Professional Documents
Culture Documents
المرقعة
المرقعة
المرقعة
المرقعة
في اللغة
بالرقعة ُ َح ُه َر َق َع الثوب :أصل َ
المرقعات :جمع مرقعة ،وهي الثوب الملفق من رقاع كثيرة ملونة أو غير ملونة ،كانت
من صوف أو شعر أو جلد
في الاصطلاح الطريقة الكركرية
ستر بالجمال الذاتي الباطن في فرق الأسماء ،المتجلي بألوان حضرة القوس مظهر ال َّت َ
العلوي ،وإعلان مبايعة النفس للروح للدخول والترقي في مراتبها
*وما الدليل من القران؟
في القرآن الكريم
ما
َان َعلَيْ ِه َ صف ِ ما َو َط ِفقَا يَ ْخ ِ س ْو ُآت ُه َ ما َ ت ل َُه َ َّج َر َة بَ َد ْ ما ذَاقَا الش َ ور ۚ َف َل َّ ما ِب ُغ ُر ٍ ه َ قال تعالى َ :ف َدلَّا ُ
ُما
ان َلك َ ن الشَّيْ َط َ ُما إِ َّ
ل َلك َ َّج َرةِ َوأَ ُق ْ ُما الش َ ن تِ ْلك َ ُما َع ْ َم أَ ْن َهك َ ما أل ْ
ما ربُّ ُه َ َ
ه َ َ ْج َّنةِ ۖ َو َنادَا ُ ق ال َ ن َو َر ِ ِم ْ
م ِبين َع ُد ٌّو ُ
ِك ٰ
ى ذَل َ اس الت ْق َو َّٰ َ
شا ۖ َولِبَ ُ ُم َو ِر ي ً س ْوآتِك ْ اري َ اسا ُي َو ِ ُم لِبَ ً م َق ْد أ ْن َز ْل َنا َعلَيْك ْ قال تعالى :يَا بَنِي آدَ َ
ون َّ
م يَذك ُر َ َّ َعل ُه ْ َّ ت ال َّلهِ ل َ ن آيَا ِ ِك ِم ْ َخيْر ۚ ذَٰل َ
ْج َّنةِ يَ ِ َ ان ك َ َ
مانز ُع َع ْن ُه َ ن ال َ ُم ِم َ َما أ ْخ َر َج أبَ َو يْك ْ ُم الشَّيْ َط ُ م لا يَ ْفتِ َن َّنك ُ قال تعالى :يَا بَنِي آدَ َ
يناط َ شيَ ِ م إِنا َج َع ْل َنا ال َّ َّ ث لا َت َر ْو َن ُه ْ ن َحيْ ُ ه َو َو َق ِبيل ُُه ِم ْ ُم ُ ما إِن ُه يَ َراك ْ َّ س ْوآت ِِه َ ما َ ما ل ُِي ِر يَ ُه َ اس ُه َ
لِبَ َ
ون ِين لا ُي ْؤ ِم ُن َ أَ ْولِيَاءَ ِللذ َ
َّ
َانمك ٍ ُل َ
من ك ِ ِّ مئِ َّنةً يَأْتِي َها ِر ْز ُق َها َر َغ ًدا ِ ِّ م ْط َ آم َنةً ُّ ت ِ مثَلاً َق ْر يَةً كَا َن ْ ب ال َّل ُه َ ض َر َ قال تعالى َ :و َ
ون
ص َن ُع َ ما كَا ُنواْ يَ ْ ْخ ْوفِ ِب َ وع َوال َ اس ال ُْج ِت ِبأَ ْن ُع ِم اللهِ فَأذَا َق َها الل ُه لِبَ َ
َّ َ َّ َفكَف ََر ْ
ار َ َّ َّ َّ
ن َت ْحتِ َها الْأ ْن َه ُ ت َت ْج ِري ِم ْ ت َجنا ٍ صال َِحا ِ آم ُنوا َو َع ِملُوا ال َّ ِين َ ل الذ َ ن الل َه ُي ْدخِ ُ قال تعالى :إِ َّ
م فِي َها َح ِر ير َ ُي َح َّل ْو َ
اس ُه ْ
ب َو ُل ْؤ ُل ًؤا ۖ َولِبَ ُ ه ٍ ن ذَ َ او َر ِم ْ س ِ نأ َ ن فِي َها ِم ْ
ورا
ش ً ار ُن ُ ل ال َّن َه َ سبَا ًتا َو َج َع َ م ُاسا َوال َّن ْو َ ل لِبَ ً ُم ال َّليْ َ ل َلك ُ ه َو ا َّلذِي َج َع َ قال تعالى َ :و ُ
اسا
ل لِبَ ً َّ
قال تعالى َ :و َج َع ْل َنا الليْ َ
*وما الدليل من السنة المطهرة ؟
المرقعة في الحديث الشريف
عن حميد بن هلال ،عن أبي بردة ،قال :أخرجت إلينا عائشة رضي هللا عنها كساء ملبدا ،
وقالت :في هذا نزع روح النبي صلى هللا عليه وسلم ،وزاد سليمان ،عن حميد ،عن أبي
بردة ،قال :أخرجت إلينا عائشة إزارا غليظا مما يصنع باليمن وكساء من هذه التي
يدعونها الملبدة1
قال : عن ابن كيسان ،أن عبد هللا بن أبي أمامة أخبره ،أن أبا أمامة أخبره ،أن رسول
” البذاذة من الإيمان ،البذاذة من الإيمان البذاذة من الإيمان ” قال :عبد هللا هذا أبو
أمامة الحارثي ،قال عبد هللا سألت أبي قلت :ما البذاذة ؟ قال ” :التواضع في اللباس2
عن سهل بن معاذ ,عن أبيه ،عن رسول هللا (ص) ,أنه قال ” :من كظم غيظه وهو
يقدر على أن ينتصر ،دعاه هللا تبارك وتعالى على رؤوس الخلائق ,حتى يخيره في حور
العين أيتهن شاء ومن ترك أن يلبس صالح الثياب ،وهو يقدر عليه تواضعا هلل تبارك
وتعالى ،دعاه هللا تبارك وتعالى على رءوس الخلائق حتى يخيره هللا تعالى في حلل
الإيمان أيتهن شاء3
عن أم خالد بنت خالد ،قالت :أتي رسول هللا(ص) بثياب فيها خميصة سوداء ،قال ”:من
ترون نكسوها هذه الخميصة ” فأسكت القوم ،قال ”:ائتوني بأم خالد “ ،فأتي بي
النبي (ص) فألبسنيها بيده ،وقال أبلي وأخلقي “مرتين ،فجعل ينظر إلى علم الخميصة
ويشير بيده إلي ،ويقول ”:يا أم خالد هذا سنا ” والسنا بلسان الحبشية :الحسن4
عن أم خالد بنت خالد “أتي النبي (ص) بثياب فيها خميصة سوداء صغيرة فقال :من
ترون أن نكسو هذه ،فسكت القوم ،قال :ائتوني بأم خالد ،فأتي بها تحمل فأخذ
الخميصة بيده ،فألبسها ،وقال :أبلي وأخلقي ،وكان فيها علم أخضر أو أصفر ،فقال :يا
أم خالد هذا سناه وسناه بالحبشية حسن5
عن أم خالد بنت خالد ،قالت :أتي رسول هللا صلى هللا عليه وآله وسلم بثياب فيها
خميصة ،فقال لأصحابه ”:من ترون أحق بهذه الخميصة ؟ “فسكتوا ،فدعا أم خالد ،
فألبسها إياها ،ثم قال ”:أبلي يا بنية ،وأخلقي ،أبلي وأخلقي ،أبلي وأخلقي ،قال :وكان
فيها علم أحمر ،فأقبل يقول :يا أم خالد ،سنا “.والسنا بالحبشية :الحسن ،هذا حديث
صحيح على شرط الشيخين ،ولم يخرجاه6
أم خالد بنت خالد ،قالت :أتي النبي بثياب فيه خميصة سوداء صغيرة ،فقال :من ترون
أكسو هذه ؟ فسكت القوم ،فقال رسول هللا (ص) ائتوني بأم خالد .قالت فأتي بي ،
فألبسنيها بيده ،وقال:أبلي وأخلقي ،يقولهما مرتين ،وجعل ينظر إلى علم في الخميصة
أصفر وأحمر ،ويقول :يا أم خالد هذا سنا” .والسنا بلسان الحبشة :الحسن هذا حديث
صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه7
عن سالم بن أبي الجعد قال :قال رسول هللا( :ص)” إن من أمتي من لو أتى باب أحدكم
فسأله دينارا لم يعطه إياه ،ولو سأله درهما لم يعطه إياه ،ولو سأله فلسا لم يعطه إياه
،ولو سأل هللا الجنة لأعطاها إياه ،ولو سأله الدنيا لم يعطها إياه ،وما يمنعها إياه لهوانه
عليه ،ذو طمرين ،لا يؤبه له ،لو يقسم على هللا عز وجل لأبره8
عن معاذ بن جبل قال:قال رسول هللا( :ص)” ألا أخبرك عن ملوك الجنة؟ “قلت
:بلى قال :رجل ضعيف مستضعف ذو طمرين ,لا يؤبه له ,لو أقسم على هللا لأبره9
_____________________________________
ص َّلى ال َّل ُه رقم يِ َ ن د ِْر ِع ال َّن ِب ِّ ما ُذك َِر ِم ْ س َباب َ م ِ ض ال ُْخ ُ _1صحيح البخاري ِك َتاب ف َْر ِ
الحديث2894 :
_2الزهد لأحمد بن حنبل رقم الحديث29 :
ين رقم الحديث: ْمكِّ ِ ِِّي َ س َن ُد ال َ م ْ ْج َّنةِ … ُ ين ِبال َ ْم َبش َِّر َش َرةِ ال ُ ْع َ س َن ُد ال َ م ْ _3مسند أحمد بن حنبل ُ
15312
س ث َْو ًبا َجدِي ًدا رقم الحديث5425 : ن َل ِب َ ِم ْ
ما ُي ْد َعى ل َ اس باب َ : _4صحيح البخاري ِك َتاب ال ِّل َِب ِ
َق رقم الحديث5403 : ب ا ْل َفل ِ ل أ ُعو ُذ ِب َر ِّ َِ ور ُة ُق ْ
س َ آن ُ ير ال ُْق ْر ِ
_5صحيح البخاري ِك َتاب َتفْسِ ِ
َضائ ِِل
م … ِذك ُْر ف َ ي ال َّل ُه َع ْن ُه ْ ض َابةِ َر ِ ص َح َ م ْع ِرفَةِ ال َّ اب َ _6المستدرك على الصحيحين ِك َت ُ
ابةِ َوال َّتا ِبعِ ي ..رقم الحديث7471 : ص َح َ مةِ َب ْع َد ال َّ َضائ ِِل ال ُأ َّ
ا ْلق ََبائ ِِل ِذك ُْر ف َ
ين رقم الحديث: ْ
اب ال َّتأ ِم ِ اعةِ َب ُ م َ ْج َصلاةِ ال َ امةِ َو َ م َ الإ َ
ب ِ _7المستدرك على الصحيحين ِك َتا ِ
2304
_8الزهد لأحمد بن حنبل رقم الحديث66 :
ن لَا ُي ْؤ َب ُه ل َُه رقم الحديث4113 : م ْه ِد َباب َ _9سنن ابن ماجه ِك َتاب ال ُّز ْ
_____________________________________
*وما تأصيل المرقعة ؟
تأصيل المرقعة
سنة الصالحين و شعار المتقين و دثار العارفين و علامة المريد الصادق الطالب وجه
الحق ،الفاني في محبة شيخه ،المسلوب الإرادة
الخرقة علامة التسليم والتفويض وإعطاء حق التصرف للشيخ العارف الكامل في أمور
صره بعيوب نفسه ومراتبهاُ ،بغية أن تتطهر وترتقي من نفس أمارة إلى المريد حتى ُيبَ ِ ِّ
لوامة إلى مطمئنة إلى راضية إلى مرضية إلى راجعة إلى ربها ،جاء في الأثر من لم ير
مفلحا لا يفلح ومن لا شيخ له فإبليس شيخه
كيف يكون حال من تعلم حرفة بلا معلم؟ الشجرة التي تنبت من تلقاء نفسها لا تثمر ،وإذا
المتصرف فيها أثمرت فثمرها ليست كثمر شجرة البستان ُ
عن أبي هريرة ،قال”:قال رسول هللا(ص) :الإيمان بضع وسبعون أو ،بضع وستون
شعبة ،فأفضلها قول :لا إله إلا هللا ،وأدناها إماطة الأذى عن الطريق ،والحياء شعبة
من الإيمان
فأدنى شعب الإيمان إماطة الأذى عن الطريق إلى الحق ،ولا أذى أشد من نفسك التي
بين جنبيك فهي أعدى الأعداء ،فلزم بذلك إزالة أذاها ولا شيء أشد على النفس من
سقوط منزلتها عند الناس لذلك كانت الدربلة من أسس التربية للمريد في طريقتنا
المباركة
َط ِ ِّه ْر
كف َ ك َفكَ ِبِّ ْر * َوثِيَابَ َ َ
م فَأنذ ِْر * َو َربَّ َ َ
ْم َّدثِ ُِّر* ُق ْ
قال تعالى :يَا أيُّ َها ال ُ
هلل ثياب يكسوها لعبده إذا صحت محبته ،وتجرده من لباس الدنيا واستغنى بمرقعة أو
دربلة يغدو بها و يروح لا يلتفت إلى الغير فلا يرى إلا مولاه قد آثر الباقي على الفاني
فعن أبي هريرة ،قال :قال رسول هللا (ص)” :أيها الناس إن هللا طيب لا يقبل إلا طيبا ،
وإن هللا أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين ،فقال ( :يأيها الرسل كلوا من الطيبات
واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم) ،وقال (:يأيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما
رزقناكم) ،ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر ،يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ،
ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام فأنى يستجاب لذلك
كيف يستجاب لك و ملبسك حرام في حرام ،قد بدت سوءة أفعالك على ظاهرك ،الملائكة
لا تدخل بيتا به كلب فكيف تسري فيك أنوار الحق و جسدك متلبس بالحرام ،انزع عنك كل
س َبا ًتا اسا َوال َّن ْو َ
م ُ ُم ال َّل ْي َ
ل ل َِب ً ل َلك ُه َو ا َّلذِي َج َع َ :و ُلباس وال َْبس ثياب التقوى ،قال تعالى َ
ورا ) ،ليل ظلمة النفس لباس الكل الأصلي جعله الحق حجابا لخلقه عن ش ً ل ال َّن َه َ
ار ُن ُ َو َج َع َ
أسرار القدم ،فمن سبقت له المحبة في الأزل ساقه الحق إلى شيخ رباني عارف ينشر له
نهار روحه فيستر له آية الليل بآية النهار ،وآية النهار مبصرة ،فيبصر ما طوى الحق فيه
من أسرار فإذا قوي وتمكن نسخ باطنه على ظاهره ،وما الظاهر إلا عنوان الباطن والمرء
لا يلبس إلا سريرته ،قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ”:أسروا ما شئتم ،فوهللا ما أسر
عبد ولا أمة سريرة إلا ألبسه هللا رداءها ،خيرا فخيرا ،وشرا فشرا ،حتى لو أن أحدكم عمل
خيرا من وراء سبعين حجابا لأظهر هللا ذلك الخير حتى يكون ثناؤه في الناس خيرا ،ولو أن
أحدكم أسر شرا من وراء سبعين حجابا لأظهر هللا ذلك الشر حتى يكون ثناؤه في الناس
شرا”
*ما فوائد المرقعة ؟
فوائد المرقعة
جمة دنيا وعقبى جمعها ابن البنا السرقسطي رضي هللا عنه في المباحث للمرقعة فوائد ِّ
الأصلية وشرحها سيدنا ابن عجبية قدس هللا سره شرحا يشفي الغليل ،قال فيه رضي هللا
إلا لأوصـــاف وسوف تأت والقوم ما اختاروا المرقعات عنه :
ومنعها للبـــــرد ثم الحر أولــــــــــها فيها اطراح الكبر
قلة طمع الطامعين فيها وخــــــفة التكليف ثم فيها
والــــصبر ثم الاقتدا بعمر وذلــة النفس وتطويل العمر
فهي إذن اقرب للتواضع ألا تــــــرى لابسها كالخاشع
المرقعات :جمع مرقعة ،وهي الثوب الملفق من رقاع كثيرة ملونة أو غير ملونة ،كانت من
صوف أو شعر أو جلد ،وإنما اختارها القوم على ما سواها من الثياب لوجوه عشرة
أولها :طرح الكبر ونفيه والتخلق بضده ،وهو التواضع ،إلا إذا قصد بذلك من حيث أنها
شعار الصالحين ،فيحرم لباسها حينئذ ،أو يقصد بذلك التظاهر على من لم يلبسها من
الفقراء ،أو يرى له مزية بها على غيره فينقلب الأمر حينئذ
ثانيها :أنها تدفع الحر من حيث تناسبها وبرودتها ,لاجتماع أجزائها دون تخليل ,وتدفع القر:
أي البرد ,لكثافتها
وثالثها :خفة مؤنتها في تحصيلها ,فإنها من الخرق الملقاة على المزابل ,التي لا يضر
إعطاؤها من طلبت منه ,نعم :إن كان يختار لها الرقاع الرفيعة ,قد خرجت عن حقيقتها,
وزالت ثمرتها لأنها صارت حينئذ من رفيع الثياب ,فهي وسائر اللباس سواء
ورابعها :قلة الطمع فيها للصوص السلابة وغيرهم ,من حيث ذاتها ,لا من حيث ما يحتوى
عليها من الحرمة ,فإذا جذبها الفقير إليه واختبروه لم يكن لهم إلمام :أي توصل بها ,بل
ردوها عليه واستغفروا من حقه ,كما هو مشاهد معلوم ,ولبسها للاحترام جائز قاله الشيخ
زروق رضي هللا عنه
وخامسها :ما في لبسها من دفع الشرور ,باعتبار الاحترام لشبه لابسها ,بأهل الخير ,وذلك
د َنى َأن
ِك َأ ْ
ن ذَل َ
ن ِمن َجلَا ِبي ِب ِه َّ
ِين َعل َْي ِه َّ
جائز في الدفع ,لا في الجلب لقوله تعالى ُ :ي ْدن َ
َان ال َّل ُه َغ ُفوراً َّرحِ يماً وهذا داخل في قوله( :وقلة الطامعين فيها
ن َوك َ
ن َفلَا ُي ْؤذ َْي َ
ُي ْع َر ْف َ
وسادسها :ما فيها من ذلة النفس بين أبناء الجنس ,وفي ذلك موتها ,وفي موتها حياتها,
وفي ذلك قال الششتري متكلما على لسان الحق
لا ينال الوصال من فيه فضلة إن ترد وصلنا فموتك شرط
وفي ذل النفس أيضا :إسقاط المنزلة والجاه ,وهو شرط في تحقيق مقام الإخلاص ,وفيه
أيضا حصول الخمول الذي هو راحة لأن صاحبه لا يعرف بالتقية ,ولا يدري بالأمور العالية,
بل إذا غاب لا ينتظر ,وإذا حضر لا يستشار ،وفي الحديث عنه( :رب أشعث أغبر ذي
طمرين لا يؤبه (أي لا يعبأ) به لو أقسم به على هللا لأبره
وسابعها :ما فيها من رفع الهمة وقلة المبالاة بالخلق؛ فإن المعتقد لا يزيده اعتقاد الناس
إلا شرا ,والغالب على صاحبها عدم المبالاة بالخلق ,قد استوى عنده المعتقد والمنتقد
قال بعض المشايخ لبعض الشباب :إياكم وهذه المرقعات ,فأنكم تكرمون لأجلها ,فقال
الشاب :إنما نكرم بها من أجل هللا ,قال :نعم ,قال :حبذا من نكرم من أجله
وثامنها :ما قيل فيها من طول العمر ,ومحمل ذلك على البركة فيه ,بحيث يدرك في يسير
منه ما لا يدرك غيره في سنين متطاولة كما قال ابن عطاء رضي هللا عنه( :من بورك له
في عمره أدرك في يسير من الزمان ما لا يدخل تحت دوائر العبارة ,ولا تلحقه الإشارة)
وعبادة العارفين كلها متضاعفة بأضعاف كثيرة
وقال أيضا في حكمه( :ما قل عمل برز من قلب زاهد ,ولا كثر عمل برز من قلب راغب
وقيل :إن ذلك يكون حقيقة ,وهو من باب الخاصية ,وإن من لبسها دل على طول عمره,
وهللا تعالى أعلم
وتاسعها :مقاساة الصبر وتجرع مخالفة النفس ,وفي ذلك من الفضل ما لا يجهل ,قال
ين وقالصا ِب ِر َ
ب وقال تعالى َ :و َبشِ ِّ ِر ال َّ سا ٍ م ِب َغ ْي ِر حِ َ ون أَ ْج َر ُ
ه ْ ما ُي َو َّفى ال َّ
صا ِب ُر َ تعالى ِ :إ َّن َ
ين
صا ِب ِر َ
م َع ال َّ
ن الل َِّه َسبحانه ِإ َّ
وقال :بعض الصحابة رضوان هللا عليهم ,الصبر من الدين كالرأس من الجسد ,والصبر
صبَ ُروا ،وفيها أيضا
ما َ ون ِبأَ ْ
م ِر َنا َل َّ م أَئِ َّ
مةً يَ ْه ُد َ تعالى:و َج َع ْل َنا ِم ْن ُه ْ
َ مطية الإمامة والاقتداء ،قال
الوقاية من ارتكاب الكبائر المشهورة ,إذ يعاقب على صاحبها ,ولا يمكن منها بحال ,فهي
عصمة من عظام الكبائر ,والصبر عليها كأنه صبر عن القبائح كلها
وعاشرها :الاقتداء بأمير المؤمنين سيدنا عمر بن الخطاب رضي هللا عنه .وقد قال عليه
الصلاة والسلام :اقتدوا بالذين من بعدي أبي بكر وعمر
فالاقتداء بهما امتثال لأمره عليه الصلاة والسلام ,وفيها جمع الخاطر الذي لبسها لأجله
عمر رضي هللا عنه ,فإنه كانت له مرقعة :بين كتفيه ثلاث عشرة رقعة ,إحداهما من جلد,
فلما طرحها يوم فتح بيت المقدس بإشارة المسلمين ولبس غيرها ,قال :أنكرت نفسي,
وعاد إليها؛ ولبس عمر رضي هللا عنه المرقعة كان اختيارا منه وتواضعا ,وليس ذلك
ضرورة ,فقد كانت له أموال خاصة به ,قبل الخلافة وبعدها ,وباهلل التوفيق
*هل صحيح ان الفاروق عمر لبس المرقعة ؟
مرقعة الفاروق رضي هللا عنه
لم يذهب الفاروق لفتح مسرى الحبيب صلوات ربي وسلامه عليه وسط جيش عرمرم ولا
ُوان
م َط َّهم ،وإنما قطع المفاوز والصحاري لابسا مرقعته ومعه خادمه ودابتهما َ ،ي ْتل َ
خيل ُ
سورة يس ،مرة يركب عمر رضي هللا عنه ومرة خادمه ومرة ترتاح الدابة ،رحلة جعلها
الفاروق عبرة لأولي الألباب
ويصل عمر إلى محل إقامة المسلمين فيستقبله أبو عبيدة والصحابة استقبالا يليق بأمير
المؤمنين فيهوي أبو عبيدة الأمين لتقبيل يد عمر فيهب الفاروق لتقبيل رجله ،فيكف هذا
ويكف هذا ،هكذا يستقبل الصحابة بعضهم ،هكذا تربوا في مدرسة الحبيب صلى هللا
عليه وسلم ،يا من ينكر علينا تقبيل الأيدي
طلب الصحابة من الفاروق أن يركب دابة أخرى ويلبس ثيابا تليق بهذا اليوم العظيم ،وما
بالب ْرذُون فلما ركبه تبختر ،نزل عنه وقال ”:ما كنت أظن
َ يزال به القوم حتى وافق ُ
فأوتي
ي بمرقعتي ودابتي ،ثم توجه إلى أسوار المدينة ،ع َل َّ
أن الشياطين تركب قبل اليوم َ
الشريفة ،فخاض في الوحل في واد قريب من بيت المقدس ،فنزع نعليه ووضعهما في
الطين بقدميك يا أمير
َ يد ،وهو يخطم الجمل باليد الأخرى ،فقال أبو عبيدة “ :أتخوض
ويحبون المظاهر” ،فضربه
المؤمنين وتلبس هذه المرقعة وهؤلاء القوم قياصرة وملوك ُ
عمر في صدره وقال :لو قالها غيرك يا أبا عبيدة لعلوت رأسه ِ بهذه الدرة ،لقد كنا أحقر
وأذل الناس ،فأعزنا هللا بالإسلام ،فلو طلبنا العزة في غيره لأذلنا هللا ،هلل درك يا عمر يا
فاروق الإسلام ،لا عزة في قشور فانية وإنما العبرة بالقلب السليم الفاني في حضرة الحق
،وتشاء الأقدار ويصل عمر رضي هللا عنه ماشيا والغلام راكبا وهو رضي هللا عنه آخذ بزمام
الدابة وقد تمرغت رجلاه في الوحل ،فما أن رآه الأساقفة حتى قالوا هذا وهللا صاحبكم،
بعد حصار دام أربعة أشهر يسلمون المفاتيح من غير أدنى مقاومة ،نزل إليه رئيس
الأساقفة ،البطريرك ،وبيده مفاتيح القدس ،وبعد أن سلِّم على الخليفة ،قال له :إن
صفات من يتسلم مفاتيح إيلياء ( بيت المقدس ) ثلاثة ،وهي مكتوبة في كتابنا يقصد
شروح الانجيل:
أولها :يأتي ماشياً وخادمه راكب
ثانيها :يأتي ورجلاه ممرغتان في الوحل
وثالثها :اسمح لي أن أع ِّد الرقع التي في ثوبك
فع ِّدها ،فإذا هي سبع عشرة رقعة(وفي رواية أربعة عشر وفي رواية إثنى عشر) ! فقال :
وهذه هي الصفة الثالثة ،فسلِّم لأمير المؤمنين مفاتيح القدس
فليس الشأن إذن أن تلبس أحسن الثياب وتقول ها أنا ذا ،اِلبس ماشئت لكن تذكر أن
أساقفة بيت المقدس سلموا مفاتيح القدس لرجل شامخ كان يلبس مرقعة
*ما رمزية الألوان في القرآن الكريم ؟
ت ِم ْن ُه ا ْث َن َتا
َج َر ْ
ْح َج َر ۖ فَا ْنف َ
اك ال َ
ص َب ِب َع َ
اض ِر ْ
ى ِلق َْو ِمهِ ف َُق ْل َنا ْ وس ٰ
م َى ُس َق ٰ اس َت ْ
قال تعالى َ :وإِ ِذ ْ
مۖ
مشْ َربَ ُه ْ ل ُأ َن ٍ
اس َ ِم ُك َُّعشْ َر َة َعيْ ًنا ۖ َق ْد َعل َ
إن الذي أخرج الماء من الحجر قادر على أن يسقي بني إسرائيل بغير سبب ولكن الحق
سبحانه يعلمنا سنته الكونية ألا وهي اتخاذ الأسباب ،كما يعلمنا ألا نصدر أحكاما على
شيء من خلال مظهره فالحاكم بعينه على الغير قلِّما يصيب
عصا موسى إشارة إلى ألف التوحيد ،و ألف اسم الجلالة هي سر الكون سر جمع الجمع،
س َرت في جميع الحروف ومن حقق كلمة الإخلاص وجدها ألفا لا غير
َ
و الألف عند أهل التحقيق ليس بحرف بل كل الحروف ما هي إلا مظاهر و تجليات الألف،
سرى في الحروف كسريان الواحد في الأعدادفضرب موسى القلب بألف التوحيد على حجر
الهاء فانفجرت منها حروف كلمة التوحيد “لا إله إلا هللا” اثني عشر حرفا ،كل حرف عين من
شرب من
شرب من عين الذات وهناك من ِ عيون هللا فعلم كل ُأناس مشربهم ،فهناك من ِ
الصفَة وهناك من شرب من الوصل ومنهم من شرب من الفصل ومنهم من شرب
ِ ِّ عين
من التوكيد ومنهم من التخفيف وبعضهم من الفناء وبعضهم من البقاء كل بحسب ما
قدر عليه في لوح الأبد ،اثني عشر عينا باثني عشر لونا ،هي سر تنوع مظاهر الكون في
*ما المقصود بهاء الإسم؟
هاء اسم الجلالة الظاهرة بالكون الفاني ممثلة بحضرات الألوان
فحرصت الحكمة الربانية على أن يكون هذا الكون متناغما مع نسب الجمال المبطونة
في الإنسان ،فكل لون إلا ويرجع في أصله إلى هاته الألوان الإثنى عشر كذلك كل علم
في الكون إلا ويرجع إلى حروف الكلمة الطيبة الإثنى عشر ،والألوان في كتاب هللا العزيز
تحمل دلالات إشارية راقية المعنى ،فهي تلعب دورا رئيسيا في التعبير القرآني سواءا
ت ماء فَأَ ْخ َر ْج َنا ِبهِ ث َ
َم َرا ٍ ماء َ
الس َ
َّ ن ن ال َّل َه أَن َز َ
ل ِم َ َم َت َر أَ َّ َ
بالتصريح أو بالكناية ،قال تعالى :أل ْ
َل الأرض ،هامدة مستقرة كل شيء في باطنها ،ولا مث ُُك أيها المريد َ م ْخ َت ِل ًفا أَل َْوا ُن َها َ ،
م َثل َ ُّ
شيء على ظاهرها ،فإذا نزل ماء غيب الواردات الإلهية اهتزت تلك الأرض وربت وأنبتت
من كل علم لونا ،فالمريد الصادق الطالب وجه هللا كالأرض والشيخ كماء مطر الغيث ،إذا
نزل على أرض المريد تزخرفت أرضه(جسده) بألوان المرقعة الإثنى عشر
عن أبي موسى ،عن النبي صلى هللا عليه وسلم ،قال ”:مثل ما بعثني هللا به من الهدى
والعلم ،كمثل الغيث الكثير أصاب أرضا فكان منها نقية قبلت الماء ،فأنبتت الكلأ
والعشب الكثير ،وكانت منها أجادب أمسكت الماء ،فنفع هللا بها الناس فشربوا وسقوا
وزرعوا ،وأصابت منها طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ ،فذلك مثل
من فقه في دين هللا ونفعه ما بعثني هللا به فعلم وعلم ،ومثل من لم يرفع بذلك رأسا
ولم يقبل هدى هللا الذي أرسلت به ،وفي هذا السياق يقول سيدي أبو مدين الغوث
قدس هللا سره
كأنكم في بقاع الأرض أمطار تحيى بكم كل أرض تنزلون بها
*وما رمزية الالوان ؟
و الألوان لها رمزية التصوير الظاهري في القرآن ،فاللون في القرآن قد يدل على القدرة
والرحمة والجمال الإلهي وقد يرمز للحياة أو الموت أوالكفر أو الإيمان أو الهداية أو
ضح حقيقتها الضلالة ،وهذه مفاهيم مجردة لا يمكن لمسها أو رؤيتها إلا ِب َت َنزُّل لوني ُي َو ِ ِّ
ومعناها ك َت َنزُّل العلم في اللبن
إن إختلاف الألوان و امتزاجها يشكل جمالا ُيفرح العين و ُيطرب القلب وتنتشي له الأرواح
كما أن هللا تعالى ربط اختلاف الألوان بالتذكر و التفكر ،وكتاب هللا نبه إلى هذا المعنى
ُم اختِل ُ َ ت َوالْأَ ْر ِ
َاف ألْسِ َنتِك ْ ض َو ْ اوا ِ م َالس َ َّ ق
آياتِهِ َخ ْل ُ ن َ في غير ما موضع حيث قال تعالى َو ِم ْ
ين.فالاختلاف آية آيات هللا ،ثم إنه سبحانه جعل آية ْعال ِِم َ
ت ِلل ََآيا ٍ ِك ل َن فِي ذَٰل َ ُم ۚ إِ َّ َ
َوأل َْوانِك ْ
اختلاف الألوان تذكرة لأولي الألباب
هل تأملت يوما وردة ؟ هل تفكرت في تناسق ألوانها ؟ هل غصت في معانيها؟ هل
ان فانظر كيف ه ِ ت َو ْردَ ًة كَال ِِّد َ اء َفكَا َن ْ م ُ الس ََّ ش َّق ِ
ت لمحت دقائق جمالها؟ قال سبحانه فَإِذَا ا ْن َ
شبه الحق انشقاق السماء بانفتاح الوردة حين ينفك بعضها عن بعض ،تذوق معاني
القرآن فما أحلى كلام ربنا
فاختلاف الألوان حقيقة قرآنية تحقق معنى التناغم بين الإنسان و الكون فالثمر جعله
ت
َم َرا ٍ ماء فَأَ ْخ َر ْج َنا ِبهِ ث َ ماء َ الس َ
َّ ن ل ِم َ ن ال َّل َه أَن َز َ َم َت َر أَ َّ َ
الحق مختلف ألوانه قال تعالى :أل ْ
سود يب ُ م ْخ َتلِف أَل َْوا ُن َها َو َغ َرا ِب ُ مر ُّ ال ُج َدد ِبيض َو ُح ْ م ْخ َت ِل ًفا أَل َْوا ُن َها َو ِم َ
ن ال ِْجبَ ِ ُّ
م ْخ َتلِف ام ُ َ
ب َوالْأ ْن َع ِ اس َوالد ََّوا ِّ ِ ن ال َّن ِ والأنعام جعلها الحق مختلفا ألوانها قال تعالىَ :و ِم َ
ن الل َه َع ِز يز َغ ُفور والشراب الخارج من َّ َماء إِ َّ ن عِ بَادِهِ ال ُْعل َ ما يَ ْخشَى ال َّل َه ِم ْ ِك إِ َّن َأَل َْوا ُن ُه كَ َذل َ
ك ُذ ُللًا ۚ ل َر ِ ِّب ِس ُب َ َاس ُلكِي ُ تف ْ م َرا ِ ُل ال َّث َ ن ك ِ ِّ م ُكلِي ِم ْ بطون النحل مختلف ألوانه ،قال تعالى :ثُ َّ
ون،. َّ
ِك لَآيَةً ِلق َْو ٍم يَ َت َفك ُر َ ن فِي ذَٰل َ اس ۗ إِ َّ م ْخ َتلِف أَل َْوا ُن ُه فِيهِ شِ فَاء لِل َّن ِ ن ُب ُطون َِها شَ َراب ُ يَ ْخ ُر ُج ِم ْ
والمؤمن كالنحلة كما شبهه الحبيب صلوات ربي وسلامه عليه حين قال”:مثل المؤمن
مثل النحلة ،لا تأكل إلا طيبا ،ولا تضع إلا طيبا “.فلماذا لا تخرج من باطنك حقائقك
المختلف أسرارها المختلف ألوانها ثم تتحلى بها ظاهرا
خلق الحق الكون كله بالألوان المختلفة ليكون أدعى للعيش والطمأنينة ثم جمعه كله
وطواه فيك لأنك أنت المقصود لا الكون وقيل في المعنى
وتحسب نفسك أنك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر
فلبس مرقعة الألوان هو التحلي بظاهر الأكوان الباطنة في خليفة رب العالمين ،وهو
رسالة حب لكل مخلوقات هللا ،ففي زاويتنا منهجنا الحب ومذهبنا الغرام.
ركائبه فالحب ديني و إيماني أدين بدين الحب أنى توجهت
*ما المقصود بلباس التقوى ؟
لباس التقوى
ِكى ذَل َاس ال َّت ْق َو َ َ
ُم َو ِر يشاً َول َِب ُ
س ْو َءاتِك ْ
اري َ
ُم ل َِباساً ُي َو ِ
م َق ْد أن َز ْل َنا َعل َْيك ْد َ قال تعالىَ :يا َبنِي آ َ
م َي َّذكَّ ُر َ
ون َع َّل ُه ْ
ت اللِّهِ ل َ آيا ِ
ن َِك ِم ْ َخ ْير ذَل َ
“لكل طائفة لباس ،للعارفين لباس المعرفة وللمحبين لباس المحبة وللمشتاقين لباس
الشوق وللموحدين لباس التوحيد وللزاهدين لباس الزهد وللمتقين لباس التقوى وللأولياء
لباس الولاية وللأنبياء لباس النبوة وللمرسلين لباس الرسالة ولكل واحد منها ظاهر
وباطن زينة الباطن لنظر الحق وزينة الظاهر لموقع الشريعة …..كل لباس فيه حظ
العباد وليس في لباس التقوى حظ النفس وهذه الملابس هي كسوة العموم ولباس هللا
لمن فني في هللا واتصف بصفات هللا فكل لباس يفنى في لباس هللا …ولهذا أشار عليه
السلام إلى مقام اتصافه بصفات هللا واكتسائه بكسوة أنوار هللا بقوله:
”من رآني فقد رأى الحق “وقوله تعالى( يوارى سوآتكم )أي كلكم عريان من أنوار القدم
بادي سوءة الحدث فينبغي تستروا بلباس القدم سوءة الحدث وبلباس العلم سوءة الجهل
وبلباس الربوبية سوءة العبودية قال الواسطى السوءة الجهل وأزين الزينة أن تزين العبد
بالتقوى ولباس التقوى وقاية لا يخرقها كيد حاسد والتقوى لباس القلب علامتها الورع
والتقوى الأدب مع هللا وهو أن لا يرى مع هللا غير هللا قال بعضهم لباس الهداية للعوام
ولباس التقوى للخواص ولباس الهيبة للعارفين ولباس الزينة الأهل الدنيا ولباس اللقاء
والمشاهدة للأولياء ولباس الحضرة للأنبياء وقال الأستاذ للقلب لباس التقوى وهو صدق
القصد بنفي الطمع وللروح لباس من التقديس وهو ترك العلائق وحذف العوائق وللسر
لباس من التقوى وهو نفىي المساكنات و التصاول من الملاحظات
فانظر أي لباس تريد؟
م ُتك ،أنت ومحبتك ،أنت وقربك من الحق ،إياك والنظر إلى العامة ،فرضى الخلق أنت وهِ َّ
غاية لا تدرك ،فاختر إذن البقاء على الفناء والحق على الباطل
المرقعة ميراث أبينا آدم ،هي أصل كل لباس ،هي أول ما لبس أبونا آدم هي عليه السلام
ما ِمن َان َعل َْي ِه َ
صف ِ قال سيدي ابن عجيبة قدس هللا سره في شرح قوله تعالىَ :و َط ِفقَا َي ْخ ِ
ق التين .فآدم ْج َّنةِ قال”:يرقعان و يلزقان ورقة فوق ورقة ليستترا به ،قيل :كان ور َ ق ال َ
َو َر ِ
أول من لبس المرقعة
و المرقعة تبعد صاحبها عن مكامن الآفات الموجبة لسخط الرب ،فهي كالحمية في
العلاج ،مانعة للتردد على أماكن اللهو والغفلة و مجالسة نافخي الكير
مت الحسن فعن عبد هللا بن سرجس المزني أن النبي صلى هللا عليه الس ْ
َّ و هي علامة
وسلم قال ”:السمت الحسن والتؤدة والاقتصاد جزء من أربعة وعشرين جزءا من النبوة
والسمت الحسن له عدة معاني منها أن يكون لك هيئة و مظهر أهل الخير والصالحين،
فأي شرف أن تكون خادما لجزء من أجزاء النبوة أن تكون مرابطا على ثغر من ثغور كلمة
التوحيد أن تكون واقفا على حرف من حروف “لا إله إلا هللا محمد رسول هللا
أوليست أربعة وعشرون حرفا
لبس رسول هللا كل الألوان ،فاجمع سنة الحبيب فيك أخي ،أنت عاشق لصحبته سيأتيك
من نفسك فقط قم واخط خطوة ،لا تتردد
في الحكم”:لو كنت لا تصل إليه إلا بعد فناء مساوئك ،ومحو دعاويك ،لم تصل إليه أب ًدا،
ولكن إذا أراد أن ُيوصلك إليه غطى وصفك بوصفه ،ونعتك بنعته ،فوصلك بما منه إليك،
لا بما منك إليه
فاستر وصفك بوصفه ،استر جهلك بعلمه وذلتك بعزه وعدمك بوجوده ،استر ظلمتك
بأنوار صفاته المتنزلة في ألوان الحضرات المتجلية بمرقعة الألوان ،تحضى بقربه وتفز
برضاه