Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 14

‫اجمللد‪ / 16‬الع ــدد‪ ،)2023( 02 :‬ص ‪678-665‬‬ ‫جملـةاحلقوق والعلوم اإلنسانية‬

‫التعويض عن فوات الفرصة بني إجتهاد القضاء وخصوصية املسائل األسرية‬

‫‪Compensation for missing the opportunity between judiciary diligence and the‬‬
‫‪privacy of family matters‬‬

‫محادي عبد النور‪ ،‬كلية احلقوق‪،‬جامعة عني متوشنت‪،‬اجلزائر‬

‫عضوابحث مبخرب القانون املقارن ‪،‬جامعة تلمسان‬

‫‪abdennour.hammadi@univ-temouchent.edu.dz‬‬

‫اتريخ االستالم‪ 2023/05/20 :‬اتريخ القبول‪ 2023/06/16 :‬اتريخ النشر‪2023/06/18 :‬‬

‫ملخص‪:‬‬
‫موضوع تفويت الفرصة هو من املواضيع اليت إستثارت املناقشة وإستوجب من القضاء أ ْن يعرض هلا يف إجتهاد ليس‬
‫يعول على فرصة تتيح له احلظ‬
‫حمدوداً معامله ‪ .‬حيث يفرتض تفويت الفرصة أ ّن املدعي كان أيمل يف منفعة تؤول إليه وكان ّ‬
‫يف أ ْن حيقق أمله لو سارت األمور طبق جمراها الطبيعي ‪ ،‬فأتى املدعي عليه خبطئه حيرمه من هذه الفرصة ويبدد أمله وجيعل‬
‫من املستحيل اجلزم جبدوى تلك الفرصة وما ستكشف عنه لو أتيحت له‪.‬‬
‫وستناقش ورقتنا البحثية مسألة خصوصية التعويض عن فوات الفرصة يف املسائل األسرية بني النظرية العامة يف‬
‫القانون املدين وخصوصية قانون األسرة‪.‬‬

‫كلمات مفتاحية‪ :‬ضرر‪،‬فوات الفرصة‪،‬سلطة القاضي املدين‪،‬اخلطبة‪،‬استعمال احلق‬


‫‪Abstract: The issue of missing the opportunity is one of the topics that sparked‬‬
‫‪discussion and required the judiciary to present it in a diligence whose features are not‬‬
‫‪limited. Where the missed opportunity assumes that the plaintiff was hoping for a‬‬
‫‪benefit that would accrue to him, and he was counting on an opportunity that would‬‬
‫‪allow him the chance to achieve his hope if things went according to their natural‬‬
‫‪course, so the defendant came by his mistake, depriving him of this opportunity,‬‬
‫‪squandering his hope, and making it impossible to ascertain the feasibility of that‬‬
‫‪opportunity and what it would reveal. If he had‬‬

‫‪665‬‬
‫التعويض عن فوات الفرصة بني إجتهاد القضاء وخصوصية املسائل األسرية‬

‫‪Our research paper will discuss the issue of the specificity of compensation for missed‬‬
‫‪opportunity in family matters between the general theory of civil law and the specificity‬‬
‫‪of family law.‬‬

‫‪Keywords: Damage, missed opportunity, the authority of the civil judge, the sermon,‬‬
‫‪the use of the right‬‬
‫مقدمة‬

‫على الرغم من إستقرار فكرة فوات الفرصة فقها وقضاءا إال أن تطبيقها يف جمال شؤون األسرة يثري اعرتاضات عدة‪،‬بدعوى‬
‫أن تطبيقها يف هذا اجملال ينطوي على جمازفة ملا تنطوي عليه فكرة اخلطوبة من خصوصية ولكون فرصة الزواج تتناىف مع‬
‫الوجه السليب األصلي للخطبة ذاهتا‬

‫األمر الذي جيعل مهمة القاضي يف تقدير فوات الفرصة يف هذا اجملال أمرا دقيقا وشائكا‬

‫ولعل صعوبة اجلزم بوجود فرصة الزواج بعد اخلطبة وخاصة تلك املقرتنة بعقد هي ما دعت البعض إىل أن ان يتساءل عن‬
‫مدى مناسبة تطبيق فكرة فوات الفرصة يف جمال األحوال الشخصية ابلنسبة للنتائج الضارة اليت ترتتب على فعل هو بطبيعته‬
‫احتمايل ‪.‬‬

‫بل وابعد من هذا أليس العدول عن اخلطبة حق طبقا للمادة ‪ 1/5‬ق أ ؟وهل استعمال احلق يعطي احلق يف املطالبة‬
‫ابلتعويض أصال ؟فما ابلك عن التعويض عن فوات فرصة الزواج مثال ؟‬

‫ومنه أتيت ورقتنا البحثية لتناقش إشكالية هل ميكن للمخطوبة أن تدفع بوجود فرصة فائتة ومن مث حصول ضرر؟‬

‫وذلك إعتمادا على تنظري وأتصيل لفكرة فوات الفرصة يف قوانني املعامالت املدنية ‪،‬ومدى حتقيق شروطها من أجل تطبيقها‬
‫على أحكام قوانني األحوال الشخصية‬

‫املبحث األول‪ :‬امليكانزمات القانونية لفكرة التعويض عن فوات الفرصة‬


‫تعترب نظرية فوات الفرصة إحدى صور إدراج الصدفة يف اجملال القانوين عن طريق اإلحتماالت‪،‬ويعرفها الفقه القانوين أبهنا‬
‫"أمر ال يتعلق إال حبادث مستقبلي غري مؤكد التحقق ال ينتج عن سلوك الضحية"‪، 1‬وقبل ذلك قال فقهاء اإلسالم جبواز‬
‫التعويض عن فرصة املنفعة اليت انعقد سبب وجودها )‪، (lien de causalité‬وهو نوع من أنواع اإلتالف‪،‬واإلتالف‬
‫سبب من أسباب الضمان يف الفقه اإلسالمي‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬سلطة قاضي املوضوع يف تقدير التعويض‬

‫‪1‬‬ ‫‪-Angelo Castelletta :Responsabilité médicale-droit des malades-Dalloz-Paris-2002-P87‬‬


‫‪666‬‬
‫محادي عبد النور‬

‫إن ميزة الفقه اإلسالمي على اختالف مذاهبه أنه ال ينظر إىل خطأ الفاعل وال إىل إدراكه ولكنه ينظر مباشرة إىل الضرر‬
‫مطلقا دون اعتبار للواقعة اليت أنشأته ‪،‬إرادية كانت أم غري إرادية ‪،‬وأوجب تعويض املضرور عما أصابه جربا لضرره والقصد‬
‫من ذلك هو حتقيق العدالة اإلجتماعية ذلك أنه حيثما حتقق ضرر استحق املضرور التعويض إعماال حلديث الرسول الكرمي‬
‫صلى هللا عليه وسلم "ال ضرر وال ضرار" وهو مبدأ كاف ألن تؤسس عليه نظرية تفويت الفرصة‪.‬‬
‫كما بلغ حرص فقهاء الشريعة اإلسالمية الغراء على جرب الضرر ‪،‬إىل اعتبار أنه لو أصيبت شاة فأراد صاحبها ذحبها قبل أن‬
‫متوت وال مدية معه ‪،‬وكان مع غريه مدية فطلبها من صاحبها فامتنع عن إعطائه حىت هلكت الشاة ‪،‬يكون صاحب املدية‬
‫ضامنا قيمة الشاة ألنه امتنع عن بذل واجب وتسبب ابمتناعه يف تلف الشاة‪.‬‬
‫كما أن اهتام طبيب ابجلهل أو اهتام اتجر أبنه عدمي األمانة أو انه على وشك اإلفالس ‪،‬مما يصرف الناس عن التعامل معه‬
‫ويضر مبورده املايل يعترب ضررا ماليا يوجب ابلتايل التعويض عنه‪.‬‬
‫وعليه جند أن قواعد الفقه اإلسالمي تتضمن مبدأ التعويض عن تفويت فرصة الكسب الن هذه القواعد هتدف إىل توزيع‬
‫العدل بني الناس بكيفية ال يُغنب فيها أحد غرميه‪.1‬‬

‫وقد لقيت إستقباال ملحوظا من القضاء العادي الفرنسي‪،‬والذي استعان هبا ألول مرة سنة ‪ 1889‬لتقرير املسؤولية العقدية‬
‫للوكيل القضائي بسبب حرمان موكله من ممارسة حق الطعن ‪،2‬كما أخذ هبا القضاء اإلداري كذلك فقد جلأ إليها ألول مرة‬
‫يف جمال الوظيفة العمومية سنة ‪ 1928‬كأساس لتقرير مسؤولية اإلدارة‪.3‬‬

‫ولكن ال ننسى أن التطبيق العملي يُثري صعوبة عند التفرقة بني الضرر احملقق والضرر اإلحتمايل ‪،‬وذلك أنه عند تفويت فرصة‬
‫الكسب على الشخص ‪،‬فالكسب هذا إحتمايل غري مؤكد ‪،‬فإذا ُحرم منها صاحبها فإنه ال يستطيع أن يُطالب ابلتعويض‬
‫عنها ‪،‬فالكسب قد يتحقق وقد ال يتحقق إال أن تفويت الفرصة قد أوقف تطور األمور ‪،‬فالضرر اإلحتمايل قد يقع وقد ال‬
‫يقع لكن مع تفويت الفرصة فإن فرصة الكسب بطبيعة احلال غري موجودة وابلتايل إحتمال الكسب من عدمه أو جتنب‬
‫اخلسارة أمر غري وارد ‪.‬‬

‫وهنا يتحتم علينا يف هذا املقام التمييز بني الضرر احملتمل الذي ال يُعطي احلق لصاحبه يف التعويض ‪،‬وبني تفويت الفرصة‬
‫على املتضرر اليت جتيز له املطالبة ابلتعويض ‪،‬ألن هذه األخرية إذا فُ ّوتت على صاحبها يُعترب ذلك يف حد ذاته ضررا حمققا‬
‫وعلى هذا األساس جيب التعويض ‪،‬ألن التعويض يكون ضياع الفرصة ال عن نتائجها لكون هذه األخرية هي أمر إحتمايل‬

‫‪ - 1‬احلسني مشس الدين‪ :‬تفويت الفرصة يف املسؤولية املدنية من الفكرة إىل النظرية‪-‬الطبعة األوىل‪-‬مطبعة النجاح اجلديدة‪-‬الدار‬
‫البيضاء‪ -‬املغرب‪-2009-‬ص‪143‬‬
‫‪2-‬‬ ‫‪Caroline (Ruellan) : la perte de chance en droit privé-R.R.J-No3-Presse universitaires d’aix-‬‬
‫‪Marseille-1999-p738‬‬
‫‪3- Rodolphe (Arzac) :l’indemnisation de la perte de chance en droit administratif-R.R.J-No2-‬‬

‫‪Presse universitaires d’aix-Marseille-2007-p759‬‬


‫‪667‬‬
‫التعويض عن فوات الفرصة بني إجتهاد القضاء وخصوصية املسائل األسرية‬

‫فقط ال يوجب التعويض ‪،‬فإذا كانت نتائج مسابقة ما أمر احتمايل ألن املتسابق قد خيفق وقد ينجح ‪،‬فإن عدم املشاركة يف‬
‫املسابقة أمر حقيقي وضياع فرصة املشاركة بغض النظر عن النتائج اليت سترتتب عنها هو ضرر حمقق‪.1‬‬

‫هذا وكذلك أن تفويت الفرصة تعترب ضررا مستقبال وهو الضرر الذي حتقق سببه وإستمرت نتائجه إىل املستقبل ‪،‬كإصابة‬
‫شخص بعاهة بدنية جسيمة أعجزته عن القيام أبعماله املعتادة وحرمته من الكسب ‪،‬فاإلصابة حمققة ولكن اخلسارة املالية‬
‫اليت أصابت املتضرر من جراء عجزه عن الكسب تُعترب من األضرار املستقبلية ‪،‬أي أن الضرر ال حيصل حاال بكل مقوماته‬
‫وإمنا يكون حصوله يف املستقبل أكيد بعد أن جتمعت له املعطيات اليت حتمل على حتققه مستقبال‪ ،‬لكن قد يكون الضرر‬
‫املستقبلي غري مؤكد فنكون أمام ضرر احتمايل ‪،‬واألصل فيه أنه ال يُعوض إال إذا وقع فعال ‪،‬ألن الضرر اإلحتمايل هو ضرر‬
‫مل يقع وال يوجد ما يؤكد انه سيقع وغاية ما يف األمر أنه ُحيتمل وقوعه كما ُحيتمل عدم وقوعه‪.2‬‬

‫املشرع جمموعة من العناصر واملعايري أوجب على القاضي اإلعتماد عليها للوصول إىل تقدير‬
‫هذا وقد وضع ّ‬
‫التعويض مبا يتناسب والضرر‪ ،‬فال جيوز له أن يستبعد عنصرا منها أو يضيف هلا عناصر جديدة‪ ،‬وهو خيضع يف ذلك لرقابة‬
‫احملكمة العليا‪.3‬‬

‫وتتمثل هته العناصر يف وجوب مراعاة‪:‬‬

‫‪ -‬الضرر املباشر احملقق‪.‬‬

‫‪ -‬الضرر املتغري‪.‬‬

‫‪ -‬ما حلق ابلدائن من خسائر وما فاته من كسب‪.‬‬

‫‪ -‬الظروف املالبسة ومدى حسن النية‪.‬‬

‫واملقصود مبعيار اخلسارة الواقعة والكسب الفائت‪:‬‬

‫تنص املادة ‪ 182‬ق‪.‬م " إذا مل يكن التعويض مق ّدرا يف العقد أو يف القانون فالقاضي هو الذي يق ّدره‪ ،‬ويشمل‬
‫التعويض ما حلق الدائن من خسارة وما فاته من كسب‪."...‬‬

‫‪- 1‬علي فياليل‪ :‬اإللتزامات –الفعل املستحق للتعويض‪-‬اجلزء الثاين‪-‬ديوان املطبوعات اجلامعية ‪-‬اجلزائر‪-‬ص‪295‬‬
‫‪ 2‬احلسني مشس الدين ‪ :‬املرجع السابق‪-‬ص ‪238‬‬
‫‪ - 3‬مقدم السعيد‪ " :‬التعويض عن الضرر املعنوي يف املسؤولية املدنية‪ -‬دراسة مقارنة‪ -‬دار احلديث للطباعة والنشر والتوزيع –‬
‫بريوت – لبنان – طبعة أوىل ‪ -1985-‬ص‪.253 :‬‬
‫‪668‬‬
‫محادي عبد النور‬

‫والظروف املالبسة هي الظروف اليت تالبس املضرور‪ ،‬ويقصد هبا الظروف الشخصية والصحية والعائلية واملالية اليت‬
‫حتيط ابملضرور‪.‬‬

‫كما يتضح من نص املادة ‪ 182‬أن القاضي ملزم عند تقديره للتعويض يف املسؤولية العقدية أن يدخل يف حسابه‬
‫‪1‬‬
‫ما حلق الدائن من ضرر وما فاته من كسب‪ ،‬وهذا املعيار قدمي إذ عرفه القانون الروماين‬

‫وللعلم هذان العنصران ال تستأثر هبما املسؤولية العقدية بل جيب اإلعتداد هبما يف نطاق املسؤولية التقصريية‪ ،‬ذلك‬
‫أن نص املادة ‪ 182‬من ق‪.‬م وإن كان قد جاء بصدد التعويض عن املسؤولية العقدية‪ ،‬إال أنه جاء مطلقا مما يُتيح ضمنيا‬
‫عما حلق املضرور من ضرر‪ ،‬وما فاته من كسب‪.‬‬
‫تقدير التعويض يف املسؤولية التقصريية ّ‬
‫وغين عن البيان أنه ال يكون مثة حمل للتعويض إذا مل يصب الدائن بضرر‪ ،‬فلم يفوته كسب ومل تلحقه خسارة‪ ،‬ألن‬
‫التعويض ال يتقرر إال إذا حتققت املسؤولية بعناصرها الثالث‪ ،‬كما يتعني على املتضرر طبقا للقواعد العامة إثبات الضرر‬
‫بعنصريه الكسب الفائت واخلسارة الالحقة ليأيت تقدير التعويض‪ ،‬فإن تعاقد اتجر مع مورد لتسليم بضائع مث هلكت بفعل‬
‫هذه األخري‪ ،‬مما ّفوت على التاجر صفقة إعادة بيعها لتاجر آخر بثمن أكرب‪ ،‬فإن اخلسارة الالحقة وهي قيمة البضاعة تثبت‬
‫ابلفواتري‪ ،‬والكسب الفائت يتمثل يف الزايدة يف مثن الشراء الذي سيقبضه التاجر لو متت الصفقة وهذه البضاعة واقعة مادية‬
‫تثبت بكل الطرق مثل شهادة التاجر‪.2‬‬

‫وابلنسبة إىل معيار الضر وف املالبسة ومدى توفري حسن النية ‪:‬‬

‫تنص املادة ‪ 131‬من القانون املدين" يقدر القاضي املدين التعويض عن الضرر الذي حلق املصاب طبقا ألحكام‬
‫املادة ‪ 182‬مع مراعاة الظروف املالبسة‪."...‬‬

‫والظروف املالبسة هي الظروف اليت تالبس املضرور‪ ،،‬ويقصد هبا الظروف الشخصية والصحية والعائلية واملالية‬
‫جمرد فننظر إىل املضرور نظرة شخصية‪ ،‬ألن‬
‫اليت حتيط ابملضرور‪ ،‬وهذه تقدر على أساس ذايت ال على أساس موضوعي ّ‬
‫التعويض يهدف إىل جرب الضرر الذي أصاب املضرور ابلذات دون غريه‪ ،‬فيدخل يف الظروف الشخصية حالة املضرور‬
‫اجلسدية والصحية‪ ،‬فاإلنزعاج الذي يصيبه من حادث يكون ضرره أشد ممّا يصيب شخصا سليم األعصاب‪.3‬‬

‫واألعور الذي أصيبت عينه السليمة كان الضرر الذي يصيبه أقدح من الضرر الذي يلحق شخصا أصيبت إحدى‬
‫عينيه السليمتني‪.4‬‬

‫‪ - 1‬مقدم السعيد‪ :‬املرجع السابق ص‪.256 :‬‬


‫‪ - 2‬عبد الرزاق السنهوري ‪: :‬الوسيط يف شرح القانون املدين‪-‬اجلزء األول‪-‬مصادر االلتزام‪-‬بريوت لبنان‪ ،1964-‬ص‪.970 :‬‬
‫‪ - 3‬عبد الرزاق السنهوري‪ :‬املرجع نفسه ص‪.971 :‬‬
‫‪ - 4‬علي علي سليمان‪ :‬نظرات قانونية خمتلفة‪-‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪-‬اجلزائر‪ :1994-‬ص ‪.217‬‬
‫‪669‬‬
‫التعويض عن فوات الفرصة بني إجتهاد القضاء وخصوصية املسائل األسرية‬

‫أما الظروف الشخصية اليت تالبس املسئول فقد اختلف الفقه حوهلا على رأيني رأي يذهب إىل عدم اإلعتداد هبا‬
‫وآخر يذهب إىل وجوب أخذها بعني اإلعتبار ويستند أصحاب الرأي األول إىل أن التعويض حي ّدد قدره ابلضرر‪ ،‬وهذا‬
‫الضرر يتعلق ابملضرور وليس ابملسؤول ذلك أنه إذا كان املسؤول غنيا مل يكن هذا سببا ليدفع تعويضا أكثر‪ ،‬وإذا كان فقريا‬
‫مل يكن سببا ليدفع تعويضا أقل‪.1‬‬

‫أما الرأي الثاين فيذهب إىل وجوب اإلعتداد هبا ألن نص املادة ‪ 131‬السابقة الذكر جاء مطلقا بغري ختصيص‬
‫للمضرور دون املسؤول‪ ،‬إضافة إىل أن مصطلح الظروف املالبسة ينطوي على جسامه اخلطأ‪ ،‬الذي ال بد أن يراعي أثناء‬
‫تقدير التعويض دون أن يكون هو اإلعتبار الوحيد‪ ،‬فقد يرتتب ضرر يسري على خطأ جسيم‪ ،‬كما أنه قد حيدث ضرر ابلغ‬
‫بسبب خطأ يسري‪ ،‬وإمنا تؤخذ جسامة اخلطأ يف اإلعتبار مع بقية ظروف ال ّدعوى‪.2‬‬

‫وهذا ما تذهب إليه احملكمة العليا يف عدة قراراهتا حيث تعتد ابلظروف املالبسة للمضرور دون املسؤول حيث جاء‬
‫يف قرار صادر عن احملكمة العليا بتاريخ ‪ 93/01/06‬ما يلي "‪ ...‬وأنه ينبغي على قاضي املوضوع أن يستجيب لطلبات‬
‫املطعون ضدهم للتعويض عن األضرار الالحقة هبم جراء فقدان قريبهم فإنه ملزم مع ذلك بذكر العناصر املوضوعية اليت‬
‫متكنه من حتديد التعويض وهي على وجه اخلصوص سن الضحية ونشاطه املهين‪ ،‬ودخله الدوري أو أجره‪.3"...‬‬

‫كما جاء أيضا يف قرار صادر بتاريخ ‪ ..." 99/07/14‬كان جيب على قضاة املوضوع يف حالة إثبات املسؤولية‬
‫على عاتق سائق القطار وابلنظر إىل القانون رقم ‪ 35-90‬أن يذكروا العناصر املوضوعية اليت تساعد على حتديد خمتلف‬
‫التعويضات بدقة وتفصيل مثل سن الضحية ومهنتها ودخلها ونوع الضرر‪.4"...‬‬

‫هذا ومن جهة أخرى وخبصوص عنصر مراعاة حسن النية‪ ،‬فإنه كأصل عام ال دخل له يف توافر املسؤولية‪ ،‬وإمنا‬
‫يكون هلا اثر يف تقدير التعويض مثال جند املادة ‪ 399‬من القانون املدين فيما خيص بيع ملك الغري واليت تنص على أنه " إذا‬
‫أبطل البيع يف صاحل املشرتي مبقتضى حكم وكان املشرتي جيهل أن البائع كان ال ميلك املبيع فله أن يطالب ابلتعويض ولو‬
‫كان البائع حسن النية"‪.‬‬

‫‪ - 1‬عبد الرزاق السنهوري‪ :‬املرجع نفسه ص‪.973 :‬‬


‫‪ - 2‬عبد التواب معوض‪:‬املوجز يف التعليق على نصوص القانون املدين‪-‬اجلزء األول –الطبعة الرابعة‪-‬منشأة املعارف –اإلسكندرية‪-‬‬
‫‪1998‬ص ‪.315‬‬
‫‪ - 3‬قرار صادر عن الغرفة املدنية للمحكمة العليا‪ -‬ملف رقم ‪ 87411‬بتاريخ ‪ 93/01/06‬أنظر نشرة القضاء غدد ‪ 50‬ص‪:‬‬
‫‪.55‬‬
‫‪ - 4‬قرار صادر عن الغرفة املدنية للمحكمة العليا‪ .‬ملف رقم ‪ 183066‬غري منشور أورده األستاذ خمتار رمحاين يف مقال له بعنوان‬
‫املسؤولية املدنية عن نقل األشخاص ابلسكة احلديدية على ضوء الفقه والقضاء‪ -‬اجمللة القضائية‪ -‬العدد األول‪ -‬سنة ‪-2001‬‬
‫ص‪.101:‬‬
‫‪670‬‬
‫محادي عبد النور‬

‫فاملسؤولية طبقا هلذه املادة تقوم يف حق البائع وال أثر حلسن نية هذا األخري يف منع توفرها‪.1‬‬

‫ونفس احلالة تنص عليها املادة ‪ 01/107‬من القانون املدين" جيب تنفيذ العقد طبقا ملا اشتمل عليه وحبسن نية‬
‫‪."...‬‬

‫فيجب أن تتوفر حسن النية عند تنفيذ العقد فيستبعد املتعاقدان كل معىن للغش‪ ،‬وإذا أخل أحدمها ابلتزامه وترتيب‬
‫مسؤوليته فإن التعويض خيتلف قدره حبسب ما يكون من حسن نية الفاعل أو سوئها‪ ،‬فيكون التعويض كامال جابرا جلميع األضرار‬
‫يف حالة ارتكاب خطأ جسيم أو غش طبقا للمادة ‪ 182 :‬من القانون املدين‪ ،‬فيسأل املدين عن الضرر املتوقع والضرر غري املتوقع‬
‫ويعوض عنهما‪ ،‬أما إذا كان املدين حسن النية فال يكون ملزما إال مبا كان متوقعا من الضرر‪.2‬‬
‫ّ‬
‫املطلب الثاين رقابة احملكمة العليا‬

‫إذا كان تقدير التعويض يدخل يف سلطة قاضي املوضوع‪ ،‬فهذا ال يعين أن حمكمة املوضوع ال ختضع مطلقا لرقابة احملكمة‬
‫العليا‪ ،‬إذ جيب على القاضي أن يبني يف حكمه عناصر وشروط الضرر الذي يقضي من أجله ابلتعويض‪ ،‬وذلك حىت يتسىن‬
‫للمحكمة العليا مراقبة صحة تطبيق القواعد املتعلقة ابلتعويض‪ ،3‬ومن جهة أخرى رقابة مدى أخذ القاضي لعناصر تقدير‬
‫التعويض السابق شرحها بعني اإلعتبار‪.‬‬

‫ففي مسألة الضرر الذي هو مناط تقدير التعويض‪ ،‬وإن كانت مسألة التثبّت من وقوع الضرر ومداه مسألة واقعية‬
‫يستقل هبا قضاة املوضوع فإن تعيني هذا الضرر يف احلكم وذكر العناصر املكونة له قانوان واليت جيب أن تدخل يف حساب‬
‫التعويض‪ ،‬يعترب من املسائل القانونية اليت هتيمن عليها احملكمة العليا‪ ،‬ألن هذا التعيني هو من قِبَل التكييف القانوين للواقع‪.4‬‬

‫إال أن استقراءان لبعض القرارات القضائية جند أن القضاة ال حي ّددون عناصر الضرر وال شروطه يف أحكامهم فال‬
‫يبيّنون نوع الضرر إذا ما كان ماداي أو معنواي‪ ،‬مباشرا أو غري مباشر حمققا أو إحتماليا‪ ،‬متوقعا أو غري متوقع‪ ،‬وهذا ما‬
‫وجدانه يف حكم صادر عن حمكمة البليدة بتاريخ ‪ 2000/05/20‬حتت رقم ‪ " 2000/209‬حيث أن إخالل املدعى‬
‫مؤسس قانوان"‬
‫عليها إبلتزام تعاقدي قد أحلق ضررا ابملدعية‪ ،‬مما يتعني القول أبن طليقها الرامي إىل احلصول على التعويض ّ‬
‫‪.‬‬

‫فاحلكم جاء خاليا من حتديد الضرر الذي حلق املدعى عليها يف عناصره أو شروطه مما جيعله حكما معيبا قابال‬
‫للنقض‪ ،‬وقد جاء يف هذا الشأن يف قرار صادر عن احملكمة العليا بتاريخ ‪ 2002/07/25‬ما يلي " حيث أن قضاة‬

‫‪ - 1‬مقدم السعيد ‪ :‬املرجع السابق‪ -‬ص‪.247 :‬‬


‫‪ - 2‬عبد الرشيد مامون‪:‬العالقة السببية يف املسؤولية املدنية‪-‬دار النهضة العربية‪-‬القاهرة‪-‬بدون سنة النشر ص ‪.174‬‬
‫‪ - 3‬مقدم السعيد‪ :‬املرجع السابق ‪ ،‬ص‪.253 :‬‬
‫‪ - 4‬سليمان مرقس‪ :‬الوايف يف شرح القانون املدين‪-‬الفعل الضار واملسؤولية املدنية‪-‬الطبعة اخلامسة‪ ،1988-‬ص ‪.184‬‬
‫‪671‬‬
‫التعويض عن فوات الفرصة بني إجتهاد القضاء وخصوصية املسائل األسرية‬

‫اإلستئناف اكتفوا حبساب الغرامة احملكوم هبا من طرف القاضي اإلستعجايل فقط‪ ،‬يف حني أنه بناء على املادة ‪ 471‬من‬
‫قانون اإلجراءات املدنية‪ ،‬يلزم قضاة املوضوع بتحديد الضرر وتقديره قصد مراجعة وتصفية الغرامة"‪.1‬‬

‫كما أنه من جهة أخرى للمحكمة العليا ممارسة الرقابة على ما تقوم به حمكمة املوضوع من اإلعتداد بعناصر‬
‫تقدير التعويض‪ ،‬وهنا جيب عدم اخللط بني تقدير القاضي للتعويض مببلغ اثبت مثال ‪،‬وبني عناصر تقدير التعويض‪.‬‬

‫فاألوىل مسألة واقع ختضع لتقدير قاضي املوضوع وفقا ملا توضح له من جسامة أو يسر الضرر دون رقابة عليه من‬
‫احملكمة العليا‪ ،‬لكن كيفية حتديد هذه اجلسامة أو اليسر ‪ ،‬مبعىن كيفية تطبيق القانون على الواقع هو الذي يكون حمل رقابة‬
‫احملكمة العليا‪ ،‬وتنصب هذه الرقابة على مدى إحرتام القاضي للعناصر واملعايري اليت وضعها املشرع أمام القاضي للوصول‬
‫إىل تقدير للتعويض مبا يناسب الضرر‪.2‬‬

‫حيث فيما يتعلق مبعيار الظروف املالبسة‪ ،‬ومن وجوب إعتداد القاضي ابلظروف الشخصية للمتضرر يف حالته‬
‫الشخصية والعائلية واملالية‪ ،‬فعلى القاضي أن يبني أن الواقعة اليت تفيد إصابة الشخص بضرر سواء يف ذمته املالية‪ ،‬دخله‪،‬أو‬
‫عدد األشخاص الذين يعيلهم‪ ،‬وهذه كلها ختضع لرقابة احملكمة العليا ألهنا من قبيل التكيف القانوين للواقع‪.‬‬

‫فقد جاء يف قرار صادر بتاريخ ‪ 2001/02/14‬عن احملكمة العليا ما يلي " حيث أنه من قضاء احملكمة العليا‬
‫املستقر أن تقدير التعويض عن التسريح التعسفي خيضع للسلطة التقديرية لقاضي املوضوع وال رقابة للمحكمة العليا عليه يف‬
‫هذا الشأن ويكفيه أن يعاين كما هو الشأن يف دعوى احلال الطابع التعسفي للتسريح ويقدر التعويض حسب الضرر الذي‬
‫يبني أبن املبلغ املمنوح للمطعون ضده كان على أساس الضرر املادي واملعنوي الذي‬
‫حلق العامل‪ ،‬وأن احلكم املطعون فيه ّ‬
‫جراء التسريح التعسفي‪ ،‬وهذا كاف إلعطائه األساس القانوين"‪.3‬‬
‫حلقه ّ‬
‫فلم يشرتط هذا القرار أن يضمن القاضي يف حكمه العناصر اليت إستعملها للوصول إىل تقدير التعويض مبا‬
‫يتناسب والضرر‪ ،‬بل اكتفى بوجوب معاينة الطابع التعسفي للتسريح‪ ،‬والضرر املادي واملعنوي الناتج عنه‪.‬‬

‫إال أنه يف قرارات أخرى جند حرص احملكمة العليا على وجوب ذكر العناصر اليت إعتمدها القاضي يف الوصول إىل‬
‫تقرير التعويض فقد جاء يف قرار صادر بتاريخ ‪ 2004/07/25‬ما يلي " إن قضاة اجمللس منحوا للمطعون ض ّده تعويضا‬

‫‪ - 1‬ملف رقم ‪ 215762‬صادر بتاريخ ‪ 2002/07/25‬اجمللة القضائية ‪-‬العدد األول سنة ‪ 2002‬ص‪..279 :‬‬
‫وأنظر كذلك ما جاء يف قرار صادر بتاريخ ‪ 98/07/28‬رقم ‪..." 198831‬كما جيب حتديد كل ضرر وتقدير تعويضه وهو ما مل‬
‫يفعله احلكم املطعون فيه مما جيب معه نقضه" اجمللة القضائية ‪-‬عدد خاص – سنة ‪ 2003‬ص‪.593 :‬‬
‫‪ - 2‬رمضان أبو السعد‪:‬مصادر االلتزام‪-‬دار اجلامعة اجلديدة‪-‬اإلسكندرية‪-‬مصر‪2006-‬ص ‪.110‬‬
‫‪ - 3‬ملف رقم ‪ 214574‬بتاريخ ‪ – 2001/02/14‬اجمللة القضائية – العدد األول – سنة ‪– 2002‬ص‪.195 :‬‬
‫‪672‬‬
‫محادي عبد النور‬

‫بسبب الضرر املاسّ به نتيجة منعه من مواصلة األشغال واعتمدوا يف ذلك على عناصر تقرير اخلربة وعلى حمضر املعاينني‬
‫احملرر بتاريخ ‪ 96/11/17‬وأن هذا التقدير يدخل ضمن سلطتهم ال رقابة عليهم يف ذلك من طرف احملكمة العليا‪.1‬‬

‫يتضح مما تقدم أن القانون أانط ابحملكمة مهمة تعيني طريقة التعويض‪ ،‬وكيفية تقديره‪ ،‬مبينة العناصر اليت‬
‫استعملتها يف ذلك واليت ح ّددها القانون متوخية يف كل هذا الوصول إىل تناسب بني الضرر والتعويض‪ ،‬وذلك لتمكني‬
‫احملكمة العليا من ممارسة رقابتها‪ ،‬إبعتبار أن تطبيق عناصر التقدير على الواقع هو من قبيل التكيف القانوين الذي يفسح‬
‫اجملال لتدخل احملكمة العليا ابلرقابة‪.‬‬

‫املبحث الثاين ‪:‬إشكالية التعويض عن فوات الفرصة يف مسألة اخلطبة والزواج‬


‫املطلب األول‪ :‬التصادم التقين بني استعمال احلق واملطالبة ابلتعويض‬
‫طبقا لنص املادة ‪ 1/5‬ق أ "اخلطبة وعد ابلزواج جيوز للطرفني العدول عن اخلطبة"‬

‫ومن روح نص هذه املادة ال ميكن اعتبار واقعة اخلطوبة يف حد ذاهتا إلتزاما وإال كان هذا خمالفا لطبيعة اخلطبة وابعد من‬
‫هذا ال ميكن اعتبارها وعدا ابلتعاقد ‪،‬فاخلطبة تبقى من مسائل األحوال الشخصية وال ميكن إقراهنا ابملعامالت املدنية املالية‬
‫‪.‬‬

‫ومن جهة أخرى فالكالم بغري هذا أليس فيه مساسا صارخا بركن الرضائية الذي يتمسك به التشريع اجلزائري طبقا للمادة‬
‫‪ 59‬ق م ج‬

‫وهذه هي رؤية احملكمة العليا املوقرة إذ ترى " من املقرر فقها وقضاءا أن اخلطبة هي وعد ابلزواج وليست عقدا ‪،‬وال زواجا‬
‫‪2‬‬
‫وال يرتتب عليها شيء من اإللتزام بتمام حكم ابلتعويض للطرفني "‬

‫صبت يف قالب رمسي أو‬


‫ومادام هذا حاهلا فان اخلطبة ال تتمتع أبي قوة إلزامية ابلنسبة للطرفني ولوطال أمد مدهتا‪،‬أو ُ‬
‫شكلي ‪.‬وذلك ألن املشرع والفقه والقضاء يف بالدان مل يرتق ابخلطبة إىل مرتبة العقد‪ ،‬بل أقر هلا الصفة الشرعية و هي جمرد‬
‫وعد ابلزواج من الطرفني‪ ،‬مع إمكانية العدول والرتاجع عنها‪ ،‬ألهنا ليست زواجا وإمنا هي من مقدمات عقد الزواج تتم قبل‬
‫اإلرتباط بعقد الزوجية‪ ،‬ليتعرف كل من الزوجني على اآلخر ويكون اإلقدام ‪.‬على يقني‪.‬‬
‫ولكن املادة ‪ 2/5‬من ق أ تعطي للطرفني احلق يف العدول‪.‬‬

‫‪ - 1‬ملف رقم ‪ 215762‬بتاريخ ‪ 2002/07/25‬اجمللة القضائية – العدد األول سنة ‪ 2002‬ص‪.279 :‬‬
‫‪ 2‬أنظر اجمللة القضائية العدد ‪ 04‬سنة ‪-1993‬ص‪102‬‬
‫‪673‬‬
‫التعويض عن فوات الفرصة بني إجتهاد القضاء وخصوصية املسائل األسرية‬

‫اكثر من هذا تنص ذات املادة‪ 3/‬أبن إذا ترتب عن العدول عن اخلطبة ضرر مادي أو معنوي ألحد الطرفني جاز احلكم‬
‫ابلتعويض‬
‫اإلشكالية ألتعويض طبقا ألحكام املادة ‪ 124‬ق م ينجم إذا وجد خطأ ؟ فأين هو اخلطأ يف مسألة استعمال احلق القانوين‬
‫يف العدول ؟‪،‬فهل يعقل أن نطالب شخصا يستعمل حقه ابلتعويض ؟‪.‬‬
‫نقول هناك مكنة يف استحقاق التعويض ولكن إذا كان فيه تعسفا يف استعمال احلق طبقا للمادة ‪ 124‬مكرر ق م وال‬
‫ميكن هنا الدفع مبا جاءت به احملكمة العليا أبنه ال يطبق القانون املدين على األحوال الشخصية ‪ 1‬فذلك كان خبصوص‬
‫مسألة اخلطأ املدين طبقا للمادة ‪ 124‬مدين أما املادة ‪ 124‬مكرر فجاءت تتكلم عن التعسف يف استعمال احلق بصفة‬
‫عامة وال تفرق بني احلقوق املالية واحلقوق األسرية‬
‫هذا واملعيار يف نظرية التعسف يف استعمال احلق هو نفس املعيار يف استعمال الرخص فيجب أن ال يكون فيه خروج عن‬
‫السلوك املألوف للرجل العادي‪.‬‬
‫هذا وال يعتد هبذا التعسف إال إذا اختذ إحدى الصور املنصوص عليها يف املادة ‪ 124‬مكرر وابلتايل يتحول التعسف يف‬
‫استعمال حق العدول عن اخلطبة إىل خطأ إذا وقع بقصد اإلضرار ابلغري‬
‫‪-‬إذا كان يرمي للحصول على فائدة قليلة ابلنسبة إىل الضرر الناشئ للغري‬
‫‪-‬إذا كان الغرض منه احلصول على فائدة غري مشروعة‬
‫وهذه العناصر امر اكتشافها يقع على قاضي املوضوع فقط‪.‬‬
‫فالعدول عن اخلطبة قد يشكل يف بعض االحيان خطأ تقصرياي طبقا للمادة ‪ 124‬مكرر مدين ‪،‬ومعيار اخلطأ هنا هو‬
‫السلوك املالوف للرجل العادي يف مثل الظروف اليت أحاطت ابخلطيب‪،‬فإذا احنرف اخلاطب وهو يفسخ اخلطوبة عن مايقوم‬
‫به أي خاطب عادي من أوسط الرجال طبقا الحكام املادة ‪ 172‬مدين هنا تقوم مسؤوليته التقصريية ‪.‬‬
‫آه وهنا وطبقا ألحكام املادة ‪ 124‬مدين ميكن للطرف ملضرور املطالبة ابلتعويض املادي وحىت املعنوي طبقا للمادة ‪182‬‬
‫مكرر وهو كل مساس ابلسمعة أو الشرف أو احلرية ‪،‬وأمر إثبات هذه الوقائع من اختصاص قاضي املوضوع‪.‬‬
‫لكن املسألة تتأزم إذا اقرتنت اخلطبة بعقد يف جملس العقد يعترب زواجا مىت توافرت شروط املادة ‪ 9‬ق أ‬
‫وهنا إذا كان فيه طالق فيمكن للمخطوبة أن حتصل على نصف الصداق حبكم أهنا غري مدخول هبا طبقا للمادة ‪ 16‬ق أ‬
‫ولكن هل ميكن هلا إضافة هلذا احلصول على تعويض انجم عن فوات الفرصة من زوج آخر ‪،‬حيث ان الفرصة هلا قيمة مالية‬
‫وعلى القاضي تقديرها وليس هذا ابألمر اليسري فعليه أن ينظر إىل أي حد كان احتمال كبريا يف حتقق الكسب أو الفوز‬
‫الذي ضاع على املضرور من جراء تفويت الفرصة عليه كتفويت فرصة الزواج من شاب أفضل أو مضي زمن طويل على‬
‫اخلطبة ونؤكد هنا على اخلطبة املقرتنة بعد الن طريقا للزواج أصبح واضحا ‪.‬‬

‫أنظر قرار احملكمة العليا –اجمللة القضائية –العدد‪-1‬ص ‪2751‬‬


‫‪674‬‬
‫محادي عبد النور‬

‫مث إننا لنتصور هذه املخطوبة املعقود عليها أصبحت تتصرف وكأهنا زوجة اخلاطب فعليا ما بقي هلم سوى الزفاف ومن مثة‬
‫الدخول الشرعي أو البناء ‪،‬فباهلل عليكم من ذا الذي سوف يفكر خالل مدة اخلطبة املقرتنة بعقد ابلتفكري يف طلب عرض‬
‫الزواج عليها أو حىت فتح هذا املوضوع عليها حبكم أهنا أصبحت يف ذمة رجل آخر ‪.‬ويف األخري وبعد كل هذا أييت املشروع‬
‫الزوج إىل فسخ هذخ اخلطوبة وابألحرى طلب الطالق قبل الدخول‬
‫وابلرجوع إىل ما تنص عنه املادة ‪ 182‬مدين يشمل التعويض ما حلق من خسارة وما فات من كسب‪،‬فأليس عزوف‬
‫الشباب عن لزواج منها فيه فوات للكسب وهو التمتع بفرصة جدية للزواج أو حلاق خسارة كتضييع فرصة النجاح يف‬
‫مسابقة وطنية انذرة ما تفتح بناء على طلب اخلاطب األول أو الزوج ابألحرى كعدم التسجيل يف مسابقة التوثيق اليت مل‬
‫تفتح منذ ‪ 2006‬مثال ‪.‬‬
‫وابلتايل أليس هذا كله يعطي احلق فقط للمخطوبة املعقود عليها حبكم اهنا كانت قاب قوسني أو أدىن من متتع بنعمة‬
‫الزواج ‪،‬بطلب التعويض عن فوات هذه الفرصة وهنا نقول حنن ال نقصد الزواج هبذا اخلاطب الذي ابرم العقد مع اخلطبة‬
‫‪،‬وإمنا تضييع الفرصة اليت هي ضرر حال وجدي وليس احتمايل يف التعرف ممكن على شاب أفضل خلقا واجتماعيا وكفاءة‬
‫من ذاك اخلاطب الذي عقد عيها وابلتايل حرمها متاما من التمتع هبذا احلق الشرعي ‪،‬هنا إذن ميكن للمخطوبة املعقود عليها‬
‫ان تطالب ابلتعويض عن فوات الفرصة‬
‫وليس تلك خطوبة فقط ‪،‬وهذا األمر على قاضي املوضوع تبيانه والتأكد منه حسب كل حالة على حده‬
‫‪1‬‬
‫حبكم أن تفويت الفرصة هي ضررا حمققا حبذ ذاته أما موضوع الفرصة فهو أمر احتمايل خيرج من دائرة التعويض‬

‫املطلب الثاين‪ :‬عمومية املادة ‪ 124‬مدين أتكيد على إستيعاب مسألتنا للتعويض عن فوات الفرصة‬
‫إذ ابلرجوع إىل الناحية القانونية الصرفة ‪،‬فإن املادة ‪ 124‬من التقنني املدين صرحية يف تعويض كل ضرر يلحق ابلشخص‬
‫املضرور‪،‬وليس من الضروري أن يعمد املشرع إىل التفصيل ألن هذا يُعترب عمال فقهيا وقضائيا قد يكون املشرع يف غىن‬
‫عنه‪،‬فعبارة الضرر بصياغتها على هذا النحو يف املادة ‪ 124‬من التقنني املدين ‪،‬جاءت مطلقة من كل قيد حيث يتسع‬
‫معناها لتشمل كل ما يعترب من قبيل الضرر سواء كان ضررا ماداي أو معنواي ‪.2‬‬

‫كون إحدى‬
‫زد على هذا يرى بعض الفقه أن التعويض عن الضرر املعنوي ال ُميكن سحبه أو التغاضي عنه أبية حجة ألنه يُ ّ‬
‫قيمنا األخالقية وعليه ليس من املنطق يف شيء إعفاء املسؤول من جرب الضرر املعنوي الذي أحلقه ابلغري ‪،‬بدعوى أن األمر‬

‫‪1‬راجع قرار احملكمة العليا بتاريخ ‪-2006/11/15‬جملة احملكمة العليا –عدد‪-01‬سنة ‪-2007‬ص ‪487‬‬
‫‪- 2‬علي علي سليمان‪:‬دراسات يف املسؤولية املدنية يف القانون املدين اجلزائري‪-‬املسؤولية عن فعل الغري‪-‬املسؤولية عن فعل األشياء‪-‬‬
‫التعويض‪-‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪-‬اجلزائر‪-1984-‬ص ‪ 238‬وما بعدها‬
‫‪675‬‬
‫التعويض عن فوات الفرصة بني إجتهاد القضاء وخصوصية املسائل األسرية‬

‫يتعلق مبجرد ضرر معنوي ‪،‬بل إنه يتعني تعويض كل األضرار ومن بينها األضرار اليت تلحق الشخص أو ذوي حقوقه يف‬
‫حقوقهم غري املالية‪.1‬‬

‫وكذلك جيب األخذ ابلتفسري املوسع للمادة ‪ 182‬من التقنني املدين ‪،‬بنصها على إلزام املدين بتعويض الدائن عما حلقه من‬
‫ب ضرر‬
‫خسارة وما فاته من كسب ‪،‬فهي ال تعين قصر التعويض عن الضرر املادي فقط بل يشمل حىت الضرر املعنوي ‪،‬فُر ّ‬
‫معنوي يسبب للشخص خسارة أفدح من اخلسارة اليت يسببها له الضرر املادي ويُفوت عليه كسبا أكثر مما يفوته عليه‬
‫‪2‬‬
‫الضرر املادي‬

‫زد على هذا جند ما يُبني أخذ املشرع اجلزائري ابلتعويض عن الضرر املعنوي يف املادة‪ 4/3‬من قانون اإلجراءات اجلزائية‬
‫"تقبل دعوى املسؤولية عن كافة أوجه الضرر سواء كانت مادية أو جسمانية أو أدبية‪ "...‬كما منحت املادة ‪ 531‬مكرر‬
‫من نفس القانون للمحكوم عليه املستفيد من الرباءة ولذوي حقوقه احلق يف التعويض عن الضرر املادي واملعنوي‪،3‬‬

‫زد كذلك نص املاداتن ‪47‬و‪ 48‬من التقنني املدين اجلزائري اللتان جتيزان التعويض عن الضرر الذي يلحق الشخص نتيجة‬
‫اعتداء غري مشروع على حق من احلقوق املالزمة لشخصيته أو امسه‪،‬دون تفصيل لنوع أو طبيعة الضرر مما جيعله يشملهما‬
‫معا‪،4‬وكذلك املادتني ‪2/06‬و‪ 157‬من تقنني العمل اللتان تكرسان مبدأ حق العامل يف التعويض عما أصابه من أضرار‬
‫مادية ومعنوية‪.5‬‬

‫خامتة‪:‬‬

‫فيقودان كل ما سبق إىل اإلعرتاف بفائدة التمسك بفكرة التعويض عن فوات الفرصة يف األحوال الشخصية ‪.‬‬
‫‪1-‬‬‫‪Noureddine Terki :les obligation –responsabilité civile et régime général-OPU-alger-1982-N‬‬
‫‪298-P168‬‬
‫‪- 2‬علي علي سليمان‪ :‬املرجع نفسه‪-‬ص ‪240‬‬
‫‪- 3‬أمر رقم ‪ 155/66‬املؤرخ يف ‪ 18‬صفر عام ‪ 1386‬املوافق ل‪ 08‬جوان ‪ 1966‬املتضمن قانون اإلجراءات اجلزائية‪-‬ج ر –‬
‫عدد ‪-88‬السنة الثالثة‪ -‬املعدل واملتمم‬
‫‪- 4‬تنص املادة ‪ "47‬لكل من وقع عليه اعتداء غري مشروع يف حق من احلقوق املالزمة لشخصيته ‪،‬أن يطلب وقف هذا اإلعتداء‬
‫والتعويض عما يكون قد حلقه من ضرر"‬
‫وكذلك املادة‪ " 48‬لكل من انزعه الغري يف استعمال امسه دون مربر ومن انتحل الغري امسه ‪،‬أن يطلب وقف هذا اإلعتداء والتعويض‬
‫عما يكون قد حلقه من ضرر"‬
‫‪- 5‬قانون رقم ‪ 11/90‬املؤرخ يف ‪ 26‬رمضان عام ‪ 1410‬املوافق ل ‪ 21‬ابريل ‪ 1990‬املتعلق بعالقات العمل املعدل واملتمم‬
‫ابلقانون رقم ‪ 29-91‬املؤرخ يف ‪ 21‬ديسمرب ‪1999‬‬
‫‪676‬‬
‫محادي عبد النور‬

‫وإن كانت مسألة دقيقة جدا‪،‬حيث ال ختلوا فكرة التعويض عن فوات الفرصة من ميزة مالية ابلنسبة للفتاة املخطوبة ‪،‬حيث‬
‫اخلاطب اليكون مسؤوال إال عن تعويض جزء من الضرر النهائي وهو الضرر عن فوات الفرصة‪.‬‬

‫قائمةاملراجع‪:‬‬

‫‪ - .1‬احلسني مشس الدين‪ :‬تفويت الفرصة يف املسؤولية املدنية من الفكرة إىل النظرية‪-‬الطبعة األوىل‪-‬مطبعة النجاح اجلديدة‪-‬‬
‫الدار البيضاء‪ -‬املغرب‪-2009-‬ص‪143‬‬
‫‪ - .2‬رمضان أبو السعد‪:‬مصادر االلتزام‪-‬دار اجلامعة اجلديدة‪-‬اإلسكندرية‪-‬مصر‪2006-‬ص ‪.110‬‬
‫‪ - .3‬سليمان مرقس‪ :‬الوايف يف شرح القانون املدين‪-‬الفعل الضار واملسؤولية املدنية‪-‬الطبعة اخلامسة‪ ،1988-‬ص ‪.184‬‬
‫‪ - .4‬عبد التواب معوض‪:‬املوجز يف التعليق على نصوص القانون املدين‪-‬اجلزء األول –الطبعة الرابعة‪-‬منشأة املعارف –‬
‫اإلسكندرية‪1998-‬ص ‪.315‬‬
‫‪ - .5‬عبد الرزاق السنهوري ‪: :‬الوسيط يف شرح القانون املدين‪-‬اجلزء األول‪-‬مصادر االلتزام‪-‬بريوت لبنان‪ ،1964-‬ص‪:‬‬
‫‪.970‬‬
‫‪ - .6‬عبد الرشيد مامون‪:‬العالقة السببية يف املسؤولية املدنية‪-‬دار النهضة العربية‪-‬القاهرة‪-‬بدون سنة النشر ص ‪.174‬‬
‫‪ - .7‬علي علي سليمان‪ :‬نظرات قانونية خمتلفة‪-‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪-‬اجلزائر‪ :1994-‬ص ‪.217‬‬
‫‪ - .8‬قرار صادر عن الغرفة املدنية للمحكمة العليا‪ -‬ملف رقم ‪ 87411‬بتاريخ ‪ 93/01/06‬أنظر نشرة القضاء غدد ‪50‬‬
‫ص‪.55 :‬‬
‫‪ - .9‬قرار صادر عن الغرفة املدنية للمحكمة العليا‪ .‬ملف رقم ‪ 183066‬غري منشور أورده األستاذ خمتار رمحاين يف مقال له‬
‫بعنوان املسؤولية املدنية عن نقل األشخاص ابلسكة احلديدية على ضوء الفقه والقضاء‪ -‬اجمللة القضائية‪ -‬العدد األول‪-‬‬
‫سنة ‪-2001‬ص‪.101:‬‬
‫‪ - .10‬مقدم السعيد‪ " :‬التعويض عن الضرر املعنوي يف املسؤولية املدنية‪ -‬دراسة مقارنة‪ -‬دار احلديث للطباعة والنشر والتوزيع‬
‫– بريوت – لبنان – طبعة أوىل ‪ -1985-‬ص‪.253 :‬‬
‫‪ - .11‬ملف رقم ‪ 214574‬بتاريخ ‪ – 2001/02/14‬اجمللة القضائية – العدد األول – سنة ‪– 2002‬ص‪.195 :‬‬
‫‪ - .12‬ملف رقم ‪ 215762‬بتاريخ ‪ 2002/07/25‬اجمللة القضائية – العدد األول سنة ‪ 2002‬ص‪.279 :‬‬
‫‪ - .13‬ملف رقم ‪ 215762‬صادر بتاريخ ‪ 2002/07/25‬اجمللة القضائية ‪-‬العدد األول سنة ‪ 2002‬ص‪..279 :‬‬
‫‪14. -Angelo Castelletta :Responsabilité médicale-droit des malades-Dalloz-Paris-2002-P87‬‬
‫‪15. -Caroline (Ruellan) : la perte de chance en droit privé-R.R.J-No3-Presse universitaires‬‬
‫‪d’aix-Marseille-1999-p738‬‬
‫‪16. -Noureddine Terki :les obligation –responsabilité civile et régime général-OPU-alger-‬‬
‫‪1982-N 298-P168‬‬
‫‪17.-Rodolphe (Arzac) :l’indemnisation de la perte de chance en droit administratif-R.R.J-‬‬
‫‪No2- Presse universitaires d’aix-Marseille-2007-p759‬‬

‫‪677‬‬
‫التعويض عن فوات الفرصة بني إجتهاد القضاء وخصوصية املسائل األسرية‬

‫‪- .18‬أمر رقم ‪ 155/66‬املؤرخ يف ‪ 18‬صفر عام ‪ 1386‬املوافق ل‪ 08‬جوان ‪ 1966‬املتضمن قانون اإلجراءات اجلزائية‪-‬ج‬
‫ر –عدد ‪-88‬السنة الثالثة‪ -‬املعدل واملتمم‬
‫‪ .19‬أنظر اجمللة القضائية العدد ‪ 04‬سنة ‪-1993‬ص‪102‬‬
‫‪- .20‬تنص املادة ‪ "47‬لكل من وقع عليه اعتداء غري مشروع يف حق من احلقوق املالزمة لشخصيته ‪،‬أن يطلب وقف هذا‬
‫اإلعتداء والتعويض عما يكون قد حلقه من ضرر"‬
‫‪- .21‬علي علي سليمان‪:‬دراسات يف املسؤولية املدنية يف القانون املدين اجلزائري‪-‬املسؤولية عن فعل الغري‪-‬املسؤولية عن فعل‬
‫األشياء‪-‬التعويض‪-‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪-‬اجلزائر‪-1984-‬ص ‪ 238‬وما بعدها‬
‫‪- .22‬علي فياليل‪ :‬اإللتزامات –الفعل املستحق للتعويض‪-‬اجلزء الثاين‪-‬ديوان املطبوعات اجلامعية ‪-‬اجلزائر‪-‬ص‪295‬‬
‫‪- .23‬قانون رقم ‪ 11/90‬املؤرخ يف ‪ 26‬رمضان عام ‪ 1410‬املوافق ل ‪ 21‬ابريل ‪ 1990‬املتعلق بعالقات العمل املعدل‬
‫واملتمم ابلقانون رقم ‪ 29-91‬املؤرخ يف ‪ 21‬ديسمرب ‪1999‬‬
‫‪ .24‬أنظر قرار احملكمة العليا –اجمللة القضائية –العدد‪-1‬ص ‪2751‬‬
‫‪ .25‬راجع قرار احملكمة العليا بتاريخ ‪-2006/11/15‬جملة احملكمة العليا –عدد‪-01‬سنة ‪-2007‬ص ‪487‬‬
‫‪ .26‬وأنظر كذلك ما جاء يف قرار صادر بتاريخ ‪ 98/07/28‬رقم ‪..." 198831‬كما جيب حتديد كل ضرر وتقدير تعويضه‬
‫وهو ما مل يفعله احلكم املطعون فيه مما جيب معه نقضه" اجمللة القضائية ‪-‬عدد خاص – سنة ‪ 2003‬ص‪.593 :‬‬
‫‪.27‬وكذلك املادة‪ " 48‬لكل من انزعه الغري يف استعمال امسه دون مربر ومن انتحل الغري امسه ‪،‬أن يطلب وقف هذا اإلعتداء‬
‫والتعويض عما يكون قد حلقه من ضرر"‬

‫‪678‬‬

You might also like