Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 13

‫مجزوءة التشريع المدرسي وأخالقيات المهنة‬

‫األستاذ ‪ :‬رشيد المدراسي‬

‫املحورالثالث‪ :‬املسؤوليات والعقوبات التأديبية والزجرية‬

‫الموسم التكويني‪2022-2023 :‬‬

‫]‪[1‬‬
‫محتويات املحور‬

‫تقديم ‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬مفهوم المسؤولية ومقتضياتها‪:‬‬

‫ثانيا ‪ :‬أنواع المسؤولية ‪:‬‬

‫‪ -1‬المسؤولية الجنائية؛‬
‫‪ -2‬المسؤولية المدنية؛‬
‫‪ -3‬المسؤولية اإلدارية‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬نظام التأديب واالنضباط ‪:‬‬

‫‪ -1‬مفهوم المخالفة اإلدارية؛‬


‫‪ -2‬أنواع العقوبات التأديبية؛‬
‫‪ -3‬الضمانات‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬لجان األطر‪:‬‬

‫‪-1‬مفهوم لجان األطر؛‬


‫‪ -2‬تركيبة لجان األطر؛‬
‫‪-3‬مهام لجان األطر‪.‬‬

‫]‪[2‬‬
‫تقديم‪:‬‬

‫يعتبر موضوع "المسؤوليات والعقوبات التأديبية والزجرية" من الموضوعات األساسية التي حظيت باهتمام‬
‫الباحثين‪ ،‬باعتباره أحد المؤثرات األساسية في الفعالية اإلدارية‪ ،‬األمر الذي جعل االهتمام بدراسته تفرضه‬
‫الرغبة في عدم إخالل الموظفين بواجباتهم‪ ،‬قصد رفع كفاءاتهم ومردوديتهم وفق المسؤوليات المنوطة بهم‪،‬‬
‫بما يكفل تحقيق االنضباط والفعالية داخل المؤسسات التعليمية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مفهوم المسؤولية ومقتضياتها‬


‫نقصد بالمسؤولية عامة‪ ،‬تحمل فرد ذي أهلية‪ ،‬تبعات سلوكاته وتصرفاته‪ ،‬سواء قوال أو فعال أو نقيض‬
‫ذلك‪ ،‬أكثر من ذلك الفرد قد يكون أيضا مسؤوال عن ما يصدر على من يتولى هو رقابته‪.‬‬
‫فالمسؤولية هي كل التبعات القانونية الناتجة عن تقصير اإلدارة في أداء مهامها‪ ،‬أو عن أي خطأ ارتكبه‬
‫الموظف المكلف بحراسة التلميذ أثناء تواجده في عهدته‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أنواع المسؤولية‬


‫تنقسم المسؤولية القانونية إلى مسؤولية جنائية ومسؤولية إدارية ثم مسؤولية مدنية‪ ،‬واألخيرة بدورها تنقسم‬
‫إلى مسؤولية تقصيرية ومسؤولية عقدية‪.‬‬

‫‪ -1‬المسؤولية الجنائية‬

‫يحدد التشريع الجنائي أفعال اإلنسان التي يعدها جرائم‪ ،‬بسبب ما تحدثه من اضطراب اجتماعي‪ ،‬ويوجب‬
‫زجر مرتكبيها بعقوبات أو بتدابير وقائية‪.‬‬
‫الجريمة هي عمل أو امتناع مخالف للقانون الجنائي ومعاقب عليه بمقتضاه‪.‬‬
‫فالجرائم إما جنايات أو جنح تأديبية أو جنح ضبطية أو مخالفات‪ ،‬على التفصيل اآلتي‪:‬‬
‫‪ -‬الجريمة التي تدخل عقوبتها ضمن العقوبات المنصوص عليها في الفصل ‪ ( 16‬اإلعدام؛السجن‬
‫المؤبد؛ السجن المؤقت من خمس سنوات إلى ثالثين سنة؛ اإلقامة اإلجبارية؛ التجريد من الحقوق‬
‫الوطنية)‪ .‬تعد جناية‪.‬‬
‫‪ -‬الجريمة التي يعاقب عليها القانون بالحبس الذي يزيد حده األقصى عن سنتين تعد جنحة تأديبية‪.‬‬
‫‪ -‬الجريمة التي يعاقب عليها القانون بحبس حده األقصى سنتان أو أقل أو بغرامة تزيد عن مائتي‬
‫درهم تعد جنحة ضبطية‪.‬‬
‫]‪[3‬‬
‫‪ -‬الجريمة التي يعاقب عليها القانون بإحدى العقوبات المنصوص عليها في الفصل ‪( 18‬االعتقال‬
‫لمدة تقل عن شهر؛ الغرامة من ‪ 30‬درهم إلى ‪ 1200‬درهم)؛ تعد مخالفة‪.‬‬
‫تقوم المسؤولية الجنائية في بعض الحوادث التي تقع بالمؤسسات التعليمية العمومية‪ ،‬حين يتسبب الخطأ‬
‫المرتكب في أضرار جسيمة بنية إحداثه من طرف الموظف المشرف على سالمة التلميذ‪ ،‬وقد يكون الفعل‬
‫اعتداء بالضرب والجرح أو بالتحرش الجنسي أو االغتصاب‪ ،‬والمتابعة الجنائية للموظف ال تلغي حق‬
‫المطالبة بالتعويض المدني والمسؤولية الجنائية للشخص المرتكب للفعل المعاقب عليه‪ ،‬قد تلزم الدولة‬
‫بالتعويض عن الضرر لفائدة التلميذ الضحية أو لذوي الحقوق في حالة إعسار الموظف المرتكب للفعل‬
‫الجرمي وفق مقتضيات الفقرة الثانية من الفصل ‪ 80‬من قانون االلتزامات والعقود‪.‬‬
‫يسأل إطار التربية والتكوين شخصيا ع ما يرتكبه من أخطاء ناتجة عن إهماله أو عدم احتياطه أو عدم‬
‫تبصره‪ ،‬أو عن أي سلوك ال يراعي فيه النظم والقوانين‪ ،‬وذلك طبقا لمقتضيات القانون الجنائي‪.‬‬
‫وبذلك فإن المدرس يتابع جنائيا كغيره من العامة‪ ،‬في حال سبب ضر ار ( ضربه تلميذا أو إيذائه)‪ ،‬سواء‬
‫كان ذلك عن عمد أو غير عمد‪.‬‬
‫ومما يمكن أن يحاكم عليه المدرس من جنايات وجنح ومخالفات ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬االختالس والرشوة واستغالل النفوذ؛‬
‫‪ -‬تزوير الوثائق اإلدارية والشهادات؛‬
‫‪ -‬تعريض األطفال للخطر؛‬
‫‪ -‬هتك العرض‪ ،‬اغتصاب أو إفساد الشباب؛‬
‫‪ -‬الغش في االمتحانات والمباريات؛‬
‫‪ -‬تزييف أختام الدولة والدمغات والطوابع والعمالت‪.‬‬

‫‪ -2‬المسؤولية المدنية‬

‫على عكس المسؤولية الجنائية‪ ،‬المسؤولية المدنية بنوعيها العقدية والتقصيرية‪ ،‬تكون حاصلة إثر سلوك‬
‫الشخص ذاته أو من هم تحت وصايته‪ ،‬وهنا إشارة إلى مسؤولية المدرس على التالميذ الذين يكونون تحت‬
‫حراسته داخل المؤسسة‪ ،‬والذي عليه أن يثبت عند االقتضاء أنه قام بجميع االحتياطات الالزمة لتجنب‬
‫تعرضهم ألي خطر‪.‬‬
‫يعني ذلك أن إطار التربية والتكوين يسأل مدنيا عن فعله الشخصي وكذا عن فعل التالميذ الذين تحت‬
‫وصايته‪ ،‬ذاك أن مسؤوليته المدنية الشخصية‪ ،‬تخضع للنظرية العامة للمسؤولية التقصيرية عن الفعل‬
‫الشخصي المرتبطة باألركان الثالثة‪ ،‬والتي هي‪ :‬الخطأ‪ ،‬الضرر‪ ،‬وحضور العالقة السببية بينهما‪ ،‬أي أنها‬
‫]‪[4‬‬
‫ال تكون قائمة إال بإقامة المدعي دليل يثبت خطأ المدرس‪ ،‬الذي قد يتجلى في إهماله أو تقصيره‪ ،‬أو عدم‬
‫انتباهه وعدم مراعاته القانون‪ ،‬وكذا عدم قيامه باالحتياطات الالزمة‪.‬‬

‫‪ -1-2‬المسؤولية العقدية‬

‫يمكننا القول بأن المسؤولية المدنية هي مسؤولية عقدية‪ ،‬إذا ما نشأت عن اإلخالل بالواجبات التي‬
‫يفرضها القانون‪ ،‬فهي إذن مشروطة بعقد صحيح يتوفر فيه الشرطين التاليين‪:‬‬
‫أولهما ‪ :‬قيام عقد صحيح بين المسؤول والمتضرر‪ ،‬إذ ما لم يكن هناك عقد‪ ،‬فال يمكن الحديث عن مسؤولية‬
‫عقدية‪.‬‬
‫وثانيهما‪ :‬أن يكون الضرر ناشئا عن عدم تنفيذ التزام العقد‪.‬‬

‫‪ -2-2‬المسؤولية التقصيرية‬

‫تتحقق المسؤولية التقصيرية بوجه عام عندما يرتكب شخص خطأ ينتج عنه ضرر للغير دون أن يكون‬
‫هناك عقد بين المسؤول والمتضرر‪.‬‬

‫ينص الفصل ‪ 78‬من قانون االلتزامات والعقود على ما يلي‪ ":‬كل شخص مسؤول عن الضرر المعنوي‬
‫أو المادي الذي أحدثه‪ ،‬ال بفعله فقط ولكن بخطئه أيضا‪ ،‬وذلك عندما يثبت أن هذا الخطأ هو السبب‬
‫المباشر في ذلك الضرر‪.‬‬
‫وكل شرط مخالف لذلك يكون عديم األثر‪.‬‬
‫والخطأ هو ترك ما كان يجب فعله‪ ،‬أو فعل ما كان يجب اإلمساك عنه‪ ،‬وذلك من غير قصد إلحداث‬
‫الضرر"‪.‬‬

‫يظهر من هذا الفصل‪ ،‬أن تحريك المسؤولية تستلزم ثبوت العالقة السببية بين الخطأ والضرر‪،‬لذلك‬
‫يشترط لقيام المسؤولية التقصيرية لطار التربية والتكوين توفر ثالثة أركان وهي‪ :‬الخطأ‪ ،‬الضرر والعالقة‬
‫السببية بينهما‪.‬‬
‫فالخطأ هو ترك ما كان يحب فعله‪ ،‬أو فعل ما كان يجب اإلمساك عنه‪ ،‬وذلك من غير قصد إلحداث‬
‫الضرر‪.‬‬
‫أما الضرر فهو كل إصابة جسدية تصيب التلميذ الموجود تحت رعاية المكلف بحراسته‪.‬‬
‫إذا كان الخطأ في المسؤولية التقصيرية هو إخالل الشخص بالتزام قانوني‪ ،‬مع إدراكه لهذا اإلخالل‪ ،‬فإنه‬
‫يكون في عدة صور‪ ،‬في حين أن الضرر قد يكون ماديا أو معنويا‪ ،‬أما بخصوص العالقة السببية فيستثنى‬

‫]‪[5‬‬
‫منها لتنتفي بذلك المسؤولية التقصيرية‪ ،‬في حال ما إذا كان الضرر قد نشأ عن خطأ المضرور نفسه أو‬
‫حادت فجائي أو قوة قاهرة‪.‬‬

‫نماذج التقصير في القيام بالواجب المهني التي يمكن أن تترتب عنها حوادث مدرسية‬

‫▪ ترك المتعلمين دون حراسة؛‬


‫▪ السماح ألي متعلم مريض مرضا معديا بمتابعة الدراسة‪ ،‬قبل إحضاره لشهادة طبية من مصلحة الصحة‬
‫المدرسية المختصة تثبت شفاءه؛‬
‫▪ السكوت عن كل السلوكات المشينة والمخلة بالوسط المدرسي؛‬
‫▪ السكوت عن كل المخاطر التي قد تهدد سالمة المتعلمين وأمنهم‪ :‬مثل(إهمال إخفاء وعزل األسالك‬
‫الكهربائية )؛‬
‫▪ ( عدم االكتراث لوجود بناية‪ ،‬أو أشياء منقولة آيلة للسقوط ‪.)….‬‬

‫المسؤولية التقصيرية عن فعل الغير‬

‫ينص الفصل ‪ 85‬مكرر من قانون اللتزامات والعقود على ما يلي‪:‬‬


‫" يسأل المعلمون وموظفو إدارة الشبيبة والرياضة عن الضرر الحاصل من األطفال والشبان خالل الوقت‬
‫الذي يوجدون فيه تحت رقابتهم‪ ،‬والخطأ أو عدم الحيطة أو اإلهمال الذي يحتج به عليهم‪ ،‬باعتباره السبب‬
‫في حصول الفعل الضار‪ ،‬يلزم المدعي إثباته وفقا للقواعد القانونية العامة"‪.‬‬
‫فمسؤولية أطر التعليم في هذه الصورة من المسؤولية التقصيرية تقوم على أساس الخطأ أو عدم الحيطة‬
‫أواإلهمال الذي يجب إقامة الدليل عليه‪ ،‬فيكفي أن يرتكب المتعلم فعال ضارا‪ ،‬أو يرتكب عليه‪ ،‬أثناء تواجده‬
‫بالفضاء التعليمي‪ ،‬تنعقد مسؤولية من يتولى رقابته‪.‬‬
‫وبالتالي فمسؤولية أطر التربية والتكوين هنا تقوم على شرطين‪:‬‬

‫أ ) إقامة الدليل على ثبوت خطأه المسبب للضرر؛‬

‫ب ) حصول الضرر للمتعلم خالل الوقت الذي يكون فيه تحت رقابة المدرس‪.‬‬

‫التمييز بين المسؤولية الجنائية والمدنية‬

‫بالحديث عن المسؤولية الجنائية والمسؤولية المدنية‪ ،‬نجد أن أهم ما يميز الواحدة عن األخرى هو كون‬
‫المسؤولية الجنائية تقوم على مبدأ‪ ،‬أن هناك ضرر أصاب المجتمع‪ ،‬في حين تقضي المسؤولية المدنية بأن‬
‫الضرر قد وقع على الفرد‪.‬‬

‫]‪[6‬‬
‫وبناء على ذلك؛ نجد أن العقوبات المترتبة على كل واحدة منهما تختلف عن األخرى‪ ،‬ففي المسؤولية‬
‫الجنائية تقع العقوبة على الجاني‪ ،‬وهي عقوبة تطالب بها النيابة العامة باعتبارها ممثلة للحق العام وال يجوز‬
‫التنازل عنها‪ ،‬في حين يحضر مفهوم الجزاء في المسؤولية المدنية بدل العقاب بحيث يتم تعويض المتضرر‬
‫الذي يتجسد كفرد بقدر الضرر‪.‬‬
‫كما أن القانون الجنائي يتأسس على قاعدة "أنه ال جريمة وال عقوبة إال بنص قانوني " معنى ذلك أن‬
‫األفعال التي تجعل المسؤولية الجنائية قائمة تكون محددة كجرائم منصوص عليها في قانون العقوبات‪،‬‬
‫كالجرح والسرقة وكذا حمل السالح بدون رخصة وغيرها‪.‬‬

‫➢ أما المسؤولية المدنية فهي ال تقتصر على حاالت معينة منصوص عليها سلفا‪ ،‬إذ تخضع لمبدأ‬
‫عام مضمونه‪ :‬كل خطأ سبب ضر ار للغير يلتزم مرتكبه بالتعويض‪ ،‬كون الهدف من المسؤولية‬
‫المدنية هو جبر الضرر‪.‬‬

‫وهذا ما عبر عنه المشرع في الفصل ‪ 77‬من قانون االلتزامات والعقود بالقول‪:‬‬
‫" كل فعل ارتكبه اإلنسان عن بينة واختيار‪ ،‬ومن غير أن يسمح له به القانون‪ ،‬فأحدث ضر ار ماديا أو‬
‫معنويا للغير‪ ،‬ألزم مرتكبه بتعويض هذا الضرر‪ ،‬إذا ثبت أن ذلك الفعل هو السبب المباشر في حصول‬
‫الضرر" ‪.‬‬

‫‪ -3‬المسؤولية اإلدارية‬

‫ظهرت المسؤولية اإلدارية مع ظهور مخالفات الموظفين للتعليمات الرسمية واإلخالل بواجباتهم المهنية‬
‫بما يدعى" الخطأ اإلداري" الذي ال يتطلب لقيامه اللجوء إلى تقييم شروط المسؤولية التقصيرية (الخطأ‪،‬‬
‫الضرر‪ ،‬عالقة السببية)‪.‬‬
‫تنتج المسؤولية التأديبية عن المخالفة التأديبية‪ ،‬الناتجة بدورها عن كل إخالل أو تقصير بالواجبات‬
‫الوظيفية‪ ،‬كما أن المسؤولية اإلدارية تهدف في الغالب إلى محاولة إصالح وتقويم السلوك اإلداري للموظفين‬
‫من خالل العقوبات التأديبية‪ ،‬كما أنها تسعى أيضا للحفاظ على خصوصية وكيان الوظيفة‪ ،‬من التقصير‬
‫واإلهمال في الواجبات‪.‬‬
‫من المخالفات التي تجعل المسؤولية الدارية قائمة‪ :‬عدم االلتحاق بمقر العمل – التغيبات والتأخرات‪،‬‬
‫الخروج قبل الوقت‪ ،‬ترك الوظيفة ‪ ،‬امتهان عمل آخر مدر للدخل‪ ،‬مخالفات التعليمات اإلدارية الرسمية …‬

‫]‪[7‬‬
‫ثالثا ‪ :‬نظام التأديب واالنضباط‬

‫‪ -1‬تعريف نظام التأديب واالنضباط‬

‫يشكل النظام التأديبي مجموعة من القواعد القانونية التي تهدف إلى تحقيق توازن عملي بين متطلبات‬
‫المصلحة العامة‪ ،‬وبين حق الموظف في توفير الضمانات والشروط التي تؤكد له االستقراروالرفع من‬
‫أدائه مع التفاني في عمله بكل مسؤولية‪ .‬في حين يعبر االنضباط عن الغاية المتوخاة من نظام التأديب‪ ،‬أي‬
‫للحيلولة دون تكرار حالة من حاالت المسؤولية ‪.‬‬

‫ويقصد بالمخالفات الدارية كل األخطاء المهنية التي تتنافى مع واجبات الوظيفة مثل‪:‬‬

‫التغيبات غير القانونية والنقطاعات المتكررة عن العمل؛‬ ‫❖‬

‫اإلكثار من اإلدلء بالشهادات الطبية للتنصل من العمل؛‬ ‫❖‬

‫المتناع عن القيام بالعمل؛‬ ‫❖‬

‫عدم اللتزام بمواقيت العمل‪.‬‬ ‫❖‬

‫‪ -2‬أصناف العقوبات التأديبية‬

‫حسب المادة ‪ 94‬من النظام األساسي الخاص بأطر األكاديميات الجهوية للتربية والتكوين لجهة الدار‬
‫البيضاء‪ -‬سطات‪ ،‬فإن العقوبات التأديبية المطبقة على األطر الخاضعة لهذا النظام األساسي هي العقوبات‬
‫الجارية على موظفي الدارات العمومية‪ ،‬وهي مرتبة حسب تزايد الخطورة‪ ،‬كما يلي‪:‬‬

‫أ‪ -‬العقوبات من الدرجة األولى‬


‫‪ .1‬اإلنذار‪:‬‬
‫هو إجراء لتحذير الموظف‪ ،‬ويتخذ في المخالفات البسيطة التي يرتكبها هذا األخير‪ ،‬والهدف من هذا‬
‫الجراء هو دفع الموظف إلى عدم القيام بمثل هذه األفعال ‪ ،‬وإال سيتعرض لعقوبات أكثر صرامة‪.‬‬
‫يتم اتخاذ هذه العقوبة من طرف الدارة بقرار معلل يتم تبليغه للموظف مع الشعار باالستالم‪.‬‬
‫بالنسبة لإلدارة ال يمكنها اتخاذ هذه العقوبة إال بعد استفسار الموظف عن األفعال المنسوبة إليه‪.‬‬
‫‪ .2‬التوبيخ‪:‬‬
‫هو أشد من النذار‪ ،‬وقد تكون له انعكاسات سلبية على وضعية الموظف إذا أخذ بعين االعتبار من طرف‬
‫الدارة في منح النقطة الخاصة بالترقية‪.‬‬
‫تصدر الدارة عقوبة التوبيخ بنفس الكيفيات والشروط التي تصدر بها عقوبة النذار‪.‬‬

‫]‪[8‬‬
‫➢ بالنسبة ألطر األكاديميات‪ ،‬يصدر مدير األكاديمية العقوبات من الدرجة األولى بمقرر ودون‬
‫استشارة لجنة األطرالمختصة ( المجلس التأديبي)‪.‬‬
‫ب‪ -‬العقوبات من الدرجة الثانية‬
‫‪ -1‬الحذف من الئحة الترقي‪:‬‬
‫• هي عقوبة تؤدي إلى التشطيب على اسم الموظف من الئحة الترقي في الرتبة برسم السنة‬
‫التي اتخذ فيها القرار‪ ،‬ويختص المجلس التأديبي باقتراح هذه العقوبة ‪.‬‬
‫• ال تقترح هذه العقوبة إال في حالة ثبوت أن الموظف مقيد في جدول الترقي برسم السنة‬
‫التي اتخذ فيها قرار العقوبة‪.‬‬
‫‪ -2‬االنحدار من الرتبة‪:‬‬
‫• يقصد بها تخفيض رتبة الموظف إلى الرتبة األدنى مباشرة‪ ،‬وتقترح من طرف المجلس‬
‫التأديبي‪.‬‬
‫• ال تقترح هذه العقوبة في الحالة التي يمكن أن يترتب عنها تغيير وضعية الموظف من‬
‫رسمي إلى متدرب ‪ .‬كقهقرته من الرتبة الثانية إلى الرتبة األولى‪.‬‬

‫‪- 3‬القهقرة من الدرجة‪:‬‬

‫• يترتب عنها إنزال الموظف من درجته األصلية إلى درجة أدنى دون أن يترتب عنها إخراجه‬
‫من إطاره‪ ،‬وتقترح من طرف المجلس التأديبي‪.‬‬
‫• ال تتخذ هذه العقوبة إال في الحالة التي يكون فيها إطار الموظف مكون من عدة درجات‬
‫ويكون في درجة أعلى مع وجود درجة أدنى يمكن انحداره إليها‪.‬‬

‫‪ -4‬العزل من غير توقيف حق التقاعد‪:‬‬

‫• يترتب على هذه العقوبة حذف الموظف من األسالك ‪ ،‬مع إمكانية ‪:‬‬
‫‪ -‬إما استفادته من المعاش إذا كان مستوفيا للشروط المنصوص عليها في قانون المعاشات المدنية‪.‬‬
‫‪ -‬أو استرجاع المبالغ المقتطعة من راتبه ألجل المعاش إذا لم يكن مستوفيا للشروط التي تخوله‬
‫الحق في المعاش‪.‬‬
‫• تقترح من طرف المجلس التأديبي‪.‬‬

‫‪-5‬العزل مع توقيف حق التقاعد‪:‬‬

‫• يترتب على هذه العقوبة حرمان الموظف من حق االستفادة من المعاش أو من استرجاع‬


‫المبالغ المالية المقتطعة من راتبه برسم المعاش‪ ،‬وتقترح من طرف المجلس التأديبي‪.‬‬
‫]‪[9‬‬
‫ج‪ -‬عقوبتان تكتسيان طابع الخصوصية‪:‬‬

‫‪ -1‬الحرمان من األجرة في أجل ال يتجاوز ستة أشهر مع اإلبقاء على حق التعويضات‪:‬‬


‫• يترتب على هذه العقوبة حرمان الموظف من راتبه طيلة مدة عقوبة القصاء باستثناء‬
‫التعويضات العائلية‪ .‬وتقترح من طرف المجلس التأديبي‪.‬‬
‫‪ -2‬اإلحالة الحتمية على التقاعد‪:‬‬
‫• يترتب على هذه العقوبة إحالة الموظف على التقاعد بصفة حتمية‪ ،‬إذا كان مستوفيا الشروط‬
‫النظامية التي تخول الحق في التقاعد‪ .‬وتقترح من طرف المجلس التأديبي‪.‬‬
‫كما تنص المادة ‪ 100‬من النظام األساسي الخاص بأطر األكاديميات على ما يلي‪ ":‬إذا ارتكب أحد األطر‬
‫خطأ فادحا‪ ،‬سواء تعلق األمر بإخالل بالتزاماته المهنية أو بجنحة ماسة بالحق العام أو كان محل متابعة‬
‫قضائية أو في حالة اعتقال‪ ،‬جاز توقيفه عن العمل في الحال من لدن الجهة المسندة إليها السلطة التأديبية‬
‫وتوقيف مرتبه على أن تستثنى من ذلك التعويضات العائلية‪.‬‬
‫وفي حالة التوقيف عن العمل‪ ،‬يجب أن توجه الدعوة النعقاد المجلس التأديبي داخل الخمسة عشرة يوما‬
‫الموالية لتاريخ التوقيف‪ ،‬وتسوى وضعية الطار الموقوف عن العمل داخل شهر يبتدئ من اليوم الذي‬
‫دخل فيه مقرر التوقيف حيز التنفيذ‪.‬‬
‫وإذا لم يصدر أي مقرر بعد مرور شهر‪ ،‬جاز للمعني باألمر أن يتقاضى مجددا مرتبه بكامله‪.‬‬
‫وللمعني باألمر الحق في استرجاع المبالغ المقتطعة من مرتبه إذا لم تصدر عليه أية عقوبة غير النذار‬
‫والتوبيخ أو إذا ان صرم األجل المنصوص عليه في الفقرة السابقة ولم يتم البت في قضيته‪.‬‬
‫على أن وضعية الطار الذي كان محل متابعة قضائية ال تسوى بصورة نهائية إال أن يصير الحكم الصادر‬
‫عليه من المحكمة المرفوعة إليها القضية نهائيا‪ ،‬وفي هذه الحالة ال تطبق أحكام الفقرة الثالثة أعاله المتعلقة‬
‫باألجل المقرر لعادة دفع المرتب بكامله"‪.‬‬

‫‪ -‬يجب تبليغ العقوبة التأديبية إلى المعني باألمر‪ ،‬ويعتبر تاريخ تبليغه هو تاريخ بداية سريان العقوبة‬
‫التأديبية‪ ( .‬المادة‪ 101‬من النظام األساسي الخاص بأطر األكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة‬
‫الدار البيضاء‪-‬سطات)‪.‬‬

‫]‪[10‬‬
‫حسب المادة ‪ 103‬من النظام األساسي الخاص بأطر األكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة‬
‫الدار البيضاء‪ -‬سطات ‪،‬فإنه ‪:‬‬
‫" باستثناء حاالت التغيب المبرر قانونا‪ ،‬فإن إطار األكاديمية الذي يتعمد االنقطاع عن العمل‪ ،‬يعتبر‬
‫في حالة ترك الوظيفة‪.‬‬
‫ويعد حينئذ كما لو تخلى عن الضمانات التأديبية الجاري بها العمل‪ ،‬والمشار إليها في هذا النظام‬
‫األساسي‪.‬‬
‫توجه األكاديمية إلى الطار المؤاخذ بترك الوظيفة‪ ،‬إنذارا لمطالبته بالعودة إلى عمله‪ ،‬تحيطه فيه‬
‫علما بالجراءات التي يتعرض لها في حالة رفضه استئناف عمله‪.‬‬
‫يوجه هذا النذار إلى المعني باألمر بآخر عنوان شخصي له صرح به لألكاديمية وذلك بواسطة‬
‫رسالة مضمونة الوصول بإشعار بالتسليم‪.‬‬
‫إذا انصرم أجل سبعة أيام عن تاريخ تسلم النذار ولم يستأنف المعني باألمر عمله فلمدير األكاديمية‬
‫صالحية إصدار عقوبة العزل من غير توقيف الحق في المعاش أو العزل المصحوب بتوقيف‬
‫الحق في المعاش‪ ،‬وذلك مباشرة وبدون سابق استشارة المجلس التأديبي‪.‬‬
‫إذا تعذر تبليغ النذار‪ ،‬أمر مدير األكاديمية فورا بإيقاف أجرة الطار المؤاخذ بترك الوظيفة‪.‬‬
‫إذا لم يستأنف المعني باألمر عمله داخل ستين (‪ )60‬يوما ابتداء من تاريخ اتخاذ قرار إيقاف‬
‫األجرة وجب تطبيق العقوبة المنصوص عليها في الفقرة الثالثة أعاله‪ ،‬وفي حالة ما إذا استأنف‬
‫الطار عمله داخل األجل المذكور‪ ،‬عرض ملفه على المجلس التأديبي‪.‬‬
‫وتسري عقوبة العزل في الحاالت المنصوص عليها في هذه المادة‪ ،‬ابتداء من تاريخ ترك الوظيفة"‪.‬‬

‫‪ -3‬الضمانات األساسية الممنوحة للموظف‬

‫نظ ار لما تكتسيه العقوبات التأديبية من خطورة على حياة الموظف اإلدارية‪ ،‬فإن المشرع أحاطه بمجموعة‬
‫ضمانات‪:‬‬

‫أ‪ -‬في حالة عرضه على المجلس التأديبي‪:‬‬

‫للموظف المحال على المجلس التأديبي مجموعة من الضمانات القانونية من قبيل‪:‬‬

‫‪ -‬إعطاء المعني باألمر حق االطالع على ملفه الشخصي وعلى الوثائق الملحقة به؛‬
‫‪ -‬تمكينه من إحضار الشهود؛‬

‫]‪[11‬‬
‫‪ -‬تمكينه من إحضار مدافع عنه‪ ،‬وذلك باختيار منه؛‬
‫‪ -‬تمكينه من تقديم مالحظاته الكتابية والشفهية إلى المجلس التأديبي‪.‬‬

‫كما يجوز لإلطار الذي صدرت في حقه عقوبة تأديبية ولم يقع فصله أن يقدم إلى مدير األكاديمية طلبا‬
‫يلتمس فيه تنظيف ملفه من العقوبة بعد مرور خمس سنوات بالنسبة للعقوبات من الدرجة األولى (اإلنذار‬
‫والتوبيخ ) وعشر سنوات إذا تعلق األمر بعقوبة من الدرجة الثانية‪.‬‬
‫وإذا كان السلوك العام للمعني باألمر مرضيا منذ العقوبة الصادرة عليه وجبت تلبية طلبه‪ ،‬ويبث مدير‬
‫األكاديمية في ذلك بعد استطالع رأي المجلس التأديبي( المادة ‪.)102‬‬

‫ب‪-‬الضمانات الممنوحة للموظف قضائيا‬

‫لقد وضع المشرع جهة قضائية‪ ،‬يمكن الطعن أمامها في كل قرار إداري غير قانوني‪ ،‬أو به شطط‬
‫في استعمال السلطة‪ .‬وتختص المحاكم اإلدارية بالفصل في المنازعات الناشئة بين اإلدارة والموظفين‪.‬‬
‫وفي هذا الشأن‪ ،‬تقدم طلبات إلغاء مقررات السلطة اإلدارية داخل أجل ‪60‬يوما من نشر أو تبليغ‬
‫المقرر المطعون فيه‪ ،‬ويمكن للمعنيين باألمر قبل انصرام األجل المحدد للطعن أمام القضاء‪ ،‬أن يرفعوا‬
‫السلطة التي أصدرت المقرر أو التي تعلوها مباشرة‪ .‬ويعتبر سكوت السلطة‬ ‫تظلما استعطافيا إلى‬
‫اإلدارية أكثر من ‪ 60‬يوما على االستعطاف رفضا‪.‬‬

‫رابعا ‪ :‬لجان األطر‬

‫‪ )1‬تعريف لجان االطر‬

‫لجان األطر جهاز استشاري يبدي رأيه في قضايا إدارية تهم أطر األكاديمية الجهوية للتربية والتكوين ‪،‬‬
‫وذلك ضمن الحاالت المقررة في النظام األساسي الخاص بهم‪ .‬وتؤسس بمقرر لمدير األكاديمية‪.‬‬

‫‪ )2‬طريقة تأليف لجان األطر‬

‫تشتمل لجان األطر على عدد متساو من ممثلين عن اإلدارة يعينون بمقرر لمدير األكاديمية‪ ،‬ومن ممثلين‬
‫عن األطر يتم انتخابهم من قبل أطر األكاديمية المرسمين‪ ،‬ويكون للجنة األطر أعضاء رسميون وعدد‬
‫يماثلهم من األعضاء النواب الذين ال يجوز لهم الحضور في اللجنة إال عند تغيب األعضاء الرسميين‬
‫(المادة‪.)85‬‬

‫]‪[12‬‬
‫أ) تعيين ممثلي اإلدارة ‪:‬‬

‫يعين ممثلو اإلدارة في حظيرة اللجنة بقرار يصدره ( مدير األكاديمية) ‪ ،‬و ذلك في أعقاب إعالن نتائج‬
‫انتخاب ممثلي الموظفين‪ ،‬و يمكن له أن يغيرهم بممثلين آخرين عند االقتضاء‪.‬‬

‫ب)انتخاب ممثلي األطر‪:‬‬

‫تجرى انتخابات أطر األكاديمية وفق القواعد العامة النتخابات اللجان اإلدارية المتساوية األعضاء في‬
‫اإلدارات العمومية‪ ،‬والسيما المرسوم رقم ‪ 2.59.0200‬الصادر في ‪ 26‬شوال ‪ 5 (1378‬ماي ‪)1959‬‬
‫المطبق بموجبه‪ ،‬بخصوص اللجان اإلدارية المتساوية األعضاء‪ ،‬الفصل ‪ 11‬من الظهير الشريف الصادر‬
‫بمثابة النظام األساسي العام للوظيفة العمومية كما تم تغييره وتتميمه‪.‬‬
‫ال يتقاضى أعضاء لجان األطر أي تعويض عن أداء مهامهم التمثيلية‪ ،‬إال أنه يمكن أن تمنح لهم صوائر‬
‫عن التنقل واإلقامة وفق الشروط الجاري بها العمل في هذا النطاق‪.‬‬

‫‪ )3‬اختصاصات لجان األطر‬

‫تجتمع لجان األطر باستدعاء من مدير األكاديمية ‪ ،‬الذي يحدد جدول أعمالها‪ .‬وتبدي آراءها بأغلبية‬
‫األعضاء الحاضرين ‪.‬‬

‫تستشار لجان أطر األكاديمية ضمن الشروط النظامية المعمول بها في المسائل الفردية المتعلقة بالترقية‬
‫والتأديب‪ .‬وفيما يتعلق بالوضعيات المنصوص عليها في النظام األساسي الخاص بأطر األكاديميات‪(.‬‬
‫المادة‪.)88‬‬

‫]‪[13‬‬

You might also like