Professional Documents
Culture Documents
?UTF-8?B?2K Zhtqk2KfYsSDYs9i52K ZitipLnBkZg ?
?UTF-8?B?2K Zhtqk2KfYsSDYs9i52K ZitipLnBkZg ?
جلنة ادلناقشة:
-أ .اجلوزي عز الدين.......... ،جامعة مولود معمري ،تيزي وزو................... ،رئيسا.
-د .جعفور إسالم.............،جامعة مولود معمري ،تيزي وزو..............،مشرفا ومقررا.
-أ .قنيف غنيمة ..............،جامعة مولود معمري تيزي وزو.....................،ممتحنة.
أقدم جزيل الشكر والعرفان إىل أستاذي الفاضل الدكتور "جعفور إسالم" لقبولو
اإلشراف على ىذه املذكرة ،وعلى كل ما قدمو يل من اإلرشادات والنصائح لكي أتوصل
إىل إمتام ىذه املذكرة وأقدم كل الشكر والتقدير إىل مجيع أساتذيت يف كلية احلقوق يف
سعدية
إه ـ ـ ـداء
إىل فلذات كبدي آمال حيايت ومجاهلا أوالدي :أمناي ،أسالس وأيالن.
إىل كل من ساعدين وأحبين بصدق وشاركين العناء واملشقة إلمتام ىذه الدراسة.
سعدية
قائمة المختصرات
ط :طبعة
ص :صفحة
:/الفقرة
مقدمـ ـ ــة
مقدمة
مقدمة
ينقضي االلتزاـ بما يعادؿ الوفاء بسبب مف األسباب اآلتية :الوفاء بمقابل التجديد
واالنابة المقاصة واتحاد الذمة وما يجمع ويشترؾ في ىذه الصور ىو أف كل منيا تؤدؼ إلى
انقضاء االلتزاـ دوف أف يفي بو المديف بعيف ما ِالتزـ بو وانما يستوفي الدائف ما يعادؿ ىذا
الوفاء.
ففي الوفاء بمقابل يتمقى الدائف شيئا آخر خبلؼ الشيء محل االلتزاـ وفي التجديد
واالنابة يفي المديف االلتزاـ القديـ بالتزاـ جديد عف طريق االستبداؿ وبالتالي ينقضي ِانقضاء
طبيعيا.
أما في الصور المقاصة واتحاد الذمة فينقضي االلتزاـ القديـ بطريقة قانونية ،حيث يتـ
الوفاء لمدائف ِبانقضاء التزاـ عميو.
أف ضمف ىذه الصور ال يقوـ الوفاء ولكف يحصػػل الدائػػف عػػمى مػػا يعػػادؿ حقػػو
إالّ ّ
أو يساويو ،حيث يحصل بذلؾ عمى منفعة تساويو في قيمتيا منفعة الوفاء ذاتو وىو ما يؤدؼ
إلى ِانقضاء االلتزاـ المديف تجاه دائنو بما يعتبر معادال لموفاء أو بما يقوـ مقاـ الوفاء .إف
الدافع الختيار موضوع انقضاء االلتزاـ بما يعادؿ الوفاء ينبع مف أىمية ىده الطرؽ واتساع
تطبيقيا العممي باعتبارىا موضوعات ىامة في المعامبلت المالية في الفقو والقضاء وأكثرىا
عمقا وشموال.
ففي الوفاء بمقابل ما يعرؼ بالوفاء االعتياضي ،فيو نضاـ عرفتو التشريعات المدنية
الحديثة كسبب مف أسباب انقضاء االلتزاـ فيو يتميز بأنو يأتي عمي خبلؼ األصل فيو يتيح
اف يقبل شيئا اخر بدال مف الشيء الدؼ التزـ بو المديف ،1مع االحتفاظ بحقو برفض ىدا
البديل ميما بمغت قيمتو.
-1د .عبد الرزاؽ السنيورؼ ،الوجيز في النظرية العامة لئلتزاـ ،المصادر -اإلثبات -اآلثار -األوصاؼ -االنتقاؿ-
االنقضاء ،طبعة تحتوؼ عمى آخر المستجدات في التشريع والقضاء والفقو ،دار المعارؼ ،االسكندرية ،2004 ،ص .127
1
مقدمة
وفي التجديد وىو إحبلؿ ديف جديد محل الديف األصمي والذؼ يختمف عف الديف
القديـ في محمو أو في مصدره أو في أحد طرفيو.1
واالنابة باعتبارىا أداة وفاء مختصرة حيث أنيا تختصر الطريق في عمميات الوفاء
ودلؾ عندما يكوف المديف األصمي داءنا لمشخص األجنبي ،حيث ينوبو في أداء االلتزاـ بدال
منو ففي االنابة الكاممة ينقضي التزاـ المديف القديـ تجاه الدائف بمجرد انعقاده االنابة حيث
يصبح المديف الجديد ممتزما بأداء االلتزاـ بدال منو واالنابة الناقصة التي تعد وسيمة مف
وسائل تدعيـ الضماف لمدائف.
أما في المقاصة واتحاد الذمة فالمقاصة تفترض أف المديف قد صار داءنا لدائنو حيث
تجمع في كل مف طرفي االلتزاـ صفة الدائف والمديف في نفس الوقت فينقضي الدينيف بقدر
األقل منيما فيي وضيفة مزدوجة ،فيي أداة وفاء وأداة ضماف ،2تؤدؼ إلى التيسير عمى كل
مف الطرفيف ،وكما أنيا نضاـ عظيـ الفائدة ألنيا توفر في استعماؿ النقود وتحريكيا ومف ثـ
فيي تمعب دو ار ىاما في المعامبلت التجارية وكما تحقق نوعا مف الضماف لمدائف ألنيا
تمكنو مف استيفاء حقو مما يجب عميو لمدينو ،فيو بدلؾ يتفادػ مخاطر مزاحمة باقي
الدائنيف لو ويتمتع بنوع مف األولوية والتقدـ عمييـ.
وفي ِاتحاد الذمة يقصد بو أف تجتمع في الشخص الواحد صفتاف ،صفة الدائف،
وصفة المديف في وقت واحد بالنسبة لديف واحد ،فتكوف سببا لزواؿ الحق بمقدار المديونية
التي إتحدت فييا ذمة الشخص ذاتو.3
-1عبد القادر الغار ،أحكاـ االلتزاـ آثار الحق في القانوف المدني ،دوف طبعة ،دار الثقافة ،األردف ،2007 ،ص .66
-2عبد القادر الغار ،المرجع نفسو ،ص .55
-3إسحاؽ إبراىيـ ،منصور ،نظريتا القانوف والحق وتطبيقاتيما في القوانيف الجزائرية ديواف المطبوعة الجامعية ،ط،2
الجزائر.2005 ،
2
مقدمة
وعميو بالنضر لما تحققو ىذه األنظمة باعتبارىا أساليب ينقضي بيا االلتزاـ بما يعادؿ
الوفاء يطرح التساؤؿ التالي :كيف نظم المشرع الجزائري أحكام الطرق التي ينقضي بيا
االلتزام بما يعادل الوفاء؟
وليذا ِارتأيت أف أتناوؿ في ىذه الدراسة متبعا الخطة اآلتية:
األوؿِ :انقضاء رابطة االلتزاـ ِانقضاء طبيعي باالستبداؿ وناقشتو في مبحثيف، الفصل ّ
األوؿ انقضاء االلتزاـ بالوفاء بمقابل والثاني التجديد واإلنابة.
وخصصت الفصل الثاني ِالنقضاء رابطة االلتزاـ واِنقضاء قانونيا بالسقوط وقسمتو
كذلؾ إلى مبحثيف :األوؿ تناولت فيو المقاصة وفي الثاني تناولت ِاتحاد الذمة.
3
االنقضاء الطبيعي لاللتزام األول:
الفصل ّ
الفصل األول
االنقضاء الطبيعي لاللتزام
قد ينقضي االلتزاـ بما يعادؿ الوفاء انقضاء حقيقيا وذلؾ في كل مف الحاالت :الوفاء
بمقابل والتجديد واإلنابة ،حيث يقوـ فييا المديف مع الدائف باالتفاؽ بينيما ألنياء رابطة
االلتزاـ بصفة طبيعية عف طريق االستبداؿ ،وىذا االستبداؿ الذؼ يتمثل في بعض التغيرات
التي تط أر في العناصر الجوىرية ليذه الرابطة ،إذ أف التغيرات التي يتـ االتفاؽ عمييا في
الوفاء بمقابل تختمف عف التغيرات التي يتـ االتفاؽ عمييا في التجديد واإلنابة حيث يستبدؿ
المحل في الوفاء بمقابل ،أما في التجديد واإلنابة فيستبدؿ المحل أو أحد األطراؼ.
ثـ أف وفاء المديف اللتزامو في الوفاء بمقابل يكوف فور االتفاؽ عمى االلتزاـ الجديد
أؼ (الشيء المستبدؿ ،المقابل) ،مع ضرورة إتماـ الوفاء بتسميـ الشيء المقابل فور انتقاؿ
الممكية.
أما في التجديد واالنابة ،فيكفي مجرد االلتزاـ باألداء المتفق عميو دوف تنفيذه ًا
فور.
وبالتالي تنقضي رابطة االلتزاـ في الوفاء بمقابل عف طريق إعطاء شيء بنقل ممكية
أما في التجديد واالنابة فيكوف بإعطاء شيء أو القياـ بو أو امتناع عف عمل.
أف كبل مف الصورتيف تشتركاف في أنيما وفاء بسيط ينقضي فييا الديفويمكف القوؿ ّ
انقضاء فعميا وحقيقيا يعني بصفة طبيعية عف طريق استبداؿ االلتزاـ األصمي واحبلؿ ِالتزاـ
آخر محمو.
4
االنقضاء الطبيعي لاللتزام األول:
الفصل ّ
األول
المبحث ّ
مفيوم الوفاء بمقابل
األول
المطمب ّ
تعريف الوفاء بمقابل وشروطو (أركانو)
عممنا مما سبق أف األصل في الوفاء ال يكوف إال بذات أو عيف ما إلتزـ بو المديف،
بحيث ال يمكف وال يجوز لممديف أف يجبر الدائف عمى قبوؿ شيء آخر عوض عنو ولو كاف
أعمى منو في القيمة ،كما ال يجوز لمدائف بالمقابل ،إجبار المديف عمى تقديـ شيء آخر
مختمف عف الشيء المتفق عميو ولو كاف أقل قيمة منو.
ولكف إذا كاف ال يجوز ألحدىما أف يجبر اآلخر عمى ذلؾ فإنو يجوز ليما أف يتفقا
عمى أف يقبل المديف في استيفاء حقو مقاببل يستعيض بو عف الشيء المتفق عميو أصبل.
فإذا تـ تنفيذ ىذا االتفاؽ فور نشوئو أؼ بعناصر نشوء االلتزاـ مع تنفيذه كاف ىذا
وفاء بمقابل.1
-1جبلؿ دمحم إبراىيـ ،إنقضاء االلتزاـ ،دوف طبعة ،1990 ،ص .12
5
االنقضاء الطبيعي لاللتزام األول:
الفصل ّ
الفرع األول
تعريف الوفاء بمقابل
-1د بمحاج العربي ،أحكاـ االلتزاـ في القانوف المدني الجزائرؼ وفق آخر التعديبلت مدعـ بأحدث االجتيادات المحكمة
العميا ،دراسة مقارنة ،ط ،2دار ىومة ،2015 ،ص .589
6
االنقضاء الطبيعي لاللتزام األول:
الفصل ّ
يكوف الشيء محل الممكية شيء مستقببل ،كما في الوصية مثبل :ال يحق الوفاء بمقابل ألف
الممكية ال تنتقل إال بعد وفاء الموفى ،فينا يتنافى فيو شرط التنفيذ الفورؼ.
وبمجرد أف يقبل الدائف مف مدينو الوفاء بمقابل يعتبر أنو قد استوفى حقو بمقابل ،إما
أف تتمثل في:
-حصوؿ الدائف عمى نقود بدال مف الشيء.
-أو حصولو عمى شيء بدال مف النقود.
-أو حصولو عمى شيء بدال مف شيء.1
الفرع الثاني
شروط الوفاء بمقابل
7
االنقضاء الطبيعي لاللتزام األول:
الفصل ّ
رفض الدائف ما عرضو عميو المديف مف مقابل ،ضل المديف ممزما بتقديـ ما كاف مستحقا
عميو في األصل.1
والوفاء بمقابل ِباعتباره ِاتفاؽ لكي يكوف قانونيا ،2فيو يخضع لمقواعد العامة التي
تخضع ليا سائر التصرفات ،فيمزـ أف تتوافر في كل مف الدائف أىمية ِاستيفاء الديف ،وفي
المديف أىمية الوفاء بالديف وأىمية التصرؼ في الشيء المقابل الذؼ يقدمو وفاءا لمديف ،ألف
الوفاء مقابل بالنسبة لو ال ينطوؼ فقط عمى معنى الوفاء ولكف ينطوؼ أيضا عمى معنى نقل
ممكية شيء.
وكما يجب أف تكوف إرادة كل مف الطرفييف خالية مف العيوب المنصوص عمييا في
المواد 91-81ؽ.ـ.ج ،وأف يكوف السبب ىو قصد الوفاء بالديف األصمي.
وأمػا الػمحػل فػيػو االسػتعػاضة عػف المحػل األصمي الػذؼ يمكػف أف يتػمثػل في عػمػل
دائما في نقل ممكية ِ
أو امتناع عف عمل أو إعطاء ،بمحل آخر مكانو والذؼ يجب أف يتمثل ً
شيء مف المديف إلى الدائف.3
وبالتالي فالوفاء بمقابل يخضع مف حيث المحل لشرطيف خاصيف ىما:
-وجوب أف يكوف محل الوفاء بمقابل ىو نقل ممكية شيء أؼ أنو ميما كاف محل
االلتزاـ األصمي سواء كاف عمبل أو ِامتناع عف عمل أو إعطاء ،فإف محل الوفاء بمقابل
دائما في إعطاء ولذلؾ ال يمكف أف يكػػوف الػمحػل فػي الػوفػاء بػمػقػابػل عػمػل
يجب أف يتمثل ً
أو ِامتناع عف عمل أو نقل حق شخصي.
ذلؾ ألف لو يكوف محل االنفاؽ كذلؾ فإف ذلؾ يعتبر بمثابة تجديد االلتزاـ بتغيير
ختصار أف يتمثل في إعطاء.
ا محل الديف وبالتالي محل الوفاء بمقابل يجب ِا
-1توفيق حسف فرج ،مصطفى الحماؿ ،مصادر وأحكاـ االلتزاـ ،دراسة مقارنة ،منشورات الحبمي الحقوقية ،اإلسكندرية،
د.س.ف ،ص .230
-2جبلؿ دمحم إبراىيـ ،المرجع السابق ،ص .18
-3جبلؿ محـ إبراىيـ ،المرجع نفسو ،ص .19
8
االنقضاء الطبيعي لاللتزام األول:
الفصل ّ
9
االنقضاء الطبيعي لاللتزام األول:
الفصل ّ
الفرع الثالث
الطبيعة القانونية لموفاء بمقابل وتميزه عن النظم المشابو لو
سنحاوؿ في ىذا المطمب دراسة الطبيعة القانونية لموفاء بمقابل وذلؾ مف خبلؿ
التطرؽ إلى معظـ اآلراء الفقيية التي تعددت إتجاىاتيا حوؿ تحديد الطبيعة القانونية لموفاء
بمقابل ،وكما نحاوؿ تمييز ىذا النظاـ عف بعض األنظمة التي تتشابو معو.
ففي (أوال) ندرس الطبيعة القانونية لموفاء بمقابل ،وثـ تنطرؽ إلى تمييزه عف النظـ
المشابية لو في (ثانيا).
-1د .ياسيف دمحم الجبروؼ ،الوجيز في شرح القانوف المدني األردني ،الجزء الثاني ،آثار الحقوؽ الشخصية (أحكاـ
االلتزاـ) ،دراسة موازنة ،جامعة آؿ البيت ،2003 ،ص .114
10
االنقضاء الطبيعي لاللتزام األول:
الفصل ّ
لقد ظير ثبلثة نظريات لتحديد الطبيعة القانونية لموفاء بمقابل بوصفو سببا النقضاء
االلتزاـ ،وىذه النظريات ىي:
-1الوفاء بمقابل بيع تميو مقاصة.
-2الوفاء بمقابل صوره مف صور الوفاء البسيط.
-3الوفاء بمقابل عقد مف نوع خاص.
-4الوفاء بمقابل عمل مركب مف تجديد ووفاء.
11
االنقضاء الطبيعي لاللتزام األول:
الفصل ّ
الماؿ مساوؼ لمبمغ الديف الذؼ ىو مديف بو لو فتقع مقاصة بيف الديف والثمف ،فيقضي الديف
بالمقاصة ويبقى المديف بعد ذلؾ ممتزما بنقل ممكية المقابل.1
وحسب ىذا الرأؼ فإف الوفاء بمقابل يقضي الديف ذاتو ولكنو يقظيو بطريق غير
مباشر حيف يجعل ثمنو قصاصا في ىذا الديف.
صحيحا إال إذا أنصب االلتزاـ
ً وأف ِاعتبار الوفاء بمقابل بيع مصحوبا بمقاصة ليس
األصمي عمى دفع مبمغ مف النقود .أما إذا كاف محل االلتزاـ عمبلً فبل يمكف ِاعتبار الوفاء
بيعا ،ألف ِافتراض البيع يقود إلى ِافتراض ضمني نقدؼ قابل ألف يكوف محبلً
بمقابل ً
لممقاصة مع مبمغ آخر مف الماؿ ،في حيف أف االلتزاـ بعمل ال يجوز إجراء المقاصة معو
12
االنقضاء الطبيعي لاللتزام األول:
الفصل ّ
ومع ىذه األىمية فإنو ال يمكف التسميـ بما جاء بو ىذا التكييف لوجود ِاختبلؼ
جوىرؼ ما بيف الوفاء بمقابل والتجديد بتغيير المحل وىو كذلؾ:
أف التجديد يقضي عمى االلتزاـ القديـ بإنشاء ِالتزاـ جديد يحل محمو.
ّ -
-بينما في الوفاء بمقابل ال يقصد الطرفاف ِانشاء ِالتزاـ جديد.
أف الوفاء بمقابل ليس مجرد تجديد االلتزاـ يقف عند نشوء االلتزاـ الجديد وعند
ثـ ّ
ِانقضاء االلتزاـ األصمي فقط ،وانما يترتب عمى الوفاء بمقابل ضرورة حصوؿ التنفيذ وقت
االتفاؽ مباشرة ،ىناؾ شرط جوىي لوجود الوفاء بمقابل والذؼ يتمثل في نقل المديف لمدائف
حق التممؾ فيو حاال وال يكفي مجرد االلتزاـ بذلؾ.
-1د .دمحمد شكرؼ سرور ،موجز االحكاـ العامة في االلتزاـ في القانوف المدني المصرؼ ،ط ،1دار الفكر العربي،
.1985 -1984
13
االنقضاء الطبيعي لاللتزام األول:
الفصل ّ
14
االنقضاء الطبيعي لاللتزام األول:
الفصل ّ
أف االلتزاـ التخييرؼ ال ينطوؼ عمى وفاء بمقابل ويرجع ذلؾ إلى أف
ومنو يتضح ّ
المديف عند إختياره أحد مجاؿ االلتزاـ في االلتزاـ التخييرؼ ويكوف قد أدػ محبلً داخبلً في
خارجا عف نطاؽ
ً جديدا
ً نطاؽ االلتزاـ األصمي ،بينما في الوفاء بمقابل يكوف المقابل شيئا
االلتزاـ األصمي.
-1االلتزاـ البدلي ،نظمو المشرع الجزائرؼ في المادة 216ؽ.ـ.ج «يكوف االلتزاـ اختياريا إذا لـ يشمل محمو إال شيئا
احدا ،ولكف تب أر ذمة المديف إذا أدػ بدال منو شيئا آخر».
و ً
-2د .عبد المجيد الحكيـ ،عبد الباقي البكرؼ ،دمحم طو البشير ،القانوف المدني وأحكاـ االلتزاـ ،ج ،2دوف طبعة ،جميورية
العراؽ ،دوف سنة النشر ،ص .179
-3سناء سعيد ،المرجع السابق ،ص .29
15
االنقضاء الطبيعي لاللتزام األول:
الفصل ّ
المطمب الثاني
آثار الوفاء بمقابل
تقضي المادة 286مف القانوف المدني الجزائرؼ« :تسري أحكام البيع وخصوصا ما
يتعمق منيا بأىمية الطرفين وبضمان االستحقاق وبضمان العيوب الخفية ،عمى الوفاء
بمقابل فيما إذا كان ينقل ممكية شيء أعطي في مقابمو الدين ويسري عميو من حيث أنو
يقضي الدين أحكام الوفاء وباألخص ما يتعمق منيا بتعيين جية الدفع واِنقضاء
التأمينات».
يتبيف مف ىذا النص أف الوفاء بمقابل تطبق عميو نوعيف مف األحكاـ وىذا راجع
لتراكب طبيعة الوفاء بمقابل فقد جاءت اآلثار المترتبة عنو مزدوجة األحكاـ ،فمف ناحية
جاءت ىذه اآلثار ِباعت باره ناقبل لمممكية ،فيخضع في ذلؾ ألحكاـ عقد البيع وأبرزىا أحكاـ
ضماف االستحقاؽ ،وأحكاـ ضماف العيوب الخفية.
ومف ناحية أخرػ ىناؾ آثار باعتباره قاضيا عمى االلتزاـ األصمي ومبرًئا لذمة
المديف ،ويخضع في ذلؾ ألحكاـ الوفاء وأبرزىا ِانقضاء التأمينات الضامنة لمديف األصمي
واألحكاـ الخاصة بتعدد الديوف باإلضافة إلى السماح لدائني المديف بالطعف في الوفاء
بمقابل عف طريق الدعوػ البوليصية ،وعميو سنتناوؿ في ىذا المطمب فرعيف:
األوؿ :آثار الوفاء بمقابل باعتباره ناقبل لمممكية.
سنتناوؿ الفرع ّ
وفي الفرع الثاني نتناوؿ آثار الوفاء بمقابل ِاعتباره وفاء (مبرئا لذمة المديف).
األول
الفرع ّ
أثار الوفاء بمقابل باعتباره ناقال الممكية
يتبيف مف نص المادة أعبله أف الوفاء بمقابل باعتباره ناقبل لمممكية تطبق عميو أحكاـ
عقد البيع ،سنتعرض ليذه األحكاـ مف حيث األىمية ومف حيث وقوع الدائف في الغبف (أوال)
ثـ مف حيث الضماف العيوب الخمفية (ثانيا).
16
االنقضاء الطبيعي لاللتزام األول:
الفصل ّ
ولكف ىناؾ نواحي أخرػ ال تسرؼ عمييا أحكاـ البيع عمى الوفاء بمقابل ،فالبيع يمكف
أف ينصب عمى أشياء مستقبمية واألمر مخمف بالنسبة لموفاء بمقابل الذؼ مف مستمزماتو أف
يتـ ِبانتقاؿ الممكية والتسميـ فور االتفاؽ عميو ،وىو ما يتنافى إذا كاف المقابل مستقببل.1
17
االنقضاء الطبيعي لاللتزام األول:
الفصل ّ
وعمى المديف أف يقوـ بضماف كل ىذه العيوب إال إذا كاف الدائف عمى عمـ بكل عيوب
الشيء المقابل.1
عقارا:
-3وجوب تسجيل عقد الوفاء بمقابل إذا كان محمو ً
يخضع مقابل الوفاء الذؼ يقدمو المديف لمدائف إلجراءات الشير العقارؼ إذا كاف
عقارا ،وال ينتج الوفاء بمقابل آثاره إال إذا كاف الوفاء بمقابل مكتوبا ومسجبل في السجل
محمو ً
العقارؼ طبقا ألحكاـ المادة 793ؽ.ـ.ج.2
الفرع الثاني
رئا لذمة المدين
اثار الوفاء بمقابل باعتباره مب ً
يفيـ مف نص المادة أنو عمى الوفاء بمقابل أحكاـ الوفاء باعتباره طريق مف طرؽ
ِانقضاء الديف ومبرغ لذمة المديف وبالتالي جاءت األحكاـ الخاصة بتعييف جية الدفع وتعدد
الدائنيف ،باإلضافة إلى األحكاـ الخاصة ِبانقضاء التأمينات.
18
االنقضاء الطبيعي لاللتزام األول:
الفصل ّ
-1عبد الرزاؽ السنيورؼ ،الوسيط في شرح القانوف المدني ،نظرية االلتزاـ بوجو عاـ ،األوصاؼ الحوالة االنقضاء،
منشورات الحمبي الحقوقية ،بيروت ،د.ط ،2005 ،ص .811
19
االنقضاء الطبيعي لاللتزام األول:
الفصل ّ
-1د .طمبة وىبة ،خطاب احكاـ االلتزاـ بيف الشريعة اإلسبلمية والقانوف ،دار الفكر العربي ،ط ،1القاىرة ،دوف سنة نشر،
ص .334
20
االنقضاء الطبيعي لاللتزام األول:
الفصل ّ
المقابل 1وىو ما نصت عميو المادة 191ؽ.ـ.ج ،كما نصت المادة 192ؽ.ـ.ج منو عمى
الشروط الواجب توفرىا لرفع الدعوػ البوليصية.
-1أف يؤدؼ التصرؼ إلى إعسار المديف أو الزيادة في إعساره.
-2أف يكوف ىناؾ غش أو تواطؤ ،أؼ أف التصرؼ الصادر مف المديف بقصد
االضرار بحقوؽ الدائف ويكوف الغش وقت صدور التصرؼ المطعوف فيو ،ويكفي إلعتبار
التصرؼ منطويا عمى غش ،أؼ يكوف قدر صدر مف المديف وىو عالـ بإعساره وكاف أيضا
الطرؼ األخر قد عمـ بذلؾ الغش ويكوف ذلؾ بمجرد عمـ ىذا الغير بعسر المديف وىي قرينة
قرينة بسيطة يمكف إثبات عكسيا.
21
االنقضاء الطبيعي لاللتزام األول:
الفصل ّ
المبحث الثاني
الـــتجديد واإلنــــابة
نظـ المشرع الجزائرؼ أحكاـ التجديد واإلنابة في المواد 287إلى 296مف التقنيف
المدني الجزائرؼ باعتبارىما أسموبيف ينقضي بيما االلتزاـ بما يقابل الوفاء ،وتكمف الصمة
الوثيقة بيف التجديد واإلنابة في أف اإلنابة تنطوؼ عمى تحديد في بعض صورىا ،ولذلؾ
نحاوؿ دراسة كل منيا في مطمبيف عمى التوالي:
المطمب األول
مـــفيوم الـتجديـــد
قد يتفق طرفا االلتزاـ عمى إنياء رابطة االلتزاـ األصمي أو القديـ مقابل إنشاء إلتزاـ
جديد يحل محمو ،كأف يكوف ىناؾ ِالتزاـ يدفع مبمغ مف النقود ثـ يتفق الطرفاف عمى إنياء
ىذه الرابطة باستبداؿ االلتزاـ واالستعاضة عنو بالتزاـ آخر بتسميـ كمية مف الحبوب مثبل
ويتـ الوفاء بو في وقت الحق ،وىو ما يسمى بالتجديد وعمى ضوء ىذا سنتناوؿ في (الفرع
األول) إلى تعريفو ثـ نتطرؽ إلى شروطو في (الفرع الثاني).
األول
الفرع ّ
تعريف التجديد وصوره
-1نبيل إبراىيـ سعد ،أحكاـ االلتزاـ واالثبات ،ج ،1دار الجامعة الجديدة ،اإلسكندرية ،2011 ،ص .251
22
االنقضاء الطبيعي لاللتزام األول:
الفصل ّ
جديدا لو
ً والتجديد وفقا لنص المادة 287ؽ.ـ.ج «ىو تصرف قانوني ينشئ ِالت ازما
ثالثة أنواع التجديد بتغيير محل الدين ،كما ىو الحال في االلتزام البدلي وفي الوفاء
بمقابل والتجديد بتغيير المدين وىو حوالة الدين ،والتجديد بتغيير الدائن وىو حوالة
الحق».
-1التجديد الموضوعي:
وقد عرضت لو الفقرة األولى مف المادة 287ؽ.ـ.ج أنو« :يتجدد االلتزام بتغيير
الدين إذا اتفق الطرفان عمى ِاستبدال االلتزام األصمي بالتزام جديد يختمف عنو في محمو
أو مصدره».
وىو يتجدد في صورتيف :وىو تغيير الديف واستبدالو مف حيث محمو أو مصدره.
ِ
-التجديد بتغيير المحل :ومثاؿ ذلؾ كأف يكوف االلتزاـ األصمي التز ً
اما بدفع مبمغ مف النقود
فيتفق طرفا العقد عمى إحبلؿ ِالتزاـ بعمل معيف أو بنقل ممكية عيف معينة محمو أو مثبل
ِ
كاستبداؿ قطعة أرض بمنزؿ.
-التجديد بتغيير المصدر :ومثاؿ ذلؾ كأف يكوف شخص مدينا آلخر بمبمغ مف النقود يمثل
ثمف شيء اشتراه منو ،ثـ يتفق الطرفاف بعد ذلؾ أف يظل المبمغ في ذمة المديف عمى سبيل
القرض ،إذ يعتبر مصدر االلتزاـ في ىذه الحالة ىو عقد القرض بعد أف كاف عقد البيع ،مع
بقاء محمو وطرفيو عمى حالتيا دوف تغيير.
23
االنقضاء الطبيعي لاللتزام األول:
الفصل ّ
-2التجديد الشخصي:
وقد عرضت لو الفقرتيف 2و 3مف المادة 287ؽ.ـ.ج بتجديد االلتزاـ:
« -بتغيير المدين إذا ِاتفق الدائن والغير عمى أن يكون ىذا األخير مدينا مكان المدين
األصمي ،عمى أن تب أر ذمة المدين األصمي دون حاجة لرضائيا أو إذا حصل المدين عمى
رضا الدائن بشخص أجنبي قبل أن يكون ىو المدين الجديد».
«بتغيير الدائن إذا ِاتفق الدائن والمدين والغير عمى أن يكون ىذا األخير ىو الدائن
الجديد» ،وىو يتجدد في صورتيف:
-التجديد بتغيير المدين :وىو ما تعرضت لو الفقرة الثانية مف المادة 287ؽ.ـ.ج كأف
يتفق الدائف مع أجنبي عمى أف يكوف ىذا األجنبي مديف مكاف المديف األصمي عمى أف تب أر
ذمة المديف األصمي دوف حاجة لرضائو ويطمق عمى ىذه الصورة مف صور التجديد التعيد
بالوفاء طبقا لممادة 114ؽ.ـ.ج فإما أف يحصل المديف عمى رضا الدائف بشخص أجنبي
قبل أف يكوف ىو المديف الجديد ،عمى أف تب أر ذمة المديف األصمي فينعقد االتفاؽ ىنا برضاء
الثبلثة.
-التجديد بتغيير الدائن :وقد عرضت لو الفقرة 03مف المادة 287ؽ.ـ.ج بنصيا عمى
أف التجديد بتغيير الدائف إذا ِاتفق الدائف والمديف واألجنبي عمى أف يكوف ىو الدائف الجديد
ّ
وىي صورة تغيير الدائف مع بقاء الديف والمديف.
ويظير الفرؽ في طريقة االنقضاء بيف ىذه الصورة مف التجديد وحوالة الحق،
والمبلحع أف الشخص الدائف األصمي في كبل الحالتيف ىو الذؼ يمحقو التغيير ،ففي التجديد
بتغيير الدائف يمزـ أف يشترؾ المديف في ِاستبداؿ شخص الدائف ،حيث أنو ال يمزـ في حوالة
الحق موافقة المديف ،واذ لزـ إعبلنو بالحوالة.1
24
االنقضاء الطبيعي لاللتزام األول:
الفصل ّ
ويختمطاف في اآلثار إذ يحل الدائف الجديد في الحوالة في ذات الحق الذؼ لمدائف
القديـ بما يجعل حقو في أف يستفيد مف التأمينات التي كانت ليذا األخير ،وفي حيف يترتب
عمى التجديد مف حيث األصل انقضاء االلتزاـ القديـ فتزوؿ معو تأميناتو ،األمر الذؼ يجعل
الدائف الجديد يفضل حوالة الحق عمى التجديد.1
الفرع الثاني
شــــروط التجديد وأثـــاره
يشترط لوقوع التجديد باعتباره تصرؼ قانوني كغيره مف التصرفات جممة مف الشروط
منصوص عمييا في المواد 289 -287ؽ.ـ.ج ،وكما يترتب عمى ىذه العممية أثار في
ِانقضاء االلتزاـ األصمي بما لو مف تأمينات وتوابع وخصائص وينشأ مكانو التزاـ جديد
مستقل عنو وسنتطرؽ بالتفصيل (أوال) لشروط التجديد ثـ آلثاره (ثانيا).
25
االنقضاء الطبيعي لاللتزام األول:
الفصل ّ
القديـ ،أو تنازؿ عف حقو ،ففي ىذه الحالة يشترط فيو أىمية األداء ،أما المديف الجديد فبل
يكفي أف يكوف ممي از ألنو يمتزـ بالديف الجديد ،فيجب أف يكوف بالغا لسف الرشد غير محجور
عميو فإذا عقده قاصر مميز وقع قاببل لئليصاؿ لمصمحة القاصر وحده.1
-1سميماف مرقس ،الوافي في شرح القانوف المدني في االلتزامات ،ج ،4أحكاـ االلتزاـ ،ط ،2القاىرة ،1992 ،ص .779
-2د .بمحاج العربي ،المرجع السابق ،ص .575
-3د .عبد الرزاؽ السنيورؼ ،المرجع السابق ،ص .819
26
االنقضاء الطبيعي لاللتزام األول:
الفصل ّ
وأما إذا كاف االلتزاـ القديـ إلتزاما طبيعيا ،فإنو ال يصمح قانونا أف يكوف محبل لمتجديد
والرأؼ الغالب في الفقو يرػ أف التجديد ال يرد إال عمى عقد مدني صحيح ،أما االلتزاـ
الطبيعي فيصمح فقط ألف يكوف إلتزاـ مدني.
27
االنقضاء الطبيعي لاللتزام األول:
الفصل ّ
الطفيفة والغير الجوىرية التي تفيد بطريقة واضحة ومؤكدة توافر نية تجديد االلتزاـ ال تؤدؼ
إلى قيامو قانونا بيف األطراؼ.
-4بنية التجديد:
تقضي المادة 289ؽ.ـ.ج « ال يفترض التجديد بل يجب االتفاق عميو صراحة
أو ِاستخالصو بوضوح من الظروف» .يتضح مف ىذه المادة أنو يمزِـ ِالتماـ تجديد االلتزاـ
أف توجد لدػ الطرفيف نية التجديد ،وأف تُثبت تمؾ النية بشكل واضح بحيث ال يكوف ىناؾ
مجاؿ لمشؾ فييا.
فالقاعدة أف التجديد ال يفترض كضرورة ِاختبلؼ االلتزاـ الجديد عف االلتزاـ القديـ في
أحد عناصره الجوىرية السابقة.1
جديدا أو إلغاء األجل
ً بل
تجديدا تغيير زماف الوفاء بمنح المديف أج ً
ً وبالتالي ال يعد
القائـ ،أو مكانو أو طريقة الوفاء بو ،أو تعديل سعر الفائدة المتفق عمييا إال إذا صرح
تجديدا في محل الديف ،2وىو ما عبرت عنو المادة
ً عد
الطرفاف المتعاقداف أنو تجديد وعندئذ ُي ّ
2-289ؽ.ـ.ج بقوليا «وبوجو خاص ال ينتج التجديد من كتابة سند بدين موجود قبل
ذلك ولو مما يحدث في االلتزام من تغييرات ال تتناول إال زمان الوفاء أو مكانو أو كيفية
الوفاء بو وال مما يدخل عمى االلتزام من تعديالت ال تتناول إال التأمينات ما لم يكن ىناك
ِاتفاق يقضي بخير ذلك».
تجديدا
ً وتنص المادة 290عمى أنو« :ال يعد مجرد تقييد االلتزام في حساب جار
وانما يتجدد االلتزام إذا قطع رصيد الحساب وتم إقراره عمى أنو إذا كان مكفوال بدين خاص،
فإن ىذا التأمين يبقى ما لم يتفق عمى غير ذلك» .يفيـ مف نص المادة أنو ال يمكف اعتبار
ّ
كل مجرد تقييد االلتزاـ في حساب جار تجديدا ،ذلؾ وألف ىذا األخير ال يكوف إال إذا حل
28
االنقضاء الطبيعي لاللتزام األول:
الفصل ّ
محل االلتزاـ األصمي السابق ومجرد تقييد االلتزاـ في حساب جار قبل قطع الرصيد ال ينشئ
جديدا. ِ
اما ً التز ً
واِشتراط وجود نية التجديد أمر طبيعي في التجديد ،وذلؾ ألف أؼ اتفاؽ يفترض
ِانصراؼ النية إلى مضمونو ،ولكي يتحقق تجديد االلتزاـ بالمعنى القانوني ،البد مف إقامة
أف إنشاء اإللتزاـ الجديد كاف سببو ،والغرض منو ىو ِاسقاط االلتزاـ القديـ
الدليل عمى ّ
واِنقضاؤه ،واثبات ىذا األمر قد يكوف صعبا في كثير مف الحاالت لذا حرص المشرع عمى
عدـ جواز ِافتراض وقوع التجديد ،وفي حالة الشؾ أف يفسر ضد ىذا األخير (التجديد).
عمميا في ِانقضاء التأمنيات الضامنة لمديف
ً وتظير أىمية ثبوت التجديد مف عدمو
القديـ ،ما لـ يتفق صراحة عمى بقائيا ضامنة.1
29
االنقضاء الطبيعي لاللتزام األول:
الفصل ّ
وىو ما نصت عميو المادة 291ؽ.ـ.ج «يترتب عمى التجديد انقضاء االلتزام
األصمي بتوابعو ،واِنشاء إلتزام جديد مكانو».
وال تنتقل التأمينات التي تكفل تنفيذ االلتزاـ األصمي واال بنص في القانوف او إذا تبيف مف
االتفاؽ أو مف الظروؼ أف نية المتعاقديف ِانصرفت إلى غير ذلؾ.
فالمشرع نظـ إمكانية ِانتقاؿ ىذه التأمينات حيث يكفي أف يتفق أطراؼ التجديد عمى
ِانتقاليا صراحة أو ضمنا إلى االلتزاـ الجديد ،حيث فرؽ بيف نوعيف مف التأمينات إما أف
تكوف تأمينات مقدمة مف المديف القديـ نفسو ،واما أف تكوف تأمينات قدميا الغير.
حسب المادة 293ؽ.ـ.ج « ال تنتقل الكفالة العينية أو الشخصية وال التضامن إلى
االلتزام الجديد إال إذا رضي بذلك الكفالء والمدينون المتضامنون».
بمعنى أنو البد مف رضاء الغير الذؼ رتب تمؾ التأمينات لكي تنتقل إلى المديف
الجديد ،في ذه التأمينات الضامنة لبللتزاـ القديـ ىي الكفالة ،سواء أكانت عينية أـ شخصية
والتضامف ،ويستمزـ النتقاليا رضاء الكفيل أو المديف المتضامف.1
المطمب الثاني
اإلنابة في الوفاء
لـ يعالج المشرع الجزائرؼ اإلنابة في الوفاء بصورة مستقمة ،ولكف ألحقيا بصورة
التجديد ،حيث خصص ليا ثبلثة مواد وىي المادة 296-295 -214ؽ.ـ.ج الواردة في
الموضوع المخصص لمعالجة التجديد ،وربما ىذا راجع إلنطوائيا عمى صورة التجديد
تجديدا لمديف بتغيير المديف.
ً في إحدػ صورتيا اإلنابة الكاممة ،حيث ُّ
تعد
وباعتبارىا وسيمة إلنقضاء االلتزاـ تفترض وجود دائف ومديف ووفق ليا فإف المديف ِ
يحصل عمى موافقة شخص مف الغير (سواء كاف ىذا الشخص مدينا لممديف أو غير مديف
30
االنقضاء الطبيعي لاللتزام األول:
الفصل ّ
لو) ،عمى أف يقوـ الوفاء بااللتزاـ لمدائف إذا قبل ىذا األخير ىذا االلتزاـ مقابل إنقضاء ديف
المديف األصمي ،1سنعرض في ىذا المطمب إلى مفيوـ اإلنابة (الفرع األول) ثـ نتطرؽ في
(الفرع الثاني) إلى آثارىا.
األول
الفرع ّ
مفيوم اإلنابة في الوفاء
ىناؾ ِاختبلؼ كبير بيف التعاريف الفقيية التي تحدد تعريف اإلنابة في الوفاء ،فيناؾ
آراء عديدة منيـ مف ِاعتبرىا تعويض ومنيـ مف إعتبرىا نيابة تعاقدية .أما المشرع الجزائرؼ
لـ يأتي بتعريف ليا في القانوف المدني وانما ذكر لكيفية قياـ ىذا النظاـ وحدد أطرافيا
وشروطيا دوف بياف لطبيعتيا ،فسنتطرؽ في ىذا الفرع لتعريف اإلنابة في الوفاء (أوال) ،ثـ
نتطرؽ إلى أنواع اإلنابة في الوفاء (ثانيا).
31
االنقضاء الطبيعي لاللتزام األول:
الفصل ّ
فاإلنابة تصرؼ قانوني بو يحصل المديف عمى رضا الدائف بشخص أجني يمتزـ بوفاء
الديف مكانو 1وتب أر ذمة الديف تجاه الدائف نتيجة لذلؾ .وتتـ اإلنابة في الوفاء بوجود أشخاص
ثبلثة ،بدونيـ ال يمكف أف تتحقق وىـ:
-المنيب :ىو المديف الذؼ يقوـ بإنابة شخص آخر (الشخص األجنبي) ليقوـ ىذا بوفاء
الديف إلى الدائف.
-المناب :وىو الشخص األجنبي يقوـ المديف (المنيب) بإنابتو ليفي الديف إلى الدائف.
-المناب لديو :وىو الدائف الذؼ يحصل الوفاء لديو مف قبل المناب ،أؼ أنو ىو الشخص
وغالبا ما يكوف
ً الذؼ يقوـ المنيب (المديف) بإنابة الشخص األجنبي لديو ليفي لو دينو،
أيضا ،أف يكوف المنيب دائنا لممناب ولذلؾ يختاره ليقوـ
مدينا لممناب لديو بل والغالب ً
المنيب ً
بالوفاء بالديف لممناب لديو .فيتخمص بيذه الطريقة مف دينو تجاه المنيب وتب أر ذمتو.2
وقد تنص المادة 224ؽ.ـ.ج «تتم اإلنابة إذا حصل المدين عمى رضاء الدين
بشخص أجنبي يمتزم بوفاء الدين مكان المدين وال تقتضي اإلنابة أن تكون ىناك حتما
مديونية سابقة بين المدين والغير» وحسب الفقرة الثانية مف ىذه المادة 1-294ؽ.ـ.ج
فإنو ال تشترط بالضرورة وجود عبلقة دائنية ومديونية سابقة المديف (المنيب) والشخص
الثالث (الغير) .والذؼ ىو أجنبي عف عبلقة المديف بدائنو (المناب) ،فتنص عمى أنو...« :
حتما مديونية سابقة بين المدين والغير» .3والمديونية ن
ال تقتضي اإلنابة أن تكو ىناك ً
طا في اإلنابة ،فقد ال يكوف المناب مدينا لممنيب ،ومع ذلؾ
حسب ىذه المادة ليست شر ً
يرتضي اإلنابة بقصد التبرع بقيمة الديف لممديف ،أو يقصد ِاقتراضو تمؾ القيمة عمى أف
يطالبو بيا بعد ذلؾ.
32
االنقضاء الطبيعي لاللتزام األول:
الفصل ّ
وعميو يتضح أف اإلنابة في الوفاء عبارة عف عبلقة تربط بيف شخص الدائف والمديف بحكـ
أف ىذا األخير ىدفو دفع ما في ذمتو إتجاه الدائف ىذا أوال ،ثـ يحكـ االتفاؽ الذؼ بيف
ّ
المديف والشخص األجنبي ،سواء كاف ذلؾ بسبب مديونية سابقة أو كاف ىدؼ ىذا األخير
التبرع لو بقيمة الديف ،تنشأ عبلقة شخصية ثابتة تربط بيف الدائف والشخص األجنبي (اإلنابة
الكاممة) ،نجد إضا فة إلى كل ىذا عبلقة ثالثة قد تربط بيف األطراؼ الثبلثة دائف ومديف
وشخص أجنبي في حالة ما إذا أضيف ِالتزاـ الشخص األجنبي إلى إلتزاـ المديف (اإلنابة
الناقصة).
-1اإلنابة الكاممة:
تنص المادة 225ؽ.ـ.ج إذا ِاتفق المتعاقدوف في االنابة أف يستبدلوا بالتزاـ سابق
التزاـ جديدا كانت ىده االنابة تجديد البللتزاـ بتغيير المديف ويترتب عمييا إبراء ذمة المنيب
قبل المناب لديو عمى أف يكوف االلتزاـ الجديد الذؼ ارتضاه المناب صحيحا وأال يكوف ىذا
األخير معس ار وقت االنابة.
غير أنو ال يفترض التجديد في االنابة فإف لـ يكف ىناؾ اتفاؽ عمى التجديد بقي
االلتزاـ القديـ إلى جانب االلتزاـ الجديد.
33
االنقضاء الطبيعي لاللتزام األول:
الفصل ّ
يتبيف مف ىذا النص أف اإلنابة الكاممة تتحقق عندما يتـ االتفاؽ عمى استبداؿ الديف
ذمة مدينة ويرتضي المناب مديف لو،1
الجديد بالديف القديـ ،وفييا ُيبرغ المناب لديو "الدائف" ّ
أف اإلنابة الكاممة ىي عقد يتعقد برضا األطراؼ الثبلثة :المنيب ،والمناب ىذا بمعنى ّ
والمناب لديو.
فإذا إنتيى ىذا التجديد كنا بصدد إنابة ناقصة عف ولو توافر التجديد بتغيير الدائف
واذا توافر ىذا التجديد كنا بصدد إنابة كاممة حتى ولو انتفى التجديد بتغيير الدائف.
حسب نص المادة 296أعبله ؽ.ـ.ج أنو اإلنابة الكاممة تتضمف براءة المنيب قبل
عد شروط ،كما أف ِالتزاـ المناب قبل المناب لديو
المناب لديو ،وليتحقق ذلؾ وجب أف تتوافر ّ
مجردا عف سببو.
ً يصبح
عسر في ىذا الوقت رجع المناب لديو عمى المنيب ىذا مف جية،
واذا تبيف أنو كاف م ًا
مجردا عف السبب والمقصود مف كوف
ً ومف جية أخرػ اعتبار إلتزاـ المناب قبل المناب لديو
مجردا عف السبب إف إلتزاـ المناب بالوفاء بالديف لممناب
ً أف إلتزاـ المناب قبل المناب لديو
مجردا ومستقبلً عف العبلقة التي تربطو بالمنيب ،فالمناب قد
ً لديو مكاف المنيب يكوف
دينا عميو قبل ِ
ارتضى أف يمتزـ في مواجية دائف المنيب ،إما ألنو يرغب في أف يؤدؼ ً
المنيب ،و ًأيا كاف السبب ،فيو –وعمى خبلؼ ما تقضي بو القواعد العامة -ال أثر لو عمى
مجرد عف سببو.2 ِ ِ
صحة التزاـ المناب قبل المناب لديو فيو التزاـ ّ
-2اإلنابة الناقصة:
تعددت التعاريف الفقيية التي تناولت اإلنابة الناقصة ،حيث عرفت ذمتو إلى ذمة
المناب بحيث يقبل المناب كمديف آخر ،فيكوف لممناب لديو مديناف بدالً مف مديف و ٍ
احد.3
34
االنقضاء الطبيعي لاللتزام األول:
الفصل ّ
تتحقق اإلنابة الناقصة عندما يتـ االتفاؽ بيف طرفييا المناب والمنيب عمى ضـ ذمة
المناب إلى المنيب ألداء الديف بتجديد دائنو ،بحيث يصبح لممناب لديو مدينيف بدال مف
مديف واحد .والتجديد بتغيير الدائف ليس مف شأنو بمفرده أف يجعل اإلنابة كاممة بل تكوف
ناقصة وكل منيما يكوف مستقبل عف اآلخر.
وعميو إذا لـ يكف ىناؾ اتفاؽ صريح عمى تجديد االلتزاـ بتغيير المديف في اإلنابة،
وقعت ىذه األخيرة ناقصة ،وىذا ىو األصل في اإلنابة ألنو يغمب الظف عمييا أال يقبل
الدائف (المناب لديو) بيذا النظاـ تكوف اإلنابة قاصرة ،فيكتفي الدائف (المناب لديو) بأف يقبل
تعيد المناب عمى أف يضـ ىذا التعيد إلى ِالتزاـ المنيب قبمو بحيث يكوف لو أف يطالب واحد
منيما دوف أف يكوف بينيما يتضامف ،ومثاؿ ذلؾ بيع عقار مرىوف فيقوـ البائع بإنابة
المشترؼ في دفع الثمف إلى الدائف المرتيف ،فبل يقبل الدائف المرتيف (المناب لديو) إبراء
البائع مف دينو بمجرد اإلنابة ،فإذا وفي المناب (المشترؼ) الديف إلى المناب لديو (الدائف
المرتيف) إنقضى الديف في مواجيتو وانقضى ديف البائع تجاه الدائف المرتيف وانقضى كذلؾ
ديف المشترؼ قبل البائع ،أما إذا لـ يف المشترؼ (المناب) بالديف ووفاهُ المنيب (البائع) كاف
لو أف يرجع عمى المناب بما وفى.
تجديدا بتغيير
ً والعبرة مف معرفة اإلنابة إف كانت ناقصة أو كاممة ىي بأف تتضمف
تجديدا كانت كاممة واال عدت ناقصة بما أف التجديد يتغير
ً ال يتضمف ،فإف تضمنت
المديف أو ً
الدائف ليس مف شأنو أف يجعل اإلنابة كاممة.
وبالنسبة لشروط اإلنابة الناقصة ،فيشترط فييا ما يشترط في اإلنابة الكاممة ضرورة
توافر االتفاؽ الثبلثي عمييا مف قبل أطرافيا الثبلثية.
تتشابو االنابة الناقصة مع بعض األنظمة المشابية ليا منيا الكفالة ،االشتراط
لمصمحة الغير.
35
االنقضاء الطبيعي لاللتزام األول:
الفصل ّ
تتشابو اإلنابة الناقصة مع الكفالة في أنيا مثميا ،تعيد تأمينا شخصيا يقوؼ ضماف
الدائف ،كما تشترؾ معيا أيضا في أف ِالتزاـ المناب ،مثمو في ذلؾ مثل إلتزاـ الكفيل ،يمكف
أف يكوف مختمفا مف حيث شروطو عف ِالتزاـ المنيب (مثمما يمكف أف يكوف ِالتزاـ الكفيل
مختمفا عف ِالتزاـ المديف ،إذ يمكف أف يكوف مختمفا مف حيث سعر الفائدة أو إلضافة إلى
أجل إال أنيا تختمف مف الكفالة في أنيا عقد تابع لعقد الديف المكفوؿ وىو لذلؾ يتبع مصيره
مف حيث البطبلف ،فإذا كاف باطبل رفعت كفالتو باطمة أيضا ،وىو بخبلؼ اإلنابة بسبب
ِاستقبللية ِالتزاـ المناب في مواجية المناب لديو عف ِالتزامو في مواجية المنيب ،ولذلؾ فإف
بطبلف ِالتزاـ المناب في مواجية المنيب ليس لو أؼ تأثير عمى ِالتزامو في مواجية المناب
لديو.
وأف الكفيل لو الحق في أف يتمسؾ في مواجية الدائف بالدفع بالتجريد ،وىو ليس حاؿ
المناب الذؼ ال يجوز لو التمسؾ برجوع لمدائف عمى المنيب أوالً ألف المناب مديف أصمي
لمدائف ومديف أصمي لممنيب.1
وتتشابو اإلنابة مع االشتراط لمصمحة الغير ،حيث يطمب المشتػرط مػف الغػير
أو المتعيد أف يتعيد قبل الدائف (المستفيد) لكف اإلنابة الناقصة تستوجب تبلقي إرادة
األطراؼ الثبلث ( المنيب ،المناب ،المناب لديو) ،كما أف حق المناب لديو قبل المناب ال
ينشأ إال مف وقت قبوؿ المناب لديو لئلنابة ،أما في االشتراط لمصمحة الغير فإنو ينشأ حق
مباشر لممستفيد قبل المتعيد مف وقت ِاتفاؽ المشترط والمتعيد.
36
االنقضاء الطبيعي لاللتزام األول:
الفصل ّ
الفرع الثاني
بعد تطرقنا إلى أنواع اإلنابة كاممة وناقصة ،فالكاممة ىي التي تبرغ ذمة المديف،
والناقصة ىي تعني قياـ ِالتزاـ المنيب إلى جانب ِالتزاـ المناب ،أؼ أنيا تبرغ ذمة المنيب مف
فإف كل نوع ينتج آثار خاصة بو
دينو قبل المناب لديو ،ولذلؾ يظل مدينا بجانب المنابّ ،
وعميو فإننا سنقوـ بدراسة ىذه اآلثار بدراسة العبلقات الناشئة بيف أطرافيا ،ولتفصيل ىذه
اآلثار يجب أف يكوف في كبل نوعي اإلنابة ألف الرابطة التي تربط كل طرؼ بآخر تختمف
بحسب ما إذا كانت اإلنابة كاممة أو ناقصة وعميو فإننا سنقوـ بدراسة أثار اإلنابة الكاممة
(أوال) ثـ الناقصة (ثانيا).
37
االنقضاء الطبيعي لاللتزام األول:
الفصل ّ
-1د .عبد الرزاؽ السنيورؼ ،الوجيز في النظرية العامة لئللتزاـ ،المصادر ،اإلثبات ،اآلثار ،األوصاؼ ،االنتقاؿ،
االنقضاء ،طبعة آخر المستجدات في التشريع والقضاء والفقو ،منشأة المعارؼ ،مصر ،2004 ،ص .1302
38
االنقضاء الطبيعي لاللتزام األول:
الفصل ّ
الديف القديـ سببا لو .1ىذا في حالة ما إذا كاف اإلعسار بعد اإلنابة ،أما إذا كاف االعسار
قبل اإلنابة فإنو لممناب لديو حق المطالبة التجديد لقيامو عمى غمط جوىرؼ ،في صفة
أف المناب لديو يرجع بدعوػ الديف األصمي عمى المنيب.
المناب ،واعادة الديف القديـ ،أؼ ّ
ثانيا :آثار اإلنابة الناقصة.
تنص المادة 295ؽ.ـ.ج في فقرتيا الثانية « ...غير أّنو ال يفترض التجديد في
اإلنابة ،فإن لم يكن ىناك إتفاق عمى التجديد بقي اإللتزام القديم إلى جانب االلتزام
الجديد» .يتضح مف ىذا النص أف اإلنابة الناقصة يبقى المنيب مدينا لممنيب لديو ،وال تب أر
ذمتو إال إذا وفى المناب االلتزاـ الجديد الذؼ في ذمتو لممناب لديو ،أو إذا وفى المنيب نفسو
لممناب لديو الديف األصمي الذؼ في ذمتو ،وبمجرد أف يقوـ أحدىما- ،المناب أو المنيب-
بالوفاء لممناب َلد ْيو ،تب أر ذمة اآلخر ،ولممناب لديو أف يرجع عمى المنيب بالديف األصمي بما
يكمفو مف تأمينات قبل أف يرجع عمى المناب ،كما أف لو أف يرجع عمى المناب بااللتزاـ
الجديد قبل أف يرجع عمى المنيب ،فميس يمتزـ في الرجوع عمى أييما بترتيب معيف.2
39
االنقضاء الطبيعي لاللتزام األول:
الفصل ّ
أف دائنو وىو المديف األصمي يصبح لديو دائف جديد ىو الذؼ يوفي إليو ،فإنو ليس لو
ّ
الرجوع عمى المديف األصمي بشيء.
40
االنقضاء القانوين لرابطة االلتزام الفصل الثاين:
41
االنقضاء القانوين لرابطة االلتزام الفصل الثاين:
األول
الــمبحث ّ
الــمقاصة
تعتبر المقاصة سببا قانونيا مف أسباب ِانقضاء اإللتزاـ ،إذ بمقتضاىا ينقضي دينيف
متقابميف مختمفيف بمقدار األقل منيما عندما يصبح المديف دائنا لدائنو ،إذا كاف محل كبل مف
الدينيف المتقابميف نقودا أو مثاليات متحدة في النوع والجودة ،وكاف كل منيما خالييف مف
قضاء ،وتسمى في ىذه الحالة بالمقاصة القانونية
ً النزاع مستحق األداء ،صالحا لممطالبة بو
ألنيا تقع بحكـ القانوف في حالة تخمف أحد شروطيا ،يمكف ِاستكمالو مف قبل القاضي
فتسمى في ىذه الحالة بالمقاصة القضائية ،كما يمكف ألطراؼ االتفاؽ عمى ِاستكماؿ
شروطيا ،فتسمى عندئذ بالمقاصة االتفاقية.
األول) وفي (المطمب الثاني)
ففي ىذا المبحث نتناوؿ مفيوـ المقاصة في (المطمب ّ
سنعرج عمى آثارىا ،واجراءاتيا.
األول
المطمب ّ
مــفيوم الــمقاصــة
إذا أصبح الشخص دائنا لدائنو فميما أف يستحيضا عف الوفاء المزدوج لبعضيما
البعض بعممية المقاصة والمشرع الجزائرؼ فظـ أحكاـ المقاصة تفصيبل في المواد 207
إلى 203ؽ.ـ ،وفي ىذا المطمب سنتعرض لتعريف المقاصة وأىميتيا في (الفرع األول)
وفي (الفرع الثاني) نتعرؼ إلى أنواعيا وشروطيا.
42
االنقضاء القانوين لرابطة االلتزام الفصل الثاين:
األول
الفرع ّ
تعريف المقاصة وأىميتيا
43
االنقضاء القانوين لرابطة االلتزام الفصل الثاين:
وقد تعددت التعاريف الفقيية لممقاصة ،حيث أنيا تتشابو في فحواىا ،ييدؼ توضيح
مفيوـ المقاصة بحيث يمكف تعريف المقاصة في القانوف المدني عمى أنيا:
طريقة مف طرؽ ِانقضاء اإللتزاـ بما يعادؿ الوفاء ،وىي عبارة عف وسيمة سمبية ال
تتضمف أؼ عمل إيجابي في الوفاء واالستيفاء ،تؤدؼ إلى ِانقضاء الديوف المتقابمة بيف نفس
الشخصيف إف تساوا في القيمة ،أو إلى إنقضاء الدينيف المتقابميف بيف نفس الشخصيف بقدر
األقل بينيما إف إختمفا في القيمة.1
-1مسير دؼ سيد أحمد ،النظاـ القانوني في المقاصة في المعامبلت البنكية ،دراسة مقارنة ،رسالة لنيل شيادة دكتوراه في
القانوف الخاص ،جامعة أبو بكر بمقايد ،تممساف ،2018 -2017 ،ص ...
-2ياسيف دمحم الجبورؼ ،المرجع السابق ،ص .121
44
االنقضاء القانوين لرابطة االلتزام الفصل الثاين:
المقاصة في القانوف المدني الجزائرؼ إما أف تكوف أساسية أؼ جبرية تحصل بقوة
القانوف ،إذ توفره شروطيا وتمسؾ بيا مف لو الحق فييا ،إما أف تكوف ِاتفاقية أؼ إختيارية تتـ
45
االنقضاء القانوين لرابطة االلتزام الفصل الثاين:
ِباتفاؽ الطرفيف ميما كاف ِاختبلؼ الدينيف .وقد تكوف قضائية تقع بواسطة القضاء ،وتتـ
بحكـ المحكمة.
(ثانيا) وأخي ار
ً سنعالج في ىذا الفرع المقاصة القانونية (أوالً) ثـ المقاصة االتفاقية
المقاصة القضائية (ثالثا).
الم َش ِر ْ
ع وقعت وسميت بالمقاصة القانونية ألنو متى توفرت شروطيا التي نص عمييا ُ
بقوة القانوف بمجرد أف يتمسؾ بيا أحد المدينيف.
تقع المقاصة القانونية بقوة القانوف بمعنى أف القانوف يفرضيا ،بمجرد توافر جميع
أركانيا ،وشروطيا ،أسباب قياسيا وبدوف أف يكوف إلرادة الطرفيف أؼ دخل في قبوليا
جبرا ،وقد يظـ المشرع الجزائرؼ المقاصة القانونية في المادة 297
أو رفضيا أؼ أنيا تتـ ً
ؽ.ـ التي تنص عمى مجموعة مف الشروط الواجب توفرىا لقياـ المقاصة القانونية .والتي
سنتطرؽ إلييا بالتفصيل في الفرع الثاني شروط المقاصة.
ثانيا :المقاصة ِ
اال تفاقية.
وتسمى أيضا بالمقاصة اإلختيارية وىي التي تقع ِباتفاؽ الطرفيف ،وذلؾ عند تخمف
شرط مف شروط المقاصة القانونية ،فيي تتـ بإرادة أحد الطرفيف ،عند عدـ توفر شروط
46
االنقضاء القانوين لرابطة االلتزام الفصل الثاين:
المقاصة القانونية وباعتبارىا ِاتفا ًقا فيي عقد ،والعقد شريعة المتعاقديف حسب ما نصت عميو
المواد (المادة 95والمادة 106إلى )107مف القانوف المدني الجزائرؼ.1
وتجرؼ المقاصة االختبارية حيف يكوف ىناؾ مانع مف وقوع المقاصة القانونية الجبرية
ويكوف ىذا المانع بيدؼ حماية مصمحة أحد الطرفيف أو كمييما ،فينزؿ م ْف ُر ِ
وعَي ْت بإرادة َ
معا بحسب األحواؿ.
أحد الطرفيف أو بإتفاقيما ً
وتتـ المقاصة االختبارية عندما ال تتوفر أحد ُشروط المقاصة القانونية المنصوص
عمييا في المادة 297ؽ.ـ وعمى ىذا أساس تجوز المقاصة االتفاقية إذا اتفق الطرفيف وفقا
لمبدأ سمطات اإلدارة وحرية االتفاقات.
وىذا بأف يتنازال عف ىذا الشرط ويتمسكا بالمقاصة لتحقيق مصمحتيما ،إالّ في بعض
الحاالت التي تعد ىي مف النظاـ العاـ.
فإذا كاف أحد الدينيف مثبل مستحق األداء واألخر غير مستحق األداء بأف يكوف
مؤجبل أو عمًقا عمى شرط ،فينا ال تقع المقاصة القانونية ،رعاية لمصمحة أحد الطرفيف
باإلعبلف عف إرادتو في إجراء المقاصة االختيارية ،ألف ذلؾ ليس مف النظاـ العاـ فإذا لـ
يوجد تقابل بيف الدينيف أؼ لـ يكف مف جنس واحد ووصف واحد ،مثبل أحدىما نقود واآلخر
قمح فبل يمكف أف تقع المقاصة القانونية لتخمف شرط مف شروطيا وجاز لمطرفيف االتفاؽ
عمى إجراء المقاصة االختيارية رعاية لمصمحتيما.2
واذا كاف أحد الدينيف غير خاؿ مف النزاع أو غير معموـ المقدار أمكف الطرؼ الذؼ
دينو خاؿ مف النزاع أو معموـ المقدار أف يجرػ المقاصة االختيارية بإرادتو وحده ،إذ ّ
أف
المقاصة القانونية كانت ممتنعة لمصمحتو.3
47
االنقضاء القانوين لرابطة االلتزام الفصل الثاين:
48
االنقضاء القانوين لرابطة االلتزام الفصل الثاين:
الفرع الثالث
شــروط الــمقاصة
49
االنقضاء القانوين لرابطة االلتزام الفصل الثاين:
50
االنقضاء القانوين لرابطة االلتزام الفصل الثاين:
بيف محاؿ متماثمة أو مثمية وىذا كالنقود مثبل واألشياء المثمية متى كانت مف نوع واحد
وجودة واحدة (كالقمح واألرز) أؼ تقع بيف أشياء معينة بذاتيا .وال بيف نقود وأشياء مثمية
مثبل (النقود والقمح) ،وال تقع بيف إلتزاميف محميا القياـ بعمل أو االمتناع عف عمل بحكـ أف
المقاصة تقع بيف إلتزاميف محميا إعطاء شيء ،بمعنى أف الديناف يشترط أف يكوف مف نوع
واحد متماثميف في الجنس والوصف واالستحقاؽ والقوة والضعف.1
-1د .عبد القادر الفار ،أحكاـ االلتزاـ ،دار الثقافة ،عماف ،األردف ،ط ،2007ص .56
-2عبد القادر الفار ،المرجع السابق ،ص .57
51
االنقضاء القانوين لرابطة االلتزام الفصل الثاين:
52
االنقضاء القانوين لرابطة االلتزام الفصل الثاين:
53
االنقضاء القانوين لرابطة االلتزام الفصل الثاين:
الشيء والعمة في ذلؾ ،أنو ال يجوز لموديع أف يخل بيذه الثقة الذؼ ائتمنو فييا المودع ،ولو
عف طريق التمسؾ بالمقاصة ،وىو ما حثت عميو الشريعة االسبلمية عمى الثقة واألمانة
والوفاء باإللتزاـ بحسف نية وبكل صدؽ واخبلص.1
54
االنقضاء القانوين لرابطة االلتزام الفصل الثاين:
وكما أنو ال يجوز إضرار بحقوؽ الغير التي كسبيا وىو حسف النية ،فإذا وفى المديف
ديػنػا ،وكػاف لػو أف يػطمػب الػمػقػاصة فيو يػحق لػو ،فبل يػجػػوز أف يػتػم ػسػػؾ إضرار
بالغير بالتأمينات التي تكفل حقو ،إال إذا كاف جاىبل بيذا الحق وىو ما نصت عميو المادة
حجز تحديد المدين ،ثم أصبح ىذا األخير دائنا لدائنو ،فال
3/302ؽ.ـ «فإذا أوقع الغير ًا
يجوز لو أن يتمسك بالمقاصة إض ار ار لمحاجز».1
المطمب الثاني
إجراءات المقاصة وأثارىا
األول) ثـ نتطرؽ
نتطرؽ في ىذا المطمب إلى كيفية إجراء المقاصة في (الفرع ّ
إلى اآلثار المترتبة عمييا في (الفرع الثاني).
األول
الفرع ّ
كيفية إجراء المقاصة
55
االنقضاء القانوين لرابطة االلتزام الفصل الثاين:
والذؼ لو المصمحة في إيقاع المقاصة ىو المديف الذؼ أصبح دائنا لدائنو في كل مف
المتقابميف.1
56
االنقضاء القانوين لرابطة االلتزام الفصل الثاين:
57
االنقضاء القانوين لرابطة االلتزام الفصل الثاين:
ِباختبلؼ المقاصة القانونية التي تقـ مف وقت تبلقي الدينيف والختيارية التي تقع مف
وقت إعبلف اإلرادة في إجرائيا.1
الفرع الثاني
آثار المقاصة
58
االنقضاء القانوين لرابطة االلتزام الفصل الثاين:
وينقضي الدين األكبر جزئيا في حدود مقدار الدين األقل بحيث يقتصر مقداره عمى الفرق
بين الدينين أي الدين األكبر ال ينقضي بتمامو وانما بقدر ما يقابمو من الدين األصغر».1
مثبل أف يكوف الديف األكبر 100دج واألقل خمسمائة ،إنقضى الديف األقل كمية
واِنقضى مف الديف األكبر خمسمائة ،وبقي منو خمسمائة.
ففي ىذه الحالة التي يزيد فييا أحد الدينيف عف اآلخر والمقاصة تؤدؼ ىنا إلى
ِانقضاء جزئي لمديف األكبر بمقدار الديف األصغر وىي إحدػ الحاالت االستثنائية التي
2
تجبر الدائف قبوؿ الوفاء الجزئي لحقو دوف حاجة لرضاء الدائف .وخروجا عف القواعد العامة
وىو وفاء يتـ بقوة القانوف ال يحتاج إلى ِاتفاؽ الطرفيف وال لصدور حكـ مف القاضي بذلؾ.
واذا ِاقتضى تدخل القاضي في ىذا األمر فدوره يقتصر فقط في التحقق مف توافر شروطيا
وحكمو يكوف بذلؾ ًا
مقرر لوجودىا وكاشفا عنو ،وليس منشأ ليا ،ألف المقاصة ىنا قد تمت
ليس مف صدور الحكـ ،ولكف منذ توافر شروطيا.3
وكما يترتب عف ِانقضاء الدينيف بالمقاصة ِانقضاء التأمينات التي تكفل كل منيما،
سواء كانت تأمينات شخصية أو عينية وتبعا لذلؾ يحق لمكفيل الشخصي أف يتمسؾ
بالمقاصة بيف ديف كفيمو وحق ىذا الكفيل في ذمة دائنو.
59
االنقضاء القانوين لرابطة االلتزام الفصل الثاين:
ومتى وقعت المقاصة ،كاف ليا أثر رجعي يستند إلى وقت توافر شروطيا القانونية
وليس مف وقت وقوعيا ،ويترتب عمى ىذا أنو ال يحق ألحد الطرفيف أف يدفع بتقادـ دينو
وقت التمسؾ بالمقاصة ما داـ أنو لـ يكف كذلؾ وقت توفر شروطيا القانونية.1
وكذلؾ ىناؾ أثر آخر أنو يوقف سرياف الفوائد مف وقت توافر شروط المقاصة وال مف
وقت التمسؾ بيا.
60
االنقضاء القانوين لرابطة االلتزام الفصل الثاين:
61
االنقضاء القانوين لرابطة االلتزام الفصل الثاين:
62
االنقضاء القانوين لرابطة االلتزام الفصل الثاين:
بيف الدينيف بعد أف تبلقيا صالحيف ليا قبل إعبلف الحوالة ،وتكوف الحوالة قد وردت عمى حق
إنقضى بالمقاصة فتقع باطمة.1
63
االنقضاء القانوين لرابطة االلتزام الفصل الثاين:
ىذه المقاصة إال مف وقت صدور الحكـ بيا .وىناؾ مف يرػ أف الحكـ كاشف ليا وبذلؾ
فتنتج آثارىا مف حيف تبلقي الدينيف.1
المبحث الثاني
إتحاد الذمــة
يعتبر نظاـ إتحاد الذمة مف الطرؽ التي إستند إلييا المشرع الجزائرؼ في ِانقضاء
االلتزاـ بما يعادؿ الوفاء ،بحيث نظـ أحكاميا في نص مادة واحدة وىي 304ؽ.ـ.ج وعمى
ىذا قمسنا ىذا المبحث إلى مطمبيف ،سنتطرؽ لمفيوـ إتحاد الذمة (المطمب ّ
األول) ،ولآلثار
المترتبة عنيا (المطمب الثاني).
المطمب األول
مفيوم إتحاد الذمة
تناوؿ المشرع الجزائرؼ إتحاد الذمة كأحد أسباب إنقضاء االلتزاـ في المادة 304
والتي تنص عمى« :إذا ِاجتمعت في شخص واحد ،صفتا الدائن والمدين بالنسبة إلى دين
واحد ،واِنقضى ىذا الدين بالقدر الذي ِاتحدت فيو الذمة ،واذا زال السبب الذي أدى ِال تحاد
الذمة وكان لزوالو أثر رجعي ،عاد الدين إلى الوجود بممحقاتو بالنسبة إلى المعنيين باألمر
ويعتبر ِاتحاد الذمة كأنو لم يكن».
يراد مف نص المادة 304ؽ.ـ.ج بأنو إذا ِاجتمع في شخص واحد صفتا الدائف
والمديف بالنسبة إلى ديف واحدِ ،انقض ىذا الديف بالقدر الذؼ إتحدت فيو الذمة ،وىو ما
يترتب عميو ِاستحالة المطالبة بالديف ،إذ ال يمكف لمشخص أف يطالب نفسو بنفسو ،أو أف
2
بأف الشخص الواحد يصبح دائنا ومديف في
يقوـ بالوفاء لنفسو .فإتحاد الذمة يشبو بالمقاصة ّ
64
االنقضاء القانوين لرابطة االلتزام الفصل الثاين:
وقت واحد ،لكنو يختمف عنيا في المقاصة تقتضي وجود دينيف لمتقاص بينيما ،أما في إتحاد
الذمة تجتمع صفتا الدائف والمديف في شخص واحد وفي ديف واحد.
يتحقق ِاتحاد الذمة إما بسبب الوفاة أو بيف األحياء (قبل الوفاة) ،ففي ىذا الفرع
نتطرؽ إلتحاد الذمة بسبب الوفاة (أوال) ثـ التحاد الذمة حاؿ الحياة (ثانيا).
يتحقق ِاتحاد الذمة بسبب الوفاة عف طريق الميراث وىو الغرض الذؼ يغمب وقوعو
في الحياة العممية.
65
االنقضاء القانوين لرابطة االلتزام الفصل الثاين:
ماؿ الوارث الدائف حتى يتـ تسديد جميع الديوف التي عمييا .وبعد ذلؾ يرث ىذا الدائف وحده
إذا كاف الوحيد الوارث أو مع غيره مف الورثة ما بقي مف التركة ،إذ يبقى شيء منيا.1
الفرع الثاني
ِاتحاد الذمة حال الحياة ونطاقيا
نتطرؽ في ىذا الفرع لدراسة نطاؽ الذمة حاؿ الحياة (أوال) ثـ نطاؽ ِاتحاد
الذمة (ثانيا).
66
االنقضاء القانوين لرابطة االلتزام الفصل الثاين:
67
االنقضاء القانوين لرابطة االلتزام الفصل الثاين:
القائمة عمى حق الممكية ويزوؿ حق االنتفاع مف تمقاء نفسو ِباتحاد حق مالؾ الرقبة وحق
المنتفع في شخص واحد ،كذلؾ ينقضي حق االتفاؽ ِباتحاد الذمة ،فإذا ممؾ صاحب العقار
المرتفق ،العقار المرتفق بو أو ممؾ صاحب العقار المرتفق بو العقار المرتفق أو ممؾ كبل
العقاريف لشخص أجنبي أصبح العقاراف ممموكيف لشخص واحد ،1وينتفي بذلؾ حق االرتفاؽ
عمبل بالقاعدة القانونية التي تقضي بأف ال يكوف لشخص حق إرتفاؽ عمى ممكو.2
المطمب الثاني
شروط إتحاد الذمة وآثارىا
يتطمب لوقوع إتحاد الذمة وجوب توافر شروط وكما يترتب عمى وقوعيا آثار ِاستناد
ألحكاـ المادة 304ؽ.ـ ،ففي ىذا المطمب سنتعرض لدراسة شروط ِاتحاد الذمة في (الفرع
األول) ،ثـ نتطرؽ إلى آثارىا في (الفرع الثاني).
ّ
األول
الفرع ّ
شروط ِاتحاد الذمة
يقتضي لقياـ ِاتحاد الذمة كسب مف أسباب ِانقضاء االلتزاـ وجود شرطيف وىما
ِ
اجتماع صفتي الدائف والمديف في شخص واحد بالنسبة لديف واحد وأف يكوف االلتزاـ م ً
وجودا.
موجودا.
ً أوال :أن يكون االلتزام
إذا ِانقضى االلتزاـ الواقع بيف الدائف والمديف بأحد األسباب ِالنقضاء ِ
االلتزاـ ِ
كاستحالة
أف الديف متعمقا عمى شرط فاسخ
التنفيذ أو اإلجراء الحاصل مف الدائف لمدينو قبل وفاتو أو ّ
وتحقق ،أو معمقا عمى شرط واقف لـ يتحقق ،فبل محل لوقوع ِاتحاد الذمة.3
-1عبد القادر الغار ،أحكاـ االلتزاـ ،آثار الحق في القانوف المدني ،ط ،1دار الثقافة ،األردف ،2008 ،ص .65
-2د .أنور سمطاني ،أحكاـ اإللتزاـ ،النظرية العامة لئللتزاـ ،دراسة مقارنة بيف القانونيف المصرؼ والمبناني،1974 ،
ص .17
-3د .ياسيف دمحم الجبورؼ ،المرجع السابق ،ص .160
68
االنقضاء القانوين لرابطة االلتزام الفصل الثاين:
ثانياِ :اجتماع صفتي الدائن والمدين في شخص واحد بالنسبة لدين واحد.
فمقد نصت المادة 1/304مف ؽ.ـ أف« :إذا ِاجتمع في شخص واحد صفتا الدائف
والمديف بالنسبة إلى ديف واحدِ ،انقضى ىذا الديف بالقدر الذؼ ِاتحدت فيو الخدمة» .أؼ أنو
يشترط لقياـ ِاتحاد الذمة أف يتواجد شخص تتوفر فيو صفتيف وىو الدائف والمديف ،في
شخص واحد وال في شخصيف أو أكثر ،وبالنسبة لديف واحد أؼ البد أف يكوف الديف الذؼ
يجتمع مف أجمو الصفتاف واحد وليس أكثر ،ألف وجود اإللتزاـ الواحد يجعل أحد الطرفيف
يخمف الطرؼ اآلخر فيو ،فيترتب عمى ِاجتماع صفتا الدائف والمديف في نفس الشخص
ِانقضاء الديف.1
وىذا ما يختمف فيو ِاتحاد الذمة عف المقاصة ،حيث أنو في المقاصة يوجد شخصاف
لكل منيما صفة الدائف في ديف وصفة المديف في ديف آخر .وأما في إتحاد الذمتيف فبل يوجد
إال ديف واحد وأحد طرفيف دائف غير مديف واآلخر مديف غير دائف ،واختفا أحد الطرفيف
وبقي اآلخر ِاجتمعت فيو صفتا الدائف والمديف ،فيصبح مف المستحيل أف يطالب الشخص
نفسو ،ما يؤدؼ إلى ِانقضاء الديف بالقدر الذؼ ِاتحدت فيو الذمة.2
الفرع الثاني
آثـار ِاتحـاد الـذمـة
حسب نص المادة 2/304ؽ.ـ.ج فإنو تترتب عمى ِاتحاد الذمة أثار تختمف
ِباختبلؼ وضعية السبب المؤدؼ إلى ِاتحاد الذمة سواءا ببقاء السبب قائما أو بزوالو أو زواؿ
إتحاد الذمة فسندرس في ىذا الفرع أثر إتحاد الذمة ما بقي السبب المؤدؼ إليو قائما (أوال) ثـ
أثر إتحاد الذمة بزواؿ السبب (ثانيا).
69
االنقضاء القانوين لرابطة االلتزام الفصل الثاين:
-1د .رمضاف أبو السعود ،أحكاـ اإللتزاـ ،دار المطبوعات الجامعية اإلسكندرية ،1998 ،ص .123
-بمحاج لعربي ،المرجع السابق ،ص .617
-2د .عبد الرزاؽ السنيورؼ ،المرجع السابق ،ص .1335
70
االنقضاء القانوين لرابطة االلتزام الفصل الثاين:
يستطيع الرجوع عمى باقي المدينيف المتضامنيف إال بقدر حصة كل واحد منيـ في الديف.1
وتنص المادة 226ؽ.ـ.ج «إذا ِاتحدت الذمة بين شخص الدائن وأحد مدينو المتضامنين
فإن الدين ال ينقضي بالنسبة إلى باقي المدينين إال بقدر حصة المدين».
ّ
معتدا بو عند إتحاد الذمة بيف أحد المدينيف المتضامنيف والدائف إذا وفى
فالديف يبقى ً
فإف ىذا األخير في ىذه الحالة يرجع عمى باقي المدينيف المتضامنيف الدائف
لو المديف بالديف ّ
في الديف ينقضي باتحاد الذمة ،ولكنو ال ينقضي عمى النحو الذؼ ينقضي لو فييا إذا وفى
المديف لمدائف بالديف ،فالمديف المتضامف في ىذه الحالة يرجع عمى باقي المدينيف
المتضامنيف كل بقدر حصتو في الديف ،وفي حالة ما إذا ورث المديف المتضامف الدائف
فالديف ال ينقضي إال بقدر ما يقتضيو لنفسو ،والباقي مف الديف يرجع بو المديف المتضامف
الذؼ أصبح دائنا بالميراث عمى أؼ مف المدينيف بعد ِاستنزاؿ حصتو ،وكذلؾ في التضامف
االيجابي أؼ أنو إذا ورث المديف أحد الدائنيف المتضامنيف ،فإف ِاتحاد الذمة ال ينقضي بو
ِ
71
االنقضاء القانوين لرابطة االلتزام الفصل الثاين:
72
خامتـ ـ ــة
خامتة
خاتمة:
أف المشرع الجزائرؼ في معالجتو ألسباب
بعد دراستي ليذا الموضوع توصمت إلى ّ
ِانقضاء االلتزاـ بما يعادؿ الوفاء ِاعتمد عمى خمس صور ينقضي بيا االلتزاـ بما يعادؿ
التنفيذ العيني ،وىي الوفاء بمقابل التجديد واالنابة .المقاصة واتحاد الذمة...
ففي الوفاء بمقابل ِباعتباره طريق يقبل بو الدائف مقاببل يستعيض بو عف حقو
األصمي ،فيو ليس عقد ألنو ليس منشئ االلتزاـ بل ينقضي بو االلتزاـ .وكما تسرؼ عميو
نوعيف مف األحكاـ نظ ار لتراكب طبيعتو ،فبإعتباره ناقبل لمممكية تسرؼ عميو أحكاـ عقد البيع
فيما يتعمق بأىمية المتعاقديف وضماف العيوب الخفية ،وكما تسرؼ عميو أحكاـ الوفاء فيما
يتعمق منيا بتعييف جية الدفع واِنقضاء التأمينات.
وكما أخذ المشرع الجزائرؼ بالمفيوـ الضيق لموفاء بمقابل ،فيو ال يعتبره مجرد وفاء
كما ىو الحاؿ في أغمب التشريعات التي أخذت بالمفيوـ الواسع ،بل ِاشترط بالتنفيذ الفورؼ
لبللتزاـ الجديد مع ضرورة ِاتماـ العممية (الوفاء) بتسميـ الشيء المقابل فور إنتقاؿ الممكية.
وفي صوره التجديد الذؼ بو يسقط االلتزاـ األصمي وينشىء ِالتزاـ آخر جديد مع
ِاستمرار العبلقة القانونية بعد تغيير أحد عناصره الجوىرية.
أف أىميتو في العبلقات القانونية تراجعت بعد أف أخذت معظـ التشريعات بحوالة
إال ّ
الحق عند تغيير الدائف وبحوالة الديف عند تغيير المديف.
أما في تجديد االلتزاـ بتغيير الديف أو محل اإللتزاـ ففي الكثير مف األحياف يتحقق
أف جميع ىذه النظـ البديمة ال تشمل جميع
التجديد بيذه الصورة عف طريق الوفاء بمقابل ،إالّ ّ
حاالت التجديد ،كما ىو الحاؿ في التجديد الموضوعي حالة تغيير مصدر اإللتزاـ.
أما الوفاء باإلنابة فيتـ برضاء الدائف بأف يمتزـ شخص أجنبي وفاء الديف عف المديف
فيي عمى نوعيف إنابة كاممة وناقصة .أما أىميتيا تبرز أساسا في نوعيا اإلنابة الناقصة
التي تؤدؼ فييا وظيفة التأميف الشخصي عمى عكس اإلنابة الكاممة التي ىي نادرة الوقوع،
74
خامتة
ألف الدائف ال يقبل حموؿ شخص أجنبي (المناب) محل (مكاف) مدينو األصمي ،لذلؾ ألنو
سيفقده حق مطالبة ىذا المديف األصمي وانقضاء االلتزاـ.
وكما ِاشترط لوقوعيا أف ال يكوف أحد الدينيف قد تعمق بو حق الغير.
أما في صوره المقاصة فقد اشترط المشرع الجزائرؼ ضرورة التمسؾ بيا ممف لو
مصمحة في إعماليا ،مع إمكانية التنازؿ عنيا.
كما أنيا أداة وفاء وأداة ضماف إذ كانت بداية ِاستعماليا وسيمة أو طريقة لموفاء
تنقضي بيا االلتزامات المتقابمة ومع تطورىا أصبحت وسيمة لمضماف ألنيا تعطي ِامتيا از
لصاحبيا .في ِاستيفاء حقو عف باقي المدينيف ،وفي إتحاد الذمة يقع الوفاء إذا ِاجتمعت
صفة الدائف والمديف في شخص واحد بالنسبة لديف واحد ،ألنو ال يمكف لنفس الشخص
أف يطالب نفسو.
واِعتمد المشرع الجزائرؼ في معالجتو لقواعد انقضاء االلتزاـ بما يعادؿ الوفاء عمى
وضع قواعد مكممة بصفة عامة ِاستكماال لممنيج المتبع الذؼ ِاعتمده في النظرية العامة
وتجسيدا لمبدأ حرية التعامل بيف األفراد في حدود ما يسمح بو القانوف ،وذلؾ بجواز
ً لبللتزاـ،
االتفاؽ بيف الطرفيف حسب إرادتيما بتحديد الطريقة المناسبة لموفاء ،ىذا مف جية ومف جية
أخرػ اعتمد عمى وضع قواعد آمرة التي لـ يترؾ فييا االختيار لؤلفراد ،كما ىو الحاؿ في
تطبيق أحكاـ البيع عمى الوفاء بمقابل مف حيث األىمية وضماف االستحقاؽ وضماف العيوب
الخفية وانقضاء التأمينات ،وكذلؾ في صوره التجديد انقضاء إلتزاـ القديـ بإلتزاـ جديد ،وعدـ
جواز التمسؾ بالمقاصة أض ار ار بحقوؽ الغير ،ضمانا لمبدأ استقرار المعامبلت.
وكما نبلحع أف األحكاـ التي عالجيا المشرع الجزائرؼ في ِانقضاء اإللتزاـ بما يعادؿ
كثير في الممارسة الميدانية ،أو في مجاؿ التطبيق
الوفاء ،ىي قواعد قانونية ال نجدىا ًا
العممي عمى مستوػ القضاء المحاكـ والمجالس القضائية ،فيمكف أف نقوؿ أنيا قواعد قانونية
ميتة بالمقارنة إلى قوانيف التشريعات األخرػ التي تمتاز بتطميق عممي واسع ليذه القواعد في
75
خامتة
مجاؿ القضاء ،وربما ىذا النقص راجع ألسباب كثيرة منيا ضعف الثقافة القانونية لدػ
المواطف الجزائرؼ واِنعداـ في األعماؿ التحضيرية ونقص االىتماـ مف طرؼ القضاة
والمحاميف.
76
قائمة ادلصادر وادلراجع
قائمة ادلراجع
قائمة المراجع
الكتب:
.1إسحاؽ إبراىيـ منصور ،نظريتا القانوف والحق في القوانيف الجزائرية ،ديواف المطبوعات
الجامعية ،ط.1990 ،2
.2أنور طمبة الوسيط في القانوف المدني ،ج ،1د.ط ،د.ب.ف.1993 ،
.3بمحاج العربي ،أحكاـ االلتزاـ في القانوف المدني الجزائرؼ ،وفق آخر تعديبلت ومعدـ
بأحدث اجتيادات المحكمة العميا ،دراسة مقارنة ،ط ،2دار ىومة ،الجزائر.2005 ،
.4توفيق حسف فرج ،مصادر وأحكاـ اإللتزاـ ،دراسة مقارنة ،منشورات الحمبي الحقوقية،
ط ،2لبناف.2009 ،
.5جبلؿ دمحم إبراىيـ ،انقضاء االلتزاـ دوف طبعة ،دوف بمد النشر.1990 ،
.6جميمة دوار ،أحكاـ االلتزاـ في القانوف المدني الجزائرؼ ،ط ،1دار قرطبة.2011 ،
.7رمضاف أبو السعود ،أحكاـ االلتزاـ ،المكتبة القانونية لدار المطبوعات ،الجامعية،
اإلسكندرية.1998 ،
.8سميماف مرقس ،الوافي في شرح القانوف المدني في االلتزامات ،ج ،4أحكاـ االلتزاـ،
ط ،2القاىرة.1992 ،
.9طمبة وىبة خطاب ،أحكاـ االلتزاـ بيف الشريعة اإلسبلمية والقانوف ،دار الفكر العربي،
القاىرة ،ط ،1د.س.ف.
.10عبد الرزاؽ السنيورؼ ،الوجيز في النظرية العامة لبللتزاـ (المصادر ،االثبات ،اآلثار،
األوصاؼ ،االنتقاؿ ،االنقضاء) ،آخر طبعة منشأة المعارؼ اإلسكندرية.2004 ،
.11عبد الرزاؽ السنيورؼ ،الوسيط في شرح القانوف المدني ،نظرية االلتزاـ بوجو عاـ
(األوصاؼ الحوالة ،إلنقضاء) ،منشورات أكمي الحقوقية ،بيروت.2005 ،
78
قائمة ادلراجع
.12عبد القادر الغار ،آثار الحق في القانوف المدني ،ط ،1دار الثقافة ،األردف.2007 ،
.13عبد المجيد الحكيـ ،عبد الباقي البكرؼ ،دمحم طو البشير ،القانوف المدني وأحكاـ
االلتزاـ ،ج ،2دوف طبعة ،جميورية العراؽ ،دوف سنة النشر.
.14دمحم شكرؼ سرور ،موجز األحكاـ العامة في االلتزاـ في القانوف المدني المصرؼ ،دار
الفكر العربي ،ط.1985 -1984 ،1
.15دمحم صبرؼ السعدؼ ،الواضح في شرح القانوف المدني ،دار اليدػ.2010 ،
.16نبيل إبراىيـ سعد ،أحكاـ اإللتزاـ واإلثبات ،ج ،1دار الجامعة الجديدة ،اإلسكندرية،
.2011
.17ياسيف دمحم الجبورؼ ،الوجيز في شرح القانوف المدني األردني ،ج ،2أثار الحقوؽ
الشخصية ،أحكاـ االلتزاـ( ،دراسة موازنة) ،جامعة آؿ البيت ،كمية الدراسات الفقيية
والقانوف ،قسـ الدراسات القانونية ،ج ،2الدار العممية الدولية لمنشر ،األردف.2003 ،
الرسائل والمذكرات:
الرسائل:
.1سناء سعيد ،دمحم طو الوفاء بمقابل ،دراسة مقارنة ،رسالة لمحصوؿ عمى درجة الماجستير
في القانوف الخاص ،جامعة النجاح الوطنية ،فمسطيف.2011 ،
.2مسيردؼ سيد أحمد ،النظاـ القانوني لممقاصة في المعامبلت البنكية ،دراسة مقارنة،
أطروحة نيل شيادة الدكتوراه في القانوف الخاص ،جامعة أبو بكر بمقايد ،كمية الحقوؽ
والعموـ السياسية.2018-2017 ،
المذكرات:
.1ريـ عدناف عبد الرحماف الشنطي ،اإلنابة في الوفاء ،دراسة مقارنة بيف القانوف المدني
والميرؼ واألردني ،ومشروع القانوف الفمسطيني ،ماجستير ،فمسطيف.2007 ،
79
قائمة ادلراجع
.2لشيب نادية ليمىِ ،انقضاء االلتزاـ باإلنابة ،مذكرة نيل شيادة الماجستير في الحقوؽ ،فرع
عقود ومسؤولية ،كمية الحقوؽ والعموـ السياسية ،جامعة الجزائر.2017 -2016 ،
المقاالت:
.1عبد المجيد قادرؼ ،الطبيعة القانونية لممقاصة ،مجمة التواصل في العموـ اإلنسانية
واالجتماعية ،كمية الحقوؽ والعموـ السياسية ،جامعة باجي مختار ،عنابة .2012 ،32
.2عبد المجيد قادرؼ ،دور المقاصة في ِانقضاء االلتزاـ ،مجمة التواصل والعموـ السياسية
واالجتماعية ،جامعة باجي مختار ،العدد 28جواف .2011
القوانين:
.1األمر رقـ 58/75المؤرخ في 1975/09/26والمعدؿ والمتمـ بالقانوف رقـ 05-07
والمؤرخ في 13مايو 2007المتضمف القانوف المدني.
80
فهرس ادلوضوعات
فيرس الموضوعات
شكر وعرفاف
إىداء
قائمة المختصرات
مقدمة 01 ..................................................................................
األول
الفصل ّ
االنقضاء الطبيعي لاللتزام
الفصل الثـــــاني
االنقضاء القانوني لرابطة االلتزام
األوؿ :الػػمقاصة 42 ................................................................
الػػمبحث ّ
األوؿ :مػػفيوـ الػػمقاصػػة42 .........................................................
المطمب ّ
82
فهرس ادلوضوعات
83
فهرس ادلوضوعات
84
ممخص:
ينقضي االلتزاـ بما يعادؿ الوفاء في القانوف الجزائرؼ بسبب مف األسباب اآلتية:
الوفاء بمقابل التجديد واإلنابة المقاصة واتحاد الذمة.
حيث ضمف ىذه الصور ال يقوـ الوفاء ولكف يحصل الدائف عمى ما يعادؿ حقو
أو يساويو ،وىو ما يؤدؼ إلى انقضاء إلتزاـ المديف تجاه دائنو بيا يعتبر معادال لموفاء أو بما
يقوـ مقاـ الوفاء.
كممات مفتاحية:
انقضاء االلتزاـ بما يعادؿ الوفاء -الوفاء بمقابل -التجديد واإلنابة -المقاصة -إتحاد الذمة.