Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 15

‫س‪ .

1‬ماذا تقصدون بالاسم المفرد في الطريقة الكركرية ؟‬


‫الشق الاول وهو الاسم وتعريفه في اللغة ‪ :‬كلمة أو عبارة تطلق على شيء‬
‫أو شخص يعرف بها ويشار بها إليه في الحديث‬
‫الموصوف بما تفرد به أسماً او صفةً او فعلاً‬
‫المفرد‪:‬دلالة على تفرد َ‬
‫أما ُ‬
‫فالمقصود بالاسم المفرد (هللا)هو الاسم الدال على الحق اسماء ًا وصفات ًا‬
‫وذاتاً‪.‬‬
‫ق الأسماء وأصلها‬ ‫ور ْت ُ‬
‫في الاصطلاح الطريقة الكركرية‪ :‬مظهر المسمى َ‬
‫وأس المعاني وسرها ‪ ،‬فهو الذي يتحقق به اللفظ من غير مفارقة المسمى‪،‬‬ ‫ُ‬
‫و هو لا عينه ولا غيره‪ ،‬وإنما الدليل والطريق في مرتبة الوجود على الذات‬
‫س‪.2‬ما الدليل على جواز الذكر بالاسم المفرد؟‬
‫ج‪ -‬من القرآن الكريم‪:‬‬
‫وردت هذه اللفظة في القرآن الكريم ( ‪ ) 71‬مرة بمشتقاتها المختلفة ‪ ،‬منها‬
‫قوله تعالى‬
‫س َعى‬ ‫م ُه َو َ‬ ‫اج َد الل ِّه أَن ُي ْذك ََر ِفي َها ْ‬
‫اس ُ‬ ‫س ِ‬ ‫م َ‬ ‫م َن َع َ‬ ‫من َّ‬ ‫َم ِم َّ‬ ‫ن أ ْظل ُ‬
‫م ْ َ‬ ‫‪:‬و َ‬ ‫‪-1‬قال تعالى َ‬
‫م‬
‫م ِفي الد ْن َيا ِخ ْزي َول َُه ْ‬ ‫له ْ‬ ‫ين ُ‬ ‫ها ِإلاَّ َخآئِ ِف َ‬ ‫م أَن َي ْد ُخلُو َ‬ ‫َان ل َُه ْ‬ ‫ما ك َ‬ ‫ك َ‬ ‫ِفي َخ َرا ِب َها ُأ ْولَـئِ َ‬
‫ظيم‬ ‫الآخ َر ِة َعذَاب َع ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِفي‬
‫م ْؤ ِمنِين‬ ‫آياتِ ِه ُ‬ ‫م ِب َ‬ ‫نت ْ‬‫م ال َّل ِه َعل َْي ِه ِإن ُك ُ‬ ‫اس ُ‬ ‫ما ُذ ِك َر ْ‬ ‫‪-2‬قال تعالى ‪َ :‬ف ُكلُواْ ِم َّ‬
‫ُومات َعلَى‬ ‫م ْعل َ‬ ‫م ال َّل ِه ِفي أَيَّام َّ‬ ‫اس َ‬ ‫م َو َي ْذ ُك ُروا ْ‬ ‫م َنا ِف َع ل َُه ْ‬ ‫ش َه ُدوا َ‬ ‫‪-3‬قال تعالى ‪ِ :‬ل َي ْ‬
‫ير‬
‫س ا ْل َف ِق َ‬ ‫موا ال َْبائِ َ‬ ‫ام َف ُكلُوا ِم ْن َها َوأَ ْط ِع ُ‬ ‫يم ِة الأَ ْن َع ِ‬ ‫من َب ِه َ‬ ‫ما َر َز َق ُهم ِ ّ‬ ‫َ‬
‫من‬ ‫ما َر َز َق ُهم ِ ّ‬ ‫م الل ِه َعلَى َ‬ ‫َّ‬ ‫اس َ‬ ‫نسكًا ِل َي ْذ ُك ُروا ْ‬ ‫م َ‬ ‫مة َج َع ْل َنا َ‬ ‫ل أ َّ‬‫ُ‬ ‫‪:‬و ِل ُك ِ ّ‬ ‫‪-4‬قال تعالى َ‬
‫ين‬
‫ْم ْخ ِبتِ َ‬ ‫ش ِر ال ُ‬ ‫موا َوبَ ِ ّ‬ ‫س ِل ُ‬ ‫احد َفل َُه أَ ْ‬ ‫م إِلَه َو ِ‬ ‫ام َفإِل َُه ُك ْ‬ ‫يم ِة الأَ ْن َع ِ‬
‫بَ ِه َ‬
‫ن َي ُقولُوا َرب َنا ال َّل ُه ۗ َول َْولَا‬ ‫ق ِإلَّا أَ ْ‬ ‫م ِب َغ ْي ِر َح ّ‬ ‫ه ْ‬ ‫ار ِ‬
‫ن ِد َي ِ‬ ‫ين ُأ ْخ ِر ُجوا ِم ْ‬ ‫‪-5‬قال تعالى ‪:‬ا َّل ِذ َ‬
‫اج ُد‬ ‫س ِ‬‫م َ‬ ‫صل ََوات َو َ‬ ‫ام ُع َو ِب َيع َو َ‬ ‫ص َو ِ‬ ‫ت َ‬ ‫م ْ‬ ‫م ِب َب ْعض ل َُه ِّد َ‬ ‫ض ُه ْ‬ ‫اس َب ْع َ‬ ‫د ْف ُع ال َّل ِه ال َّن َ‬ ‫َ‬
‫ن ال َّل َه ل ََق ِوي َع ِز يز‬ ‫ص ُر ُه ۗ ِإ َّ‬ ‫ن َي ْن ُ‬ ‫م ْ‬‫ن ال َّل ُه َ‬ ‫ص َر َّ‬ ‫يرا ۗ َول ََي ْن ُ‬ ‫م ال َّل ِه كَثِ ً‬ ‫اس ُ‬‫ُي ْذك َُر ِفي َها ْ‬
‫س ِّب ُح ل َُه ِفي َها‬ ‫م ُه ُي َ‬ ‫اس ُ‬‫ن ال َّل ُه أَن ُت ْر َف َع َو ُي ْذك ََر ِفي َها ْ‬ ‫‪-6‬قال تعالى ‪ِ :‬في ُب ُيوت أَ ِذ َ‬
‫ال‬ ‫ْآص ِ‬
‫ِبال ُْغ ُد ِّو َوال َ‬
‫يم‬ ‫ظ ِ‬ ‫ْع ِ‬ ‫ك ال َ‬ ‫اس ِم َر ِّب َ‬ ‫س ِّب ْح ِب ْ‬ ‫‪-7‬قال تعالى ‪َ :‬ف َ‬
‫ل إِل َْي ِه َت ْبتِيلاً‬ ‫ك َو َت َب َّت ْ‬ ‫م َر ِّب َ‬ ‫‪:‬اس َ‬ ‫ْ‬ ‫‪-8‬قال تعالى‬
‫صيلاً‬ ‫ك ُبكْ َر ًة َوأَ ِ‬ ‫م َر ِّب َ‬ ‫اس َ‬ ‫‪:‬واذْ ُك ِر ْ‬ ‫‪-9‬قال تعالى َ‬
‫ك الأَ ْعلَى‬ ‫م َر ِّب َ‬ ‫اس َ‬ ‫‪:‬س ِّب ِح ْ‬ ‫‪-10‬قال تعالى َ‬
‫ك ا َّل ِذي َخ َل َ‬
‫ق‬ ‫اس ِم َر ِّب َ‬ ‫‪:‬اق َرأْ ِب ْ‬ ‫‪-11‬قال تعالى ْ‬
‫من الحديث الشريف‪:‬‬
‫‪-1‬عن أنس ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ‪ ” :‬لا تقوم الساعة‬
‫ان‬
‫يم ِ‬‫الإ َ‬ ‫ب ِ‬ ‫ها ِ‬ ‫ان َباب ذَ َ‬ ‫يم ِ‬ ‫الإ َ‬ ‫على أحد ‪ ،‬يقول ‪ :‬هللا هللا ” ‪ .‬صحيح مسلم ِك َتاب ِ‬
‫ان رقم الحديث‪216 :‬‬ ‫َّم ِ‬
‫آخ ِر الز َ‬‫َ‬
‫‪-2‬عن أنس ‪ ،‬أن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم قال ‪ ” :‬لا تقوم الساعة ‪،‬‬
‫ب‬
‫ها ِ‬ ‫ان َباب ذَ َ‬ ‫يم ِ‬
‫الإ َ‬
‫حتى لا يقال في الأرض ‪ :‬هللا هللا ” ‪.‬صحيح مسلم ِك َتاب ِ‬
‫ان رقم الحديث‪215 :‬‬ ‫َّم ِ‬
‫آخ ِر الز َ‬‫ان َ‬
‫يم ِ‬ ‫الإ َ‬ ‫ِ‬
‫‪-3‬عن أنس رضي هللا عنه ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وآله وسلم ‪:‬‬
‫” لا تقوم الساعة ‪ ،‬حتى لا يقال في الأرض ‪ :‬هللا هللا ‪ ،‬وحتى إن المرأة لتمر‬
‫بالنعل ‪ ،‬فترفعها وتقول ‪ :‬قد كانت هذه لرجل ‪ ،‬وحتى يكون في خمسين‬
‫امرأة القيم الواحد ‪ ،‬وحتى تمطر السماء ‪ ،‬ولا تنبت الأرض ” ‪ .‬هذا حديث‬
‫اب‬
‫صحيح على شرط مسلم ‪ ،‬ولم يخرجاه ‪.‬المستدرك على الصحيحين ِك َت ُ‬
‫ضائِ ِل ال ُأ َّ‬
‫م ِة بَ ْع َد‬ ‫ضائِ ِل ال َْقبَائِ ِل ِذكْ ُر َف َ‬
‫م‪ِ ..‬ذكْ ُر َف َ‬ ‫ي ال َّل ُه َع ْن ُه ْ‬
‫ض َ‬ ‫ص َحابَ ِة َر ِ‬
‫م ْع ِر َف ِة ال َّ‬ ‫َ‬
‫اب ِة َوال َّتا ِب ِعي … رقم الحديث‪8626 :‬‬ ‫ص َح َ‬ ‫ال َّ‬
‫‪-4‬عن عبد هللا بن مغفل ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ‪ ” :‬هللا‬
‫هللا في أصحابي ‪ ,‬هللا هللا في أصحابي ‪ ،‬لا تتخذوهم غرضا بعدي فمن‬
‫أحبهم فبحبي أحبهم ‪ ،‬ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم ‪ ،‬ومن آذاهم فقد‬
‫آذاني ‪ ،‬ومن آذاني فقد آذى هللا ‪ ،‬ومن آذى هللا فيوشك أن يأخذه ” ‪.‬جامع‬
‫ب رقم الحديث‪3827 :‬‬ ‫ْم َنا ِق ِ‬
‫أبواب ال َ‬
‫ُ‬ ‫ت‬‫َّع َوا ِ‬
‫الترمذي ِك َتاب الد َ‬
‫س‪ -3‬ما حكم الذكر بالإسم المفرد؟‬
‫لا يوجد في كتاب هللا عز وجل أو في سنة رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‬
‫ما ينهانا عن الذكر بالإسم المفرد ‪ ،‬ومسألة أنه لم يَ ْج ِر على ألسنة الصحابة‬
‫هذا شيء لا يمكن الجزم به فلا يعلم بخلواتهم ومناجاتهم و ما كان يعتريهم‬
‫من أحوال إلا مولاهم‪ ،‬فعن أبي هريرة ‪ ،‬قال ‪ ” :‬حفظت من رسول هللا صلى‬
‫هللا عليه وسلم وعاءين ‪ ،‬فأما أحدهما فبثثته ‪ ،‬وأما الآخر فلو بثثته قطع هذا‬
‫ْعل ِْم رقم الحديث‪118 :‬‬ ‫ظ ال ِ‬ ‫ْعل ِْم َباب ِح ْف ِ‬ ‫البلعوم ” ‪ .‬صحيح البخاري ِك َتاب ال ِ‬
‫فالصحابة رضوان هللا عليهم أجمعين يستحيل في حقهم عدم التبليغ‬
‫وكتمان العلم كما يوحي ظاهر الحديث وإنما بلغوا لكل قوم ما يطيقون من‬
‫باب خاطبوا الناس على قدر عقولهم فبلغوا رضي هللا عنهم مقام الإسلام‬
‫لأهل الإسلام ومقام الإيمان لأهل الإيمان ومقام الإحسان لأهل الإحسان ‪،‬‬
‫فب َّل َغ سيدنا أبو هريرة وعاء‬ ‫ب هللا و رسوله عليه الصلاة و السلام ‪َ ،‬‬ ‫حتى لا ُيكَ َّذ َ‬
‫َم‬ ‫َ‬
‫علم الظاهر لأهل الظاهر و وعاء علم الباطن لأهل الباطن‪ ،‬قال تعالى ‪:‬أل ْ‬
‫م ُه‬‫م نِ َع َ‬ ‫ض َوأَ ْ‬
‫س َب َغ َعل َْي ُك ْ‬ ‫ما ِفي الأَ ْر ِ‬ ‫ت َو َ‬
‫اوا ِ‬ ‫م َ‬
‫الس َ‬
‫َّ‬ ‫ما ِفي‬ ‫ن ال َّل َه َ‬
‫س َّخ َر َل ُكم َّ‬ ‫َت َر ْوا أَ َّ‬
‫ه ًدى َولا ِك َتاب‬ ‫ل ِفي ال َّل ِه ِب َغ ْي ِر ِعلْم َولا ُ‬ ‫من ُي َجا ِد ُ‬‫اس َ‬‫ن ال َّن ِ‬
‫اط َنةً َو ِم َ‬
‫اه َر ًة َو َب ِ‬
‫َظ ِ‬
‫منِير) فالنعم إذن ظاهرة وباطنه وأعظم نعمة أنعم هللا بها علينا أن هدانا‬
‫لدينه‪.‬‬
‫س‪-4‬هل من علماء الشريعة من لا يستحب الذكر بالاسم المفرد؟‬
‫كلاما‬
‫ً‬ ‫أما مسألة أن من علماء الشريعة من لم يستحب من الذكر إلا ما كان‬
‫تاما مفي ًدا وأن الإسم ليس كلاما تاما إنما هو كلمة مفردة ‪ ،‬فعن أبي هريرة‬
‫ً‬
‫رضي هللا عنه ‪ ،‬قال ‪ :‬قال النبي صلى هللا عليه وسلم يقول هللا تعالى ‪ ” :‬أنا‬
‫عند ظن عبدي بي ‪ ،‬وأنا معه إذا ذكرني ‪ ،‬فإن ذكرني في نفسه ذكرته في‬
‫نفسي ‪ ،‬وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم ‪ ،‬وإن تقرب إلي بشبر‬
‫تقربت إليه ذراعا ‪ ،‬وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا ‪ ،‬وإن أتاني يمشي‬
‫أتيته هرولة‪ ”.‬صحيح البخاري ِك َتاب ال َّت ْو ِحي ِد َباب َق ْو ِل ال َّل ِه َت َعالَى ‪َ :‬و ُي َح ِّذ ُر ُك ُ‬
‫م‬
‫ال َّل ُه رقم الحديث‪ ،.6883 :‬فالذاكر لإسم هللا المفرد إنما يناجي الحق سواء‬
‫في نفسه باطنيا أو في الملإ ظاهريا والحق يعلم مقصوده ولو من غير كلام‬
‫فهل يمكن القول إن هللا يشترط لقبول الذكر و المناجات أن يكون الكلام تاما‬
‫معربا فكيف بالعجم والبكم و الجاهل بأصول اللغة؟‬
‫فسبحانه ربنا سبحانه‪ ،‬لا تتشابه عليه الأصوات ولا تختلط عليه الألسن‪ ،‬يعلم‬
‫مبتغى كل نفس وما تريد بعلمه القديم الأزلي‪،‬كما أن الذكر في الخاطر لا‬
‫والس ِجية ‪،‬كما أن‬ ‫َّ‬ ‫يتقيد بمستلزمات اللغة والنحو وإنما يكون على الفطرة‬
‫الذكر بالإسم المفرد إنما هو نداء بحذف أداته وكأن الذاكر يقول يــا هللا يــا‬
‫هذَا وأصله يا يوسف ثم إن‬ ‫ن َ‬ ‫ض َع ْ‬ ‫ف أَ ْع ِر ْ‬
‫وس ُ‬
‫هللا مثل قول هللا تعالى‪ُ :‬ي ُ‬
‫سيدنا بلال رضي هللا عنه حين كان يعذبه أمية بن خلف تحت قيظ الشمس‬
‫كان ذكره‪“ :‬أحد أحد” فأقره صلى هللا عليه وسلم ولم ينهاه “و حكي أن رجلاً‬
‫سأل الشبلي وقال يا أبا بكر لم تقول هللا ولا تقول لا اله إلا هللا فقال الشبلي‬
‫لا أنفي به ضدا فقال زد أعلى من ذلك يا أبا بكر فقال الشبلي لا تجرى‬
‫لساني بكلمة الجحود فقال زد أعلى من ذلك فقال أخشى هللا أن أوخذ في‬
‫م ) فزعق الرجل‬ ‫ه ْ‬ ‫م ذ َْر ُ‬ ‫وحشة الجحد فقال زد أعلى من ذلك فقال ( ُق ِل ٱل َّل ُه ثُ َّ‬
‫مه فحملوه إلى‬ ‫د َ‬ ‫وخرجت روحه فتعلق أولياء الرجل بالشبلي واد ََّعوا عليه َ‬
‫الخليفة فخرجت الرسالة إلى الشبلي من عند الخليفة يسأله عن دعواه فقال‬
‫الشبلي روح حنت فرنت فدعيت فأجابت فما ذنبي فصاح الخليفة ومن وراء‬
‫الحجاب خلوه لا ذنب به‪ ”.‬تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن‪ /‬البقلي ج‪1‬‬
‫ص‪383‬‬
‫كما أن الحديث في صحيح مسلم واضح اللغة جلي المعنى صحيح السند‬
‫يقول فيه الحبيب صلوات ربي وسلامه عليه‪ ” :‬لا تقوم الساعة على أحد‪،‬‬
‫ان‬
‫َّم ِ‬‫آخ ِر الز َ‬ ‫ان َ‬
‫يم ِ‬
‫الإ َ‬ ‫ب ِ‬ ‫ها ِ‬ ‫ان َباب ذَ َ‬ ‫يم ِ‬‫الإ َ‬
‫يقول‪ :‬هللا هللا ” صحيح مسلم ِك َتاب ِ‬
‫رقم الحديث‪ 216 :‬فلماذا التأويل والتبديل ثم إني أعجب ممن يحارب التأويل‬
‫طول حياته فإذا وقف على حديث أو آية لا توافق منهجه تجده يلوي عنق‬
‫المعنى حتى يوافق ما عهده من الفهم‬
‫قل هللا‬
‫ون‬
‫ْع ُب َ‬‫م يَل َ‬
‫ض ِه ْ‬ ‫م ِفي َخ ْو ِ‬‫ه ْ‬ ‫‪:‬ق ِل ال َّل ُه ثُ َّ‬
‫م ذ َْر ُ‬ ‫قال تعالى ُ‬
‫س‪ -5‬هل هناك من المشايخ السابقين قام بذكر الاسم لمفرد؟‬
‫نعم فهذا سيدي ابن عجيبة يقول ‪:‬‬
‫“وقوله تعالى‪ ( :‬قل هللا ) استشهد به الصوفيةُ ‪ ،‬في طريق الإشارة‪ ،‬على‬
‫الانفراد والانقطاع إلى هللا‪ ،‬وعدم الالتفات إلى ما عليه الناس من الخوض‬
‫والاشتغال بالأغيار و الأكدار‪ ،‬والخروج عنهم إلى مقام الصفاء‪ ،‬وهو شهود‬
‫الفردانية‪ ،‬والعكوف في أسرار الوحدانية‪ ،‬قال ابن عطاء هللا لما تكلم على‬
‫أهل الشهود قال‪ :‬لأنهم هلل لا لشيء دونه ( قل هللا ثم ذرهم في خوضهم‬
‫يلعبون )‪ ،‬وقد ُين ِكر عليهم من لم يفهم إشارتهم‪ ،‬تجم ًدا ووقو ًفا مع الظاهر‪،‬‬
‫وللقرآن ظاهر وباطن لا يعرفه إلا الربانيون‪ .‬نفعنا هللا بهم‪ ،‬آمين”‪ .‬تفسير‬
‫البحر المديد في تفسير القرآن المجيد‪ /‬ابن عجيبة ج‪ 2‬ص‪283‬‬
‫لا اثنينية عندنا باعتبار الجمع لأنه لا وجود على الحقيقة إلا لواجد الوجود‬
‫فالحق الآن على ما كان عليه لا شيء معه‪ ،‬ذلك أن الموجودات إنما هي‬
‫ظلال زائلة لا وجود لها إلا في الخيال‪ ،‬فلا شيء موجود لتنفيه‪ ،‬قال تعالى‬
‫ها ِلك ِإلَّا َو ْج َه ُه‬ ‫يء َ‬ ‫ش ْ‬‫‪ُ :‬كل َ‬
‫أي كل شيء هالك فان إلا وجه الحق أي ذاته فكل الذوات فانية زائلة لا وجود‬
‫لها أصلا لا في الحال ولا في الماضي ولا في الإستقبال فهي كالهباء في‬
‫الهواء فعن أبي هريرة ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ‪” :‬‬
‫أصدق كلمة قالها شاعر كلمة لبيد ‪ :‬ألا كل شيء ما خلا هللا باطل‪”.‬صحيح‬
‫َ َ‬ ‫ن ا ْلأَ َ‬ ‫مسلم ِك َتاب ا ْلأَ ْل َف ِ‬
‫ب‬‫ك ‪َ ،‬وأ َّن ُه أ ْط َي ُ‬
‫س ِ‬
‫ال ال ِْم ْ‬
‫م ِ‬‫اس ِت ْع َ‬
‫ها َباب ْ‬
‫ب َو َغ ْي ِر َ‬
‫د ِ‬ ‫اظ ِم َ‬
‫ب … رقم الحديث‪4194 :‬‬ ‫الطي ِ‬
‫ِّ‬
‫س‪-6‬ما اقوال أهل هللا في هذا الذكر ؟‬
‫وقيل‬
‫مومي َو ِفكْ ِري‬ ‫ه ُ‬ ‫ت ِب َها ُ‬ ‫ش ْ‬ ‫ام َق ْل ِبي *** َو َتلا َ‬ ‫ه َ‬ ‫أَ ْح ُرف أَ ْر َبع ِب َها َ‬
‫م ِة َت ْج ِري‬ ‫ْملاَ َ‬ ‫ص ْن ِع *** ولاَم َعلَى ال َ‬ ‫ق ِبال َّ‬ ‫ْخ ْل َ‬‫ف ال َ‬ ‫أَ ِلف َق ْد َتأَ َّل َ‬
‫د ِري‬ ‫هيم وأَ ْ‬ ‫هاء ِب َها أَ ِ‬ ‫م َ‬ ‫ْم َعا ِني **** ثُ َّ‬ ‫دة في ِ ال َ‬ ‫م لاَم ِز َيا َ‬ ‫ثُ َّ‬
‫وفي الحكم‬
‫شيء‬ ‫ل َ‬ ‫ه َو ا َّل ِذي أَ ْظ َه َر ُك َّ‬ ‫شيء َو ُ‬ ‫ن َي ْح ُج َب ُه َ‬ ‫ص َّو ُر أَ ْ‬ ‫ف ُي َت َ‬ ‫ك َْي َ‬
‫شيء‬ ‫ل َ‬ ‫ه َو ا َّل ِذي َظ َه َر ِب ُك ِ ّ‬ ‫شيء َو ُ‬ ‫ن َي ْح ُج َب ُه َ‬ ‫ص َّو ُر أَ ْ‬ ‫ف ُي َت َ‬ ‫ك َْي َ‬
‫شيء‬ ‫ل َ‬ ‫ه َو ا َّل ِذي َظ َه َر في ُك ِ ّ‬ ‫شيء َو ُ‬ ‫ن َي ْح ُج َب ُه َ‬ ‫ص َّو ُر أَ ْ‬ ‫ف ُي َت َ‬ ‫ك َْي َ‬
‫ل شَيء‬ ‫ه َو ا َّل ِذي َظ َه َر ِل ُك ِ ّ‬ ‫ن َي ْح ُج َب ُه شَيء َو ُ‬ ‫ص َّو ُر أَ ْ‬ ‫ف ُي َت َ‬ ‫ك َْي َ‬
‫ل شَيء‬ ‫ل ُوجو ِد ُك ِ ّ‬ ‫اه ُر َق ْب َ‬
‫الظ ِ‬ ‫ه َو ّ‬ ‫ن َي ْح ُج َب ُه شَيء َو ُ‬ ‫ص َّو ُر أَ ْ‬ ‫ف ُي َت َ‬ ‫ك َْي َ‬
‫ل شَيء‬ ‫ن ُك ِ ّ‬ ‫ه َو أَ ْظ َه ُر ِم ْ‬ ‫ن يَ ْح ُجبَ ُه شَيء َو ُ‬ ‫ص َّو ُر أَ ْ‬ ‫ف ُي َت َ‬ ‫كَيْ َ‬
‫شيء‬‫م َع ُه َ‬ ‫س َ‬ ‫الواح ُد ا َّل ِذي ل َْي َ‬ ‫ِ‬ ‫ه َو‬ ‫شيء َو ُ‬ ‫ن َي ْح ُج َب ُه َ‬ ‫ص َّو ُر أَ ْ‬ ‫ف ُي َت َ‬ ‫ك َْي َ‬
‫شيء‬ ‫ل َ‬ ‫ن ُك ِ ّ‬ ‫ك ِم ْ‬ ‫ب إل َْي َ‬ ‫شيء َو ُ َ‬ ‫ص َّو ُر أَ ْ‬
‫ه َو أ ْق َر ُ‬ ‫ن َي ْح ُج َب ُه َ‬ ‫ف ُي َت َ‬ ‫ك َْي َ‬
‫شيء‬ ‫ل َ‬ ‫كان ُوجو ُد ُك ِ ّ‬ ‫َ‬ ‫لولاه ما‬ ‫ُ‬ ‫شيء َو‬
‫ن َي ْح ُج َب ُه َ‬ ‫ص َّو ُر أَ ْ‬ ‫ف ُي َت َ‬ ‫وك َْي َ‬
‫الع َد ِم‬ ‫الوجو ُد في َ‬ ‫ف َي ْظ َه ُر ُ‬ ‫يا َع َجباً ك َْي َ‬
‫ف ال ِق َد ِم‬‫ص ُ‬
‫ن ل َُه َو ْ‬ ‫م ْ‬
‫م َع َ‬
‫ث َ‬ ‫ت الحا ِد ُ‬ ‫ف يَث ُْب ُ‬
‫م كَيْ َ‬ ‫َ‬
‫أ ْ‬
‫وزدنا‬
‫يء‬
‫ش ْ‬
‫س ك َِم ْث ِل ِه َ‬ ‫ه َو ال ِذي ل َْي َ‬
‫شيء َو ُ‬ ‫ص َّو ُر أَ ْ‬
‫ن َي ْح ُج َب ُه َ‬ ‫ف ُي َت َ‬‫ك َْي َ‬
‫قال سيدي أبو مدين قدس هللا سره‬
‫هللا قل وذر الوجود وما حوى‬
‫إن كنت مرتادا بلوغ كمال‬
‫فالكل دون هللا إن حققته‬
‫عدم على التفصيل والإجمال‬
‫واعلم بأنك والعوالم كلها‬
‫لولاه في محو وفي اضمحلال‬
‫من لا وجود لذاته من ذاته‬
‫فوجوده لولاه عين محال‬
‫فالعارفون فنوا بأن لم يشهدوا‬
‫شيئا سوى المتكبر المتعال‬
‫ورأوا سواه على الحقيقة هالكا‬
‫في الحال والماضي والاستقبال‬
‫فالمح بعقلك أو بطرفك هل ترى‬
‫شيئا سوى فعل من الأفعال‬
‫وانظر إلى علو الوجود وسفله‬
‫نظرا تؤيده بالاستدلال‬
‫تجد الجميع يشير نحو جلاله‬
‫بلسان حال أو لسان مقال‬
‫س‪ -8‬ما رؤية الطريقة فى القرأة باسم هللا المفرد للوحة الكون ؟‬
‫ام‬
‫لال َوالإكْ َر ِ‬
‫ْج ِ‬‫ك ذُو ال َ‬
‫ن َعل َْي َها فان َو َي ْب َقى َو ْج ُه َر ِّب َ‬
‫م ْ‬
‫قال تعالى ‪ُ :‬كل َ‬
‫“لو نظرت بنظر التحقيق في الكون وأهله رأيت حقيقة فنائه وفناء أهله وإن‬
‫كان في الظاهر على رسم الوجود‪ ،‬لأن من يكون قيامه بغيره فهو فان في‬
‫الحقيقة إذ لا يقوم بنفسه وكيف الحدث يقوم بنفس ولا نفس له في‬
‫الحقيقة فإن الوجود الحقيقي وجود القدم لذلك أثنى على نفسه بقوله‬
‫ام وحقيقة البقاء لمن لا يزال باقيا قديما‬ ‫ك َر ِ‬ ‫لال َوالإ ْ‬
‫ْج ِ‬‫ك ذُو ال َ‬‫َو َي ْب َقى َو ْج ُه َر ِّب َ‬
‫ومن كان أوله عدما وأخره عدما وجوده بخلاف من كان أوله قدما وأخره بقاء‪،‬‬
‫إذا شاهدت مشاهدة الحق ترى الحق قائما بنفسه وترى الأشياء قائمة به فقد‬
‫علمت هناك حقيقة الفناء والبقاء وحقيقة الوجود والعدم ع َّرف هللا سبحانه‬
‫قدمه وبقاءه خلقه بفناء الدنيا وأهلها ليتحققوا في معرفته لان من دخل في‬
‫البقاء بغير دخوله في الفناء لم يعرف حقيقة البقاء سئل الجنيد عن قوله كل‬
‫من عليها فان قال من كان بين طرفي فناء فهو فان‪”.‬تفسير عرائس البيان‬
‫في حقائق القرآن‪ /‬البقلي ج‪ 3‬ص‪377/376‬‬
‫ويقول ابن عطاء هللا قدس هللا سره‪”:‬ومن لطف هللا تعالى أن أظهر من‬
‫علمه وقدرته بهذا الاسم ما احتملته عقول خلقه ليصل حبله بحبلهم‪،‬‬
‫وبفضله فطرتهم التي فطرهم على معرفته‪ ،‬فأشهدهم مشاهدتهم‪ ،‬فشهدوا‬
‫بها على أنفسهم حين ألست‪ ،‬ثم أشهدهم الآن مشاهدتهم حال وجودهم‪ ،‬بأن‬
‫أظهر لهم من أسمائه اسمه الأعظم ( هللا ) وعرفهم به من أجله‪ ،‬وخفف‬
‫ذكره على ألسنتهم‪ ،‬وأجراه دائماً وسهله عليهم‪ ،‬وأظهره لهم ظهوراً بيناً في (‬
‫يم ) فمن شدة ظهوره خفي حتى لم يوصف‪ .‬ومن‬ ‫من ال َّر ِح ِ‬
‫س ِم هللا ال َّر ْح ِ‬
‫ِب ْ‬
‫كثرة ذكره ُنسىي حتى لم يعرف‪ ،‬فبه تستقيم الأمور‪ .‬وبذكره يسهل العسير‪.‬‬
‫وتقضى الحوائج وسائر الآراب‪ ،‬و يبتدؤ به مناولة جميع الأسباب‪ ،‬وهو الذي‬
‫لم يسعه سماء ولا أرض‪ ،‬ولا عرش‪ ،‬ولا كرسي‪ ،‬سوى مشيئته‪ ،‬ومن شاء من‬
‫قلوب من سبقت له منه الحسنى‪ ،‬و بقدر ما أودع هللا تعالى منه في قلوب‬
‫عباده المخلصين المختصين المشرفين‪ ،‬بإضافة عبوديتهم إليه‪ ،‬وبكبر قدره‪،‬‬
‫ويكشف لهم منه سره‪ ،‬تعالت أسماؤه‪”.‬القصد المجرد في معرفة الإسم‬
‫المفرد باب اشتقاقه وأسمائه وحروفه الإسم المفرد ص ‪34/33‬‬
‫إقرأ باسم ربك‬
‫عن عائشة رضي هللا عنها ‪ ،‬أنها قالت ‪ ” :‬أول ما بدئ به رسول هللا صلى هللا‬
‫عليه وسلم من الوحي الرؤيا الصادقة في النوم ‪ ،‬فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت‬
‫مثل فلق الصبح فكان يأتي حراء فيتحنث فيه ‪،‬وهو التعبد الليالي ذوات‬
‫العدد ويتزود لذلك ‪ ،‬ثم يرجع إلى خديجة فتزوده لمثلها ‪ ،‬حتى فجئه الحق‬
‫وهو في غار حراء ‪ ،‬فجاءه الملك فيه ‪ ،‬فقال ‪ :‬اقرأ ‪ ،‬فقال له النبي صلى هللا‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬فقلت ‪ :‬ما أنا بقارئ ‪ ،‬فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ‪ ،‬ثم‬
‫أرسلني ‪ ،‬فقال ‪ :‬اقرأ ‪ ،‬فقلت ‪ :‬ما أنا بقارئ ‪ ،‬فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ‬
‫مني الجهد ‪ ،‬ثم أرسلني ‪ ،‬فقال ‪ :‬اقرأ ‪ ،‬فقلت ‪ :‬ما أنا بقارئ ‪ ،‬فأخذني فغطني‬
‫الثالثة حتى بلغ مني الجهد ‪ ،‬ثم أرسلني ‪ ،‬فقال ‪( :‬اقرأ باسم ربك الذي‬
‫خلق)حتى بلغ (علم الإنسان ما لم يعلم) ‪ ،‬فرجع بها ترجف بوادره حتى دخل‬
‫على خديجة ‪ ،‬فقال ‪ :‬زملوني زملوني ‪ ،‬فزملوه حتى ذهب عنه الروع ‪ ،‬فقال ‪:‬‬
‫يا خديجة ما لي ‪ ،‬وأخبرها الخبر ‪ ،‬وقال ‪ :‬قد خشيت على نفسي ‪ ،‬فقالت له ‪:‬‬
‫كلا أبشر ‪ ،‬فوهللا لا يخزيك هللا أبدا ‪ ،‬إنك لتصل الرحم ‪ ،‬وتصدق الحديث ‪،‬‬
‫وتحمل الكل ‪ ،‬وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق ‪ ،‬ثم انطلقت به‬
‫خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى بن قصي ‪ ،‬وهو ابن‬
‫عم خديجة أخو أبيها ‪ ،‬وكان امرأ تنصر في الجاهلية ‪ ،‬وكان يكتب الكتاب‬
‫العربي ‪ ،‬فيكتب بالعربية من الإنجيل ما شاء هللا أن يكتب ‪ ،‬وكان شيخا كبيرا‬
‫قد عمي ‪ ،‬فقالت له خديجة ‪ :‬أي ابن عم ‪ ،‬اسمع من ابن أخيك ‪ ،‬فقال ورقة‬
‫ابن أخي ‪ :‬ماذا ترى ؟ فأخبره النبي صلى هللا عليه وسلم ما رأى ‪ ،‬فقال ورقة‬
‫‪ :‬هذا الناموس الذي أنزل على موسى ‪ ،‬يا ليتني فيها جذعا أكون حيا حين‬
‫يخرجك قومك ‪ ،‬فقال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم ‪ :‬أومخرجي هم ؟ ‪،‬‬
‫فقال ورقة ‪ :‬نعم ‪ ،‬لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي ‪ ،‬وإن يدركني‬
‫يومك أنصرك نصرا مؤزرا ‪ ،‬ثم لم ينشب ورقة أن توفي وفتر الوحي فترة ‪،‬‬
‫حتى حزن النبي صلى هللا عليه وسلم فيما بلغنا حزنا غدا منه مرارا كي‬
‫يتردى من رؤوس شواهق الجبال ‪ ،‬فكلما أوفى بذروة جبل لكي يلقي منه‬
‫نفسه تبدى له جبريل ‪ ،‬فقال يا محمد ‪ :‬إنك رسول هللا حقا ‪ ،‬فيسكن لذلك‬
‫جأشه ‪ ،‬وتقر نفسه ‪ ،‬فيرجع ‪ ،‬فإذا طالت عليه فترة الوحي ‪ ،‬غدا لمثل ذلك ‪،‬‬
‫فإذا أوفى بذروة جبل ‪ ،‬تبدى له جبريل ‪ ،‬فقال له مثل ذلك “‪.‬صحيح‬
‫ص َّلى هللا عليه وسلم‬ ‫ول ال َّل ِه َ‬
‫س ُ‬ ‫ئ ِب ِه َر ُ‬ ‫ما ُب ِد َ‬
‫ل َ‬ ‫ير َباب أَ َّو ُ‬
‫البخاري ِك َتاب ال َّت ْع ِب ِ‬
‫رقم الحديث‪6497 :‬‬
‫ق إذ كان عليه‬ ‫ك ا َّل ِذي َخ َل َ‬
‫اس ِم َر ِّب َ‬ ‫‪:‬اق َرأْ ِب ْ‬
‫كان أول ما نزل قول هللا تعالى ْ‬
‫الصلاة والسلام غائبا في حضرة الجمع ‪ ،‬مستغرقا في بحر القرب ف َد َّقت‬
‫حضرة الإسم قلبه الشريف حتى يتذكر قراءة الأزل ‪،‬فجاءت همزة أول حرف‬
‫تحت السطر إشارة إلى بطون السر الأفخم‪ ،‬فلما انفتح قلبه عليه الصلاة‬
‫والسلام طفت الأزلية الأحمدية فوق حجب السطر فظهرت الصورة‬
‫المحمدية وذلك سر ختم كلمة إقرأ بهمزة فوق السطر‬
‫فقرأ باسم ربه الذي هو هللا الإسم الجامع الدال على الذات حقائق وجوده‬
‫يبا‬
‫س ً‬‫سك ال َْي ْوم َعل َْيك َح ِ‬ ‫وسر ذَاتِ َيته قال تعالى ‪:‬ا ِْق َرأْ ِك َتابك كَ َفى ِب َن ْف ِ‬
‫فقرأ سطور أزليته لنفسه بنفسه لشدة غيرة الحق على حبيبه المصطفى‬
‫ملَك ولا جن ولا إنس‬ ‫حتى لا يطلع على السر الذي بينه ويبن ربه َ‬
‫فهداه الإسم للمسمى فكان علم سيدنا آدم عليه السلام الأسماء وعلم سيدنا‬
‫محمد عليه الصلاة و السلام المسميات‬
‫ففتِحت بسيدنا محمد صلى هللا عليه وسلم أبواب القدم ففاضت حقائق‬ ‫ُ‬
‫الأحدية وانتشرت أنوار الصمدية‬
‫فكانت قراءته من ما وراء العلم على قرطاس ذاته بقلم الإسم ‪ ،‬فكانت سنة‬
‫وم الأزل‬ ‫ب َح ْي ُز ِ‬‫أهل هللا من بعده الذكر بالإسم المفرد للترقي في ِركَا ِ‬
‫فكان علمهم ما وراء أطوار العبودية لذلك أنكره أغلب الخلق لتقيد عقولهم‬
‫في ميادين التكليف‪ ،‬وفي المعنى قال سيدي العلوي قدس هللا سره‬
‫يا من تريد تدري فني‬
‫فاسأل عني الألو هيا‬
‫أما البشر لا يعرفني‬
‫أحوالي عنه غيبيا‬
‫أطلبني عند التداني‬
‫من وراء العبوديا‬
‫أما الظروف و الأكوان‬
‫ليس لي فيها بقيا‬
‫وقلنا‬
‫واذكر الإسم الأعظم‬
‫لوازم الروحانية‬
‫شخص حروفه من نور‬
‫و اطو البشرية‬
‫الاسم والمسمى‬
‫مقام الوحدانية‬
‫س‪ -9‬ما تأثير ذكر الاسم المفرد على الذاكر ؟‬
‫ش ُع‬
‫ش ْع ِ‬‫الم َ‬
‫فذكر الإسم المفرد أصل من أصول الطريقة الكركرية فهو ُ‬
‫لروحانية المريد ونورانيته وهو الجامع لأسرار الحق فمن خرج عنه حاد طريق‬
‫القوم وسنة الحبيب وكتاب الحق ‪ ،‬فلا قراءة إلا باسم الحق‪ ،‬واسمه الجامع‬
‫لصفاته الدال على ذاته هو (هللا‬
‫المريد من تشخيص الحروف ترتحل الغفلة النسبية لا الكلية‬ ‫فإذا تمكن ُ‬
‫ويكون هذا التشخيص بالواسطة لمساعدة المريد على تثبيت حروف الإسم‬
‫في قلبه ‪،‬فإذا سرت نورانية حروف الإسم في قلبه انطوت تلقائيا بشريته فلا‬
‫تستقيم البشرية وحروف الإسم ولا يجتمعان في قلب واحد و ذلك سر قوله‬
‫ك‬‫ش ِر ْ‬
‫من ُي ْ‬ ‫شاء َو َ‬‫من َي َ‬
‫ك ِل َ‬
‫ون ذَ ِل َ‬
‫ما ُد َ‬
‫ك ِب ِه َو َي ْغ ِف ُر َ‬ ‫ن ال َّل َه لاَ َي ْغ ِف ُر أَن ُي ْ‬
‫ش َر َ‬ ‫تعالى ِإ َّ‬
‫يما فغيرة الحق وعزته تأبى الزيادة في مقام‬ ‫ظ ً‬‫ْما َع ِ‬ ‫ِبال َّل ِه َف َق ِد ا ْف َت َرى ِإث ً‬
‫الألوهية ‪،‬فإذا انطوت بشرية المريد وتلاشت وتمكن قلبه من استيعاب كل‬
‫حروف الإسم أدرك سر تكثر الوحدة فعند ذلك يفنى ما لم يكن ويبقى ما لم‬
‫يزل ‪.‬‬
‫س‪ -10‬ما الفرق بين الصفة والذات ؟‬
‫الصفة ‪:‬هى صفات الكمال الالهى التى تليق بالذات الالهية فهى قائمة‬
‫بالموصوف على وجه الكمال الالهى الذي يليق بالحق جل وعلا منزهة عن‬
‫أوصاف ونعوت المحدثات ‪.‬‬
‫أما الذات في اللغة ذات الشيء‪ :‬نفسه‬
‫ض ‪ .‬المعجم العربي‬‫الع َر ْ‬
‫الذات‪ :‬حقيقة الموجود ومقوماته ‪ ،‬يقابلها َ‬
‫الأساسي ص ‪477‬‬
‫في اصطلاح الطريقة الكركرية‬
‫الم ْد َرك بوجه من الوجوه ‪ ،‬الذي لا‬
‫مى عين الكل القائم بنفسه غير ُ‬ ‫س َّ‬
‫م َ‬
‫ُ‬
‫يوصف بعدم أو وجود ‪ ،‬فهي غيب الغيب وهي الكنز المخفي‪ ،‬وعلة ظهور‬
‫سائر ال َتكَث َرات الأسمائية و الصفاتية و النعتية‪ ،‬المستندة عليها في قيامها‬
‫المعدوم‬
‫“إن ذات هللا سبحانه وتعالى غيب الأحدية التي كل العبارات واقعة عليها‬
‫من وجه غير مستوفية لمعناها من وجوه كثيرة ‪ ،‬فهي لا تدرك بمفهوم عبارة‬
‫ولا تفهم بمعلوم إشارة ‪ ،‬لأن الشيء إنما يفهم بما يناسبه فيطابقه أو بما‬
‫ينافيه فيضادده ‪ ،‬وليس لذاته في الوجود مناسب ولا مطابق ‪ ،‬ولا مناف ‪،‬‬
‫ولا مضاد‪“ .‬الشيخ عبد الكريم الجيلي الإنسان الكامل في معرفة الأواخر‬
‫والأوائل ج ‪ 1‬ص ‪13‬‬
‫فالفهم والإدراك يكون إما بالمناسبة أو بالتضاد والذات العلية لا وجود لما‬
‫يناسبها أو يضادها ‪ ،‬فتحصل من ذلك أمرين هما‬
‫أولها‪ :‬العجز عن الإدراك هو عين الإدراك‬
‫وقيل في المعنى‬
‫اك‬
‫ش َر ُ‬
‫السر إ ْ‬
‫ِّ‬ ‫سر ذات‬‫ن ِّ‬
‫ث َع ْ‬
‫الب ْح ُ‬
‫َو َ‬ ‫اك‬
‫د َر ُ‬‫اك إ ْ‬
‫د َر ِ‬
‫الإ ْ‬
‫ك ِ‬ ‫د َر ِ‬
‫ن َ‬
‫الع ْج ُز َع ْ‬
‫َ‬
‫مم عن دركها عجزت جـن وأمـلاك‬ ‫ه َ‬‫مات الورى ِ‬ ‫ه َّ‬ ‫رائر ِ‬
‫س ِ‬ ‫وفي َ‬
‫وثانيها‪ :‬أن لا موجود بحق إلا هللا ‪ ،‬قال الشيخ مولاي عبد السلام بن مشيش‬
‫رضي هللا عنه لأبي الحسن رضي هللا عنه‬
‫”يا أبا الحسن حدد بصر الإيمان تجد هللا في كل شيء وعند كل شيء ومع‬
‫كل شيء وقبل كل شيء وبعد كل شيء وفوق كل شيء وتحت كل شيء‬
‫وقريباً من كل شيء ومحيطاً بكل شيء‪ ،‬بقرب هو وصفه‪ ،‬وبحيطة هي نعته‬
‫وعد عن الظرفية والحدود وعن الأماكن والجهات‪ ،‬وعن الصحبة والقرب‬
‫بالمسافات وعن الدور بالمخلوقات وأمحق الكل بوصفه الأول والآخر‬
‫والظاهر والباطن وهو هو هو كان هللا ولا شيء معه وهو الآن على ما عليه‬
‫كان‬
‫قال الجيلي قدس هللا سره‬
‫لا الوصف يحضره من ذا ينادمه‬ ‫لا العين تبصر لا الحد يحصره‬
‫هدت عمارته قلب يصادمــه‬ ‫كلت عبارته ضاعت إشارته‬
‫ملك له ملك عزة محارمـــه‬ ‫عال و لا فلك روح و لا ملك‬
‫فعل و لا أثر غـابت مـعالمه‬ ‫عـين و لا بصر علم و لا خبر‬
‫آي مسردة يقراه راقمـــه‬ ‫ذات مجردة نعت مفــردة‬
‫يدري ويجهله من قام نائمـه‬ ‫محض الوجود له والنفي يشمله‬
‫أو قلت تنكره فأنت عالمــه‬ ‫إن قلت تعرفه فلست تـنصفه‬
‫قلبي منصته و الجسم خادمـه‬ ‫سري هويته روحي أنيتــه‬
‫من ذا يحاصله صدت غنائمه‪..‬‬ ‫إني لأعقله مع ذاك أجــهله‬
‫عين إذا نبعا هاجت ملاطمـه‬ ‫ضدان قد جمعا فيه و ما امتنعا‬
‫س‪-11‬ما معنى الاحدية في الطريقة الكركرية؟‬
‫الأحدية في اصطلاح الطريقة الكركرية‬
‫م المحو لجميع المراتب والنسب و‬ ‫أخص حضرات الذات اللاَّ ُ‬
‫م َت َع ِ ّي َنة و َق ْل َز ُ‬
‫الإعتبارات ‪ ،‬وسائر الأعيان و ال َّتكَث َرات‪ ،‬فهي المنزهة عن الإشارة والمتعالية‬
‫عن العبارة الدالة بنفسها عليها‬
‫فعن أبي بن كعب ‪ ،‬أن المشركين قالوا للنبي صلى هللا عليه وسلم ‪ ” :‬يا‬
‫محمد انسب لنا ربك ‪ ،‬فأنزل هللا تبارك وتعالى (قل هو هللا أحد هللا الصمد ‪،‬‬
‫ش َر ِة‬ ‫ْع َ‬
‫س َن ُد ال َ‬
‫م ْ‬‫لم يلد ولم يولد ‪ ،‬ولم يكن له كفوا أحد) مسند أحمد بن حنبل ُ‬
‫ي ِ رقم‬ ‫احي ِ َع ْ ُ‬
‫ن أ َب ّ‬ ‫الر َي ِ ّ‬ ‫ث أَ ِبي ال َ‬
‫ْعا ِل َي ِة ّ ِ‬ ‫ار َح ِدي ُ‬‫ص ِ‬‫س َن ُد الْأَ ْن َ‬ ‫ْج َّن ِة … ُ‬
‫م ْ‬ ‫ين ِبال َ‬ ‫ْم َبش َِّر َ‬
‫ال ُ‬
‫الحديث‪20717 :‬‬
‫انطوت هذه السورة على كل أسرار التوحيد والمعارف الربانية إذ أن كتاب‬
‫الحق المبين كما هو معلوم جاء على ثلاث أقسام ظاهرية وهي (الأحكام‬
‫والقصص والعقيدة)‬
‫و قد استوفت صورة الإخلاص جميع أسس ومراتب التوحيد لذلك قال النبي‬
‫صلى هللا عليه وسلم لأصحابه‪ ” :‬أيعجز أحدكم أن يقرأ في ليلة ثلث القرآن ؟‬
‫قالوا ‪ :‬وكيف يقرأ ثلث القرآن ؟ قال ‪ :‬قل هو هللا أحد تعدل ثلث‬
‫اء ِة‬
‫ض ِل ِق َر َ‬‫ها َباب َف ْ‬ ‫ص ِر َ‬
‫ين َو َق ْ‬‫سا ِف ِر َ‬‫ْم َ‬
‫َاة ال ُ‬
‫صل ِ‬‫القرآن “‪.‬صحيح مسلم ِك َتاب َ‬
‫ه َو ال َّل ُه أَ َحد رقم الحديث‪1350 :‬‬ ‫ل ُ‬ ‫ُق ْ‬
‫ومعناها في علم الإشارة‬
‫أن الحق كان كنزا مخفيا في أزله فأحب أن يعرف ‪ ،‬فخلق الخلق ليعرف ثم‬
‫اضطلع على قوابلهم فعلم عجزهم عن معرفته لغموض صلة الحادث‬
‫بالقديم‪ ،‬فأقام بينهم وبينه مخلوقا من جنسهم في الصورة وألبسه الرأفة‬
‫والرحمة وغفر له ما تقدم وما تأخر‪ ،‬وشرح بنور التوحيد صدره‪ ،‬وألقى‬
‫فصاحة الربوبية على لسانه و فتح به أبواب القدم‪ ،‬وكشف له عن عين‬
‫الحقيقة فأمره بتعريفه لخلقه فقال قل أنت يا محمد فكان القاف أول‬
‫الحروف المنزلة القاهرة بسر قدم الحق حدوث الخلق وحتى تظهر عظمة‬
‫القدم على الحدثان‪ ،‬إذ ذاك قال هو فتاهت قلوب أهل التوحيد في أودية‬
‫ما َتبَدَّت لهم عظمة الهوية و تزلزلت أركان وجودهم و انهدت‪،‬‬ ‫يه َل َّ‬‫الحيرة و ال ّ ِت ِ‬
‫و أفناهم فناء سرمديا حتى يبقى كنه الألوهية منزها عن الشريك‪ ،‬عند ذلك‬
‫أظهر اسمه الجامع الدال عليه هللا فتبينوا لام العظمة فسجدوا ولام العشق‬
‫فذابوا من رجفة الشوق والوله‪ ،‬ثم كاشفهم بفردانية الألف فأقروا بالعجز عن‬
‫الإدراك وسكن فيهم كل متحرك و انمحقوا في عين الجمع فتجلت سطوة‬
‫الأحد فاندكت الكثرة الإعتبارية والنسب العينية فما من مخبر عنهم وما من‬
‫خبر‬
‫أن الإشارة بـ ” هو‬ ‫“قال شيخ شيوخنا‪ ،‬سيدي عبد الرحمن العارف‪ :‬والحاصل‪َّ :‬‬
‫” مختصة بأهل الاستغراق والتحقق في الهوية الحقيقة‪ ،‬فلانطباق بحر‬
‫من يشار إليه إلاّ هو‪،‬‬ ‫الأحدية عليهم‪ ،‬وانكشاف الوجود الحقيقي لديهم‪ ،‬فقدوا َ‬
‫لما كان واحداً كانت الإشارة مطلقة لا تكون إلاّ إليه‪ ،‬لفقد ما‬ ‫المشار إليه ّ‬ ‫لأن ُ‬ ‫ّ‬
‫سواه في شعورهم‪ ،‬لفنائهم عن الرسوم البشرية بالكلية‪ ،‬وغيبتهم عن‬
‫وجودهم‪ ،‬وعن إحساسهم وأوصافهم الكونية‪ ،‬وذلك غاية في التوحيد‬
‫هللا ذلك على الدوام‪ ،‬وجعلنا من أهله‪ ،‬ببركة نبيه عليه‬ ‫والإعظام‪ .‬منحنا ُ‬
‫الصلاة والسلام‪ .‬وباهلل التوفيق‪ ،‬وصلّى هللا على سيدنا محمد وآله‪”.‬تفسير‬
‫البحر المديد في تفسير القرآن المجيد‪ /‬ابن عجيبة ج‪ 8‬ص‪373‬‬
‫ن هو هللا ؟‬ ‫م ْ‬ ‫وفي لطائف الإشارات‪“ :‬يقال‪ :‬السورة بعضها تفسير لبعض؛ َ‬
‫ن الصمد؟ الذي لم يلد ولم‬ ‫م ْ‬‫ن الأحد؟ الصمد‪َ ،‬‬ ‫م ْ‬
‫ن هللا؟ الأحد‪َ ،‬‬ ‫م ْ‬‫هو هللا‪َ .‬‬
‫ن الذي لم يلد ولم يولَد؟ الذي لم يكن له كفواً أحد‬ ‫م ْ‬
‫يولد‪َ ،‬‬
‫ف‬‫ش َ‬ ‫الأرواح بقوله‪ ” :‬هللا ” وكا َ‬ ‫َ‬ ‫ف‬‫ش َ‬‫الأسرار بقوله‪ ” :‬هو “‪ .‬وكا َ‬
‫َ‬ ‫ف‬
‫ش َ‬‫ويقال‪ :‬كا َ‬
‫نفوس المؤمنين بباقي السورة‬ ‫َ‬ ‫ف‬‫ش َ‬
‫القلوب بقوله‪ ” :‬أحد “‪ .‬وكا َ‬ ‫َ‬
‫والموحدين بقوله‪ ” :‬هللا ” والعارفين‬ ‫ِّ‬ ‫ف الوالهين بقوله‪ ” :‬هو ” ‪،‬‬ ‫ش َ‬‫ويقال‪ :‬كا َ‬
‫َم‬
‫َم َي ِل ْد َول ْ‬
‫بقوله‪ ” :‬أحد ” والعلماء بقوله‪ ” :‬الصمد ” ‪ ،‬والعقلاء بقوله‪ ( :‬ل ْ‬
‫ُيو َل ْد )‪ ..‬إلى آخره‪”.‬تفسير لطائف الإشارات ‪ /‬القشيري ج‪ 3‬ص ‪783‬‬
‫“وزج بي‬
‫ّ‬ ‫وفي الصلاة المشيشية يقول سيدي عبد السلام قدس هللا سره‪:‬‬
‫الأحدية‬
‫ّ‬ ‫في بحار‬
‫أي أدخلني إلى بحار الذات المنزهة عن أمواج الصفات والأسماء‪ ،‬حيت‬
‫تسقط كل الإعتبارات و التعينات والنسب والإشارات والآثار والمؤثرات‬
‫و الأحدية في علم القوم غير الواحدية فالأحدية من الأحد و الواحدية من‬
‫الواحد‬
‫و الأحدية أعلى من الواحدية ذلك أن الأحدية محض الذات مع محو كل‬
‫التعلقات الأسمائية و الصفاتية أما الوحدانية فهي الذات الصرفة مع الأسماء‬
‫و الصفات في دائرة الحكم الذاتي حيث كل واحد عين الآخر‪“ ،‬فالأحدية‬
‫مجلى (كان هللا ولا شيء معه) والواحدية مجلى (وهو الآن على ما كان‬
‫عليه)” ‪.‬الإنسان الكامل في معرفة الأواخر والأوائل للجيلي ص ‪49‬‬
‫والحديث هنا عن الأحدية فقط للتقريب لا للتعريف لأنه من حيث التحقيق لا‬
‫كلام عليها‬
‫س‪-12‬ما المقصود بهاء الهوية فى اسم هللا المفرد؟‬
‫في اصطلاح الطريقة الكركرية‬
‫اله ِو يَّة الحقية الظاهرة بمطلق الوجود والإحاطة الشمولية للشيئية‬ ‫ُ‬
‫فبعد حذف اللامين والألف تبقى هاء بواو مضمرة خطا إشارة إلى وحدانية‬
‫الحق‬
‫ك ِب َر ِّبي أَ َح ًد‬
‫ه َو ال َّل ُه َر ِّبي َولَا ُأشْ ِر ُ‬ ‫قال تعالى ‪َّ :‬ل ِك َّنا ُ‬
‫س ْب َحا َن ُه ۖ‬
‫اء ۚ ُ‬
‫ش ُ‬‫ما يَ َ‬ ‫ُق َ‬‫ما يَ ْخل ُ‬‫َاص َط َفى ِم َّ‬ ‫ن يَ َّت ِخ َذ َو َل ًدا ل ْ‬ ‫قال تعالى ‪:‬ل َْو أَ َرادَ ال َّل ُه أَ ْ‬
‫ار‬ ‫ه َو ال َّل ُه ال َْو ِ‬
‫اح ُد ال َْق َّه ُ‬ ‫ُ‬
‫د ِة‬‫ش َها َ‬
‫ب َوال َّ‬ ‫ْغ ْي ِ‬ ‫م ال َ‬
‫ه َو َعا ِل ُ‬ ‫ه َو ال َّل ُه ا َّل ِذي لَا ِإل ََه ِإلَّا ُ‬ ‫قال تعالى ‪ُ :‬‬
‫ْم ْؤ ِم ُن‬ ‫َام ال ُ‬ ‫السل ُ‬ ‫َّ‬ ‫وس‬ ‫ك ال ُْقد ُ‬ ‫ْم ِل ُ‬
‫ه َو ال َ‬ ‫ه َو ال َّل ُه ا َّل ِذي لَا إِ َل َه إِلَّا ُ‬ ‫قال تعالى ‪ُ :‬‬
‫ون‬
‫ش ِر ُك َ‬ ‫ما ُي ْ‬ ‫ان ال َّل ِه َع َّ‬ ‫س ْب َح َ‬ ‫ْم َتكَ ِّب ُر ۚ ُ‬ ‫ار ال ُ‬ ‫ْج َّب ُ‬ ‫يز ال َ‬ ‫ْع ِز ُ‬ ‫ْم َه ْي ِم ُن ال َ‬ ‫ال ُ‬
‫ما‬‫س ِّب ُح ل َُه َ‬ ‫س َنى ُي َ‬ ‫ماء ال ُْح ْ‬ ‫س َ‬ ‫ص ِّو ُر ل َُه الْأَ ْ‬ ‫ْم َ‬ ‫ئ ال ُ‬ ‫ار ُ‬ ‫ق ال َْب ِ‬ ‫ْخا ِل ُ‬ ‫ه َو ال َّل ُه ال َ‬ ‫قال تعالى ‪ُ :‬‬
‫يم‬
‫ْح ِك ُ‬ ‫يز ال َ‬ ‫ْع ِز ُ‬ ‫ه َو ال َ‬ ‫ض َو ُ‬ ‫ت َوالْأَ ْر ِ‬ ‫اوا ِ‬ ‫م َ‬ ‫الس َ‬
‫َّ‬ ‫ِفي‬
‫ه َو ال َّل ُه أَ َحد‬ ‫ل ُ‬ ‫‪:‬ق ْ‬ ‫قال تعالى ُ‬
‫هو إشارة إلى الأولية و الآخرية فالهاء من حروف أقصى الحلق والواو شفوي‬
‫كما أن ذكر الهو ُيبقي الفم مفتوحا إشارة إلى الأزلية و الهو أول الأسماء كما‬
‫ص َّلى ال َّل ُه‬ ‫ول ال َّل ِه َ‬ ‫س ُ‬ ‫ل َر ُ‬ ‫ل ‪َ :‬قا َ‬ ‫ه َر ْي َر َة ‪َ ،‬قا َ‬ ‫ن أَ ِبي ُ‬ ‫جاء في الحديث الشريف َع ْ‬
‫اح ًدا ‪ ،‬إِ َّن ُه ِو ْتر ُي ِحب‬ ‫ما ‪ِ ،‬مائَةً إِلا َو ِ‬ ‫اس ً‬ ‫ين ْ‬ ‫س ِع َ‬ ‫س َعةً َوتِ ْ‬ ‫ن ِل َّل ِه تِ ْ‬ ‫م ‪ ” :‬إِ َّ‬ ‫س َّل َ‬‫َعلَيْ ِه َو َ‬
‫يم ‪،‬‬‫م ُن ‪ ،‬ال َّر ِح ُ‬ ‫ه َو ال َّر ْح َ‬ ‫ه َو ال َّل ُه ا َّل ِذي لا ِإل ََه ِإلا ُ‬ ‫ْج َّنةَ ‪ُ .‬‬ ‫ل ال َ‬ ‫د َخ َ‬ ‫ها َ‬ ‫صا َ‬ ‫ن أَ ْح َ‬ ‫م ْ‬ ‫ال ِْو ْت َر ‪َ ،‬‬
‫ْم َتك َِّب ُر ‪،‬‬ ‫ار ‪ ،‬ال ُ‬ ‫ْج َّب ُ‬
‫يز ‪ ،‬ال َ‬ ‫ْع ِز ُ‬ ‫ْم َه ْي ِم ُن ‪ ،‬ال َ‬ ‫ْم ْؤ ِم ُن ‪ ،‬ال ُ‬ ‫لام ‪ ،‬ال ُ‬ ‫الس ُ‬ ‫َّ‬ ‫وس ‪،‬‬ ‫ك ‪ ،‬ال ُْقد ُ‬ ‫ْم ِل ُ‬
‫ال َ‬
‫يم ‪،‬‬‫ْع ِل ُ‬ ‫اح ‪ ،‬ال َ‬ ‫َّاق ‪ ،‬ا ْل َف َّت ُ‬ ‫َّاب ‪ ،‬ال َّرز ُ‬ ‫ار ‪ ،‬ال َْوه ُ‬ ‫ار ‪ ،‬ال َْق َّه ُ‬ ‫ْغ َّف ُ‬ ‫ص ِّو ُر ‪ ،‬ال َ‬ ‫ْم َ‬ ‫ئ ‪ ،‬ال ُ‬ ‫ار ُ‬ ‫ق ‪ ،‬ال َْب ِ‬ ‫ْخا ِل ُ‬ ‫ال َ‬
‫ير ‪،‬‬ ‫ص ُ‬ ‫يع ‪ ،‬ال َْب ِ‬ ‫الس ِم ُ‬ ‫َّ‬ ‫ْم ِذل ‪،‬‬ ‫ْم ِعز ‪ ،‬ال ُ‬ ‫ض ‪ ،‬ال َّرا ِف ُع ‪ ،‬ال ُ‬ ‫ْخا ِف ُ‬ ‫اس ُط ‪ ،‬ال َ‬ ‫ض ‪ ،‬ال َْب ِ‬ ‫ال َْقا ِب ُ‬
‫ور ‪،‬‬
‫ش ُك ُ‬ ‫ور ‪ ،‬ال َّ‬ ‫ْغ ُف ُ‬ ‫يم ‪ ،‬ال َ‬ ‫ظ ُ‬ ‫ْع ِ‬ ‫يم ‪ ،‬ال َ‬ ‫ْح ِل ُ‬ ‫ير ‪ ،‬ال َ‬ ‫ْخ ِب ُ‬ ‫يف ‪ ،‬ال َ‬ ‫ط ُ‬ ‫ل ‪ ،‬ال َّل ِ‬ ‫ْع ْد ُ‬ ‫َم ‪ ،‬ال َ‬ ‫ْحك ُ‬ ‫ال َ‬
‫يب ‪،‬‬
‫يم ‪ ،‬ال َّر ِق ُ‬ ‫يل ‪ ،‬ا ْلك َِر ُ‬ ‫ْج ِل ُ‬ ‫يب ‪ ،‬ال َ‬ ‫س ُ‬ ‫ْح ِ‬ ‫يت ‪ ،‬ال َ‬ ‫ْم ِق ُ‬ ‫يظ ‪ ،‬ال ُ‬ ‫ْح ِف ُ‬ ‫ير ‪ ،‬ال َ‬ ‫ْع ِلي ا ْلكَ ِب ُ‬ ‫ال َ‬
‫ْحق ‪،‬‬ ‫ث ‪ ،‬الش َِّهي ُد ‪ ،‬ال َ‬ ‫اع ُ‬ ‫يب ‪ ،‬الْبَ ِ‬ ‫ْم ِج ُ‬ ‫ْم ِجي ُد ‪ ،‬ال ُ‬ ‫يم ‪ ،‬ال َْو ُدو ُد ‪ ،‬ال َ‬ ‫ْح ِك ُ‬ ‫اس ُع ‪ ،‬ال َ‬ ‫ال َْو ِ‬
‫ْم ِعي ُد ‪،‬‬ ‫ئ ‪ ،‬ال ُ‬ ‫ْمبْ ِد ُ‬ ‫صي ‪ ،‬ال ُ‬ ‫ْم ْح ِ‬ ‫ْح ِمي ُد ‪ ،‬ال ُ‬ ‫ين ‪ ،‬ال َْو ِلي ‪ ،‬ال َ‬ ‫ْمتِ ُ‬ ‫يل ‪ ،‬ال َْق ِوي ‪ ،‬ال َ‬ ‫ال َْو ِك ُ‬
‫م ُد ‪،‬‬ ‫ص َ‬ ‫اح ُد ‪ ،‬الأَ َح ُد ‪ ،‬ال َّ‬ ‫اج ُد ‪ ،‬ال َْو ِ‬ ‫ْم ِ‬ ‫اج ُد ‪ ،‬ال َ‬ ‫وم ‪ ،‬ال َْو ِ‬ ‫ْحي ‪ ،‬ال َْقي ُ‬ ‫يت ‪ ،‬ال َ‬ ‫ْم ِم ُ‬ ‫ْم ْح ِيي ‪ ،‬ال ُ‬ ‫ال ُ‬
‫ال‬
‫ْم َت َع ِ‬ ‫اط ُن ‪ ،‬ال ُ‬ ‫اه ُر ‪ ،‬ال َْب ِ‬ ‫الظ ِ‬ ‫الآخ ُر ‪َّ ،‬‬ ‫ِ‬ ‫ل‪،‬‬ ‫َخ ُر ‪ ،‬الأَ َّو ُ‬ ‫ْمؤ ِّ‬ ‫م ‪ ،‬ال ُ‬ ‫ْم َق ِّد ُ‬ ‫ْم ْق َت ِد ُر ‪ ،‬ال ُ‬ ‫ال َْقا ِد ُر ‪ ،‬ال ُ‬
‫ام ‪،‬‬ ‫الإكْ َر ِ‬ ‫لال َو ِ‬ ‫ْج ِ‬ ‫ْك ‪ ،‬ذُو ال َ‬ ‫ْمل ِ‬ ‫ك ال ُ‬ ‫ما ِل ُ‬ ‫وف ‪َ ،‬‬ ‫ْع ُفو ‪ ،‬ال َّر ُء ُ‬ ‫م ‪ ،‬ال َ‬ ‫ْم ْن َت ِق ُ‬ ‫اب ‪ ،‬ال ُ‬ ‫‪ ،‬ال َْبر ‪ ،‬ال َّت َّو ُ‬
‫ور ‪ ،‬ا ْل َها ِدي ‪،‬‬ ‫ضار ‪ ،‬ال َّنا ِف ُع ‪ ،‬الن ُ‬ ‫ام ُع ‪ ،‬ال َّ‬ ‫ْج ِ‬ ‫ْم ْغنِي ‪ ،‬ال َ‬ ‫ْغنِي ‪ ،‬ال ُ‬ ‫ْمانِ ُع ‪ ،‬ال َ‬ ‫س ُط ‪ ،‬ال َ‬ ‫ْم ْق ِ‬ ‫ال ُ‬
‫اب‬
‫ص ُبور” صحيح ابن حبان ِك َت ُ‬ ‫شي ُد‪،‬ال َّ‬ ‫ث ‪ ،‬ال َّر ِ‬ ‫ار ُ‬ ‫يع ‪ ،‬ال َْبا ِقي ‪ ،‬ال َْو ِ‬ ‫ال َْب ِد ُ‬
‫َار ِ رقم الحديث‪815 :‬‬ ‫اب الأَذْك ِ‬ ‫ق َب ُ‬ ‫ال َّر َقائِ ِ‬
‫ه َو‬ ‫ه َو ال َّل ُه ا َّل ِذي لَا إِل ََه إِلَّا ُ‬ ‫وقيل أن هذه الآية جمعت العلم وهي قوله تعالى‪ُ :‬‬
‫و قد ابتدأت هذه الآية بهو وختمت بهو إشارة إلى انطواء العلم في الهوية‬
‫“وروي أن أبا القاسم الجنيد رحمه هللا تعالى قال لبعض خواص أصحابه‪ :‬إن‬
‫اسم هللا الأعظم هو ( هو ) لأن هللا تعالى أظهره أولاً في اسمه (هللا )‬
‫وأخفاه آخراً في ( هاء ) اسمه ( هللا ) فهو ( هو ) فمن شدة ظهوره استتر‬
‫وخفي حتى لم يعرف‪ .‬ومن كثرة ذكره ظهر و ُنسي ولم يوصف‪”.‬القصد‬
‫المجرد في معرفة الإسم المفرد ص ‪56‬‬
‫كما ذكر ابن عطاء هللا في كتاب القصد المجرد أن آية الكرسي كانت سيدة‬
‫آي القرآن لما اشتملت عليه من الهاءات المضمرة العائدة على الذات و هي‬
‫أحد عشر هاءا مضمرة كما أنها اختصت بستر اسم الذات فيها‪ ،‬وفي‬
‫مضمرات هاءاتها‬
‫“وروي أن أبا بكر الشبلي رحمه هللا تعالى قال‪ :‬لقيت جارية حبشية مولهة‬
‫مةَ هللا رفقاً عليك والطفي‬ ‫وهي تجيء وتسرع في مسيرها‪ .‬فقلت لها يا أَ َ‬
‫بنفسك‪ .‬فقالت ( هو هو ) فقلت لها من أين أقبلت فقالت من (هو) فقلت‬
‫لها وأين تريدين فقالت إلى ( هو ) فقلت ما تريدين من ( هو ) قالت ( هو )‬
‫فقلت لها ما اسمك قالت ( هو ) فقلت لها لهاكم ذكر ( هو ) قالت لا يفتر‬
‫لساني عن ذكر ( هو ) حتى ألقى ( هو ) ثم قالت‬
‫ض‬‫م َغ َر ُ‬‫م َب ْع َد ُك ْ‬
‫س َوا ُك ْ‬
‫س ِلي ِفي ِ‬ ‫َول َْي َ‬ ‫ض‬
‫م َع َو ُ‬ ‫ما ِلي َع ْن ُك ُ‬ ‫د َ‬
‫م ِة ال ُْو ِ ّ‬
‫وح ْر َ‬
‫ُ‬
‫ض‬‫ْمر ُ‬
‫ـك ال َ‬ ‫ل َع ّ ِني ذَ ِل َ‬
‫ْت لاَ َزا َ‬‫َف ُقل ُ‬ ‫م َرض‬‫م َقالُوا ِب َها َ‬ ‫ن ُج ُنونِي ِب ُك ْ‬ ‫َو ِم ْ‬
‫قال الشبلي فقلت لها يا أمة هللا ما تعنين بقولك ( هو ) هللا تريدين‪ .‬قال‬
‫فلما سمعت بذكر هللا شهقت شهقة فاضت منها نفسها‪ .‬رحمة هللا عليها‬
‫قال فأردت أن آخذ في تجهيزها ودفنها فنوديت يا شبلي‪ ،‬من هام بحبنا وتاه‬
‫في طلبنا وتوله بذكرنا ومات باسمنا اتركه لنا فديته علينا قال الشبلي‬
‫فالتفت أنظر من المتكلم فسترت عني وحجبت عنها فلم أدر أرفعت أم‬
‫دفنت عفا هللا عنها‪”.‬القصد المجرد في معرفة الإسم المفرد ص ‪62‬‬
‫“وقيل إن الموحدين أربعة أصناف‬
‫الصنف الأول‪ :‬قالوا ( لا إله إلاّ هللا ) بين النفي والإثبات‪ ،‬نفي الأوهام عن‬
‫الأفهام وإثبات الواحد عن الضد والند‬
‫الصنف الثاني‪ :‬قالوا ( هللا ) اقتصروا على ذكر الاسم المفرد من غير نفي‬
‫وإثبات‪ ،‬ورأوا‬
‫أن الإثبات بعد النفي وحشة وجفاء‬
‫الصنف الثالث‪ :‬قالوا ( هو هو ) حق بحق إثبات الإثبات‪ ،‬وهو الذكر الدائم‬
‫الخفي عن اللسان‪ .‬وهو ذكر القلب‬
‫الصنف الرابع‪ :‬خرسوا فلم ينطقوا‪ .‬وفنوا به عنهم‪ ،‬وغابوا على ذكر التوحيد‬
‫بمشاهدة المذكور الواحد‪ .‬فكان ذكر توحيدهم عياناً لا لساناً”‪.‬القصد المجرد‬
‫في معرفة الإسم المفرد ص‪58‬‬
‫س‪-13‬ما المقصود بلام المعرفة في الطريقة الكركرية؟‬
‫لام المعرفة في اصطلاح الطريقة الكركرية‬
‫م ْظ َهر الحقائق الحقية ومركز‬ ‫الم َو ِّحد لل ِق َب ِل المفني للرسوم و َ‬ ‫سر القبض ُ‬
‫المعاني الكلية‬
‫فبحذف الألف التوحيد و اللام الأولى للعشق يبقى له‬
‫ون‬
‫من ُد ِ‬ ‫ما َل ُكم ِ ّ‬ ‫ض َو َ‬ ‫ت َوالأَ ْر ِ‬ ‫اوا ِ‬ ‫م َ‬ ‫الس َ‬
‫َّ‬ ‫ْك‬
‫مل ُ‬ ‫ن الل َّه ل َُه ُ‬ ‫َم أَ َّ‬‫َم َت ْعل ْ‬
‫َ‬
‫قال تعالى ‪:‬أل ْ‬
‫صير‬ ‫ي َولاَ َن ِ‬ ‫الل ِّه ِمن َو ِل ّ‬
‫اء‬
‫ش ُ‬‫ن َي َ‬ ‫م ْ‬ ‫ّب َ‬
‫ض ُي َع ِذ ُ‬ ‫ت َوالْأَ ْر ِ‬‫اوا ِ‬ ‫م َ‬ ‫الس َ‬‫َّ‬ ‫ْك‬
‫مل ُ‬ ‫ن ال َّل َه ل َُه ُ‬ ‫َم أَ َّ‬
‫َم َت ْعل ْ‬
‫َ‬
‫قال تعالى ‪:‬أل ْ‬
‫يء َق ِدير‬ ‫ل شَ ْ‬ ‫اء ۗ َوال َّل ُه َعلَى ُك ِ ّ‬ ‫ش ُ‬ ‫ن يَ َ‬ ‫م ْ‬ ‫َو يَ ْغ ِف ُر ِل َ‬
‫من‬‫ما َل ُكم ِ ّ‬ ‫يت ۚ َو َ‬
‫ض ۖ ُي ْح ِيي َو ُي ِم ُ‬ ‫ت َوالْأَ ْر ِ‬ ‫اوا ِ‬ ‫م َ‬ ‫الس َ‬‫َّ‬ ‫ْك‬ ‫مل ُ‬‫ن ال َّل َه ل َُه ُ‬ ‫قال تعالى ‪:‬إِ َّ‬
‫صير‬ ‫ي َولَا َن ِ‬ ‫ون ال َّل ِه ِمن َو ِل ّ‬ ‫ُد ِ‬
‫م إِلَيْ ِه‬ ‫ض ثُ َّ‬ ‫ت َوالأَ ْر ِ‬ ‫اوا ِ‬‫م َ‬ ‫الس َ‬ ‫َّ‬ ‫ْك‬
‫مل ُ‬ ‫يعا َّل ُه ُ‬ ‫اعةُ َج ِم ً‬ ‫ش َف َ‬ ‫‪:‬قل ِّل َّل ِه ال َّ‬ ‫قال تعالى ُ‬
‫ون‬
‫ُت ْر َج ُع َ‬
‫ْم‬
‫ما َو ِع ْن َد ُه ِعل ُ‬ ‫ما َب ْي َن ُه َ‬‫ض َو َ‬ ‫ت َوالْأَ ْر ِ‬ ‫اوا ِ‬ ‫م َ‬ ‫الس َ‬
‫َّ‬ ‫ْك‬
‫مل ُ‬ ‫ك ا َّل ِذي ل َُه ُ‬ ‫ار َ‬‫‪:‬و َت َب َ‬
‫قال تعالى َ‬
‫ون‬
‫اع ِة َو ِإل َْي ِه ُت ْر َج ُع َ‬ ‫الس َ‬‫َّ‬
‫يء‬ ‫ش ْ‬ ‫ل َ‬ ‫ه َو َعلَى ُك ِ ّ‬ ‫يت َو ُ‬‫ض ُي ْح ِيي َو ُي ِم ُ‬ ‫ت َوالأَ ْر ِ‬ ‫اوا ِ‬ ‫م َ‬ ‫الس َ‬
‫َّ‬ ‫ْك‬
‫مل ُ‬ ‫قال تعالى ‪:‬ل َُه ُ‬
‫َق ِدير‬
‫ش ِهيد‬ ‫يء َ‬ ‫ل شَ ْ‬ ‫ض ۚ َوال َّل ُه َعلَى ُك ِ ّ‬ ‫ت َوالْأَ ْر ِ‬ ‫اوا ِ‬‫م َ‬ ‫الس َ‬‫َّ‬ ‫ْك‬
‫مل ُ‬ ‫قال تعالى ‪:‬ا َّل ِذي ل َُه ُ‬
‫ولجلالة لام الملك جاء مشددا ممدودا لإظهار سريان الألف وحتى ينتبه‬
‫المريد إلى قبلة الأزل‬
‫فلام الملك مظهر الإنسان الكامل الذي هو سر الأعيان وجامع الحقائق‬
‫الكونية المخلوق في أحسن تقويم‪ ،‬و مبدأ العد ونسخة أم الكتاب ومظهر‬
‫ظل الإسم الأعظم المنطوي على مراتب الوجود‪ ،‬ونواة المحجة البيضاء‬
‫وحضرة الجمع الكبرى‪ ،‬وقيل فيه‬
‫علي ِه َولاَ َت ْن ُظ ْر إلى الص َو ِر‬ ‫ْ‬ ‫فافحص‬
‫ْ‬ ‫م َّتـحداً‬ ‫س َرى ِفي اللاَّم ُ‬ ‫“سر ال ُأل َْيف َ‬
‫سح ِر‬
‫َ‬ ‫جر في‬ ‫س طالعةً و ال َف ِ‬ ‫َّم ِ‬‫كالش ْ‬ ‫م ْج َتمـعاً‬ ‫م ْي ِن ُ‬ ‫ْم َعارف في اللاَّ َ‬ ‫سر ال َ‬
‫ليف بلا َر ْيب ولا ُنــ ُك ِر‬ ‫ِ‬ ‫ن ال ُأ‬ ‫ِم َ‬ ‫ــرف‬ ‫ق في َط َ‬ ‫الخ ْل َ‬
‫َ‬ ‫أن‬
‫م ُت ْخ ِب ُر َّ‬ ‫واللاَّ ُ‬
‫ـظ ِر‬ ‫ت ذَا َن َ‬ ‫إن ُك ْن َ‬ ‫م َعانِي َها ْ‬ ‫هم َ‬ ‫و ا ْف ْ‬ ‫ن ِحكَم‬ ‫م ِم ْ‬ ‫ُب وجي َز َة ما في اللا َّ‬ ‫فاطل ْ‬
‫سا ِئ ِر‬‫ن َ‬ ‫ــس َت ِتر ًا َ ك ْن ًزا َعظيم ًا َخ َفى َع ْ‬ ‫م ْ‬ ‫َان ُ‬ ‫ما َق ْد ك َ‬ ‫قيقةَ َ‬
‫تج ْد َح َ‬ ‫ِ‬
‫ش ِر القصد المجرد في معرفة الإسم المفرد ص ‪53‬‬ ‫ال َْب َ‬
‫س‪-14‬ما المقصود بلام العشق في الطريقة الكركرية؟‬
‫لام العشق في اصطلاح الطريقة الكركرية‬
‫ئ َت َنز ِل‬ ‫م ِل ِع ْب ِ‬ ‫منزلة الذوبان بماء الحب الغيبي الظاهر باتساع صدر العقل ِل َح ْ‬
‫أسرار الحق‬
‫فبعد تغييب الألف صار الإسم هلل‬
‫سن َفل َُه أَ ْج ُر ُه ِعن َد َر ِّب ِه‬ ‫م ْح ِ‬ ‫ه َو ُ‬ ‫َم َو ْج َه ُه ِلل ِّه َو ُ‬ ‫سل َ‬ ‫ن أَ ْ‬ ‫م ْ‬
‫قال تعالى ‪:‬بَلَى َ‬
‫م ا َّلتِي كَا ُنوا َعلَيْ َها‬ ‫ن ِقبْ َلتِ ِه ُ‬ ‫م َع ْ‬ ‫ه ْ‬ ‫ما َولا ُ‬ ‫اس َ‬ ‫ن ال َّن ِ‬ ‫اء ِم َ‬‫ول الس َف َه ُ‬ ‫‪:‬سيَ ُق ُ‬ ‫قال تعالى َ‬
‫س َت ِقيم‬ ‫م ْ‬ ‫ص َراط ُ‬ ‫اء ِإلَى ِ‬ ‫ش ُ‬ ‫ن َي َ‬ ‫م ْ‬ ‫ب َي ْه ِدي َ‬ ‫ْم ْغ ِر ُ‬ ‫ق َوال َ‬ ‫ش ِر ُ‬ ‫ل ِل َّل ِه ال َ‬
‫ْم ْ‬ ‫ُق ْ‬
‫م ِن ا َّت َب َع ِن‬ ‫ي ِل َّل ِه َو َ‬ ‫ت َو ْج ِه َ‬ ‫َم ُ‬ ‫سل ْ‬ ‫ل أَ ْ‬ ‫وك َف ُق ْ‬ ‫ن َحاج َ‬ ‫قال تعالى ‪َ :‬ف ِإ ْ‬
‫م ال َْق ْر ُح ِل َّل ِذ َ‬
‫ين‬ ‫اب ُه ُ‬‫ص َ‬ ‫ما أَ َ‬ ‫ول ِمن َب ْع ِد َ‬ ‫س ِ‬ ‫ابواْ ِلل ِّه َوال َّر ُ‬ ‫اس َت َج ُ‬‫ين ْ‬ ‫قال تعالى ‪:‬ا َّل ِذ َ‬
‫ظيم‬ ‫م َوا َّت َقواْ أَ ْجر َع ِ‬ ‫س ُنواْ ِم ْن ُه ْ‬ ‫أَ ْح َ‬
‫ض ُقل ِلل ِّه‬ ‫ت َوالأَ ْر ِ‬ ‫اوا ِ‬ ‫م َ‬ ‫الس َ‬‫َّ‬ ‫ما ِفي‬ ‫ّمن َّ‬ ‫‪:‬قل ِل َ‬ ‫قال تعالى ُ‬
‫ار‬ ‫ات َو َب َر ُزوا ِل َّل ِه ال َْو ِ‬
‫اح ِد ال َْق َّه ِ‬ ‫او ُ‬ ‫م َ‬ ‫الس َ‬ ‫ض َو َّ‬ ‫ض َغ ْي َر الْأَ ْر ِ‬ ‫َّل الْأَ ْر ُ‬ ‫م ُت َبد ُ‬ ‫‪:‬ي ْو َ‬ ‫قال تعالى َ‬
‫ين‬
‫ظلَال ُُه َع ِن الْيَ ِم ِ‬ ‫يء يَ َت َفيَّ ُأ ِ‬ ‫ق ال َّل ُه ِم ْ‬ ‫َ‬
‫ن شَ ْ‬ ‫ما َخ َل َ‬ ‫َم يَ َر ْوا إِلَى َ‬ ‫قال تعالى ‪:‬أ َول ْ‬
‫ون‬
‫اخ ُر َ‬ ‫م دَ ِ‬ ‫ه ْ‬ ‫س َّج ًدا ِل َّل ِه َو ُ‬ ‫َّمائِ ِل ُ‬
‫َوالش َ‬
‫ابا َو َخ ْير ُع ْق ًبا‬ ‫ه َو َخ ْير ث ََو ً‬ ‫ق ُ‬ ‫ْح ِ ّ‬ ‫َايةُ ِل َّل ِه ال َ‬‫ك ال َْول َ‬ ‫ه َنا ِل َ‬ ‫قال تعالى ‪ُ :‬‬
‫الهيام التام بالمحبوب و‬ ‫لام البسط هو حضرة العشق والحب هو حضرة ُ‬
‫الملك فينجلي ناسوت‬ ‫س ّ ِر ُ‬ ‫سر ِ‬ ‫الإنسلاخ الكامل عن الأنا الذاتية حتى يسري ِ‬
‫المراد فيتبين حقيقته الأمرية في التشبيه والتنزيه ‪ ،‬يحكى‬ ‫المريد عن لاهوت ُ‬ ‫ُ‬
‫أن قيس المحب كان يمشي هائما في الصحاري يقول أنا ليلى‬
‫و من أجمل ما قيل في الحب قول سيدي ابن الفارض قدس هللا سره‬
‫هواك تسعَّ ـراً‬‫َ‬ ‫وارحم حشى ً بلظى‬ ‫ْ‬ ‫فيك تحيـراً‬ ‫َ‬ ‫الحب‬
‫ِّ‬ ‫بفرط‬ ‫ِ‬ ‫زدني‬
‫ـرى‬‫ل جوابي لن َت َ‬ ‫فاسم ْح‪ ،‬و لا تجع ْ‬ ‫َ‬ ‫أراك حقيقـة ً‬ ‫َ‬ ‫أن‬
‫سألتك ْ‬
‫َ‬ ‫وإذا‬
‫ق وتضجــرا‬ ‫أن تضي َ‬ ‫فحاذر ْ‬
‫ْ‬ ‫هم صبراً‬ ‫!أنت وعد َتني في ُح ّب ْ‬ ‫َ‬ ‫قلب‬
‫ُ‬ ‫يا‬
‫موت‪ ،‬و ُتعـذ ََرا‬ ‫َ‬ ‫ك أن َت‬ ‫فحق َ‬
‫ّ‬ ‫صبّاً‪،‬‬
‫َ‬ ‫ت ِب ِه‬ ‫ـم ْ‬ ‫الحياة‪َ ،‬ف ُ‬ ‫هو َ‬ ‫رام َ‬ ‫الغ َ‬ ‫إن َ‬ ‫ّ‬
‫وقال أيضا‬
‫ل‬
‫وله َع ْق ُ‬
‫به‪ُ ،‬‬ ‫ض ًنى ِ‬ ‫م ْ‬ ‫اختار ُه ُ‬
‫َ‬ ‫َفما‬ ‫ل‬
‫س ْه ُ‬ ‫فاسلم بالحشا ما ال َه َوى َ‬ ‫ْ‬ ‫ب‬‫الح ّ‬
‫ه َو ُ‬ ‫ُ‬
‫ل‬
‫وآخ ُر ُه َقتـــ ْ ُ‬
‫س ْقم‪ِ ،‬‬ ‫وأول ُُه ُ‬ ‫ّ‬ ‫راحــــت ُه عناً‬
‫ُ‬ ‫ش خالياً فالحب‬ ‫وع ْ‬ ‫ِ‬
‫وقال سيدي الحراق قدس هللا سره‬
‫ضعي‬ ‫م ْو ِ‬
‫فإنه يـدري فـي الصـبابة َ‬ ‫مدَّعي‬ ‫الحب عني هل أنا فيه ُ‬ ‫َّ‬ ‫سلوا‬
‫بـالطبع لا بــال َّت َطبـع‬ ‫هـم‬ ‫ُ‬
‫ْ‬ ‫أحـب ُ‬ ‫أحبَّةً‬‫حقاً أن عـندي ِ‬ ‫ويعـلـم ّ‬
‫ُ‬
‫ي ولا معـي‬ ‫فقـيرا لا عـلـ َّ‬ ‫ً‬ ‫فلست‬
‫ُ‬ ‫وهللا عب ُدهم‬ ‫ِ‬ ‫الحق‬
‫ِّ‬ ‫على أنني فـي‬
‫الغ‬
‫ْت ِ‬ ‫لأني بـهم نِل ُ‬

You might also like