وظيفة الفن

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 119

‫صفحة | ‪1‬‬

‫صفحة | ‪2‬‬
‫الطبعة الثانية ـ عمـ‪2013‬ان‬
‫صفحة | ‪3‬‬
‫‪ ‬الكتاب ‪ :‬وظيفة الفن ‪‬‬
‫‪ ‬املؤلف ‪ :‬الدكتور عزت السيد أحمد ‪‬‬
‫‪ ‬عدد الصفحات‪ 116 :‬صفحة ‪‬‬
‫‪ ‬قياس الصفحة‪ :‬ب ‪ 42 x 11 = 5‬‬
‫‪ ‬تصميم الغالف بريشة املؤلف ‪‬‬
‫‪ ‬الحقوق جميعها محفوظة ‪‬‬
‫بأي وسيلة‬
‫بعضه ِّ‬
‫متنع طباعة هذا الكتاب أو َ‬
‫من وسائل الطِّ ِ‬
‫باعة والنَّشر واإلعالم‬
‫من دون موافقة خطيَّة من املؤلِّف ‪‬‬
‫‪ ‬النَّاشر‪ :‬حدوس وإشراقات ‪‬‬
‫‪ ‬عمان‪ /‬األردن ‪3102‬م ‪‬‬

‫صفحة | ‪4‬‬
‫صفحة | ‪5‬‬
‫صفحة | ‪6‬‬
‫مقدمة‬
‫وظيفة الفن عند أفالطون‬
‫وظيفة الفن عند أرسطو‬
‫وظيفة الفن عند ابن خلدون‬
‫وظيفة الفن عن شار اللو‬
‫وظيفة الفن عند إرنست فيشر‬
‫وظيفة الفن أم وظيفة الفنان؟‬
‫أخالق المبدع‬
‫خاتمة‬

‫صفحة | ‪7‬‬
‫صفحة | ‪8‬‬
‫يعتقد الكثريون اعتقاداً شعوريًّا والشعوريًّا َّ‬
‫أن‬
‫أي مو و و و ووو ‪ ،‬م و و و ورتبً دائم و و و واً‬
‫وجو و و ووود املو و و و ووو ِّ‬
‫يؤديها‪ ،‬بول علوأ أق ِّول تقودير بوظيفوة‬ ‫بالوظائف اليت ِّ‬
‫يؤده ووا‪ .‬وتو ورتبً األ يَّ ووة ال وويت إك وون أن تن و و‬‫ِّ‬
‫يؤديهووا‪ ،‬ور ووا الفوائوود‬ ‫املو ووو بأ يَّووة الوظيفووة الوويت ِّ‬
‫املنجلية عن هوذ الوظيفوة أيضواً‪ .‬وال عجو لوذل‬
‫أن تناط اسوتمراريَّة وجوود املو وو باسوتمراريَّة أدائوه‬
‫الوظيفة املرتبطة به‪.‬‬
‫َّن وجهووة النَّ وور اهووذ الوويت تواطووأت عليهووا أ ثريوَّوة البشوور ترتوود أ ثوور موون‬
‫ف‪ ،‬فهووت مووا تبوودو ف ظوواهر لف هووا تالمووذ الداروينيَّووة ف ها ووا‬ ‫أسوواس معوور ه‬
‫َّه ووا ه وود ف الوق ووي ات ووه أساسو واً دينيًّ ووا يق وووم عل ووأ‬ ‫بق وواأل األص وولى واألق وووَ‪ ،‬ولكنو َ‬
‫وجل مل خيلو شويًاً عبثواً‪ ،‬و ثوري هوت القصوحل أو ا كايوات‬ ‫عز َّ‬ ‫بأن اهلل َّ‬‫االعتقاد َّ‬
‫يؤدهووا بغ و ِّ‬ ‫أن لكو ِّول شووتأل ف ا يووا وظيفووة ِّ‬ ‫الشووعبيَّة الوويت وواوت قبووات َّقيقووة َّ‬ ‫َّ‬
‫يكرس مثل اهذ‬ ‫النَّ ر عن قدرتنا علأ ا تشاف أسرارها وسرب أغوارها‪ ،‬وليذ ما ِّ‬
‫النَّ وور ديوون واَّوود بوول األديووان لهووا ووا فيهووا األديووان غووري ال ووماويَّة‪ ،‬رجوع واً‬
‫العقائد األسطوريَّة‪.‬‬
‫فإن املمارستني العمليَّة واملعرفيَّة لإلن وان‬ ‫يغ ِّ النَّ ر عن هذين األساسني َّ‬
‫ع وورب الت وواريش ق وود ش ووفتا ل ووه اه ووذ ا قيق ووة ش ووفاً جزئيًّووا‪ ،‬ولك وون عل ووأ درج ووة م وون‬
‫صفحة | ‪9‬‬
‫وتم الوقووف‬ ‫االتِّ ا والشُّموت مسى لنف ه من خالهلوا بتعمويم ا كوم علوأ موا مل ي ُّ‬
‫علأ وظائفه أو ما إكن أن يقوم به من وظائف‪.‬‬
‫يؤديهوا لون يكووون‬ ‫أن اإلقورار موول الف ِّون رايوة الوة موون الوظوائف ِّ‬ ‫اهوذا يعوأ َّ‬
‫بوودعاً موون ا‪،‬يووات‪ ،‬و فووا امللفووي ف األموور أن يكووون هنوواج موون يقوووت بعوودم وجووود‬
‫ورَّ ا يكون األ ثر أ يَّةً من‬ ‫وظيفة للفن!! فأين سنقف؟ بل أين جي أن نقف؟ ُ‬
‫ل هو جدوَ الوقوف عند اهذ املشكلة‪.‬‬
‫الشوائكة الوويت تبوودو أنوَّ َهووا متوافو عليهووا ف‬ ‫وظيفووة الفو ِّون واَّوود موون امل ووائل َّ‬
‫املبوودأ موون دون أن ووأ موون التَّواف و مووا جييووز هلووا اسووتحقام مووا تبوودو عليووه موون‬
‫توافقيَّة‪.‬‬
‫ال نعووأ اوذ ا‪،‬الفيَّوة اخووتالف وظووائف الفو ِّون موون فيل وووف فيل وووف‬
‫الصوحيى‪ ،‬وَِّفَوا نعوأ القبووت بفكور وظيفوة الف ِّون‬ ‫ورَّ وا يكوون هوو َّ‬ ‫فهذا أمر طبيعت ُ‬
‫الفن اهتا‪ ،‬ففت َِّ نني إيل ثري من الفالسوفة والبواَّثني اامواليني‬ ‫أَو توظيف ِّ‬
‫الفن وعلم اامات‪،‬‬ ‫الفن وَ أنوَّ َها م لَّمة من م لَّمات فل فة ِّ‬ ‫ا ديث عن وظيفة ِّ‬
‫للفن باملعىن الذي يكاد يكون شوبه مموع‬ ‫فإن فريقاً آخر يرَ أنَّه ال تُوجد وظيفة ِّ‬ ‫َّ‬
‫املفكرين ااماليني‪.‬‬ ‫ني الفالسفة و ِّ‬ ‫عليه بَو ن َ‬
‫أن أبوورت مدرسووتني تناتعتووا هووذين املوووقفني ووا مدرسووة االلت وزام ف‬ ‫صووحيى َّ‬
‫ي ليووه هاتووان‬ ‫األدب أَو الفو ِّون‪ ،‬ومدرسووة الفو ِّون للفو ِّون‪ ،‬الَّ َّ‬
‫أن املقصووود غووري مووا َ َهبَو ن‬
‫املدرستان األيديولوجيتان‪.‬‬

‫صفحة | ‪11‬‬
‫نشووأت مدرسووتا االلت وزام والفو ُّون للفو ِّون نشووأ ً تقابليَّ وةً أ ثوور كووا انووي نشووأ ً‬
‫فكريَّوةً أَو فل ووفيَّةً حمو ‪ .‬ولووذل انووي هاتووان املدرسووتان أفو جواً ألداووة وظيفووة‬
‫الفن واامات‪.‬‬ ‫الفن أ ثر كا انتا َّالةً من َّاالت فل فة ِّ‬ ‫ِّ‬
‫لوون ن ووتطرد هنووا ف الكووالم علووأ هووذ ا‪،‬الفووات ومناقشووتها‪ ،‬سوون ج لو‬
‫ليكون أخرياً‪ ،‬ألنَّنا نؤقر ا وديث عون بعو النَّموا مون املتكلموني علوأ وظوائف‬
‫الفو ِّون‪ ،‬وهووت فووا فقووً سنعر ووها َوفنو َ مووا أراد أصووحا ا َّو هد بووري‪ ،‬و ن نَّوا‬
‫حن وون م وون سي ووتنبً وظ ووائف الف و ِّون عن وود مع ووم أصووحاب النَّم ووا ال وويت س ووتكون‬
‫مو ووو َّووديثنا وهووت أفالطوووو وأرووواو وا وون خلوودوو وشووارو ولووو وأر س و‬
‫فيشر‪.‬‬

‫صفحة | ‪11‬‬
‫صفحة | ‪12‬‬
‫صفحة | ‪13‬‬
‫صفحة | ‪14‬‬
‫َّن القراأل املتأنية للحواريَّات األفالطونيَّة‬
‫تكشف لنا عن فنَّان ملهم‪ ،‬عن فيل وف فنَّان‬
‫استطا أن يصوغ رؤا الفل فيَّة صوغاً فنِّويًّا‬
‫تنم‬
‫ساَّراً‪ ،‬بكها َّبكاً أدبيًّا عذب البيان‪ُّ ،‬‬
‫الصوت‬ ‫ايعها عن أنامل مبدعة ت طِّر لمات َّ‬
‫ا العقل‬ ‫الرخيم‪ ،‬ونغماته ال َّ اَّر اليت يفي‬
‫الصوت وهذ‬ ‫امللهم الذي يقف وراأل هذا َّ‬
‫الكلمات‪« ،‬فلم يكن أفالطوو و ‪ Plato‬فيل وفاً‬
‫فَو َق نً بل ان ذل أديباً فنَّاناً‪ ،‬فحوار كلوأل َّيا ً‬
‫وقحل‬
‫ا أود من خيات َّ ن‪ ،‬وفكاهةً لطيفةً‪َّ ،‬‬
‫َّوادث‪ ،‬و دخات أشخاص وي شخصيَّات‬
‫خمتلفة‪ ،‬إثِّلون أدوارهم متثيالً دقيقاً‪ ...‬فكان‬
‫أفالطوو بديعاً ف مز الشِّعر بالفل فة‪ ،‬فخر‬
‫قوالً َّكيماً ايالً»(‪.)1‬‬

‫‪ 1‬و أمحود أموني وت وت يو حمموود‪َّ :‬‬


‫قصوة الفلسوفة اليو ا يوة و انوة التَّوأليف وال اوة والنشور و القواهر و ط‪ 1‬و ص‬
‫‪ 101‬و ‪.104‬‬
‫صفحة | ‪15‬‬
‫ل «يروي ديوجين ويرتوس(‪ )4‬و ‪ Diogenes‬وغري‬ ‫و جان‬
‫من القدماأل أَنَّهُ ان إارس النَّقش والتَّصوير النَّحي‪ِ ،‬وكَّا يؤِّ د ل ما يذ ر‬
‫املصورين واصطالَّاهتم‪ِ ،‬كَّا ُّ‬
‫يدت علأ معرفة كارسة‬ ‫ف حماوراته من لغة الغنائيني و ِّ‬
‫مسا »( )‪.‬‬ ‫ال حم‬
‫سيرته وآثاره‬
‫أن أفالطوو و ‪ Plato‬هو املبد ا قيقت للفل فة فهو الذي‬ ‫ََثَّةَ من يرَ َّ‬
‫َّدَّد أطرها وميادينها ومو وعاهتا علأ النَّحو الذي نعرفه عنها اليوم‪ .‬وا ُّ َّ‬
‫أن‬
‫الصواب فأفالطوو َّأوت الفالسفة الذين وصلي لينا‬ ‫هذا ا كم ال يبتعد عن َّ‬
‫تبهم املةً تقريباً‪ ،‬وخالف ال َّ ابقني لِّهم و ع الكثري من الكت ال تاباً‬
‫أن بعضهم مل يكت أصالً‪ ،‬وهو فوم‬ ‫واَّداً أَو اقنني علأ األ ثر ناهي عن َّ‬
‫فصل ف مو وعات الفل فة وميادينها‪ ،‬وفتى أبواباً ف الفل فة مل‬ ‫ل َّأوت من َّ‬
‫تكن مفتوَّةً من قبل‪ََّّ ََّ ،‬ت بدا وَ أَنَّهُ هو الذي َّدَّد م ارات التَّفل ف‬
‫الالَّقة‪ ،‬ولذل قات الفيل وف اإل ليزي وايتهيد و ‪َّ « :Whitehead‬ن الفل فة‬
‫منذ ‪ ۰۰۲۲‬سنة لي ي ال تعليقات علأ مؤلفات أفالطوو»‪ .‬وقات ِّ‬
‫املؤرخ‬
‫أي واَّد َّادعاأل أَنَّهُ يعرف‬
‫الفيل وف إميل رهيه و ‪« :Emile Bréhier‬ي تطيع ُّ‬
‫الريا يات ولكن ال أَّد ي تطيع تعم أَنَّهُ‬ ‫أ ثر من أقليدس و ‪ Euclid‬ف ِّ‬
‫يتفل ف بأفضل كا تفل ف به أفالطوو»‪.‬‬

‫بلدته‪.‬‬ ‫‪ 4‬و يعرف أيضاً بديوجني الالئر ي ن بة‬


‫و عبد الرمحن بدوي‪ :‬أفالطوو و دار املعارف و القاهر و ‪1665‬م و ص‪.21‬‬
‫صفحة | ‪16‬‬
‫ولو وود أفالط و وووو ف أقينو ووا وقي و وول ف أجينو ووا وهو ووت جزيو وور تقو ووع مقاب و وول أقين و ووا‬
‫عو و ووام ‪ 241‬م‪.‬م ألسو و وور سل و و وولة ا و و وود عريقو و ووة ا و و و ‪ .‬أقبو و وول عل و و وأ العلو و وووم‬
‫مبكو و وراً‪ ،‬وتثق و ووف أَّ و وون م و ووا َّ‬
‫يتثق و و وف أبن و وواأل طبقت و ووه ف خمتل و ووف عل و وووم عص و وور‬
‫الش و و وعر التَّمثيلو و ووت مبك و و وراً‪ ،‬وبو و وورت و و ووذل نبوغو و ووه ف الريا و و وويات‬
‫وآدا و و ووا ون و و ووم ِّ‬
‫ال و وويت أظه و وور م و وويالً وا و ووحاً هل و ووا‪ .‬ف ع و ووام ‪204‬م‪.‬م‪ ،‬أي ف حن و ووو العش و ورين م و وون‬
‫عم وور ‪ ،‬تع وورف و ووقرا وب وودأ التَّتلم ووذ علي ووه فالتم ووه ََّ و َّوَّت وفات ووه‪ ،‬حن ووو عش وور‬
‫سو وونوات‪ ،‬تلمي و ووذاً خملص و واً حمبًّ و وا معجب و واً‪ ،‬ومو وون فو وورط عجاب و ووه ب و ووه وتقو وودير ل و ووه مل‬
‫يتفل ووف ق ووً ال بع وود وف ووا معلم ووه‪ ،‬وبل وول م وون وفائ ووه ل ووه م ووا مل يبلغ ووه قب وول ق ووً‬
‫خو و ووالص تلميو و ووذ ألسو و ووتا وال بعو و وود‪ ،‬فلو و ووم و و و ِّودقنا التَّ و و واريش أبو و ووداً عو و وون تلميو و ووذ‬
‫أخلحل ألستا و ان وفيًّا له قدار ما فعل أفالطوو‪.‬‬

‫الش و و و وهري األ ادإيَّو و و وة‪ ،‬وه و و ووت‬


‫أنش و و ووأ ف أقين و و ووا ع و و ووام ‪ 41‬م‪.‬م مدرس و و ووته َّ‬
‫وتمدت امسهو و ووا‪.‬‬ ‫مدرسو و ووة ف أبنيو و ووة تطو و و ُّول علو و ووأ َّديقو و ووة أ و و ووادإوس‪ ،‬ومنهو و ووا اسو و و َّ‬
‫وبع و وود م و ووري سياس و ووية وفل و ووفيَّة ع و وواع فيه و ووا ع و وودداً م و وون املش و ووكالت وتع و وور‬
‫‪،‬طو وور العبودي و ووة ب و ووب مبادئ و ووه ونفو ووت عو وواد أقين و ووا والتو ووزم أ ادإيت و ووه منقطع و واً‬
‫للت وودريذ فيه ووا ََّ و َّوَّت وفات ووه ف ع ووام ‪ 24‬م‪.‬م تار و واً ع وودداً ب و ورياً م وون ا وواورات‬
‫الفل فية(‪.)2‬‬

‫‪ 2‬و من أبرت هذ ا اورات ونوردها َّ الت ل ل اهلجائت‪ :‬اَّتجا سقراط‪ ،‬قريطون‪ ،‬أوطيفورون‪ ،‬بارمينودس‪،‬‬
‫بروتو وواغوراس أَو ال ف و ووطائت‪ ،‬اامهوريو ووة‪ ،‬جورجيو وواس‪ ،‬ال ياسو ووت‪ ،‬طيمو وواوس‪ ،‬فيو وودون‪ ،‬القو ووانني‪ ،‬املأدبو ووة‪،‬‬
‫مينون‪ ...‬وغريها‪.‬‬
‫صفحة | ‪17‬‬
‫وظائف الفن عند أفالطون‬
‫لَ َعلَّنَا ال نبتعد ثرياً عن ا قيقة ا قلنا َّن ًّا أساسيًّا من اهلموم اليت‬
‫الفن واامات هو ما رآ فيما إكن أن‬ ‫دفعي أفالطوو لولو مع ج فل فة ِّ‬
‫الفن من أقر ع يم وخطري ف نفذ اإلن ان‪.‬‬
‫ي ه ُّ‬
‫متعدد ااهات وا االت‪ ،‬وليذ هذا‬ ‫الفن أَو اامات ِّ‬‫األقر الذي ي ه ُّ‬
‫أي َّات‪ ،‬الوظيفة هت الن َم ِه َّمة امللقا علأ عات ِّ‬
‫الفن‬ ‫الفن علأ ِّ‬
‫األقر هو وظيفة ِّ‬
‫فن‪ ،‬وأفالطوو واَّد من الذين مل يقولوا‬ ‫َّ بما يرَ أصحاب ن ريَّة وظيفة ال ِّ‬
‫َّقوته التَّأقرييَّة ف اإلن ان وما‬ ‫الفن وَِّفَا قات بتوظيف ِّ‬
‫الفن استناداً‬ ‫بوظيفة ِّ‬
‫مهمات‪.‬‬
‫إكن يقوم به من َّ‬
‫الفن وَِّفَا شف عن العالقة ا‪،‬طري اليت‬ ‫يعدد أفالطوو وظائف ِّ‬ ‫ن مل ِّ‬
‫الفن‪.‬‬
‫توظيف ِّ‬ ‫الفأ و ِّ‬
‫املتلقت ومنها انطل‬ ‫ني األقر ِّ‬
‫تنشأ بَو ن َ‬
‫الفأ من قدر علأ ولو أعمام النَّفذ‬ ‫لقد أدرج أفالطوو ما لألقر ِّ‬
‫الفن ف اإلن ان ال يعأ‬ ‫اإلن انيَّة‪ ،‬وما ي ه من أقر وانطباعات فيها‪ .‬وتأقري ِّ‬
‫بالضَّرور أن يكون تأقرياً جيابيًّا وَّ ‪ ،‬فهو ي ج آقاراً سلبيَّة أيضاً‪ ،‬و ل‬
‫الفأ وما مله من دالالت و شارات ورموت‪ ،‬وقد اَّتاط‬ ‫مرتبً بطبيعة األقر ِّ‬
‫فيل وفنا جموعة من الشُّروط والقواعد وا ورات لدرأل خطر التَّأقري ال َّ ليب ف‬
‫اهور ِّ‬
‫املتلقني‪.‬‬
‫أ ثر ما ان يبعث ا‪،‬وف ف نفذ أفالطوو هو تل األغاليً و ل‬
‫ا‪،‬دا الذي أشاعه املغالطون و ‪ Sophists‬مف دين ا عقوت الشَّبيبة‪ ،‬خالف ما‬
‫الشبيبة وأعدم ذ َّ‬
‫الذريعة‬ ‫أن وقرا هو الذي ان يف د عقوت َّ‬ ‫شا من َّ‬

‫صفحة | ‪18‬‬
‫وال َّ ف طائيون هم الذين انوا وراأل هذ ا ا مة الشَّهري ‪ ،‬فقد انوا «مادلني‪،‬‬
‫مغالطني‪ ،‬و انوا متَّجرين بالعلم‪ ...‬و انوا يفاخرون بتأييد القوت الواَّد ونقيضه‬
‫علأ ال َّ واأل‪ ،‬وبإيراد َّ‬
‫الذرائع ا‪،‬البَّة ف خمتلف امل ائل واملواقف و م تفيدين من‬
‫ام األلفاظ وغمو ها‪ ،‬و مكان محلها علأ أ ثر من معىن‪ ،‬مبتعدين عن‬
‫الدقيقة أَو التَّدقي فيها(‪ )5‬و ومن اني هذ غايته فهو ال يبحث عن‬ ‫األلفاظ َّ‬
‫مر‬
‫ا قيقة‪ ...‬وهذا هو املوقف الشَّا األقيم الذي َج َع َل امسهم سبَّةً علأ ِّ‬
‫األجيات»(‪.)6‬‬
‫وقد نَو َق َل لنا أفالطوو صورً مشا ةً هلذ ا ات علأ ل ان املغالً الشَّهري‬
‫جورجياس ف ا اور امل َّما بامسه‪ ،‬مبيِّنا ذل ‪ ،‬من خالهلا‪ ،‬عالقة املتلقت‬
‫أي شتأل‬ ‫الفأ علأ التَّأقري ف اهور ِّ‬
‫املتلقني‪ ،‬فيقوت‪ُّ « :‬‬ ‫الفأ‪ ،‬وقدر األقر ِّ‬ ‫باألقر ِِّّ‬
‫أع م من اللفظ أقراً ف قنا القضا با ا م‪ ،‬أَو النُّواب ف ا لذ‪ ،‬أَو املواطنني‬
‫القو علأ نط هذا اللفظ‬ ‫سياست؟ لو امتلكي َّ‬
‫ه‬ ‫أي اجتما‬
‫ف اامعيَّة‪ ،‬أَو ف ِّ‬
‫اعلي الطَّبي ل عبداً»(‪.)1‬‬
‫األمر ن متعلِّ بامتالج املوهبة‪ ،‬وال نقوت موهبةً َّقيقيَّةً ألنوَّ َها ال ت َّمأ‬
‫موهبةً ال ما دامي َّقيقيَّة‪ ،‬فإن اني مكت بةً أَو تائفةً اني صنعةً أَو َّرفةً‪،‬‬
‫ني‬
‫الفأ تعبرياً عن التَّمات بَو ن َ‬
‫واالستعداد للتَّعامل مع هذ املوهبة ت يكون ا‪،‬ل ِّ‬
‫املرجو ‪.‬‬
‫اإلراد الواعية والالوعت الوقف وراأل اإلبدا للوصوت النَّتيجة ُّ‬

‫ني املع تني افة من مؤلف هذا الكتاب‪.‬‬ ‫‪5‬‬


‫و ما بوَ ن َ‬
‫‪ 6‬و يوسف رم‪ :‬تاريخ الفلسفة اليو ا ية و دار القلم و بريوت و د‪.‬ت و ص ‪ 25‬و ‪.26‬‬
‫‪ 1‬و أفالطون‪ :‬الخايب (جورجياس) و تراة أدي منصور و منشورات دار صادر و بريوت و ‪1666‬م و ص‪. 6‬‬
‫صفحة | ‪19‬‬
‫انطالقاً من هذ الفكر َّرص أفالطوو علأ اهوريَّته وعلأ املواطنني‬
‫وَّ ََّّت ال ي ج ا بل علأ الغارب فقد آقر أن يكون‬ ‫الذين يعيشون ف نفها‪َ ،‬‬
‫الفنانون الذين يعيشون ف اهوريَّته وإارسون نشاطاهتم اإلبداعيَّة فيها من أهل‬
‫يعوت عليهم ف شف مواطن ااود واامات‪ ،‬ت يت َّىن‬ ‫الثِّقة‪ ،‬الذين إكن أن َّ‬
‫الزلل والف اد‪ ،‬فأعلن قائالً‪:‬‬
‫ألفراد اامهوريَّة أن ينشأوا نشأ قوإةً‪ ،‬بعيد ً عن َّ‬
‫بقو عبقريتهم من‬ ‫«جي علينا أن ن تدعت فنيني(‪ )4‬من طرات آخر‪َّ ،‬‬
‫فيتمكنون َّ‬
‫يشربون‬‫صح هت‪َّ ،‬‬
‫ا تشاف آقار ااود واامات‪ ،‬فينشأ شبابنا بينهم ف موقع ِّ‬
‫الصالح من ِّل مربع تنبعث فيه آي الفنون‪ ،‬فتؤقِّر ف بصرهم ومسعهم ن مات‬ ‫َّ‬
‫هابَّة من مناط صحيَّة‪ ،‬فتحملهم منذ َّداقتهم‪ ،‬من دون أن يشعروا‪ ،‬علأ حمبَّة‬
‫قيقت‪ ،‬والتَّمثُّل به‪ ،‬ومطاوعة أَّكامه»(‪.)6‬‬
‫اات العقل ا ِّ‬
‫متكنو و ووه‬ ‫وأ قو و وودرً مو و ووا ظو و وواهرً أم خفيَّ و و وةً‪ِّ ،‬‬ ‫ال ش و و و َّ ن ف َّ‬
‫أن لألقو و وور الفو و و ِِّّ‬
‫مو وون ولو ووو أعمو ووام ال و ونَّفذ اإلن و ووانيَّة‪ ،‬ليفعو وول فعلو ووه‪ ،‬و ن و ووان مو وون غو ووري املهو و ِّوم‬
‫هن ووا أن نع وورف ن ان ووي الفن ووون وَّ وودها ه ووت ال وويت متتل و و ه ووذ الق وودر أم ال‪،‬‬
‫واملهم ه و ووو أنوَّ َه و ووا موج و ووود ‪ ،‬وه و ووت ال و وويت هعلن و ووا حن و ووأ اهلام و ووات ج و ووالالً ل ق و ووار‬ ‫ف و و ُّ‬
‫هتزن و ووا رعش و ووة‬ ‫نتأم و وول مث و وول ه و ووذ ا ق و ووار الفنيَّو ووة ُّ‬ ‫الش و وواخمة‪ ،‬فنج و وودنا عن و وودما َّ‬
‫الفنيَّو ووة َّ‬
‫امتزجو و ووي فيهو و ووا و و ووروب العواطو و ووف واملشو و وواعر‪ ،‬مو و وون خو و وووف و جو و ووالت‪ ،‬ولو و و َّوذ‬
‫ومتع و ووة‪ ...‬وه و ووت ل و ووذل تو و و ج أقو و وراً بالغو و واً فين و ووا‪ ،‬بع و وود أن ت و ووزر البهج و ووة واللَّو و وذ‬
‫ف نفوس و وونا‪ ََّ ،‬و و َّوَّت و ن ان و ووي تص و و ِّوور من و وواظر أَو وق و ووائع خميف و و وةً مرعب و و وةً‪ ،‬فإنوَّ َه و ووا‬

‫‪ 4‬و الفنيون‪ :‬الفنانون‪ ،‬وسيبدو ل من خالت تتمة النحل‪.‬‬


‫‪ 6‬و أفالطون‪ :‬الجمهورية و تراة َّنا خبات و ج و ص ‪.62‬‬
‫صفحة | ‪21‬‬
‫وذوم اام ووا ِّ‪ ،‬وه ووت ل ووذ ضتل ووف ع وون ووروب اللَّو وذات األخ وورَ‪،‬‬ ‫تث ووري ل و َّوذ التَّ و ُّ‬
‫وتقران‬
‫وإن اإليق ووا واللح وون ي و َّ‬ ‫«فله ووذا نفو ورد لته ووذي املوس وويقأ ش ووأناً خارق و واً‪ ،‬ف و َّ‬
‫صو ووالن فيهو ووا‪ ،‬فيبعثو ووان فيهو ووا مو ووا صو ووحبا مو وون اامو ووات‪،‬‬ ‫ف أعمو ووام ال و ونَّفذ‪ ،‬ويتأ َّ‬
‫الش و و وومائل ا َّ و و ووني ققافت و و ووه‪ ،‬و ال و و ووان ا و و ووات‬‫ف و و وويجعالن اإلن و و ووان َّل و و ووو َّ‬
‫ب ووالعكذ‪ ...‬وم وون َّ ووني ققافت ووه املوس وويقيَّة فل ووه ن وور قاق و و ف تب و ُّوني هف و ووات‬
‫الف و و ِّون وف و وواد الطَّبيع و ووة‪ ،‬فيفنِّ و وودها وإقته و ووا مقتو و واً ش و ووديداً‪ ،‬ويه و وووَ املو و وووعات‬
‫ااميلة‪ ،‬ويفتى هلا أبواب قلبه‪ ،‬فيتغذَ ا‪ ،‬فينشأ شريفاً صا اً»(‪.)10‬‬
‫وال يق و ووف ت و ووأقري املوس و وويقأ والفن و ووون عن و وود ه و ووذا ا و و ِّود وَّ و و و ‪ ،‬ب و وول َّن‬
‫ف مكنتهو و ووا أن تلو و و ِّوني ق و و ووو اإلن و و ووان‪ ،‬وأن و و و َّود مو و وون سو و ووطو غضو و ووبه‪ ،‬ونو و ووزم‬
‫انفعاالتو و ووه‪« ،‬فحو و ووني ي و و ولِّم اإلن و و ووان نف و و ووه للموسو و وويقأ‪ ،‬ويقبو و وول عو و وون طري و و و‬
‫مرف و واً هائم و واً‬ ‫الشو ووجيَّة البديعو ووة‪ِّ ...‬‬ ‫األ ن أن تفو ووي علو ووأ نف و ووه سو وويوت األنغو ووام َّ‬
‫الش ووديد الق ووو ووالفوال‬ ‫باأل ووان‪ ،‬فمهم ووا يك وون ف ن ووان ه ووذا م وون النَّ ووزم َّ‬
‫فِإنَّووهُ يل ووني ويص ووري َّ و ًّورا ب وودت ون ووه قص ووماً غ ووري ن ووافع‪ ،‬و ا ق ووابر عل ووأ ل و من ووذ‬
‫طفولت و و ووه م و و وون دون فت و و ووور‪ ،‬وس و و و َّور ب و و ووه نف و و ووه‪ ،‬أ اب فع و و وول املوسو و و ويقأ م و و ووا في و و ووه‬
‫تامو ووا‪ ،‬في تأصو وول‬ ‫ض و و ‪ ،‬وَّلَّلهو ووا لو وويالً ولطَّو ووف أخالقو ووه تلطيف و واً ًّ‬ ‫مو وون نَو و وَزم َو َغ َ‬
‫ض نوب‪ ،‬وجيعله حمارباً دمثاً»(‪.)11‬‬ ‫من أعمام نف ه جذور طَنبع َغ ُ‬
‫وملو و و و و ووا أج و و و و و وات الفيل و و و و و وووف الطَّو و و و و وورف فيمو و و و و ووا َّولو و و و و ووه مو و و و و وون أسو و و و و ووالي‬
‫َّ‬
‫وأدوات تربويَّو و ووة َو َجو و و و َد أَنَّو و ووهُ « ُرََّو و ووا يشو و و و ُّ علين و و ووا أن و و وود هت و و ووذيباً أفض و و وول ك و و ووا‬

‫‪ 10‬و م‪ .‬س و ج و ص ‪.65‬‬


‫‪ 11‬و م‪ .‬س و ج و ص‪.105‬‬
‫صفحة | ‪21‬‬
‫ج و و ووال االختب و و ووار‪ ،‬وه و و ووو مؤلَّ و و ووف عل و و ووأ م و و ووا أت و و وويقَّن م و و وون ا م و و وواس للج و و وود‪،‬‬
‫واملوسيقأ للعقل»(‪.)14‬‬
‫أن لف ة املوسيقأ اليت ي تخدمها أفالطوو‬ ‫لكن اادير ِّ‬
‫بالذ ر هنا هو َّ‬ ‫و َّ‬
‫لي ي َّصراً ا نعنيه اليوم باملوسيقأ‪ ،‬فهت تشمل ف ال ُّ اث اليونايِّ ممل‬
‫للتعبري( ‪ ،)1‬وقد آقر فيل وفنا‬
‫الفنون اليت تتَّخذ من الكلمة أَو ا ر ة أدا ً َّ‬
‫االبتداأل بالتَّهذي املوسيقت علأ االبتداأل با ماس(‪ ،)12‬ينق م املنهج‬
‫فتتم‬
‫لكل مرَّلة خصائصها وأدواهتا‪ُّ ،‬‬
‫ال َّ بوي األفالطوي مرَّلتني أساسيتني‪ِّ ،‬‬
‫ق مني َّأولهما‬ ‫الفن الذي ينشع بدور‬
‫ِّ‬ ‫ال َّ بية ف املرَّلة األو عن طري‬
‫الريا يَّة‪ ،‬وهذان ما عنا ا بقوله‪:‬‬ ‫املنهج املوسيقت‪ ،‬وثا يهما منهج ال َّ بية ِّ‬
‫«ا ماس للج د واملوسيقأ للعقل»‪ ،‬مؤقراً االبتداأل باملوسيقأ‪.‬‬
‫َّأما املرَّلة الثَّانية فقوامها ال َّ بية عن طري العلوم‪ ،‬وهت بدورها أيضاً‬
‫تنق م ق مني أوهلما منهج الريا يات والعلوم الطَّبيعيَّة‪ ،‬وقانيهما منهج‬
‫املنط والفل فة(‪.)15‬‬
‫أن الوظيفة األساسيَّة اليت يريدها أفالطوو ِّ‬
‫للفن هت ال َّ بيَّة‪ ،‬وهذ‬ ‫يبدو َّ‬
‫الفن علأ تليني القلوب وهتذي االنفعاالت‪،‬‬ ‫الوظيفة ال َّ بويَّة ناشًة من قدر ِّ‬
‫ني ا قيقت من القصحل‬ ‫الفن ف العمليَّة ال َّ بويَّة ميَّز بَو ن َ‬
‫و ت يكمل توظيف ِّ‬

‫‪ 14‬و أفالطون‪ :‬الجمهورية و تراة َّنا خبات و ج‪ 4‬و ص ‪.65‬‬


‫‪ 1‬و م‪ .‬س و اته‪.‬‬
‫‪ 12‬و م‪ .‬س و اته‪.‬‬
‫‪ 15‬و م‪ .‬س و الكتابان الثاي والثالث‪.‬‬
‫صفحة | ‪22‬‬
‫أن القصحل الو يَّة‬ ‫وقرر صالح ليهما لتهذي الطُّالب‪ ،‬ل َّ‬ ‫والو ِّت منها‪َّ ،‬‬
‫َّقيقت‪ .‬و رأَ سهولة طبع األطفات علأ ما يراد‬ ‫ه‬ ‫تنطوي ااالً علأ مغزَ‬
‫طبعهم عليهم التِّصافهم با داقة واللني‪ ،‬فقد آقر تنقيى القصحل واألساطري‬
‫الشوائ اليت تف د الطُّالَّب وتزر ف قلو م آراألً تتناىف مع جي‬‫وا‪،‬رافات من َّ‬
‫الرشد‪.‬‬
‫أن يكونوا عليه مَّت بلغوا ُّ‬
‫ف ل يقوت‪َّ « :‬أوت واج علينا هو ال َّ يطر علأ ملفِّقت ا‪،‬رافات‪،‬‬
‫واختيار أالها ونبذ ما سوا ‪ُُ .‬ثَّ نوعز األمهات واملر عات أن يقصصن ما‬
‫اخ نا من تل ا‪،‬رافات علأ األطفات‪ ،‬وأن يكفني ا عقوهلم أ ثر كا يكيفن‬
‫أج ادهم بأيديهن‪ ...‬وجي أن نرف الق م األ رب كا إلأ عليهم من‬
‫ا‪،‬رافات ف هذ األيَّام»(‪ .)16‬ل أنوَّ َها‪ ،‬ما يرَ‪ ،‬تنطوي علأ دالالت‬
‫مشوهة‪ ،‬وجلُّها يتمحور َّوت‬ ‫ومعان مغاير للحقائ والواقع‪ ،‬وتقدَّم بصور َّ‬
‫املصور الذي ال يشبه‬
‫ِّ‬ ‫«متثيل املؤلِّف صفات ا هلة واألبطات متثيالً مشوها‪ ،‬فهو‬
‫صور من األشياأل‪ ،‬فِإنَّهُ أمر أ ثر ِخ َّ ةً وعيباً من أخبار مناتعات‬ ‫رمسه ما َّ‬
‫ني‬
‫ني األبطات وا هلة‪ ،‬وبَو ن َ‬
‫األبطات والضَّغائن املن وبة ليهم‪ ،‬والتحام القتات بَو ن َ‬
‫أقار م و ويهم‪ ،‬و ِّاضا ها مو و ن ج األساطري وتزوي القصحل‪َّ ...‬‬
‫ألن الطِّفل‬
‫ني ا قيقة وا ات‪ ،‬فيطبع ف عقله ما مسعه ف هذا ال ِّ ِّن‪ ،‬ويرسش ف‬ ‫ال إيِّز بَو ن َ‬
‫يتعذر»(‪.)11‬‬
‫نف ه ََّ ََّّت يتع َّ ر نزعه‪ ،‬وغالباً َّ‬

‫‪ 16‬و أفالطون‪ :‬الجمهورية و م‪ .‬س و ج و ص ‪.66‬‬


‫‪ 11‬و م‪ .‬س و ج و ص ‪ 66‬و ‪.64‬‬
‫صفحة | ‪23‬‬
‫وملو و ووا و و ووان التَّمثيو و وول أيض و و واً ي و و ووتطيع ولو و ووو أعمو و ووام ال و و ونَّفذ اإلن و و ووانيَّة‪،‬‬
‫َّ‬
‫تار و و و واً بصو و و ووماته فيهو و و ووا‪ ،‬س و و و ويَّان أ و و و ووان امل و و و ورأل ك و و و وثِّالً أم َّ‬
‫متلقي و و و واً‪ ،‬فقو و و وود ََّ َو و و وَر‬
‫الفيل و وووف عل و ووأ الطُّ و والَّب واملمثِّل و ووني متثي و وول و و ِّول األدوار ال و وويت ت و و ج ف ال و ونَّفذ‬
‫آقو وواراً وانطباعو ووات س و ويًِّةً‪ ،‬وف ل و و يقو وووت‪« :‬فو ووال نو ووأ ن ملو وون ص و وَّرَّنا أنَّنو ووا و و ُّ‬
‫وتم‬
‫و و ووم ونرغو و و و ف ص و و ووريورهتم ص و و ووا ني‪ ،‬أن إثِّلو و و ووا وه و و ووم رج و و ووات واَّ و و وود ً م و و وون‬
‫تبجحه و و ووا‬ ‫الرج و و وول أَو ُّ‬ ‫النِّ و و وواأل ص و و ووبيَّة ان و و ووي أو عج و و وووتاً‪ ،‬ف َّ و و ووات مهاترهت و و ووا ِّ‬
‫لو و و وودَ ا هلو و و ووة‪ ...‬وال نو و و ووأ ن هلو و و ووم أن إثِّل و و و ووا مريض و و و واً أَو عاشو و و ووقاً‪ ...‬وال إثِّل و و و ووا‬
‫أسافل النَّاس اابناأل‪.)14(»...‬‬
‫البديل أَو امل تح ن فيما يرَ أفالطوو هو أن «إثِّلوا منذ َّداقتهم ما‬
‫الشريف»(‪ ،)16‬وما‬ ‫الرتين املتديِّن َّ‬ ‫الرجل الشِّجا َّ‬ ‫ينطب علأ مهنتهم‪ ،‬تمثيل َّ‬
‫الصفات ا ميد ‪ ،‬وخيل املواطن‬ ‫ماقل هذ األدوار كا ي ج ا قار ا نة‪ ،‬ويزر ِّ‬
‫صاحل‪.‬‬
‫وي ال َّ‬
‫الصاحل وا ا م ال َّ َّ‬ ‫َّ‬
‫وف مع و و و وور ث و و و ووه ف املوس و و و وويقأ وج و و و وود َّ‬
‫أن األ و و و ووان املوس و و و وويقيَّة عل و و و ووأ‬
‫أن و ووا ‪ ،‬وإكو وون اسو ووتخدام و و ِّول نو ووو لتلبيو ووة وظو ووائف وَّاجيَّو ووات معيَّنو ووة‪ ،‬فمنهو ووا‪،‬‬
‫الش و ووجا وه و وودير ف محل و ووة‬ ‫م و ووا يق و وووت‪« ،‬ال و ووذي إثِّ و وول رنَّ و ووة ص و وووت اان و وودي ُّ‬
‫ث يض و ووع اان و وودي روَّ و ووه ف ِّف و ووه ا‬ ‫َّربيَّ و ووة‪ ،‬وف اقتح و ووام ش و ووديد ا‪،‬ط و وور ََّنيو و و ُ‬
‫ي و ووًذ م و وون الف و وووت‪ ،‬ومنه و ووا ال و ووذي يعل و وون ش و ووعور رج و وول منهمو و و ف ش و ووغل غ و ووري‬
‫وتوس و والً أَو ابتهو وواالً هلل‪،‬‬ ‫عنيو ووف‪ ،‬بو وول هو وواد‪ ،‬ال و ورا فيو ووه‪ ،‬وقو وود يكو ووون قناع و واً ُّ‬

‫‪ 14‬و م‪ .‬س و ج و ص ‪.44‬‬


‫‪ 16‬و م‪ .‬س و ج و ص ‪.41‬‬
‫صفحة | ‪24‬‬
‫أَو تعليم و و واً أَو رش و و وواداً‪ ...‬ف و و ووال يتص و و و َّورف بغطرس و و ووة‪ ،‬ب و و وول يعم و و وول ف و و و ِّول ه و و ووذ‬
‫األَّوات برصانة واعتدات»(‪.)40‬‬
‫وبغ ِّ النِّ ر عن األ ان ال ِّ يًة اليت جي نبذها أ ان ال ُّ كر والتَّخنُّث‬
‫وتعودها علأ عادات قبيحة‬ ‫والك ل ألنوَّ َها تؤقِّر ف النَّفذ تأقرياً سلبيًّا سيًاً‪ِّ ،‬‬
‫فإن للموسيقأ آقاراً‬ ‫غري حممود الك ل وا‪،‬موت وَّ ِّ الشَّهوات واللذائذ‪َّ ،‬‬
‫َّ نةً ثريً ن تفيد منها ف تربية الطالب‪« ،‬فحني ي لِّم اإلن ان نف ه‬
‫للموسيقأ‪ ،‬ويقبل عن طري األ ن أن تفي علأ نف ه سيوت األنغام الشَّجيَّة‬
‫مرفاً هائماً باأل ان‪ ،‬فمهما يكن ف ن ان هذا من النَّزم الشَّديد‬ ‫البديعة‪ِّ ...‬‬
‫َّرا بدت ونه قصماً غري نافع‪ ،‬و ا قابر علأ‬ ‫الق و الفوال فِإنَّهُ يلني ويصري ًّ‬
‫وسر به نف ه‪ ،‬أ اب فعل املوسيقأ ما فيه من‬ ‫ل منذ طفولته من دون فتور‪َّ ،‬‬
‫تاما‪ ،‬في تأصل من أعمام‬ ‫نزم وغض ‪ ،‬وَّلَّلها ليالً ولطَّف أخالقه تلطيفاً ًّ‬
‫نف ه جذور طبع غضوب‪ ،‬وجيعله حمارباً دمثاً»(‪.)41‬‬

‫‪ 40‬و م‪ .‬س و ج و ص ‪.64‬‬


‫‪ 41‬و م‪ .‬س و ج و ص‪.105‬‬
‫صفحة | ‪25‬‬
‫صفحة | ‪26‬‬
‫صفحة | ‪27‬‬
‫صفحة | ‪28‬‬
‫(‪)44‬‬
‫و‬ ‫بل و وول الفيل و وووف اليون و وواي أروو و وواو‬
‫‪ Aristotélēs‬من الشهر وا د وسلطة الفكر ُرََّا ما مل‬
‫يبلغ و ووه فيل و وووف غ و ووري ع و وورب ت و وواريش الفك و وور البش و ووري‪،‬‬
‫فالفالسوفة املدرسويون العوورب جعلووا موون فل وفته معيوواراً‬
‫ي ع مة أفالطووو و ‪ Plato‬الَّويت‬ ‫ِ‬
‫للتفل ف ََّ ََّّت تُونُو نوسيَ ن‬
‫الش ورقيَّة واإلس ووالميَّة م وون فل ووفة‬ ‫ه ووت أق وورب ال و ُّوروح َّ‬
‫األوت‪ .‬وف أوروبوا سويطر‬ ‫أرواو‪ ،‬ولقبه العورب بواملعلم َّ‬
‫الفك وور األرس ووطت س وويطرً ش ووبه مطلق ووة طيل ووة العص ووور‬
‫الوسطأ‪ .‬بل لقود عُ نوِمو َل ا‪،‬وار ُ علوأ الفكور األرسوطت‬
‫معاملة الكافر الذي ش َّ عصوا الودين‪ ،‬ومل تقول عقوبتوه‬
‫عن عقوبة ا‪،‬ائن‪ ،‬و ثري من املفكرين َّكموا باإلعدام‬
‫ملخالفتهم التعاليم األرسطيَّة‪.‬‬
‫ما ان أفالطوو أبرت تالميذ ووقرا و ‪ Socrates‬وأ ثورهم أ يَّوةً وذل‬
‫ان أرواو أبرت تالموذ أفالطووو وأ ثورهم أ يَّوةً‪ ،‬و موا فعول أفالطووو التمتوه‬
‫معلِّ َمووه وووقرا مالتموةً مطلقووة منووذ عرفووه ََّو َّوَّت وفاتووه ووذل فعوول أرووواو التم‬

‫‪ 44‬و أرسطو هو اللفظ الذي در أ ثر ف استخدام العرب للفظ اليوناي السم أرسطوطاليذ‪ ،‬أَو أرسطاطاليذ‪.‬‬
‫وقد استخدم امل اون العرب األوائل األلفاظ الثالقة‪.‬‬
‫صفحة | ‪29‬‬
‫معلمه أفالطون عشرين سنة مالتمة مطلقة بدأت منوذ عرفوه واسوتمرت ََّ َّوَّت وفوا‬
‫املعلم‪ ،‬و ما بلل من اَّ ام أفالطوو ملعلموه أَنَّوهُ مل يتفل وف ال بعود وفوا معلموه‬
‫وذل فعوول أرووواو و ن مل يوورم م وتوَ معلمووه ف اال وواد بووروح املعلِّووم‪ .‬أي‬
‫أن أفالطوو متثَّول فكور‬ ‫َّن أرواو اف م عن أستا عند هذ النُّقطة‪ ،‬ففت َِّ ن ِ‬
‫ني َّ‬
‫معلمه متثُّالً يكاد يكون مطلقاً‪ ،‬د أن أرواو انطل ف فل فته من نقود معلموه‬
‫ودَّ و أفكووار أَو بعضووها ََّو َّوَّت سووًل عوون ل و فقووات‪« :‬أَّ و ُّ معلمووت ولكو ِّوأ‬
‫أَّ و و َّ ا و و َّ أ ث و وور»‪ ،‬وس و وطَّر ف تو وواب األخ و ووالم قو ووائالً‪« :‬أفالطو وووو ص و وودي‬
‫لكن ا َّ أصدم»‪.‬‬
‫َّ‬ ‫والحق ُُ صدي‬
‫سريته آثاره‬
‫ولد أروواو و ‪ Aristotélēs‬عوام ‪ 42‬م‪.‬م ف مدينوة سوتاجرا أَو أسواجريا‪،‬‬
‫وهت من أيونية الواقعة علأ ر جية‪ .‬اسوتو املقودونيون علوأ املدينوة وعواقوا فيهوا‬
‫خراب واً فانتقوول الطبي و يقوموواخوس‪ ،‬والوود أرووواو‪ ،‬ليعموول طبيب واً ف بووالط املل و‬
‫ورََّا من هنا جاأل االرتبواط‬ ‫املقدوي أمينتاس الثا ي والد فيليب والد اإلوكندر‪ُ ،‬‬
‫الوقي و ألرو وواو ب ووالبالط املق وودوي ص ووار فيم ووا بع وود معلم واً ومربيًّووا لإلو ووكندر‬
‫ع يم قاد اليونان‪ ،‬لينجى هنا فيما أخف فيه معلمه‪.‬‬
‫عنوودما بلوول أرووواو الثَّامنووة عشوور التح و بأ ادإيووة أفالطوووو وتتلمووذ عليووه‬
‫أسووس ف آسويا الصوغرَ‬ ‫عشرين عاماً انتهوي بوفوا أفالطووو‪ .‬ف وافر بعودها‬
‫ل و ووبوس‪ ،‬ومنهو ووا اسو ووتدعا املل و و فيليو ووب‬ ‫وزو هنو وواج وسو ووافر بعو وود َّو ووني‬
‫فتو و َّ‬
‫المقوودو ي عووام ‪ 2‬م‪.‬م ليعهوود ليووه ب بيووة ابنووه اإلوووكندر الووذي ووان لووه موون‬
‫العمر َّينها قالقة عشر عاماً‪.‬‬
‫صفحة | ‪31‬‬
‫ار ل أرواو أقينا قبل أن ينطلو اإلوكندر المقودو ي ف رَّلتوه موع‬
‫أسوذ مدرسووته‬ ‫الغووزو أَو الفووتى ف آسوويا‪ ،‬ومووا وواد ي ووتقر ف أقينووا ََّو َّوَّت فو قليلوةً َّ‬
‫ألن أرو وواو ل وون يلق ووت دروس ووه وه ووو إش ووت بَ و ن َ‬
‫وني‬ ‫ال وويت ُمسِّيَ وي باملدرس ووة املش ووائيَّة َّ‬
‫طالبووه‪ ،‬وعرفووي هووذ املدرسووة أيض واً باسووم اللي وويه أَو اللوقيووون ألنوَّ َهووا أس ووي ف‬
‫ملع ريا هت مل اسم لوقيون‪.‬‬
‫ت وووف اإلو ووكندر ع ووام ‪ 4‬م‪.‬م فث ووار األقني ووون عل ووأ املق وودونيني‪ ،‬واتَّو َه و و ُم‬
‫هنووه مووا َّو َّول بأسووتا أسووتا وخشووت أن‬ ‫الثَّوائرون أرووواو باإل وواد فتووداعأ‬
‫يكووون ووحيَّة جديوود للدِّإقراطيَّووة بعوود وووقرا ففو َّور مدينووة خلقوويذ ف جزيوور‬
‫لكنَّهُ مل يطل مكثه فيها أ ثر من سونة موات عوام ‪ 44‬م‪.‬م‪ ،‬تار واً حنوو‬ ‫أوبا‪ ،‬و ِ‬
‫وائل وفصوووت صووغري ( ‪ .)4‬ق َّ وومها عبوود الوورحمن‬ ‫وني ت و ورسو َ‬
‫أربعمًووة أقوور مووا بَو ن َ‬
‫وودو ف موس وووعة الفل ووفة مخ ووة أق ووام ه ووت‪ :‬الكتو و املنطقيَّ ووة‪ ،‬الكتو و‬
‫الطبيعيَّة‪ ،‬الكت امليتافيزيقيَّة‪ ،‬الكت األخالقيَّة‪ ،‬الكت الشِّعريَّة(‪.)42‬‬
‫يف وظائف الفن عند أرسطو‬
‫الشهري اليت‬ ‫أ ثر ما يشتهر عن موقف أرواو من وظيفة ِّ‬
‫الفن هو العبار َّ‬
‫الشعر عن دور الدراما ف تطهري األهواأل وتصفية‬
‫أطلقها ف تابه فن ِّ‬

‫‪ 4‬و موون أبوورت هووذ الكت و ‪ :‬األخووالم الكووربَ‪ ،‬األخووالم أو إوووس‪ ،‬األخووالم نيقوموواخوس‪ ،‬ا‪،‬طابووة‪،‬‬
‫التحل وويالت األو ‪ ،‬التحل وويالت الثاني ووة‪ ،‬ا يو ووان‪ ،‬دس ووتور األقني ووني‪ ،‬ال ووما الطبيع ووت‪ ،‬ال ياس ووة‪ ،‬الطبيع ووة‪،‬‬
‫العبووار ‪ ،‬فوون الشووعر‪ ،‬ف ال ووماأل‪ ،‬ف الكووون والف وواد‪ ،‬ف الوونفذ‪ ،‬مووا بعوود الطبيعووة‪ ،‬املغالطووات ال ف ووطائية‪،‬‬
‫املقوالت‪ ،‬املوا ع اادلية‪.‬‬
‫‪ 42‬و عبد الرمحن بدوي‪ :‬موووعة الفلسفة و ‪ 1‬و ص‪ 66‬و ‪.100‬‬
‫صفحة | ‪31‬‬
‫وخاصة وظيفة املوسيقأ‬ ‫الفن‪،‬‬ ‫ف ِوقنو َفةً َّ‬
‫مطولةً عند وظيفة ِّ‬ ‫ِ‬
‫َّ‬ ‫االنفعاالت‪ ،‬ولكنَّهُ َوقَ َ‬
‫ف تابه ف ال ِّ ياسة‪ ،‬أفرد أ ثر من فصل هلذا الغر ‪.‬‬
‫عامةً بأنَّهُ بعد‬
‫خاصةً والفن َّ‬
‫مهد الفيل وف للحديث ف وظيفة املوسيقأ َّ‬ ‫َّ‬
‫الفن اليت اني نزلة التَّأسيذ‪ ،‬واليت ال بُ َّد‬
‫أن استعر املشكالت النَّ ريَّة هلذا ِّ‬
‫املو و األ ثر أ يَّة وهو وظيفة هذا الفن فقات‪« :‬لقد عر نا‬ ‫منها للولو‬
‫بع املشكالت النَّ ريَّة بشأن املوسيقأ ف مقالنا ال َّ اب ‪ ،‬فيجمل بنا ا ن أن‬
‫للدراسات اليت ُرََّا‬
‫نعود ليها وننعم النَّ ر فيها‪ ،‬ت يكون درسنا شبه افتتاح ِّ‬
‫أن ا ديث ف هذا‬ ‫َّ‬ ‫تكت عن املوسيقأ»(‪ .)45‬و ِ‬
‫لكنَّهُ ينتبه علأ الفور‬
‫املو و ليذ أمراً سهالً أبداً‪ ،‬و َّفَا له تشعباته الكثري ‪ ،‬ومداخالته األ ثر‪« ،‬‬
‫ليذ من ال َّ هل ديد اختصاصها‪ ،‬وال تعريف ال َّ ب الذي جي ألجله‬
‫صيلها»(‪.)46‬‬
‫َّ ا‬
‫أول‪ :‬تهذيب األخالق‬
‫يت األت أرواو ف معر متهيد هلذ الوظيفة من وظائف ِّ‬
‫الفن‪ ،‬فيقوت‪:‬‬
‫الشتأل علأ الفضيلة؟»(‪.)41‬‬
‫َّ‬ ‫أن املوسيقأ مل بع‬ ‫يعد املرأل َّ‬
‫«هل جي أن َّ‬
‫الفن إكن أن يقوم بتهذي‬
‫أن َّ‬‫يقرر َّ‬
‫ال يبدو هنا وا حاً ن ان أرواو ِّ‬
‫مهما لت ويل هذا َّ‬
‫الدور‬ ‫األخالم وا مل علأ الفضيلة‪ .‬و ِ‬
‫لكنَّهُ وجد مدخالً ًّ‬

‫‪ 45‬و أرسووطو‪ :‬فووي السياووة و تراووة األب أوغ ووطني بربووار البول ووت و اللجنووة اللبنانيووة ل اووة الروائووع و بووريوت و‬
‫‪1640‬م و ص‪.2 0‬‬
‫‪ 46‬و م‪ .‬س و اته‪.‬‬
‫‪ 41‬و م‪ .‬س و اته‪.‬‬
‫صفحة | ‪32‬‬
‫ِ‬
‫الريا ة ف تقومي أََود اا م وبنائه بناألً‬ ‫وتف ري ‪ ،‬مشبِّهاً فعل املوسيقأ بفعل ِّ‬
‫أن ت تطيع املوسيقأ «تكييف األخالم بصفة من‬ ‫سليماً‪ ،‬فريَ أَنَّهُ من املمكن َّ‬
‫َّمكن من االنصراف ال ُّ رور انصرافاً قوإاً ما تؤقِّر‬ ‫تعود علأ الت ُّ‬ ‫ِّ‬ ‫الصفات‬‫ِّ‬
‫الصفات؟»(‪.)44‬‬
‫ِّ‬ ‫الريا ة ف اا م وتكيِّفه ببع‬ ‫ِّ‬
‫أن الفيل وف ال يناقش هذ الفكر هنا ا يكفت‪ ،‬و ِ‬
‫لكنَّهُ يعود‬ ‫صحيى َّ‬
‫أن املوسيقأ ت تطيع أن تلع دوراً ف هتذي األخالم‪،‬‬ ‫ليقرر َّ‬ ‫ليها بعد قليل ِّ‬
‫أن قدر املوسيقأ علأ ني األخالم تلقأ‬ ‫يقرر ف الوقي اته « َّ‬ ‫وِ‬
‫لكنَّهُ ِّ‬
‫املصاع »(‪ .)46‬وهذ املصاع اليت اس عي انتبا الفيل وف و ُّف ه نااة‬
‫ني دور املوسيقأ ف هتذي أخالم من يتعلُّمها ومن يتلقاها‬ ‫عن رور الفصل بَو ن َ‬
‫ولذل يت األت‪« :‬ملَ يفر عليهم تعلُّم مباد‪ ،‬املوسيقأ‪ ،‬وال يكتفون ب ما‬
‫ويتمكنوا من بداأل رأي صائ ؟» »(‪.) 0‬‬ ‫َّ‬ ‫ا خرين ت ي ُّروا‬
‫أن من ي تمتع ب ما املوسيقأ قادر علأ ا كم‬ ‫َّجة أرواو ف ل َّ‬ ‫َّ‬
‫عليها من دون أن يتعلَّمها‪ ،‬بغ ِّ النَّ ر عما ا انوا مصيبني أم خمطًني نوَّ ُهم‬
‫ألن هؤالأل ما‬‫صى منها وما ف د‪َّ .‬‬‫يقررون أنوَّ ُهم قادرون علأ ا كم علأ ما َّ‬‫ِّ‬
‫يقوت‪« :‬مع امتناعهم عن تعلُّم املوسيقأ ي تطيعون أن يبدوا علأ تعمهم رأياً‬
‫صائباً فيما طاب أَو ف د من أ ا ا»(‪.) 1‬‬

‫‪ 44‬و م‪ .‬س و اته‪.‬‬


‫‪ 46‬و م‪ .‬س و ص‪.2 1‬‬
‫‪ 0‬و م‪ .‬س و اته‪.‬‬
‫‪ 1‬و م‪ .‬س و اته‪.‬‬
‫صفحة | ‪33‬‬
‫أن املشكلة اليت يعاي منها الفيل وف اليونايُّ هنا ويريد يصاهلا لنا‬ ‫يبدو َّ‬
‫هت مشكلة تعليم املوسيقأ من أجل تأديتها وظائفها‪ ،‬وليذ قدرهتا علأ القيام‬
‫مقرر حم وم‪ ،‬ولذل‬ ‫ذ الوظائف‪ .‬فقيام املوسيقأ بوظائفها فيما يبدو أمر َّ‬
‫يعود هنا مشكلة قيام الوظيفة بدورها ف عمليَّة اللهو وال َّ ويى عن النَّفذ‪،‬‬
‫اته إكن أن يثار هناج أيضاً فلما ا يتعلَّ ُم املرأل‬ ‫أن هذا االع ا‬‫فريَ َّ‬
‫املوسيقأ ت يروح عن نف ه ويلهو وهو قادر علأ ل من دون تعلمها‪،‬‬
‫ولذل يقوت‪« :‬وقد يؤتأ باالع ا نف ه ن َو َج َ استخدام املوسيقأ للتَّمتُّع‬
‫الشريفة يضطرهم تعلُّمها‪ ،‬و وت‬ ‫بدعة العيش واالنصراف املالهت َّ‬
‫دون استمتاعهم ا عندما ي تخدمها ا خرون»(‪.) 4‬‬
‫ا‬
‫ثانيا‪ :‬تطهري األهواء‬
‫الشهري جدًّا‬ ‫أ ثر ما اشتهر عن موقف أرواو من وظيفة ِّ‬
‫الفن هو قوله َّ‬
‫الشعر عن دور الدراما ف تطهري األهواأل أو تصفية‬ ‫الذي أطلقه ف تابه فن ِّ‬
‫االنفعاالت‪ .‬وا ديث ف هذ الوظيفة من باب االصطالح امل تخدم هلا أمر‬
‫ُرََّا يطوت بنا‪ ،‬ولكن ال بُ َّد من وقفة علأ ِّ‬
‫أي َّات‪.‬‬
‫اللفظ ف األصل اليونايِّ هو ‪ ،Catharsis‬وقد عُِّرب هذا االصطالح‬
‫بالعديد من االصطالَّات أَو املفردات املقابلة‪ ،‬عندما ترجم أ و شر متى‬
‫الشعر َعَّرب هذ الكلمة بالتَّن يف‪ ،‬ولكن مل تب هذ املفرد وَّدها‬ ‫فن ِّ‬‫تاب ِّ‬
‫ب ا‪ :‬التَّطهري‪ ،‬التَّصفية‪،‬‬
‫مقابل االصطالح اليوناي فكان من املفردات اليت عُِّر َ‬
‫ورََّا غريها‪.‬‬
‫التَّنقية‪ ،‬التَّن يف ُ‬

‫‪ 4‬و م‪ .‬س و اته‪.‬‬


‫صفحة | ‪34‬‬
‫‪Catharsis‬‬ ‫ا قيقو و ووة أَنوَّ و ووهُ ال مشو و ووكلة ف هو و ووذا التَّنو و و ُّوو فالكلمو و ووة اليونانيو و ووة‬
‫ف أصو وولها م و وون لم و ووات الطِّ و و واص و ووطالَّاته وتع و ووأ التَّطه و ووري ع و ووىن التَّعق و وويم‪،‬‬
‫الش ووائع للتَّطه ووري‪ ،‬وم ووا م ووا أق ووار َّفي ووة بعو و امل ا ووني ه ووا ه ووذ‬ ‫وه ووو املع ووىن َّ‬
‫الكلم و و ووة‪ ،‬وك و و ووا أق و و ووار َّفي و و ووة غ و و ووريهم فيه و و ووا أنوَّ َه و و ووا م و و وول الطُّهرانيَّ و و ووة ب و و وواملعىن‬
‫أن ه ووذا أص وولها فق وود لقي ووي اَّتجاج و واً م وون‬ ‫الص وووف‪ ،‬ول ووذل عل ووأ ال و َّور نغ ِم م وون َّ‬ ‫ُّ‬
‫الف و و وريقني‪ .‬وال ب و ووأس مو و وون اس و ووتخدامها بو و وواللفظ اهتو و ووا الو و ووذي أق و و وار املش و ووكالت‬
‫وني املف ووردات األخ وورَ و ن ان ووي لُّه ووا م ادف ووات متقارب و وةُ‬ ‫ألَنَّووهُ األص وولى م وون بَو و ن َ‬
‫الشو و وورور املوجو و ووود فيهو و ووا‬ ‫الداللو و ووة‪ ،‬فو و ووالتَّطهري يعو و ووأ تن يو و ووف االنفعو و وواالت مو و وون ُّ‬ ‫َّ‬
‫الصوف‪ ،‬وتكون معقمة باملعىن الطِّ ِّيب‪.‬‬ ‫فتكون طاهرً باملعىن ُّ‬
‫و و و َّودث أروو و وواو عو و وون التَّطهو و ووري ف أ ثو و وور م و و ون تو و وواب‪ ،‬وف أ ثو و وور مو و وون‬
‫مو و ووع‪ُ ،‬رَّ وَ ووا يكو ووون املشو ووتهر منهو ووا مو ووا جو وواأل ف تابو ووه فو و ُّون ِّ‬
‫الش و وعر‪ ،‬ففو ووت هو ووذا‬
‫الكتو وواب عو وور للتَّطهو ووري ف الفصو وولني ال َّ و وادس وا و ووادي عشو وور‪ ،‬ولكو وون علو ووأ‬
‫الرابو ووع‬
‫توسو ووع ف ل و و ف تابو ووه ف ال ِّ ياسو ووة ف الفصو وووت َّ‬ ‫حنو ووو س و وريع‪ .‬و ِ‬
‫لكنَّو ووهُ َّ‬
‫وني ه و و ووذ الفص و و وووت‪،‬‬
‫وا‪ ،‬و و ووامذ وال َّ و و ووادس وال َّ و و ووابع عل و و ووأ حن و و ووو متف و و وواوت بَو و و و ن َ‬
‫و ذل فعل ف تابه ف البالغة‪.‬‬
‫للفن‪ ،‬وهت من أ ثر‬‫تطهري االنفعاالت عند أرواو وظيفة أساسيَّة ِّ‬
‫الفن أ يَّةً ن مل تكن أ َّها علأ اإلطالم‪ .‬وهت ف َّقيقة األمر وظيفة‬
‫وظائف ِّ‬
‫االيَّة نف يَّة أخالقيَّة اجتماعيَّة تربويَّة‪ ،‬بل هت أيضاً وظيفة عالجيَّة‪ .‬ل َّ‬
‫أن‬
‫وخاصة امل رح يتغلغل ف أعمام النُّفوس في ري فيها لي ح منها‬ ‫َّ‬ ‫الفن‬
‫َّ‬

‫صفحة | ‪35‬‬
‫مام‬ ‫الشرير ‪ ...‬أي نوَّ َها بذل‬
‫الدوافع ِّ‬‫الشرير ‪ ،‬واألفكار ا‪،‬اطًة‪ ،‬و َّ‬ ‫االنفعاالت ِّ‬
‫يعيد النَّفذ توات ا أَو أَنَّهُ بينيها بناأل متواتناً‪.‬‬
‫ت صداها الكبري ف تاريش الفكر ااما ِّ ََّ ََّّت نكاد ال‬ ‫هذ الوظيفة َو َج َد ن‬
‫يقدمها مثلما‬
‫الفن مل يقف عندها وي تلهمها ويطورها أَو ِّ‬ ‫د متحدِّقاً ف وظيفة ِّ‬
‫هت عند أرواو‪.‬‬
‫ا‬
‫ثالثا‪ :‬اللهو والرتويح‬
‫َّها ف َّقيقة األمر َّأوت‬ ‫ِ‬
‫وظيفة ال َّ فيه واللهو هت قالثة الوظائف هنا ولكنو َ‬
‫وظيفة اس عي انتبا الفيل وف ُرََّا ألنوَّ َها أ ثر الوظائف شيوعاً‪ .‬ويبدأ ا ديث‬
‫)‬ ‫(‬
‫من‬ ‫ي فهل إكن أن يكون «اللهو وترويى النَّفذ»‬ ‫فيها بت اؤت استنكار ه‬
‫وظائف املوسيقأ َّقًّا؟‬
‫أن «امل و ورأل يعم وود ليه ووا ألجله ووا م ووا‬ ‫يق و ِّورر أروو وواو َّقيق و وةً ش ووائعةً وه ووت َّ‬
‫هو و و ووو يعمو و و وود ال ُّ و و و وبات(‪ ) 2‬ونشو و و ووو ا‪،‬مو و و وور؟» (‪ .) 5‬ويتو و و ووابع الفيل و و و وووف‬
‫عل و ووأ الفو و ووور ش و ووارَّاً ال َّ و و وب ال و ووذي يو و وودفع امل و و ورأل طل و و و املوس و وويقأ وهو و ووذا‬
‫االس و و و و خاأل امل و و وواتع والنَّش و و ووو ال و و وويت تش و و ووبه نش و و ووو ا‪،‬م و و وور النَّاا و و ووة ع و و وون ِّ‬
‫تلق و و و وت‬
‫أن الل ووذ ا اص وولة م وون التَّواصو وول مو ووع املوسو وويقية‪ ،‬م وون تلقيه ووا‪،‬‬ ‫املوس وويقأ‪ ،‬ف ووريَ َّ‬
‫هو و وت ال َّ و و وب أَو العِلَّو و وة ا قيقيَّو و وة ول و وويذ م و ووا يب و وودو م و وون خ و ووري ماق و وول وراأله و ووا أَو‬

‫و م‪ .‬س و اته‪.‬‬
‫‪ 2‬و ال بات عىن االس خاأل للمتعة والنشو وليذ ال بات عىن ال كون وعدم ا ر ة‪.‬‬
‫‪ 5‬و أرسطو‪ :‬في السياوة و ص‪.2 0‬‬
‫صفحة | ‪36‬‬
‫فيه ووا‪َّ « ،‬‬
‫ألن ه ووذ األم ووور ف َّ و ِّود اهت ووا لي ووي ألج وول م ووا ه ووو خ ووري‪ ،‬ب وول ه ووت‬
‫تلذ »(‪.) 6‬‬ ‫أمور م َّ‬
‫ا‬
‫رابعا‪ :‬تبديد اهلم‬
‫اهلم مرتبطة بالوظيفة ال َّ ابقة‬ ‫الرابعة اليت ي ِّميها أرواو تبديد ِّ‬ ‫الوظيفة َّ‬
‫ارتباطاً وقيقاً‪ ،‬بل َّن أرواو اته مل يفصل هاتني الوظيفتني عن بعضهما بعضاً‪،‬‬
‫و َّفَا جعلها وظيفةً واَّد ً‪ ،‬فهو يتابع الوظيفة األو قائالً‪ :‬واملوسيقأ «ف‬
‫الوقي اته‪ ،‬ما يقوت إﭬرﭘيذس‪ ،‬تبدِّد اهلم»(‪.) 1‬‬
‫اهلم ثرياً عن اللهو واملتعة‪ ،‬ففت اللهو واملتعة يقوم املرأل‬
‫تبديد ِّ‬
‫ال يف م ُ‬
‫عامة‬
‫بتبديد ِّه‪ ،‬ولكن ما ا لو مل يكن مهموماً‪ :‬أال تقوم املوسيقأ أَو الفن َّ‬
‫ني ا الني واج َو َج َ‬ ‫بتلبية َّاجة اللهو وال َّ ويى عن النَّفذ؟! َّ‬
‫ألن الفصل بوَ ن َ‬
‫ني الوظيفتني‪.‬‬
‫أن نفصل بَو ن َ‬
‫يتابع أرواو ف هذ الوظيفة‪ ،‬رابطاً يَّاها بالوظيفة ال َّ ابقة‪ ،‬قائالً‪:‬‬
‫لها‪ :‬أي ال ُّ بات‬ ‫«ولذل يقحمون املوسيقأ بينها‪ ،‬وي تخدمون هذ األمور َّ‬
‫الرقحل»(‪.) 4‬‬ ‫ونشو ا‪،‬مر واملوسيقأ علأ حنو واَّد‪ ،‬وهم يضيفون ليها َّ‬
‫الرقحل النَّشو النَّااة عن اس خاأل املتعة وا‪،‬مر‬ ‫َّن افة املوسيقأ و َّ‬
‫تحدث عن وظيفة املوسيقأ ال يريد املوسيقأ وَّدها و َّفَا‬‫أن أرواو ي َّ‬ ‫يعأ َّ‬
‫وخاصة َّ‬
‫أن‬ ‫َّ‬ ‫الفن‪،‬‬
‫عامةً‪ ،‬أَو علأ األقل ال إانع ف تعميم ا كم علأ ِّ‬ ‫الفن َّ‬
‫يريد َّ‬

‫‪ 6‬و م‪ .‬س و اته‪.‬‬


‫‪ 1‬و م‪ .‬س و اته‪.‬‬
‫‪ 4‬و م‪ .‬س و اته‪.‬‬
‫صفحة | ‪37‬‬
‫يؤدي ليها امل رح أيضاً بصيغة أخرَ هت تطهري‬ ‫هذ الوظيفة اهتا هت الَّيت ِّ‬
‫األهواأل وتصفية االنفعاالت‪.‬‬
‫ا‬
‫خامسا‪ :‬التسلية‬
‫الرابعة بالتَّ اؤت أيضاً فيقوت‪:‬‬
‫يبدأ العاد ا ديث ف مناقشة الوظيفة َّ‬
‫تفعالً؟»(‪.) 6‬‬
‫«أم هل تفيد ف التَّ ليات فتزيدها ُّ‬
‫ََّ ََّّت جيي أرواو عن هذا ال ُّ ؤات يناقشه من جوانبه املختلفة‪ ،‬فريَ أنَّهُ‬
‫أن اللهو‬‫ن ان هتذي األخالم من وظائف الفن فِإنَّهُ «ال خيفأ علأ أَّد َّ‬
‫ألن تعلُّم املوسيقأ‬ ‫ليذ الغاية اليت يفر هتذي األخالم ألجلها»(‪َّ .)20‬‬
‫رب من روب التَّعلم‪ ،‬طل للعلم‪ ،‬ومَّت ان طل العلم أَو التَّعلُّم هلواً‬
‫ولعباً؟ َّن انكباب األطفات علأ العلم ن «ليذ لعباً‪ ،‬العناأل والكد يالتمان‬
‫التَّعلُّم»(‪.)21‬‬
‫أن املوسيقأ تقوم‬ ‫ُُثَّ ال يلبث أن ين ر األمر من تاوية أخرَ فريَ َّ‬
‫بوظيفة التَّ لية لألطفات ألَنَّهُ «ال يلي أن ينصرف األوالد ومن داناهم سنًّا‬
‫ألن الكمات ال يالئم شيًاً من األشياأل‬ ‫التَّمتع بت ليات املتكلِّمني‪َّ ،‬‬
‫عامةً قادر علأ تقدمي التَّ لية‬‫الفن َّ‬ ‫النَّاقصة»(‪ .)24‬ومن َُثَّ َّ‬
‫فإن املوسيقأ و َّ‬
‫جان تعلمهم هلا‪.‬‬ ‫ا‪،‬اصة باألطفات‬
‫َّ‬

‫‪ 6‬و م‪ .‬س و ص‪.2 0‬‬


‫‪ 20‬و م‪ .‬س و ص‪.2 1‬‬
‫‪ 21‬و م‪ .‬س و اته‪.‬‬
‫‪ 24‬و م‪ .‬س و اته‪.‬‬
‫صفحة | ‪38‬‬
‫ا َ ْ َ‬
‫سادسا‪ :‬بين التعلم والتلقي‬
‫أن املشكلة األساسيَّة اليت يناقشها أرواو لي ي قدر ِّ‬
‫الفن أَو‬ ‫يبدو َّ‬
‫املوسيقأ علأ القيام ا يتوقع منها من وظائف‪ ،‬و َّفَا املشكلة امنة ف وجوب‬
‫تعلمها أَو عدم وجوبه من أجل تلبية هذ الوظائف‪ .‬وليذ هذا تغرب علأ‬
‫فيل وف مغرم ف جديَّته‪ََّّ ََّ ،‬ت َّن ناَّيت متثاله رَّ زوا علأ مالمى ااديَّة عند‬
‫أي ملمى آخر من شخصيَّته‪ ،‬ولذل د خيتم مناقشته‬ ‫أ ثر من تر يزهم علأ ِّ‬
‫ااد علأ اللهو‪ ،‬و ديد اهلدف وال َّ عت له بعيداً عن‬ ‫الفن بتفضيله َّ‬ ‫لوظائف ِّ‬
‫أي وقي‪.‬‬ ‫الطُّرم امللتوية َّاهه هدف من دون مواربة ومن دون اعة ِّ‬
‫فيقوت‪« :‬ف وسعنا أن ن تدعت َّدسنا ف ا هلة‪ :‬فزفس نف ه ف عرف الشُّعراأل‬
‫ال يغأ وال يلع بالقيثار ‪ ،‬ال بل نَّنا ن تصغر قَ ند َر املغنِّني والعاتفني‪ ،‬ونعتقد َّ‬
‫أن‬
‫املرأل ال يعمد الغناأل ال َثالً»( ‪ .)2‬فا يا ف ن ر ال تنت ر الثمل وال‬
‫الالهت‪ ،‬و ِ‬
‫لكنَّهُ ال يقف هنا موقفاً َّامساً أيضاً‪ ،‬فريَ َّ‬
‫أن هذ امل ألة ت تح‬
‫مزيداً من البحث‪ ،‬فيقوت‪« :‬ولكن ُرََّا ترت علينا ف امل تقبل النَّ ر ف هذ‬
‫األمر»(‪.)22‬‬
‫َّن ه و ووذ ال و و ُّوروح ااديَّو ووة مل متن و ووع الفيل و وووف م و وون اإلقو و ورار و ووا للف و و ِّون م و وون‬
‫وظو و ووائف‪ ،‬الو و وويت أش و ووار ليهو و ووا‪ ،‬ولو و ووذل هو و وود ينو و وواقش مو و وون قو و وود يع و و و علو و ووأ‬
‫وورور تعل ووم األطف ووات املوس وويقأ والف و ِّون فيق وووت‪« :‬ولك وون لعلَّو وه يتهيَّ ووأ ل ووبع م ووا‬

‫‪ 2‬و م‪ .‬س و اته‪.‬‬


‫‪ 22‬و م‪ .‬س و اته‪.‬‬
‫صفحة | ‪39‬‬
‫أن األوالد جيهو و وودون ف تعلُّو و ووم املوسو و وويقأ صو و ووغاراً ليله و و ووا و و ووا عنو و وودما يتكلمو و ووون‬
‫َّ‬
‫ويضحون باراً»(‪.)25‬‬
‫ال ي ج أرواو هذا التَّ اؤت من دون جابة فهو جيي علأ الفور َّ‬
‫بأن‬
‫ذل ‪ ،‬فلو انوا يتعلَّمو ا صغاراً ليلهو ا باراً ملا انوا‬ ‫األمور ال‬
‫ل ألَنَّهُ من املمكن أن ِّققوا اللهو واملتعة من دون تعلُّم‬ ‫مضطرين‬
‫الفن باالعتماد علأ من تعلَّم واالستما منه‪ ،‬وف ل يقوت‪ « :‬ن‬ ‫املوسيقأ أَو ِّ‬
‫ان األمر ذل ‪ ،‬فما يضطرهم تعلمها‪[ ،‬وهم] ينعمون بلذاهتا‪ ،‬ويصيبون‬
‫َّن الذين يدمنون عمالً أَو فنًّا ُّ‬
‫يبزون فيه‬ ‫َّ َّهم منها [بتعلم غريهم هلا]؟‬
‫رور من مل يقفوا له من الوقي الَّ ما يتطلَّبه تعلُّمه»(‪ .)26‬ويدَّ هذا‬
‫ذ الطَّريقة لوج علينا تعليم األطفات أشياأل‬ ‫الزعم بأنَّهُ لو ان األمر‬
‫َّ‬
‫أخرَ ثري ‪ « ،‬ا ما وج عليهم بذت ااهد ف أمور هذ ‪ُ ،‬رََّا فر عليهم‬
‫أن ل م تهجن»(‪.)21‬‬ ‫أيضاً أن يعنوا بطهت املآ ل‪ ،‬غري َّ‬

‫‪ 25‬و م‪ .‬س و اته‪.‬‬


‫‪ 26‬و م‪ .‬س و اته‪.‬‬
‫‪ 21‬و م‪ .‬س و اته‪.‬‬
‫صفحة | ‪41‬‬
‫صفحة | ‪41‬‬
‫صفحة | ‪42‬‬
‫يهدف‬
‫ُ‬ ‫مل يكن صاَّ املقدِّمة‬
‫الصنائع‪...‬‬
‫حم َّصاأل العلوم واملعارف و َّ‬
‫وال تبيان جوانبها ومو وعاهتا ومناهجها‬
‫وأبعادها وآقارها وَّ ‪ ،‬و َّفا ان يصبو‬
‫رؤية مشوليَّة لتاريش البشريَّة بصيغتيه الكليَّة‬
‫عاما شامالً‪،‬‬‫واازئيَّة‪ ،‬أي بوصفه تارخياً ًّ‬
‫جزئيات‬ ‫وبوصف هذا التَّاريش منحالًّ‬
‫لكل‬
‫تند عن ا صر‪ ،‬واألقر الفاعل ِّ‬ ‫تكاد ُّ‬
‫ئت ف هذا التَّاريش من جهة أو ‪،‬‬ ‫جز ه‬
‫ني هذ اازئيات‬ ‫والعالقات القائمة بَو ن َ‬
‫من جهة قانية‪.‬‬
‫ني ا ن خلدوو و ِّاهاهه الواقعت الذي التزمه ف‬ ‫علأ َّ‬
‫أن ل مل َُ نل بَو ن َ‬
‫رؤية خمتلف مو وعاته ومعااتها‪ ،‬هذا االها الذي َّدا به‪ ،‬جان أصالته‪،‬‬
‫عدم االقتنا ِ «بالفل فة املدرسيَّة ما وصلي علمه و ما قات د ور و‬
‫املقرر ‪ ،‬فقد ان يزعم الفالسفة‬
‫الصور الكليَّة َّ‬
‫و ان رأيه ف العامل ال يتطاب مع ُّ‬

‫صفحة | ‪43‬‬
‫أوسع من أن‬ ‫أ َّ م يعرفون َّل شتأل‪َّ ،‬أما ا ن خلدوو فكان يرَ َّ‬
‫أن العامل َ‬
‫تطيع عقلنا اإلَّاطة به‪( ،‬وخيل اهلل ما ال تعلمون)»(‪.)24‬‬
‫ي َ‬
‫سرية وتاريخ‬
‫ا ن خلدوو واَّد من أملع العبقريات َعنبوَر التَّاريش‪ ،‬وهو االسم الذي‬
‫اشتُ ِهَر به عبد الرحمن ن محمد ن محمد ن خلدوو‪ ،‬امللق بو ِّ الدِّين‬
‫أصالً أسر‬ ‫بعد توليه القضاأل‪ ،‬املكىن أ ي زيد اسم ولد األ رب‪ .‬املنت‬
‫بالكندي أيضاً‪ ،‬ما عُِّرف با ضرمت‬‫ِّ‬ ‫عربيَّة إنيَّة من ملوج ند ‪ ،‬فعرف لذل‬
‫ن بةً َّضرموت منبي أجداد ‪ ،‬وعرف باملالكت لتوليه القضاأل عل املذه‬
‫املالكت‪ ،‬وباملغريب لقدومه من املغرب القاهر ‪.‬‬
‫غر رمضان سنة ‪1 4‬هو‪1 4 /‬م‪ ،‬وتوف ودفن ف القاهر‬ ‫ولد بتونذ ف َّ‬
‫سنة ‪404‬هو‪1206 /‬م‪ ،‬فعاع بذل تهاأل سي وسبعني سنةً قضاها متنقالً ما‬
‫ني تونذ والق نطنية وجباية وتلم ان وغرناطة وفاس ومرا ش والقاهر‬ ‫بَو ن َ‬
‫ني املناص ال ِّ ياسيَّة من جهة‬ ‫ودمش ‪ ...‬ف طل العامل واملعرفة من جهة‪ ،‬وبَو ن َ‬
‫قانية‪.‬‬
‫ني هذين العامني‪ ،‬عام الوالد وعام الوفا ‪ ،‬اني َّيا فيل وفنا‬ ‫وفيما بَو ن َ‬
‫املهمة ف آن معاً‪ِ ،‬‬
‫والسيَّما علأ صعيد‬ ‫الَّيت َّفلي باملغامرات وا وادث الكثري و َّ‬
‫اصة‪ .‬ولَ َع َّل هذا هو ما دعا الفيل وف أن خيتم تارخيه الكبري بتارخيه‬ ‫َّياته ا‪َّ ،‬‬
‫الصغري‪ ،‬أي تاريش َّياته الذي َمسَّا ‪ :‬التعريف ا ن خلدوو ورحلته غر اً‬
‫َّ‬

‫‪ 24‬و ‪.‬د‪ .‬بوور‪ :‬تاريخ الفلسفة في اإلوالم و تراوة حممود عبود اهلوادي أبوو ريود و انوة التوأليف وال اوة والنشور و‬
‫القاهر و ‪16 4‬م و ص‪.410‬‬
‫صفحة | ‪44‬‬
‫ثرياً من ااهود علأ الباَّثني الذين يتناولون فكر‬ ‫وشرقاً(‪ .)26‬في َّ َر بذل‬
‫وَّياته‪.‬‬
‫مل يصو و وولنا مو و وون ت و و و ا و و وون خلو و وودوو ال قالقو و ووة ت و و و ‪ ،‬بينهو و ووا الثُّالقيَّو و ووة‬
‫الش و ووهري بفض و وول مق و وودِّمتها الَّ و وويت ارت و ووبً ره و ووا ب و ووذ ر مؤلفه و ووا‪ ،‬م و ووا‬ ‫الكب و ووري و َّ‬
‫ارت و ووبً و وور مؤلفه و ووا ب و ووذ رها‪ ،‬وق و وود طبع و ووي ه و ووذ الكتو و و الثالق و ووة أ ث و وور م و وون‬
‫وخاص ووة املقدم ووة الَّ وويت طبع ووي مو وراراً وب ووأ ثر م وون‬ ‫َّ‬ ‫طبع ووة‪ ،‬وف أ ث وور م وون مك ووان‪،‬‬
‫لغة أيضاً‪ ،‬وهذ الكت هت‪:‬‬
‫‪ 1‬و الثالثية‪ :‬وتضم‪:‬‬
‫أ و المقدمة(‪ ،)50‬والتاريخ‪ ،‬والتعريف امل مأ التعريف‬
‫ا ن خلدوو ورَّلته غرباً وشرقاً‪.‬‬
‫‪ 4‬و لباب المحصل‪ :‬وهو ملخحل (حمصل) اإلمام فخر الدين الراز ‪.‬‬
‫و شفاء السائل لتهذيب المسائل‪.‬‬
‫ُخَرَ مل يصل منها شتأل لينا منها‪ :‬شر َح الربد ‪ ،‬وهو شرح‬
‫وهناج ت أ ن‬
‫تآليف ا ن عر ي‪.‬‬ ‫ا ن رشد‪ .‬وتلخيحل بع‬ ‫بديع‪ .‬وتلخيحل ثري من ت‬
‫و تاب ف ا اب‪.‬‬

‫‪ 26‬و طبوع هوذا الكتواب أ ثور مون م َّور مالتمواً لتواريش ابون خلودون علوأ أَنَّوهُ جوزأل منوه وخامتوة لوه‪ ،‬مثول طبعوة بوريوت‬
‫وخاصوة بعود أن‬
‫َّ‬ ‫عام ‪164‬م ف سوبعة أجوزاأل عون دار ا لكتواب اللبنواي‪ .‬وطبوع م وتقالً‪ ،‬قبول هوذ الطبعوة‪،‬‬
‫وجودت منووه ن ووش مزيوود ومنقحووة بقلووم املؤلووف اتووه بعود انتقالووه مصوور‪ ،‬ومنهووا الطبعووة الوويت أشوورف عليهووا‬
‫حممد بن تاويي الطنجت بالعنوان اته‪ ،‬وأصدرها عام ‪1651‬م عن انة التَّأليف وال اة بالقاهر ‪.‬‬
‫‪ 50‬و طبووع هووذا الكتوواب مًووات الطبعووات ونشوور عشورات الناشورين‪ ،‬وتوورجم مع ووم لغووات العووامل‪ ،‬منووذ مًووات‬
‫ال نني‪ ،‬وقد اعتمدنا هنا علأ الطبعة اليت أصدرهتا مكتبة ال عاد صر‪.‬‬
‫صفحة | ‪45‬‬
‫و وواد ا و وون خل و وودوو ف بداي و ووة َّديث و ووه ع و وون الف و وون يك و وواد يتَّج و ووه ف نف و ووع‬
‫الف و ِّون ص وووب الفائ وود واملنفعو ووة بو وواملعىن ال ووذي ي ووذه ليو ووه الربااو وواتيون‪ ،‬ولكنَّنو ووا‬
‫سو وونفهم هو ووذا املعو ووىن ا مل نتو وودبر قو ووراأل ا و وون خلو وودوو ون و وتمعَّن بو ووه‪ ،‬أو لنق و وول‪:‬‬
‫وري‪،‬‬
‫العام و وة ف العم و وران البشو و ِّ‬ ‫ا مل ننطل و و ف فهمو ووه هلو ووذ امل و ووألة عو وون ن ريَّتو ووه َّ‬
‫يتفر عنه‪.‬‬ ‫وما َّ‬
‫لََق و وود َو َجو و و َد ا و وون خل و وودوو أَنَّو ووهُ مل و ووا و ووان ظه و ووور الف و و ِّون مرتبطو و واً باتده و ووار‬
‫العم و و وران م و وون خمتل و ووف مناَّي و ووه‪ ،‬ويتج و وواوت أه و وول العم و و وران «َّ و و َّود َّ‬
‫الض و ووروري‬
‫وإن فائ و وود الف و و ِّون ونفع و ووه ترتبط و ووان عل و ووأ حن و ووو أو آخ و وور‬ ‫ا و واجت ُُثَّ الكم و ووا »‪ ،‬ف و و َّ‬
‫ني يق و وووم الف و و ُّون بع و و َّود وظ و ووائف إكنن و ووا أن نفص و وولها عل و ووأ‬ ‫ِ‬
‫بالنَّاَّي و ووة ال َّ فيَّ و ووة‪َّ ،‬و و و ن َ‬
‫النَّحو التَّا ‪:‬‬
‫ا‬
‫أول‪ :‬تزجية الوقت بصورة ماتعة‬
‫َّن املمارسة الفنيَّة بوداعاً وتلقيًّوا‪ ،‬هوت ف أَّود جوانبهوا مولأل أوقوات الفوراغ‬
‫علووأ حنووو يوودخل ال ُّ ورور واملتعووة القلو ‪ ،‬أو مووا ن و ِّوميه عوواد ً باللووذ ااماليَّوة‪.‬‬
‫وال ينحص وور لو و ف أوق ووات الفو وراغ فَو َقو و نً‪ ،‬و َّف ووا قَو و ند ِّ‬
‫خيصو وحل املو ورأل وقتو واً معينو واً‬
‫لتحصوويل هووذ املتعووة ااماليَّ وة‪ ،‬وف ل و يقوووت الفيل وووف ف أقنوواأل َّديثووه عوون‬
‫صناعة الغناأل‪:‬‬
‫غ موون ايووع َّاجاتووه‬ ‫« وودث هووذ الصووناعة ألنوَّوهُ ال ي ووتدعيها ال موون فَ وَر َ‬
‫املهم وة موون املعوواع واملن وزت وغووري ‪ ،‬فووال يطلبهووا ال الفووارغون عوون سووائر‬ ‫الض وروريَّة و َّ‬ ‫َّ‬
‫أَّواهلم‪ ،‬تفنُّناً ف امللذو ات»(‪.)51‬‬

‫‪ 51‬و ابن خلدون‪ :‬المقدمة و ب‪ 5‬و ف‪ 4‬و ص‪.246‬‬


‫صفحة | ‪46‬‬
‫ا‬
‫ثانيا‪ :‬زيادة الرتف واملتعة‬
‫ف و وواملرأل ال يكتف و ووت بالبح و ووث ع و وون املتع و ووة‪ ،‬ب و وول نَّو ووهُ يطلو و و منه و ووا ِّ‬
‫الزي و وواد‬
‫دائم و و واً‪ ،‬ويتف و و ونَّن ف طلبه و ووا وتيادت و ووه‪ ،‬عل و ووأ أن ل و و و م و و ورتبً بتط و و ُّوور العم و و وران‪،‬‬
‫الرخ و و وواأل َّ و و و هد م و و ووا‪َّ ،‬‬
‫ألن اإلغ و و وورام ف الب و و ووداو يقص و و ووت النَّو و و واس ع و و وون‬ ‫وت و و وووافر َّ‬
‫طلو و الف و ِّون‪ ،‬و ج ووبهم عن ووه ألنوَّ ُه ووم ف ش ووغل عن ووه فيم ووا ه ووو أه ووم‪ ،‬وه ووو طلو و‬
‫الض و ورورية «و ا َت َخ و وَر و وور العم و وران وطلب و ووي في و ووه الكم و وواالت‪ ،‬و ووان‬ ‫ا اج و ووات َّ‬
‫الص و ونائع واس و ووتجادهتا‪ ...‬ك و ووا ت و وودعو لي و ووه عوائ و وود ال و و َّ ف‬ ‫مو وون الته و ووا التَّ و وأنُّ ف َّ‬
‫وأَّواله»(‪.)54‬‬
‫ولووذل فإنوَّوهُ ُ لَّمووا ارتقووأ العم وران ف س ولَّم التَّطو ُّوور والتَّقو ُّودم متجوواوتاً َّوودود‬
‫الض وروريات طل و الكماليَّ وات‪ ،‬اس ووتدعأ ل و التَّف ونُّن ف طل و املل ووذو ات‬ ‫َّ‬
‫وال َّ ف واملتعة ماً و يفاً‪ .‬وف ل يقوت الفيل وف‪« :‬وعلأ مقدار عمران البلد‬
‫الصنائع والتَّأنُّ فيها َّينًذ‪ ،‬واستجاد ما يطلو منهوا يوث تتووافر‬ ‫تكون جود َّ‬
‫دواعت ال َّ ف»( ‪.)5‬‬
‫ا‬
‫ثالثا‪ :‬اللهو واللعب‬
‫أن كارسووة مع مهووا بووداعاً‬ ‫و ا مووا ن رنووا الووة ووروب الفو ِّون لوجوودنا َّ‬
‫وتلقيو واً‪ ،‬إك وون أن تتَّخ ووذ ف أَّ وود أوجهه ووا مس ووة الله ووو واللعو و ‪ ،‬عل ووأ َّ‬
‫أن الله ووو‬ ‫ِّ‬
‫موجهان‪ ،‬يشرئبَّان غاية معيَّنة‪ ،‬هوت صويل املتعوة واللوذ ‪،‬‬ ‫واللع مقصودان‪َّ ،‬‬
‫ال حمو اللهووو واللعو اللووذين ال غايووة هلمووا ال اهتمووا‪ ،‬وبووذل تتحو َّووت املعايشووة‬

‫‪ 54‬و ابن خلدون‪ :‬المقدمة و ب‪ 5‬و ف‪ 11‬و ص‪.201‬‬


‫‪ 5‬و م ‪ .‬س و اته‪.‬‬
‫صفحة | ‪47‬‬
‫بوُ نعد عا هم يندر ُّل النَّاس ف طار ‪ ،‬وف ل يقووت‬ ‫الفنيَّة من بعدها ااما ِّ‬
‫الفيل وف‪:‬‬
‫«وأمعن و و و و ووا ف الله و و و و ووو واللع و و و و و ‪ ،‬واض و و و و ووذت آالت ال و و و و و َّورقحل ف املل و و و و ووبذ‬
‫والقض و ووبان واألش و ووعار الَّ و وويت ي و و و َّّ و ووا علي و ووه‪ ،‬وجع و وول ص و وونفاً وَّ و وود ‪ ،‬واض و ووذت‬
‫ُخ و و َورَ لل و و َّورقحل ت و و َّومأ ب و ووالكر ‪ ،‬وه و ووت متاقي و وول م و وورجة م و وون ا‪،‬ش و و و ‪،‬‬ ‫آالت أ ن‬
‫معلَّقو ووة بو ووأطراف أقبيو ووة يلب و ووها الن و ووان‪ ،‬و و ووا ني و ووا امتطو وواأل ا‪،‬يو وول‪ ،‬فيكو و ُّورون‬
‫ويف و و و ُّورون ويث و و وواقفون‪ ،‬وأمث و و ووات ل و و و اللع و و و املع و و و ِّود لل و و وووالئم واألع و و وراس‪ ،‬وأيَّ و و وام‬
‫األعياد ومالذ الفراغ واللهو»(‪.)52‬‬
‫ا‬
‫رابعا‪ :‬ملء الفراغ والفرح‬
‫وهت وظيفة ن تطيع اشوتقاقها مون الشَّوواهد ال َّ وابقة‪ ،‬وافة قولوه عنود‬
‫الصونائع أل َّ وا‬ ‫الصناعة آخور موا صول ف العموران مون َّ‬ ‫َّديثه عن الغناأل‪« :‬وهذ ِّ‬
‫ماليَّة ف غري وظيفة ال وظيفة الفراغ والفرح»(‪.)55‬‬
‫وني ه و و ووذ الوظيف و و ووة والوظيف و و ووة األو م و و وون تش و و ووابه‪ ،‬ال َّ‬
‫أن‬ ‫ويب و و وودو م و و ووا بَو و و و ن َ‬
‫موجه ووة م وولأل فو وراغ املو ورأل بع وود خلوص ووه م وون‬ ‫الف وورم بينهم ووا أن ه ووذ الوظيف ووة َّ‬
‫موج َه و وة مل و وولأل الف و وراغ‬
‫ص و وونوف مش و وواغل ا ي و ووا ‪َّ .‬أم و وا الوظيف و ووة األو فه و ووت غ و ووريُ َّ‬
‫وَّ و و ‪ ،‬أل َّ و ووا تعو ووأ فيم و ووا تعنيو ووه ضصو وويحل وقو ووي للممارس و ووة الفنيَّ و وة ملو ووا هل و ووذ‬
‫املمارس ووة م وون متع ووة‪َّ ،‬أمو وا الف وورح ال ووذي ين ووتج ع وون ه ووذ املمارس ووة ف ووال ب ووأس م وون‬
‫دراجه من هاتني الوظيفتني‪.‬‬

‫‪ 52‬و م ‪ .‬س و ب‪ 5‬و ف‪ 4‬و ص‪ 241‬و ‪.244‬‬


‫‪ 55‬و م ‪ .‬س و اته‪.‬‬
‫صفحة | ‪48‬‬
‫ا‬
‫خامسا‪ :‬إكساب العقل وإغناء التجربة‬
‫ألن َثرهتوا بنواأل العقول وتوسويع أفقوه‬‫ولَ َع َّل هذ الوظيفوة أهوم وظوائف الف ِّون‪َّ ،‬‬
‫ويقدم له من خربات وهارب يصطنعها الفنَّان من اته‪ ،‬أو ي تند فيها‬ ‫ا يرفد ‪ِّ ،‬‬
‫ِّ‬
‫املتلق وت لقم وةً س ووائغةً‪ ،‬م ووا علي ووه ال أن‬ ‫خ وربات وهووارب غووري ََّ و َّوَّت تص وول‬
‫وحل ا وون خلوودوو‬ ‫يتوودبَّرها بقليوول موون عنايتووه‪ ،‬ويعتوورب ووا ف هاربووه وَّياتووه‪ ،‬وقوود خو َّ‬
‫الصونائِ َع‬
‫أن َّ‬‫هذ الوظيفوة بالفصول األخوري مون البواب ا‪،‬وامذ‪ ،‬والوذي عنوانوه‪ :‬ف َّ‬
‫الكتَابَةَ َوا ِ َ اب‪.‬‬
‫اَّبهاَ ع نقالً‪ ،‬وخصوصاً ِ‬
‫ص َ َ َُ ُ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫تُ نك ُ َ‬
‫أن الونَّفذ اإلن ووانيَّة املكتملووة أو ال َّ وويَّة‬‫ني َّ‬
‫وكووا يقوووت ف لو ‪ ،‬بعوود أن بَ و َّ َ‬
‫جي أن ت تفيد من ِّل علم ون ر‪َّ « :‬ن الونَّفذ النَّاطقوة لإلن وان َّفوا توجود فيوه‬
‫والقو ‪ ،‬و ن خروجه ووا م وون الق و َّوو الفع وول َّف ووا بتج و ُّودد العل وووم واإلدرا ووات ع وون‬
‫ب و َّ‬
‫بالقو النَّ ريَّة أن يصري درا اً بالفعول‬ ‫ا وسات أوالً‪ُُ ،‬ثَّ ما يكت بعدها َّ‬
‫وعقالً حمضاً‪ ،‬فيكون اتاً روَّانيَّة‪ ،‬وي تكمل َّينًذ وجودها‪ ،‬فَو َو َجو َ لوذل أن‬
‫الصونائع أبوداً صول عنهوا‬ ‫يكون ُّول نوو مون العلوم والنَّ ور يفيودها عقوالً فريوداً‪ .‬و َّ‬
‫وع وون ملكته ووا ق ووانون علم ووت م وتفاد موون تل و امللكووة‪ ،‬فله ووذا انووي ا نك ووة ف‬
‫التَّجربة تفيد عقالً‪ ،‬وا ضار الكاملة تفيد عقالً أل َّ ا متمعةً من صنائع ف شأن‬
‫ني الصنائع‬ ‫تدبري املنوزت ومعاشر أبناأل اانذ و صيل ا داب‪ .....‬والكتابة من بَو ن َ‬
‫الصونائع‪ ،‬وبيانوه َّ‬
‫أن‬ ‫أ ثر فاد لذل ‪ ،‬أل َّ ا تشومل علوأ العلووم واألن وار والف َّ‬
‫ف الكتاب ووة انتق وواالً م وون ا ووروف ا‪،‬طيَّ وة الكلم ووات اللف يَّ وة ف ا‪،‬ي ووات‪ ،‬وم وون‬
‫الكلمووات اللف يَّوة ف ا‪،‬يووات املعوواي الَّوويت ف ال ونَّفذ ل و دائم واً فيحصوول هلووا‬
‫ِ‬ ‫َّ‬
‫ملكة االنتقات من األدلة املدلوالت‪ ،‬وهو معىن النَّ ور العقلوت‪ ،‬الوذي يُ نك و ُ‬
‫صفحة | ‪49‬‬
‫َّعقول تكوون تيواد عقول‪ ،‬و صول بوه‬ ‫العلوم ا هولوة‪ ،‬فيك و بوذل َملَ َكوةً مون الت ُّ‬
‫َّقو فطنة و يذ ف األمور ملا تعود من ل االنتقات»(‪.)56‬‬
‫ا‬
‫سادسا‪ :‬التحكم بالنفعالت وتوجيهها‬
‫وإكوون أن ن و ِّومت هووذ الوظيفووة (وظيفووة تطهووري األه وواأل و ووينها)‪ ،‬مووا‬
‫محلناه ووا عل ووأ التَّعم وويم‪ ،‬الف وون ال يق وووم بإقص وواأل املش وواعر واالنفع وواالت ال َّ و ولبية‬
‫تنمية االنفعاالت اإلجيابيَّة‪ .‬وقد أ َّ د ا ن خلودوو‬ ‫يتعدَ ل‬‫وَّ ‪ ،‬بل َّ‬
‫الش وعر ف ا وورب‪،‬‬‫هووذ الوظيفووة ملووا مسووع ورأَ موون اسووتخدام املوسوويقأ والغنوواأل و ِّ‬
‫الش وجاعة ف نفوووس ا وواربني‪،‬‬ ‫وتووأقري هووذ الفنووون تووأقرياً فعوواالً‪ .‬ف قووار ا مواس و َّ‬
‫ودفعهم االستب ات واالستماتة ف القتات‪ ،‬وليذ هذا فح ‪ ،‬بل وف نفوذ‬
‫الرعو و واهلل ووع ي وودبَّان ف نف وووس اا وويش‬ ‫الوق ووي ف و َّ‬
‫وإن املوس وويقأ والغن وواأل جيع ووالن ُّ‬
‫املعادي‪ .‬وقد َّدث الفيل وف عن هذ الوظيفة مبيِّنواً أبعادهوا وأسوبا ا‪ ،‬م ِّ‬
‫ودعماً‬
‫بالشواهد املناسبة فيقوت‪:‬‬ ‫المه َّ‬
‫«فموون شووارات املل و ِّاض وا ا لووة ف نشوور األلويووة و َّ‬
‫الرايووات وقوور الطُّبوووت‬
‫وال و ونَّفش ف األب و ووام والق وورون‪ ،‬وقو وود و وور أروو وواو ف الكت وواب املن وووب لي ووه ف‬
‫وإن األصووات اهلائلوة هلوا ف‬ ‫أن ال ِّ َّر ف ل رهواب العودو ف ا ورب‪ ،‬ف َّ‬ ‫ال ِّ ياسة َّ‬
‫بالروعووة‪ ،‬ولعمووري نوَّوهُ أموور وجووداي ف موواطن ا وورب جيوود و ُّول أَّوود موون‬
‫النُّفوووس َّ‬
‫نف ووه‪ ،‬وه ووذا ال َّ و وب ال ووذي وور أرو وواو ن ووان وور فه ووو ص ووحيى ب ووبع‬
‫أن النَّفذ عند مسا النَّغم واألصوات يدر ها‬ ‫االعتبارات‪ ،‬و َّأما ا ُّ ف ل فهو َّ‬
‫ال َف وَر ُح والطَّ وَر ُ‬
‫ب م وون دون ش و ِّ ‪ ،‬فيص ووي م وزا ال و ُّوروح منه ووا نش ووو ي ت ووهل ووا‬

‫‪ 56‬و م ‪ .‬س و ب‪ 5‬و ف‪ 4‬و ص‪ 244‬و ‪.246‬‬


‫صفحة | ‪51‬‬
‫الص و وع ‪ ،‬وي و ووتميي ف ل و و الوجو ووه الو ووذي هو ووو فيو ووه‪ ،‬وهو ووذا موجو ووود ََّو و َّوَّت ف‬ ‫َّ‬
‫الصريش موا ف الغنواأل‪،‬‬ ‫بالصفري و َّ‬ ‫ا يوانات العجم بانفعات اإلبل با داأل‪ ،‬وا‪،‬يل َّ‬
‫وأني تعلم ما ودث ل وامعه مون مثول هوذا املعوىن‪ ،‬ألجول لو تتَّخوذ العجوم ف‬
‫مواطن َّرو م ا الت املوسيقيَّة‪ ،‬ال طبالً وال بوقاً‪ ،‬فيحدم املغنُّون بال ُّ لطان ف‬
‫الشجعان بضر م االستماتة‪.‬‬ ‫فيحر ون نفوس ُّ‬ ‫مو به با لة‪ ،‬ويغنُّون ِّ‬
‫بالش ووعر ويط وورب‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫ولق وود رأين ووا ف َّ ووروب الع وورب م وون يتغ و َّوىن أم ووام املوا و‬
‫فتجيش م األبطات ا فيهم‪ ،‬وي ارعون مات ا ورب‪ ،‬وينبعوث ُّول قورن‬
‫الصوفوف ويتغ َّوىن‬ ‫قرنه‪ ،‬و وذل تناتوة مون أموم املغورب يتق َّودم الشَّواعر عنودهم أموام ُّ‬
‫الرواست‪ ،‬ويبعوث علوأ االسوتماتة مون ال ي ُّون وا‪ ،‬وي ُّومون‬ ‫فيحرج بغنائه اابات َّ‬ ‫ِّ‬
‫لو و الغن وواأل (تاص ووو اي ووي) وأص ووله لُّو وه فَ و وَرح وودث ف ال و ونَّفذ فتنبعو وث عن ووه‬
‫الش و وجاعة‪ ،‬مو ووا تنبعو ووث عنو ووه نشو ووو ا‪،‬مو وور و ووا َّو وودث عنهو ووا مو وون الفو وورح‪ ،‬واهلل‬ ‫َّ‬
‫أعلم»(‪.)51‬‬

‫‪ 51‬و مل ي جم هذا الكتاب‪ ،‬و ذل عشرات تبه ااماليَّة‪ ،‬باستثناأل الثالقة ال ابقة اليت أشرنا ليها‪.‬‬
‫صفحة | ‪51‬‬
‫صفحة | ‪52‬‬
‫صفحة | ‪53‬‬
‫صفحة | ‪54‬‬
‫ش ووارو ول ووو فيل وووف اووا فرن ووت ش ووهري‪،‬‬
‫ول وود ع ووام ‪1411‬م وت وووف ع ووام ‪165‬م‪ .‬م وون أب وورت‬
‫فالسفة اامات القرن العشرين علأ أقل تقدير‪ ،‬ومون‬
‫يعد أَّد أبرت مؤسذ علم ااموات‬ ‫البداهة كان أن َّ‬
‫الفرن وت فرعواً أساسويًّا موون فورو املعرفووة العلميووة‪ ،‬فقوود‬
‫اجته و وود ف عل و ووم اام و ووات اجته و ووادات ب و ووري و ث و ووري‬
‫توخووي ف حمصوولتها تأسوويذ علووم اامووات اووات‬
‫معي وواري أق وورب م ووا يك ووون الض ووبً العلم ووت‪ .‬اض ووذ‬
‫هل ووذا العل ووم أساس وويني معي وواريني ووا املعي ووار ا لتج ورييب‬
‫واملعيار االجتماعت‪.‬‬
‫ف عام ‪1604‬م نات درجة الود تورا علوأ علوأ أطوروَّتني اواليتني وا علوم‬
‫اامووات املعاصوور واملوسوويقأ‪ .‬و ف عووام ‪ 16‬مسِّووت رئي واً لق ووم علووم اامووات ف‬
‫جامعة ال وربون‪ .‬وله عشورات الكتو ف فل وفة الف ِّون وااموات‪ ،‬منهوا تابوه مبواد‪،‬‬
‫الفن أَو وظائف الف ِّون وي بواب آخور هوو‬ ‫علم اامات الذي دَّث فيه عن وظيفة ِّ‬
‫الفن با يا ‪ ،‬ومنها الفن واألخالم الذي دَّث فيوه أيضواً عون وظوائف الف ِّون‬ ‫عالقة ِّ‬
‫ف ب وواب الف و ِّون وا ي ووا ‪ ،‬ول ووه ووذل ت وواب الف و ُّون وا ي ووا االجتماعيَّ ووة‪ ،‬و لُّه ووا ه ووذ‬
‫الكت م اة‪ .‬وله غريهوا عشرات األ اث والكت ف فل فة الفن واامات علأ‬
‫حنو خاص‪ ،‬مع مها غري م جم العربية‪ ،‬ومن أبرتها‪:‬‬
‫صفحة | ‪55‬‬
‫و علم اامات التجرييب الفرن ت و ألكان و ‪1604‬م‪.‬‬
‫و العواطف ااماليَّة و ألكان و ‪1610‬م‪.‬‬
‫و املدخل علم اامات و ولن و ‪1614‬م‪.‬‬
‫و الفن وا يا االجتماعيَّة(‪ )54‬و دوان و ‪1641‬م‪.‬‬
‫و الفن واألخالم(‪ )56‬و ألكان و ‪1644‬م‪.‬‬
‫و اامات والغريز اان ية و فالماريون و ‪1644‬م‪.‬‬
‫و التعبري عن ا يا ف الفن و ألكان و ‪16‬م‪.‬‬
‫و الفن بعيداً عن ا يا و فرين و ‪16 6‬م‪.‬‬
‫و الفن وا يا ( أجزاأل) و فرين و ‪1626‬م‪.‬‬
‫و مباد‪ ،‬علم اامات(‪ )60‬و‪......‬‬
‫و مفاهيم علم اامات و ألكان و ‪1641‬م‪.‬‬
‫و خفام أولندورف ااما (باالش اج) و ‪164‬م‪.‬‬
‫و أرسطو وامليتافيزيقا والفالسفة و باريذ و ‪1644‬م‪.‬‬
‫و مباد‪ ،‬علم اات موسيقأ علمت و ‪1604‬م‪.‬‬
‫و علم اامات املوسيقت (ف املوسيقأ) و الروس و ‪1621‬م‪.‬‬

‫العربية ي العنوان اته وصدر عن الشر ة العربية للصحافة‬ ‫‪ 54‬و قام الد تور عادت العوا ب اة اهذا الكتاب‬
‫والنشر بدمش عام ‪1665‬م‪.‬‬
‫العربية ي العنوان اته وصدر عن دار األنوار ببريوت عام‬ ‫‪ 56‬و قام الد تور عادت العوا ب اة اهذا الكتاب‬
‫‪1666‬م‪.‬‬
‫العربية ي العنوان اته وصدر عن دار دمش بدمش عام‬ ‫‪ 60‬و قام األستا خليل شطا ب اة اهذا الكتاب‬
‫‪1644‬م‪.‬‬
‫صفحة | ‪56‬‬
‫للفن‪ ،‬أوردها خمتصرً ف مباد‪ ،‬علم‬ ‫َّدث شارو ولو عن مخذ وظائف ِّ‬
‫املاد األساسويَّة لكتابوه التَّعبوري عون‬ ‫الفن واألخالم‪ ،‬وهت َّ‬ ‫اامات وأعاد بناألها ف ِّ‬
‫الفن(‪ ،)61‬وهذ الوظائف هت‪:‬‬ ‫ا يا ف ِّ‬
‫ا‬
‫أول‪ :‬التسلية‬
‫أن َّأوت وظيف و و و و ووة للف و و و و و ِّون ف ا ي و و و و ووا ه و و و و ووت « َّ‬
‫أن‬ ‫ي و و و و وورَ ش و و و و ووارو ول و و و و ووو َّ‬
‫فتأم و و و و و وول اامي و و و و و وول ن م و و و و و ووال ‪ ،‬أو‬ ‫ين و و و و و و وينا ا ي و و و و و ووا بواس و و و و و ووطة اللع و و و و و و و ‪ُّ ،‬‬
‫انط و و و و ووالم‪ ،‬أو َر َغ و و و و ود‪ ،‬أو تَو و و و و وَرف»(‪ .)64‬و يلن و و و و ووا ف أص و و و و وول ه و و و و ووذ الوظيف و و و و ووة‬
‫كا و و و و و ال و و و ووذي أ َّ و و و وود ه و و و ووذا التَّج و و و و ُّورد‪ ،‬و وبنس و و و وور وش و و و وويللر الل و و و ووذين‬
‫أرادا أن «يف ِّ و و و و و ورا الف و و و و و و َّون لَّو و و و و ووه عل و و و و و ووأ أَنوَّ و و و و و وهُ ص و و و و و ووور علي و و و و و ووا م و و و و و وون ص و و و و و ووور‬
‫اللعو و و و و »( ‪ .)6‬ولك و و و وون ول و و و ووو ال يق و و و ووف عن و و و وود ه و و و ووذا ا و و و و ِّود‪ ،‬عل و و و ووأ األق و و و و ِّول‬
‫ف ب و و و و ووً ه و و و و ووذ الوظيف و و و و ووة لإليض و و و و وواح‪ ،‬ف و و و و ووريَ َّ‬
‫أن هن و و و و وواج عوام و و و و وول ع و و و و و َّود‬
‫معق و و و وود ت و و و وودخل ف ه و و و ووذ الوظيف و و و ووة ال و و و وويت ه و و و ووت اللعو و و و و والتَّ و و و وولية‪« ،‬م و و و وون‬ ‫َّ‬
‫أي ش و و و و ووتأل القاع و و و و وود املقبول و و و و ووة والتَّ و و و و وولية»(‪ .)62‬وي و و و و ووتند ف‬ ‫بينه و و و و ووا قب و و و و وول ِّ‬
‫أن فل و و و و و و ووو ير ي و و و و و و وورَ َّ‬
‫أن «الف و و و و و و و َّون لع و و و و و و و يتَّخ و و و و و و ووذ ش و و و و و و ووكل‬ ‫َّ‬ ‫اإليض و و و و و و وواح‬
‫والفن «يتَّخو و و ووذ ش و و و ووكل‬ ‫أن هو و و ووذا اللع و و و و بو و و و ِّ‬ ‫ن و و و ووام»‪ ،‬بينمو و و ووا يو و و وورَ ومو و و ووارتين َّ‬
‫التَّ لية»‪.‬‬

‫‪ 61‬و م ‪ .‬س و ب و ف‪ 6‬و ص‪.454‬‬


‫‪ 64‬و شارت اللو‪ :‬مبادئ علم الجماو و تراة خليل شطا و دار دمش و سوريا و ‪1644‬م و ص ‪.‬‬
‫‪ 6‬و م‪ .‬س و اته‪.‬‬
‫‪ 62‬و م‪ .‬س و ‪. 2‬‬
‫صفحة | ‪57‬‬
‫ا‬
‫ثانيا‪ :‬تطهري األهواء‬
‫ينطلو و و ولو و ووو ف تبي و ووان ه و ووذ الوظيف و ووة م و وون أروو و وواو مق و و ِّورراً أَنَّو و وهُ َمسَّاه و ووا‬
‫أن أرو و و وواو يق و و وووت‪َّ « :‬ن‬ ‫«تطه و و ووري األهو و و وواأل أو تن يفه و و ووا»‪ُُ ،‬ثَّ إض و و ووت متابعو و و واً َّ‬
‫ص و و و َور َغ و و و نِري مؤ يو و ووة‪ ،‬ا اجو و ووة الَّو و وويت حن و و ووها ملعانو و ووا‬
‫املأسو و ووا ت و و ووتنفد بوس و و واطة ُ‬
‫االنفع و و و وواالت العنيف و و و ووة‪ ،‬ال تع و و و وور لن و و و ووا ا ي و و و ووا االجتماعيَّو و و و وة بص و و و ووور عاديوَّ و و و وة‬
‫الش و وفقة‪ ،‬ون و ووتطيع أن ن و ووأ ي عل و ووأ و وور ث و ووري‬ ‫مناس و ووبات هل و ووا افي و ووة‪ :‬ال و و ُّوذعر‪ ،‬و َّ‬
‫أي شتأل ا »(‪.)65‬‬ ‫غري ا‪ ،‬وقبل ِّ‬
‫وأ الو ووذي‬ ‫يعلِّ و و ولو ووو عل ووأ ه ووذ الوظيف ووة األرسو ووطيَّة ق ووائالً‪« :‬العم وول الف و ُِّّ‬
‫يك و ووون م و وون ه و ووذا النَّو و وو يق و وووم بوظيف و ووة جيابيَّ و ووة‪ ،‬ه و ووت وظيف و ووة اإلنق و ووا واملناع و ووة‬
‫األخالقيَّ و وة‪ ،‬مو ووا يفعو وول ف اا و ووم تلقو وويى إليقو وواف املو وور ‪ ،‬أو دخو ووات مص و وول‬
‫الش و ووارَّة هل و ووذ الوظيف و ووة‬
‫الشو و وواهد واألمثل و ووة َّ‬
‫َّ‬ ‫خمفو و وف»(‪ .)66‬ويق و و ِّودم لن و ووا بعو و و‬‫ِّ‬
‫فيق و و وووت‪« :‬يؤِّ و و و ود جوت و و ووه أَنوَّ و و وهُ ت و و و آالم فرت و و وور لي و و ووتخلَّحل م و و وون أفك و و ووار قابت و و ووة‬
‫عاطفيَّ و وة‪ ،‬ومو وون انو وودفاعات لالنتحو ووار‪ .‬ويو ووتكلَّم ألفو وورد د مووو ووييه علو ووأ هو ووذا‬
‫النَّحو ف قالث من لياليه»‪.‬‬
‫الش وهري ال وويت مارس ووها جوت ووه ب وووعت‬
‫أن ه ووذ الوظيف ووة املدرس ويَّة َّ‬‫يوورَ ول ووو َّ‬
‫شووديد غووري مفهومووة موون الب واَّثني َّ و َّ الفهووم‪ ،‬بوول «ِنوَّ ُه وم ِّرفو ووا عوون معناهووا‬

‫‪ 65‬و م‪ .‬س و اته‪.‬‬


‫‪ 66‬و م‪ .‬س و اته‪.‬‬
‫صفحة | ‪58‬‬
‫الص ووحيى»(‪ ،)61‬ويت ووابع ش ووارَّاً م وراد م وون تطه ووري األه وواأل واالنفع وواالت ق ووائالً‪:‬‬
‫َّ‬
‫وإن ق ووام هووذ‬ ‫«س وواأل أ ووان الباَّووث هووو ليسوون أم كور يوول أم أرووواو نف ووه فو َّ‬
‫ضفوف‬ ‫الوظيفة ال إنع من أن متثل مبدئيًّا ف تقريع البقايوا النَّف ويَّة علوأ حنوو أَنوَّ َهوا ِّ‬
‫ضف وف اامهووور موون ِونتِر هووذ البقايووا‪ ،‬ش وريطة أن تكووون هووذ البقايووا‬ ‫املؤلِّوف‪ ،‬أو ِّ‬
‫أشد رراً»(‪.)64‬‬‫اهتا َّ‬
‫وتم ووا عمليَّ وة التَّطهووري َوفن و َ مووا يوورَ شووارو ولووو‪ ،‬منتبه واً‬
‫َّأمووا ا ليَّووة الوويت تو ُّ‬
‫أن املؤلوف يوود أقور العواطوف الويت يريود طردهوا مون َّياتوه‪،‬‬ ‫للمبد فقً‪ ،‬فهت « َّ‬
‫والوويت قوود تصوويبه بوس وواس خطووري ا مل يووتخلَّحل بووذل منهووا‪ .‬وعلووأ هووذا املن ووات‬
‫جيري ُّل َّلم‪ ،‬أو ُّل هذيان‪ ،‬ما يرَ فرويد‪ ،‬أو ما يفعل ُّل عال فيزيائت‬
‫يرمت طرد ال ُّ موم من عضويتنا ما يرَ الطِّ ُّ ا ديث»(‪.)66‬‬
‫ا‬
‫ثالثا‪ :‬الفاعلية الفنية‬
‫الفن‬
‫الفاعليَّة الفنِّويَّة ما ف مباد‪ ،‬علم اامات‪ ،‬أو الفاعلية التِّقنية ما ف ِّ‬
‫واألخ ووالم‪ ،‬ه ووت الوظيف ووة الثَّالث ووة م وون وظ ووائف الف و ِّون عنوود ول ووو‪ .‬ويق و ِّودم هل ووا بِأَ َّ وا‬
‫للصناعة الفنيَّة» ويتابع ل‬ ‫الوظيفة األ ثر بروتاً ألَنوَّ َها «الوظيفة الفنيَّة األسلوبيَّة ِّ‬
‫شارَّاً‪« :‬أي هت عند املوسيقت قيو فكور موسويقيَّة‪ ،‬لويذ هلوا ال األنغوام لغوةً‪،‬‬
‫ويدي‬
‫الرسوام هوت العوامل التَّج ُّ‬ ‫ا‪،‬اصوة‪ ،‬وعنود َّ‬
‫وهت عنود الشَّواعر َّيوا اإليقاعوات َّ‬

‫‪ 61‬و شارت اللو‪ :‬الفن واألخالق و تراة الد تور عادت العوا و الشر ة العربية لطباعة والنشر و دمش و ‪1665‬م و‬
‫ص‪.161‬‬
‫‪ 64‬و م‪ .‬س و اته‪.‬‬
‫‪ 66‬و م‪ .‬س و اته‪.‬‬
‫صفحة | ‪59‬‬
‫َّيووث ال َّقيقووة سوووَ األشووكات واألل ووان‪ ،‬والفنَّ وانون املطبوعووون إارسووون ه ووذ‬
‫الوظ ووائف َّ‬
‫ألن ل ووديهم أعض وواألها‪ ،‬ولو ويذ هل ووم ه وودف مباش وور س وووَ جع وول ه ووذ‬
‫األعضاأل الطَّبيعيَّة والذهنيَّة تقوم بوظيفتها‪.)10( »...‬‬
‫ه و ووذ الفاعليَّ و وة أو الوظيف و ووة ه و ووت ف َّقيق و ووة األم و وور قي و و الفك و وور الفنيَّ و وة‬
‫ني فعاليات‬ ‫أن «هلذ الفاعليَّة استقالهلا النِّ يب بَو ن َ‬ ‫وه يدها‪ .‬ولذل يضيف ولو َّ‬
‫ُخَرَ»(‪.)11‬‬ ‫ا يا الواقعيَّة األُ نخرَ‪ ،‬وهت ال تلتبذ مع أي فاعلية أ ن‬
‫ا‬
‫رابعا‪ :‬التحسني‬
‫ي و ِّومت ولو ووو ه ووذ الوظيف ووة بوظيف ووة ال ُّ و ومو ب ووالفكر ‪ ،‬أو عالق ووة ال ُّ وومو‬
‫وإن عودداً‬ ‫بالفكر ‪ .‬ويرَ أنَّه «منذ أفالطوو وعلأ ال َّور نغ ِم مون وجوود فنوون واقعيَّوة ف َّ‬
‫والفن‪ .‬وهووت‬
‫ب ورياً موون النَّ ريَّوات املثاليَّ وة متوودح هووذ الوظيفووة الوَّيوود الوويت تلي و بو ِّ‬
‫نقووي الوجوديَّوة املعاصوور ‪ ،‬امللتزمووة دائم واً بووالواقع‪ ،‬أو علووأ األقو ِّول مبوودئيًّا»(‪.)14‬‬
‫الروايات القدإة من أعمات الفروسيَّة‪ ،‬وروايات جورج صا د‪ ،‬والروايات‬ ‫ويرَ َّ‬
‫أن ِّ‬
‫الصور امللونة‪َِّ ،‬فَا هت هميل أو‬ ‫اليت يقولون عنها ِ َّ ا للفتيات الشَّابات‪ ،‬ومع م ُّ‬
‫ني خيا للواقع‪.‬‬
‫ا‬
‫خامسا‪ :‬التقوية‬
‫يرَ ولو أو هذ الوظيفة هت آخور وظوائف الف ِّون‪ ،‬ويضويف مبيِّنواً َّ‬
‫أن هوذ‬
‫الوظيفوة هوت رسووالة العمول الف ِّوأ‪ ،‬وهووت «تثنيوة ا يوا الواقعيَّوة أو تقويتهوا موا هووت‬

‫‪ 10‬و شارت اللو‪ :‬مبادئ علم الجماو و ص ‪. 5‬‬


‫‪ 11‬و م‪ .‬س و اته‪.‬‬
‫‪ 14‬و م‪ .‬س و اته‪.‬‬
‫صفحة | ‪61‬‬
‫ف ا قيقو ووة»( ‪ .)1‬و ا ن رنو ووا َّيويوَّ ووة جويو ووو‪ ،‬وطبيعو ووة تو ووين‪ ،‬وواقعيو ووة زوو‪،‬‬
‫أن و َّول ف و هن َِّف وا هووو‬
‫َّ‬ ‫ووجوديَّوة وووارتر‪ ،‬لوجوودنا أَنوَّ َهووا لَّهووا مووا يوورَ ولووو تف و‬
‫أي تبديل‪.‬‬ ‫تبد َت ف جوهرها َّ‬ ‫عر ا قائ وتقويتها‪ .‬ولكن من غري دون أن ِّ‬
‫الرسو ووالة لي و وي ات بعو وود واَّو وود مو ووا ف بع و ود الوظو ووائف‬ ‫هو ووذ الوظيفو ووة ِّ‬
‫متعد َد ‪ ،‬وغايات تُو َعلَّ ُ عليها‪.‬‬‫األخرَ‪ِ ،‬نوَّ َها ات مهام جزئيَّة ِّ‬
‫أن هووذ التَّثنيووة والتَّقويووة تكووون ووت توونعم ا يووا‬ ‫َّأوت مووا َخين ِطو ُر ف البووات هووو َّ‬
‫الضورور ‪ ،‬مهموا اسوتطعنا‬ ‫باالَّتفاظ بصورهتا مون غوري تشوويه‪ُُ ،‬ثَّ تقويتهوا عنود َّ‬
‫هذين األمرين سبيالً‪.‬‬
‫ق و وواي م و ووا تق و وووم ب و ووه التَّثني و ووة ه و ووو «تقوي و ووة الوع و وود بال َّ و و وعاد ‪ ،‬ال و ووذي ه و ووو‬
‫أن وتا داو َّ‬
‫ظل‬ ‫اامات»(‪ .)12‬واألمثلة اليت أ َّ د ا ولو العمل هلذ الغاية هو َّ‬
‫يوونفش موون روَّووه ف تآليفووه موون غووري أن إوودح نف ووه‪ ،‬وقوود أراد مو سوواو أن يصووف‬
‫فو وول األدب‬ ‫روو و و‬ ‫ا قيقو ووة بصو ووور مو و وووعيَّة وَّياديوَّ ووة‪ ،‬ومو وون مو ووو تين‬
‫الشأن‪.‬‬ ‫الفرن ت بعدد بري من األنانيني ا‪،‬طريي َّ‬
‫تعليق‬
‫أن «خووري مووا ي و ِّووغ وجووود املووذاه‬ ‫يقو ِّورر ولووو قبوول ا ووديث ف الوظووائف َّ‬
‫ااماليَّوة هووو أَنوَّ َهووا تعبِّ و ُور بقو َّوو عوون َّوودَ الوظووائف الوويت يقوووم ووا الفو ُّون ف ا يووا ‪،‬‬
‫لكن خطأ ِّل مذه من هذ املوذاه أنَّوهُ هوو أنَّوهُ يق ِّورر تقريوراً مطلقواً الوظيفوة‬ ‫و َّ‬

‫‪ 1‬و م‪ .‬س و ص ‪. 6‬‬


‫‪ 12‬و م‪ .‬س و اته‪.‬‬
‫صفحة | ‪61‬‬
‫الوويت أبرتهووا‪ ،‬متجوواهالً النَّمووا األخوورَ النف ويَّة لإلبوودا »(‪ .)15‬فيكوواد يق و ب‬
‫أن وظيفووة الفو ِّون الَّقووة علووأ العمليَّوة اإلبداعيَّوة ولي ووي سووابقةً‬‫بووذل موون َّقيقووة َّ‬
‫لكنَّووهُ مل يتووابع هووذ املناقشووة ليقو ِّورر هووذ ا قيقووة‪ ،‬بوول أ وورب عنهووا بعوود‬‫عليهووا‪ .‬و ِ‬
‫قليل‪ ،‬علَّ علأ الوظيفة الثالثة‪ ،‬اليت هت الوظيفة األساسيَّة للفن‪ ،‬وقد قَوَّرَر هو‬
‫اتووه لو ‪ ،‬ووا يتنوواىف مووع هووذ ا قيقووة‪ ،‬فقووات‪« :‬اعتقوودت مدرسووة الفو ِّون للفو ِّون ف‬
‫القرن التَّاسع عشر أَنوَّ َها إكنها أن تضع هذ القاعد االرستقراطيَّة قاعود ً وَّيود ً‬
‫للجميووع» ‪ . 16‬فَونَ َ و َ‬
‫( )‬
‫أي مكانيووة لتقريوور الوظيفووة األساسويَّة للفو ِّون علووأ‬
‫ف بووذل َّ‬
‫أن الوظوائف األخورَ وظوائف ملحقوة أو الَّقوة‬ ‫أَنوَّ َها هت الوظيفة األساسيَّة له‪ ،‬و َّ‬
‫الفأ‪.‬‬
‫علأ عمليَّة اإلبدا ِِّّ‬

‫‪ 15‬و م‪ .‬س و ص ‪.‬‬


‫‪ 16‬و م‪ .‬س و ص ‪. 5‬‬
‫صفحة | ‪62‬‬
‫صفحة | ‪63‬‬
‫صفحة | ‪64‬‬
‫‪Ernst Fischer‬‬ ‫يعد إر س فيشر‬
‫الفيل وف األملاي الشهري واَّداً من أبرت أعالم‬
‫الفكر االش ا ت ف أملانيا ف القرن العشرين‪ .‬وال‬
‫ش ف أنه من أبرت أعالم الفكر املار ت ف‬
‫الر نغ ِم من تاباته املتنوعة ف‬
‫العامل‪ ،‬وهو علأ َّ‬
‫الفل فة واملعرفة والفن واامات فقد ملع مه وبرت‬
‫وخاصة‬
‫َّ‬ ‫أ ثر ما برت ف طار فل فة الفن واامات‬
‫من خالت تابه رور الفن الذي لقت شهر‬
‫ثري من لغات العامل‬ ‫عاملية واسعة وترجم‬
‫الشرقت والغريب َّينها‪.‬‬
‫متوت عام ‪1466‬م دينة وموتاو من أعمات‬ ‫فيشر ف‬‫ولد إر س‬
‫بوهيميا‪.‬‬
‫شارج ف ا رب العاملية األو علأ اابهة اإليطالية‪ ،‬و ان قبلها قد ا طر‬
‫ترج الدراسة والعمل ت يعيل أسرته‪.‬‬
‫مل إنعه ترج العمل وترج دراسة الفل فة عن متابعة اهتماماته الفل فية‬
‫واإلبداعيَّة فقد نشر ف عام ‪1642‬م أوت ديوان شعري له‪ ،‬ومل أن راح يكت‬
‫امل رَّيات اليت راَّي متثل علأ خشبات م ارح فيينا‪ .‬وف الف اهتا عمل ف‬
‫الصحافة‪.‬‬

‫صفحة | ‪65‬‬
‫ف عام ‪16 2‬م صار عضواً بارتاً ف ا زب الشيوعت النم اوي‪ ،‬وظل‬
‫ف ا زب ََّ َّنَّت عام ‪1666‬م ا طر ترج ا زب بعد مشاد شديد‬
‫عنيفة‪.‬‬
‫برا ‪ ،‬ومن براغ‬‫ما ن و عي ا رب العاملية أوتارها ََّ َّنَّت هاجر فيشر‬
‫سافر موسكو‪.‬‬
‫عاد النم ا وأسذ جريد (النم ا ااديد )‪ ،‬وف عام ‪1625‬م عني‬
‫نائباً ف ا لذ الوطأ وظل ذل ََّ َّنَّت عام ‪1656‬م‪.‬‬
‫مع انتهاأل ا رب العاملية الثانية شغل إر س فيشر منص وتير اإلعالم‬
‫وَّ َّنَّت‬
‫ني ‪ 41‬ني ان ‪1625‬م َ‬
‫الشيوعت ف َّكومة رينري ف الف الواقعة ما بَو ن َ‬
‫‪ 40‬انون األوت ‪1625‬م‪.‬‬
‫وَّ َّنَّت وفاته ان فيشر من أبرت وجو الفكر والفل فة‬ ‫منذ األربعينيات َ‬
‫عامة‪ ،‬ناهي عن‬ ‫واألدب ف النم ا علأ وجه ا‪،‬صوص‪ ،‬وف األدب األملاي َّ‬
‫ونه قامة فكريَّة مشهور علأ الصعيد العاملت‪.‬‬
‫ه إر س فيشر مصايف ستوري ليصطاف ولكنه توف هناج‬
‫بأتمة قلبية ف األوت من آب عام ‪1614‬م‪ ،‬تار اً عدداً من الكت واأل اث‬
‫منها‪:‬‬
‫و خلف آقار الواقع‪.‬‬
‫و ريات وتأمالت‪.‬‬
‫و رور الفن‪.‬‬
‫و للثور وجه آخر‪.‬‬

‫صفحة | ‪66‬‬
‫و املار ية ا قة‪.‬‬
‫و ما قاله لينني َّقاً‪.‬‬
‫ووامالً ف تابووه وورور الفو ِّون‪ ،‬هووو َّأوت فصوووت‬ ‫أفوورد إر س و فيشوور فص والً‬
‫ي عنوان وظيفة الفن‪.‬‬ ‫الفن‬
‫الكتاب‪ ،‬للحديث ف وظيفة ِّ‬
‫افتووتى الفصوول بقوووت جوواو كوكتووو‪« :‬ال غووىن عوون ِّ‬
‫الشوعر وَّبووذا لووو عرفووي‬
‫ألي ش ووتأل ه ووو ووذل »(‪ .)11‬وعلَّو و عل ووأ ه ووذ العب ووار بقول ووه‪« :‬ه ووذ العب ووار‬ ‫ِّ‬
‫الضوروري‪ ،‬وتشوري ف الوقوي نف وه ِ َ ا ووري‬ ‫الرائعوة تعبِّو ُور عون طوابع الفو ِّون َّ‬
‫الووجيز َّ‬
‫الفن ف تاريش العامل الربجواتي املعاصر»(‪.)14‬‬ ‫الدور الذي يلعبه ِّ‬ ‫الَّيت هتيمن علأ َّ‬
‫إحالل التوازن‬
‫يبوودو مووع ه ووذ االسووتهالليَّة ي ووف خلووً فيشوور بَ و ن َ‬
‫وني وظيفووة الف و ِّون ودور ‪،‬‬
‫وني دور الفو ِّون‬
‫وهووذ َّوودَ مشووكالت ا ووديث ف وظيفووة الفو ِّون يقوووم خلووً بَو ن َ‬
‫ووظيفتووه فيعاموول الو َّودور علووأ أَنوَّوهُ وظيفووة وهووذا خلوول مووا سوونبني الَّق واً‪ .‬املشووكلة‬
‫ا‪،‬اصوة فيشور هنووا هوت أَنوَّوهُ بوىن موا سوويأ ي مون وظيفووة الف ِّون علوأ هووذا ا‪،‬لوً بَو ن َ‬
‫وني‬ ‫َّ‬
‫الدور والوظيفة‪ ،‬وعلأ أساس هذا ا‪،‬لوً املبوأ علوأ َّوالت ال َّودور حم َّول الوظيفوة‪،‬‬
‫َّ‬
‫فأ اف مؤِّ داً بقووت كوكتوو اتوه‪« :‬سويختفت الف ُّون قودار موا ِّقو ا يوا مزيوداً‬
‫من التَّواتن»(‪ .)16‬و أَنَّوهُ يريود أن يقووت لنوا َّن دور الف ِّون أو وظيفتوه بواملعىن الوذي‬
‫أراد هو َّالت التَّوواتن ف ا يوا ‪ ،‬ولوذل ُ لَّموا َّقو مزيود مون التَّوواتن ف ا يوا‬

‫‪ 11‬و رن ي فيشر‪ :‬ضرورة الفن و تراة الد تور ميشات سليمان و دار ا قيقة و بريوت و د‪.‬ت و ص‪.1‬‬
‫‪ 14‬و م‪ .‬س و اته‪.‬‬
‫‪ 16‬و م‪ .‬س و اته‪.‬‬
‫صفحة | ‪67‬‬
‫م ووات الف و ُّون ِ َ اال وومحالت واالختف وواأل‪ .‬ول ووذل ق ووات‪َّ « :‬ن الف و َّون وس وويلة عط وواأل‬
‫اإلن ان تواتناً ف العامل الذي يً به»(‪ .)40‬و باً من ال ِّون َّ‬
‫أن الف َّون سويندقر‬
‫يضمحل يرَ فيشر أنَّه «من غوري امل وتطا األمول بوأن ي وود توواتن دائوم بَو ن َ‬
‫وني‬ ‫ُّ‬ ‫أَو‬
‫إن هذ الفكر توَّت أيضاً ب َّ‬
‫وأن‬ ‫اإلن ان والعامل ََّ ََّّت ف ا تمع األ ثر تطوراً‪ ...‬ف َّ‬
‫الفو َّون مل يكوون ووروريًّا ف املا ووت وَّ و بوول سوويبقأ ووذل ف امل ووتقبل أيض واً‪،‬‬
‫الدوام»(‪.)41‬‬
‫وعلأ َّ‬
‫تتضمن اع افاً جزيًّا بأمرين‪:‬‬
‫أن هذ الفكر َّ‬ ‫يرَ فيشر َّ‬
‫الفن‪.‬‬
‫و أوهلما االع اف بطبيعة ِّ‬
‫الفن‪.‬‬
‫و قانيهما االع اف بضرور ِّ‬
‫الفن ف قي التَّواتن فهو‬ ‫بأن دور‪ /‬وظيفة ِّ‬ ‫األوت وهو االع اف َّ‬ ‫َّأما األمر َّ‬
‫وني ماهيَّوة الف ِّون‬
‫الدور والوظيفة‪ ،‬وفيه وافة َخ نلوً جديود بَو ن َ‬ ‫ني َّ‬
‫استمرار ف ا‪،‬لً بَو ن َ‬
‫ال َّ وابقة علووأ ظهووور وه ُّ ود ‪ ،‬وماهيَّتووه الالَّقووة عليووه ا ت وواباً بعوود ه وود أق وراً‬
‫الفأ ال ساب عليه‪.‬‬ ‫فالدور والوظيفة ال ا الَّ علأ بدا األقر ِّ‬ ‫َّ يًّا‪َّ .‬‬
‫مضاعفة احلياة‬
‫ورَّ ووا‬ ‫َّ‬
‫الوويت أشووار ليهووا فيشوور هووت ووون الفو ِّون إثِّول بووديالً للحيووا الواقعيَّووة‪ُ ،‬‬
‫تكون هذ الوظيفوة سوابقة علوأ األو وون الف ِّون يقووم بتحقيو التَّوواتن ألنَّوهُ إثِّول‬
‫بديالً للحيا ‪ ،‬ومل يغفل فيشر عن ل ‪.‬‬

‫‪ 40‬و م‪ .‬س و اته‪.‬‬


‫‪ 41‬و م‪ .‬س و ص ‪ 1‬و ‪.4‬‬
‫صفحة | ‪68‬‬
‫يؤِّ و و ود فيش و وور َّ‬
‫أن «الف و و َّون با قيق و ووة أ ث و وور م و وون ب و ووديل‪ ...‬نَّو ووهُ يع و وورب ع و وون‬
‫وني اإلن ووان والع ووامل‪ ...‬نَّ ووهُ ي ووتجي اج ووات متع و ِّودد‬ ‫عالق ووة أ ث وور عمق و واً بَو و ن َ‬
‫ومتنوعة»(‪.)44‬‬‫ِّ‬
‫أن هووذ الوظيفووة‪ /‬الو َّودور الَّوويت أناطهووا بو ِّ‬
‫والفن تثووري مش وكلةً أساس ويَّةً‬ ‫ا قيقووة َّ‬
‫ورَّ ا َوفن َ أ ثر من م وتوَ‪ .‬ففوت امل وتوَ األوت مون اإلشوكات ود َّ‬
‫أن‬ ‫ومهمةَ ًُ ُ‬
‫َّ‬
‫مووا مسَّووا وظيفووة ال يعوودو ونووه ج وزألاً شووكاليًّا موون تعريووف الفو ِّون ومفهومووه وطبيعتووه‬
‫ألن ل كوا ينودر ف م واعت فهوم العمليَّوة‬ ‫الدور‪َّ ،‬‬ ‫املنفصلة أصالً عن الوظيفة و َّ‬
‫وني الفو ِّون واإلبوودا ‪ ،‬علووأ مووا بينهمووا موون‬
‫اإلبداعيَّووة َوفَ و نرم جلووت ن مل يكوون ب ورياً بَو ن َ‬
‫اتِّصووات وتواصوول ب وريين‪ .‬وف امل ووتوَ الثَّواي تواجهنووا مشووكلة االتِّفووام علووأ هووذ‬
‫وأي‬
‫ا‪،‬صيصووة أَو اازئيَّووة موون مفهوووم الفو ِّون فهوول الفو ُّون بووديل عوون ا يووا فع والً؟ وبو ِّ‬
‫ورَّ ووا‬
‫معووىن يكووون ل و ؟‪ ...‬نوَّوهُ مشووكلة مووا تالووي قائمووة‪ ،‬وسووت ُّل ووذل قائم وةً ُ‬
‫يتعذر َّلُّها‪.‬‬ ‫َّ‬
‫وتمم هلووذ الوظيفووة‪ ،‬وهووت َّ‬
‫أن الفو َّون يعو ِّورب عوون عالقووة أ ثوور‬ ‫َّأموا ااوزأل الثَّواي املو ِّ‬
‫ومتنوعوة‪...‬‬‫ني اإلن ان والعامل‪ ...‬وأَنَّهُ ذل ي تجي اجات متع ِّود َد ِّ‬ ‫عمقاً بَو ن َ‬
‫الدقووة والقو َّوو وامل ووؤوليَّة‪ ...‬فهووو ينطبو علووأ ثووري غووري‬ ‫فهووذا ووالم عووام يفتقوور ِ َ ِّ‬
‫الفو ِّون‪ ،‬فَوثَ َّموةَ الكثووريُ الووذي إكوون أن يقووات فيووه مثوول هووذا القوووت موون دون أن يكووون‬
‫حمدداً هلويَّته أَو وظيفته‪.‬‬ ‫ِّ‬
‫وني‬ ‫وفوووم ل و لِّ وه ف و َّ‬
‫وإن ووون الف و ِّون بووديالً أَو مع ورباً ع وون عالق ووة عميق ووة بَ و ن َ‬
‫اإلن ان والعامل يعأ أيضاً أَنَّهُ ق مموعة من الوظائف األخرَ أبرتها‪:‬‬

‫‪ 44‬و م‪ .‬س و ص‪.4‬‬


‫صفحة | ‪69‬‬
‫حتقيق التوازن يف احلياة‬
‫َّو هد ف يضواح‬ ‫لوجت رتولد ريخ‬
‫يعتمد فيشر علأ شريكه األيوديو ِّ‬
‫ه ووذ الوظيف ووة‪ ،‬فيقت ووبذ قول ووه‪َّ « :‬ن م وورَّنا جيو و أن ِّ‬
‫ينمو وت َر نع َشو وةَ الفه ووم‪ ،‬وأن‬
‫ودرب النَّواس علووأ متعووة تغي وري الواقووع‪ .‬فووال يكفووت أن يعو ِّورف اهورنووا يووف و َّورر‬
‫يو ِّ‬
‫ودرب علوأ الل َّوذ ف ريور ‪ ،‬جيو علينوا أن نعلِّموه‬ ‫رومثيوس فقً‪ ،‬بل عليه أن يت َّ‬
‫بكل الفرَّة والغبطة اللتوني يشوعر موا املخو ‪ ،‬وبك ِّول النَّصور الوذي‬ ‫يف يشعر ِّ‬
‫يشعر به ا رر»( ‪ .)4‬وهذا لُّه من أبرت عناصر التَّواتن ف ا يا ‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ا‬
‫الفن ميثل بديال للحياة الواقعية‬
‫يت واألت فيشور‪« :‬ملوا ا ال يكفينووا وجودنوا ا‪،‬واص؟ ومووا مصودر هوذ َّ‬
‫الرغبووة‬
‫تتحق ‪ ،‬من خالت شخصيَّات أخرَ‪ ،‬وأشكات أخورَ‪،‬‬ ‫ف قي َّياتنا‪ ،‬اليت مل َّ‬
‫ث يبودو شوتأل موا‪،‬‬ ‫ومن خالت التَّطلع من الصالة امل لمة امل ورح املضواأل‪ََّ ،‬نيو ُ‬
‫ومع ونه حمو متثيول فَِإنوَّهُ قوادر علوأ أن ي وتحو علوأ ياننوا بأسور ؟»(‪ .)42‬ال‬
‫ألن الفو َّون بووديل عوون ا يووا ‪ .‬و ِ‬
‫لكنَّووهُ بالتَّأ يوود لوون‬ ‫يبتعوود فيشوور ََّو َّوَّت يقوورر ميب واً‪َّ :‬‬
‫يكون بديل استعا ة بَِق ند ِر ما هو بديل امتداد‪.‬‬
‫َ ْ َ‬
‫التوحيد بين األنا والوجود‬
‫وني األن ووا ا وودود والوج ووود‬ ‫إكوون ت وومية ه ووذ الوظيف ووة بوظيف ووة التوَّي وود بَ و ن َ‬
‫وني األن ووا وا م ووو ‪ ،‬والتَّوَّي وود‬ ‫االجتم وواعت‪ ،‬أي َّن وظيف ووة الف وون تال ووة الفواص وول بَو و ن َ‬

‫‪ 4‬و م‪ .‬س و ص ‪.11‬‬


‫‪ 42‬و م‪ .‬س و ص ‪.4‬‬
‫صفحة | ‪71‬‬
‫بينهم ووا‪ ،‬أو م ووا ي وورَ فيش وور « َّن وظيف ووة الف و ِّون األساسو ويَّة ه ووت دائمو واً أن و ِّورج‬
‫اإلن ان بكليَّته‪ ،‬وأن ي مى لألنوا بالتَّماقول موع َّيوا ا خورين‪ ،‬وأن ِّ‬
‫إكنهوا كوا مل‬
‫تكنه‪ ،‬وكا هت جدير بأن تكونه»(‪.)45‬‬
‫التنوير واحلفز على العمل‬
‫فوظيفووة الفوون األساس ويَّة َّ ووبما يوورَ فيشوور «بالن ووبة لطبقووة ُم َع و َّد لتغيووري‬
‫العامل لي ي وظيفة خل ال ِّ حر و َّفَوا هوت التَّنووير وا فوز العمول‪ ...‬لو َّ‬
‫أن‬
‫يكف عن أن يكون فنًّا»(‪.)46‬‬ ‫الفن من دون هذ البقيَّة من طبيعته األصليَّة ُّ‬ ‫َّ‬

‫‪ 45‬و م‪ .‬س و اته ‪.16‬‬


‫‪ 46‬و م‪ .‬س و اته‪.‬‬
‫صفحة | ‪71‬‬
‫صفحة | ‪72‬‬
‫صفحة | ‪73‬‬
‫صفحة | ‪74‬‬
‫نعود هنا املشكلة اليت بدأنا ا وهت َّ‬
‫أن‬
‫الفن فكر ِخالفيَّة‪ ،‬ونعود تأ يد‬ ‫فكر وظيفة ِّ‬
‫الفن من فيل وف‬ ‫أنَّنا ال نقصد اختالف وظائف ِّ‬
‫ورَّ ا يكون هو‬ ‫فيل وف فهذا أمر طبيعت ُ‬
‫الصحيى‪ ،‬وَِّفَا نعأ القبوت بفكر وظيفة ِّ‬
‫الفن أَو‬ ‫َّ‬
‫الفن اهتا‪.‬‬
‫فكر توظيف ِّ‬
‫أن يكووون للفو ِّون وظيف ووة فهووذا أموور ال ج وودات‬
‫الفن يقوم جموعة‬ ‫فيه وال سجات‪ ،‬ال ش َّ ف َّ‬
‫أن َّ‬
‫من الوظائف‪ ،‬ولكن ا‪،‬الف هو ف ماهيَّة الوظيفة‬
‫وطبيعتهو ووا‪ .‬والوظيفو ووة الو وويت يقو وووم و ووا الَّقو ووة علو ووأ‬
‫العمليَّو و ووة واإلبداعيَّو و ووة ولي و و ووي سو و ووابقةً عليهو و ووا‪ ،‬وال‬
‫وأ موون‬ ‫مشووروطةً ووا‪ ،‬أعووأ َّ‬
‫أن الفنَّووان يبوود أقوور الفو َِّّ‬
‫أجل قي اته املبدعة‪ ،‬ويكون ُّول موا بَو نع َود لو‬
‫موون وظووائف الَّقواً علووأ العمليَّووة اإلبداعيَّووة‪ .‬ولكوون‬
‫ما إكن ا وديث عليوه‪ ،‬بول موا جيو ا وديث عليوه‬
‫ه و ووو وظيف و ووة الفنَّ و ووان بوص و ووفه م و ووثالً أعل و ووأ وق و وودو‬
‫اجتماعيَّة‪.‬‬

‫صفحة | ‪75‬‬
‫نعوت عليه ونطلبه هو أن يكون الفنَّان قدوً َّقيقيَّةً جديرً بوأن يقتودَ‬ ‫ما ِّ‬
‫املتلق وني الووذين ال ي ووتطيعون ال النَّ وور لي وه علووأ أنوَّوهُ مو ووع الثِّقووة ن مل‬
‫ووا موون ِّ‬
‫يكون مصودرها‪ .‬وا وديث ف وظيفوة الفنَّوان أموور طويول‪ ،‬ولوه فوا وَّواالت ثووري‬
‫جد ثري ‪.‬‬
‫ِّ‬
‫هذا الكالم يلنا علأ حنو مباشر الكالم ف أخالم املبد وقيمه‬
‫وسلو اته اليت جي أن يتحلأ ا‪ ،‬فاملبد قدو ‪ ،‬والقدو قيمة سامية سامقة ف‬
‫ن ر ا تمع‪ ،‬يقتدي ا ويتطلع ليها وي ق ما تقوم به وتفعله‪...‬‬
‫ا‪،‬اصة والشخصيَّة‬ ‫حنن لن حناس املبد أو الفنان علأ سلو اته وقيمه َّ‬
‫الر نغ ِم من أ ا تعأ ا تمع ثرياً ف بع األَّيان‪ ،‬ولكننا نتحدث عن ل‬ ‫علأ َّ‬
‫سلوج أو عمل أو تصرف عام يصدر عن الفنان‪ ،‬ور ا ما جي أن يكون عليه‬
‫سلو ه ف َّاالت معينة‪.‬‬
‫ني أقصأ‬ ‫أن هناج تنوعاً ال َّدود له ف أخالم املبدعني ما بَو ن َ‬ ‫ال ش َّ ف َّ‬
‫وهذا أمر طبيعت ال جيوت نكرانه وال االع ا عليه‪،‬‬ ‫طرف ال َّ ل واإلجياب‪ ،‬ا‬
‫ولذل سنجد امل ف وال خيف والطريف وال امت والنبيل والرقي واألني‬
‫وغري ل الكثري الكثري‪ .‬ولكن ما الذي يبقأ وخيلد؟‬
‫سيخلد ااميع بالتأ يد‪ ،‬ولكن ل خيلد ا ان‪ ،‬وي ل النبيل الع يم‬
‫يذ ر بنبله وع مته‪ ،‬وي ل ال خيف يذ ر ب خفه‪ .‬ومن ل مثالً أننا ال‬
‫َن ِرو و و ‪ G.Bruno‬أ َ‬
‫َُّرم َّيًّا والألً ملبادئه وأَفكار ‪،‬‬ ‫تطيع الَّ أَن نذ َر أ َّ‬
‫ن ُ‬
‫سري وقرا و ‪Socrates‬؛ شهيد الفل فة الذي‬ ‫ودفاعه عنها‪ .‬مقتفياً بذل‬
‫لكن تالميذ الذين أََّبُّو وآمنوا به مل‬
‫هرعاً لل ُّ ِّم‪ ،‬و َّ‬
‫َُّكم عليه ظلماً باإلعدام ُّ‬

‫صفحة | ‪76‬‬
‫يقتنعوا بذل فهيَّؤوا له سبل الفرار‪ ،‬ووفَّروا وسائل عيشه ف ت اليا‪ ،‬و ان ِ‬
‫الفرار‬
‫الفار ف مثل هذ ا ات‪ ،‬ولكنَّه أَىب أَن يهرب‪،‬‬
‫يعذر َّ‬‫م تطاعاً‪ ،‬و ان العرف ُ‬
‫ورف ا‪،‬رو علأ قوانني بالد ‪ ،‬فالقوانني سيا َّ‬
‫الدولة فلًن ظلمه األَقنيُّون‬
‫تهني هو بالقوانني وي لمها؟؟ ُثَّ يف يهرب وهو مل يغادر أَقينا‬
‫فبأي َّ ه ي ُ‬‫ِّ‬
‫فإن هروبه يعأ ضلِّيه عن مبادئه وهو مل‬
‫قً الَّ للحرب دو ا‪ ،‬وقبل ل لِّه َّ‬ ‫ُّ‬
‫يتخل عنها(‪.)41‬‬
‫َّ‬
‫يكي قصحل تشبه األَساطري عن أَخالقيَّاته ودقَّته‬ ‫ِ‬
‫َّأما كا و ‪ Kant‬فقد َّ ن‬
‫ََّّت قالوا‪َّ :‬ن النَّاس اني تضبً ساعاهتا علأ بوََر ِام ِج‬
‫ف مواعيد َّ‬
‫كا و ‪ Kant‬ومواعيد ‪ .‬وبعد ا أُوكتاف هامالو و ‪ O.Hamelin‬الذي ه‬
‫لالنتجا فمات غرقاً ألَنَّه و وهو ال جييد ال ِّ باَّة و رأَ شخصني يغرقان فلم‬
‫ي تطع الَّ أَن اوت نقا ا‪ ،‬فمات معهما‪.‬‬
‫ابن املقفع وعبد احلميد‬
‫ونذ ر من روائع قصحل ال ُّ اث العريب ما نقله ا ن ِخلِّكاو عن‬
‫َن عبد الحميد الكاتب قد طُل عند‬ ‫الجهشيار ف تابه أَخبار الوتراأل من أ َّ‬
‫َّ‬
‫الدولة األَمويَّة ومطارد بأ العبَّاس لألَمويني وأَنصارهم بالقتل والتَّشريد‪،‬‬ ‫انقرا‬
‫المقفع‪ ،‬ففاجأ ا الطَّل ُ و ا ف بيي عبد‬ ‫و ان عبد الحميد صديقاً و ن َّ‬
‫الحميد‪ ،‬فقات الذين دخلوا عليهما‪:‬‬
‫و أَيُّوكما عبد الحميد؟‬

‫ِّعر رقَّوةً وروعةً‪ ،‬وهت‬


‫سرَد َها بنثر فام الش َ‬
‫قصة عدام سقراط مشهور جدًّا بفضل تلميذ أَفالطون الذي َ‬ ‫‪ 41‬و َّ‬
‫جل ت تاريش الفل فة‪ ،‬وال سيَّما الفل فة اليونانيَّة‪.‬‬
‫مرويَّوة ف ِّ‬
‫صفحة | ‪77‬‬
‫فقات ُّل واَّد منهما‪ :‬أَنا‪.‬‬
‫خوفاً من أَن ينات صاَّبه مكرو ‪ .‬وخاف عبد الحميد أَن ي رعوا‬
‫ا ن َّ‬
‫المقفع فقات‪:‬‬
‫لكل منَّا عالمات‪ ،‬فوِّ لوا بنا بعضكم وإضت ا خرون‬ ‫و ترفَّقوا بنا‪َّ ،‬‬
‫فإن ه‬
‫ويذ روا تل العالمات ملن أَرسلكم‪.‬‬
‫ففعلوا‪ ،‬وأَخذوا عبد الحميد َّيث لقت َّتفه‪.‬‬
‫وني املبو وودعني‪ ،‬ولكنو ووه‬‫مثو وول اهو ووذا املثو ووات لو وويذ فريو ووداً مو وون جن و ووه ونوعو ووه بَو و ن َ‬
‫ل و وويذ ظ و وواهر متص و وولة وال منتش و وور ‪ ،‬وهن و وواج ن و ووائر هل و ووا ف املب و وودأ م و ووع اخ و ووتالف‬
‫املو وواد ‪ ،‬ولكو وون اهو ووذ النمو ووا والص و ووور لهو ووا تقريب و واً تنو وودر ف طو ووار األخ و ووالم‬
‫العام ووة‪ ،‬وا ووديث ف لو و أم وور طوي وول ل ووه تفاص وويل وأبع وواد ث ووري ت ووتح وقف ووة‬ ‫َّ‬
‫م تقلة‪.‬‬
‫ما يعنينا هنا أ ثر أن نتناوت أخالم املبدعني مع املبدعني ألنه وجه من‬
‫أ ثر وجو املبد أ ية وخطور ‪ ،‬وسنختار لذل بضع فا جيابية أل ا هت‬
‫املمارسة املطلوبة من املبد ها املبد ‪.‬‬
‫برامز وبتهوفن‬
‫انقطع املوسيقار رامز ف من الزمن عن اإلبدا متوقفاً عن متابعة تابة‬
‫َّدَ سيمفونياته‪ ،‬واستمر ل حنو اقنيت عشر سنة‪ ،‬األمر الذي و عه مو ع‬
‫اإلَّرا وت اؤالت الناس والنقاد واملنت رين‪ ،‬وعندما سًل عن سب اهذا‬
‫التوقف أجال قائالً‪:‬‬

‫صفحة | ‪78‬‬
‫«إ َّك لن تستايع أو تعرف كيف يشعر أمثالنا عندما سمع وقع أقدام‬
‫ٍ‬
‫عمالق مثل تهوفن خلف ظهور ا»(‪.)44‬‬
‫فضرب بذل مثالً رائعاً ف اَّ ام الذات وتقدير املبدعني ا خرين‬
‫الر نغ ِم من ونه موسيقاراً ُرَّ ا ال يقل قيمة وقدر عن عمالقة‬
‫املتميزين‪ .‬فهو علأ َّ‬
‫املوسيقأ ف عصر فإنه مل يتعمل علأ عمالم‪ ،‬ومل يغم عينيه عن قو بدا‬
‫ع مة يتهوفن وال ي تطيع أن يبد‬ ‫ا خرين‪ .‬وأعلن جبرأ وو وح نه يتهي‬
‫أمام هدير موهبته‪.‬‬
‫املعلى وأبو متام‬
‫اهذا املثات اته بتمام صورته ان له ن ري ف ال اث العريب‪ ،‬دقنا ت‬
‫ال اث العريب أنَّهُ ملا نَ َ َوم أ و تمام حبيب ن أوس الشعر‪ ،‬و ان صغرياً‪ ،‬ث‬
‫عن شاعر بري جييز فاستوسً المقدام عند ابن عمه المعلى ن العالء‬
‫الاائي‪ ،‬فذهبا ليه معاً‪ ،‬وعندما دخال قات المقدام‪ :‬نَّا جًناج اجة‪.‬‬
‫قات المعلى‪ :‬وما هت؟‬
‫قات‪َّ :‬ن هذا الفَّت ُ‬
‫ابن ع هم ل من طتأل‪.‬‬
‫قات المعلى‪َّ :‬با اهلل‪ ،‬ما شأنه؟‬
‫قو وات‪ :‬و ور أَنَّووهُ عم وول ش ووعراً ف أم ووري امل ووؤمنني‪ ،‬وأَّو و َّ أن يعر ووه عليو و‬
‫ت بإظهو ووار فعو وول‪ ،‬و ن اسو ووتقبحته وأمرتو ووه‬ ‫ويشو وواورج فيو ووه‪ ،‬فو ووإن استح و وونته وأمو وور َ‬
‫بإخفائه طوا ‪.‬‬

‫‪ 44‬و دين يث ساإننت‪ :‬العبقريَّة واإل داع والقيادة و ص ‪.15‬‬


‫صفحة | ‪79‬‬
‫قات‪ :‬أنشدنا يا بن أخت‪.‬‬
‫فأنشد ‪.‬‬
‫فقات المعلى‪ :‬يا بأ أهذا الشِّعر ل ؟‬
‫قات‪ :‬نعم يا عمت‪.‬‬
‫علت‪.‬‬
‫قات أعد َّ‬
‫فأعاد‪.‬‬
‫ف ووأخر المعل ووى م وون عب ووه قو وراطيذ‪ ،‬فخرقه ووا‪ُُ ،‬ثَّ ق ووب عل ووأ يت ووه وق ووات‬
‫لنف ه‪ :‬أنا شواعر النواس منوذ وذا و وذا‪ ،‬قبضوي جووائز ف موواطن مل يقوب فيهوا‬
‫أ و واس وال مسلم ن الوليد‪ ،‬ويأ ي هذا الغالم اليوم ثل هذا الشعر‪ ،‬وأنا آ ي‬
‫ثل هذ األشعار؟! يوُ نع ِطت المعلى اهللَ عهداً ال قات شعرا أبداً‪...‬‬
‫الشووعراأل علووأ‬ ‫و ووان المعلووى علووأ عهوود ووعوود ‪ ،‬فوواعتزت ِّ‬
‫الشووعر‪ ،‬ومووالذ ُّ‬
‫الر نغ ِم كوا لوه مون ع ويم مكانوة‪َّ ََّ ،‬وَّت َّن الموأموو ملوا جلوذ املوأمون للنَّواس‪ ،‬طلبوه‬
‫َّ‬
‫أخوَرَج عنوا ف هوذا اليووم؟‬
‫فلم جيد َّا راً‪ ،‬فبعث ليه‪ ،‬فأتا ‪ ،‬فقات له‪ :‬ما الذي َّ‬
‫قصته مع أ ي تمام وإينوه بوأال يقووت شوعراً أبوداً‪ ...‬فكوان لو سوب‬
‫فقحل عليه َّ‬
‫َّ‬
‫استحضار أ وي تموام‪ ،‬فأَّضور ومسوع منوه موا أعجبوه فأعطوا عشور آالف درهوم‪.‬‬
‫وأعطأ المعلى مثلها النصرافه و يفائه أ ا تمام َّ‬
‫َّقه‪.‬‬
‫بدوي واآلمدي‬
‫ال تقل قصة دو الديرا ي وحامد اآلمد ف أخالم املبد روعة‬
‫و دهاشاً عن أرو قصحل أخالم املبدعني اليت تكشف عن شفافية ومصداقية‬
‫إكن القوت ا ال َّدود هلا‪.‬‬

‫صفحة | ‪81‬‬
‫ف فن ا‪ ً،‬قدإاً مل يكن للمرأل أن ي مت نف ه خطاطاً ما مل جيز‬
‫من له منى اإلجات ‪ ،‬والذين إنحون اإلجات ف ا‪ ً،‬ف ل تمان معدودون‬
‫علأ نصف أصابع اليد الواَّد ‪ ،‬علأ من يريد ا صوت علأ اإلجات أن يرَّل‬
‫مكانه‪.‬‬ ‫أَّدهم أو لهم من أي مكان ف األر‬
‫ان حامد اآلمد ‪ ،‬ا‪،‬طاط ال ت‪ ،‬ملكاً من ملوج ا‪ ً،‬العريب‪ ،‬و ان‬
‫من أواخر ماحنت اإلجات ف ا‪ ،ً،‬و ان علأ من يريد ا صوت علأ االع اف‬
‫بأنه خطا أن يأ ي ليه فيه تر يا‪.‬‬
‫شعر دو الديرا ي‪ ،‬ا‪،‬طاط الدمشقت‪ ،‬أنه صار أهالً للحصوت علأ‬
‫جات ف ا‪ ،ً،‬و ان خري من إنى اإلجات َّينها هو اآلمد ‪ ،‬فذه دو‬
‫ني يديه مر فأخرَ‪ .‬فقات له اآلمد ‪:‬‬ ‫ليه َّ‬
‫وخً بَو ن َ‬
‫و عد بعد قالقة أشهر‪.‬‬
‫مل يفكر دو ف األمر ثرياً فعاد وأعاد التدري مع اَّ افه وعاد قانية‬
‫ني يدي اآلمد من جديد فن ر ليه اآلمد وقات له‪:‬‬ ‫بعد قالقة أشهر َّ‬
‫وخً بَو ن َ‬
‫و عد بعد قالقة أشهر‪.‬‬
‫ني ا‪،‬طاطني‪ ،‬ويعرف قدرته‬ ‫هنا استاأل بدوي‪ ،‬وهو يعرف من هو بَو ن َ‬
‫و مكاناته‪ ،‬ومات ال ن بأن اآلمد فا يرد غري أو َّ داً‪ ،‬و ال ملا ا يرد ؟‬
‫ولكنه مع ل أراد أن يتابع املو و ليعرف أين ستصل غري اآلمد أو‬
‫ني يدي اآلمد وعندما فرغ‬
‫َّ د ‪ ،‬وعاد بعد قالقة أشهر تر يا وخً بَو ن َ‬
‫دو من خً اللوَّة قات له اآلمد ‪:‬‬
‫و ا ن ت تح اإلجات ‪.‬‬

‫صفحة | ‪81‬‬
‫اإلجات اليت إنحها اآلمد يكت فيها ً يد قائالً من تشكيلة‬
‫خاصة‪ :‬يشهد َّامد اآلمد أن فالن خطاط أو من عداد ا‪،‬طاطني‪،»...‬‬
‫َّ‬
‫وانت ر دو أن صل علأ اهذ الشهاد اليت راح اآلمد خيطها‪ ،‬وعندما‬
‫استلم دو الديرا ي الشهاد فوجئ بأن حامد اآلمد مل يشهد له بذل ‪،‬‬
‫و فا ت ف الشهاد ‪َّ « :‬‬
‫إو حامد اآلمد يشهد أو الشهادة التي يمنحها‬
‫دو الديرا ي معادلة للشهادة التي يمنحها حامد اآلمد »‪.‬‬
‫ان ا مدي أفو جاً للمبد الفذ الذي يعرف يف م املبد الفذ‪.‬‬
‫أن املبد الفذ هو الذي يعرف َّقوم ا خرين‬‫ورَّ ا يقودنا فكر مهمة وهت َّ‬
‫ُ‬
‫ويقدرهم‪.‬‬
‫اهذ بع النما ألخالم املبدعني مع املبدعني‪ .‬أما أخالم املبد‬
‫العامة‪ ،‬األخالم اليت تعرب عن م ؤولية املبد بوصفه قدو فيمكننا أن نتحدث‬
‫عن بع النما منها‪:‬‬
‫سعد صائب وإذاعة لندن‬
‫وجل ش و ووهاد ً رائعو و وةً لتك و ووون نرباس و و واً‬ ‫األديو و و الراَّ و وول و و ووعد ص و ووائب س و و َّ‬
‫ومهم ووة الفنَّ ووان ووظيفت ووه‪ ،‬ه ووذا املوق ووف ال ووذي ت و َّوو ب ووه ص وودم‬ ‫َّ‬ ‫ألخ ووالم املب وود‬
‫َن َّرص ووه عل ووأ تراقن ووا وأَص ووالتنا ل وويذ حمو و‬ ‫والئ ووه لعروب ووة وانتمائ ووه هل ووا‪ ،‬ليؤِّ وود أ َّ‬
‫الرن و و ووان‪ ،‬و َّف و و ووا ه و و ووو موق و و ووف ومب و و وودأ‬
‫الري و و وواح‪ ،‬أو يغ و و و ِّوري األص و و ووفر َّ‬
‫و و ووالم ت و و ووذرو ِّ‬
‫وي هيً و ووة اإل اع و ووة الربيطانيَّ و وة و و ووعد ص و ووائب اإلس و ووهام ف‬
‫والت و وزام‪ .‬فقو وود طَلَبَو و ن‬
‫بعو و برامه ووا الثَّقافي ووة‪ ،‬مقاب وول مكاف ووأ مزي ووة ومغري ووة‪ ،‬وه ووو عل ووأ م ووا ه ووو علي ووه‬
‫رد التا ‪:‬‬ ‫عاع عليه ومات عليه‪ ،‬فكان ُّ‬ ‫من فقر َ‬
‫صفحة | ‪82‬‬
‫األُستا بيل حلومي اوكندر‬
‫العريب و هيًة‬
‫ِّ‬ ‫العامة واألََّاديث الثَّقافيَّة بالق م‬
‫«املشرف علأ الربامج َّ‬
‫اإل اعة الربيطانية»‪.‬‬
‫يَّةً طيِّبة وبعد‪:‬‬
‫املتضمن دعو ي لإلسهام‬‫ِّ‬ ‫ومؤرخ ف ‪1645/4/6‬م‬ ‫تابكم ال َّ‬ ‫شارً‬
‫ف أَّاديث (الق م العريب) الثقافية واألَدبية‪ ،‬أُو ى لكم ما يلت‪:‬‬
‫لقد قضيي من عمري األَديب مخ ني عاماً لوم أُ ف حمطَّة أَو أَنشر ف‬
‫ملَّة أَجنبيَّة تنط بالعربيَّة‪ ...‬فهل أُتيى هلذ اإل اعة‪ ،‬التوت ان أَصحا ا‬
‫اإل ليز‪ ،‬سب حمنتنا ف فل طني‪ ،‬غرائت با ديث فيها ولوم ملَّكتأ املاليني؟‬
‫كالَّ ِّ‬
‫وحق عرو تي‬
‫أَنا الذي ما خطر بقليب ساعةً أَن أَرتاح االتدواجية عند سواي طوات‬
‫َّيا ي‪ ،‬فكيف يرتاح ليها أَديب وقد جعلته مثاالً تذَ لقيمت ومثلت ال يد‬
‫عنها؟‪...‬‬
‫صنع اهلل إبراهيم واجلائزة‬
‫ص و و وونع ام إ و و و وراهيم ص و و وونع ام أف و و ووو آخ و و وور م و و وون النَّم و و ووا املمثِّل و و ووة‬
‫وخاصو و و و وةً منه و و و ووا‬
‫َّ‬ ‫ألخ و و و ووالم املب و و و وود ‪ .‬فاَّتجاجو و و و واً عل و و و ووأ سياس و و و ووات ا كوم و و و ووة‬
‫التَّطبيعي و ووة م و ووع الكي و ووان الص و ووهيوي رفو و و األديو و و صو و وونع ام إ و و وراهيم ت و و ولُّم‬
‫وريب» يو و و و و وووم األربع و و و و و وواأل‬
‫ج و و و و و ووائز «ملتق و و و و و ووأ الق و و و و و وواهر لإلب و و و و و وودا الروائ و و و و و و ِّوت الع و و و و و و ِّ‬
‫ألن ا كومو و و و ووة املص و و و و وريَّة الو و و و وويت متو و و و وونى ااو و و و ووائز «ال متل و و و و و‬ ‫‪400 /10/44‬م َّ‬
‫مص و و و ووداقيَّة منحه و و و ووا» ألس و و و ووباب ث و و و ووري منه و و و ووا بقاؤه و و و ووا ال َّ و و و ووفري اإلسو و و و ورائيلت‬

‫صفحة | ‪83‬‬
‫الشو ووع الفل و ووطيأ‪ .‬وف ل و و و ووان‬ ‫علو ووأ رغو ووم املمارسو ووات اإلس و ورائيليَّة و و َّود َّ‬
‫قولو ووه‪« :‬أعل و وون اعتو ووذاري ع و وون ع و وودم قبو وووت اا و ووائز ألَنوَّ َه و ووا صو ووادر ع و وون َّكوم و ووة‬
‫ائيلت بالبق و وواأل ف مص و وور‬
‫تقم و ووع ش و ووعبنا و م و ووت الف و وواد وت و وومى لل َّ و ووفري اإلسو و ور ِّ‬
‫أن س و و و ورائيل تقتو و و وول وتغتص و و و و »(‪ .)46‬وقو و و ووات صو و و وونع ام ف لمو و و ووة‬ ‫ف َّو و و ووني َّ‬
‫وتَّعهو و ووا عل و و ووأ ا تمع و و ووني‪« :‬ف هو و ووذ اللح و و ووة الو و وويت تم و و ووع فيه و و ووا هنو و ووا هت و و وواح‬
‫الق و و و ووات اإلس و و و ورائيليَّة م و و ووا َّ‬
‫تبق و و ووأ م و و وون األرا و و ووت الفل و و ووطينيَّة وتقت و و وول النِّ و و وواأل‬
‫وتنف و و و وذ بدقَّ و و ووة منهجيَّ و و ووة وا و و ووحة بو و و وواد‬
‫ا وام و و وول واألطف و و ووات وتش و و و ِّورد ا الف ِّ‬
‫وطيأ وهتج و و ووري مو و وون أر و و ووه‪ ،‬لك و و وون العواصو و ووم العربيَّو و ووة ت و و ووتقبل‬‫الشو و ووع الفل و و و ِّ‬ ‫َّ‬
‫تعم و وواأل س و و ورائيل باألَّض و ووان‪ ،‬وعلو و ووأ بع و وود خط و و ووات مو و وون هن و ووا يق و وويم ال َّ و و ووفري‬
‫ائيلت ف طمأنينو ووة‪ ،‬وعلو ووأ بعو وود خط و ووات أخو وورَ تو وول ال َّ و ووفري األمري و و ُّوت‬ ‫اإلس و ور ُّ‬
‫َّيًّ ووا بأ مل ووه بينم ووا ينتش وور جن ووود ف و ِّول ر وون م وون أر ووان ال وووطن ال ووذي ووان‬
‫عربيًّا»‪.‬‬
‫ي هنوا يودرج َّجوم‬ ‫أن َّول مصور ه‬ ‫وأ واف صنع ام‪« :‬ال يوراودي شو ف َّ‬
‫ائيلت الفعل ِّوت‬
‫وكري اإلسور ِّ‬
‫ِّ‬ ‫الكارقة ا يقة بوطننا‪ ،‬وهت ال تقتصر علأ التَّهديود الع‬
‫الش وورقية وال عل ووأ اإلم ووالألات األمريكيَّووة وعل ووأ العج ووز ال ووذي يتب وودََّ ف‬ ‫وودودنا َّ‬
‫ِّل مناَّت َّياتنا»‪.‬‬ ‫سياسة َّكومتنا ا‪،‬ارجيَّة وَِّفَا ُّ‬
‫متتد‬
‫ُُثَّ يتوابع مبيِّنواً أَنَّوهُ قووام وا قووام بوه إانواً منوه بالوظيفووة الويت جيو علوأ الفنَّووان‬
‫أو األدي أن يقوم ا‪« :‬مل يعد لدينا م رح أو سينما أو ث علمت أو تعليم‪،‬‬

‫‪ 46‬و خرب تناقلته خمتلف وسائل اإلعالم وو االت األنباأل‪ ،‬ان ر مثالً‪ :‬اازير ني‪ :‬صنع ام إ راهيم يرفض‬
‫جائزة أد ية مصرية و ا‪،‬ميذ ‪1242/4/41‬هو املواف ‪400 /10/4‬م‪.‬‬
‫صفحة | ‪84‬‬
‫ل وودينا فق ووً مهرجان ووات وم وؤمترات وص ووندوم أ ا ي و ‪ ،‬مل تع وود ل وودينا ص ووناعة أو‬
‫صحة أو عدت‪ ،‬تفشَّأ الف اد والنَّهو ‪ ،‬ومون يعو يتع َّور لالمتهوان‬ ‫تراعة أو َّ‬
‫وللضَّرب والتَّعذي ‪ .‬وف ِظ ِّل هذا الواقع ال ي تطيع الكات أن يغمو عينيوه أو‬
‫‪60‬‬
‫يصمي‪ ،‬ال ي تطيع أن يتخلَّأ عن م ؤوليته»( )‪.‬‬
‫كاظم الساهر وعصابة علي بابا‬
‫واملت الفنَّووان كوواظم السوواهر فقوود قووات ًّ‬
‫ردا علووأ الووذين‬ ‫وريب العو ُّ‬
‫أمووا ال ونَّجم العو ُّ‬
‫‪61‬‬
‫دعو للغناأل للعدوان علأ العرام واالَّتفات (بتحرير العرام)( )‪:‬‬
‫َي ال أب ووا ‪ ،‬وال أشو و َ‪ ،‬و َّ‬
‫أن حم وواوالت العم ووالأل ا‪،‬ون ووة‬ ‫«ليع وورف اامي ووع أ َّ‬
‫من عصابة األربعني َّراموت‪ ...‬ال سوتقطايب ََّ َّوَّت أغ َّوأ للغوزو والعودوان‪ ،‬ولعصوابة‬
‫ردي الوَّيد با ذاأل‪...‬‬ ‫لحل بغداد قَ ند تلقَّي بالفعل ِّ‬
‫األربعني َّرامت بقياد ِّ‬
‫هذ لميت‪:‬‬
‫‪64‬‬
‫ِ َ مزبلة التَّاريش أنتم ومن يدفعون لكم من َّ‬
‫الصهاينة واألمريكان»( )‪.‬‬
‫أندريه موروا والحتالل‬
‫‪6‬‬
‫« وور أ دريووه موووروا القصووة التاليووة( )‪ :‬ف أواخوور ‪16 5‬م نووي أتنوواوت‬
‫الغووداأل ف لن وودن‪ ،‬عن وود اللي ودي لس وولي م ووع و س ووتوو تشرش وول‪ ،‬وه ووو اب وون أخ ووي‬

‫‪ 60‬و م‪ .‬س و اته‪.‬‬


‫‪ 61‬و اهذا التعبري هو الذي استخدمه االَّتالت األمريكت وأتباعه ومناصرو ‪.‬‬
‫‪ 64‬و ان هذا التصريى عق سقوط بغداد بيد االَّتالت األمريكت ف التاسع من ني ان ‪400‬م‪ ،‬وقد تناقلي‬
‫ا‪،‬رب خمتلف وسائل اإلعالم وو االت األنباأل‪.‬‬
‫‪ 6‬و أمحد الصاوي حممد‪ :‬مأواة فر سا و شر ة فن الطباعة و القاهر و ط‪ 5‬و ص‪ 45‬و ‪.46‬‬
‫صفحة | ‪85‬‬
‫صوواَّ الو َّودعو ‪ .‬وبعوود الغووداأل أخووذ بووذراعت وانتحووأ يب ف صووالون صووغري‪ ،‬وقووات‬
‫فجأ ً‪:‬‬
‫و و و وا ن يو ووا (م و وويو) م و وووروا‪ ،‬فو ووأ تاب و ووة رواي و ووات‪ ،‬و فو ووأ تاب و ووة تو وواريش‬
‫أشخاص … فأ!‪..‬‬
‫فن رت ليه بشتأل من القل ‪ ،‬فمضأ يقوت‪:‬‬
‫و مل يعوود جيوووت لو أن تكتو ال مقوواالً واَّووداً ف اليوووم… مقوواالً واَّووداً‪،‬‬
‫املنوعووة‪ ،‬الوويت إكوون‬
‫تكو ِّورر و َّول يوووم… مقوواالً تقوووت فيووه‪ ،‬ووي خمتلووف األشووكات َّ‬
‫‪،‬يال و ابتكارهووا… تقوووت شوويًاً واَّ ووداً‪ ،‬هووو‪َّ :‬ن الطَّ وريان الفرن و َّوت الووذي ووان‬
‫الرابع ووة‪ ،‬أو ا‪،‬ام ووة… و َّن الطَّو وريان‬ ‫َّ‬
‫الدرج ووة َّ‬ ‫األوت ف الع ووامل‪ ،‬يتقهق وور ا ن‬ ‫َّ‬
‫الدرجو ووة األو مو وون ط و وريان‬ ‫َّ‬ ‫األملو ووايَّ‪ ،‬الو ووذي و ووان ال وجو ووود لو ووه‪ ،‬يتقو و َّودم ا ن‬
‫العووامل… هووذا هووو واجب و ‪ ،‬وال شووتأل س ووا … فووإ ا صووحي ووذ ا قووائ ف‬
‫فرن ووا‪ ،‬و ا أص ووغي لي و فرن ووا‪ ،‬فإنَّو تك ووون ق وود َّأديووي عم والً أع ووم ش ووأناً‪،‬‬
‫أجل أقراً‪ ،‬من وصف غراميَّات امرأ ‪ ،‬أو مطامع رجل …‬ ‫و َّ‬
‫وأي ل ووي‪ ،‬ل ووأل ا ووظ‪ ،‬خب ورياً ف شووؤون الطَّوريان‪ ،‬وال سوولطة‬ ‫فأجبتووه بو ِّ‬
‫علوأ الكوالم ف مو ووعه‪ ،‬وأنوَّهُ موا مون أَّود ي وتمع َّ ا فعلوي‪ ،‬وأنوَّأ و علوأ‬
‫الرجات‪.‬‬‫الر نغ ِم من نصائحه و سأمضت ف تابة قصصت عن النِّ األ و ِّ‬ ‫َّ‬
‫فقات بصوته القوي ال َّ اخر‪:‬‬
‫ويتمخ عنوه الطَّوريان األملوايُّ هووو‬ ‫وإن ا‪،‬طوور الوذي سو َّ‬ ‫و سوتكون خمطًواً… ف َّ‬
‫الشوتأل الوَّيوود الووذي جيو أن يهو َّوم و َّول فرن ووت… فقوود يكووون موون ورائووه مصوور‬ ‫َّ‬

‫صفحة | ‪86‬‬
‫بالد ووم… َّأمووا الثَّقافووة‪ ،‬و َّأم وا األدب‪ ،‬ف وال بووأس مووا يووا (م وويو) موووروا‪ ،‬بيوود َّ‬
‫أن‬
‫القو ال تلبث أن تكون ققافةً ميتة ال َّيا فيها»‪.‬‬ ‫الثَّقافة من غري َّ‬
‫خامتة‬
‫َن ألَخالم املبدعني وظيفةً‪ ،‬ودوراً‪ ،‬وتأَقرياً ف نُفوس ااماهري‪ ،‬فكلَّما‬ ‫ا ُّ أ َّ‬
‫اني أَخالم املبد حممود ً ان قريباً من قلوب النَّاس‪ ،‬و لَّما ساألت أَخالقه‬
‫َعم بعيداً عن قلوب ااماهري‪،‬‬ ‫الضعة ان ف األَغل األ ِّ‬ ‫ومالي النُّشوت و ِّ‬
‫الروعة‪ ،‬وأَمثلة ل ثري دها ف واقعنا وف‬ ‫ََّّت و ن ان ما يبدعه غايةً ف َّ‬‫َّ‬
‫خمدرات مثالً‪ ،‬أَو أَنَّه مناف أَو‬
‫مدمن ِّ‬‫واقع غرينا‪ ،‬فما نكاد ن مع عن مبد أَنَّه ُ‬
‫ََّّت يغزو قلوبنا ا‪،‬وف من حمبَّته‪ ،‬ونبدأ بالنُّفور منه دفعةً‬ ‫ذوب‪ ،‬أَو غري ل ‪َّ ،‬‬
‫َن ثرياً من املثقَّفني نفروا من‬ ‫أَو شيًاً فشيًاً‪ .‬ومن ل علأ سبيل املثات نذ ر أ َّ‬
‫ماركس و ‪ Marx‬عندما علموا جابته ألََّد سائليه عن هيچل و ‪ Hegel‬قائالً‪:‬‬
‫َن املبدعني هم‬ ‫« اج الكل الذي إشت ف شوار برلني أُستا ي»‪ .‬ل أ َّ‬
‫القدو اليت تذَ‪ ،‬فإ ا ما نا ف قدوتنا نشوتاً أَو احنرافاً سارعنا ف التَّشكي‬
‫الرمزيَّة اني أََّد أَسباب ردود الفعل‬ ‫ف أَهليَّة هذ القدو ‪ ،‬و «هذ الوظيفة َّ‬
‫الرئيذ األَمريكت‬ ‫العنيف تاأل ت جيالت (ووتر جيي) املتعلِّقة بأََّاديث َّ‬
‫ا‪،‬اصة مع م تشاريه لقد ُهل العديد من األَمريكيِّني‬ ‫َّ‬ ‫يكسوو و ‪R. Nixon‬‬

‫الدوليَّة كمها شخحل‬ ‫عندما ا تشفوا أ َّ‬


‫َن أُموَّةً تدَّعت األَخالقيَّة ف الشُّؤون ُّ‬
‫معايري األَخالقيَّة لي ي فوم م توَ الشُّبهات‪ ،‬و صطلحات هو ز و ‪:Hobbes‬‬
‫‪62‬‬
‫تلوث رأس األُموَّة يكون نذيراً بف اد األ َُّمة»( )‪.‬‬ ‫َّ‬
‫فإن ُّ‬

‫‪ 62‬و دين يث ساإننت‪ :‬العبقريَّة واإل داع والقيادة و ص ‪.100‬‬


‫صفحة | ‪87‬‬
‫مصرين علأ رور لِّت املبدعني بالقيم األَخالقيَّة اإلجيابيَّة‬ ‫ولذل دنا ِّ‬
‫ني النَّاس‪ ،‬وارتفاعهم دائماً عن‬ ‫أَو الفضائل أَو األَخالم ا نة ا مود بَو ن َ‬
‫الريادي والقيادي ف ا تمع‬ ‫الشُّبهات يما ي َّل للمبد ِ اَّ امه ومكانته ودور ِّ‬
‫واألُموَّة‪ ،‬وفوم ل أَن يكون أَهالً للم ؤوليَّة امللقا علأ عاتقه ها متمعه‬
‫َن املبدعني هم أَعالم األُمم‪ ،‬ومرا ز اإلشعا فيها‪،‬‬ ‫وها اإلن انيَّة اعاأل‪ ،‬أل َّ‬
‫فليكونوا علأ قدر هذ امل ؤوليَّة اليت و عوا أَنف هم ف صدارهتا‪ ،‬ومحَّلهم‬
‫تمع يَّاها‪ .‬ومن أَراد أَن يكون خالف ل فال شتأل إنعه‪ ،‬ما لن وت‬ ‫ا ُ‬
‫يرَّم وال‬
‫َن التَّاريش ال ُ‬ ‫ااميع ف ا بان أ َّ‬ ‫ُ‬ ‫ليضع‬
‫الروائع‪ .‬ولكن َ‬ ‫دون تقدإه َّ‬
‫فإن املنط والعقل ال يقبالن املقارنة‬ ‫َصر التَّاريش علأ ر ااميع َّ‬ ‫ُإاري و ن أ َّ‬
‫بني عمر ن الخاَّاب و يروو و ‪ .Nero‬وال بني ماكسويل و ‪J.C.Maxwell‬‬

‫الذي أَتلف أَورام ا تشاف نقل القدر الكهربائيَّة بدون أَسالج خشية ت خري‬
‫ل ألَغرا غري سلميَّة‪ ،‬وبني خم القنبلة َّ‬
‫الذريوَّة الذي جعل العامل منذ‬
‫جرا من هذ األَمساأل‬ ‫اخ اعها يتقلَّ ف متاهات هواجذ ُّ‬
‫الرع ‪ .‬وهل َّم ًّ‬
‫واألَفعات‪.‬‬

‫صفحة | ‪88‬‬
‫صفحة | ‪89‬‬
‫صفحة | ‪91‬‬
‫ا و ُّ أ َّ‬
‫َن ألَخووالم املبوودعني وظيفوةً‪ ،‬ودوراً‪،‬‬
‫وتأَقرياً ف نُفوس ااماهري‪ ،‬فكلَّما انوي أَخوالم‬
‫املبد حممود ً ان قريباً من قلوب النَّواس‪ ،‬و لَّموا‬
‫الضووعة ووان‬
‫سوواألت أَخالقووه ومالووي النُّشوووت و ِّ‬
‫ف األَغلو و األَع و ِّوم بعي ووداً ع وون قل وووب اام وواهري‪،‬‬
‫الروعة‪.‬‬
‫ََّّت و ن ان ما يبدعه غايةً ف َّ‬ ‫َّ‬

‫تمس أَخالق‬
‫ُّ‬ ‫تساؤوت أَو تعليقات‬
‫ٌ‬ ‫ات أَو‬
‫تصدر عبار ٌ‬
‫ُ‬ ‫كثيراً ما‬
‫المبدعين‪ ،‬من قبيل‪:‬‬
‫َديب أَو ِّ‬
‫مفك ٍر ‪...‬‬ ‫يصدر مثلُ هذا عن شاع ٍر أَو أ ٍ‬
‫َ‬ ‫عيب أَو‬
‫ٌ‬
‫و‪ :‬يجب أَو يكوو (المبدعُ) خلوقاً‪ ،‬ومن ومات األَديب أَو (المبدع)‬
‫الصفات األَخالقيَّة الحميدة ‪ ....‬وغير ذلك من‬
‫أَو يكوو كذا وكذا ‪ ...‬من ِّ‬
‫تفترض كوو المبدعين متخلِّقين دائماً الفضائل األَخالقيَّة‬
‫ُ‬ ‫عبار ٍ‬
‫ات‬
‫َّاس انطبا خمالف عن سلو ات‬ ‫تكون لدَ الن ِ‬
‫السلوكيَّة‪ ،‬بل رَّ ا َّ‬
‫واللباقات ُّ‬
‫املبدعني من َّيث امتياتهم بنما شكليَّة وسلو يَّة معيَّنة‪ ،‬غالباً ما تكون َّما‬
‫نائيةً عن املألوف أَو مغرقةً ف هاوت العادات والتَّقاليد واألَعراف ال َّ ائد ف‬
‫متمعاهتم‪ .‬ولذل دعونا نت األت‪:‬‬
‫عمن وواهم؟؟‬
‫هل للمبدعين أَخال ٌق معيَّنةٌ يمتازوو ها َّ‬

‫صفحة | ‪91‬‬
‫َن قلَّةً قليلةً من الباَّثني أَقارت مثل هذ امل ألة ف أَ اقها عر اً‬ ‫ا ُّ أ َّ‬
‫خاص لذل ‪ ،‬أل َّ‬
‫َن امل ألة ِّد اهتا َعَر يَّة ال جوهريَّة‪ :‬انطالقاً‬ ‫دون فراد ث ه‬
‫من القاعد القدإة القائلة باألَخذ باألَقوات دون األَفعات كَّن مل يتواف فكر مع‬
‫معني دون تقيُّد ا مر بأَمر ‪ ،‬فحلَّي املشكلةُ‬
‫فعله من َّيث األَمر باقتفاأل سلوج َّ‬
‫بقوهلم‪:‬‬
‫« خذوا بأَقوالي وال تأخذوا بأَفعالي »‪.‬‬
‫أو قولهم‪:‬‬
‫« خذوا بأَقواهلم وال تأخذوا بأَفعاهلم »‪.‬‬
‫جبمهور‬ ‫ِّصف املتعلِّ ُ‬
‫نعم‪ ،‬ذ املقولة َُّ َّل نصف املشكلة‪ ،‬وهو الن ُ‬
‫وال تزات‬ ‫املتلقِّني‪ ،‬وهذ م ألة و ن اني ف مو ع عدم االتِّفام أَو اإلاا ‪،‬‬
‫ملوسيقأ‬ ‫َن صغائنا‬ ‫مثار نقاع وجدت‪ ،‬فإ َّ ا علأ جان من املعقوليَّة‪ ،‬ل أ َّ‬
‫تهوفن و ‪ُّ ،L.V. Beethoven‬‬
‫وتذوقنا ل حرها‪ ،‬و وبان مهج النُّفوس بروائعها لن‬
‫املوسيقت‬
‫ِّ‬ ‫يتأقَّر البتَّة بتعامله النَّاشز عن األَخالم مع النَّاشرين‪ .‬و ذل األَمر مع‬
‫األَملايِّ والير و ‪ Salieri‬الذي ان يتل َّأ َّ داً وَّقداً علأ موتسارت و‬
‫ويكيد له ما استطا من أَلوان الكيد‪ .‬وال تتأقَّر معايشتنا للوَّات‬
‫ُ‬ ‫‪،Mozart‬‬
‫الرسام الفرن ِّت دو ما ب الطة ل انه وَّدَّته مع أَقرانه َّ‬
‫الرسامني‪ .‬وال متنعنا بذاأل ُ‬ ‫َّ‬
‫تذوم‬‫الجن الحمصي عن ُّ‬ ‫بع أَلفاظ شار ن رد والبحتر وجرير وديك ِّ‬
‫الرائعة واللفتات ال َّ اَّر ف أَشعارهم‪.‬‬
‫اإلشراقات َّ‬
‫مهمةً‪.‬‬
‫لكن املشكلة ال تكمن هنا‪ ،‬ألَنوَّها ال تعنينا ا ن ثرياً‪ ،‬و ن اني َّ‬ ‫و َّ‬
‫و َّفا الذي يعنينا‪ :‬هل يتأثَّو ُر المبدع األَخالق؟‬

‫صفحة | ‪92‬‬
‫ويقود سلو ه علأ‬‫ال ش َّ ف ل أَبداً‪ ،‬فاألَخالم اليت يعتنقها املبد ُ ُ‬
‫مهما ف توجيه نشاطه اإلبداعت‪ ،‬وف ديد األُطر اليت يُعمل‬ ‫هديها تلع ُ دوراً ًّ‬
‫خميِّلته فيها‪ .‬ولكن من دون أَن يعأ ل مكان ع ِّد هذ املقولة قاعد ً َّتميَّةً‬
‫صارمة فو جاو جينييه و ‪ J.Genet‬الذي ان من مشاهري اللصوص واملارقني علأ‬
‫القانون(‪ ،)65‬وقضأ ف ً طويلةً من عمر ف ال ُّ جون‪ ،‬أَصبى من األُدباأل‬
‫املرموقني ف فرن ا وأَوربا عموماً‪ ،‬وشغل ال َّ اَّةَ األَدبيَّة ف ً ال بأس ا فأ َّ‬
‫ُعدت‬
‫الرسائل ااامعيَّة‪.‬‬ ‫ف أَفكار مموعة من الكت و َّ‬
‫َن ر ار داو دو واو يير و ‪B.Pierre‬‬ ‫وال نن أ أَن نذ ر هنا أَيضاً أ َّ‬
‫رواية ( وو وفرجيني) اليت تراها أَديبنا مصافى لافي المنفلوطي‬ ‫صاَّ‬
‫تراوةً بديعةً‪ ،‬ان سيئ العشر مع أَهله وصحبه‪ ،‬فيما اني روايته مفعمةً‬
‫باللطف وا ِّ والرباأل ‪.‬‬
‫وف طار املنحأ اته نقف مدهوشني يتملَّكنا الضَّح ُ واألَسف معاً‬
‫رووو و ‪ J.J.Rousseau‬الذي و ع أ َ‬
‫ََّد روائع املناهج‬ ‫َن جاو جاك ُّ‬ ‫عندما نعلم أ َّ‬
‫أََّد املالجئ ألَنَّه مل يشعر بأ ِّ‬
‫َي َّ ه‬ ‫ال َّ بويَّة وأَ َّها‪ ،‬ان قد عهد بأَوالد‬
‫هاههم‪ ،‬ومل َّ‬
‫يتمكن من العناية م‪.‬‬
‫وف مقابل ل متاماً ُد طائفةً أُخرَ من املبدعني اني أَفكارهم‬
‫صدَ مباشراً ألَخالقهم وظروفهم االجتماعيَّة فالبؤس والشَّقاأل‬
‫ونتاجاهتم ً‬

‫(‪ )65‬و يقدِّم جان جينييه ف يوميَّاته نوعاً من التَّربير لذل فيقوت‪ :‬ال أُريد أن أُخفت ف هذ اليوميَّات األَسباب‬
‫لصاً أَب ً ما فيها ا اجة الطَّعام‪ ،‬ولذل فإن ُّ‬
‫التمرد‪ ،‬أَو العنف‪ ،‬أَو الغض ‪،‬‬ ‫مأ َّ‬
‫األُخرَ اليت جعلي ِّ‬
‫و ُّل ما شابه ل ‪ ،‬مل يكن ح اختياري البتَّة‪.‬‬
‫صفحة | ‪93‬‬
‫اللذان عاشهما أَ و حيَّاو التَّوحيد ُّ ‪ ،‬ونزوعُه الت ُّ‬
‫َّشاؤمت وارستقراطيَّته الفكريَّة‬
‫هلي علأ حنو وا ى ف سلو ة وأَدبه وفكر ‪ ،‬وانتهي به َّرام تبه و األ‬
‫ِّشيكت فرا س‬
‫جد بعيد ان شأن الكات الت ِّ‬ ‫َّياته وَّيداً غريباً‪ .‬ومثله َّ هد ِّ‬
‫لكن ا امت َّ‬
‫تنكر‬ ‫كافكا و ‪ F.Kafka‬الذي أَوصأ فيما أَوصأ بإَّرام تبه‪ ،‬و َّ‬
‫ينفذ هذ الكت اليت مثَّلي تراةً مباشرً ملا عاشه الكات‬ ‫هلذا الطَّل ومل ِّ‬
‫ل ما تبه كافكا و ‪Kafka‬‬ ‫َّاد علأ أ َّ‬
‫َن َّ‬ ‫ََّّت أَوش أَن جيمع النُّوق ُ‬
‫من معانا وأَمل َّ‬
‫الذاتيَّة ِ‬
‫املثقلة باملر واألَمل واملعانا واإلَّباط‬ ‫ليذ الَّ انعكاساً مباشراً ل ريته َّ‬
‫والغراميَّات الفاشلة‪ ،‬اليت مل إهلها القدر طويالً‪ ،‬فمات دون أَن يرَ آقار‬
‫الكربَ منشورً‪.‬‬
‫و ذل أَمر كارو ماركس و ‪ K.Marx‬الذي قاد َّقد علأ أَرباب رؤوس‬
‫األَموات صياغة ن ريَّته االش ا يَّة اليت ال تكتمل الَّ بثور دمويَّة عارمة‪ ،‬وتبدأ‬
‫بد تاتوريَّة الطَّبقة العاملة (الربوليتاريا)‪ .‬وهو اته الذي قات عندما ُسًل عن‬
‫أُستا هيچل و ‪ « :G.W.F.Hegel‬اج الكل الذي إشت ف شوار برلني هو‬
‫أُستا ي»‪.‬‬
‫لقاأل نف ه من نافذ بيته‬ ‫اؤم جيل دولوز و ‪ Gilles Deleuze‬قاد‬
‫وتَ َش ُ‬
‫العالية ليُنهت بذل َّياته وتشاؤمه‪ .‬أ ََّما أَ اتوو فرا س و ‪ A.France‬فقد مث َ‬
‫َّل‬
‫نعري تبنا ألََّد ألَ َّ ا لن‬
‫حنن بصدد لقد أَمرنا أَالَّ َ‬
‫أفو جاً طريفاً للمنحأ الذي ُ‬
‫ترجع‪ .‬و ان دليله علأ ل مكتبته الكبري اليت استعار ما فيها من األَصدقاأل‬
‫ومل يُعدها هلم‪.‬‬

‫صفحة | ‪94‬‬
‫املفكرين قادهتم ميوهلم وأَهواؤهم تغيري عقائدهم الفكريَّة‬ ‫و ثري من ِّ‬
‫مثل ماكس شيلر و ‪ M.cheler‬الذي َّوت عن امل يحيَّة الكاقوليكيَّة وَّد‬
‫ار‬ ‫الوجود‪ .‬ووايتهد و ‪ Whitehead‬الذي طلَّ َ الو عيَّة املنطقيَّة ليخو‬
‫مبكراً‪ ،‬ودافع عن العروبة‬ ‫امليتافيزيقا‪ .‬ورينيه چينوو الذي اعتن اإلسالم ِّ‬
‫املفك ُر الفرن ت أَ دريه ِج ْي ْد و ‪ A.Gide‬ت ف‬ ‫واإلسالم دفاعاً ماجداً‪ ،‬وملا قرأ ِّ‬
‫َّ‬
‫مذ َّ راته‪:‬‬
‫َّ‬
‫ني أُصبى لو قرأت مؤلفات چينوو ف شبايب؟ لقد قُ َ‬
‫ضت األَمر‬ ‫و « ما ا ُ‬
‫َي شتأل»‪.‬‬
‫ومل يعُ ند باإلمكان عمل أ ِّ‬
‫وال نن أ هنا شيش املار يَّة الفرن يَّة روجيه چارود و ‪Roger Garaudy‬‬

‫عالن سالمه منذ سنوات مألَها بشرح اإلسالم‬ ‫الذي انتهأ به املطاف‬
‫تنكر لذل لِّه منذ شهور معلناً أَنَّه مل يُ لم أَبداً‪ ،‬و ن ان قد‬ ‫والدِّفا عنه‪ُ ،‬ثَّ َّ‬
‫يتعر ُ لضغوط معيَّنة ب ب موقفه من اليهود‪ .66‬األَمر‬ ‫ملَّى ف لقاأل قري أَنَّه َّ‬
‫مكان سلوج املبد سلو ات معيَّنة تتناىف مع ميوله وأَهوائه‬ ‫الذي يقودنا‬
‫تعر ه لضغوط معيَّنة ما َّدث مع الكاتبة الفرن يَّة الشَّهري كولي و‬ ‫ُّ‬ ‫ب ب‬
‫املاديوَّة (املاليَّة) بعد طالقها من توجها‬
‫‪ S.G Colette‬اليت دفعتها ق و الضُّغوط ِّ‬
‫َّعري) ف نوادي باريذ الليليَّة‪ ،‬ولكنَّها اني ما تكاد‬‫امتهان (ال بتيز و الت ِّ‬
‫هلذ أَوراقها ف النَّادي اته لتدبِّج روائعها‪ ،‬ومنها رواية‬ ‫ََّّت َ‬ ‫تنتهت فِ نقَرُهتا َّ‬
‫ََّّت اليوم‪.‬‬
‫املتحولة) اليت بقيي ف ا ر الشَّع الفرن ِّت َّ‬ ‫( ِّ‬

‫‪ 66‬و روجيه غارودي‪ :‬أَ ا واليهود ُّ‬


‫والصهيو يَّة واإلوالم وإورائيل َّوار أَجرا علت الشُّوباصت و من ملِّة‬
‫املصور و القاهر و العدد ‪ 1 6‬و ف ‪ 46‬و ا َّجة ‪1216‬هو‪ 11/‬مايو ‪1666‬م‪.‬‬ ‫َّ‬
‫صفحة | ‪95‬‬
‫صدَ مباشراً ألَخالقهم الفيل وف‬
‫َفكارهم ً‬
‫ومن املبدعني الذين اني أ ُ‬
‫األَملاي املتشائم آرثر شو نهور و ‪ A.Schopenhauer‬الذي مل ي تطع اَّتمات‬
‫مواطنه وتميله ف التَّدريذ جبامعة برلني‪ ،‬ف ج التَّدريذ‬ ‫‪Hegl‬‬ ‫اح هيچل و‬
‫يردد‪:‬‬
‫وعكف ِّ‬
‫َتصور أَواتذة تاريخ الفلسفة يشرحوو‬ ‫َتصور يقضمني ُّ‬
‫الدود وو أ َّ‬ ‫و « أ َّ‬
‫فلسفتي»‪.‬‬
‫َّن َّال و و و ووة شو و و و ووو نهور و و و و و و ‪ A.Schopenhauer‬ه و و و ووذ تقودن و و و ووا َّال و و و ووة‬
‫سو وولو يَّة أَخالقيَّو ووة ن مل تك و وون منتش و وورً ب و ووني املبو وودعني فإ َّ و ووا غ و ووري منتفي و ووة‪ ،‬وه و ووت‬
‫الرص و ووفاأل واألَق و وران‪ .‬ونع و ووود هن و ووا‬
‫َّال و وةُ غل و و ِّوو الغ و ووري وا ق و وود وا و وود م و وون و وواح ُّ‬
‫ف وووراً ت ووذ ُّ ر املوس وويقار األَمل وواي وو ووالير و و ‪ Salieri‬ال ووذي انو ووي تأ ل ووه نو ووار‬
‫َّ و وود موتسو و ووارت و و و ‪ Mozart‬فيكي و و ُود ل و ووه م و ووا اس و ووتطا م و وون الكي و وود وأَلوان و ووه‪.‬‬
‫ونت و ووذ َّ ُر أَيض و واً َّق و وود أَ و ووي فو و وراس الحم و وودا ي علو ووأ المتنبِّو ووي الو ووذي ق و وواد‬
‫تتبُّ و ووع س و ووقطاته وهفوات و ووه وس و وورقاته‪ ،‬والكي و وود ل و ووه عن و وود و و وويف َّ‬
‫الدول و ووة‪ .‬و و ووذل‬
‫الرافعو ووي‪ .‬وخص ووومة‬
‫املش وواَّنات العنيف ووة ب ووني طو ووه حسو ووين ومصو ووافى صو ووادق َّ‬
‫العقاد وأَحمد شوقي‪ ،‬وغري ل ثري ‪....‬‬ ‫عبَّاس محمود َّ‬
‫محمد ن‬‫ومن طرائف ا‪،‬صومات ف ال ُّ اث العريب تل اليت اني بني َّ‬
‫المبرد مام مذه البصريِّني ف النَّحو وأَ ي العبَّاس أَحمد ن يحيى‬ ‫يزيد ِّ‬
‫ثعلب مام مذه الكوفيِّني ف النَّحو اللذين ربي الشَّحناألُ بينهما َّ‬
‫ََّّت‬
‫صارت مضرباً للمثل بني النَّاس ف التَّدابر والتَّنافر‪ ،‬فقات أََّد شعراأل الغزت واصفاً‬
‫ما بينه وبني عشيقته‪:‬‬

‫صفحة | ‪96‬‬
‫نروح ونغـــــدو ال تــزاور بيننا‬
‫وليس مبضروبٍ لنا منه موعدُ‬
‫فأَبداننا يف بلـــــدةٍ والتقاؤنا‬
‫عســـــريٌ كأَنَّا ثعلبٌ والـمـــربِّدُ‬
‫ِ‬
‫ومساَّة نفذ‪ ،‬ومشائل‪ ،‬وأَخالم َّ نة‬ ‫وعلأ رغم ما اتَّ ما به من طي ‪،‬‬
‫المبر ُد‪:‬‬
‫مر اهلجاأل وقاسيه‪ ،‬فقات ِّ‬
‫يتورعا عن هجو بعضهما َّ‬
‫مل َّ‬
‫أُقســــــمُ باملبتســــمِ العَذْبِ‬
‫ومُشْتكى الصَّبِّ إىل الصَّبِّ‬
‫لو أَخـــذَ النَّحـــوَ عن الرَّبِّ‬
‫ما زاده إ َّال عـــمى القلــــبِ‬
‫ثعلب ساعة مساعه البيتني بقوله‪:‬‬
‫فرد عليه ُ‬
‫َّ‬
‫أَســــمعين عبدُ بين مسمعٍ‬
‫فصُـنتُ عنه النَّفسَ والعِرضا‬
‫ومل أُجبه الحتـــــــــقاري له‬
‫ومن يعضُّ الكلب إن عضـَّا‬
‫هذ بع ُ فا من أَخالم املبدعني‪ ،‬وهت‪ ،‬مع مها‪ ،‬ال تعدو اندراجها‬
‫ا‪،‬اصة اليت‬
‫َّ‬ ‫من باب طرائف أَخالم املبدعني وسلو اهتم املتعلِّقة بأَمزجتهم‬
‫تقودهم حنو روب من ال ُّ لوج تبدو غريبةً بع الشَّتأل‪ ،‬شأ ا ف ل شأن‬
‫ا‪،‬اصة اليت اوت‬
‫َّ‬ ‫التَّقليعات أَو (املو وات)‪ ،‬وال َّ سيمات أَو (الربي تيجات)‬
‫صفحة | ‪97‬‬
‫متفردين ا من َّيث اللباس‬ ‫املبدعون أَن ين جوها َّوت أَنف هم لي هروا ِّ‬
‫خاصة‬
‫َّ‬ ‫والشَّكل و طالة الشَّعر أَو تقصري بطرم ملفتة لالنتبا ‪ .‬أَو ِّاضا أَسالي‬
‫ل‬ ‫الشراب وغري ل ‪ ...‬ومن ثريين أَ وا‬ ‫متميِّز ف التَّدخني والطَّعام و َّ‬
‫الروائت الكبري إر س همنچوا و ‪ E. Hemingway‬الذي قات‪ « :‬ان ويندهام‬
‫ِّ‬
‫لويس و ‪ Wyndeham Lewis‬مغرماً بارتداأل قبَّعة سوداأل‪ ،‬عريضة ‪ ...‬ويرتدي‬
‫مالبذ هعله أَشبه بالشَّخصيَّة البوهيميَّة و ‪ ... La Bohéme‬آنذاج نَّا نعتقد أ َّ‬
‫َن‬
‫َي شتأل‪ ،‬وأَنَّه مل يكن َثَّةَ تي رمست‬
‫الر َّسام أَو الكات أَن يرتدي أ َّ‬‫ف مكنة َّ‬
‫للفنَّان»‪.61‬‬
‫وهذا لُّه كَّا يذ ِّ رنا بالقصحل األ ثر طرافةً وغرابةً من قصحل أو فا‬
‫العاملت ﭬ سن‬
‫ِّ‬ ‫قصة الفنَّان‬‫ا‪،‬اص للمبدعني الَّيت ُرَّ ا تقف رأسها َّ‬‫ِّ‬ ‫املزا‬
‫ﭬاو كوخ و ‪ V. Coch‬الذي قطع أُ نه الطَّويلة وقدَّمها هديَّةً ملعشوقته ألَ َّ ا قالي‬
‫القصة ِ َ َّ هد‬
‫َّ‬ ‫له ف َّدَ ا فالت كاتَّةً‪ « :‬أُذ ك جميولوةٌ »‪ .‬ومثل هذ‬
‫قصة الفنان الروست يكوو يرومالي شيفللي الذي با َّل ما‬ ‫ما‪ ،‬اني َّ‬
‫إلكه من متا الدنيا ليش ي به ميَّة هائلة من الورد‪ ،‬ويفرع هذا الورد علأ‬
‫الشَّار الذي يقع عليه بيي امرأ أَّبها‪.‬‬
‫امرأ بعينها فقد ان ال إل من التَّطواف‬ ‫أما وو إيلوار الذي ُرَّ ا مل‬
‫علأ املتاَّف للتلذ بالتماقيل العارية‪.‬‬

‫‪97 - Hemingway, E: A Moveable Feast. Charles Scribnev’s sons.‬‬


‫‪1964.‬‬
‫صفحة | ‪98‬‬
‫ومن طرائف هذ القصحل وأغر ا تل الَّيت جادت ا قر ة مام ال ِّ رياليَّة‬
‫وع يمها ولفادور دالي و ‪ Salvador Dali‬الذي ان يرسم لوَّاته ف َّو‬
‫ورَّ ا ال يكون هذا غريباً ِ َ ا د الذي ي تدعت الوقوف عند ‪ ،‬لكن‬ ‫ال باَّة‪ُ ،‬‬
‫ا تذ رنا االَّتفات الذي خصصته له بلدية باريذ وجدنا أنف نا أمان مشهد‬
‫اريكاتريي ينتز منا الضح ‪ ،‬فقد جاأل َ االَّتفات فوم عربة حمملة‬
‫بامللفوف (الكرم )‪ .‬و ا استحضرنا َّفلة افتتاح أَّد معار ه وجدنا أنف نا‬
‫أمام ثري من الشكوج والت اؤالت‪ ،‬فقد طات انت ار يوفه له الفتتاح أ ِ‬
‫ََّد‬
‫مرً‪ ،‬ليتفاجئ ااميع بعد طوت انت ار بدخوت أَربعة ملون تابوتاً‬ ‫معار ه َّ‬
‫الصمي والوجوم فُتى التَّابوت ليفاجئ‬ ‫ويضعونه وسً ااميع‪ ،‬وبعد ات من َّ‬
‫ااميع قانيةً روجه منه عارياً متاماً و أَنَّه يضيف معر ه لوَّةً سرياليَّة‬
‫َ‬ ‫دالي‬
‫جديد ً‪ ،‬ولكن من نو آخر‪.‬‬
‫َّ هد ما و اني‬ ‫وولفادور دالي و‬ ‫‪V.Coch‬‬ ‫و ثل طرافة فاو كوخ و‬
‫ُخَرَ لشاعرنا الحايئة الذي اشتُهر باهلجاأل َّ‬
‫ََّّت مل ي لم من ل انه أََّد‬ ‫قصة أ ن‬
‫ََّّت أ َُّمه وأَبا ‪ ،‬بل هو نف ه مل ي لم من سالطة ل انه‪ ،‬يقوت‪:‬‬
‫أَبداً َّ‬
‫أَبتْ شــفتاي اليومَ إالَّ تكلُّماً‬
‫بهجوٍ وال أَدري ملن أَنا قائلهْ‬
‫أَرى ليَ وجهاً قبَّحَ اهللُ خـل َقهُ‬
‫فقُـبِّحَ من وجـهٍ وقُــبِّحَ حامله‬

‫صفحة | ‪99‬‬
‫ل له فهو أن نعلم َّ‬
‫أن رامبو رائد ا داقة الشعريَّة‬ ‫أما األ ثر غرابة من‬
‫ناديل م ى الوجه‪ .‬و ذل ن ري ف رياد ا داقة‬ ‫ف العامل ان إ ى َّذاأل‬
‫يتغوط علأ الطَّاولة علأ مرأَ من الناس‪.‬‬
‫ان َّ‬ ‫الشعريَّة وو فالير الذي‬
‫لَّه ليذ الَّ نتفاً ال ُإكن الَّ أَن يوجد مثلُها عند‬ ‫وعلأ العموم َّ‬
‫فإن ل‬
‫َن مثلهم مثل النَّاس ِّل النَّاس‪ ،‬يوجد فيهم املليى والقبيى‪ ،‬وال‬ ‫بع املبدعني أل َّ‬
‫َعم‬
‫لكن ا الة األ َّ‬
‫َي شائبة‪ .‬و َّ‬‫ااميع أَصفياأل أَتقياأل أَنقياأل من أ ِّ‬
‫ُ‬ ‫إكن أَن يكون‬
‫واألَ ثر تشريفاً هت النَّقاأل األَخالقت وااللتزام باملباد‪ ،‬املعتنقة التزاماً صميميًّا‪،‬‬
‫نعد وحنصت من ينطب عليهم ل من املبدعني الَّتجنا‬ ‫ولو أَردنا أَن َّ‬
‫خاصة ورَّ ا تاب ه‬
‫خاص‪.‬‬ ‫حما ر َّ‬
‫َن ِرو و و ‪ G.Bruno‬أ َ‬
‫َُّرم َّيًّا والألً‬ ‫تطيع الَّ أَن نذ َر أ َّ‬
‫ولكنَّنا ال ن ُ‬
‫ملبادئه وأَفكار ‪ ،‬ودفاعه عنها‪ .‬مقتفياً بذل سري وقرا و ‪Socrates‬؛ شهيد‬
‫لكن تالميذ الذين‬‫هرعاً لل ُّ ِّم‪ ،‬و َّ‬
‫الفل فة الذي َُّكم عليه ظلماً باإلعدام ُّ‬
‫أََّبُّو وآمنوا به مل يقتنعوا بذل فهيَّؤوا له سبل الفرار‪ ،‬ووفَّروا وسائل عيشه ف‬
‫الفار ف مثل هذ ا ات‪،‬‬ ‫يعذر َّ‬ ‫ِ‬
‫ت اليا‪ ،‬و ان الفرار م تطاعاً‪ ،‬و ان العرف ُ‬
‫ولكنَّه أَىب أَن يهرب‪ ،‬ورف ا‪،‬رو علأ قوانني بالد ‪ ،‬فالقوانني سيا َّ‬
‫الدولة‬
‫تهني هو بالقوانني وي لمها؟؟ ُثَّ يف يهرب‬ ‫فبأي َّ ه ي ُ‬‫فلًن ظلمه األَقنيُّون ِّ‬
‫فإن هروبه يعأ ضلِّيه‬
‫قً الَّ للحرب دو ا‪ ،‬وقبل ل لِّه َّ‬ ‫وهو مل يغادر أَقينا ُّ‬
‫يتخل عنها‪.64‬‬
‫عن مبادئه وهو مل َّ‬

‫ِّعر رقَّوةً وروعةً‪ ،‬وهت‬


‫سرَد َها بنثر فام الش َ‬
‫قصة عدام سقراط مشهور جدًّا بفضل تلميذ أَفالطون الذي َ‬ ‫‪ 64‬و َّ‬
‫جل ت تاريش الفل فة‪ ،‬وال سيَّما الفل فة اليونانيَّة‪.‬‬
‫مرويَّوة ف ِّ‬
‫صفحة | ‪111‬‬
‫جديوَّة هيجل و ‪ Hegel‬وصرامته اليت اني متوافقةً مع فكر‬ ‫ونذ ُر أَيضاً ِّ‬
‫يكي قصحل تشبه األَساطري عن أَخالقيَّات كا و ‪، Kant‬‬ ‫ِ‬
‫وفل فته‪ .‬وقبله َّ ن‬
‫ََّّت قالوا‪َّ :‬ن النَّاس اني تضبً ساعاهتا علأ بوََر ِام ِج‬
‫ودقَّته ف مواعيد َّ‬
‫كا و ‪ Kant‬ومواعيد ‪ .‬وبعد ا أُوكتاف هامالو و ‪ O.Hamelin‬الذي ه‬
‫لالنتجا فمات غرقاً ألَنَّه و وهو ال جييد ال ِّ باَّة و رأَ شخصني يغرقان فلم‬
‫ي تطع الَّ أَن اوت نقا ا‪ ،‬فمات معهما‪.‬‬
‫وال نن أ هنا قصة عبد ا مدي الكات وابن املقفع اليت رها‬
‫ا ن ِخلِّكاو طورد عبد الحميد الكاتب من بأ العبَّاس‪ ،‬و ان عبد الحميد‬
‫صديقاً و ن َّ‬
‫المقفع‪ ،‬ففاجأ ا الطَّل ُ و ا ف بيي عبد الحميد‪ ،‬و يف َّ‬
‫أن‬
‫األخري سار ليضحت بنف ه لينجو األوت(‪...)66‬‬
‫ني املبدعني‪ ،‬ولكنه ليذ‬ ‫مثل اهذا املثات ليذ فريداً من جن ه ونوعه بَو ن َ‬
‫ظاهر متصلة وال منتشر ‪ ،‬وهناج ن ائر هلا ف املبدأ مع اختالف املاد ‪ ،‬فإ ا‬
‫اني قصة عبد الحميد وا ن المقفع أفو جاً ف الفداأل فإنَّنا وجدنا أفو جني‬
‫بديعني ف تقدير املبد ِ املبد َ املتميز‪.‬‬
‫مثَّل األفو األوت املوسيقار رامز الذي «ف َّ ر سب توقُّفه عن تابة‬
‫َّدَ سيمفونياته مد اقأ عشر عاماً بقوله‪ :‬إ َّك لن تستايع أو تعرف كيف‬
‫عمالق مثل تهوفن خلف‬ ‫ٍ‬ ‫يشعر أمثالنا عندما سمع وقع أقدام‬
‫ظهور ا»(‪ .)100‬ليضرب لنا بذل مثالً رائعاً ف اَّ ام الذات وتقدير املبدعني‬

‫‪ 66‬و ان ر تفاصيل القصة ف الفصل ال اب ‪.‬‬


‫‪ 100‬و دين يث ساإننت‪ :‬العبقريَّة واإل داع والقيادة و ص ‪.15‬‬
‫صفحة | ‪111‬‬
‫ا خرين املتميزين‪ .‬ولكن اهذا املثات اته بتمام صورته ان له ن ري ف ال اث‬
‫دقنا ت ال اث العريب أنَّهُ ملا نَ َ َوم أ و تمام حبيب ن أوس‬ ‫العريب‪،‬‬
‫الشعر‪ ،‬و ان صغرياً‪ ،‬ث عن شاعر بري جييز فاستوسً المقدام عند ابن‬
‫عمه المعلى ن العالء الاائي‪ ،‬فذهبا ليه معاً‪ ،‬وعندما مسعه أخر من عبه‬
‫علأ يته وقات لنف ه‪ :‬أنا شاعر الناس منذ ذا‬ ‫قراطيذ‪ ،‬فخرقها‪ُُ ،‬ثَّ قب‬
‫فيها أ و واس وال مسلم ن‬ ‫و ذا‪ ،‬قبضي جوائز ف مواطن مل يقب‬
‫الوليد‪ ،‬ويأ ي هذا الغالم اليوم ثل هذا الشعر‪ ،‬وأنا آ ي ثل هذ‬
‫األشعار؟! يوُ نع ِطت المعلى اهللَ عهداً ال قات شعرا أبداً(‪...)101‬‬
‫ا و و و و و و ُّ أ َّ‬
‫َن ألَخ و و و و و ووالم املب و و و و و وودعني وظيف و و و و و وةً‪ ،‬ودوراً‪ ،‬وت و و و و و وأَقرياً ف نُف و و و و و وووس‬
‫اام و و وواهري‪ ،‬فكلَّم و و ووا ان و و ووي أَخ و و ووالم املب و و وود حمم و و ووود ً و و ووان قريب و و واً م و و وون قل و و وووب‬
‫الضو ووعة و ووان ف األَغل و و‬ ‫النَّو وواس‪ ،‬و لَّمو ووا سو وواألت أَخالقو ووه ومالو ووي النُّشو وووت و ِّ‬
‫األَع و و و ِّوم بعي و و ووداً ع و و وون قل و و وووب اام و و وواهري‪ َّ ،‬و و و َّوَّت و ن و و ووان م و و ووا يبدع و و ووه غايو و و وةً ف‬
‫الروعو و ووة‪ ،‬وأَمثلو و ووة ل و و و ثو و ووري و و وودها ف واقعنو و ووا وف واقو و ووع غرينو و ووا‪ ،‬فمو و ووا نكو و وواد‬ ‫َّ‬
‫ودمن خم و و ِّودرات م و ووثالً‪ ،‬أَو أَنَّو ووه من و وواف أَو و ووذوب‪ ،‬أَو‬ ‫ن و وومع ع و وون مب و وود أَنَّو ووه م و و ُ‬
‫غ ووري ل و و ‪ َّ ،‬و َّوَّت يغ ووزو قلوبن ووا ا‪ ،‬وووف م وون حمبَّت ووه‪ ،‬ونب وودأ ب ووالنُّفور من ووه دفع و وةً أَو‬
‫َن ثو ورياً م وون َّ‬
‫املثقف ووني نف ووروا‬ ‫ش وويًاً فش وويًاً‪ .‬وم وون لو و عل ووأ س ووبيل املث ووات ن ووذ ر أ َّ‬
‫م و و و و وون م و و و و وواركس و و و و و و ‪ Marx‬عن و و و و وودما علم و و و و ووا جابت و و و و ووه ألََّ و و و و وود س و و و و ووائليه ع و و و و وون‬
‫هيج و و و وول و و و و و ‪ Hegel‬ق و و و ووائالً‪ « :‬اج الكل و و و و ال و و و ووذي إش و و و ووت ف ش و و و ووار ب و و و ورلني‬

‫‪ 101‬و ان ر تفاصيل القصة ف الفصل ال اب ‪.‬‬


‫صفحة | ‪112‬‬
‫َن املب وودعني ه ووم الق وودو ال وويت ت ووذَ‪،‬‬ ‫أُس ووتا ي»‪ ،‬وع و ُّودوا ل و و نذال و وةً‪ .‬ل و و أ َّ‬
‫ف ووإ ا م ووا ن ووا ف ق وودوتنا نش وووتاً أَو احنراف و واً س ووارعنا ف التَّش ووكي ف أَهليَّ ووة ه ووذ‬
‫الرمزيَّو ووة ان و ووي أََّ و وود أَس و ووباب ردود الفع و وول العني و ووف‬ ‫القو وودو ‪ ،‬و «ه و ووذ الوظيف و ووة َّ‬
‫تاأل ت و و و ووجيالت (ووت و و و وور جي و و و ووي) املتعلِّق و و و ووة بأََّادي و و و ووث ال و و و و َّورئيذ األَمريك و و و ووت‬
‫ا‪،‬اص ووة م ووع م تش وواريه لق وود ُه وول العدي وود م وون‬ ‫َّ‬ ‫يكسو وووو و و ‪R. Nixon‬‬

‫الشو و ووؤون ُّ‬


‫الدوليَّو و ووة‬ ‫األَم و و وريكيِّني عنو و وودما ا تشو و ووفوا أ َّ‬
‫َن أُمو و ووَّةً تو و وودَّعت األَخالقيَّو و ووة ف ُّ‬
‫الشو و و ووبهات‪،‬‬‫كمهو و و ووا شو و و ووخحل معو و و ووايري األَخالقيَّو و و ووة لي و و و ووي فو و و وووم م و و و ووتوَ ُّ‬
‫وإن تل و ُّووث رأس األُم ووَّة يك ووون ن ووذيراً بف وواد‬ ‫و ص ووطلحات ه ووو ز و ‪ :Hobbes‬ف و َّ‬
‫األ َُّمة»‪.104‬‬
‫ول و ووذل و وودنا مص و و ِّورين عل و ووأ و وورور لِّ و ووت املب و وودعني ب و ووالقيم األَخالقيَّ و ووة‬
‫وني النَّ و وواس‪ ،‬وارتف و وواعهم‬ ‫اإلجيابيَّ و ووة أَو الفض و ووائل أَو األَخ و ووالم ا و وونة ا م و ووود بَو و و ن َ‬
‫الري و ووادي‬‫الش و ووبهات يم و ووا ي و و َّول للمب و وود ِ اَّ ام و ووه ومكانت و ووه ودور ِّ‬ ‫دائم و و واً ع و وون ُّ‬
‫والقيو ووادي ف ا تمو ووع واألُمو ووَّة‪ ،‬وفو وووم ل و و أَن يكو ووون أَه و والً للم و ووؤوليَّة امللقو ووا‬
‫َن املب و وودعني ه و ووم أَع و ووالم‬ ‫عل و ووأ عاتق و ووه ه و ووا متمع و ووه وه و ووا اإلن و ووانيَّة اع و وواأل‪ ،‬أل َّ‬
‫األُمو و ووم‪ ،‬ومرا و و ووز اإلشو و ووعا فيهو و ووا‪ ،‬فليكون و و ووا علو و ووأ قو و وودر هو و ووذ امل و و ووؤوليَّة الو و وويت‬
‫و و و ووعوا أَنف و و ووهم ف صو و وودارهتا‪ ،‬ومحَّلهو و ووم ا تمو و و ُوع يَّاهو و ووا‪ .‬ومو و وون أَراد أَن يكو و ووون‬
‫الروائو ووع‪ .‬ولكو وون‬ ‫خو ووالف ل و و فو ووال شو ووتأل إنعو ووه‪ ،‬مو ووا لو وون و وووت دون تقدإو ووه َّ‬
‫ورَّم وال ُإ و وواري و ن أَص و و َّور التَّ و وواريش‬ ‫ليض و و َوع اامي و و ُوع ف ا و ووبان أ َّ‬
‫َن التَّ و وواريش ال ي و و ُ‬
‫وإن املنطو و و والعق و وول ال يق و ووبالن املقارن و ووة ب و ووني عم و وور و وون‬ ‫عل و ووأ و وور اامي و ووع ف و و َّ‬

‫‪ 104‬و دين يث ساإننت‪ :‬العبقريَّة واإل داع والقيادة و ص ‪.100‬‬


‫صفحة | ‪113‬‬
‫الخاَّ و و وواب و ي و و ووروو و و و و ‪ .Nero‬وال ب و و ووني ماكس و و ووويل و و و و ‪ J.C.Maxwell‬ال و و ووذي‬
‫أَتلو ووف أَورام ا تشو وواف نقو وول القو وودر الكهربائيَّو ووة بو وودون أَسو ووالج خشو ووية ت و ووخري‬
‫الذريو ووَّة الو ووذي جعو وول الع و ووامل‬ ‫ل و و ألَغ و ورا غو ووري سو وولميَّة‪ ،‬وبو ووني خم و و القنبلو ووة َّ‬
‫من و ووذ اخ اعه و ووا يتقلَّو و و ف متاه و ووات هو و وواجذ ُّ‬
‫الرعو و و ‪ .‬وهل و و َّوم ج و و ًّورا م و وون ه و ووذ‬
‫و و ُور‬ ‫واَّرص َعلَو ووأ أَالَّ تضو ووع ف تارخي و و الَّ مو ووا يُشو و ِّورف‬
‫ن‬ ‫األَمسو وواأل واألَفعو ووات‪ .‬فو و‬
‫الزمان‪.‬‬
‫علأ َّ‬

‫صفحة | ‪114‬‬
‫وقفنا عند مخوذ فوا مون فالسوفة ااموات الوذين َّودقوا ف وظيفوة الف ِّون‪.‬‬
‫ألن ََثَّةَ الكثري غريهم من الفالسفة وعلماأل‬ ‫ان هؤالأل الفالسفة فا وَّ ‪َّ ،‬‬
‫يصى القوت نَّهُ بالكاد د فيل وفاً‬ ‫الفن‪ ،‬بل لَ َعلَّهُ ُّ‬
‫اامات الذين َّدقوا ف وظيفة ِّ‬
‫الفن‪.‬‬
‫يعر علأ الكالم ف وظيفة ِّ‬ ‫االيًّا مل ِّ‬
‫أن ََثَّةَ ااعاً بينهم‬ ‫الفن عند هذ النَّما َّ‬ ‫بدا من خالت عر نا لوظائف ِّ‬
‫علأ وظيفة تطهري األهواأل وتصفية االنفعاالت وتوجيههوا‪ ،‬فك ُّول الفالسوفة توقَّفووا‬
‫عند هذ الوظيفة و َّدقوا فيهوا مطووالً‪ ،‬بغو ِّ النَّ ور عون بعو االختالفوات فيموا‬
‫بينهم ف فهم هذ الوظيفة والتَّعبري عنها‪.‬‬
‫يقل عن اإلاا علأ الوظيفة ال َّ ابقة ان اإلاا علأ ميل‬ ‫وبإاا ال ُّ‬
‫ورَّ ا ارتبً وذ الوظيفوة‬ ‫الفن وظيفة التَّ لية واللهو واللع وال َّ ويى عن النَّفذ‪ُ .‬‬ ‫ِّ‬
‫مكملووة هلووا أَو مشووا ة موون قبيوول تبديوود اهلو ِّوم وتيوواد ال و َّ ف واملتعووة وموولأل‬ ‫وظووائف ِّ‬
‫الفراغ والفرح التَّ لية وتزجية الوقي بصور ماتعة‪.‬‬
‫بَو نع َد هاتني الوظيفتني تباين الفالسفة ف عر الوظائف األخرَ وا ديث‬
‫فيها فكنَّا أمام العديد من الوظائف من قبيول هتوذي األخوالم‪ ،‬مضواعفة ا يوا ‪،‬‬
‫وواب العق وول و غن وواأل التَّجرب ووة‪ ،‬والتَّقوي ووة‪ ،‬والتَّح ووني‪ ،‬والتَّن وووير‪ ،‬وا ف ووز عل ووأ‬
‫واعت‪ ،‬و َّ‬
‫أن الفو َّون بووديل للحيووا‬ ‫وني األنووا ا وودود والوجووود االجتمو ِّ‬ ‫العموول‪ ،‬التَّوَّيوود بَو ن َ‬
‫الواقعيَّة‪.‬‬

‫صفحة | ‪115‬‬
‫الفن األساسيان اللتان نزعم أنوَّ ُهموا الوظيفتوان شوبه الوَّيودتني للف ِّون‬
‫وظيفتا ِّ‬
‫و ووا‪ :‬الفاعليَّ وة الفنيَّووة‪ ،‬وصووناعة اامووات‪ ،‬بقيتووا موون دون سووند أَو م وؤاتر موون أَّوود‬
‫أن الكثوري مونهم اقو ب مون هوذ الوظيفوة قلويالً أَو ثورياً ف‬ ‫الر نغ ِم من َّ‬
‫تقريباً‪ ،‬علأ َّ‬
‫قليل من األَّيان‪.‬‬
‫وني النَّمووا الوويت و َّودقنا ف ن ورهتم لوظيفووة‬ ‫شووارو ولووو وَّوود تقريب واً موون بَو ن َ‬
‫الف ِّون هووو الوذي اقو ب أ ثور موون م َّور اق ابواً خجوالً موون َّودَ هوواتني الوووظيفتني‪،‬‬
‫وعبَّوَر عن الثَّانية تعبرياً صر اً فجعلها َّدَ الوظائف وهت الفاعليَّة الفنيَّة‪.‬‬ ‫َ‬
‫صووناعة اامووات والفاعليَّ وة الفنيَّ وة ووا وظيفتووا الفو ِّون األساسوويتني موون وجهووة‬
‫وأي نوو مون أنواعهوا لكوان الف ُّون وسويلةً تربويوَّةً‬ ‫أن وظيفوة الف ِّون ال َّ بيوةُ ب ِّ‬ ‫ن رنا‪ .‬فلوو َّ‬
‫أي وسيلة تربويَّة أخرَ‪ .‬ولو اني وظيفوة الف ِّون هوت التَّ ولية أَو اللهوو لكوان‬ ‫مثل ِّ‬
‫أي نو مون أنووا اللهوو أَو اللعو ‪ .‬ولوو انوي وظيفوة‬ ‫الفن م ال ً أَو ملها ً مثل ِّ‬ ‫ُّ‬
‫الف و ِّون ه ووت تص ووفية االنفع وواالت وهت ووذيبها لك ووان أدا ً أَو منهجو واً م وون أدوات عل ووم‬
‫النَّفذ ومناهجه‪ .‬و ذل الوظائف األخرَ‪.‬‬
‫هووذ الوظووائف لُّهووا يقوووم ووا الفوون انعكاسواً لطبيعتووه ااماليَّووة ولوويذ جوزألاً‬
‫أن مون‬ ‫مهموةً إكون أن ملهوا أَو ال ملهوا‪ ،‬فكموا َّ‬ ‫مضافاً ليها من ا‪،‬وار ‪ ،‬وال َّ‬
‫الزه وور أن تتف ووتى‪،‬‬ ‫بالرائح ووة املمتع ووة املبهج ووة‪ ،‬و م ووا م وون طب ووع َّ‬‫طب ووع العط وور ال َف و نو َح َّ‬
‫وإن موون طبيعووة الفو ِّون أن يووبهج وإتووع ويفوورح ويطهوور األهوواأل واالنفعوواالت‬ ‫ووذل فو َّ‬
‫ويصووفيها‪ .‬ومووا قيامووه ووذ الوظووائف الَّ ألنوَّوهُ اووات‪ ،‬واامووات موون طبعووه أن يقوووم‬
‫بالوظائف اليت أشرنا ليها وأ ثر‪.‬‬

‫صفحة | ‪116‬‬
‫ثبت املراجع‬

‫‪ ‬ابن خلدون‪ :‬المقدمة و مطبعة دار ال عاد و القاهر و د‪.‬ت‪.‬‬


‫‪ ‬أمحد الصاوي حممد‪ :‬مأواة فر سا و شر ة فن الطباعة و القاهر و ط‪.5‬‬
‫‪ ‬أرسووطو‪ :‬فووي السياوووة و تراووة األب أوغ ووطني بربووار البول ووت و اللجنووة اللبنانيووة‬
‫ل اة الروائع و بريوت و ‪1640‬م‪.‬‬
‫‪ ‬رن ي فيشر‪ :‬ضرورة الفن و تراة الد تور ميشات سليمان و دار ا قيقة و‬
‫بريوت و د‪.‬ت‪.‬‬
‫‪ ‬أفالطوون‪ :‬الجمهوريوة و تراوة ودراسوة فوؤاد ت ريوا و اهليًوة املصورية العاموة للكتواب و‬
‫‪1612‬م‪.‬‬
‫‪ ‬أفالطوون‪ :‬الخايوب (جورجيواس) و تراوة أديو منصوور و منشوورات دار صوادر و‬
‫بريوت و ‪1666‬م‪.‬‬
‫‪ ‬اازير ني‪ :‬صنع ام إ راهيم يرفض جائزة أد ية مصرية و ا‪،‬ميذ‬
‫‪400 /10/4‬م‪.‬‬ ‫‪1242/4/41‬هو املواف‬
‫‪ ‬دين يث ساإننت‪ :‬العبقريَّة واإل داع والقيادة و تراة‪ :‬د‪.‬شا ر عبد ا ميد و‬
‫ا لذ الوطأ للثَّقافة والفنون وا داب (سل لة عامل املعرفة) و الكويي و العدد‬
‫‪ 116‬و ‪166‬م‪.‬و‬

‫صفحة | ‪117‬‬
‫‪ ‬روجيه غارودي‪ :‬أَ ا واليهود ُّ‬
‫والصهيو يَّة واإلوالم وإورائيل َّوار أَجرا علت‬
‫املصور و القاهر و العدد ‪ 1 6‬و ف ‪ 46‬و ا َّجة‬ ‫الشُّوباصت و من ملِّة َّ‬
‫‪1216‬هو‪ 11/‬مايو ‪1666‬م‪.‬‬
‫‪ ‬شارت اللو‪ :‬الفن واألخالق و تراة الد تور عادت العوا و الشر ة العربية لطباعة‬
‫والنشر و دمش و ‪1665‬م‪.‬‬
‫‪ ‬شارت اللو‪ :‬مبادئ علم الجماو و تراة خليل شطا و دار دمش و سوريا و‬
‫‪1644‬م‪.‬‬
‫‪ ‬يوسف رم‪ :‬تاريخ الفلسفة اليو ا ية و دار القلم و بريوت و د‪.‬ت‪.‬‬
‫قصووة الفلس وفة اليو ا يووة و انووة التَّووأليف وال اووة‬
‫‪ ‬أمحوود أمووني وت ووت يو حممووود‪َّ :‬‬
‫والنشر و القاهر و ط‪.1‬‬
‫‪ ‬عبد الرمحن بدوي‪ :‬أفالطوو و دار املعارف و القاهر و ‪1665‬م‪.‬‬
‫و املؤس ووة العربي ووة‬ ‫‪ ‬عب وود ال وورمحن ب وودوي‪ :‬هيج وول و و وومن موو وووعة الفلس ووفة‬
‫للدراسات والنشر و بريوت و ‪1642‬م‪.‬‬

‫صفحة | ‪118‬‬
‫صَدَرَللمُؤَلف‬
‫أسوذ التوقيو حنوور ن ريوة عربيوة ف التوقيو و دار الفكور الفل وفت و دمشو و‬ ‫‪‬‬
‫‪4011‬م‪.‬‬
‫آف ووام التغ ووري االجتم وواعت والقيم ووت الث ووور التقاني ووة والتغ ووري القيم ووت و الفك وور‬ ‫‪‬‬
‫الفل فت و دمش و ‪4005‬م‪.‬‬
‫األمووم املتحوود بووني االسووتقالت و االسووتقالة و ال موويم و مكتبووة دار الفووتى و‬ ‫‪‬‬
‫دمش و ‪166‬م‪.‬‬
‫‪1661‬م‪.‬‬ ‫أَمري النَّار والبحار ( شو ووعر ) ‪ -‬دار األصوالة للطباعة و دمش و و‬ ‫‪‬‬
‫أَنا صدَ الليول (شووعر) و دار األَصالة للطباعة ‪ -‬دمش و ‪1665 -‬م‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أنا ل ي عذري اهلوَ (شعر) و دار األصالة للطباعة و دمش و ‪1666‬م‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫أنا والزمان خصيمان و دار الفكر الفل فت و دمش و ‪4005‬م‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫أنا وعيناج صديقان (شعر) دار األصالة للطباعة و دمش و ‪4001‬م‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أُنشود األََّزان ( شوعر ) ‪ -‬دار األصوالة للطباعة ‪ -‬دمشو و و ‪1666‬م‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ا يووار أسووطور ال ووالم مصووري ال ووالم العووريب اإلس ورائيلت و ط‪ :1‬مكتبووة دار‬ ‫‪‬‬

‫الفتى و دمش و ‪1666‬م‪ .‬ط‪ :4‬دار الفكور الفل وفت و دمشو و الطبعوة الثانيوة‬
‫‪4001‬م‪.‬‬
‫ا يووار الش ووعر ا وور ‪ -‬دار الث ووقافة ‪ -‬دمش و و و (ط‪1662 )1‬م‪ .‬و و دار الفكوور‬ ‫‪‬‬

‫‪400‬م‪.‬‬
‫الفل فت و دمش و و ‪( -‬ط‪)4‬‬
‫ا يار دعاوَ ا داقة ا داقة ورور تارخييَّوة ال خيوار سياسوت ‪ -‬دار الثقافوة‬ ‫‪‬‬
‫‪ -‬دمش ‪1665 -‬م‪.‬‬

‫صفحة | ‪119‬‬
‫ا يووار م وزاعم العوملووة ق وراأل ف تواصوول ا ضووارات وص وراعها و ا وواد الكتوواب‬ ‫‪‬‬
‫العرب و دمش و ‪4000‬م‪.‬‬
‫بديع الك م و وتار الثقافة و دمش ‪1662 -‬م‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫تصوونيف املق ووالت ااماليووة و َّوودوس و ش وراقات للنشوور و عمووان و ط‪،4‬‬ ‫‪‬‬
‫‪401‬م‪.‬‬
‫متهيد ف علم اامات و جامعة تشرين و الال قية و ‪4001‬م‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫اامات وعلم اامات و َّدوس و شراقات للنشر و عمان و ط‪401 ،4‬م‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫ا داقة بني العقالنية والالعقالنية و دار الفكر الفل فت و دمش و ‪1666‬م‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الدخيل علأ املصلحة ( قصحل ) ‪ -‬ن ‪ .‬م ‪ -‬دمشو ‪166 -‬م‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫دفووا عوون الفل ووفة الفل ووفة قرقوور أَم أ ُُّم العلوووم ؟ ‪ -‬دار األصووالة للطباعووة و‬ ‫‪‬‬

‫دمش و‬ ‫‪1662‬م‪.‬‬
‫ش ايا علأ ااداران (خواطر) دار األصالة للطباعة و دمش و ‪4001‬م‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫عفيف البهن ت واامالية العربية و وتار الثقافة و دمش و ‪4004‬م‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫عوامل منوون املضوح املبكوت ف ال ياسوة األمريكيوة و دار الفكور الفل وفت و‬ ‫‪‬‬

‫دمش و ‪4004‬م‪.‬‬
‫علوم ااموات املعلوموا ي‪ :‬حنوو ن ريَّوة جديود و دار األصووالة للطباعوة و دمشو و‬ ‫‪‬‬
‫‪1662‬م‪.‬‬

‫ع و و وواد مو و وون دون عو و ووود ( قصو و ووحل ) – دار األصو و ووالة للطباعو و ووة ‪ -‬دمش و و و و ‪-‬‬ ‫‪‬‬
‫‪4001‬م‪.‬‬
‫غاوي بطوالة ( قصحل قصري ) ‪ -‬دار األصوالة للطباعة و دمش و ‪1666‬م‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫فل و و ووفة الف و وون و اام و ووات عن و وود اب و وون خل و وودون – دار ط و ووالس – دمشو و و و و –‬ ‫‪‬‬

‫‪166‬م‪.‬‬

‫صفحة | ‪111‬‬
‫فل فة الفن واامات عند التوَّيدي و وتار الثقافة و دمش و ‪4006‬م‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫فل فة األخالم عند اااَّظ و ا اد الكتاب العرب و دمش و ‪4005‬م‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ف انت ار محوقاأل (قصحل قصووري ) و دار األًصالة للطباعة و دمش و ‪4005‬م‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫فيال وعلبة َّوالو ( قصوحل قصوري جوداً ) – دار األصوالة للطباعوة ‪ -‬دمش و‬ ‫‪‬‬
‫‪4001 -‬م‪.‬‬
‫قراألات ف فكر بديع الك م و دار الفكر الفل فت و دمش و ‪1664‬م‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫قراألات ف فكر عادت العوا و دار الفكر الفل فت و دمش و ‪4001‬م‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫قضايا الفكر العريب املعاصر و جامعة تشرين و الال قية و ‪4001‬م‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تابوة البحوث املفواهيم والقواعود واألصووت و دار الفكور الفل وفت و دمشو و‬ ‫‪‬‬
‫‪4011‬م‪.‬‬
‫يف ستواجه أمريكا العامل؟ و دار ال الم للطوباعة و دمش و و ‪1664‬م‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ال تعشووقيأ ( شو ووعر ) ‪ -‬دار األصوالة للطباعة و دمش و و ‪1662‬م‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫لبنووان واملشوورو األمريكووت ق وراأل ف األتمووة اللبنانيووة وتووداعياهتا و دار نانووا و‬ ‫‪‬‬
‫دمش و ‪4005‬م‪.‬‬
‫وني الوداخل وا‪،‬وار و دار الفكور الفل وفت و‬
‫ني َّوربني األتموة اللبنانيوة بوَ ن َ‬
‫لبنان بوَ ن َ‬ ‫‪‬‬
‫دمش و ‪4001‬م‪.‬‬
‫خمتارات من دارست ال اث العريب و وتار الثقافة و دمش و ‪4001‬م‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫املدخل عصر النهضة العربية و جامعة تشرين و الال قية و ‪4006‬م‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫املذاه االقتصادية الكربَ و جامعة تشرين و الال قية و ‪4004‬م‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫املذاه اامالية و جامعة تشرين و الال قية و ‪4006‬م‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫مكيافيليَّووة ونيتش ووويَّة تربوي ووة‪ :‬حن ووو س وولوج ترب وووي ع ووريب جدي وود و دار الفك وور‬ ‫‪‬‬

‫‪1664‬م‪.‬‬ ‫الفل فت و دمش و‬


‫صفحة | ‪111‬‬
‫من رسائل أيب َّيان التوَّيدي و وتار الثقافة و دمش و ‪4001‬م‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫م وون ي وومم اهلو وواأل ظ وواهر ال وورقة ف ع وواملت الفك وور واألدب و دار الفك وور‬ ‫‪‬‬
‫الفل فت و دمش و ‪4005‬م‪.‬‬
‫امل وووت م وون دون تعلي و ( قص ووحل قص ووري ج ووداً ) ‪ -‬دار األص ووالة للطباع ووة و‬ ‫‪‬‬
‫دمش و ‪1662‬م‪.‬‬
‫الن ام االقتصادي العاملت ااديد و مكتبة دار الفتوى و دمش و ‪166‬م ‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫الن وام االقتصوادي العوريب واقوع ومشوكالت ومق َّوات و دار نانوا و دمشو و‬ ‫‪‬‬

‫‪4005‬م‪.‬‬
‫اية الفل فة و دار الفكر الفل فت و دمش و ‪1666‬م‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫هووؤالأل أَسوواتذ ي ‪ :‬موون رواد الفكوور العووريب املعاصوور ف سوووريا ‪ -‬دار الثقافووة ‪-‬‬ ‫‪‬‬

‫‪1662‬م‪.‬‬ ‫دمش و ‪-‬‬


‫هو ووؤالأل أَسو وواتذ ي ‪ :‬مو وون رواد الفكو وور العو ووريب املعاصو وور ف سو وووريا (ط‪ - )4‬دار‬ ‫‪‬‬
‫الفكر الفل فت ‪ -‬دمش ‪400 -‬م‪.‬‬
‫ذ اهلوَ (خواطر) دار األصالة للطباعة و دمش و ‪4004‬م‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫وظيفة الفن و َّدوس و شراقات للنشر و عمان و ‪401‬م‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫صفحة | ‪112‬‬
‫‪‬‬
‫‪ ‬اإلهداء‪5 .......................................................‬‬
‫‪ ‬مخاط الكتاب‪1 ...............................................‬‬
‫‪ ‬مقدمة الكتاب ‪6 ...............................................‬‬
‫‪ ‬الفصل األوو‪ :‬وظائف الفن عند أفالطوو ‪1 .....................‬‬
‫‪ ‬مقدمة‪15 .................................................‬‬
‫‪ ‬سريته وآقار ‪16 ...........................................‬‬
‫‪ ‬وظائف الفن عند أفالطون ‪14 ..............................‬‬
‫‪ ‬الفصل الثا ي‪ :‬وظيفة الفن عند أرواو ‪41 ........................‬‬
‫‪ ‬مقدمة ‪46 ................................................‬‬
‫‪ ‬سري وآقار ‪0 ............................................‬‬
‫‪ ‬ف وظائف الفن عند أرسطو ‪1 ............................‬‬
‫‪َّ ‬أوالً‪ :‬هتذي األخالم ‪4 ..................................‬‬
‫‪ ‬قانياً‪ :‬تطهري األهواأل ‪2 ....................................‬‬
‫‪ ‬قالثاً‪ :‬اللهو وال ويى ‪6 ....................................‬‬
‫‪ ‬رابعاً‪ :‬تبديد اهلم ‪1 .......................................‬‬
‫‪ ‬خام اً‪ :‬الت لية ‪4 .......................................‬‬
‫‪ ‬سادساً‪ :‬بَو ن َ‬
‫ني التعلم والتلقت ‪6 .............................‬‬
‫‪ ‬الفصل الثالث‪ :‬وظيفة الفن عند ا ن خلدوو ‪21 ...................‬‬

‫صفحة | ‪113‬‬
‫‪ ‬مقدمة ‪2 ................................................‬‬
‫‪ ‬سري وآقار ‪22 ............................................‬‬
‫‪ ‬أوالً‪ :‬تزجية الوقي بصور ماتعة ‪26 ..........................‬‬
‫‪ ‬قانياً‪ :‬تياد ال ف واملتعة ‪21 ................................‬‬
‫‪21 ....................................‬‬ ‫‪ ‬قالثاً‪ :‬اللهو واللع‬
‫‪ ‬رابعاً‪ :‬ملأل الفراغ والفرح ‪24 ................................‬‬
‫‪ ‬خام اً‪ :‬اب العقل و غناأل التجربة ‪26 ...................‬‬
‫‪ ‬سادساً‪ :‬التحكم باالنفعاالت وتوجيهها ‪50 ..................‬‬
‫‪ ‬الفصل الرا ع‪ :‬وظيفة الفن عند شارو ولو ‪5 .....................‬‬
‫‪ ‬مقدمة ‪55 ................................................‬‬
‫‪ ‬سري وآقار ‪55 ............................................‬‬
‫‪ ‬أوالً‪ :‬الت لية ‪51 ..........................................‬‬
‫‪ ‬قانياً‪ :‬تطهري األهواأل ‪54 ....................................‬‬
‫‪ ‬قالثاً‪ :‬الفاعلية الفنية ‪56 ....................................‬‬
‫‪ ‬رابعاً‪ :‬التح ني ‪60 ........................................‬‬
‫‪ ‬خام اً‪ :‬التقوية ‪60 ........................................‬‬
‫‪ ‬تعلي ‪61 .................................................‬‬
‫‪ ‬الفصل الخامس‪ :‬وظيفة الفن عند فيشر ‪6 ......................‬‬
‫‪ ‬مقدمة ‪65 ................................................‬‬
‫‪ ‬سري وآقار ‪65 ............................................‬‬
‫‪َّ ‬الت التواتن ‪61 .........................................‬‬
‫صفحة | ‪114‬‬
‫‪ ‬مضاعفة ا يا ‪64 .........................................‬‬
‫‪ ‬قي التواتن ف ا يا ‪10 ..................................‬‬
‫‪ ‬الفن إثل بديالً للحيا الواقعيَّة ‪10 ..........................‬‬
‫ني األنا ا دود والوجود االجتماعت ‪10 ............‬‬ ‫‪ ‬التوَّيد بَو ن َ‬
‫‪ ‬التنوير وا فز علأ العمل ‪11 ...............................‬‬
‫‪ ‬الفصل السادس‪ :‬وظيفة الفن أم وظيفة الفناو ‪1 ..................‬‬
‫‪ ‬مقدمة ‪15 ................................................‬‬
‫‪ ‬ابن املقفع وعبد ا ميد ‪11 .................................‬‬
‫‪ ‬برامز وبتهوفن ‪14 .........................................‬‬
‫‪ ‬املعلأ وأبو متام ‪16 ........................................‬‬
‫‪ ‬بدوي وا مدي ‪40 ........................................‬‬
‫‪ ‬سعد صائ و اعة لندن ‪44 ...............................‬‬
‫‪ ‬صنع اهلل براهيم وااائز ‪4 ................................‬‬
‫‪ ‬اظم ال اهر وعصابة علت بابا ‪45 .........................‬‬
‫‪ ‬أندريه موروا واالَّتالت ‪46 .................................‬‬
‫‪ ‬خامتة‪41 ..................................................‬‬
‫‪ ‬الفصل السا ع‪ :‬أخالق المبدع ‪46 ................................‬‬
‫‪ ‬خاتمة ‪105 ........................................................‬‬
‫‪ ‬ثب المراجع ‪101 .................................................‬‬
‫للم َؤلف ‪106 ................................................‬‬
‫‪ ‬صدر ُ‬
‫‪ ‬المحتويات ‪11 ...................................................‬‬
‫صفحة | ‪115‬‬
‫عمـ‪2013‬ان‬

‫صفحة | ‪116‬‬
‫صفحة | ‪117‬‬
‫صفحة | ‪118‬‬

You might also like