ،التدخل العمومي ،نفقات التصرف
الطارئة ،فوائد الدين العمومي ،استثمارات المباشرة ،التمويل العمومي،
نفقات التنمية الطارئة ،نفقات التنمية المرتبطة بالموارد الخارجية الموظفة،
تسديد أصل الدين العمومي وصناديق الخزينة).
وتعتبر عملية اإلقتراع على النفقات ،عملية إقتراع تفصيلية بحيث :
-تم ّكن السلطة التشريعية من اإلطالع على برامج ومشاريع وتدخالت الدّولة
بالنسبة إلى السنة المقبلة بكل دقة.
-للحكومة إدخال تغييرات على مستوى األبواب واألجزاء إال في حدود ما
نص عليه من القانون األساسي للميزانية "يمكن أن يتم بمقتضي أمر نقل
38
إعتماد من باب الى آخر إذا كان هذا النقل يستوجبه تحوير حكومي أو إداري
وعلى شرط أن ال يترتب عليه تغيير في نوع المصاريف أو في توزيع
اإلعتمادات فصال فصال".
الباب السادس
تنفيذ ميزانية الدّولة
تتم عملية تنفيذ ميزانية الدّولة وفقا إلطار قانوني معين ينص على كيفية
توزيع اإلعتمادات وإمكانية إجراء تحويل إعتماد خالل السنة ،وأهمية األعوان
المكلفون بتنفيذ الميزانية الى جانب المراحل الموجب إتباعها عند إجراء النفقات
أو إستخالص الموارد.
-Iتوزيع اإلعتمادات :
في مرحلة أولى بمقتضى قانون المالية (حسب يتم توزيع اإلعتمادات
األبواب واألجزاء) ثم تتولى الحكومة إعداد أمر ( )1يتعلق بتوزيع نفقات
العنوان األول و العنوان الثاني لميزانية الدّولة حسب األبواب واألقسام
والفصول.
وال يمكن ضمن هذا األمر إدخال أي تغيير على اإلعتمادات المقترع عليها.
غير أن هذا اإلجراء القانوني ال يكفي إلدخال نفقات ميزانية الدّولة حيز
التنفيذ بل يجب أن يتم بالنسبة إلى نفقات التصرف توزيع اعتمادات كل فصل بين
الفقرات بقرار من وزير المالية ويتم توزيع اعتمادات كل فقرة بين الفقرات
الفرعية بقرار من رئيس اإلدارة
وبالنسبة إلى نفقات التنمية يتم توزيع اعتمادات التعهد بين الفقرات والفقرات
الفرعية بقرار من وزير المالية وتوزع اعتمادات الدفع لكل فصل بين الفقرات
والفقرات الفرعية بقرار من رئيس اإلدارة.
________
أقرها مجلس النواب
ال يمكن بمقتضى أمر توزيع اإلعتمادات فصال فصال إدخال تغييرات على اإلعتمادات األصلية التي ّ ()1
بمقتضى قانون المالية.
وعمليا تتولى اإلدارة المكلفة بالميزانية إعداد هذه القرارات وإرسالها الى
المتدخلين في مستوى تنفيذ الميزانية (آمر الصرف – مراقب المصاريف-
39
المحاسب العمومي) الى جانب إدراج محتواها ضمن المنظومة اإلعالمية
"أدب"(. )1
إن التوزيع الحالي إلعتمادات ميزانية الدّولة يتم على أساس تبويب نص عليه
الفصل الخامس من القانون األساسي للميزانية والذي تمت اإلشارة إليه في الباب
المتعلق بتبويب ميزانية الدّولة (.)2
أما بالنسبة لميزانيات المؤسسات العمومية يتم (: )3
-توزيع إعتمادات التصرف على مستوى الفصول أو على مستوى الفصول
والفقرات بقرار من سلطة اإلشراف وذلك حسب نسبة تغطية الموارد الذاتية
للمؤسسة المعنية لنفقات التصرف الخاصة بها .وتضبط هذه النسبة وطرق
احتسابها بمقتضى أمر وذلك مع مراعاة القوانين الخاصة ببعض المؤسسات
العمومية.
-يتم بمقرر من مدير المؤسسة توزيع اإلعتمادات على مستوى الفقرات
والفقرات الفرعية أو على مستوى الفقرات الفرعية حسب الحالة.
-توزيع إعتمادات التعهد لنفقات التجهيز حسب الفقرات والفقرات الفرعية
بقرار من وزير المالية وتوزع إعتمادات الدفع لكل فصل بين الفقرات والفقرات
الفرعية بقرار من سلطة اإلشراف.
كما يتم بقرار من سلطة اإلشراف توزيع موارد المؤسسات العمومية فصال
فصال .وتوزع بين الفقرات بمقرر من مدير المؤسسة .وفي جميع الحاالت ،يتم
توزيع موارد ونفقات المؤسسات العمومية حسب تبويب يضبطه وزير المالية.
________
Aide à la décision budgétaire ()1
انظر الملحق عدد 1والملحق عدد 2 ()2
انظر الملحق عدد 3والملحق عدد 4 ()2
40
أنه وقصد تبسيط اإلجراءات وإضفاء مزيد من المرونة في مستوى التصرف في
اإلعتمادات المرسمة بقانون المالية ،نص القانون األساسي للميزانية على أنه
يمكن تحويل اإلعتمادات المرسمة بميزانية الدّولة في الحاالت التالية :
-بمقتضى أمر نقل اإلعتمادات من باب الى آخر إذا كان هذا النقل يستوجبه
تحوير حكومي أو إداري وعلى شرط أن ال يترتب عليه تغيير في نوع
المصاريف أو في توزيع اإلعتمادات فصال فصال .
-بمقتضى أمر فتح إعتماد تكميلي يقع إقتطاعه من باب النفقات الطارئة
وذلك لفائدة أبواب أخرى من أبواب الميزانية قصد مجابهة مصاريف طارئة
ومستعجلة .ويمكن تجاوز المبالغ المرسمة بباب النفقات الطارئة في حالة حدوث
كوارث أو في حالة حاجة ضرورية للمصلحة الوطنية وذلك بفتح إعتمادات
إضافية بمقتضى أمر يدعى "أمر التسبقات" .وتتم تسوية هذه الوضعية بمقتضى
قانون مالية تكميلي.
-تحويل اعتمادات بين األقسام داخل كل من الجزء األول والجزء الثالث
من كل باب وذلك في حدود %2من اإلعتمادات المرصودة بكل قسم غير أنه ال
يجوز اجراء تحويل اعتمادات إلى قسم التأجير العمومي.
كما يمكن تحويل اعتمادات بين فصول كل قسم من نفس الباب وتتم عمليات
التحويل المشار إليها بمقتضى أمر.
-تحويل اعتمادات من فقرة إلى فقرة داخل نفس الفصل بالنسبة لنفقات
التصرف بمقتضى قرار من وزير المالية ،وتحويل اعتمادات من فقرة فرعية إلى
فقرة فرعية أخرى داخل نفس الفقرة بمقتضى قرار من رئيس اإلدارة.
-تحويل اعتمادات التعهد بين الفقرات والفقرات الفرعية (بالنسبة لنفقات
التنمية) داخل كل فصل بقرار من وزير المالية وتحويل اعتمادات الدفع بقرار
من رئيس اإلدارة.
-تحويل اإلعتمادات المرصودة بميزانيات المؤسسات العمومية من فصل
إلى فصل ومن فقرة إلى فقرة ومن فقرة فرعية إلى فقرة فرعية أخرى بقرار من
وزير المالية أو بقرار من سلطة اإلشراف أو بمقرر من مدير المؤسسة حسب
الصيغة المتبعة عند التوزيع األول لإلعتمادات .
41
إن اإلعتمادات التي تمت المصادقة عليها من قبل السلطة التشريعية هي
إعتمادات ذات صبغة محدودة (التأجير العمومي ،وسائل المصالح ،التدخل
العمومي )...وإعتمادات ذات صبغة تقديرية (الدين العمومي ،النفقات الممولة
بموارد خارجية موظفة وصناديق الخزينة) .لذا ،ال يمكن نقل أو تحويل
إعتمادات التعهد والدفع ذات الصبغة التقديرية الى مثيالتها ذات الصبغة
المحدودة.
أما تحويل اإلعتمادات داخل صناديق الخزينة يتم الترخيص فيه من قبل وزير
المالية.
نص الفصل 87
ّ وفيما يتعلق باإلعتمادات المحالة لفائدة المجالس الجهوية
مكرر من مجلة المحاسبة العمومية على " أن اإلعتمادات المرسمة بميزانية
الوزارات والتي تخصص لتأدية نفقات تصرف وتجهيز ذات الصبغة الجهوية
تحول لفائدة ميزانيات مجالس الواليات وذلك بواسطة إصدار أوامر صرف.
ّ
ويتولى والي الجهة صرف هذه اإلعتمادات بوصفه أمر صرف ّأول لميزانية
مجلس الوالية طبقا للقائمة الرسمية للمشاريع الجهوية بمقتضى قرار وفقا للوجهة
المبينة بميزانية الوزارة المعنية بالتحويل".
وفي صورة تسجيل فواضل على المستوى الجهوي يمكن إعادة توظيفها
لفائدة مشاريع أخرى وذلك بعد التصفية المالية النهائية للعمليات المتعلقة بهذه
النفقات وعلى أن يتم هذا التوظيف في إطار مشموالت الوزارة التي قامت
بتحويل هذه اإلعتمادات.
وأضاف الفصل 17من قانون المالية لسنة 1998أنه يتم القيام بعملية إعادة
توظيف بقايا اإلعتمادات المحالة من طرف المجلس الجهوي بعد أخذ رأي
المصالح الجهوية التابعة للوزارة التي قامت بالتحويل .ويقوم المجلس الجهوي
بإعالم الوزارة المكلفة بالميزانية والوزارة المعنية ببرنامج إعادة توظيف بقايا
اإلعتمادات الذي تم إقراره في الغرض .وتقع المصادقة على عملية إعادة
التوظيف من طرف الوزارة المعنية في غياب مصالح جهوية تابعة لها.
وقصد تفادي طول آجال فتح اإلعتمادات وإحالتها لحساب قباض المجالس
الجهوية لتمويل المشاريع الجهوية في إبانها نص الفصل 18من قانون المالية
42
لسنة 1998على "إعفاء اإلعتمادات المحالة من تأشيرة مراقب المصاريف
العمومية المركزي على أن تخضع عملية عقد النفقات من طرف المجالس
الجهوية في إطار اإلعتمادات المحالة للتأشيرة المسبقة لمراقبة المصاريف
العمومية".
-IIIأعوان تنفيذ الميزانية :
إن األعوان المكلفون بتنفيذ الميزانية مطالبون باحترام توزيع اإلعتمادات
المنصوص عليه بقانون المالية وبأمر التوزيع وبقرار التوزيع.
وقد أشار الفصل الرابع من القانون عدد 81لسنة 1973المؤرخ في 31
ديسمبر 1973المتعلق بإصدار مجلة المحاسبة العمومية أن آمري القبض
والصرف والمحاسبين العموميين مكلفون بتنفيذ عمليات الميزانية وهي :
إستخالص الموارد وتأدية النفقات.
-1آمر الصرف والقبض :
يقوم آمر الصرف والقبض بالعمليات المتعلقة بتنفيذ الميزانية .ولهذا الغرض
يتولى إحقاق اإليرادات العمومية وإثباتها واإلذن بجبايتها وذلك مع مراعاة
األحكام الخاصة باألداءات الواجب دفعها عاجال كما يتولى أيضا عقد النفقات
وتصفيتها وإصدار األمر بتأديتها ألصحابها ويجوز له أن يفوض سلطاته آلمر
صرف مساعد.
إن آلمر القبض والصرف مه ّمتين أساسيتين :
-إثبات الموارد واإلذن بجبايتها كما هو الشأن بالنسبة لألداء على دخل
األشخاص الطبيعيين حيث يتولى هذا الصنف من األعوان إحتساب األداء على
الدخل بمناسبة إعداد أجور الموظفين وطرحه من المرتب ثم اإلذن بتحويل
المقدار المخصوم لفائدة المحاسب المكلف باإلستخالص.
-عقد النفقة وتصفيتها واإلذن بصرفها كما هو الشأن بالنسبة لشراء المعدات
حيث يتولى آمر الصرف عقد النفقة والتثبت من اإلنجاز الفعلي لها ثم إعطاء
المزود.
ّ اإلذن للمحاسب العمومي بخالص هذه النفقة لفائدة
ويمكن تصنيف آمري الصرف كما يلي :
الصنف األول :آمرو الصرف األولون
43
الصنف الثاني :آمرو الصرف المساعدون
يعتبر الوزراء ورؤساء البلديات ورؤساء المؤسسات العمومية اإلدارية
ورئيس مجلس النواب آمرو صرف أولون ويتولون إصدار :
-أوامر صرف التي تمثل إذنا للمحاسب العمومي لخالص النفقة المحملة
على الميزانية.
-أوامر صرف تتعلق بتفويض اإلعتمادات لفائدة آمري صرف مساعدين.
-ويعتبر الوالي آمر صرف أول بالنسبة الى اإلعتمادات المحالة ،عمال
مكرر من مجلة المحاسبة العمومية .وأما آمر الصرف
ّ بأحكام الفصل 87
المساعد ،فهو العون الذي تم تعيينه من قبل آمر الصرف األول بمقتضى قرار،
ويتم تفويض اإلعتمادات لفائدته قصد صرفها وفقا للوجهة وللتوزيع الذي يتم
وضبطه بموجب اإلذن بالصرف المتعلق بتفويض اإلعتمادات إعتماده
والصادر عن آمر الصرف األول.
-2المحاسب العمومي :
يعرف الفصل العاشر من مجلة المحاسبة العمومية المحاسب العمومي بكونه
ّ
عونا مكلفا باستخالص الموارد وتأدية النفقات وصيانة األموال وحفظها والقيم
والمنتوجات والمواد التي تملكها الدّولة والمؤسسات العمومية والجماعات
العمومية المحلية .وهو مكلّف أيضا بمراقبة صحة موارد ومصاريف هذه الهياكل
العمومية.
ويتم تعيين المحاسب العمومي بقرار من وزير المالية غير أن المحاسبين
العموميين العاملين باإلدارات التي لها ميزانيات تابعة لميزانية الدّولة يخضعون
الى سلطة الوزير المكلف بتنفيذ تلك الميزانيات وتتم تسميتهم من طرفه.
ويتولى المحاسب العمومي قبل مباشرته لمهامه اإلدالء بوثيقة أدائه لليمين
القانونية الى جانب وجوبية إنخراطه في الضمان التعاوني للمحاسبين العموميين.
يوزع المحاسبون العموميون الى نوعين :
* محاسب عمومي أول
* محاسب عمومي مساعد
44
ووفقا ألحكام الفصل 13من مجلة المحاسبة العمومية الصادرة بمقتضى
القانون عدد 81لسنة 1973المؤرخ في 31ديسمبر 1973فإن :
-المحاسبون األولون لهم كامل الصالحيات في الشؤون الحسابية وهم الذين
يقدّمون حساباتهم رأسا لدائرة المحاسبات.
-أما المحاسبون الثانيون فيتولى محاسب أول جمع حساباتهم وإقحامها في
حسابه الخاص.
إن المحاسبين األولين مسؤولون شخصيا عما يقومون به من عمليات تدخل
في تصرفهم الخاص ومسؤولون أيضا بالتضامن مع المحاسبين الثانيين عن
صحة ما يقبلونه من أوراق مثبتة للمصاريف التي يقدمها هؤالء المحاسبون.
ونظرا ألهمية المهام المناطة بعهدة المحاسب العمومي أقر الفصل 15من
مجلة المحاسبة العمومية المسؤولية الشخصية والمالية للمحاسب وذلك على جميع
العمليات المكلف بإنجازها بما في ذلك عملية المراقبة التي يقوم بها وصيانة
األموال والقيم والمنتوجات التي تعهد إليه ،كما أنه مسؤول عن العمليات التي
يقوم بها األعوان العاملون تحت أوامره ما عدى األخطاء التي يمكن أن يرتكبها
الخازن والتي ال يمكن أن يمنعها المحاسب المسؤول قبل وقوعها.
وقد أقر الفصل 176من القانون عدد 86لسنة 1996المؤرخ في 6نوفمبر
1996المتعلق بتنقيح وإتمام مجلة المحاسبة العمومية تصنيفا جديدا على مستوى
محاسبي الدّولة :
-أمين المال العام للبالد التونسية
-األمين العام للمصاريف
-قباض المالية
-أمناء المال الجهويون
-المحاسبون بالمراكز الديبلوماسية والقنصلية بالخارج
-حافظ مستودع الطابع الجبائي
-المحاسب المركزي ألمالك الدّول الخاصة.
-3التفريق بين مهام اآلمر بالصرف ومهام المحاسب العمومي :
45
وفقا لمقتضيات الفصل الخامس من مجلة المحاسبة العمومية "يحجر الجمع
بين وظيفة آمر الصرف ووظيفة المحاسب العمومي كما ال يجوز لزوجين
مباشرة إحدى الوظيفتين المذكورتين لمؤسسة واحدة".
وتعزى هذه التفرقة باألساس الى ضرورة إجراء المراقبة فإذا كان اآلمر
بالصرف مدعو إلى احترام التراخيص القانونية في مستوى اجراء النفقة فإن
المحاسب العمومي مدعو إلى اجراء المراقبة والتثبت في اإلذن بالصرف قبل
خالص النفقة .وبالتالي فإن آمر الصرف اليمكن له أن يستخلص الموارد أو
خالص النفقة والقابض اليمكنه دفع النفقة إال بإذن من آمر الصرف وال
إستخالص مورد مبدئيا إال على أساس سند.
مراحل تنفيذ موارد و نفقات ميزانية الدولة
تخضع عملية تنفيذ الميزانية قبضا وصرفا الى مرحلة إدارية (يتولى القيام بها
آمر الصرف) ومرحلة حسابية (يقوم بها المحاسب العمومي).
-1على مستوى النفقات :
يرتكز نظام تأدية النفقات المحملة على ميزانية الدولة على وجوب إحترام
المراحل التالية :
-التعهد
-التصفية
-اإلذن بالصرف
-تأدية النفقة
الى جانب بعض اإلستثناءات المنصوص عليها بالقوانين والتراتيب -
ترسم قرارات التعهد بحسابية يقع مسكها من قبل آمر الصرف ومراقب
المصاريف العمومية والمحاسب العمومي كل على حده.
التعهد اإلجمالي :
47
يمكن آلمري الصرف أن يطلب تعهدات إجمالية سواء في بداية التصرف أو
أثناءه .ومن أهم هذه النفقات :
* نفقات تأجير الخدمات والمساهمات في نظم التقاعد والحيطة اإلجتماعية
والمنح الملحقة باألجور والمرتبات.
* النفقات المزمع إنجازها سواءا في إطار صفقات بإستثناء المبلغ إلحتياطي أو
في إطار تقديرات أولية ألشغال ستنجز مباشرة بعد حصولها على مصادقة لجنة
الصفقات وموافقة اإلدارة المتعاقدة.
* نفقات التدخل العمومي غير المباشر في الميادين اإلقتصادية واإلجتماعية
والثقافية والدولية.
* النفقات المتعلقة بخدمة الدين العمومي
معاليم األكرية
التعهد التقديري :
يمكن آلمر الصرف أن يطلب في كل بند من الميزانية تعهدات تقديرية في
حدود الثلث ( )1/3من اإلعتمادات المفتوحة وذلك بالنسبة للنفقات التي تضبط
نوعيتها بقرار من الوزير األول.
يؤشر اإلقتراح األول للتعهد بالمصاريف دون أن يرفق بالوثائق المثبتة.
الراجعة للتعهدات
ويجب أن ترفق إقتراحات التعهد الموالية بالوثائق المثبتة ّ
التقديرية السابقة .وتؤشر هذه التعهدات في حدود مقدار الوثائق المقدمة ويجب أن
والراجعة الى آخر تعهد تقديري الى مصلحة مراقبة
ّ تسلم الوثائق المثبّتة
المصاريف العموميّة قبل إنتهاء السنة المالية.
إذا أدت دراسة الوثائق المتعلقة بتعهد تقديري من قبل مصلحة مراقبة
المصاريف الى مالحظات لها عالقة بالعناصر المشار إليها بالفصل الثالث من
األمر عدد 1999لسنة 89المؤرخ في 31ديسمبر 1989يتعين على مراقبة
المصاريف إبالغها الى آمر بالصرف في األجل المنصوص عليه بالفصل 7من
األمر أعاله.
ويرمي نظام التأشيرة الجملية ونظام التأشيرة التقديرية إلى تسهيل وتبسيط
اإلجراءات في مستوى إستهالك اإلعتمادات وبالتالي اإلسراع في إنجاز النفقة
48
قصد تمكين اإلدارة من القيام بالخدمات في إبّانها وتمكين مزودي اإلدارة من
مستحقاتهم في أقرب األجال.
لذا ،تكتسي مرحلة التعهد أهمية قصوى في إنجاز النفقة ،وبالتالي فإن التأشير
على إقتراح التعهد من قبل مصلحة مراقبة المصاريف العمومية يرمي الى :
-المساهمة في الحفاظ على سالمة األموال العمومية وذلك بإحكام التصرف
فيها من ناحية وضمان حقوق دائني الدّولة من ناحية أخرى.
-السهر على إستهالك اإلعتمادات وفقا للتوزيع المنصوص عليه بقانون
المالية وأوامر وقرارات التوزيع حتى ال يتم اإلخالل بالتوازن الذي تنتهجه الدّولة
في تمويل جميع القطاعات دون إستثناء.
ب -التصفية :
تعتبر التصفية عملية ضبط المقدار النهائي لنفقة ما تمت مسبّقا المصادقة على
عقدها وذلك على أساس التثبّت من وجود دين قائم الذّات بذمة الدّولة الى جانب
التثبّت من القيام بالعمل المنجز.
ال يكفي أن الدين قائم الذات لتصفية مقداره ،بل يجب أيضا أال تكون المدة
الزمنية التي حدّدها القانون قد أسقطت بمرورها حق المطالبة بتأديته.
وعلى هذا األساس ،فإن التمسك بسقوط الحق إجباري واإلدارة ملزمة بالقيام
بذلك عندما تتوفر الشروط القانونية ،وعلى أمر الصرف أن يتمسك بسقوط الحق
بمفعول التقادم.
غير أنه يجوز لوزير المالية أن يتنازل عن سقوط الحق جزئيا أو كليّا
بواسطة قرار يتخذه لفائدة صاحب الدّين وذلك في ظروف أو ألسباب خاصة
يعتمدها صاحب الدين لتعليل طلبه.
فما معنى سقوط الحق وما هي اآلجال القانونية ؟
-سقوط الحق بمرور الزمن :
سر أن ديون
من المبادئ القانونية أن الحقوق واإللتزامات ليست أبديّة ،وهذا يف ّ
الخزينة يسقط الحق في المطالبة بتأديتها بعد مرور مدّة من تاريخ إنبعاثها.
ويعني هذا أنه ال يمكن للمستحقين مطالبة اإلدارة المدينة لهم لتأدية ماهو راجع
49
لهم وذلك بعد إنقضاء األجل القانوني إذ أن مرور الزمن يسقط تماما الدعوي
ويجعل اإلدارة خالصة الذمة.
-األجل القانوني لسقوط الحق :
في خصوص الديون العمومية ،فإن أجل سقوط الحق ضبط بمقتضى مجلة
المحاسبة العمومية وهي أربع سنوات بالنسبة للمستحقين المقيمين بالجمهورية
التونسية ،وخمس سنوات بالنسبة للمستحقين المقيمين بالخارج.
وترمي قصر هذه اآلجال بالخصوص الى تالفي تراكم المصاريف المتأخرة لدى
المحاسبين العموميين.
* قطع مدّة التقادم :
تتم عملية القطع لمدة التقادم في الحاالت التالية :
-إذا قدّم صاحب الدين الى اإلدارة مطلبا يخص دفع دينه أو عرض عليها
شكاية تهم مصدر الدين أو وجوده أو مقداره أو تأديته على أن يكون مطلب
صاحب الحق مدعما بالوثائق الالزمة التي تثبت ما له على اإلدارة.
-إذا رفع صاحب الدين دعوى لدى المحاكم العدلية على شرط أن تكون تلك
الدعوى تخص مصدر الدين ووجوده أو مقداره أو تأديته.
-إذا صدرت عن اإلدارة مكاتبة تخص مصدر الدين أو وجوده أو مقداره أو
تأديته حتى ولو كانت تلك المكاتبة غير موجهة الى صاحب الدين نفسه على
سك بتلك المكاتبة.
شرط أن يتم ّ
-إذا تم تسديد جزء من الدين.
* تعليق مدّة التقادم :
-تعلّق مدّة التقادم في الحاالت التالية :
-إن لم يكن بإمكان صاحب الدّين أن يمارس حقه من جراء جهله بوجود ذلك
الدّين وعلى كل فإن صاحب الدّين مطالب بإثبات جهله وذلك بتقديم مؤيدات
مادية.
-وجود صاحب الدين في حالة قانونية أو مادية تجعل المطالبة بحقه مستحيلة.
(المرض – التغيب .)...
50
-عندما يكون دفع مقدار الدّين موضوع إعتراض وقع القيام به لدى المحاسب
العمومي المختص بتأدية النفقة.
ويقوم آمر الصرف بتصفية النفقة من تلقاء نفسه حينما تتوفر لديه جميع العناصر
الالزمة لذلك أو بطلب من صاحب الدين في حالة وجوب تقديم وثائق من طرفه.
عل مستوى تصفية األجور والمرتبات مثال ،يقوم آمر الصرف بتصفية المرتب
على أساس النصوص الترتيبية المتعلقة بالجرايات العمومية أو وفقا لبنود عقد
اإلنتداب .وتقع تصفية مقدار النفقة باعتبار القواعد التي نصت عليها مجلة
المحاسبة العمومية فيما يخص دوريّة التصفية وضبط مدّة العمل.
* دورية التصفية :تقع تصفية النفقة حسب كل حالة.
فبالنسبة للموظفين مثال ،تتم عملية التصفية إما في نهاية السنة أو لمدة
ستة أشهر أو ثالثة أشهر (بالنسبة لبعض المنح) أو الشهر (بالنسبة
للجراية) أو على أساس كشف أسبوعي أو نصف شهري بالنسبة
لبعض العملة الذين يتقاضون أجرا يوميا.
ضبط مدّة العمل :تضبط مدّة العمل بالنسبة الى الموظفين إعتبارا
لشهر إحتسابي مدته 30يوما .لذا فإن المرتب السنوي يقسم على
360يوما أما في خصوص العمل فإن مدّته تضبط حسب الحالة
بحساب الساعة أو اليوم أو الشهر.
وفي صورة تصفية النفقة بطلب من صاحب الدين على أساس الوثائق
يحررها ويقدمها الى آمر الصرف ،فإن دور آمر الصرف يتمثل في التثبت
التي ّ
من صحة الوثائق المقدمة من حيث الثمن وما وقع إنجازه وكذلك من حيث صحة
العمليات الحسابية.
وتنتهي عملية تصفية النفقة بالتنصيص بلسان القلم على المقدار الذي وقع
ضبطه ويدّون على الوثائق المقدمة مع شهادة اإلنجاز التي تنص على أن العمل
المطلوب تم إنجازه وفقا لما وقع اإلتفاق عليه .وتأخذ هذه الشهادة شكل طابع
يرسم على الوثيقة التي تبين موضوع النفقة يمضيها الموظف المعني.
ت – اإلذن بالصرف :
51
اإلذن بالصرف هو إذن كتابي يصدره اآلمر بالصرف ويوجهه الى المحاسب
العمومي المكلف بالدفع لتأدية نفقة ما مح ّملة على ميزانية الدّولة أو ميزانية
الجماعة المحلية أو ميزانية المؤسسة اإلدارية .
ويمكن أن يصدر عن أمري الصرف األولين ويسمى إذن بالصرف مباشر أو
عن آمري الصرف المساعدين ويسمى إذن بالصرف غير مباشر.
ويتضمن اإلذن بالصرف المعطيات التالية :
-تنــ زيل النفقــة على اإلعتمـــاد المرسم بالميزانية مع ذكر السنة التي إنبعـث
فيها الدين والسنة التي صـدر أثنائها األمــر بالصرف والعنــوان والـباب والقســم
و الفصل والفقرة والفقرة الفرعية.
-أن يكون مرفوقا :
بالوثائق المعللة للنفقة
بنسخة من مطلب الترخيص في عقد النفقة مذيلة بتأشيرة مراقب
المصاريف العمومية.
باألمر بالدفع الذي يختلف باختالف وسيلة الدفع المتو ّخاة .فإذا كان
الدّفع عن طريق التحويل البنكي أو البريدي فإن األمر بالدفع يكون
"إشعار بالتحويل" وإذا كان نقدا فاألمر بالدّفع يكون "بطاقة الدّفع"
ويحتوي اإلذن بالصرف على إسم الجهة اآلمرة بالصرف وإسم وعنوان
صاحب الدين الحقيقي ،موضوع النفقة ،ومقدارها بلسان القلم.
-عدم تجاوز مقدار النفقة حدود اإلعتمادات الموضوعة على ذمة آمري
الصرف ()1
ويمكن تأدية بعض النفقات العمومية دون الحاجة الى إصدار إذن بصرفها
في مرحلة أولى ،وهي نفقات عاجلة ومتأكدة منها بالخصوص :
-المصاريف المسددة عن طريق وكاالت الدّفوعات
-تسديد أصل الدين والفائدة .
( ) 1يتم وضع اإلعتمادات في بداية كل سنة على ذمة كل آمر صرف .بالنسبة للوزارات مثال ،يقع وضع هذه اإلعتمادات على ذمة كل وزير
(آمر صرف) بمقتضى قرار توزيع اإلع تمادات يتخذه وزير المالية وذلك في حدود اإلعتمادات المنصوص عليها بقانون الماليةوبأمر توزيع
اإلعتمادات .وبالتالي ،فإن آمر الصرف ال يمكن تجاوز اإلعتمادات موضوع قرار التوزيع.
52
-الجرايات العمرية والمنح الصادرة عن الصندوق الوطني للتقاعد أو عن
وزارة الدفاع وكذلك الجرايات الممنوحة من الصندوق الخاص بحوادث
الشغل.
وتقع الحقا تسوية هذه المصاريف بعد تأديتها وذلك بإصدار أوامر صرف في
شأنها.
وقد حدّدت مجلة المحاسبة العمومية تاريخ 20جانفي من السنة الموالية للسنة
التي رخص فيها إستهالك اإلعتمادات كآخر أجل لإل ذن بصرف النفقات التي تم
إنجازها و المح ّملة على ميزانية الدّولة للسنة المنقضية.
وأفرزت هذه الوضعية عدة نقائص أه ّمها :
-حدوث ضغط على سيولة الخزينة خالل هذه الفترة اإلضافية من جراء تراكم
أذون الصرف لدى المحاسب العمومي.
-تأخير غلق السنة المالية بسبب تواصل تدفق أذون الصرف على المحاسب
مما تسبّب في تعطيل عملية استهالك اإلعتمادات المرسمة بعنوان السنة
المالية الجديدة.
وعمال على إحترام اآلجال القانونية المحددة لغلق الميزانية ( )1ومدّ دائرة
المحاسبات بجميع الوثائق الالزمة المتعلقة بالعمليات المالية للدّولة والجماعات
العمومية المحلية والمؤسسات العمومية ذات الصبغة اإلدارية حدّد منشور وزير
المالية بتاريخ 23مارس : 1993
_________
( )1طبقا ألحكام الفصل 209من مجلة المحاسبة العمومية ،يتولى وزير المالية النظر في حسابات السنة المقدّمة من طرف أمين المال العام
و األمين العام للمصاريف وحافظ مستودع الط ابع الجبائي وتأشيرها شهادة منه في مطابقتها لسجالتهم قبل عرضها على دائرة
المحاسبات وذلك قبل موفى شهر جويلية من السنة الموالية للسنة الخاصة بها .كما يسلّم لها أيضا حساب الدّولة العام وذلك قبل موفى
نفس السنة.
53
-يوم 31ديسمبر من كل سنة كآخر أجل لقبول أذون الدّفع المح ّملة على
ميزانية الدّولة (النفقات العادية ونفقات التنمية والدّفوعات المباشرة وحسابات
أموال المشاركة والصناديق الخاصة في الخزينة) وميزانية الجماعات
العمومية المحلية والمؤسسات العمومية ذات الصبغة اإلدارية من قبل
المحاسبين العمومية.
ت -تأدية النفقة :
تعدّ عملية تأدية النفقة المرحلة النهائية واألخيرة من مراحل تنفيذ نفقات
ميزانية الدّولة والتي يقوم بها المحاسب العمومي على إثر تقبّله لإلذن بالصرف
الصادر عن آمر الصرف .وتم ّكن هذه المرحلة صاحب الدين من تسلّم مستحقّاته
مقابل الخدمات التي أسداها لإلدارة سواءا كان ذلك نقدا أو عن طريق التحويل
البريدي أو البنكي.
ويتولى المحاسب العمومي القيام بعملية مراقبة مع ّمقة على جميع المستندات
المثبّتة للنفقة المرفوقة مع اإلذن بالصرف ،ثم يتولى تسريح األموال لمستحقيها.
وإنطالقا من المسؤولية الشخصية والمسؤولية المالية للمحاسب ،يتولى هذا
األخير قبل التأشير على اإلذن بالصرف ودفع األموال القيام بمراقبة مشروعية
النفقة وفقا للتراتيب الجاري بها العمل والمتمثلة خاصة في التثبت في :
-سحب النفقة على صندوقه
-صالحيات آمر الصرف
والمقررة بصفة قانونية
ّ -توفر اإلعتمادات الالزمة
-صحة إدراج النفقة بالعنوان والباب والقسم والفصل ...
-ثبوت العمل المنجز وصحة حسابات التصفية
-براءة ذمة الدّولة بتسديد الدين
-موافقة مصلحة مراقبة المصاريف على عقد النفقة
-قواعد التقادم وسقوط الحق
-وجود جميع الوثائق المثبتة للنفقة وصحتها
ويتم ّخض عن عملية المراقبة اآلنفة الذكر :
54
-إما رفض ت أدية النفقة ،وفي هذه الحالة فإن المحاسب العمومي مطالب عمال
بأحكام الفصل 137من مجلة المحاسبة العمومية بإبالغ اآلمر بالصرف
باإلخالالت التي عاينها وذلك بتوجيه مذكرة رفض مرفوقة باألمر بالصرف
موضوع الرفض.
-أو قبول تأدية النفقة وفي هذه الحالة يتولى التأشير على اإلذن بالصرف.
وتختلف التأشيرة حسب كيفية خالص النفقة .فإذا كان الخالص نقدا يتولى
المحاسب العمومي وضع طابع خالص ينص على أن األمر بالصرف "صالح
للدفع" وفي صورة الخالص عن طريق التحويل ،تعتبر النفقة قد تمت تأديتها
نهائيا ويقوم المحاسب بتنزيل مقدار النفقة على اإلعتماد المرسم بالميزانية دون
انتظار عملية الخالص الماديّة.
ووفقا للتراتيب الجاري بها العمل في مادة تأدية النفقات العمومية ،يتولى
المحاسب خالص النفقة (: )1
-إما نقدا وفي هذه الحالة يسلم األموال مباشرة لصاحبها الحامل لبطاقة الدفع
وذلك بعد التثبت من هويته وإمضاءه أمام المحاسب العمومي على بطاقة
الدفع.
-----------
( )1انظر الفصول من 133الى 151من مجلة المحاسبة العمومية الصادرة بمقتضى القانون عدد 81لسنة . 1973
-أو بواسطة تحويل ،بريدي أو بنكي ،وفي هذه الحالة يتولّى المحاسب القيام
بتحويل بريدي أو بنكي لمقدار النفقة بحساب صاحب الدين.
وقد ضبطت مجلة المحاسبة العمومية نوعية النفقات التي يجب أن يتم
خالصها إما نقدا أو عن طريق التحويل.
55
و الى جانب هذه اإلستثناءات ،فإن نفقات المراكز الديبلوماسية و القنصلية
الممولة بواسطة قروض خارجية موظفة تخضع لنظام خاص
ّ بالخارج و النفقات
فيما يتعلق بطرق تأديتها .
أ -نفقات المراكز الدبلوماسية و القنصلية بالخارج :
تعقد نفقات المراكز الديبلوماسية والقنصلية بالخارج من طرف رئيس المركز
(كآمر بالصرف مساعد) ،وتحت مسؤوليته .وال تخضع هذه النفقات لطلب تعهد
مسبق وال لتاشيرة مراقب المصاريف العمومية .وبالتالي ،فإن رئيس المركز
يتولى تصفية النفقة وإحالتها الى المحاسب العمومي الذي يقوم بإجراءات الرقابة
قبل خالصها.
( )2سيتم دراسة موضوع التسبقات و وكالت الدفوعات في الباب الثاني من هذا المؤلف .
56
بموارد قروض خارجية موظفة أو البرامج والمشاريع التابعة للدّولة والتي
تنجزها ا لمؤسسات العمومية والمنشآت العمومية والممولة بقروض خارجية
موظفة تتكفل الدّولة بتحمل تسديدها.
ان الصبغة التقديرية لهذا النوع من النفقات تم ّكن آمر الصرف من تجاوز
اإلعتمادات المرسمة ضمن ميزانية الدّولة وإن كان هذا التجاوز يم ّكن من إنجاز
المشاريع والبرامج التي تساهم في تنمية الحركة اإلقتصادية فإن اإلفراط في
إستعمال هذا النوع من الموارد يثقل كاهل الدّولة بأعباء مالية عند التسديد الى
جانب المساهمة في تفاقم عجز الميزانية.
-2على مستوى الموارد :
يرخص قانون المالية بعنوان كل سنة في إستخالص األداءات والمعاليم
واألتاوات وغيرها وفي تعبئة موارد القروض الداخلية والخارجية.
ويتم استخالص هذه الموارد من قبل المحاسبين العموميين بموجب سندات
قانونية أو ترتيبية خالل السنة المالية التي وقع خاللها الترخيص.
وكل مورد لم يتم استخالصه في موفى كل سنة يتم إحالته الى السنة المالية
الموالية إلدراجه ابتداءا من غرة جانفي ضمن الموارد الراجعة لهذه السنة.
ويمكن أن تكون هذه المستندات في شكل تصاريح ،عقود ،أحكام قضائية،
قرارات إدارية خاصة الصادرة في المادة الجبائية.
وكل عون مكلف بالتحصيل ،يقوم باستخالص موارد الدّولة دون مستند
قانوني ،يقع تتبعه عدليا كمختلس لألموال العمومية.
ويتم استخالص المداخيل والمقابيض الراجعة لميزانية الدّولة إما :
-بالمرضاة وتتمثل هذه الطريقة في قيام المطالب باألداء أو المعلوم بدفع المبلغ
المطلوب للمحاسب العمومي عند حلول أجله القانوني أو إثر إستدعائه من
قبل المصلحة المختصة.
-باللجوء الى وسائل الجبر حين تلّدد المدين أو إمتناعه عن تأدية ما تخلد بذمته
بالرغم من مطالبته به من قبل المصالح المختصة.
من أداء أومعلوم ّ
يشترط إلستخالص هذه الموارد أن تكون ثابتة وقابلة للتصفية وحال أجل
إستخالصها.
57
أ -كيفية إستخالص مداخيل ميزانية الدّولة :
إن ا لمصادقة على الميزانية من طرف السلطة التشريعية تعني الترخيص في
تنفيذ القوانين الجبائية وإستخالص األداءات والمعاليم وفي تعبئة الموارد
(موارد إقتراض داخلي و خارجي) المشار إليها بالجدول المصاحب لقانون
المالية.
كما أشار الفصل 24من مجلة المحاسبة العمومية أنه "يحجر تحجيرا باتا
توظيف ضرائب قارة أو غير قارة لم تأت بها ميزانيات المقابيض أو القوانين
وعند اإلقتضاء التراتيب التطبيقية لها كيفما كانت الصفة أو العنوان الذي
تستخلص به ،ويعد مختلسا ،ويقع تتبعه من أجل ذلك كل سلطة تقوم بفرضها
وكل عون يقوم بإعداد جداول تحصيلها وضبط مقاديرها وكل ما يقوم
بجبايتها".
وتسدعي عملية تنفيذ المداخيل الراجعة لميزانية الدّولة ،القيام بنوعين من
العمليات :عملية إحقاق الموارد وعملية إستخالصها.
يقوم بعملية اإلحقاق عادة آمر القبض المنصوص عليه بالفصل 6من مجلة
المحاسبة العمومية (مع مراعاة األحكام الخاصة باألداءات الواجب دفعها
عاجال) الذي يتولى تحديد قاعدة الضريبة ومبلغها أو المواد الخاضعة للضريبة.
ويرسل في ذلك سندا صالحا لإلستخالص الى المحاسب العمومي.
وعلى أساس هذا السند يتولى المحاسب العمومي جباية الضريبة وبذلك
يصبح مسؤوال عن إستخالصه وفقا للنصوص و التراتيب القانونية.
وقبل اللجوء الى إصدار سند اإلستخالص ،يتولى المحاسب العمومي إرسال
إستدعاء (بدون مصاريف) الى المطالب باألداء ودعوته للحضور لدى القباضة
المالية لتأدية ما تخلد بذمته من ديون.
وإذا لم يستجب المعني باألمر لهذا اإلستدعاء في ظرف شهر يقع إرسال
أستدعاء ثان (مضمون الوصول وبدون مصاريف) مع مدّة إمهال ب 15يوما
لتأدية الدين قبل إنطالق اللجوء الى طرق اإلستخالص الجبري.
58
ينص الفصل 26من مجلة المحاسبة العمومية "يقع جبر المطلوبين بالطرق
القانونية على تسديد مابذمتهم من ديون عمومية ويكون ذلك بمقتضى بطاقة
تنفيذية.
طريقة الجبر تضبطها التراتيب الخاصة بكل صنف من أصناف تلك الديون.
وإن وجدت أصناف لم تتخذ بشأنها طريقة خاصة فإن جبايتها تكون بمقتضى
بطاقة إلزام يصدرها المحاسب المختص ويوقعها وزبر المالية لتصير نافذة".
بطاقة اإللزام : -
تعتبر بطاقة اإللزام أكثر السندات التنفيذية إستعماال ،وتستخدم في األداءات
المباشرة وغير المباشرة كما تستخدم في موارد أخرى غير جبائية.
وتحرر بطاقة اإللزام من قبل المحاسب العمومي.
يتم اإلعتراض على اإللزام في أجل ثالثة أشهر من تاريخ اإلعالم للمعني
باألمر .ويتم التحقيق في اإلعتراض كتابيا وبدون مرافعة وذلك بتقديم كل من
الطرفين تقارير كتابية في الموضوع تبلغ للطرف اآلخر قبل تسليمها الى
المحكمة.
ويصدر الحكم في القضية من طرف الحاكم المكلف بعد أخذ رأي المدعي
العمومي .ويكون الحكم الصادر نهائيا وال يمكن الطعن فيه إال بطريقة التعقيب.
بطاقة الجبر : -
تتو لى اإلدارة إصدار هذا النوع من البطاقات ،وتكتسبها السلطة القضائية
الصبغة التنفيذية .وتعتمد هذه البطاقة عادة لإلستخالص الجبري لمعاليم
التسجيل والطابع الجبائي من قبل المحاسب العمومي بالنسبة للمعاليم المثقلة من
قبل مركز مراقبة األداءات ،كما يمكن إعدادها من قبل مصلحة مراقبة معاليم
التسجيل بمركز مراقبة األداءات في الحاالت األخرى.
وتنطبق نفس إجراءات اإلعتراضات المتبعة في مستوى بطاقة اإللزام على
بطاقة الجبر.
وينص الفصل 29من مجلة المحاسبة العمومية على أن بطاقات الجبر يقع
إبالغها وتنفيذها حسب القواعد والصيغ المقررة بمجلة اإلجراءات المدنية
59
والتجارية لتنفيذ األحكام العدلية وذلك مع مراعاة األحكام الخاصة المبينة
بالفصول من 30الى 34من مجلة المحاسبة العمومية.
60
مع اإلشارة الى أنه ال يمكن إجراء أية مقاصة بين الديون الراجعة للدّولة
وبين الديون المتخلدة بذمتها ولو كانت معززة بأحكام أو وثائق تنفيذية وكل
إستثناء لهذه القاعدة يقع إقراره بأمر.
ويبقى المحاسب العمومي متحمال لمسؤولية الديون الراجعة للدّولة المثقلة
لديه الى أن يتم إستخالصها كليا ما لم يثبت تعذر اإلستخالص ألسباب خارجة
عن إرادته مع إثباب قيامه بجميع اإلجراءات واألعمال القانونية القاطعة للتقادم.
ب – كيفية تعبئة موارد اإلقتراض :
يتم تحصيل وجمع موارد اإلقتراض سواء كانت داخلية أو خارجية ،لدى
أمين المال للبالد التونسية وتتم تعبئة هذه الموارد وفقا للقوانين والتراتيب
الخاصة بها.
وينص الفصل 32من الدستور على أن تقع المصادقة على المعاهدات
بمقتضى قانون .و ينص الفصل 34منه على أن تتخذ في شكل قوانين
النصوص المتعلقة بالقروض والتعهدات المالية الدّولة .كما نص الفصل 65من
مجلة المحاسبة العمومية على أنه " ال يجوز اإلقتراض لفائدة مؤسسة عمومية
إدارية في شكل إصدار سندات آجال قصيرة أو متوسطة أو طويلة أو في شكل
تحمل بقروض أبرمت لفائدة هيئات عمومية أو خاصة أو بالتزامات تعهدت بها
أو في شكل تعهدات واجبة األداء أجال أو حسب أقساط سنوية اال في نطاق
الحدود المقررة بقانون المالية ،كما ال يجوز إجراء أي تحوير في صيغة
القروض المعقودة أو في مقدار الفائدة المقررة لها اال في نطاق نفس تلك
الحدود "...
والى جانب هذه التراخيص القانونية ،يرخص قانون المالية بعنوان كل سنة
في حجم موارد القروض الداخلية وموارد القروض الخارجية ،ويحدد مستوى
اإلقتراض الصافي المرخص فيه.
ويمكن تعريف اإلقتراض الصافي بكونه الزيادة المسجلة في مستوى موارد
اإلقتراض خالل السنة بعد تسديد أصل الدين العمومي الداخلي وأصل الدين
العمومي الخارجي.
61
ويهدف هذا اإلجراء الى إعطاء أكثر مرونة للمكلف بتحصيل موارد
اإلقتراض للتوجه سوى الى اإلقتراض الخارجي أو الى اإلقتراض الداخلي
وذلك حسب شروط السوق المالية الداخلية أو العالمية.
ويستعمل اإلقتراض الصافي لتغطية عجز الميزانية المسجل بعنوان السنة
المالية .وتتوزع موارد اإلقتراض الى إقتراضات داخلية والى إقتراضات
خارجية.
اإلقتراض الداخلي : -
* رقاع الخزينة :
تتم حاليا تعبئة القروض الداخلية لفائدة ميزانية الدّولة بواسطة إصدار
رقاع الخزينة و ذلك بداية من أواخر سنة ( 1989قرار وزير المالية بتاريخ 20
سبتمبر 1989الذي تم تعويضه بقرار 26سبتمبر . )1991
من ناحية أخرى تم التركيز على رقاع الخزينة قصيرة المدى و ذلك
بمقتضى األمر عدد 1782لسنة 1999مؤرخ في 9أوت 1999و على رقاع
الخزينة القابلة للتنظير بمقتضى األمر عدد ..........بتاريخ
رقاع الخزينة قصيرة المدى : -
تصدر رقاع الخزينة قصيرة المدى بقيمة إسمية تساوي 1000دينار لمدّة
13و 26و 52أسبوع وهي سندات قابلة للتنظير و تسدد رقاع الخزينة قصيـرة
المـدى رفعة واحدة بحلول آجـالها و تدفع الفوائض عند اإلصدار و تحتسب على
أساس عدد األيّام الحقيقي من سنة تعد 360يوما .
و تصدر رقاع الخزينة قصيرة المدى كل أسبوع عن طريق مناقصات
يتولى إجراءها البنك المركزي البنك المركزي التونسي و تشارك فيها
"المختصون في رقاع الخزينة" لفائدتهم أو لفائدة حرفائهم من وسطاء البورصة
و كـذلك المـؤسسات المنخرطة في الشركة التـونسية بين المهنيين للمقاصة و
المحافظة على األوراق المالية و التي لها حساب لدى البنك المركزي التونسي و
التي قامت بإمضاء إتفاقية مع وزير المالية تحدد بشروط و طرق التدخل في
سوق رقاع الخزينة قصيرة المدى .
62
تعلم وزارة المالية كل يوم ثالثاء أو عند اإلقتضاء يوم العمل الذي يسبقه
عن المبلغ التقديري المزمع إصداره و تقدم العروض الى وزارة المالية مغلقة و
مختومة كل يوم الخميس ،و تتضمن العروض تسليم نسب فوائض محتسبة في
نهاية المدّة و بخصوص كل نسبة فائض مقترحة المبالغ المزمع إقتناءها .
و تفتح العروض في نفس اليوم الذي يقدّم به .
و على أساس النسب و المبالغ المقترحة ،تحدد وزارة المالية مبلغ
العروض المقبولة على كل مدّة تسديد و يقع اإلعالم بنتائج المناقصة من طرف
وزارة المالية في اليوم الموالي لفتح العروض .
و يتم تحويل مبالغ اإلكتتابات الى الحساب الجاري للخزينة المفتوح لدى
البنك المركزي التونسي .
علما و أن إصدار رقاع الخزينة قصيرة المدى يكون في نطاق المبلغ
المحدد لذلك بمقتضى قانون المالية .
-رقاع الخزينة القابلة للتنظير :
بمقتضى أحكام األمر عدد 2462المؤرخ في 22ديسمبر ، 1997تم ضبط
شروط و طرق إصدار و تسديد رقاع الخزينة القابلة للتنظير .
و هي رقاع قابلة للتداول ببورصة األوراق المالية بتونس و تدرج ضمن
عمليات الشركة التونسية بين المهنيين للمقاصة و المحافظة على األوراق
المالية.
و تصدر هذه الرقاع بقيمة أسمية تساوي 1000دينارا لمدّة خمسة سنوات
أو ضارب 5سنوات و بنسبة فائض ثابتة .
و يتمثل التنظير في ربط إصدار جديد برقاع مماثلة مصدرة سابقا .
و تسدد رقاع الخزينة القابلة للتنظير دفعة واحدة بحلول آجالها .تدفع
سنويا بحلول األجل و تحتسب على أساس سنة بـ 365يوما .
الفوائض ّ
-1كيفية اإلكتتاب في رقاع الخزينة القابلة للتنظير :
يتم اإلكتتاب في هذه الرقاع عن طريق مناقصات يقدم فيها العروض
"مختصون في رقـاع الخزينة " و ذلك لفـائدتهم أو لفائدة حرفائهم من بنوك و
وسطاء بالبورصة .
63
علما و أنه يتم إختيار المختصين في رقاع الخزينة من بين وسطاء
البورصة و األشخاص المعنويين الذي يستحييون للشروط المنصوص عليها
بكراس شروط تضبطها وزارة المالية .
تتولى وزارة المالية اإلعـالن عن الحجم التقـديري المزمع إصـداره و
الرقاع التي يمكن أن يشملها اإلصدار و ذلك أسبوعا قبل إجراء المناقصة تقدم
العروض مغلقة و مختومة الى وزارة المالية (اإلدارة العامة لألموال العمومية)
كل أول ثالثاء من كل شهر ،و إذا كان يوم الثالثاء يوم عطلة تقدم العروض
في يوم العمل السابق .
و تتضمن العروض تسليم أسعار اإلكتتابات في شكل نسب مائوية من
القيمة اإلسمية صافية من الفوائض الجارية و بالنسبة لكل سعر مقترح المبالغ
المزمع إقتناءها .
و يقع فتح العروض كل يوم إربعاء من كل شهر علما و أن وزارة المالية
تتولى تجميع العروض و ترتيبها بصفة تنازلية .
و على ضوء األسعار و المبالغ المقترحة ،تمدد وزارة المالية مبلغ
العروض المقبولة بالنسبة لكل صنف من الرقاع .
و تدفع مبالغ اإلكتتابات في رقاع الخزينة القابلة للتنظير الى الخزينة
العامة للبالد التونسية في اليوم السابع من اإلعالم عن النتائج قبل الساعة الحادية
عشر صباحا .و يحتسب تاريخ اإلنتفاع إبتداء من تاريخ إحتساب الفوائض .
اإلقتراض الخارجي : -
يترتب عن اللجوء الى تعبئة موارد قروض خارجية لتمويل نفقات ميزانية
الدّولة خاصة منها المتعلقة بنفقات التنمية أعباء مالية إضافية تتمثل خاصة في
أهمية نسب الفوائد وتأثير تقلبات أسعار الصرف للعمالت األجنبية عند القيام
بعملية التسديد رغم حاجة اإلقتصاد الداخلي الى هذا النوع من الموارد.
وتتأتى موارد اإلقتراض الخارجي من :
قروض ثنائية -
قروض متعددة األطراف -
قروض السوق المالية العالمية -
64
القروض المبرمة في نطاق التعاون الثنائي :
يتم إبرام القروض الثنائية بين الدّولة التونسية وإحدى الدّول األجنبية
سرة (نسب الفائدة ،مدّة اإلمهال ومدّة التسديد .)...
عادة بشروط مي ّ
وتخصص هذه القروض إما لتمويل مشاريع الدّولة أو مشاريع
المؤسسات العمومية.
ويتم تحويل هذا النوع من القروض إما :
لفائدة الحساب الجاري للخزينة المفتوح لدى البنك المركزي -
التونسي ويتم تحميل هذه القروض ضمن موارد ميزانية الدّولة.
أو توظيف هذه القروض مباشرة لتمويل مشاريع الدّولة أو -
مشاريع المؤسسات العمومية دون المرور بميزانية الدّولة ويعني ذلك
خالص مزودي الدّولة أو المؤسسات العمومية مباشرة من قبل المقرض.
القروض المبرمة في نطاق التعاون المتعدد األطراف :
يتم إبرام هذا النوع من القروض بين الدّولة التونسية والمؤسسات
المالية العالمية المتعددة األطراف كالبنك اإلفريقي للتنمية والبنك الدّولي
والصندوق العربي للتنمية اإلقتصادية واإلجتماعية والبنك األوروبي
لإلستثمار والبنك اإلسالمي للتنمية.
وتخصص هذه القروض عادة :
لمعاضدة اإلصالحات الهيكلية التي تقوم بها الدّولة التونسية في -
مختلف الميادين اإلقصادية واإلجتماعية .وتتميز هذه القروض بسرعة
السحب لفائدة ميزانية الدّولة.
إلنجاز مشاريع الدّولة أو مشاريع المؤسسات العمومية كالسدود -
والطرقات ...
القروض المبرمة لدى السوق المالية العالمية :
تتميز القروض المبرمة لدى السوق المالية العالمية بعدة خصوصيات
نتيجة حجم التعامل في مستوى هذه السوق.
ومن أهم القروض المتعامل بها في مستوى هذه السوق :
65
القروض المبرمة لدى مجموعة بنوك تتولى تعبئة مبلغ القروض. -
ويتولى بنك من هذه المجموعة القيام بعملية التنظيم والتصرف في القرض
المسند.
القروض الرقاعية بالسوق المالية العالمية وهي قروض يتم -
اإلكتتاب فيها من قبل المستثمرين األجانب عن طريق بنك أو مؤسسة
مختصة في هذا النوع من القروض.
الباب السابع
صناديق الخزينة
66
تخضع موارد و نفقات صناديق الخزينة إلى نفس اإلجراءات المتبعة في
مستوى تنفيذ ميزانية الدولة غير أن القانون األساسي للميزانية أعطى خصائص
لهذه الصناديق نظرا لطبيعة العمليات والتدخالت الممولة من قبلها :
-تحدث الحسابات الخاصة في الخزينة وتلغى بمقتضى قانون المالية ،أما
حسابات أموال المشاركة فتحدث وتلغى بمقتضى قرار من وزير المالية.
-تخصيص موارد ذاتية موظفة مباشرة لفائدة هذه الصناديق.
-تكتسي نفقات صناديق الخزينة الصبغة التقديرية حيث يمكن الترفيع في
صلة فعليا .ويتم هذا الترفيع
نفقاتها خالل السنة وذلك في حدود الموارد المح ّ
بمقتضى قرار من وزير المالية.
-تتمتع هذه الصناديق بنقل الفواضل المسجلة في آخر كل سنة مالية الى
السنة المالية الموالية ما لم يتقرر ما يخالف ذلك ضمن قانون المالية أو قانون
غلق الميزانية .
-IIIكيفية تنفيذ موارد ونفقات صناديق الخزينة :
يتم بمقتضى قانون المالية توزيع نفقات موارد كل حساب خاص في الخزينة
(دون التنصيص على موارد ونفقات حسابات أموال المشاركة والتي يتم
إعتمادها عند ختم الميزانية).
فبالنسبة للموارد ،يتولى أمين المال العام للبالد التونسية ترسيم كل مورد
راجع لكل صندوق خزينة ضمن عملياته الحسابية الى جانب تحميل هذه الموارد
بمنظومة "أدب" وتمكن هذه العملية آمري صرف هذه الصناديق من متابعة
تطور مواردها حتى يتسنى طلب فتح اإلعتمادات عند توفر الموارد.
ّ
ويتولى أمين المال العام للبالد التونسية جباية الموارد الراجعة لهذه
الصناديق وخالص النفقات المحملة عليها.
وعلى مستوى النفقات ،يتولى آمر الصرف طلب فتح اإلعتمادات لدى إدرة
الميزانية بوزارة المالية التي تقوم بالتثبت عادة من :
توفر الموارد بالصندوق. -
أن اإلعتمادات المطلوبة تدخل في نطاق تدخالت الصندوق -
المنصوص عليها بالنص المحدث للصندوق.
67
وفي صورة الموافقة على طلب فتح اإلعتماد ،تتولى إدارة الميزانية إعداد
قرار توزيع اإلعتماد وتحميله على منظومة "أدب" وارسال نسخ من هذا القرار
الى كل من آمر الصرف ،مراقب المصاريف وأمين المال العام للبالد التونسية.
وعلى أساس قرار توزيع اإلعتمادات ،يتولى آمر الصرف القيام بالعمليات
المتعلقة بتنفيذ نفقات ميزانية الدّولة (التعهد ،التصفية ،اإلذن بالصرف) ويتكفل
أمين المال العام للبالد التونسية بخالص النفقات.
و تجدر اإلشارة في هذا الصدد ،أن الفصل 24مكرر من القانون األساسي
عدد 42لسنة 2004المتعلق بتنقيح و إتمام القانون األساسي للميزانية عدد 53
لسنة 1967المؤرخ في 8ديسمبر 1967نص أنه "يمكن بمقتضى قانون
المالية إحداث صناديق خاصة لتمويل تدخالت في قطاعات معينة و يمكن أن
توكل مهمة التصرف فيها بمقتضى إتفاقيات تبرم مع وزير المالية .
و يمكن أن ترصد لفائدتها إعتمادات من ميزانية الدولة باإلضافة الى المبالغ
التي يتم إسترجاعها أو التي يمكن توظيفها لفائدتها ,
و يتم إستعمال هذه الموارد حسب برامج تضبط طبقا لتشاريع و التراتيب
الجاري بها العمل و تنقّح و تلغى هذه الصناديق بمقتضى قانون المالية .
الباب الثامن
مراقبة تنفيذ ميزانية الدّولة
69
إن مراقبة المحاسب العمومي على أذون الصرف الصادرة عن آمرالصرف
بغض النّظر عن ّ
الرقابة التي تم إجرائها من قبل مراقب ّ تتم بصفة مع ّمقة
المصاريف.
وقد تمت اإلشارة إلى محتوى هذه الرقابة في مستوى تنفيذ الميزانية وهي
التثبت من:
-سحب النفقة على صندوق المحاسب
-صالحيات آمر الصرف
-توفر اإلعتمادات الالزمة والمقررة بصفة قانونية
-صحة إدراج النفقة بالعنوان والباب والقسم والفصل والفقرة والفقرة
الفرعية.
-ثبوت العمل المنجز و صحة حسابات التصفية
-براءة ذمة الدّولة بتسديد الدين
-موافقة مصلحة مراقبة المصاريف على عقد النفقة
-تطبيق قواعد التقادم وسقوط الحق
-عدم وجود اعتراض لخالص النفقة
-و كل الوثائق المثبتة للنفقة وصحتها
و بعد التثبت من الوثائق المصاحبة لإلذن بالصرف وفي صورة عدم وجود
إخالالت يتولى المحاسب العمومي التّأشير على اإلذن بالصرف وخالص النفقة
وفقا لما ت ّمت اإلشارة إليه في مستوى مرحلة تأدية النفقات العمومية.
الرقابة العا ّمة:
-3هيئات ّ
الرقابة العامة للمصالح العمومية بالوزارة
الرقابة العا ّمة(هيئة ّ
تختص هيئات ّ
الرقابة العامة ألمالك الدولة والشؤون
الرقابة العامة للمالية وهيئة ّ
األولى وهيئة ّ
العقارية) بأن رقابتها تشمل جميع المصالح و المؤسسات التّابعة للد ّولة أو
للجماعات المحلية والجمعيات والمؤسسات الخاصة التي تتمتع بإعانة من الدّولة
أو من الجماعات العمومية .و تتم رقابتها على عين المكان .وتشمل رقابتها
العمليات التي هي في طور إنجازها في ميدان أو ميادين متعددة من نشاط
المؤسسة أو المصالح المعنية.
70
وتعد هذه الهيئات تقارير عن كل عملية تفقد أو بحث تضمن فيه معاينات
التصرف وتشير إلى مواطن اإلصالح الممكنة.
ّ وتقييمها لنوعيّة
-4التفقديات اإلدارية والمالية للوزارات :
71
وفي صورة وجود مخالفات في تصرف هؤالء اآلمرين تتولى دائرة
المحاسبات مكاتبة الوزير المعني باألمر الذي يتولى إجابة عن مالحظات الدائرة
الموجه له في أجل شهرين من تاريخ إعالمه بذلك.
يتم إجراء المراقبة القضائية على تنفيذ ميزانية الدّولة من قبل دائرة
المحاسبات :
أحدثت دائرة المحاسبات بموجب الفصل 69من الدستور ونظمت بمقتضى
وتختص هذه الدائرة
ّ القانون عدد 8لسنة 1968المؤرخ في 8مارس 1968
بالنظر في حسابات وتصرف :
* الدّولة والجماعات العمومية المحلية والمؤسسات العمومية
* المؤسسات العمومية ذات الصبغة الصناعية والتجارية وجميع الهيئات مهما
كانت تسميتها والتي تساهم الدّولة أو البلديات في رأس مالها.
وتعد الدائرة تقريرا سنويا يتضمن مجموع المالحظات التي عاينتها
واإلصالحات الممكن إدخالها .ويرفع هذا التقرير سنويّا الى رئيس الجمهورية
والسلطة التشريعية.
إن المهمة الرئيسية لدائرة المحاسبات تتمثل في إجراء مراقبة حسابية مع ّمقة
لحسابات المحاسبين العموميين الخاضعين لها .وتعتبر دائرة المحاسبات الهيئة
العليا لمراقبة مالية الدّولة .وهي سلطة قضائية إذ أنها تقضي إبتدائيا ونهائيا في
حسابات المحاسبين العموميين.
يتولى المحاسبون العموميون الخاضعون للدائرة توجيه حساباتهم الى وزارة
المالية .وعمال بأحكام الفصل 209من مجلة المحاسبة العمومية يتولى وزير
المالية النظر في حسابات السنة المقدّمة من طرف أمين المال العام واألمين
العام للمصاريف وحافظ مستودع الطابع الجبائي وتأشيرها شهادة منه في
مطابقتها لسجالتهم قبل عرضها على دائرة المحاسبات وذلك قبل موفى شهر
جويلية من السنة الموالية للسنة الخاصة بها.
72
كما يسلم للدائرة أيضا حساب الدّولة العام وذلك قبل موفى نفس السنة.
ويحتوي هذا الحساب على :
-ميزان عام لحسابات الدّولة يستنتج من توحيد حسابات المحاسبين
-شرح مفصل لإليرادات موزعة حسب عناوين الميزانية وأبوابها
وأقسامها وفصولها مع بيان مبالغها وما ثبت إستحقاقه للدّولة وما تم تحصيله
وما تم طرحه وما بقي استخالصه.
-شرح مفصل للمصاريف موزعة حسب عناوين الميزانية وأبوابها
وأقسامها وفصولها مع بيان مقدار اإلعتمادات المقررة لها بالميزانية أو
اإلعتمادات اإلضافية وما تم عقده منها وما أمر بصرفه ومبلغ اإلعتمادات
المخصصة الواجب نقلها الى ميزانية السنة الموالية لصرفها فيما خصصت له.
-مقارنة اإلجراءات والنفقات مع التقديرات المرسمة.
-شرح مفصل لعمليات الحسابات الخاصة في الخزينة
-بيان حالة الحساب الخاص بمكشوفات الخزينة
-بيان مفصل في القروض العامة والتزامات الدّولة
ويكون الحساب العام للد ّولة مرفوقا :
-بالحسابات الخاصة التي يجب على المصالح اآلمرة لمصاريف الدّولة أن
تعدها بالنسبة لمصاريفها.
-بقائمة في مختلف الحسابات المنظمة من طرف المحاسبين الراجعين
بالنظر الى دائرة المحاسبات.
وبعد الدراسة والتثبت في جميع الوثائق الموجهة اليها ،تتولى دائرة
المحاسبات اقرار أحكامها النهائية والمتمثلة في أن :
-المحتسب بريئ الذمة
-المحتسب مطالب بما تخلد بذمته.
ويمكن لدائرة المحاسبات مراجعة قرارتها بنفسها سواء :
-بطلب من المحتسب في صورة العثور على وثائق لم يتسن له اإلستظهار
بها قبل صدور الحكم البات.
-أو بطلب من مندوب الحكومة بموجب غلط أو سهو.
73
وإذا عثرت الدائرة أثناء فحص الحسابات على مخالفات توصف بكونها
جنائية يقع تبليغها الى النيابة العمومية المختصة قصد تتبع مرتكبيها امام
المحاكم ذات النظر.
وباستثناء المخالفات التي توصف بكونها جنائية والتي هي من اختصاص
محاكم الحق العام فإن لدائرة المحاسبات إمكانية تسليط عقوبات مالية و ذلك في
صورة:
-إخالل في تقديم الحسابات.
-تأخير في تقديم الحسابات بلغ 6أشهرا.
-رفض إحالة الوثائق رغم طلبها من طرف دائرة المحاسبات .
-تأخير في تقديم حسابات األحزاب او تأخير في موافاة الدائرة بالوثائق
المطلوبة .
الرقابة :
-IIIزجر ومتابعة األخطاء التي تكشف عنها هياكل ّ
دائرة الزجر المالي :
تدعمت مقومات دائرة الزجر المالي بإصدار القانون عدد 74لسنة 1985
الذي أحدث هذه الدائرة ي صيغتها الحالية وأسندت رئاستها الى الرئيس األول
لدائرة المحاسبات ونيابة الرئيس الى أحد رؤساء الدوائر بالمحكمة اإلدارية
وجعل عضويتها متناصفة بين قضاة هيئة مجلس الدّولة.
ّ
وتبت محكمة الزجر المالي في أخطاء التصرف المرتكبة من قبل الموظف
أو عون الدّولة أو المؤسسات العمومية اإلدارية أو الجماعات العمومية المحلية
وكذلك المتصرف أو عون المنشآت العمومية.
أ -من يتولى رفع القضية أمام دائرة الزجر المالية :
تنطلق أعمال دائرة الزجر المالي من القضايا التي يرفعها إليها عن طريق
مندوب الحكومة كل من :
-رئيس مجلس النواب
-الوزير األول
74
-الوزراء بالنسبة لألعمال التي تعاين ضد الموظفين والمتصرفين
واألعوان الموضوعين تحت سلطتهم أو إشرافهم.
-الرئيس األول لدائرة المحاسبات.
ب -األخطاء المتعلقة بالتصرف :
طبقا ألحكام الفصل األول من القانون عدد 74لسنة 1985تعتبر أخطاء
تصرف ترتكب إزاء الد ّولة والمؤسسات العمومية اإلدارية والجماعات العمومية
المحلية.
-كل عمل من نتيجته التعهد بمصاريف يقع القيام بها بدون أن يتم مسبّقا
التأشير على ذلك من قبل مصلحة مراقبة المصاريف العمومية حسب ماهو
محدد باألمر عدد 36لسنة المؤرخ في 28جانفي .1969
-كل عمل يكون من نتيجته التعهد بمصاريف يقع القيام به بالرغم من
رفض التأشيرة من طرف مراقبة المصاريف العمومية ومن غير أن يقع الغاء
هذا الرفض بمقتضى قرار من الوزير األول.
-كل تنزيل مصاريف بصورة غير قانونية أن يقع الغاء هذا الرفض
بمقتضى قرار من الوزير األول.
-كل تنزيل مصاريف بصورة غير قانونية يكون الغرض منه إخفاء تجاوز
في اإلعتماد.
-كل عمل يكون من نتيجته التعهد بمصاريف يقوم به شخص لم يتمتع
بتفويض قانوني للغرض المذكور.
-كل خطأ فادح يتسبب في حدوث ضرر مالي.
-كل تعهد بمصاريف تقام من حساب غير خاضع لقواعد المحاسبة
العمومية ما عدا في صورة األموال اإلحتياطية المرخص فيها بصفة قانونية
بمقتضى قانون المالية.
-كل عمل يهدف بواسطة دخل خاص الى الزيادة في مبلغ اإلعتمادات
المفتوحة بالميزانية باستثناء الصور المعينة بمقتضى التشريع والتراتيب الجاري
بهما العمل.
75
-وبصفة عامة كل تصرف يكون القيام به مخالفا للقوانين واألوامر
والتراتيب المنطبقة في مادة تنفيذ مقابيض ومصاريف الدّولة والمؤسسات
العمومية اإلدارية والجماعات المحلية.
وال يشكل تجاوز اإلعتماد خطأ تصرف إال إذا كان متعلقا بمصاريف مبنية
على إعتمادات تحديدية .وإن التعهد بالمصاريف المبنية على اإلعتمادات
التقديرية فيما يتجاوز تخصيص األموال المقررة بالميزانية ال مسؤولية فيه على
مرتكبه.
وتشمل اإلعتمادات التقديرية المصاريف ذات الصبغة الحتمية وتصلح
لخالص ديون الدّولة والمؤسسات العمومية أو الجماعات العمومية المحلية وهي
الديون الناتجة عن تطبيق القوانين واألوامر والتراتيب واإلتفاقيات السابقة .وهي
تنطبق خاصة على الدين العمومي والدين العمري وعلى ترجيع األموال وعلى
المرتبات واألجور والتعويضات اإلجتماعية.
تعتبر أخطاء تصرف ترتكب إزاء المنشآت العمومية :
-كل عمل تصرف لم تتوفر فيه شروط الرقابة الخاضع لها بمقتضى
التشريع والترتيب الجاري بهما العمل.
-كل عمل تصرف يكون من نتيجته الزام المنشآت يقوم به شخص ال
سلطة له في ذلك أو لم يتمتع بتفويض قانوني للغرض المذكور.
-كل عمل تصرف وإن كان مسجال بالحسابية ،ال يمكن إثباته من طرف
مرتكبه أو مرتكبيه بتقديم وثائق تدل على حقيقة تنفيذه.
-كل عمل تصرف يقوم به شخص مخال بواجباته تكون غايته تمكين أو
محاولة تمكين الغير من الحصول بصفة غير مبررة على إمتيازات مالية أو
عينية تكون نتيجتها الحاق ضرر بالمنشأة.
-وبصفة عامة كل عمل يكون القيام به مخالفا للقوانين واألوامر ولتراتيب
المنطبقة في مادة التصرف في المنشآت العمومية ويؤدي الى حصول ضرر
مالي لهذه المنشأة.
وفيما يلي أهم األخطاء التي إعتبرتها دائرة الزجر المالي أخطاء تصرف
ضمن بعض تقاريرها :
76
-اإلخالل بطرق مسك الحسابية كعدم إحالة آمر الصرف مستندات القبض
على المحاسب لإلستخالص.
-اإلخالل باإلجراءات أو الطرق المعتمدة في التصرف كبيع المحاصيل
والمنتجات على غير الصيغ القانونية أو دون اللجوء الى المزاد العلني.
-عدم مراعاة قاعدة العمل المنجز عند اإلذن بصرف النفقة أو التعهد
بمصاريف غير مشروعة أو تجاوز اإلعتمادات المرصودة بالميزانية.
-اإلخالل بالتراتيب المتعلقة بنظم التأجير وإسناد اإلمتيازات العينية.
-تحميل مصالح اإلدارة أو المشاريع العمومية أعباء مالية أو عينية بدون
موجب لفائدة أطراف أجنبية.
-اإلخالل بالتراتيب المتعلقة بالصفقات كعدم الحصول على التأشيرة من
قبل مصالح المراقبة المسبقة أو اللجان المختصة بالصفقات.
* إجراءات التتبّع :
يحيل مندوب الحكومة ملف القضية الى رئيس دائرة الزجر المالي .ويعهد
لمقررين يعيّنهم رئيس دائرة الزجر المالي من بين أعضاء
ّ التحقيق في القضايا
دائرة المحاسبات أو بناء على إقتراح الرئيس األول للمحكمة اإلدارية.
وعند إنتهاء البحث يحرر المقرر تقريرا يقدم فيه مالحظاته ،ويحال الى
الوزير أو رئيس المنشأة الذي يرجع اليه بالنظر الموظف وكذلك الى وزير
المالية.
ويجب على الوزير الراجع له بالنظر الموظف وكذلك وزير المالية إبداء
الرأي في أجل شهر ويوجه الملف فيما بعد الى مندوب الحكومة الذي يرجعه في
أجل 15يوما الى الدائرة مصحوبا بمالحظات معللة.
يقع إعالم الموظف بمكتوب مضمون الوصول بأنه يمكن له في أجل 15
يوما اإلطالع علىملف القضية وله أجل شهرين إبتداءا من إعالمه لتقديم مذكرة
الى مندوب الحكومة.
وعلى أساس هذه المستندات تنعقد جلسات دائرة الزجر المالي وهي جلسات
غير علنية يحضرها محام أو أكثر للدفاع عن العون المحال على الدائرة.
77
وعمال بأحكام الفصل 16من القانون عدد 74لسنة 1985تقدم التقارير
الى دائرة الزجر المالي وبعد تالوة التقرير والمالحظات الشفوية الصادرة عن
المقرر يدعى المعني باألمر لتقديم مالحظاته إلى جانب مالحظات مندوب
الحكومة.
و يعاقب عون الدولة و أعوان المؤسسات العمومية اإلدارية و الجماعات
المحلية أو عون المنشآت العمومية،في صورة إرتكابه لخطأ أوأخطاء تصرف،
بخطية يتراوح مبلغها ما بين الجزء الثاني عشر وكامل المرتب الخام السنوي
الذي يتمتع به في اإلدارة أو المنشأة التي حصلت فيها المخالفة ،بصرف النظر
عن العقوبات التأديبية أو الجزائية التي تستهدف اليها المخالفات التي وقعت
معاينتها.
وال تنطبق العقوبات اآلنفة الذكر ،إذا أمكن لمرتكب خطأ التصرف أن
يستظهر بإذن كتابي صدر اليه قبل العملية المتهم من أجلها وعلى أساس تقرير
خاص بشأن القضية صادر عن الوزير أو كاتب الدّولة أو السلطة التي يرجع
اليها بالنظر.
وتكتسي أحكام الدائرة الصبغة التنفيذية ،وإذا ما أسفر التحقيق عن أمور من
شأنها ان تشكل جنحة أو جناية فإن رئيس الدائرة يحيل الملف الى وزير العدل.
إن قرارات الدائرة غير قابلة اإلستئناف وال للتعقيب ،غير أنه وفي صورة
ظهور عناصر جديدة أو العثور على وثائق تثبت عدم مسؤولية الموظف أو
العون يمكن أن تكون القرارات المذكورة موضوع مراجعة في أجل شهرين
إبتداء من اإلعالم بالقرار.
علما وأن القيام بهذه الدّعوة ليس له تأثير توقيفي إال إذا صدر قرار يخالف
ذلك من رئيس الدّائرة.
ترفع الدائرة كل سنة تقريرا الى رئيس الجمهورية ينشر بالرائد الرسمي
للجمهورية التونسية.
* الهيئة العليا للرقابة اإلدارية والمالية :
بمقتضى القانون عدد 50لسنة 1993المؤرخ في 3ماي 1993تم
إحداث مؤسسة عمومية ذات صبغة إدارية تابعة لرئاسة الجمهورية ،تتمتع
78
بالشخصية المعنوية وباإلستقالل المالي ،أطلق عليها إسم "الهيئة العليا للرقابة
اإلدارية والمالية" وتقوم هذه الهيئة بالخصوص :
-بتنسيق برامج تد ّخل هياكل المراقبة العامة لمصالح الدّولة والمنشآت
الرقابة في
العمومية .وتهدف عملية التنسيق الى تفادي تدخل هياكل متعددة من ّ
مصلحة واحدة وفي وقت واحد أو في آجال متقاربة الى جانب محاولة ترشيد
برامج نشاط هذه الهياكل عبر ضبط أوليات ومعايير تهدف الى توفير تغطية
دورية لهياكل التصرف.
الرقابة وإقتراح ما تراه من إجراءات
-دراسة وإستغالل تقارير هياكل ّ
عملية كفيلة بتالفي النقائص وتحيين طرق التصرف.
وتهدف هذه العملية الى إستغالل المعطيات التي توفرها كل من التقارير
السنوية لدائرة المحاسبات وتقارير هيئات الرقابة العامة إضافة الى بعض
التقارير الصادرة عن التفقديات الوزارية ،وإستخراج النقائص واإلخالالت
المسجلة وتقديم إقتراحات عملية كفيلة باإلسهام في إصالحها وتفادي تكرارها.
الرقابة المتضمنة
-متابعة إنجاز مالحظات وتوصيات وإقتراحات هياكل ّ
بالتقارير التي تم إعدادها بعد مراقبتهم لمصالح الدّولة والمؤسسات العمومية
اإلدارية والجماعات العمومية المحلية والدواوين والشركات القومية وبصفة
عامة المنظمات والهياكل التي تلتجئ مباشرة أو بصفة غير مباشرة الى مساعدة
مالية من الدّولة أو الجماعات العمومية في شكل رأس مال أو إعانات أو قروض
أو تسبقات.
-إبداء رأيها فيما يعرض عليها من مشاريع نصوص تشريعية أو ترتيبية
ترمي الى تطوير طرق التصرف وأساليب وتحسين جدوى عمل هياكل المراقبة
اإلدارية والمالية.
-المساهمة في الدراسات والندوات والملتقيات ذات الصلة بمهامها والتي
تنظمها اإلدارة أو المنشآت العمومية أو المؤسسات التعليمية والتكوينية والعلمية
الوطنية منها واألجنبية.
-IVمراقبة السلطة التشريعية :
79
في إطار الرقابة المسلطة على ميزانية الدّولة تمارس هذه السلطة رقابتها
أثناء مناقشة مشروع ميزانية الدّولة وكذلك عند غلق الميزانية.
-1أثناء مناقشة مشروع الميزانية :
تمثل مرحلة مناقشة مشروع ميزانية الدّولة مرحلة هامة بالنسبة للسلطة
التشريعية إذ تمكن من اإلطالع على جانب هام من السياسة اإلقتصادية والمالية
واإلجتماعية المتوخاة من قبل الحكومة.
يناقش مشروع ميزانية الدّولة على مستوى عدة لجان لدراسة كافة مشاريع
ميزانيات مختلف الوزارات.
وتقوم هذه اللجان بدور هام في دراسة مختلف مشاريع الميزانيات
المعروضة عليها ،إذ يمكنها لفت النظر الى اإلخالالت الموجودة في مختلف
أبواب الميزانية أو التأكيد على الجوانب اإليجابية ،ويتجلى ذلك من خالل
األسئلة الكتابية التي توجهها الى مختلف الوزراء لإلجابة عنها كتابيا ،ومن
خالل جلسات اإلستمتاع الى أعضاء الحكومة.
كما تمكن مختلف الجلسات العامة لمجلس النواب من طرح األسئلة على
أعضاء الحكومة والتعبير عن مشاغلهم ولفت النظر الى اإلخالالت ،وخاصة
تطور مالية الدّولة وكيفية تعبئة الموارد وتوزيع النفقات
اإلطالع عن كثف عن ّ
قصد بلوغ األهداف المرسومة مع الحفاظ على التوازنات المالية العامة للبالد.
-2عند غلق الميزانية :
تتولى السلطة التشريعية بمناسبة اإلقتراع على مشروع ختم الميزانية إجراء
رقابة على نتائج تنفيذ الميزانية.
وهي مناسبة تم ّكن من اإلطالع على نتيجة السنة المالية وبالتالي عن سياسة
الحكومة في المجاالت اإلقتصادية واإلجتماعية وغيرها.
وينص الفصل 44من القانون األساسي للميزانية على أن "يتضمن مشروع
قانون ختم ميزانية الدّولة المبلغ النهائي للموارد المستخلصة وألذون المصاريف
الواقعة خالل التصرف ويلغى اإلعتمادات الباقية ويرخص في نقل نتيجة السنة
الى الحساب القار لتسبقات الخزينة بعد طرح المبالغ الباقية من المداخيل ذات
اإلستعمال الخاص".
80
ويتم إعداد مشروع غلق ميزانية الدّولة من قبل وزير المالية على أساس
الحسابات التي يقد ّمها اآلمرون بالصرف في خصوص عملياتهم المتعلقة
بالمصاريف وحسابات التصرف المقدمة من طرف المحاسبين العموميين بعد
عرضها على دائرة المحاسبات.
ويرفق مشروع قانون غلق ميزانية الدّولة جداول تتعلق بـ :
-التقديرات األصلية والترخيصات الجديدة والدفوعات موزعة حسب
األبواب واألقسام والفصول بالنسبة لمصاريف ميزانية الدّولة والميزانيات
الملحقة.
-التقديرات األصلية والتنقيحات واإلستخالصات موزعة حسب األبواب
والفصول بالنسبة لمقابيض نفس الميزانيات.
-المقارنة بين المبلغ الجملي لتقديرات المقابيض والمصاريف وعند
اإلقتضاء التنقيحات المدخلة عليها من جهة واإلنجازات من جهة أخرى بالنسبة
لكل ميزانية مؤسسة عمومية ولكل حساب خاص في الخزينة.
تتم المناقشة واإلقتراع على مشروع قانون غلق ميزانية الدّولة حسب نفس
الشروط التي تمت اإلشارة إليها بالنسبة للمناقشة واإلقتراع على مشروع
ميزانية الدّولة.
وتعتمد السلطة التشريعية أثناء دراسة مشروع قانون غلق الميزانية على
الوثائق اآلنفة الذكر وعلى التقرير الذي تعده دائرة المحاسبات في هذه
الخصوص والذي يضبط األرقام النهائية بعد تنفيذ الميزانية إضافة الى التصريح
العام بمطابقة حسابات تصرف المحاسبين العموميين للحساب العام إلدارة
المالية.
وبعد عملية التثبت في النتائج النهائية المسجلة بعنوان كل سنة ماليّة ،تفضي
الرقابة التي يسلطها مجلس النواب الى الموافقة على مشروع ختم قانون
الميزانية الذي يرخص في نقل نتيجة السنة الى الحساب القار لتسبقات الخزينة
الذي هو بمثابة حساب "الخسائر واألرباح".
وبذلك يتم غلق الميزانية بصفة نهائية ونشر قانون غلق الميزانية بالرائد
الرسمي للجمهورية التونسية.
81
وعلى أساس هذا القانون ،يتولى أمين المال العام للبالد التونسية إجراء
العمليات الحسابية المتعلقة بختم الميزانية.
الرقابة المسلّطة على تنفيذ ميزانية الدّولة فإن الغاية
ومهما إختلفت أنواع ّ
واحدة وهي ضمان الشرعيّة وبالتالي إحترام القاعدة القانونية التي تضمن التنفيذ
المحكم لموارد ونفقات ميزانية الدّولة.
لكن بتعدّد مجاالت تدخل الدّولة أصبح تقييم صلوحيّة تدخلها ومدى نجاعة
تصرفاتها هو العنصر األهم .ومواكبة لذلك ،فإن البحث عن طرق ووساءل
ّ
ومتنوع في كافة
ّ جديدة لتقييم ومراقبة عمليات تنفيذ الميزانية هو عمل متواصل
مجاالت التصرف في األموال العمومية.
الباب الثاني
"عمليــات الخــزينــة"
مفهوم و محتوى عمليات الخزينة
-1مفهوم عمليات الخزينة :
82
و يطلق على جميع هذه العمليات "عمليات الميزانية " و يتم تنفيدذها مدن قبدل
محاسبين عموميين .
تنفيددـذ العمليددات الخاصددة بالخزينددة و المتعلقددـة أسددـاسا بددـإسناد التسددبقات و
قددـروض الخددـزينة ،و القددروض الموثوقددة بددرهن و تددداول النقددود و القدديم و
إدارة الودائع و األمانات ،و بصفة عامة جميع العمليات المتعلقدة بمدا للدولدة
أو الهيئة اإلدارية و ما عليها من ديون خارجة عن نطاق الميزانية.
و يطلددق علددى جميددع هددذه العمليددات "عمليددات الخزينددة أو العمليددات الخارجددة
عن الميزانية" ويتم تنفيذها من قبل المحاسبين العموميين .
و وفقددا لمقتضدديات أحكددام الفصددل 52مددن مجلددة المحاسدبة العموميددة "تشددمل
العمليات الخارجة عن الميزانية كل العمليدات المتعلقدة بتدداول النقدود و القديم
الشبيهة بها و بإدارة أموال العهد و الودائع و األمانات على إختالف أنواعهدا
و بإصدار القروض ذات اآلجال القصيرة و بإدارتها و ردّها ألصدحابها عندد
حلددول أجلهددا و بصددفة عامددة جميددع العمليددات المتعلقددة بمددا للدولددة أو الهيئددة
اإلدارية و ما عليها من ديون خارجة عن نطاق الميزانية".
-2محتوى عمليات الخزينة :
تحتوي عمليات الخزينة على :
حسابات تتعلق بالمقابيض
حسابات تتعلق بالنفقات
العمليات المتعلقة بالمقابيض :
هددي مبددالغ مددن األمددوال يددتم تحميلهددا بصددفة مؤقتددة بحسدداب مددن الحسددابات
المفتوحة بعمليات الخزينة و ذلدك فدي إنتظدار البدت فدي كيفيدة تحميلهدا بصدفة
نهائيددة و عددادة مددا تددؤول هددذه المقددابيض الددى ميزانيددة الدولددة كمددا هددو الشددأن
بالنسبة للمبالغ التي تدفع مدن قبدل الغيدر لفائددة خزيندة الدولدة دون التنصديص
عن موضوع الدفع أو تنزيل مقابيض بالحساب الجداري للبريدد المفتدوح باسدم
المحاسب العمومي دون معرفة من تولى عملية الدفع أو موضوع الدفع .
و مددن أهددم الحسددابات المفتوحددة بعمليددات الخزينددة فددي مسددتوى المقددابيض :
حساب مقابيض للحفظ .
83
و الى جانب هذه المقابيض تتولى خزينة الدولة التصرف في اإليداعات الـراجعة
لفائددددة المنشدددآت العموميدددة و المؤسسدددات العموميدددة ،و الجماعدددات المحليدددة ،و
الدواوين . .........
و تعتبر هذه الودائع سيولة للخزينة يمكن إستعمالها لمجابهة و لسد الحاجيات مدن
األموال و ينص الفصل 60من مجلة المحاسبة العموميدة علدى أن تحفدظ بخزيندة
الدولدددة األمدددوال و القددديم و الرقددداع و السدددندات كيفمدددا كدددان نوعهدددا التدددي تملكهدددا
"المؤسسات العمومية " و الجماعات العمومية المحليدة و الهيئدات الشدبيهة بهدا أو
التي بعهدتها " .
كما ينص الفصل 61من نفس المجلة على أن "يحفدظ أيضدا بخزيندة الدولدة وفدر
أمددوال المؤسسددات العموميددة اإلقتصددادية أو الهيئددات المتكونددة مواردهددا كلّيددا أو
جزئيدددا مدددن مسددداهمات أو أتدددوات أو إشدددتراكات و جوبيدددة أو الخاضدددعة قوانينهدددا
األساسددية ألحكددام تشددريعية أو تنظيميددة و التددي تخد ّدول لهددا بصددفتها هددذه اإلنتفدداع
بمساعدة مالية من الدولة أو من مجموعة عمومية أخرى في شكل إعانة ماليدة أو
التزام لتسديد جزء من فوائد قروضها .
و يجددوز فددي هددذه الصددورة مددنح الهيئددة صدداحبة المددال فائدددة يعددين وزيددر الماليددة
مقدارها و يضبط طرق تصفيتها .
كما يجوز للهيئات صاحبة المال المحفوظ إستعماله لتسديد ديونها و مصداريفها و
ذلك بواسطة الشيك أو التحاويل المصرفية و البريدية .
و من أهم الحسابات المفتوحة لدى الخزينة :
حساب "ن مكرر" :يفتح هذا الحساب لدى خزينة الدولدة بطلدب مدن المنشدأة
العمومية و بترخيص من وزير المالية .
و يتم رصد لفائدة هذا الحساب خاصة المنح المتأتية من ميزانية الدولة لفائدة
المنشأة العمومية.
و يتولى المحاسب العمومي المفتوح لديه هذا الحساب ،تسدليم دفتدر صدكوك
لفائدة المنشأة العمومية التي طلبت فتح حساب لها بالخزينة .
84
و يتم إستعمال دفتر الصكوك من قبل المنشدأة العموميدة لتأديدة بعدض نفقاتهدا
على غرار خالص األداءات و المعاليم الجبائية ،أو تسديد ديونها أو تحويدل
مبلغ من هذا الحساب لفائدة حساب آخر مفتوح لدى مؤسسة بنكيّة .
حساب "ف" يفتح هذا الحساب لدى المحاسب العمدومي بطلدب مدن المؤسسدة
العمومية اإلدارية .
و يتم رصد لفائدة هدذا الحسداب المدوارد الذاتيدة الراجعدة للمؤسسدة العموميدة
اإلدارية و المنح المتأتية من ميزانية الدولة .
و يتولى المحاسدب العمدومي إنطالقدا مدن هدذا الحسداب تأديدة النفقدات و ذلدك
بإذن من آمر صرف المؤسسة العمومية .
علمددا و أندده يددتم تسددليم دفتددر صددكوك مددن الخزينددة بعنددوان فددتح مثددل هددذه
الحسابات .
-العمليات المتعلقة بالنفقات :
تتددولى خزينددة الدولددة القيددام بتأديددة بعددض النفقددات يددتم تحميلهددا مبدددئيا بعمليددات
الخزينة .و تتوزع هذه العمليات الى :
نفقدددات يدددتم تأديتهدددا علدددى إعتمدددادات مفتوحدددة بالميزانيدددة ،علدددى غدددرار
التسبقات و القدروض ( )1وهدي أهدم العمليدات التدي يدتم تأديتهدا مدن قبدل
الخزينة .
-------
( )1مبالغ القروض التي يمكن لميزانية الدولة أن تمنحها لفائدة المنشآت العمومية على أن يتم تسديدها وفقا إلتفاقية
قرض يتم إبرامها للغرض .
نفقات يتم تأديتها على موارد الخزينة و ذلك وفقا للنصوص التشريعية و
الترتيبيّة المعمول بهـا :كالقروض الموثوقدة بدرهن ،قدروض الخزيندة ،
منح ضمان الدولة .
أ -نفقات يتم تأديتها على إعتمادات مفتوحة بالميزانية :
وكالة الدفوعات :
تحدث عادة وكالة الدفوعات لتأدية بعض النفقات مباشرة لفائدة مستحقيها.
ويجب أن تكون هذه النفقات عادة ضئيلة المقدار أو يتعذر تأديتها وفقا لإلجراءات
المقررة في خصوص تأدية النفقة (التعهد – التصفية – اإلذن بالصرف).
85
وتحدث كل وكالة بقرار من وزير المالية بناءا على طلب رئيس اإلدارة
المعنية باألمر .ويضبط هذا القرار طبيعة ومبلغ النفقات التي يمكن دفعها عن
طريق الوكالة الى جانب مقدار التسبقة األولى الواجب منحها للوكيل.
ويرسل القرار المحدث للوكالة الى مصلحة مراقبة المصاريف العمومية والى
المحاسب المختص والى اآلمر بالصرف.
ويتولى وكيل الدفوعات تحرير طلب يتعلق بالحصول على التسبقة ويعرضه
على تأشيرة مراقبة المصاريف العمومية ووزارة المالية ويسلمه بعد ذلك الى
المحاسب العمومي المختص الذي يعمل تحت إشرافه.
ويتولى المحاسب تحويل مقدار التسبقة لفائدة الحساب الجاري بالبريد للوكيل.
وبالمقابل يتولى المحاسب ومراقب المصاريف العمومية تجميد اإلعتمادات
الالزمة لتغطية النفقات التي سيقوم بها الوكيل وذلك في حدود التسبقة الممنوحة.
وفي أجل 45يوما يتولى الوكيل تقديم الوثائق المؤيدة للنفقات التي اجراها
الى آمر الصرف الذي يتولى تحرير اإلذن بالصرف في النفقات التي تحظى
بموافقته وذلك بعد الحصول على تأشيرة مراقبة المصاريف على طلب التعهد
المقدم من طرفه.
ويحرر اإلذن بالصرف باسم الوكيل غير الشخصي ثم يعرض على تأشيرة
المحاسب العمومي الذي يتولى تحويل مبلغ اإلذن بالصرف لفائدة الحساب
الجاري للبريد للوكيل.
وعلى هذا األساس ،تعتبر وكالة الدفوعات استثناءا لمراحل تنفيذ الميزانية
وذلك باعتبار أن مبلغ الدفع يسبق اإلذن بالصرف.
التسبقات :
تعتبر التسبقة مبلغ من األموال تتم تسبقته من الخزينة لتغطية نفقة مرسمة
بميزانية الدولة مع موافقة وزير المالية شريطة أن تكون النفقة المزمع إنجازها
متأكدة وعاجلة.
وقد نص الفصل 59من مجلة المحاسبة العمومية على أن للتسبقة خصائص
يجب احترامها :
-تسند التسبقة بإذن خاص من وزير المالية
86
-ال تدفع التسبقة إال إذا كانت ممنوحة على نفقات قانونية قررت لها إعتمادات
خاصة بالميزانية ولم تستعمل بعد.
-في صورة إسناد التسبقة من قبل المحاسب ،يتولى هذا االخير ومصلحة
مراقبة المصاريف العمومية تجميد ما يساويها من إعتمادات.
-تسوية التسبقة في األجل المحدد بالقوانين والتراتيب الخاصة بها واال في بحر
التسعة أشهر الموالية لمنحها.
ويمكن إسناد تسبقة مالية على عمليات خارج الميزانية لفائدة المؤسسات
العمومية أو الجماعات العمومية المحلية ،بشرط أن تكون مخصصة لسد
حاجياتها المستعجلة من المال.
وتتم تسويتها من قبل المحاسب العمومي على اإلعتمادات الراجعة لفائدة هذه
الهياكل اإلدارية.
ومن أهم أنواع التسبقات التي يتم اللجوء إليها :
-الت سبقات على نفقات المهمات والتربصات في الخارج ،والتسبقات على
األجور بالنسبة لألعوان الجدد و التسبقات بعنوان مصاريف التنقل.
-التسبقات التي يأذن بها وزير المالية وفقا لمقتضيات الفقرة الثانية من الفصل
184من مجلة المحاسبة العمومية التي تنص "غير انه يمكن لوزير المالية
أن يرخص للبنك المركزي التونسي بالخصم المباشر من الحساب الجاري
للخزينة لتسديد المصاريف المتعلقة بالدين العمومي ومساهمات الدّولة في
رأس مال المؤسسات الدّولية وذلك في حدود اإلعتمادات المرخص فيها".
وعمليا يتولى البنك المركزي خالص المقرضين بالخصم المباشر من حساب
الخزينة المفتوح لديه .ثم يتولى إشعار أمين المال العام للبالد التونسية الذي
يتكفّل بمتابعة تسوية المبالغ المخصومة مباشرة عن طريق اإلذن بصرف
اإلعتمادات الالزمة.
وزير المالية هو اآلمر بالصرف لنفقات تسديد العمومي أصال وفائدة.
إن اللجوء الى نظام الخصم المباشر من متوفرات الحساب الجاري للخزينة
لخالص نفقات الدين العمومي ومساهمات الدّولة في رأس مال المؤسسات
الدولية مردّه :
87
تنجر عنه أعباء مالية
ّ -تفادي التأخير في خالص هذه النفقات الذي يمكن أن
إضافية (غرامات التأخير . )...
-الحفاظ على مصداقية الدّولة التونسية لدى الهيئات والمنظمات الدّولية.
-صعوبة ضبط النفقة المراد تحويلها مسبقا من قبل آمر الصرف نتيجة تقلّب
أسعار الصرف عند التحويل.
يتسم نظام التسبقات بالمرونة والسهولة المطلقة في تأدية النفقات المحملة على
ميزانية الدّولة غير أن الحزم في متابعة وتسوية هذه التسبقات يبقى أمرا حتميا
وذلك قصد الحفاظ على سيولة الدولة وتفادي اإلخالالت في مستوى تنفيذ
ميزانية الدّولة.
-تسبقات بعنوان مصاريف التتبع :
88
شهائد الضمان :
تمثل هذه الشهائد أذون دفع يسلمها ديوان الحبوب الى الفالحين مقابل
كمية الحبوب التي سلموها في آخر كل موسم فالحي لفائدة الديوان المذكور .
و يت ولى الفالح تقديم هذه الشهادة الى قباضة المالية .و بعد إجراء عملية
مراقبة على هذه الشهادة ،يتولى قابض المالية خالص مستحقات الفالح بواسطة
تسبقة من الخزينة .
و يتم تسوية مجموع هذه التسبقات بواسطة اإلعتمادات المفتوحة للغرض
بميزانية الدولة و المخصصة لدعم المواد األساسية .
القروض الموثوقة برهن :
وفقا لمقتضيات الفصل 62مكرر من مجلة المحاسبة العمومية و الذي
أضيف بمقتضى الفصل 103من قانون المالية لسنة " 1989يجوز للخزينة منح
األشخاص الماديين قروضا موثوقة برهن متمثل في مصوغ مصنوعة من معادن
ثمينة تحمل طابع مصلحة الضمان التابعة إلدارة األداءات " .
و ضبط قــرار وزيـر المــاليـة المـؤرخ في 18جــويلية 1993شــروط
و أساليب إسناد هذه القروض منها خاصة المتعلقة بالمبلغ الجملي السنوي و أجرة
الخبراء و قباض المالية بعنوان مختلف عمليات القروض الموثوقة برهن .
منح ضمان الدولة :
يمنح ضمان الدولة لفائدة المؤسسات و المنشآت العمومية طبقا ألحكام األمر
العلي المؤرخ في 1جانفي 1948و المتعلق بتمويل المشاريع اإلقتصادية للبالد
التونسية و تم تنقيح هذا األمر على التوالي في 22مارس 1956و 30مارس
. 1957
و يضبط قانون المالية لكل سنة المبلغ المرخص فيه لوزير المالية لمنح
ضمان الدولة .
و ضبطت مجلـة اإللتزامات و العقود األحكام المنظمـة للكفــالة (الضمــان)
و آثارها و خاصة منها الفصلين 1948و 1502المتعلقة بواجبات و حقوق
الضــامـن و التي تمكـن من تصنيــف الضمــان الى نـوعين :الضمـــان البسيط
و الضمان التكافلي .
89
الضمان البسيط :
يمنح ضمان الدولة البسيط من قبل وزير المالية و ذلك بإصدار قرار
ضمان أو رسالة ضمان و في صورة إخالل المدين بإلتزماته تجاه الدائن يمكن
إستعمال الضمان بعد إستيفاء جميع اإلجراءات القانونية ضد المدين أو قبل ذلك.
الضمان التكافلي :
يلزم هذا الضمان الدولة بأن تحل محل المدين األصلي عند الطلب لإليفاء
بإلتزاماته المالية المحددة بنص إتفاقية القرض أو الضمان و تستوجب ذلك
المصادقة القانونية طبقا للفصل 34من الدستور بإعتبار أن الضمان يمثل :
إلتزامات مالية إضافية -
إلتزامات غير مالية كالتحكيم و تطبيق القوانين التونسية تستوجب -
المصادقة .
في كال الحالتين يتم منح ضمان الدولة (البسيط و التكافلي) في إطار المبلغ
السنوي المرخص فيه في قانون المالية .
و طبقا لقرار وزير المالية المؤرخ في 3أفريل ، 1993يستوجب منح
ضمان الدولة دفع عمولة بـ % 0.5بالنسبة للمؤسسات المالية و % 1.5بالنسبة
للمؤسسات العمومية غير المالية .
المحاسبون العموميون المكلفون بتنفيذ عمليات الخزينة :
يتولى المحاسبون العموميون الى جانب عمليات الميزانية المنصوص عليها
بقانون المالية ،تنفيذ عمليات الخزينة .
و قد نص الفصل 176من مجلة المحاسبة العمومية على صفة محاسب
عمومي ،و فيما يلي أهم أصناف المحاسبون العموميون :
أمين المال العام :
إضافة الى كل ما يعهد الى أمين المال العام حسب التشريع و التراتيب
الجاري بها العمل من مراقبة أو قبض أو جباية أموال عمومية ،أو بصفته
كمحاسب مختص لمصاريف الدولة المتعهد بها و المأذون بدفعها على صناديق
الخزينة .يتولى أمين المال العام بكافة العمليات الخارجة عن الميزانية (عمليات
الخزينة) التي ال تدخل بصورة مباشرة و حتمية في نطاق إختصاص غيره من
90
المحاسبين ،و يتولى إدارة األموال المحفوظة لديه من طرف المؤسسات
العمومية و غيرها من المتعاملين و يقوم بكافة العمليات الرامية الى تصفية
حساب الخزينة مع مثيالتها األجنبية .
كما يقوم أمين المال العام أيضا بمهمة محاسب مركزي للخزينة .
تودع لدى أمين المال العام السندات و الديون و القيم التي تملكها الدولة و
كما ّ
تسجل قيمتها بحساباته و عليه عهدتها .
و يكلف أمين المال العام بإدارة الودائع و األمانات الراجعة لمصالح الخزينة
و التي ال تدخل في نطاق إختصاص أمناء المال الجهويين
األمين العام للمصاريف :
إضافة الى تأدية نفقات ميزانية الدولة المتعهد بها و المأذون بدفعها من
طرف آمري الصرف األولين و المساعدين للدولة غير المعتمدين لدى غيرهم
من المحاسبين المختصين ،يتولى األمين العام للمصاريف بتنفيذ عمليات أخرى
خارجة عن الميزانية بترخيص من وزير المالية على غرار إسناد تسبقات
الخزينة .
أمناء المصاريف :
عالوة على تأدية النفقات المتعلقة بباب من أبـواب الميـزانية و المتعهد بها و
المأذون بدفعها من طرف آمري الصرف األولين للدولة و المصاريف المتعهد
بها و المأذون بدفعها من طرف آمري الصرف المساعدين غير المعتمدين لدى
قباض المجالس الجهوي ،يتولى أمناء المصاريف تنفيذ العمليات الخارجة عن
الميزانية لفائدة الخواص أو غيرهم من المتعاملين مع الخزينة المرخص لهم في
ذلك من طرف وزير المالية .
قباض المالية :
يتـولى قبـاض المالية إستخـالص الضرائب و الـرسوم و المحاصيل و
المداخيل الراجعة للدولة المعهود إليهم إستخالصها بمقتضى قرارات أو تعليمات
صادرة عن وزير المالية .
91
كما يقومون عالوة على ذلك ،بتنفيذ عمليات أخرى لفائدة الخواص أو
غيرهم من المتعاملين مع الخزينة المرخص لهم في ذلك من وزير المالية (إدارة
أموال المؤسسات أو هيئات عمومية . ).....
أمناء المال الجهويون :
يقوم أمناء المال الجهويون عالوة على كل ما يعهد إليهم حسب التشاريع
و التراتي ب الجاري بها العمل ( ،مراقبة و مراجعة العمليات الحسابية قبضا و
صرفا المنجزة من طرف المحاسبين العموميين العاملين بمنطقته ).....
بعمليات خارجة عن الميزانية لفائدة الخواص أو غيرهم من المتعاملين مع
الخزينة ،الى جانب إدارة الودائع و األمانات الراجعة لمصالح الخزينة و
الصادرة عن السلط القضائية التابعة لجهتهم و تداول األموال على المستوى
الجهوي و ذلك لحساب أمين المال العام .
92