Professional Documents
Culture Documents
المحور الأول الرغبة والحاجة
المحور الأول الرغبة والحاجة
المحور الأول الرغبة والحاجة
يختلف مفهوم الرغبة عن مفهوم الحاجة ،فالرغبة هي النزوع والميل التفاعلي للذات نحو السعادة العقلية ،أما الحاجة فمرتبطة بحاجيات
الجسد البيولوجية كالطعام والمسكن والراحة .ما الفرق بين الرغبة والحاجة؟ وكيف نميز بين رغباتنا وحاجياتنا؟
تحليل نص ميالني كالين
ميالني كالين ( )1960 – 2881هي محللة نفسانية نمساوية متخصصة في علم نفس الطفل ،من أعمالها" :علم نفس الطفل" ،وتنتمي
ميالني كالين إلى مدرسة التحليل النفسي التي يعتبر فرويد مؤسسها.
إشكالية النص
ما طبيعة الرغبة؟ وما عالقتها بالحاجة؟ ثم كيف تؤثر طريقة إشباعها على شخصية اإلنسان المستقبلية؟
أطروحة النص
ترى ميالني كالين أن أول موضوع يتعامل معه الطفل هو ثدي أمه ،فيحقق من خالله حاجاته ورغباته معا .والحاجة هنا تتعلق بما هو
بيولوجي عضوي ،في حين ترتبط الرغبة بما هو نفسي ال شعوري .هكذا فالرغبة هي حركة يقوم بها الطفل من أجل التخلص من دوافع
غريزية ،نفسية ال شعورية.
المفاهيم األساسية في النص
تحليل أطروحة النص :تنطلق كالين خالل الفقرة األولى مما يلي :أول ما يرتبط به الطفل من العالم الخارجي هو ثدي أمه عبر عملية
الرضاعة التي يحقق منها حاجاته البيولوجية ورغباته السيكولوجية في آن واحد فالحاجة البيولوجية تحقق االشباع العضوي والرغبة
تتحقق ال شعوريا من خالل تخلص الطفل من دوافعه الغريزية السلبية.
الفقرة الثانية :تعرض صاحبة النص طريقتان لإلرضاع بين تلك األقل ضبطا لزمن اإلرضاع واألكثر ضبطا له ،فاألولى تسمح للرضيع
بالتخلص من جميع دوافعه السيكولوجية ألنها ال تسمح له بفرصة البكاء ،بينما الثانية :االلتزام بدقة وصرامة لزمن االرضاع ال يسمح
للطفل في تلبية رغباته وتخلصه من القلق الذي يدركه ال شعوريا من قلقها .نستنتج اذن ان صاحبة النص ترى ضرورة وضع مسافة
زمنية معقولة بين الرغبة وتحقيقها حتى نفسح المجال للطفل للتخلص من دوافعه الالشعورية من خالل وسيلته التعبيرية األساسية التي
هي البكاء.
الفقرة الثالثة :وضع مسافة زمنية معقولة بين الرغبة واشباعها وما في ذلك من احباط يكسب الطفل قدرة على التكيف السليم مع العالم
الخارجي وعلى مواجهة قلقه كما تفسح له مجاال لإلعالء مستقبال .إن الصراع بين الرغبة وإشباعها ينعكس ايجابيا مع شخصية الطفل
مستقبال ،ويثبت لديه األنا ويكسبه القدرة على إيجاد حلول ألزماته ويساعده على االبداع والخلق.
العالقة بين الرضيع وثدي األم ال تقتصر على الحاجة إلى الحليب فقط (حاجة بيولوجية) وإنما هي أيضا رغبة ال شعورية
في التخلص من الدوافع التدميرية والقلق االضطهادي (رغبة نفسية) .وهذا ما وجدته كالين عند الراشدين كذلك ،حيث
يرغبون في أم قادرة على القيام بكل شيء.
أنواع الرضاعة
-ال يتم إرضاع الرضيع كلما بكى ،وإنما -يتم إرضاع الرضيع كلما بكى؛
يخضع لزمن وإليقاع مضبوطين؛ -تلبى له األم رغبته وحاجته كلما عبّر
-ال تلبى له رغبته وحاجته كلما عبّر عنهما، عنها؛
فيشعر بإحباط؛ -ال تتاح له المسافة الكافية للتعبير عن
-تتاح له المسافة الكافية للتعبير عن دوافعه دوافعه ومخاوفه؛
ومخاوفه؛ -يدرك ال شعوريا قلق األم ،فينضاف إلى
-اإلحباط غير المبالغ فيه والذي تليه تحفيزات قلقه فيترسخ لديه نفس القلق؛
من األم ،يكسبه ثقة في نفسه؛ -األم ال تساعد الرضيع على التخلص من
-األمر الذي يتيح له ترسيخ مبدأ الواقع (األنا) دوافعه ومخاوفه؛
لديه؛ -ال يترسخ لديه مبدأ الواقع (األنا).
-اإلحباط يولّد لديه أزمة ،تدفعه عبر آلية
اإلعالء والتسامي إلى اإلبداع...
إن تجربة اإلحباط للرغبة تجعل الرضيع في أزمة ،األمر الذي يدفعه إلى البحث عن حل .وعن طريق آلية اإلعالء
أو التسامي يستطيع ،بعد الحصول على تحفيز وتشجيع من األم ،تجاوز اإلحباط وتحويله إلى إبداع ،فقد اكتسب
ثقة في نفسه تجعله يثق في قدراته ،وهذا له آثار مستقبلية على شخصيته.