Professional Documents
Culture Documents
قيام الليل زادُك أيها المؤمن
قيام الليل زادُك أيها المؤمن
:رابط املحارضة
https://www.youtube.com/watch?v=HyyLnwcjAQI
أحب أن حينام أقرأ يف كتاب اهلل ﷻ ويف حديث رسول اهلل
أطلب موضو ًعا من املوضوعات َأ مْجَع فيه ما جاء فيه من األدلة يف هذا
،ربام الباب حتى أفقه هذا الباب ،يعني مثالً ربام اقرأ يف أخالق النبي
َأ مْجَع اآليات التي تتحدث عن القرآن أو فضل القرآن ،وحينام كنت أْجع
اآليات واألحاديث التي ختص صفات املؤمنني الذين ريض اهلل عنهم
أدلة كثرية جدا ،من ذلك مثالً ما ذكره اهلل يف سورة آل عمران
التي بلغ ِّبا هؤالء أعىل املنازل عنده ،كام يف آيات كثرية يف صفة عباد
هذه أول وقفة لنا يف اْلديث عن اغتنام جزء من الليل ،هذه اآلية اختلف
َاه مم َر ُّ ُِّب مم < هل معنى اآلية أْنم جيزون عىل أعامهلم يف اآلخرة؟ أم إن
َما آت ُ
املعنى وهذا هو الذي أميل إليه؛ أخذين بمعنى أْنم عاملون بفرائض اهلل
التي فرضت عليهم ،وهذا تفسري بعض املفرسين؛ إذا أخذنا ِّبذا التفسري
فإن هذا التفسري يبني أْنم أخذوا عن اهلل ﷻ فرائضه وعملوا ِّبا ألْنم
كانوا قبل ذلك ُمسنني ،ثم رشح اهلل إحساْنم فقال >كَانُوا َقلِيالً ِّم َن
ما َيجعون خمتلف أيضا يف معناها ،لكن األقرب واهلل أعلم وهو الذي
عليه أكثر املفرسين أنه َّ
قل أن يمر عليهم يوم ينامون فيه من العشاء إىل
الفجر ،يعني َّ
قل أو صفة املؤمن أنه يندر أن يمر عليه يوم ينام من أول
الليل إىل آخرة ،إ ّما أنه يصيل يف أوله أو يف وسطه أو يف آخرة ،ال بد من أن
الذكر أو التسبيح أو الدعاء أو غري ذلك ،فرتى أن هذه اآلية كأْنا تعليل،
َاه مم َر ُّ ُِّب مم < يعني أْنم أطاعوا اهلل وقبلوا عن اهلل فرائضه ِ ِ
>آخذي َن َما آت ُ
وعملوا بام يف القرآن والسنة من األحكام.
>إِ َّ ُْن مم كَانُوا َقبم َل ََٰذلِ َك ُ مُم ِسنِ َني< يعني أن إحساْنم هذا ألن النبي
كان قد ُفرض عليه قيام الليل هو وأصحابه ثم بعد ذلك ٌنسخ فرضه
َب َّني أن كل مسلم ال بد من أن يكون له نصيب و َب ِق َي مستحبا ،واهلل
ُون ِمنكُم َّم مر ََضمن العبادة من قيام الليل من القرآن َ علِ َم َأن َس َيك ُ
ون ُي َقاتِ ُل َ َ ِ ُ َ ِ َ ِ ِ
ون ِيف آخ ُر َ ون ِيف األ مرض َيبم َتغون من ف مضل َّ
اَّلل َو َ ون َي م ِ
رض ُب َ آخ ُر َ
َو َ
ِ ِ ِ
رس ِمن م ُه ] املزمل[ ،إذا كانت املرأة ربة منزل أو ي
َ
َ َّ َت
َ ام وا ؤ
ُ ر م َ
اَّلل َ
ق اف َسبيل َّ
كان الرجل تاجرا أو عامال أو مهندسا أو طبيبا أو طالب علم أو شاب أو
فتاة ال بد من أن يكون لكل مسلم نصيب من كتاب اهلل ومن األعامل
الصاْلة املستحبة ومن أرشفها وأجلها قيام الليل ،فكأن هذه اآلية تعليل
ني ( )41كَانُوا َقلِيالً ِّم َن ال َّليم ِل َما َ مَي َج ُع َ
ون< ُم ِسنِ َ
>إِ َّ ُْن مم كَانُوا َقبم َل َ َٰذلِ َك ُ م
مما يبني أثر قيام الليل عىل تقوية العبد عىل أداء فرائض اهلل ،كثريا ما
ف تأيت اْلملة التي تبدأ بإن يف موضع التعليل مثل قوله َٰ َ > ذلِ َك لِن م ِ
َْص َ
ني< آيات كثرية جدا تبني هذا خ َل ِص َ َعنمه السوء وا مل َفح َشاء إِ َّنه ِمن ِعب ِ
ادنَا ا ممل ُ م ُ ُّ َ َ م َ ُ م َ
املعنى.
مع قول اهلل
ُم ِسن ِ َ
ني< ثم فرس إحساْنم الذي به قبلوا الفرائض >إِ َّ ُْن مم كَانُوا َقبم َل َ َٰذلِ َك ُ م
عن اهلل واستعانوا ِّبا عىل القيام بالعمل > كَانُوا َقلِيالً ِّم َن ال َّليم ِل َما
ون< يعني َق َّل أن يمر عليهم يوم ينامون فيه كل الليل ،البد من أن
َ مَي َج ُع َ
عادته أن يأخذ نصيب من الليل ،أي ًا كان هذا املؤمن كان عالام أو تاجرا
أو مهندسا أو طالب جامعة أو طفل ،كام سنتكلم فيه عن بركة البيت
بقيام الليل.
(إذا كان ُث ُل ُث مع حديث النبي وحديث رشيف جدا ،قال النبي
سائل ُ
فأعط َيه هل ٍ ُ
فيقول هل من الليل أو َشطمره ي ِنز ُل اهلل إىل ِ
سامء الدنيا ِ
ُ ُ َ
فأغفر ِ
مستغف ٍر فأتوب عليه هل من فأستجيب له هل من ٍ
تائب من داعي
َ َ َ
له حتى َيطم ُل َع الفجر) صححه األلباين
هذا اْلديث عظيم جدا يبني فضل هذا الوقت وهو آخر الليل ،فيستحب
للمؤمن أن يكون له نصيب من آخر الليل ،فهذا وقت يستجيب اهلل
فيه الدعاء ،هذا وقت يتوب اهلل فيه عىل التائب ،هذا وقت يعطي اهلل
ﷻ فيه السائلني ،وربام نجد طالب علم مثالً يناظر ِّبذا اْلديث ليثبت
صفة من صفات اهلل وهي حق تثبت هلل وهلل املثل األعىل ،لكن
هذا اْلديث مل يسق أصالة إلثبات تلك الصفة ،وإنام سيق للعمل بام فيه،
فإذا علم العبد أن ربه يف ذلك الوقت يقول هل من داع فاستجيب له؟
الوقت وأال يكون حظه جمرد املناظرة ،فهذه هي الوقفة الثانية املهمة
( ] )9الزمر[.
هذه اآلية يا شباب عظيمة جدا أحب كثريا أن أقف معها ،كل كلمة يف
هذه اآلية يمكن أن َييا ِّبا املؤمن ،يتقوى ِّبا عىل طاعة اهلل يصرب ِّبا عىل
طاعة اهللَ > ،أ َّم من ُه َو َقانِ ٌت آنَا َء ال َّليم ِل< اختلف يف معنى القنوت املهم أنه
املداومة عىل الطاعة كأن هذا هو األصل اْلامع ،أو البقاء طويال يف
الطاعة ،أمن هو قانت آناء الليل يف ساعات الليل ساجدا وقائام ،خيشع
اْلب والشكر والرجاء إىل عمل وهو قيام الليل وفيه معنى عظيم جدا
ال يمكن أبدا أن يستوي العامل باهلل الذي محله علمه عىل القيام بام يريض
اهلل بشخص جاهل ،واْلاهل هنا ال يلزم أن يكون جاهال بفضل قيام
الليل أو جاهال بطاعة اهلل ،قد يكون ذا علم لكن علمه مل ينفعه ،والنبي
ُم ِّرك ،النبي لام قام حتى تفطرت قدماه ،قالت له عائشة
شكر اهلل ُ َ
تفعل ذلك وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال أفال أكون
عبدا شكورا؟
:
أن تستمع أو تقرأ منشور أو كتاب يدعوك إىل عمل صالح أو يدعوك إىل
خري ما ينفعك يف الدنيا واآلخرة ،لكن نحتاج هنا أن نقف وقفة رسيعة
األمر األول :العلم بقيمة قيام الليل وفضله وأثره عىل النفس ،قيام الليل
يبلغ بذلك أرشف املستحبات بعد الواجبات ،أثر قيام الليل يف بناء
ويؤسس شخصية املؤمن ،يمكن أن يكون مما يستنبط منه ذلك إن اهلل
ليتقوى به عىل الدعوة وعىل ما يواجه من من أول ما أمر به نبيه
ص ِمن م ُه
ِّص َف ُه َأ ِو ان ُق م
ِ
الصعوبات يا َأ ُّ ََيا ا ممل ُ َّز ِّم ُل (ُ )4ق ِم ال َّليم َل إِ َّال َقليالً ( )2ن م
آن ت مَرتِيالً ( )1إِنَّا َسنُلم ِقي َع َليم َك َق مو ًال َث ِقيالً َقلِيالً (َ )6أ مو ِز مد َع َليم ِه َو َرت ِِّل ا مل ُق مر َ
َاش َئ َة ال َّليم ِل ِه َي َأ َشدُّ َوطم ًئا َو َأ مق َو ُم ِقيالً ( ] )1املزمل[. ( )1إِ َّن ن ِ
العلم بفضل ورشف وقيمة وأثر قيام الليل ،سبب رئييس يف أال يضيع
املؤمن كل الليل يف النوم ،وأن يبقي جزء ًا منه للعبادات ،وسيأيت بيان
يا إخويت أمر ال بد أن يكون يف نسيجك تتنفسه ،أي أمر يف حياتك؛ يف
َتبه يف الدنيا وتريد أن تقدم له خري ادع له ،بكل تفصيله خري تريد أن
يكون عليها.
األمر الثالث :العمل الصالح؛ العمل الصالح بالنهار سبب يف قيام الليل،
ِ ِ
ألن قيام الليل هو رزق ،قال ﷻ إِ َليمه َي مص َعدُ ا ملكَل ُم ال َّط ِّي ُ
ب َوا مل َع َم ُل
ِ ِ
اهتَدَ موا ُهدً ى الصال ُح َي مر َف ُع ُه ] فاطر[ ،وقال َ و َي ِزيدُ َُّ
اَّلل ا َّلذي َن م َّ
ات َخ م ٌري ِعندَ َر ِّب َك َث َوا ًبا َو َخ م ٌري َّم َر ًّدا ] مريم[. ات الص ِ
اْلَ ُ ِ
َوا مل َباق َي ُ َّ
األمر الرابع :من األمور املهمة األخذ باألسباب ،النوم مبكرا ،النوم عىل
وضوء ،أذكار النوم ،منها مثالً إنك تراجع القدر اليل ستقرأ به.
وأنا أحب كثريا أن يقرأ اإلنسان من صدره َياول ويبذل وسعه ،ال نلزم
كثريا أن جياهد املؤمن نفسه عىل أن يقرأ القرآن من صدره فهذا له طعم
ْجيل وَيتاج جماهدة ،وأيضا قراءة القرآن من الصدر يف قيام الليل من
بيصحاش غري ْلد الفجر يبقى خالص تصيل قبل ما تنام وخالص.
طيب ممكن أنت تستيقظ مثالً يف نصف الليل ،يبقى أنت ممكن تصيل
ركعتني أو أربعة عىل ما ربنا يفتح عليك ،بعد ذلك ال بد إنك ختتمها
بالوتر أو يستحب لك ذلك ،وممكن تكون أنت فعال عندك قدرة إنك
تستيقظ قبل الفجر مثالً بربع ساعة أو نصف ساعة ،فعليك فهم نفسك،
ألن كثري من الشباب أقول له مثالً صل ركعتني قبل ما تنام يقول يل ال أنا
أحب أن أصيل يف آخر الليل عشان ثوابه أكرب ،فينام ويضيع الصالة،
ومن األمور املهمة جدا يف مسألة قيام الليل إن ألهـلك علـيك َحــ ًق ّـا،
كثري من الناس نراه مهتم بقراءة القرآن وطلب العلم وسايب أوالده
وزوجته يعني ال يشغلهم بأي بيشء نافع ،هو يظن إنه طالام هو كويس
خالص! ،ال طبعا ،إن ألهلك عليك حقا وكلكم راع ومسؤول عن
رعيته ،واهلل هذه نصيحة أخي املحب ،من أخص األمور التي ترسي
وعىل الدعاء ،واهلل هذا من الربكة العظيمة وأحب األعامل إىل اهلل أدومه
كان َيب إذا عمل عمل أن يثبته ،أيضا النبي وان قل ،النبي
ٍ
فالن ،كان يقوم عتب عىل بعض الناس فقال ((يا عبدالله ،ال ت ُك من َ
مثل
ومن األمور املهمة جدا يا إخويت التي تثبت عندك قيام الليل تعويض ما
يل ،أو َع من قال (( َم من نَا َم َع من ِح مزبِه َم َن ال َّل ِ فاتك ،يعني إيه؟ النبي
ب له كأنَّام َقر َأه َم َن ِ ِ ِ ِ َيش ٍء ِمن مه َف َقر َأه ما بني ص ِ
الظهر ،كُت َ وصالة الفجر الة َ َ
ال َّل ِ
يل)) رواه مسلم ،يعني باختصار أي يشء َترص عىل تعويضه عندك
سيثبت عندك ،مثالً أنت متعود إنك أنت تقرأ جزئيني يف اليوم ونسيت،
لو يف اليوم اليل بعده قرأت أربعة أجزاء يبقى خالص ،هذا يؤكد أن قراءة
األمر األخري :ماذا أفعل عندما استيقظ؟ ،لو أنا استيقظت ربع ساعة أو
صالح له ثمرة يضيف شيئا يف حياتك ،أنا ال أحب أبدا عندما أجد
شخص يقول أنا واهلل ماليش يف الصيام! ،أنا بتصدق بس ماليش يف
الصيام! ،ماليش يف طلب العلم! ماليش يف قراءة القرآن! ،أنا مثالً بحب
الصيام لكن ال أعرف اقرأ قرآن! ،نعم بالتأكيد هناك باب هو أسهل
عليك وأحب إليك وهو بابك ،لكن مع ذلك كل عمل صالح يف اإلسالم
لام استيقظ بالليل نصف ساعة مثالً ممكن أعمل فيها إيه؟
طبعا أتوضأ واذكر اهلل ﷻ وبعد ذلك ُأ َص ِّيل ما شاء اهلل يل أن أصيل
وصالة الليل مثنى مثنى وبعدها ختتم بالوتر ،أيضا الذكر والدعاء
وقت الليل هو أْجل وقت َتكي فيه لربنا وتشكو فيه هلل وتفضفض
وتترضع هلل ﷻ ،الليل وقت ْجيل جدا وقت الروقان ،عندك مثالً ولد
يف الذكر يف التوبة ،يف أن تتفكر يف نفسك ويف خلق اهلل وتتفكر تتذكر
فلذلك أنا متأكد إن شاء اهلل إنك بعد سامع أو قراءة هذا الكالم
ستستغل جزءا من الليل ،مش عشان أنا كالمي حلو ،ال ،عشان أنت
َو َح َشك بجد األنس باهلل ،أنت كنت زمان ممكن تكون ُمافظ عىل قيام
الليل لكن مستواك َقل ،فنحن لنُ َذكر بعضنا > َو َذك مِّر َف ِإ َّن ِّ
الذك َمر َٰى تَن َف ُع
ني < ،واهلل قيام الليل يعني لو أنت عندك أمور كثرية جدا مستحبة ا ممل ُ مؤ ِمنِ َ
قْصت فيها حاول تبدأ ِّبا وحاول ختيل قيام الليل بوابة لك لبقية
أن جيعل لنا نصيب ًا الطاعات ،وستجد أثرها بإذن اهلل ،نسأل اهلل
عظي ًام من بركة الليل ،ونسأله أن جيعل بيوتنا بيوت القرآن وبيوت الذكر
بيوت التسبيح واالستغفار وأن َيبب إلينا اإليامن وأن ٌي َْصف قلوبنا إىل
اإليامن ،واهلل العظيم تْصيف القلوب إىل اإليامن هو من بركة من اهلل
أن اهلل يشغلك بام خلقت له ،أول ما تالقي ربنا كده يرشح صدرك
من ينصحك أو يذكرك اعرف إنك أنت مايش يف الطريق الصحيح .
يعطيه ألعظم الناس كفرا كام أما غري ذلك من الرزق واملتاع فإن اهلل