Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 5

‫بسم هللا الرحمن الرحيم‪:‬‬

‫مدخل االقتداء‬

‫عنوان الدرس‪ :‬صلح الحديبية فتح مكة‬


‫النصوص المؤطرة‪:‬‬

‫ي‬ ‫َّلل َءامن نَ‬‫ول ُه َُ۬ا ُّلر ْءيا ب ْال َح ِّق َل َت ْد ُخ ُل َّن ََ۬ا ْل َم ْسج َد ََ۬ا ْل َح َر َام إن َش ٓا َء ََ۬ا َّ ُ‬‫َّ َ ْ َ َ َ ََ۬ َّ ُ َ ُ َ‬
‫﴿لقد صدق اَّلل رس‬
‫ِ ِ‬ ‫َ َ َ ْ َ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫۪‬
‫َ َٰ َ َ ْ ٗ‬ ‫ُ‬ ‫ون ف َعل َم َما ل ْم ت ْعل ُموا ف َج َع َ‬ ‫َ‬ ‫َۖ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َ ِّ نَ ُ ُ َ ُ ْ َ ُ ِّ َ‬
‫َ‬
‫ون ذ ِلك فتحا‬ ‫ِ‬ ‫د‬ ‫ن‬ ‫م‬‫ِ‬ ‫ل‬ ‫ِ‬ ‫اف‬ ‫خ‬ ‫ت‬ ‫َل‬ ‫ين‬ ‫ِّص‬
‫َمحل َۖ ِقي رءوسكم ومق ِ‬
‫ق ِريبا)‪ ﴾ (27‬سورة الفتح‬
‫ف ُق ُلوب ه ْم َف َأ َنزلَ‬ ‫نَ ْ ُ َ ُ َ َ َ ْ َ ََ۬ َّ َ َ َ َ َ َ ن‬
‫ا‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ع‬‫ف‬ ‫ة‬ ‫ر‬‫ج‬ ‫لش‬ ‫ا‬ ‫ت‬ ‫ح‬ ‫ت‬ ‫ك‬ ‫ون‬ ‫ع‬‫اي‬ ‫ب‬ ‫ي‬ ‫ذ‬ ‫إ‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫وم‬ ‫م‬ ‫ض ََ۬ا َّ ُ‬
‫َّلل َعن ِِ۬ا ْل ُ‬ ‫﴿ ََّلق ْد َر ِن َ‬
‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َِ ْ ٗ ِ َ ٗ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ي‬
‫ْ‬ ‫ََ۬ َّ َ َ َ َ ْ ْ َ َ َ َٰ َ ُ‬
‫الس ِكينة علي ِهم وأث بهم فتحا ق ِريبا)‪ ﴾ (18‬سورة الفتح‬

‫والعب المستفادة‬ ‫التاريخ‪ ،‬أسبابه‪ ،‬ونتائجه‪،‬‬ ‫ن‬ ‫المحور األول‪ :‬صلح الحديبية‪ :‬سياقه‬
‫ر‬ ‫ي‬
‫منه‪.‬‬
‫ن‬
‫التاريخ‪:‬‬ ‫‪ -1‬السياق‬
‫ي‬
‫المسلمي وقريش‪ ،‬تمت ن يف ذي القعدة من السنة السادسة‬
‫ن‬ ‫ه معاهدة سالم وهدنة ن‬
‫بي‬ ‫ي‬
‫بنواح مكة ن يف منطقة تسىم الحديبية‪.‬‬
‫ي‬ ‫للهجرة الموافق لـ ‪628‬م‪،‬‬
‫‪ -2‬أسباب صلح الحديبية‪:‬‬
‫الرئيس لصلح الحديبية إىل رؤيا رآها الرسول ﷺ‪ ،‬إذ رأى ن يف منامه أنه دخل‬
‫ي‬ ‫‪-‬يعزى السبب‬
‫فبش أصحابه رضوان هللا عليهم‪،‬‬ ‫هو وصحابته البيت الحرام لتأدية مناسك العمرة‪ ،‬ر‬
‫وتجهزوا للخروج إىل مكة معتمرين ال يريدون القتال‪.‬‬
‫‪-‬خرج الرسول ﷺ صحبة زوجته أم سلمة وألف وأربعمئة شخص (األنصار والمهاجرين)‪،‬‬
‫ووصل إىل علم كفار قريش قدوم الرسول عليه الصالة و السالم إىل مكة‪.‬‬
‫‪-‬لم يخرج المسلمون السالح معهم‪ ،‬إال سالح المسافر ن يف تلك العهود(السيوف ن يف‬
‫أغمادها)‪ ،‬وساقوا اإلبل والغنم أمامهم تعظيما للبيت الحرام‪ ،‬وأحرموا من مكان يسىم‬
‫بذي الحليفة ليعلم الناس وخاصة قريش بأنهم ال يريدون قتاال‪.‬‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫رض هللا عنه‬ ‫النب ﷺ عزم قريش عىل منع القادمي من دخول مكة‪ ،‬فبعث عثمان ي‬ ‫‪-‬علم ي‬
‫ن‬
‫محاربي‪.‬‬ ‫ليخب قريشا بأنهم جاؤوا معتمرين ال‬

‫‪1‬‬
‫‪-‬تأخر عثمان ن يف الرجوع فشاع خب مقتله‪ ،‬وعىل إثر هذا الحدث دعا رسول هللا صىل هللا‬
‫ن‬
‫المسلمي لمبايعته عىل نرصة اإلسالم‪ ،‬فاستجابوا له عليه الصالة والسالم‬ ‫عليه وسلم‬
‫وبايعوه تحت الشجرة بيعة الرضوان‪ ،‬وبايع الرسول صلوات هللا عليه نيابة عن سيدنا‬
‫ن‬
‫رض هللا عنه وأرضاه‪.‬‬
‫عثمان ي‬
‫‪-‬سمعت قريش ببيعة الرضوان فأرسلت أحد مفاوضيها و هو سهيل بن عمرو ن‬
‫الثقف‬
‫ي‬
‫رض هللا عنه‪.‬‬ ‫ن‬
‫صحبة عثمان بن عفان ي‬
‫ي سهيل بن‬ ‫بي النب محمد صىل هللا عليه وسلم ممثال لألمة اإلسالمية وب ن‬ ‫‪-‬عقد الصلح ن‬
‫ي‬
‫رض هللا عنه‪.‬‬ ‫ن‬
‫أب طالب ي‬ ‫عىل بن ي‬
‫عمرو ممثال لقريش‪ ،‬وكتب الصلح ي‬
‫ن‬
‫المسلمي‪.‬‬ ‫الب كانت مجحفة ن يف حق‬
‫‪-‬شمل الصلح مجموعة من البنود ي‬
‫‪ -3‬نتائج الصلح‪:‬‬
‫رض هللا عنهم اعتقادا منهم أن بنود الصلح بمثابة ذل و إهانة‬ ‫ن‬
‫‪-‬غضب الصحابة ي‬
‫ن‬
‫المسلمي‬ ‫عش سنو ات ن‬
‫بي‬ ‫بي هذه بنود الصلح‪ :‬إيقاف الحرب لمدة ر‬ ‫للمسلمي (من ن‬
‫ن‬
‫المسلمي من االعتمار ن يف ذلك العام‪-‬من أراد من القبائل دين اإلسالم لها ذلك‬
‫ن‬ ‫وقريش‪ -‬منع‬
‫ومن أرادت منها دين قريش فلها ذلك‪ -‬من جاء من مكة إىل المدينة من غب إذن وليه يرد‪،‬‬
‫ومن جاء من المدينة إىل مكة يقبل‪.)...‬‬
‫‪-‬االعباف بكيان األمة اإلسالمية‪.‬‬
‫‪-‬تحقيق األمن والسالم والتفرغ للدعوة ر‬
‫ونش اإلسالم‪.‬‬
‫ن‬
‫المنافقي‪.‬‬ ‫الداخىل وتنقيته من خبث اليهود ودسائس‬ ‫‪-‬تقوية الصف‬
‫ي‬
‫سالم مثل (قبيلة خزاعة)‬
‫ي‬ ‫‪-‬اعتناق مجموع من القبائل العربية للدين اإل‬
‫‪-‬فتح مكة الذي كان ن يف السنة ‪ 8‬هجرية‪.‬‬
‫العب والدروس المستفادة من صلح الحديبية‪:‬‬ ‫‪ -4‬ر‬
‫‪-‬رؤيا األنبياء حق‪.‬‬
‫‪-‬وجوب الثقة ن يف القادة واالنقياد ألوامرهم‪.‬‬
‫مشوعية الهدنة والصلح المبتبة عنه المصلحة العامة‪.‬‬ ‫‪ -‬ر‬
‫‪-‬دور المرأة نف االستشارة(لما امتنع الصحابة عن التحلل لما حيل بينهم ن‬
‫وبي دخول مكة‪،‬‬ ‫ي‬
‫النب صلوات هللا‬ ‫ن‬ ‫ر‬
‫رض هللا عنها عىل ي‬
‫ولما شق عليهم من شوط الصلح‪ ،‬أشارت أم سلمة ي‬
‫عليه بأن يبادر بنفسه بالتحلل من العمرة‪ ،‬ففعل وتبعه المسلمون جميعا)‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪-‬للحوار ن‬
‫بي القائد وجنوده قيمة عظيمة‪.‬‬
‫‪-‬إن بعد كل محنة منحة‪.‬‬
‫والعب المستفادة منه‪.‬‬ ‫ن‬
‫التاريخ‪ ،‬أسبابه ونتائجه‬ ‫الثان‪ :‬فتح مكة‪ :‬سياقه‬ ‫ن‬
‫ر‬ ‫ي‬ ‫المحور ي‬
‫ن‬
‫التاريخ‪:‬‬ ‫‪ -1‬السياق‬
‫ي‬
‫العشين من رمضان للسنة الثامنة للهجرة الموافق لـ ‪630‬م‪،‬‬ ‫فتح مكة ه غزوة وقعت نف ر‬
‫سىم بالفتح األعظم‪.‬‬ ‫ي‬‫و‬ ‫اإلسالم‬ ‫ف‬ ‫أعظم األحداث ال يتاريخية ن‬ ‫ي‬
‫وهو من‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫‪ -2‬أسباب غزوة فتح مكة‪:‬‬
‫‪-‬بعد صلح الحديبية ارتضت قبيلة بنو بكر الدخول ن يف عهد قريش‪ ،‬وارتضت خزاعة أن‬
‫ن‬
‫المسلمي‪.‬‬ ‫تدخل ن يف حلف‬
‫بعامي) نقضت قريش الصلح‬‫ن‬ ‫وف السنة الثامنة للهجرة (أي بعد عقد صلح الحديبية‬ ‫ن‬
‫ي‬
‫حيث أعانت قبيلة بنو بكر المحالفة لهم وأمدوها بالسالح والعتاد ضد قبيلة خزاعة‬
‫عشين رجال‪.‬‬‫المحالفة للرسول ﷺ فقتلوا منها ر‬

‫‪-‬أمر الرسول عليه الصالة و السالم بتعبئة الجيش للتوجه إىل مكة شا دون أن تعلم قريش‬
‫ئ‬
‫وتمتىل أرجاؤه بالجثث‪.‬‬ ‫بذلك‪ ،‬لئال تستعد للقتال فتستباح حرمة البيت الحرام‪،‬‬
‫أب بلتعة البدري كتابا شيا إىل مكة يخبهم فيه بنية الرسول صىل هللا‬
‫‪-‬أرسل حاطب بن ي‬
‫عليه وسلم‪ ،‬فأطلع هللا عز وجل رسوله الكريم عىل أمر الكتاب‪ ،‬فأرسل بعضا من صحابته‬
‫رضوان هللا عليهم ليسبجعوا الكتاب‪ ،‬وقد تمكنوا من ذلك‪.‬‬
‫‪-‬صام رسول هللا صىل هللا عليه وسلم حب إذا بلغ الكديد(وهو الماء الذي ن‬
‫بي قديد‬
‫مض‪ ،‬وتبعد عن مكة بنحو ‪ 90‬كلم) أفطر‪ ،‬فلم يزل مفطرا حب‬ ‫وعسفان واسمها اليوم الح ُ‬ ‫ُ‬
‫ن‬
‫انقض رمضان‪.‬‬
‫النب ﷺ‪ ،‬فأسلم‬ ‫إىل‬ ‫به‬ ‫وجاؤوا‬ ‫فأشوه‬ ‫سفيان‬ ‫أب‬ ‫عىل‬ ‫الطريق‬ ‫ف‬ ‫عب حراس رسول هللا ن‬‫‪ -‬ر‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫أبو سفيان وقد كان رجال يحب الفخر‪.‬‬
‫ن‬
‫المسلمي مكة‪ ،‬فأعلن منادي رسول هللا ﷺ‪" :‬من دخل داره وأغلق بابه فهو‬ ‫‪-‬وصل جيش‬
‫ن‬
‫أب سفيان فهو آمن" واستثب من ذلك‬ ‫آمن‪ ،‬ومن دخل المسجد فهو آمن‪ ،‬ومن دخل دار ي‬
‫أن جهل‪ ،‬عبد هللا بن خطل‪ ،‬عبد هللا بن سعد بن‬ ‫عكرمة بن ر ي‬ ‫بعض األشخاص (منهم‪:‬‬
‫ن‬
‫أن الرسح) لعظم جرائمهم يف حق اإلسالم ورسوله ﷺ‪.‬‬
‫ري‬

‫‪3‬‬
‫‪-‬دخل الرسول ﷺ مكة دون حرب و كان راكبا راحلته منحنيا عىل رحلها شاكرا هلل عىل هذا‬
‫الفتح‪ ،‬ثم طاف ﷺ بالبيت‪ ،‬وأمر بإزالة ما حولها من األصنام (‪ 360‬صنم)‪ ،‬ثم دخل الكعبة‬
‫وصىل ر ن‬
‫كعتي فيها‪.‬‬
‫أب فاعل بكم؟"‪ ،‬قالوا‪ :‬خبا‪ ،‬أخ كريم‪،‬‬ ‫ن‬ ‫ر‬
‫‪-‬قال رسول هللا لقريش‪" :‬يا معش قريش ما تظنون ي‬
‫أح يوسف من قبل‪:‬‬ ‫ن‬
‫أقول لكم َۖما قاله ي‬ ‫والسالم‪َ ُ :‬‬
‫(اليوم ُ ُُ۬‬ ‫َۖ‬ ‫َ‬ ‫ُ۬‬ ‫عليه َۖالصالة‬
‫ْ‬ ‫ُ۬‬ ‫وابن أخ كريم‪ ،‬فقال‬
‫َ‬ ‫ر‬
‫ي ﴾؛ اذهبوا فأنتم الطلقاء)‬ ‫﴿قال َل ت ر ِبيب عل ري ُك ُم اليوم يغ ِف ُر اَّلل لك رم وهو أرحم ا َّٰ‬
‫لر ِح ِم ن‬ ‫ر‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ه‬ ‫ُ‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ُ‬

‫ن‬
‫رض هللا عنه‪.‬‬ ‫ر‬
‫الحبس بأن يؤذن لصالة الظهر عىل ظهر مكة ففعل ي‬
‫ي‬ ‫‪-‬أمر رسول هللا بالال‬
‫‪-‬بايع المسلمون (رجاال ونساء) رسول هللا ﷺ عىل السمع والطاعة‪.‬‬
‫‪ -3‬نتائج فتح مكة‪:‬‬
‫كان لغزوة الفتح نتائج عظيمة نذكر منها‪:‬‬
‫‪-‬دخول مكة تحت نفوذ اإلسالم‪.‬‬
‫‪-‬تحقيق رؤيا الرسول عليه الصالة و السالم‪.‬‬
‫ن‬
‫المؤمني‪.‬‬ ‫‪ -‬زيادة اإليمان و التصديق ن يف قلوب‬
‫الشك وترسيخ عقيدة التوحيد‪.‬‬ ‫‪-‬تخليص مكة من ر‬

‫‪-‬بروز الدولة اإلسالمية كقوة عظىم ن يف الجزيرة العربية‪.‬‬


‫‪--‬القضاء عىل كيان قريش بضمه للدولة اإلسالمية‪.‬‬
‫الب كانت تؤخر إسالمها خوفا منها‪.‬‬
‫‪-‬إزالة رهبة قريش من قلوب قبائل العرب ي‬
‫‪-‬دخول الناس ن يف دين هللا أفواجا‪.‬‬
‫العب والدروس المستفادة من غزوة الفتح‪:‬‬ ‫‪ -4‬ر‬
‫‪-‬أهمية الكتمان ن يف قضاء الحوائج‪ / .‬معاقبة نكث العهد الندامة والهالك‪/.‬م رشوعية‬
‫اإلفطار ن يف رمضان رفعا لمشقة السفر‪/.‬اإلسالم دين عفو و تسامح و صفح‪/.‬لم يرد‬
‫الرسول الكريم بدعوته ملكا وال سيطرة وإنما أراد أن يكون فاتحا هاديا للقلوب‬
‫الفاتحي فن‬
‫ن‬ ‫والعقول‪ ،‬ولذلك دخل مكة خاشعا خاضعا هلل‪ ،‬ال زاهيا كما يفعل عظماء‬
‫ي‬
‫التاري ــخ‪...‬‬

‫‪4‬‬
‫المحور الثالث‪ :‬الحرية والسالم والوفاء بالعهود من أسس انتشار اإلسالم‪.‬‬
‫الشيعة اإلسالمية الوفاء بالعهود‪ ،‬وحفظ الحريات والحرص‬ ‫إن من أهم مبادئ ر‬
‫اإلسالم‬ ‫الدين‬ ‫انتشار‬ ‫ف‬ ‫عىل السلم والسالم‪ ،‬وقد كان لهذه القيم السامية دور هام ن‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫غزوب صلح الحديبية‬
‫ي‬ ‫النب الكريم ن يف‬
‫واتساع رقعته الجغرافية‪ ،‬وقد جسدت مواقف ي‬
‫اإلسالم أحسن تجسيد؛‬ ‫ي‬ ‫الب يكرسها الدين‬
‫وفتح مكة هذه القيم ي‬
‫الحرية‪ :‬حيث كفل اإلسالم للناس حرية االعتقاد‪ ،‬واعتبت من بنود صلح‬
‫الحديبية " من أراد من القبائل دين اإلسالم لها ذلك ومن أرادت منها دين قريش فلها‬
‫واألكب من ذلك فاإلسالم أقر بحق األفراد نف اختيار دينهم‪ ،‬فكان من ن‬
‫بي بنود‬ ‫ر‬ ‫ذلك"‪.‬‬
‫ن‬ ‫ي‬
‫وف المقابل منعت قريش‬ ‫ن‬
‫مواطب المدينة المنورة قريشا فله ذلك‪ ،‬ي‬
‫ي‬ ‫الصلح أنه من أراد من‬
‫ن‬
‫سلمي عدم قبوله‪.‬‬ ‫من أراد من مواطنيها الذهاب للمدينة واشبطت عىل الم‬
‫السلم‪ :‬دعا اإلسالم إىل السلم والسالم ونبذ العصبية والتشدد‪ ،‬فرسول هللا ﷺ‬
‫انحاز إىل السلم ن يف صلح الحديبية تحقيقا للسالم واألمن واالستقرار‪ ،‬وامتثاال لقوله‬
‫يم﴾ سورة‬ ‫يع ْالعل ُ‬ ‫اجن رح َلها وتو هك رل ع َىل ه ُ‬
‫اَّلل إن ُه ُهو السم ُ‬ ‫تعاىل‪﴿ :‬وإن جن ُحوا للس ْلم ف ر‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫األنفال‪.62:‬‬
‫المسلمي وقريش لمدة ر‬
‫عش‬ ‫ن‬ ‫ولقد أسهم بند إقرار السلم (إيقاف الحرب ن‬
‫بي‬
‫سنوات) بشكل كبب ن يف إظهار اإلسالم وإعالنه داخل الجزيرة العربية وخارجها‪.‬‬
‫نب هللا يوسف عليه السالم‪ ،‬فأصدر العفو الشامل‬ ‫التسامح والعفو‪ :‬اقتدى ﷺ ب ي‬
‫عشين سنة‪ ،‬فكان‬ ‫كب من ر‬ ‫وبالمسلمي األذى البالغ أل ر‬
‫ن‬ ‫عىل أهل مكة الذين ألحقوا به ﷺ‬
‫ن‬
‫إيجاب عىل مسار الدعوة اإلسالمية‪ ،‬إذ دخل يف دين هللا أضعاف‬ ‫لهذا العفو النبوي وقع‬
‫ي‬
‫حي تيقنوا أن محمدا ﷺ لم يكن جبارا وال طالب‬ ‫السني الماضية ن‬ ‫ن‬ ‫من دخل فيه طيلة‬
‫الشك‪ ،‬ويــهديهم لهدى َ ْالتوحيد‪،‬‬ ‫البشية من ضالل ر‬ ‫ملك‪ ،‬وإنما هو نب رسول جاء لينقذ ر‬
‫َّ‬ ‫َ َ ْ َ َّ َ َ ْ ُ ُ َ ن‬‫َ‬ ‫‪ َ :‬ي َ َ َ ْ ُ َّ َ ْ َ ْ ُ‬
‫اَّلل أف َواجا‬ ‫ين‬ ‫د‬
‫ِي ِ ِ ِ‬ ‫ف‬ ‫ون‬ ‫ل‬ ‫خ‬ ‫د‬‫ي‬ ‫اس‬ ‫الن‬ ‫ت‬ ‫ي‬ ‫أ‬ ‫ر‬ ‫و‬ ‫)‬‫‪1‬‬‫(‬ ‫ح‬ ‫قال تعاىل ﴿إذا جاء نِّص اَّلل والفت‬
‫َ َ ِّ ْ َ ِ ْ َ ِّ َ َ ْ َ ْ ِ ْ ُ َّ ُ َ َ ََّ‬
‫(‪ )2‬فسبح ِبحم ِد ربك واستغ ِفره ۚ ِإنه كان توابا﴾ سورة النرص‪.‬‬
‫سىم العام التاسع‬ ‫الب قدمت المدينة المنورة معلنة إسالمها‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫ولكبة الوفود ي‬
‫للهجرة بعام الوفود‪.‬‬
‫النب ﷺ وأصحابه‬ ‫الوفاء بالعهود‪ :‬جعل الوفاء بالعهود والمواثيق الذي تحىل به ي‬
‫المسلمي رغم أن معظمها كانت تبدو ن يف‬
‫ن‬ ‫رضوان هللا عليهم كل نتائج الصلح لصالح‬
‫كي الذين نكثوا عهدهم ونقضوا ميثاق الصلح‪ ،‬فكانت دائرة‬ ‫البداية نف مصلحة ر‬
‫المش ن‬
‫ي‬
‫السوء عليهم‪.‬‬

‫‪5‬‬

You might also like