دور الشرطة الإدارية في حماية النظام العام

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 11

1

‫المقدمة‬
‫ومعن مادي‪ .‬فمن‬‫ن‬ ‫معن عضوي‬ ‫معنيي ‪ :‬ن‬ ‫ن‬ ‫الشطة اإلدارية عىل‬ ‫ينطوي مفهوم ر‬
‫بالشطة اإلدارية الهيئات أو األجهزة اإلدارية المختصة ال ين‬ ‫الناحية العضوية‪ ،‬يقصد ر‬
‫التشيعية أو التنظيمية بوظيفة المحافظة عىل النظام‬ ‫بمقتض النصوص ر‬ ‫ن‬ ‫عهد إليها‬
‫الشطة اإلدارية بأنها‬ ‫العام أو إعادة النظام نف حالة اضطرابه‪ .‬وبالتال يمكن تعريف ر‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫الن تقوم بها السلطة العامة‬ ‫األعمال المادية ي‬ ‫مجموعة من الترصفات القانونية أو‬
‫المختصة من أجل حماية النظام العام ن يف المجتمع والمحافظة عليه‪.‬‬
‫تعن نشاطا قانونيا معينا‪ ،‬ويعتد جانب من‬ ‫الشطة اإلدارية ن‬ ‫ومن الوجهة المادية‪ ،‬فإن ر‬
‫ن‬
‫الوظيف‬ ‫الشطة‪ .‬ووفقا لهذا المعيار‬ ‫بي مختلف أنواع ر‬ ‫ن‬
‫للتميي ن‬ ‫الفقه بالمعيار المادي‬
‫ي‬
‫تباشه السلطات اإلدارية المختصة عن‬ ‫الشطة اإلدارية عبارة عن النشاط الن ر‬ ‫فإن ر‬
‫ن ي‬
‫الن تتخذها يف مواجهة األفراد‪ ،‬ومن خاللها تعمل عىل‬ ‫طريق اإلجراءات والتدابي ي‬
‫تقييد أو تنظيم نشاطهم بهدف حماية النظام العام بمدلوالته المتفق عليها‪.1‬‬
‫للشطة اإلدارية أو الضبط اإلداري نضورة‬ ‫ويرى جانب آخر من الفقه نف تعريفه ر‬
‫ي‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫وف هذا اإلطار يعرف األستاذ‬ ‫اليكي عىل الهدف وهو الحفاظ عىل النظام العام‪ ،‬ي‬
‫الشطة اإلدارية عىل أنها شكل من أشكال عمل اإلدارة والذي‬ ‫‪ DELAUBADERE‬ر‬
‫يتمثل ن يف تنظيم األفراد من أجل ضمان حفظ النظام العام ‪.‬‬
‫ن‬ ‫كما يؤكد األستاذ ‪ RIVERO‬عىل هدف ر‬
‫الشطة اإلدارية يف حماية النظام العام‬
‫ترم إل فرض الترصف الحر لألفراد‬ ‫الن ي‬ ‫تدخالت اإلدارة ي‬ ‫فيعرفها بأنها ‪« :‬مجموع‬
‫ن‬
‫والنظام الذي تطالب به الحياة يف المجتمع من الناحية التاريخية فقد ظهر مصطلح‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫ر‬
‫رض هللا عنه ‪ -‬الذي أحدث‬ ‫«شطة» ألول مرة يف عهد الخليفة عمر بن الخطاب ‪ -‬ي‬
‫نوعا من العسس أوكل إليهم حفظ األمن‪ ،‬وكانوا يضعون عىل مالبسهم « رشطة»‪،‬‬
‫الشطة أو رجال‬ ‫الشطة»‪ ،‬ثم بعد ذلك أصحاب ر‬ ‫مما جعلهم ينعتون بأصحاب « رر ِّ‬
‫الشطة وهو الشخص الذي يرأسهم‪.‬‬ ‫الشطة‪ ،‬أو صاحب ر‬ ‫ر‬
‫ن‬ ‫ويحيل مصطلح ر‬
‫الشطة يف مفهوم اللغة العادية عىل مجموع االختصاصات والمهام‬
‫ن‬ ‫الشطة والذين ر‬ ‫التابعي لسلك ر‬
‫ن‬
‫ينتشون يف مجموع‬ ‫الن يقوم بها مختلف األفراد‬ ‫ي‬
‫الوطن‪ ،‬من أجل القيام بأعمالهم المتعددة والمتعلقة أساسا بالحفاظ عىل‬ ‫ن‬ ‫الياب‬
‫ن‬ ‫ي‬
‫الوقائ والزجري يف نفس الوقت‪ ،‬وعند إضافة مصطلح‬ ‫ي‬ ‫األمن العام‪ ،‬من خالل دورهم‬

‫ر‬
‫الشقاوي سعاد ‪ ,‬القانون اإلداري ‪ ,‬دار النهضة العربية ‪ ,‬القاهرة ‪ , 1983 ,‬ص‪63‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪2‬‬
‫والمعن ونكون أمام مفهوم ر‬
‫الشطة اإلدارية وفقا للتعاريف‬ ‫ن‬ ‫«اإلدارية» يتغي المدلول‬
‫السابق ذكرها‪.‬‬
‫وبناءا عىل ذلك نعرف النظام العام عىل أنه مجموعة القواعد الن يقوم عليها كيان‬
‫وأساس المجتمع والن ييتب عىل تخلفها إنهيار المجتمع ‪ ،‬وان أمثلة تلك القواعد‬
‫ن‬
‫ىه المتعلقة بحقوق وحريات األفراد يف المجتمع وكذا القواعد المتعلقة بالكيان‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ن‬
‫السياىس للدولة كنظام الحكم يف الدولة وشكله (( جمهوريا – ملكيا – فيدراليا ‪)) ....‬‬
‫ن‬
‫‪ ،‬والمتعلقة أيضا بتكوين السلطات يف الدولة وتحديد اإلختصاص لكل سلطة‬
‫والتشيعية والقضائية )) ‪ ،‬كما يعد أيضا من النظام‬ ‫ر‬ ‫كالسلطات الثالث (( التنفيذية‬
‫العام النظام اإلقتصادى للدولة واألسس اإلجتماعية فيها (( كنظام األشة ونظام‬
‫العمل )) ‪.2‬‬
‫مطلبي‪ ،‬حيث سنخصص األول دور‬ ‫ن‬ ‫الشطة اإلدارية سنقسم الموضوع إل‬ ‫ولدراسة ر‬
‫ن‬ ‫الشطة اإلدارية نف الحفاظ عىل النظام العام التقليدي‪ ،‬نف ن‬ ‫ر‬
‫حي سنتطرق يف المطلب‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫للشطة اإلدارية و الحفاظ عىل النظام العام الحديث ‪.‬‬ ‫ن‬
‫الثائ ر‬
‫ي‬

‫لس ‪ ,‬مفهوم النظام العام من الناحية القانونية ‪ ,‬مجلة المقاولون العرب‬ ‫ن‬ ‫‪2‬‬
‫الي ي‬
‫رياض مصطف ر‬

‫‪3‬‬
‫أهمية الموضوع‪:‬‬
‫الشطة اإلدارية ن يف المحافظة عىل النظام العام‬ ‫تتجىل أهمية هذا الموضوع من خالل دور ر‬
‫الشطة اإلدارية‬‫وتنظيم أنشطة األفراد ومراقبتها بما يخدم المصلحة العامة‪ .‬وتشمل مهام ر‬
‫ن‬
‫للمواطني وتنظيم أنشطة األفراد ومراقبتها‬ ‫إدارة المرافق العمومية لتقديم الخدمات‬
‫ً‬
‫خدمة للمصلحة العامة وحفاظا عىل النظام العام‪.‬‬
‫الشطة اإلدارية ن يف تنظيم الحياة العامة وضمان استقرار المجتمع‬ ‫هذا يعكس أهمية ر‬
‫وسالمته‪.‬‬

‫اإلشكالية‬
‫ن‬ ‫ما مدى تفعيل دور ر‬
‫الشطة اإلدارية يف الحفاظ عىل النظام العام ؟‬

‫التال ‪:‬‬
‫ي‬ ‫ولمعالجة هذه اإلشكالية قمنا بالتصميم‬

‫المطلب األول ‪ :‬دور الشرطة اإلدارية في الحفاظ على النظام العام التقليدي‬
‫● الفقرة األول ‪ :‬ر‬
‫الشطة اإلدارية و الحفاظ عىل الصحة العامة و السكينة‬
‫● الفقرة الثانية‪ :‬ر‬
‫الشطة اإلدارية و الحفاظ عىل األمن العام‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬الشرطة اإلدارية و الحفاظ على النظام العام الحديث‬

‫● الفقرة األولى ‪ :‬الحفاظ على األخالق واآلداب العامة‬


‫● الفقرة الثانية ‪ :‬الحفاظ على الرونق و الجمالية العامة‬

‫‪4‬‬
‫ن‬ ‫المطلب األول ‪ :‬دور ر‬
‫الشطة اإلدارية يف الحفاظ عىل النظام العام التقليدي‬
‫بالتال حكرا عىل جهات الضبط‬ ‫الشطة اإلدارية مظهرا من مظاهر سيادة الدولة و‬‫تعتي ر‬
‫ر‬
‫ي‬
‫‪3‬‬
‫اإلداري ‪،‬فال يجوز لها أن تتنازل عن مسؤولية حماية النظام العام لغيها ‪.‬‬
‫● الفقرة األول ‪ :‬ر‬
‫الشطة اإلدارية و الحفاظ عىل الصحة العامة و السكينة‬
‫والن عىل رأسها السكينة و‬ ‫ر‬
‫تستهدف الشطة اإلدارية حماية النظام العام ومدلوالته الثالثة ي‬
‫الن من شأنها أن‬ ‫الن يقصد بها كافة التدابي و اإلجراءات ي‬ ‫الصحة العامة ‪ ،‬هذه األخية ي‬
‫تحفظ صحة األفراد و يقيها رش األمراض و األوبئة المختلفة ‪ ،‬كالمحافظة عىل سالمة مياه‬
‫الشب واألطعمة المعدة للبيع ‪،‬التلقيح ضد األمراض ‪ ،‬المحافظة عىل نظافة األماكن‬ ‫ر‬
‫بمشب‬‫العامة ‪ ،‬واتخاذ كافة التدابي الوقائية لمنع تلوث البيئة ‪،‬خاصة المتعلق منها ر‬
‫الشوط الصحية ن يف المصانع و‬ ‫األفراد ‪4‬و مأكلهم و مسكنهم ‪ ،‬وكذا التأكد من توفر ر‬
‫يعتي تلوث‬
‫الن خدمات معينة لألفراد ‪ ،‬و ر‬ ‫المعامل و المطاعم و المحالت األخرى خاصة ي‬
‫ترص بصحة اإلنسان و تصيبه باألمراض ‪ ،‬لذلك فإن مكافحة التلوث‬ ‫البيئة من أهم الن ن‬
‫ي‬
‫تعد من أهم الوسائل المحافظة عىل الصحة العامة ‪.‬‬
‫الثائ المهم ‪،‬أال وهو السكينة ‪،‬ينرصف هذا المفهوم إل المحافظة‬ ‫ن‬
‫و بالرجوع إل العنرص ي‬
‫عىل الهدوء و السكون ن يف الطريق العام و األماكن العامة و الساحات لوقاية األفراد من‬
‫الضوضاء و الضجيج و الصخب و اإلزعاج ‪ ،‬ال سيما ن يف أوقات راحتهم‪ ،‬مثال ذلك أصوات‬
‫مكيات الصوت ‪ ،‬وآالت التنبيه ن يف السيارات ‪ ،‬وتشمل المحافظة‬ ‫ن‬
‫المتجولي ‪،‬و ر‬ ‫الباعة‬
‫الن‬
‫السكينة العامة منع األصوات المرتفعة المنبعثة من المشاغل و المعامل و المحالت ي‬
‫لمكيات الصوت‬ ‫ن‬
‫الجائلي ر‬ ‫تسبب مثل هذه المضايقات ‪،‬و منها أيضا استخدام الباعة‬
‫بالمنادات عىل بضائعهم دون مراعاة لراحة مريض أو هدوء ينشده طالب يستذكر دروسه‬
‫ن‬
‫المتسولي و الباعة‬ ‫ن‬
‫المواطني من إلحاح‬ ‫‪ ،‬كما كما يدخل ن يف حماية السكينة العامة حماية‬
‫ن يف المواصالت العامة ‪ ،‬و األصوات المنبعثة من أجهزة الراديو و التلفاز ‪.‬‬
‫ولقد أدى تطور الظروف االجتماعية و ازدياد تدخل و ازدياد تدخل الدولة ن يف مختلف‬
‫مجاالت الحياة إل تغيي مفهوم النظام العام بالمدلول التقليدي ‪ ،‬بحيث ظهرت عناض‬
‫الشطة اإلدارية منها مثال‬ ‫جديدة نف إطار فكرة النظام العام البين تسمح بتحقيق أغراض ر‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫الجمال للشوارع و الذي يستمتع المارة‬ ‫و‬ ‫جمال الرونق و الرواء ‪ ،‬و يقصد به المظهر ن‬
‫الفن‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ر‬ ‫ن‬
‫معتيا من بي أغراض الشطة اإلدارية عىل‬ ‫برؤيته ‪ ،‬فكما هو واضح لم يكن هذا المظهر ر‬

‫بي الحفاظ عىل النظام العام و ضمان الحريات ‪،‬المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية‬ ‫‪ 3‬محمد البعدوي ر‬
‫‪،‬الشطة اإلدارية وإشكالية الموازنة ن‬
‫‪(،‬نوني‪)2013،‬الصفحة ‪3‬‬
‫ر‬
‫ن‬
‫القانوئ ‪ (،‬شهر فراير ‪)2020 ،‬‬ ‫المغرئ و المقارن "‪ ،‬مجلة اإلرشاد‬ ‫ر‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫الزيتوئ ‪"،‬التوجه الجديد يف التشي ع‬ ‫‪ 4‬صفحة ‪ . 156‬ياسي‬
‫ي‬ ‫ري‬ ‫ي‬

‫‪5‬‬
‫أساس أنه لم يكن مندرجا ن يف مفهوم النظام العام بالمدلول التقليدي ‪ ،‬إال أن جانبا من‬
‫الشطة اإلدارية من إجراء بقصد‬ ‫الفقه ذهب إل نضورة اعتبار ما تتخذه سلطات ر‬
‫المحافظة عىل الجمال و التنظيم و التنسيق ن يف المدن أو ن يف األحياء أو ن يف الشوارع بمثابة‬
‫طائفة من تدابي النظام العام ‪،‬و يذهبون ن يف رتيير ذلك إل القول بأن اإلدارة (مسؤولة عن‬
‫حماية مشاعر الفن و الجمال لدى المارة ‪ ،‬كمسؤوليتها عن ضمان حياتهم و سالمتهم ‪.‬‬
‫وأن اإلنسان الحق ن يف حماية حياته األدبية و الثقافية و الروحية ‪ ،‬عالوة عىل حياته المادية‬
‫قض مجلس الدولة‬ ‫البشي المتكامل ‪ ،‬و لهذا فقد ن‬ ‫‪ ،‬باعتبارها جوانب الزمة للوجود ر‬
‫المحافظي ن يف‬
‫ن‬ ‫بشعية الئحة أصدرها أحد‬ ‫الفرنس نف حكم له بتاري خ ‪ 1936_10_23‬ر‬
‫ي ي‬
‫ن‬ ‫ر‬
‫فرنسا تحظر توزي ع اإلعالنات و النشات عىل المارة يف الطرقات خشية إلقائها بعد‬
‫تصفحها فيشوه منظر الطرقات و رواء األحياء السكنية ‪.‬‬
‫عىل أنه إذا جاز التسليم يتغي مفهوم النظام العام واتساع مدلوله عىل هذا النحو ‪،‬إال أنه‬
‫يجب أن نشي إل أن المحافظة عىل جمال الرونق و الرواء ال يعد ن يف ذاته هدفا كافيا التخاذ‬
‫لتيير مثل هذه التدابي أن يكون اإلخالل به قد بلغ‬ ‫ن‬
‫يتعي ر‬ ‫الشطة اإلدارية ‪ ،‬بحيث‬ ‫تدابي ر‬
‫حدا معينا من الجسامة أو الخطورة و إال كان ن يف ذلك تهديد للحريات العامة ‪.‬‬
‫و من مظاهر التوسع ن يف مفهوم النظام العام كذلك ظهور فكرة اآلداب العامة كصورة‬
‫متمية له ‪ ،‬تعمل سلطات الضبط اإلداري عىل المحافظة عليها ‪ ،‬ولقد كان لقضاء مجلس‬ ‫ن‬
‫الفرنس الفضل ن يف ظهور هذه الفكرة ‪ ،‬حيث عرف تطورا ن يف هذا الخصوص ‪ ،‬إذ‬ ‫ي‬ ‫الدولة‬
‫ذهب ن يف البداية إل القول بأن اإلخالل أو المساس باآلداب العامة ل يمثل ن يف حد ذاته‬
‫الشطة اإلدارية ‪ ،‬إال إذا اتخذ مظهرا خارجيا انعكس أثره عىل النظام بمفهومه‬ ‫هدفا لتدبي ر‬
‫لفرنس قد تطور ن يف هذا الصدد ‪ ،‬غذ سمح لسلطات‬ ‫ي‬ ‫المادي ‪ ،‬غي أن قضاء مجلس الدولة‬
‫ن‬
‫الضبط اإلداري بالتدخل لحماية األخالق أو اآلداب العامة يف ذاتها أي ولو لم عىل اإلخالل‬
‫قض ن يف أحكامه أن لسلطة الضبط‬ ‫بها مساس بالنظام العام نف مظهره المادي ‪ ،‬فقد ن‬
‫ي‬
‫اإلداري أن تحظر عرض أفالم سينمائية إذا كان من شأن هذا العرض ليس فقط احتمال‬
‫إثارة اضطرابات جسيمة و إنما أيضا إذا كانت متسمة ن يف ذاتها بصفة غي خلقية ضارة‬
‫‪5.‬‬
‫بالنظام العام‬

‫● الفقرة الثانية‪ :‬ر‬


‫الشطة اإلدارية و الحفاظ عىل األمن العام‬
‫يتحقق األمن العام بالعمل عىل إشاعة الطمأنينة ن‬
‫بي األفراد عىل أنفسهم وأموالهم من‬
‫الن يمكن أن تقع عليهم ن يف الطرق و األماكن العامة ‪ ،‬وكذلك باتخاذ‬
‫خطر اإلعتداءات ي‬

‫ن‬
‫الزيتوئ ‪ ,‬نفس المرجع السابق ‪ ,‬ص‪34‬‬ ‫ياسي‬ ‫‪5‬‬
‫ي‬

‫‪6‬‬
‫ترصب هم ‪ ،‬سواء كانت ناجمة عن فعل‬ ‫الرصورية لمنع وقوع الحوادث الن ن‬ ‫اإلجراءات ن‬
‫ي‬
‫اإلنسان كجرائم القتل و الشقة أو عن األشياء كالمنازل اآللية للسقوط ‪ ،‬و كذلك اتخاذ‬
‫وف‬‫ن‬
‫اإلجراءات اإلحتياطية ضد مخاطر الحريق و الفيضان و الكوارث الطبيعية بوجه عام ‪ ،‬ي‬
‫الشطة اإلدارية اتخاذ مجموعة من‬ ‫يتعي عىل سلطات ر‬ ‫ن‬ ‫سبيل تحقيق هذا الهدف‬
‫ن‬
‫الإلجراءات مثل ‪:‬تنظيم المرور يف الشوارع لمنع حوادث السي ‪ ،‬وتنظيم دوريات لضبط‬
‫ولشطة المرور و السي أن تفرض حدودا قصوى لشعة سي السيارات‬ ‫مخالفات المرور ‪ ،‬ر‬
‫وف سبيل ذلك تضع ن يف بعض األماكن ردارات لمراقبة السيارات‬ ‫ي‬
‫عىل الطريق العام ‪ ،‬ن‬
‫‪6‬‬
‫المخالفة لحدود الشعة عىل الطريق العام‪.‬‬

‫ن‬
‫الثائ ‪ :‬ر‬
‫الشطة اإلدارية و الحفاظ عىل النظام العام الحديث‬ ‫المطلب ي‬
‫الشطة اإلدارية تحديات‬‫نف ظل التطورات الحديثة والتحديات األمنية المعاضة‪ ،‬تواجه ر‬
‫ن‬ ‫ي‬
‫جديدة يف الحفاظ عىل النظام العام كظهور أشكال جديدة من الجرائم والمخالفات‬
‫اإلدارية و ظهور تهديدات أمنية جديدة‪,‬وتتجىل أهمية ر‬
‫الشطة اإلدارية من خالل دورها‬
‫الكبي ن يف المحافظة عىل النظام العام وما يعرفه هذا االختصاص من تقاطعات قانونية‬
‫بي ر‬
‫الشطة اإلدارية وحقوق األفراد وحرياتهم‪،‬‬ ‫وممارسات إدارية‪ .‬فهناك عالقة كبية ما ن‬
‫حيث تقوم بفرض قيود عىل كيفية استخدام الحقوق وممارسة الحريات العامة للمحافظة‬
‫عىل النظام العام ‪.‬‬

‫● الفقرة الثانية ‪ :‬الحفاظ عىل الرونق و الجمالية العامة‬

‫لقد كانت المحافظة عىل جمال المدن ورونقها باعتبارها عنرص من عناض النظام العام‪،‬‬
‫القضائ‪ ،‬حيث يذهب جانبا من الفقه أن مسألة‬
‫ني‬ ‫فقه ن يف فرنسا قبل التطور‬
‫ي‬ ‫موقع خالف‬
‫الشطة اإلدارية‬ ‫ينبغ أن تؤخذ ف االعتبار لتدخل سلطات ر‬ ‫ن‬
‫ي‬ ‫المحافظة عىل جمال الرونق ال ي‬
‫إال إذا اقينت مع أحد عناض النظام العام التقليدية ‪ ، ,‬كإلزام مالك أرض فارغة بناء حائط‬
‫لتسويرها ‪ ,‬لمنع األتربة المياكمة بها من أن تثيها الرياح فتتسبب بحدوث تلوث ن يف البيئة‬
‫يرص الصحة العامة ‪.7‬‬ ‫بما ن‬

‫ن‬
‫القانوئ ‪ (،‬شهر فراير ‪)2020 ،‬‬ ‫المغرئ و المقارن "‪ ،‬مجلة اإلرشاد‬ ‫الزيتوئ ‪"،‬التوجه الجديد نف ر‬
‫التشي ع‬ ‫ن‬ ‫‪6‬الصفحة ‪ . 268‬ياسي‬
‫ي‬ ‫ري‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫‪ 7‬محمد البعدوي ‪ ,‬نفس المرجع السابق ‪ ,‬ص‪55‬‬

‫‪7‬‬
‫حي ذهب البعض اآلخر من الفقه بالقول ن يف أن المحافظة عىل جمال الرونق الشارع‬ ‫نف ن‬
‫ي‬
‫ر‬ ‫ن‬
‫يدخل يف سياق فكرة النظام العام‪ ،‬ولهذا سلطات الشطة اإلدارية البينية تتدخل لحماية‬
‫جمال الرونق مثل تدخلها لحماية العناض التقليدية ‪.‬‬
‫ن‬
‫الثائ‪ ،‬وجعل من القيمة الجمالية للمدن‬
‫الفرنس عىل التوجه ي‬ ‫ي‬ ‫وقد أكد مجلس الدولة‬
‫ىه صلة الرونق وجمالية المدن باهداف‬ ‫ر‬
‫هدفا من أهداف الشطة اإلدارية العامة ‪ ,‬فما ي‬
‫ر‬
‫الشطة اإلدارية لحماية البيئة ؟‬

‫الن‬ ‫السكنية‬ ‫واألحياء‬ ‫العام‬ ‫ع‬‫للشار‬ ‫الجمال‬ ‫المظهر‬ ‫هو‬ ‫اللغة‬ ‫ف‬ ‫إن المظهر الحسن ن‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫تستمتع المارة برؤيتها والن يجب الحفاظ عليها من خالل ممارسات ترميم المبائن‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ر‬
‫وتزيي تقاطعات الطرق واالهتمام بزراعة الميادين ونش الحدائق وكذلك من‬ ‫ن‬ ‫القديمة‬
‫ً‬
‫خالل البناء والتشييد وإبقائه نظيفا لتحقيق عنرص الرونق والجمال ‪.‬‬
‫ومن هنا تظهر عالقة المحافظة عىل الرونق وجمالية البيئة الحضارية ن‬
‫وبي حماية البيئة‪،‬‬
‫ن‬
‫والمنيهات والرقع‬ ‫حيث ال يمكن أن ينظر لالهتمام بزراعة الميادين ر‬
‫ونش الحدائق‬
‫الخرصاء ن يف المدن والتنسيق ن يف المدن من خالل توزي ع األماكن التجارية وصناعة وسكنية‬
‫ن‬
‫تأئ ن يف إطار حماية البيئة وتحسينها ‪.‬‬
‫إال أن كلها ي‬

‫● الفقرة األول ‪ :‬الحفاظ عىل األخالق واآلداب العامة‬

‫الفرنس ن يف تفسي النظام العام وجعله قاضا عىل النظام‬ ‫ي‬ ‫لقد توسع القضاء اإلداري‬
‫األدئ أو األخالق العامة عنرص من‬ ‫ر ي‬
‫الخارج ‪ ,‬فقد أصبح النظام ر ي‬ ‫المادي ذو المظهر‬
‫عناض النظام العام‪ ،‬وأصبحت المحافظة عىل اآلداب العامة ايضا من عناض‬
‫الشطة اإلدارية إل حمايتها ‪ ،‬وفكرة اآلداب العامة‬ ‫النظام العام الن تسغ سلطات ر‬
‫ي‬
‫ذات أهمية خاصة ‪ ,‬فالحفاظ عىل المشاعر الدينية واألخالقية جزء ال يتجزأ من‬
‫وبتال‬
‫ي‬ ‫النظام العام ‪ .8‬وال شك أن التلوث المادي هو أحد عناض إفساد البيئة‬
‫السء بالنسبة إل‬ ‫ر‬ ‫ن‬
‫تصبح عناض البيئة الملوثة مصدر ضر لإلنسان‪ ،‬ونفس ي‬
‫األدئ أو‬
‫ىه األخرى تعد نوعا من التلوث ر ي‬ ‫األفعال المنافية لآلداب العامة واألخالق ي‬
‫المعنوي للبيئة المجتمع ويجب حمايتها‪ ،‬البل إن األعمال المنافية لألخالق‬
‫تفس الفساد ن يف‬
‫ي‬
‫واآلداب العامة قد تؤدي إل ن‬
‫اإلضار بالصحة العامة فمثال ر‬
‫المجتمع من شأنه أن يؤثر عىل انتشار األمراض ‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫اسماعيل نجم الدين زنكنة ‪ ,‬الضبط اإلداري ‪ ,‬ص‪11‬‬

‫‪8‬‬
‫الخاتمة‬

‫ن‬ ‫نف الختام‪ ،‬تلعب ر‬


‫دورا محو ًريا يف حماية النظام العام وتنظيم الحياة‬
‫الشطة اإلدارية ً‬
‫ي‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫العامة يف المجتمع‪ .‬تتمثل أهم مهامها يف المحافظة عىل النظام العام وتنظيم أنشطة‬
‫األفراد ومراقبتها بما يخدم المصلحة العامة‪ .‬كما تقوم بإدارة المرافق العمومية لتقديم‬
‫ن‬
‫للمواطني وتنظيم األنشطة المهنية والتجارية والصناعية واليفيهية‪.‬‬ ‫الخدمات‬
‫تستخدم ر‬
‫الشطة اإلدارية وسائل قانونية ومادية لتحقيق أهدافها‪ ،‬كإصدار الياخيص‬
‫والتصاري ح الالزمة لممارسة بعض األنشطة وفرض الغرامات والعقوبات اإلدارية عىل‬
‫المخالفي‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن قرارات ر‬
‫الشطة اإلدارية تخضع لرقابة القضاء اإلداري لضمان‬ ‫ن‬
‫عدم تجاوز اإلدارة لحدود اختصاصاتها أو المساس بحقوق وحريات األفراد‪.‬‬
‫ن‬ ‫فيعتي موضوع ر‬
‫الشطة اإلدارية من الموضوعات الحيوية والمهمة يف القانون اإلداري‪،‬‬ ‫ر‬
‫ن‬ ‫ً‬
‫نظرا الرتباطه الوثيق بحماية النظام العام وتنظيم الحياة العامة يف المجتمع‪ .‬ويتطلب‬
‫ً‬
‫مزيدا من الدراسة والبحث لتطوير آليات عمل ر‬
‫الشطة اإلدارية وتعزيز‬ ‫هذا الموضوع‬
‫دورها ن يف المحافظة عىل األمن واالستقرار يف المجتمع‪.‬‬
‫ن‬

‫‪9‬‬
‫ع‬ ‫الم راج‬

‫● ر‬
‫الشقاوي سعاد ‪ ,‬القانون اإلداري ‪ ,‬دار النهضة العربية ‪ ,‬القاهرة ‪1983 ,‬‬

‫المغرئ و المقارن "‪ ،‬مجلة‬ ‫الزيتوئ ‪"،‬التوجه الجديد نف ر‬


‫التشي ع‬ ‫ن‬ ‫● ياسي‬
‫ري‬ ‫ي‬ ‫ني‬
‫القانوئ ‪ (،‬شهر فراير ‪)2020 ،‬‬
‫ي‬ ‫اإلرشاد‬

‫بي الحفاظ عىل‬ ‫● محمد البعدوي ر‬


‫‪،‬الشطة اإلدارية وإشكالية الموازنة ن‬
‫النظام العام و ضمان الحريات ‪،‬المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية‬
‫(نوني‪)2013،‬‬
‫ر‬

‫‪10‬‬
‫ال ف هرس‬

‫المقدمة ‪…………………………….……………………………………….….…………………..2‬‬
‫الشطة اإلدارية ن يف الحفاظ عىل النظام العام التقليدي‪…………..3‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬دور ر‬

‫الشطة اإلدارية و الحفاظ عىل الصحة العامة و السكينة ‪………….…..4‬‬ ‫الفقرة األول ‪ :‬ر‬

‫الشطة اإلدارية و الحفاظ عىل األمن العام ‪………………………………..5‬‬ ‫الفقرة الثانية‪ :‬ر‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬الشرطة اإلدارية و الحفاظ على النظام العام الحديث‪……………………...6‬‬


‫الفقرة األولى ‪ :‬الحفاظ على األخالق واآلداب العامة ‪…………………..………………..6‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬الحفاظ على الرونق و الجمالية العامة ‪…………………………………..7‬‬
‫الخات مة ‪…………………………….……………………………………….….…………………..8‬‬
‫المراجع ‪…………………………….……………………………………….….…………………..9‬‬

‫‪11‬‬

You might also like