Professional Documents
Culture Documents
الفصل السابع سؤال وجواب
الفصل السابع سؤال وجواب
الدين واالقتصاد
عب مختلف الجوانب لعب الدين ً
دورا ر ً
التأثب عىل األنشطة االقتصادية ّ ر كببا يف
مباش عىل نوع األنشطة االقتصادية واألمثلة التاريخية والجغرافية .الدين يؤثر بشكل ر
الت يشارك فيها األفراد وكذلك عىل سلوكياتهم المتعلقة باإلنفاق واالدخار. ي
ً
الت يمكن لألفراد المشاركة المعتقدات الدينية غالبا ما تحدد نوع األنشطة االقتصادية ي
نموذجا حيث تتشكل الممارسات ً اإلسالم
ي فيها .عىل سبيل المثالُ ،يعد االقتصاد
ً
االقتصادية وفقا للمبادئ اإلسالمية مثل تحريم الربا وتشجيع المشاركة يف تجارة
الحالل ،مما يؤثر عىل سلوكيات األعمال واألسواق المالية يف البلدان اإلسالمية.
اليوة • الدين وتوزي ع ر
عب التشجيع عىل العطاء ومفاهيم مثل الزكاة يف ر
يؤثر الدين يف توزي ع البوات ّ
البوة داخل المجتمعات .هذه الممارسات اإلسالم ،والت تعتب آلية إلعادة توزي ع ر
ّ ي
تعزز من التوازن االقتصادي وتساهم يف تقليل الفوارق االقتصادية.
• الدين واالستثمار
الت تتوافق
يوجه الدين قرارات االستثمار حيث يفضل بعض المستثمرين األعمال ً ي
للشيعةالشكات الت تعمل وفقا ر مع معتقداتهم الدينية ،مثل االستثمار ف ر
ي ي
الت تقدم منتجات تتوافق مع القيم الدينية .هذا يؤدي إىل تطوير اإلسالمية أو ي
كبب عىل المعتقدات الدينية. منتجات مالية واقتصادية تعتمد بشكل ر
ر
تنتش الثان :من أين نشأت الديانات الرئيسية يف العالم ،وكيف السؤال
ي
األديان؟
عب
وانتشت بطرق متعددة ّ ر الديانات الرئيسية يف العالم نشأت من مواقد محددة
الزمن .تنقسم الديانات إىل تصنيفات متعددة تشمل الديانات التوحيدية ،الديانات
متعددة اآللهة ،الديانات الروحانية ،الديانات التعميمية ،والديانات العرقية.
الديانات التوحيدية
ً الديانات التوحيدية تعبد ً
إلها واحدا وتشمل اليهودية ،المسيحية ،واإلسالم.
• اليهودية
ً
حواىل 4000عام يف جنوب غرب آسيا ،تحديدا يف منطقة ي نشأت اليهودية منذ
الش يف .بدأت بنظام المعتقدات الدينية للقبائل الساميةالبحر األبيض المتوسط ر
ً
الرحل ،حيث قاد إبراهيم شعبه لعبادة إله واحد فقط ،وأسس عهدا ربي اليهود
يقض بعبادة إله واحد وحماية هللا لشعبه المختار.ي وهللا
• المسيحية
الت نشأت منها اليهودية ،ظهرت الت تعود أصولها إىل نفس المنطقة ي المسيحية ،ي
ُ ُ
حواىل 2000عام .بنيت عىل تعاليم يسوع المسيح الذي ي ّ
عتب ابن هللا ي منذ
ً
والمرسل ليعلم الناس كيفية العيش وفقا لخطة هللا .انفصلت المسيحية عن
ً
اليهودية وأصبحت أيضا ديانة توحيدية .انقسمت المسيحية فيما بعد إىل
الكاثوليكية الرومانية واألرثوذكسية ر
الشقية.
• اإلسالم
اإلسالم هو أحدث الديانات التوحيدية الرئيسية ،ويمكن تتبع نشأته إىل محمد
اإلسالم ،تلق محمد الحقيقة
ي الذي ُولد يف مكة يف عام 571م .حسب المعتقد
الوح .كان محمد ُيعجب بالتوحيد يف اليهودية ي
ر
مباشة من هللا يف سلسلة من
المسلمي كأحدث وآخر األنبياء
ر والمسيحية؛ ومع ذلك ،أصبح ُينظر إليه ربي
الحقيقيي.
ر
عب التاري خ لتشمل مناطق واسعة من العالم الديانات التوحيدية قد ر
انتشت ّ
عب العصور .من التحوالت ّ
الكبى يف أفريقيا كبب عىل الحضارات ّ
وأثرت بشكل ر
التأثبات
ر انتش اإلسالم والمسيحية بشكل شي ع ،إىل جنوب الصحراء ،حيث ر
الت شهدت تداخل هذه الديانات مع الثقافات المحلية .تظل المعقدة يف المناطق ي
الكثب من جوانب الحياة الثقافيةر هذه الديانات قوى رئيسية يف تحديد
واالجتماعية والسياسية يف المجتمعات حول العالم.
الديانات متعددة اآللهة
الت تعبد مجموعة متنوعة من اآللهة، الديانات متعددة اآللهة تشمل الديانات ي
تعتب الهندوسية واحدة من أقدم الديانات يفومن أبرز هذه الديانات الهندوسيةّ .
أكب من 4000عام يف وادي نهر السند فيما ُيعرف اليوم العالم ،حيث نشأت قبل ر
تتمب الهندوسية بأنها ال تعتمد عىل مؤسس محدد أو الهوت موحد أو بباكستان .ر
اتفاق عىل أصولها .تعتمد عىل الممارسات القديمة يف مدن وادي السند مثل
موهينجو دارو وهارابا ،وتشمل هذه الممارسات الطقوس الغسلية واإليمان بفكرة
التناسخ
األصىل يف
ي بالرغم من البدايات الغامضة للهندوسية ،فإنها لم تعد مرتبطة بموطنها
باكستان حيث يغلب اإلسالم اآلن .الغالبية العظىم من الهنود هم من الهندوس.
ً
مظهرا من مظاهر القوة الروحية والشفاء عتب نهر الغانج المقدس يف الهندوسية ُ
ي ّ
األلوهية حيث ُينظر إىل تدفقه المستمر وقوته الروحية كتجليات أرضية للقوة
العظىم
عدم وجود اتفاق عىل أصول الهندوسية ،فإن هناك نقص يف االتفاق عىل تعريف
عرف بعض الناس الكبى األخرىُ .ي رّ الهندوسية مقارنة بالديانات العالمية
الهندوسية عىل أنها ديانة متعددة اآللهة بسبب وجود العديد من اآللهة ،لكن
العديد من الهندوس ُي ر
عرفون ديانتهم عىل أنها ديانة توحيدية حيث إن اإلله الواحد
ه تجليات مختلفة هو براهمان (الروح الكونية) ،واآللهة األخرى يف الديانة ي
ّلباهمان
الديانات الروحانية
ً
الديانات الروحانية ،المعروفة أيضا بالديانات الروحية ،تقوم عىل االعتقاد بأن
أرواحا ويجب تقديرها واحبامها .هذه الديانات شائعة ً غب الحية تمتلك األشياء ر
بشكل خاص يف الثقافات األصلية والشامانية ،حيث يتم تقديس الطبيعة
ومكوناتها مثل الجبال ،األنهار ،واألشجار.
غب الحية تمتلك األنيميم هو مركز الديانات الروحانية ،حيث يعتقد أن الكائنات ر ر
مقدسا ويستحق االحبام ً روحا .هذا االعتقاد يجعل كل جزء من الطبيعة ً
البشي ،كانت معظم الديانات إما روحية ،أو متعددة اآللهة، عب التاري خ روالتبجيلّ .
حواىل 3500سنة
ي أو كالهما .ومع ذلك ،حدث تحول ر
كبب نحو الديانات التوحيدية
بدءا من زرادشت يف جنوب غرب آسيا. مضتً ،
كبب يف العديد من المجتمعات ،حيث تشكل الديانات الروحانية ال تزال تؤثر بشكل ر
جزءا ال يتجزأ من الطقوس اليومية والممارسات الثقافية .يف الهند ،عىل سبيل ً
ُ
والجينيي ،مما
ر والبوذيي
ر عتب عدة مواقع مقدسة بالنسبة للهندوس المثال ،ت ّ
يظهر التقدير المشبك لهذه األماكن ربي مختلف الديانات.
الديانات التعميمية
الت تسغ بنشاط لتحويل اآلخرين إىل معتقداتها ألن أعضائها ه الديانات ي ي
يعتقدون أنها تقدم أنظمة معتقدات ذات مالءمة وجاذبية عالمية .أبرز هذه
التبشب عبتنتش هذه الديانات ّ ر ه اإلسالم والمسيحية ،حيث
ر الديانات ي
والفتوحات والهجرة.
• المسيحية
األوروب كبب خالل فبة االستعمار انتشت بشكل ر المسيحية ،كديانة تعميمية ،ر
ّي
عش .انتقلت إسبانيا إىل الغزو واالستعمار يف أمريكا بدءا من القرن السادس ر ً
نش الديانة الكاثوليكية يف تلك المناطق .كما الوسىط والجنوبية ،مما أدى إىل ر
البوتستانت الذين كانوا يعانون من الرصاع والقمع يف الالجئي ّ
ر هاجر العديد من
ر
المبشون كببة .باإلضافة إىل ذلك ،عمل أوروبا إىل أمريكا الشمالية بأعداد ر
والفلبي.
ر نش الكاثوليكية يف الكونغو ،أنغوال ،موزمبيق،المسيحيون عىل ر
• اإلسالم
الت تلت وفاة عب الفتوحات والغزوات ي بالنسبة لإلسالم ،بدأ انتشار هذه الديانة ّ
بنش الدينالنت محمد ف عام 632م ،حيث قام الملوك الذين تحولوا إىل اإلسالم ر
ي ّي
ً
عب شمال عب شبه الجزيرة العربية باستخدام الجيوش .توسع اإلسالم غربا ّ ّ
اإلسالم إمارات تمتد من مرص
ي أفريقيا ،وبحلول أوائل القرن التاسع ،شمل العالم
الت
والبتغال ،باإلضافة إىل المنطقة ي
إىل المغرب ،وخالفة تشغل معظم إسبانيا ّ
والشق األوسط وإيران ومعظم باكستان.تضم اليوم العربية ر
الديانات العرقية
السغ بنشاط لتحويل ي تتمب الديانات العرقية بأن أتباعها يولدون فيها وال يتم ر
كبب يف مناطق معينة ،كما هو كب بشكل ر اآلخرين إليها .هذه الديانات تميل إىل الب ر
الحال مع الديانات التقليدية يف أفريقيا ،أو تكون موزعة بشكل واسع كاليهودية
بسبب التاري خ الطويل من الهجرة واالنتشار.
• اليهودية
ً ً ً ُ ر
اليهودية تعد نموذجا فريدا ربي الديانات العرقية نظرا النتشار أتباعها حول العالم
ُ
نتيجة للهجرات القشية والطوعية عىل مر العصور .رغم أن اليهودية تعد ديانة
عرقية حيث يولد األفراد ضمن هذا اإليمان وال ُينظر إىل التحول إىل الديانة بشكل
نشط ،إال أن اليهود موجودون بشكل واسع النطاق يف أنحاء متفرقة من العالم بما
يف ذلك الواليات المتحدة ،إشائيل ،وأجزاء من أوروبا وأمريكا الجنوبية.
• الديانات التقليدية يف أفريقيا
يف أفريقيا ،تظل الديانات التقليدية مهيمنة يف العديد من المجتمعات ،خاصة يف
كبب .هذه الديانات تتضمن الت لم تتغلغل فيها الديانات التعميمية بشكل ر األماكن ي
ً ُ
مجموعة واسعة من االعتقادات المتعلقة باألرواح واألجداد ،وغالبا ما تمارس هذه
عب األجيال داخل العائالت والمجموعات محىل وتنتقل ّي الديانات ضمن نطاق
العرقية.
الثقاف؟
ي السؤال الثالث :كيف ينظر إىل الدين يف المشهد
الثقاف للمجتمعات حول العالم، الدين يلعب ً
دورا بالغ األهمية يف تشكيل المشهد
ي
والقواني السياسية.
ر تأثبه من المعمار والفنون إىل العادات االجتماعية
حيث يمتد ر
الديانات الرئيسية مثل الهندوسية ،البوذية ،المسيحية ،واإلسالم لها بصمات واضحة
وملموسة ف األماكن الت ر
تنتش فيها ،مما يعكس العالقة المعقدة ربي الدين والهوية ي ي
الثقافية.
الهندوسية والبوذية
الت تركت بصمات واضحة ومؤثرة يف
تعتب من الديانات يالهندوسية والبوذية كلتاهما ّ
تأثبها عىل
الت تتبعها ،وكل منها لها خصائص فريدة تظهر ر
الثقافات والمجتمعات ي
والروح
ي الثقاف
ي المشهد
.1الهندوسية
ُ
تأثبها العميق يف المشهد
الهندوسية ،واحدة من أقدم الديانات يف العالم ،تظهر ر
الثقاف الهندي من خالل المعابد واألضحة المعقدة الت ر
تنتش يف جميع أنحاء الهند. ي ي
ً
ه أيضا تحف فنية تعكس الفن هذه المعابد ليست مجرد أماكن للعبادة ،بل ي
ً ً
والثقاف.
ي الديت
ي المعماري الرفيع والنحت المعقد الذي يوثق تاريخا طويل من اإلبداع
ُ
اناس ومادوراي تظهر الزخارف المعمارية المعابد الهندوسية مثل تلك الموجودة يف فار ي
الت تشكل جوهر الهندوسية. واألساطب ُ ي
ر الت تشتمل عىل تصوير اآللهة المتعددةي
ّ ُ
عب
عب العادات والتقاليد الدينية ّ وهوىل ،تظهر كيف ت ّ
ي ديواىل
ي األعياد الهندوسية مثل
الت تعزز الروابط المجتمعية وتحافظ عىل التقاليد الثقافية.االحتفاالت الجماعية ي
.2البوذية
ُ
تأثبها بشكل واضح يف الت نشأت كحركة إصالحية داخل الهندوسية ،تظهر ر البوذية ،ي
العديد من الدول اآلسيوية مثل تايالند ،بورما ،شيالنكا ،واليابان .الرموز البوذية مثل
الت تصور بوذا يف حاالت الت ُ تحتها نال بوذا اإلنارة ،والتماثيل ي
البوده ،ي
ي شجرة
والروح يف هذه المناطق.
ي الثقاف
ي عتب عناض محورية يف المشهد مختلفة من التأمل ،ت ّ
الكببة يف
ر باغي يف ميانمار والقبة
المعابد البوذية واألستوبات ،مثل تلك الموجودة يف ر
ُ ر
تتمب العمارة البوذية بالبساطة والتأمل العميق .هذه
سانتش يف الهند ،تظهر كيف ر
ي
وه تعكس المعابد تخدم كمراكز للجماعة ،حيث يجتمع الناس للتأمل والصالة ،ي
القيم البوذية للسالم والتناغم.
ُ
الديانتان تظهران كيف يمكن للمعتقدات الروحية أن تؤثر بعمق عىل الثقافة والفن
المباب الدينية الرائعة واالحتفاالت الغنية
ي والعمارة والعادات االجتماعية .من خالل
الثقاف يف
ي والفنون الجميلة ،تواصل كل من الهندوسية والبوذية تشكيل وإثراء المشهد
آسيا وحول العالم.
المسيحية
الثقافّ ،تبز الكنائس والكاتدرائيات كمراكز ليس فقط
ي تأثب المسيحية عىل المشهدر
االجتماع ،وكذلك كعالمات بارزة يف
ي للعبادة ،بل كنقاط محورية للتجمع والتفاعل
الفن المعماري والثقافة الغربية .خالل العصور الوسىط يف أوروبا ،كانت المسيحية
تعتب محور الحياة االجتماعية والسياسية. ر
تمثل أكب من مجرد ديانة؛ إذ كانت ّ
والثقاف
ي االجتماع
ي .1الدور
ً
الكنائس لم تكن مجرد أماكن للصالة ،بل كانت أيضا مراكز للتعليم والفنون .يف
ً
كثبا ما كانت الكنائس تحتضن المدارس ،وكان الرهبان والكهنة العصور الوسىط ،ر
هم المعلمون الرئيسيون الذين ينقلون المعرفة الدينية والعلمانية عىل حد سواء.
ُ ً
كما كانت الكنائس مشحا للفنون المسيحية ،حيث زينت باللوحات والتماثيل
الت تصور قصص الكتاب المقدس. والنوافذ الزجاجية الملونة ي
.2العمارة المسيحية
العمارة المسيحية ،خاصة الكاتدرائيات العظيمة مثل نوتردام يف باريس وكاتدرائية
ُ
الت تحققت يف هذا العرص .تم ي المعمارية ات ز اإلنجا ظهر ت كولون يف ألمانيا،
تعب عنتصميم هذه الكاتدرائيات لتعكس قوة ومجد الديانة المسيحية ،وكانت ّ
الت شيدت فيها .النوافذ الزجاجية الملونة والقباب والتقت للعصور ي ي الفت
اإلبداع ي
تمب هذا النمط المعماري الذي كان يهدف إىل رفع العالية واألقواس الحادة كلها ر
السغ نحو هللا.
ي تعبب رمزي عن النظر إىل السماء ،يف ر
السياس
ي .3الدور
كببة ،حيث كان يف العصور الوسىط ،كان للكنيسة الكاثوليكية سلطة سياسية ر
ً
الباباوات واألساقفة يشاركون ف القرارات السياسية ويملكون نفوذا ر ً
كببا يمكن أن ي
ُيعادل أو يتجاوز سلطة الحكام والملوك .كانت الكنيسة تفرض الرصائب وتدير
الت تؤثر عىل الحياة اليومية للناس. القواني ير اض وتتحكم يف األر ي
واألخالف
ي التأثي الروح
ر .4
ي ً
واألخالف للمجتمع ،حيث كانتي الروح
ي الكنيسة كانت أيضا تلعب دور الموجه
ً
تعلم األخالقيات المسيحية وتوجه سلوكيات الناس وفقا للمبادئ الدينية .كان لهذا
كبب يف تشكيل األنظمة األخالقية والقيم يف أوروبا الغربية. دور ر
بهذا ،نرى أن المسيحية لم تكن فقط ديانة ،بل كانت قوة محركة للثقافة ،السياسة،
الفنون ،والتعليم يف أوروبا العصور الوسىط وما بعدها ،مما يعكس التداخل العميق
الثقاف األوسع. ي ربي الدين والمشهد
اإلسالم
ّ ُ
واالجتماع يف
ي الثقاف
ي الت شكلت المشهد اإلسالم يعد أحد أبرز الديانات ي
العديد من المناطق حول العالم .باإلضافة إىل المساجد ذات المآذن الشاهقة
تأثبات واسعة تمتد إىلالممبة مثل قبة الصخرة ،فإن اإلسالم له ر ر والعمارة
مختلف جوانب الحياة من االجتماعية والقانونية إىل السياسية.
.1العمارة اإلسالمية
ه تجسيد للفن والعمارة اإلسالمية المساجد ليست فقط أماكن للعبادة ،بل ي
الت تعكس التقاليد الثقافية والدينية .ر
تتمب بعناضها الفنية كالزخرفة والكتابة ي
ً
الت تعد مثال للجماليات يف العمارة العربية واألقواس المدببة والقباب ،ي
والتعبب عن الهوية اإلسالمية.
ر المباب تعمل كرموز للتجمع ي اإلسالمية .هذه
الشيعة اإلسالمية .2ر
اإلسالم المستمد من القرآن والسنة ،لها وه نظام القانون ر
ي الشيعة اإلسالمية ،ي
الشيعة جوانب القواني والممارسات ف الدول اإلسالمية .تغىط ر ر كبب عىل
تأثب رر
ي ي
واسعة من الحياة بما يف ذلك العقود ،الزواج ،الطالق ،النظام االقتصادي
الت يمكن للدين أن يشكل بها األنظمة وحقوق اإلنسان ،مما يعكس الطريقة ي
االجتماعية والقانونية.
.3الدين والسياسة
عب التاري خ ،كان لإلسالم دور يف الحكم والسياسة يف العديد من المناطق. ّ
الخالفة ،عىل سبيل المثال ،كانت نظام حكم يجمع ربي السلطة الدينية
والدنيوية ،مما يظهر كيف يمكن أن ُيستخدم الدين لتعزيز الحكم .يف العرص
الحديث ،نرى حاالت متعددة حيث يؤثر الدين عىل السياسة الداخلية
والخارجية للدول اإلسالمية.
.4الوحدة والياع
المؤمني من خالل تقديم إطار مشبك دورا يف تعزيز الوحدة ربي اإلسالم لعب ً
ر
رئيش ،كان هناك
ي للعبادة والسلوك .ومع ذلك ،كما هو الحال مع أي دين
ً
التفسب تؤدي أحيانا إىل االنقسام أو الرصاع ،سواء داخلر نزاعات واختالفات يف
المجتمعات اإلسالمية أو ربي الديانات األخرى.
الثقاف
ي تأثب اإلسالم بشكل عميق يف تشكيل المشهد وغبها ،يظهر ر بهذه الطرق ر
سء من العمارة ر والسياس للمجتمعات .تشمل هذه
التأثبات كل ي
ر ي واالجتماع
ي
والفنون إىل األنظمة القانونية والسياسية ،مما يعكس الدور الشامل والمعقد للدين
يف الحياة اليومية..
السؤال الرابع :ما هو الدور الذي يلعبه الدين يف الرصاعات السياسية؟
الدين يمكن أن يلعب ً
دورا ر ً
كببا يف الرصاعات السياسية من خالل عدة طرق:
.1الهوية واالنقسامات:
أساسيا من الهوية الثقافية والوطنية لألفراد والجماعات، ً غالبا ما يشكل ً
جزءا الدين ً
مما يمكن أن يؤدي إىل تعزيز االنقسامات ربي الجماعات المختلفة .عندما تتقاطع
أكب حدة الهويات الدينية مع الوالءات السياسية أو اإلثنية ،يمكن أن تصبح الرصاعات ر
ً
وتعقيدا.
• تشكيل الهوية
ً ً
كزيا ف تشكيل الهويات الفردية والجماعية ،حيث يوفر إطاراً
ي الدين ُيعد عنرصا مر
ُ
كثب من األحيان ،يرتبط الدين عب عن ثقافة معينة .يف ر الت ت ّ
للقيم ،العادات ،والتقاليد ي
ً ُ
الثقاف لألمة .عىل
ي عتب جزءا ال يتجزأ من التاري خ والباث بعمق بالهوية الوطنية وي ّ
سبيل المثال،
ينتىم األفراد لديانات مختلفة مثل اإلسالم والمسيحية والهندوسية ي ▪
وغبها ،وتصبح هذه الديانات جزءا ال يتجزأ من هويتهم. ر
▪ تتشكل هوية الجماعات واألمم أيضا حول الدين المشبك ،كما هو الحال يف
الدول اإلسالمية أو المسيحية مثال.
• تعزيز االنقسامات
ُ
عندما تصبح الهويات الدينية مرتبطة بالوالءات السياسية أو اإلثنية ،يمكن أن يؤدي
للتميب ربي
ر ذلك إىل تعزيز االنقسامات داخل المجتمع .الدين يمكن أن ُيستخدم كأداة
"نحن" و"هم" ،مما ُيعمق الفجوات ربي المجموعات المختلفة .هذه االنقسامات
ُ
يمكن أن تؤدي إىل توترات وضاعات،
▪ عندما تختلف الجماعات يف دياناتها ،يمكن أن ينشأ شعور باالختالف
والتمايز بينها.
الديت إىل النظر لآلخر نظرة دونية أو عدائية ،مما يعمق
ي ▪ قد يؤدي التعصب
الفجوة ربي الجماعات.
• الحلول المحتملة
وتأثبه عىل الرصاعات يمكن أن يساعد يف تطويرفهم دور الدين يف تشكيل الهويات ر
اسباتيجيات للتعامل مع هذه الرصاعات .الحوار ربي األديان والجهود المبذولة لتعزيز
ُ
التفاهم المتبادل واالحبام ربي المجموعات الدينية المختلفة يمكن أن تسهم يف تقليل
ً ً التوترات وبناء مجتمعات ر
أكب تماسكا وسالما.
للتعبب ً
مصدرا من خالل هذه النقاط ،يظهر كيف أن الدين ،بينما يمكن أن يكون
ر
ً ً
محورا لالنقسام والرصاع يف السياقات الغت ،يمكن أيضا أن يكون
والروح ي
ي الثقاف
ي
السياسية واالجتماعية.
.2التعبئة السياسية:
الدين يمكن أن ُيستخدم كأداة للتعبئة السياسية ،حيث يستخدم القادة الدينيون أو
لتحفب أتباعهم عىل دعم سياسات معينة أو التحرك ر السياسيون الرموز واللغة الدينية
ضد سياسات أو جماعات معارضة .ومن األمثلة عىل ذلك:
لتبير الديت ّ
ي الفلسطيت ،يستخدم كل طرف الخطاب ي ▪ يف الرصاع اإلش ي
ائيىل
مطالبه باألرض والسيطرة عىل األماكن المقدسة يف القدس .فالقادة اليهود
بفلسطي ،بينما يؤكد ر اإلله لليهود
ي يتحدثون عن "أرض الميعاد" والوعد
للمسلمي.
ر الفلسطينيون عىل قدسية القدس والمسجد األقض
▪ يف لبنان ،لعب زعماء الطوائف الدينية (المسيحية واإلسالمية) دورا محوريا
عام 1975و .1990فقد استغلوا ي يف تأجيج الحرب األهلية ربي
االنقسامات الطائفية لتعبئة أتباعهم يف مواجهة الطوائف األخرى ،مما أدى
عشات اآلالف من القتىل. لسقوط ر
▪ يف الهند ،تستخدم بعض األحزاب القومية الهندوسية شعارات دينية
الناخبي الهندوس .وقد أدى ر متطرفة ضد األقلية المسلمة لكسب تأييد
طائق راح ضحيتها اآلالف.
ي كثبة الندالع أعمال عنف هذا يف أحيان ر
السياسيي توظيف الدين لخدمة ر ▪ حت يف الدول العلمانية ،يحاول بعض
المحافظي
ر المرشحي
ر فق الواليات المتحدة مثال ،يسغ بعض أغراضهم .ي
تبت مواقف متشددة بشأن عب ي اإلنجيىل ّ
ي المسيح
ي لكسب تأييد التيار
المثليي.
ر قضايا مثل اإلجهاض وزواج
خطبا
ر هكذا يتضح كيف يمكن للدين ،عندما يختلط بالسياسة ،أن يصبح سالحا
الجماهبية والكراهية .لذا فإن الفصل ربي الدين والدولة ،وتعزيز قيم المواطنة ر للتعبئة
والتسامح ،هو السبيل األمثل لتجنب استغالل العقيدة ألغراض سياسية مدمرة.
.3ر
الشعية السياسية:
.3يف بعض الحاالت ،يستخدم القادة الدين كوسيلة لتعزيز رشعيتهم السياسية،
ً
تفويضا ً
الشعت لهم،
يّ دينيا للحكم .هذا يمكن أن يعزز الدعم مدعي أن لديهم
ر
ً
ولكنه قد يؤدي أيضا إىل الرصاع إذا رأت جماعات أخرى أن هذا االدعاء يهدد
معتقداتها أو مصالحها .ومن األمثلة عىل ذلك:
▪ يف أوروبا خالل العصور الوسىط ،كان الملوك واألباطرة يدعون أنهم
يحكمون "بالحق اإلله" ،أي أن سلطتهم مستمدة من هللا ر
مباشة .وكانت ي
ر
الكنيسة الكاثوليكية تدعم هذا المفهوم وتمنح الشعية للحكام.
عتب من نسل اآللهة حت نهاية الحرب العالمية ُ ▪ يف اليابان ،كان
اإلمباطور ي ّ
ّ
الثانية .وكانت الشنتوية ،الديانة التقليدية اليابانية ،تؤكد عىل الطبيعة
لإلمباطور وتدعم حكمه المطلق.ّ المقدسة
▪ يف إيران بعد الثورة اإلسالمية عام ،1979أصبح رجال الدين الشيعة هم
الحكام الفعليون للبالد تحت مبدأ "والية الفقيه" .ويستند نظام الحكم عىل
فكرة أن الفقهاء هم نواب اإلمام الغائب ولهم السلطة السياسية والدينية.
السياسيي لكسب تأييد
ر ▪ حت يف الدول العلمانية ،قد يسغ بعض
تبت مواقف متشددة يف القضايا عب التظاهر بالتدين أو يالجماعات الدينية ّ
األخالقية واالجتماعية.
لكن الخلط ربي الدين والسياسة بهذه الطريقة يمكن أن يؤدي إىل نتائج عكسية
وخطية:
ر
الت تشعر بالتهميش أو يثب استياء وغضب الجماعات الدينية األخرى ي ▪ قد ر
االضطهاد ،مما يؤجج الرصاعات الطائفية.
▪ قد يقوض مصداقية المؤسسات الدينية ويحولها إىل أدوات يف أيدي
السياسيي لتحقيق مكاسب دنيوية.
ر
االجتماع باسم الحفاظ عىل التقاليد والقيم
ي ▪ قد يعرقل التقدم واإلصالح
الدينية.
▪ قد يتعارض مع مبادئ المواطنة المتساوية وحقوق اإلنسان والحريات
الفردية يف المجتمعات التعددية.
لذلك ،من الرصوري الفصل ربي الدين والدولة ،واحبام حرية المعتقد لجميع
تميب ،وعدم توظيف الدين كأداة للهيمنة السياسية أو كذريعة ر المواطني دون
ر
للرصاعات .ر
فالشعية السياسية الحقيقية تنبع من إرادة الشعب وخدمة الصالح العام،
ال من االدعاءات الدينية المزيفة.
.4الرصاعات الطائفية:
الت
يمكن للدين أن يكون مصدرا رئيسيا للرصاع واالنقسام ،خاصة يف المجتمعات ي
تعاب من توترات طائفية كامنة .وغالبا ما تتفاقم الخالفات ربي الطوائف الدينية
ي
المختلفة بسبب عدة عوامل ،من أبرزها:
أ -الياعات حول العقيدة والممارسات الدينية:
تفسب النصوص المقدسة أو رشعية بعض الطقوس ر ▪ قد تختلف الطوائف حول
والشعائر.
▪ مثال عىل ذلك االنقسام ربي السنة والشيعة يف اإلسالم حول مسألة الخالفة
واإلمامة.
والبوتستانت يف المسيحية حول سلطة ▪ كذلك الخالفات ربي الكاثوليك ّ
الكنيسة والكتاب المقدس.
ب -الرصاع عىل السيطرة عىل األماكن المقدسة:
▪ تتنازع الطوائف المختلفة عىل بعض المواقع ذات األهمية الدينية الخاصة.
▪ القدس مثال بارز ،حيث يتنافس المسلمون واليهود والمسيحيون عىل المدينة
المقدسة.
والمسلمي يف الهند حول بعض المعابد والمساجد
ر ▪ كذلك الباع ربي الهندوس
التاريخية.
التميي يف الحقوق واالمتيازات الدينية:
ر ج-
▪ قد تشعر طائفة بالتهميش إذا حصلت طائفة أخرى عىل مزايا أو حقوق خاصة.
الست وتهميشهم
ي ▪ مثال ،اعباض الشيعة يف دول الخليج عىل هيمنة المذهب
سياسيا.
وتوىل
ي ▪ أيضا ،مطالب األقليات الدينية يف مرص بالمساواة يف بناء دور العبادة
المناصب العامة.
د -استغالل الدين ألغراض سياسية:
الشعية.▪ قد يوظف بعض القادة الشعارات الدينية لحشد التأييد وكسب ر
الديت يف مواجهة إشائيل.
ي ▪ مثال ذلك استخدام حزب هللا يف لبنان للخطاب
وف الهند ،تستغل بعض األحزاب القومية الهندوسية المشاعر الدينية ضد ▪ ي
المسلمي ألهداف انتخابية.
ر
السياس
ي االجتماع واالستقرار
ي وهكذا ،تتضح خطورة الرصاعات الطائفية عىل النسيج
نش ثقافة التسامح والمواطنة وفصل الدين عن الدولة. للدول .لذا فإن الحل يكمن ف ر
ي
كما يجب العمل عىل معالجة األسباب الجذرية للتوترات الطائفية ،مثل التهميش
والسياس لبعض الفئات ،وتعزيز الحوار ربي األديان والمذاهب المختلفة.
ي االقتصادي
السلىم واالحبام المتبادل ربي الطوائف هو السبيل الوحيد لتجنب ويالتي فالتعايش
الحروب األهلية والباعات الدينية المدمرة
.5الياعات الدولية:
أيضا أن يلعب ً ً
دورا يف الباعات الدولية ،حيث يمكن أن تدعم الدول الدين يمكن
الجماعات الدينية يف دول أخرى كجزء من سياستها الخارجية ،أو يمكن أن تنشأ
التوترات بسبب االختالفات الدينية ربي الدول .دور الدين يف الباعات الدولية:
.1يمكن للدول أن تدعم الجماعات الدينية يف دول أخرى كجزء من سياستها
الخارجية:
▪ تقوم بعض الدول بتمويل المدارس الدينية (المدارس) والمنظمات يف
الديت وكسب النفوذ. لنش مذهبها الخارج ر
ي
لنش ▪ مثال عىل ذلك تمويل السعودية للمدارس الوهابية حول العالم ر
الوهاب المتشدد.
ّي اإلسالم
وغبها لتعزيز ▪ كذلك دعمت إيران الجماعات الشيعية يف العراق ولبنان ر
اإلقليىم.
ي نفوذها
.2يمكن أن تنشأ التوترات والرصاعات ربي الدول بسبب االختالفات الدينية:
▪ الخالفات المذهبية ربي إيران الشيعية والسعودية السنية تغذي الرصاع
بينهما عىل النفوذ يف المنطقة.
كشمب ر ▪ التوترات ربي الهند الهندوسية وباكستان المسلمة حول إقليم
ذي األغلبية المسلمة.
▪ الحروب الصليبية يف العصور الوسىط ربي أوروبا المسيحية والعالم
اض المقدسة. اإلسالم حول السيطرة عىل األر ي ي
لتيير سياساتها العدوانية وانتهاكاتها لحقوق .3تستغل بعض الدول الدين ر
اإلنسان:
العرف
ي التطهب
ر ▪ استخدمت ضبيا األرثوذكسية الدين كذريعة لممارسة
مسلىم البوسنة وكوسوفو. ي ضد
والديت
ي التاريح
ي اض الفلسطينية بحجة حقها ▪ ّتبر إشائيل احتاللها لألر ي
يف "أرض الميعاد".
▪ تنتهك بعض الدول حقوق األقليات الدينية وتضطهد ها بدعوى حماية
الرسىم للدولة.
ي الدين
.4يمكن للتعاون ربي األديان أن يساهم يف تخفيف حدة الياعات الدولية:
▪ الحوار ربي األديان يعزز التفاهم المتبادل ويقلل من سوء الفهم والصور
النمطية السلبية.
تبت الثقة وتعزز السالم ▪ المبادرات المشبكة ربي أتباع األديان المختلفة ي
والمصالحة.
إيجاب يف نزع فتيل التوترات الطائفية
ّي ▪ القادة الدينيون يمكنهم لعب دور
والدعوة للتسامح.
وهكذا يتضح أن للدين دورا مهما ومعقدا يف الباعات الدولية ،سواء كمحرك للرصاع أو
الديت للباعات أمر ضوريي كأداة لتحقيق المصالح الجيوسياسية .لذا فإن فهم البعد
إليجاد حلول جذرية وعادلة لها .كما أن تعزيز الحوار والتعاون ربي األديان هو السبيل
أكب سالما وتسامحا رغم االختالفات العقائدية .فاألديان يمكن أن األمثل لبناء عالم ر
تكون جسورا للتواصل ربي الشعوب بدال من أن تكون حواجز وأسبابا لالنقسام
والعداء.
ً
أدوارا متعددة يف الرصاعات بهذه الطرق ،يظهر الدين كعامل معقد يمكن أن يلعب
السياسية ،سواء كانت داخلية أو ربي الدول.