المحور السابع

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 8

‫مجزوءة التشريع المدرسي وأخالقيات المهنة‬

‫األستاذ المكون‪ :‬رشيد المدراسي‬

‫المحورالسابع ‪:‬أخالقيات المهنة والسلوك المدني‬

‫السنة التكوينية‪2020-2021 :‬‬

‫‪1‬‬
‫محتويات المحور‪:‬‬

‫تقديم‪.‬‬

‫أوال‪:‬أخالقيات مهنة التربية والتعليم‪.‬‬

‫‪ -1‬مفهوم أخالقيات مهنة التربية والتعليم‪.‬‬


‫‪ -2‬مبادئ وأخالقيات مهنة التربية والتعليم‪.‬‬
‫‪ -3‬واجبات األستاذ(ة)‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬السلوك المدني‪.‬‬

‫‪ -1‬مفهوم السلوك المدني وأهدافه‪.‬‬


‫‪ -2‬مجاالت قواعد السلوك المدني‪.‬‬
‫‪ -3‬بعض مداخل تفعيل السلوك المدني داخل المؤسسات التعليمية‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫تقديم‪:‬‬
‫يشكل االلتزام بأخالقيات مهنة التربية والتعليم وتنمية السلوك المدني ‪ ،‬رهانا كبي ار تسعى المؤسسات‬
‫التعليمية كفاعل ضمن المنظومة التربوية ‪ ،‬إلى تحقيقه من خالل تجسيده ثقافة وممارسة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬أخالقيات مهنة التربية والتعليم‪:‬‬


‫ينعكس تعزيز الممارسات األخالقية‪ ،‬بشكل إيجابي في العالقات التربوية بين مختلف مكونات الوسط‬
‫المدرسي‪.‬‬

‫‪ -1‬مفهوم أخالقيات مهنة التربية والتعليم‪.‬‬


‫والسلوكات والمواقف المرتبطة‬ ‫يقصد بأخالقيات المهنة‪ ،‬العمل في ضوء مجموعة من الضوابط‬
‫بخصوصية التربية والتعليم‪ ،‬كما يقتضي هذا المفهوم الوعي بأهمية العالقات واالتجاهات في أبعادها‬
‫المختلفة والمعرفة بالذات وفق ما تستوجبه المرجعية المهنية‪.‬‬

‫إن أ خالقيات مهنة التربية والتعليم تتجلى أساسا في بناء عالقات إيجابية مع باقي األطر التربوية واإلدارية‬
‫من جهة‪ ،‬ومع التلميذات والتالميذ وأولياء أمورهم من جهة أخرى ‪.‬‬

‫و تنهل أخالقيات المهنة من مصادر متعددة منها‪:‬‬

‫‪ -‬المصدر الديني‪ :‬حيث تعد األديان السماوية أهم مصدر من مصادر األخالقيات‪.‬‬
‫‪ -‬التشريعات والقوانين واألنظمة‪ :‬تعد التشريعات والقوانين واألنظمة المعمول بها من المصادر‬
‫األخالقية فهي تحدد للموظفين الواجبات األساسية المطلوب منهم التقيد بها وتنفيذها‪.‬‬
‫‪ -‬الثقافة العربية اإلسالمية‪ :‬كان موضوع أخالقيات مهنة التعليم من الموضوعات الرئيسة التي‬
‫تناولها العرب والمسلمون بالدراسة ‪.‬‬
‫‪ -‬العادات والتقاليد والقيم‪.‬‬
‫‪ -‬األدب التربوي الحديث‪ :‬إذ ركز األدب التربوي الحديث على سلوكيات أخالقية منها‪:‬‬

‫اإلخالص في العمل و احترام اآلخر‪ ،‬مع االتصاف بالهدوء وسعة الصدر وتفتح الذهن‪ ،‬و التحلي‬
‫بالتواضع و الرفق واللين‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫‪ -2‬مبادئ وأخالقيات مهنة التربية والتعليم‪:‬‬
‫تقتضي مهنة التربية والتعليم التقيد بمجموعة من المبادئ واألخالق منها‪:‬‬
‫▪ االنتماء وااللتزام برسالة المهنة "التربية التعليم" ‪ :‬اإلخالص في العمل‪ ،‬والصدق مع النفس‬
‫والمجتمع‪.‬‬
‫▪ خلق جو الثقة واالحترام المتبادل بين كافة العاملين في المهنة ‪.‬‬
‫▪ احترام التعددية والتنوع‪ :‬يؤمن العامل في مهنة التعليم أنها ذات بعد إنساني عالمي تقوم على احترام‬
‫حقوق اإلنسان دون االلتفات إلى ديانته‪،‬أو لونه أو جنسه أو انتمائه السياسي‪.‬‬
‫▪ المواطنة والسلوك المنضبط‪ :‬يلتزم األستاذ باألخال ق الحميدة المنبثقة من عقيدته وثقافة مجتمعه‬
‫فهو قدوة يحتذي بها كافة أفراد مجتمعه ‪ ،‬مؤمنا بأن السلوك المنضبط واألخالق الحميدة هي‬
‫صمام األمان للحفاظ على شرف المهنة‪.‬‬
‫▪ اإليمان بأهمية تعزيز الثقة بمهنة التعليم‪ :‬من حيث األمانة العلمية‪ ،‬وعدم استغالل المهنة لتحقيق‬
‫أغراض ومصالح ذاتية‪ ،‬والتحلي بالنزاهة والشفافية في ممارسة المهنة ‪.‬‬
‫▪ تعزيز العالقة مع اإلدارة التربوية واألساتذة المبنية على التواصل المستمر والتعاون الهادف واالحترام‬
‫المتبادل‪.‬‬
‫▪ التشبع بثقافة المرفق العام‪.‬‬

‫‪ -3‬واجبات األستاذ (ة)‪:‬‬


‫تستوجب أخالقيات مهنة التربية والتعليم من األستاذ التقيد بمجموعة من االلتزامات والواجبات منها‪:‬‬

‫الحرص على االرتقاء بالمهنة والسعي إلى تطويرها وتحسين أدائها واإلبداع فيها‪.‬‬
‫االلتزام بالمشاركة في مختلف مجالس المؤسسة التعليمية التي يكون عضوا فيها‪ ،‬واالنخراط اإليجابي‬
‫والفعال في أشغالها‪.‬‬
‫احترام حقوق وكرامة التلميذات والتالميذ وعدم التمييز بينهم بسبب الجنس أو العرق أو اللون أو‬
‫المعتقد أو الثقافة أو االنتماء االجتماعي أو الجهوي أو اللغوي‪.‬‬
‫المساهمة في األنشطة المدرسية‪ ،‬واإلسهام بإيجابية وفعالية في األنشطة التعليمية ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫الحرص على السالمة الجسدية والنفسية للتلميذات والتالميذ داخل فصول الدراسة‪ ،‬وكذا خالل فترات‬
‫االستراحة بالنسبة للمكلفين بالحراسة‪ ،‬وعدم إخراجهم من الفصول الدراسية دون الرجوع إلى اإلدارة‬
‫التربوية‪.‬‬
‫احترام النصوص التشريعية والتنظيمية الجاري بها العمل في مجال الحياة المدرسية‪ ،‬وكذا النظام‬
‫الداخلي للمؤسسة‪.‬‬
‫االلتزام بأخالقيات المهنة النبيلة واالرتقاء بصورة األستاذ(ة) القدوة لدى الناشئة وعدم تسريب وثائق‬
‫مدرسية وإنجازات تخص التلميذات والتالميذ والتشهير بها بأية وسيلة كانت‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬السلوك المدني‪:‬‬


‫لم يكن مبدأ" ترسيخ السلوك المدني" بالمدرسة المغربية ‪ ،‬الذي اتخذته و ازرة التربية الوطنية شعا ار للموسم‬
‫الدراسي‪ ، 2008-2007‬مجرد حملة موسمية عابرة وطارئة‪ ،‬بل دعوة إلى رد االعتبار للتربية ذاتها‪.‬‬

‫‪ -1‬مفهوم السلوك المدني‪.‬‬


‫إن مفهوم السلوك المدني‪ ،‬مفهوم متعدد الدالالت ‪ ،‬كما تتداخل ضمنه مستويات أخرى‪ ،‬إن على مستوى‬
‫التركيب أو الحقول األخرى القريبة منه‪ .‬فمن حيث تركيبته‪ ،‬فالعبارة مركبة من لفظتين هما‪ :‬السلوك والمدني‪.‬‬
‫فإذا كانت األولى تحيل على الوجه الفردي للممارسة االجتماعية‪ ،‬فالثانية تحيل على معطى التمدن والتحضر‬
‫أي على مظهر من مظاهر ارتقاء وتطور المجتمعات اإلنسانية‪.‬‬

‫كما ال يمكن أن نتصور السلوك المدني إال مؤط ار بمنظومة أخالقية محددة وضوابط قانونية معينة‪ ،‬الشيء‬
‫الذي أضفى على مفهوم السلوك المدني مجموعة من األبعاد هي‪ ،‬البعد األخالقي( القيم‪ ،‬التمثالت‪،‬‬
‫التربية‪.)...‬والبعد االجتماعي ( السلوكيات السائدة في الحياة اليومية)‪ .‬والبعد القانوني ( القوانين المنظمة‬
‫لعالقة الحقوق والواجبات)‪.‬ثم البعد التربوي ( السلوك المدني منتوج لعملية بنائية مستمرة تتطلب تنشئة‬
‫اجتماعية)‪.‬‬

‫وعلى هذا األساس فإن السلوك المدني منظومة قيمية‪ -‬أخالقية متكاملة‪ ،‬تتخذ من جهة مسار التشبع‬
‫بقيم المواطنة الكاملة‪ ،‬من حيث التمتع بالحقوق وااللتزام الفعلي بالواجبات‪ ،‬ومن جهة أخرى مسارالتصدي‬

‫‪5‬‬
‫الحازم للسلوكيات الالمدن ية ‪ ،‬وذلك عبر محاربة مظاهر العنف والرشوة وسوء المعاملة والغش‪ ،‬وغيرها من‬
‫الممارسات الالأخالقية التي قد تتسرب إلى المؤسسات التعليمية‪.‬‬

‫لذلك فإن السلوك المدني ‪ ،‬سواء كان عمال حركيا أو تفكي ار أو أداء لغويا‪ ،‬أو مشاعر وانفعاالت ‪ ،‬ينبغي‬
‫أن يكون مرتبطا بثقافة المواطنة كقاعدة للتحرك المشترك‪ ،‬ومراعيا آلليات التصريف الديمقراطي لكل أوجه‬
‫االختالف في احترام للحقوق والواجبات‪.‬‬

‫وتبقى الغاية من تنمية السلوك المدني هي ‪ ،‬تكوين المواطن المتشبث بالثوابت الدينية والوطنية لبالده ‪،‬‬
‫في احترام تام لرموزها وقيمها الحضارية المنفتحة‪ ،‬المتمسك بهويته المعتز بانتمائه ألمته‪ ،‬المدرك لواجباته‬
‫وحقوقه‪.‬‬

‫كما تستهدف تربيته على التحلي بفضيلة االجتهاد المثمر‪ ،‬وتعريفه بالتزاماته الوطنية‪ ،‬وبمسؤولياته تجاه‬
‫نفسه وأسرته ومجتمعه‪ ،‬وعلى التشبع بقيم التسامح والتضامن والتعايش ليساهم في الحياة الديمقراطية لوطنه‪،‬‬
‫بثقة وتفاؤل في اعتماد على الذات ‪.‬‬

‫الشك أن تشبع التلميذ المغربي بهذه القيم النبيلة يكسبه مناعة قوية‪ ،‬تقيه من أسباب االنزالقات األخالقية‪.‬‬

‫‪ -2‬مجاالت قواعد السلوك لمهنة التربية والتعليم‪:‬‬


‫قواعد السلوك التي ينبغي أن تحكم مهنة التربية والتعليم ضمن عالقة األستاذ بباقي الموارد البشرية الفاعلة‬
‫في العملية التعليمية‪ ،‬تتعلق بالمجاالت التالية‪:‬‬

‫❖ عالقة األستاذ بمتعلميه عالقة إنسانية تتحدد ضمن التالي‪:‬‬


‫‪ -‬الوعي بحقوقهم المتضمنة في القوانين واألنظمة الوطنية واالتفاقيات الدولية‪.‬‬
‫‪ -‬تعزيز ثقتهم بأنفسهم ودفعهم لتحمل مسؤوليتهم في إطار القانون‪.‬‬
‫‪ -‬قبولهم على اختالف خلفياتهم االجتماعية واالقتصادية‪.‬‬
‫❖ عالقة األستاذ بأولياء أمور التلميذات والتالميذ‪ ،‬باحت ارمهم وخلق جسور التواصل معهم‪.‬‬
‫❖ تحسين عالقة األستاذ مع زمالئه ‪ ،‬أساسها التعاون المثمر واالحترام المتبادل إليجاد بيئة تعليمية‬
‫فاعلة‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫❖ عالقة األستاذ مع مدير المؤسسة بصفته قائدا تربويا‪ ،‬مبنية على عنصري الثقة والصدق وذلك‬
‫إلنجاح العملية التعليمية‪.‬‬
‫❖ عالقة األستاذ مع المؤطر التربوي من أجل التعاون والتفاعل واالستفادة من خبراته‪ ،‬لتحسين‬
‫األداء المهني ‪.‬‬

‫وعليه فإن التربية غلى السلوك المدني البد وأن تجد امتدادها الطبيعي والعملي في العالقات والفضاءات‬
‫التربوية ‪ ،‬سواء داخل الفصول الدراسية أو في المحيط المباشر للمؤسسات التعليمية ‪.‬‬

‫‪ -3‬بعض مداخل تفعيل ثقافة السلوك المدني في المؤسسات التعليمية‪:‬‬


‫لسيادة ثقافة السلوك المدني وتنميته داخل الفضاء التعليمي ‪ ،‬هناك مجموعة من المداخل التي قد تحقق‬
‫هذا المبتغى وهي‪:‬‬

‫➢ مدخل الثقة في فضاء المؤسسة‪ :‬تعزيز الشعور لدى المتعلمين باالنتماء للمؤسسة ‪ ،‬وهذا بالطبع‬
‫يقتضي تأهيل البنيات التحتية للمؤسسات لتكون في مستوى دعم ثقة المتعلمين بها ‪.‬‬
‫➢ مدخل التواصل‪ :‬أي أن المدرسة ينبغي أن تكون فضاء للحوار المستمر ‪ ،‬وذلك من منظور‬
‫يعتبر الحياة االجتماعية كلها عبارة عن سلوكات متبادلة بين األفراد والجماعات‪ ،‬مع تشجيع‬
‫المناسبات التي يمكن أن تبلور ميوالت التطوع لدى المتعلمين‪.‬‬
‫➢ تفعيل القوانين الداخلية للمؤسسات وذلك باعتماد منطق المحاسبة والمسؤولية ‪،‬دون اعتبارات تبرر‬
‫في كثير من األحيان النزوع نحو إعطاء المصداقية للسلوكات المنحرفة داخل المؤسسات‪ ،‬كيفما‬
‫كان مصدر هذه السلوكات ‪.‬‬
‫➢ رصد مختلف أشكال الممارسات اإليجابية والسلوكات المدنية داخل فضاءات المدرسة المغربية‪،‬‬
‫والبحث عن سبل تثبيتها وتعزيزها ودعمها وتعميمها‪.‬‬
‫➢ تشخيص واقع الحياة المدرسية‪ ،‬ورصد مختلف أنواع السلوكات الالمدنية والممارسات السلبية‪،‬‬
‫وإخضاعها لتحليل علمي وتربوي للتعرف على أسبابها وتحديد طرق ووسائل تقويمها‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫➢ إشراك التالميذ واألطر اإلدارية والتربوية وأولياء أمور التالميذ وجمعيات المجتمع المدني‪ ،‬في‬
‫تنظيم ندوات وتظاهرات فكرية وثقافية وأيام تحسيسية‪ ،‬لتنمية السلوك المدني داخل المؤسسات‬
‫التعليمية‪.‬‬
‫➢ تشجيع االبتكار والبحث التربوي في هذا المجال‪.‬‬

‫وعلى هذا األساس فإن موضوع أخالقيات المهنة والسلوك المدني‪ ،‬يشكل انشغاال دائما وأفقا‬
‫متجددا ومنفتحا‪ ،‬يرتكز على تثمين المبادرات المتميزة وتعميم الممارسات الناجحة‪.‬‬

‫‪8‬‬

You might also like