Professional Documents
Culture Documents
محاضرات العقود التجارية محمد كرام
محاضرات العقود التجارية محمد كرام
الفصل الخامس
مــــقدمــــة:
إف كل تاجر سواء كاف شخصا ذاتيا أو شخصا اعتباريا يضطر لتحقيق أىداؼ مشروعػو التجاري
إىل إبراـ ؾبموعة من العقود منذ بداية ىذا اؼبشروع سواء مع األشخاص الذين يستعُت هبم كالعماؿ
والوسطاء ومقدمي اػبدمات أو مع اؼبوردين أو مع زبنائو الذين يقدـ ؽبم خدماتو أو يفوت ؽبم منتوجاتو.
وزبتلف القواعد اليت زبضع ؽبا ىذه العقود حبسب موضوعها أو حبسب صفة الشخص اؼبتعاقد معو ،فبا
يفيد أف التاجر قد يربـ عقودا مدنية ألغراضو التجارية كعقود الشغل ،وإف كانت الغالبية من العقود اليت
يربمها تكوف ؽبا طبيعة ذبارية إذا كانت مرصودة بطبيعة اغباؿ ػبدمة مشروعو التجاري.
غيػر أف سبييز العقود التجارية عن العقود اؼبدنية يبقى صعبا من الناحية القانونية حبيث ليس شبة معايَت
قانونية حاظبة ُب ىذا التمييز ،فال ديكن وصف عقد معُت بأنو ذو طبيعة مدنية أو ذبارية ألنو قد يوصف
بالوصفُت معا سباما كما ىو الشأف بالنسبة لعقد البيع الذي قد يكوف مدنيا وقد يكوف ذباريا .وُب ىذا
الصدد مل يًتدد بعض الفقو الفرنسي ُب التصريح بأنو ليس ىناؾ عقودا ذبارية بذاهتا ،فالعقد يكوف مدنيا أو
ذباريا حبسب األشخاص الذين أبرموه والغرض الذي أبرـ من أجلو.1
وُب ىذا اإلطار فإف التاجر يربـ ثالثة أنواع من العقود :عقود ال عالقة ؽبا بنشاطو التجاري إمبا هتم
حياتو العادية ،وعقود يربمها مع تاجر أو ذبار آخرين دبناسبة ولغرض نشاطو التجاري ،وعقود مع زبناء غَت
ذبار.
ويتضح من ىذا التصنيف أف تكييف العقد بالصفة التجارية يرتبط ارتباطا وثيقا بنظرية األعماؿ
التجارية ،فمىت كاف موضوع العقد نشاطا من األنشطة التجارية الواردة ُب اؼبادتُت 6و 7من مدونة التجارة أو
ما ماثلها أو أبرـ بُت تاجرين ألغراضهما التجارية فإنو يكوف عقدا ذباريا ،طبقا لنظرية األنشطة التجارية
األصلية أو بالطبيعة .وإذا انصب العقد على ىذه األنشطة ولكن الطرؼ اؼبتعاقد معو ليس تاجرا فإف العقد
يكوف ـبتلطا أي ذباريا بالنسبة للتاجر ومدنيا بالنسبة للزبوف غَت التاجر ،وذلك عمال بنظرية األعماؿ
التجارية اؼبختلطة .وقد يكوف العقد ذباريا إذا أبرمو التاجر ألغراضو التجارية ولو أف موضوعو ُب األصل يعترب
عمال مدنيا تطبيقا لنظرية األنشطة التجارية بالتبعية .إال أنو إذا كاف ىذا األخَت موضوعا لعقد مربـ من
طرؼ تاجر لغَت أغراضو التجارية ،فإف العقد يبقى مدنيا.
ولتسهيل تكييف العقد التجاري اىتدى القضاء إىل قرينة مفادىا أف كل العقود اؼبربمة من طرؼ
تاجر تعترب ُب األصل عقودا ذبارية ،وعمال هبذه القرينة يتعُت على التاجر أف يثبت أف العقد الذي كاف
طرفا فيو ال عالقة لو بنشاطو اؼبهٍت معتمدا ُب ىذا اإلثبات على طبيعة العمل أو سبب العقد ،وديكنو ُب
ىذا الصدد أف يستفيد من ضباية قانوف االستهالؾ.2
ولبلص فبا سبق إىل أنو ليس ىناؾ عقودا ذبارية بذاهتا وإمبا ترتبط ىذه الطبيعة دبوضوع العقد أو
بصفة اؼبتعاقد ،وإف كانت بعض التشريعات حسمت ُب بعض العقود واعتربهتا ذبارية بغض النظر عن صفة
الطرؼ اؼبتعاقد مع التاجر كما فعل اؼبشرع اؼبغريب ُب الكتاب الرابع من مدونة التجارة حينما اعترب بعض
العقود ذبارية وأخضعها للمقتضيات القانونية الواردة ُب ىذه اؼبدونة بغض النظر عن صفة الشخص اؼبتعاقد
معو ،كعقد السمسرة وعقد النقل والعقود البنكية...
- G. Ripert et R. Roblot, traité de droit commercial, Tome 2, 16 édition, L.G.D.J, Paris 2000, P 532.
1
- Angés Camuset, contrats commerciaux qu’apporté l’avocat? Publié le 19/12/2008 mis-à-jour le
2
8/8/2014, www.avocats.picovschi.com.
وقد عرؼ بعض الفقو اؼبغريب العقد التجاري بأنو العقد الذي يكوف موضوعو أحد األعماؿ التجارية
األصلية أو بالتبعية مىت ازبذت الشكل القانوين للعقد ،وال يهم بعد ذلك أكاف العقد منظما دبقتضى
القانوف اؼبدين أو القانوف التجاري أو العرؼ.3
وديكن تعريف العقد التجاري بأنو ذلك ،العقد الذي يربـ من طرؼ تاجر ألغراضو التجارية أو
يكوف موضوعو أحد األنشطة التجارية األصلية أو بالتبعية.
ألوال :التنظيم التشريعي للعقود التجارية :
إف األنشطة واألعماؿ التجارية ال تقع ربت حصر ،لذلك قبد اؼبشرع اؼبغريب أورد ىذه األنشطة ُب
اؼبادتُت 6و 7من مدونة التجارة على سبيل اؼبثاؿ بدليل اؼبادة 8من ذات اؼبدونة اليت نصت على أف
اكتساب صفة تاجر تكتسب كذلك باؼبمارسة االعتيادية أو االحًتافية لكل نشاط ديكن أف دياثل األنشطة
الواردة ُب اؼبادتُت 6و .7وؼبا كانت العقود التجارية ترتبط ارتباطا وثيقا بنظرية األعماؿ التجارية على كبو
ما تقدـ ،فإف ىذه العقود بدورىا ال تقع ربت حصر ،وبذلك فإف العقود الذي نظمها اؼبشرع اؼبغريب كغَته
من التشريعات اؼبقارنة ليست إال على سبيل اؼبثاؿ.
وُب ىذا الصدد خص اؼبشرع اؼبغريب الكتاب الرابع من مدونة التجارة ببعض العقود التجارية منها ما
ؽبا عالقة باالئتماف كعقود الرىن ،ومنها ما يتصل بالوساطة كالوكالة التجارية والسمسرة والوكالة بالعمولة،
ومنها ما يرتبط باػبدمات كالنقل والعقود البنكية ،ومنها ما يتعلق باإلئتمػاف والتمويػل كعقد االئتماف
اإلجياري والرىػن جبميػع أنواعػو.
وعلى الرغم من أف اؼبشرع اؼبغريب أضاؼ ُب التعداد الوارد ُب الكتاب الرابع من مدونة التجارة عقودا
مل تكن منظمة ُب ظل القانوف التجاري القدمي كعقد االئتماف اإلجياري وعقد الوكالة التجارية والعقود
البنكية ،فإف اغبياة التجارية تشهد معامالت تفرغ ُب عقود ال مثيل ؽبا وجديدة على التنظيم التشريعي
للعقود التجارية ،األمر الذي يقودنا إىل القوؿ بأف ىذه األخَتة قد تكوف عقودا مسماة منظمة من طرؼ
اؼبشرع ،وقد تكوف عقودا غَت مسماة غَت منظمة تشريعيا وزبضع التفاؽ الطرفُت.
ومهما كانت ىذه العقود مسماة أـ غَت مسماة ،حديثة أو قددية ،فإهنا زبضع مبدئيا للنصوص
اػباصة اؼبنظمة ؽبا وُب غياهبا التفاؽ الطرفُت وللقواعد العامة ُب القانوف اؼبدين ،ولألعراؼ والعادات
التجارية ،وأحيانا لالتفاقيات الدولية وعادات وأعراؼ التجارة الدولية 4كما ىو الشأف لالعتماد اؼبستندي.
ص .145 - 3ثٛػج١ذ ػجبع ،ٟاٌؼمٛد اٌزغبس٠خ ٚاٌزغذ٠ذاد اٌطبسئخ ػٍٙ١ب ِمبي ِٕشٛس ثّغٍخ اٌّؾبِ ،ْٛع ،6
ثانيا :األحكام الخاصة بالعقود التجارية :
بالرجوع إىل القواعد اػباصة اؼبنظمة ؼبختلف العقود التجارية قبد أهنا ربيل ُب كثَت من أحكامها
على القواعد العامة للعقود ُب قانوف االلتزامات والعقود خصوصا فيما يتعلق بإبراـ العقد حيث تطبق مبدئيا
نفس شروط إبراـ العقد اؼبدين سواء تعلق األمر بالرضى أو األىلية أو احملل أو السبب ،لذلك يغلب أال قبد
ُب اؼبقتضيات اػباصة اؼبنظمة ؽبذه العقود أحكاما عامة هبا.
إال أنو مع ذلك سبتاز العقود التجارية خبصوصيات سبيزىا عن العقود اؼبدنية تتالءـ وفبيزات التجارة
اؼبتمثلة ُب السرعة والثقة واالئتماف ،وىذه اػبصوصيات تقوـ على السهولة ُب إنشاء االلتزاـ وإثباتو من
ناحية وعلى القسوة والتشدد ُب تنفيذه من ناحية أخرى ،5وقبمل ىذه اػبصوصيات فيما يلي :
– 1السهولة في إنشاء االلتزامات التجارية
خيضع إبراـ العقود التجارية ؼببدإ سلطاف اإلرادة وحرية األطراؼ ُب إنشاء التزامات بعيدا عن الرظبية
والبطء الذي دييز اؼبعامالت اؼبدنية ،وىو ما يتالءـ مع خصائص وفبيزات التجارة اؼبتمثلة ُب السرعة والثقة،
لذلك قبد أف شبة مقتضيات قانونية ُب القانوف اؼبدين تعرؼ تطبيقها ُب اجملاؿ التجاري أكثر فبا ىو ُب
ميداف اؼبعامالت اؼبدنية خصوصا فيما يتعلق بإبراـ بعض العقود التجارية بطريق اؼبراسلة أو التلكس أو
الفاكس أو التليفوف ،6أو عرب وسائل االتصاؿ اغبديثة حبيث قبد كثَتا من عمليات البيع والشراء واػبدمات
تتم عرب شبكات االنًتنيت ،بل إف السكوت يعترب ُب اؼبادة التجارية دبثابة قبوؿ لإلجياب إذا كانت ىناؾ
معامالت سابقة بُت الطرفُت.7
وإذا كانت الرضائية ىي األصل ُب إبراـ العقود التجارية لكوهنا تتالءـ مع طبيعة اغبياة التجارية اليت
تأىب الشكلية والرظبية والبطء ،فإف ىذا األصل أصبح يًتاجع شيئا فشيئا لصاحل الشكلية اليت بدأت تغزو
اؼبادة التجارية حىت أصبحنا نرى كثَتا من العقود التجارية ال تقوـ إال بعد إفراغها ُب الشكل الذي يفرضو
القانوف ،كما ىو الشأف لعقد بيع ورىن األصل التجاري 8وتقدديو حصة ُب الشركة والتسيَت اغبر لألصل
4
- Michel Pedamon, droit commercial, commeçants et fonds de commerce, concurrence et contrats du
commerce, 2 édition, Dalloz, Paris 2000, P 544.
ِ - 5ؾّذ اٌغ١ذ اٌفم ،ٟاٌؼمٛد اٌزغبس٠خ ،ؽ ِٕ ،1شٛساد اٌؾٍج ٟاٌؾمٛل١خ ،ث١شٚد ،2011 ،ص .6
ِ - 6ظطف ٝوّبي ؽٗ ،اٌؼمٛد اٌزغبس٠خ ٚػٍّ١بد اٌجٕٛن دساعخ ِمبسٔخِٕ ،شٛساد اٌؾٍج ٟاٌؾمٛل١خ ،ؽ ،1ث١شٚد ،2006 ،ص .10
ٕ٠ - 7ض اٌفظً ِٓ 25ق.ي.ع ػٍ ٝأٔٗ "ػٕذِب ٠ى ْٛاٌشد ثبٌمجٛي غ١ش ِطٍٛة ِٓ اٌّٛعت أ ٚػٕذِب ال ٠مزؼ ٗ١اٌؼشف اٌزغبس،ٞ
فئْ اٌؼمذ ٠زُ ثّغشد ششٚع اٌطشف ا٢خش ف ٟرٕف١زٖ٠ٚ ،ى ْٛاٌغىٛد ػٓ اٌشد ،ثّضبثخ اٌمجٛي إرا رؼٍك اإل٠غبة ثّؼبِالد عبثمخ
ثذأد فؼال ث ٓ١اٌطشف."ٓ١
- 8رٕض اٌّبدح ِ ِٓ 81ذٔٚخ اٌزغبسح ػٍ ٝأْ ث١غ األطً اٌزغبس ٞأ ٚرف٠ٛزٗ ٚوزا رمذ ّٗ٠ؽظخ ف ٟاٌششوخ أ ٚرخظ١ظٗ ثبٌمغّخ أٚ
ثبٌّضاد ٠زُ ثؼمذ سعّ ٟأ ٚػشفٚ ٟرؼ١ف اٌّبدح 83ػٍ ٝأْ ِغزخشعب ِٓ ٘زا اٌؼمذ ٠م١ذ ف ٟاٌغغً اٌزغبس٠ٚ ،ٞم َٛوبرت اٌؼجؾ
ثٕششٖ ف ٟاٌغش٠ذح اٌشعّ١خ ٚف= ٟإؽذ ٜاٌغشائذ اٌّخٛي ٌٙب ٔشش اإلػالٔبد اٌمبٔ١ٔٛخ ػٍٔ ٝفمخ األؽشافٚ ،أٚعجذ اٌّبدح ِٓ 107
التجاري ،9وعقد الشركة التجارية 10وعقد رىن أدوات ومعدات التجهيز ،11حيث اشًتط اؼبشرع لصحة
ىذه العقود وغَتىا ضرورة ربريرىا ُب ؿبرر رظبي أو عرُب ،بل وُب بعض منها أوجب إشهارىا ُب السجل
التجاري أو حىت ُب اعبريدة الرظبية وُب السجل الوطٍت اإللكًتوين للضمانات اؼبنقولة وُب عقود أخرى
تطلب تسليم الشيء اؼبتعاقد عليو للطرؼ الثاين كشرط لقياـ العقد ُب إطار ركن التسليم ُب العقود العينية.
ومل تقتصر ذبليات تراجع مبدأ الرضائية ُب ؾباؿ العقود التجارية على اقتحاـ الشكلية ؽبا ،بل إف
الدولة أصبحت تفرض رقابتها على ىذا اؼبيداف ُب إطار ضبايتها للطرؼ الضعيف ُب العالقات التجارية بُت
اؼبنتجُت واؼبهنيُت من جهة واؼبستهلكُت من جهة ثانية ،وُب ىذا الصدد تدخل اؼبشرع اؼبغريب- 12كنظَته
الفرنسي -13واضعا ؾبموعة من القواعد اآلمرة اليت ال جيوز االتفاؽ على ـبالفتها واليت يتعُت على اؼبهنيُت
مراعاهتا ُب معامالهتم وتعاقداهتم التجارية اليت يربموهنا مع اؼبستهلكُت ،حبيث أصبحوا يصطدموف بقواعد
من النظاـ العاـ تقرر بطالف ؾبموعة من الشروط التعسفية اليت يضمنوهنا ُب العقود النموذجية اليت يضعوهنا
من تلقاء أنفسهم من دوف مفاوضة ومناقشة مع اؼبستهلكُت الطرؼ الضعيف ُب ىذه العالقات.
ويتضح فبا سبق أف عهد سيادة اغبرية التعاقدية ومبدأ سلطاف اإلرادة ُب ؾباؿ العقود التجارية قد
وىل بعد فرض الدولة لرقابتها عليها إما غبماية الطرؼ الضعيف وىو اؼبستهلك وإما لتوجيو االقتصاد الوطٍت
وضبايتو ،وبذلك ذىب الفقو إىل القوؿ بأف العقود التجارية خرجت من دائرة اغبرية التعاقدية إىل نطاؽ
التنظيم القانوين اؼبلزـ ،وأصبحت عقودا موجهة تتم وفقا لنظاـ موضوع ال وفقا ؼبشيئة اؼبتعاقدين.14
– 2حرية اإلثبـ ــات
ِذٔٚخ اٌزغبسح ثشأْ س٘ٓ األطً اٌزغبسٔ ٞفظ اٌشىٍ١خ ِٓ ؽ١ش وزبثخ اٌؼمذ ِغ رغ١١ـش ٚعٍ١خ إشٙبس ػمذ س٘ٓ األطً اٌزغبسٞ
ؽ١ش أطجؼ ٠م١ذ ف ٟاٌغغً اٌٛؽٕ ٟاإلٌىزشٌٍ ٟٔٚؼّبٔبد إٌّمٌٛخ ثّٛعت اٌمبٔ ْٛسلُ .18.21
- 9رٕض اٌّبدح ِ ِٓ 153ذٔٚخ اٌزغبسح ػٍ ٝأْ ػمذ اٌزغ١١ش اٌؾش ٌألطً اٌزغبسٕ٠ ٞشش ف ٟأعً ِٛ٠ 15ب ِٓ ربس٠خٗ ػٍ ٝشىً
ِغزخشط ف ٟاٌغش٠ذح اٌشعّ١خ ٚف ٟعش٠ذح ِخٛي ٌٙب ٔشش اإلػالٔبد اٌمبٔ١ٔٛخ رؾذ ؽبئٍخ اٌجطالْ ٚفك ِب رٕض ػٍ ٗ١اٌّبدح .158
ٚ - 10ثخظٛص ػمذ اٌششوخ اٌزغبس٠خ ،فئْ عّ١غ اٌششوبد اٌزغبس٠خ ال رم َٛإال ثزؾش٠ش ٔظبَ أعبعٌٙ ٟب ٚرغغ ٍٗ١ف ٟاٌغغً اٌزغبسٞ
ثبعزضٕبء ششوخ اٌّؾبطخ ٚرٌه ٚفك ِب رٕض ػٍ ٗ١اٌّبدربْ ِٓ 17ٚ 7اٌمبٔ ْٛسلُ 95/17اٌّزؼٍك ثششوخ اٌّغبّ٘خ ٚاٌّبدح ِٓ 2
اٌمبٔ ْٛسلُ 96/5اٌّزؼٍك ثبٌششوبد اٌزغبس٠خ األخش.ٜ
- 11رٕض اٌّبدح ِ ِٓ 356ذٔٚخ اٌزغبسح ػٍ ٝأْ س٘ٓ أدٚاد ِٚؼذاد اٌزغ١ٙض ٠زُ ثّٛعت ِؾشس سعّ ٟأ ٚػشف٠ٚ ،ٟزُ رم١١ذٖ فٟ
اٌغغً اٌٛؽٕ ٟاإلٌىزشٌٍ ٟٔٚؼّبٔبد إٌّمٌٛخ ؽجمب ٌٕض اٌّبدح ِٓ 357راد اٌّذٔٚخ.
- 12اٌمبٔ ْٛسلُ 31-08اٌظبدس ثزٕف١زٖ اٌظ١ٙش اٌشش٠ف سلُ 1-11-03اٌظبدس ف 14 ٟسث١غ األٚي 1432اٌّٛافك ٌـ 2011/2/18
اٌز٠ ٞمؼ ٟثزؾذ٠ذ رذاث١ش ٌؾّب٠خ اٌّغزٍٙه ،إٌّشٛس ثبٌغش٠ذح اٌشعّ١خ ػذد 5932ثزبس٠خ 2011-04-17ص.1072.
- 13لبٔ ْٛاالعزٙالن اٌفشٔغ ٟسلُ ،93-943ثزبس٠خ .1993/7/26
ِ - 14ظطف ٝوّبي ؽٗ ٚػٍ ٟاٌجبسٚد ،ٞاٌمبٔ ْٛاٌزغبس ٞاألٚساق اٌزغبس٠خ ،اإلفالط ،اٌؼمٛد اٌزغبس٠خ ،ػٍّ١بد اٌجٕٛن ،ؽ ،1
ِٕشٛساد اٌؾٍج ٟاٌؾمٛل١خ ،ث١شٚد –ٌجٕبْ ،ص .478
إف سهولة إنشاء االلتزامات التجارية موضوع العقود التجارية يستتبع بالضرورة سهولة إثباهتا ،لذلك
فإف اؼببدأ ُب اؼبادة التجارية ىو حرية اإلثبات حبيث يكوف بوسع األطراؼ مبدئيا إثبات االلتزامات التجارية
جبميع وسائل اإلثبات.
وقد نص اؼبشرع اؼبغريب على ىذا اؼببدإ بصفة صرحية ُب طليعة تنظيمو للعقود التجارية ،حبيث جاء
ُب اؼبادة 334من مدونة التجارة أف اؼبادة التجارية زبضع غبرية اإلثبات إال ُب اغباالت اليت يقرر فيها
القانوف أو اإلتفاؽ اإلثبات بالكتابة.
وقد كاف قانوف االلتزامات والعقود سباقا لتقرير ىذا اؼببدأ عندما أورد استثناء على اإلثبات اؼبقيد
اؼبعموؿ بو ُب اؼبادة اؼبدنية ُب الفصل 448منو الذي أجاز اإلثبات بشهادة الشهود بُت التجار فيما خيص
الصفقات اليت مل ذبر العادة بتطلب الدليل الكتايب إلثباهتا.
وعليو ،فإذا كاف اؼبشرع يستلزـ ُب اؼبادة اؼبدنية الكتابة إلثبات االلتزامات اليت تتجاوز قيمتها عشرة
آالؼ درىم إنشاء أو انتقاال أو تعديال أو إهناء عمال بالفصل 443من ؽ.ؿ.ع ،فإنو ُب اؼبادة التجارية
جيوز االستعانة مبدئيا جبميع الوسائل إلثبات ىذه االلتزامات ،ومن ٍب ديكن إثبات العقود التجارية بشهادة
الشهود والقرائن والدفاتر التجارية واليمُت اغباظبة.
إال أف مبدأ حرية اإلثبات ُب اؼبادة التجارية ال يعمل بو على إطالقو بل ترد عليو استثناءات مردىا
إما اتفاؽ الطرفُت عندما يتفقاف على اشًتاط الكتابة ُب اإلثبات ألف حرية اإلثبات ليست من النظاـ العاـ،
وإما القانوف الذي يستلزـ أحيانا لقياـ وإثبات العقد التجاري الكتابة واإلشهار كما ُب اغباالت اليت تطرقنا
إليها سلفا.
– 3التضام ــن
إف من أىم مظاىر التشدد والصرامة ُب تنفيذ االلتزاـ التجاري ضد الطرؼ اؼبدين ،تضامن ىذا
األخَت ُب حالة تعدده ،وىو ما يشكل ُب نفس الوقت ضمانة قوية لفائدة الدائن تدعيما لالئتماف التجاري
وتيسَتا ُب اقتضاء ديوف الدائنُت وتفاديا لنتائج إفالس أحد اؼبدينُت.
وبناء على ىذه اؼبربرات الواقعية قرر اؼبشرع اؼبغريب التنصيص على ىذه اػباصية ُب األحكاـ العامة
للعقود التجارية عندما نص ُب اؼبادة 335من مدونة التجارة على أف التضامن يفًتض ُب اؼبادة التجارية،
وبذلك فإف التضامن يفًتض بُت اؼبدينُت ُب اؼبادة التجارية على خالؼ اؼبادة اؼبدنية اليت ال يفًتض فيها
ىذا التضامن وإمبا جيب أف يتم التنصيص عليو ُب السند اؼبنشئ لاللتزاـ ،أو يقرره القانوف صراحة.15
ويطرح إشكاؿ مدى تعلق مقتضى اؼبادة 335من مدونة التجارة اؼبقررة لتضامن اؼبدينُت ُب اؼبادة
التجارية بالنظاـ العاـ ،أـ ديكن االتفاؽ على ـبالفتو تأسيسا على الفصل 165من ؽ.ؿ.ع الذي قرر بدوره
ىذه القاعدة بُت التجار ُب معامالهتم التجارية ما مل يتفقوا على استبعادىا .16وترجع مشروعية ىذا
التساؤؿ إىل كوف اؼبشرع التجاري مل يردؼ اؼبادة 335من مدونة التجارة بالعبارة الواردة ُب ختاـ الفصل
165من ؽ.ؿ.ع واؼبتمثلة ُب "وذلك ما مل يصرح السند اؼبنشئ لاللتزاـ أو القانوف بعكسو" ،وىو ما فسره
الفقو بأف نية اؼبشرع انصرفت صراحة إىل عدـ االعتداد باتفاؽ األطراؼ على استبعاد التضامن بُت اؼبدينُت
ُب االلتزامات التجارية 17مضيفا أف اؼبادة 335من مدونة التجارة قاعدة خاصة والحقة زمنيا للفصل 165
من ؽ.ؿ.ع ،18وديكن تعزيز ىذا اؼبوقف بكوف اؼبادة 335من مدونة التجارة ألغت ضمنيا اعبملة الثانية
من الفصل 165من ؽ.ؿ.ع على اعتبار أف ىذا التضامن يعترب عمود التنفيذ ُب االلتزامات التجارية
وبذلك فإف عدـ التنصيص عليها ُب اؼبادة 335يفيد االستغناء عنها وإلغاءىا.
– 4سريان الفوائد في تنفيذ االلتزامات التجارية
على خالؼ القاعدة اؼبقررة ُب اؼبادة اؼبدنية واليت تقضي ببطالف اشًتاط الفائدة بُت اؼبسلمُت عمال
بالفصل 878من ؽ.ؿ.ع ،19فإنو ُب اؼبادة التجارية جيوز اشًتاط الفائدة بُت اؼبتعاقدين وفق ما نص عليو
قانوف االلتزامات والعقود نفسو ُب كثَت من فصولو خصوصا الفصل 871الذي نص على أف ىذا االشًتاط
يفًتض إذا كاف أحد الطرفُت تاجرا والفصل 875الذي نص على أنو ُب الشؤوف اؼبدنية والتجارية حيدد
السعر القانوين للفوائد واغبد األقصى للفوائد االتفاقية دبقتضى ظهَت خاص.
وفضال عن حصر نطاؽ تطبيق الفصل 878من ؽ.ؿ.ع ُب العقود اؼبدنية الناشئة بُت اؼبسلمُت،
فإف ؾباؿ تطبيق الفوائد يرتبط بشكل كبَت باألشخاص اؼبعنوية واليت ال ديكن اغبديث عن ديانتها ،وبالتايل
تطبيق الفصل 878من ؽ.ؿ.ع عليها حىت ولو كانت اؼبعاملة مدنية ،األمر الذي جيعل نطاؽ تطبيق ىذه
الفوائد واسعا جدا ،بشكل يتجاوز معو اجملاؿ التجاري.
ٕ٠ - 15ض اٌفظً ِٓ 164ق.ي.ع ػٍِ ٝب " : ٍٟ٠اٌزؼبِٓ ث ٓ١اٌّذ ٓ١ٕ٠ال ٠فزشع ٍ٠ٚضَ أْ ٕ٠زظ طشاؽخ ػٓ اٌغٕذ إٌّشئ ٌالٌزضاَ
أ ِٓ ٚاٌمبٔ ْٛأ ٚأْ ٠ى ْٛإٌز١غخ اٌؾزّ١خ ٌطج١ؼخ اٌّؼبٍِخ".
ٕ٠ - 16ض اٌفظً ِٓ 165ق.ي.ع ػٍِ ٝب ٠" : ٍٟ٠م َٛاٌزؼبِٓ ثؾىُ اٌمبٔ ْٛف ٟاالٌزضاِبد اٌّزؼبلذ ػٍٙ١ب ث ٓ١اٌزغبس ألغشاع
اٌّؼبِالد اٌزغبس٠خ ٚرٌه ِب ٌُ ٠ظشػ اٌغٕذ إٌّشئ ٌالٌزضاَ أ ٚاٌمبٔ ْٛثؼىغٗ".
ِ - 17ؾّذ ٌفشٚع ،ٟاٌزبعش ٚلبٔ ْٛاٌزغبسح ثبٌّغشة ،عٍغٍخ اٌذساعبد اٌمبٔ١ٔٛخ ،سلُ ِ ،1طجؼخ إٌغبػ اٌغذ٠ذح ،ؽ ،1اٌذاس اٌج١ؼبء،
،1997ص .364
- 18ثٛػج١ذ ػجبع ٟاٌؼمٛد اٌزغبس٠خ ؽ 1اٌّطجؼخ ٚاٌٛسالخ اٌٛؽٕ١خ ِشاوش ،2013ص .18
ٕ٠ - 19ض اٌفظً ِٓ 870ق.ي.ع ػٍِ ٝب " : ٍٟ٠اشزشاؽ اٌفبئذح ث ٓ١اٌّغٍّ ٓ١ثبؽً ِٚجطً ٌٍؼمذ اٌز٠ ٞزؼّٕٗ عٛاء عبء طش٠ؾب أٚ
ارخز شىً ٘ذ٠خ أٔ ٚفغ آخش ٌٍّمشع ،أ ٚأل ٞشخض غ١شٖ ٠زخزٖ ٚع١طب ٌٗ".
والفوائد نوعاف :فوائد قانونية ،وفوائد اتفاقية ،فالفوائد القانونية ىي دبثابة تعويض عن التأخَت ُب
تنفيذ االلتزاـ ،ومصدرىا القانوف الذي حدد سعرىا ُب %6عمال بظهَت 1958/86/16مسويا ُب ذلك بُت
اؼبادة اؼبدنية واؼبادة التجارية .أما الفوائد االتفاقية فمصدرىا اتفاؽ الطرفُت ،وغالبا ما تضمن ُب العقود
البنكية ،لذلك نص اؼبشرع ُب اؼبادة 495من مدونة التجارة على أف الفوائد تسري بقوة القانوف لفائدة
البنك دوف سبييز بُت الفوائد االتفاقية والفوائد القانونية.
وإذا كانت الفائدة االتفاقية خيتلف سعرىا من ؾباؿ آلخر وزبضع ألسعار تفضيلية تطبيقا لبعض
االتفاقيات مع فئات معينة ُب اجملتمع ،فإف اؼبشرع جعل ىذه الفوائد من بُت أىم اىتماماتو ُب قانوف ضباية
اؼبستهلك فارضا رقابة قوية على السعر اؼبطبق وعلى كيفية تطبيقو وـبوال للطرؼ الضعيف اؼبستهلك عدة
إمكانيات ووسائل قانونية للحيلولة دوف تطبيق بعض الشروط العقدية إذا خالفت اؼبقتضيات اآلمرة اؼبضمنة
ُب قانوف ضباية اؼبستهلك.
وعلى الرغم من اغبماية اليت يقررىا اؼبشرع لفائدة اؼبستهلك ،فإف نظاـ الفوائد يعترب مظهرا من
مظاىر التشدد ُب تنفيذ االلتزاـ التجاري مقارنة بااللتزاـ اؼبدين.
– 5التشدد في مهلة الوفـ ـاء
إف من مظاىر القسوة والصرامة اليت تطبع تنفيذ االلتزاـ التجاري ،حرماف اؼبدين من أي إمهاؿ
قضائي ُب تنفيذ االلتزاـ الذي يقع على عاتقو مقارنة بااللتزاـ اؼبدين الذي حيظى فيو اؼبدين دبعاملة أقل
تشددا.
وإذا كاف الفصل 128من ؽ.ؿ.ع يضع قاعدة ُب اؼبادة اؼبدنية مؤداىا عدـ إمكانية القاضي منح
أجل للمدين أو ينظره إىل ميسرة إال دبقتضى القانوف أو االتفاؽ وال حىت سبديد األجل االتفاقي أو القانوين،
فإنو أورد استثناء على ىذه القاعدة ُب الفصل 243من ؽ.ؿ.ع أجاز من خاللو للقضاة مراعاة منهم ؼبركز
اؼبدين منح آجاؿ معتدلة للوفاء مع ضرورة استعماؿ ىذه السلطة ُب نطاؽ ضيق.20
غَت أف ىذا اؼبقتضى ال ديكن تطبيقو ُب اؼبادة التجارية إال بشكل استثنائي ،على اعتبار أنو يتناَب
مع طبيعة االلتزامات التجارية اليت تقوـ على السرعة واالئتماف حبكم أف التجار يعولوف على آجاؿ تنفيذ
االلتزامات ويرتبوف التزامات أخرى عليها ،وكل إخالؿ بأجل تنفيذ ىذا االلتزاـ سيؤدي ال ؿبالة إىل
صعوبات تعًتض مسَتة ىذا التاجر أو ذاؾ.
ٕ٠ - 20ض اٌفظً ِٓ 243ق.ي.ع ػٍِ ٝب ِٚ ... " : ٍٟ٠غ رٌه ٠غٛؽ ٌٍمؼبح ِشاػبح ٌِّٕ ُٙشوض اٌّذِٚ ٓ٠غ اعزؼّبي ٘زٖ اٌغٍطخ فٟ
ٔطبق ػ١ك أْ ّٕ٠ؾ ٖٛأعبال ِؼزذٌخ ٌٍٛفبء ٚأْ ٛ٠لفٛا إعشاءاد اٌّطبٌجخ ِغ إثمبء األش١بء ػٍ ٝؽبٌٙب".
ولقد نص اؼبشرع اؼبغريب بصفة صرحية على منع سبكُت اؼبدين من أي إمهاؿ قانوين أو قضائي ُب
الكمبيالة 21والسند ألمر 22والشيك.23
وتظهر الصرامة أيضا ُب تنفيذ االلتزاـ التجاري ُب ترتيب جزاء التصفية القضائية ضد كل تاجر
توقف عن دفع ديونو اغبالة واؼبستحقة بشكل ال رجعة فيو عمال دبقتضيات اؼبادتُت 545و 651من مدونة
التجارة ،ويًتتب عن النطق بالتصفية القضائية ضد التاجر سواء كاف شخصا ذاتيا أو شخصا اعتباريا حلوؿ
آجاؿ صبيع الديوف اؼبؤجلة طبقا للمادة 668من مدونة التجارة ،وبيع صبيع أمواؿ اؼبدين بقصد توزيع منتوج
البيع على دائنيو.24
ومع ذلك فقد لطف اؼبشرع اؼبغريب من قسوة ىذا اعبزاء عندما ال يتوقف التاجر عن دفع ديونو
بشكل ال رجعة فيو أو عندما يعاين من صعوبات دوف أف تصل إىل درجة التوقف عن الدفع ،إذ أجاز لو
بنفسو أف يطلب االستفادة من مسطرٌب اإلنقاذ والتسوية القضائية عمال دبقتضيات اؼبادتُت 568و 575من
مدونة التجارة حبيث تقضي احملكمة بفتح مسطرة التسوية القضائية إذا كانت وضعية التاجر ليست ـبتلة
بشكل ال رجعة فيو ،دبعٌت أنو توقف عن دفع ديونو ولكن الزالت ىناؾ آماؿ الستمراره وتقضي بفتح
مسطرة اإلنقاذ إذا كاف يعاين من صعوبات ليس دبقدوره ذباوزىا ومن شأهنا أف تؤدي بو ُب أجل قريب إىل
التوقف عن الدفع.
وتعتبػر مسطرة اإلنقاذ والتسوية القضائية على خالؼ التصفية القضائية امتيازا لفائدة التاجر اؼبدين
حبكم أنو يستفيد من ؾبموعة من اآلليات القانونية اليت تساعده على ذباوز الصعوبات اليت يعاين منها
وبالتايل تسهيل أداء ديوف دائنيو ،ولعل أىم ىذه اآلليات ما نصت عليو اؼبادة 686من مدونة التجارة من
منع ووقف كل الدعاوى القضائية اليت يقيمها الدائنوف الذين نشأت ديوهنم قبل فتح مسطرة اإلنقاذ أو
التسوية القضائية ،وذلك دبجرد صدور حكم فتح اؼبسطرة ،كما تتوقف كل إجراءات التنفيذ اليت يقيمها
ىؤالء على اؼبنقوالت والعقارات ،كما يًتتب عن ىذا اغبكم منع أداء كل دين نشأ قبل صدوره ربت طائلة
بطالف ذلك األداء واؼبطالبة باسًتجاعو عمال دبقتضيات اؼبادتُت 698و 691من مدونة التجارة.
- 21رٕض اٌّبدح ِ ِٓ 231ذٔٚخ اٌزغبسح ف ٟفمشرٙب اٌضبٔ١خ ػٍِ ٝب " : ٍٟ٠ال ّٕ٠ؼ أ ٞإِٙبي لبٔ ٟٔٛأ ٚلؼبئ ،ٟإال ف ٟاألؽٛاي
إٌّظٛص ػٍٙ١ب ف ٟاٌّبدر.207ٚ 196 ٓ١
- 22اٌّبدح ِ ِٓ 234ذٔٚخ اٌزغبسح اٌّزؼٍمخ ثبٌغٕذ األِش ٚاٌز ٟأؽبٌذ ػٍ ٝاٌّبدح 231أػالٖ.
- 23رٕض اٌّبدح ِ ِٓ 304ذٔٚخ اٌزغبسح ػٍِ ٝب " : ٍٟ٠ال ّٕ٠ؼ أ ٞإِٙبي لبٔ ٟٔٛأ ٚلؼبئ ٟإال ف ٟاألؽٛاي إٌّظٛص ػٍٙ١ب فٟ
اٌّبدح .291
- 24أظش ٌّض٠ذ ِٓ اإل٠ؼبػِ ،ؾّذ وشاَِ ،غبؽش طؼٛثبد اٌّمبٌٚخ ف ٟاٌزشش٠غ اٌّغشث ٟاٌغضء األٚي اٌّطجؼخ اٌٛؽٕ١خ ،ؽ ،1
ِشاوش ،2019 ،ص ِٚ 173ب ثؼذ٘ب .أؽّذ شىش ٞاٌغجبػ ،ٟاٌٛع١ؾ فِ ٟغبؽش اٌٛلب٠خ ِٓ اٌظؼٛثبد اٌز ٟرؼزشع اٌّمبٌٚخ
ِٚغبؽش ِؼبٌغزٙب ،ط ،3داس إٌشش اٌّؼشفخ ،اٌشثبؽ ،2000 ،ص ِٚ 5ب ثؼذ٘ب.
وبذلك ديكن القوؿ إف نظاـ اإلنقاذ والتسوية القضائية يعد استثناء على مبدأ الصرامة والقسوة ُب
تنفيذ االلتزاـ التجاري ،ألف اؼبدين يستفيد من خاللو من ؾبموعة من االمتيازات سواء تعلقت بتخفيض
مبلغ الدين أو سبديد آجاؿ أدائو ،بل إف ىذا النظاـ يضع التزامات أخرى على الدائنُت من حيث ضرورة
التصريح بديوهنم لدى السنديك داخل أجل شهرين من تاريخ نشر حكم فتح اؼبسطرة ُب اعبريدة الرظبية
أو من تاريخ إشعارىم ربت طائلة سقوطها 25واستفادة اؼبدين تبعا لذلك من ىذا السقوط.
– 6التـقـ ــادم
ؼبا كانت االلتزامات التجارية تقوـ على السرعة والثقة واالئتماف ،وعدـ الرظبية ،فإنو كاف طبيعيا أف
يكوف أجل التقادـ فيها قصَتا باؼبقارنة مع االلتزامات اؼبدنية اليت تتقادـ مبدئيا دبرور طبسة عشر سنة طبقا
للفصل 387من ؽ.ؿ.ع.
وبناء عليو فإف االلتزامات التجارية تتقادـ كقاعدة دبرور طبس سنوات ،وفق ما تنص عليو اؼبادة 5
من مدونة التجارة ويستوي ُب ذلك أف يكوف االلتزاـ التجاري ناشئا بُت ذبار ،أو بينهم وبُت غَت
التجار.26
ويعتبػر التقادـ اػبماسي اؼبنصوص عليو ُب اؼبادة 5من مدونة التجارة أطوؿ مدة للتقادـ ُب
االلتزامات التجارية ،إال أف ىناؾ بعضا من ىذه االلتزامات خصها اؼبشرع دبدد أقصر كما ىو الشأف ُب
تقادـ االلتزامات الصرفية الناشئة عن األوراؽ التجارية واليت تتقادـ إما دبرور ستة أشهر أو سنة أو ثالث
سنوات.27
ويقوـ التقادـ القصَت األمد الذي دييز بعضا من ىذه االلتزامات التجارية على قرينة الوفاء ،وىي
قرينة بسيطة قابلة إلثبات العكس ،حبيث إذا أثار اؼبدين دفعا بالتقادـ وناقش ُب نفس الوقت موضوع
الدعوى متمسكا باألداء أو اؼبقاصة أو غَتىا من الدفوع اؼبوضوعية ،فإف قرينة الوفاء اليت يقوـ عليها التقادـ
اؼبثار تكوف قد هتدمت بإثارة ىذه الدفوع ،ومن ٍب لن يستفيد اؼبدين من التقادـ بل يتعُت عليو إثبات
دفوعو اؼبوضوعية ،وذلك وفق ما استقر عليو االجتهاد القضائي.28
٠شىً ِٕبلشخ ٌٍذٚ ٓ٠رى ْٛثزٌه ٘ذِذ لشٕ٠خ اٌٛفبء اٌز ٟثٕ ٟػٍٙ١ب اٌزمبدَ اٌضالصِّ ٟب ٠ىِ ْٛؼٗ االعزئٕبف ٚاٌؾبٌخ ٘زٖ غ١ش ِؤعظ
٠ٚزؼ ٓ١سدٖ ٚرأ١٠ذ األِش اٌّغزأٔف" غ١ش ِٕشٛس.
-لشاس ِؾىّخ إٌمغ سلُ 438ثزبس٠خ ٍِ 1999/3/31ف ع 98/2/6/238عبء فٌّ" ٗ١ب وبْ اٌضبثذ ٌٍّؾىّخ أْ اٌطبػٓ اٌز ٞرّغه
ثبٌزمبدَ اٌظشف ٟاٌّجٕ ٟػٍ ٝلشٕ٠خ اٌٛفبء ٚأٔىش اٌذ ِٓ ٓ٠أعبعٗ فئٔٙب وبٔذ ػٍ ٝؽك ػٕذِب سرجذ ػٍ ٝرٌه دؽغ ٘زٖ اٌمشٕ٠خ
ٚاعزخٍظذ ِٓ رٌه إلشاسٖ اٌؼّٕ ٟثضجٛد اٌذ ٓ٠سافؼخ ؽٍجٗ ثئعشاء رؾم١ك ٌؼذَ عذ٠زٗ ِّب رىِ ْٛؼٗ لذ ػٍٍذ لشاس٘ب رؼٍ١ال
عٍّ١ب"ِٕ ،شٛس ثبٌزمش٠ش اٌغٌٍّٕ ٞٛغٍظ األػٍ ،1999 ٝص .102
ع ،6/200/742عبء ف" ٗ١إْ = -لشاس ِؾىّخ االعزئٕبف اٌزغبس٠خ ثبٌذاس اٌج١ؼبء سلُ 2001/2530ثزبس٠خ ٍِ ،2001/12/24ف
اٌّغزأٔف ػٍ ٗ١ثّٕبصػزٗ ف ٟؽك اٌّغزأٔف ف ٟاعزخالص د ٕٗ٠ثٛاعطخ ِغبؽش لبٔ١ٔٛخ ٚف ٟؽش٠مخ رؾظ ً١اٌذ٠ ٓ٠ى ْٛلذ ٘ذَ
لشٕ٠خ اٌٛفبء اٌز٠ ٟم َٛػٍ ٝأعبعٙب اٌزمبدَ اٌخّبع ٟاٌّجٕ ٟػٍ ٝلشٕ٠خ اٌٛفبء"ِٕ ،شٛس ثبٌّغٍخ اٌّغشث١خ ٌمبٔ ْٛاألػّبي ٚاٌّمبٚالد،
ع ِ ،2ب ،2003 ٞص .57
- 29اٌمبٔ ْٛسلُ 53/95اٌّؾذس ٌٍّؾبوُ اٌزغبس٠خ اٌظبدسح ثزٕف١زٖ اٌظ١ٙش اٌشش٠ف سلُ 1-97-65ثزبس٠خ ،1997/2/12اٌغش٠ذح
اٌشعّ١خ ،ع ،4482ثزبس٠خ ،1997/5/15ص .1141
وبناء عليو فكل دعوى تتعلق بعقد ذباري يرجع االختصاص للبت فيها للمحاكم التجارية إذا
ذباوزت قيمة الدعوى عشرين ألف درىم طبقا للمادة 6من قانوف إحداث احملاكم التجارية ،اليت حددت
االختصاص القيمي للمحاكم التجارية ُب اؼبنازعات اليت تتجاوز قيمة الدعوى فيها عشرين ألف درىم أو
كانت غَت ؿبددة القيمة .أما إذا كانت قيمة الدعوى أقل من ىذا اؼببلغ فإف االختصاص يعود للمحاكم
االبتدائية.
وإذا كاف العقد التجاري الذي يربط بُت تاجرين دبناسبة أعماؽبما التجارية ال يطرح أي إشكاؿ من
حيث اختصاص احملكمة التجارية للبت فيو ،فإف العقد الذي يكوف أحد طرفيو تاجرا واآلخر غَت تاجر،
يطرح إشكاؿ احملكمة اؼبختصة للبت ُب النزاع الناشئ عنو ،دبعٌت أف العقد يكوف موضوعو عمال مدنيا
ألحد طرفيو وعمال ذباريا للطرؼ اآلخر ،أي عمال ـبتلطا.
ويبدو من مقتضيات اؼبادة 4من مدونة التجارة واؼبادة 5من قانوف إحداث احملاكم التجارية ،30أنو
ال ديكن مقاضاة غَت التاجر أماـ احملكمة التجارية إال إذا وجد اتفاؽ بُت الطرفُت على إسناد االختصاص
ؽبذه األخَتة ،وباؼبقابل ديكن لغَت التاجر مقاضاة التاجر إما أماـ احملكمة التجارية وإما أماـ احملكمة
االبتدائية باختياره.
غيػر أف مكنة االختيار ىذه اؼبخولة لغَت التاجر ليست على إطالقها ،ذلك أنو ُب العقود التجارية
اؼبنصوص عليها ُب الكتاب الرابع من مدونة التجارة يبقى االختصاص منعقدا للبت ُب اؼبنازعات الناشئة
عنها للمحاكم التجارية فقط بغض النظر عن صفة الطرؼ اؼبتعاقد معو تاجرا كاف أـ غَت تاجر ،وىكذا
مثال فاؼبنازعة الناشئة بُت اؼبسافر غَت التاجر والناقل ،وبُت البنك واؼبقًتض غَت التاجر ،وبُت السمسار
وموسط السمسار ،وبُت البنك وصاحب اغبساب البنكي وغَتىم من أطراؼ العقود التجارية الواردة ُب
الكتاب الرابع من مدونة التجارة ،تكوف من اختصاص احملكمة التجارية عمال بالبند 1من اؼبادة 5من
قانوف إحداث ىذه احملاكم ،وذلك وفق ما استقر عليو االجتهاد القضائي ؼبختلف ؿباكم اؼبملكة.31
ثالثا :أنواع العقود التجاري ـ ــة :
- 30رٕض اٌّبدح ِٓ 5لبٔ ْٛإؽذاس اٌّؾبوُ اٌزغبس٠خ ػٍِ ٝب ّ٠ ... " : ٍٟ٠ىٓ االرفبق ث ٓ١اٌزبعش ٚغ١ش اٌزبعش ػٍ ٝإعٕبد
االخزظبص ٌٍّؾىّخ اٌزغبس٠خ فّ١ب لذ ٕ٠شأ ثّٕٙ١ب ِٓ ٔضاع ثغجت ػًّ ِٓ أػّبي اٌزبعـش".
ٛٔ - 31سد ِٓ ٘زٖ االعزٙبداد اٌمشاساد اٌزبٌ١خ :لشاس ِؾىّخ االعزئٕبف اٌزغبس٠خ ثبٌذاس اٌج١ؼبء ثزبس٠خ 2005/11/29ف ٟاٌٍّف ع
،13/2005/4176غ١ش ِٕشٛسٚ ،لشاس ِؾىّخ االعزئٕبف اٌزغبس٠خ ثفبط رؾذ ع ،99/125ثزبس٠خ 1998/11/2ف ٟاٌٍّف ع
98/205عبء ف" : ٗ١ؽجمب ٌّمزؼ١بد اٌىزبة اٌشاثغ ِٓ ِذٔٚخ اٌزغبسح رؼذ ِٓ اٌؼمٛد اٌزغبس٠خ اٌؾغبثبد اٌجٕى١خ اٌّفزٛؽخ ٌٍضثبئٓ
ٚوزا ػمذ اٌمشع اٌّجشَ ِغ اٌجٕه ثّٕبعجزٙب ثغغ إٌظش ػٓ طفخ اٌّزؼبلذ ً٘ ٘ ٛربعش أَ الٚ ،ثبٌزبٌ ٟفئْ اٌّؾبوُ اٌزغبس٠خ
ِخزظخ ؽجمب ٌمبٔ ْٛإؽذاصٙب"ِٕ ،شٛس ثّغٍخ اٌّؼ١بس ،ع ،24ص .187
ديكن تصنيف العقود التجارية كالعقود اؼبدنية إىل عقود مسماة وعقود غَت مسماة حبسب تنظيمها
من طرؼ اؼبشرع من عدمو ،وديكن تصنيفها أيضا حبسب موضوع العقد ،حبيث إف العقود التجارية تتنوع
تبعا لتنوع أنواع األنشطة التجارية ،وبذلك حاوؿ الفقو ،32تقسيم ىذه العقود إىل عدة أنواع ،النوع األوؿ
عقود البيع التجاري ،والنوع الثاين عقود الوساطة التجارية ،والنوع الثالث عقود االئتماف التجاري والنوع
الرابع عقود اػبدمات التجارية والنوع اػبامس عقود التجارة الدولية اليت ديكن أف تنصب على صبيع مواضيع
األنواع السابقة إذا كاف ؽبا طابع دويل.
وإذا كاف اؼبشرع اؼبغريب مل ينظم النوع األوؿ من العقود التجارية اؼبتمثل ُب عقد البيع التجاري إال ُب
بعض اغباالت كعقد بيع األصل التجاري ،فبا يبقى معو خاضعا للقواعد اؼبنظمة لعقد البيع ُب قانوف
االلتزامات والعقود واألعراؼ التجارية ،فإنو باؼبقابل نظم عددا غَت قليل من عقود الوساطة كعقد الوكالة
التجارية وعقد الوكالة بالعمولة وعقد السمسرة ،كما نظم بعض عقود االئتماف كعقد الرىن التجاري وعقد
رىن أدوات ومعدات التجهيز ،وعقد اإليداع باؼبخازف العامة ،وعقد االئتماف اإلجياري ،فضال عن تنظيمو
لعقود اػبدمات واليت يبقى عقد النقل والعقود البنكية أىم مثاؿ عنها.
وسبقت اإلشارة إىل أف العقود التجارية ال تقع ربت حصر ،لذلك فإننا سنقتصر على دراسة بعض
عقود الوساطة واػبدمات واالئتماف ،مركزين على عقد الوكالة التجارية وعقد السمسرة وعقد النقل وعقد
االئتماف اإلجياري ،وذلك ُب فصلُت لبصص الفصل األوؿ لعقود الوساطة والفصل الثاين لعقود اػبدمات
واالئتماف.
٘ - 32بٔ ٟد٠ٚذاس ،اٌؼمٛد اٌزغبس٠خ ٚاٌؼٍّ١بد اٌّظشف١خ ،داس اٌغبِؼخ اٌغذ٠ذح ،اإلعىٕذس٠خ ،2013 ،ص ِٚ ،13ب ثؼذ٘ب.
ِ -ؼّش ؽب٘ش ؽّ١ذ سدِبْ ،ػمٛد اٌٛعبؽخ اٌزغبس٠خ (اٌٛوبٌخ اٌزغبس٠خ ،اٌٛوبٌخ –اٌؼٌّٛخ –اٌزّض ً١اٌزغبس ،)ٞداس اٌغبِؼخ اٌغذ٠ذح
اإلعىٕذس٠خ ،2017ص ِٚ 34ب ثؼذ٘ب.
األستاذ محمد كرام
مسلك الدراسات القانونية
الفصل الخامس ـ المجموعة الثانية ـ
مادة العقود التجارية
المحاضرة الثانية
0202/0202
الفصل الخامس
عقود الوساطـة:
ال يستطيع التاجر إقباز صبيع أنشطتو التجارية دبفرده أو بنفسو إما لصعوبة ذلك بسبب تنوع وتعدد
ىذه األنشطة ،وإما بسبب تواجد وقياـ زبنائو الذين يتعامل معهم يف أماكن بعيدة أو جهلو حقيقة مركزىم
اؼبايل ،فبا ال هبد معو بدا من االستعانة بأشخاص آخرين لتصريف شؤونو التجارية .وىبتلف اؼبركز القانوين
ؼبن يستعُت هبم التاجر حبسب تبعيتهم لو أو استقالليتهم عنو ،فيندرج يف الطائفة األوىل العماؿ الذين
يأسبروف بأوامر مشغلهم ،واؼبمثلوف التجاريوف الذين وإف كانوا يتمتعوف بنوع من االستقاللية يف إقباز
األنشطة التجارية ويف البحث عن زبناء وتصريف منتجات التاجر ،لكن تبقى ىذه اغبرية ؿبدودة وال يبكن
أف يتجاوز فيها اؼبمثل التجاري تعليمات التاجر الذي يبثلو.
أما الطائفة الثانية اليت يستعُت هبا التاجر يف شؤونو التجارية فإهنا تتمتع باستقالؿ مهٍت عنو ويدخل
يف ذلك الوكيل التجاري والوكيل بالعمولة والسمسار وصاحب االمتياز.
وسندرس نوعُت من عقود الوساطة اليت يتمتع فيها الوسيط باستقالؿ مهٍت ،ويكتسب صفة تاجر
ونبا عقدي الوكالة التجارية وعقد السمسرة.
الـمبحث األول :عقد الوكالة التجارية
مل ينص اؼبشرع اؼبغريب بصفة صروبة على الوكالة التجارية ضمن األنشطة التجارية الواردة يف اؼبادتُت
6و 7من مدونة التجارة والذي اقتصر على اإلشارة فيها إىل السمسرة والوكالة بالعمولة ،1لكن ذلك ال ينزع
عنها الصفة التجارية ألف تضمينو أعماؿ السمسرة والوكالة بالعمولة يف البند 9من اؼبادة 6مل يكن بصفة
حصرية وإمبا على سبيل اؼبثاؿ فقط ،مؤكدا أف صبيع أعماؿ الوساطة اليت سبارس بصفة اعتيادية أو احًتافية
تكسب الشخص اؼبمارس ؽبا صفة تاجر.
وتعتبػر الوكالة التجارية من أىم أعماؿ الوساطة يف اؼبيداف التجاري ،ولذلك عمل اؼبشرع اؼبغريب يف
مدونة التجارة على تنظيمها وخصص ؽبا اؼبواد من 393إىل 404منها ،مع العلم أف القانوف التجاري لسنة
9993مل يكن ينظم ىذا العقد.
وعلى غَت عادتو عمد اؼبشرع إىل تعريف الوكالة التجارية مبينا من خاللو أىم خصوصياهتا اليت سبيزىا
عن غَتىا من عقود الوكالة والوساطة بصفة عامة مؤكدا على رضائية ىذا العقد بعيدا عن أي شكلية يف
انعقاده وىو ما سنفصلو يف اؼبطلب األوؿ ربت عنواف ماىية الوكالة التجارية وانعقادىا ،على أف لبصص
اؼبطلب الثاين لتنفيذ عقد الوكالة التجارية وإهنائو.
المطلب األول :ماهية الوكالة التجارية وانعقادها
لقد كانت الوكالة التجارية زبضع إىل غاية صدور مدونة التجارة للقواعد العامة للوكالة اؼبدنية
اؼبنصوص عليها يف قانوف االلتزامات والعقود باستثناء بعض اؼبقتضيات اليت تتالءـ وطبيعتها التجارية من
قبيل عدـ افًتاض ؾبانيتها إذا أبرمت بُت التجار فيما يتعلق باؼبعامالت التجارية وفق ما تنص عليو الفصل
888من ؽ.ؿ.ع.
وعلى الرغم من استقالؿ الوكالة التجارية بأحكاـ خاصة بعد صدور مدونة التجارة فإهنا احتفظت
بطابعها الرضائي الذي ال يستلزـ أي شكلية يف انعقادىا.
الفقرة األولى :ماهية الوكالة التجارية
حرصت معظم التشريعات على تعريف الوكالة التجارية سبييزا ؽبا عن الوكالة اؼبدنية وعن بقية عقود
الوساطة اليت قد تلتبس معها ،مربزة خصوصيات ىذه الوكالة اليت تساعد على إقامة ىذا التمييز.
-1ذ٘ض أُاظج ٓ ٖٓ 6عٗٝح اُرداؼج ػِٓ ٠ا ..." : ٢ِ٣ذٌركة طلح ذاخؽ تأُٔاؼقح االػر٤اظ٣ح أ ٝاالزرؽاك٤ح ُألٗشطح اُراُ٤ح 9 .... " :
–اُكٔكؽج ٝاًُٞاُح تاُؼُٔٞح ٝؿ٤ؽٔٛا ٖٓ أػٔاٍ اُٞقاؽح".
أوال :تعريف الوكالة التجارية
عرؼ اؼبشرع اؼبغريب الوكالة التجارية يف اؼبادة 393من مدونة التجارة اليت تنص على ما يلي :
"الوكالة التجارية عقد يلتزـ دبقتضاه شخص دوف أف يكوف مرتبطا بعقد عمل بالتفاوض أو بالتعاقد بصفة
معتادة بشأف عمليات هتم أشرية أو بيوعات وبصفة عامة صبيع العمليات التجارية باسم وغبساب تاجر أو
منتج أو فبثل ذباري آخر يلتزـ من جهتو بأدائو أجرة عن ذلك".
كما عرؼ اؼبشرع الفرنسي الوكيل التجاري يف الفقرة األوىل من اؼبادة 934من مدونة التجارة بأنو
"الوكيل الذي يقوـ بصفة مهنية مستقلة دوف أف يكوف مرتبطا بعقد إجارة اػبدمة وبصفة دائمة بالتفاوض
وعند االقتضاء بإبراـ عقود بيع أو شراء أو كراء أو تقدًن خدمات باسم وغبساب منتجُت أو صناع أو ذبار
أو وكالء ذباريُت آخرين ،يبكن أف يكوف شخصا ذاتيا أو شخصا معنويا".2
وقد عرؼ اؼبشرع اللبناين الوكيل التجاري يف اؼبادة األوىل من اؼبرسوـ رقم 34لسنة 9967اؼبتعلق
بالتمثيل التجاري بأنو "الوكيل الذي يقوـ حبكم مهنتو االعتيادية اؼبستقلة ودوف أف يكوف مرتبطا بإجارة
خدمة باؼبفاوضة إلسباـ عملية البيع والشراء أو التأجَت أو تقدًن اػبدمات ويقوـ عند االقتضاء هبذه األعماؿ
باسم اؼبنتجُت أو التجار وغبساهبم".
ودبقارنة التشريع اؼبغريب بنظَته الفرنسي واللبناين من حيث تعريف الوكالة التجارية يتضح أف التعريف
الذي جاء بو اؼبشرع الفرنسي واللبناين قاصر وأغفل اإلشارة إىل عنصر أساسي يف الوكالة التجارية وىو
عنصر األجر أو العمولة ،وىو ما تنبو إليو اؼبشرع اؼبغريب يف التعريف الذي وضعو يف اؼبادة 393من مدونة
التجارة حيث ركز على عنصر األجر كالتزاـ للموكل وىو العنصر الذي يبيز الوكالة التجارية عن الوكالة
العادية.
وعرفها بعض الفقو العريب بأهنا "عقد يلتزـ دبقتضاه شخص بالتفاوض أو بالتعاقد بصفة مهنية
مستقلة ومستمرة نيابة عن آخر يف مقابل أجر" ،3وإف كاف ىذا التعريف يبدو قاصرا لعدـ إشارتو إىل
موضوع الوكالة التجارية الذي هبب أف يكوف من األعماؿ التجارية.
ثانيا :خصوصيات الوكالة التجارية
ُ - 2إلشاؼج كوؾ كأُاظج ٓ ٖٓ 1/134عٗٝح اُرداؼج اُلؽٗك٤ح أػال ٙإٗٔا ذؼٔ٘د ٗلف ذؼؽ٣ق اُلظَ ٖٓ 1اُواٗ ٕٞأُ٘ظْ ًُِٞاُح
اُرداؼ٣ح ؼهْ 91-593أُؤؼش ك ،1991/6/25 ٢تؼع إظٓاج ٛػا األض٤ؽ كٓ ٢عٗٝح اُرداؼج.
ٓ - 3ؼٔؽ ؽاٛؽ زٔ٤ع ؼظٓإ ّ ،ـ،ص .43
بالرجوع إىل التعاريف أعاله يتضح أف للوكالة التجارية خصوصيات سبيزىا عن غَتىا من عقود
الوساطة اؼبشاهبة ؽبا سواء ذات الطبيعة اؼبدنية أو ذات الطبيعة التجارية.
4
- Cass.com 26/2/2008. D. 2008, 2907, note Ferrier, J.C.P.E 2008, N° 22, P 19.
5
- Pau 16/12/2010, J.C.P.E 2011, N° 1246, note dissaux.
6
- Cass.com 29/10/1979, D 1980, 69, Gaz. Pal, 1980.1.87.
التجارية ،والذي يؤكد ذبارية عقد الوكالة التجارية وما يًتتب عن ذلك من خضوعو الختصاص احملاكم
التجارية ،ولقواعد اإلثبات والتضامن وغَتىا من القواعد اػباصة اؼبعموؿ هبا يف العقود التجارية األخرى.
ويشًتط العتبار الوكالة التجارية عمال ذباريا وبالتايل اكتساب الوكيل التجاري صفة تاجر ،فبارستها
على سبيل االعتياد أو االحًتاؼ ،أي ازباذىا من طرؼ الوكيل حرفة لو ،وإذا مورست بصفة عرضية أو
موظبية فإهنا تفقد الصفة التجارية النعداـ شرط االعتياد أو االحًتاؼ اؼبنصوص عليو يف اؼبادة 6من مدونة
التجارة.
ويضاؼ إىل ذلك أف الوكالة التجارية ليست ؾبانية كما ىو الشأف بالنسبة للوكالة العادية ،وإمبا تتم
مقابل أجر يؤديو اؼبوكل للوكيل وفق ما جاء يف اؼبادة 393من مدونة التجارة .
ومن نافلة القوؿ إف الوكالة ال تكوف ذبارية إال إذا كاف موضوعها أحد األعماؿ التجارية وأف تتم
ىذه األعماؿ لفائدة شخص آخر هبب أف يكوف بدوره تاجرا وفق ما تنص عليو اؼبادة 393من مدونة
التجارة وبالتايل فإف كاف عمل الوكيل ينصب على التفاوض أو التعاقد بشأف أعماؿ غَت ذبارية أو لفائدة
أشخاص غَت ذبار فال يبكن اعتباره وكيال ذباريا ،وإمبا يبقى وكيال ىبضع يف عالقتو دبوكلو للقواعد العامة
يف قانوف االلتزامات والعقود.
ويف ىذا الصدد يذىب بعض الفقو العريب إىل أف الوكالة تعترب يف القانوف اؼبصري ذبارية إذا كاف
الوكيل ؿبًتفا إجراء اؼبعامالت التجارية غبساب الغَت ،7مضيفا أف القانوف اؼبصري يشًتط شرطُت لتكوف
الوكالة ذبارية نبا :
الشرط األوؿ :أف يكوف ؿبل نشاط الوكيل عمال ذباريا غبساب الغَت.
الشرط الثاين :احًتاؼ الوكيل ىذا العمل التجاري.8
– 1االستقالل المهني للوكيل التجاري
إف استقالؿ الوكيل التجاري يف فبارسة مهامو يعترب من بُت أىم خصائص الوكالة التجارية اليت أكد
عليها اؼبشرع اؼبغريب يف التعريف الوارد يف اؼبادة 393من مدونة التجارة بتنصيصها على ما يلي " :الوكالة
التجارية عقد يلتزـ دبقتضاه شخص ودوف أف يكوف مرتبطا بعقد عمل "...واليت أكد عليها أيضا اؼبشرع
- 7ػثع اُلراذ ٓؽاظ ،شؽذ اُؼوٞظ أُعٗ٤ح ٝاُرداؼ٣ح ،ظ ٕٝغًؽ اُ٘اشؽ ٌٓٝإ اُ٘شؽٝ ،ق٘ح اُطثغ ،ص .237
ٓ - 8ؼٔؽ ؽاٛؽ زٔ٤ع ؼظٓإ ّ ،ـ ،ص .48
الفرنسي يف اؼبادة 9/934من مدونة التجارة عندما عرؼ الوكيل التجاري بأنو الوكيل الذي يكلف بصفة
مستقلة ودوف أف يكوف مرتبطا بعقد إجارة اػبدمات."...
وتفيد خاصية االستقالؿ اؼبهٍت للوكيل التجاري أف ىذا األخَت يعترب مقاوال مستقال بذاتو ال ىبضع
ألي تعليمات أو أوامر يف تدبَت شؤونو اؼبهنية من موكلو أو موكليو وال يكوف تابعا ؽبم بأي شكل من
أشكاؿ التبعية.
وتتجلى مظاهر االستقالل المهني للوكيل التجاري فيما يلي :
-إمكانية سبثيل عدة موكلُت يف آف واحد دوف أخذ موافقتهم وفق ما تنص عليو الفقرة الثانية من
اؼبادة 393من مدونة التجارة " :يبكن للوكيل التجاري أف يبثل عدة موكلُت دوف أف يلزـ دبوافقة أي منهم
،"...وىو ما يفتح للوكالء التجاريُت آفاؽ جد واسعة لتنويع وتوسيع نطاؽ مهنتهم وأرباحهم.
غَت أف ىذا اؼببدأ ليس على إطالقو ،بل يرد عليو استثناء يبنع دبوجبو الوكيل من سبثيل موكلُت أو
مقاوالت متنافسة ،وىو االستثناء الوارد يف اعبملة األخَتة من الفقرة الثانية من اؼبادة 393من مدونة التجارة
بتنصيصها على ما يلي " :غَت أنو ال هبوز لو أف يبثل عدة مقاوالت متنافسة".9
وىبتلف التشريع اؼبغريب عن نظَته الفرنسي حيث أورد ىذا األخَت استثناء على االستثناء اؼبقرر يف
اؼبادة 3/934من مدونة التجارة أجاز من خاللو للوكيل التجاري سبثيل مقاولة منافسة إذا وافقت اؼبقاولة
اؼبوكلة األوىل على ذلك ،وىو ما ال قبد لو مثيال يف الفقرة الثانية من اؼبادة 393من مدونة التجارة اؼبغربية
اليت قررت االستثناء بعدـ جواز سبثيل مقاوالت متنافسة دوف التنصيص على إمكانية إجازة االتفاؽ على ما
ىبالف ىذا االستثناء كما فعل اؼبشرع الفرنسي ،غَت أنو ؼبا كاف األمر يتعلق دبصلحة اؼبوكل وطاؼبا تنازؿ ىذا
األخَت عن شرط عدـ اؼبنافسة ،فإننا نعتقد أف مثل ىذا االتفاؽ جائز ،وبالتايل وبق للوكيل سبثيل مقاوالت
متنافسة إذا حصل على موافقتها.
-حرية الوكيل التجاري يف إدارة وتنظيم مقاولتو حبيث يتمتع بصالحيات واسعة يف اختيار وقت
ترويج وتصريف اؼبنتوجات اؼبكلف هبا من طرؼ موكليو دوف أف يفرض عليو ىؤالء وقتا معينا وال طريقة
معينة لذلك.
ٗ - 9ض أُشؽع اُلؽٗك ٢ػِٛ ٠ػا االقرث٘اء ك ٢أُاظج ٓ ٖٓ 3/134عٗٝح اُرداؼج ٓؼ٤لا إُٜ٤ا إٔ ذٔث َ٤أُواُٝح أُ٘اككح ٌٖٔ٣ك ٢زاُح
ٓٞاكوح أُٝ ًَٞهع خاءخ أُاظج أُػًٞؼج ًاُراُ: ٢
« L’agent commercial peut accepter sous autorisation la représentation de nouveaux mandats.
Toutefois il ne peut accepter la représentation d’une entreprise concurrente de celle de l’un de ses
mandats sans accord de ce dernier ».
ويتمتع الوكيل التجاري يف ىذا الصدد باغبرية الكاملة يف اختيار الشكل القانوين ؼبقاولتو ،إما يف
شكل مقاولة فردية كشخص ذايت وإما قي شكل مقاولة صباعية باختيار أي شكل من أشكاؿ الشركات
التجارية سواء كانت شركات أشخاص أو شركات أمواؿ ،مع العلم أف اؼبشرع اؼبغريب مل يكن صروبا يف ىذا
الشأف كنظَته الفرنسي الذي نص يف هناية الفقرة األوىل من اؼبادة 9/934من مدونة التجارة على أف الوكيل
التجاري يبكن أف يكوف شخصا ذاتيا أو شخصا معنويا ،يف حُت وردت كلمة شخص يف اؼبادة 393من
مدونة التجارة اؼبغربية عامة ،وىو عموـ يفيد إمكانية مزاولة مهاـ الوكالة التجارية من طرؼ الشخص الذايت
والشخص اؼبعنوي على حد سواء.10
-يًتتب على حرية الوكيل التجاري يف تنظيم مقاولتو وفق الطريقة اليت تبدو لو مالئمة إمكانية
استعانتو بعماؿ ومستخدمُت ،بل بإمكانو أف يستعُت بوكالء ذباريُت من الباطن ،على أساس أف تبقى
العالقة بُت اؼبوكل والوكيل التجاري األصلي.
-وبق للوكيل التجاري فبارسة أنشطة ذبارية أخرى إىل جانب الوكالة التجارية ،سواء مورست ىذه
األخَتة بصفة أصلية أو بصفة تبعية ،11بشرط أال ينافس موكلو.
وتبدو أنبية خاصية االستقالؿ اؼبهٍت للوكيل التجاري يف سبييزه عن اؼبمثل التجاري الذي يبارس
تقريبا نفس اؼبهاـ اليت يبارسها الوكيل التجاري لكن طريقة فبارستها زبتلف بُت الوسيطُت اؼبذكورين ،على
اعتبار أف اؼبمثل التجاري يكوف تابعا ؼبشغلو ،ويتقيد بأوامره وتعليماتو يف صبيع مراحل العمل الذي يقوـ بو
حبيث يتعُت عليو أف يقوـ بالعمل بنفسو دوف االستعانة بأشخاص آخرين كما يبنع عليو سبثيل مشغلُت
آخرين أو مزاولة أنشطة أخرى.
– 3خاصية استمرارية الوكالة التجارية
نص اؼبشرع اؼبغريب على ىذه اػباصية يف اؼبادة 393يف مدونة التجارة عندما عرؼ الوكالة التجارية
بأهنا عقد يلتزـ دبقتضاه شخص بالتفاوض أو بالتعاقد بصفة معتادة وأكد عليها اؼبشرع الفرنسي بدوره يف
اؼبادة 9/934من مدونة التجارة بالتنصيص على أف الوكيل التجاري يبارس مهامو بصفة دائمة de façon
،permanenteوبناء على ذلك فإف الشخص الذي ال يبارس ىذا النشاط إال بصفة مؤقتة وموظبية كما يف
ٗ ٞٛٝ - 10لف أُٞهق اُػ ١ذث٘ا ٙتؼغ اُلو ٚأُـؽت ،٢اٗظؽ تٞػث٤ع ػثاق ّ ،٢ـ ،ص .180
ٗ - 11ض أُشؽع أُـؽت ٢ػِ ٠إٌٓاٗ٤ح ٓٔاؼقح ٗشاؽ اًُٞاُح اُرداؼ٣ح إٓا تظلح أطِ٤ح أ ٝتظلح ذثؼ٤ح ك ٢أُاظج 394اُر ٢أخاؾخ
إٌٓاٗ٤ح االذلام ػِ ٠اقرثؼاظ أزٌاّ اًُٞاُح اُرداؼ٣ح ػ٘عٓا ذٔاؼـ ٛػ ٙاألض٤ؽج تظلح ذثؼ٤ح ُؼوع ؼئ٤ك ٢آضؽ غٞٓ ١ػٞع ٓطرِق
ٌٛٝػا خاء ك ٢أُاظج أُػًٞؼج ٓا ُ ٌٖٔ٣" : ٢ِ٣ألؽؽاف إٔ ٣وؽؼٝا ػعّ ذطث٤ن ٛػا اُوكْ تاُ٘كثح ُِدؿء ٖٓ اُؼوع أُرؼِن تاًُٞاُح
اُرداؼ٣ح ٝغُي زٔ٘٤ا ٣ؿا ٍٝاُ َ٤ًٞاُرداؼٗ ١شاؽ ٚتظلح ذثؼ٤ح ُؼوع آضؽ غٞٓ ١ػٞع ؼئ٤كٓ ٢طرِق".
أوقات اؼبعارض ال يستفيد من نظاـ الوكيل التجاري ،12كما أف الوكيل الذي ال ينجز إال عمليات معزولة
باسم وغبساب مؤسسة أو شركة معينة ال يبكنو أف يستفيد من نظاـ الوكالة التجارية.13
وتقتضي خاصية استمرارية وديبومة الوكالة التجارية استمرارىا يف الزمن ؼبدة طويلة وأف تنصب على
عمليات عديدة بشكل وبقق اؼبصلحة اؼبشًتكة للطرفُت ،ومن مث فإف خاصية االستمرارية ترتبط بشكل كبَت
خباصية اؼبصلحة اؼبشًتكة ،فكلما زبلفت إحدى ىاتُت اػباصيتُت انعدمت الوكالة التجارية ونصبح أماـ نوع
آخر من التعاقد.
- Cass. Com 16/1/1968, cite par Michel Pédamon, op cit, P 592.
13
15
- Michel Pedamon,Op cit, P 595.
ٝ- 16كٛ ٢ػا اُظعظ ٘٣ض اُلظَ ٖٓ 883م.ٍ.ع ػِ ٠إٔ "اًُٞاُح ذرْ ترؽاػ ٢اُطؽك٣ٝ ٖ٤كٞؽ إٔ ٌٕٞ٣ؼػ ٠أُ ًَٞطؽ٣سا أٝ
ػٔ٘٤ا ٓغ اقرث٘اء اُساالخ اُر٣ ٢رطِة اُواٗ ٕٞكٜ٤ا شٌال ضاطأً ،ا أٗ٣ ٚكٞؽ إٔ ٣ؤذ ٢هث ٍٞاُ َ٤ًٞػٔ٘٤ا ٝإٔ ٣كر٘رح ٖٓ ذ٘ل٤ػٙ
ٓا ًَٝكٓ ٚ٤غ اقرث٘اء اُساالخ اُر٣ ٢رطِة اُواٗ ٕٞكٜ٤ا هثٞال طؽ٣سا".
- 17اُواٗ ٕٞؼهْ 16-69اُواػ ٢تررٔ ْ٤أُاظج ٖٓ 4اُواٗ ٕٞؼهْ 39-08أُرؼِن تٔعٗٝح اُسوٞم اُؼ٤٘٤ح أُ٘شٞؼ تاُدؽ٣عج اُؽقٔ٤ح ،ع
،6604تراؼ٣ص .2017/9/14
"هبب أف يتوافر يف الوكالة الشكل الواجب توافره يف العمل القانوين الذي يكوف ؿبل الوكالة ما مل يوجد
نص يقضي بغَت ذلك".
وسار اؼبشرع الفرنسي على منواؿ نظَته اؼبغريب مقررا يف قانوف 9999اؼبضمن يف اؼبادة 9/934وما
يليها من مدونة التجارة رضائية عقد الوكالة التجارية ،بعد أف كاف يف ظل مرسوـ 9958اؼبلغى يستلزـ كتابة
ىذا العقد وتسجيلو يف سجل خاص بكتابة ضبط احملكمة.
ولئن ألغى القانوف الفرنسي اغبايل الكتابة يف عقد الوكالة التجارية ،فإنو احتفظ بالتسجيل حيث
أوجب على كل وكيل ذباري تسجيل عقد الوكالة التجارية يف سجل خاص باحملكمة التجارية يبقى صاغبا
ؼبدة طبس سنوات ،ويتعُت ذبديد التسجيل إذا رغب اؼبعٍت باألمر يف مواصلة نشاطو.
غَت أف ىذا التسجيل الذي كاف إجباريا يف ظل مرسوـ 9958أصبح حاليا ؾبرد إجراء إداري ال
يًتتب عن إغفالو أي أثر خبصوص قياـ عقد الوكالة التجارية خصوصا بعد التوصية األوربية لػ 9986/91/98
اليت مل تنص على إلزامية التسجيل اؼبذكور.18
وإذا كاف إبػراـ عقد الوكالة التجارية ال وبتاج إال لرضى الطرفُت ،فإف إثباتو ال يتم إال بواسطة الكتابة
تطبيقا للمادة 397من مدونة التجارة اليت تنص على أنو "يثبت عقد الوكالة التجارية وعند االقتضاء
تعديالتو بالكتابة" .ويستوي يف ىذه الكتابة الواردة كشرط لإلثبات أف تأيت يف شكل رظبي أو عريف ،بل
يبكن أف يتم إثبات العقد باؼبراسالت اؼبوقعة بُت الطرفُت ،سواء كانت ورقية أـ إلكًتونية أو عرب شبكة
االنًتنيت أو عن طريق الفاكس أو بأي وسيلة من وسائل االتصاؿ اغبديثة.
ويف ىذا الصدد نص اؼبشرع الفرنسي يف اؼبادة 1/934من مدونة التجارة على أنو يبكن لكل طرؼ
أف يطلب من الطرؼ اآلخر أف يسلمو ؿبررا موقعا يتضمن ؿبتوى عقد الوكالة وتعديالتو ،وذلك بغية إثبات
عقد الوكالة التجارية.
18
- G. Ripert et R. Roblot, Op cit, P 675.
ٝهع أٝخثد تؼغ اُرشؽ٣ؼاخ اُؼؽت٤ح ذكد َ٤ػوٞظ اًُٞاُح اُرداؼ٣ح ك ٢قدالخ ٓؼ٘٤ح زعظذٜا ُػُي ،كٔثال أُشؽع أُظؽٗ ١ض
ك ٢أُاظج ٖٓ 8اُواٗ ٕٞؼهْ ُ 120ك٘ح ،1982تشؤٕ ذ٘ظ ْ٤أػٔاٍ اًُٞاُح اُرداؼ٣ح ٝتؼغ أػٔاٍ اُٞقاؽح اُرداؼ٣ح ػِ ٠أٗٚ
"٣سظؽ ٓؿاُٝح أ ١ػَٔ ٖٓ أػٔاٍ اًُٞاُح اُرداؼ٣ح أ ٝاُٞقاؽح اُرداؼ٣ح إال ُٖٔ ٌٕٞ٣اقٔٓ ٚو٤عا ك ٢قدَ اًُٞالء ٝاُٞقطاء
اُرداؼٛٝ ،ٖ٤٣ػا اُكدَ ٓٔكٞى ُعٝ ٟؾاؼج االهرظاظ ٝاُرداؼج اُطاؼخ٤ح.
أٓا أُشؽع اُ ٢٘ٔ٤كوع أُؿّ ذكد َ٤اًُٞاالخ اُرداؼ٣ح ك ٢اُكدَ اُرداؼٝ ١ك ٢قدَ ضاص تٜا ٔ٣كي ٖٓ هثَ اإلظاؼج اُؼآح
ًُِٞاالخ اُرداؼ٣ح تٞؾاؼج اُرٔٝ ٖ٣ٞاُرداؼجٔٓ ،ا ٣ل٤ع إٔ اًُٞاُح اُرداؼ٣ح ذؼرثؽ ػوعا شٌِ٤ا كٛ ٢ػ ٙاُوٞاٗ ٖ٤ؽأُا ال ٣سن َُِ٤ًٞ
ٓٔاؼقح ٜٓآ ٚإال تؼع ذكد َ٤اُؼوع ك ٢اُكدالخ أُؼعج ُػُي.
ؼاخغ ُِرلظ َ٤أًثؽ ك ٢غُيٓ ،ؼٔؽ ؽاٛؽ زٔ٤ع ؼظٓإ ّ ،ـ ،ص ٓٝ 57ا ٜ٤ِ٣ا.
وتظهر أنبية كتابة عقد الوكالة التجارية يف ضماف حقوؽ الطرفُت اؼبتعاقدين خصوصا الوكيل
التجاري بشأف شرط اغبصر وعدـ اؼبنافسة وغَتىا من اؼبسائل النػزاعية اليت يلقى عبء إثباهتا على الوكيل
التجاري.
ويبكن إبراـ عقد الوكالة التجارية ؼبدة ؿبددة أو غَت ؿبددة وفق ما تنص عليو اؼبادة 396من مدونة
التجارة ،غَت أف إهناءه ىبضع إلجراءات اإلشعار اليت زبتلف آجالو حبسب مدة العقد ومدة استمراريتو ،فبا
هبعل ىذا اإلهناء ىبتلف سباـ االختالؼ عن إهناء عقد الوكالة العادية وفق ما سيتم بيانو عند اغبديث عن
إهناء عقد الوكالة التجارية.
وإذا كاف موضوع الوكالة العادية ال ىبرج عن التصرفات القانونية اؼبمكنة واؼبشروعة ،19فإف ؿبل
وموضوع الوكالة التجارية يبقى واسعا حبيث يشمل التصرفات القانونية وحىت الوقائع اؼبادية إذ ال يقتصر
عمل الوكيل التجاري على إبراـ العقود باسم وغبساب موكلو ،بل إنو يقوـ بالتفاوض باسم وغبساب موكلو
على ما يتضح صراحة من نص اؼبادة 393من مدونة التجارة اليت عرفت الوكالة التجارية بأهنا عقد يلتزـ
دبوجبو الوكيل بالتفاوض والتعاقد باسم وغبساب تاجر أو منتج ،...بل إف اؼبشرع الفرنسي جعل التفاوض
اؼبهمة الرئيسة اليت يقوـ هبا الوكيل يف عقد الوكالة التجارية ،أما التعاقد نيابة عن موكلو فال يقوـ بو إال عند
االقتضاء.20
ومعلوـ أيضا أف التصرفات واألعماؿ اليت تكوف موضوعا للوكالة التجارية ىي تلك هتم العمليات
التجارية من بيع وشراء وكراء وتقدًن خدمات وغَتىا ،دوف العمليات اليت ال تدخل يف دائرة اؼبعامالت
التجارية.
- 19اٗظؽ ُِرلظ َ٤أًثؽ كٓ ٢سَ اًُٞاُح اُؼاظ٣ح ك ٢اُرشؽ٣غ أُـؽت ٢ػثع اُكالّ أزٔع ك٤ـ ،ٞاُؼوٞظ أُعٗ٤ح اُطاطح ك ٢اُوإٗٞ
أُـؽتٓ ،٢طثؼح األٓ٘٤ح ،ظاؼ ا٥كام أُـؽت٤ح ُِ٘شؽ ٝاُرٞؾ٣غ اُعاؼ اُث٤ؼاء ،2008 ،ص ٓٝ 164ا تؼعٛا.
- 20خاء ك ٢ذؼؽ٣ق اًُٞاُح اُرداؼ٣ح ك ٢أُاظج ٓ ٖٓ 1/134عٗٝح اُرداؼج اُلؽٗك٤ح ٓا : ٢ِ٣
«L’agent commercial est un mandataire qui à titre de profession independante … est chargé de façon
permanenente de négocier et eventuellement de conclure des contrats de vente….”».
هبذه القواعد من ىذا الطرؼ أو ذاؾ يؤدي إىل فسخ العقد مع إمكانية اؼبطالبة بالتعويض عن الضرر الذي
تسبب فيو ىذا اإلخالؿ ،إال أف إهناء العقد يف غَت ىذه اغبالة ىبضع إلجراءات تستهدؼ ضباية الوكيل
التجاري على وجو اػبصوص.
الفقرة األولى :تنفيذ عقد الوكالة التجارية
يلقي عقد الوكالة التجارية بالتزامات على طرفيو أنبها بالنسبة للموكل االلتزاـ بأداء أجر أو عمولة
لفائدة الوكيل وسبكينو من الوسائل اليت تساعده على تنفيذ مهمتو ،وبالنسبة للوكيل االلتزاـ بالصدؽ وعدـ
اؼبنافسة واإلعالـ وبالتنفيذ االحًتايف لعقد الوكالة.
أوال :التزامات الـموكل
يبكن تقسيم التزامات اؼبوكل يف عقد الوكالة التجارية إىل نوعُت :التزامات مالية والتزامات غَت
مالية ،ويدخل يف النوع األوؿ االلتزاـ بأداء أجر أو عمولة للوكيل ،وااللتزاـ برد صبيع اؼبصاريف اليت اضطر
الوكيل ألدائها من مالو اػباص تنفيذا للوكالة ،يف حُت يشمل النوع الثاين من االلتزامات غَت اؼبالية االلتزاـ
بتمكُت الوكيل من الوسائل الالزمة لتنفيذ وأداء مهمتو واحًتاـ شرط اغبصر.
ٗ ٞٛٝ- 21لف ٓا ٗض ػِ ٚ٤اُلظَ ٖٓ 916م.ٍ.ع تشؤٕ اًُٞاُح اُؼاظ٣ح ز٤ث خاء ك" : ٚ٤إغا ُْ ٌٖ٣األخؽ هع ػ ٖ٤كئٗ٣ ٚؼٝ ٖ٤كوا
ُؼؽف أٌُإ اُػٗ ١لػخ ك ٚ٤اًُٞاُح ٝإال كٞكوا ُظؽٝف اُساٍ".
- 22أُاظج ٓ ٖٓ 398عٗٝح اُرداؼج أُـؽت٤ح أُواتِح ُِٔاظج ٓ ٖٓ 5/134عٗٝح اُرداؼج اُلؽٗك٤ح.
اؼبعامالت يف آف واحد ،وفق ما يستفاد من الفقرة الثانية من اؼبادة 398من ـ.ت اليت تنص على أف األجرة
يبكن أف تنصب إما جزئيا أو كليا على عمولة يتكوف وعاؤىا من عدد أو قيمة القضايا اؼبتوالة من الوكيل.
وإذا كاف القاضي يتمتع بسلطة تقديرية واسعة يف ربديد العمولة اليت يستحقها الوكيل يف حالة عدـ
ربديدىا يف العقد أو دبقتضى العرؼ ،فإنو ال يبلك حق تعديل العمولة احملددة رضاء بُت الطرفُت زيادة أو
نقصانا بذريعة أهنا مبالغ فيها أو أهنا زىيدة ،على اعتبار أف الطرفُت يف عقد الوكالة التجارية على خربة
ودراية دبوضوع الوكالة ،فال يتصور أف يؤثر أحدنبا على اآلخر ،ونؤسس لذلك أيضا دببدإ العقد شريعة
اؼبتعاقدين الذي ال وبق للقاضي تغيَته أو تعديلو.
وإذا كاف اؼبشرع اؼبغريب مل ينص على تقييد سلطة القاضي يف تعديل العمولة اؼبتفق عليها ،فإف بعض
التشريعات العربية نصت على ذلك بصفة صروبة كاؼبشرع اؼبصري الذي نص يف اؼبادة 4/950من القانوف
التجاري على أنو "استثناء من أحكاـ الفقرة الثانية من اؼبادة 705من القانوف اؼبدين إذا اتفق على أجر
الوكيل (الوكيل التجاري) فال ىبضع ىذا األجر لتقدير القاضي".23
أ – 1-نشأة الحق في العمولــة :
ال يستحق الوكيل مبدئيا العمولة إال بعد القياـ باؼبهمة اؼبنوطة بو واؼبتمثلة أساسا إما يف التفاوض أو
التعاقد باسم وغبساب موكلو.
ويستحق الوكيل التجاري العمولة عن كل عملية ذبارية أقبزت خالؿ مدة سرياف العقد سواء كانت
:
-بفضل تدخلو وسعيو.
-أو دبساعدة أحد من األغيار فبن سبق أف حصل على زبائن ألجل عمليات فباثلة.
-كل عملية أبرمت خالؿ سرياف العقد مع شخص ينتمي للمنطقة اعبغرافية أو اجملموعة اؼبعنية من
األشخاص اؼبكلف هبم الوكيل التجاري يف نطاؽ شرط اغبصر .24ويستحق الوكيل العمولة يف ىذه اغبالة
حىت ولو مل يتدخل قط يف العملية ،وسواء أبرمت ىذه العملية من طرؼ اؼبوكل شخصيا أو من طرؼ وكيل
آخر مفوض لو من ىذا األخَت .ويرجع حق الوكيل يف استحقاؽ العمولة يف ىذه اغبالة إىل اجملهودات اليت
- 23ػِٔا تؤٕ أُاظج ٖٓ 705اُواٗ ٕٞأُعٗ ٢أُظؽ ١ذد٤ؿ ُِواػ ٢اُرعضَ ُرؼعٓ َ٣ثِؾ األخؽ ك ٢اًُٞاُح اُؼاظ٣ح إغا ذْ ذسع٣عٛا هثَ
ذ٘ل ٤ػ اًُٞاُح ،أٓا إغا ذْ ذسع٣عٛا تؼع اُر٘ل٤ػ ك٤سظؽ ػِ ٠اُواػ ٢ذؼعِٜ٣ا ،ؼاخغ ُِرلظ َ٤أًثؽ ك ٢اُرشؽ٣غ أُظؽٝ ،١ؿ٤ؽٖٓ ٙ
اُرشؽ٣ؼاخ اُؼؽت٤حٓ ،ؼٔؽ ؽاٛؽ زٔ٤ع ؼظٓإ ّ ،ـ ،ص .134
- 24أُاظج ٓ ٖٓ 399عٗٝح اُرداؼج.
بذؽبا يف سبيل التعريف باؼبوكل ومنتجاتو ،ويعترب من قبيل اإلثراء بال سبب استفادة اؼبوكل من ىذه
اجملهودات على حساب الوكيل.
وقد كاف اؼبشرع اؼبصري صروبا يف تقرير حق الوكيل التجاري يف استحقاؽ األجر عند خرؽ اؼبوكل
لشرط اغبصر حيث نص يف اؼبادة 984من القانوف التجاري على ما يلي " :إذا كانت وكالة العقود مقصورة
على وكيل واحد يف منطقة معينة استحق وكيل العقود األجر عن الصفقات اليت يربمها اؼبوكل مباشرة أو
بواسطة غَته يف ىذه اؼبنطقة ولو مل تربـ ىذه الصفقات بسعي ىذا الوكيل ما مل يتفق الطرفاف صراحة على
غَت ذلك".
وال يقتصر حق الوكيل يف استحقاؽ العمولة على العمليات اليت تتم خالؿ مدة سرياف العقد
واحملددة أعاله ،وإمبا يبتد حقو يف العمولة حىت بعد انتهاء عقد الوكالة وفق ما مت التنصيص عليو يف اؼبادة
400من مدونة التجارة واليت حددت شروط استحقاؽ الوكيل للعمولة يف ىذه اغبالة فيما يلي: 25
-هبب أف تكوف العملية مًتتبة أساسا عن النشاط الذي بذلو الوكيل خالؿ تنفيذ العقد دبعٌت أف
العملية اليت أبرمت بعد انتهاء عقد الوكالة التجارية كانت نتيجة للمجهودات اليت بذؽبا الوكيل خالؿ
سرياف العقد ومن الطبيعي أف سبتد آثار ىذه اجملهودات إىل ما بعد انتهاء العقد.
-هبب أف تربـ ىذه العملية يف اجل سنة من تاريخ انتهاء العقد ،وىو أجل افًتضو اؼبشرع النتهاء
مفعوؿ اجملهودات اليت بذؽبا الوكيل خالؿ سرياف العقد.
وإذا كاف اؼبشرع اؼبغريب حدد ىذا األجل يف سنة فإف اؼبشرع الفرنسي مل وبدده وإمبا اشًتط أف
يكوف أجال معقوال délai raisonnableوفق ما جاء يف اؼبادة 7/934من مدونة التجارة الفرنسية.
-إذا كاف أمر الزبوف مت تسلمو من طرؼ اؼبوكل أو من طرؼ الوكيل قبل انتهاء العقد ،26ويستحق
الوكيل العمولة يف ىذه اغبالة بغض النظر عن وقت إبراـ العملية سواء قبل أجل سنة أو بعده الوارد يف اؼبادة
400من مدونة التجارة ألف ىذه اغبالة وردت بشكل مستقل عن اغبالتُت السابقتُت ،ومن مث فإف الوكيل
ٝ -25هع خاءخ اُلوؽج اُثاُثح ٖٓ أُاظج ٌِٔٓ 400ح ُلوؽذٜا اُثاٗ٤ح ػ٘عٓا ٗظد ػِ ٠إٔ اُ َ٤ًٞاُرداؼ ١ال ٣كرسن أ٣ح ػُٔٞح إغا ٓا
اقرسوٜا اُ َ٤ًٞاُكاتن...
٣ -26الزظ إٔ أُشؽع أُـؽت٣ ٢كرؼَٔ ٓظطِر ٝهق اُؼوع تعٍ اٗرٜاء اُؼوع ٓغ اُؼِْ إٔ ٘ٛاى كؽها تٝ ٖ٤هق اُؼوع ٝاٗرٜائ ،ٚكٞهق
اُؼوع ٣ؼ٘ ٢ذٞهق آثاؼُ ٙلرؽج ٓؼ٘٤ح ك ٢اٗرظاؼ إٔ ٣ؼٞظ ُِكؽ٣إ تؼع ٓؽٝؼ ٛػ ٙاُلرؽج ٝاُر ٢هع ذٌ ٕٞألقثاب ٓطرِلح ،ك ٢ز ٖ٤إٔ
اٗرٜاء اُؼوع ٣ؼ٘ ٢اٗوؼاء خٔ٤غ االُرؿآاخ أُرؽذثح ػ٘.ٚ
يستحق العمولة اؼبتفق عليها إذا أبرمت الصفقات بعد انتهاء العقد وكانت خاصة بعمالئو السابقُت لذات
اؼبنتجات طاؼبا كانت الطلبات على ىذه الصفقات وصلت إىل الوكيل قبل انتهاء العقد.27
وينشأ حق الوكيل يف العمولة دبجرد تنفيذ اؼبوكل للعملية اليت كلف هبا الوكيل أو من التاريخ اؼبفًتض
لتنفيذىا تطبيقا لالتفاؽ اغباصل مع الزبوف أو أيضا دبجرد قياـ الزبوف من جهتو بتنفيذ العملية حسب ما
تنص عليو اؼبادة 409من مدونة التجارة ،ففي حالة البيع الذي وكل الوكيل للتفاوض بشأنو مع الزبوف،
يستحق الوكيل العمولة دبجرد تسليم الشيء اؼببيع من طرؼ اؼبوكل للزبوف أو من التاريخ اؼبفًتض لتسليم
ىذا الشيء ،أو دبجرد أداء الزبوف الثمن لفائدة البائع اؼبوكل ،وذلك بغض النظر عن تنفيذ الطرؼ اآلخر
اللتزامو اؼبقابل ،ألف الوكيل ال يضمن تنفيذ األطراؼ اللتزاماهتما التعاقدية فيما بعد ،فبمجرد إبراـ العملية
موضوع التوسط يستحق الوكيل أجره كامال .ودبفهوـ اؼبخالفة لنص الفقرة الثالثة من اؼبادة 409من مدونة
التجارة فإف الوكيل يستحق عمولتو إذا ثبت أف عدـ تنفيذ العقد موضوع التوسط يعود ػبطإ أو إنباؿ
اؼبوكل ،أما إذا تعذر تنفيذ ىذا العقد بسبب خارج عن إرادة اؼبوكل فإف الوكيل ال يستحق العمولة ،والسبب
الذي وبوؿ دوف استحقاؽ الوكيل لعمولتو ال يبكن أف ىبرج عن القوة القاىرة ،28واػبطأ اعبسيم للوكيل.
أ – -3أداء العمولــة :
نصت اؼبادة 409من مدونة التجارة يف فقرهتا الثانية على أجل أداء العمولة حيث ألزمت اؼبوكل
بأدائها على األكثر يف اليوـ األخَت من الشهر اؼبوايل لألشهر الثالث اليت استحقت فيها ،ومعلوـ أف
الطرفُت نبا اللذاف وبدداف يف العقد وقت استحقاؽ العمولة ،فقد تكوف ثالثة أشهر أو ستة أشهر أو كل
عاـ ،وىناؾ عقود تنص على أف الوكيل يستحق أجره دبجرد إبراـ العقد اؼبكلف بو إف كاف مفوضا يف إبراـ
العقود أو دبجرد القياـ بتسليم اؼببيع إف كاف مفوضا يف ذلك العمل ،29ويف حالة عدـ ربديد العقد لوقت
استحقاؽ العمولة ،فإهنا تستحق دبجرد تنفيذ العملية موضوع التوسط من طرؼ اؼبوكل أو الزبوف أو يف
التاريخ اؼبفًتض لتنفيذىا تطبيقا لالتفاؽ اغباصل مع الزبوف حسب مقتضيات اؼبادة 409من مدونة
التجارة.
-27قٔ٤سح اُوِٞ٤ت ٢شؽذ هاٗ ٕٞاُرداؼج أُظؽ ١ؼهْ ُ 17ك٘ح ( 1999اُؼوٞظ اُرداؼ٣ح ػِٔ٤اخ اُث٘ٞى) اُطثؼح اُثاُثح ظاؼ اُٜ٘ؼح
اُؼؽت٤ح اُواٛؽج 2000ص.77
-28تٞػث٤ع ػثاق ّ ،٢ـ ،ص ٣ٝ .216ثع ٝإٔ أُشؽع أُظؽً ١إ طؽ٣سا أ٣ؼا كٛ ٢ػ ٙأُكؤُح ػ٘عٓا ٗض ك ٢أُاظج ٖٓ 2/150
اُواٗ ٕٞاُرداؼ ١ػِٓ ٠ا ٣" : ٢ِ٣كرسن اُ َ٤ًٞاُرداؼ ١األخؽ تٔدؽظ إتؽاّ اُظلوح اُرًِ ٢ق تٜاًٝ ،ػُي ٣كرسن األخؽ إغا ثثد
ذؼػؼ إتؽاّ اُظلوح ُكثة ٣ؽخغ إُ ٠أُ."ًَٞ
ٓ-29ؼٔؽ ؽاٛؽ زٔ٤ع ؼظٓإ ّ ،ـ ،ص .138
وإذا كاف اؼبشرع يف مدونة التجارة مل يقرر ضمانات لفائدة الوكيل تساعده على اغبصوؿ على
عمولتو بأسهل الطرؽ ،فإنو ال شيء يبنع من تطبيق الضمانات اؼبقررة للوكيل يف قانوف االلتزامات والعقود
يف فصلو 999الذي ىبوؿ للوكيل حق حبس أمتعة اؼبوكل اؼبنقولة أو بضائعو اليت أرسلت إليو من أجل
استيفاء ما يستحق لو على اؼبوكل من أجرة ومصاريف.
ب –االلتزام بأداء المصاريف الالزمة لتنفيذ الوكالة :
مل يرد التنصيص على ىذا االلتزاـ يف األحكاـ اؼبنظمة للوكالة التجارية يف مدونة التجارة ،ويبكن
الرجوع بشأنو إىل القواعد العامة اؼبنظمة لعقد الوكالة يف قانوف االلتزامات والعقود ،على اعتبار أنو يف حالة
غياب نص وبكم اؼبسألة موضوع النزاع يف مدونة التجارة فيكوف اؼبرجع حينئذ ىو القواعد العامة.
ويف ىذا الصدد ينص الفصل 994من ؽ.ؿ.ع على ما يلي " :على اؼبوكل أف يدفع للوكيل ما
اضطر إىل تسبيقو من مالو وإىل إنفاقو من اؼبصروفات من أجل تنفيذ الوكالة يف حدود ما كاف الزما ؽبذا
الغرض".
ونص الفصل 993من ذات القانوف على التزاـ اؼبوكل دبد الوكيل بالنقود وغَتىا فبا يلزـ لتنفيذ الوكالة
ما مل يقض العرؼ أو االتفاؽ خبالفو.
فقد يضطر الوكيل إىل أداء مصاريف متعددة يف سبيل إجراء العملية أو العمليات اليت وكل من
أجلها من قبيل مصاريف التنقل ومصاريف نقل البضائع وزبزينها واغبفاظ عليها ،والرسوـ اعبمركية
والضرائب كما قد يضطر الوكيل إىل أداء عربوف أو تسبيق لفائدة الزبوف دوف انتظار توصلو هبذه اؼببالغ من
اؼبوكل حبكم السرعة اليت تطبع اؼبعامالت التجارية.
ويشًتط يف ىذه اؼبصاريف أف تكوف معقولة ويف اغبدود الالزمة لتنفيذ العملية موضوع التوسط ،وأف
تكوف مشروعة ،فإذا كانت اؼبصاريف اليت أداىا الوكيل هتم مقاولتو سواء كانت مقاولة فردية أو صباعية
كأجور العماؿ وواجبات كراء احملل الذي يتخذه مقرا لو أو الضريبة على الدخل أو الشركات اليت يلزـ هبا
شخصيا ،أو كانت ىذه اؼبصاريف من قبيل الرشوة ،30فإف اؼبوكل ال يكوف ملزما بردىا حىت ولو استفاد
منها.
٣ٝ -31وغ ػِ ٠ػاذن اُ َ٤ًٞػةء إثثاخ ٓا أٗلوٓ ٖٓ ٚاُ ٚاُطاص ك ٢ذ٘ل٤ػ اًُٞاُح ٝغُي تدٔ٤غ ٝقائَ اإلثثاخ ألٕ اإلٗلام ٝاهؼح ٓاظ٣ح،
٣ٝوغ ػِ ٠ػاذن أُ ًَٞأظاء ٛػ ٙأُظاؼ٣ق إغا أثثرٜا اُ َ٤ًٞزر ُٞٝ ٠أٗلود تؼع اٗرٜاء اًُٞاُح ٓاظآد ٓظؽٝكاخ ػؽٝؼ٣ح،
ٛٝػ ٙأُظؽٝكاخ ذٌ ٕٞػاظج ٖٓ ػ٘اطؽ اُسكاب اُػ٣ ١وعٓ ٚاُ ًَُِٞٔ َ٤ًٞػ٘ع اٗرٜاء اًُٞاُح ،ؼاخغ ُِرلظ َ٤أًثؽ كٛ ٢ػٙ
اُ٘وطح ػثع اُؽؾام أزٔع اُكٜ٘ٞؼ ،١اُٞق٤ؾ ك ٢شؽذ اُواٗ ٕٞأُعٗ ٢اُدع٣ع اُؼوٞظ اُٞاؼظج ػِ ٠اُؼَٔ٘ٓ ،شٞؼاخ اُسِث ٢اُسوٞه٤ح،
ت٤ؽٝخ –ُث٘إ ،1998 ،ص ٓٝ 559ا تؼعٛا.
-32ػثع اُكالّ أزٔع ك٤ـ ّ ،ٞـ ،ص .231
-33ذ٘ض أُاظج ٖٓ 185هاٗ ٕٞاُرداؼج أُظؽ ١ػِٓ ٠ا " : ٢ِ٣ػِ ٠أُ ًَٞإٔ ٣وعّ ُِ َ٤ًٞخٔ٤غ أُؼِٓٞاخ اُالؾٓح ُر٘ل٤ػ اًُٞاُح
ٝإٔ ٣ؿٝظ ٙتٞخ ٚضاص تٔٞاطلاخ اُكِغ ٝاُ٘ٔاغج ٝاُؽقٝ ّٞاُؼالٓاخ ٝؿ٤ؽ غُي ٖٓ اُث٤اٗاخ اُر ٢ذؼ ٚ٘٤ػِ ٠ذؽ٣ٝح اُكِغ
ٓٞػٞع اًُٞاُح ٝذك٣ٞوٜا".
ٓ-34ؼٔؽ ؽاٛؽ زٔ٤ع ؼظٓإ ّ ،ـ ،ص .144
ويعتبػر االلتزاـ باإلعالـ أىم التزاـ يقع على عاتق اؼبوكل ،والذي ال يعدو صورة من صور االلتزاـ
بتمكُت الوكيل من سبل إقباز مهمتو.
ب –االلتزام باحترام شرط الحصر :
سبقت اإلشارة إىل أف ىذا االلتزاـ مل ينص عليو القانوف إمبا هبد مصدره يف العقد الذي غالبا ما
يتضمن بندا تعُت دبقتضاه للوكيل منطقة جغرافية معينة أو عددا أو ؾبموعة من الزبناء ،أو نبا معا ،إلجراء
العمليات موضوع عقد الوكالة التجارية.
ويعد شرط اغبصر صورة من صور االلتزاـ بعدـ اؼبنافسة الذي يبكن لألطراؼ تنظيمو يف عقد الوكالة
التجارية ،ويف حالة اإلتفاؽ عليو فإنو يتعُت على اؼبوكل احًتامو بعدـ إجراء أي عملية إما بنفسو أو بواسطة
وكيل آخر يف ىذه اؼبنطقة أو مع اجملموعة من الزبناء موضوع شرط اغبصر ،وإذا أخل اؼبوكل هبذا االلتزاـ
فإنو يتحمل اؼبسؤولية إزاء الوكيل بتعويضو عن الضرر الذي غبقو إضافة إىل استحقاقو العمولة عن صبيع
العمليات اجملراة خرقا ؽبذا الشرط حىت ولو مل تنجز بسعي منو وفقا ؼبا مت بيانو سابقا وؼبا مت التنصيص عليو
يف الفقرة الثانية من اؼبادة 399من مدونة التجارة.35
ويتخذ شرط اغبصر صورتُت شرط ؿبدد ينحصر يف منطقة وؾبموعة معينة ،وشرط عاـ وبتكر دبوجبو
الوكيل حق توزيع كل منتجات اؼبوكل أو أنواع معينة منها يف أي منطقة يراىا الوكيل ومع من يرغب ،وغالبا
ما يفضل بعض اؼبوكلُت كالصناع االرتباط بشرط اغبصر العاـ بغية التفرغ لإلنتاج أو لعدـ خربهتم بعملية
التسويق وذبنبا للمشاكل والنزاعات مع الوكالء يف حالة تعددىم.36
وإذا مل يتفق األطراؼ على شرط اغبصر يف عقد الوكالة أو يف ملحقو أو يف أي ؿبرر آخر ،فإف
اؼبوكل يكوف حرا يف تصريف منتجاتو يف اؼبكاف الذي ينشط فيو الوكيل أو توكيل وكالء آخرين وىو ما نص
عليو اؼبشرع اؼبغريب يف الفقرة األخَتة من اؼبادة 393من مدونة التجارة اليت جاءت على الصياغة التالية :
"ال يبكن للموكل أف يلتػزـ للوكيل التجاري بضماف ضباية مطلقة للزبائن اؼبعهود هبم إليو ضد اؼبنافسة
السلبية لباقي وكالئو التجاريُت".
ثانيا :التزامات الوكيل التجاري
-35ذ٘ض اُلوؽج اُثاٗ٤ح ٖٓ أُاظج ٓ ٖٓ 399عٗٝح اُرداؼج ػِٓ ٠ا ..." : ٢ِ٣ػ٘عٓا ٌِ٣ق اُ َ٤ًٞاُرداؼ ١تٔ٘طوح خـؽاك٤ح أ ٝتٔدٔٞػح
ٖٓ األشطاص كئٗ٣ ٚكرسن أ٣ؼا ػُٔٞح ٖٓ أخَ ًَ ػِٔ٤ح أتؽٓد ضالٍ قؽ٣إ اُؼوع ٓغ شطض ٘٣رُٜٔ ٢ػ ٙأُ٘طوح أُٜ ٝػٙ
أُدٔٞػح".
ٓ-36ؼٔؽ ؽاٛؽ زٔ٤ع ؼظٓإ ّ ،ـ ،ص .148
تتعدد التزامات الوكيل التجاري بتعدد اؼبهاـ اؼبنوطة بو وبتعدد مصادر ىذه االلتزامات واليت ذبد
أسسها إما يف مدونة التجارة كقانوف خاص ،وإما يف قانوف االلتزامات والعقود كمرجع عاـ ،وإما يف العقد
الرابط بُت الطرفُت ،ومن مث فإف كل االلتزامات اليت تلقى على عاتق الوكيل يف اؼبادة اؼبدنية تصدؽ على
الوكيل التجاري باعتبار الوكالة التجارية ليست إال صورة من صور عقد الوكالة ،وبناء عليو فإننا سوؼ
نقصر اغبديث على بعض من ىذه االلتزامات ذات الطبيعة اػباصة وعلى وجو اػبصوص االلتزاـ بتنفيذ
الوكالة وااللتزاـ بتقدًن اغبساب للموكل وااللتزاـ بالصدؽ.
– 9التزام الوكيل التجاري بتنفيذ الوكالة
نص اؼبشرع اؼبغريب على ىذا االلتزاـ يف اعبملة األخَتة من اؼبادة 395من مدونة التجارة اليت ألزمت
الوكيل التجاري بإقباز مهمتو والقياـ هبا كرجل حرفة كفء ،مقتفيا بذلك أثر نظَته الفرنسي الذي نص
على نفس اؼبقتضى يف الفقرة األخَتة من اؼبادة 4/934من مدونة التجارة ،37وترتبط اؼبادة 395من مدونة
التجارة بالفصل 895من ؽ.ؿ.ع الذي يلزـ الوكيل بتنفيذ اؼبهمة اليت كلف هبا بالضبط ،فإذا ذباوز حدود
صالحياتو كما لو قاـ بالبيع بثمن أقل من الثمن الذي حدده اؼبوكل فإنو يتحمل مسؤولية ىذا النقص وأداء
الفرؽ لفائدة اؼبوكل ،وإذا ما ذباوز حدود الوكالة ؼبا فيو مصلحة اؼبوكل ،كما لو قاـ بالبيع بأكثر من الثمن
الذي حدده ىذا األخَت أو بالشراء بثمن أقل فبا حدده فليس للوكيل اغبق يف أف وبصل على الفرؽ لنفسو،
بل إف الفرؽ يكوف ؼبصلحة اؼبوكل عمال بالفصل 896من ؽ.ؿ.ع ،وإف كاف هبب األخذ بعُت االعتبار
ؾبهودات الوكيل ىذه أثناء ربديد العمولة اليت تتخذ صورة نسبة مئوية من قيمة اؼبعاملة.
وال يتدخل اؼبوكل يف طريقة تنفيذ العملية موضوع الوكالة ألف الوكيل يتمتع باستقاللية تامة عن
اؼبوكل يف كيفية تدبَت مقاولتو وازباذ الطريقة اليت يراىا مناسبة ومالئمة لو حبكم أنو ال يقتصر على سبثيل
وكيل واحد بل بإمكانو أف يبثل عدة موكلُت يف آف واحد.
وطاؼبا يعترب الوكيل مهنيا فإنو يتعُت عليو تنفيذ الوكالة كرجل حرفة كفء ،يفًتض فيو العلم بأحواؿ
السوؽ وتقلباتو وبالوضعية اؼبالية للزبناء الذين يتعامل معهم ،ومن مث يتعُت عليو أف ىبتار الوقت اؼبناسب
واؼبالئم لتصريف منتجات موكلو واألشخاص الذين سيتعامل معهم ،فال يتعامل مع شخص أو شركة
خاضعة للتصفية القضائية أو مع شخص معروؼ يف السوؽ بعدـ الوفاء.
-37ذ٘ض اُلوؽج األض٤ؽج ٖٓ أُاظج ٓ ٖٓ 4/134عٗٝح اُرداؼج اُلؽٗك٤ح ػِٓ ٠ا : ٢ِ٣
«L’agent commercial doit exercer son mandat en bon professionnel».
وعلى الرغم من التزاـ الوكيل بتنفيذ الوكالة كرجل حرفة كفء فبا هبعل مسؤوليتو مشددة يف حالة
اإلخالؿ هبذا االلتزاـ ،فإنو ال يتحمل أية مسؤولية يف حالة عدـ الوصوؿ إىل النتيجة اليت فوض من أجلها
ألف التزامو ليس إال التزاما ببذؿ عناية وليس التزاما بتحقيق نتيجة ،إال يف حالة التزاـ الوكيل صراحة بضماف
تنفيذ الغَت –اؼبتعاقد معو -اللتزاماتو الناشئة عن العقد دبقتضى شرط الضماف ،38أو التزامو بتنفيذ
العمليات اليت تفاوض من أجلها ،39فإف التزامو يتحوؿ يف ىذه اغبالة إىل التزاـ بتحقيق نتيجة.
-44أُاظج ٓ ٖٓ 395عٗٝح اُرداؼج أُواتِح ُِٔاظج ٓ ٖٓ 4/134عٗٝح اُرداؼج اُلؽٗك٤ح ،ػِٔا تؤٕ ٝاخة اإلػالّ ٝاُظعم ٝ ٞٛاخة ٓواتَ
ت ٖ٤اُٝ َ٤ًٞأُ ًَٞػِٓ ٠ا ٣رؼر ٖٓ أُاظذ ٖ٤أُػًٞؼذ.ٖ٤
التجاري يف التعويض عند إهناء اؼبوكل للعقد وذلك مراعاة للمجهودات اليت بذؽبا الوكيل أثناء تنفيذ عقد
الوكالة التجارية.
أوال :إجراءات إنهاء عقد الوكالة التجارية
إف عقد الوكالة التجارية يبكن أف يكوف ؿبدد اؼبدة أو غَت ؿبدد اؼبدة حبسب اتفاؽ الطرفُت ،وإذا
استمرا يف تنفيذ عقد الوكالة ؿبدد اؼبدة بعد انتهاء مدتو فإف ىذا األخَت يصَت عقدا غَت ؿبدد اؼبدة ،وفق ما
نصت عليو الفقرة األوىل من اؼبادة 396من مدونة التجارة.45
وقرينة ربوؿ العقد ؿبدد اؼبدة إىل عقد غَت ؿبدد اؼبدة يف حالة استمراره بعد انتهاء مدتو ىي قرينة
بسيطة يبكن إثبات عكسها بإدراج شرط يف العقد يستبعد استمراره.46
وينتهي عقد الوكالة التجارية سواء كاف ؿبدد اؼبدة أـ غَت ؿبدد اؼبدة بنفس أسباب انتهاء عقد
الوكالة اؼبنصوص عليها يف الفصل 919من ؽ.ؿ.ع ،ذلك أهنا تنتهي بإسباـ العمل ؿبل الوكالة وبانتهاء
األجل الذي منحت لغايتو وبعزؿ الوكيل وبتنازؿ ىذا األخَت ودبوت اؼبوكل أو الوكيل وحبدوث تغيَت يف
حالتهما من شأنو أف يفقد أىلية مباشرة حقوقهما واستحالة تنفيذ الوكالة لسبب خارج عن إرادة
اؼبتعاقدين.
غَت أنو ولئن كانت الوكالة التجارية تنتهي بنفس أسباب انتهاء الوكالة العادية ،فإف اؼبشرع قيد حرية
الطرفُت يف إهناء الوكالة بإرادهتما اؼبنفردة دبجموعة من اإلجراءات حيث أصبح معها مبدأ حق الرجوع
اؼبعموؿ بو يف الوكالة اؼبدنية مهجورا ،إذ ال يستطيع اؼبوكل عزؿ الوكيل وال يستطيع ىذا األخَت التنازؿ أو
التنحية إال بعد إشعار الطرؼ اآلخر بأجل كاؼ ؿبدد حده األدىن قانونا.
وهبمع الفقو 47على أف عقد الوكالة ؿبدد اؼبدة ينتهي بانتهاء مدتو دوف سلوؾ أي إجراءات اللهم
إذا ربوؿ إىل عقد غَت ؿبدد اؼبدة وفق ما مت بيانو أعاله فبا تبدو معو مصلحة الوكيل يف ىذا النوع من
العقود مهددة.48
-49اُلوؽج اُثاُثح ٖٓ أُاظج ٓ ٖٓ 396عٗٝح اُرداؼج أُواتِح ُِلوؽج اُثاُثح ٖٓ أُاظج ٓ ٖٓ 11/134عٗٝح اُرداؼج اُلؽٗك٤ح.
قضائي أو برسالة مضمونة مع اإلشعار بالتوصل أو حىت برسالة عادية إذا أقر هبا الطرؼ اآلخر أو
بالفاكس أو الرسائل اإللكًتونية أو الربيد اإللكًتوين.
– 1االستثناءات على مبدأ توجيه اإلشعار
يعفى األطراؼ من سلوؾ مسطرة اإلشعار إلهناء عقد الوكالة التجارية يف حالة حدوث قوة قاىرة
خارجة عن إرادهتما حيث ينتهي العقد بقوة القانوف ،على اعتبار أف ؿبل االلتزاـ يصَت مستحيال بعد أف
نشأ صحيحا ،كما لو وكل اؼبوكل الوكيل يف إدارة أمواؿ لو مث وضعت ىذه األمواؿ ربت اغبراسة القضائية
يتوىل إدارهتا حارس قضائي بدال من الوكيل ،50أو كما لو نشأت حرب بُت دولة الوكيل ودولة اؼبوكل ،ففي
مثل ىذه اغباالت ينتهي عقد الوكالة بقوة القانوف وال حاجة لتوجيو إشعار إلهنائو من ىذا الطرؼ أو ذاؾ.
ويعفى اؼبوكل أيضا من توجيو اإلشعار بإهناء الوكالة إىل الوكيل يف حالة ارتكاب ىذا األخَت ػبطأ
جسيم كما لو أخل بواجب الصدؽ الذي يفرض عليو عدـ منافسة اؼبوكل ،وعدـ سبثيل مقاوالت منافسة لو
وإفشاء أسرار اؼبوكل وخيانتو.
ومت التنصيص على ىذين االستثناءين يف الفقرة األخَتة وما قبل األخَتة من اؼبادة 396من مدونة
التجارة.
ثانيا :تعويض الوكيل التجاري عن إنهاء العقد
يستحق الوكيل مبدئيا تعويضا عند إهناء اؼبوكل لعقد الوكالة التجارية سواء كاف العقد ؿبدد اؼبدة أـ
غَت ؿبدد اؼبدة ،وسواء احًتـ اؼبوكل مسطرة اإلشعار أـ مل وبًتمها إذا كاف العقد غَت ؿبدد اؼبدة ،ويشًتط
لذلك إثبات الوكيل للضرر الذي غبقو من جراء إهناء العقد ،غَت أف ىناؾ حاالت ال يستحق فيها الوكيل
ىذا التعويض.
– 9استحقاق الوكيل للتعويض عن إنهاء العقد
البد من اإلشارة يف البداية إىل أف عدـ سلوؾ اؼبوكل ؼبسطرة اإلشعار قبل إهناء العقد تفتح اجملاؿ
للوكيل للمطالبة بالتعويض عن الضرر الذي غبقو من جراء خرؽ واجب اإلشعار ،وىو نفس اغبق الذي
يبلكو اؼبوكل يف حالة إخالؿ الوكيل بدوره هبذا الواجب .وفضال عن ىذا اغبق الذي مل يتم التنصيص عليو
بصفة صروبة وهبد سنده يف اإلخالؿ هبذا الواجب القانوين ،فإف اؼبشرع قرر حق الوكيل يف اغبصوؿ على
ٝ -51كٛ ٢ػا اُظعظ هظد ٓسٌٔح اُ٘وغ اُلؽٗك٤ح تؤٕ اُ٣ َ٤ًٞكرسن ذؼ٣ٞؼا ػٖ ػعّ ذدع٣ع اُؼوع ٖٓ ؽؽف أُ ،ًَٞهؽاؼ تراؼ٣ص
.2002/5/28
- Bull. Civ. IV, N° 91 cah. Dr. Entre 2002, N° 5, P 33.
-Michel Pédamon, Op cit, P 597.
٣ٝ-52ثعأ زكاب ٛػا األخَ ٖٓ ذاؼ٣ص االٗرٜاء اُلؼُِِ ٢ؼالهح اُرؼاهع٣ح ت ٖ٤اُطؽك٤ُٝ ،ٖ٤ف ٖٓ ذاؼ٣ص ذٞخ ٚ٤اإلشؼاؼ ٖٓ ؽؽف أًَُٞ
هؽاؼ ُٔسٌٔح اُ٘وغ اُلؽٗك٤ح تراؼ٣ص ٘ٓ 2011/1/18شٞؼ ك: ٢
Bull. Civ IV, N° 1, D 2011.
-53إٕ أخَ اُك٘ح أُ٘ظٞص ػِ ٚ٤ك ٢أُاظج ٓ ٖٓ 402عٗٝح اُرداؼج ٞٛأخَ قوٞؽ ٤ُٝف أخَ ذواظّ ٝتاُراُ ٢كئٗ ٚال ٘٣وطغ ٝال ٣رٞهق
ٛٝػا ٓا أًع ٙاُوؼاء اُلؽٗك ٢ك ٢ػعج هؽاؼاخ ٜٓ٘ا - :هؽاؼ ٓسٌٔح اُ٘وغ اُلؽٗك٤ح تراؼ٣ص ٝ ،2005/5/18هؽاؼ آضؽ تراؼ٣ص
ٝ ،2006/10/3اؼظ٣ـٖ ك: ٢
-Code de commerce 109 édition 2014, Dalloz, P 162-163.
ٗٝ -54ؽ ٟإٔ إثثاخ اُؼؽؼ ٖٓ ؽؽف اُ ٖٓ َ٤ًٞاُكُٜٞح تٌٔإ ػِ ٠اػرثاؼ إٔ اًُٞاُح اُرداؼ٣ح ذو ّٞػِٓ ٠ثعإ أقاق ٞٛ ٢أُظِسح
أُشرؽًحٝ ،أً٤ع إٔ إٜٗاء اًُٞاُح ق٤ؤظ ١إُ ٠ذو٣ٞح ٓؽًؿ أُ ًَٞتاالقرلاظج =ٖٓ أُدٜٞظاخ اُر ٢تػُٜا اُٝ ،َ٤ًٞتاُراُ ٖٓ ٢ؼط٤ع
اُؿت٘اء اُػ ًٚٗٞ ١أث٘اء ذ٘ل٤ػ اًُٞاُحٝ ،ق٤ؤظ ١تأُواتَ إُ ٠إػؼاف ٓؽًؿ اُ َ٤ًٞتلوعإ زظر ٖٓ ٚؼط٤ع اُؿت٘اء اُػ ًٚٗٞ ١تظلح
ٓشرؽًح ٓغ أُُٝ ،ًَٞػُي كئٕ اُؼؽؼ ٌٕٞ٣ق َٜاإلثثاخ.
وال يقتصر استحقاؽ التعويض على الوكيل بل إف ىذا اغبق ينتقل إىل ورثتو يف حالة وفاتو وفق ما
تنص عليو اؼبادة 401من مدونة التجارة يف فقرهتا الثانية " يستفيد ذوو حقوؽ الوكالة التجارية من نفس
حق التعويض يف حالة توقف العقد بسبب وفاة مورثهم".
ويعترب حق الوكيل يف التعويض عن الضرر من جراء إهناء العقد من النظاـ العاـ ال هبوز لألطراؼ
االتفاؽ على ـبالفتو ،حبيث إنو قرر دبوجب قاعدة آمرة إذ نصت اؼبادة 401من مدونة التجارة على
استحقاؽ الوكيل ؽبذا التعويض رغم كل شرط ـبالف ،وبالتايل فإذا تضمن عقد الوكالة بندا أو شرطا يقضي
حبرماف الوكيل من ىذا التعويض فإف ىذا البند أو الشرط يبقى باطال وكأف مل يكن.
ومل ينص اؼبشرع اؼبغريب على طريقة حساب التعويض اؼبذكور ،وهبري العمل يف فرنسا على تقديره
بشكل يشمل معو الضرر الذي غبق الوكيل ،ومن بُت عناصر الضرر اليت هبب أخذىا بعُت االعتبار فقداف
االتصاؿ بزبناء الوكيل وفقداف العموالت اليت كاف الوكيل سيحصل عليها لو استمر العقد ،ومبالغ تعويض
أجراء الوكيل الذين سيضطر إىل فصلهم من العمل بسبب إهناء الوكالة.55
ويتمتع قضاة اؼبوضوع بسلطة تقديرية كاملة يف ربديد التعويض اؼبستحق للوكيل ،وغالبا ما يتم
ربديد مبلغ التعويض يف ؾبموع العموالت اليت كاف الوكيل قد حصل عليها يف السنتُت السابقتُت.56
– 1حاالت عدم استحقاق الوكيل للتعويض
إذا كاف األصل أف الوكيل يستحق التعويض عن إهناء العقد جربا للضرر الذي غبقو من جراء ذلك
فإف ىناؾ حاالت قرر فيها اؼبشرع حرماف الوكيل من ىذا التعويض ورد التنصيص عليها يف اؼبادة 401من
مدونة التجارة وىي كالتايل :
أ –إذا مت إهناء العقد بسبب خطأ جسيم ارتكبو الوكيل التجاري كما لو البفض عدد الزبناء فبا أدى
إىل تدين اؼببيعات 57أو خرؽ االلتزاـ بالصدؽ بتمثيل مقاوالت منافسة 58أو عندما ال ينفذ الوكالة بشكل
احًتايف وكرجل حرفة كفء بإنبالو البحث عن زبناء يف اؼبنطقة اؼبخصصة لو مقتصرا على التخفيف من
عواقب عدـ جاىزية عمالو.59
55
-Michel Pédamon, Op cit, P 598, et Cass. Com 5/4/2005 ,Bull. civ. IV, N° 76, D 2005 et Cass. Com
10/2/2009, cité en code de commerce, édition 2014, Dalloz, P 160-161.
56
-Nimes, 25/4/1974, R.D.C, 1974 579, et Cass.com 21/10/2008, JCP E 2009, N°1, P 22.
57
-Cass. Com 29/11/1971, Bull. Civ. IV, N° 287, P 269.
58
-Cass. Com 16/10/2001, RJDA, 2002, N° 149, et Cass. Com 30/11/2004, RJDA, 2005, N° 541.
59
-Cass.com 10/7/2007, JCP E 2007, N° 40, P 36.
ب –إذا مت إهناء العقد بفعل الوكيل التجاري كما لو تنازؿ عن الوكالة ،ما مل يكن ىذا اإلهناء بفعل
الوكيل راجعا إىل ظروؼ تنسب إىل اؼبوكل أو راجعا إىل االستحالة اليت وجد فيها الوكيل التجاري بكيفية
معقولة وحالت دوف متابعة نشاطو بسبب سنو أو عاىة أو مرض.
فعندما يتخذ الوكيل التجاري اؼببادرة من تلقاء نفسو بإهناء عقد الوكالة فإنو يفقد حقو يف التعويض،
فهكذا إذا مت ربويل عقد الوكالة إىل عقد شغل بإرادة الطرفُت دوف إقامة الوكيل الدليل على أنو كاف مكرىا
على ذلك ،فإنو ال يبكن اعتبار العقد مفسوخا من طرؼ اؼبوكل بل إنو اتفاؽ بُت الطرفُت على إهنائو.60
غَت أنو إذا كاف إهناء الوكيل التجاري للعقد يرجع إىل ظروؼ تنسب إىل اؼبوكل أو إىل سن الوكيل أو
عاىتو أو مرضو ،فإف اغبق يف التعويض ال يسقط ،وإمبا يكوف من حق الوكيل اؼبطالبة بو إذا أثبت أف إهناء
العقد من طرفو كاف نتيجة ؽبذه األسباب.
ويعترب من قبيل الظروؼ اؼبنسوبة للموكل اليت دفعت الوكيل إىل إهناء العقد إقداـ اؼبوكل على
التخفيض من مبلغ العمولة اؼبستحقة للوكيل ،61غَت أنو إذا كاف ىذا التخفيض راجعا إىل الوضعية اؼبالية
الصعبة اليت يبر منها اؼبوكل ،فال وبق للوكيل اؼبطالبة بالتعويض إذا بادر إىل إهناء العقد ،62وإذا خرؽ اؼبوكل
شرط اغبصر الذي يستفيد منو الوكيل ،فإف ذلك يعد خطأ يربر إهناء الوكيل للعقد واؼبطالبة بالتعويض.63
وخبصوص األسباب الراجعة إىل سن الوكيل أو عاىتو أو مرضو ،فإنو يقع على عاتق الوكيل إثبات
استحالة تنفيذ الوكالة أو فبارسة أنشطتو نتيجة ؽبذه األسباب ،ويرجع لقضاة اؼبوضوع تقدير كل حالة على
حدة ،فال يكفي بلوغ الوكيل لسن ستُت سنة اؼبقرر للتقاعد يف إطار القواعد العامة ،بل يتعُت عليو إثبات
أنو مل يعد دبقدوره مزاولة نشاطو حىت يتأتى لو تربير إهناء العقد ؽبذا السبب وبالتايل أحقيتو يف التعويض.64
ج –تفويت الوكيل غبقوقو والتزاماتو :أقر اؼبشرع اؼبغريب من خالؿ البند رقم 3من اؼبادة 401من
مدونة التجارة كنظَته الفرنسي 65حق الوكيل يف تفويت صبيع حقوقو والتزاماتو إىل الغَت أي إىل وكيل آخر
ليستمر ىذا األخَت يف تنفيذ الوكالة مع اؼبوكل ،فبا يفيد أف اؼبشرع اعًتؼ للوكيل التجاري حبق مايل قابل
للتقوًن وللتفويت بُت األحياء باعتبار العقد يتعلق بالذمة اؼبالية للوكيل التجاري.66
60
-Paris 19/6/2003 Cité en code de commerce, Op cit, P 166.
61
-Cass. Com 18/12/2007, RJDA, 2008, N° 639.
62
-Paris 14/2/2002, RJDA, 2002, N° 758.
63
-Cass. Com 5/10/2004, RJDA, 2005, N° 373.
64
-Paris 12/2/2004, cité en code de commerce, Op cit, P 167.
-65اُث٘ع ؼهْ ٖٓ 3أُاظج ٓ ٖٓ 13/134عٗٝح اُرداؼج اُلؽٗك٤ح.
-66تٞػث٤ع ػثاق ّ ،٢ـ ،ص .230
وال يكوف ىذا التفويت صحيحا ،إال إذا وافق عليو اؼبوكل ،وبدوف ىذا اؼبوافقة فال وبق للوكيل
تفويت حقوقو والتزاماتو العقدية الناذبة عن عقد الوكالة التجارية ،ألف ىذا األخَت يقوـ على االعتبار
الشخصي بشكل كبَت.
وإذا وافق اؼبوكل على التفويت اؼبذكور فإف اؼبوكل يفقد حقو يف التعويض إذ جاء يف اؼبادة 401من
مدونة التجارة أف "الوكيل ال يستحق أي تعويض – 3 .... :إذا ما قاـ الوكيل التجاري بتفويت حقوقو
والتزاماتو العقدية إىل الغَت باتفاؽ مع اؼبوكل".
األستاذ محمد كرام
مسلك الدراسات القانونية
الفصل الخامس ـ المجموعة الثانية ـ
مادة العقود التجارية
المحاضرة الثالثة
2021/2020
الـمبحث الثاني :عقد السمســرة:
تعترب السمسرة من أعماؿ الوساطة ادلعروفة منذ القدـ سواء يف ادلعامالت ادلدنية أو يف ادلعامالت
التجارية ،حيث يتم اللجوء إىل خدمات السمسار من طرؼ التجار وغَت التجار ،ولغاية إبراـ صفقات
ذبارية أو جملرد قضاء حاجات اإلنساف العادية وادلهنية ،فكما ؽلكن للتاجر أف يستعُت بالسمسار من أجل
بيع منتجاتو أو شراء سلع أو بضائع ألغراضو التجارية ؽلكن للشخص العادي أف يلجأ إىل خدمات
السمسار الستئجار مسكن ليسكن فيو ىو وعائلتو أو الستئجار مكتب دلزاولة مهنتو أو لشراء منزؿ من
أجل السكن وغَت ذلك من ادلعامالت اليت زبرج عن دائرة التجارة.
ويتضح شلا سق أف نااؽ عمل السمسار ال يقترر عل ميداف التجارة ،وإظلا ؽلكن أف يشمل صبيع
ما غليز القانوف التعامل فيو ،دوف أف يؤثر ذلك عل طقيعة عمل السمسار الذي يقق يف صبيع احلاالت
عمال ذباريا ودوف أف يؤثر ذلك أيضا عل صفة السمسار كتاجر.
وعقد السمسرة يعترب من العقود ادلنظمة من طرؼ ادلشرع ادلغريب يف الكتاب الرابع من مدونة التجارة
يف ادلواد من 504إىل 524حيث عرفو مربزا خرائرو ادلميزة لو عن غَته من عقود الوساطة كما بُت
التزامات طريف العقد ومسؤوليتهما ،األمر الذي سنتارؽ معو دلاىية عقد السمسرة يف ادلالب األوؿ وإلبرامو
وتنفيذه يف ادلالب الثاين.
الـمطلب األول :ماىية عقد السمسرة
حظي عقد السمسرة كعقد الوكالة التجارية وعقد الوكالة بالعمولة بتعريف تشريعي ؽلكن من خاللو
استنقاط أىم اخلروصيات اليت سبيز ىذا العقد عن غَته من العقود وربديد طقيعتو القانونية.
الفقرة األولى :تعريف و طبيعة عقد السمسرة
اختلف الفقو يف ربديد طقيعة عقد السمسرة من حيث كونو وكالة أـ مقاولة غَت أف ادلشرع حسم
يف كثَت من ىذه النقط اخلالفية عندما عرؼ عقد السمسرة.
َ -1ظى انًششع انفشَغ ٙانغًغشح ف ٙانًبدح 1/131إنٗ غبٚخ انًبدح 35/131يٍ يذَٔخ انزدبسح ٔانزٚ ٙزؼر يٍ خالنٓب أَّ نى ٚؼشف
ػمذ انغًغشح ٔإًَب أشبس ف ٙانًبدح 1/131إنٗ رؼذد إَٔاع انغًبعشح ٔسكض ثشكم كجٛش فْ ٙزِ انًٕاد ػهٗ ٔعطبء انغهغ ٔانجؼبئغ
زٛث خبء ف ٙانًبدح انًزكٕسح يبٚهٗ :
-« il y a des courtiers de marchandises, des courtiers interprètes et conducteurs de navires, des
courtiers de transport par terre et par eau».
-2يظطفٗ كًبل ؽّ ،و ط ،ص .63
-3ثٕػجٛذ ػجبع ،ٙو ط ،ص .236
-4يسًذ انغٛذ انفم ،ٙو ط ،ص .22
ويتضح من ىذه التعاريف أف مهمة ادلسمار تكمن أساسا يف التقريب بُت الارفُت الذين يرغقاف يف
إجراء معاملة ذبارية أو مدنية ،حبيث يعمل عل ربط االتراؿ بينهما ومساعدهتما بنرائحو من أجل إبراـ
العقد بينهما ،ويقترر يف مهمتو ىذه عل التقريب بُت ىذين الارفُت دوف أف ػلل زلل أحدعلا يف إبراـ
العقد.5
ويقدو من مهمة السمسار أف مهنتو مهنة نقيلة حبكم أنو يعمل عل التقريب بُت شخرُت غَت
متعارفُت بينهما وقد يكونا من دولتُت أو جنسيتُت سلتلفتُت لغاية التعاقد بينهما بشأف معاملة مدنية أو
ذبارية وبالتايل فإنو يساىم بشكل كقَت يف احلركة التجارية واالقترادية للدولة عن طري تسهيل إبراـ
الرفقات وادلعامالت التجارية عل وجو اخلروص باختالؼ أنواعها واتساع رلاالهتا ،لذلك ال غرو أف
توصف السمسرة بأهنا النموذج األمثل للوساطة التجارية.
وطللص إىل القوؿ بأف السمسار ىو وسيط ذباري بغض النظر عن طقيعة ادلعاملة اليت توسط فيها
يسع إىل التقريب بُت شخرُت بغية التعاقد بينهما وذلك مقابل أجرة يؤديها من كلفو.
ثانيا :طبيعة عقد السمسرة
أثارت طقيعة عقد السمسرة خالفا من حيث كوهنا وكالة أـ مقاولة ،فإذا كانت زلكمة النقض
ادلررية قد كيفت السمسرة بأهنا وكالة يف أحد قراراهتا عندما قضت بأف السمسار وكيل يكلفو أحد
العاقدين بالتوسط لدى العاقد اآلخر إلسباـ صفقة بينهما بأجر يستح لو دبقتض اتفاؽ صريح أو
ضمٍت6"...فإف االذباه الغالب يف الفقو والقضاء وحىت التشريع يتقٌت الرأي الثاين ،معتربا السمسرة صورة من
صور عقد ادلقاولة ،ذلك أف مهمة السمسار كادلقاوؿ ترد عل أعماؿ مادية زلضة ،يف حُت أف الوكالة ترد
مقدئيا عل تررفات قانونية.
ومل يًتؾ ادلشرع ادلغريب رلاال للخوض يف ىذا النقاش حيث نص برفة صرػلة عل اعتقار السمسرة
من أعماؿ ادلقاولة وأخضع العالقات اليت تنشأ بُت السمسار من جهة وموساو والارؼ ادلتعاقد مع ىذا
األخَت من جهة ثانية للمقتضيات ادلنظمة لعقد إجارة الرنعة يف كل ما مل يرد بشأنو نص يف األحكاـ
ادلنظمة لعقد السمسرة يف مدونة التجارة.
ٔ -5إٌ كبٌ ال شٙء ًُٚغ يٍ انُبزٛخ انمبََٕٛخ يٍ ركهٛف انغًغبس ثئثشاو انؼمذ َٛبثخ ػٍ انشخض انز٘ كهفّ ،إًَب فْ ٙزِ انسبنخ ٚظجر
ٔكٛال ثب٠ػبفخ إنٗ طفزّ أٞنٗ كغًغبسٔ ،لذ ٚكٌٕ أٚؼب ٔكٛال ثبنؼًٕنخ .اَظش سثٛٛش ٔ سٔثهٕ ،و ط ،ص .702
-6أشبس إن ّٛيسًذ انغٛذ انفم ،ٙو ط ،ص .22
ويف ىذا الردد تنص الفقرة الثانية من ادلادة 504من مدونة التجارة عل ما يلي " :زبضع عالقات
السمسار مع ادلتعاقدين للمقادئ العامة اليت تسري عل عقد إجارة الرنعة يف كل ما ؽلكن تاقيقو عل
عقد السمسرة وفيما عدا ذلك زبضع للمقتضيات اآلتية بعده".
الفقرة الثانية :خصوصيات عقد السمسرة
بالرجوع إىل التعريف الذي وضعو ادلشرع ادلغريب والفقو لعقد السمسرة تتضح أىم اخلروصيات اليت
سبيز ىذا العقد عن غَته من عقود الوساطة التجارية خروصا الوكالة التجارية والوكالة بالعمولة.
أوال :تجارية السمسرة
إذا كاف الفقو غلمع عل أف السمسرة ذات صقغة ذبارية إذا انرقت عل معاملة ذبارية ،فإف جزءا
من ىذا الفقو يذىب إىل القوؿ بأف السمسرة تقق مدنية إذا كاف موضوعها عملية مدنية وأهنا ال تكوف
ذبارية إال إذا تعلقت بعمل ذباري .إال أف ىذا الرأي األخَت يقق شادا ومل تستاع أسانيده الرمود أماـ
أصحاب الرأي الغالب الذي يعترب السمسرة ذبارية بغض النظر عن طقيعة ادلعاملة اليت كانت موضوعا ذلا
سواء كانت معاملة ذبارية أـ معاملة مدنية ،7وال زلل للقوؿ بأف السمسرة تتقع طقيعة الرفقة ادلراد إبرامها،
ذلك أف عقد السمسرة يسق انعقاد الرفقة وال يوجد التابع ققل ادلتقوع ،فضال عل أف عمل السمسار ال
ؼلتلف يف ادلواد التجارية عنو يف ادلواد ادلدنية بل ىو عمل من طقيعة واحدة فال غلوز أف ؼلتلف وصفو
القانوين يف حالة عنو يف األخرى.8
واعتنقت زلكمة النقض ادلررية ىذا الرأي معتربة السمسرة عمال ذباريا باقيعتو زلًتفا كاف السمسار
أو غَت زلًتؼ ومدنية كانت الرفقة اليت توسط السمسار يف إبرامها أو ذبارية.9
وبالرجوع إىل التشريع ادلغريب فإننا صلده قد حسم يف ىذه ادلسألة مؤكدا ذبارية السمسرة ،من خالؿ
التنريص عليها يف ادلادة السادسة من مدونة التجارة ضمن األعماؿ التجارية بالاقيعة اليت تكسب
الشخص الذي ؽلارسها برفة اعتيادية أو احًتافية صفة تاجر ،حيث نرت ىذه ادلادة يف بندىا التاسع
عل ما يلي " ...تكتسب صفة تاجر بادلمارسة االعتيادية أو االحًتافية لألنشاة التالية– 5 ... :السمسرة
والوكالة بالعمولة وغَتعلا من أعماؿ الوساطة".
-10لشاس يسكًخ انُمغ (انًدهظ اٞػهٗ عبثمب) ،سلى 1568ثزبسٚخ 1985/6/26يُشٕس ثًدهخ لؼبء انًدهظ اٞػهٗ ،ع ،39ص
َ ْٕٔ ،36فظ يب أكذرّ يسكًخ االعزئُبف انزدبسٚخ ثفبط ،ف ٙلشاسْب سلى 259انظبدس ف ٙانًهف ع ،07/1793ثزبسٚخ
،2008/2/14انز٘ خبء فٔ ... " ّٛنًب كبٌ ػمذ انغًغشح أػالِ ٚؼزجش يٍ اٞػًبل انزدبسٚخ اٞطهٛخ ٔنٕ رؼهك ثجٛغ ػمبس كًب فٙ
َبصنخ انسبل."...
أٔسدِ ػجذ هللا ثٕػبع ف ٙيمبنّ ،انُظبو انمبََٕ ٙنهغًغشح ف ٙانزششٚغ انًغشث ،ٙانًُشٕس ثًذَٔخ انجسث انمبََٕ ٙػهٗ شجكخ
االَزشَٛذ.
السمسار ،وبناء عل ذلك فإف السمسار ال يتدخل يف إبراـ العقد وال يف تنفيذه عل خالؼ الوكيل
بالعمولة.
وىكذا فالسمسار ال يقوـ بأي تررؼ قانوين حلساب من كلفو وإذا ما حدث أف قاـ دبثل ىذا
التررؼ فإنو يرَت وكيال يتحمل مسؤولية العمل الذي قاـ بو يف إطار عقد الوكالة سواء كانت مدنية أـ
ذبارية أـ وكالة بالعمولة.
وبذلك فإف عمل السمسار يقترر وف ما جاء يف ادلادة 504من مدونة التجارة عل القحث عن
شخص ثاف للتعاقد مع الشخص الذي كلفو ،كما لو كلف من طرؼ القائع للقحث عن مشًتي ،أو من
طرؼ مشًتي للقحث عن بائع ،أو من طرؼ مكري للقحث عن مكًتي أو من طرؼ مكًتي للقحث عن
مكري أو من طرؼ مالك أصل ذباري للقحث عن مسَت حر ،وقد يتعدى عمل السمسار ذلك إىل تقريب
وجهات نظر الارفُت يف حالة اختالفهما حوؿ شروط التعاقد وذلك من أجل تسهيل ىذه العملية ،شلا
يفيد أف كل ىذه األعماؿ اليت يقوـ هبا السمسار ليست تررفات قانونية وإظلا رلرد أعماؿ مادية.
ثالثا :االستقالل المهني للسمسار
مل ينص ادلشرع ادلغريب برفة صرػلة عل ىذه اخلاصية كما فعل يف عقد الوكالة التجارية ،بيد أف
استقالؿ السمسار عن من كلفو يقق من طقيعة األمور عل اعتقار أف السمسار ال يعترب تابعا ذلذا األخَت،
وال يعمل ربت إمرتو ،فهو حر يف اختيار الاريقة اليت ينجز هبا العمل موضوع التوسط ،فالسمسار يعترب
تاجرا يتررؼ بامسو الشخري وبكل استقاللية فليس بوكيل ذباري وال بوكيل بالعمولة.11
وإذا كاف غلوز للسمسار اجلمع بُت عدة مهن وف ما مت بيانو تأكيدا الستقالليتو حبيث ؽلكن أف
يقوـ بأعماؿ الوكالة والسمسرة والوكالة بالعمولة مثال يف آف واحد ولفائدة شخص واحد ،فإف شبة حاالت
ؽلنع فيها عل السمسار شلارسة بعض األنشاة التجارية ولو كانت داخلة يف نااؽ السمسرة إال إذا ربققت
فيو شروط زلددة قانونا كما ىو الشأف لشركات السمسرة يف التأمُت اليت حررىا ادلشرع يف بعض
األشخاص بعد إثقات رلموعة من الشروط.12
وفضال عن ىذه اخلروصيات فإف عقد السمسرة يعترب من العقود الرضائية ومن عقود ادلعاوضة ومن
العقود ادللزمة للجانقُت ،وىي خرائص يشًتؾ فيها مع غَته من العقود ادلدنية والتجارية األخرى لذلك فإننا
سوؼ نتحدث عنها عندما نقحث إبراـ عقد السمسرة وإثقاتو.
11
-G. Ripert et R. Roblot, Op cit, P 701.
-12نمذ رى رسذٚذ ْزِ انششٔؽ ف ٙانمبٌَٕ سلى 17-99انًزؼهك ثًذَٔخ انزأيُٛبد انظبدس ثزُفٛزِ انظٓٛش انششٚف سلى ،1-02-238
ثزبسٚخ 3أكزٕثش ،2002انًُشٕس ثبندشٚذح انشعًٛخ ع ،5054ثزبسٚخ ،2002/11/7ص .3105
ٔيٍ ث ٍٛأْى ْزِ انششٔؽ ػشٔسح كٌٕ انغًغبس ششكخ ردبسٚخ يٍ َٕع ششكبد انًغبًْخ أٔ انششكخ راد انًغؤٔنٛخ انًسذدح
ثًؼُٗ أَّ ال ٚسك نٟشخبص انزارٔ ٍٛٛنهششكبد انزدبسٚخ اٞخشٖ يًبسعخ عًغشح انزأي .ٍٛساخغ انًبدح 291يٍ يذَٔخ انزأي.ٍٛ
يكفي النعقاد عقد السمسرة تراضي طرفيو أحدعلا باإلغلاب واآلخر بالققوؿ دوف التقيد بأي شكلية
معينة ،ويًتتب عن ذلك إمكانية إثقات ىذا العقد جبميع وسائل اإلثقات خروصا من جانب السمسار
الذي غالقا ما يتخذ وصف ادلدعي يف منازعات السمسرة يقع عليو واجب اإلثقات.
أوال :إبرام عقد السمسرة
مل يرد يف ادلقتضيات ادلنظمة لعقد السمسرة يف مدونة التجارة أية إشارة إىل كيفية إبرامو وانعقاده ،شلا
يتعُت معو الرجوع إىل القواعد العامة ادلنظمة لعقد إجارة الرنعة يف قانوف االلتزامات والعقود ،باعتقار عقد
السمسرة صورة من صور عقد إجارة الرنعة وفقا لإلحالة الواردة يف الفقرة الثانية من ادلادة 504من مدونة
التجارة عل ىذه القواعد.
ودلا كاف عقد إجارة الرنعة كعقد إجارة العمل أو اخلدمة عقدا رضائيا برريح الفرل 329من
ؽ.ؿ.ع ،13فإف عقد السمسرة بدوره يعترب عقدا رضائيا ال يستلزـ أي شكل معُت النعقاده .ومن نافلة
القوؿ إف العقد ال ينعقد إال بتوافر أركانو األربعة من رض وأىلية وزلل وسقب ،وأف تتوفر يف ىذه األركاف
نفس شروط صحتها الواجقة يف سائر العقود ،خروصا ضرورة كوف احملل مشروعا وغَت سلالف للنظاـ العاـ
واألخالؽ احلميدة ،حيث أكد ادلشرع عل ىذا الشرط يف عقد السمسرة حينما ينص يف ادلادة 543من
مدونة التجارة عل أنو "إذا توسط السمسار عن علم يف عمل غَت مشروع فال أجرة لو" .وإف كاف األمر ال
يقترر عل حرماف السمسار من األجر ،وإظلا يتعداه إىل كوف العقد باطال.
وقد أكد القضاء ادلغريب عل رضائية عقد السمسرة حيث جاء يف قرار حملكمة االستئناؼ التجارية
بفاس بتاريخ " 2003/5/44لكن ولئن كانت السمسرة أو الوساطة تعترب من األعماؿ التجارية األصلية دبفهوـ
ادلادة اخلامسة من قانوف إحداث احملاكم التجارية وكذا تعترب عقدا وتررفا قانونيا دبوجقو يكلف السمسار
أو الوسيط من طرؼ شخص بالقحث عن شخص آخر لربط عالقة بينهما قرد إبراـ عقد وبذلك تكوف
عالقة السمسار مع ادلتعاقدين خاضعة للمقادئ العامة اليت تسري عل عقد إجارة الرنعة يف كل ما ؽلكن
تاقيقو عل عقد السمسرة ادلادة 504من مدونة التجارة ،وأنو بالرجوع إىل ادلقتضيات العامة ادلنروص
عليها يف قانوف االلتزامات والعقود ادلتعلقة بإجارة الرنعة الفرل 345صلدىا ربيل عل الفروؿ 329إىل
ُٚ -13ض انفظم 723يٍ ق.ل.ع ػهٗ يب ٚه" : ٙإخبسح انخذيخ أٔ انؼًم ػمذ ٚهزضو ثًمزؼبِ أزذ ؽشف ّٛثأٌ ٚمذو نٝخش خذيبرّ
انشخظٛخ ٞخم يسذد أٔ يٍ أخم أداء ػًم يؼ ٍٛفَ ٙظٛش أخش ٚهزضو ْزا اٜخش ثذفؼّ نّ.
= ٔإخبسح انظُؼخ ػمذ ثًمزؼبِ ٚهزضو أزذ انطشف ٍٛثظُغ شٙء يؼ ٍٛف ٙيمبثم أخش ٚهزضو انطشف اٜخش ثذفؼّ نّٔ ،ف ٙانسبنزٚ ٍٛزى
انؼمذ ثزشاػ ٙانطشف."ٍٛ
325من نفس القانوف اليت يستفاد منها أهنا ال تشًتط الكتابة وال توجب شكال معينا إلسباـ العقد إال
تراضي عاقديو عل إحداث األثر القانوين ادلنشود .14"...
ويقق أىم عنرر يف ركن الرض يف عقد السمسرة ىو عنرر التكليف بالسمسرة ،وىو الذي يثَت
الكثَت من ادلنازعات أماـ احملاكم بشكل تواثرت معو ىذه األخَتة عل تكليف السمسار بإثقات ىذا
العنرر ربت طائلة الترريح بعدـ قياـ عقد السمسرة وبالتايل عدـ استحقاقو ألي أجر ألف ىذا األخَت ال
يكوف إال بعد التكليف وبعد إصلاز ادلهمة من طرؼ السمسار ،وىو ما سنتارؽ إليو يف النقاة التالية
ادلتعلقة باإلثقات.
ثانيا :إثبات عقد السمسرة
ؼلضع إثقات عقد السمسرة لقاعدة حرية اإلثقات اليت تسود يف أغلب العقود التجارية وادلنروص
عليها يف ادلادة 995من مدونة التجارة واليت تتناسب أيضا مع خاصية رضائية عقد السمسرة ،حبيث ؽلكن
للارفُت وخروصا للسمسار االستعانة جبميع وسائل اإلثقات ادلمكنة قانونا إلثقات ىذا العقد.
وىكذا غلوز إثقات عقد السمسرة بالكتابة سواء كانت رمسية أو عرفية أو إلكًتونية أو بادلراسالت
ادلتقادلة بُت الارفُت سواء كانت مراسالت عادية أـ إلكًتونية ،وبرفة عامة جبميع أنواع الدليل الكتايب أو
اإللكًتوين دبفهوـ الفرلُت 543و 4/543من ؽ.ؿ.ع وما يليهما.15
وإذا كاف من مرلحة السمسار توثي عقد السمسرة كتابة حىت يتفادى مشاكل اإلثقات يف حالة
تنكر الارؼ الذي كلفو فإنو يف غياب ىذه الكتابة يكوف السمسار ملزما باإلثقات بالوسائل األخرى
ادلقررة قانونا كاإلقرار والقرائن وشهادة الشهود.
ويشكل عنرر التكليف بالقحث عن متعاقد آخر كعنرر من العناصر اخلاصة بعقد السمسرة مناط
إثقات عقد السمسرة من عدمو ،فإذا أثقتو السمسار يكوف بذلك قد أثقت عقد السمسرة وإذا فشل كاف
ىذا األخَت غَت قائم.
وغالقا ما يتمسك الارؼ ادلدع عليو يف منازعات السمسرة وىو العميل أو موسط السمسار بعدـ
تكليفو للسمسار ،حينئذ يتعُت عل السمسار إثقات ىذا العنرر جبميع الوسائل ادلمكنة عل النحو
أعاله ،وغالقا ما يستعُت بالشهود الذين تقق شهادهتم خاضعة لتقدير احملكمة.
-14لشاس يسكًخ االعزئُبف انزدبسٚخ ثفبط سلى ،1482ثزبسٚخ ،2007/9/18ف ٙانًهف ع ،2007/68أٔسدِ ػجذ هللا ثٕػبع ،فٙ
يشخغ انغبثك ف ٙيهسك انذساعخ.
-15خبء ف ٙزكى نهًسكًخ انزدبسٚخ ثًشاكش "زٛث إٌ انٕعبؽخ يٍ أخم انمٛبو ثششاء يُضل نهًغزأَف ثبثزخ يٍ خالل سعبنزّ اندٕاثٛخ
انًٕخٓخ إنٗ دفبع انًغزأَف ػه ،ّٛزكى سلى 253ثزبسٚخ ،2004/3/9غٛش يُشٕس.
ويف ىذا الردد صدر حكم عن احملكمة التجارية دبراكش بتاريخ 2044/4/4جاء فيو " ...وحيث إف
مناط استحقاؽ السمسار ألجرتو طققا للمادة 504من مدونة التجارة ىو ثقوت تكليفو من طرؼ شخص
ما بالقحث عن شخص آخر لربط عالقة بينهما قرد إبراـ عقد معُت ،وإنو بالنسقة للش األوؿ من
الالب ادلقدـ يف مواجهة الارؼ القائع فالثابت أف ادلدعي مل يسق لو أف ادع يف مقاؿ دعواه أو يف باقي
مذكراتو تكليفو من طرؼ ىؤالء دلساعدهتم يف القحث عن مشًتي ذلذا العقار ،وبذلك فإف ماالقتو ذلم
بنريقهم من أجرة توساو يف بيع عقارىم دوف سق تكليفهم لو ليس لو ما يربره استنادا عل مقتضيات
ادلادة ادلذكورة أعاله.
وأنو بالنسقة للش الثاين ادلقدـ يف مواجهة الارؼ ادلشًتي فإف ادللف خاؿ من أي دليل عل
تكليفهما للمدعي وتوسط ىذا األخَت يف شرائهما العقار موضوع الدعوى من باقي ادلدع عليهم
واإلشهاد ادلدىل بو والرادر عن ادلوثقة وإف كاف يثقت تواجده أثناء إبراـ القيع موضوع الدعوى فإنو ال ؽلكن
أف يثقت بو وقوع تكليفو الذي يعترب واقعة مادية يقتضي ادلنا السليم أف تكوف سابقة من حيث الزماف
عل تاريخ إبراـ العقد وليس أف يكونا متزامنُت.16
وذىقت نفس احملكمة يف حكم آخر إىل تأكيد ضرورة إثقات واقعة التكليف من طرؼ السمسار
حيث قضت بأف "السمسرة كما عرفها ادلشرع يف ادلادة 504من مدونة التجارة ىي عقد يكلف دبوجقو
السمسار من طرؼ شخص بالقحث عن شخص آخر لربط عالقة بينهما قرد إبراـ عقد وىو األمر الذي
يقتضي من الناحية القانونية وجود ادلتعاقد األوؿ الذي يكلف السمسار بالقحث لو عن شخص آخر
للتعاقد معو وىو ما غلعل مسألة تكليف السمسار من أىم عناصر قياـ عقد السمسرة لكن ادلدعي يف نازلة
احلاؿ يقر بأنو مل يكن يعرؼ ادلدع عليو وأف ىذا األخَت مل يسق لو أف كلفو بشيء وأف صاحقة ادلشروع
السياحي ىي اليت وجهتو إليو وطلقت منو التعاقد معو".17
وجاء يف قرار حملكمة النقض" لكن حيث إف زلكمة االستئناؼ دلا استندت عل زلضر القحث
الذي استمع فيو لشاىدين صرح أحدعلا بأف اترالو بالاالب كاف من أجل معرفة ادلواصفات اليت يتالقها
السوؽ العقاري وصرح ثانيهما بأف ىذا األخَت ىو الذي دؿ الشركة ادلشًتية عل العقار واستخلرت من
ذلك أنو ال يوجد بادللف ما يفيد تكليف ادلالوبة للاالب من أجل التوسط لقيع عقارىا اعتقارا منها إىل أف
تكليف ادلشًتية لو بالقحث عن عقار القتنائو وأدائها لو واجب السمسرة ال يشكل موافقة من ادلالوبة
-16زكى انًسكًخ انزدبسٚخ ثًشاكش سلى 1421ثزبسٚخ 2011/8/1ف ٙانًهف ع ،2010/4/2117غٛش يُشٕس.
-17زكى انًسكًخ انزدبسٚخ ثًشاكش سلى 868ثزبسٚخ 2017/4/5ف ٙانًهف ع ،2016/8201/2241غٛش يُشٕس.
لقياـ الوساطة تكوف قد أسست قضاءىا عل ما استخلرتو من ترريح الشاىدين معا يف نااؽ سلاتها
يف تقييم احلجج.18".
وإذا كانت احملاكم تققل شهادة الشهود كوسيلة إلثقات عقد السمسرة ،فإف ىذه الشهادة زبضع
للسلاة التقديرية للمحكمة للتحق من ثقوت عنرر التكليف من عدمو.19
وؽلكن إثقػات عنرػر التكليف وبالتايل عقػد السمسػرة بواساػة إقرار موسط السمسار ،ويف ذلك
قضػت زلكمة النقض بأف " احملكمة دلا اعتقػرت أف الوكيل العقاري قد قاـ بالتوسط يف عملية بيػع وشراء
العقار لفائدة ادلشًتيػن اعتمادا عل إقرارىػم الوارد جبواهبم عل اإلنػذار الذي يفيد أف ادلقلغ ادلتف عليو
2
نتيجػة عملية التوسط قد تػم إيداعو لػدى ادلوث تكوف قد عللت قرارىا تعليال كافيػا"
الفقرة الثانية :تنفيذ عقد السمسرة
يفرض عقد السمسرة باعتقاره عقدا ملزما جلانقُت ومن عقود ادلعاوضة التزامات متقادلة بُت طرفيو
السمسار وموسط السمسار أو العميل ،فالسمسار ال يستح األجرة إال إذا أدى ادلهمة ادلنوطة بو
ادلتمثلة يف القحث عن متعاقد ثاف ،وإبراـ العقد بُت ىذا األخَت وموسط السمار .إال أف عدـ إبراـ العقد
ادلذكور وإف كاف ػلوؿ دوف حروؿ السمسار عل أي أجر ،فإنو ال ؽلنعو من ادلاالقة بالتعويض عن
اجملهودات اليت بذذلا يف سقيل إبراـ ىذا العقد ،وبناء عليو فإف عقد السمسرة يلقي بالتزامات متقادلة بُت
طرفيو سنتناوذلا تقاعا .
أوال :التزامات السمسار
عنيت ادلواد من 504إىل 545من مدونة التجارة بتحديد االلتزامات اليت يلقيها عقد السمسرة عل
السمسار واليت تتمحور بشكل أساسي يف القحث عن متعاقد آخر وااللتزاـ بالردؽ واإلعالـ إزاء الارفُت
واالبتعاد عن كل مرلحة شخرية قد تؤذي الارفُت ادلذكورين.
-18لشاس يسكًخ انُمغ سلى 1781ثزبسٚخ ،2000/11/15يهف ردبس٘ ع ،98/1/6/169يُشٕس ثًدهخ انًسبكى انًغشثٛخ ،ع ،88
ص .115
-19خبء ف ٙزكى نهًسكًخ انزدبسٚخ ثًشاكش ثزبسٚخ 2014/3/10ف ٙانًهف ع 2013/4/2496أٌ "يُبؽ لٛبو ػمذ انغًغشح ْٕ ثجٕد
ٔالؼخ ركهٛف انغًغبس يٍ لجم أزذ ؽشف ٙانؼمذ انًضيغ إثشايّ ثبنزٕعؾ ف ٙػًهٛخ انجسث ػٍ انطشف اٜخش نهزؼبلذ يؼّ ٔ٠ثجبد ْزِ
انٕالؼخ أدنٗ انًذػ ٙثثالثخ شٕٓد رج ٍٛثؼذ االعزًبع إنٓٛى أٌ اثُ ٍٛيًُٓب ؽشف ٍٛف ٙانؼًهٛخ يٕػٕع انذػٕٖ ٔنًٓب يظهسخ فٓٛب
ٔػهٗ ْزا اٞعبط خشذ فًٓٛب َبئت انًذػ ٙػهٔ ّٛانًسكًخ رغزدٛت نطهجّ ٔرمشس اعزجؼبد شٓبدرًٓب؛ أيب انشبْذ انثبنث فهى ٚغزطغ
إثجبد ٔالؼخ انزكهٛف ثم إٌ انًذػٗ ػه ّٛأدنٗ ثئشٓبد كزبث ٙطبدس ػٍ انجبئغ نى ٚكٍ يسؾ أ٘ يُبصػخ يفبدِ أٌ ػًهٛخ انجٛغ رًذ دٌٔ
اٚخ ٔعبؽخ ٔثًؼشفزّ انشخظٛخ ...يًب رؼ ٍٛيظذس سفغ انطهت" ،زكى غٛش يُشٕس.
–2لشاس يسكًخ انُمغ ػـذد 93ثزبسٚخ 2015/04/15ف ٙانًهف انزدبس٘ ػـذد 2013/1/3/475يُشٕس ثُششح لشاساد يسكًخ
انُمغ ،انغشفخ انزدبسٚخ انؼذد 23انغهغهخ 5يطجؼخ ٔيكزجخ اٞيُٛخ ،2015ص.38.
– 4االلتزام بالبحث عن متعاقد ثان
ورد التنريص عل ىذا االلتزاـ اجلوىري للسمسار يف التعريف الذي وضعو ادلشرع ادلغريب لعقد
السمسرة يف ادلادة 504من مدونة التجارة واليت حددت جوىر مهمة السمسار يف القحث عن شخص آخر
للتعاقد مع من كلف السمسار ،وبالتايل يتعُت عل ىذا األخَت تنفيذ مهمتو ىذه بعناية السمسار العادي
بأف يتخذ صبيع اإلجراءات وادلساعي واجملهودات إلغلاد متعاقد مع الشخص الذي كلفو .فإذا كلفو بائع
غلب أف يقحث لو عن مشًتي والعكس صحيح ،وإذا كلفتو شركة تأمُت غلب أف يقحث عن زبوف للتعاقد
مع ىذه األخَتة ،وإذا كلفو مكًتي غلب عليو أف يقحث لو عن مكري وىكذا.
ويتعُت عل السمسار وىو بردد تنفيذ ىذا االلتزاـ أف يتحرى شخرية من يقدمو دلوساو ومن
أىليتو للتعاقد ،وإال كاف مسؤوال ذباه ىذا األخَت عما يلحقو من ضرر جراء تقدمي شخص وعلي أو غَت
أىل للتررؼ.20
ويف ىذا الردد فإف السمسار يضمن ىوية زبنائو كما يضمن صحة آخر توقيع موضوع عل الوثائ
اليت سبر بُت يديو وتتعل باخلدمات اليت توسط فيها إذا كاف ىذا التوقيع ألحد ادلتعاقدين بواساتو وف ما
تنص عليو ادلادتاف 540و 544من مدونة التجارة.
وإذا كاف السمسار ال يضمن يسر زبنائو حسب ما تنص عليو ادلادة 542من مدونة التجارة ،فإنو
يكوف مسؤوال إزاء موساو يف حالة قدـ لو شخرا ظاىر اإلفالس أو خاضعا للترفية القضائية أو مشهورا
بعدـ ادلالءة أو كاف يعلم وقت التعاقد هبذه الوضعية.
وسققت اإلشارة إىل أف دور السمسار يقترر عل القحث عن متعاقد آخر وتقريب وجهات النظر
بينهما ،فإذا صلح يف ذلك وأبرـ الارفاف العقد الذي يرغقاف فيو ،فإف السمسار ال يسأؿ عن عدـ تنفيذ ىذا
العقد وال يلزـ بضماف تنفيذه 21ألنو ليس طرفا فيو ،اللهم إذا مل يذكر ألحد ادلتعاقدين اسم ادلتعاقد
اآلخر 22أو ارتكب تدليسا أو خاأ 23أو التزـ بذلك صراحة يف عقد السمسرة.
غَت أف قياـ السمسار دبهاـ إضافية تتجاوز مهمة القحث عن متعاقد آخر ،كما لو تعاقد باسم
موساو بناء عل شرط خاص ،أو عندما يققل أف تودع لديو القضائع اليت كلف بالقحث عن مشًت ذلا ،فإنو
24
-Michel Pédamon, Op cit, P 589.
ٔ -25ف ٙخبنخ إخالل انغًغبس ثٓزا االنزضاو ف ٙفشَغب فئَّ ٚغزسك ػمٕثخ يبنٛخ يسذدح ف ٙغشايخ لذسْب 3750أٔسٔ ،ثب٠ػبفخ إنٗ
إيكبَٛخ يطبنجزّ ثبنزؼٕٚغ يٍ انطشف ٍٛانًزؼشسٔ ،ٍٚإرا كبٌ يغدال ف ٙالئسخ انغًبعشح فئَّ ٚزى انزشطٛت ػه ّٛدٌٔ إيكبَٛخ
انزغدٛم فٓٛب يٍ خذٚذ نًذح ال رزدبٔص خًظ عُٕاد ٔانكم ٔفك يب رُض ػه ّٛانًبدح 11/131يٍ يذَٔخ انزدبسح انفشَغٛخ.
-26يسًذ انغٛذ انفم ،ٙو ط ،ص .26
27
-Michel Pédamon, Op Cit, P 588.
-28يظطفٗ كًبل ؽّ ،و ط ،ص .66
غلد االلتزاـ بالردؽ واإلعالـ ادللق عل عات السمسار سنده القانوين يف ادلادة 502من مدونة
التجارة اليت تنص عل ما يلي " :إف السمسار ولو مل يكن مكلفا إال من طرؼ واحد يلزـ ضلو الارفُت بأف
يقدـ اخلدمات بردؽ ودقة وحسن نية وأف ؼلربعلا جبميع الظروؼ ادلتعلقة باخلدمة وىو مسؤوؿ ذباه كل
منهما دبا ينشأ عن تدليسو أو خاإه".
ويالحظ أف ادلشرع ألزـ السمسار بالتزاـ الردؽ والدقة وحسن النية يف اخلدمات اليت يقدمها ذباه
الارفُت معا ولو مل يكن مكلفا إال من أحدعلا فقط ،عل اعتقار أنو ينقل ادلعلومات ادلتعلقة بالعملية اليت
توسط فيها لكل الارفُت يف إطار ادلهمة ادلكلف هبا ،وىي القحث عن متعاقد ثاف ،وتقريب وجهات النظر
بينهما.
وبناء عليو يقع عل عات السمسار إحاطة الارفُت علما بكل ما يتعل بالعملية اليت يتوسط يف
إبرامها خروصا ما يرتقط بآجاؿ وكيفية إبراـ الرفقة ونوع ادلقيع وكميتو ومكاف التعاقد أو النقص احلاصل
يف أىلية من سيتعاقد معو الزبوف 29أو احتماؿ إعساره ،وغَت ذلك من شروط التعاقد ،30ويف حالة عدـ
استقرار األسعار غلب عليو أف يتأكد من أف موساو الزاؿ زلتفظا بعرض الشراء إىل غاية إبراـ العقد
النهائي .31كما يدخل يف نااؽ واجب الردؽ واإلعالـ إخقار الارفُت بادلرلحة الشخرية اليت تكوف
للسمسار يف العملية اليت يتوسط فيها بينهما ربت طائلة ادلسؤولية وف ما مت بيانو يف االلتزاـ الثاين.
وبرفة عامة يتعُت عل السمسار أف يتحرى الدقة والشفافية والردؽ وحسن النية يف ادلعلومات
اليت يزود هبا الارفُت الذين يتوسط بينهما وذلك بعيدا عن أي تدليس أو غش أو خاأ ؽلكن أف يرتب
مسؤوليتو عمال بادلادة 502من مدونة التجارة.
إف واجب الردؽ واإلعالـ ادللق عل عات السمسار غلد أساسو يف الثقة اليت يضعها الارفاف يف
السمسار عل اعتقار أهنما يعوالف ويعتمداف عل ادلعلومات اليت يتوصالف هبا من السمسار يف سقيل إبراـ
الرفقة بينهما ،وبالتايل فقديهي أف ربظ ىذه ادلعلومات بالردؽ والشفافية والدقة طادلا ستًتتب عنها
التزامات تعاقدية بينهما بعد إبراـ العقد.
– 5االلتزام بحفظ الوثائق والعينات
ٔ –1فْ ٙـزا انظذد خبء ف ٙزكى نهًسكًخ انزدبسٚخ ثًشاكش ثزبسٚخ 2013/5/27ف ٙانًهف 2012/13/2794يب ٚهٔ" ٙزٛث إٌ
انجسث انًدشٖ يٍ ؽشف انًسكًخ ٔانز٘ رى ثسؼٕس اٞؽشاف اَزٓٗ إنٗ أٌ إنغبء انٕػذ ثبنجٛغ نى ٚكٍ نهًذػٛزٚ ٍٛذ فٔ ٙلٕػّ
ٔأًَٓب لبيزب ثأػًبل انٕعبؽخ إنٗ ز ٍٛرسشٚش انٕػذ ثبنجٛغٔ ،زٛث أَّ فًٛب ٚزؼهك ثذفغ انًذػٗ ػهًٓٛب ثكٌٕ انٕػذ ثبنجٛغ رى فغخّ
ٔأطجسذ انًمزؼٛبد انًزؼهمخ ثأرؼبة انغًغشح يهغبح ثذٔسْب ٚشد ػه ّٛثأٌ انًذػٛز ٍٛنى ركَٕب ؽشفب ف ٙػمذ فغخ انجٛغ ززٗ ٚسزح ثّ
ػهًٓٛب ٔثبنزبن ٙفئَّ ال رغش٘ ػهًٓٛب يمزؼٛبرّ ٔٚؼزجش ػمذ انٕػذ ثبنجٛغ الصال لبئًب ثبنُغجخ نهجُذ انًزؼهك ثزسذٚذ أرؼبثًٓب اعزُبدا
نهًبدح 416يٍ يذَٔخ انزدبسح انزَ ٙظذ ػهٗ أَّ إرا رى فغخ انؼمذ ثؼذ إثشايّ عٕاء ٔلغ انفغخ اخزٛبسٚب ثبرفبق اٞؽشاف أٔ ثًٕخت
أزذ أعجبة انفغخ انًمشسح لبََٕب فال ٚفمذ انغًغبس زمّ ف ٙانًطبنجخ ثأخشرّ ٔال ٚهضو ثشد يب لجؼّ يُٓب يب نى ٚكٍ ُْبن رذنٛظ أٔ
خطأ خغٛى ُٚغت إن ،"ّٛزكى غٛش يُشٕس.
-33يظطفٗ كًبل ؽّ ،و ط ،ص .68
-34خبء ف ٙلشاس نًسكًخ انُمغ (انًدهظ اٞػهٗ عبثمب) ،ثزبسٚخ 1977/5/20رسذ سلى 201ف ٙانًهف انًذَ ،ٙػذد 29678يب ٚهٙ
"إٌ انؼمذ انًجشو ثزبسٚخ ٚ 1964/1/16زؼًٍ ششؽب ٔالفب ْٕٔ أٌ انؼًٕنخ رؤدٖ نهغًغبس ٕٚو إيؼبء سعى انجٛغٔ ،زٛث إٌ يسكًخ
االعزئُبف أثؼذد رطجٛك ْزا انششؽ نؼهخ أَّ أػٛف إنٗ انؼمذ رؼغفٛب ٔدٌٔ يٕافمخ انغًغبس دٌٔ أٌ رج ٍٛاٞعجبة ٔانًغزُذاد انزٙ
اػزًذرٓب نزكٕ ٍٚالزُبػٓب ْزا ،اٞيش انز٘ ٚدؼم لشاسْب غٛش يؼهم رؼهٛال كبفٛب" ،يُشٕس ثًدهخ لؼبء انًدهظ اٞػهٗ ،ع ،25ص
.94
ذلك أنو غلب أف تكوف ىناؾ عالقة سققية بُت رلهودات ومساعي السمسار ادلكلف وإبراـ العقد،
أي أف ىذا األخَت ما كاف ليربـ لوال تدخل السمسار يف العملية ،وال يشًتط لقياـ ىذه السققية أف يكوف
السمسار قد اشًتؾ يف صبيع مراحل إبراـ العقد أو أف ػلضر كل ما جرى بُت األطراؼ من مفاوضات حىت
انعقاده .35فإذا مت العقد دوف تدخل من السمسار ولو كلف من أحد الارفُت ،أو عن طري مسسار آخر
فال أجرة ذلذا السمسار ألنو ال يكفي التكليف الستحقاؽ األجر بل غلب أف يقذؿ السمسار رلهودات
ويسع إىل إبراـ العقد بالقحث عن متعاقد آخر وتقريب وجهات النظر بُت الارفُت ،كما ال يستح
السمسار األجر إال عل العقد الذي مت بناء عل وساطتو ،وإذا أبرـ الارفاف عقودا أخرى فيما بعد دوف
تدخلو فال يستح السمسار أي أجر عنها.
وقد أكد ادلشرع ادلغريب عل ىذا الشرط يف ادلادة 544من مدونة التجارة اليت نرت عل استحقاؽ
السمسار لألجر إذا أبرـ العقد الذي توسط فيو ،أو نتيجة للمعلومات اليت قدمها لألطراؼ .وحسنا فعل
ادلشرع ادلغريب حينما أضاؼ ىذه اجلملة األخَتة للمادة 544ألف األطراؼ قد يوعلوف السمسار بعدـ
اتفاقهم لكن يربموف العقد فيما بعد للتهرب من أداء أجره ،ففي ىذه احلالة إذا استغل األطراؼ اجملهودات
اليت بذذلا السمسار وعمدوا إىل إبراـ العقد خفية عن ىذا األخَت فإنو يستح األجر.
ب – تحديد أجرة السمسار :
يتم عادة ربديد أجرة السمسار باتفاؽ الارفُت أي بُت السمسار وموساو يف عقد السمسرة أو
دبوجب أي زلرر آخر.
واألجر قد يكوف نسقو مئوية من قيمة الرفقة أو عقارة عن مقلغ قار يتف عليو الارفاف.
وإذا مل يتم ربديد األجر من ققل الارفُت ،فإنو يتم الرجوع بشأنو إىل العرؼ اجلاري بو العمل يف
ادلكاف الذي أجريت فيو العملية موضوع التوسط ،ويف غياب ىذا العرؼ فإف األجر ػلدد من طرؼ
احملكمة باستعماؿ سلاتها التقديرية أو بانتداب خقَت الذي يتعُت عليو اعتماد ما غلري بو العمل يف
اخلدمات ادلماثلة ،مع مراعاة ظروؼ العملية اخلاصة كالوقت الذي تالقتو وطقيعة اخلدمة اليت قاـ هبا
السمسار واجملهودات اليت بذذلا والكل طققا دلا جاء يف ادلادة 545من مدونة التجارة.
وجاء يف قرار حملكمة النقض يف ىذا الردد أف أجر السمسار قد يكوف مقلغا معينا وقد يكوف نسقة
معينة من الرفقة اليت تقع عل يد السمسار ،وإذا مل يقع االتفاؽ عل تعيُت األجر فعل القاضي أف
-36لشاس يسكًخ انُمغ ع ،1202ثزبسٚخ ،2004/11/3يهف ردبس٘ ع ،2002/1/3/1067يُشٕس ثمشاساد انًدهظ اٞػهٗ فٙ
انًبدح انزدبسٚخ ،ج َ ،1شش خًؼٛخ انزكبفم االخزًبػ ٙنمؼبح ٔيٕظف ٙانًدهظ اٞػهٗ ،يطجؼخ اٞيُٛخ ،انشثبؽ ،2007 ،ص .168
-37خبء ف ٙزكى انًسكًخ انزدبسٚخ ثًشاكش ثزبسٚخ 2013/5/27ف ٙانًهف ع " 2012/13/2794أٌ ؽهت رخفٛغ أرؼبة انٕعٛطزٍٛ
ٚكٌٕ ف ٙانسبنخ انز ٙنى ٚزى فٓٛب االرفبق ػهٗ أرؼبة يسذدح ٔكٌٕ اٞخش ٚفٕق يب رزطهجّ انخذيخ انًمذيخ ،كًب ٚغزفبد يٍ انًبدح 415
يٍ يذَٔخ انزدبسح ٔانسبل أٌ ْز ٍٚانششؽ ٍٛغٛش يزسمم ٍٛف ٙانُبصنخ يًب ٚدؼم ؽهت رخفٛغ اٞرؼبة إنٗ يجهغ 1000دسْى غٛش
يؤعظ ػهٗ أعبط ٔالؼٔ ٙال لبََٕ "ٙغٛش يُشٕس،
خبء أٚؼب ف ٙلشاس نًسكًخ االعزئُبف ثبنشثبؽ ثزبسٚخ " 1951/11/17إٌ انفظم 914يٍ ظٓٛش االنزضايبد ٔانؼمٕد ثبعزؼًبل
ػجبسح "ػُذيب ٚكٌٕ يغزسمب" رشن نهًسبكى أيش رمذٚش لًٛخ انؼًٕنخ انزٚ ٙطبنت ثٓب انغًغبس ٔأٌ ٚخفؼٓب ػُذيب ال ركٌٕ رزُبعت يغ
انخذيخ انًؤداح".
يُشٕس ثًدهخ انًسبكى انًغشثٛخ ،ع ،25أكزٕثش ،1952ص ،137أشبس إن ّٛػجذ انمبدس ثُؼذٔ ،ف ٙيمبنّ زك انغًغبس ف ٙاٞخشح
ٔا٠شكبالد انًشرجطخ ثٓب ،يُشٕس ثًٕلغ .www.marocdroit.com
وإذا كاف ادلشرع ادلغريب قد خوؿ للقضاء تعديل األجر ادلتف عليو بالتخفيض منو إذا كاف ال
يتناسب مع اجملهود الذي بذلو السمسار فإنو سكت بادلقابل عن إمكانية الزيادة يف ىذا األجر لفائدة
السمسار إذا كاف ادلقلغ ادلتف عليو يقل بكثَت عن اجملهود ادلقذوؿ من طرؼ السمسار ،وىو سكوت ؽلكن
تفسَته عل أف ادلشرع ؽلنع وػلظر عل القضاء الرفع من مقلغ األجر ادلتف عليو ،عل اعتقار أف السمسار
ال ؽلكنو أف ؼلائ أثناء االتفاؽ عل األجر ،ويأخذ بعُت االعتقار الوقت واجملهود الذي يتالقو تنفيذ التزامو
باعتقاره تاجرا وحرفيا أدرى بشؤوف مهنتو ،وذلك عل خالؼ ادلوسط الذي قد ال يكوف تاجرا وال يفقو يف
أمور السمسرة شيئا شلا يتعُت معو مراعاة وضعيتو ىذه بتمكينو من ادلاالقة بتخفيض األجر ادلتف عليو.
– 2االلتزام بالتعويض ورد المصاريف
سققت اإلشارة إىل أف السمسار ال يستح األجر إال إذا أبرـ العقد الذي توسط فيو أما إذا مل يربـ
فال أجر لو ،رغم ما يكوف قد بذلو من جهد يف سقيل إغلاد ادلتعاقد الثاين.
وإذا ثقت أف السمسار نفذ التزامو بالقحث عن متعاقد ثاف وسع إىل إبراـ العقد بُت الارفُت،
بنفس الشروط اليت عرضها ادلوسط ،إال أف ىذا األخَت تراجع ورفض إبراـ العقد ،فإنو ػل للسمسار
ماالقتو بالتعويض عن الضرر الذي حلقو بسقب اجلهد الذي بذلو والكسب الذي فاتو وذلك تاقيقا
للقواعد العامة إلخالؿ موسط السمسار بااللتزامات ادلفروضة عليو دبوجب عقد السمسرة ،والتعويض اليت
تقضي بو احملكمة يكوف موازيا لألجر الذي كاف غلب أف ػلرل عليو لو أبرـ العقد.
ويلتزـ موسط السمسار أيضا برد ادلراريف اليت أنفقها السمسار يف سقيل إصلاح العملية موضوع
التوسط إذا مت االتفاؽ عل ذلك ،ويف ىذا الردد تنص ادلادة 544من مدونة التجارة يف فقرهتا األخَتة
عل أنو "ذبب مراريف السمسار إذا اتف عليها ولو مل يتم إبراـ العقد" ،ومن مث ػل للسمسار إذا وجد
مثل ىذا االتفاؽ الرجوع هبذه ادلراريف عل موساو و لو مل يتم إبراـ العقد موضوع التوسط.
غَت أنو إذا مل يتف السمسار مع موساو عل ىذه ادلراريف ،فيجب التمييز بُت ادلراريف العادية
اليت تدخل يف جوىر مهمة السمسار ،فال ذبب عل ادلوسط ألهنا تدخل يف األجر يف حالة إبراـ العقد،
ويف حالة عدـ إبرامو فال ػل للسمسار ادلاالقة هبا .أما ادلراريف غَت العادية اليت اضار السمسار ألدائها
كمراريف احلروؿ عل بعض الوثائ اإلدارية اخلاصة بادلوسط أو مراريف احلفاظ عل الشيء أو
القضاعة موضوع التوسط ،فإهنا ال تدخل يف نااؽ عمل السمسار وبالتايل يكوف من حقو ادلاالقة
باسًتجاعها من ادلوسط.
والبد من اإلشارة يف هناية دراسة عقد السمسرة إلػ أف الدعاوى الناشئة عن ىذا العقد تتقادـ بسنة
ذات 924يوما طققا ألحكاـ الفرل 945من ؽ .ؿ.ع سواء تعل األمر بدعاوى السمسار يف مواجهة
موساو أو دعاوى ىذا األخَت يف مواجهة السمسار حيث جاء يف الفرل ادلذكور ما يلي "تتقادم أيضا
بسنة ذات ثالثمائة وخمسة وستين يوما ... :
)2دعوى الوسطاء من أجل استيفاء السمسرة ابتداء من إبرام الصفقة .
ما سبقوه لهم ألداء )9دعوى المتعاقدين ضد األشخاص المذكورين فيما سبق من أجل
ما أنيط بهم من أعمال وذلك ابتداء من نفس التاريخ المقرر لكل طائفة منهم "
األستاذ محمد كرام
مسلك الدراسات القانونية
الفصل الخامس ـ المجموعة الثانية ـ
مادة العقود التجارية
المحاضرة الرابعة
2021/2020
-1ػشف اٌّؾشع اٌّقش ٞػمذ إٌمً ف ٟاٌّبدح ِٓ 208لبٔ ْٛاٌزغبسح سلُ ٌ 17غٕخ 1999ثأٔٗ "ارفبق ٍ٠زضَ ثّمزنبٖ إٌبلً ثأْ ٠مَٛ
ثٛعبئٍٗ اٌخبفخ ثٕمً ؽخـ أ ٚؽٟء إٌِ ٝىبْ ِؼِ ٓ١مبثً أعشح".
اعبوي والنقل البحري خيضع ؼبقتضيات قانونية خاصة عبارة عن قوانُت وطنية كالقانوف البحري 2أو عبارة
عن معاىدات دولية.3
وعرفو اؼبشرع اللبناين يف اؼبادة 679من قانوف موجبات وعقود بأنو "العقد اؼبتبادؿ الذي يكوف
الغرض األساسي منو تأمُت انتقاؿ شخص أو شيء من موضع إىل آخر".
وإذا كانت التعاريف التشريعية وردت عامة فإف الفقو حاوؿ التفصيل يف التعاريف اليت وضعها حىت
يتأتى إبراز خصائص عقد النقل وبالتايل سبييزه عن غَته من العقود.
وىكذا عرفو البعض 4بأنو عقد دبقتضاه يلتزـ شخص يف مقابل أجر بأف ينقل بنفسو شخصا أو
بضاعة من مكاف آلخر ،وعرؼ البعض اآلخر عقد نقل البضائع بأنو اتفاؽ يلتزـ دبقتضاه مهٍت بنقل كمية
معينة من بضائع فبلوكة للغَت مقابل شبن معُت ،5أو أنو اتفاؽ يلتزـ دبقتضاه ناقل بنقل بضاعة من مكاف
آلخر سلمت لو ؽبذا الغرض وذلك داخل أجل معُت مقابل أجر.6
ثانيا :خصائص عقد النقل
يشًتؾ عقد النقل مع عقود أخرى يف بعض اػبصائص كما يستقل خبصوصيات أخرى تشكل
معيارا لتمييزه عن بعض العقود اؼبشاهبة لو.
– 1عقد النقل عقد رضائ ــي
جيمع الفقو 7على أف عقد النقل يعترب عقدا رضائيا يتم دبجرد تراضي طرفيو على عناصره األساسية
خصوصا الثمن والشيء اؼبنقوؿ ،فال يستلزـ أي شكلية معينة النعقاده ،وتبقى تذكرة النقل ؾبرد وسيلة
إلثباتو ،وغالبا ما يأيت اإلجياب فيو من جانب الناقل إجيابا عاما موجها للكافة ينعقد معو العقد دبجرد قبوؿ
اؼبرسل أو اؼبسافر ؽبذا اإلجياب.
ٔ-14ظُ اٌّؾشع اٌّغشث ٟاٌٛوبٌخ ثبٌؼٌّٛخ فٔ ٟمً اٌجنبئغ ف ٟاٌّٛاد ِٓ 1-430إٌِ ِٓ 6-430 ٝذٔٚخ اٌزغبسح اٌّنبفخ ثّٛعت
اٌمبٔ ْٛسلُ 24-04اٌقبدس ثزٕف١زٖ اٌظ١ٙش اٌؾش٠ف سلُ 1-06-170ثزبس٠خ ،2006/11/22إٌّؾٛس ف ٟاٌغش٠ذح اٌشعّ١خ ع
،5480ثزبس٠خ .2006/12/7
ِ-15ؾّذ اٌغ١ذ اٌفم َ ،ٟط ،ؿ .89
16
-G. Ripert et R. Roblot, Op cit, P 718.
ٚ-17لذ ٔـ اٌّؾشع اٌّغشث ٟػٍ ٝرٌه فشاؽخ ف ٟاٌّبدح 446اٌز ٟعبءد ػٍ ٝاٌق١بغخ اٌزبٌ١خ ..." :ال ٠زؾًّ اٌّشعً إٌ ٗ١إْ ٌُ
٠ىٓ ٘ ٛاٌّشعً ٔفغٗ ."...
وقد يكوف اؼبرسل إليو شخصا آخرا غَت اؼبرسل كما لو قاـ البائع بإرساؿ البضائع موضوع عقد
البيع إىل اؼبشًتي تنفيذا التفاؽ بينهما.
وال ديكن اعتبار اؼبرسل إليو طرفا يف عقد النقل إال إذا صدر منو قبوؿ صريح أو ضمٍت بذلك ذباه
الناقل ما مل يكن ىو اؼبرسل نفسو ،وفق ما نص عليو اؼبشرع اؼبغريب صراحة يف اؼبادة 446من مدونة
التجارة .ويعرب اؼبرسل إليو عن انضمامو لعقد النقل وقبولو إياه بتسلم البضائع اؼبرسلة إليو من الناقل،18
وباؼبقابل ال يعد طرفا يف عقد النقل عندما ال يتوصل بالبضائع بسبب وقوع حادثة أثناء الرحلة.19
– 2العمليات التي تدخل في عقد النقــل
يشمل عقد النقل صبيع العمليات اليت تسبق أو تلي بالضرورة النقل واليت ديكن تلخيصها فيما يلي
:
-إيداع األشياء موضوع النقل بيد الناقل كأوؿ عملية من عمليات النقل سواء يف عقد نقل
البضائع أو عقد نقل األشخاص.
-وصوؿ األشياء موضوع النقل إىل اؼبكاف اؼبتفق عليو وعدـ سحبها بعد من طرؼ اؼبرسل إليو،
وبالتايل فإف زبزين ىذه األشياء إىل حُت سحبها من طرؼ من أرسلت إليو ال يشكل عقدا مستقال عن
عقد النقل وإمنا يعترب عملية تابعة لو.
-شحن وتفريغ البضائع ،واللتاف تعترباف من عمليات النقل اليت تقع على عاتق الناقل ،ومع ذلك
فإنو ديكن للطرفُت أف يتفقا على إخراج بعض من ىذه العمليات من مشتمالت عقد النقل لكي تكوف
موضوع عقود مستقلة ،كما لو قاـ اؼبسافر بإيداع أمتعتو لدى أمانات احملطة الطرقية أو السكك اغبديدية،
أو كما لو تعاقد اؼبرسل أو اؼبرسل إليو مع مقاوؿ على الشحن والتفريغ ،وحينئذ خيضع كل من عقد اإليداع
و عقد اؼبقاولة لنظامهما القانوين اػباص.20
وقد تقًتف عمليات النقل بعقود أخرى ،فبا يثار معو التساؤؿ عن تطبيق مقتضيات عقد النقل أـ
مقتضيات ىذه العقود ،كما يف حالة الفندؽ الذي يتوىل نقل زبنائو بُت احملطة والفندؽ مقابل أجر إضايف،
وكالبائع مع شرط التسليم حيث يقوـ البائع بنقل البضاعة بصفة تبعية اللتزامو بالتسليم.
-22ساعغ ثخقٛؿ فٛائذ عٕذ أ ٚرزوشح إٌمً ،ػجذ اٌؾّ١ذ اٌؾٛاسث ،ٟاٌؼمٛد اٌزغبس٠خ ف ٟمٛء اٌفمٗ ٚاٌمنبءِٕ ،ؾأح ِؼبسف
اإلعىٕذس٠خ ،د ْٚروش اٌغٕخ ،ؿ ٚ ،413-412أظش أ٠نب َ ،B. Mercadalط ،ؿ .377ٚ 90
التذكرة أو بطائق أوتوماتيكية أو بطائق االشًتاؾ ،غَت أنو إذا كانت ىذه األخَتة غَت صاغبة أو انقضت
مدة صالحيتها أو انتهى رصيدىا فإهنا ال تصلح إلثبات عقد النقل.
الـمطلب الثاني :تنفيذ عقد النقل ومسؤولية الناقل
يلقي عقد النقل بالتزامات على طرفيو زبتلف باختالؼ نوع العقد ،ذلك أف االلتزامات اليت
يتحملها الناقل يف عقد نقل األشخاص زبتلف عن التزامات الناقل يف عقد نقل األشياء وإف كاف التزامو
ىذا يقوـ على عنصر أساسي وىو سالمة األشخاص والبضائع فبا جيعلو التزاما بتحقيق نتيجة ،كما زبتلف
التزامات اؼبسافر أو الراكب عن التزامات اؼبرسل و اؼبرسل إليو( ،الفقرة األوىل) ،ويًتتب عن إخالؿ الناقل
بالتزاماتو التعاقدية ربملو اؼبسؤولية إزاء الطرؼ الثاين سواء يف عقد نقل األشخاص أو يف عقد نقل األشياء
(الفقرة الثانية).
الفقرة األولى :التزامات أطراف عقد النقل
تقوـ التزامات الناقل يف شقي عقد النقل على ربقيق نتيجة ىي سالمة األشخاص واألشياء
موضوع النقل ،يف مقابل التزاـ الراكب واؼبرسل أو اؼبرسل إليو بأداء شبن النقل اؼبتفق عليو.
أوال :في عقد نقل األشياء
سبقت اإلشارة إىل أف أطراؼ عقد نقل األشياء ىم اؼبرسل والناقل واؼبرسل إليو إذا اختار ىذا
األخَت االنضماـ إىل العقد يف حالة كونو غَت اؼبرسل ،وبناء عليو سنتحدث عن التزاـ كل طرؼ من ىؤالء
األطراؼ.
– 1التزامات المرس ــل
أ – االلتزام بتسليم البضاعة :
ال ديكن اغبديث عن قياـ عقد النقل إال بتسليم الشيء موضوع النقل للناقل ،ففي غياب ىذا
التسليم ال ينعقد العقد باعتبار عقد نقل األشياء من العقود العينية والذي يستلزـ توفر ركن تسليم البضاعة
إىل الناقل وفق ما نصت عليو اؼبادة 445من مدونة التجارة ،وإف كاف بعض الفقو يرى أف التسليم ال يعترب
ركنا يف عقد النقل وإمنا يشكل بدءا يف تنفيذه ومن مث فالعقد يف نظره ال يعترب عقدا عينيا وإمنا عقدا
رضائيا.23
ِٓ -23أفؾبة ٘زا اٌشأ ٞسث١١ش ٚسٚثٍ َ ،ٛط ،ؿ ٚ ،717عبن ثٛرض٠ظ َ ،ط ،ؿ .20
ويًتتب عن تسليم البضاعة للناقل انتقاؿ حيازهتا إىل ىذا األخَت وبالتايل ربكمو فيها وبدء التزامو
باحملافظة عليها ،وخيضع ىذا االلتزاـ ؼبطلق اغبرية بُت الطرفُت من حيث ربديدمها ؼبكاف التسليم وكيفيتو
وشكل البضاعة ،فللطرفُت االتفاؽ على أف يتم التسليم يف مقر اؼبرسل أو يف مقر الناقل ،وؽبذا األخَت أف
يشًتط هتييء البضاعة باؽبيئة اليت تساعد على اغبفاظ عليها كتغليفها أو حزمها ،وإال جاز لو أف يرفض
تسلم البضاعة أو إبداء ربفظات خاصة يف إيصاؿ النقل بشأف عيب التغليف أو اغبزـ.24
-38أظش ف٘ ٟزٖ ا٢ساء َ Jacques Putzeysط ،ؿ ِٚ 44ب ثؼذ٘بِٚ ،ؾّذ اٌغ١ذ اٌفم َ ،ٟط ،ؿ ِٚ 69ب ثؼذ٘بِٚ ،قطفٝ
وّبي هٗ َ ،ط ،ؿ ِٚ 87ب ثؼذ٘ب.
ثانيا :في عقد نقل األشخــاص
خيتلف عقد نقل األشخاص عن عقد نقل األشياء يف كثَت من األحكاـ سواء ما تعلق منها
بأطراؼ العقد أو التزاماهتما أو مسؤولية الناقل ،لذلك قبد اؼبشرع اؼبغريب فرؽ بُت العقدين يف تنظيم
أحكامهما إال فيما يتعلق دبادتُت تتعلقاف باألحكاـ العامة لعقد النقل.
– 1التزامات الراكب أو المسافــر
أ – االلتزام بمراعاة النظام وتعليمات الناقل :
نص اؼبشرع اؼبغريب على ىذا االلتزاـ بشكل عاـ يف اؼبادة 476من مدونة التجارة اليت تنص على ما
يلي " :جيب على اؼبسافر أف حيًتـ النظاـ الداخلي الذي تضعو السلطة اغبكومية اؼبختصة".
وباعتبار النقل من األمور اليت تتدخل فيها الدولة وتفرض عليها رقابتها بشكل صارـ ال من حيث
شبن النقل وال من حيث أوقاتو أو وسائل النقل ،خصوصا يف ميداف النقل بالسكك اغبديدية أو بواسطة
الطائرات ،فإف الناقل غالبا ما يعتمد نظاما داخليا مفروضا من طرؼ السلطة اغبكومية اؼبكلفة بالنقل وىي
وزارة النقل والتجهيز واللوجيستيك باؼبغرب حاليا.
وبناء عليو يتعُت على الراكب أو اؼبسافر التقيد هبذا النظاـ واحًتاـ التعليمات اليت يصدرىا الناقل
يف ىذا الصدد خصوصا تلك اؼبتعلقة باغبضور يف ميعاد النقل الذي ربدد مسبقا ويكوف مدرجاً يف تذكرة
النقل ،وال يلتزـ الناقل بانتظار اؼبسافر إذا تأخر يف اغبضور ،وإف كاف جيوز لو الركوب يف الرحلة اؼبوالية
عمال دبا جاء يف اؼبادة 477من مدونة التجارة اليت تنص على ما يلي "إذا تعذر السفر قبل اإلقالع طبقت
القواعد اآلتية :
-1إذا مل يوجد اؼبسافر يف مكاف اإلقالع يف الوقت اؼبعُت حق لو الركوب يف الرحلة اؼبوالية ويف كل
األحواؿ جيب عليو دفع الثمن كامال".
وإذا مل حيضر اؼبسافر يف اؼبيعاد احملدد يف تذكرة النقل أو اؼبعلن سلفا أو تعذر عليو الركوب يف
الرحلة اؼبوالية كما جيري بو العمل يف النقل بالسكك اغبديدية ويف شركات النقل الكربى اليت تقوـ بعدة
رحالت يف اليوـ ،فإنو ال حيق لو اؼبطالبة باسًتجاع الثمن ألف الناقل مل يرتكب أي خطأ.
وإذا حدد للمسافر مكاف معُت يف الناقلة كأف تتضمن تذكرة النقل رقم اؼبقعد فإنو يتعُت عليو عدـ
تغيَت ىذا اؼبكاف ،وجيب على الناقل السهر على احًتاـ ىذا اؼبقتضى حفاظا على سالمة الركاب واؼبسافرين
وتفاديا إلثارة نزاعات بُت ىؤالء ،كما يتعُت على اؼبسافر عدـ اإلضرار باؼبسافرين معو أو بأداة النقل أو
حىت بنفسو ،وغالبا ما ربرص بعض اؼبؤسسات العمومية اليت ربتكر بعض وسائل النقل كالسكك اغبديدية
على تذكَت اؼبسافرين هبذه التعليمات عرب مكربات الصوت وبإعالنات تعلق يف احملطات ومنها على سبيل
اؼبثاؿ االبتعاد عن خط السكة اغبديدية يف ؿبطات القطار.
ويكتسي االلتزاـ دبراعاة النظاـ داخل الناقلة أمهية قصوى داخل بعض وسائل النقل حبيث حيق
للناقل طرد اؼبسافر اؼبخل هبذا النظاـ من الناقلة إذا أخل هبذا النظاـ وسبادى يف اإلخالؿ رغم إنذاره كما
يقع مثال يف الطائرات.
ب – االلتزام بأداء الثمـن :
يعترب االلتزاـ بأداء شبن النقل االلتزاـ األساسي الذي يقع على عاتق الراكب أو اؼبسافر يف عقد نقل
األشخاص كما ىو الشأف اللتزاـ اؼبرسل يف عقد نقل البضائع.
وإذا كاف عقد نقل األشخاص عقدا رضائيا فإف عنصر الثمن فيو غالبا ما خيرج عن ىذه الرضائية،
ألف ربديده يتم من طرؼ السلطة اغبكومية اؼبكلفة بالنقل أو من طرؼ اؼبؤسسة العمومية اليت ربتكر بعض
أنواع النقل أو اإلدارات أو اؼبقاوالت اليت ربظى باالمتياز يف بعض أنواع النقل اغبضري ،وال تكوف إلرادة
اؼبسافر أو الناقل أي دور يف ربديد شبن النقل.
وخيتلف شبن النقل حبسب نوعية النقل وحبسب اؼبسافة و حبسب الدرجة يف الناقلة وحبسب اؼبسار
الذي يسلكو الناقل ،فثمن النقل يف القطارات خيتلف عن شبن النقل يف اغبافالت ،كما خيتلف الثمن يف
ىذه األخَتة حبسب ما إذا سلك الناقل الطريق السيار أـ الطريق العادي ،ويف القطارات خيتلف الثمن
حبسب الدرجة اليت اختارىا اؼبسافر حبيث إف شبن الدرجة األوىل يكوف أكرب من شبن الدرجة الثانية ،كما أف
شبن النقل إىل مكاف قريب يكوف أقل منو إىل مكاف بعيد.
ويف عقد نقل األشخاص غالبا ما يؤدى شبن النقل من طرؼ اؼبسافر أو الراكب قبل موعد النقل،
إذ يؤدى ىذا الثمن قبل الدخوؿ إىل الناقلة وعند اغبصوؿ على تذكرة النقل اليت غالبا ما حيصل عليها
اؼبسافر من مكاتب خاصة دبقاولة النقل ،وبعدىا يدخل إىل عربة النقل وإف كاف يف بعض األحياف ال يؤدى
ىذا الثمن إال بعد أف يقل اؼبسافر الناقلة كما يقع يف النقل بواسطة اغبافالت.
ويتم إثبات أداء الثمن بواسطة تذكرة النقل اليت تصلح أيضا إلثبات عقد النقل.
ووضع اؼبشرع اؼبغريب يف مدونة التجارة أحكاما تنظم استحقاؽ الناقل لثمن النقل زبتلف حبسب
ما إذا تعذر السفر أو توقف أو تأخر ،ديكن تلخيصها فيما يلي :
-استحقاق الناقل للثمن كامال :
يستحق الناقل شبن النقل كامال يف اغباالت التالية :
-إذا مل يوجد اؼبسافر يف مكاف اإلقالع يف الوقت احملدد.39
-إذا تعذر السفر بإرادة اؼبسافر.40
-إذا توقف اؼبسافر بإرادتو يف الطريق بعد اإلقالع.41
-إذا نفذ الناقل التزامو دوف خطأ.
-استحقاق الناقل لجزء من الثمن :
ال يستحق الناقل الثمن كامال وإمنا جزءا منو فقط يف اغباالت التالية :
-إذا توقف السفر بعد اإلقالع بسبب حادث فجائي أو قوة قاىرة تتعلق بوسيلة النقل أو بشخص
اؼبسافر فال يستحق الناقل شبن النقل إال دبقدار اؼبسافة اؼبقطوعة ودوف تعويض.42
-إذا تسبب يف تأخَت السفر فعل األمَت أو إجراء إصالحات ضرورية على وسيلة النقل أو خطر
غَت متوقع جيعل مواصلة السفر أمرا خطَتا فإف الناقل يستحق شبن النقل يف حدود اؼبسافة اؼبقطوعة إذا مل
يرد اؼبسافر انتظار زواؿ اؼبانع أو إسباـ اإلصالحات ما مل يكن ىناؾ اتفاؽ ـبالف.43
-عدم استحقاق الناقل للثمن :
ال يستحق الناقل شبن النقل يف اغباالت التالية :
-إذا تعذر السفر قبل اإلقالع بسبب فعل أو خطأ الناقل.44
-إذا تعذر السفر قبل اإلقالع بسبب حادث فجائي أو قوة قاىرة تتعلق بوسيلة النقل أو أي سبب
آخر دينع السفر أو جيعلو خطَتا دوف أف يصدر اػبطأ عن أي طرؼ.45
ِ-49غ ِالؽظخ أٔٗ ّ٠ىٓ إصبسح ِغؤ١ٌٚخ إٌبلً فٔ ٟطبق اٌّغؤ١ٌٚخ اٌزمق١ش٠خ اٌز ٟرمزن ٟإصجبد خطأ إٌبلً ٚاٌنشس ٚاٌؼاللخ
اٌغجج١خ.
ِ-50قطف ٝوّبي هٗ َ ،ط ،ؿ .105
مسؤوليتو عن األضرار الالحقة باؼبرسل أو باؼبرسل إليو وباؼبسافر ،غَت أف مسؤولية الناقل ال تقتصر على
ىذه اغبالة بل ديكن أف تثار ألسباب أخرى ،وسندرس مسؤولية الناقل الربي للبضائع ولألشخاص بشكل
مستقل.
أوال :مسؤولية الناقل البري للبضائع
تقوـ مسؤولية الناقل الربي للبضائع على أساس اإلخالؿ بالتزاـ تعاقدي قوامو نقل البضاعة موضوع
عقد النقل وإيصاؽبا سليمة ويف اؼبوعد احملدد ،وال ديكن للطرفُت االتفاؽ على إعفاء الناقل من ىذه
اؼبسؤولية حفاظا على مصلحة اؼبرسل ودرءا لتهرب الناقل من اؼبسؤولية.
– 1حاالت مسؤولية الناقل عن نقل البضائع
تتعدد حاالت مسؤولية الناقل يف عقد نقل البضائع حبسب اػبطأ الذي ارتكبو الناقل ،ذلك أف
ىذا أألخَت قد ال ينفذ التزامو بالنقل مطلقا ،وقد ينفذه بشكل سيء أو متأخر.
أ – عدم تنفيذ الناقل اللتزامه بالنقل :
إذا تسلم الناقل البضاعة ومل يقم بنقلها إىل اؼبكاف اؼبتفق عليو ،فإنو يكوف قد أخل بااللتزاـ
األساسي الذي يفرضو عليو عقد النقل ،فبا يكوف معو اؼبرسل ؿبقا يف فسخ عقد النقل ومطالبة الناقل
بالتعويض عن الضرر الذي غبقو من جراء إخالؿ الناقل بالتزامو ،ويف ذلك قضت احملكمة التجارية دبراكش
يف حكم ؽبا بتاريخ 2417-7-31باغبكم على الناقل بإرجاع البضاعة للمرسل بسبب عدـ إرساؽبا من
طرؼ الناقل إىل اؼبرسل إليو أي بسبب عدـ تنفيذ التزامو بالنقل ،وقضت عليو فضال عن ذلك بتعويض
لفائدة اؼبرسل تفعيال ؼبسؤولية الناقل عن عدـ تنفيذ االلتزاـ بنقل البضاعة .51كما يتعيػن على الناقل التأكػد
من تسليم البضاعة للمرسل إليو يف اؼبكاف اؼبتفق عليو ربت طائلة ربملو اؼبسؤولية عن ضياع البضاعة إذا
سلمها لشخص آخػر يف غَت اؼبكاف اؼبتفق عليو .ويف ىػذا الصدد جاء يف قرار حملكمة النقض بتاريخ
2418/47/25ما يلي "إف احملكمة مصدرة القرار اليت ردت ما سبسكت بو الطاعنة من عػدـ احًتاـ شروط
عقد النقل اليت فرضتها على الناقل بتحديدىا فيػو ؼبكاف تسليم البضاعة بالصيدلية احملددة دوف أف تناقش
ما استدلت بو الطاعنة من ؿبضر اثبات حاؿ الػذي يستفاد منو عدـ وجود أي صيدلية باعبهة احملددة
كمحل للتوصل بالبضاعة اؼبرسلة فجاء بذلك قرارىا الذي أكػد أف اؼبطلوبة قامت بتسليم البضاعة موضوع
النقل إىل الصيدلية اؼبعنيػة فاسد التعليل اؼبنػزؿ منػزلة انعدامو".2
-51ؽىُ اٌّؾىّخ اٌزغبس٠خ ثّشاوؼ سلُ ،2080ثزبس٠خ 2017/7/31ف ٟاٌٍّف سلُ ،2017/8201/1569غ١ش ِٕؾٛس.
–2لشاس ِؾىّخ إٌمل ػـذد 396ثزبس٠خ 2018/07/25ف ٟاٌٍّف اٌزغبس ٞػـذد ِٕ .2017/3/3/2139ؾٛس ثٕؾشح لشاساد ِؾىّخ
إٌمل .اٌغشفخ اٌزغبس٠خ .اٌؼذد 41اٌغٍغٍخ 8اٌقفؾخ .33
ب –التأخير في إيصال البضاعة :
توجب اؼبادة 456من مدونة التجارة على الناقل نقل البضاعة موضوع سند النقل داخل األجل
احملدد من قبل األطراؼ أو طبقا للعرؼ التجاري ،ويف حالة غياهبما داخل األجل الذي يعترب معقوال.
وإذا تأخر الناقل يف تنفيذ التزامو يف األجل احملدد على النحو أعاله فإنو يتحمل اؼبسؤولية عن
ذلك ،وزبتلف ىذه اؼبسؤولية حبسب مدة التأخَت ،فإذا كانت ىذه األخَتة قليلة ،فإف الناقل يتحمل
اقتطاعا من شبن النقل يتناسب مع مدة التأخَت ،أما إذا استغرؽ التأخَت ضعف األجل اؼبقرر للوصوؿ فإف
حق الناقل يف الثمن يسقط برمتو ،ويف كلتا اغبالتُت يستحق اؼبرسل أو اؼبرسل إليو تعويضا عن ىذا التأخَت.
وكل شرط يف العقد يقضي بعدـ مسؤولية وضماف الناقل يكوف باطال وكأف مل يكن وفق ما تنص عليو
اؼبادة 457من مدونة التجارة.
ج –ضياع البضاعة وهالكها وعوارها :
سبقت اإلشارة إىل أف التزاـ الناقل بنقل البضاعة ىو التزاـ بتحقيق نتيجة وىي إيصاؿ البضاعة
سليمة ،وبالتايل فإذا تعيبت البضاعة أو غبقها عوار أو ىالؾ فإف الناقل يتحمل اؼبسؤولية عن ذلك بأداء
تعويض لفائدة اؼبرسل أو اؼبرسل إليو جربا للضرر الذي غبقو من جراء ىذا العيب أو العوار أو اؽبالؾ ،ويف
ذلك تنص اؼبادة 458من مدونة التجارة على أف الناقل يسأؿ عن ضياع األشياء وعوارىا منذ تسلمو إياىا
إىل حُت تسليمها للمرسل إليو.
ويف ىذا الصدد قضت ؿبكمة اإلستئناؼ التجارية دبراكش 52يف قرار ؽبا بتاريخ 2447-7-5بأف
تسليم البضاعة اؼبنقولة ؼبطلقة اؼبرسل يعد تسليما لغَت صاحبها فبا يكوف معو إخالؿ اؼبستأنف عليها
بالتزامها كناقلة ثابت و تكوف مسؤوليتها عما صدر من خطإ وتقصَت عن مستخدمها ؿبققة عمال
دبقتضيات اؼبادة 458من مدونة التجارة و كذا اؼبادة 462من نفس القانوف ،ؿبملة بذلك اؼبسؤولية للناقل
على أساس ضياع البضاعة اؼبنقولة عندما سلمتها لغَت اؼبرسل.
52ـ لشاس ِؾىّخ االعزئٕبف اٌزغبس٠خ ثّشاوؼ سلُ 859ثزبس٠خ 2007-7-5ف ٟاٌٍّف ػذد ِٕ 2006-5-768ؾٛس ثّغٍخ اٌّؾبوُ
اٌزغبس٠خ ػذد 6 ٚ 5فجشا٠ش 2010ؿ .376
غَت أنو إذا كانت األشياء اؼبنقولة فبا يتعرض عادة بطبيعتها لنقص يف الوزف أو اغبجم دبجرد نقلها
فإف الناقل ال يسأؿ إال بقدر النقص الذي يزيد عما جرى العرؼ بالتسامح فيو.53
ويسأؿ الناقل ليس عن خطإه فحسب وإمنا أيضا عن أخطاء وأفعاؿ الناقلُت الذين حيلوف ؿبلو،
وعن أخطاء وأفعاؿ صبيع األشخاص الذين يستعُت هبم أو يكلفهم بإقب ػاز النقل وذلك إىل غاية تسليم
األشياء اؼبنقولة للمرسل إليو ،دوف إمكانية االتفاؽ على إعفائو من ىذه اؼبسؤولية .وكل شرط يقرر خالؼ
ذلك يقع باطال حسب مقتضيات اؼبادة 462من مدونة التجارة.
– 2أسباب دفع مسؤولية الناقل البري للبضائع
على الرغم من كوف مسؤولية الناقل يف عقد نقل األشياء مسؤولية مشددة تقوـ على التزاـ الناقل
بتحقيق نتيجة بشكل يعفى معو اؼبرسل واؼبرسل إليو من إثبات خطإ الناقل ،فإف ىذا األخَت ديكنو مع ذلك
دفع ىذه اؼبسؤولية بإثبات أف ىالؾ البضاعة أو عوارىا أو التأخَت يف إيصاؽبا راجع إما للقوة القاىرة أو
ػبطإ اؼبرسل أو لعيب يف البضاعة ،وفق اؼبادة 459من مدونة التجارة اليت تنص على ما يلػي "يعفى
الناقل من كل مسؤولية إذا أثبت أف الضياع أو العوار راجع إىل – 1 :حادث فجائي أو قوة قاىرة ال تنسب
إىل خطإه– 2 .عيب ذايت يف األشياء أو يف طبيعتها– 3 .فعل أو أمر اؼبرسل أو اؼبرسل إليو".54
وىكذا إذا ىلكت البضاعة نتيجة زلزاؿ أو فيضاف أو حدوث حرب أو فتنة أو ثورة ،فإف الناقل ال
يسأؿ عن ذلك .وال يعترب من قبيل القوة القاىرة إضراب عماؿ الناقل اللهم إذا كاف فجائيا وغَت متوقع
وخارجاً عن إرادتو وعاما ،أما إذا كاف باستطاعة الناقل تشغيل عماؿ آخرين فال ديكن اعتبار اإلضراب قوة
قاىرة ،55وال يعترب أيضا قوة قاىرة عدـ وجود أو عدـ كفاية وسائل النقل لتربير التأخَت حسب نص اؼبادة
457من مدونة التجارة.
ويعترب من قبيل أخطاء اؼبرسل أو اؼبرسل إليو اليت تنفي مسؤولية الناقل عدـ تغليف البضاعة أو
حزمها بشكل جيد من طرؼ اؼبرسل ،أو مصادرهتا من طرؼ الدولة لكوهنا من اؼبمنوعات .وتنتفي
-53اٌّبدح ِ ِٓ 461ذٔٚخ اٌزغبسحٚ .ػّال ثٙزٖ اٌّبدح اٌز ٟاعزمش اٌؼًّ اٌمنبئ ٟػٍ ٝرطج١مٙب فِ ٟغبي إٌمً اٌجؾش ٞلنذ ِؾىّخ
إٌمل ف ٟلشاس٘ب سلُ 1104ثزبس٠خ 2008-9-10ف ٟاٌٍّف 2006-1-3-349ثأْ إٌبلً اٌجؾش ٞال ٠غأي إال ػٓ اٌخقبؿ
اٌّزغبٚص ٌٕغجخ م١بع اٌطش٠ك اٌّؼف ِٓ ٟاٌّغؤ١ٌٚخ ٚاٌز ٟرخزٍف ِٓ ِٕ١بء ٚفٛي ٢خش ٚؽغت ٔٛػ١خ اٌجنبػخ إٌّمٌٛخ ٚو١ف١خ
ٔمٍٙب ٚظشٚف اٌشؽٍخ اٌجؾش٠خ ِٚغبؽزٙب ،أِب ٌّب ال ٠زغبٚص اٌخقبؿ رٍه إٌغجخ اٌّغّٛػ ثٙب فال ٠غأي ػٕٙب،غ١ش أْ ٘زا اٌّفَٛٙ
ال ٠طجك ٌّب ٠ى ْٛعجت ا ٌخقبؿ ال ٠ؼٛد ٌٍن١بع اٌطج١ؼٌٍ ٟطش٠ك ٚإّٔب ٠شعغ ألعجبة أخش ٜلذ رىٔ ْٛبرغخ ػٓ رمق١ش فبدس
ػٓ إٌبلً اٌجؾش ٞأ ٚػٓ ِؼط١بد أخش ٜال رجشس اٌزغبِؼ ِٕ .ؾٛس ثّغٍخ لنبء اٌّغٍظ األػٍ ٝاٌؼذد 71ؿ 228
ٔ ٛ٘ٚ -54فظ ِب أوذرٗ اٌّبدح 457ف ٟفمشرٙ١ب األخ١شح ِٚب لجً األخ١شح ثخقٛؿ اٌّغؤ١ٌٚخ ػٓ اٌزأخ١ش فٚ ٟفٛي اٌجنبػخ ؽ١ش
ٔقذ ػٍ ٝإػفبء إٌبلً ِٓ اٌّغؤ١ٌٚخ إرا أصجذ إٌبلً أْ اٌّزغجت ف ٟاٌزأخ١ش ٘ ٛاٌّشعً أ ٚاٌّشعً إٌ ٗ١أ ٚأٔٗ ٔزظ ػٓ لٛح لب٘شح
أ ٚؽبدس فغبئ ٟال ٕ٠غت إٌ ٝخطئٖ.
55ـ ِقطف ٝوّبي هٗ َ ط ؿ .90
مسؤولية الناقل أيضا إذا كاف ىناؾ عيب يف البضاعة أدى إىل ىالكها كما لو كاف اغبيواف اؼبنقوؿ مصابا
دبرض فتويف أثناء النقل أو كانت البضاعة من النوع الذي يتبخر بسرعة كالسوائل.
ويقع على عاتق الناقل إثبات ىذه األسباب لدفع مسؤوليتو وفق ما يتضح من صريح اؼبادتُت 457
و 459أعاله اللتاف تلقياف بعبء اإلثبات على الناقل.
وإذا كانت أسباب دفع مسؤولية الناقل ؿبددة يف اغباالت الثالث أعاله ،فإف التساؤؿ يطرح
خبصوص إمكانية اتفاؽ أطراؼ عقد النقل على إعفاء الناقل من اؼبسؤولية يف غَت اغباالت اؼبذكورة.
لقد تصدى القضاء الفرنسي للمسألة أماـ سكوت اؼبشرع وقرر يف بدايتو بطالف ىذه اإلتفاقات
واستبعدىا ألف من شأف قبوؽبا تشجيع الناقل على التهاوف واإلمهاؿ يف النقل اعتمادا على مثل ىذه
الشروط ،إال أنو تراجع عن موقفو ىذا بعد االنتقادات اؼبوجهة إليو واؼبتخذة من خرؽ اغبرية التعاقدية،
وأصبح يقبل بصحة ىذه الشروط وإف كاف يقصر أثرىا على نقل عبء اإلثبات من عاتق الناقل إىل عاتق
اؼبرسل أو اؼبرسل إليو الذي يتعُت عليو عند وجود مثل ىذا الشرط إثبات خطإ الناقل ،ويف حالة قباحو يف
ذلك فإف مسؤولية الناقل تنعقد .ونظرا لصعوبة إثبات خطإ الناقل الذي تكوف البضاعة ربت حراستو أثناء
النقل ،فإف اؼبشرع الفرنسي تدخل منذ سنة 1945دبوجب القانوف اؼبعروؼ بقانوف رابييو ليقرر بطالف شروط
اإلعفاء من اؼبسؤولية يف عقود النقل الربي للبضائع يف حالة اؽبالؾ أو التلف دوف اؼبسؤولية عن التأخَت اليت
تكوف فيها مثل ىذه الشروط صحيحة.
وخبصوص التشريع اؼبغريب فإنو كاف صرحيا يف ىذه اؼبسألة مقررا بطالف شرط إعفاء الناقل الربي
للبضائع عن اؼبسؤولية سواء تعلق األمر باؼبسؤولية عن التأخَت أو اؼبسؤولية عن ضياع أو عوار البضاعة.
ويف ىذا الصدد نصت اؼبادة 457من مدونة التجارة بشأف اؼبسؤولية عن التأخَت على أنو ال أثر
لكل شرط يقضي بعدـ الضماف ،كما نصت اؼبادة 458خبصوص اؼبسؤولية عن ضياع األشياء وعوارىا على
إنو ال أثر لكل شرط يرمي إىل إعفاء الناقل من ىذه اؼبسؤولية.
– 3دعوى المسؤوليــة
إف أطراؼ دعوى اؼبسؤولية اليت تثار ضد الناقل ىم اؼبرسل أو اؼبرسل إليو كطرؼ مدعي مث الناقل
كطرؼ مدعى عليو مث شركة التأمُت اليت ربل ؿبل الناقل يف األداء يف حالة عقد الناقل لتأمُت لضماف
مسؤوليتو العقدية ،مع ضرورة إدخاؿ الوكيل القضائي للمملكة إذا كاف الناقل دولة أو مؤسسة عمومية أو
شخصا من أشخاص القانوف العاـ طبقا للفصل 514من ؽ.ـ.ـ .
وزبتص احملاكم التجارية للبت يف دعوى اؼبسؤولية اليت تثار ضد الناقل الربي للبضائع باعتبار عقد
النقل من العقود التجارية اليت زبتص فيها احملاكم التجارية عمال باؼبادة 5من قانوف إحداث احملاكم
التجارية.
ويكوف اإلثبات يف ىذه الدعوى حرا ،وإف كاف اؼبرسل أو اؼبرسل إليو يعفى من إثبات خطإ الناقل
ويكتفي بإثبات الضرر الذي غبقو وأف الشيء أو البضاعة تعيبت أو ىلكت أو غبقها عوار أثناء نقلها من
طرؼ الناقل.
ويف ظل غياب نص خاص حيدد مدة تقادـ ىذه الدعوى يف مدونة التجارة ،فإهنا تتقادـ دبرور سنة
ذات ثالشبائة و طبسة و ستُت يوما من اليوـ الذي كاف جيب فيو تسليم البضاعة أو ابتداء من يوـ تسليم
البضاعة للمرسل إليو أو عرضها عليو ،وذلك عمال دبقتضيات الفصل 389من ؽ ؿ ع الذي ينص على
ما يلي " :تتقادم أيضا بسنة ذات ثالثمائة و خمسة و ستين يوما ... :
4الدعاوى التي تثبت من اجل العوار والضياع والتأخير وغيرها من الدعاوى التي يمكن أن
تنشأ عن عقد النقل ،سواء أكانت ضد الناقل أو الوكيل بالعمولة أو ضد المرسل أو المرسل إليه،
وكذلك الدعاوى التي تنشأ بمناسبة عقد النقل.
وتحسب مدة هذا التقادم في حالة الهالك الكلي ،ابتداء من اليوم الذي كان يجب فيه
تسليم البضاعة ،وفي غير ذلك من األحوال ،ابتداء من يوم تسليم البضاعة من المرسل اليه او
عرضها عليه.
االجل في رفع كل دعوى من دعاوى الرجوع هو شهر وال يبدأ هذا التقادم إال من يوم مباشرة
الدعوى ضد الشخص الذي يثبت له الضمان.
في حالة النقل لحساب الدولة ال يبدأ التقادم إال من يوم تبليغ القرار اإلداري المتضمن
للتصفية النهائية أو لألمر النهائي باألداء".
وأماـ وجود نص قانوين صريح يف قانوف االلتزامات والعقود ينظم أحكاـ تقادـ دعػوى مسؤولية
الناقل البػري للبضائع ىو الفصل 389أعاله يف بنده الرابع ،فإنو ال ؾباؿ لتطبيق التقادـ اػبماسي اؼبنصوص
عليو يف اؼبادة 5من مدونة التجارة .وىو ما أكدتو ؿبكمة النقض يف قرارىا الصادر بتاريخ 2414/47/43
مقررة أف "اؼبقتضيات اؼبنظمة لتقادـ الدعاوى الناذبة عػن عقد النقل أو دبناسبتو منصوص عليها يف الفقرة
الرابعة من الفصل 389من ؽ.ؿ.ـ اؼبذكورة ،ومن مث فهي مقتضيات خاصة تقدـ يف التطبيق على اؼبادة
اػبامسة من مدونة التجارة اليت تنظم التقادـ يف اؼبادة التجارية بصفة عامة ،واليت استثنت ىي نفسها من
ىػذه العمومية اؼبقتضيات اػباصة اؼبخالفة إف وجدت ،كما ىو اغباؿ للدعاوى الناشئة عػن عقد النقل،
واحملكمة هبذا التعليل مل تقل أف قانوف االلتزامات والعقود ىو قانوف خػاص وأف مدونة التجارة ىي قانوف
1
عػاـ ،فتكوف بذلك قد طبقت صحيح القانوف"
وجيوز ألطراؼ عقد النقل اإلتفاؽ على ربديد تعويض اتفاقي (شرط جزائي) يف عقد النقل أو يف
أي ؿبرر آخر يؤدى لفائدة اؼبرسل أو اؼبرسل إليو يف حالة ثبوت إحدى حاالت مسؤولية الناقل وذلك
عمال بالفصل 264من ؽ.ؿ.ع ،ويف حالة عدـ وجود مثل ىذا االتفاؽ فإف احملكمة تتمتع بسلطة تقديرية
واسعة يف ربديد التعويض الالزـ عبرب الضرر الذي غبق باؼبرسل أو اؼبرسل إليو بسبب عدـ تنفيذ الناقل
اللتزامو أو تنفيذه يشكل سيء أو التأخَت يف تنفيذه ،آخذة بعُت االعتبار طبيعة الضرر الذي غبق باؼبرسل
أو اؼبرسل إليو نتيجة خطإ الناقل ،ذلك أف الضرر الناتج عن ضياع البضاعة حيدد دبقتضى مضموف سند
النقل ويف غيابو حيدد حبسب شبن األشياء اليت ىي من نفس اعبنس والصنف اعباري بو العمل يف مكاف
اإلقالع ،ويف حالة الضرر الناتج عن العوار فإنو يقدر دببلغ الفرؽ بُت قيمة الشيء يف اغبالة اليت يوجد
عليها وقيمتو سليما.56
وجاء يف قرار ؿبكمة اإلستئناؼ التجارية دبراكش رقم 859أعاله أنو عند عدـ التصريح بقيمة
البضائع الضائعة فإف الضرر الناتج عن ىذا الضياع حيدد حسب الظروؼ اػباصة بكل واقعة عمال باؼبادة
464من مدونة التجارة و تطبق بشأف ذلك قواعد اؼبسؤولية التقصَتية استنادا إىل الفقرة األخَتة من نفس
اؼبادة ،وأنو يف ىذا اإلطار و اعتبارا غبجم الطرود الضائعة و عددىا و وزهنا اؼبصرح بو من طرؼ اؼبستأنف
و استنادا كذلك إىل القيمة التقريبية اليت صرح هبا ىذا األخَت إثر حصوؿ واقعة الضياع فإف احملكمة ترى
إعماال لسلطتها التقديرية اؼبستمدة من العناصر اؼبوضوعية و الواقعية اؼبشار إليها أعاله ربديد التعويض
الكفيل جبرب الضرر اغباصل للمستأنف يف مبلغ 340444درىم.
غَت أنو إذا كاف الضرر نتيجة تدليس أو خطإ جسيم صدر عن الناقل فإف تقدير التعويض يكوف
حسب قواعد اؼبسؤولية التقصَتية اليت يكوف فيها التعويض كامال وشامال للضرر الذي غبق اؼبتضرر وما فاتو
من كسب.
ثانيا :مسؤولية الناقل البري لألشخاص
–1لشاس ِؾىّخ إٌمل ػـذد 381ثزبس٠خ 2014/07/30ف ٟاٌٍّف اٌزغبس ٞػـذد ِٕ 2012/1/3/624ؾٛس ثٕؾشح لشاساد ِؾىّخ
إٌمل اٌغشفخ اٌزغبس٠خ اٌؼذد 17اٌغٍغٍخ 4عٕخ ِ 2014طجؼخ ِٚىزجخ األِٕ١خ ؿ.31.
-56اٌّبدح ِ ِٓ 463ذٔٚخ اٌزغبسح.
نظم اؼبشرع اؼبغريب مسؤولية الناقل الربي لألشخاص يف اؼبادة 485من مدونة التجارة اليت تنص
على ما يلي " :يسأؿ الناقل عن األضرار الالحقة بشخص اؼبسافر خالؿ النقل ،وال ديكن إعفاؤه من ىذه
اؼبسؤولية إال بإثبات حالة القوة القاىرة أو خطأ اؼبتضرر" ،ويف اؼبادة 479من ذات اؼبدونة اليت تنص على ما
يلي "إذا تأخر السفر فللمسافر اغبق يف التعويض عن الضرر .إذا كاف التأخَت غَت عادي أو إذا مل يبق
للمسافر بسبب ىذا التأخَت فائدة يف القياـ بالسفر حق لو زيادة عن تعويض الضرر أف يفسخ العقد أو أف
يسًتجع شبن النقل الذي دفعو".
من الواضح من خالؿ ىاتُت اؼبادتُت أهنما تؤسساف للمسؤولية العقدية للناقل الربي لألشخاص
حسما لبعض النقاشات اليت أثَتت يف ظل بعض القوانُت اؼبقارنة واليت تستبعد اؼبسؤولية العقدية للناقل
وربصرىا يف اؼبسؤولية التقصَتية ،كما حددت اؼبادتاف اؼبذكورتاف نطاؽ مسؤولية الناقل ،وأسباب دفعها وىو
ما سنحاوؿ التطرؽ إليو تباعا مركزين أيضا على دعوى اؼبسؤولية.
– 1طبيعة مسؤولية الناقل البري لألشخاص
جاء يف طليعة اؼبادة 485من مدونة التجارة أف الناقل يسأؿ عن األضرار الالحقة بشخص اؼبسافر
خالؿ النقل دبعٌت األضرار الالحقة باؼبسافر خالؿ تنفيذ عقد النقل أو دبناسبة تنفيذ الناقل اللتزامو بنقل
اؼبسافر أو الراكب إىل اؼبكاف اؼبتفق عليو ،وبالتايل فإف أساس ىذه اؼبسؤولية ىو عقد النقل الرابط بُت
الطرفُت وقوامها إخالؿ الناقل بالتزامو بنقل اؼبسافر وإيصالو إىل الوجهة اؼبقصودة سليما ،ومن مث فإف
مسؤولية الناقل يف ىذا اإلطار ىي مسؤولية عقدية تثار عند إخالؿ الناقل بالتزامو بضماف سالمة الراكب
أو عند التأخَت يف تنفيذ التزامو خالؿ األجل اؼبتفق عليو ،وىو التزاـ بتحقيق نتيجة يعفى اؼبسافر دبقتضاه
من إثبات خطإ الناقل ويكفيو إثبات الضرر الذي غبق بشخصو وأف ىذا الضرر وقع أثناء تنفيذ عقد النقل
الذي يربطو بالناقل.
وال حيوؿ دوف إثارة مسؤولية الناقل العقدية وجود إطار قانوين آخر إلثارة مسؤولية الناقل دبوجب
الفصل 88من قانوف االلتزامات والعقود الذي ينظم مسؤولية الناقل عن حراسة الشيء (الناقلة) وىي أيضا
مسؤولية يكوف فيها اػبطأ مفًتضا يف حق مالك الناقلة أو اؼبسؤوؿ مدنيا عنها.
ويبقى للمسافر اغبق يف اختيار اإلطار القانوين الذي يؤطر فيو دعواه للمطالبة بالتعويض عن
األضرار الالحقة بو ،بُت قواعد اؼبسؤولية العقدية يف نطاؽ اؼبادة 485من مدونة التجارة وقواعد اؼبسؤولية
التقصَتية عن حراسة األشياء يف إطار الفصل 88من ؽ.ؿ.ع .بيد أنو ال ديكن لو اعبمع بينهما ،ألف
الضرر ال يعوض إال مرة واحدة ،مع التأكيد أيضا أف احملكمة اؼبختصة زبتلف بُت ىذه اؼبسؤولية وتلك،
فإذا اختار تأسيس دعواه على اؼبسؤولية التقصَتية فإف احملكمة االبتدائية ىي اؼبختصة للبت فيها ،أو
احملكمة اإلدارية إذا كاف الناقل من أشخاص القانوف العػاـ كاؼبكتب الوطٍت للسكك اغبديدية باعتباره خطإه
خطأ مرفقيػا طبقا للفصليػن 79و 84من ؽ.ؿ.ع ،وإذا اختار تأطيػر دعواه يف نطاؽ اؼبسؤولية العقدية فإف
احملكمة التجارية ىي اليت زبتص للبت يف الدعوى تأسيسا على اؼبادة 5من قانوف إحداث احملاكم التجارية
إذا ذبػاوزت قيمة الطلب 24ألف درىػم.
ويبدو من خالؿ القضايا اؼبعروضة على احملاكم أف اؼبسافرين اؼبتضررين غالبا ما خيتاروف قواعد
اؼبسؤولية التقصَتية ألف اإلثبات يكوف سهال يف إطارىا ،57وألف اػبطأ يكوف مفًتضا يف حق حارس الناقلة
وألف اؼبشرع حدد عناصر تقدير التعويض يف إطار ظهَت 1984/14/2فضال عن كوف غالبية مالكي الناقالت
يؤمنوف عن مسؤوليتهم التقصَتية لدى شركات التأمُت اليت ربل ؿبلهم يف أداء التعويضات اليت حيكم هبا
ضدىم ،وذلك على خالؼ الناقل الذي قد ال يؤمن عن مسؤوليتو العقدية يف حُت يؤمن عن مسؤوليتو
التقصَتية ،ىذا باإلضافة إىل أف اؼبتضرر يستفيد يف إطار اؼبسؤولية التقصَتية من اػبطإ اؼبشًتؾ للغَت حبيث
ديكنو إثارة الدعوى ضد الناقل وضد الغَت الذي ساىم بدوره يف ارتكاب اغبادثة.
– 2نطاق مسؤولية الناقل البري لألشخاص
تنص اؼبادة 485من مدونة التجارة أف مسؤولية الناقل الربي لألشخاص تنعقد عن األضرار الالحقة
بشخص اؼبسافر خالؿ النقل.
وجاءت عبارة خالؿ النقل عامة وفضفاضة فبا يتعُت معو ربديد مدة وفًتة االلتزاـ حبفظ سالمة
اؼبسافر ،دبعٌت مىت يبدأ ىذا االلتزاـ ومىت ينتهي إذ ببدايتو تبدأ مسؤولية الناقل وبنهايتو تنتهي ىذه
اؼبسؤولية.
ولتحديد ىذه اؼبدة ذىبت ؿبكمة النقض الفرنسية منذ فًتة طويلة إىل إقامة سبييز بُت حالتُت ،ففي
اغبالة اليت يأخذ فيها اؼبسافر مكانا يف ناقلة ال يكوف الدخوؿ إليها مشروطا باغبصوؿ على تذكرة فإف
االلتزاـ بضماف السالمة يبدأ منذ غبظة اتصالو اؼبادي بالناقلة وينتهي باػبروج منها ،58ويف اغبالة اليت يكوف
فيها اغبصوؿ على التذكرة شرطا للدخوؿ إىل الناقلة كما ىو الشأف يف القطارات ،فإف االلتزاـ بالسالمة يبدأ
ِ-57غ اٌؼٍُ أ٠نب أْ اإلصجبد ف ٟإهبس لٛاػذ اٌّغؤ١ٌٚخ اٌؼمذ٠خ ٠ى ْٛعٙال أ٠نب إر ٠ىف ٟاٌّغبفش وّب عجمذ اإلؽبسح إصجبد اٌنشس ٚأْ
٘زا اٌنشس ٚلغ أصٕبء رٕف١ز ػمذ إٌمً.
-58لشاس ِؾىّخ إٌمل اٌفشٔغ١خ ثزبس٠خ ،1935/5/7أٚسدٖ ثبسر١ِ ّٟ١ٍ١شوذاي َ ،ط ،ؿ .388
من وقت تواجد اؼبسافر يف اؼبكاف اؼبخصص للمراقبة أو للصعود إىل الناقلة 59كما يف حالة انتظار اؼبسافرين
للقطار يف الرصيف اؼبخصص لذلك.
غَت أف القضاء الفرنسي تراجع عن ىذه التفرقة مغَتا موقفو بشأف تاريخ بداية االلتزاـ بضماف
السالمة مقررا أف ىذا األخَت ال يبدأ إال من غبظة بداية صعود اؼبسافر إىل الناقلة ويستمر إىل حُت نزولو
منها ،60أما األضرار اليت تلحق اؼبسافر خارج ىذه الفًتة فإهنا زبضع لقواعد اؼبسؤولية التقصَتية .61وذبدر
اإلشارة إىل أف االلتزاـ بضماف السالمة قد ينقطع إذا انقطع اتصاؿ اؼبسافر بالناقلة كما يف حالة تغيَت
القطار أو توقف اغبافلة يف إحدى ؿبطات االسًتاحة وإصابة اؼبسافر أثناء خروجو من اغبافلة ،ففي ىذه
اغبالة ال تنعقد مسؤولية الناقل العقدية بل قد تثار مسؤوليتو التقصَتية ،وىو ما أكدتو ؿبكمة النقض يف
قرار ؽبا ربت عدد 52بتاريخ 1978-1-18مقررة أف مسؤولية الناقل العقدية تظل قائمة ما داـ الراكب
متصال بالناقلة فإذا انقطع عنها لسبب من األسباب فإف مسؤولية الناقل العقدية تنقطع لتبدأ مسؤوليتو
التقصَتية .
ويشًتط لقياـ مسؤولية الناقل العقدية قياـ عقد النقل جبميع عناصره األساسية خصوصا شبن النقل
ونفاذ عقد النقل ،ومن مث فال مسؤولية للناقل يف حالة النقل باجملاف أو يف حالة التسلل إىل الناقلة دوف أداء
شبن النقل ،وكذا يف حالة انتهاء مفعوؿ التذكرة واستمرار اؼبسافر يف استعماؿ الناقلة دوف أداء شبن إضايف.
ونشَت يف ختاـ ىذه النقطة إىل أف اؼبسؤولية العقدية للناقل الربي لألشخاص تقوـ يف حالتُت
أساسيتُت أوالمها التأخَت يف تنفيذ التزاـ الناقل بنقل اؼبسافر ،وثانيهما اإلخالؿ باإللتزاـ بضماف سالمة
اؼبسافر ،وكالمها التزاماف بتحقيق نتيجة ال تسقط مسؤولية الناقل عنهما إال بإثبات القوة القاىرة أو خطإ
اؼبسافر.
وبناء عليو فإف الناقل يتحمل اؼبسؤولية إذا غبقت باؼبسافر أضرار بدنية واليت يكفي ىذا األخَت
إلثباهتا اإلدالء بشهادة طبية أو دبحضر الضابطة القضائية اليت عاينت اغبادثة واألضرار اؼبذكورة ،وديكن
لورثة اؼبسافر إثارة مسؤولية الناقل يف حالة وفاتو بسبب اإلخالؿ بالتزاـ ضماف سالمة اؼبسافر .غَت أف
مسؤولية الناقل العقدية األكثر وقوعا أماـ احملاكم التجارية ىي تلك اليت تًتتب عن التأخَت يف تنفيذ اإللتزاـ
بالنقل كما يف حالة تفويت اجتماع مهم ألحد رجاؿ األعماؿ أو تفويت حضور صبعية عامة للشركة على
شريك أو تفويت حضور جلسة باحملكمة على ؿباـ أو متقاض أو التأخَت يف الوصوؿ إىل مقر العمل يف
59
-Cass. Civ 19/10/1964, JCP, 1965, 14220.
60
-Cass. Civ 1/7/1969, D 1969, 640, BT 1969, N° 331.
61
-Cass. Civ 7/3/1989, D 1991, N°1.
الوقت احملدد بالنسبة ؼبوظف أو أجَت ...ومعلوـ أف ىذا التأخَت قد تًتتب عنو أضرار مادية و معنوية يكوف
من حق اؼبسافر مطالبة الناقل بالتعويض عنها يف إطار اؼبسؤولية العقدية .
ويف ىذا الصدد أقر القضاء اؼبغريب فبثال يف ؿبكمة النقض أحقية احملامي يف اغبصوؿ على تعويض
عن الضرر الذي غبقو بسبب تأخر القطار يف الوصوؿ إىل اؼبكاف اؼبتفق عليو يف اؼبيعاد احملدد وذلك جربا
للضرر الذي غبقو بسبب عدـ حضور جلسة باحملكمة وما ترتب عن ذلك من تشويو ظبعتو إزاء موكلو ومن
إمكانية إثارة مسؤوليتو اؼبهنية والتأديبية .وىكذا جاء يف قرار حملكمة النقض بتاريخ 2443-4-14ربت عدد
111يف اؼبلف 2442-5-1-3971ما يلي"لكن فإف ؿبكمة اإلستئناؼ ؼبا استندت فيما قضت بو على
مقتضيات الفصل 479من ـ ت الذي ينص على أف تأخَت السفر يعطي للمسافر اغبق يف التعويض عػن
الضرر إذا كاف التأخَت غيػر عادي ومل يبق للمسافر بسببو فائدة يف القياـ بالسفر ،معتربة أف التعويض
احملكوـ بو مًتتب عن الضرر اؼبعنوي الثابت فعال من خالؿ عدـ حضوره (احملامي) جلسة احملكمة يف الوقت
احملدد ؽبا وأف من شأف ذلك اؼبساس بسمعتو كمحاـ لدى موكلتو تكوف قد اعتربت أف عدـ حضوره عبلسة
احملكمة والذي قاـ برحلتو بسببها يشكل يف حد ذاتو ضررا معنويا موجبا للتعويض ،فأوضحت بذلك طبيعة
الضرر اؼبذكور ونوعيتو ومل تتناقض بذلك يف تعليل قرارىا وكاف مؤسسا و معلال ومل زبرؽ معو أي مقتضى
قانوين".1
– 3أسباب دفع مسؤولية الناقل البري لألشخاص
سبقت اإلشارة إىل أف مسؤولية الناقل الربي لألشخاص كمسؤولية الناقل الربي للبضائع تقوـ على
إخالؿ الناقل بالتزاـ بتحقيق نتيجة وىو ضماف سالمة اؼبسافر ووصولو إىل اؼبكاف اؼبتفق عليو يف األجل
احملدد ،وال ديكن للناقل دفع ىذه اؼبسؤولية إال يف حالتُت مها القوة القاىرة أو اغبادث الفجائي وخطأ
اؼبتضرر أي اؼبسافر.
وقد نص اؼبشرع اؼبغريب على أسباب دفع اؼبسؤولية يف اؼبادتُت 479و 485من مدونة التجارة حيث
جاء يف اؼبادة األوىل اؼبتعلقة باؼبسؤولية عن التأخَت يف تنفيذ االلتزاـ على أنو ال تعويض للمسافر إذا كاف
التأخَت ناذبا عن حادث فجائي أو قوة قاىرة ،وجاء يف اؼبادة الثانية اؼبتعلقة باإلخالؿ بااللتزاـ بضماف
السالمة أنو ال ديكن إعفاء الناقل من ىذه اؼبسؤولية إال بإثبات حالة القوة القاىرة أو خطإ اؼبتضرر.
-1لشاس غ١ـش ِٕؾـٛسٔ ٛ٘ٚ .فظ ِب أوذرٗ اٌّؾىّخ اٌزغبس٠خ ثبٌشثبه ف ٟؽىّٙب سلُ 176اٌقبدس ثزبس٠خ 2019/01/14ف ٟاٌٍّف
ػـذد ِ 2018/8201/2614مشسح أٔٗ إرا رأخش اٌغفش فٍٍّغبفش اٌؾك ف= ٟاٌزؼ٠ٛل ربع١غب ػٍ ٝاٌّبدح .َ ِٓ 479د لبم١خ ثزؼ٠ٛل
ٌفبئذح ِؾبَ ِزّـشْ ػٓ اٌزأخ١ش ف ٟإ٠قبٌٗ ف ٟاٌٛلذ اٌّؾذد ِٓ هشف إٌبلً اٌّىزت اٌٛهٌٍٕ ٟغىه اٌؾذ٠ذ٠خ ِّب رغجت ٌٗ ف ٟمشس
ٔبرظ ػـٓ ػذَ ؽنٛسٖ ٌٕذٚح اٌزّش ٓ٠إٌّظّخ ِٓ هشف ٘١ئخ اٌّؾبِ١ـٓ ثبٌذاس اٌج١نبء اٌزٕ٠ ٟزّ ٟإٌٙ١بٚ ،ػٓ ػـذَ ؽنٛسٖ إؽذٜ
عٍغبد اٌّؾىّخ ثّذٕ٠خ رّـبسح ٔ١بثخ ػـٓ ِّشٔٗ ،ثؾ١ش رأخش اٌمطبس ف ٟاٌؾبٌخ األ ٌٝٚػٓ اٌّٛػذ اٌّؾذد ثغبػخ ٚػؾش دلبئك ٚفٟ
اٌؾبٌخ اٌضبٔ١خ ثغبػز١ـٓ ٛ٘ٚ .اٌؾىُ اٌّؤ٠ذ ِٓ هشف ِؾىّخ االعزئٕبف اٌزغبس٠خ ثبٌذاس اٌج١نبء ثّٛعت لشاس٘ب سلُ 278اٌقبدس
ثزبس٠خ 2020/01/23ف ٟاٌٍّف ػـذد .2019/8201/2846غ١ش ِٕؾٛس٠ـٓ
ويالحظ أف اؼبشرع استبعد خطأ الغَت من أسباب دفع ىذه اؼبسؤولية فبا يؤكد تشدده يف معاملة
الناقل الربي لألشخاص ،وإف كاف ديكن تكييف خطأ الغَت يف بعض اغباالت قوة قاىرة يستحيل معها
تنفيذ االلتزاـ من طرؼ الناقل رغم االحتياطات ،ورغم اؼببادرات اليت قاـ هبا ،62ويف ذلك قضت ؿبكمة
النقض الفرنسية بأف مسؤولية الناقل تنعقد إذا كاف خطأ الغَت ىو أصل األضرار اليت غبقت باؼبسافر وثبت
أنو كاف بإمكاف الناقل توقع ىذا اػبطأ أو تفادي نتائجو.63
وإذا كانت القوة القاىرة كسبب لدفع مسؤولية الناقل جيب أف تتوفر فيها الشروط اؼبنصوص عليها
يف الفصل 269من ؽ ؿ ع ،من حيث عدـ التوقع وعدـ الدفع ،فإف خطأ اؼبسافر يكتسي خصوصية
كسبب لدفع ىذه اؼبسؤولية ،ذلك أف القضاء استقر على أنو يتعُت على الناقل إثبات ىذا اػبطأ وإثبات
أنو ىو سبب الضرر الوحيد.64
ويعترب من قبيل خطأ اؼبسافر الذي تنتفي معو مسؤولية الناقل صعود اؼبسافر أو نزولو من الناقلة
وىي متحركة ،أو من غَت اؼبكاف اؼبخصص للصعود والنزوؿ .إال أف القضاء اؼبغريب ال ينفي اؼبسؤولية عن
الناقل يف مثل ىذه اغباالت إال إذا مل يرتكب ىذا األخَت بدوره خطأ حيث ضبلت ؿبكمة النقض يف
قرارىا رقم 767بتاريخ 22446-7-5اؼبسؤولية للمكتب الوطٍت للسكك اغبديدية كاملة إثر استئناؼ سائق
القطار السَت دوف اإلنتباه إىل نزوؿ الركاب حيث تبنت تعليل ؿبكمة اإلستئناؼ التجارية بالدار البيضاء
اؼبطعوف يف قرارىا واؼبتخذ من كوف اؼبكتب مل يثبت اػبطأ اؼبزعوـ الذي نسبو للضحية ومل يثبت أنو قاـ
جبميع اإلحتياطات الضرورية لتفادي اغبادث بإغالؽ األبواب وعدـ ربرؾ القطار إال بعد نزوؿ اؼبسافرين و
اإلعالف عن انتهاء فًتة التوقف ألف الفصل 485من مدونة التجارة حيمل الناقل اؼبسؤولية عن األضرار
الالحقة بشخص اؼبسافر خالؿ النقل وال ديكن اعفاؤه من ىذه اؼبسؤولية إال بإثبات حالة القوة القاىرة أو
62
-Barthélémy Mercadal, Op cit, P 391, N° 671.
63
-Cass. Civ 14/11/1962, D 1963, somm 61.
ٚفٔ ٟفظ اإلرغبٖ ر٘جذ ِؾىّخ إٌمل اٌّغشث١خ ف ٟلشاس ٌٙب رؾذ ػذد 1111ثزبس٠خ 2003-4-10اٌّؾبس إٌ ٗ١عبثمب ِمشسح أٔٗ ال
٠ؼزجش لٛح لب٘شح عمٛه األعالن اٌىٙشثبئ١خ راد اٌزٛرش اٌؼبٌ ٟاٌز ٟرضٚد اٌمطبساد ثبٌطبلخ ثغجت ػًّ إعشاِ ِٓ ٟهشف ِغٛٙي،
ِ ٛ٘ٚب أوذرٗ ِؾىّخ اإلعزئٕبف اإلداس٠خ ثبٌشثبه ؽ١ش لنذ ف ٟلشاس٘ب سلُ 5ثزبس٠خ 2007-1-10ف ٟاٌٍّف ػذد 6-06-26
ثزؾّ ً١إٌبلً اٌّىزت اٌٛهٌٍٕ ٟغىه اٌؾذ٠ذ٠خ ِغؤ١ٌٚخ اٌنشس اٌالؽك ثبٌّغبفش ٔز١غخ سؽك اٌمطبس ثبٌؾغبسح ِٓ =هشف
ِغ .ٓ١ٌٛٙغ١ـش ِٕؾٛسٚ .فٔ ٟفظ االرغبٖ ر٘جذ اٌّؾىّخ اإلداس٠خ ثبٌشثبه ف ٟؽىّٙب سلُ 707ثزبس٠خ 2006/05/11ف ٟاٌٍّف
ػذد 03/1366ػ.د ٚاٌز ٞعبء ف ٟلبػذرٗ ِب " ٍٟ٠رؼشك اٌمطبع ٌٍشِ ٟثبٌؾغبسح ِٓ اٌخبسط ال ّ٠ىٓ أْ ٕ٠طجك ػٍٚ ٗ١فف
اٌمٛح اٌمب٘شح ثّفِٙٛٙب اٌمبٔ ٟٔٛالٔزفبء اٌطبثغ اٌفغبئ ٟػٕٗ اٌز٠ ٞغؼً ِٓ اٌّزؼزس رٛلؼٗ ؽزِ ٝغ ثمبء اٌفبػً ِغٛٙال" ؽىُ غ١ش
ِٕؾٛسٚ .ال ٠ؼزجش ِٓ لج ً١اٌمٛح اٌمب٘شح أ٠نب أؽغبي ٚأٚساػ اٌجٕبء اٌز ٟرؼشفٙب ِخزٍف ِشافك اٌغىخ اٌؾذ٠ذ٠خ ٚاٌز ٟرغججذ فٟ
رأخ١ـش ٚفٛي اٌمطبس ف ٟاٌّ١ؼبد اٌّؾذد الٔؼـذاَ ؽشٚه اٌمٛح اٌمب٘شح فٙ١ب ٚفك ِب أوذرٗ اٌّؾىّخ اٌزغبس٠خ ثبٌشثبه ف ٟؽىّٙب سلُ
176أػالٖ.
-64لشاساْ ٌّؾىّخ إٌمل اٌفشٔغ١خ ثزبس٠خ .1942/12/21ٚ 1939/1/24أؽبس إٌّٙ١ب ثبسر١ِ ّٟ١ٍ١شوذاي َ ،ط٘ ،بِؼ اٌقفؾخ
392.
–2لشاسغ١ـش ِٕؾٛس.
خطإ اؼبتضرر،ودبا أف اؼبستأنف مل يثبت ذلك فإنو يبقى مسؤوال مسؤولية كاملة عن األضرار الالحقة
باؼبتضرر .
غَت أف احملكمة ديكنها أف تشطر اؼبسؤولية بُت الناقل واؼبسافر إذا ساىم كل واحد منهما خبطئو يف
وقوع الضرر للمسافر ،كما لو قاـ ىذا األخَت بالنزوؿ من باب الناقلة الذي بقي مفتوحا وىي يف حالة
حركة ،ذلك أف خطأ اؼبسافر يكمن يف إقدامو على النزوؿ يف وقت مل تتوقف فيو الناقلة بعد ،يف حُت
يتمثل خطأ الناقل يف ترؾ باب الناقلة مفتوحا يف وقت كانت فيو الناقلة يف وضعية اغبركة.
وذبدر اإلشارة إىل أف الناقل يسأؿ عن ضياع أمتعة اؼبسافر و لوازمو اليت سلمها لو دوف تصريح
بنوعيتها و قيمتها وذلك حسب الظروؼ اػباصة بكل واقعة ،إال أنو ال يتحمل أي مسؤولية عن ضياع
ىذه األمتعة إذا كانت من األشياء الثمينة والفنية والنقود وسندات الدين وغَتىا من القيم واألوراؽ أو
الوثائق اليت مل تقع معاينتها و التصريح هبا عند تسليمها للناقل وذلك طبقا للمادة 464من مدونة التجارة،
وىو ما أكدتو ؿبكمة النقض يف قرار ؽبا بتاريخ 652448-1-23رافضة ربميل اؼبسؤولية للخطوط اؼبلكية
اؼبغربية عن ضياع بطاقة بنكية خاصة بالشباؾ األوتوماتيكي ألحد اؼبسافرين واستعماؿ ىذه البطاقة من
طرؼ الغَت بسحب مبالغ مالية من حساب اؼبسافر ،معللة قرارىا بأف ىذه البطاقة من األشياء الثمينة
الواردة يف الفقرة الثانية من اؼبادة 464وبأنو ال يوجد من بُت وثائق اؼبلف ما يفيد أنو فعال صرح بوجود ىذه
البطاقة ضمن أمتعتو.
ويثار تساؤؿ عن إمكانية إعفاء الناقل من اؼبسؤولية دبوجب بند يف العقد بُت الطرفُت؟ بالرجوع إىل
النصوص اؼبنظمة لعقد نقل األشخاص ال قبد نصا جييب عن ىذا التساؤؿ باإلجياب أو بالنفي ،وذلك
على خالؼ مسؤولية الناقل الربي للبضائع حيث حسم اؼبشرع اؼبغريب يف اؼبسألة مقررا استبعاد أي اتفاؽ
إلعفاء الناقل الربي للبضائع من اؼبسؤوليػة ،ولذلك نعتقد أف عدـ تنصيص اؼبشرع اؼبغريب على بطالف شرط
ال يعدو سهوا منو ألنو ال يعقل أف حيرص على ضباية إعفاء الناقل الربي لألشخاص من اؼبسؤولية
البضائع أكثر من األشخاص ،وألف اؼبادة 485قررت أف اإلعفاء من اؼبسؤولية ال يتأتى إال يف حالة القوة
القاىرة وخطإ اؼبتضرر دوف اإلشارة إىل اتفاؽ الطرفُت ،بل إف القواعد العامة ال يف اؼبسؤولية العقدية وال يف
اؼبسؤولية التقصَتية تستبعد االتفاؽ اؼبسبق على اإلعفاء من اؼبسؤولية.66
-65لشاس ِؾىّخ إٌمل ػذد 73ثزبس٠خ 2008-1-23ف ٟاٌٍّف اٌزغبس ٞػذد ِٕ 2005-2-3-970ؾٛس ثّغٍخ لنبء اٌّغٍظ
األػٍ ٝػذد 71ؿ 286
ٕ٠ -66ـ اٌفقً ِٓ 232ق ي ع ػٍ ٝأٔٗ "ال ٠غٛص أْ ٠ؾزشه ِمذِب ػذَ ِغؤ١ٌٚخ اٌؾخـ ػٓ خطئٖ اٌغغٚ ُ١رذٌ١غٗ" ،وّب ٕ٠ـ
اٌفقً ِٓ 77راد اٌمبٔ ْٛػٍ ٝأْ وً ؽشه ِخبٌف ٌٍّغؤ١ٌٚخ اٌؾخق١خ ٌإلٔغبْ ػٓ خطئٖ ٠ى ْٛػذ ُ٠األصش.
- 4دعوى المسؤوليـ ــة
إف أطراؼ دعوى مسؤولية الناقل الربي لألشخاص ىم اؼبسافر كطرؼ مدعي والناقل كطرؼ
مدعى عليو وشركة التأمُت يف حالة عقد الناقل لتأمُت لضماف مسؤوليتو العقدية ،مع ضرورة إدخاؿ الوكيل
القضائي للمملكة يف الدعوى إذا كاف الناقل دولة أو مؤسسة عمومية أو شخصا من أشخاص القانوف
العاـ طبقا للفصل 514من ؽ ـ ـ .وتطبق نفس األحكاـ اليت ربدثنا عنها خبصوص مسؤولية الناقل الربي
للبضائع على ىذه الدعوى سواء من حيث االختصاص أو اإلثبات أو ربديد التعويض اتفاقا وإف كاف ال
جيوز يف فرنسا ربديد التعويض عن الضرر الالحق جبسد اؼبسافر اتفاقا بعد دخوؿ قانوف Badinterرقم
85/677اؼبؤرخ يف 1985/7/5حيز التنفيذ.67
أما خبصوص التقادـ فإف مقتضيات الفصل 389من ؽ ؿ ع ال تطبق على ىذه الدعوى ألف
صياغة ومبٌت ىذا الفصل يفيداف أنو يقتصر على مسؤولية الناقل الربي للبضائع لورود عبارات بو تتصل
بالنقل الربي للبضائع من قبيل العوار والضياع واؼبرسل واؼبرسل إليو وتسليم وتسلم البضاعة ،وبالتايل فإننا
نعتقد أف دعوى مسؤولية الناقل الربي لألشخاص تتقادـ دبرور طبس سنوات من تاريخ وقوع الفعل اؼبسبب
للضرر طبقا للمادة 5من مدونة التجارة يف ظػل عدـ وجود نص خاص .وإذا اختار اؼبسافر تأسيس دعواه
على قواعد اؼبسؤولية التقصَتية فإف أجل التقادـ ىػو 5سنوات من تاريخ وقوع الفعل طبقا للفصل 146من
ؽ.ؿ.ع.
-67أظش ف ٟرؾذ٠ذ اٌزؼ٠ٛل ػٓ األمشاس اٌجذٔ١خ اٌالؽمخ ثبٌّغبفش ،ثبسر١ِ ّٟ١ٍ١شوذاي َ ،ط ،ؿ ،393أسلـبَ .675-674-673
األستاذ محمد كرام
مسلك الدراسات القانونية
الفصل الخامس ـ المجموعة الثانية ـ
مادة العقود التجارية
المحاضرة الخامسة
0202/0202
ٓ - 1غ اُزأً٤ل إٔ ػِٔ٤بد ا٫ئزٔبٕ ا٣٩غبه ٫ ١روزظو ػِ ٠اُزغبه ٝإٗٔب ٌٖٔ٣إٔ َ٣زل٤ل ٜٓ٘ب ؿ٤و اُزغبه ًبُٔٝ ٖ٤٤ٜ٘أطؾبة أُٖٜ
اُؾوح.
- 2اُوبٗ ٕٞههْ 103.12أُزؼِن ثٔؤٍَبد ا٫ئزٔبٕ ٝاُ٤ٜئبد أُؼزجوح ك ٢ؽٌٜٔب اُظبكه ثز٘ل٤ن ٙاُظ٤ٜو اُشو٣ق ههْ 1.14.193
ثزبه٣ـ كبرؼ هث٤غ ا 24( 1436 ٍٝ٧كَٔ٣جو )2014ط.ه ػلك 6328ثزبه٣ـ .2015/1/22
- 3اُوبٗ ٕٞههْ 21.18أُزؼِن ثبُؼٔبٗبد أُ٘وُٞخ اُظبكه ثز٘ل٤ن ٙاُظ٤ٜو اُشو٣ق ههْ 1.19.76ثزبه٣ـ 11شؼجبٕ 1440
( )2019/4/17ط.ه ػلك 6771ثزبه٣ـ 22أثو ،2019 َ٣ص.2058
ويستفاد من التعاريف اؼبذكورة أف ىذا العقد ذو طبيعة خاصة ومركب وإف كاف يبدأ إهبارا وينتهي
بيعا فبا هبعلو عقدا متميزا عن ىذين العقدين وعن غَتنبا من العقود اؼبشاهبة ،ويستقل خبصائص (الفقرة
األوىل) .وؼبا كاف عقدا ال يتم إال بتطابق إراديت الطرفُت اؼبتعاقدين فإنو ىبضع كغَته من العقود لؤلحكاـ
العامة إلبراـ العقد الواردة يف قانوف االلتزامات والعقود وإف كانت ىناؾ خصوصيات سبيز أركاف عقد
االئتماف اإلهباري (الفقرة الثانية).
الفقرة األولى :ماىية عقد االئتمان اإليجاري
بالرجوع إىل التعريف الذي وضعو اؼبشرع اؼبغريب وبعض التشريعات اؼبقارنة لعقد االئتماف اإلهباري
قبد أف شبة خصائص سبيزه عي غَته من العقود األخرى ،فبا هبعلو عقدا ذا طبيعة خاصة ،كما أنو متعدد
األنواع باختبلؼ ؿبلو.
أوال :تعريف عقد االئتمان اإليجاري ونشأتو وأنواعو
-4تعريف عقد االئتمان اإليجاري
هبمع الفقو على أف االئتماف اإلهباري كتقنية حديثة لتمويل اؼبشاريع االستثمارية نشأ وظهر ألوؿ
مرة يف الواليات اؼبتحدة األمريكية يف بداية النصف الثاين من القرف العشرين وبالضبط يف سنة 4594يف
أعقاب اغبرب الكورية عندما أسس رجل الصناعة األمريكية اؼبسمى D.P Boothe Juniorشركة United
،States Leasing corporationوذلك بعد فشلو يف االستجابة لطلب القوات اؼبسلحة األمريكية توريد
كميات ضخمة من األغذية احملفوظة أثناء اغبرب الكورية وىي الكميات اليت تفوؽ قدرة مصنعو الصغَت
الذي مل يكن يتوفر على رأظباؿ واؼبعدات واآلليات البلزمة لتلبية الصفقة الكبَتة اؼبعروضة عليو ،فبا جعلو
يبحث عن مؤجر ؽبذه اؼبعدات واآلليات يف الواليات اؼبتحدة األمريكية ،إال أف ؿباولتو ىذه باءت بالفشل،
األمر الذي ضيع عليو ىذه الصفقة الكبَتة اليت كانت ستجٍت عليو أرباحا طائلة .ويف اعقاب ىذا الفشل
فكر السيد بوت بعد دراسة مستفيضة يف االستثمار يف تأجَت اؼبعدات االنتاجية للمشاريع االقتصادية،
وأسس دبعية أصدقاء لو شركة United States Leasing corporationسنة 4594وكانت أوؿ شركة يف
الواليات اؼبتحدة األمريكية ازبذت من تأجَت اؼبعدات االنتاجية نشاطا ؽبا ،4وبعد ذلك تكاثرت الشركات
اليت تزاوؿ ىذا النشاط اعبديد والذي يدر عليها أرباحا كثَتة يف ظل استفادهتا من ؾبموعة من االمتيازات
من قبيل االعفاءات الضريبية فبا شجع األبناؾ على اقتحاـ ىذا اجملاؿ.
- 4أٗظو ُٔي٣ل ٖٓ اُزلظ َ٤إُ٤بً ٗبط٤ق ،اُؼوٞك اُل٤ُٝخ ػول اُِ٤يٗؾ أ ٝػول ا٣٩غبه اُزٔ ٢ِ٣ٞك ٢اُوبٗ ٕٞأُوبهٕ ٓ٘شٞهاد اُؾِج٢
اُؾوٞه٤خ ،ؽ ،1ث٤وٝد ،2008 ،صٓ ٝ 5ب ثؼلٛب.
ومل تقتصر ىذه الشركات على مزاولة نشاطها يف الواليات اؼبتحدة األمريكية بل إهنا أسست وخلقت
شركات تابعة ؽبا يف اػبارج خصوصا يف اقبلًتا اليت أسست فيها شركة United States Leasing
corporationشركة تابعة ىي شركة Mercantile crédit companyاليت استمرت يف مزاولة نشاطها حىت
بعد انتهاء الشركة األـ.5
وإذا كاف الليزنغ نظاما اقبلوساكسونيا بامتياز حبكم نشأتو يف الواليات اؼبتحدة األمريكية وانتقالو إىل
اقبلًتا بعد ذلك كأوؿ دولة أوربية ،فإف ذلك مل يبنع من ظهوره وانتشاره يف دوؿ التنية يف فًتات الحقة
كأؼبانيا وبلجيكا وإسبانيا وإيطاليا وفرنسا اليت عرفت أوؿ شركة لليزنغ يف سنة 4594ربت تسمية
Locafranceاؼبختصة يف ؾباؿ الليزنغ اؼبنقوؿ ،ومنها انتقل إىل الدوؿ اػباضعة غبمايتها كتونس واعبزائر
واؼبغرب ،وإىل دوؿ أخرى تأثرت بنظامها القانوين كمصر.
ونظم اؼبشرع الفرنسي عقد االئتماف اإلهباري دبوجب القانوف رقم 99-199اؼبؤرخ يف 4599/7/4
اؼبعدؿ دبوجب القانوف رقم 237-97بتاريخ 4597/5/47حيث عرفو يف اؼبادة األوىل منو اليت أصبحت اؼبادة
7/343من مدونة النقد واؼبالية ،فبيزا بُت االئتماف اإلهباري الذي ينصب على اؼبنقوالت وبُت االئتماف
اإلهباري الذي يكوف ؿبلو عقارات وذلك الذي يكوف ؿبلو أصبل ذباريا أو أحد عناصره واالئتماف اإلهباري
الذي ينصب على األسهم أو اغبصص يف الشركات التجارية ،وعلى دربو سار اؼبشرع اؼبغريب حيث نظم
ىذا العقد ألوؿ مرة دبوجب اؼبادتُت 3و 2من الظهَت الشريف رقم 4-53-417الصادر يف 4553/7/9
اؼبعترب دبثابة قانوف يتعلق بنشاط مؤسسات االئتماف ومراقبتها ،وذلك قبل أف تتدخل مدونة التجارة لسنة
4559يف الكتاب الرابع اؼبتعلق بالعقود التجارية منظمة إياه ببعض اؼبقتضيات القليلة اليت يكتنفها القصور
والغموض حيث عرفتو يف اؼبادة 134من مدونة التجارة كالتايل "يعدعقد ائتمانإهباريوفق مقتضيات اؼبادة 2
من الظهَت الشريف رقم4-53-417الصادريف 49من ؿبرـ 9( 4141يوليو (1993اؼبعترب دبثابة قانوف يتعلق
بنشاط مؤسسات االئتماف ومراقبتها:
كل عملية إكراء للسلع التجهيزية أو اؼبعدات أو اآلالت اليت سبكن اؼبكًتي كيفما كاف تكييف تلك
العمليات من أف يتملك يف تاريخ وبدده مع اؼبالك كل أو بعض السلع اؼبكراة لقاء شبن متفق عليو يراعى
فيو جزء على األقل من اؼببالغ اؼبدفوعة على سبيل الكراء (االئتماف اإلهباري للمنقوؿ)؛
اُوبٗ ٕٞأُ٘ظْ ُٔؤٍَبد ا٫ئزٔبٕ ماد اُظِخ ثؼِٔ٤خ اٌُواء ا٫ئزٔبٗ ٢رؼ٤غ اُؾو٤وخ ًٝإٔ آ٧و ٣زؼِن ثٔشوػ٘٣ ٖ٤زٔ٤بٕ ُلُٝزٖ٤
ٓقزِلزٗ ٌ٤ُٝ ٖ٤لٌ أُشوع ٝ ٖٓ ٞٛػغ اُوبٗٝ ٖ٤ٗٞمُي ثَجت ػلّ اَٗ٫غبّ اُٞاػؼ اُن ١هل ٣ظَ ؽل اُز٘بهغ أؽ٤بٗب ثٖ٤
ٓؼبٓ ٖ٤اُ٘ظٞص .اٗظو ه٣بع كقو ،١ػول ا٫ئزٔبٕ ا٣٩غبه ١ثٓ ٖ٤لٗٝخ اُزغبهح ٝاُوبٗ ٕٞأُ٘ظْ ُٔؤٍَبد ا٫ئزٔبٕٓ ،غِخ
اُؾوٞم أُـوث٤خ اُؼلك ،2008 ،6ص.91
دبوجب القانوف رقم 44342اؼبتعلق بالضمانات اؼبنقولة وبذلك أصبحت اؼبادة 134من ـ.ت تنص على ما
يلي "يعد عقد ائتماف إهباري كل عقد يكوف موضوعو إحدى العمليات اؼبنصوص عليها يف اؼبادة 1من
القانوف رقم 413344اؼبتعلق دبؤسسات االئتماف واؽبيئات اؼبعتربة يف حكمها الصادر بتنفيذه الظهَت الشريف
رقم 43413453بتاريخ فاتح ربيع األوؿ 41( 4139ديسمرب .")4141
وىكذا تنص اؼبادة 1من القانوف رقم 413-44اؼبتعلق دبؤسسات االئتماف على ما يلي" :تشمل
العمليات اؼبتعلقة باالئتماف اإلهباري وباإلهبار اليت يكوف فيها للمستأجر خيار شراء العُت اؼبؤجرة واؼبشار
إليها يف اؼبادة 3أعبله:
-عمليات إهبار اؼبنقوالت اليت سبكن اؼبستأجر ،كيفما كاف تكييف تلك العمليات ،من أف يتملك
يف تاريخ وبدده مع اؼبالك كل أو بعض اؼبنقوالت اؼبستأجرة ،مقابل شبن متفق عليو يراعي يف ربديده على
األقل جزئيا اؼببالغ اؼبدفوعة على سبيل اإلهبار؛
-العمليات اليت تقوـ دبوجبها منشػأة بإهب ػار عقارات تكوف قد اشًتهتا أو بنتها غبساهبا إذا كاف من
شاف ىذه العمليات ،كيفما كاف تكييفها ،أف سبكن اؼبستأجر من أف يصبح مالكا لكل أو بعض اؼبمتلكات
اؼبستأجرة عند انتهاء عقد اإلهبار كأقصى أجل؛
-عمليات إهبار األصوؿ التجارية أو أحد عناصرىا اؼبعنوية اليت سبكن اؼبستأجر ،كيفما كاف
تكييف تلك العمليات ،من أف يتملك األصل التجاري أو أحد عناصره اؼبعنوية يف تاريخ وبدده مع اؼبالك،
مقابل شبن متفق عليو يراعى يف ربديد جزء منو على األقل اؼببالغ اؼبدفوعة على سبيل اإلهبار ،باستثناء كل
عملية إهبار تفضي إىل تفويت األصل التجاري اؼبذكور أو أحد عناصره للمالك األصلي".7
ويتأرجح مفهوـ االئتماف اإلهباري بُت من ينظر إليو من زاوية اقتصادية باعتباره وسيلة من وسائل
التمويل اعبديدة وبُت من يعرفو من زاوية قانونية باعتباره عقدا من العقود ،8فهكذا عرفو البعض بأنو تقنية
سبويلية متعددة الصور تقوـ يف أبرز صورىا مؤسسة مالية بشراء معدات أو أدوات ذبهيز أو آالت (منقوؿ)
لفائدة مقاولة تتسلم ىذا اؼبنقوؿ من أجل استغبللو ؼبدة معينة تسمى اؼبدة احملتومة مقابل كراء يؤدى بصفة
ٗ - 7ظْ أُشوع أُظو ١ػول اُزأع٤و اُزٔ( ٢ِ٣ٞا٫ئزٔبٕ ا٣٩غبه )١ثٔٞعت اُوبٗ ٕٞههْ َُ٘ 95خ 1995أُؼلٍ ثٔٞعت اُوبٗ ٕٞههْ
َُ٘ 16خ ٝ 2001اُن ١ػوف ك ٢إؽبه ٙص٬صخ طٞه ٖٓ اُزأع٤و اُزٔ :٢ِ٣ٞاُزأع٤و اُزُِٔ٘ٔ ٢ِ٣ٞو٫ٞد ٝاُزأع٤و اُزُِٔ ٢ِ٣ٞؼوبهاد
ٝاُزأع٤و اُزٔ ٢ِ٣ٞاُ٬ؽن ،هاعغ ٗغ ٟٞإثوا ْ٤ٛاُجلاُ ،٢ػول ا٣٩غبه اُزٔ ٢ِ٣ٞكاه اُغبٓؼخ اُغل٣لح ُِ٘شو اٌٍ٘٫له٣خ ،2005
صٓٝ 97ب ثؼلٛب.
8
- Didier R. Martin, droit commercial et bancaire marocain, S.E.D Al Madaris, Casablanca, 3ème
édition, 2003, p243.
دورية خبلؿ ىذه اؼبدة اليت تبقى فيها مؤسسة التمويل مالكة للمنقوؿ شريطة تقديبها للمقاولة وعدا من
جانب واحد ببيع ىذا اؼبنقوؿ بعد انتهاء اؼبدة احملتومة لقاء شبن ؿبدد مسبقا يسمى القيمة الباقية.9
ويبكن تعريف عقد االئتماف اإلهباري من الناحية القانونية بأنو عقد يؤجر دبوجبو شخص مرخص لو
يسمى اؼبؤجر أشياء يف ملكيتو أو يشًتيها بناء على طلب عبارة عن منقوالت مادية أو معنوية أو عقارات
لشخص ثاين يسمى اؼبستأجر مقابل واجبات كرائية تؤدى بصفة دورية مع زبويل ىذا األخَت إمكانية سبلك
ىذه األشياء يف هناية العقد أو يف تاريخ آخر وبدده مع اؼبالك وذلك لقاء شبن يتفق عليو الطرفاف مع األخذ
بعُت االعتبار يف ربديده اؼببالغ اليت سبق للمستأجر أف أداىا للمؤجر دبناسبة تنفيذ عقد اإلهبار.
-4أنواع االئتمان اإليجاري
تتعدد صور وأنواع االئتماف اإلهباري حبسب نوعية األشياء اليت يتخذىا ؿببل لو وحبسب الغاية منو
وحبسب مآلو عند هناية العقد ،وقد عرفت اؼبمارسة األمريكية عدة صور لعقد الليزنغ حبسب تنوع حاجات
اؼبستثمر االقتصادي األمريكي ،10و أخذ اؼبشرع اؼبغريب ببعض من ىذه الصور من خبلؿ مقتضيات اؼبادة
1من القانوف رقم 443413اؼبتعلق دبؤسسات االئتماف واؽبيئات اؼبعتربة يف حكمها ،واليت يتضح منها أف
النوع الذي يأخذ بو اؼبشرع اؼبغريب ىو عقد االئتماف اإلهباري التمليكي والذي زبتلف أحكامو حبسب ما
إذا كاف منصبا على منقوالت أو عقارات أو أصل ذباري.
أ-االئتمان اإليجاري التمليكي
بالرجوع إىل اؼبادتُت 3و 1من القانوف رقم 413344اؼبتعلق دبؤسسات االئتماف واؽبيئات اؼبعتربة يف
حكمها يتضح أف النوع الذي يأخذ بو اؼبشرع اؼبغريب من أنواع االئتماف اإلهباري من حيث مآؿ الشيء
ؿبلو ىو االئتماف اإلهباري التمليكي الذي ىبوؿ للمستأجر خيار شراء األشياء موضوع العقد عند هناية
عقد اإلهبار أو يف وقت آخر يتفق بشأنو مع اؼبؤجر .ويف ذلك تنص اؼبادة 3من القانوف أعبله على مايلي:
"يعترب يف حكم عمليات االئتماف- :العمليات اؼبتعلقة باالئتماف اإلهباري وباإلهبار اليت يكوف فيها
للمستأجر خيار شراء العُت اؼبؤجرة والعمليات اؼبعتربة يف حكمها".
- 9ػجل اُوؽٔبٕ كوهش ،ا٫ئزٔبٕ ا٣٩غبهٓ ١غِخ أُؾبًْ أُـوث٤خ ،اُؼلكٓ 81بهً-أثو ،2000 َ٣ص.78
- 10صٔخ أٗٞاع ٝطٞه ػل٣لح ُؼول اُِ٤يٗؾ ك ٢اُ٣٫ٞبد أُزؾلح آ٧و٤ٌ٣خ ٜٓ٘ب اُِ٤يٗؾ اُزِٔٝ ٢ٌ٤اُِ٤يٗؾ أُزؼلك ا٧ؽواف ٝاُِ٤يٗؾ
اُزشـٝ ٢ِ٤اُِ٤يٗؾ ثؼٔبٕ ا٧طَ ٝاُِ٤يٗؾ اُجلُٝ ٢اُِ٤يٗؾ ٓغ ا٫شزواى كٗ ٢برظ ث٤غ اٞٓ٧اٍ ،اٗظو ُٔي٣ل ٖٓ اُزلظ َ٤إُ٤بً
ٗبط٤ق ،ً.ّ ،صٓٝ 33ب ثؼلٛب.
وعرؼ الفقو االئتماف اإلهباري التمليكي بأنو العقد الذي دبوجبو تقوـ شركة التأجَت التمويلي
(اؼبؤجر) بشراء األصل االنتاجي ؿبل عقد التأجَت التمويلي وتأجَته إىل اؼبشروع اؼبستفيد (اؼبستأجر) يف
مقابل التزاـ األخَت بأداء القيمة اإلهبارية اؼبتفق عليها بُت الطرفُت واليت يزيد ؾبموعها يف الغالب على شبن
شراء األصل وذلك طواؿ مدة استعمالو ؽبذا األصل واليت يتفق الطرفاف على أنو ال هبوز ألي منهما طلب
إهناء العقد قبل انقضاء اؼبدة اؼبتفق عليها .ويتم ربديد مدة العقد على أساس العمر االقتصادي اؼبفًتض
لؤلصل اؼبؤجر 11وربصل الشركة اؼبؤجرة من خبلؿ سلسلة اؼبدفوعات النقدية اليت يدفعها ؽبا اؼبستأجر على
شبن شراء األصل وىامش ربح مناسب ،12ويكوف للمستفيد (اؼبستأجر) يف هناية مدة العقد خيار سبك
األمواؿ.13
ويبدو من خبلؿ التعاريف الذي وضعها اؼبشرع اؼبغريب لبلئتماف اإلهباري يف اؼبادة 1من القانوف رقم
413344اؼبتعلق دبؤسسات االئتماف أف الصورة األساسية اليت يأخذ هبا ىي االئتماف اإلهباري التمليكي
حبكم أنو أشار يف صبيع اغباالت اليت تطرؽ إليها إىل خيار شراء األشياء موضوع التأجَت من طرؼ
اؼبستأجر سواء كانت منقوالت أو عقارات أو أصبل ذباريا.
ب-االئتمان اإليجاري للمنقول
نظم اؼبشرع اؼبغريب ىذا النوع من أنواع االئتماف اإلهباري يف الفقرة الثانية من اؼبادة 1من القانوف رقم
،413344غَت أف ؿبل ىذا االئتماف اإلهباري مل يعد يقتصر على السلع التجهيزية أو اؼبعدات أو اآلالت
كما كاف اغباؿ يف ظل مقتضيات اؼبادة 134من مدونة التجارة اؼبغَتة بل إنو أصبح يشمل صبيع اؼبنقوالت
وفق ما أصبحت تنص عليو اؼبادة 1من القانوف رقم 413344احملاؿ عليها دبوجب اؼبادة 134من ـ.ت أعبله
بعد تعديلها.14
وبناء عليو فإف صبيع اؼبنقوالت اؼبادية واؼبعنوية يبكن أف تكوف موضوع عقد ائتماف إهباري للمنقوؿ
فبا تكوف معو عبارة إهبار اؼبنقوالت الواردة يف اؼبادة 1من القانوف رقم 413344قد ألغت ضمنيا عبارة إكراء
السلع التجهيزية أو اؼبعدات أو اآلالت الواردة يف البند 4من اؼبادة 134من ـ.ت ،ووسعت من نطاؽ
- 11ه٣بع كقو ،١ا٤ُ٥بد اُوبٗ٤ٗٞخ أُٔ٤يح ُؼول ا٣٩غبه اُزٔ ،٢ِ٣ٞهٍبُخ ُ٘ َ٤اُلًزٞها ٙك ٢اُؾوٞم عبٓؼخ أُ٘ظٞهح.2000 ،
ٗ - 12غ ٟٞإثوا ْ٤ٛاُجلاُ ،ً.ّ ،٢ص.67
- 13إُ٤بً ٗبط٤ق ،ً.ّ ،ص.33
ٗ - 14ض أُشوع اُلوَٗ ٢ػِٛ ٠نا اُ٘ٞع ٖٓ ػوٞك ا٫ئزٔبٕ ا٣٩غبه ١ك ٢اُج٘ل ٖٓ 1أُبكح ٖٓ 1اُوبٗ 66-455 ٕٞأُؤهؿ ك٢
1966/7/2اُز ٢أطجؾذ أُبكح ٓ ٖٓ 7/317لٗٝخ اُ٘ول ٝأُبُ٤خٗٝ ،ض ػِ ٚ٤أُشوع أُظو ١ك ٢اُج٘ل ٖٓ 1أُبكح ٖٓ 2اُوبٕٗٞ
ههْ 95أُؤهؿ ك.1995 ٞ٤ٗٞ٣ 2 ٢
االئتماف اإلهباري للمنقوؿ ،وذلك حىت قبل نسخ وتعويض ىذه األخَتة دبوجب القانوف رقم 443142اؼبتعلق
بالضمانات اؼبنقولة.
وىكذا يبكن أف يكوف ؿببل ؽبذا النوع من اإلئتماف اإلهباري صبيع اؼبنقوالت اؼبادية اؼبرصودة لنشاط
ذباري أو صناعي أو حريف أو مهٍت أو حىت شخصي ،كالسفن والطائرات والسيارات والشاحنات واؼبعدات
واآلالت التجهيزية واالنتاجية واغبواسيب وغَتىا من اؼبنقوالت اليت وبتاجها أي تاجر صغَتا كاف أـ كبَتا أو
أي مهٍت كاؼبوثق واحملاسب والطبيب واحملامي بل اليت وبتاجها أي شخص عادي يف حياتو الشخصية،
ولعل أبرز مثاؿ على اؼبنقوالت اليت تكوف موضوعا لعقد ائتماف إهباري لبلستعماؿ الشخصي السيارات
اليت يتم سبويل شرائها من طرؼ مؤسسات االئتماف.15
وإذا كاف اؼبشرع اؼبغريب قد وسع من دائرة اؼبنقوالت اليت يبكن أف تكوف موضوعا لعقد االئتماف
اإلهباري وفق ما يستفاد صراحة من اؼبادة 1من القانوف رقم 413344اليت غَتت اؼبادة 134من ـ.ت
بشكل هبعل كلمة اؼبنقوالت الواردة فيها تشمل صبيع اؼبنقوالت اؼبادية واؼبعنوية فإف القانوف الفرنسي يقتصر
على اؼبعدات وأدوات العمل اليت وبتاجها التاجر ،غَت أنو أضاؼ إىل ذلك بعض القيم اؼبنقولة وىي
اغبصص االجتماعية واألسهم يف الشركات ،واليت مل قبد ؽبا ذكرا يف القانوف اؼبغريب.
ج-االئتمان اإليجاري العقاري
مت التنصيص على ىذا النوع من االئتماف اإلهباري يف الفقرة الثالثة من اؼبادة 1من القانوف رقم
.413344وكما ىو الشأف للمنقوؿ الذي اختلفت بشأنو اؼبادة 1أعبله واؼبادة 134من مدونة التجارة قبل
نسخها وتعويضها ،فإف العقار ؿبل عقد االئتماف اإلهباري عرؼ تغيػرا ملحوظا على اعتبار أف اؼبادة 134
من مدونة التجارة كانت تقتصر على العقارات اؼبعدة لغرض مهٍت ،يف حُت أف اؼبادة 1من القانوف رقم
413344أوردت كلمة عقارات بصفة عامة ومطلقة ،فبا يطرح معو التساؤؿ عما إذا كاف القانوف اؼبغريب من
خبلؿ ىذه اؼبادة يسمح بورود عقد االئتماف اإلهباري على صبيع العقارات كيفما كاف الغرض منها.
إذا كاف ظاىر اؼبادة 1من القانوف رقم 413344يفيد إمكانية ورود عقد االئتماف اإلهباري على صبيع
العقارات كيفما كاف نوعها ،فإف الغاية اليت ابتدعت من أجلها ىذه التقنية وىي سبويل اؼبشاريع االقتصادية
ٝ - 15كٛ ٢نا ا٫رغب ٙمٛت ثؼغ اُجبؽض ٖ٤أُـبهثخ إُ ٠إٔ فِٗ ٞض أُبكح ٓ ٖٓ 431لٗٝخ اُزغبهح هجَ َٗقٜب ٝرؼ٣ٞؼٜب ثبُٔبكح ٖٓ 4
اُوبٗ ٕٞههْ ٖٓ 103.12أ ١رؾل٣ل ًٝنُي ر٤ٍٞغ رلَ٤و ٓظطِؼ اَُِغ اُزغ٤ٜي٣خ ٝأُؼلاد ٝا٫٥د ُ٤شَٔ ؽزٓ ٠ب ٌٖٔ٣إٔ
َ٣زؼِٔ ٚاَٗ٩بٕ اُؼبك ١ك ٢ؽ٤بر ٚاُ٤ٓٞ٤خ ُؾبعبد اٍز٤ً٬ٜخ أًضو ٜٓ٘ب ٓ٤ٜ٘خ ٣ؤك ١إُ ٠اُوطغ ك ٢إٌٓبٗ٤خ ُٞٝط أَُزِٜي إُٛ ٠نا
اُ٘ٞع ٖٓ اُؼِٔ٤بد أُبُ٤خ ثب٣٩غبة ٝاُزأً٤ل ،ه٣بع كقو ،ً.ّ ،١ص.93
والتجارية واؼبهنية تقتضي استبعاد العقارات غَت اؼبرصودة ؽبذه الغاية كالعقارات اؼبعدة للسكٌت أو
لبلستعماؿ الشخصي.
غَت أف عمومية كلمة العقار الواردة يف اؼبادة 1أعبله وعدـ حصر الطرؼ اؼبستفيد من عقود االئتماف
اإلهباري يف التجار والصناع واغبرفيُت واؼبهنيُت وأصحاب اؼبهن اغبرة هبعل ىذا االستبعاد غَت ذي أساس
قانوين خصوصا بعد إلغاء اؼبادة 134من ـ.ت اليت كانت تتضمن عبارة العقارات اؼبعدة لغرض مهٍت
وتعويضها باؼبادة 1أعبله من القانوف رقم ،413344فبا يفيد إمكانية مشوؿ ىذه التقنية التمويلية (االئتماف
اإلهباري العقاري) للعقارات اؼبعدة لغرض شخصي واستهبلكي واستفادة أشخاص عاديُت غَت ذبار منها.
وإذا كانت اؼبادة 114من مدونة التجارة توجب شهر عمليات االئتماف اإلهباري العقاري يف الصك
العقاري وفق ما تقتضيو مقتضيات قانوف التحفيظ العقاري بشكل يوحي بأف ىذا النوع من االئتماف
اإلهباري ال يرد إال على العقارات احملفظة ،فإف تعريف االئتماف اإلهباري العقاري الوارد يف الفقرة الثانية من
اؼبادة 1من القانوف رقم 413344ال يتضمن ما يفيد حصر ىذا االئتماف على العقارات احملفظة طاؼبا وردت
هبا كلمة عقار عامة ،فبا هبعل صبيع العقارات ؿبفظة أـ يف طور التحفيظ أـ غَت ؿبفظة قابلة لتكوف
موضوعا وؿببل لعقد ائتماف إهباري وإف كانت مؤسسات التمويل ال تقدـ غالبا على قبوؿ إال العقارات
احملفظة.
التمويل) وعموما فعقد االئتماف اإلهباري العقاري ىو ذلك العقد الذي يؤجر دبقتضاه اؼبؤجر (شركة
عقارا يف ملكيتو أو بعد شرائو بناء على طلب من اؼبستأجر أو عقارا يف ملكية اؼبستأجر بعد بنائو من
طرؼ اؼبؤجر وربويل ملكيتو إىل ىذا األخَت ،وذلك مقابل وجيبة كرائية شهرية أو دورية ،مع زبويل
اؼبستأجر إمكانية سبلك ىذه العقارات أو جزء منها عند هناية العقد لقاء شبن يتم االتفاؽ عليو بُت الطرفُت.
وإف كاف اؼبشرع اؼبغريب مل ينص على ىذا اؼبقابل يف االئتماف اإلهباري العقاري كما فعل يف االئتماف
اإلهباري للمنقوؿ واالئتماف اإلهباري لؤلصل التجاري.
والبد من اإلشارة إىل أف االئتماف اإلهباري العقاري يتخذ عدة صور منها ما مت التنصيص عليو يف
اؼبادة 1من القانوف رقم ،413344كاغبالة اليت تقوـ فيها شركة التمويل بشراء العقار والبناء اؼبقاـ عليو بناء
على طلب اؼبستأجر ،وتقوـ شركة التمويل بشراء العقار اؼبذكور من مالكو ،وتقيده باظبها وتعمد إىل تأجَته
إىل من طلب منها التمويل مقابل واجبات شهرية على أساس أف سبكن ىذا األخَت من سبلك ىذا العقار
عند هناية العقد.
ومن صوره أيضا اغبالة اليت يكوف فيها اؼبستأجر يبلك عقارا غَت مبٍت ووبتاج إىل بنائو لكي يستثمر
فيو مشروعو ولكنو ال يتوفر على األمواؿ البلزمة لبنائو ،فيطلب من شركة التمويل سبويل ىذا البناء بشكل
يتناسب مع نشاطو اؼبهٍت ،وإذا وافقت الشركة على طلبو وبعد بناء العقار فإهنا ربوؿ ملكية البناءات إليها
وتؤجرىا إىل اؼبستأجر مقابل واجبات دورية على أساس أف سبكنو من شراء ىذه البناءات عند انتهاء العقد.
وقد تكوف العقارات والبناءات فبلوكة لشركة التمويل من ذي قبل فتعمد إىل تأجَتىا إىل اؼبستأجر مع
سبكينو من شرائها بعد هناية العقد.
ومن صور ىذا النوع كذلك أف يكوف اؼبستأجر مالكا للعقار وللتجهيزات واآلالت ،لكنو يبر
بصعوبات مالية تفرض عليو توفَت مبالغ مالية كثَتة الحتواء ىذه الصعوبات فيعمد إىل تفويت العقار لوحده
أو مع اؼبعدات إىل شركة سبويل م يستأجره منها يف نفس الوقت مقابل واجبات شهرية مع تضمُت عقد
اإلهبار شرطا ىبوؿ لو شراء ىذا العقار واؼبعدات من جديد عند انتهاء العقد ،فيكوف بذلك قد دبر مبالغ
مالية من خبلؿ شبن البيع مع احتفاظو بعقاره باستغبللو بأداء واجبات كرائية للمؤجر مع إمكانية اسًتجاع
ملكية ىذا العقار واؼبعدات عند هناية العقد.
د-االئتمان اإليجاري على األصل التجاري
مل تكن اؼبادة 134مدونة التجارة ،قبل تعديلها تنص على ىذا النوع من االئتماف اإلهباري ولكن ورد
التنصيص عليو يف اؼبادة 1من القانوف رقم 413344اؼبتعلق دبؤسسات االئتماف واؽبيئات اؼبعتربة يف حكمها،
علما بأف ظهَت 4553/7/9اؼبتعلق هبذه اؼبؤسسات مل يكن ينص عليو بدوره.
وجاء يف اؼبادة 1من القانوف رقم 413344احملاؿ عليها دبوجب اؼبادة 134من مدونة التجارة بعد
تغيَتىا بالقانوف رقم 42344بأف العمليات اؼبتعلقة باالئتماف اإلهباري تشمل "عمليات إهبار األصوؿ
التجارية أو أحد عناصرىا اؼبعنوية اليت سبكن اؼبستأجر كيفما كاف تكييف تلك العمليات من أف يتملك
األصل التجاري أو أحد عناصره اؼبعنوية يف تاريخ وبدده مع اؼبالك مقابل شبن متفق عليو يراعى يف ربديد
جزء منو على األقل اؼببالغ اؼبدفوعة على سبيل اإلهبار باستثناء كل عملية إهبار تفضي إىل تفويت األصل
التجاري اؼبذكور أو أحد عناصره للمالك األصلي".
وقد أثار ىذا النوع من االئتماف اإلهباري اختبلفا يف فرنسا قبل تقريره من طرؼ اؼبشرع حيث ذىب
اذباه إىل أف األمثلة اليت أعطاىا اؼبشرع الفرنسي للمنقوالت يف اؼبادة األوىل من قانوف 4يوليوز 4599إمبا
تتعلق فقط باؼبنقوالت اؼبادية دوف اؼبعنوية ،إال أف جانبا آخرا يرى بأف التعداد غَت اغبصري الوارد يف اؼبادة
اؼبذكورة يفيد بأف األصوؿ التجارية يبكن أف تكوف موضوعا لعقد ائتماف إهباري.
إال أف اؼبشرع الفرنسي وضع حدا ؽبذا النقاش عندما أضاؼ إىل اؼبادة األوىل أعبله دبوجب القانوف
رقم 44329اؼبؤرخ يف سنة 4529بندا نص من خبللو على أف عمليات إهبار األصوؿ التجارية أو أحد
عناصره اؼبعنوية يبكن أف تكوف موضوعا لعقد االئتماف اإلهباري.16
وىو نفس ما عمد إليو اؼبشرع اؼبغريب ،فبعدما كاف قانوف 4553/7/9واؼبادة 134من ـ.ت .خاليُت
من أي مقتضى صريح بشأف األصل التجاري ،تدخل من خبلؿ القانوف رقم 413344مضيفا البند 3إىل
اؼبادة 1منو الذي ينص على إمكانية ورود عقد االئتماف اإلهباري على األصل التجاري أو أحد عناصره
اؼبعنوية ،مع العلم أف البند 4من نفس اؼبادة يسعف يف ىذه اإلمكانية طاؼبا وردت بو كلمة اؼبنقوالت عامة
بشكل يشمل اؼبنقوالت اؼبادية واؼبعنوية على حد سواء .إال أننا نعتقد أف اؼبشرع أراد من خبلؿ ىذا التكرار
وضع حد ألي نقاش حوؿ ىذه اؼبسألة كما حصل يف فرنسا.17
وبناء عليو فعقد االئتماف اإلهباري قد ينصب على األصل التجاري برمتو جبميع عناصره اؼبادية
واؼبعنوية ،وقد ينصب على عنصر أو عدة عناصر معنوية من ىذا األصل التجاري بصفة مستقلة عنو
كالعبلمة التجارية أو براءة االخًتاع أو اغبق يف الكراء.
وجدير باإلشارة إىل أف وضع األصل التجاري أو أحد عناصره اؼبعنوية يف االئتماف اإلهباري يتم
بنفس طرؽ االئتماف اإلهباري للمنقوؿ والعقار باستثناء حالة اإلهبار الذي يفضي إىل تفويت األصل
التجاري أو أحد عناصره للمالك األصلي وفقا ؼبا جاء يف البند 3من اؼبادة 1من القانوف رقم 413344سباما
18
كما فعل اؼبشرع الفرنسي لتستثٌت بذلك ما يسمى بعملية أو عقد الليزباؾ Lease-bockأو cession-bail
من نطاؽ االئتماف اإلهباري لؤلصل التجاري بنص صريح يف وقت تكوف فيو ىذه العملية مقبولة يف
االئتماف اإلهباري للمنقوؿ وللعقار.19
- 16هاعغ ثقظٞص ا٫ئزٔبٕ ا٣٩غبه ١اُٞاهك ػِ ٠ا٧طَ اُزغبه ١ك ٢اُوبٗ ٕٞاُلوَٗ:٢
Michel Pédamon, droit commercial, commerçants et fonds de commerce concurrence et contrats du
commerce, 2ème édition, Dalloz, 2000, p242 et s.
- 17ك ٢اُزشو٣غ أُظو ١كئٕ ٗض أُبكح ا ٖٓ ٠ُٝ٧هبٗ ٕٞاُزأع٤و اُزٔ ٢ِ٣ٞههْ َُ٘ 95خ ً 1995بٕ ٝػؾب ػ٘لٓب ػوف أُبٍ
أُؤعو ثأٗ ًَ ٚػوبه أٓ ٝبٍ ٓ٘وٓ ٍٞبك ١أٓ ٝؼ٘ٞٓ ٌٕٞ٣ ١ٞػٞػب ُؼول رأع٤و رٔ٫ ٌٕٞ٣ٝ ٢ِ٣ٞىٓب ُٔجبشوح ٗشبؽ إٗزبعٍِ ٢ؼ٢
أ ٝفلٓ ٢ػلا ٍ٤بهاد اُوًٞة ٝاُلهاعبد ا٤ُ٥خ .اٗظو ثشإٔ ٓٞهق أُشوع أُظو ،١إُ٤بً ٗبط٤ق ،ً.ّ ،ص.188
- 18ػوف أُشوع اُلوَٗ ٢ػول اُِ٤ي٣بى أ Cession-bail ٝثٔٞعت أُوٍ ّٞثوبٗ ٕٞثزبه٣ـ 1973/11/29ثأٗ ٚػول ثٔوزؼب٣ ٙوّٞ
أُوزوع ث٘وَ ٌِٓ٤خ ثؼغ آٞاُ ٚإُ ٠أُووع ٓغ اؽزلبظ ٚثؾو ٚك ٢إػبكح شوائٜب إما أٝك ٠صٜٔ٘ب ٝمُي ٝكوب ُؼول إ٣غبه ٓورجؾ
ثٞػل ثبُج٤غ ِٓيّ ُغبٗت ٝاؽل ٞٛأُووع.
ٝ - 19مُي ػِ ٠اُوؿْ ٖٓ ػلّ اُز٘ظ٤ض ػِٜ٤ب طواؽخ ٖٓ ؽوف أُشوػ ٖ٤أُـوثٝ ٢اُلوَٗ ٢ػِ ٠ف٬ف أُشوع أُظو ١اُن١
أٝهكٛب طواؽخ ك ٢اُج٘ل ٖٓ 3أُبكح اُضبٗ٤خ ٖٓ اُوبٗ ٕٞههْ َُ٘ 95خ = 1995ثز٘ظ٤ظ ٚػِٓ ٠ب" :٢ِ٣ك ٢رطج٤ن أؽٌبّ ٛنا اُوبٕٗٞ
ثانيا :خصائص عقد االئتمان اإليجاري وتمييزه عن العقود المشابهة
بالرجوع إىل اؼبقتضيات القانونية اؼبنظمة لعقد االئتماف اإلهباري يف التشريع اؼبغريب والتشريعات
اؼبقارنة وإىل صوره اؼبتداولة على الصعيد العملي يتضح أنو يبدأ إهبارا وينتهي بيعا يف اغباالت الغالبة ،فبا
هبعلو عقدا مركبا يتميز خبصائص ربدد طبيعتو القانونية وسبيزه عن غَته من العقود اؼبشاهبة.
-4خصائص عقد االئتمان اإليجاري
لتحديد الطبيعة القانونية لعقد االئتماف اإلهباري البد من بياف خصائصو اليت تعطيو االستقبللية عن
ـبتلف العبلقات القانونية اؼبتشابكة اليت تؤطره ،ويبكن إصباؿ ىذه اػبصائص فيما يلي:
أ-االئتمان اإليجاري وسيلة من وسائل التمويل وذو طابع مالي
إف االئتماف اإلهباري يعترب من وسائل التمويل اغبديثة اليت ابتدعها رجاؿ األعماؿ يف الواليات
اؼبتحدة األمريكية لتمويل االستثمارات اليت يقدـ عليها التجار والصناع واؼبهنيوف بصفة عامة ،وقد نص
اؼبشرع اؼبغريب على ىذه اػباصية بصفة صروبة يف اؼبادة 3من القانوف رقم 413344اليت جاء فيها بانو يعترب
يف حكم عمليات االئتماف العمليات اؼبتعلقة باالئتماف اإلهباري وباإلهبار اليت يكوف فيها للمستأجر خيار
شراء العُت اؼبؤجرة والعمليات اؼبعتربة يف حكمها.
ويعترب االئتماف اإلهباري وسيلة فعالة لتمويل اؼبشاريع االقتصادية واؼبهنية حبكم أنو يقدـ للمستفيد
عدة مزايا تعفيو من صرؼ مبالغ مالية كبَتة يف سبيل بدء نشاطو أو تطويره ووبصل على وسائل العمل من
منقوالت مادية أو معنوية أو عقارات دف أف يؤدي شبنها مقتصرا على أداء واجبات دورية لشركة التمويل
اليت تقدـ غالبا على شراء ىذه اؼبعدات بناء على طلبو ووفق اؼبواصفات اليت تبلئم نشاطو اؼبهٍت ،وىو ما
يضفي على عقد االئتماف اإلهباري طابعا ماليا بامتياز ويدخلو يف دائرة العقود االقتصادية ،فإذا كاف
اؼبستأجر هبد ضالتو يف ىذا العقد لبلمتيازات أعبله فإف اؼبؤجر نفسو يروـ من خبللو ربقيق ربح من خبلؿ
الواجبات الكرائية الشهرية أو الدورية اليت وبصل عليها واليت يراعي يف ربديدىا الرأظباؿ اؼبستثمر وقمية
اؼبنقوالت أو العقارات والفوائد وىامش الربح اؼبتوخى من وراء العملية ،باإلضافة إىل ضمانات اغبصوؿ
على األصل والربح من خبلؿ احتفاظو دبلكية الشيء موضوع العقد إىل غاية انتهائو وربقيق ىذه
الضمانات يف حالة إخبلؿ اؼبستأجر بالتزاماتو ،20مع العلم أف اؼبؤجر يبقى دوره سبويليا فقط حبكم أنو
٣ؼل رأع٤وا رٔ٤ِ٣ٞب ٓب ٣أر ًَ-3... :٢ػول ِ٣زيّ ثٔوزؼب ٙأُؤعو ثزأع٤و ٓبٍ إُ ٠أَُزأعو رأع٤وا رٔ٤ِ٣ٞب إما ًبٕ ٛنا أُبٍ هل آُذ
ٌِٓ٤ز ٚإُ ٠أُؤعو ٖٓ أَُزأعو ثٔٞعت ػول ٣زٞهق ٗلبم ٙػِ ٠إثواّ ػول اُزأع٤و اُزٔ."٢ِ٣ٞ
ٗ - 20غ ٟٞإثوا ْ٤ٛاُجلاُ ،ً.ّ ،٢ص.189
غالبا ما يقتصر على أداء شبن األصوؿ اؼبؤجرة أو تكلفة بنائها طبقا للشروط واؼبواصفات احملددة سلفا من
قبل اؼبستأجر دوف تدخلو يف النواحي الفنية.21
25
- cass.com. 30/5/1989, Bull, civ IV, n°167, p110.
٘٣ - 26ض اُلظَ ٖٓ 478م.ٍ.ع ػِ ٠إٔ" :اُج٤غ ػول ثٔوزؼب٘٣ ٙوَ أؽل أُزؼبهل٦ُ ٖ٣فو ٌِٓ٤خ ش٢ء أ ٝؽن كٓ ٢وبثَ صٖٔ ِ٣زيّ ٛنا
ا٥فو ثلكؼ."ُٚ ٚ
فالبيع اإلهباري ىو ذلك العقد الذي يصفو اؼبتعاقداف إهبارا ويتفقاف دبوجبو بأف يقوـ اؼبستأجر بدفع
األجرة ؼبدة معينة على أف اإلهبار ينقلب بيعا إذا أوىف اؼبستأجر بدالت اإلهبار كلها خبلؿ اؼبدة اؼبتفق
عليها وعندئذ تعترب األجرة اليت دفعت دبثابة شبن مدفوع على أقساط.27
وعلى الرغم من أوجو التشابو بُت العقدين على النحو أعبله فإهنما ىبتلفاف يف عدة نقط أنبها اف
انتقاؿ ملكية الشيء إىل اؼبستأجر يف عقد البيع اإلهباري يتم دبجرد أداء األقساط اؼبتفق عليها من طرفو
وذلك بناء على وعد بالبيع ملزـ للجانبُت ،أما يف عقد االئتماف اإلهباري فبل تنتقل ملكية الشيء إىل
اؼبستأجر إال بناء على رغبتو وإرادتو أي إذا اختار شراء ىذا الشيء دوف أف يكوف ملزما بذلك ،ألف اؼبشرع
خولو خيارات أخرى منها رد الشيء اؼبذكور إىل اؼبؤجر عند هناية العقد ،إال أنو إذا اختار شراء الشيء
موضوع العقد فإف اؼبؤجر يكوف ملزما لوحده بتنفيذ الوعد الذي قطعو على نفسو أثناء إبراـ العقد ،وىو
وعد ملزـ عبانب واحد.
يضاؼ إىل ذلك أف اؼبستأجر يصَت مالكا للشيء يف عقد البيع اإلهباري دبجرد انتهاء مدة العقد
وأداء الواجبات الكرائية كاملة دوف زيادة أو إضافة أي مبلغ ،على خبلؼ األمر يف عقد االئتماف اإلهباري
الذي هبرب خبللو اؼبستأجر إذا اختار شراء الشيء على أداء مبلغ إضايف يتم ربديده بُت الطرفُت يف العقد
وفق ما تنص عليو اؼبادة 1من القانوف رقم.413344
ولعل أىم عقد من عقود نقل اؼبلكية الذي يتقاطع مع عقد االئتماف اإلهباري يف عدة نقط ىو عقد
اإلهبار اؼبفضي إىل سبلك العقار اؼبنظم يف التشريع اؼبغريب دبوجب القانوف رقم 2894311والذي عرفتو اؼبادة
األوىل منو بأنو كل عقد بيع يلتزـ البائع دبقتضاه ذباه اؼبكًتي اؼبتملك بنقل ملكية عقار أو جزء منو بعد
فًتة االنتفاع بعوض مقابل أداء الوجيبة اؼبنصوص عليها يف اؼبادة 2من ىذا القانوف وذلك إىل حلوؿ تاريخ
حق اػبيار.
والواضح من ىذا التعريف ومن اؼبقتضيات القانونية اؼبنظمة ؽبذا النوع من البيع أنو يشبو عقد
االئتماف اإلهباري يف عدة أوجو منها أف اؼبستأجر وبوز العقار موضوع التعاقد وينتفع بو مقابل وجيبة
كرائية يأخذ بعُت االعتبار أثناء ربديدىا عنصرين أساسيُت أحدنبا مبلغ متعلق حبق االنتفاع من العقار
واآلخر يتعلق باألداء اؼبسبق لثمن سبلك العقار وفق ما تنص عليو اؼبادة 2من القانوف رقم 94311أعبله،29
- 27إُ٤بً ٗبط٤ق ،ً.ّ ،ص.128
- 28ظ٤ٜو شو٣ق ههْ 1.03.202طبكه ك ٖٓ 16 ٢هٓؼبٕ ٞٗ 11( 1424كٔجو )2003ثز٘ل٤ن اُوبٗ ٕٞههْ 51.00أُزؼِن ثب٣٩غبه
أُلؼ ٢إُ ٠رِٔي اُؼوبه أُ٘شٞه ك ٢اُغو٣لح اُؤٍ٤خ ػلك 5172ثزبه٣ـ ،2003/12/25ص.4375
- 29ر٘ض أُبكح ٖٓ 8اُوبٗ ٕٞههْ 51.00أُزؼِن ثب٣٩غبه أُلؼ ٢إُ ٠رِٔي اُؼوبه ػِٓ ٠ب ٣" :٢ِ٣زؼ ٖ٤ػِ ٠أٌُزو ١أُزِٔي أكاء
اُٞع٤جخ ثبػزجبهٛب ٓجِـب ٣ؤك ٟػِ ٠ككؼبد ٓوبثَ رِٔي اُؼوبه أ ٝعيء ٓ٘٫ ٚؽوب .رزٌ ٕٞاُٞع٤جخ ٝعٞثب ٖٓ عيئٓ ،ٖ٤جِؾ ٓزؼِن ثؾن
سباما كما ىو الشأف يف عقد االئتماف اإلهباري ،كما وبظى فيو اؼبكًتي حبق خيار شراء كل العقار أو جزء
منو يف هناية العقد وفقا ؼبا ىو سائد أيضا يف عقد االئتماف اإلهباري ،ىذا فضبل على أف اؼبلكية ال تنتقل
إىل اؼبكًتي إال عند هناية العقد وبعد استعمالو غبق اػبيار اؼبخوؿ لو والذي بوسعو عدـ تفعيلو شأنو يف
ذلك شأف اؼبستأجر يف عقد االئتماف اإلهباري ،وإف كاف األوؿ وبظى باألفضلية على باقي الدائنُت 30غَت
اؼبرهتنُت كما وبق لو إجراء تقييد احتياطي على العقار للحفاظ على حقوقو ،31ويضاؼ إىل ذلك أف
اؼبستأجر يف العقدين ال تنتقل إليو اؼبلكية إال بعد أداء صبيع األقساط اؼبتفق عليها.
وعلى الرغم من أوجو التشابو الكثَتة بُت العقدين فإف بينهما عدة فوارؽ ذبعل كبل منهما مستقبل
عن اآلخر ،ذلك أف اإلهبار اؼبفضي إىل التملك يقتصر على نوع واحد من العقارات وىي العقارات اؼبنجزة
واؼبعدة للسكٌت فقط يف حُت ينصب االئتماف اإلهباري على صبيع أنواع العقارات وعلى اؼبنقوالت اؼبادية
واؼبعنوية مع مراعاة من يستبعد العقارات اؼبعدة لبلستعماؿ الشخصي وللسكن من نطاؽ تطبيقو ،كما أف
تراجع أو عدـ تفعيل اؼبستأجر غبق اػبيار اؼبخوؿ لو قانونا ال وبوؿ دوف اسًتجاعو للمبالغ اؼبدفوعة بغرض
اقتناء العقار بعد خصم تعويض لفائدة البائع قدره %41من ىذه اؼببالغ 32يف عقد اإلهبار اؼبفضي إىل سبلك
العقار ،أما يف عقد االئتماف اإلهباري فبل وبق للمستأجر عند عدـ استعماؿ خيار شراء الشيء موضوع
العقد اسًتجاع أي مبلغ من اؼببالغ اؼبدفوعة ،بل إنو يكوف ملزما بأداء صبيع ىذه الواجبات إىل غاية هناية
العقد حىت ولو مت فسخ ىذا األخيػر قبل حلوؿ ميعاد انتهائو بسبب يعود للمستأجر.
ج -عقد االئتمان اإليجاري وعقد الوكالة
عرؼ اؼبشرع اؼبغريب عقد الوكالة يف الفصل 275من ؽ.ؿ.ع بأهنا عقد دبقتضاه يكلف شخص
شخصاً آخر بإجراء عمل مشروع غبسابو .وإذا كاف التعريف الذي وضعو اؼبشرع لبلئتماف اإلهباري يف
القانوف رقم 413344ال يوحي بأي شبو بُت العقدين ،فإف العبلقة اليت تتولد عن عقد االئتماف اإلهباري بُت
مؤسسة التمويل (اؼبؤجر) واؼبستأجر تفرز التزامات شبيهة سباما بالتزامات اؼبوكل والوكيل يف عقد الوكالة ،فبا
جعل البعض يشبو ىذا األخَت بعقد االئتماف اإلهباري بل يعتربه عقد وكالة 33تكوف فيو شركة التمويل
اٗ٫زلبع ٖٓ اُؼوبه ٝا٥فو ٣زؼِن ثب٧كاء أَُجن ُضٖٔ رِٔي اُؼوبه ٣زْ رؾل٣ل ًَ عيء ثبرلبم ث ٖ٤اُجبئغ ٝأٌُزو ١أُزِٔي ك ٢ػول
ا٣٩غبه أُلؼ ٢إُ ٠رِٔي اُؼوبه ٣ ٫ٝؤفن ٛنا اُزو ْ٤٤ثؼ ٖ٤ا٫ػزجبه إ ٫ك ٢ؽبُخ كَـ اُؼول".
- 30أُبكح ٖٓ 11اُوبٗ ٕٞههْ 51.00
- 31أُبكح ٖٓ 5اُوبٗ ٕٞههْ 51.00
- 32ر٘ض أُبكح ٖٓ 21اُوبٗ ٕٞههْ 51.00ػِ ٠أٌُِٗٔ ٌٖٔ٣" :ٚزو ١أُزِٔي أ ٝم ١ٝؽوٞهٍ٧ ،ٚجبة َٓ٘ٞثخ إُ ،ٚ٤إٔ ٣طِت كَــ
اُؼول ٍٞاء هجَ أ ٝػ٘ل ؽِ ٍٞربه٣ـ ؽن اُق٤به ُٚٝ .اُؾن ك ٢اٍزوكاك =أُجبُؾ أُلكٞػخ ثـوع اهز٘بء اُؼوبه ؽجوب ُٔوزؼ٤بد أُبكح
ٛ ٖٓ 8نا اُوبٗٓ ٕٞغ فظْ رؼ٣ٞغ ُلبئلح اُجبئغ هلهٛ ٖٓ% 10 ٙن ٙأُجبُؾ".
- 33ػِ٤ٍ ٢ل هبٍْ ،اُغٞاٗت اُوبٗ٤ٗٞخ ُ٣٪غبه اُزٔ ،٢ِ٣ٞكاه اُٜ٘ؼخ اُؼوث٤خ اُوبٛوح ،صٝ ،32كب٣ي ٗؼ ْ٤هػٞإ ،ػول اُزأع٤و
اُزٔ ،٢ِ٣ٞؽ ،1997 ،2ص.57
موكبل واؼبستأجر وكيبل ،ذلك أف األوىل تفوض للثاين وتوكلو يف اختيار وشراء األصوؿ اليت يرغب فيها واليت
تتبلءـ ونشاطو اؼبهٍت ،والتفاوض بشأهنا وتسلمها مباشرة من البائع والقياـ جبميع اإلجراءات اإلدارية البلزمة
لبلنتفاع هبا ،كما تفوضو يف مباشرة صبيع اإلجراءات القانونية يف مواجهة البائع من قبيل مطالبتو بتسليم
الشيء اؼببيع وضماف استحقاقو والعيوب اليت تشوبو وتعًتيو ،ومباشرة صبيع اإلجراءات اليت يقتضيها تنفيذ
البائع إللتزاماتو التعاقدية بصفة عامة ،وىو ما يفسر تضمُت مؤسسات التمويل عقود االئتماف اإلهباري
بنودا تعفيها من اؼبسؤولية يف حالة تعيب الشيء أو التأخر يف تسليمو ،وبصفة عامة ربرص على إعفائها
من الضماف يف كل اؼبسائل الفنية اؼبتعلقة بالشيء وتوكل اؼبستأجر يف مباشرة دعوى الضماف ضد البائع
على نفقتو.
ولئن كانت ىذه اؼبعطيات تساعد على تقريب الوكالة من االئتماف اإلهباري ،فإف ىذا األخَت يستقل
عن الوكالة يف عدة وجوه ،على اعتبار أف الوكالة اليت يتضمنها عقد االئتماف اإلهباري واليت تقوـ أثناء
اختيار اؼبستأجر لؤلشياء موضوع التعاقد وتستمر حىت أثناء تنفيذ العقد حُت مطالبة اؼبورد بتنفيذ التزاماتو،
فإهنا –أي الوكالة -ليست إال عنصرا من عناصر االئتماف اإلهباري الذي يتضمن أيضا إهبارا وبيعا ،فضبل
عن اػبيارات اؼبمنوحة للمستأجر واليت ال قبدىا يف عقد الوكالة.
د-عقد االئتمان اإليجاري وعقد القرض
عرؼ قانوف االلتزامات والعقود عقد القرض أو عارية االستهبلؾ يف الفصل 299منو بأنو عقد
دبقتضاه يسلم أحد الطرفُت لآلخر أشياء فبا يستهلك باالستعماؿ أو أشياء منقولة أخرى الستعماؽبا بشرط
أف يرد اؼبستعَت عند انقضاء األجل اؼبتفق عليو أشياء أخرى مثلها يف اؼبقدار والنوع والصفة .كما عرفو يف
مدونة التجارة يف اؼبادة 941ربت عنواف االعتماد بانو التزاـ البنك بوضع وسائل لؤلداء ربت تصرؼ
اؼبستفيد أو الغَت اؼبعُت من طرفو يف حدود مبلغ معُت من النقود.
وذىب بعض الفقو إىل تكييف عقد االئتماف اإلهباري على أنو قرض سبنحو شركة التأجَت التمويلي
إىل اؼبشروع اؼبستفيد 34طاؼبا أف القرض يعترب صورة من صور التمويل شأنو شأف االئتماف اإلهباري وطاؼبا
أهنما يؤدياف نفس الوظيفة وىي سبويل اؼبشاريع ،وإف كاف التمويل يف االئتماف اإلهباري يكوف عينيا يف
صورة آالت ومعدات وأصوؿ ذبارية وعقارات ،ويف عقد القرض يتخذ صورة سبويل نقدي ،ىذا فضبل على
أف مبلغ التمويل يف العمليتُت معا يرد عرب أقساط يتم األخذ بعُت االعتبار أثناء ربديدىا الرأظباؿ والفوائد
واؼبصاريف.
ٛ - 34بٗٓ ٢ؾٔل ك٣ٝلاه ،اُ٘ظبّ اُوبُِٗ ٢ٗٞزأع٤و اُزٔ( ٢ِ٣ٞكهاٍخ ٗول٣خ) كاه اُغبٓؼخ اُغل٣لح ُِ٘شو اٌٍ٘٫له٣خ ،1994 ،ص.606
إال أف ىناؾ عدة أوجو اختبلؼ بُت العقدين تكمن اوالىا يف الشيء الذي يتعُت رده أثناء انتهاء
العقد ،ففي حالة عدـ اختيار اؼبستأجر شراء الشيء موضوع التعاقد ،فإنو يتعُت عليو رده بذاتو دوف زيادة
أو نقصاف أو تغيَت ،ربت طائلة ارتكابو عبريبة خيانة األمانة ،أما يف عقد القرض فبل يلزـ اؼبقًتض برد نفس
الشيء بل يرد شيئا فباثبل يف اؼبقدار و النوع والصفة ،أضف إىل ذلك أف اؼبقًتض أو اؼبستعَت ال يبلك حق
شراء ىذا الشيء يف هناية العقد كما ىو ـبوؿ للمستأجر يف عقد االئتماف اإلهباري ،وفضبل عن ذلك فإف
ملكية الشيء تنتقل إىل اؼبقًتض أو اؼبستعَت دبجرد إبراـ عقد القرض او عارية االستهبلؾ ،وإف كانت
ملكية ناقصة ،يف حُت أف اؼبستأجر ال تنتقل إليو اؼبلكية عادة إال بعد انتهاء مدة العقد وبعد تفعيلو ػبيار
الشراء.
وأماـ ىذه الفوارؽ وأوجو االختبلؼ القائمة بُت عقد االئتماف اإلهباري والعقود اؼبشاهبة لو على
النحو أعبله فبل يسعنا إال القوؿ إف عقد االئتماف اإلهباري ىو عقد مستقل بذاتو وىو عقد مسمى حبكم
تنظيمو تنظيما قانونيا من طرؼ التشريعات وإف كاف بشكل مقتضب وؿبتشم من طرؼ اؼبشرع اؼبغريب،
ومن م يبقى عقدا تتشابك فيو ؾبموعة من االلتزامات واغبقوؽ بعضها مستمد من عقود اخرى كالكراء
والبيع والوعد بالبيع والوكالة وبعضها قائم بذاتو ذبد مصدرىا يف عقد االئتماف اإلهباري نفسو ،األمر الذي
يصح معو القوؿ بانو عقد مركب وذو طبيعة خاصة.
الفقرة الثانية :إبرام عقد االئتمان اإليجاري
ؼبا كاف االئتماف اإلهباري عقدا من العقود اؼبسماة اؼبنظمة من طرؼ التشريعات اؼبقارنة فإنو يتطلب
لقيامو نفس أركاف وشروط إبراـ العقود اؼبنصوص عليها يف الفصل الثاين من قانوف االلتزامات والعقود
اؼبغريب ،واليت تتميز يف عقد االئتماف اإلهباري خبصوصيات تتبلءـ وطبيعتو ،غَت أف ىذه الشروط
اؼبوضوعية ال تكفي وحدىا ،بل البد من سلوؾ شكليات تتمحور أساسا حوؿ كتابة العقد وشهره ربت
طائلة عدـ االحتجاج بو ضد األغيار.
أوال :األركان الموضوعية لعقد االئتمان اإليجاري
إذا كاف عقد االئتماف اإلهباري ال يقوـ إال بقياـ أركاف العقد بصفة عامة اؼبنصوص عليها يف الفصل
الثاين من ؽ.ؿ.ع من رضى وأىلية وؿبل وسبب ،فإف ىذه األركاف تكتسي صبغة خاصة يف عقد االئتماف
اإلهباري.
-4الرضى واألىلية (أطراف العقد)
يتوقف إبراـ عقد االئتماف اإلهباري على تطابق إرادة طرفيو أو اطرافو الذين يتعُت أف يكونوا من
ذوي األىلية القانونية واليت زبتلف من طرؼ آلخر حبسب ما إذا كاف شخصا ذاتيا أـ شخصا اعتباريا،
األمر الذي سنعاًف معو ركٍت الرضى واألىلية من خبلؿ أطراؼ عقد االئتماف اإلهباري ،الذين غالبا ما
يكونوف ثبلثة ولكن ال شيء يبنع قانونا من أف يكونوا اثنُت فقط.
أ-المؤجر أو مؤسسة االئتمان اإليجاري
إف اؼبؤجر يعرب عن إرادتو يف إبراـ عقد االئتماف اإلهباري من خبلؿ قبولو اإلهباب اؼبقدـ إليو من
طرؼ اؼبستأجر يف صورة طلب سبويل مشروعو االستثماري أو التجاري أو اؼبهٍت ،وىو القبوؿ الذي ال يتم
إال بعد دراستو ـبتلف اعبوانب الفنية واؼبالية والشخصية ؼبلف اؼبستأجر ،فإذا وقف على جدية اؼبستأجر
وقدرتو على سداد أقساط أو واجبات الرأظباؿ والربح والفوائد فإنو يقبل إبراـ العقد.
وإذا كاف اؼبشرع اؼبغريب مل يستعمل مصطلح اؼبؤجر ال يف مدونة التجارة وال يف القانوف رقم 413344
اؼبتعلق دبؤسسات االئتماف ،وإمبا استعمل مصطلحي اؼبالك ومؤسسة االئتماف اإلهباري ،فإف وصف ىذين
األخَتين باؼبؤجر هبد سنده يف نفس اؼبقتضيات القانونية اؼبنظمة ؽبذا العقد واليت استعملت كلمات مقابلة
أو مشتقة من قبيل اؼبكًتي أو الكراء أو اإلهبار.
وأيا كاف األمر فإف اؼبؤجر ال يبكن أف يكوف إال شخصا اعتباريا يف شخص مؤسسة االئتماف
اإلهباري 35اليت استوجب اؼبشرع اؼبغريب أف تتخذ إما شكل شركة مسانبة ذات رأظباؿ ثابت أو تعاونية
ذات رأس ماؿ متغَت إذا كاف مقرىا االجتماعي باؼبغرب ،على أف مؤسسات االئتماف اؼبؤسسة يف شكل
تعاونية ال زبضع للقانوف اؼبتعلق بالتعاونيات طبقا للمادة 39من القانوف رقم .413344وال تنحصر
مؤسسات التمويل اليت وبق ؽبا فبارسة عمليات االئتماف بصفة عامة واالئتماف اإلهباري بصفة خاصة على
تلك اليت توجد مقارىا باؼبغرب بل يبكن ؼبؤسسات االئتماف اليت يوجد مقرىا االجتماعي باػبارج أف
تؤسس ؽبا فروعا أو شركات تابعة ؽبا باؼبغرب بعد تقدمي طلب لبنك اؼبغرب طبقا للمادة 35من القانوف
اعبله ،ووفقا لتعريف مؤسسات االئتماف الوارد يف اؼبادة األوىل من القانوف اؼبذكور.
- 35ػوف أُشوع أُـوثٓ ٢ؤٍَبد ا٫ئزٔبٕ ثظلخ ػبٓخ ك ٢أُبكح ا ٖٓ ٠ُٝ٧اُوبٗ ٕٞههْ ًٔ 103.12ب " :٢ِ٣رؼزجو ٓؤٍَبد
ُ٬ئزٔبٕ ا٧شقبص ا٫ػزجبه٣خ اُز ٢رياٗ ٍٝشبؽٜب ك ٢أُـوة ،أ٣ب ًبٕ ٓووٛب ا٫عزٔبػ ٢أ ٝعَ٘٤خ أُشبهً ٖ٤ك ٢هأٍٔبُٜب أٝ
ٓقظظبرٜب أ ٝعَ٘٤خ َٓ٤وٜ٣بٝ ،اُز ٢ريا ٍٝثظلخ اػز٤بك٣خ ٗشبؽب ٝاؽلا أ ٝأًضو ٖٓ اٗ٧شطخ اُزبُ٤خ :
-رِو ٢اٞٓ٧اٍ ٖٓ اُغٜٔٞه؛
-ػِٔ٤بد ا٫ئزٔبٕ؛
ٝ -ػغ عٔ٤غ ٍٝبئَ ا٧كاء ه ٖٛرظوف اُؼٔ٬ء أ ٝاُو٤بّ ثزلث٤وٛب".
وال وبق ألي شركة او تعاونية فبن أشَت إليها يف اؼبادة 39من القانوف رقم 413344مزاولة عمليات
االئتماف اإلهباري إال إذا حصلت على اعتماد من وايل بنك اؼبغرب بعد استطبلع رأي عبنة مؤسسات
االئتماف حسب ما تنص عليو اؼبادة 31من القانوف رقم 413344اليت جاءت على الصياغة التالية" :قبل
مزاولة انشطتو يف اؼبغرب هبب على كل شخص اعتباري يعترب مؤسسة ائتماف حسب مدلوؿ اؼبادة األوىل
أعبله.
36
...أف يكوف معتمدا سلفا من لدف وايل بنك اؼبغرب بعد استطبلع رأي عبنة مؤسسات االئتماف"
علما بأف طلب االعتماد ؼبزاولة النشاط كمؤسسة ائتماف يف شكل بنك أو شركة سبويل او كمؤسسة أداء
هبب أف يوجو إىل بنك اؼبغرب الذي يتأكد من توفر اؼبعٍت باألمر على ؾبموعة من الشروط ورد ربديدىا
يف اؼبادة 31من القانوف رقم 413344منها جودة اؼبشروع اؼبزمع إنشاؤه من طرؼ الطالب ومبلءمتو بالنسبة
للوسائل البشرية والتقنية واؼبالية للشخص االعتباري طالب االعتماد وذبربتو اؼبهنية واالستقامة اؼبتوفرة يف
اؼبؤسسُت واؼبشاركُت يف رأس اؼباؿ وأعضاء أجهزة اإلدارة والتسيَت والتدبَت ،ذلك أف ىؤالء ال وبق ؽبم
تأسيس أو إدارة مؤسسة ائتماف إذا صدر يف حقهم أو أحد منهم حكم هنائي باإلدانة من أجل جناية
كيفما كانت أو إحدى اعبنح اؼبنصوص عليها بالفصوؿ من 331إىل 354ومن 919إىل 971من القانوف
اعبنائي كالتزوير والسرقة والنصب وخيانة األمانة ،أو حكم هنائي باإلدانة من أجل ـبالفة التشريع اػباص
بالصرؼ أو بالتفالس أو سقطت اىليتو التجارية ومل يرد إليو اعتباره.
ولبلص إىل أف الشخص الذايت ال وبق لو فبارسة عمليات االئتماف اإلهباري وبالتايل ال يبكنو أف
يتخذ وصف اؼبؤجر يف عقد االئتماف اإلهباري والذي ينحصر يف األشخاص االعتباريُت الذين ربققت فيهم
الشروط الواردة يف القانوف رقم 413344وحصلوا على االعتماد من وايل بنك اؼبغرب .وىذا النوع من
االئتماف ال يبكن فبارستو ومزاولتو إال من طرؼ مؤسسات االئتماف اليت تشمل حسب اؼبادة 41من
القانوف رقم 413344صنفُت من اؼبؤسسات البنوؾ وشركات التمويل.
وعلى مستوى التشريعات اؼبقارنة قبد أف اؼبشرع الفرنسي يقصر بدوره مزاولة نشاط االئتماف اإلهباري
على الشركات التجارية اليت تتخذ شكل أبناؾ أو مؤسسات مالية وفق ماجاء يف اؼبادة 4من قانوف
4599/7/4وتعديبلتو خصوصا القانوف رقم 21/19بتاريخ ،4521/4/41وذلك على عكس اؼبشرع اؼبصري
ٝ - 36هك اُز٘ظ٤ض ػُِ ٠غ٘خ ٓؤٍَبد ا٫ئزٔبٕ ٜٓٝبٜٓب ٝرأُ٤لٜب ك ٢أُبكح ٖٓ 25اُوبٗ ٕٞههْ ٝ 103.12اُز٣ ٢جو ٠كٝهٛب اٍزشبه٣ب
ؽ٤ش َ٣زطِغ هأٜ٣ب ٝاُ ٢ث٘ي أُـوة كَٓ ًَ ٢أُخ ماد ؽبثغ ػبّ أ ٝكوكُٜ ١ب ػ٬هخ ث٘شبؽ ٓؤٍَبد ا٫ئزٔبٕ ٝاُ٤ٜئبد ا٧فوٟ
أُؼزجوح ك ٢ؽٌٜٔب إم رو ّٞثغٔغ اُلهاٍبد أُزؼِوخ ث٘شبؽ ٛن ٙأُؤٍَبد ٔ٤ٍ٫ٝب ثؼ٬هبرٜب ٓغ اُؼٔ٬ء ٝثئػ ّ٬اُغٜٔٞهًٔ ،ب
َ٣زش٤وٛب ٝاُ ٢ث٘ي أُـوة ثشإٔ ٓ٘ؼ ا٫ػزٔبك ٖٓ ػلُٓ ٚطبُج.ٚ٤
الذي ظبح لؤلشخاص الذاتيُت مباشرة عمليات التأجَت التمويلي كاألشخاص االعتباريُت حيث عرؼ
اؼبؤجر يف اؼبادة األوىل من قانوف التأجَت التمويلي رقم 59لسنة 4559بانو كل شخص طبيعي أو اعتباري
يباشر عمليات التأجَت التمويلي بعد قيده طبقا ألحكاـ ىذا القانوف وهبوز أف يكوف اؼبؤجر بنكا إذا رخص
لو يف ذلك ؾبلس إدارة البنك اؼبركزي بالشروط واألوضاع اليت وبددىا قرار الًتخيص بذلك.
ب-المستأجر
وال يف القانوف على خبلؼ اؼبؤجر الذي مل يرد لو ذكر هبذه الصفة يف مدونة التجارة
البنكي رقم 413344وفق ما مت بيانو أعبله ،فإف الطرؼ الثاين يف عقد االئتماف اإلهباري اختلفت تسميتو
بُت القانونُت أعبله حيث ذكر بتسمية اؼبكًتي يف مدونة التجارة وبتسمية اؼبستأجر يف القانوف رقم 413.44
رغم أف اؼبعٌت واحد.
وعلى أية حاؿ فاؼبستأجر سواء يف القانوف اؼبغريب أو الفرنسي أو اؼبصري قد يكوف شخصا ذاتيا أو
شخصا اعتباريا دوف أف تضع ىذه التشريعات أية شروط هبب أف تتوفر يف اؼبستأجر كما فعل بعضها
خبصوص اؼبؤجر .وقد عرفو اؼبشرع اؼبصري بانو من وبوز ماال استنادا إىل عقد تأجَت سبويلي.37
وال يشًتط أف يكوف اؼبستأجر تاجرا فقط ،وإمبا قد يكوف تاجرا أو غَت تاجر كأف يكوف من اؼبزارعُت
38
أو اغبرفيُت أو أصحاب اؼبهن اغبرة كاألطباء واؼبهندسُت واحملامُت واحملاسبُت أو من متعهدي اغبفبلت
والتعاونيات والشركات اؼبدنية .وعلى العموـ فيمكن ألي شخص ذاتيا كاف أـ اعتباريا تاجرا أـ غَت تاجر
أو من أصحاب اؼبهن اغبرة أف يكوف طرفا مستفيدا من التمويل أو مستأجرا يف عقد االئتماف اإلهباري.
وغٍت عن البياف أف اؼبستأجر يف عقد االئتماف اإلهباري هبب أف يكوف متمتعا بأىلية األداء طاؼبا أنو
يقدـ على ؾبموعة من التصرفات القانونية اليت تستوجب ىذه األىلية من قبيل التفاوض مع اؼبورد وإبراـ
عقد البيع نيابة عن اؼبؤجر وإبراـ عقد اإلئتماف اإلهباري نفسو ،فإذا كاف اؼبستأجر عدمي األىلية أو ناقصها
فإف العقد يكوف باطبل أو قاببل لئلبطاؿ حبسب اغباالت.
ويثار تساؤؿ بشأف أىلية السنديك يف إبراـ عقد االئتماف اإلهباري نيابة عن اؼبقاولة اػباضعة ؼبسطرة
من اؼبساطر اعبماعية اليت عُت سنديكا ؽبا.
نعتقد أف اؼبسطرة الوحيدة اليت وبق فيها للسنديك إبراـ ىذا العقد ىي مسطرة التسوية القضائية
عندما تعينو احملكمة للقياـ دبهاـ إدارة وتسيَت اؼبقاولة بدال من رئيس اؼبقاولة خبلؿ فًتة اؼببلحظة ،أما يف
- 37أُبكح ا ٖٓ ٠ُٝ٧اُوبٗ ٕٞههْ َُ٘ 95خ .1995
- 38إُ٤بً ٗبط٤ق ،ً.ّ ،ص.173
اغبالة اليت يقتصر فيها دوره على اؼبراقبة واإلشراؼ فإف رئيس اؼبقاولة ىو من ترجع إليو صبلحية إبراـ العقد
ماداـ أف ىو من يبثل اؼبقاولة سباما كما ىو الشأف يف مسطرة االنقاذ اليت وبتفظ فيها رئيس اؼبقاولة جبميع
صبلحياتو وسلطاتو يف اإلدارة والتسيَت 39على أنو إذا انتهت التسوية القضائية إىل تبٍت ـبطط لتفويت
اؼبقاولة وقررت احملكمة معها تفويت بعض العقود كعقد االئتماف اإلهباري وفق ما تنص عليو اؼبادة 932من
ـ.ت فإف إبراـ العقود اليت يقتضيها ىذا التفويت يعهد بو إىل السنديك طبقا للمادة 911من ذات اؼبدونة
اليت تنص على ما يلي "يربـ السنديك كل العقود الضرورية إلقباز التفويت تنفيذا للمخطط الذي ربصره
احملكمة".
أما يف حالة التصفية القضائية فلما كاف دور السنديك يقتصر على القي ػاـ بإجراءات التصفية بتحقيق
األصوؿ وسداد اػبصوـ ،وماداـ أف اؼبقاولة تفقد شخصيتها اؼبعنوية إذا تعلق األمر بشركة ذبارية فإف
السنديك ال وبق لو واغبالة ىذه إبراـ عقد االئتماف اإلهباري ماداـ أيضا أف نشاط اؼبقاولة يتوقف بقوة
القانوف دبجرد صدور حكم التصفية القضائية.
ج-المورد أو البائع
إذا كاف الطرفاف األساسياف اؼبعنياف بعقد االئتماف اإلهباري نبا اؼبؤجر واؼبستأجر ،فإف ىذا العقد قد
ال تقوـ لو قائمة يف الغالب من اغباالت إال بتدخل طرؼ ثالث ىو البائع أو اؼبورد للشيء موضوع العقد
خصوصا يف اغبالة اليت ال سبلك فيها شركة التمويل أو اؼبؤجر ىذا الشيء وتعمل على شرائو من الغَت
(اؼبورد) بناء على طلب من اؼبستأجر ،وىي اغبالة النموذجية لعقد االئتماف اإلهباري اليت استقرت عليها
التشريعات اؼبقارنة والفقو ،وإف كاف يبدو من خبلؿ بعض نصوص مدونة التجارة اؼبغربية والقانوف رقم
413344أف شركة التمويل قد ذبمع بُت صفة اؼبؤجر واؼبورد أو البائع يف نفس الوقت ،ولكنها تبقى فرضية
نادرة وتتناىف مع وظيفة ىذه الشركات اؼبنصوص عليها يف القانوف رقم 413344اؼبتمثلة أساسا يف
التمويل.40
- 39ر٘ض أُبكح .ّ ٖٓ 592د ،كٛ ٢نا اُظلك ػِ ٠إٔ ؽٌْ كزؼ َٓطوح اُزَ٣ٞخ اُوؼبئ٤خ ٌِ٣ق اَُ٘ل٣ي
إٓبُٔ-1 :واهجخ ػِٔ٤بد اُزَ٤٤و-2-أَُٔ ٝبػلح هئ ٌ٤أُوبُٝخ ك ٢عٔغ ا٧ػٔبٍ اُز ٢رقض اُزَ٤٤و أ ٝك ٢ثؼؼٜب-3-أ ٝثإٔ ٣وّٞ
ُٞؽل ٙثبُزَ٤٤و اٌُِ ٢أ ٝاُغيئُِٔ ٢وبُٝخُِٔ ٌٖٔ٣ ،ؾٌٔخ إٔ رـ٤و ك ٢أٝ ١هذ ٜٓٔخ اَُ٘ل٣ي ثطِت ٓ٘ ٚأ ٝرِوبئ٤ب.
ٖٓ - 40ث ٖ٤اُزشو٣ؼبد اُزٗ ٢ظذ ثظلخ طو٣ؾخ ػِ ٠إٌٓبٗ٤خ ً ٕٞأُؤعو ٗلَ ٞٛ ٚأُبُي ُِٔ٘و٫ٞد ٗغل اُزشو٣غ أُظو ١اُن١
ٗض ك ٢أُبكح اُضبٗ٤خ ٖٓ هبٗ 1995/6/2 ٕٞػ٘ل رؼو٣لُِ ٚزأع٤و اُزٔ ٢ِ٣ٞثأٗ ًَ" :ٚػول ِ٣زيّ ثٔوزؼب ٙأُؤعو ثإٔ ٣ؤعو إُ٠
أَُزأعو ٓ٘و٫ٞد ًِٓٔٞخ ُ ٚأ ٝرِوبٛب ٖٓ أُٞهك اٍز٘بكا إُ ٠ػول ٖٓ اُؼوٞك"
واؼبورد أو البائع قد يكوف شخصا ذاتيا وقد يكوف شخصا اعتباريا تاجرا أو غَت تاجر ،وبًتؼ نشاط
بيع األمواؿ اؼبنقولة او العقارية اليت تصَت ؿببل لعقد االئتماف اإلهباري ،وقد يقوـ بعملية واحدة للبيع بصفة
عرضية.
وتتولد عن عقد البيع الذي يربط بُت البائع وشركة التمويل عبلقات والتزامات مباشرة بُت الطرفُت
اؼبذكورين ،إال أف ىذه االلتزامات تنتقل بشكل أو بآخر إىل اؼبستأجر إما دبقتضى نصوص قانونية صروبة
مثل تلك اليت نص عليها اؼبشرع اؼبصري 41وإما دبقتضى بنود يف عقد االئتماف اإلهباري ،وذلك على الرغم
من استقبلؿ التزامات طريف عقد البيع (اؼبورد واؼبؤجر) عن التزامات طريف عقد االئتماف اإلهباري (اؼبؤجر
واؼبستأجر).
-4محل العقد
ال جداؿ يف أف الشروط العامة اؼبتطلبة يف ؿبل االلتزامات التعاقدية بصفة عامة هبب أف تتحقق يف
ؿبل عقد االئتماف اإلهباري من حيث ضرورة كونو قاببل للتعامل فيو ومشروعا وغَت ـبالف للنظاـ العاـ
واألخبلؽ اغبميدة وفبكنا وغَت مستحيل والكل وفق ما ىو منصوص عليو يف الفصوؿ من 97إىل 94من
ؽ.ؿ.ع.
وبالرجوع إىل اؼبادة 1من القانوف رقم 413344يتضح أف ؿبل عقد االئتماف اإلهباري يبكن أف يكوف
منقوال أو عقارا أو أصبل ذباريا ،وفق ما تطرقنا إليو عند اغبديث عن أنواع االئتماف اإلهباري.
بيد أف السؤاؿ اؼبطروح يكمن حوؿ ما إذا كانت صبيع اؼبنقوالت والعقارات كيفما كاف غرضها قابلة
لتكوف ؿببل لعقد االئتماف اإلهباري أـ تقتصر على البعض دوف البعض اآلخر؟
كاف اعبواب عن ىذا السؤاؿ يف التشريع اؼبغريب قبل تغيَت اؼبادة 134من ـ.ت يتأرجح بُت اإلهباب
والنفي يف ظل اختبلؼ النص القانونيُت اؼبنظمُت لعقد االئتماف اإلهباري آنذاؾ ،ذلك أف اؼبادة 134من
مدونة التجارة كانت تقتصر على اؼبنقوالت اؼبادية اؼبتمثلة يف السلع التجهيزية أو اؼبعدات أو اآلالت دوف
- 41هؿْ رأً٤ل أُشوع أُظو ١ػِ ٠اٍزو ٍ٬اُؼ٬هبد اُ٘بشئخ ػٖ ػول ا٫ئزٔبٕ ا٣٫غبه ١كئٗٝ ٚػغ اٍزض٘بءاد ػِ ٠مُي هوه ٖٓ
فُٜ٬ب َُِٔزأعو كػٓ ٟٞجبشوح رغب ٙأُ ٞهك أ ٝأُوب ٍٝثؾوٞم ٗبشئخ ػٖ ػ٬هخ ٛؤ٫ء ثبُٔؤعو هؿْ إٔ أَُزأعو ُ ٌ٤ؽوكب ك٢
ٛن ٙاُؼ٬هخ ًٔب هوه ُِٔٞهك أ ٝأُوب ٍٝكػٓ ٟٞجبشوح ػل أَُزأعو ُؾوٞم ٗبشئخ ػٖ ػ٬هخ ٛؤ٫ء ثبُٔؤعو هؿْ إٔ أَُزأعو
ُ ٌ٤ؽوكب كٛ ٢ن ٙاُؼ٬هخ ٝكن ٓب ر٘ض ػِ ٚ٤أُبكربٕ ٖٓ 22ٝ 13هبٗ 1995 ٕٞأُزؼِن ثبُزأع٤و اُزٔ.٢ِ٣ٞ
هاعغ ُِزلظ َ٤أًضو ،إُ٤بً ٗبط٤ق ،ً.ّ ،صٓٝ 95ب ثؼلٛب.
غَتىا أي تلك اؼبنقوالت اؼبعدة لغرض إنتاجي أو صناعي أو ذباري أو مهٍت ،كما كانت ربصر العقارات
اليت ينصب عليها عقد االئتماف اإلهباري على العقارات اؼبعدة لغرض مهٍت ،وىو ما يعٍت استبعاد اؼبنقوالت
اؼبعنوية واؼبنقوالت اؼبادية والعقارات اؼبعدة لغرض شخصي أو استهبلكي ،كما ىو الشأف يف التشريع
الفرنسي واؼبصري.
غَت أف اؼبوقف التشريعي سيتغَت جذريا يف القانوف رقم 413344الذي وردت دبادتو الرابعة اليت أحالت
عليها اؼبادة 134من مدونة التجارة بعد تغيَتىا دبقتضى القانوف رقم 44342اؼبتعلق بالضمانات اؼبنقولة
الصادر يف سنة ،4145كلمة اؼبنقوالت عامة بشكل تشمل اؼبنقوالت اؼبادية واؼبعنوية على حد سواء ،علما
بأف اؼبادة اؼبذكورة أضافت األصوؿ التجارية اقتداء بالتشريع الفرنسي ،وإطبلقها للعقارات اليت يبكن أف
تكوف ؿببل لبلئتماف اإلهباري يف البند 4من اؼبادة 1من القانوف رقم 413344أعبله وأزالت عنها عبارة
"اؼبعدة لغرض مهٍت" اليت كانت اؼبادة 134من ـ.ت تنص عليها.42
وبناء عليو وتأسيسا على اؼبادة 1من القانوف 413344اؼبتعلق دبؤسسات االئتماف احملاؿ عليها دبوجب
اؼبادة 134من مدونة التجارة اليت جاءت فيها كلميت اؼبنقوالت والعقارات عامة ومطلقة دوف تقييد أو
زبصيص كما كاف الوضع يف ظل اؼبادة 134من ـ.ت اؼبلغاة ،فإننا نعتقد أف صبيع اؼبنقوالت مادية كانت
أـ معنوية وصبيع العقارات مهما كاف غرضها مهنيا أـ انتاجيا أـ استهبلكيا يبكن أف تكوف ؿببل لعقد
االئتماف اإلهباري وذلك على خبلؼ ما ىو عليو الوضع يف فرنسا 43ومصر 44اللذاف قيدا موضوع أو ؿبل
االئتماف اإلهباري على اؼبنقوالت والعقارات اؼبعدة لغرض مهٍت.
- 42ػِٔب ثإٔ ثؼغ اُلو ٚأُـوثً ٢بٕ هل اٗزول اٗزوبكا ٫مػب ٓٞهق أُشوع أُـوث ٢اَُبثن اُنً ١بٕ ٣ؼوف ر٘بهؼب طبهفب ثٓ ٖ٤لٗٝخ
اُزغبهح ٝاُوبٗ ٕٞههْ 103.12إُ ٠كهعخ ٝطق ٛن ٙاُٞػؼ٤خ ًأٜٗب ُٔشوػٓ ٖ٤قزِل ٖ٤كاػ٤ب أُشوع ُِزلفَ ٖٓ أعَ ٝػغ ؽل
ُٜنا اُزؼبهة .ه٣بع كقو ،ً.ّ ،١ص.101
ٝهل اٍزغبة أُشوع كؼُٜ ٬نا اٗ٫زوبك ٝػَٔ ػَِٗ ٠ـ أُبكح .ّ ٖٓ 431د ٓوزظوا ػِ ٠أُبكح ٖٓ 4اُوبٗ ٕٞههْ 103.12ثشإٔ
رؾل٣ل ٓلٗٝ ّٜٞطبم ػِٔ٤بد ا٫ئزٔبٕ ا٣٩غبهٝ ١مُي ثٔٞعت اُوبٗ ٕٞههْ 21.18أػ.ٙ٬
- 43ؽظو أُشوع اُلوَٗٓ ٢ؾَ ػول ا٫ئزٔبٕ ا٣٩غبه ١ػِٓ ٠ؼلاد ٝآ٫د اٗ٩زبط ٝاُؼوبهاد أُؼلح ُـوع ٓٝ ٢ٜ٘مُي ثٔٞعت
أُبكح ا ٖٓ ٠ُٝ٧هبٗ 1966/7/2 ٕٞاُز ٢أطجؾذ أُبكح ٓ ٖٓ 7/313لٗٝخ اُ٘ول ٝأُبُ٤خ ،كٌٜنا ٓض ٬هؼ ٠اُوؼبء اُلوَٗ ٢ثإٔ
ٍ٤بهح اَُ٤بؽخ أَُزؼِٔخ ُـوع اُشوًخ ٌٖٔ٣إٔ رٌٞٓ ٕٞػٞػب ُؼول ا٫ئزٔبٕ ا٣٩غبهٌُٜ٘ ،١ب إما ًبٗذ ُـوع شقظ ٢ك٬
٤ٌ٣ق اُؼول اُن٘٣ ١ظت =ػِٜ٤ب ثؼول ائزٔبٕ ا٣غبه .١هواه ُٔؾٌٔخ اُ٘وغ اُلوَٗ٤خ ثزبه٣ـ 1975/12/15كاُٞى ٝ ،1976إٕ ًبٕ
اُجؼغ ٖٓ اُلو ٚاُلوَٗ٣ ٢و ٟإٔ اُؼجبهاد اُز ٢اٍزؼِٜٔب أُشوع اُلوَٗ ٢ك ٢اُج٘ل ٖٓ 1أُبكح 7/313أػ ُْ ٙ٬رٌٖ ؽبٍٔخ ك٢
اٍزجؼبك أُ٘و٫ٞد ماد اُـوع اٍ٫ز٢ً٬ٜ
Champaud, la loi du 2 Juillet sur le crédit bail, J.C.P, 1966, doct, 2021.
اٗظو ُٔي٣ل ٖٓ اُزٞػ٤ؼ ثشإٔ اُوبٗ ٕٞاُلوَٗ ٢ر٤و ١ث.ً.ّ ٞٗٞصٓٝ 368ب ثؼلٛب.
- 44اٍزض٘ ٠أُشوع أُظوٗ ٖٓ ١طبم ا٣٩غبه اُزٔ٤ٍ ٢ِ٣ٞبهاد اُوًٞة ٝاُلهاعبد ا٤ُ٥خ ثٔٞعت أُبكح ا ٖٓ ٠ُٝ٧اُوبٗ ٕٞههْ
َُ٘ 95خ .1995
وإذا كانت اؼبنقوالت اؼبادية كيفما غرضها قابلة لتكوف ؿببل لعقد االئتماف اإلهباري فإف اؼبنقوالت
اؼبعنوية اقتصر بشأهنا اؼبشرع اؼبغريب على األصل التجاري أو أحد عناصر اؼبعنوية فقط وفق ما جاء يف البند
3من اؼبادة 1من القانوف رقم 413344دوف أف يفصح عن موقفو بشأف غَته من اؼبنقوالت اؼبعنوية األخرى
كاغبصص واألسهم والقيم اؼبنقولة بصفة عامة وغَتىا ،كما فعل اؼبشرع الفرنسي الذي نص بصفة صروبة
على عمليات تأجَت اغبصص االجتماعية واألسهم يف اؼبواد من 4/435إىل 9/435من مدونة التجارة
وكعملية ضمن عمليات االئتماف اإلهباري يف البند 1من اؼبادة 7/343من مدونة النقد واؼبالية.
وعلى الرغم من سكوت اؼبشرع اؼبغريب خبصوص ىذه النقطة فإننا نعتقد أف ىذه اؼبنقوالت اؼبعنوية
مشمولة باغبالة األوىل من عمليات االئتماف اإلهباري الواردة يف البند 4من اؼبادة 1من القانوف رقم 413344
اؼبتعلقة باؼبنقوالت اليت تشمل اؼبنقوالت اؼبادية واؼبعنوية على حد سواء.
-3سبب العقد
كما ىو الشأف للمحل فإف سبب االلتزامات يف عقد االئتماف اإلهباري هبب أف يكوف حقيقيا
ومشروعا ،ويفًتض أنو كذلك إىل أف يثبت العكس وفق ما تنص عليو مقتضيات الفصوؿ 94إىل 99من
ؽ.ؿ.ع ،وؼبا كاف السبب ىو الباعث الدافع إىل التعاقد فإف سبب التزاـ أطراؼ عقد االئتماف اإلهباري
ىبتلف بُت اؼبستأجر واؼبؤجر ،وإف كانت أسباب العقد ىي أسباب اقتصادية ؿبضة تتمثل بالنسبة
للمستأجر يف سبويل مشروعو بتأمُت حاجاتو يف استعماؿ بعض اآلالت واؼبعدات والتجهيػزات والعقارات
اليت ال يقدر على شرائها بإمكانػاتو اؼبالية احملدودة ،45يف حُت يسعى اؼبؤجر من خبلؿ عقد االئتماف
اإلهباري إىل توظيف اموالو واستثمارىا من أجل اغبصوؿ على األرباح بوضع اؼبعدات والعقارات اليت
يشًتيها او يبتلكها رىن إشارة اؼبستػأجر بإهبارىا لو مع سبكينو من خيار شرائها يف هناية العقد.
ثانيا :الشروط الشكلية لعقد االئتمان اإليجاري
مل وبسم اؼبشرع اؼبغريب يف طبيعة ونوعية الشروط الشكلية اليت يتطلبها إبراـ عقد االئتماف اإلهباري،
ذلك أف مواد مدونة التجارة والقانوف رقم 443413مل تستلزـ كتابة ىذا العقد وإف كانت مدونة التجارة
أوجبت نشره وشهره ،فبا يثار معد التساؤؿ عن إمكانية نشر عقد دوف كتابتو ،وىو ما يفرض تناوؿ كل
شرط على حدة.
– 4الكتـابـة
-54ر٘ض أُبكح .ّ ٖٓ 440د .ػِٓ ٠ب " : ٢ِ٣إما ُْ ر٘غي إعواءاد اُشٜوأُ٘ظٞص ػِٜ٤ب ك ٢أُٞاك اَُبثوخ ،كئُٗٔ ٌٖٔ٣ ٫ ٚؤٍَخ
ا٫ئزٔبٕ ا٣٩غبهٞٓ ١اعٜخ اُلائ٘ ٖ٤أ ٝم ١ٝؽوٞم أٌُزو ١أٌُزَجخ ثؼٞع ،ثبُؾوٞم اُز ٢اؽزلظذ ثٌِٔ٤زٜب".
إشهاره بتقييده يف احملافظة العقارية اؼبمسكة للرسم العقاري للعقار اؼبذكور وفق القانوف رقم ،5541317
وذلك ربت طائلة عدـ االحتجاج بو يف مواجهة األغيار طبقا ؼبا تنص عليو اؼبادة 114من ـ.ت ،وإف كاف
ملزما لطرفيو شأنو شأف االئتماف اإلهباري للمنقوؿ.56
ويتضح فبا سبق أف الكتابة ليست ركنا يف عقد االئتماف اإلهباري وأف اإلشهار بدوره ليس ركنا فيو
ألف الغاية منو ىي االحتجاج بالعقد يف مواجهة األغيار ،ومن م فإف عقد االئتماف اإلهباري ليس بعقد
شكلي وإمبا يبقى عقدا رضائيا ملزما لطرفيو لكن ال يبكن االحتجاج بو يف مواجهة الغَت إال إذا استوىف
إجراءات اإلشهار اؼبنصوص عليها قانونا ،وال يًتتب عن إغفاؽبا بطبلف العقد.
المطلب الثاني :تنفيد وانتهاء عقد االئتمان اإليجاري
ؼبا كاف عقد االئتماف اإلهباري عقدا ملزما عبانبُت ومن عقود اؼبعاوضة ،فإنو يرتب التزامات متبادلة
على طرفيو األساسيُت ونبا مؤسسة االئتماف واؼبستفيد من التمويل أي بُت اؼبؤجر واؼبستأجر ،غَت أف
االلتزامات اليت يرتبها ىذا العقد قد سبتد إىل أشخاص آخرين ؽبم عبلقة مباشرة بعقد االئتماف اإلهباري،
وقد ال يقوـ ىذا األخَت بدوهنم كاؼبورد أو بائع األشياء موضوع العقد ،ويتعُت على كل طرؼ من ىؤالء
األطراؼ تنفيذ التزاماتو وفق ما مت تضمينو يف العقد ووفق قواعد حسن النية طبقا للقواعد العامة .وكل
إخبلؿ هبذه االلتزامات من ىذا الطرؼ أو ذاؾ يؤدي إىل إهناء عقد االئتماف اإلهباري وترتيب مسؤولية
اؼبخل هبا ،وقد ينتهي العقد بالطرؽ العادية النتهاء االلتزامات كانتهاء مدة العقد أو ىبلؾ اؼباؿ ؿبل العقد.
الفقرة األولى :تنفيذ عقد االئتمان اإليجاري
إف اغبديث عن تنفيذ عقد االئتماف اإلهباري يقتضي ربديد االلتزامات اليت يفرضها العقد على كل
طرؼ من أطرافو ،إال أنو بالرجوع إىل اؼبقتضيات القانونية اؼبنظمة ؽبذا العقد يف التشريع اؼبغريب قبده ساكتا
سباما عن بياف ىذه االلتزامات حبيث اقتصر قانوف 413344اؼبتعلق دبؤسسات االئتماف على ربديد أنواع
االئتماف اإلهباري وتعريفها ،فيما عملت مدونة التجارة على اإلحالة بشأف مفهوـ العمليات على القانوف
-55ظ٤ٜو شو٣ق ههْ 1.11.177طبكه ك 25 ٢م ١اُؾغخ ٞٗ 22/ 1432كٔجو ،2011ثز٘ل٤ن اُوبٗ ٕٞههْ 14.07أُـ٤و ٝأُزْٔ
ثٔوزؼب ٙاُظ٤ٜو اُشو٣ق اُظبكه ك 9 ٢هٓؼبٕ 12/ 1331أؿَطٌ ،1913أُزؼِن ثبُزؾل٤ع اُؼوبه ١أُ٘شٞه ثـبُغو٣لح
اُؤٍ٤خ ػلك 5998ثزبه٣ـ .2011/11/24
-56إما ًبٕ ػول ا٫ئزٔبٕ ا٣٩غبه ١ؿ٤و فبػغ ٩عواءاد ا٩شٜبه أػ ٙ٬كئٕ أصو ػلّ ا٫ؽزغبط ث٣ ٚوزظو ػِ ٠ا٧ؿ٤به كوؾ ،أٓب
أُزؼبهل ٖ٣ك٤جوِٓ ٠يٓب ُٜٔب ٣ ُْ ُٞٝزْ إشٜبهٝ ،ٙكٛ ٢نا مٛت اُوؼبء اُلوَٗ= ٢إُ ٠إٔ أَُزأعو ٫طلخ ُ ٚك ٢اُلكغ ثئؿلبٍ
إعواءاد اُشٜو أُ٘ظٞص ػِٜ٤ب ك ٢أُوٍ 1972/7/4 ّٞأُووهح ُلبئلح ا٧ؿ٤به ػٖ اُؼول كوؾ ،هواه ٓؾٌٔخ اُ٘وغ اُلوَٗ٤خ
اُـوكخ اُزغبه٣خ
Bull.civ.IV, N° 143, P 128ثزبه٣ـ .1995/5/16
،413344مقتصرة بدورىا على الًتكيز على إجراءات شهر العقد ،دوف ربديد التزامات وحقوؽ كل طرؼ
على حدة باعتبار عقد االئتماف اإلهباري عقدا مستقبل بذاتو ،بل إف مدونة التجارة أطلقت العناف ؼببدأ
سلطاف اإلرادة يف ربديد التزامات الطرفُت دوف رقابة من خبلؿ ما جاء يف اؼبادة 133منها اليت تنص على
ما يلي" :تنص عقود االئتماف اإلهباري ،ربت طائلة البطبلف ،على الشروط اليت يبكن فيها فسخها
وذبديدىا بطلب من اؼبتعاقد اؼبكًتي كما تتضمن تلك العقود كيفية التسوية الودية للنزاعات اؼبمكن
حدوثها بيػن اؼبتعاقدين".
وؼبا كاف عقد االئتماف اإلهباري ينصب أثناء تنفيذه وسريانو على انتفاع اؼبستفيد من التمويل من
األشياء موضوع العقد مقابل سومة شهرية ،فإنو يكوف أقرب إىل عقد الكراء على األقل خبلؿ ىذه
اؼبرحلة ،وىو ما جعل الفقو هبمع على إسقاط التزامات طريف عقد الكراء على ىذا العقد مع إمكانية تغيَت
قواعده اؼبنصوص عليها قانونا طاؼبا أهنا ليست قواعد آمرة وال تعدو قواعد قانونية مكملة هبوز االتفاؽ على
ـبالفتها ،لذلك قبد مؤسسات االئتماف تضمن عقود االئتماف اإلهباري بنودا تعفيها من الضماف الذي
يلتزـ بو اؼبكري يف عقد الكراء العادي.
وبناء عليو ،فإننا سندرس التزامات طريف عقد االئتماف اإلهباري قياسا على التزامات طريف عقد
الكراء باعتبار مؤسسة التمويل مؤجرا واؼبستفيد من التمويل مستأجرا مع مراعاة خصوصية عقد االئتماف
اإلهباري اليت تستمد من االتفاقات اؼبضمنة يف العقد ذاتو.
أوال :التزامات المؤجر (مؤسسة االئتمان اإليجاري)
نص اؼبشرع اؼبغريب على التزامات اؼبكري يف الفصل 939من ؽ.ؿ.ع الذي جاء فيو ما يلي :
"يتحمل اؼبكري بالتزامُت أساسيُت:
أوال :االلتزاـ بتسليم الشيء اؼبكًتى للمكًتي؛
ثانيا :االلتزاـ بالضماف".
وانطبلقا من ىذا اؼبقتضى القانوين سنتناوؿ التزامات مؤسسة االئتماف اإلهباري باعتبارىا مؤجرا.
– 4االلتزام بالتسليم
يعترب تسليم العُت اؼبكًتاة أوؿ التزاـ يقع على عاتق اؼبكري أو اؼبؤجر ،وأحاؿ اؼبشرع اؼبغريب بشأف
أحكاـ التسليم على القواعد اؼبقررة يف تسليم اؼببيع يف عقد البيع ،57وىي األحكاـ الواردة يف الفصوؿ من
٘٣ -57ض اُلظَ ٖٓ 636م.ٍ.ع ػِٓ ٠ب " : ٢ِ٣رَِ ْ٤اُش٢ء أٌُزو٘٣ ٟظْ ثٔوزؼ ٠ا٧ؽٌبّ أُووهح ُزَِ ْ٤اُش٢ء أُج٤غ".
155إىل 934من ؽ.ؿ.ع ،وىي القواعد نفسها اليت تسري على عقد االئتماف اإلهباري سواء انصب على
منقوؿ أو عقار أو أصل ذباري 58أو أي منقوؿ أو حق معنوي آخر ،حيث تلتزـ مؤسسة االئتماف اإلهباري
بتسليم ىذه األشياء مع ملحقاهتا إىل اؼبستأجر أو اؼبستفيد من التمويل بالطرؽ احملددة يف الفصل 911من
ؽ.ؿ.ع ،ذلك أف تسيلم العقارات يتم بتخلي اؼبؤسسة عنها بشرط أال يكوف شبة عائق يبنع اؼبستأجر من
وضع اليد عليها .أما تسليم اؼبنقوالت اؼبادية فيتم دبناولتها من يد إىل يد أو بتسليم مفاتيح العمارة أو
الصندوؽ اؼبوضوعة فيو أو حبوالة أو مناولة شهادة إيداعها أو تذكرة شحنها أو نقلها ،ويتم تسليم اغبقوؽ
اؼبعنوية بتسليم السندات اليت تثبت وجودىا أو باالستعماؿ الذي يباشره اؼبستأجر برضى مؤسسة االئتماف
اإلهباري.
وعلى العموـ فإذا مل يتفق الطرفاف على كيفية تنفيذ االلتزاـ بالتسليم فإف القواعد اؼبشار إليها يف
اؼبقتضيات اؼبنظمة لعقد البيع يف قانوف االلتزامات والعقود ىي الواجبة التطبيق ،إال أهنا تبقى قواعد قانونية
مكملة غالبا ما هبري االتفاؽ على ما ىبالفها يف عقود االئتماف اإلهباري بإعفػاء مؤسسة اإلئتماف من أي
ضماف ومن أي مسؤولية فػي ىذا الشأف.
وتبقى مثل ىذه االتفاقات اؼبضمنة يف عقود االئتماف اإلهباري بديهية ماداـ أف اؼبستأجر ىو من
يعمل يف اغباالت العادية لبلئتماف اإلهباري على البحث عن اؼبورد وعن اؼبعدات أو االالت أو األصوؿ
التجارية أو العقارات اليت يريد من مؤسسة االئتماف سبويل شرائها ويقوـ بالتفاوض بشأهنا مع البائع
خبصوص الثمن واؼبواصفات التقنية وميعاد ومكاف التسليم ،وبالتايل فإف مؤسسة التمويل ال تًتدد يف
تضمُت العقد شروطا وبنودا تعفيها من كل مسؤولية ناذبة عن التأخَت يف التسليم وعدـ اؼبطابقة وعيوب
الشيء اؼببيع ،أو زبوؿ دبقتضاىا للمستأجر يف عقد البيع إقامة دعوى الضماف واؼبسؤولية ضد البائع،
خصوصا وأف اؼبؤسسة تفوض للمستأجر تسلم األمواؿ اؼبؤجرة مباشرة من يد البائع ،فبا يتعُت معو على
اؼبستأجر يف ظل ىذه البنود والشروط اؼبضمنة يف العقد التأكد من سبلمة ىذه األمواؿ ومطابقتها
للمواصفات اؼبتفق عليها.
ويتسلم اؼبستأجر األمواؿ موضوع عقد االئتماف اإلهباري من يد البائع مباشرة ليس بناء على
اؼبفاوضات اليت سبت بينهما وإمبا بناء على وكالة من مؤسسة التمويل اؼبشًتية ،وىي الوكالة اليت قد تكوف
صروبة ومضمنة يف عقد البيع أو دبوجب عقد مستقل ،أو تكوف ضمنية ومستخلصة من عقد االئتماف
ٓ-58غ ٓ٬ؽظخ إٔ اُلو ٚك ٢كوَٗب ٣و ٟإٔ ا٫ئزٔبٕ ا٣٩غبه٨ُ ١طَ اُزغبه ١رَو ١ػِ ٚ٤هٞاػل اُزَ٤٤و اُؾو ُ٨طَ اُزغبه ،١هاعغ
Michel Pédamon, op cit, p 243. :
اإلهباري نفسو ،وىي الوكالة أيضا اليت يكوف ؽبا تأثَت على ؾبموعة من اغبقوؽ بالنسبة للمستأجر إزاء
البائع ومؤسسة التمويل كما سنرى الحقا.
ويتػرتب عن االلتزاـ بالتسليم الذي يلقى مبدئيا على مؤسسة التمويل التزاـ آخر يقع على ىذه
األخَتة ىو التزامها بصيانة األشياء موضوع عقد االئتماف اإلهباري وفقا ؼبا ىو منصوص عليو يف القواعد
العامة لعقد الكراء ،حيث يوجب الفصل 932من ؽ.ؿ.ع على اؼبكري صيانة العُت اؼبكًتاة أثناء مدة
اإلهبار يف حالة تصلح معها ألداء الغرض الذي خصصت لو وفقا لطبيعتها ما مل يشًتط الطرفاف غَت
ذلك ،وإذا تقاعس اؼبكري (مؤسسة االئتماف) يف إجراء ىذه اإلصبلحات حق للمكًتي إجباره على
إجرائها قضاء ربت طائلة استصدار اؼبكًتي إذنا عن احملكمة بػإجرائها بنفسو وخصم قيمتها من األجرة.
وكما ىو الشأف بالنسبة لبللتزاـ بالتسليم فإف مؤسسات التمويل ال تًتدد يف تضمُت عقود االئتماف
اإلهباري شروطا ربمل اؼبستأجر دبوجبها صبيع اإلصبلحات وأشغاؿ الصيانة اليت تقتضيها األمواؿ موضوع
العقد سواء كانت إصبلحات بسيطة أو إصبلحات كربى بشكل ال تتحمل معو ىذه اؼبؤسسات أي التزاـ
يف ىذا الشأف.59
– 4االلتـزام بالضمان
يقع االلتزاـ بالضماف على عاتق اؼبؤجر أو اؼبكري دبقتضى الفصل 913من ؽ.ؿ.ع ،ويرد على
أمرين أوؽبما االنتفاع بالشيء اؼبكًتى وحيازتو ببل معارض ،وثانيهما استحقاؽ الشيء والعيوب اليت تشوبو،
وىو نفسو االلتزاـ الذي يقع على مؤسسة االئتماف اإلهباري جبميع تفاصيلو اؼبضمنة انطبلقا من الفصل
913إىل غاية الفصل 994من ؽ.ؿ.ع .وااللتزاـ بالضماف يقع بقوة القانوف ومل مل يشًتط وال وبوؿ حسن
نية اؼبكري (مؤسسة االئتماف) دوف قيامو ،ويقتضي امتناع اؼبكري عن كل ما يؤدي إىل تعكَت صفو حيازة
اؼبكًتي أو إىل حرمانو من اؼبزايا اليت كاف من حقو أف يعوؿ عليها ،سواء صدر ىذا االمتناع أو التعرض من
اؼبكري نفسو أو من اؼبكًتين اآلخرين أو من الغَت .كما تضمن مؤسسة االئتماف اإلهباري استحقاؽ الشيء
موضوع العقد من الغَت والعيوب اليت تعًتيو واليت من شأهنا أف تنقص من االنتفاع بو إىل حد ملموس أو
ذبعلو غَت صاٌف الستعمالو يف الغرض الذي أعد لو حبسب طبيعتو أو دبقتضى العقد.
٘ٛ-59بى ٖٓ اُزشو٣ؼبد ٖٓ ؽَٔ أَُزأعو َٓؤ٤ُٝخ اُظ٤بٗخ ف٬كب ُٔب ر٘ض ػِ ٚ٤اُوٞاػل اُؼبٓخ ك ٢ا٣٩غبهٜ٘ٓ ،ب اُزشو٣غ أُظو١
اُنٗ ١ض ك ٢أُبكح ٖٓ 9اُوبٗ ٕٞههْ َُ٘ 95خ 1995ػِ ٠إٔ أَُزأعو ِ٣زيّ ثبٍزؼٔبٍ ٝط٤بٗخ ٝإط٬ػ اٞٓ٧اٍ أُؤعوح ثٔب
٣زلن ٓغ ا٧ؿواع اُز ٢أػلد ُٜب ...
وإذا كانت ىذه اؼبقتضيات القانونية تعرؼ طريقها إىل التطبيق على عقود االئتماف اإلهباري فيما
ىبص العبلقة بُت مؤسسة االئتماف واؼبستفيد إذا مل تكن ىذه العقود تتضمن بنودا أخرى ـبالفة ؽبا ،فإف
الواقع يؤكد أف شركات التمويل تتجنب تطبيق ىذه اؼبقتضيات عليها بػإدراج شروط يف العقد تعفيها من
االلتزاـ بالضماف بصفة عامة طاؼبا أف مؤسسات االئتماف غالبا ما ال تطلع على األشاء موضوع العقد وإمبا
يكوف اؼبستأجر ىو من ىبتارىا ويبحث عنها وعن البائع ويتسلمها من ىذا األخَت مباشرة بناء على وكالة
من مؤسسة االئتماف اإلهباري اليت تصر على إعفائها من الضماف ونقلو إىل اؼبستأجر ؼبقاضاة البائع عن
العيوب اليت تعًتي الشيء اؼببيع موضوع عقد االئتماف اإلهباري أو عند عدـ تسليمو أو التأخَت يف ذلك.
ويثار تساؤؿ يف ىذا الصدد عن مآؿ عقد االئتماف اإلهباري يف حالة بطبلف أو إهناء أو فسخ عقد
البيع الذي يربط بُت اؼبورد ومؤسسة االئتماف اإلهباري.
جدير باإلشارة إىل أف حكم البطبلف أو اإلهناء أو الفسخ قد يصدر بناء على طلب البائع أو بناء
على طلب مؤسسة التمويل اؼبشًتية أو حىت بناء على طلب اؼبستأجر تأسيسا على الوكالة اؼبمنوحة لو من
طرؼ مؤسسة التمويل أو تفعيبل لدعوى الضماف اؼبنقولة إليو من طرؼ ىذه األخَتة.
مل يػجب اؼبشرع اؼبغريب وال نظَته الفرنسي عن ىذا اإلشكاؿ وترؾ اجملاؿ لؤلطراؼ لتضمُت عقد
االئتماف اإلهباري الشروط اليت يبكن فيها فسخو وفقا ؼبا جاء يف اؼبادة 133من ـ.ت ،فبا يفيد أنو كلما
تضمن العقد شرطا يوجب فسخو يف حالة إهناء عقد بيع األشياء ؿبلو فإف فسخ وإهناء عقد االئتماف
اإلهباري يقع طبقا للمادة أعبله وطبقا للفصل 431من ؽ.ؿ.ع.
غَت أف اعبواب ال يكوف متصورا هبذه السهولة دائما بدليل أف ؿبكمة النقض الفرنسية نفسها
متأرجحة بُت عدة مواقف خصوصا يف اغبالة اليت يصدر فيها حكم فسخ عقد البيع بناء على طلب
اؼبستأجر تفعيبل لدعاوى الضماف اؼبنقولة إليو من طرؼ مؤسسة االئتماف ،فهكذا قررت الغرفة اؼبدنية األوىل
حملكمة النقض الفرنسية بأف إهناء عقد البيع يؤدي يف صبيع اغباالت إؿ فسخ عقد االئتماف اإلهباري بأثر
رجعي ، 60يف حُت قررت الغرفة التجارية بذات احملكمة أنو يتعُت التمييز بُت حالتُت حبسب ما إذا كاف
العقد متضمنا لشروط عدـ الضماف من عدمو ،ففي حالة غياهبا فإف إهناء عقد البيع يرتب بطبلف عقد
االئتماف اإلهباري ويف حالة تضمُت العقد ىذه الشروط فإف العقد على خبلؼ ذلك يبقى قائما وساريا.61
وأماـ ىذا التضارب بُت الغرفتُت أعبله تدخلت الغرفة اؼبختلطة بذات احملكمة لتقرر يف قرار ؽبا بتاريخ
62
-Ch mixte 23/11/1990, Bull. civ. Ch. Mixte N° 2 et 3, P 3 et 4.
63
-Larroumet note sur Cass. Ch. Mixte 23/11/1990, cité par Thierry Bonneau, op cit, P 373.
64
-Cass. Com 21/3/1995. Bull. Civ IV, N° 94, P 85.
65
- Cass. Com 12/10/1993 ; 26/10/1993. J.C.P. 1994, ed II, p 548.
66
- Cass. Com 26/10/1993 et 4/1/1994, cité par Thierrey Boxineau, op cit, P 374.
67
- Thierrey Bonneau, op cit, P 374.
ثانيا :التزامات المستأجر (المستفيد من التمويل)
ورد التنصيص على التزامات اؼبكًتي كطرؼ يف عقد الكراء العادي يف الفصل 993من ؽ.ؿ.ع
ؿبددا إياىا يف التزامُت أساسيُت أوؽبما أداء الوجيبة الكرائية اؼبتفق عليها وثانيهما احملافظة على الشيء
اؼبكًتى واستعمالو دوف إفراط أو إساءة ،إذ جاء يف الفصل اؼبذكور ما يلي " :يتحمل اؼبكًتي بالتزامُت
أساسيُت:
أ -أف يدفع الكراء؛
ب -أف وبافظ على الشيء اؼبكًتى وأف يستعملو بدوف إفراط أو إساءة وفقا إلعداده الطبيعي أو
ؼبا خصص لو دبقتضى العقد".
وبناء عليو ،سنتناوؿ التزامات اؼبستأجر يف عقد االئتماف اإلهباري يف ضوء ىذه اؼبقتضيات العامة
الواردة يف قانوف االلتزامات والعقود انطبلقا من الفصل 993إىل غاية الفصل 929منو ،مع مراعاة خصوصية
ىذه االلتزامات بشكل يتوافق مع مضامُت عقد االئتماف اإلهباري طاؼبا أف اؼبقتضيات القانونية أعبله عبارة
عن قواعد مكملة هبوز االتفاؽ على ـبالفتها وتعديلها ،وبشكل يراعي االستثناءات اليت أوردىا اؼبشرع
نفسو على ىذه اؼبقتضيات العامة يف عقد الكراء.
– 4االلتزام بأداء الواجبات الكرائية
إف التزاـ اؼبستأجر بأداء الواجبات الكرائية ىو مقابل انتفاعو بالشيء موضوع عقد االئتماف
اإلهباري سواء كاف منقوال أو عقارا أو أصبل ذباريا أو أي ماؿ أو حق معنوي آخر ،وتعترب السومة الكرائية
ركنا أساسيا يف عقد الكراء بدوهنا ال تقوـ ؽبذا العقد قائمة ،إال أهنا مل ربظ بتنظيم قانوين يف قانوف االئتماف
اإلهباري 68باستثناء بعض اؼبقتضيات الواردة يف اؼبادة 131مدونة التجارة بشأف االئتماف اإلهباري العقاري
واليت تقضي باستبعاد مقتضيات قانوف الكراء السكٍت واؼبهٍت وقانوف الكراء التجاري وقانوف مراجعة الوجيبة
الكرائية للمحبلت اؼبعدة للكرائُت اؼبذكورين ،حيث نصت اؼبادة 131اؼبذكورة على ما يلي "ال تطبق على
عقد االئتماف اإلهباري العقاري مقتضيات القانوف رقم 97344اؼبتعلق بتنظيم العبلقات التعاقدية بُت اؼبكري
واؼبكًتي للمحبلت اؼبعدة للسكٌت أو لبلستعماؿ اؼبهٍت الصادر بتنفيذه الظهَت الشريف رقم 43433444
بتاريخ 49ؿبرـ 45(4349نوفمرب )4143ومقتضيات القانوف رقم 15349اؼبتعلق بكراء العقارات أو احملبلت
ٝ-68مُي ػِ ٠ف٬ف أُشوع أُظو ١اُن ١فظض ُٜنا اُ٫زياّ ُٝـ٤و ٖٓ ٙاُزيآبد أَُزأعو ك ٢هبٗ ٕٞاُزأع٤و اُزٔ ٢ِ٣ٞههْ 95
َُ٘خ 1995ػلح ٓوزؼ٤بد ؽ٤ش ٗض ٓض ٬ك ٢أُبكح ٛ ٖٓ 11نا اُوبٗ ٕٞػِ ٠إٔ أَُزأعو ِ٣زيّ ثإٔ ٣ؤك ١ا٧عوح أُزلن ػِٜ٤ب ك٢
أُٞاػ٤ل ٝٝكوب ُٝ٨ػبع اُٞاهكح ك ٢اُؼول٣ٝ ،غٞى ا٫رلبم ػِ ٠اٍزؾوبم أُؤعو ُِؤ٤خ ا٣٩غبه٣خ ًبِٓخ ٘٣ ُْ ُٞٝزلغ أَُزأعو
ثبُٔبٍ أُؤعو ؽبُٔب إٔ اَُجت ٣ ٫وعغ إُ ٠أُؤعو".
اؼبخصصة لبلستعماؿ التجاري أو الصناعي أو اغبريف الصادر بتنفيذه الظهَت الشريف رقم 4349355بتاريخ
43شواؿ 42( 4137يوليو )4149ومقتضيات القانوف رقم 17313اؼبتعلق بكيفية مراجعة أشباف احملبلت اؼبعدة
للسكٌت أو لبلستعماؿ اؼبهٍت أو التجاري أو الصناعي أو اغبريف الصادر بتنفيذه الظهَت الشريف رقم
43173431بتاريخ 45من ذي القعدة 31( 4142نوفمرب .")4117
وقد استبعد قانوف الكراء التجاري رقم 15349بدوره من نطاؽ تطبيقو عقود االئتماف اإلهباري
العقاري حيث ورد يف البند 2من مادتو الثانية ما يلي " :ال زبضع ؼبقتضيات ىذا القانوف ...عقود
االئتماف اإلهباري العقاري".
وتطبيقا ؽبذه االستثناءات فإف ربديد السومة الكرائية ومراجعتها ىبضع ؼبطلق حرية إرادة الطرفُت
اؼبتعاقدين يف عقد االئتماف اإلهباري بصفة عامة وعلى وجو اػبصوص يف عقد االئتماف اإلهباري العقاري
وال تتقيد الزيادة فيها بالقيود والنسب الواردة يف القانوف رقم ،17313واليت تتمثل أنبها يف ضرورة مرور ثبلث
سنوات على األقل على إبراـ عقد الكراء أو على آخر مراجعة اتفاقية أو قضائية ،وأال تتجاوز نسبة الزيادة
%41من آخر سومة كرائية ،وبالتايل فإنو وبق للمؤجر تضمُت العقد شرطا هبيز لو الزيادة يف السومة الكرائية
وقت ما شاء وبالنسبة واؼببلغ الذي يراه مبلئما الستيفاء دينو أصبل وفائدة ورحبا وصائرا.
ووبق لطريف عقد االئتماف اإلهباري االتفاؽ على ربديد األجل الذي يؤدى فيو الكراء إما شهريا أو
دوريا أو سنويا يف بداية اؼبدة اؼبتفق أو يف هنايتها ،كما هبوز ؽبما االتفاؽ على أداء الكراء بصفة كاملة
مقدما ،وإف كاف مثل ىذه االتفاؽ يتناىف مع اؽبدؼ التمويلي لعقد االئتماف اإلهباري ،ألنو لو كاف
اؼبستأجر قادرا على أداء مبلغ اإلهبار كامبل منذ البداية ؼبا عبأ أصبل إىل ىذه التقنية لتمويل مشروعو.
ال يأخذ فيو بعُت االعتبار وكما سبقت اإلشارة فإف ربديد األجرة يف عقد االئتماف اإلهباري
فقط مقابل انتفاع اؼبكًتي باألمواؿ اؼبؤجرة ولكن ايضا الرأظباؿ اؼبتمثل يف شبن شرائها وىامش الربح اؼبتوخى
من طرؼ مؤسسة التمويل واؼبصاريف اليت أنفقتها يف العملية برمتها.
ووبظى أداء الواجبات الكرائية حبماية قانونية واتفاقية كبَتة يف عقد االئتماف اإلهباري ،ذلك أف
سباطل اؼبستأجر عن أدائها يؤدي إىل فسخ العقد وفق ما تنص عليو مقتضيات الفصل 954من ؽ.ؿ.ع،
بل إف شركات التمويل تدرج شروطا فاسخة يف العقد زبوؿ ؽبا اسًتجاع األمواؿ موضوع العقد دبجرد
تقاعس اؼبستأجر عن أداء قسط واحد من الواجبات الكرائية اؼبتفق عليها ،وىي اإلمكانية اليت أكدىا
مشرع مدونة التجارة نفسو يف اؼبادة 139منها بشأف االئتماف اإلهباري العقاري ،واليت ال نرى مانعا وبوؿ
دوف تطبيقها حىت على االئتماف اإلهباري للمنقوؿ ولؤلصل التجاري خصوصا وأف ىذه اإلمكانية غالبا ما
تكوف متاحة ببنود العقد ،69ويف ىذا الصدد تنص اؼبادة 139أعبله على أنو " :يف حالة عدـ تنفيذ اؼبكًتي
اللتزاماتو التعاقدية اؼبتعلقة بأداء اؼبستحقات الناصبة عن االئتماف اإلهباري الواجبة األداء ،فإف رئيس
احملكمة ـبتص بصفتو قاضيا للمستعجبلت لؤلمر بإرجاع العقار بعد معاينة واقعة عدـ األداء".
ويف ىػذا الصدد قضت احملكمة التجارية دبراكش يف أمر صادر عنها بتاريخ 4141/5/49ربت رقم
111يف اؼبلف االستعجايل عدد 4141/2414/375دبا يلي" :حيث إنو ما داـ قد ثبت من االطبلع على
العقد الرابط بيػن الطرفُت أنو ىبضع ؼبقتضيات اؼبادة 134وما يليها من مدونة التجارة ،وما داـ قد تبيػن أف
اؼبدعى عليها تقاعست عن أداء بعض األقساط وأف اؼبدعية وجهت ؽبا رسالة تدعوىا فيهػا إلػى حػل النػزاع
وديا طبقػا للفقػرة اػبامسػة من اؼبػادة 19من العقد واؼبادة 133من مدونة التجارة م وجهت ؽبا إنذارا بأداء
أقسػاط الكػراء اؼبتفق عليها ،غيػر أف تبليػغ الرسالتيػن معػا بواسطة الربيد اؼبضمػوف رجػع دببلحظة أف الطػي مل
يطلب ،فإف ىػذا العقػد (عقد اإلئتماف اإلهباري) أصبح مفسوخػا بقوة القانوف عمبل دبقتضيات الفصل 12
منو ،وتبعا لذلك تكوف اؼبدعيػة ؿبقة يف اللجػوء إىل قاضي اؼبستعجبلت من أجل معاينة عدـ تنفيذ العقد
واألمر بإرجػاع العقار تطبيقػا للمػادة 139من مدونة التجػارة.2
ويف نفس االذبػاه ذىب قرار حملكمة االستئنػاؼ التجارية دبراكش بتاريخ 4141/44/44جاء يف تعليلو
ما يلػي ..." :ؼبا كاف ثابتػا من عقد التمويل اإلهباري وخاصة البنػذ 13منو أنو يف حالة عػدـ أداء قسػط
من أقسػاط الكػراء يفسػخ العقد بقوة القانوف بعد توجيػو إنػذار بالدفػع بواسطػة الربيػد اؼبضمػوف مػع اإلشعار
بالتوصػل ،وؼبا كاف ثابتػا مػن أوراؽ اؼبلف أف اؼبستأنف (اؼبستأجػرة) توقفػت عػن تسديد أقسػاط الكراء منػذ
4147/13/47وترتب بذمتها مبلػغ 433113159،41درىم إىل غايػة 4145/19/13شامبل لؤلقسػاط اغبالػة الغيػر
مؤداة والرأظباؿ اؼبتبقػى ،وأف اؼبستأنف عليها (ال ُػمؤجرة شركػة التمويل) وجهت ؽبا رسالة بواسطة الربيػد
اؼبضموف رجعت بعبارة مل يطلب حسب البيػن من طػي الربيد اؼبؤرخ يف ،4145/15/44فإف الشرط الفاسػخ
ٓ ٞٛٝ -69ب أًل ٙاُوؼبء أُـوث ٢ك ٢ػلح ٓ٘بٍجبد ٜٓ٘ب آ٧و اٍ٫زؼغبُ ٢اُظبكه ػٖ اَُ٤ل هئ ٌ٤أُؾٌٔخ اُزغبه٣خ ثبُلاه اُج٤ؼبء
ههْ 5946ثزبه٣ـ 2014/12/9ك ٢أُِق ع 2014/8104/5529عبء كٓ ٚ٤ب" : ٢ِ٣ؽ٤ش إٕ أُلػ ٠ػِ٣ ُْ ٚ٤ؤك ٝاعجبد اٌُواء
اُشٜو ١هؿْ ؽِ ٍٞآعبُٜب ٝ،ؽ٤ش أٗنهد أُلػ٤خ أُلػ ٠ػِ ٚ٤ثأكاء ٓب ثنٓز ٚثٔوزؼ ٠اٗ٩ناه أُٞعٝ ُٚ ٚاُن ١ثو ٢ثل ٕٝعلٟٝ
ٝؽ٤ش إٗ ٚثنُي ٣زؼٓ ٖ٤ؼب٘٣خ إف ٍ٬أُلػ ٠ػِ ٚ٤ثبُزيآبرٝ ٚثبُزبُٓ ٢ؼب٘٣خ إٔ اُؼول أػ ٙ٬هل كَـ ثوٞح اُوبٗ ٕٞثؼل رؾون اُشوؽ
اُلبٍـٝ ،ؽ٤ش إٗٝ ٚثؼل كَـ اُؼول أػ٣ ُْ ٙ٬جن ُِٔلػ ٠ػِ ٚ٤أٓ ١جوه ُٞػغ ٣ل ٚ٣ػِ ٠أُ٘و ٍٞأُنًٞه ٗٝظوا ٕ٧اٍ٫زٔواه ك٢
اٍزؼٔبُ ٖٓ ٚشأٗ ٚإٔ ٣ؤك ١إُ ٠أُي٣ل ٖٓ ا٧ػواه ٣جوه رلفَ هبػ ٢أَُزؼغ٬د ُٞػغ ؽل ُ ٚؽجوب ُِٔبكح ٖٓ 21هبٗ ٕٞإؽلاس
أُؾبًْ اُزغبه٣خ" ؽ.ّ.
–2أٓـو هؼبئ ٢ؿ٤ـو ٓ٘شـٞهٗ ٞٛٝ ،لٌ ٓب عبء ك ٢أٓو آفو طبكه ػٖ ٗلٌ أُؾٌٔخ رؾذ ههْ 940ثزبه٣ـ 2019/11/26ك٢
أُِق ػلك ،2019/8101/941ؿ٤ـو ٓ٘شـٞه.
يكوف قد ربػقق يف النػازلة وأصبحت حيػازة اؼبستأنفػة للمدعػى فيػو (العقار ال ُػمؤجر) بدوف سنػد مشػروع
1
ويبقػى قاضي اؼبستعجبلت ـبتصػا ؼبعاينػة ربقق الشػرط الفاسػخ وطرد اؼبستأنفة من ؿبػل الكػراء"
وال هتم اؼبدة اليت زبلف فيها اؼبستأجر عن أداء الواجبات الكرائية ،ويستوي أف تكوف طويلة أو
قصَتة ،بل إنو حىت ولو أمسك عن أداء وجيبة شهر واحد فإف العقد يفسخ ،2وال تطبق يف ىذا اإلطار
مقتضيات القانوف رقم 49/15اؼبتعلق بالكراء التجاري واليت تستوجب يف مادتو الثامنة أال تقل اؼبدة عن
ثبلثة أشهر ،كما أف ىذا الفسخ ال يتوقف على ضرورة توجيو إشعار باإلفراغ ومنح اؼبكًتي أجل 49يوما
وفق ما تنص عليو اؼبادة 49من القانوف رقم 49/15اؼبستبعد دبوجب اؼبادة 131من ـ.ت .
ووبظى أداء الواجبات الكرائية أيضا بضمانات كثَتة سواء انصب العقد على اؼبنقوؿ أو على
العقار ،فاألمواؿ اؼبؤجرة تبقى يف ملكية مؤسسة التمويل فبا يشكل ضمانة قوية الستيفاء الواجبات
الكرائية ،وقد ينصب العقد على العقار فقط أما اؼبنقوالت فتبقى يف ملكية اؼبستأجر فبا وبق معو للمؤجر
حبسها طبقا ؼبقتضيات الفصل 921من ؽ.ؿ.ع.3
ويتػرتب عػن بقاء األمواؿ اؼبؤجرة موضوع عقػد اإلئتماف اإلهباري يف ملكيػة مؤسسة اإلئتماف إىل
غايػة هناية العقػد وتفعيػل اؼبستأجػر ػبيار الشراء ،إمكانية احتجاج مؤسسػة اإلئتماف هبػذا اغبق (حق اؼبلكية)
يف مواجهة األغيػار دبن فيهم دائٍت اؼبستأجػر ،فإذا حػدث أف ُحجػزت ىػذه األمواؿ حجػزا تنفيذيػا لفائدة
أحػد دائنػي اؼبستأجػر فإنو وبق للمؤجػر مؤسسة اإلئتمػاف اؼبطالبة باستحقاؽ ىػذه األمػواؿ وإخراجها مػن
اغبجػز طبقا ؼبقتضيات الفصل 192من ؽ.ـ.ـ ،وىػذا ما أكدتو احملكمة التجارية دبراكش يف حكمها
الصادر بتاريخ 4142/44/44والػذي جػاء فيػو " :حيث إف اؼبدعيػة تقدمت بدعواىا يف إطار الفصل 192
من ؽ.ـ.ـ اؼبتعلق بإدعاء األغيار ملكية اؼبنقوالت احملجػوزة يف إطار اغبجػز التنفيذي وعػززت دعواىا باألمر
الصادر عػن رئيس احملكمة بإيقاؼ التنفيػذ كما عززت دعواىا دبا يفيػد ملكيتها للشاحنػة موضوع اغبجػز
–1هـواه طبكه ػـٖ ٓؾٌٔخ اٍ٫زئ٘ـبف اُزغبه٣خ ثٔواًش رؾذ ههْ 1131ثزبه٣ـ 2020/11/11ك ٢أُِق ػـلك
2020/8225/237ؿ٤و ٓ٘شٞه.
–2كٛ ٢ـنا اُظلك عبء ك ٢أٓو طبكه ػٖ اَُ٤لح ٗبئجخ هئ ٌ٤أُؾٌٔخ اُزغبه٣خ ثٔواًش رؾذ ههْ 698ثزبه٣ـ 2020/12/01ك٢
أُِق ػـلك ٓ 2020/8101/714ب " : ٢ِ٣ؽ٤ش ٓب كاّ ػول ا٩ئزٔبٕ ا٣٩غبه٣ ١قؼغ ُٔوزؼ٤بد أُبكح ٓٝ 431ب ٜ٤ِ٣ب ٖٓ ٓلٗٝخ
اُزغبهح ٓٝب كاّ هل رج٤ـٖ إٔ أُلػ ٠ػِٜ٤ب روبػَذ ػٖ أكاء ثؼغ ا٧هَبؽٝ ،ػٔ ٬ثٔوزؼ٤بد اُؼول اُز ٢ر٘ض ػِ ٠أٗ ٚك ٢ؽبُخ
ػـلّ أكاء هَؾ ٝاؽل كٞٓ ٢ػل٣ ٙظجؼ اُؼول ٓلَٞفب ثوٞح اُوبٗ ٕٞثؼل رٞع ٚ٤إٗـناه ُِٔلػ ٠ػِٓٝ ،ٚ٤ب كاّ إٔ أُلػ٤خ ٝعٜذ ُِٔلػ٠
ػِٜ٤ب هٍبُخ ثبُجو٣ل ُٔؼٔ ٕٞرلػٛٞب كٜ٤ب إُ ٠ؽـَ اُ٘ـياع ٝك٣ب ؽجوب ُِؼول ٝأُبكح ٓ ٖٓ 433لٗٝخ اُزغبهح ًٔب رلػٛٞب إُ ٠أكاء
ا٧هَبؽ أُزورجخ ثنٓزٜب هعغ ثٔ٬ؽظخ ؿ٤ـو ٓطبُت ثٝ ،ٚإٍز٘بكا ُٔوزؼ٤بد اُؼول اُز ٢ر٘ض ػِ ٠إٔ أُلػ٤خ رٌٓ ٕٞؾوخ ك ٢اُِغٞء
إُ ٠هبػ ٢أَُزؼغ٬د ٖٓ أعَ ٓؼب٘٣ـخ ػـلّ ر٘ل٤ن اُؼول ٝؽِت آ٧و ثبٍزوعبع اُ٘بهِخ كئٕ اُطِت ٌٕٞ٣كٓ ٢ؾِ٣ٝ ٚزؼ٤ـٖ
اٍ٫زغبثخ ُ "ٚؿ٤و ٓ٘شٞه.
٘٣ - 3ض اُلظَ ٖٓ 684م.ٍ.ع ػِٓ ٠ب ٌُِٔ" : ٢ِ٣و ١ؽن اُؾجٌ ،ػٔبٗب ٌُِواء اُؾبٍ ٝاُن٣ ١ؾَ ف ٍ٬اَُ٘خ اُغبه٣خ ،ػِ٠
ا٧صبس ٝؿ٤وٛب ٖٓ ا٧ش٤بء أُ٘وُٞخ أُٞعٞكح ك ٢أُؾ٬د أٌُزواحٝ ،أًُِٔٞخ إٓب ٌُِٔزو ١أٌُِٔ ٝزو ١اُلوػ ،٢أ ٝؽزُِ ٠ـ٤و".
كما ىو واضػح من عقػد اإلئتماف اإلهبػاري الذي وبافظ للمدعيػة باعتبارىا ماكبػة للقػرض على ملكيػة
الناقلػة ،الشيء الذي تكوف معػو ؿبقة يف طلبها يتعيػن االستجابة لو باستحقاقها للناقلة موضوع ؿبضػر
1
اغبجػز التنفيذي
غَت أف مؤسسات االئتماف اإلهباري ال تقتصر على ىذه الضمانات القانونية وإمبا ربرص ،ماداـ
أهنا ىي الطرؼ القوي يف العقد ،على اغبصوؿ على ضمانات أخرى بناء على اتفاؽ مع اؼبستأجر ،قد
تكوف ضمانات عينية عبارة عن رىن أحد عقارات اؼبستأجر أو ضمانات شخصية تبقى الكفالة التضامنية
أنبها خصوصا عندما يكوف اؼبستأجر شخصا اعتباريا فتطلب مؤسسة التمويل كفالة فبثلو القانوين أو احد
من األغيار بصفة شخصية.70
والبد من اإلشارة يف هنايػة اغبديث عػن االلتػزاـ بأداء الواجبات الكرائيػة موضوع عقد اإلئتمػاف
اإلهباري إىل أف القرارات الصادرة عػن ؿباكػم االستئناؼ يف الطلبات اؼبتعلقة بأداء ىػذه الواجبات
ومراجعاهتا غيػر اؼبقرونػة بالفسخ ال تقبل الطعػن بالنقض طبقا للفصل 393من ؽ.ـ.ـ طاؼبا أف عقػد
اإلئتماف اإلهبػاري يبػدأ إهباراً وىبضع مبدئيا عبميع األحكاـ اؼبنظمة لعقد الكراء يف قانوف االلتػزامات
والعقود وللمقتضيات اؼبسطرية اؼبتعلقة بالطعػن يف األحكاـ الصادرة فيو .ويف ىػذا الصدد قضت ؿبكمة
النقض بتاريخ 4141/17/43من تلقاء نفسها بعدـ قبوؿ الطعػن بالنقض ضد القرار االستئنايف الصادر يف
طلب أداء مستحقات الكػراء الناذبة عػن عقد إئتماف إهباري إذ جاء يف تعليل قرارىا ما يلي "حيث جاء يف
الفصل 393من ؽ.ـ.ـ على أنو "تبت ؿبكمة النقض ما مل يصدر نص صريح خببلؼ ذلك يف -4 :الطعن
بالنقض ضد األحكاـ اإلنتهائية الصادرة عن ؿباكم اؼبملكة باستثناء الطلبات اليت تقل عػن عشرين ألف
درىم والطلبات اؼبتعلقة باستيفاء واجبات الكػراء والتحمبلت الناذبػة عنو أو مراجعة السومة الكرائية" وؼبا
كاف موضوع الدعػوى ىو أداء االستحقاقات الناذبة عػن عقد إئتماف إهباري والذي حسب اؼبػادة 134من
مدونة التجارة يتعلق بكراء منقوؿ أو عقاري ،وبالتايل فاؼببالغ اؼبطالب هبا ىي مستحقات كػراء اليت ال تقبل
2
الطعن بالنقض طبقا للمقتضى التشريعي أعػبله ،فبا تعيػن معػو التصريح بعدـ قبوؿ الطلب"
–1ؽٌْ طبكه ػـٖ أُؾٌٔخ اُزغبه٣خ ثٔواًش رؾذ ههْ 3211ثزبه٣ـ 2018/12/12ك ٢أُِق ػلك 2018/8232/2047ؿ٤و
ٓ٘شٞه.
-70هاعغ ٗغ ٟٞإثوا ْ٤ٛاُجلاُ ،ً ّ ،٢ص 343.
–2هواه ٓؾٌٔخ اُ٘وغ ثزبه٣ـ 2020/07/23ك ٢أُِق اُزغبه ١ػلك 2019/1/3/1866ؿ٤و ٓ٘شٞه.
مل يرد أي مقتضى يف مدونة التجارة وال يف القانوف رقم 413344وبدد مدى ىذا االلتزاـ بالنسبة
للمستأجر يف عقد االئتماف اإلهباري ،فبا يتعُت معو تطبيق أحكاـ قانوف االلتزامات والعقود يف غياب أي
بند يف العقد ،وذلك على خبلؼ اؼبشرع اؼبصري الذي خصص لو اؼبادة 5من القانوف رقم 59لسنة 4559
واليت تنص يف فقرهتا األوىل على أف "اؼبستأجر يلتزـ باستعماؿ وصيانة وإصبلح األمواؿ اؼبؤجرة دبا يتفق مع
األغراض اليت أعدت ؽبا ووفقا للتعليمات اليت يسلمها إليو اؼبؤجر بشأف األصوؿ الفنية الواجب مراعاهتا
سواء أكانت مقررة بواسطتو أو بواسطة اؼبورد أو اؼبقاوؿ".
ويقع على اؼبكًتي أو اؼبستأجر دبوجب الفصل 971من ؽ.ؿ.ع واجب إخطار اؼبؤجر بدوف إبطاء
بكل الوقائع اليت تقتضي تدخلو سواء تعلقت باإلصبلحات اؼبستعجلة أو باكتشاؼ عيوب غَت متوقعة أو
حبصوؿ غصب أو بادعاء اؼبلكية أو غَتىا من اغبقوؽ العينية أو باألضرار اغباصلة بفعل الغَت ربت طائلة
مساءلتو بالتعويض ،كما يقع عليو واجب عدـ إدخاؿ تغيَتات على األمواؿ اؼبؤجرة بدوف إذف مؤسسة
االئتماف حيث يتعُت عليو ردىا إليها باغبالة اليت تسلمها عليها طبقا للفصل 979من ؽ.ؿ.ع ،مع مراعاة
ما يلحقها من اندثار واستهبلؾ نتيجة استعماؽبا طيلة مدة سرياف عقد االئتماف اإلهباري.
وعمبل بالفصل 993من ؽ.ؿ.ع يلتزـ اؼبستأجر باستعماؿ األمواؿ اؼبؤجرة وفقا إلعدادىا الطبيعي
أو ؼبا خصصت لو دبقتضى العقد مع بدؿ عناية الرجل اؼبعتاد يف ىذا االستعماؿ ،فإذا مت إهبار سفينة لنقل
الركاب فبل هبوز استخدامها يف نقل البضائع ،71وإذا مت إهبار عقار ؼبزاولة نشاط مهٍت أو ذباري فبل هبوز
استعمالو للسكن.
وإذا كانت أشغاؿ الصيانة تقع مبدئيا على اؼبؤجر ،طبقا للفصل 932من ؽ.ؿ.ع فإف عقود
االئتماف اإلهباري غالبا ما تتضمن بنودا تعفي مؤسسات التمويل من ىذا االلتزاـ وتضعو على عاتق
اؼبستأجر حيث يتحمل صبيع أشغاؿ الصيانة من إصبلحات بسيطة وكربى ومستعجلة تأسيسا على ىذه
البنود االتفاقية ،مع التأكيد أف مثل ىذا االتفاؽ هبد سنده يف إمكانية انتقاؿ األمواؿ اؼبؤجرة إىل اؼبستأجر
عند هناية العقد إذا استعمل حقو يف شرائها ،وبالتايل يبقى شرط إعفاء اؼبؤجر من االلتزاـ بالصيانة شرطا
منطقيا.
ويًتتب عن االلتزاـ باحملافظة على األمواؿ اؼبؤجرة التزامات أخرى فرعية من قبيل التزاـ اؼبستأجر
بعدـ نقل ملكية األمواؿ اؼبذكورة إىل الغَت لكوهنا ال ذبري على ملكيتو وال يعدو إال منتفعا هبا إىل غاية
هناية العقد ،كما يلتزـ بعدـ تغيَت مكاف استغبلؿ ىذه األمواؿ إال دبوافقة اؼبؤجر.
-71كب٣ي ٗؼ ْ٤هػٞإ ،ػول اُزأع٤و اُزٔ ،ً ّ ،٢ِ٣ٞص .204
وإذا كاف هبوز للمستأجر طبقا للقواعد العامة كراء العُت اؼبكًتاة كراء من الباطن أو تولية الكراء
والتنازؿ عن عقد الكراء لغَته بالنسبة إىل الشيء كلو أو بعضو ،ما مل يبنع عليو ذلك يف العقد ،72فإف عقود
االئتماف اإلهباري غالبا ما ال تسمح هبذا اغبق للمستأجر ،وتتضمن بنودا و شروطا ربوؿ بينو وبُت تولية
الكراء والتنازؿ عن عقد الكراء لغَته بالنظر للطابع الشخصي الذي يبيز عقد االئتماف اإلهباري .أما إذا مل
يتضمن العقد أي شرط مانع من مباشرة ىذا اغبق فإف التنازؿ أو الكراء من الباطن الصادر عن اؼبستأجر
73
يبقى صحيحا بشرط أف تباشر بشأنو إجراءات حوالة اغبق اؼبنصوص عليها يف الفصل 459من ؽ.ؿ.ع
مع مبلحظة أنو وبق ؼبؤسسة االئتماف بدورىا باعتبارىا دائنة التنازؿ عن عقد االئتماف اإلهباري ؼبؤسسة
أخرى دوف موافقة اؼبستأجر ،بل إف مؤسسة التمويل بإمكاهنا تفويت األمواؿ موضوع عقد االئتماف
اإلهباري كبل أو بعضا مع التزاـ اؼبفوت إليو جبميع التزاماهتا وبقاء ىذه األخَتة ضامنة وفق ما نصت عليو
اؼبادة 134من مدونة التجارة اليت جاءت على الصياغة التالية " :يف حالة تفويت ماال تشملو عملية ائتماف
إهباري ،فإف على اؼبفوت إليو أف يتحمل طيلة مدة العملية نفس التزامات اؼبفوت الذي يبقى ضامنا".
وإذا مت التنازؿ عن الكراء على الوجو القانوين السليم أو دبوافقة اؼبؤجر ،فإف اؼبتنازؿ إليو (اؼبستأجر
اعبديد) يصبح طرفا أساسيا يف عقد االئتماف اإلهباري وـباطبا جبميع االلتزامات واغبقوؽ اليت كانت مقررة
للمستأجر األصلي اؼبتنازؿ من قبيل أداء الواجبات الكرائية يف ميعادىا واحملافظة على األمواؿ اؼبؤجرة
واستعماؽبا فيما أعدت لو حبسب العقد ويصبح من حقو أيضا شراء األمواؿ اؼبؤجرة تفعيبل غبق اػبيار
اؼبضمن يف العقد أو إهناء العقد أو ذبديده.
غَت أنو ؼبا كاف الكراء من الباطن أو التنازؿ عن عقد االئتماف اإلهباري يعد تعديبل من التعديبلت
اليت غبقتو من حيث أطرافو سواء تعلق األمر باؼبؤجر أو باؼبستأجر فإنو يتعُت إشهار ىذا التعديل طبقا ؼبا
تنص عليو اؼبادة 139من مدونة التجارة والقانوف رقم 44342اؼبتعلق بالضمانات اؼبنقولة واؼبرسوـ الصارد
بتطبيقو.
وإذا مت التنازؿ أو الكراء من الباطن دبوافقة مؤسسة التمويل فإف العبلقة تنشأ مباشرة بُت ىذه
األخَتة واؼبستأجر اعبديد بشكل يعفى معو اؼبستأجر األصلي من أية مسؤولية.
أما إذا أجري التنازؿ والكراء من الباطن بدوف موافقة مؤسسة التمويل وكاف العقد خاليا من أي بند
يبنع اؼبستأجر من إجرائهما فإف اؼبستأجر األصلي يبقى ضامنا للمستأجر الفرعي وملتزما بصفة شخصية
-72اُلظَ ٖٓ 668م.ٍ.ع.
٘٣-73ض اُلظَ ٖٓ 673م.ٍ.ع ػِ ٠أٗ" : ٚرطجن ك ٢اُز٘بىٍ ػٖ اٌُواء اُوٞاػل أُووهح ك ٢ثبة ؽٞاُخ اُؾوٞمٛٝ .نا اُز٘بىٍ ٣زورت
ػِ ٚ٤ؽِ ٍٞأُز٘بىٍ ُٓ ٚؾَ أُز٘بىٍ ك ٢اُؾوٞم ٝاُ٫زيآبد اُ٘بشئخ ػٖ ػول اٌُواء".
إزاء اؼبؤجر مؤسسة التمويل جبميع اإللتزامات الناشئة عن العقد اللهم إذا تسلمت الكراء من يد اؼبستأجر
الفرعي أو اؼبتنازؿ لو دوف ربفظ ضد اؼبستأجر األصلي أو قبلت صراحة عقد الكراء ربت اليد (من الباطن)
أو التنازؿ عن الكراء كما سبقت اإلشارة ،بل إف اؼبؤجر شركة التمويل يبقى ؿبقا يف مباشرة دعوى ضد
اؼبستأجر من الباطن يف صبيع اغباالت اليت تكوف لو يف مواجهة اؼبستأجر األصلي والكل وفقا ؼبقتضيات
الفصلُت 971و 974من ؽ.ؿ.ع.
– 3االلتزام برد األموال المؤجرة
إف التزاـ اؼبستأجر برد األشياء موضوع عقد الكراء مقرر دبوجب الفصل 979من ؽ.ؿ.ع الذي
ينص على أنو "يلتزـ اؼبكًتي برد العُت عند انقضاء األجل احملدد"...
وىو التزاـ يأيت يف هناية العقد ويكتسي خصوصية يف عقد االئتماف اإلهباري الذي ىبوؿ للمستأجر
ثبلث خيارات عند انتهاء العقد إما شراء األمواؿ اؼبؤجرة وإما ذبديد العقد باتفاؽ مع اؼبؤجر وإما رد ىذه
األمواؿ ؼبؤسسة التمويل ،دبعٌت أف التزاـ اؼبستأجر برد األمواؿ اؼبؤجرة ال يقوـ إال يف حالة عدـ تفعيل
اػبيارين اآلخرين ،حبيث تستمر حيازتو ؽبا يف حالة ذبديد العقد وتنتقل ملكيتها إليو يف اغبالة اليت ىبتار
فيها شراء ىذه األمواؿ.
وبناء عليو ،فإذا اختار اؼبستأجر عند هناية العقد عدـ ذبديده وعدـ شراء األمواؿ اؼبؤجرة ،فإنو يقع
عليو واجب رد ىذه األمواؿ إىل مؤسسة التمويل على اغبالة اليت تسلمها أثناء إبراـ العقد مع مراعاة ما
يلحقها من ضرر بسبب استعماؽبا ،وإذا احتفظ هبا إىل ما بعد مدة العقد فإنو يلتزـ بأداء واجب الكراء
حبسب تقرير أىل اػبربة عن اؼبدة الزائدة اليت احتفظ هبا خبلؽبا ،ويسأؿ أيضا عن كل األضرار اليت تلحق
باألمواؿ أثناء ىذه اؼبدة ولو حصلت نتيجة حادث فجائي ،غَت أنو يف ىذه اغبالة األخَتة ال يلتزـ إال
بالتعويض دوف الكراء وفق ما تنص عليو مقتضيات الفصل 979من ؽ.ؿ.ع ،اللهم إذا كاف شرط يف العقد
يلزـ اؼبستأجر هبما معا.
وهبب أف وبصل رد األمواؿ اؼبؤجرة يف مكاف العقد مع التزاـ اؼبستأجر دبصروفات الرد كواجبات
نقل األمواؿ اؼبؤجرة ،ما مل يتضمن العقد ما ىبالف ذلك ،وإف كانت عقود االئتماف اإلهباري ال تتضمن ما
يفيد عكس ىذه القاعدة القانونية حبيث تلزـ اؼبستأجر هبذه اؼبصاريف كما تلزمو بنقل األمواؿ اؼبؤجرة إىل
اؼبكاف الذي ربدده مؤسسة التمويل.
وإذا كاف اؼبستأجر يتحمل اؼبسؤولية إزاء مؤسسة التمويل اؼبؤجرة عند إخبللو بااللتزاـ برد األمواؿ
اؼبؤجرة عند هناية العقد ،بأداء تعويض ؽبا وفق ما ىو منصوص عليو يف الفصل 979من ؽ.ؿ.ع ،فإف
إخبللو هبذا االلتزاـ يشكل جنحة خيانة األمانة طبقا ؼبقتضيات الفصل 917من القانوف اعبنائي وفق ما
قضى بو القضاء الفرنسي يف ىذا الصدد.74
وفضبل عن ىذه اؼبؤيدات القانونية اؼبدنية واعبنائية اليت هتدد اؼبستأجر وذبربه على إرجاع األمواؿ
اؼبؤجرة إذا مل ىبًت شراءىا عند هناية العقد أو ذبديد ىذا األخَت ،فإف مؤسسات التمويل ال تًتدد يف
تضمُت العقد مقتضيات اتفاقية زبوؿ ؽبا استصدار أمر عن السيد رئيس احملكمة بصفتو قاضيا
للمستعجبلت باسًتجاع ىذه األمواؿ يف أسرع وقت فبكن ،وىي اإلمكانية اؼبتاحة يف التشريع اؼبصري
بنص قانوين صريح يف القانوف رقم 59لسنة 4559الذي تنص مادتو 41على ما يلي " :عند انقضاء العقد
بسبب فسخو أو ألى سبب آخر ،دوف ذبديده ودوف شراء اؼبستأجر للماؿ ،يلتزـ اؼبستأجر أو ورثتو أو
باقي الشركاء أو أمُت التفليسة أو اؼبصفي حبسب األحواؿ بأف يسلم إىل اؼبؤجر األمواؿ اؼبؤجرة باغبالة
اؼبتفق عليها يف العقد.
فإذا امتنع عن التسليم جاز للمؤجر أف يقدـ عريضة إىل قاضى األمور الوقتية باحملكمة اؼبختصة
الستصدار أمر بالتسليم ."...
ويسأؿ اؼبستأجر أيضا عن ىبلؾ األمواؿ اؼبؤجرة أو تعيبها اغباصل بفعلو أو بإساءة استعماؽبا ،بل
إف اؼبستأجر يسأؿ عن فعل النزالء أو الزبناء إذا تعلق األمر دبحبلت عمومية كالفنادؽ واؼبطاعم واؼبقاىي،
غَت أنو إذا كاف التعيب أو اؽببلؾ ناذبا عن االستعماؿ اؼبألوؼ أو العادي للشيء أو نتيجة حالة القدـ أو
عيب يف البناء أو بسبب عدـ إجراء اؼبكري لئلصبلحات الواجبة عليو قانونا أو اتفاقا ،فبل يسأؿ عنها
اؼبستأجر ،وذلك طبقا ؼبا تنص عليو مقتضيات الفصلُت 972و 975ـ ؽ.ؿ.ع.
الفقرة الثانية :انتهاء عقد االئتمان اإليجاري
ينتهي عقد االئتماف اإلهباري بنفس أسباب انتهاء عقد الكراء اؼبضمنة يف قانوف االلتزامات والعقود
مع مراعاة بعض خصوصيات ىذا العقد من حيث النتائج اليت تًتتب عن االنتهاء الطبيعي لو ومع الشروط
-Cass. Crim 12/11/1979, code de commerce 109 édi, Dalloz, 2014, P 2768, en l’absence d’option
74
d’achat à l’expiration du contrat, le locataire qui ne restitue le bien dont il a disposé est susceptible
d’avoir commis un abus de confiance.
اؼبضمنة فيو ،خصوصا وأف اؼبشرع نص يف اؼبادة 133من مدونة التجارة على ضرورة تضمُت عقود االئتماف
اإلهباري الشروط اليت يبكن فيها فسخها وذبديدىا بطلب من اؼبتعاقد اؼبكًتي وذلك ربت طائلة بطبلهنا.
وبناء عليو ،فقد ينتهي عقد االئتماف اإلهباري هناية طبيعية بانتهاء مدتو وتنفيذ طرفيو اللتزاماهتما
التعاقدية فبا يفتح اجملاؿ للمستأجر لتفعيل اػبيارات اؼبتاحة لو بإرجاع األمواؿ اؼبؤجرة إىل اؼبؤجر أو شرائها
أو طلب ذبديد العقد .إال أف العقد قد ينتهي هناية غَت طبيعية وقبل حلوؿ مدتو ألسباب ـبتلفة منها ما
يعود إىل بطبلف أو إبطاؿ العقد أو فسخو نتيجة إخبلؿ أحد اؼبتعاقدين بالتزاماتو التعاقدية أو حدوث
طارئ يبس شخص اؼبتعاقد اؼبستأجر كالوفاة أو تسويتو وتصفيتو القضائية أو يلحق الشيء اؼبتعاقد عليو
كهبلؾ األمواؿ اؼبؤجرة ،األمر الذي سنميز يف دراستنا النتهاء عقد االئتماف اإلهباري بُت انتهاء مدة العقد
وبُت اسباب فسخو.
أوال :انتهاء مدة العق ـ ـد
مل ينص اؼبشرع اؼبغريب يف مدونة التجارة كعادتو على أسباب خاصة بانتهاء عقد االئتماف
اإلهباري ،باستثناء تأكيده فيو اؼبادة 131منها على عدـ تطبيق أحكاـ القانوف رقم 15349اؼبتعلق بالكراء
التجاري وأحكاـ القانوف رقم 97344اؼبتعلق بالكراء السكٍت واؼبهٍت على عقد االئتماف اإلهباري العقاري،
فبا يفيد أف ىذا أألخَت ينتهي بانتهاء مدتو وال ؾباؿ لتطبيق أحكاـ االمتداد القانوين لعقد الكراء السكٍت
واؼبهٍت والكراء التجاري اؼبعروؼ يف القانونُت اؼبذكورين أعبله.
وبناء عليو ،فإف عقد االئتماف اإلهباري ينتهي حىت ولو انصب على عقار بانتهاء مدتو وفق ما ىو
منصوص عليو يف الفصل 927من ؽ.ؿ.ع الذي ينص على ما يلي " :كراء األشياء ينقضي بقوة القانوف
عند انتهاء اؼبدة اليت حددىا لو اؼبتعاقداف من غَت ضرورة إلعطاء تنبيو باإلخبلء،وذلك ما مل يقض االتفاؽ
بغَته "...ويتعُت على اؼبستأجر إرجاع األمواؿ اؼبؤجرة إىل اؼبؤجر إذا مل ىبًت شراءىا أو إذا مل يتفق الطرفاف
على شروط ذبديد العقد وذلك ربت طائلة إلزامو بأداء مقابل استغبلؽبا وفقا لتقدير أىل اػبربة مع ربملو
مسؤولية األضرار اليت تلحق هبا بعد هناية العقد ولو حصلت نتيجة حادث فجائي وأداء تعويض عن ذلك
وفق ما جاء يف الفصل 979من ؽ.ؿ.ع ،بل إنو قد يكوف ملزما بأداء التعويض االتفاقي (الشرط اعبزائي)
الذي ربرص شركات التمويل تضمينو يف العقد احًتازا منها لعدـ تنفيذ اؼبستأجر اللتزامو بػإرجاع األمواؿ
اؼبؤجرة عند هناية العقد.
غَت أف انتهاء مدة العقد زبوؿ للمستأجر ثبلث خيارات أساسية وىي ما يبيز عقد االئتماف
اإلهباري عن عقد الكراء ،وخبلو العقد من ىذه اػبيارات يكوف العقد باطبل كعقد ائتماف إهباري ويكيف
بعقد إهبار عادي ،75وىي اػبيارات اليت سنتطرؽ إليها تباعا .
أ – شراء األموال المؤجرة
إف تكييف العقد بأنو ائتماف إهباري يتوقف على تضمينو خيار شراء األمواؿ اؼبؤجرة من طرؼ
اؼبستأجر يف هناية العقد ،وىو وعد ملزـ للمؤجر وحده ويشمل صبيع أنواع عقود اإلئتماف اإلهباري سواء
انصبت على منقوالت أو عقارات أو أصوؿ ذبارية ،وبتضمينو ىذا اػبيار فإنو يكيف بعقد ائتماف إهباري
بغض النظر عن التسمية الذي اختارىا لو األطراؼ.76
وعليو ،فإذا أعلن اؼبستأجر عن رغبتو يف شراء األمواؿ موضوع عقد االئتماف اإلهباري فإف اؼبؤجر
ملزـ بتنفيذ وعده بالشروط اؼبتفق عليها ربت طائلة استصدار اؼبستأجر حكما عن القضاء يقوـ مقاـ عقد
بيع األمواؿ اؼبذكورة.
وبالرجوع إىل اؼبادة 1من القانوف رقم 413344اؼبتعلق دبؤسسات االئتماف قبد أف حق اؼبستأجر يف
شراء األمواؿ اؼبؤجرة قد يبارسو على صبيع أو كل ىذه األمواؿ أو على جزء منها ،غَت أنو إذا كاف اؼباؿ
اؼبؤجر غَت قابل للتجزئة بطبيعتو فإف اؼبستأجر يلتزـ بشراء اؼباؿ كلو أو بعدـ اختيار شرائو ،وذلك منعا
لؤلضرار اليت قد تلحق باؼبؤجر الذي يتعذر عليو تأجَت البعض الذي مل ىبًت اؼبستأجر شراءه.77
وإذا كاف اؼبشرع اؼبغريب قد أكد شأنو شأف التشريعات اؼبقارنة على ضرورة تضمُت عقد االئتماف
اإلهباري خيار شراء اؼبستأجر لؤلمواؿ اؼبؤجرة ،فإنو مل ينظم كيفية تفعيل ىذا اغبق من طرؼ اؼبستأجر وترؾ
ذلك إلرادة األطراؼ ،وبالتايل فإذا تضمن العقد األجل الذي هبب خبللو أف يعرب اؼبستأجر عن رغبتو يف
الشراء فإنو هبب عليو التقيد هبذا األجل ربت طائلة اعتباره متنازال عن خيار الشراء ،على أنو ال هبوز أف
يتجاوز ىذا األجل تاريخ هناية العقد .ويتم إشعار اؼبؤجر (مؤسسة التمويل) من طرؼ اؼبستأجر خبيار الشراء
جبميع الوسائل اؼبمكنة ،برسالة مضمونة مع اإلشعار بالتوصل أو بواسطة مفوض قضائي أو برسالة
إلكًتونية ما مل وبدد العقد طريقة معينة بذاهتا.
-Cass. Com 13/6/1977. Bull. civ IV, N° 164 et cass.com 28/6/2005.RJDA, 2005, n° 1378.
75
- Cass. Civ 19/5/1999. Bull. civ III, N° 117, « le contrat par lequel un établissement de crédit achète
76
à un artisan ses locaux, puis les lui donne en location avec une faculté de rachat au terme du contrat,
constitue un contrat de crédit-bail, malgré la qualification de cession-bail retenue pat les parties ».
-77إُ٤بً ٗبط٤ق ،ً ّ ،ص .324
وإذا مل يدرج الطرفاف يف العقد أجبل معينا إلعبلف اؼبستأجر رغبتو يف الشراء إىل اؼبؤجر فإف
اؼبستأجر وبتفظ هبذا اغبق إىل غاية يوـ هناية العقد وال وبوؿ دوف ذلك إنذاره من طرؼ مؤسسة التمويل
لتحديد موقفو من استعماؿ خيار الشراء وإمهالو أجبل معينا من طرؼ اؼبؤجر ما مل يتفقا على ىذا األجل.
ووبدد الطرفاف يف عقد االئتماف اإلهباري الثمن الذي يتعُت على اؼبستأجر أداءه إذا اختار شراء
األمواؿ اؼبؤجرة .ويبلحظ أف اؼبشرع اؼبغريب أشار إىل ىذا الثمن يف البندين اؼبتعلقُت باالئتماف اإلهباري
للمنقوؿ واألصل التجاري أو أحد عناصره اؼبعنوية الواردين يف اؼبادة 1من القانوف رقم 413344اؼبتعلق
دبؤسسات اإلئتماف دوف البند اؼبتعلق باالئتماف اإلهباري العقاري ،فبا يوحي بأف الواجبات الكرائية الواجب
أداؤىا من طرؼ اؼبستأجر يف عقد االئتماف اإلهباري العقاري قد تكوف كافية لوحدىا لتشمل ؾبموع شبن
البيع .لكننا نعتقد أف اؼبشرع إمبا وقع يف سهو ليس إال ،ويف صبيع اغباالت ال شيء يبنع الطرفُت من ربديد
شبن البيع سواء تعلق األمر بالعقار أو اؼبنقوؿ أو األصل التجاري أو أحد عناصره اؼبعنوية.
ويتم األخذ بعُت االعتبار أثناء ربديد شبن البيع من قبل الطرفُت مبلغ الواجبات الكرائية الذي
حصلت عليو مؤسسة االئتماف أثناء تنفيذ العقد ،ويف صبيع اغباالت فاألطراؼ ؽبم مطلق اغبرية يف ربديد
ىذا الثمن الذي يتناسب مع العمر االفًتاضي لؤلمواؿ اؼبؤجرة حبيث ال يؤدي إال مبلغا يساوي اعبزء الذي
مل يستهلك بعد من قيمة ىذه األمواؿ وىو ما يطلق عليو القيمة اؼبتبقية .La valeur résiduelle
وكما سبقت اإلشارة فإذا اختار اؼبستأجر شراء اؼباؿ موضوع عقد االئتماف اإلهباري فإف مؤسسة
التمويل تكوف ؾبربة على تنفيذ وعػدىا بإبراـ عقد بيع مع اؼبستأجر الذي يلتزـ بدوره بدفع وأداء الثمن
اؼبتفق عليو وفق الطريقة احملددة يف العقد ،أي عاجبل أـ آجبل .وإذا كاف اؼباؿ اؼبؤجر عقارا وجب أف هبري
العقد كتابة دبوجب ؿبرر رظبي أو عريف ثابت التاريخ ؿبرر من طرؼ من خوؿ ؽبم القانوف الصفة يف توثيق
العقد وىم اؼبوثق أو العدؿ أو احملامي اؼبقبوؿ للًتافع لدى ؿبكمة النقض والكل وفق ما ىو منصوص عليو
يف اؼبادة 1من مدونة اغبقوؽ العينية مع ضرورة تقييد عقد البيع يف احملافظة العقارية إذا كاف عقارا ؿبفظا،
أما إذا كاف اؼباؿ اؼبؤجر اؼببيع عبارة عن اصل ذباري فيجب أف تسلك بشأنو إجراءات الكتابة واإلشهار
اؼبنصوص عليها يف اؼبقتضيات اؼبنظمة لبيع األصل التجاري يف مدونة التجارة ،وإذا تعلق األمر دبنقوؿ
فتطبق بشأنو القواعد اؼبنظمة لعقد البيع يف قانوف االلتزامات و العقود حبيث تلتزـ مؤسسة اإلئتماف بنفس
التزامات البائع بتسليم اؼبنقوالت ونقل ملكيتها إىل اؼبستأجر اؼبشًتي.
ب –تجديد العقد
مل ينص اؼبشرع اؼبغريب على خيار ذبديد عقد االئتماف اإلهباري عند هناية العقد يف التعاريف اليت
وضعها يف اؼبادة 1من القانوف رقم 413344اؼبتعلق دبؤسسات االئتماف احملاؿ عليو دبوجب اؼبادة 134من
ـ.ت ،كما فعل بالنسبة ػبيار الشراء ،لكنو أوجب يف اؼبادة 133من ذات اؼبدونة التنصيص يف عقود
االئتماف اإلهباري على شروط ذبديدىا بطلب من اؼبستأجر وذلك ربت بطبلهنا.
ويستفاد من اؼبادة 133من ـ.ت أف ذبديد عقد االئتماف اإلهباري يتم بطلب من اؼبستأجر ،وإف
اتفق الطرفاف على التجديد فيجب أف يتضمن العقد شروط ىذا التجديد من حيث السومة الكرائية واؼبدة
مع تضمينو خيار الشراء لفائدة اؼبستأجر ،ألف ذبديد العقد ال يعترب امتدادا للعقد األوؿ وإمبا إبراما لعقد
جديد بشروط جديدة غالبا ما تكوف أخف من شروط العقد األوؿ نظرا لتناقص القيمة االقتصادية لؤلمواؿ
اؼبؤجرة خصوصا إذا تعلق األمر دبنقوالت وذلك على خبلؼ األصل التجاري والعقار اليت قد ترتفع
قيمتهما دبرور اؼبدة وتنمية األصل التجاري اؼبستغل.
وعلى العموـ فإف الطرفُت يأخذاف بعُت االعتبار أثناء إبراـ العقد األوؿ وأثناء ربديد السومة
الكرائية الواجبة على اؼبستأجر قيمة األمواؿ اؼبؤجرة اليت تؤدي عرب أقساط من طرؼ اؼبستأجر وواجب
االنتفاع هبا تنفيذا لعقد اإلهبار ،ومن م فمن الطبيعي أف تنخفض قيمة ىذه الواجبات الكرائية يف العقد
اعبديد كما ينخفض الثمن الواجب أداؤه من طرؼ اؼبستأجر إذا رغب يف شراء األمواؿ اؼبؤجرة عند انتهاء
العقد اعبديد.
وعلى خبلؼ اؼبشرع اؼبغريب الذي وضع نصا قانونيا غامضا ومبهما بشأف خيار التجديد يف اؼبادة
133من ـ.ت أعبله ،فإف اؼبشرع اؼبصري كاف واضحا حُت فرض أف يكوف التجديد صروبا دبوجب الفقرة
الثانية من اؼبادة 9من القانوف رقم 59لسنة 4559اليت تنص على ما يلي" :يف صبيع األحواؿ ال يتجدد
العقد ذبديدا ضمنيا وال يبتد سواء مت التنبيو على اؼبستأجر بانتهاء مدة العقد أو مل يتم ذلك" ،وذلك بعد
أف أكد على خيار التجديد كخيار من اػبيارات الثبلث اؼبتاحة للمستأجر دبوجب الفقرة األوىل من ذات
اؼبادة ،78ولذلك كاف حريا باؼبشرع اؼبغريب أف وبدو حدو اؼبشرع اؼبصري ال من حيث حسمو يف خيار
التجديد وال من حيث بياف كيفية إجرائو بشكل يتبلءـ وخصوصية عقد االئتماف اإلهباري.
-78ر٘ض اُلووح ا ٖٓ ٠ُٝ٧أُبكح ٖٓ 5اُوبٗ ٕٞأُظو ١ههْ َُ٘ 95خ 1995ػِٓ ٠ب َُِٔ" : ٢ِ٣زأعو اُؾن ك ٢افز٤به شواء أُبٍ
أُؤعو ًِ ٚأ ٝثؼؼ ٚك ٢أُٞػل ٝثبُضٖٔ أُؾلك ك ٢اُؼول ػِ ٠إٔ ٣واػ ٢ك ٢رؾل٣ل اُضٖٔ ٓجبُؾ ا٧عوح اُز ٢أكاٛب ٝ ...ك ٢ؽبُخ ػلّ
افز٤به ٙشواء أُبٍ أُؤعو ُٚ ٌٕٞ٣إٓب هك ٙإُ ٠أُؤعو أ ٝرغل٣ل اُؼول ٝمُي ثبُشوٝؽ اُز٣ ٢زلن ػِٜ٤ب اُطوكبٕ".
وعلى أية حاؿ فإف الطرفُت يبكنهما أف يتفقا على ذبديد العقد أو عدـ ذبديده دوف أف يؤثر ذلك
على تكييف العقد وذلك على خبلؼ خيار الشراء الذي هبب أف يرد يف العقد وال هبوز االتفاؽ على
حرماف اؼبستأجر منو وإال بطل العقد كعقد ائتماف إهباري وربوؿ إىل نوع آخر من العقود.
ج – رد األشياء أو األموال المؤجرة
إذا مل ىبًت اؼبستأجر شراء األمواؿ اؼبؤجرة ومل يتم ذبديد العقد وفق الشروط اؼبتفق عليها فإنو يكوف
ملزما برد األمواؿ اؼبؤجرة مباشرة بعد هناية العقد وفقا ؼبا تطرقنا إليو عند اغبديث عن التزاـ اؼبستأجر برد
األمواؿ اؼبؤجرة كالتزاـ يقع عليو عند هناية العقد.
وعلى الرغم من كوف خيار الشراء أفيد للمستأجر خصوصا إذا تعلق األمر بعقارات أو بأصوؿ
ذبارية كونت رصيدا مهما من الزبناء أو دبنقوالت مادية كسيارات وشاحنات يكوف دبقدوره استعماؽبا
واستغبلؽبا يف نشاطو اؼبهٍت أو التجاري لسنوات طويلة أخرى وحبكم أنو أدى شبن بيع ىذه األمواؿ أو
القسط األكرب منو من خبلؿ الواجبات الكرائية اليت أخذ بعُت االعتبار أثناء ربديدىا ىذا الثمن ،فبا
يكوف معو اؼبستأجر قد ذبنب عقبات التمويل اليت قد يصطدـ هبا فيما مل ىبًت شراء ىذه األمواؿ ويكوف
من نتيجتها عجزه عن شراء أمواؿ جديدة ، 79فإنو يف أحياف أخرى يفضل إهناء عقد اإلهبار التمويلي
وإرجاع األمواؿ اؼبؤجرة لشركة التمويل كما لو اضطر ألداء رسوـ وضرائب كثَتة عن ربويل ونقل ملكية ىذه
األمواؿ إليو أو كما لو أراد تغيَت نشاطو التجاري أو اؼبهٍت أو وضع حد لو وتصفية أعمالو.
وإذا انتهى العقد بانتهاء مدتو بػإحدى حاالت اإلهناء أعبله فإنو يتعُت على مؤسسة االئتماف
التشطيب عليو من السجل الوطٍت اإللكًتوين للضمانات اؼبنقولة حىت ولو مت ذبديده ،ألف ذبديد العقد كما
سبقت اإلشارة ال يعترب امتدادا للعقد األوؿ وإمبا عقدا جديدا بشروط جديدة ىبضع إلجراءات شهر
جديدة وفق ما مت بيانو عند اغبديث عن شهر العقد.
ثانيا :فسخ العقد
إذا كانت النهاية الطبيعية لعقد االئتماف اإلهباري تتحقق بانتهاء مدتو وفق ما مت بيانو أعبله ،فإنو
قد ينتهي قبل حلوؿ أجلو يف عدة حاالت إما إلخبلؿ أحد اؼبتعاقدين بالتزاماتو التعاقدية أو لوقوع طارئ
هبعل تنفيذ العقد غَت فبكن.
أ – اإلخالل بالتزامات تعاقدية
–1أٓـو ههْ 2526طبكه ػـٖ اَُ٤ل ٗبئت هئ ٌ٤أُؾٌٔخ اُزغبه٣خ ُِلاه اُج٤ؼبء ثزبه٣ـ 2018/10/08ك ٢أُِق اٍ٫زؼغبُ ٢ههْ
2018/8104/2227ؿ٤ـو ٓ٘شٞه.
- 1أٓـو طبكه ػـٖ اَُ٤ـلح ٗبئجـخ هئ ٌ٤أُؾٌٔخ اُزغبه٣خ ثٔواًش ههْ 700ثزبه٣ـ 2020/12/01ك ٢أُِق اٍ٫زؼغبُ ٢ػـلك
2020/8101/716ؿ٤ـو ٓ٘شـٞه.
النػزاعات التػي قد تنشػأ بيػن الطرفيػن بشكل ودي وفػق ما تنػص عليػو اؼبادة 133من ـ.ت .اليت جاء فيها
ما يلػي " :تنص عقػود اإلئتماف اإلهباري ربت طائلة البطبلف على الشػروط اليت يبكػن فيهػا فسخها
وذبديدىا بطلب من اؼبتعاقد اؼبكتػري ،كما تتضمػن تلك العقػود كيفيػة التسوية الوديػة للنػزاعات اؼبمكػن
حدوثها بيػن اؼبتعاقديػن".
وبنػاء عليو فبل وبق ؼبؤسسػة التمويل اللجػوء مباشرة إىل القضػاء للمطالبػة بفسػخ العقػد إلخػبلؿ
اؼبستأجػر بالتػزاماتو التعاقدية ،وإمبا يتعيػن عليػو سلػوؾ مسطػرة التسوية الوديػة اؼبنصوص عليها يف اؼبػادة
أعػبله ،والتػي يبكػن للمػؤجر اختيػار أية طريقة لسلوكها من طرفو وقد تكوف دبجرد توجيػو إنػذار إلػى
اؼبستأجر لتنفيػذ التػزامو بشكل ودي مع منحػو أجبل معينػا غالبا ما يكوف أمػده مضمنػا يف عقد اإلئتماف
اإلهباري ،فهكػذا مثبل إذا أمسػك اؼبستأجر عػن أداء الواجبػات الشهريػة اؼبتفق عليها فإف مؤسسة التمويل
توجػو لو إنػذارا تدعوه من خبللػو إىل تسوية ىػذا النػزاع بشكل حبػي وسبنحػو لذلك األجل اؼبضمػن يف
العقػد ،وبعد مروره تنػذره من جديد باألداء ودبضػي األجل اؼبمنػوح لو يف ىػذا اإلنػذار الثػاين يكػوف بوسعها
اللجػوء إلػى القضاء إلستصػدار حكػم بفسػخ العقد عػن قضػاء اؼبوضوع أو دبعاينػة الشػرط الفاسػخ من طرؼ
القضاء االستعجايل وإرجػاع األمواؿ اؼبؤجرة للمػؤجر ،فبػا يفيػد أف ىػذه اؼبسطرة تكوف ضروريػة يف صبيػع
حاالت الفسػخ حتػى ولو تعلق األمر دبسطرة معاينػة الشػرط الفاسػخ اؼبضمػن يف العقػد أو اؼبؤسس عػلى
اؼبػادة 139من ـ.ت اؼبتعلقة باإلئتمػاف اإلهباري العقاري.
ال يقضػي بالفسػخ أو دبعاينػة وىػذا ما أكػده القضػاء اؼبغريب يف عػدة مناسبات حيث
الشػرط الفاسػخ إال بعػد سلوؾ اؼبؤجػر ؼبسطػرة التسوية الوديػة ،وإذا مل يسلكها فإف القضاء يقضي بعػدـ
قبوؿ الطلب .ويف ىػذا الصدد جاء يف أمر صادر عػن احملكمة التجارية دبراكش بتاريخ 4145/19/11ما يلػي
" :حيث إف اؼبدعيػة (مؤسسة التمويل) مل تُدؿ دبا يفيػػد أهنا سلكت مسطػرة التسوية الودية اؼبنصوص
عليها يف الفصػل 44من العقد الرابط بيػن الطرفيػن تطبيقػا للفصػل 131من مدونػة التجارة قبل توجيػو
1
اإلنػذار باألداء فبػا يكػوف معػو الطلب سابقػا ألوانػو ويتعيػن التصريح بعػدـ قبولػو"
وال بد من التنويو ىنا دبوقف اؼبشرع اؼبصري الذي جعل العقد مفسوخا بقوة القانوف دوف حاجة
ألي إنذار أو إجراءات قضائية عند إمساؾ اؼبستأجر عن أداء األجرة اؼبتفق عليها يف ميعادىا اؼبتفق عليو
- 1أٓـو اٍزؼغبُ ٢ههْ 487طبكه ػـٖ اَُ٤لح ٗبئجخ هئ ٌ٤أُؾٌٔخ اُزغبه٣خ ثٔواًش ثزبه٣ـ ِٓ 2019/06/04ق اٍزؼغبُ ٢ػـلك
2019/8101/450ؿ٤ـو ٓ٘شـٞه.
إذ جاء يف اؼبادة 45من القانوف رقم 59لسنة 4559ما يلي " :يعد العقد مفسوخا من تلقاء نفسو دوف
حاجة إىل إعذار أو ازباذ إجراءات قضائية يف أي من اغباالت اآلتية :
أ –عدـ قياـ اؼبستأجر بسداد األجرة اؼبتفق عليها يف اؼبواعيد ووفقا للشروط اؼبتفق عليها يف
العقد."...
وال تقتصر شركات التمويل على تضمُت عقود االئتماف اإلهباري شروطا تقضي باسًتجاع األمواؿ
اؼبؤجرة دبجرد توقف اؼبستأجر عن أداء األجرة اؼبستحقة بل تعمد إىل إدراج شروط جزائية 80هبا تلزـ
اؼبستأجر بأداء ما تبقى من الواجبات الكرائية إىل غاية هناية العقد دفعة واحدة تعويضا ؽبا عن األضرار اليت
تلحق هبا من جراء فسخ العقد خبطإ من اؼبستأجر ،ألف ىذه الشركات ربرص على اسًتداد رأظباؽبا اؼبستثمر
يف شراء األصل اإلنتاجي ؿبل العملية التمويلية والفوائد وىامش الربح وتكاليف إسباـ الصفقة من خبلؿ
أقساط األجرة اليت يلتزـ اؼبستأجر بدفعها طواؿ مدة عقد اإلهبار.81
غَت أف صحة ىذه الشروط اعبزائية وقابليتها للتنفيذ يتوقف على عدة شروط أوالىا ضرورة ارتكاب
اؼبستأجر ػبطإ كاف ىو السبب يف فسخ عقد االئتماف اإلهباري ،فإذا فسخ ىذا األخَت بناء على طلب
اؼبستأجر إثر إخبلؿ اؼبؤجر بأحد التزاماتو التعاقدية كااللتزاـ بتسليم الشيء اؼبؤجر أو صيانتو إذا مل يرد بند
يف العقد يعفيو منهما أو كفسخ عقد البيع من طرؼ البائع بسبب عدـ أداء اؼبشًتية مؤسسة التمويل لثمن
البيع ،وبالتايل حرماف اؼبستأجر من االنتفاع باألمواؿ موضوع عقد االئتماف اإلهباري فبل ؾباؿ للحكم على
اؼبستأجر دببلغ التعويض االتفاقي أو الشرط اعبزائي.82
ويضاؼ إىل ذلك ضرورة تضرر مؤسسة التمويل من فسخ العقد الذي مت بناء على طلبها ،ويقع
عليها واجب إثبات ىذا الضرر ألف الشرط اعبزائي ال يعدو تطبيقا من تطبيقات اؼبسؤولية العقدية اليت
تتطلب لقيامها توافر أركاهنا وىي اػبطأ والضرر والعبلقة السببية ،ويف ىذا الصدد قضت ؿبكمة النقض
ٗ-80ظْ أُشوع أُـوث ٢اُشوؽ اُغيائ ٢أٓ ٝب ٠َٔ٣أ٣ؼب ثبُزؼ٣ٞغ ا٫رلبه ٢ك ٢اُلظَ ٖٓ 264م.ٍ.ع اُن٘٣ ١ض ك ٢كوور ٚاُضبٗ٤خ
ٝاُضبُضخ ػِٓ ٠ب ٣ " : ٢ِ٣غٞى ُِٔزؼبهل ٖ٣إٔ ٣زلوب ػِ ٠اُزؼ٣ٞغ ػٖ ا٧ػواه اُز ٢هل رِؾن اُلائٖ ٖٓ عواء ػلّ اُٞكبء ثبُ٫زياّ
ا٧طِ٤ًِ ٢ب أ ٝعيئ٤ب أ ٝاُزأف٤و ك ٢ر٘ل٤ن.ٙ
ُِٔ ٌٖٔ٣ؾٌٔخ رقل٤غ اُزؼ٣ٞغ أُزلن ػِ ٚ٤إما ًبٕ ٓجبُـب ك ٚ٤أ ٝاُوكغ ٖٓ هٔ٤ز ٚإما ًبٕ ى٤ٛلاُٜٝ ،ب أ٣ؼب إٔ رقلغ ٖٓ اُزؼ٣ٞغ
أُزلن ػِ ٚ٤ثَ٘جخ اُ٘لغ اُن ١ػبك ػِ ٠اُلائٖ ٖٓ عواء اُز٘ل٤ن اُغيئ٣ .٢وغ ثبؽ ًَ ٬شوؽ ٣قبُق مُي".
ٗ-81غ ٟٞإثوا ْ٤ٛاُجلاُ ،ً ّ ،٢ص .423
ٝ-82كٛ ٢نا اُظلك هؼذ ٓؾٌٔخ اُ٘وغ اُلوَٗ٤خ ثإٔ أَُزأعو اُن ١اٍزظله ؽٌٔب ثلَـ ػول ًواء أ ٝػول ائزٔبٕ إ٣غبهٗ ١ز٤غخ
ُلَـ ػول اُج٤غ ٣ؼل ٖٓ ٠أكاء اُٞاعجبد اٌُوائ٤خ اثزلاء ٖٓ ّٞ٣ؽِج ٚهؼبئ٤ب إُـبء ػول اُج٤غ ،هواه رغبه ١ثزبه٣ـ ،1993/10/12
ٝاهك ك:٢
Code de commerce, 109 éd, Dalloz, 2014, P 2772.
الفرنسية بأنو يكفي اؼبستأجر لكي يعفى من أداء بقية الواجبات الكرائية موضوع الشرط اعبزائي إثبات أنو
بدؿ ما يف وسعو من أجل سبكُت اؼبؤجر من إعادة كراء األمواؿ اؼبؤجرة أو بيعها للغَت.83
وال يقتصر اؼبستأجروف على الدفع بإثبات أركاف اؼبسؤولية أعبله يف مواجهة شركات التمويل
للتنصل من أداء التعويض االتفاقي ،وإمبا ينازعوف أيضا يف مبلغ ىذا التعويض احملدد يف العقد إذا كاف مبالغا
فيو ،وىي الدفوع اليت ذبد سندىا يف الفقرة الثانية من الفصل 491من ؽ.ؿ.ع اليت تفتح اجملاؿ للقضاء
ؼبناقشة مدى عدالة التعويض الذي مت االتفاؽ عليو حىت يف حالة ثبوت مسؤولية اؼبستأجر عن فسخ عقد
االئتماف اإلهباري ،حيث بإمكاف قضاة اؼبوضوع زبفيض ىذا التعويض إىل القدر الذي يبكن من جرب
الضرر الذي غبق باؼبؤجر تفاديا إلثرائو على حساب اؼبستأجر ،ومراعاة منهم ػبصوصية وطبيعة عقد
االئتماف اإلهباري كوسيلة من وسائل االئتماف تسعى من خبلؽبا شركات التمويل استثمار أمواؽبا على كبو
يدر عليها أرباحا معقولة .وبالتايل يتعُت على احملكمة التأكد من حقيقة الضرر الذي غبق ىذه الشركات
فإذا كاف بإمكاهنا تسويق األمواؿ اؼبؤجرة مرة أخرى حىت تغطي ما تبقى من شبن شرائها سواء عن طريق
التأجَت مرة أخرى أو البيع ،84فإف اؼبستأجر قد يعفى من التعويض اؼبتفق عليو أو التخفيض منو على األقل
بالقدر الذي يتناسب مع قيمة الضرر البلحق باؼبؤجر.
ويف معرض اغبديث عن الفسخ كسبب من أسباب انتهاء عقد االئتماف اإلهباري فإنو ال بد من
اإلشارة إىل أف اؼبشرع اؼبغريب أوجب دبقتضى اؼبادة 133من مدونة التجارة تضمُت عقود االئتماف اإلهباري
الشروط اليت يبكن فيها فسخها بطلب من اؼبتعاقد اؼبكًتي ربت طائلة البطبلف وىو نفس ما أكده اؼبشرع
الفرنسي ولكن بشأف االئتماف اإلهباري العقاري فقط دبوجب الفقرة الثانية من اؼبادة 5/343من مدونة النقد
واؼبالية.85
وبناء عليو هبب أف يتضمن عقد االئتماف اإلهباري الشروط اليت يبكن معها فسخها بطلب من
اؼبستأجر بشرط أف تكوف ىذه الشروط حقيقية وغَت تعجيزية وىو ما يفًتض أف التعويض عن الفسخ
اؼبسبق اؼبقرر لفائدة اؼبؤجر هبب أف ال يعادؿ كلفة التنفيذ العادي للعقد 86وأف ال يتضمن الثمن الذي كاف
87
-Cass. Civ. 1/7/1998, Bull. civ III, n° 152, p 101.
88
-Cass. Civ 28/3/2001. Bull. civ III, n° 39.
89
-Paris 14/5/1998. D 1998 IR, 195, cité en code de commerce, op cit, p 2777.
90
-Cass. Civ 3/5/2005, RJDA, 2006, n° 322.
91
-Cass. Civ 13/7/1999. Bull. Civ III, n° 174.
وبالرجوع إىل القانوف اؼبغريب قبده وضع حلوال متناثرة للمسألة يف القانوف رقم 73347اؼبغَت للكتاب
اػبامس من مدونة التجارة اؼبتعلق دبساطر صعوبات اؼبقاولة ،فبيزا بُت كل مسطرة على حدة وبُت اغبلوؿ
اؼبتمخضة عنها وإف كاف قد وضع مبدأ أساسيا ىو استمرارية عقد االئتماف اإلهباري باعتباره من العقود
اعبارية أثناء فتح مسطرة التسوية القضائية على اػبصوص باختيار السنديك.
-بالنسبة لمسطرة التسوية القضائية
وضعت الفقرة األخَتة من اؼبادة 922من مدونة التجارة قاعدة ومبدأ أساسيا يف ىذا الصدد تقضي
بأف العقد الرابط بُت الغَت واؼبقاولة اؼبفتوحة يف مواجهتها مسطرة التسوية القضائية ال يفسخ دبجرد فتح ىذه
اؼبسطرة وذلك على الرغم من أي مقتضى قانوين ـبالف أو أي شرط تعاقدي ،إذ جاءت الفقرة اؼبذكورة
تنص على ما يلي " :ال يبكن أف يًتتب عن ؾبرد فتح التسوية القضائية ذبزئة أو إلغاء أو فسخ العقد على
الرغم من أي مقتضى قانوين أو شرط تعاقدي".
وبناء على ىذا اؼبقتضى فإف التسوية القضائية اؼبفتوحة يف حق اؼبستأجر الطرؼ يف عقد االئتماف
اإلهباري ال تعترب سببا لفسخ ىذا األخَت كما ىو اغباؿ يف القانوف اؼبصري.
وإذا كاف العقد من ضمن العقود اعبارية بتقدمي خدمة كما ىو الشأف لعقد التأمُت أو عقد الكراء
أو عقد االئتماف اإلهباري ،فإف تقرير فسخو من عدمو يعود إىل السنديك مع عدـ إغفاؿ دور اؼبتعاقد
(اؼبؤجر) يف ذلك وفق ما تنص عليو اؼبادة 922من مدونة التجارة اليت زبوؿ السنديك 92وحده –دوف
رئيس اؼبقاولة أو اؼبستأجر شخصيا -اؼبطالبة بتنفيذ عقد االئتماف اإلهباري ،ويف ىذه اغبالة يستمر العقد
وال يفسخ وذلك على الرغم من عدـ وفاء اؼبقاولة (اؼبستأجر) بالتزاماهتا الذي ال يًتتب عنو سوى منح
اؼبؤجر حق التصريح هبا يف قائمة اػبصوـ ،مع ضرورة التقيد بآجاؿ التصريح احملددة قانونا ربت طائلة
سقوط ىذه اغبقوؽ ،وباؼبقابل فإف اؼبؤجر يلتزـ بتنفيذ التزاماتو رغم عدـ وفاء اؼبستأجر بالتزاماتو التعاقدية
إذ ال ؾباؿ ىنا للدفع بعدـ التنفيذ.
غَت أف مصَت عقد االئتماف اإلهباري ال يبقى بيد السنديك بشكل مطلق ،بل إنو بإمكاف اؼبؤجر
أف يوجو إنذارا إىل السنديك لتحديد موقفو من استمرار العقد من عدمو .ويتعُت على السنديك اعبواب
عن اإلنذار اؼبذكور داخل أجل شهر من تاريخ توصلو بو ،وذلك ربت طائلة اعتبار العقد مفسوخا بقوة
٘٣-92ض أُوطغ ا ٖٓ ٍٝ٧أُبكح .ّ ٖٓ 588د ػِ ٠أٗ" : ٚثئٌٓبٕ اَُ٘ل٣ي ٝؽل ٙإٔ ٣طبُت ثز٘ل٤ن اُؼوٞك اُغبه٣خ ثزول ْ٣اُقلٓخ أُزؼبهل
ثشأٜٗب ُِطوف أُزؼبهل ٓغ أُوبُٝخ".
القانوف وفق ما ينص عليو اؼبقطع الثاين من الفقرة األوىل من اؼبادة 922من ـ.ت " ...ويفسخ العقد بقوة
القانوف بعد توجيو إنذار إىل السنديك يظل دوف جواب ؼبدة تفوؽ شهرا".
ودبفهوـ اؼبخالفة فإذا أمسك السنديك عن اؼبطالبة باستمرارية العقد وأمسك اؼبؤجر عن توجيو
إنذار إىل السنديك وفق ما تنص عليو اؼبادة 922من ـ.ت فإف العقد يستمر وال يفسخ 93ولكن بشرط
أداء اؼبستأجر الواجبات الكرائية البلحقة بعد فتح اؼبسطرة ربت طائلة فسخ العقد ألف الدين يف ىذه اغبالة
يدخل ضمن الديوف اؼبمتازة لكونو نشأ بعد فتح اؼبسطرة 94وال يكوف مشموال بقاعدة وقف اؼبتابعات
الفردية اؼبنصوص عليها يف اؼبادة 929من ـ.ت .ونفس اغبكم يصدؽ يف حالة اختيار السنديك استمرار
العقد حبيث يتعُت على اؼبقاولة (اؼبستأجػر) أداء الواجبات الكرائية اؼبستحقة بعد فتح اؼبسطرة ربت طائلة
فسخ العقد ،والكل وفق ما ذىبت إليو ؿبكمة االستئناؼ التجارية بالدار البيضاء يف قرارىا السابق بتاريخ
4145/41/44والذي جاء يف تعليلو ما يلي " ...إف الثابت من وثائق اؼبلف أف اؼبستأنف عليها (اؼبستأجرة)
مل تؤد واجبات الكراء الشهرية اغبالة بعد فتح مسطرة التسوية القضائية رغم تبليغها برسالة التسوية الودية
وإنذرىا ألداء ما بذمتها عمبل دبقتضيات البندين 44و 41من عقد اإلئتماف اإلهباري ،وأنو بثبوت إخبلؿ
اؼبستأنف عليها بالتزماهتا التعاقدية يكوف العقد قد فسخ بقوة القانوف بعد ربقق الشرط الفاسخ ومل يبق ؽبا
أي مبػرر لوضع يدىا على اؼبنقوالت اؼبؤجرة وبالتايل يكوف الطلب الرامي إىل اسًتجاعها مبػرراً".2
ويبلحػظ أف ؿبكمة االستئناؼ التجارية بالدار البيضاء طبقت القواعد العامة على النازلة رغم كوف
اؼبستأجرة خاضعة ؼبسطرة التسوية القضائية ورغم كوف واجبات الكراء غَت اؼبؤداة تتعلػق بفًتة ما بعد فتػح
مسطرة التسوية القضائية واليت زبضع ألحكاـ اؼبادة 951من مدونة التجارة اليت حتدد فيها اؼبشرع األثػر
الذي يًتتب عن عدـ أداء الديوف الناشئة بعد فتح اؼبسطرة وحصره يف أدائها باألسبقية على باقي الديوف
دوف فسخ العقد ،وبناء على ىػذا التعليل نقضت ؿبكمو النقض القرار االستئنايف أعبله دبوجب قرارىا
الصادر يف 4141/44/13مفسػرة مقتضيات اؼبادة 951اؼبتعلقة باثػر عػدـ أداء الديوف الناشئة بعد فتح مسطرة
التسوية القضائية واؼبتعلقة حباجيات سيػر اؼبسطرة أو تلك اؼبتعلقة بنشاط اؼبقاولة خبلؿ فًتة إعػداد اغبػل
٫-93ثل ٖٓ اُزأً٤ل ٘ٛب إٔ اَُ٘ل٣ي ٣ ٫زو٤ل ثأعَ ٓؼُِٔ ٖ٤طبُجخ ثز٘ل٤ن اُؼول اُغبه ،١ثَ ٌٚ٘ٔ٣إٔ ٣ولٓ ٚك ٢اٝ ١هذ ُٞٝثٞاٍطخ كػٟٞ
أٓبّ اُوبػ ٢أُ٘زلة إما آز٘غ أُؤعو ػٖ ر٘ل٤ن اُؼولٓ ،ب ُْ ٣زٞطَ ثئٗناه ٖٓ ٛنا ا٧ف٤و ثو ٢ثل ٕٝعٞاة ُٔلح رلٞم شٜوا ،اٗظو
كٛ ٢نا أُؼ٘ ٠هواه ٓؾٌٔخ اٍ٫زئ٘بف اُزغبه٣خ ثٔواًش ههْ 1042ثزبه٣ـ ِٓ 2007/9/20ق ههْ 06/6/1173عبء ك٣" : ٚ٤ؼزجو
اُؼول أُجوّ هجَ اُؾٌْ ثلزؼ َٓطوح اُزَ٣ٞخ اُوؼبئ٤خ ك ٢ؽن اُشوًخ ٖٓ اُؼوٞك اُغبه٣خ اُز ٢ثئٌٓبٕ اَُ٘ل٣ي ٝؽل ٙإٔ ٣طبُت
ثز٘ل٤نٛب ٝكن أؽٌبّ أُبكح ٓ ٖٓ 573لٗٝخ اُزغبهح٘ٓ ،شٞه ثٔغِخ أُؾبًْ اُزغبه٣خ اُؼلك 4 – 3كجوا٣و ،2009ص .216
-94ر٘ض أُبكح .ّ ٖٓ 590د ػِ ٠أٗ٣" ٚزْ ٍلاك اُل ٕٞ٣اُ٘بشئخ ثظلخ هبٗ٤ٗٞخ ثؼل طلٝه ؽٌْ كزؼ َٓطوح اُزَ٣ٞخ اُوؼبئ٤خ ٝأُزؼِوخ
ثؾبع٤بد ٍ٤و ٛن ٙأَُطوح أ ٝرِي أُزؼِوخ ث٘شبؽ أُوبُٝخ ٝمُي ف ٍ٬كزوح إػلاك اُؾَ ك ٢رٞاه٣ـ اٍزؾوبهٜب".
–2هواه ٓؾٌٔخ اٍ٫زئ٘بف اُزغبه٣خ ثبُلاه اُج٤ؼبء ػـلك 4776ثزبه٣ـ 2019/10/12ك ٢أُِق ػـلك 2019/8225/3276ؿ٤و
ٓ٘شٞه.
تفسيػرا ضيقا دوف أف زبضعها للقواعد العامة باعتبار أف نص اؼبادة 951من مدونة التجارة ىو نص خاص
أوىل بالتطبيق على القواعد العامة .وفبا جاء يف تعليل قرار ؿبكمة النقض اؼبذكور " ...يف حيػن ضمنت
احملكمة (ؿبكمة االستئناؼ التجارية بالدار البيضاء) قرارىا أف الديوف موضوع نازلة اغباؿ (واجبات الكراء
اؼبًتتبة عن عقد اإلئتماف اإلهباري بعد فتح مسطرة التسوية القضائية) زبضع ؼبقتضيات اؼبادة 951من
مدونة التجارة والناصة على أنو "يتم سداد الديوف الناشئة بصفة قانونية بعد صدور حكم فتح مسطرة
التسوية القضائية واؼبتعلقة حباجيات سَت اؼبسطرة أو اؼبتعلقة بنشاط اؼبقاولة وذلك خبلؿ فًتة إعداد اغبل يف
تواريخ استحقاقها ،ويف حالة تعدد أدائها يف تواريخ استحقاقها فإهنا تؤدى باألسبقية على الديوف األخرى
سواء كانت مقرونة أـ ال بامتيازات أو بضمانات باستثناء األفضلية اؼبنصوص عليها يف اؼبادتيػن 992و999
أعبله .تؤدى الديوف اؼبشار إليها يف الفقرة األوىل عنػد تزاضبها وفق النصوص التشريعية اعباري هبا العمل"
اؼبقتضى القانوين الذي حتدد دبوجبو اؼبشرع االثر اؼبًتتب عػن عػدـ اداء الديوف يف تواريخ استحقاقها اؼبتعلقة
حباجيات سيػر اؼبسطرة أو بنشاط اؼبقاولة واؼبتمثل يف أدائها باالسبقية وىو اؼبقتضى الواجب التطبيق
باألولوية على غيػره من النصوص خبصوص الديوف اؼبشار إليها أعػبله باعتبارىا نصا خاصا ،واحملكمة
باستبعادىا لؤلثر القانوين اؼبذكور دوف تعليل تكوف قد اساءت تطبيق اؼبادة 951من مدونة التجارة ،فجاء
1
قرارىا سيء التعليل وتعيػن نقضو"
ونعتقد أف ؿبكمة النقض فسرت مقتضيات اؼبادة 951من مدونة التجارة تفسيػرا ضيقا يف ظل عدـ
ورود أثر الفسخ فيو مراعية يف ذلك مصلحة اؼبقاولة (اؼبستأجر) اػباضعة ؼبسطرة التسوية القضائية ألنو لو
رتبت فسخ عقد اإلئتماف اإلهباري عن عػدـ أداء واجبات الكراء اؼبستحقة بعد فتح اؼبسطرة فإف ذلك
سيؤدي إىل حرماف اؼبقاولة من األمواؿ اؼبؤجرة موضوع عقد اإلئتماف اإلهباري وبالتايل القضاء على اؼبقاولة
وىي ال زالت يف فًتة اؼببلحظة وىو ما يتناقض مػع أىداؼ قانوف صعوبات اؼبقاولة الذي قرر مساعدة
اؼبقاوالت اؼبتعًتة على ذباوز الصعوبات اليت تعًتضها وتقدمي مساعدات قانونية ؽبا قصد تذليػل الصعوبات
واحتوائها ،األمر الذي نعتقد معو أف ؿبكمة النقض جسدت باجتهادىا أعبله وتفسَتىا ؼبقتضيات اؼبادة
951من مدونة التجارة تفسَتاً ضيقا الدور االقتصادي الذي هبب أف يتقلده القضاء يف ىػذا اؼبضمػار.
وخبصوص الشروط الفاسخة اليت عادة ما يضمنها اؼبؤجروف أو مؤسسات االئتماف يف عقود
االئتماف اإلهباري واليت تقضي بفسخ ىذه العقود دبجرد خضوع اؼبستأجر إلحدى اؼبساطر اعبماعية فإهنا
تبقى غَت ذات قيمة قانونية بالنسبة للتسوية القضائية لصراحة اؼبادة 922من ـ.ت .يف فقرهتا األخَتة اليت
٢ٛٝ -95اُلػ ٟٞأُ٘ظٔخ ك ٢اُوبٗ ٕٞاُلوَٗ ٢ثٔٞعت أُبكح ٓٝ 9/624ب ثؼلٛب ٖٓ ٓلٗٝخ اُزغبهح اُلوَٗ٤خ.
عقد االئتماف اإلهباري جار يوـ فتح اؼبسطرة إال ابتداء من تاريخ فسخ ىذا العقد أو انتهائو ،والكل وفقا
ؼبا تنص عليو اؼبادتاف 711و 714من ـ.ت.96
ج – ىالك األموال المؤجرة
يفسخ عقد االئتماف اإلهباري بقوة القانوف إذا ىلكت األمواؿ اؼبؤجرة بغَت خطأ أي من اؼبتعاقدين
بشرط أف تصبح غَت صاغبة لبلستعماؿ يف الغرض الذي اكًتيت من أجلو سواء كاف اؽببلؾ كليا أو جزئيا،
ويف ىذه اغبالة ال وبق ألي طرؼ من أطراؼ العقد مطالبة اآلخر بالتعويض عن ذلك ،لكوف القاعدة
القانونية اؼبقررة ؽبذا اغبكم قاعدة آمرة وفق الصياغة اليت جاءت هبا مقتضيات الفصل 995من ؽ.ؿ.ع
الذي ينص على ما يلي " :إذا ىلكت العُت اؼبكًتاة أو تعيبت أو تغَتت كليا أو جزئيا حبيث أصبحت غَت
صاغبة لبلستعماؿ يف الغرض الذي اكًتيت من أجلو ،وذلك دوف خطأ أي واحد من اؼبتعاقدين ،فإف عقد
الكراء ينفسخ ،من غَت أف يكوف ألحدنبا على اآلخر أي حق يف التعويض ،وال يلزـ اؼبكًتي من الكراء إال
بقدر انتفاعو .وكل شرط ىبالف ذلك يكوف عدمي األثر" ،ومن م فإف الشروط اليت قد تتضمنها عقود
االئتماف اإلهباري باستحقاؽ الواجبات الكرائية إىل غاية هناية العقد على الرغم من ىبلؾ األمواؿ اؼبؤجرة
بغَت خطأ اؼبستأجر تبقى شروطا باطلة ،وال يلزـ اؼبكًتي إال بالواجبات الكرائية اؼبوافقة للمدة اليت انتفع هبا
باألمواؿ اؼبؤجرة قبل ىبلكها.
أما إذا كاف ىبلؾ ىذه األمواؿ ىبلكا جزئيا أو تعيبت بشكل جزئي فقط ال وبوؿ دوف استغبلؽبا
واالنتفاع هبا دوف أف يرتكب أي من اؼبتعاقدين أي خطأ يف ذلك ،فإف العقد ال يفسخ وإمبا يستمر مع
تقرير حق إنقاص مبلغ الوجيبة الكرائية لفائدة اؼبكًتي بالقدر الذي نقص فيو انتفاعو هبذه األمواؿ،
وزبفيض الثمن اؼبتفق عليو لبيع ىذه األمواؿ إذا اختار اؼبستأجر شراءىا عند هناية العقد.
غَت أنو إذا كاف ىبلؾ األمواؿ اؼبؤجرة راجعا إىل خطأ اؼبستأجر كما لو أنبل صيانتها وفق االلتزاـ
العقدي الذي ربملو أو جعلها عرضة ألحواؿ الطقس ،فإنو يتحمل اؼبسؤولية عن ىذا اؽببلؾ أو التعيب
سواء كاف كليا أو جزئيا .وتبقى معو الشروط التعاقدية اؼبضمنة يف العقد من استحقاؽ مؤسسة االئتماف
-96ر٘ض أُبكح .ّ ٖٓ 700د ػِٓ ٠ب ٔٓ ٌٖٔ٣ ٫" ٢ِ٣بهٍخ اٍزوكاك ُٔ٘و ٍٞإ ٫ك ٢أعَ اُض٬صخ أشٜو اُزبُ٤خ ُ٘شو اُؾٌْ اُوبػ ٢ثلزؼ
اُزَ٣ٞخ أ ٝاُزظل٤خ اُوؼبئ٤خ.
َ٣و ١ا٧عَ ثبَُ٘جخ ُٞٓ٨اٍ ٓٞػٞع ػول عبه ّٞ٣كزؼ أَُطوح اثزلاء ٖٓ ربه٣ـ كَـ ٛنا اُؼول أ ٝاٗزٜبئ."ٚ
ٝر٘ض أُبكح ٖٓ 701ماد أُلٗٝخ ػِٓ ٠ب ٣" ٢ِ٣ؼل ٠طبؽت ٓبٍ ٖٓ إصجبد ؽؤً ٚبُي ،إما ٍجن شٜو اُؼول ٓٞػٞع ٛنا أُبٍ".
اٗظو ُِٔي٣ل ؽ ٍٞكػ ٟٞاٍ٫زوكاك ك ٢اُوبٗ ٕٞأُـوثٍ ٢ؼبك ؽ٘٤ل ،٢كػ ٟٞاٍ٫زوكاك كَٓ ٢بؽو طؼٞثبد أُوبُٝخ ،هٍبُخ َُ٘٤
كثِ ّٞأُبٍزو ك ٢هبٗ ٕٞا٧ػٔبٍ ،اَُ٘خ اُغبٓؼ٤خ ٝ. 2011-2010ك ٢اُوبٗ ٕٞاُلوَٗ: ٢
Miche - Pierre Le corre, droit et pratique des procédures collectives, 9éme edition 2016, p 2528 et
suivant.
عبميع الواجبات الكرائية إىل غاية هناية العقد وللتعويض عن الضرر الذي غبقها من جراء ىبلؾ أو تعيب
ىذه األمواؿ باعتبارىا مالكة ؽبا ،شروطا صحيحة تلزـ اؼبستأجػر يف إطار مسؤوليتو عن ىذا اؽببلؾ أو
التعيب .وال تقتصر مسؤولية اؼبستأجر عن فعلو بل يسأؿ أيضا عن أخطاء غَته فبن يكونوف يف عهدتو
كزبناء أو نزالء الفندؽ أو اؼبطعم أو اؼبقهى أو غَتىا من احملبلت العمومية وفق ما ينص عليو الفصل 972
من ؽ.ؿ.ع.
وال يعفى اؼبستأجػر من ىذه اؼبسؤولية إال إذا كاف اؽببلؾ أو التعيب حاصبل عن االستعماؿ اؼبألوؼ
أو العادي للشيء أو نتيجة حالة القدـ أو عيب يف البناء ،أو بسبب عدـ إجراء اإلصبلحات اليت يتحمل
هبا اؼبؤجػر ،إذ يف ىذه اغبالة األخَتة يفسخ عقد االئتماف اإلهباري وتتحمل مؤسسة االئتماف اؼبسؤولية دوف
مطالبة اؼبستأجر بأي تعويض وال حىت بالواجبات الكرائية ابتداء من يوـ توقف اؼبستأجر عن االنتفاع
باألمواؿ اؼبؤجرة ما مل يكن العقد متضمنا لشرط يعفي ىذه اؼبؤسسة من االلتزاـ بالصيانة واإلصبلح ،وىو
اإلعفاء الذي غالبا ما تتضمنو عقود االئتماف اإلهباري لدرء مؤسسات التمويل ـباطر عدـ اغبصوؿ على
الرأظباؿ والربح اؼبتوخى من العملية خصوصا أف األمواؿ اؼبؤجرة تكوف بيد اؼبستأجر وحيازتو بعد أف كاف قد
تسلمها من البائع مباشرة وبعد أف كاف ىو من اختارىا.