باشراف دكتور :فرحان خورشيد المقديمة -: الحق باللغة الشيء الثابت دون ريب ،وهو للفرد أو للجماعة ويتبعه واجبات. ويقوم الحق على العدالة واإلنصاف وعلى مباديء األخالق ،وفي اإلسالم هو أحد أسماء هللا عز وجل ،وقد اهت ّم االسالم بإحقاق الحق ،فيقوم اإلسالم على ي إال بالتقوى ،وقد قام ي على عجم ّمبدأ وحدة الجنس البشري فال فضل لعرب ّ ي وهو الذي أسنده اإلسالم أال وهومفهوم حقوق اإلنسان على أساس فلسف ّ تكريم اإلنسان .
أهم الحقوق التي كفلها اإلسالم لإلنسان
حق الحياة : خلق هللا عز وجل اإلنسان ووهبه اإلسالم حق الحياة وهو ّأول حق يضمن كرامته ،وعلى جميع المسلمين الحفاظ على هذا الحق ،وهذا حق لإلنسان أي أنّه ليس مقتصرا ً على المسلم بل هو حق للجميع بال شروط ،وقد ذكر هذا الحق صراحةً في القرآن الكريم وفي عدة مواضع فقال هللا تعالى في سورة ش ْيئًا َو ِب ْال َوا ِل َدي ِْنعلَ ْي ُك ْم أَالَّ ت ُ ْش ِر ُكواْ ِب ِه َ األنعام" :قُ ْل ت َ َعالَ ْواْ أَتْ ُل َما َح َّر َم َربُّ ُك ْم َ ش اح َ ق نَّحْ ُن ن َْر ُزقُ ُك ْم َو ِإيَّا ُه ْم َوالَ ت َ ْق َربُواْ ْالفَ َو ِ سانًا َوالَ ت َ ْقتُلُواْ أ َ ْوالَ َد ُكم ِ ّم ْن ْ إمالَ ٍ ِإحْ َ صا ُك ْمق ذَ ِل ُك ْم َو َّ ّللاُ ِإالَّ ِب ْال َح ّ ِ س الَّتِي َح َّر َم ّ طنَ َوالَ ت َ ْقتُلُواْ النَّ ْف َ ظ َه َر ِم ْن َها َو َما َب َ َما َ ِب ِه لَ َعلَّ ُك ْم ت َ ْع ِقلُونَ "( ،)151واالستثناء الوحيد هو الحق وهو البينة فالقاتل يقتل ما لم يعف أهل الميت مثالً وهنالك حدود إن ثبت الجرم أقيم على المذنب الح ّد فسلبت روحه ،وهذا ال يعني أن اإلنسان يأخذ حقه ويقيم الح ّد بنفسه بل أولي يقرر الح ّد ومن ينفّذه األمر من ّ الحق في االصطالح ّ فإن له معنيان رئيسان ،هما-: ّ أما الحق بأنه الحكم ال ُمطابق للواقع ،ويُطلَق كذلك على ّ أوالا :يمكن تعريف األقوال والعقائد والشرائع واألديان والمذاهب ال ُمختلفة باعتبارها ُمشتملةً على ذلك ،ويُقابل الحق هنا الباطل. ثانياا :يأتي الحق في االصطالح بمعنى الواجب الثابت ،وينقسم بنا ًء على ذلك -عز وجل -على العباد ،وحق العباد على العباد؛ إلى قسيمن ،وهما :حق هللا ّ أ ّما حق هللا سبحانه وتعالى فيشمل كل ما يتعلّق به النفع العام للعالم واإلنسان حق العباد على العباد؛ فيشمل كل ما يتعلّق به مصلحةٌ والمخلوقات ،أ ّما ّ عرف الحقوق في هذه الحالة بأنّها مجموعة من صةٌ أو َمخصوصة ،وت ُ ّ خا ّ القواعد والقوانين .
متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً ،كان هذا ما قاله عمر بن الخطاب عندما كان خليفة للمسلمين نصرة ً لقبطي غير مسلم وتأنيبا ً البن حاكم الحق باختيار حاكمهّ مصر ،فاالسالم وهب الحرية لألفراد على اختالفهم ،فله كما اختير أبو بكر بالتصويت ،والحرية الفردية تتجلّى في اآلية الكريمة ": ظ َّال ٍم صا ِل ًحا فَ ِلنَ ْف ِس ِه َو َم ْن أ َ َ سا َء فَ َعلَ ْي َها َو َما َرب َُّك ِب َ َم ْن َ ع ِم َل َ صلت ،)46:وعلى أساس هذه الحرية سيحاسب يوم القيامة ِ .ل ْل َع ِبيدِ"(ف ّ حق التعليم: "و َما َكانَ لقد رغب اإلسالم في التعليم في القرآن والسنة فقال تعالى َ : طا ِئفَةٌ ِل َيتَفَقَّ ُهوا ِفي ال ِد ِ ّين ْال ُمؤْ ِمنُونَ ِل َي ْن ِف ُروا َكافَّةً فَلَ ْو َال نَفَ َر ِم ْن ُك ِّل ِف ْرقَ ٍة ِم ْن ُه ْم َ خص ّ َو ِليُ ْنذ ُِروا قَ ْو َم ُه ْم ِإذَا َر َجعُوا ِإلَ ْي ِه ْم لَ َعلَّ ُه ْم َيحْ ذَ ُرونَ "(التوبة ،)122:وقد الرسول الكريم أيام محدّدة للتعليم وهذا كما قال مخافة أن يصيب المسلمين بالملل ،وحرم اإلسالم كتم العلم فمن يعرف وجب عليه أن يعلم من علمه من ال يعرف وهذا واضح في اآلية الكريمةِ " :إ َّن الَّذِينَ َي ْكت ُ ُمونَ َما أَنزَ ْلنَا ِمنَ ب أُولَـئِ َك َيل َعنُ ُه ُم ّ ّللاُ َو َي ْل َعنُ ُه ُم اس فِي ْال ِكت َا ِ ت َو ْال ُه َدى ِمن َب ْع ِد َما َبيَّنَّاهُ ِللنَّ ِ ْال َب ِيّنَا ِ ).الال ِعنُونَ "(البقرة159 : َّ
حق التملك :
ثبت اإلسالم حق التملك لألفراد ،فهذه غريزة بشرية فكل إنسان يرغب بالتملك إلشباعها ،واشباع هذا الحق يضيف الدافعية للتملك واالجتهاد وزيادة اإلنتاجية ،فهذه القاعدة هي أهم القواعد اإلقتصادية اإلسالمية .ونظم بالتالي .الميراث ووضع أسسا ً لتناقل األمالك به
حق العمل :
صا ِل ًحا ِم ْن ذَ َك ٍر أ َ ْو أ ُ ْنثَى َو ُه َو ع ِم َل َ عززه اإلسالم " َم ْن َ العمل حق لإلنسان ّ س ِن َما َكانُوا يَ ْع َملُونَ "( طيِّبَةً َولَنَجْ ِزيَنَّ ُه ْم أَجْ َر ُه ْم بِأَحْ َ ُمؤْ ِم ٌن فَلَنُحْ يِيَنَّهُ َحيَاة ً َ النحل ،)97:فعمل األنبياء في مختلف المهم فعمل آدم في الزراعة ،ونو ٌح في النجارة ،وداوود في الحدادة ،وموسى في الرعي ،وهذه المهنة بالذات كانت مهنة كل األنبياء في وقت من األوقات ،ومحمد صلى هللا عليه وسلم عمل في .الرعي والتجارة ،بل ال يجوز ترك العمل للتفرغ للعبادة مثالً ،,فالعمل عبادة معنى اإلنسان : ي وأَنَ ِس ٌّ ي أيضا ً س أي :ال َبشَر ،والواحد إ ْن ِس ٌّ اإل ْن ُ اإلنسان في اللغة من ِ ي ،فتكون الياء عوضا ً من النون، ي وإنسانا ً ثم أَنا ِس َّ بالتّحريك ،والجمع أَنا ِس ٌّ سان ،وال يقال إ ْنسانةُ٤[. ]ويُقال للمرأة أيضا ً إ ْن ٌ
معنى حقوق اإلنسان :
عرف حقوق اإلنسان بأنّها (المعايير األساسيّة التي ال يمكن للناس من دونها تُ ّ أن يعيشوا بكرامة كبشر ،فهي أساس الحريّة والعدالة والسالم ،ومن شأن احترام حقوق اإلنسان أن يتيح إمكان تنمية الفرد والمجتمع تنميةً كاملةً)]٥[. عرف حقوق اإلنسان أيضا ً بأنّها (مجموعة من الحقوق التي يمتلكها كل وت ُ ّ فرد ،بغض النّظر عن جنسيتهم ودينهم ولون بشرتهم .ويتم التعريف بهذه للتصرف ،ومكفولة للجميع كونهم بشراً) ّ الحقوق على أنّها عالميّة وغير قابلة
نظرة اإلسالم لحقوق اإلنسان :
تختلف نظرة اإلسالم لحقوق اإلنسان عن غيرها في ثالث نقاط رئيسةّ : إن حقوق اإلنسان جزء من حقوق هللا سبحانه وتعالى على العباد؛ م ّما يُك ِسب هذه إن حقوق اإلنسان هي حقوق تُقابلها الحقوق ال َمناعة والثّبات واالستقرارّ . إن الحقوق والواجبات في ّ الحقّ . صر في الواجب ضاع عليه واجبات ،فمن ق ّ شريعة اإلسالميّة هي فرائض يُثاب فاعلها ويُعاقَب تاركها وال ُمن ِكر لها ال ّ