Download as doc, pdf, or txt
Download as doc, pdf, or txt
You are on page 1of 33

‫‪35‬‬ ‫سلسلة مؤلفات سعيد بن علي بن وهف القحطاني‬

‫مفهوم‪ ،‬وسماحة‪ ،‬وأنواع‪ ،‬وكيفية‪ ،‬وأحكام‬

‫في ضوء الكتاب والسنة‬

‫تأليف الفقير إلى هللا تعالى‬


‫صالة الخوف‬
‫‪3‬‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫المقدمة‬
‫إن الحمد هلل‪ ،‬نحمده‪ ،‬ونستعينه‪ ،‬ونستغفره‪ ،‬ونعوذ‬
‫باهلل من شرور أنفسنا‪ ،‬ومن سيئات أعمالنا‪ ،‬من يهده‬
‫هللا فال مضل له‪ ،‬ومن يض((لل فال ه((ادي ل((ه‪ ،‬وأش((هد‬
‫أن ال إله إال هللا وحده ال شريك له‪ ،‬وأشهد أن محم (ًد ا‬
‫عبده ورسوله‪ ،‬ص((لى هللا علي((ه وعلى آل((ه وأص((حابه‬
‫ومن تبعهم بإحس((ان إلى ي((وم ال((دين‪ ،‬وس((لم تس((ليًم ا‬
‫كثيًر ا‪ ،‬أما بعد‪.‬‬
‫فه((ذه رس((الة مختص((رة في ((ص‪,,‬الة الخ‪,,‬وف)) بّينت‬
‫فيها‪ :‬مفهوم صالة الخوف‪ ،‬وس((ماحة اإلس((الم ويس((ر‬
‫الشريعة ومحاس((نها م((ع الكم((ال ورف((ع الح((رج‪ ،‬وأن‬
‫األص(((ل في مش(((روعية ص(((الة الخ(((وف‪ :‬الكت(((اب‪،‬‬
‫والسنة‪ ،‬وإجماع الصحابة ‪ ،‬وأوضحت أنواع صالة‬
‫الخوف‪ ،‬وأنها كلها مشروعة يختار المسلمون الصفة‬
‫ال((تي يحت((اجون إليه((ا‪ ،‬وبّينت أن ص((الة الخ((وف في‬
‫الحضر ُتؤّد ى ب((دون قص(ٍر لع((ددها‪ ،‬وذك((رت ص((الة‬
‫الخوف حال المسايفة والتحام الحرب‪ ،‬وذكرت أقوال‬
‫العلماء في ذلك‪.‬‬
‫وقد استفدت كثيًر ا من تقريرات وترجيحات ش((يخنا‬
‫اإلم((ام عب((د العزي((ز بن عب((د هللا ابن ب((از ق((دس هللا‬
‫روح((ه‪ ،‬ون (َّو ر ض((ريحه‪ ،‬ورف((ع درجات((ه في جن((ات‬
‫النعيم‪.‬‬
‫وهللا أس((أل أن يجع((ل ه((ذا العم((ل مقب((وًال عن((ده‪،‬‬
‫مبارًك ا‪ ،‬خالًص ا لوجه((ه الك((ريم‪ ،‬وأن ينفع((ني ب((ه في‬
‫صالة الجماعة‬
‫‪4‬‬
‫حياتي وبعد مماتي‪ ،‬وأن ينفع به ك((ل من انتهى إلي((ه؛‬
‫فإنه تعالى خير مسؤول‪ ،‬وأكرم مأمول‪ ،‬وهو حس((بنا‬
‫ونعم الوكي((ل‪ ،‬وص((لى هللا وس((لم وب((ارك على عب((ده‬
‫ورس((وله‪ ،‬نبين((ا وإمامن((ا وق((دوتنا محم((د بن عب((د هللا‪،‬‬
‫وعلى آل((ه وأص((حابه ومن تبعهم بإحس((ان إلى ي((وم‬
‫الدين‪.‬‬
‫المؤلف‬
‫حرر بعد عصر يوم األربعاء الموافق ‪17/1/1422‬هـ‪.‬‬
‫صالة الخوف‬
‫‪5‬‬
‫أوًال‪ :‬مفهوم صالة الخوف‪ :‬الصالة‪ :‬لغ‪,,‬ة ال‪,,‬دعاء‪،‬‬
‫واص((طالًحا‪ :‬عب((ادة هلل ذات أق((وال وأفع((ال معلوم((ة‪،‬‬
‫مخصوص(((ة‪ ،‬مفتتح(((ة ب(((التكبير مختتم(((ة بالتس(((ليم‪،‬‬
‫وسميت صالة الشتمالها على‪ :‬دعاء العب((ادة‪ ،‬ودع((اء‬
‫المسألة(‪.)1‬‬
‫والخ‪,,‬وف لغ‪,,‬ة‪ :‬الف((زع وال((ُّذ عر‪ ،‬ق((ال ابن ف((ارس‬
‫رحمه هللا‪(( :‬الخاء‪ ،‬والواو‪ ،‬والف((اء أص((ل واح((د ي((دل‬
‫على ال(((ُّذ عر والف(((زع‪ ،‬يق(((ال‪ :‬خفت الش(((يء خوًف ا‪،‬‬
‫وخيفة‪ )2())..‬مصدر خاف‪.‬‬
‫واص‪,,‬طالًح ا‪ :‬اض((طراب في النفس؛ لتوق((ع ن((زول‬
‫مكروه‪ ،‬أو فوات محبوب‪ ،‬ومنه إخافة السبيل(‪.)3‬‬
‫قال اإلمام الحافظ المعروف بابن الملقن رحم((ه الل((ه‪:‬‬
‫((والخ((وف غٌّم على م((ا س((يكون‪ ،‬والح((زن غٌّم على م((ا‬
‫مضى))(‪.)4‬‬
‫ثانًيا‪ :‬سماحة اإلسالم ويس‪,,‬ر الش‪,,‬ريعة ومحاس‪,,‬نها‬
‫م(ع الكم(ال ورف(ع الح(رج‪ ،‬ال ش(ك أن دين اإلس(الم‪:‬‬
‫دين الرحمة‪ ،‬والبرك((ة‪ ،‬واإلحس((ان‪ ،‬والحكم((ة‪ ،‬ودين‬
‫فط((رة‪ ،‬ودين العق((ل‪ ،‬والص((الح‪ ،‬والفالح‪ ،‬والش((رع‬
‫اإلسالمي ال يأتي بما تحيله العق((ول‪ ،‬وال بم((ا ينقض((ه‬
‫العلم الصحيح‪ ،‬وهذا من أكبر األدلة على أن ما عن((د‬
‫(?) انظر‪ :‬لسان العرب‪ ،‬البن منظور‪ ،‬باب الي‪,,‬اء‪ ،‬فص‪,,‬ل الص‪,,‬اد‪،14/465 ،‬‬ ‫‪1‬‬

‫والمغ‪,,‬ني البن قدام‪,,‬ة‪ ،3/5 ،‬وتق‪,,‬دم التفص‪,,‬يل في مفه‪,,‬وم الص‪,,‬الة في منزل‪,,‬ة‬


‫الصالة في اإلسالم‪.‬‬
‫(?) معجم المقاييس في اللغة؛البن فارس‪،‬كت‪,,‬اب الخ‪,,‬اء‪،‬ب‪,,‬اب الخ‪,,‬اء وال‪,,‬واو‪،‬وم‪,,‬ا‬ ‫‪2‬‬

‫يثلثهما‪ ،‬ص ‪.336‬‬


‫(?) معجم لغة الفقهاء‪ ،‬لألستاذ الدكتور محمد رواس‪ ،‬ص‪.180‬‬ ‫‪3‬‬

‫(?) اإلعالم بفوائد عمدة األحكام‪.349 ،4/281 ،‬‬ ‫‪4‬‬


‫صالة الجماعة‬
‫‪6‬‬
‫هللا ‪ ‬محكم ثابت‪ ،‬صالح لكل زمان ومكان(‪.)1‬‬
‫وقد دلت األدلة من القرآن العظيم‪ ،‬والسنة النبوية‬
‫الش((ريفة على يس((ر الش((ريعة اإلس((المية وس((ماحتها‪،‬‬
‫وعلى رفع الحرج‪ ،‬ومن هذه األدلة ما يأتي‪:‬‬
‫أ ‪ -‬من الق(((رآن الك(((ريم آي(((ات كث(((يرة وهي على‬
‫نوعين‪:‬‬
‫النوع األول‪ :‬اآليات الكريمة ال‪,,‬تي تنص على نفي‬
‫الحرج‪ ،‬ومنها‪:‬‬
‫‪ -1‬قال هللا تعالى‪َ  :‬و َم ا َج َع َل َع َلْيُك ْم ِفي ال‪ِّ,,‬ديِن ِم ْن‬
‫َح َر ٍج ‪ ،)2( ‬أي لم يجع(((ل عليكم في ال(((دين مش(((قًة‪،‬‬
‫وعس((رًا‪ ،‬ب((ل يس((ره غاي((ة التيس((ير‪ ،‬وس((ّهله غاي((ة‬
‫السهولة‪ ،‬فلم ُيلزم إال بما ه((و س((هل على النف((وس‪ :‬ال‬
‫ُيثقله((((ا‪ ،‬ثم إذا ع((((رض بعض األس((((باب الموجب((((ة‬
‫للتخفيف خَّفف ‪ ‬ما أمر به‪ :‬إم((ا بإس((قاطه‪ ،‬أو إس((قاط‬
‫بعضه‪ ،‬ويؤخذ من هذه اآلية قاعدة ش((رعية‪ :‬وهي أن‬
‫المش(((((قة تجلب التيس(((((ير‪ ،‬والض(((((رورات ت(((((بيح‬
‫المحظ((ورات‪ ،‬في((دخل في ذل((ك من األحك((ام الفرعي((ة‬
‫شيء كثير معروف في كتب األحكام(‪.)3‬‬
‫‪ -2‬ق((ال هللا ‪َ  : ‬م ا ُيِري‪ُ,,‬د هللا ِلَيْج َع َل َع َلْيُك م ِّم ْن‬
‫َح َر ٍج َو َلِكن ُي‪ِ4‬ريُد ِلُيَطَّه َر ُك ْم َو ِلُيِتَّم ِنْع َم َت ُه َع َلْيُك ْم َلَعَّلُك ْم‬
‫َتْش ُك ُر وَن ‪ ) ( ‬لم يجعل هللا ‪ ‬علينا فيما شرع لن(((ا من‬
‫(?) انظ‪,,‬ر‪ :‬ال‪,,‬درة المختص‪,,‬رة في محاس‪,,‬ن ال‪,,‬دين اإلس‪,,‬المي‪ ،‬للعالم‪,,‬ة عب‪,,‬د‬ ‫‪1‬‬

‫الرحمن بن ناصر السعدي‪ ،‬ص‪.39 ،19 ،17‬‬


‫(?) سورة الحج‪ ،‬اآلية‪.78 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫(?) انظر‪ :‬تيسير الكريم الرحمن في تفسير كالم المنان‪ ،‬للسعدي‪ ،‬ص‪.547‬‬ ‫‪3‬‬

‫(?) سورة المائدة‪ ،‬اآلية‪.6 :‬‬ ‫‪4‬‬


‫صالة الخوف‬
‫‪7‬‬
‫حرج‪ ،‬وال مشقة‪ ،‬وال عس((ر‪ ،‬وإنم((ا ه((و رحم((ة من((ه‬
‫بعباده(‪.)1‬‬
‫‪ -3‬ق(((ال تع(((الى‪َّ  :‬لْيَس َع َلى الُّض َعَفاءِ َو َال َع َلى‬
‫ال ْـَم ْر َض ى َو َال َع َلى اَّلِذ يَن َال َيِج ُدوَن َم ا ُينِفُق وَن َح َرٌج‬
‫ِإَذا َنَصُح وْا لله َو َرُسو‪ِ2‬لِه َم ا َع َلى الـُْم ْح ِسِنيَن ِم ن َس ِبيٍل‬
‫َو الله َغُفوٌر َّر ِح يٌم ‪ ،) ( ‬وهذه اآلية أص((ل في س((قوط‬
‫التكاليف عن العاجز‪ ،‬فكل من عجز عن ش((يء س((قط‬
‫عنه‪ ،‬فتارة إلى ب((دل ه((و فع((ل‪ ،‬وت((ارة إلى ع((زم ه((و‬
‫غرم‪ ،‬وال فرق بين العج(ز من جه(ة الم(ال‪ ،‬والعج(ز‬
‫من جه((ة الق((وة(‪،)3‬ويس((تدل به((ذه اآلي((ة على قاع((دة‬
‫وهي‪:‬أن من أحسن إلى غ((يره في نفس((ه أو في مال((ه‪،‬‬
‫ونح(و ذل(ك‪،‬ثم ت(رتب على إحس(انه نقص أو تل(ف أن(ه‬
‫غير ض((امن‪،‬وال س((بيل على المحس((نين‪،‬كم((ا أن((ه ي((دل‬
‫على أن غير المحسن وهو السيئ‪:‬كالمفرط والمتع((دي‬
‫أن عليه الضمان(‪.)4‬‬
‫‪ -4‬قال هللا تع((الى‪َ  :‬ال ُيَك ِّل ُف هللا َنْفًس ا ِإَّال ُو ْس َعَها‬
‫َلَه ا َم ا َك َس َبْت َو َع َلْيَه ا َم ا اْك َتَس َبْت ‪ ،)5( ‬فأص((ل‬
‫األوام((ر والن((واهي ليس((ت األم((ور ال((تي تش((ق على‬
‫النف((وس‪ ،‬ب((ل هي غ((ذاء لألرواح‪ ،‬ودواء لألب((دان‪،‬‬
‫وحمية عن الض(رر‪ ،‬فاهلل أم(ر العب(اد بم(ا أم(رهم ب(ه‬
‫(?) انظر‪ :‬تيسير الكريم الرحمن في تفسير المنان‪ ،‬للسعدي‪ ،‬ص‪.224‬‬ ‫‪1‬‬

‫(?) سورة التوبة‪ ،‬اآلية‪ ،91 :‬وانظر‪ :‬سورة النور‪ ،61 :‬وسورة األحزاب‪:‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ،38-37‬وسورة الفتح‪.17 :‬‬


‫(?) انظر‪ :‬رفع الحرج في الش‪,,‬ريعة اإلس‪,,‬المية‪ ،‬لل‪,,‬دكتور ص‪,,‬الح بن حمي‪,,‬د‪،‬‬ ‫‪3‬‬

‫ص‪.61‬‬
‫(?) انظر‪ :‬تيسير الكريم الرحمن‪ ،‬للسعدي‪ ،‬ص‪.348‬‬ ‫‪4‬‬

‫(?) س‪,,‬ورة البق‪,,‬رة‪ ،‬اآلي‪,,‬ة‪ ،286 :‬واألع‪,,‬راف‪ ،42 :‬والمؤمن‪,,‬ون‪،62-57 :‬‬ ‫‪5‬‬

‫والبقرة‪ ،33 :‬والطالق‪ ،71 :‬واألنعام‪.152 :‬‬


‫صالة الجماعة‬
‫‪8‬‬
‫رحمة وإحساًنا‪ ،‬ومع ه((ذا إذا حص((ل بعض األع((ذار‬
‫التي هي مظنة المشقة حصل التخفيف والتسهيل‪ ،‬إما‬
‫بإس((قاطه عن المكل((ف أو إس((قاط بعض((ه‪ ،‬كم((ا في‬
‫التخفي(((ف عن الم(((ريض‪ ،‬والمس(((افر‪ ،‬والخ(((ائف‪،‬‬
‫وغيرهم(‪ )1‬وغير ذلك من اآليات‪.‬‬
‫النوع الثاني‪:‬اآليات التي تدل على التيس‪,,‬ير والتخفي‪,,‬ف‪،‬‬
‫ومنها‪:‬‬
‫هللا ‪ُ  : ‬يِريُد هللا ِبُك ُم اْلُيْس َر َو َال ُيِري ‪ُ,‬د ِبُك ُم‬ ‫‪ -1‬قال‬
‫اْلُعْس َر ‪ )2( ‬أي يريد هللا تعالى أن ييِّسر عليكم الطرق‬
‫الموصلة إلى رض((وانه أعظم تيس((ير‪ ،‬ويس((ِّهلها أبل((غ‬
‫تسهيل؛ ولهذا كان جميع ما أم((ر ب((ه عب((اده في غاي((ة‬
‫الس((هولة في أص((له‪ ،‬وإذا حص((لت بعض الع((وارض‬
‫الموجبة لثقل((ه س((َّهله تس((هيًال آخ((ر‪ :‬إم((ا بإس((قاطه‪ ،‬أو‬
‫تخفيف(((ه ب(((أنواع التخفيف(((ات‪ ،‬وه(((ذه جمل(((ة ال يمكن‬
‫تفص((يلها؛ ألن تفاص((يلها جمي((ع الش((رعيات‪ ،‬وي((دخل‬
‫فيها جميع الرخص والتخفيفات(‪.)3‬‬
‫‪ -2‬قال تبارك وتعالى‪ُ )4(:‬يِري ‪ُ,‬د هللا َأن ُيَخ ِّف َف َع نُك ْم‬
‫َو ُخ ِلَق اِإل نَس اُن َضِع يًفا ‪ ‬أي بسهولة ما أم((ركم ب((ه‬
‫وم((ا نه((اكم عن((ه‪ ،‬ثم م((ع حص((ول المش((قة في بعض‬
‫الشرائع أباح لكم ما تقتضيه حاجاتكم‪ ،‬وذلك لرحمت((ه‬
‫التامة‪ ،‬وإحسانه الش((امل‪ ،‬وعلم((ه‪ ،‬وحكمت((ه بض((عف‬
‫اإلنسان من جميع الوج((وه‪ :‬ض((عف البني((ة‪ ،‬وض((عف‬
‫(?) انظر‪ :‬تيسير الكريم الرحمن‪ ،‬للسعدي‪ ،‬ص‪.120‬‬ ‫‪1‬‬

‫(?) سورة البقرة‪ ،‬اآلية‪.185 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪3‬‬
‫(?) انظر‪ :‬تيسير الكريم الرحمن‪ ،‬للسعدي‪ ،‬ص‪.87‬‬
‫(?) سورة النساء‪ ،‬اآلية‪.28 :‬‬ ‫‪4‬‬
‫صالة الخوف‬
‫‪9‬‬
‫اإلرادة‪ ،‬وض((((عف العزيم((((ة‪ ،‬وض((((عف اإليم((((ان‪،‬‬
‫وضعف الصبر‪ ،‬فناسب ذل((ك أن يخف((ف هللا عن((ه م((ا‬
‫َيْض ُعف عنه‪ ،‬وما ال يطيقه إيمانه وصبره وقوته(‪.)1‬‬
‫‪ -3‬قال تعالى‪َ  :‬و ُنَيِّسُر َك ِلْلُيْس َر ى ‪ )2(‬وهذه بشارة‬
‫كب((يرة أن هللا ‪ ‬ييِّس ر رس((وله ‪ ‬لليس((رى في جمي((ع‬
‫أموره‪ ،‬ويجعل شرعه ودينه يسًرا(‪.)3‬‬
‫‪ -4‬قال ‪َ  :‬فِإَّن َم َع اْلُعْس ِر ُيْس ًر ا * ِإَّن َم َع اْلُعْس ِر ُيْس ًر ا‬
‫‪ )4(‬ه((ذه بش((ارة عظيم((ة أن((ه ك((ل م((ا ُو ج((د عس((ر‬
‫وصعوبة ف(إن اليس(ر يقارن(ه‪ ،‬ح(تى ل(و دخ(ل العس(ر‬
‫جحر ضب لدخل عليه اليسر فأخرج((ه‪ ،‬كم((ا ق((ال هللا‬
‫تعالى‪َ  :‬سَيْج َعُل هللا َبْعَد ُع ْس ٍر ُيْس ًر ا ‪ )5( ‬وتعري((ف‬
‫((العسر)) في اآليتين يدل أنه واح((د‪ ،‬وتنك((ير ((اليس((ر))‬
‫ي(((دل على تك(((راره‪ ،‬فلن يغلب عس(((ٌر يس(((رين‪ ،‬وفي‬
‫تعري((ف العس((ر ب((األلف والالم الدال((ة على اس((تغراق‬
‫العموم يدل على أن كل عسر وإن بل((غ من الص((عوبة‬
‫ما بلغ فإن في آخره التيسير مالزم له(‪.)6‬‬
‫ب ‪ -‬األدل‪,,,‬ة من الس‪,,,‬نة على اليس‪,,,‬ر والس‪,,,‬ماحة‬
‫والسهولة كثيرة منها‪:‬‬
‫‪ -1‬عن أبي هري((رة ‪ ‬عن الن((بي ‪ ‬ق((ال‪(( :‬إن ال‪,,‬دين‬
‫يس‪,,‬ر‪ ،‬ولن يش‪,,‬اَّد ال‪,,‬دين أح ‪ٌّ,‬د إال غلب‪,,‬ه(‪ ،)7‬فس‪,,‬ددوا‪،‬‬
‫(?) انظر‪ :‬تيسير الكريم الرحمن‪ ،‬للسعدي‪ ،‬ص‪.175‬‬ ‫‪1‬‬

‫(?) سورة األعلى‪ ،‬اآلية‪.8 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫(?) انظر‪ :‬تيسير الكريم الرحمن‪ ،‬ص‪.921‬‬ ‫‪3‬‬

‫(?) سورة الشرح‪ ،‬اآليتان‪.6-5 :‬‬ ‫‪4‬‬

‫(?) سورة الطالق‪ ،‬اآلية‪.7 :‬‬ ‫‪5‬‬

‫(?) انظر‪ :‬تيسير الكريم الرحمن‪ ،‬ص ‪.929‬‬ ‫‪6‬‬

‫(?) ولن يشاد الدين أحد إال غلبه‪ :‬المعنى ال يتعمق أحد في األعمال الديني‪,,‬ة‬ ‫‪7‬‬
‫صالة الجماعة‬
‫‪10‬‬
‫وقاربوا‪ ،‬وأبشروا‪ ،‬واستعينوا‪ :‬بالغدوة‪ ،‬والروح‪,,‬ة‪،‬‬
‫وشيء من الُّدلجة(‪[ )1‬القصد القصد(‪ )2‬تبلغوا))](‪.)3‬‬
‫‪ -2‬ق((ال اإلم((ام البخ((اري رحم((ه هللا‪ :‬ب((اٌب ‪ :‬ال((دين‬
‫يس(ٌر‪ ،‬وق(ول الن(بي ‪(( :‬أحب ال‪,,‬دين إلى هللا الحنيفي‪,,‬ة‬
‫الس‪,,,‬محة))(‪ ،)4‬والمقص(((ود أن أحب خص(((ال ال(((دين‬
‫الحنيفية‪ ،‬وخصال الدين كله((ا محبوب((ة‪ ،‬لكن م((ا ك((ان‬
‫منه((ا س((مًحا ‪ -‬أي س((هًال ‪ -‬فه((و أحب إلى هللا تع((الى‪،‬‬
‫ويترك الرف‪,‬ق إال عج‪,‬ز وانقط‪,‬ع فُيغَلب‪ ،‬وليس الم‪,‬راد من‪,‬ع طلب األكم‪,‬ل في‬
‫العبادة؛ فإنه من األمور المحمودة‪ ،‬بل من‪,,‬ع اإلف‪,,‬راط الم‪,,‬ؤدي إلى المالل‪ ،‬أو‬
‫المبالغة في التطوع المفضي إلى ترك األفضل‪ ،‬أو إخراج الف‪,‬رض عن وقت‪,‬ه‬
‫كمن بات يصلي الليل كله ويغالب الن‪,,‬وم إلى أن غلبت‪,,‬ه عين‪,,‬اه في آخر اللي‪,,‬ل‬
‫فنام عن صالة الصبح في الجماعة‪ ،‬أو إلى أن خرج الوقت المخت‪,,‬ار‪ ،‬أو إلى‬
‫أن خرجت الش‪,,‬مس فخ‪,‬رج وقت الفريضة‪ .‬فتح الب‪,‬اري للحاف‪,‬ظ ابن حج‪,‬ر‪،‬‬
‫‪.1/94‬‬
‫(?) الغدوة‪ :‬أول النهار‪ ،‬والروحة‪ :‬آخر النهار بعد الزوال‪ ،‬والدلجة السير آخر‬ ‫‪1‬‬

‫الليل‪ ،‬وقيل‪ :‬س‪,‬ير اللي‪,‬ل كل‪,‬ه‪ ،‬وه‪,‬ذه األوق‪,‬ات أطيب أوق‪,‬ات المس‪,‬افر‪ ،‬وكأن‪,‬ه ‪‬‬
‫خاطب مسافًر ا إلى مقصد‪ ،‬فنبه‪,‬ه على أوق‪,‬ات نش‪,,‬اطه؛ ألن المس‪,,‬افر إذا س‪,,‬افر‬
‫الليل والنهار جميًعا عجز وانقطع‪ ،‬وإذا تحرى السير في هذه األوقات المنشطة‬
‫أمكنه المداومة من غير مشقة‪ ،‬وحس‪,,‬ن ه‪,,‬ذه االس‪,,‬تعارة أن ال‪,,‬دنيا في الحقيق‪,,‬ة‬
‫دار نقلة إلى اآلخرة‪ ،‬وأن هذه األوقات بخصوصها أروح ما يك‪,,‬ون فيه‪,,‬ا الب‪,,‬دن‬
‫للعبادة‪ .‬فتح الباري البن حجر‪.1/95 ،‬‬
‫(?) القصد‪ ،‬القصد‪ :‬بالنصب فيهما اإلغراء‪ ،‬والقصد‪ :‬األخذ باألمر األوسط‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫فاألولى للعبد أن ال يجهد نفس‪,,‬ه بحيث يعج‪,,‬ز عن العم‪,,‬ل وينقط‪,,‬ع‪ ،‬ب‪,,‬ل يعم‪,,‬ل‬
‫بتلطف وتدرج ليدوم عمله وال ينقطع‪ .‬فتح الباري للحافظ ابن حجر‪.1/95 ،‬‬
‫‪3‬‬
‫(?) البخاري‪ ،‬كتاب اإليمان‪ ،‬باب الدين يسر‪ ،‬برقم ‪ ،39‬وما بين المعق‪,,‬وفين‬
‫من كت‪,,‬اب الرق‪,,‬اق‪ ،‬ب‪,,‬اب‪ :‬كي‪,,‬ف ك‪,,‬ان عيش الن‪,,‬بي ‪ ‬وأص‪,,‬حابه وتخليهم عن‬
‫الدنيا‪ ،‬برقم ‪.6463‬‬
‫‪4‬‬
‫(?) البخاري‪ ،‬كت‪,,‬اب اإليم‪,,‬ان‪ ،‬ب‪,,‬اب‪ :‬ال‪,,‬دين يس‪,,‬ر‪ ،‬قب‪,,‬ل الح‪,,‬ديث رقم ‪ ،39‬ق‪,,‬ال‬
‫الحاف‪,‬ظ ابن حج‪,‬ر في فتح الب‪,‬اري‪(( :1/94 ،‬وه‪,,‬ذا الح‪,‬ديث المعل‪,,‬ق لم يس‪,,‬نده‬
‫المؤلف في هذا الكت‪,‬اب (يع‪,‬ني ص‪,‬حيح البخ‪,‬اري) ألن‪,‬ه ليس على ش‪,‬رطه‪ ،‬نعم‬
‫وصله في كت‪,,‬اب األدب المف‪,,‬رد [رقم ‪ ،287‬وك‪,,‬ذا وص‪,,‬له أحم‪,,‬د بن حنب‪,,‬ل ب‪,,‬رقم‬
‫‪ ]2107‬وغيره‪ ،‬بإس‪,,,,,,,,,,,,,,‬ناد حس‪,,,,,,,,,,,,,,‬ن‪ ،‬فتح الب‪,,,,,,,,,,,,,,‬اري‪،‬‬
‫‪ ،1/94‬وحس‪,,,‬نه األلب‪,,‬اني لغ‪,,,‬يره في ص‪,,‬حيح األدب المف‪,,‬رد‪ ،‬ص‪ ،122‬وفي‬
‫سلس‪,,‬لة األح‪,,‬اديث الص‪,,‬حيحة‪،‬ب‪,,‬رقم ‪،881‬وانظ‪,,‬ر‪:‬أيًض ا سلس‪,,‬لة األح‪,,‬اديث‬
‫الصحيحة‪ ،‬رقم ‪.1635‬‬
‫صالة الخوف‬
‫‪11‬‬
‫والحنيفية‪ :‬ملة إب((راهيم‪ ،‬والح((نيف في اللغ((ة م((ا ك((ان‬
‫على ملة إب(راهيم‪ ،‬وس(مي إب(راهيم حنيًف ا؛ لميل(ه عن‬
‫الباطل إلى الحق؛ ألن أصل الحنف الميل‪ ،‬والسمحة‪:‬‬
‫السهلة‪ :‬أي إنها مبنية على السهولة(‪.)1‬‬
‫‪ -3‬وعن أسامة بن شريك ‪ ‬قال‪ :‬ش((هدُت األع((راب‬
‫يسألون النبي ‪ :‬أعلينا حرج في كذا؟ أعلينا حرج في‬
‫ك((ذا؟ فق((ال لهم‪(( :‬عب‪,,‬اد هللا وض‪,,‬ع هللا الح‪,,‬رج إال من‬
‫اقترض من عرض أخيه شيًئا فذلك الذي ح‪,,‬رج))(‪،)2‬‬
‫فق(((((((((((((((((((((((((((((((((((((((((((((((((((((((((((((((((((الوا‪:‬‬
‫ي((ا رس((ول هللا‪ ،‬ه((ل علين((ا جن((اح أن نت((داوى؟ ق((ال‪:‬‬
‫((تداووا عب‪,,‬اد هللا‪ ،‬ف‪,,‬إن هللا س‪,‬بحانه لم يضع داًء إال‬
‫وضع معه شفاء‪ ،‬إال الهرم)) قالوا‪ :‬يا رسول هللا‪ ،‬م((ا‬
‫خير ما ُأعطي العبد؟ قال‪(( :‬خلق حسن))(‪.)3‬‬
‫‪ -4‬وعن أنس ‪ ‬أن الن((((بي ‪ ‬ق((((ال‪(( :‬يِّس روا وال‬
‫تعِّس روا‪ ،‬وبِّشروا وال تنِّفروا))(‪. )4‬‬
‫‪ -5‬وعن أبي موس((ى األش((عري ‪ ‬أن الن((بي ‪ ‬بعث((ه‬
‫ومعاذ بن جب((ل إلى اليمن فق((ال‪(( :‬يِّس را وال ُتعِّس را‪،‬‬
‫وبِّشرا وال ُتنِّفرا‪ ،‬وتطاوعا وال تختلفا))(‪.)5‬‬
‫(?) انظر‪ :‬فتح الباري‪ ،‬البن حجر‪.1/94 ،‬‬ ‫‪1‬‬

‫(?) فذلك الذي حرج‪ :‬أي الذي ُح رم‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪3‬‬
‫(?) ابن ماجه بلفظ‪,,‬ه‪ ،‬في كت‪,,‬اب الطب‪ ،‬ب‪,,‬اب م‪,,‬ا أن‪,,‬زل هللا داًء إال أن‪,,‬زل ل‪,,‬ه‬
‫شفاء‪ ،‬برقم ‪ ،4336‬وأحمد‪ ،4/278 ،‬والح‪,,‬اكم‪ ،4/198 ،‬وص‪,,‬ححه العالم‪,,‬ة‬
‫األلب‪,,‬اني في ص‪,,‬حيح س‪,,‬نن ابن ماجه‪ ،3/158 ،‬وانظ‪,,‬ر‪ :‬سلس‪,,‬لة األح‪,,‬اديث‬
‫الصحيحة‪ ،‬برقم ‪.433‬‬
‫(?) متف‪,,‬ق علي‪,,‬ه‪ :‬البخ‪,,‬اري‪ ،‬كت‪,,‬اب العلم‪ ،‬ب‪,,‬اب م‪,,‬ا ك‪,,‬ان الن‪,,‬بي ‪ ‬يتخ‪,,‬ولهم‬ ‫‪4‬‬

‫بالموعظة والعلم كي ال ينفروا‪ ،‬ب‪,,‬رقم ‪ ،69‬ومس‪,,‬لم‪ ،‬كت‪,,‬اب الجه‪,,‬اد‪ ،‬ب‪,,‬اب في‬


‫األمر بالتيسير وترك التنفير‪ ،‬برقم ‪.1734‬‬
‫(?) مسلم‪ ،‬كتاب الجهاد‪ ،‬باب األمر بالتيسير وترك التنفير‪ ،‬برقم ‪.1733‬‬ ‫‪5‬‬
‫صالة الجماعة‬
‫‪12‬‬
‫ق((ال اإلم((ام الن((ووي رحم((ه الل((ه‪(( :‬إنم((ا جم((ع ه((ذه‬
‫األلفاظ بين الشيء وضده؛ ألنه قد يفعلهما في وق((تين‪،‬‬
‫فلو اقتصر على ((يِّس روا)) لصدق ذل((ك على من يس((ر‬
‫م(رة أو م(رات وعس(ر في معظم الح(االت‪ ،‬ف(إذا ق(ال‬
‫((وال ُتعِّس روا)) انتفى التعس((ير في جمي((ع األح((وال من‬
‫جميع وجوهه وه((ذا ه((و المطل((وب‪ ،‬وك((ذلك يق((ال في‬
‫((يِّس را وال ُتعِّس را‪،‬وتطاوعا وال تختلفا))(‪ .)1‬وغير ذلك‬
‫من السنة كثير(‪.)2‬‬
‫ج ‪ -‬منهج الصحابة ‪ ‬ومن تبعهم بإحس‪,,‬ان‪ :‬اتب‪,,‬اع‬
‫اليُـ سر والس((ماحة‪ ،‬والص((حابة ‪ ‬هم ال((ذين يطبق((ون‬
‫الكتاب والسنة‪ ،‬وق((د ج((اء عنهم أخب((ار كث((يرة طبق((وا‬
‫فيه((ا اإلس((الم كم((ا ج((اء‪ ،‬وعمل((وا بالتيس((ير وترك((وا‬
‫التعسير؛ وذلك لفهم الكتاب والسنة‪ ،‬وعدم التنطع في‬
‫الدين؛ ولهذا جاء عن ابن مسعود ‪ ‬أنه قال‪(( :‬من كان‬
‫منكم مستًّنا فليستَّن بمن قد مات؛ ف((إن الحي ال ت((ؤمن‬
‫عليه الفتنة‪ ،‬أولئك أصحاب محم((د؛ ف((إنهم ك((انوا أب((َّر‬
‫هذه األمة قلوًبا‪ ،‬وأعمقها علًم ا‪ ،‬وأقَّلها تكُّلًفا‪ ،‬وأقوَم ها‬
‫هدًيا‪ ،‬اختارهم هللا تعالى لصحبة نبيه‪[ ،‬وإلقامة دينه]‬
‫ف((اعرفوا لهم فض((لهم‪ ،‬واتبع((وهم في آث((ارهم؛ ف((إنهم‬
‫كانوا على الهدى المستقيم))(‪.)3‬‬
‫وما تقدم من أدلة الكتاب والسنة‪ ،‬وه((دي الص((حابة‬
‫يدل على رف((ع الح((رج عن األم((ة‪ ،‬وأن اإلس((الم دين‬
‫(?) شرح النووي على صحيح مسلم‪.11/284 ،‬‬ ‫‪1‬‬

‫(?) انظر‪ :‬رفع الحرج في الشريعة اإلس‪,,‬المية‪ ،‬لل‪,,‬دكتور ص‪,,‬الح بن عب‪,,‬د هللا‬ ‫‪2‬‬

‫بن حميد‪ ،‬ص‪ ،86-75‬فقد ذكر ثالثين دليًال من السنة على رفع الحرج‪.‬‬
‫(?) جاء هذا األثر في عدة روايات‪ ،‬أخرجها ابن عب‪,,‬د ال‪,,‬بر في جامع بي‪,,‬ان‬ ‫‪3‬‬

‫العلم وفضله‪ ،2/946 ،‬ب‪,‬رقم ‪ ،1810 ،1807‬وانظ‪,‬ر‪ :‬إغاث‪,‬ة اللهف‪,‬ان البن‬


‫القيم‪ ،1/159 ،‬ومجمع الزوائد للهيثمي‪.1/181 ،‬‬
‫صالة الخوف‬
‫‪13‬‬
‫اليسر والسماحة(‪.)1‬‬
‫ثالًثا‪ :‬األصل في مشروعية صالة الخوف‪ :‬الكت‪,,‬اب‬
‫والسنة‪ ،‬واإلجماع‪:‬‬
‫‪ -1‬أما الكت‪,,‬اب؛ فلقول هللا تع((الى‪َ  :‬وِإَذ ا ُك ن ْأَت ِفيِهْم‬
‫َفَأَقْم َت َلُهُم الَّص َالَة َفْلَتُقْم َطآِئَفٌة ِّم ْنُهم َّم َعَك َو ْلَي ُخ ُذ وْا‬
‫َأْس ِلَح َتُهْم َف ِإَذ ا َس َج ُد وْا َفْلَيُك وُن وْا ِم ن َو َر آِئُك ْم َو ْلَت ْأِت‬
‫َطآِئَف ٌة ُأْخ َر ى َلْم ُيَص ُّلوْا َفْلُيَص ُّلوْا َم َع َك َو ْلَيْأُخ ُذ وْا‬
‫ِح ْذ َر ُهْم َو َأْس ِلَح َتُهْم َو َّد اَّل ِذ يَن َك َف ُر وْا َل ْو َتْغُفُل وَن َع ْن‬
‫َأْس ِلَح ِتُك ْم َو َأْم ِتَعِتُك ْم َفَيِم يُل وَن َع َلْيُك م َّم ْيَل ًة َو اِح َد ًة َو َال‬
‫ُج َن اَح َع َلْيُك ْم ِإن َك اَن ِبُك ْم َأًذ ى ِّم ن َّم َط ٍر َأْو ُك نُتم‬
‫َّم ْر َض ى َأن َتَض ُعوْا َأْس ِلَح َتُك ْم َو ُخ ُذ وْا ِح ْذ َر ُك ْم ِإَّن هللا‬
‫َأَعَّد ِلْلَك اِفِريَن َع َذ اًبا ُّمِهيًنا ‪.)2( ‬‬
‫‪ -2‬وأما السنة‪ ،‬فق((د ثبتت األح((اديث الص((حيحة أن‬
‫النبي ‪ ‬صلى بأصحابه صالة الخوف م((رات متع((ددة‬
‫على صفات متنوعة(‪.)3‬‬
‫‪ -3‬وأم‪,,‬ا اإلجم‪,,‬اع‪ ،‬ف‪,,‬أجمع الص‪,,‬حابة على فعله‪,,‬ا‪،‬‬
‫فكان الصحابة في الخ((وف يص((لون ص((الة الخ((وف‪،‬‬
‫ج((اء ذل((ك عن علي ‪ ‬ليل((ة ِص ِّفين‪ ،‬وج((اء عن أبي‬
‫هري(((رة‪ ،‬وأبي موس(((ى األش(((عري‪ ،‬وعن س(((عيد بن‬
‫العاص‪ ،‬وحذيف((ة ‪ )4(‬وال ينظ((ر إلى األق((وال الش((اذة‬
‫‪1‬‬
‫(?) انظ‪,,‬ر‪ :‬رف‪,,‬ع الح‪,,‬رج‪ ،‬البن حمي‪,,‬د‪ ،‬ص‪ ،87‬ورف‪,,‬ع الح‪,,‬رج في الش‪,,‬ريعة‬
‫اإلسالمية دراسة أصولية تأصيلية للدكتور يعقوب عبد الوهاب‪ ،‬ص‪.68‬‬
‫(?) سورة النساء‪ ،‬اآلية‪.102 :‬‬ ‫‪2‬‬

‫(?) انظر‪ :‬المغني البن قدامة‪ ،3/296 ،‬والشرح الكبير البن قدامة المطبوع‬ ‫‪3‬‬

‫مع المقنع واإلنصاف‪.5/114 ،‬‬


‫(?) انظر‪ :‬المغني‪ ،3/297 ،‬والش‪,,‬رح الكب‪,,‬ير‪ ،5/114 ،‬وحاش‪,,‬ية ابن قاس‪,,‬م‬ ‫‪4‬‬

‫على الروض المربع‪ ،2/411 ،‬وتيسير العالم شرح عمدة األحك‪,,‬ام‪ ،‬للبس‪,,‬ام‪،‬‬
‫صالة الجماعة‬
‫‪14‬‬
‫التي تخالف ذلك(‪.)1‬‬
‫رابًعا‪ :‬أنواع صالة الخوف‪ :‬جاءت ص‪,,‬الة الخ‪,,‬وف‬
‫في أحاديث كثيرة‪ ،‬وأشكال متباينة(‪ ،)2‬والص((واب أن‬
‫كل ص(فة ثبتت عن الن(بي ‪ ‬ج(ائزة حس(ب مواطنه(ا‪،‬‬
‫يتحَّر ى المسلمون فيها ما هو أحوط للصالة وأبلغ في‬
‫الحراسة‪ ،‬فهي على اختالف صورها متفقة المع((نى‪،‬‬
‫‪ ،1/348‬واإلعالم بفوائ‪,,‬د عم‪,,‬دة األحك‪,,‬ام‪ ،‬البن الملقن‪ ،4/350 ،‬والش‪,,‬رح‬
‫الكبير المطبوع مع المقنع واإلنصاف‪.5/115 ،‬‬
‫‪1‬‬
‫(?) كقول من يقول‪ :‬إن صالة الخوف مختص‪,,‬ة ب‪,,‬النبي ‪ ،‬وبمن ص‪,,‬لى مع‪,,‬ه‬
‫وذهبت بوفاته‪ ،‬وهذا يذكر عن أبي يوسف‪ ،‬وقوله ال حج‪,,‬ة في‪,,‬ه؛ ألن هللا ق‪,,‬د‬
‫أمر باتباع النبي ‪ ‬والتأس‪,,‬ي ب‪,‬ه ويلزمن‪,‬ا ذل‪,,‬ك مطلًق ا ح‪,‬تى ي‪,‬دل ال‪,,‬دليل على‬
‫الخصوص؛ وألن النبي ‪ ‬قال‪(( :‬صلوا كما رأيتموني أصلي)) البخ‪,‬اري ب‪,‬رقم‬
‫‪ ،6008‬ومسلم برقم ‪674‬؛ وألن الصحابة ‪ ‬لم يقولوا بالخص‪,,‬وص‪ ،‬وادعى‬
‫المزني‪ :‬نسخ صالة الخوف؛ ألنها لم تفعل يوم الخن‪,,‬دق‪ ،‬والج‪,,‬واب‪ :‬أنه‪,,‬ا لم‬
‫تشرع حينذاك وإنما شرعت بعد ذلك‪ .‬وانفرد مالك فقال‪ :‬ال يج‪,,‬وز فعله‪,,‬ا في‬
‫الحضر‪ ،‬وقد ذكر اإلمام القرطبي في المفهم أنه صالها ببطن نخل على ب‪,,‬اب‬
‫المدينة‪ ،‬ومن العلماء من رأى أن الص‪,,‬الة ت‪,,‬ؤخر إلى وقت األمن وال تص‪,,‬لى‬
‫في حال الخوف‪ ،‬كما فعل الن‪,,‬بي ‪ ‬ي‪,,‬وم الخن‪,,‬دق‪ ،‬والج‪,,‬واب‪ :‬أن فعل‪,,‬ه ‪ ‬ك‪,,‬ان‬
‫قبل نزول صالة الخوف باإلجماع‪ .‬انظر‪ :‬اإلعالم بفوائد عم‪,,‬دة األحك‪,,‬ام البن‬
‫الملقن‪،‬‬
‫‪ ،4/350-351‬والمفهم لم‪,,‬ا أش‪,,‬كل من تلخيص كت‪,‬اب مس‪,,‬لم‪،474-2/469 ،‬‬
‫وشرح النووي على صحيح مسلم‪.378-6/372 ،‬‬
‫(?) جاءت ص‪,,‬الة الخ‪,,‬وف عن الن‪,,‬بي ‪ ‬على أن‪,,‬واع مختلف‪,,‬ة‪ ،‬ذك‪,,‬ر اإلم‪,,‬ام‬ ‫‪2‬‬

‫النووي في شرحه لصحيح مس‪,,‬لم أنه‪,,‬ا جاءت في أح‪,,‬اديث يبل‪,,‬غ مجموعه‪,,‬ا‬


‫ستة عش‪,,‬ر نوًع ا‪ ،‬وهي مفص‪,,‬لة في ص‪,,‬حيح مس‪,,‬لم‪ ،‬وبعضها في س‪,,‬نن أبي‬
‫داود‪ ،‬واخت‪,,,‬ار الش‪,,,‬افعي منه‪,,,‬ا ثالث‪,,,‬ة أن‪,,,‬واع‪ :‬بطن نخ‪,,,‬ل‪ ،‬وذات الرق‪,,,‬اع‪،‬‬
‫وعسفان‪ .‬شرح النووي‪ ،6/375 ،‬واإلعالم بفوائد عم‪,,‬دة األحك‪,,‬ام‪.4/351 ،‬‬
‫وذكر الحاكم في مستدركه‪ ،338 ،1/335 ،‬ثمانية أنواع منها‪ .‬وص‪,,‬حح ابن‬
‫ح‪,,,,‬زم في ص‪,,,,‬فتها عن رس‪,,,,‬ول هللا ‪ ‬أربع‪,,,,‬ة عش‪,,,,‬ر نوًع ا [المحلى‪،‬‬
‫‪ ،42 ،5/33‬وابن خزيمة‪ ،307 ،2/293 ،‬وذكر القرطبي في المفهم عشرة‬
‫أحاديث منها وتكلم عليها‪ .‬المفهم‪ ،476-2/468 ،‬ق‪,,‬ال أب‪,,‬و داود‪ :‬جمي‪,,‬ع م‪,,‬ا‬
‫روي عن النبي ‪ ‬في صالة الخوف جائز‪ ،‬ال نرجح بعضه على بعض‪ ،‬وق‪,,‬ال‬
‫اإلمام أحمد‪ :‬ما أعلم في هذا الباب إال حديًثا ص‪,,‬حيًح ا‪ ،‬واخت‪,,‬ار ح‪,,‬ديث س‪,,‬هل‬
‫بن أبي حثمة‪ .‬اإلعالم بفوائد عم‪,‬دة األحك‪,‬ام‪ ،‬البن الملقن‪ ،4/352 ،‬وانظ‪,‬ر‪:‬‬
‫المغني‪ ،‬البن قدامة‪ ،314-3/311 ،‬وقال اإلم‪,,‬ام ابن القيم بع‪,,‬د أن ذك‪,,‬ر س‪,,‬ت‬
‫صفات من أنواع صالة الخوف‪ ،‬وقد روي عنه ‪ ‬صفات أخرى ترجع كله‪,,‬ا‬
‫إلى هذه‪ ،‬وه‪,,‬ذه أص‪,,‬ولها‪ ،‬وربم‪,,‬ا اختل‪,,‬ف بعض ألفاظه‪,,‬ا‪ ،‬وق‪,,‬د ذك‪,,‬ر بعضهم‬
‫صالة الخوف‬
‫‪15‬‬
‫ومن ه((ذه األن((واع الثابت((ة في األح((اديث الص((فات‬
‫اآلتية‪:‬‬
‫النوع األول‪ :‬ما يوافق ظاهر القرآن‪ :‬يقسم األمير‬
‫أو القائد من مع((ه إلى ط((ائفتين‪ :‬طائف((ة وج((اه الع((دو؛‬
‫لئال يهجم‪ ،‬وطائفة تصلي معه‪ ،‬فيصلي بهذه الطائف((ة‬
‫ركع((ة‪ ،‬ف((إذا ق((ام إلى الركع((ة الثاني((ة ن((ووا االنف((راد‬
‫وأتموا ألنفس(هم ركع(ة واإلم(ام واق(ف‪ ،‬وس(لموا قب(ل‬
‫ركوعه‪ ،‬ثم ذهبوا إلى الطائف((ة ال((تي وج((اه الع((دو‪ ،‬ثم‬
‫ت((أتي الطائف((ة ال((تي ك((انت تح((رس وج((اه الع((دو إلى‬
‫اإلمام فتجده ينتظرها واقًفا في الركعة الثاني((ة فت((دخل‬
‫معه فيها وتصلي معه هذه الركعة‪ ،‬فإذا جلس للتش((هد‬
‫قامت فقضت ركعة واإلمام ينتظرها في التشهد‪ ،‬فإذا‬
‫تش((هدت س((لم بهم؛ لح((ديث ص((الح بن خ((َّو ات عمن‬
‫صلى مع رسول هللا ‪ )1( ‬ي((وم ذات الرق((اع(‪ )2‬ص((الة‬
‫الخوف‪ ،‬أن طائفة صفت معه وطائفة وجاه(‪ )3‬الع(((دو‬
‫عش‪,,‬ر ص‪,,‬فات‪ ،‬وذكره‪,,‬ا أب‪,,‬و محم‪,,‬د بن ح‪,,‬زم نح‪,,‬و خمس عش‪,,‬رة ص‪,,‬فة‪،‬‬
‫والص‪,,‬حيح م‪,,‬ا ذكرن‪,,‬اه أوًال‪ ،‬وه‪,,‬ؤالء كلم‪,,‬ا رأوا اختالف ال‪,,‬رواة في قص‪,,‬ة‪،‬‬
‫جعل‪,,‬وا ذل‪,,‬ك وجوًه ا من فع‪,,‬ل الن‪,,‬بي ‪ ،‬وإنم‪,,‬ا ه‪,,‬و من اختالف ال‪,,‬رواة‪ ،‬وهللا‬
‫أعلم)) زاد المعاد‪.1/532 ،‬‬
‫(?) وفي رواية لمسلم برقم ‪ ،841‬عن صالح بن خوات بن جبير‪ ،‬عن سهل‬ ‫‪1‬‬

‫بن أبي حثمة‪ ،‬فصرح به في هذه الرواية‪ ،‬وفي رواية أبهمه‪.‬‬


‫‪2‬‬
‫(?) ذات الرقاع‪ :‬غزوة معروفة‪ ،‬ق‪,,‬ال الن‪,,‬ووي‪(( :‬س‪,,‬ميت ذات الرق‪,,‬اع؛ ألن‬
‫أقدام المسلمين نقبت من الحفاء فلفوا عليه‪,,‬ا الخ‪,,‬رق ه‪,,‬ذا ه‪,,‬و الص‪,,‬حيح في‬
‫س‪,,‬بب تس‪,,‬ميتها)) وق‪,,‬ال‪(( :‬ك‪,,‬انت س‪,,‬نة خمس)) ش‪,,‬رح الن‪,,‬ووي على ص‪,,‬حيح‬
‫مس‪,‬لم‪ ،6/376 ،‬وذك‪,‬ر ابن القيم رحم‪,‬ه هللا أن أه‪,‬ل الس‪,‬ير ق‪,‬الوا‪ :‬ك‪,‬انت في‬
‫السنة الرابع‪,‬ة جم‪,‬ادى األولى‪ ،‬وقي‪,‬ل مح‪,‬رم‪ ،‬ورجح أنه‪,‬ا ك‪,‬انت بع‪,‬د خي‪,‬بر‪،‬‬
‫وسمعت شيخنا ابن باز يرد هذا القول ويرجح أنها قب‪,,‬ل الخن‪,,‬دق‪ .‬انظ‪,,‬ر‪ :‬زاد‬
‫المع‪,,,‬اد‪ ،253-3/250 ،‬وانظ‪,,,‬ر للفائ‪,,,‬دة‪ :‬اإلعالم بفوائ‪,,,‬د عم‪,,,‬دة األحك‪,,,‬ام‪،‬‬
‫‪.464 ،7/417 ،4/352‬‬
‫(?) وجاه الع‪,,‬دو‪:‬يق‪,,‬ال‪:‬وجاه وتج‪,,‬اه‪:‬أي قبالت‪,,‬ه‪،‬والطائف‪,,‬ة‪:‬الفرق‪,,‬ة‪.‬ش‪,,‬رح‬ ‫‪3‬‬

‫النووي‪.6/377،‬‬
‫صالة الجماعة‬
‫‪16‬‬
‫فص((لى بال((ذين مع((ه ركع((ة‪ ،‬ثم ثبت قائًم ا وأتم((وا‬
‫ألنفسهم‪ ،‬ثم انصرفوا وصفوا وج((اه الع((دو‪ ،‬وج((اءت‬
‫الطائف((ة األخ((رى فص((لى بهم الركع((ة ال((تي بقيت من‬
‫صالته‪ ،‬ثم ثبت جالًسا وأتموا ألنفس((هم‪ ،‬ثم س((لم بهم))‬
‫(‪ ،)1‬وسمعت ش((يخنا اإلم((ام عب((د العزي((ز بن عب((د هللا‬
‫ابن ب((از رحم((ه هللا يق((ول‪(( :‬وه((ذا أيس((ر األن((واع‪،‬‬
‫والصحابي المبهم في سند الح(ديث ه(و س(هل بن أبي‬
‫حثمة))(‪ )2‬وهذا النوع اختاره اإلم((ام أحم((د بن حنب((ل‪،‬‬
‫لموافقته ظاهر القرآن‪ ،‬وأقر جميع األنواع األخ((رى‪،‬‬
‫وأن كل حديث صح في صالة الخوف يج((وز العم((ل‬
‫به(‪.)3‬‬
‫النوع الث‪,,‬اني‪ :‬إذا ك‪,,‬ان الع‪,,‬دو في جه‪,,‬ة القبل‪,,‬ة وال‬
‫يخفى بعضهم على المسلمين صف اإلم((ام المس((لمين‬
‫خلف(((ه ص(((فين‪ ،‬فيك(((بر ويك(((بروا جميًع ا‪ ،‬ثم يرك(((ع‬
‫فيركعوا جميًعا‪ ،‬ثم يرفع من الركوع ويرفعوا جميًع ا‬
‫مع((ه‪ ،‬ثم ينح((در فيس((جد ويس((جد مع((ه الص((ف األول‬
‫الذي يليه‪ ،‬ويبقى الصف الثاني قائًم ا يحرس مواجهة‬
‫العدو‪ ،‬فإذا ص((لى بالص((ف األول س((جدتين وق((ام إلى‬
‫الركعة الثانية سجد الصف الثاني ال((ذي ك((ان يح((رس‬
‫سجدتين‪ ،‬ثم قاموا فتق((دموا إلى مك((ان الص((ف األول‪،‬‬
‫وت(((أخر الص(((ف األول مك(((انهم‪ ،‬ثم يرك(((ع اإلم(((ام‬
‫ويركعوا مع((ه جميًع ا‪ ،‬ثم يرف((ع ويرفع((وا جميًع ا‪ ،‬ثم‬
‫(?) متفق عليه‪ :‬البخاري‪ ،‬كتاب المغ‪,,‬ازي‪ ،‬ب‪,,‬اب غزوة ذات الرق‪,,‬اع‪ ،‬ب‪,,‬رقم‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،4129‬ومسلم‪ ،‬كتاب صالة المسافرين‪ ،‬باب صالة الخوف‪ ،‬برقم ‪.842‬‬


‫(?) سمعته أثناء تقريره على بلوغ المرام‪ ،‬الحديث رقم ‪.499‬‬ ‫‪2‬‬

‫(?) انظر‪ :‬المغني البن قدامة‪ ،311 ،3/299 ،‬والشرح الكب‪,,‬ير م‪,,‬ع المقن‪,,‬ع‬ ‫‪3‬‬

‫واإلنص‪,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,‬اف‪،‬‬
‫‪ ،5/125‬والمقنع مع الشرح الكبير واإلنصاف‪ ،5/117 ،‬والكافي‪.1/467 ،‬‬
‫صالة الخوف‬
‫‪17‬‬
‫يس((جد ويس((جد مع((ه الص((ف األول ال((ذي ك((ان في‬
‫الركعة األولى هو الثاني‪ ،‬فإذا س((جد س((جدتين وجلس‬
‫للتش((هد س((جد الص((ف الث((اني ولحق((وه في التش((هد‪،‬‬
‫وتشهدوا جميًعا‪ ،‬ثم سلم بهم جميًعا(‪)1‬؛ لح((ديث ج((ابر‬
‫بن عب((د هللا ‪ ‬ق((ال‪ :‬ش((هدت م((ع رس((ول هللا ‪ ‬ص((الة‬
‫الخ((وف فص((فنا ص((فين‪ :‬ص((ف خل((ف رس((ول هللا ‪‬‬
‫والعدو بيننا وبين القبلة فكبر النبي ‪ ‬وكبرن((ا جميًع ا‪،‬‬
‫ثم ركع وركعن((ا جميًع ا‪ ،‬ثم رف((ع رأس((ه من الرك((وع‬
‫ورفعن((ا جميًع ا‪ ،‬ثم انح((در بالس((جود والص((ف ال((ذي‬
‫يلي((ه‪ ،‬وق((ام الص((ف الم((ؤخر في نح((ر الع((دو(‪ )2‬فلم((ا‬
‫قضى النبي ‪ ‬السجود وقام الصف الذي يلي((ه‪ ،‬انح((در‬
‫الص((ف الم((ؤخر بالس((جود وق((اموا‪ ،‬ثم تق((دم الص((ف‬
‫الم((ؤخر وت((أخر الص((ف المق((دم‪ ،‬ثم رك((ع الن((بي ‪‬‬
‫وركعن((ا جميًع ا‪ ،‬ثم رف((ع رأس((ه من الرك((وع ورفعن((ا‬
‫جميًعا‪ ،‬ثم انحدر بالسجود والص((ف ال((ذي يلي((ه ال((ذي‬
‫كان مؤخًر ا في الركعة األولى‪ ،‬وقام الصف الم((ؤخر‬
‫في نحر العدو‪ ،‬فلما قضى الن((بي ‪ ‬الس((جود والص((ف‬
‫الذي يليه انحدر الصف الم((ؤخر بالس((جود فس((جدوا‪،‬‬
‫ثم سلم النبي ‪ ،‬وسلمنا جميًعا))(‪.)3‬‬
‫(?) المغ‪,,,‬ني‪ ،3/312 ،‬والش‪,,,‬رح الكب‪,,,‬ير‪ ،5/118 ،‬وزاد المع‪,,,‬اد‪،1/529 ،‬‬ ‫‪1‬‬

‫والشرح الممتع‪ ،4/583 ،‬والكافي البن قدامة‪.1/471 ،‬‬


‫(?) في نحر العدو‪ :‬أي في مقابله‪ ،‬ونحر ك‪,,‬ل ش‪,,‬يء أول‪,,‬ه‪ .‬ش‪,,‬رح الن‪,,‬ووي‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪.6/376‬‬
‫(?) مسلم‪ ،‬كتاب صالة المس‪,,‬افرين‪ ،‬ب‪,,‬اب ص‪,,‬الة الخ‪,,‬وف‪ ،‬ب‪,,‬رقم ‪ ،840‬وفي‬ ‫‪3‬‬

‫رواية أنها صالة العصر‪ ،‬وألبي داود في س‪,,‬ننه عن أبي عي‪,,‬اش ال‪,,‬زرقي في‬
‫كت‪,,‬اب الص‪,,‬الة‪ ،‬ب‪,,‬اب ص‪,,‬الة الخ‪,,‬وف‪ ،‬ب‪,,‬رقم ‪ ،1236‬أن ه‪,,‬ذه الص‪,,‬الة ك‪,,‬انت‬
‫بعس‪,,‬فان‪ ،‬وعس‪,,‬فان موض‪,,‬ع على مرحل‪,,‬تين من مك‪,,‬ة‪ ،‬كم‪,,‬ا في الق‪,,‬اموس‬
‫المحيط‪ ،‬ص‪ ،1082‬والمصباح المنير‪ ،‬ص‪ ،155‬قال اإلم‪,,‬ام ابن القيم‪(( :‬وال‬
‫خالف بينهم أن غزوة عسفان كانت بعد الخندق)) زاد المعاد‪.3/252 ،‬‬
‫صالة الجماعة‬
‫‪18‬‬
‫النوع الثالث‪ :‬يقسم اإلمام أص‪,,‬حابه إلى ط‪,,‬ائفتين‪:‬‬
‫فرقة تجاه العدو وفرقة تصلي معه‪ ،‬فيص((لي بإح((دى‬
‫الطائفتين ركع((ة ثم تنص((رف قب((ل أن تس((لم وهي في‬
‫صالتها إلى مك((ان الفرق((ة األخ((رى‪ ،‬ثم ت((أتي الفرق((ة‬
‫األخ((رى إلى مك((ان ه((ذه خل((ف اإلم((ام فتص((لي مع((ه‬
‫الركعة الثاني((ة‪ ،‬ثم يس((لم وح((ده‪ ،‬وتقض((ي ك((ل طائف((ة‬
‫ركع((ة؛ لح((ديث عب((د هللا بن عم((ر رض(((ي هللا عنهم(((ا‪ ،‬ق((ال‪:‬‬
‫غ((زوت م((ع الن((بي ‪ِ ‬قَب ل نج((ٍد فوازين((ا(‪ )1‬الع((دو‪،‬‬
‫فصاففناهم‪ ،‬فقام رسول هللا ‪ ‬يصلي لنا‪ ،‬فقامت طائفة‬
‫مع((ه وأقبلت طائف((ة على الع((دو‪ ،‬فرك((ع رس((ول هللا ‪‬‬
‫بمن مع(((ه وس(((جد س(((جدتين‪ ،‬ثم انص(((رفوا مك(((ان‬
‫الطائفة(‪ )2‬التي لم تصِّل ‪ ،‬فج((اؤوا فرك((ع رس((ول هللا ‪‬‬
‫بهم ركعة وس((جد س((جدتين‪ ،‬ثم س(َّلم‪ ،‬فق((ام ك((ل واح((د‬
‫منهم فركع لنفسه ركعة(‪ )3‬وسجد سجدتين)) وفي لف((ظ‬
‫(?) اإلزاء‪ :‬المقابل‪ ،‬فوازين‪,,‬ا الع‪,,‬دو‪ :‬أي قابلن‪,,‬اهم‪ :‬فتح الب‪,,‬اري البن حج‪,,‬ر‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪.2/430‬‬
‫(?) ثم انصرفوا مكان الطائف‪,,‬ة ال‪,,‬تي لم تص ‪ِّ,‬ل ‪ :‬أي فق‪,,‬اموا في مك‪,,‬انهم‪ .‬فتح‬ ‫‪2‬‬

‫الباري البن حجر‪.2/430 ،‬‬


‫(?) ((فقام كل واحد فركع لنفسه ركعة)) قال الحافظ ابن حجر رحمه هللا‪(( :‬لم‬ ‫‪3‬‬

‫تختلف الطرق عن ابن عمر في هذا‪ ،‬وظاهره أنهم أتموا ألنفس‪,,‬هم في حال‪,,‬ة‬
‫واحدة‪ ،‬ويحتمل أنهم أتموا على التعاقب وهو الراجح من حيث المعنى‪ ،‬وإال‬
‫فيستلزم تضييع الحراسة المطلوبة‪ ،‬وإفراد اإلمام وحده‪ ،‬ويرجح‪,,‬ه م‪,,‬ا رواه‬
‫أبو داود من حديث ابن مسعود ولفظه‪(( :‬ثم سلم فقام هؤالء ‪ -‬أي الطائف‪,,‬ة ‪-‬‬
‫فقضوا ألنفسهم ركعة‪ ،‬ثم سلموا‪ ،‬ثم ذهبوا ورجع أولئك إلى مقامهم فصلوا‬
‫ألنفسهم ركعة ثم سلموا‪[ ،‬سنن أبي داود برقم ‪ ،]1245 ،1244‬وظاهره أن‬
‫الطائفة الثانية والت بين ركعتيها‪ ،‬ثم أتمت الطائف‪,,‬ة األولى بع‪,,‬دها ووق‪,,‬ع في‬
‫الرافعي تبًعا من كتب الفقه أن في ح‪,,‬ديث ابن عم‪,,‬ر ه‪,,‬ذا أن الطائف‪,,‬ة الثاني‪,,‬ة‬
‫ت‪,‬أخرت وجاءت الطائف‪,‬ة األولى ف‪,‬أتموا ركع‪,‬ة‪ ،‬ثم ت‪,‬أخروا وع‪,‬ادت الطائف‪,‬ة‬
‫الثانية فأتموا‪ ،‬ولم نقف على ذلك في شيء من الطرق‪ ،‬وبهذه الكيفي‪,,‬ة أخذ‬
‫الحنفية‪ ،‬واخت‪,,‬ار الكيفي‪,,‬ة ال‪,,‬تي في ح‪,,‬ديث ابن مس‪,,‬عود‪ :‬أش‪,,‬هب واألوزاعي‪،‬‬
‫وهي الموافق‪,,‬ة لح‪,,‬ديث س‪,,‬هل بن أبي حثم‪,,‬ة من رواي‪,,‬ة مال‪,,‬ك عن يح‪,,‬يى بن‬
‫سعيد‪ ،‬واستدل بقوله طائفة على أنه ال يشترط اس‪,‬تواء الف‪,‬ريقين في الع‪,‬دد‪،‬‬
‫لكن البد أن تكون التي تحرس يحص‪,,‬ل الثق‪,,‬ة به‪,,‬ا في ذل‪,,‬ك‪ ،‬والطائف‪,,‬ة تطل‪,,‬ق‬
‫صالة الخوف‬
‫‪19‬‬
‫لمس((لم‪(( :‬ثم س((لم الن((بي ‪ ،‬ثم قض((ى ه((ؤالء ركع((ة‬
‫وه((ؤالء ركع((ة)) وفي لف((ظ لمس((لم أيًض ا‪(( :‬ثم قض((ت‬
‫الطائفتان‪ :‬ركعة ركع((ة))(‪ ،)1‬وس((معت ش((يخنا اإلم((ام‬
‫ابن ب(((از رحم(((ه هللا يق(((ول‪(( :‬ص(((لى بهم ركع(((ة ثم‬
‫انصرفوا‪ ،‬وجاءت الطائفة الثانية فركع بهم ركع((ة ثم‬
‫سلم‪ ،‬فقام كل واحد فركع لنفسه ركعة‪ ،‬قضوا الركعة‬
‫كلهم بعد سالم النبي ‪ ،‬وس((مح لهم في ه((ذه الحرك((ة؛‬
‫للحاج((ة‪ ،‬وانص((راف الطائف((ة األولى قب((ل س((المهم‪،‬‬
‫وهذا جائز والنوع األول أسهل))(‪.)2‬‬
‫النوع الرابع‪ :‬أن يصلي اإلم‪,,‬ام بك‪,,‬ل طائف‪,,‬ة ص‪,,‬الة‬
‫منف‪,,‬ردة‪ :‬فيص((لي بالطائف((ة األولى ركع((تين ثم يس((لم‬
‫بها‪ ،‬ثم ت((أتي الطائف((ة الثاني((ة فيص((لي بهم ركع((تين ثم‬
‫يس((لم بهم؛ لح((ديث ج((ابر بن عب((د هللا رض(((ي هللا عنهم(((ا‪ :‬أن‬
‫النبي ‪ ‬صلى بطائفة من أص((حابه ركع((تين‪ ،‬ثم س((لم‪،‬‬
‫ثم صلى بآخرين أيًض ا ركعتين‪ ،‬ثم سلم))(‪)3‬؛ ولح(ديث‬
‫أبي بك((رة ‪ ،‬ق((ال‪ :‬ص((لى الن((بي ‪ ‬في خ((وٍف الظه((ر‬
‫فصف بعضهم خلفه وبعض((هم ب((إزاء الع((دو‪ ،‬فص((لى‬
‫بهم ركعتين ثم سلم‪ ،‬فانطلق الذين صلوا مع(ه فوقف(وا‬
‫موقف أصحابهم‪ ،‬ثم جاء أولئك فصلوا خلفه‪ ،‬فص((لى‬
‫بهم ركع((تين‪ ،‬ثم س((لم‪ ،‬فك((انت لرس((ول هللا ‪ ‬أربًع ا‪،‬‬
‫على القليل والكثير‪ ،‬فلو كانوا ثالثة ووقع لهم خوف جاز ألحدهم أن يص‪,,‬لي‬
‫بواحد ويحرس واحد‪ ،‬ثم يصلي باآلخر)) فتح الباري البن حجر‪.2/431 ،‬‬
‫(?) متف‪,‬ق علي‪,‬ه واللف‪,‬ظ للبخ‪,‬اري‪ :‬البخ‪,‬اري‪ ،‬كت‪,‬اب ص‪,‬الة الخ‪,‬وف‪ ،‬ب‪,‬اب ص‪,‬الة‬ ‫‪1‬‬

‫الخ‪,,‬وف‪ ،‬ب‪,,‬رقم ‪،942‬ورقم ‪،4133‬ومس‪,,‬لم‪،‬كت‪,,‬اب ص‪,,‬الة المس‪,,‬افرين‪،‬ب‪,,‬اب ص‪,,‬الة‬


‫الخوف‪ ،‬برقم ‪.839‬‬
‫(?) سمعته أثناء تقريره على بلوغ المرام‪ ،‬الحديث رقم ‪.500‬‬ ‫‪2‬‬

‫(?) س‪,,,‬نن النس‪,,,‬ائي‪ ،‬كت‪,,,‬اب ص‪,,,‬الة الخ‪,,,‬وف‪ ،‬ب‪,,,‬رقم ‪ ،1551‬ورقم ‪،1553‬‬ ‫‪3‬‬

‫وصححه العالمة األلباني في صحيح النسائي‪.504 ،1/503 ،‬‬


‫صالة الجماعة‬
‫‪20‬‬
‫وألصحابه ركعتين)) وب(ذلك ك(ان يف(تي الحس(ن‪ ،‬ق(ال‬
‫أب((و داود في المغ((رب؛ يك((ون لإلم((ام س(ُّت ركع((ات‪،‬‬
‫وللقوم ثالث ثالث))(‪.)1‬‬
‫وس((معت ش((يخنا اإلم((ام ابن ب((از رحم((ه هللا يق((ول‪:‬‬
‫((يصلي بالطائفة األولى ركع((تين‪ ،‬ثم يس((لم‪ ،‬ويص((لي‬
‫بالطائفة الثاني((ة ركع((تين‪ ،‬ثم يس((لم‪ ،‬وروى مس((لم م((ا‬
‫رواه النس(((ائي وأب(((و داود‪ ،‬ورواه البخ(((اري معلًق ا‬
‫مجزوًم ا به‪ ،‬وهذا دليل على جواز إمامة المتنفل))(‪.)2‬‬
‫وعن جابر ‪ ، ‬قال‪ :‬كنا م(ع الن((بي ‪ ‬ب((ذات الرق(اع‪،‬‬
‫فإذا أتين(ا على ش(جرة ظليل(ة تركناه(ا للن(بي ‪ ،‬فج(اء‬
‫رجل من المشركين وس((يف الن((بي ‪ ‬معل((ق بالش((جرة‬
‫فاخترطه فقال له‪ :‬تخ((افني؟ فق((ال ل((ه‪(( :‬ال)) ق((ال‪ :‬فمن‬
‫يمنع((ك م((ني؟ ق((ال‪(( :‬هللا)) فته((دده أص((حاب الن((بي ‪‬‬
‫وأقيمت الصالة فص((لى بطائف((ة ركع((تين‪ ،‬ثم ت((أخروا‬
‫وصلى بالطائفة األخرى ركعتين‪ ،‬وكان للنبي ‪ ‬أربٌع‬
‫وللقوم ركعتان)) ‪ ،‬قال اإلم((ام ابن قدام((ة رحم((ه هللا‪:‬‬
‫‪)3‬‬

‫((وهذا مث((ل الوج((ه ال((ذي قبل((ه(‪ )4‬إال أن((ه ال يس((لم في‬


‫الركعتين األوليين))(‪ .)5‬وقال اإلمام النووي رحمه هللا‬
‫(? ) أبو داود‪ ،‬كتاب الصالة‪ ،‬باب من قال يصلي بكل طائفة ركعتين‪ ،‬وتك‪,,‬ون‬ ‫‪1‬‬

‫لإلم‪,,,‬ام أربًع ا‪ ،‬ب‪,,,‬رقم ‪،1248‬والنس‪,,,‬ائي‪،‬كت‪,,,‬اب ص‪,,,‬الة الخ‪,,,‬وف‪،‬ب‪,,,‬رقم‬


‫‪ ،1554،1550‬وص‪,,‬ححه األلب‪,,‬اني في ص‪,,‬حيح أبي داود‪،1/342،‬وص‪,,‬حيح‬
‫النسائي‪.504 ،1/503،‬‬
‫(?) سمعته أثناء تقريره على بلوغ المرام‪ ،‬الحديث رقم ‪ ،503‬ورقم ‪.504‬‬ ‫‪2‬‬

‫(?) متفق عليه‪ :‬البخاري‪ ،‬كتاب المغ‪,,‬ازي‪ ،‬ب‪,,‬اب غزوة ذات الرق‪,,‬اع‪ ،‬ب‪,,‬رقم‬ ‫‪3‬‬

‫‪ ،4136‬ومسلم‪ ،‬كتاب صالة المسافرين‪ ،‬باب صالة الخوف‪ ،‬برقم ‪.843‬‬


‫(?) يعني بذلك رحمه هللا نفس النوع الرابع الذي دل عليه حديث جابر عن‪,,‬د‬ ‫‪4‬‬

‫النسائي‪ ،‬برقم ‪.1551‬‬


‫(?) المغني البن قدام‪,,‬ة‪ ،3/313 ،‬والش‪,,‬رح الكب‪,,‬ير م‪,,‬ع المقن‪,,‬ع واإلنص‪,,‬اف‪،‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪ ،5/138‬والك‪,,,‬افي البن قدام‪,,,‬ة‪ ،1/469 ،‬وزاد المع‪,,,‬اد البن القيم‪،1/529 ،‬‬


‫وكل هذه المراجع ذكر أصحابها أن حديث جابر في الصحيحين ب‪,,‬دون س‪,,‬الم‬
‫صالة الخوف‬
‫‪21‬‬
‫عن ح((ديث ج((ابر ه((ذا ((ص((لى بطائف((ة ركع((تين ثم‬
‫ت((أخروا وص((لى بالطائف((ة األخ((رى ركع((تين‪ ،‬فك((انت‬
‫لرس((ول هللا ‪ ‬أرب((ع ركع((ات وللق((وم ركعت((ان))‪ .‬ق((ال‬
‫[الن((ووي] ((ص((لى بالطائف((ة األولى ركع((تين وس((لم‬
‫وسلموا‪ ،‬وبالثانية كذلك‪.)1())..‬‬
‫وسمعت شيخنا اإلمام عبد العزيز ابن باز رحمه الل((ه‬
‫يق((ول‪(( :‬ه((ذه ص((فة من أن((واع ص((الة الخ((وف‪ :‬ص((لى‬
‫ركعتين ثم سلم‪ ،‬ثم صلى بطائفة أخرى ركعتين ثم سلم‪،‬‬
‫وهذا هو الصواب‪ ،‬ومن قال‪ :‬إنه صلى بدون سالم فق((د‬
‫غلط‪ ،‬ومن أهم ش(يء عن(د ط(الب العلم إذا أش(كل علي(ه‬
‫بعض األح((اديث أن يجم((ع الرواي((ات وطرقه((ا ح((تى‬
‫يتضح له األمر))(‪.)2‬‬
‫النوع الخ‪,,‬امس‪ :‬يص‪,,‬لي اإلم‪,,‬ام بإح‪,,‬دى الط‪,,‬ائفتين‬
‫ركع‪,,‬ة ثم ت((ذهب وال تقض((ي ش((يًئا‪ ،‬ثم ت((أتي الطائف((ة‬
‫األخرى فتصف خلفه ويصلي بهم ركعة ثم يس((لم وال‬
‫تقضي شيًئا؛ لحديث ابن عباس رض(((ي هللا عنهم(((ا قال‪ :‬صلى‬
‫رس((ول هللا ‪ ‬ص((الة الخ((وف ب((ذي ق((رد‪ :‬أرض من‬
‫أرض بني سليم(‪ ،)3‬فصلى الناس خلفه َص َّفين‪ :‬ص (ًّفا‬
‫يوازي العدو‪ ،‬وصًّفا خلفه‪ ،‬فصلى بالصف الذي يلي((ه‬
‫ركعة‪ ،‬ثم نهض هؤالء إلى مصاف ه((ؤالء‪ ،‬وه((ؤالء‬
‫للنبي ‪‬؛ ولهذا عُّدوه نوًعا خامًس ا ال يدخل في النوع الرابع‪ ،‬وهللا أعلم‪.‬‬
‫(?) شرح الن‪,,‬ووي على ص‪,,‬حيح مس‪,,‬لم‪ ،6/378 ،‬وك‪,,‬ذلك اخت‪,,‬ار المج‪,,‬د ابن‬ ‫‪1‬‬

‫تيمي‪,,‬ة أن ح‪,,‬ديث جابر في الص‪,,‬حيحين تك‪,,‬ون ك‪,,‬ل ركع‪,,‬تين بس‪,,‬الم [انظ‪,,‬ر‪:‬‬


‫الحديث رقم ‪ 1314‬من منتقى األخبار المطبوع مع نيل األوطار]‪.‬‬
‫(?) سمعته أثناء تقريره على صحيح البخاري‪ ،‬الحديث رقم ‪.4136‬‬ ‫‪2‬‬

‫(?) ذو قرد‪ :‬ماء على ليلتين من المدينة‪ ،‬بينه‪,,‬ا وبين خي‪,,‬بر‪ ،‬وك‪,,‬ان رس‪,,‬ول‬ ‫‪3‬‬

‫هللا ‪ ‬خرج إلي‪,,‬ه لم‪,,‬ا خرج في طلب عيين‪,,‬ة حين أغار على لقاح‪,,‬ه‪ .‬معجم‬
‫البلدان‪.4/55 ،‬‬
‫صالة الجماعة‬
‫‪22‬‬
‫إلى مصاف هؤالء فصلى بهم ركع((ة أخ((رى))‪ .‬ولف((ظ‬
‫النس((ائي‪(( :‬أن رس((ول هللا ‪ ‬ص((لى ب((ذي ق((رد فص (ّف‬
‫الناس خلفه َص َّفين‪ :‬صًّفا خلف(ه وص(ًّفا م(وازي الع(دو‪،‬‬
‫فصلى بالذين خلفه ركعة ثم انصرف هؤالء إلى مكان‬
‫هؤالء‪،‬وجاء أولئك فصلى بهم ركع((ة ولم يقض((وا))(‪)1‬؛‬
‫لح((ديث حذيف((ة ‪(( :‬أن الن((بي ‪ ‬ص((لى ص((الة الخ((وف‬
‫به((ؤالء ركع((ة‪ ،‬وبه((ؤالء ركع((ة‪ ،‬ولم يقض((وا))(‪،)2‬‬
‫وسمعت ش(يخنا اإلم(ام يق(ول‪(( :‬ص(لى بطائف(ة ركع(ة‬
‫وبطائفة ركعة‪ ،‬ولم يقضوا فكان له ركعتان))(‪.)3‬‬
‫وعن ابن عباس رضي هللا عنهم(((ا قال‪(( :‬فرض هللا الص((الة‬
‫على لس((ان ن((بيكم ‪ :‬في الحض((ر أربًع ا‪ ،‬وفي الس((فر‬
‫ركع(((تين‪ ،‬وفي الخ(((وف ركع(((ة))(‪ ،)4‬ق(((ال اإلم(((ام‬
‫الصنعاني رحمه هللا‪(( :‬ص((الة الخ((وف ركع((ة واح((دة‬
‫في حق اإلمام والمأموم)) (‪ ،)5‬وس((معت ش((يخنا اإلم((ام‬
‫ابن ب((از رحم((ه هللا يق((ول عن ه((ذا الن((وع‪(( :‬ص((الة‬
‫الخ((وف ركع((ة على أي ح((ال ك((ان‪ ،‬يع((ني لإلم((ام‬
‫والمأمومين))(‪ ،)6‬وهذه األن((واع الس((تة ثبتت‪ ،‬وذكره((ا‬
‫(?) أحمد‪ ،5/385 ،‬والنسائي‪ ،‬كتاب صالة الخوف‪ ،‬برقم ‪ ،1532‬والبخاري‬ ‫‪1‬‬

‫بنح‪,,‬وه‪ ،‬في كت‪,,‬اب ص‪,,‬الة الخ‪,,‬وف‪ ،‬ب‪,,‬اب‪ :‬يح‪,,‬رس بعضهم بعًض ا في ص‪,,‬الة‬
‫الخوف‪ ،‬برقم ‪ ،944‬وصححه األلباني في صحيح سنن النسائي‪.1/496 ،‬‬
‫(?) أحم‪,,‬د‪ ،5/399 ،‬والنس‪,,‬ائي‪ ،‬كت‪,,‬اب الخ‪,,‬وف‪ ،‬ب‪,,‬رقم ‪ ،1528‬وأب‪,,‬و داود‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫كتاب صالة السفر‪ ،‬باب صالة الخوف‪ ،‬ب‪,,‬رقم ‪ ،1246‬وص‪,,‬ححه األلب‪,,‬اني في‬
‫ص‪,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,‬حيح أبي داود‪،‬‬
‫‪ ،1/342‬وصحيح النسائي‪.1/495 ،‬‬
‫(?) سمعته أثناء تقريره على بلوغ المرام‪ ،‬الحديث رقم ‪.505‬‬ ‫‪3‬‬

‫(?) مس‪,,,‬لم‪،‬كت‪,,,‬اب ص‪,,,‬الة المس‪,,,‬افرين‪،‬وقص‪,,,‬رها‪،‬ب‪,,,‬اب ص‪,,,‬الة المس‪,,,‬افرين‬ ‫‪4‬‬

‫وقصرها‪،‬برقم ‪.687‬‬
‫(?) سبل السالم‪.3/213 ،‬‬ ‫‪5‬‬

‫(?) سمعته أثناء تقريره على بلوغ المرام‪ ،‬الحديث رقم ‪.507‬‬ ‫‪6‬‬
‫صالة الخوف‬
‫‪23‬‬
‫أهل العلم(‪.)1‬‬
‫خامًس ا‪ :‬ص‪,,‬الة الخ‪,,‬وف في الحضر ت‪,,‬ؤدى ب‪,,‬دون‬
‫قص‪,,‬ر‪ ،‬ق((ال اإلم((ام ابن القيم رحم((ه هللا‪(( :‬وك((ان من‬
‫هديه ‪ ‬في صالة الخوف أن أب((اح هللا ‪ ‬قص(ر أرك(ان‬
‫الصالة وعددها إذا اجتم(ع الخ(وف والس(فر‪ ،‬وقص(ر‬
‫الع((دد وح((ده إذا ك((ان س((فر ال خ((وف مع((ه‪ ،‬وقص((ر‬
‫األركان وح(دها إذا ك(ان خ(وف ال س(فر مع(ه‪ ،‬وه(ذا‬
‫كان من هديه ‪ ‬وبه ُتعلم الحكمة في تقييد القص((ر في‬
‫اآلية بالضرب في األرض والخوف))(‪ .)2‬وه((ذا ي((بّين‬
‫أن صالة الخوف جائزة في الحضر إذا احتاج الن((اس‬
‫إلى ذلك؛ لنزول العدو قريًب ا من البل((د(‪ .)3‬ف((إن خ((اف‬
‫الن((اس وقت اإلقام((ة ص(َّلى اإلم((ام الص((الة الرباعي((ة‬
‫بكل طائفة ركعتين وأتمت الطائف((ة األولى بالحم((د هلل‬
‫في ك(((ل ركع(((ة‪ ،‬والطائف(((ة الثاني(((ة تتم بالحم(((د هلل‬
‫وسورة(‪.)4‬‬
‫(?) انظر‪ :‬المغني البن قدام‪,,‬ة‪ ،326-3/298 ،‬والش‪,,‬رح الكب‪,,‬ير م‪,,‬ع المقن‪,,‬ع‬ ‫‪1‬‬

‫واإلنص ‪,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,‬اف‪،‬‬
‫‪ ،5/117-144‬والكافي البن قدامة‪ ،272-1/267 ،‬وزاد المعاد‪ ،‬البن القيم‪،‬‬
‫‪.1/529-531‬‬
‫(?) زاد المعاد في هدي خير العباد‪.1/529 ،‬‬ ‫‪2‬‬

‫(?) وذكر عن اإلمام مالك أن صالة الخوف ال تجوز في الحضر‪ ،‬ألن اآلي‪,,‬ة‬ ‫‪3‬‬

‫إنما دّلت على صالة ركعتين‪ ،‬وصالة الحضر أربًعا؛ وألن الن‪,,‬بي ‪ ‬لم يفعله‪,,‬ا‬
‫في الحضر‪ ،‬وخالفه أصحابه فقالوا كقولنا‪ ،‬ولنا من األدلة أن هللا تعالى قال‪:‬‬
‫‪َ ‬و ِإَذ ا ُك نَت ِفيِهْم َفَأَقْم َت َلُهُم الَّص َالَة ‪ ‬وهذا عام في كل حال‪ ،‬وت‪,,‬رك الن‪,,‬بي ‪‬‬
‫فعله‪,,‬ا في الحضر إنم‪,,‬ا ك‪,,‬ان لغن‪,,‬اه عن فعله‪,,‬ا في الحضر‪ .‬انظ‪,,‬ر‪ :‬المغ‪,,‬ني‪،‬‬
‫‪ ،3/305‬والش‪,,‬رح الكب‪,,‬ير م‪,,‬ع المقن‪,,‬ع واإلنص‪,,‬اف‪ ،5/130 ،‬والك‪,,‬افي البن‬
‫قدامة‪.1/573 ،‬‬
‫(?) وهل تفارقه الطائف‪,,‬ة األولى في التش‪,,‬هد أو حين يق‪,,‬وم إلى الثالث‪,,‬ة على‬ ‫‪4‬‬

‫وجهين‪:‬‬
‫أحدها‪ :‬حين يقوم إلى الثالثة‪ ،‬وهو قول مالك األوزاعي‪.‬‬
‫صالة الجماعة‬
‫‪24‬‬
‫قال الخرقي رحمه هللا‪(( :‬وإن كانت الصالة مغرًب ا‪،‬‬
‫صلى اإلمام بالطائفة األولى ركعتين‪ ،‬وأتمت ألنفسها‬
‫ركعة تقرأ فيها بالحمد هلل‪ ،‬ويصلي بالطائفة األخ((رى‬
‫ركعة وأتمت ألنفسها ركعتين‪ ،‬تقرأ فيهم((ا بالحم((د هلل‬
‫وس(((ورة))(‪ ،)1‬وهللا أعلم(‪ .)2‬ق(((ال اإلم(((ام الحاف(((ظ ابن‬
‫المن(((ذر رحم(((ه هللا‪(( :‬ويص(((لي ص(((الة الخ(((وف في‬
‫الحض((ر‪ ،‬يجعلهم ط((ائفتين‪ ،‬فيص((لي بالطائف((ة األولى‬
‫ركع((تين‪ ،‬وينتظ((رهم في التش((هد جالًس ا‪ ،‬ويتم((ون‬
‫ألنفس(((هم‪ ،‬وينص(((رفون‪ ،‬وت(((أتي الطائف(((ة األخ(((رى‬
‫فيص((((لي بهم ركع((((تين‪ ،‬ويثبت جالًس ا ويص((((لون‬
‫ألنفسهم‪ ،‬فإذا جلس((وا وتش((هدوا س((لم بهم‪ ،‬وإذا ك((انت‬
‫ص((الة المغ((رب ص((لى بالطائف((ة األولى ركع((تين‪،‬‬

‫والثاني‪ :‬تفارق‪,,‬ه في التش‪,,‬هد؛ لت‪,,‬درك الطائف‪,,‬ة الثاني‪,,‬ة جمي‪,,‬ع الركع‪,,‬ة الثالث‪,,‬ة‬


‫وعلى أي الص‪,,‬فتين فع‪,,‬ل ك‪,,‬ان جائًزا‪ .‬انظ‪,,‬ر‪ :‬المغ‪,,‬ني البن قدام‪,,‬ة‪،3/305 ،‬‬
‫والمقن‪,,‬ع م‪,,‬ع الش‪,,‬رح الكب‪,,‬ير واإلنص‪,,‬اف‪،131-5/130،‬والك‪,,‬افي البن قدام‪,,‬ة‪،‬‬
‫‪.1/473‬‬
‫(?) المغني‪ .309 /3 ،‬وبهذا قال مالك‪ ،‬واألوزاعي‪ ،‬وسفيان والشافعي في‬ ‫‪1‬‬

‫أحد قوليه‪ ،‬وقال في القول اآلخر‪ :‬يصلي باألولى ركع‪,,‬ة‪ ،‬وبالثاني‪,‬ة ركع‪,,‬تين‪،‬‬
‫قال المرداوي في اإلنصاف‪(( :‬وإن كانت الصالة مغرًبا صلى باألولى ركعتين‬
‫وبالثانية ركعة بال ن‪,‬زاع‪ ،‬ونص علي‪,‬ه‪ .‬ول‪,,‬و ص‪,‬لى ب‪,‬األولى ركع‪,,‬ة وبالثاني‪,‬ة‬
‫ركع‪,,‬تين عكس الص‪,,‬فة األولى ص‪,,‬حت على الص‪,,‬حيح من الم‪,,‬ذهب‪ ،‬وعلي‪,,‬ه‬
‫األصحاب ونص علي‪,,‬ه)) ‪ .5/129‬ق‪,,‬ال الحاف‪,,‬ظ ابن حج‪,,‬ر في الفتح‪:2/424 ،‬‬
‫((لم يقع في شيء من األح‪,‬اديث المروي‪,‬ة في ص‪,‬الة الخ‪,‬وف تع‪,‬رض لكيفي‪,‬ة‬
‫صالة المغرب‪ ،‬وقد أجمعوا على أنه ال يدخلها القصر‪ ،‬واختلف‪,,‬وا ه‪,,‬ل األولى‬
‫أن يص‪,,‬لي ب‪,,‬األولى ثن‪,,‬تين والثاني‪,,‬ة واح‪,,‬دة أو العكس)) وق‪,,‬ال الش‪,,‬وكاني‪:‬‬
‫((وحكي عن الشافعي التخيير‪ ،‬ق‪,,‬ال وفي األفضل وجه‪,,‬ان أص‪,,‬حهما ركعت‪,,‬ان‬
‫باألولى‪ ،‬واستدل له بفعل النبي ‪ ،‬وليس للن‪,,‬بي فع‪,,‬ل في ص‪,,‬الة المغ‪,,‬رب وال‬
‫قول كما عرفت))‪ .‬نيل األوطار‪.2/630 ،‬‬
‫(? ) وهل تفارق اإلمام الطائفة األولى في التشهد األول أو في الركعة الثالثة‬ ‫‪2‬‬

‫على وجهين‪ :‬أحدهما حين قيام‪,‬ه إلى الثالث‪,‬ة‪ ،‬وه‪,‬و ق‪,‬ول مال‪,‬ك واألوزاعي‪.‬‬
‫والوجه الثاني تفارقه في التش‪,‬هد‪ ،‬قي‪,‬ل وكال األم‪,‬رين جائز‪ .‬انظ‪,‬ر‪ :‬الش‪,‬رح‬
‫الكب‪,,,,,,,,,,,,,,,,,,‬ير م‪,,,,,,,,,,,,,,,,,,‬ع المقن‪,,,,,,,,,,,,,,,,,,‬ع واإلنص‪,,,,,,,,,,,,,,,,,,‬اف‪،‬‬
‫‪ ،5/131-132‬والمغني‪ ،3/310 ،‬والكافي‪.1/473 ،‬‬
‫صالة الخوف‬
‫‪25‬‬
‫‪‬‬ ‫وبالطائف((ة الثاني((ة ركع((ة على ه((ذا المث((ال))(‪ ،)1‬وهللا‬
‫أعلم(‪.)2‬‬
‫سادًس ا‪ :‬صالة الخوف حال القتال والتحام الحرب‪،‬‬
‫ق((ال الل((ه تع((الى‪َ  :‬ح اِفُظوْا َع َلى الَّص َلَو اِت والَّص َالِة‬
‫اْلُو ْس َطى َو ُقوُم وْا لل‪,,‬ه َق اِنِتيَن * َف إْن ِخ ْفُتْم َفِرَج اًال َأْو‬
‫ُر ْك َباًنا َفِإَذ ا َأِم نُتْم َفاْذ ُك ُر وْا الله َك َم ا َع َّلَم ُكم َّم ا َلْم َتُك وُنوْا‬
‫َتْع َلُم وَن ‪ .)3(‬قال اإلم((ام ابن كث((ير رحم((ه هللا‪(( :‬لم((ا‬
‫أم(((ر هللا تع(((الى عب(((اده بالمحافظ(((ة على الص(((لوات‬
‫والقيام بحدودها‪ ،‬وش((دد األم((ر بتأكي((دها ذك((ر الح((ال‬
‫ال((تي يش((تغل الش((خص فيه((ا عن أدائه((ا على الوج((ه‬
‫األكمل‪ ،‬وهي ح(ال القت((ال والتح(ام الح(رب‪ ،‬فق((ال‪ :‬‬
‫َف إْن ِخ ْفُتْم َفِرَج اًال َأْو ُر ْك َباًن ا ‪ ‬أي فص((لوا على أي‬
‫ح((ال ك((ان‪ :‬رج((اًال أو ركباًن ا‪ ،‬يع((ني مس((تقبلي القبل((ة‬
‫(?) اإلقناع لإلمام ابن المنذر‪.1/123 ،‬‬ ‫‪1‬‬

‫(?) وإذا صلى [اإلمام] بالطائفة الثانية الركع‪,,‬ة الثالث‪,,‬ة وجلس للتش‪,,‬هد ف‪,,‬إن‬ ‫‪2‬‬

‫الطائفة تقوم وال تتشهد معه‪ ،‬ذكره القاضي؛ ألن‪,,‬ه ليس بموض‪,,‬ع تش‪,,‬هٍد له‪,,‬ا‬
‫بخالف الرباعية‪ ،‬ويحتمل أن تتشهد معه؛ ألنه‪,,‬ا تقضي ركع‪,,‬تين متوالي‪,,‬تين‬
‫على إحدى الروايتين‪ ،‬فيفضي إلى أن تصلي ثالث ركعات بتشهد واح‪,,‬د‪ ،‬وال‬
‫نظير لهذا في الص‪,,‬لوات‪ ،‬فعلى ه‪,,‬ذا االحتم‪,,‬ال تتش‪,,‬هد مع‪,,‬ه التش‪,,‬هد األول ثم‬
‫تقوم كالصالة الرباعية سواء)) المغني البن قدامة‪ ،3/310 ،‬والشرح الكبير‬
‫م‪,,,‬ع المقن‪,,,‬ع واإلنص‪,,,‬اف‪ ،130-5/129 ،‬والك‪,,,‬افي‪ ،1/473 ،‬وق‪,,,‬ال اإلم‪,,,‬ام‬
‫المرداوي‪(( :‬فائدة‪ :‬ال تتشهد الطائفة الثانية بعد ثالثة المغرب على الصحيح‬
‫من المذهب؛ ألنه ليس محل تشهدها‪ ،‬وقي‪,,‬ل‪ :‬تتش‪,,‬هد مع‪,,‬ه‪ ،‬إن قلن‪,,‬ا‪ :‬تقضي‬
‫ركعتين متوالي‪,,‬تين؛ لئال تص‪,,‬لي المغ‪,,‬رب بتش‪,,‬هد واح‪,,‬د‪ ،‬قلت‪ :‬فعلى األول إن‬
‫قلنا‪ :‬تقضي ركعتين متواليتين يع‪,,‬ايى به‪,,‬ا‪ ،‬لكن يظه‪,,‬ر بع‪,,‬د ه‪,,‬ذا أن ُيق‪,,‬ال‪ :‬ال‬
‫تتش‪,,‬هد بع‪,,‬د الثالث‪,,‬ة‪ ،‬وإذا قضت تقضي ركع‪,,‬تين متوالي‪,,‬تين‪ ،‬ويتص‪,,‬ور في‬
‫المغرب أيًض ا س‪,,‬ت تش‪,,‬هدات ب‪,,‬أن ي‪,,‬درك الم‪,,‬أموم اإلم‪,,‬ام في التش‪,,‬هد األول‪،‬‬
‫فيتشهد معه‪ ،‬ويكون على اإلمام سجود سهو محله بعد السالم‪ ،‬فيتشهد معه‬
‫ثالث تشهدات‪ ،‬ثم يقضي فيتشهد عقب ركعة‪ ،‬وفي آخر صالته‪ ،‬وس‪,,‬هو لم‪,,‬ا‬
‫يجب س‪,,‬جوده بع‪,,‬د الس‪,,‬الم‪ ،‬وب‪,,‬أن يس‪,,‬لم قب‪,,‬ل إتم‪,,‬ام ص‪,,‬الته‪ ،‬فيع‪,,‬ايى به‪,,‬ا))‬
‫اإلنصاف مع المقنع والشرح الكبير‪.133-5/132 ،‬‬
‫(?) سورة البقرة‪ ،‬اآليتان‪.239 -238 :‬‬ ‫‪3‬‬
‫صالة الجماعة‬
‫‪26‬‬
‫وغير مستقبليها(‪ ،)1‬كما ق((ال مال((ك عن ن((افع‪ :‬إن ابن‬
‫عم((ر ك((ان إذا س((ئل عن ص((الة الخ((وف وص((فها‪ ،‬ثم‬
‫قال‪ :‬فإن كان خوف أشد من ذلك صلوا رج((اًال قياًم ا‬
‫على أق(((دامهم‪ ،‬أو ركباًن ا مس(((تقبلي القبل(((ة أو غ(((ير‬
‫مستقبليها‪ ،‬قال مال((ك‪ :‬ق((ال ن((افع‪ :‬ال أرى عب((د هللا بن‬
‫عم((ر ذك((ر ذل((ك إال عن رس((ول هللا ‪ ،))‬ولف((ظ مس((لم‪:‬‬
‫((فإذا كان خوف أكثر من ذلك فصِّل راكًبا‪ ،‬أو قائًم ا‪،‬‬
‫تومئ إيماًء ))(‪ ،)2‬وفي ح((ديث عب((د هللا بن أنيس ‪ ‬لم((ا‬
‫بعثه رس((ول هللا ‪ ‬إلى خال((د بن س((فيان اله((ذلي وك((ان‬
‫نحو عرنة وعرفات فقال‪(( :‬اذهب فاقتله)) قال فرأيت((ه‬
‫وقد حض((رت ص((الة العص((ر‪ ،‬فقلت‪ :‬إني ألخ((اف أن‬
‫يكون بيني وبينه م((ا ي((ؤخر الص((الة ف((انطلقت أمش((ي‬
‫وأنا أصلي‪ ،‬وأومئ إيماًء نحوه‪ ))...‬الحديث(‪.)3‬‬
‫وقال اإلمام البخاري رحمه هللا تعالى‪(( :‬باب صالة‬
‫الطالب والمطلوب راكًبا وإيماًء ‪ ،‬وقال الوليد‪ :‬ذكرت‬
‫لألوزاعي صالة شرحبيل بن السمط وأص((حابه على‬
‫ظه((ر الداب((ة‪ ،‬فق((ال‪ :‬ك((ذلك األم((ر عن((دنا إذا ُتُخ ِّو َف‬
‫الفوت‪ ،‬واحتج الوليد بق(ول الن(بي ‪(( :‬ال يص‪,,‬لين أح‪,,‬د‬
‫العصر إال في بني قريظة))(‪ )4‬ق((ال الحاف((ظ ابن حج((ر‬
‫(?) تفسير القرآن العظيم‪ ،‬ص‪.197‬‬ ‫‪1‬‬

‫َأ‬ ‫َف‬ ‫ْف‬ ‫َف‬


‫(?) متفق عليه‪ :‬البخاري‪ ،‬كتاب التفسير‪ ،‬باب قوله‪  :‬إْن ِخ ُتْم ِر َج اًال ْو‬ ‫‪2‬‬

‫ُر ْك َباًن ا َف ِإَذ ا َأِم نُتْم ‪ ،‬ب‪,,‬رقم ‪[ 4535‬و‪ ،]943 ،942‬ومس‪,,‬لم‪ ،‬كت‪,,‬اب ص‪,,‬الة‬
‫المسافرين‪ ،‬باب صالة الخوف‪ ،‬برقم ‪.)839(-306‬‬
‫(?) أحمد‪ ،3/496 ،‬وأبو داود‪ ،‬كتاب صالة السفر‪ ،‬باب صالة الطالب‪ ،‬برقم‬ ‫‪3‬‬

‫‪ ،1249‬قال اإلمام الحافظ ابن كثير في تفسيره‪ ،‬ص‪(( :197‬رواه أحمد وأبو‬
‫داود بإس‪,,,‬ناد جي‪,,,‬د))‪ .‬وق‪,,,‬ال الحاف‪,,,‬ظ ابن حج‪,,,‬ر في فتح الب‪,,,‬اري‪:2/437 ،‬‬
‫((وإسناده حسن)) وضعفه األلباني في ضعيف سنن أبي داود‪ ،‬ص‪ ،97‬ب‪,,‬رقم‬
‫‪.1249‬‬
‫(?) البخ‪,,‬اري‪ ،‬كت‪,,‬اب ص‪,,‬الة الخ‪,,‬وف‪ ،‬ب‪,,‬اب ص‪,,‬الة الط‪,,‬الب والمطل‪,,‬وب‪ ،‬قب‪,,‬ل‬ ‫‪4‬‬

‫الح‪,,‬ديث رقم ‪ ،946‬والح‪,,‬ديث ال‪,,‬ذي احتج ب‪,,‬ه الولي‪,,‬د‪ ،‬ه‪,,‬و نفس‪,,‬ه رقم ‪،946‬‬
‫صالة الخوف‬
‫‪27‬‬
‫رحم(ه هللا‪ :‬ق(ال ابن المن(ذر‪ :‬ك(ل من نحف(ظ عن(ه من‬
‫أهل العلم يقول‪ :‬إن المطلوب يصلي على دابته يومئ‬
‫إيماًء ‪ ،‬وإن كان طالًبا نزل فصلى على األرض‪ ،‬ق((ال‬
‫الش((افعي‪ :‬إال أن ينقط((ع عن أص((حابه فيخ((اف ع((ود‬
‫المطل((وب علي((ه‪ ،‬فيجزئ((ه ذل((ك‪ ،‬وع((رف به((ذا أن‬
‫الط((الب في((ه التفص((يل‪ ،‬بخالف المطل((وب‪ ،‬ووج((ه‬
‫الفرق أن شدة الخوف في المطل((وب ظ((اهرة؛ لتحق((ق‬
‫السبب المقتضي لها‪ ،‬وأما الطالب فال يخاف استيالء‬
‫العدو عليه‪ ،‬وإنما يخ((اف أن يفوت((ه الع((دو‪ ،‬وم((ا نقل((ه‬
‫ابن المنذر متعقب بكالم األوزاعي؛ فإنه قيده بخ((وف‬
‫الفوت ولم يستثِن طالًبا من مطل((وب))(‪ ،)1‬ثم ذك((ر ابن‬
‫حج((ر رحم((ه هللا ح((ديث عب((د هللا بن أنيس المتق((دم‬
‫وحّسن إسناده(‪.)2‬‬
‫وقال البخاري رحمه هللا تعالى‪(( :‬باب الصالة عن((د‬
‫مناهضة الحصون ولقاء الع(دو‪ .‬وق(ال األوزاعي‪ :‬إن‬
‫كان تهّيأ الفتح وعقدوا على الصالة صلوا إيم((اًء ك((ل‬
‫ام((رئ لنفس((ه‪ ،‬ف((إن لم يق((دروا على اإليم((اء أّخ روا‬
‫الص((الة ح((تى ينكش((ف القت((ال‪ ،‬أو ي((ْأَم نوا فيص((لوا‬
‫ركعتين‪ ،‬فإن لم يقدروا صلوا ركعة وس((جدتين‪ ،‬ف((إن‬
‫لم يق((دروا فال يج((زيهم التكب((ير ويؤخرونه((ا ح((تى‬
‫ي((ْأَم نوا‪ ،‬وب((ه ق((ال مكح((ول‪ .‬وق((ال أنس بن مال((ك‪:‬‬
‫حضرت عند مناهضة حص((ن ُتس((تر(‪ )3‬عن((د إض((اءة‬
‫ورقم ‪.4119‬‬
‫(?) فتح الباري‪.437-2/436 ،‬‬ ‫‪1‬‬

‫(?) انظر‪ :‬المرجع السابق‪.2/437 ،‬‬ ‫‪2‬‬

‫(?) تستر‪ :‬بلد مع‪,,‬روف من بالد األه‪,,‬واز‪ ،‬وذك‪,,‬ر خليف‪,,‬ة أن فتحه‪,,‬ا ك‪,,‬ان في‬ ‫‪3‬‬

‫سنة عشرين في خالفة عمر ‪ ،‬فتح الباري البن حجر‪.2/435 ،‬‬


‫صالة الجماعة‬
‫‪28‬‬
‫الفج((ر ‪ -‬واش((تد اش((تعال القت((ال ‪ -‬فلم يق((دروا على‬
‫الصالة‪ ،‬فلم نص((ِّل إال بع((د ارتف((اع النه((ار فص((ليناها‬
‫ونحن م(((ع أبي موس(((ى َفُفِتَح لن(((ا‪ ،‬وق(((ال أنس‪ :‬وم(((ا‬
‫يس((رني بتل((ك الص((الة ال((دنيا وم((ا فيه((ا))(‪،)1‬ثم س((اق‬
‫البخاري عن جابر بن عب((د هللا ق((ال‪ :‬ج((اء عم((ر ي((وم‬
‫الخندق فجعل يسب كفار ق((ريش‪ ،‬ويق((ول‪ :‬ي((ا رس((ول‬
‫هللا‪ ،‬ما صليت العصر حتى كادت الش((مس أن تغيب‪.‬‬
‫فقال النبي ‪(( :‬وأنا وهللا ما صليتها بع‪,,‬د)) ق((ال‪ :‬ف((نزل‬
‫إلى بطح((ان فتوض((أ وص((لى العص((ر بع((دما غ((ابت‬
‫الشمس‪ ،‬ثم صلى المغرب بعدها))(‪.)2‬‬
‫مما تقدم من األدلة على صالة الخوف عن((د اش((تداد‬
‫الحرب اختلف العلماء على قولين‪:‬‬
‫‪ -1‬ق‪,,‬ال جمه‪,,‬ور العلم‪,,‬اء‪ :‬ال ت‪,,‬ؤخر الص‪,,‬الة عن‪,,‬د‬
‫اش‪,,‬تداد الح((رب والتح((ام الق((وم بعض((هم ببعض‪ ،‬ب((ل‬
‫يصلون على حسب أحوالهم على أي صفة كانوا ولو‬
‫ركع(ة واح(دة إيم(اًء س(واء ك(انوا مس(تقبلين القبل(ة أو‬
‫مس((تدبرين‪ ،‬وس((واء ك((انوا رج((اًال على األق((دام أو‬
‫ركباًن ا على الخي((ل واإلب((ل وغيره((ا‪ ،‬فق((الوا تك((ون‬
‫الصالة على ما ورد به القرآن ووردت به األحاديث‪،‬‬
‫وأن الصالة ال تؤخر‪ ،‬أما تأخير الصالة يوم الخندق؛‬
‫فألن صالة الخوف لم تشرع بعد(‪.)3‬‬
‫(?) البخاري‪ ،‬كتاب ص‪,,‬الة الخ‪,,‬وف‪ ،‬ب‪,,‬اب الص‪,,‬الة عن‪,,‬د مناهضة الحص‪,,‬ون‬ ‫‪1‬‬

‫ولقاء العدو‪ ،‬قبل الحديث رقم ‪.945‬‬


‫(?) متفق عليه‪ :‬البخاري‪ ،‬كتاب صالة الخوف‪ ،‬باب الص‪,,‬الة عن‪,,‬د مناهضة‬ ‫‪2‬‬

‫الحص‪,,‬ون ولق‪,,‬اء الع‪,,‬دو‪ ،‬ب‪,,‬رقم ‪ ،945‬ومس‪,,‬لم‪ ،‬كت‪,,‬اب المس‪,,‬اجد ومواض‪,,‬ع‬


‫الصالة‪ ،‬باب الدليل لمن قال الصالة الوسطى هي العصر‪ ،‬برقم ‪.631‬‬
‫(?) انظ‪,,,‬ر‪ :‬المغ‪,,,‬ني البن قدام‪,,,‬ة‪،3/316 ،‬والش‪,,,‬رح الكب‪,,,‬ير م‪,,,‬ع المقن‪,,,‬ع‬ ‫‪3‬‬

‫واإلنص‪,,‬اف‪ ،5/125 ،‬وزاد المع‪,,‬اد‪ ،3/253 ،‬والك‪,,‬افي البن قدام‪,,‬ة‪،1/425 ،‬‬


‫صالة الخوف‬
‫‪29‬‬
‫‪ -2‬وذهب قوم من أهل العلم إلى أن صالة الخوف‬
‫في اش((تداد القت((ال يج((وز تأخيره((ا إلى الف((راغ من‬
‫التح((ام القت((ال إذا لم يس((تطع المجاه((دون أن يعقل((وا‬
‫صالتهم‪ ،‬وهذا أحد الق((ولين في م((ذهب اإلم((ام أحم((د‬
‫رحم((ه هللا وغ((يره‪ ،‬واخت((اره البخ((اري‪ ،‬واألوزاعي‪،‬‬
‫ومكحول‪ ،‬وهو الذي عمل به الص((حابة ‪ ‬زمن عم((ر‬
‫بن الخط((اب في فتح تس((تر‪ ،‬وق((د اش((تهر ولم ينك((ر‬
‫عليهم تأخير صالة الفجر إلى أن اس((تتم الفتح ض((حى‬
‫فصلوها بعد ارتفاع الشمس(‪ ،)1‬ورجح شيخنا اإلم(((ام‬
‫عب((د العزي((ز ابن ب((از رحم((ه هللا أن((ه يج((وز ت((أخير‬
‫الص((الة في ح((ال المس((ايفة إلى أن يتمكن من فعله((ا‪،‬‬
‫فسمعته يقول‪(( :‬والصواب أن غزوة ذات الرقاع قب((ل‬
‫األحزاب‪ ،‬وأن((ه إذا اش((تد الخ((وف أّخ ر الص((الة كم((ا‬
‫فع((ل الص((حابة ي((وم تس((تر أَّخ روا ص((الة الفج((ر إلى‬
‫الضحى لشدة الحرب))(‪ .)2‬ورجح ذلك أيًض ا العالم((ة‬
‫محمد بن صالح العثيمين رحمه هللا‪ ،‬وبّين أن((ه يج((وز‬
‫ت(((أخير الص(((الة إذا اش(((تد الخ(((وف بحيث ال يت(((دبر‬
‫اإلنسان ما يقول‪ ،‬وذكر أن تأخير صالة الن((بي ‪ ‬ي((وم‬
‫األح(((زاب ليس منس(((وًخ ا‪ ،‬ب(((ل ه(((و محكم إذا دعت‬
‫الضرورة القصوى إلى ذلك‪ ،‬بحيث ال يق((ر للمق((اتلين‬
‫قرار‪ ،‬ثم قال‪(( :‬ونحن في هذا المكان ال ندركه وإنم((ا‬
‫ومنتهى اإلرادات‪ ،1/345 ،‬وني‪,,,‬ل األوط‪,,,‬ار‪ ،2/631 ،‬ومن‪,,,‬ار الس‪,,,‬بيل‪( ،‬‬
‫‪،1/185‬واإلقناع البن المنذر‪ ،1/122 ،‬واإلقناع لطالب االنتفاع‪ ،‬للحج‪,,‬اوي‪،‬‬
‫‪ ،1/288‬والروض المربع مع حاشية ابن قاسم‪.2/415 ،‬‬
‫(?) انظر فتح الب‪,,‬اري‪ ،‬البن حج‪,,‬ر‪ ،436-2/434 ،‬وتفس‪,,‬ير الق‪,,‬رآن العظيم‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫البن كث‪,,‬ير‪ ،‬ص‪ ،198-197‬واإلعالم بفوائ‪,,‬د عم‪,,‬دة األحك‪,,‬ام‪ ،‬البن الملقن‪،‬‬


‫‪ ،4/374‬والشرح الممتع للعالم‪,,‬ة ابن ع‪,,‬ثيمين‪ ،4/585 ،‬وزاد المع‪,,‬اد‪ ،‬البن‬
‫القيم‪ ،3/253 ،‬ونيل األوطار للشوكاني‪.2/631 ،‬‬
‫(?) سمعته أثناء تقريره على زاد المعاد‪.3/253 ،‬‬ ‫‪2‬‬
‫صالة الجماعة‬
‫‪30‬‬
‫يدركه من كان في ميدان المعركة))(‪ ،)1‬قال ابن رشيد‬
‫رحم(((ه هللا‪(( :‬من باش(((ر الح(((رب‪ ،‬واش(((تغال القلب‪،‬‬
‫والجوارح‪ ،‬إذا اشتغلت عرف كي((ف يتع((ذر اإليم((اء))‬
‫(‪.)2‬‬
‫وصلى هللا وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آل((ه‬
‫وأصحابه أجمعين‪.‬‬
‫‪‬‬

‫(?) الشرح الممتع بتصرف يسير‪.4/586 ،‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫(?) نقًال عن فتح الباري البن حجر‪.2/434 ،‬‬
‫صالة الخوف‬
‫‪31‬‬
‫الفهرس‬
‫المقدمة ‪3................................................................................‬‬
‫أوًال‪ :‬مفهوم صالة الخوف ‪5........................................................‬‬
‫الخوف لغة ‪5...........................................................................‬‬
‫اصطالًحا ‪5.............................................................................‬‬
‫ثانًيا‪ :‬سماحة اإلسالم ويسر الشريعة ‪6...........................................‬‬
‫* األدلة من الكتاب والسنة على يسر الشريعة ‪6.................................‬‬
‫أ‪ -‬من القرآن الكريم آيات كثيرة وهي على نوعين ‪6.............................‬‬
‫النوع األول‪ :‬اآليات التي تنص على نفي الحرج ‪6...............................‬‬
‫النوع الثاني‪ :‬اآليات التي تدل على التيسير والتخفيف ‪9.........................‬‬
‫ب‪ -‬األدلة من السنة على اليسر والسماحة ‪11....................................‬‬
‫ج‪ -‬منهج الصحابة ‪ ‬اتباع اليسر والسماحة ‪15...................................‬‬
‫ثالًثا‪ :‬األصل في مشروعية صالة الخوف‪ :‬الكتاب والسنة واإلجماع ‪16....‬‬
‫رابًعا‪ :‬أنواع صالة الخوف ‪18......................................................‬‬
‫النوع األول‪ :‬ما يوافق ظاهر القرآن ‪20...........................................‬‬
‫النوع الثاني‪ :‬إذا كان العدو في جهة القبلة ‪22.....................................‬‬
‫النوع الثالث‪ :‬يقسم اإلمام أصحابه إلى طائفتين ‪24..............................‬‬
‫النوع الرابع‪ :‬يصلي اإلمام بكل طائفة صالة منفردة ‪26........................‬‬
‫النوع الخامس‪ :‬يصلي اإلمام بكل طائفة ركعة وال تقضي ‪29..................‬‬
‫خامًس ا‪ :‬صالة الخوف في الحضر بدون قصر ‪31...............................‬‬
‫سادًس ا‪ :‬صالة الخوف حال القتال والتحام الحرب ‪35...........................‬‬
‫صالة الخوف عند اشتداد الحرب اختلف العلماء فيها على قولين‪39........ :‬‬
‫‪ -1‬قال جمهور العلماء ال تؤخر عند اشتداد الحرب ‪39.........................‬‬
‫‪ -2‬وذهب قوم إلى أن صالة الخوف عند اشتداد الحرب يجوز تأخيرها إلى الفراغ ‪40.......‬‬
‫الفهرس ‪43.............................................................................‬‬
‫صالة الجماعة‬
‫‪32‬‬

You might also like