Professional Documents
Culture Documents
من أقوال القديس اسحق السريانى
من أقوال القديس اسحق السريانى
الصالة
+أعطني قلبًا منسحقًا وقوة لكي ينبع من عيني دموع مقبولة فيضئ قلبي بالصالة النقية .
+إذا حوربت بأن تهمل صالتك وتنام .ال تطاوع نفسك ...دائمًا اغصب نفسك على صالة الليل
وزدها مزامير .
+الصالة هي شئ والتأمل في الصالة هو شي ء آخر .وكذلك الصالة والتأمل يؤثر كل منهما
في اآلخر .الصالة تشــبه الزرع والتأمل هو نضج الحصاد .
+كن مداوما الهذيذ في الكتب اإللهية وسير القديسين ألن دوام التفكير فيها يسهل عليك
الصالة .
+الصالة هي طيران عقلنا إلى هللا بل هي عمل مرتفع متعالى على جميع الفضائل وفضيلة
أشرف من جميع األعمال .
+ليس بالعلم الكثير والكـتب المختلفة تقتنى النقاوة أو تجدها بل باالعتناء بالصالة.
+الصالة هي عمل مرتفع متعال على جميع الفضائل .
+أعتقد أن الصالة هي مفاتيح المفاهيم الحقيقية المدونة في الكتب اإللهية .
+إذا هبط علينا روح اإلهمال وبردت حرارتنا نجلس بيننا وبين أنفسنا ونجمع أفكارنا ونميز بدقة
ما هو سببا إلهمال ومن أين بدأ وما هو الذي يبطلك من الصالة والعبادة .
+ثق أن الصالة هي المفتاح الذي يفتح المعانى الحقيقية للكتب المقدسة .
+صالة لحقود كبذار ألقيت على الصخر .
+بمقدار ما يدخل اإلنسان إلى الجهاد من أجل هللا بمقدار ما يصير لقلبه دالة في صالته .
+ما هو رأس كل أعمال النسك التي إذا ما بلغها إنسان يشعرانه قد بلغ قمة الطريق ؟ انه
الوصول إلى الصالة الدائم’ فحينما نصل إلى هذا الحد فقد لمس نهاية كل الفضائل وصار
مسكنا للروح القدس .
+حينما تقف أمام هللا للصالة أقترب إليه بقلب طفل .
+الذي يتهاون بالصالة ويظن أن له بابا أخر للتوبة فهو مخدوع من الشياطين .
+إذا بدأت الصالة الطاهرة ،فاستعد لكل ما يأتى عليك .
+إذا وقفت لتصلى ،كن كمن هو قائم أمام لهيب نار .
+إن كنت تنتظر حتى تصل إلى الصالة الطاهرة ثم تصلى .فإلى األبد ما تصلى ألن الصالة
الطاهرة نصل إليها بالصالة .
+الصالة هي صراخ العقل الذي يصرخ بدون إرادة من حرقة القلب .
+إذا أهل اإلنسان للصالة الدائمة فهو يكون قد بلغ إلى كمال السيرة .
+بالصالة يكمل عمل التوبة الذي هو ندم النفس والحزن وبها أيضا تتحرك النفس إلى حركات
تفوق سائر الحركات الجسدانية والنفسانية تلك التي يسميها اآلباء التدبير الروحاني .
+من مداومة الصالة ينمو في المصلى ويتوفر له الحياء والحشمة من هللا ....بل من داوم
الشخوص ولقاء هللا في الصالة تخاف اآلالم من الدنو إليه كيفما اتفق .
+أعط نفسك لعمل الصالة فتجد الشيء الذي ال تقدر أن تسمعه من أحد ألن ليست في
أحد كفاية لسماعه !!
ألن حرارة الصالة و الهذيذ تحرق اآلالم واألفكار كمثل النار . +
ألن الدالة عند هللا تعالى إنما تتكون من مواصلة مفاوضته ومداومة محادثته في الصالة . +
وليس فقط تكون الحروب عند المصلى ،كال شي ء بل انه يزدرى أيضا بالجسد الذى هو +
سبب القتاالت .
إذا ما اتحد الهذيذ بالصالة النقية ،عند ذلك يكمل قول السيد ..حيثما اجتمع اثنان أو ثالثة +
بأسمى هناك أكون في وسطهم ...ويعنى بالثالثة ...النفس والجسد والروح ،أو العقل
والهذيذ والصالة الطاهرة .
وان كانت درجة الحب اإللهي أرفع من الصالة ،إال أنه بدون التضرع والصالة والدموع المحزونة +
الدائمة مع السهر والنسك ما يقتنى الحب .
الزم القراءة أن أمكنك ....ألنها ينبوع الصالة النقية وعونها . +
حرارة النفس تتولد من القراءة الدائمة في تدبير السكون المقرون بأعمال توتر الصالة . +
من القراءة يتجمع الفكر لكن ما يقتنى عفة وحياء ونقاوة إال من الصالة . +
القراءة تجعل اإلنسان الخفى خليقة جديدة .ومن الصالة ينفخ فيه روح الحياة والحرارة +
اإللهية تلهب العقل في كل وقت ليطير من األرضيات ويحل في مسكن الحياة .
ألن بالقراءة ينفتح قدام العقل باب اإلفهام وهى اإلفهام التى بها +
تثار شهوة الصالة .
ألنه إذا ما ارتبط الضمير بالقراءة والصالة يتقوى ،وما يقبل زرع أفكار الشرور ويصير فوق كل +
فخاخ الشياطين .
عندما يدنو اإلنسان إلى الصالة فان تذكار القراءة يلهب المصلى بإفهام الكالم الصحيح الذى +
قيل عن هللا تعالى ...
حسن الصلوات إذا امتزج بالقراءة الدائمة بإفراز يوصلنا إلى هذيذ العقل . +
في الوقت الذي يكون فيه فكرك مبددًا اثبت في القراءة أكثر من الصالة . +
ضع هذا في ضميرك دائما وأدرك السبب كل وقت إذا الحظت أن حرارة قلبك قد نقصت ، +
وإذا ما قرأت الكتب ينجمع ذهنك من الطياشه ارجع إلى الصالة ألن بها يطير العقل باألكثر .
أن كنت خاليا من فضيلة المثابرة فال تنتظر أن تحصل على عزاء حقيقي في صالتك ألن +
المثابرة تساوى العمل ،كل تدبير أن كان صالة أو صوم أو سهر بدون المثابرة ال يأتى بثمر .
كل صالة لم يتعب فيها الجسد ولم يحزن القلب ألجلها ،تكون بمثابة الـسقط الفاقد الحياة . +
من الصلوات الغصبية المقدمة بحزن وخضوع وانسحاق قلب تتولد صالة النعمة االراديه +
المتصلة بنياح وراحة .
بمقدار ما يدخل اإلنسان للجهاد من أجل هللا تعالى ،على قدر ذلك يكون لقلبه دالة في +
صالته .
لسنا ندان ألجل تحرك األشكال واألفكار فينا بل نجد نعمة إذا لم نوافقها ونعطيها فينا فسحة +
.
+في الوقت الذى يكون فيه فكرك مشتتا اثبت في القراءة أكثر من الصالة ولكن كل كتاب
نافعا .
+وال يطلب من اإلنسان إال تجوز فيه تذكارات إذا ما صلى بل إال يلتفت إليها وينفض ويطيش
منها .
+إن النفس تعان من القراءة إذا ما مثلت في الصالة ...وتستنير في الصالة من القراءة .
+ليس لك عمل آخر ضرورى لتكميله أعظم من الصالة .
+لتكن لك محبة بال شبع لتالوة المزامير ألنها غذاء الروح .
+ال يمكن أن يدوم العقل في الصالة بدون فكر ،لكن نريد أن يكون فكر العقل في الصالة
نفسها وفى معانى كلماتها .
+عود ذاتك وأغصب نفسك لتجمع الفكر في خدمه المزامير واألكثر في الليل ليأخذ
عقلك إحساس الروح وفرحة المكنوز في المزامير ،فإذا تذوقت هذه النعمة فلن تشبع من
المزامير .
+ينبغى لنا أن نسير في خدمتنا بال تقيد وإذا وجدنا أنه ليس متسع من الوقت تترك
مزمورين أو ثالثة وال نجعل التسرع يكرر صالتنا األولى .
+أحذر أن ترتبك في صالتك ...فإذا تشتت فكرك أثناء التالوة ُع ْد وارجع إلى الخلف
مزمورين أو أكثر وكل آية تقابلك وتحلو لك رددها بتأمل .
+إذا اشتدت عليك األفكار ولم تستطع أن تصلى بفكر أترك الصالة وأسجد قائًال " أنا ال
أريد أعد األلفاظ لكنى جئت أطلب معونة هللا "
+إذا شئت التمتع بحالوة قراءة المزامير في خدمتك ،والتنعم بمذاقه الروح القدس فيها ،
يكفى أن يكون عقلك فاهمًا معانى الصالة فيتحرك فيك شعور بتمجيد هللا وكالم المزامير
ُقله دائما على نفسك وليس كأنه من قول غيرك .
+وال تقل كالم المزامير بشفتيك فقط ،بل جاهد واعتن أن تكون أنت ذاتك كالم صالة ألن
الصالة ليس فيها نفع إال إذا كان الكالم يتجسم بك ويصير عمًال تصير إنسانًا روحيًا .
+إن كنت تتعب من الوقوف في سهرك من أجل كثرته ويقول لك العدو كالحية :لم يعد
فيك قوة للقيام ،نم واسترح ،فقل له :أنا أجلس وأصلى وال أنام وأعبر وقتك جالسًا وتاليًا
مزاميرك .
+ليكن لك محبة بال شبع لتالوة المزامير ألنها غذاء الروح .
+اغصب نفسك في صالة نصف الليل وزدها مزامير ألنه بقدر ما تغصب ذاتك في
المزامير تأخذ معونة من عند هللا وقوة خفية من الروح القدس .
+ال تطلب من البدء أن تكون صالتك بال تشتت فتتوقف عن الصالة حتى تتنقى أفكارك .
+ليس شي ء ينقى الضمير مثل مداومة الصالة ...
+ما هو رأس كل أعمال النسك التي إذا ما بلغها إنسان يشعر أنه قد بلغ قمة الطريق ؟
انه الوصول للصالة الدائمة ...
+في بطن امتأل باألطعمة ال يوجد مكان لمعرفة أسرار هللا .
+أما مائدة اإلنسان الذي يداوم الصالة فهي أحلى من عطر المسك أزكى من أريج الزهر .
+بكثرة الصالة ...يتضع القلب .
+الصالة هي ذكر هللا الدائم في قلب خائفيه .هي طيران عقلنا هلل .هي تفرغ الضمير
من جميع األمور الحاضرة .وقلب قد شخص نظره بالكمال الشتياق الرجاء المزمع .الصالة
هي نبضات اإلرادة الحية باهلل .الميتة عن الحياة اللحمية .الصالة الحقيقية والموت عن
العالم هما سواء .
+أن نعمة هللا تقف على الدوام عن بعد وترقب اإلنسان أثناء الصالة .فإذا تحرك فيه فكر
انصاع .فإنها في الحال تدنو منه ومعها ربوات المعونة .وذلك يكون وقت الصالة اكثر من
بقية األوقات لهذا يقيم الشيطان مع اإلنسان قتاال حتى ال يدنو هللا بأفكاره .
ال تثقل بطنك لئال يطيش عقلك . +
ألنه حيث توجد مخافة هللا ،هناك توجد الصالة الطاهرة التى بال طياشة . +
أن كنت تريد أن تنقبض من طياشة األفكار وتجد فسحة للصالة بعقلك اجمع ذاتك من +
الهيولى ( الماديات ) واهتمام األشياء وطموح طياشة الحواس وينجيه من الخطايا كمثل
الهذيذ باهلل .ليس تدبير يقبض العقل من العالم وينجيه من الخطايا كمثل الهذيذ باهلل .
وان كان في البداية ما يحس اإلنسان بالمعونة في الصالة من أجل طياشته فال يضجر وال +
يمل .ألنه ليس في حال ما يلقى الفالح البذار في األرض ينتظر الثمر ..ولكن يلذ للفالح
إذا ما آكل من عرقه خبزًا .
+ألنه حيث توجد مخافة هللا هناك توجد الصالة الطاهرة التى بال طياشة .
ال تشته ان تصلى حتى تتنقى من طياشة األفكار بل اعلم ان بمدوامتك على الصالة وكثرة +
تعبك فيها ،تبطل الطياشة وتنقطع من القلب ألن انقباض الفكر من الطياشة إنما يكون
بالصالة .ألننا ما سمعنا ان أحدًا نال هذا إنما من غير مدومة الصالة ...الذى يريد هذا إنما
يطلب الكمال منقبل العمل وهذا أمر مستحيل .
الحواس
ضبط الحواس
ضبط
+حفظ الحواس يقلع الخطايا .وحفظ القلب يقلع اآلالم التى تلد الخطايا .
+احفظ لسانك كيما تسكن فيك مخافة هللا .
+إذا ما أغلق اإلنسان أبواب المدينة ،أعنى الحواس عندئذ يكون القتال وجهًا لوجه وال يخشى
الكمين الذى وراء المدينة .مغبوط هو اإلنسان الذى يعرف هذا ويالزم السكون والهدوء وال
يكثر على نفسه األعمال بل ينقل كل األعمال الجسدانيه إلى عمل الصالة .
+وبخ المجادلين بقوة فضيلتك وليس بالكالم ،والجامحين الحواس بهدوء شفتيك وعف لحظك
وخجل الفسقة بعفة سيرتك وليس بالكالم ...
الصوم
+الذي يصوم عن الغذاء ،وال يصوم قلبه عن الحنق والحقد ،ولسانه ينطق باألباطيل فصومه
باطل الن صوم اللسان أخير من صوم الفم وصوم القلب أخير من االثنين .
+ابغض كالم العالم لكى يعاين قلبك هللا الصوم .
+من اقتنى الفضائل العظيمة مثل الصوم والسهر ولكنه لم يقتن
حراسه القلب واللسان فانه في الباطل يتعب ويعمل .إذا وضعت كل أعمال التوبة في ناحية
،الحفظ من ناحية أخرى ،فان الحفظ يرجح ،فان المسيح وضع قياس الوصايا على أصل
األفكار القلبية .وموسى على األعمال المحسوسة .
إن عقل من يصوم ..يصلى برزانة ..أما عقل من يضبط جسده فهو مملوء بالنجاسة . +
الذى يثبت في الصوم فإنه يحفظ عقله ثابتا ومستعدًا أن يقاوم كل شهوات الخاطئة . +
كل جهاد ضد الخطية وشهواتها يجب أن يبتدىء بالصوم خصوصا إذا كان الجهاد بسبب +
خطية داخلية .
إذا أضعفت الجسد بالصوم واالتضاع عند ذلك تتشجع النفس بالصالة بالروح . +
الصوم أبو الصالة ،نبع الهدوء ،معلم السكوت بشير الخيرات . +
الذى يّصوم فمه عن األكل وال يّصوم قلبه عن الحقد ولسانه عن األباطيل صومه باطل . +
ان كان معطى الناموس قد صام نفسه فكيف ال نصوم نحن الذين وضع الناموس من أجلنا . +
عندما يوضع ختم األصوام على فم اإلنسان يبدأ ذهنه بالهذيذ بخشوع وينبض قلبه بالصالة . +
+الصوم هو بدء طريق هللا المقدس .هو تقويم كل الفضائل ،بداية المعركة ،جمال البتولية
حفظ العفة ،أبو الصالة ،نبع الهدوء ،معلم السكوت ،بشير الخيرات .
+هذا السالح ( الصوم ) قد صقله هللا فمن إذا يجرؤ على احتقاره ! ان كان معطى
الناموس قد صام بنفسه ،فكيف ال نصوم نحن الذين وضع الناموس ألجلنا .
+انه أفضل إن تتخلف عن الخدمة " الصالة " بسبب الضعف الناتج عن الصوم من أن
تتخلف بسبب الكسل والوخم الناتج عن االمتالء ..
+حينما ينحط الجسد باألصوام واإلماتة تتشدد النفس روحيا في الصالة .
+الجوع أكبر معين على تهذيب الحواس .
+في بطن امتأل باألطعمة لن يوجد مكان لمعرفة أسرار هللا .
+كل جهاد ضد الخطية وشهواتها يجب إن يبتدىء بالصوم خصوصا إذا كان الجهاد بسبب
خطية داخلية ..
+إذا ابتدأت بالصوم في جهادك الروحى فقد أظهرت بغضك للخطية وصرت قريبا من النصرة
...
+بمجرد أن يبدأ اإلنسان بالصوم يتشوق العقل لعشرة هللا !
+أحذر لئال تضعف جسدك بالتمادى في الصوم ،
فيقوى عليك التراخى وتبرد نفسك .أوزن حياتك في كفة ميزان المعرفة .
+إن أول وصية وضعت على طبيعتنا في البدء كانت ضد تذوق الطعام ومن هذه النقطة
سقط رئيس جنسنا ،لذلك فان أولئك الذين يجاهدون من اجل خوف هللا يجب أن يبدؤ البناء
من حيث كانت أول ضربة .
+بسالح الصوم نال جميع القديسين األتقياء إكليل النصرة على أعدائهم ! ألنه أثناء الصوم
يكون العقل مستعدًا أن يحتمل اشد الضربات وأسوأ الحوادث المفاجئة دون أن يهتز ...
+مائدة اإلنسان الذى يداوم الصوم هي أحلى من كل عطر المسك وأزكى من أريج الزهر .خذ
لنفسك شفاء لحياتك من على مائدة الصوامين السهارى أولئك العاملين في الرب .
+من بذار عرق الصوم تنبت سنبلة العفة ،ومن الشبع الفجور ،ومن االمتالء النجاسة .
الشـكر
ليست عطية بال زيادة إال التى بال شكر . +
من ال يشكر على القليل فهو كاذب وظالم أن قال انه يشكر على الكثير والجاهل جزاؤه دائما +
في عينيه صغيرة .
فم يشكر دائما إنما يقبل البرك من هللا تعالى وقلب يالزم الحمد والشكر تحل فيه النعمة . +
تأمل دائما الباليا الصعبة وفى الذين هم في شدة ومذله وبهذا التـأمل يمكنك أن تقدم +
الشكر إزاء الباليا الصغيرة التى تنتابك وحينئذ تستطيع أن تصبر عليها بفرح .
القلب الذى يتحرك دائمًا بالشكر هو مرشد يقود لعطايا هللا لإلنسان . +
ينبغى على من يسير في طريق هللا أن يشكره على كل ما يصادفه . +
اقتناء الفضيلة
ال تظن في نفسك انك تنال مسيرة فاضلة أم صالحا لنفسك بغير تعب . +
إن حد كل تدبير للسير يكون بهذه الثالثة :التوبة ..النقاوة ..الكمال .ما هي التوبة ؟ هي +
ترك األمور المتقدمة ،والحزن من أجلها .ما هي النقاوة ؟ هي قلب رحيم على جميع
طبائع الخليقـة .
ما هو الكمال ؟ هو عمق أال تضاع ورفض كل ما يرى وما ال يرى أى ما يرى بالحواس وما ال
يرى بالهذيذ عليه .
اإلتضاع بتميز هو معرفة حقيقية . +
أن الكالم عن الفضيلة يحتاج إلى قلب فارغ من األرضيات ومن +
التحدث عنها .
ان الفضائل ترتبط ببعضها كالسلسلة وبذلك ال يكون طريقها +
شاقًا وثقيًال بل تتحقق كلها بترتيب ..
محب الفضيلة ليس من يعمل الخير بنشاط بل هو ذاك الذى يقبل السيئات ويتحملها بفرح .. +
اذكر سقطة األقوياء لتتواضع وأنت تعمل الصالح . +
خمس فضائل بدونها جميع طبقات الناس ال يمكنهم أن يكونوا بال لوم وإذا حفظها اإلنسان +
يخلص من كل مضرة ويضير محبوبا عند هللا والناس أيضا وهى :
"جسد عفـيف ..لسان أحترس ..زهد في الرغبة والشر ..كتمان الشر في سائر األشياء
بغرض مستقيم إلهى ...وإكرام كل طبقات ومراتب الناس فوق ما يستحق ذلك الوجه ،ألن
الذى يكرم الناس يكرم هو أيضا منهم كما يأخذ المجازاة من هللا .ألن الكرمة توجب الكرامة
،واالزدراء يجلب ازدراء .
عدم االدانه
من كان ضميره دائما يهذى بالصالحات ال ينظر إلى نقائص قريبه . +
من يزيل من ضميره هفوات قريبه يزرع السالم في قلبه . +
أحذر من هذه الخلة أن تـكون جالسا وأنت تدين أخـاك ألن هذا يقلع بنيان برج الفضيلة +
العظيم ،وصالة الحقود كبذار على صفا ( صخرة ) .
ابسط رداءك على المذنب واستره أن كنت ال تقدر أن تحتمل وتضع على نفسك أوزاره +
وتـقبـل اآلداب وتـتحثم األتعاب من جرائـه .
+ال تكره الشدائد فباحتمالها تنال الكرامة وبها تقترب إلى هللا .
ألن النياح اإللهي كائن داخلها ومحب اإلصالح هو الذى يحتمل الباليا بفرح .
+كما أن االدويه المسهلة تنقى التعفنات الرديه من األجسام
هكذا شدة الضوايق تقلع اآلالم من القـلب .
الصبر
الصــمت
قوة الجسد المآكل ،وغذاء النفس الكالم والحكايات وكما أن شره كثرة الحكايات هو رغبه +
النفس ،هكذا السكوت هو ثمرة الحكمة المزمعة .
أن كنت محبا للحق فكن محبا للصمت ألنه كمثل الشمس يجعلك الصمت تنير باهلل ويخلصك +
من تخاتل المعرفة ،والسكوت يجعلك في عشرة مع هللا .
الذى يحب الحديث مع المسيح يحب أن يكون وحدة والذى يريد أن يكون مع كثيرين فهو +
محب لهذا العالم .
الصمت بمعرفة يوحدك مع هللا نفسه . +
يلزمنا أن نعرف :متى نصمت ..ومتى نتكلم وكيف نصمت .. +
وبماذا نتكلم .
باألكثر . كلما أكثر اإلنسان من الهرب من الثرثرة بلسانه استنار ذهنه +
صامت اللسان يبلغ رتبة التواضع بكل أحوالها ويتسلط على األهواء بال تعب .. +
يجب أن نجبر أنفسنا على الصمت أوًال ثم يتولد في داخلنا ما +
يقودنا إلى الصمت .
+بالصمت والصالة المتواصلة يحاول اإلنسان الّصوام جعل نفسه شبيها بالطبيعة المالئكية .
+إذا تسلط عليك لسانك فثق أنك لن تستطيع التخلص من الظالم أبدًا..
+إن صنت لسانك يا أخى يمنحك هللا نعمة تنخشع القلب هالة نفسك وتدخل إلى فرح الروح .
الهذيذ
+الهذيذ بأمور كثيرة ،غذاء للنفس ،سواء كان صالحا أم طالحا أم خليطا منها .الهذيذ بالواحد
هو االنحالل من الكل واالرتباط بالواحد .
+الهذيذ والتأمل في الصالة من السكينة ..والسكينة من عدم القنية .
+الهذيذ في الكتب المقدسة ينير العقل ،ويعلم النفس الحديث مع هللا ...
المشاركة الوجدانية
+اسند الضعفاء وعز صغيرى النفوس كيما تسندك اليمين التى تحمل الكل.
+شارك الحزانى بتوجع قلبك كى يفتح باب الرحمة لصالتك .
+المعتذر عن المظلوم يجد هللا مناضال عنه .من عاضد قريبه يعاضده هللا سبحانه بذراعه .
ومن سب أخاه برذيلة كان هللا له سابا ومبكتا .
الذى يبغض صورة هللا ال يمكن أن يكون محبوبًا من هللا . +
إن اإلنسان البعيد عن هللا ال هم له إال في إيقاع السوء بقريـبـه . +
الذى نشر مراحمه بال تـميـيـز على الصالحين واألشرار ،بالشفقة +
،فقد تـشبه باهلل .
الذى يعود لسانه أن يقول الصالحات على األخيار واألشرار يملك السالم في قلبه سريعا . +
احترام الكل
األصدقاء
+حاله تفتت هي مجالسه غير الحكماء إذا أنها فخ مخفى .
+صديق جاهل هو ذخيرة خسارة ،مشاهدة النادبات في منزل البكاء أفضل من رؤية .
+الصديق الذى يوبخ في الخفاء هو طبيب حكيم أما من يداوى أمام أعين الكثيرين فهو معير
بالحقيقة
حكيم تـابع ألحمق
+صديق غير حكيم يشـبه سراجا في شمس ومشير أحمق كضرير مرشد .
+ال تكن صديقا لمحب الضحك والمؤثر أن يهتك الناس ألنه يقودك إلى اعتياد االسـترخاء .
+ال تظهر بشاشة في وجه المنحل في سيرته وتحفظ من أن تبغضه .
+عبس وجهك لدى من يبدأ في أن يقع في أخيه قدامك فانك إن فعلت هكذا تكون متحفظا
لدى هللا تعالى ولديه .
+شهية هي أخبار القديسين في مسامع الودعاء كالماء عندما تشربه األغصان الجديدة .
+ال تكرة الشدائد ..فباحتمالها تنال الكرامة وبها تقترب إلى هللا .
+أبسط ردائك على من وقع في عثرة واستر دائمًا عليه .
+أرفع عينيك للرب دائما ألن رعاية هللا تغطى كل البشر ولكنها تظهر فقط ألولئك الذين ينقون
ذواتهم من الخطية .
+أستر على الخاطْى من غير أن تنفر منه لكى ما تحملك رحمه الرب أسند الضعفاء ،وعز
صغيرى النفوس كى ما تسندك اليمين التى تحمل الكل .
التوبة
+أذكر عظم خطايا القدماء الذين سقطوا ثم تابوا ومقدار الشرف والكرامة اللذين نالوهما من
التوبة بعد ذلك لكيما تتعزى في توبتك .
+التوبة هي لباس الثياب الحسنة الضوئية .
+بداية التوبة هي ترك الخطية ...كمال التوبة هي كراهية الخطية .
+التوبة هي أم الحياة تفتح لنا بابها بواسطة الفرار من الكل نعمة التى ضيعناها بانحالل
سيرتنا ،تجددها فينا التوبة بواسطة إفراز العقل .من الماء والروح لبسنا المسيح ولم
نشعر بمجده ،وبالتوبة ندخل النعيم ،وبنعمة اإلفراز التى لنا نتطهر العادم من التوبة خائب
من النعيم المزمع أن يكون .
+طوبى لمن يالزم التوبة حتى يمضى إلى الرب .
+ان الذى يظن أن هناك طريقا آخر للتوبة غير الصالة ..ومخدوع من الشياطين .
+افحص ذاتك باستقصاء ،وانظر يأنى نوع ذلك واطلب من هللا أن يغفر لك .
+المريض الذى يعترف بمرضه شفاؤه هين .كذلك الذى يقر بأوجاعه فهو قريب من البرء .أما
القلب القاسى فتكثر أوجاعه ،والمريض الذى يخالف الطبيب يزيد عذابه .
+الدموع الدائمة أثناء الصالة عالمة على الرحمة اإللهية التى وهبت للنفس كنتيجة لقبول
توبتها .بهذه الدموع تؤهل النفس للدخول في صفاء األبدية .
+استر على الخاطىء من غير أن تنفر منه لكيما تحمل رحمه هللا .
+الويل لمن ال يبكى ،وال يتضايق ،وال ينقى عيوب نفسه مادام هناك وقت للتوبة .
كمثل الحديد الذى إذا طرحته في النار يصير ابيضًا ويتنقى من الشوائب ،كذلك النفس إذا ما +
حل فيها الروح القدس المعزى وسكن فيها فإنها تصير نقية كالملح متأللئة ببياض الفضيلة
فتنسى األرضيات وتشتاق إلى السمائيات وتوجد في كل وقت مشغولة
باإللهيات ،شغوفة بالعلويات .
من يعرف خطاياه لهو أعظم ممن يقيم موتى . +
حيث ال توجد المخافة ال توجد التوبة أيضا . +
اذكر سقطة القدماء في أعظم خطاياهم وكيف تابوا عنها ومانالوه من شرف وكرامة فتتعزى +
وأنت في توبـتك .
ال خطيه بال مغفرة إال الـتى بال توبة . +
الهدوء
+ليكن السهر مكرمًا عندك لتجد العزاء قريبًا من نفسك .ثابر على القراءة في هدوء ليهتدى
عقلك دائما بأعاجيب هللا .فلتحب المسكنة بصبر شديد لتحفظ فكرك من التشتت وامقت
السعة ( بحبوحة الحياة ) فتصان أفكارك من اإلضطراب انقطع عن المحادثة مع الكثيرين
واهتم بتدبيرك وسيرتك لكى تتخلص نفسك من تشتت هدوئها الداخلى .أحب العفة
حتى ال تخزى وقت صالتك أمام واضع جهادك ( هللا )
+من ذا الذى أحب الثرثرة واستطاع أن يكون ذا فكر عفيف ؟ من ذا الذى يتحايل ليتصيد
كرامة من الناس ويمكنه أن يقتنى فكر متضعًا ؟ من ذا الذى يكون فاسقًا ومنحل األعضاء
ويمكنه أن يكون طاهر العقل متضع القلب ؟
+ان لم تستطع أن تأخذ حياة السكون ولو يوم ،ولو ساعة ولو تحت سقيف .المهم أنك تتمتع
بالهدوء .
_________________________________________________________
+إن مجرد النظر إلى القفر يميت في القلب الحركات العالمية .
+حينما تمتلئ النفس من ثمار الروح تتخلى تماما عن الكآبة والضيق والضجر .وتتحلى بسعة
الصدر والسالم والفرح باهلل وتفتح في قلبها باب الحب لسائر الناس .وتطرد كل فكر
يوسوس لها بأن هذا صالح وذاك شرير .وترتب حواسها الداخلية وتصالحها مع القلب
والضمير فال تتحرك أي منها بالغضب أو بالغيرة من أى إنسان .
+انه يليق أن نموت في الجهاد من أن نحيا في السقوط .
+جميع الفضائل التى نقتنيها بالتعب إن كنا نتهاون في عملها تضيع قليًال قليًال .
+الذى يتضع لكى يكرمه الناس هللا يفضحه .
+كل تدريب ال تثبت فيه يكون بال ثمر .
+ان اصطلحت مع ذاتك تصطلح معك السماء واألرض .
+من يصالح نفسه خير من يصالح شعوبا وهو مغـتصب منقسم على ذاتـه .
+يستحيل ان يترك هللا قلبا منسحقًا بدون عزاء .
+جميع الفضائل التى نكتسبها بالتعب نفقدها بالتهاون .
+الجسد عين ناظرة إلى األرض أما المحبة عين ناظرة إلى السماء .
+احرص آن تدخل إلى الكنز الذى في داخلك لكى تنظر الكنز السماوى .
هكذا معونة الهية ترسل +بقدر ما يشـقى اإلنسان ويجاهد ويغصب نفسه من أجل هللا ....
البه وتحيط به وتسهل عليه جهاده وتصلح الطريق قدامه وإذا كنت تسأل إلى أى حد
أغصب ذاتي ،أقول لك إلى حد الموت أغصب نفسك من أجل هللا .
+ال تصدق يا أخى أنه من دون األعمال والجهاد ينعتق اإلنسان من الخطايا أو تعطى له
المواهب .وأعلم أن المالئكة سوف تشهد في تلك الساعة بمقدار تعبك وضيقتك وشقاك
ألجل بغضتك للخطية وجحودك لها .
+اكشف ضعفك قدام هللا في كل حين لئال يسلب أعداؤك قوتك عندما تبتعد عن معينك .
+من يهرب من العالم وما فيه بمعرفته يكتنز في نفسه رجاء العالم األبدى .
+من لم يفطم نفســـه من حب الدنيا ال يســتطيع أن يتذوق حالوة محبه هللا .
+الذى يشتاق إلى الروحيات يجب عليه أن يتهاون في الجسديات ويرفضها بفرح ال ينطق به .
+أعط المساكين ...وهلم بدالة قدم صلواتك .فليس شي ء يقدر على دن ولقلب إلى هللا مثل
الرحمة .
+الذى يجد طريق القديسين ويمشــى فيها ويسر باألحزان ألن سبل الخالص مملؤة أحزانا
وضيقات .
+ال تطلب أن تكون مكرمًا بينما داخلك مملؤ جراحات .
+ارفض الكرامة فـتصير مكرمًا وال تحبها فال تهان .
+يارب ...إحسبنى مستحقـًا أن أبغض حياتى الزمنية ألجل الحياة الـتى فيك .
+مخافة هللا هي بدء الفضيلة ..ويقال إنها بنت اإليمان .
+يارب إفتح قلبى آلخذ القوة التى تحويها كلمات الكتاب المقدس .
+حقًا يارب أنت ال تكف عن تذليلنا بشتى التجارب واألتعاب ....إلى أن تتضع نفوسنا .
+إن الراحة والبطالة هالك للنفس وهما يؤذيان أكثر من الشياطين .
+ال شي ء يضاهى حالوة عرفة هللا .
+إن شئت أن ال تخطىء فاحفظ مخافة هللا ...
+أهرب من المجد الباطل فـتـتمجد ...خف من الكبرياء فتتعظم .
+المتضع في القلب متضع في الجسد .
+المعرفة الحقيقية هي ينبوع االتضاع .
+ال يجب أن تقاوم األفكار الشريرة التى تأتى عليك ولكن الجأ إلى هللا .
+طوبى للذين يقتات بخبز الحياة الذى هو يسوع ألن الذى يقتات بالحب يقتات بالمسيح .
+حينما يقرأ إنسان اآليات بروح التعمق فأن قلبه يتنقى وأيضًا يهدأ .
+ما هي النقاوة ؟ إنها قلب رحوم لكل الخليقة .
+الذى وجد الحب يشـبع بالمسيح كل يوم وكل ساعة .
+ان حقرت ذاتك لكى يكرمك الناس فالرب يفضحك .وان أنت ازدريت بذاتك واحتقرت نفسك
وإعمالك في قلبك بالحق من اجل الحق فاهلل يوحى إلى جميع الخليقة لتكرمك .
+إذا أردت ان تعرف رجل هللا فاستدل عليه من دوام سكوته .
+إذا انقطع اإلنسان عن كثرة الحديث مع الناس فهو يرجع إلى ذاته ويقوم تدبير سيرته حسنا
أمام هللا .
+ولو أقام الغضوب أمواتا فما مقبول عند هللا .
+من عدا وراء الكرامة هربت منه ومن هرب منها بمعرفة تبعته وأرشدت الناس اليه .
+ازهد في العالم يحبك هللا .وازهد فيما في يد الناس يحبك الناس .
+طوبى لإلنسان الذى يعرف ضعفه فان هذه المعرفة تكون له أساسا صالحا ومصدرًا لكل
الخير .ألنه إذا عرف ضعفه ضبط نفسه من االسترخاء وطلب معونة هللا وتوكل عليه .
+المواهب ال تمنح من أجل األعمال ذاتها وإنما من أجل االتضاع الذى عملت به ..
التواضع
+فم يشكر دائما يقبل البركة من هللا وقلب يالزم الحمد والشكر تحل فبه النعمة .
+المدافع عن المظلوم يجد هللا ناصرًا محبوبًا عنه .
+من لم يخضع جسده ال يخضع له عقله .
+إن لم يكن لك قلبًا فال أقل من أن يكون لك فما طاهرًا .
+محب يبكت ويؤنب سرًا هو طبيب حكيم .أما من بكت وهجا إنسانًا في مجمع فإنما يزيد
جراحاته .
+بارك دائمًا بفمك ألنك بذلك ال تذم من أحد ألن المذمة ال تلد من أحد ألن المذمة .والبركة تلد
البركة .
+وصايا هللا تفوق كل كنوز العالم والذي يقتنيها يجد الرب داخله والرب يقتنيه مسكنا له .
+المالئم لك أن تهتم بإقامة نفسك المائتة بالشهوات لتحظى باهلل أكثر من أحيائك أمواتًا .
+متى انجذب العقل إلى الحواس أكل معها غذاء الوحوش .ومتى انجذبت الحواس إلى العقل
تناول معه طعام المالئكة .
+المجد الباطل خادم الزنا إذ هو نتيجة الكبرياء ويتبعه التسيب والزهو .أما االتضاع فيتبعة
النسك واالنضباط .
+كما أن النار ال تشعل حطبًا رطبًا ،هكذا الحرارة اإللهية ال تشتعل في قلب يود الراحة
والحديث .
+الذى يعاين الشمس ال يقدر أن يشرح إلنسان ما هو نورها وأيضا من السماع فقط ال يقدر أن
يتخيل نورها بفكره ،وال يستطيع تصور شبهها في نفسه لكى يحس ببهاء شعاعها هكذا
الذين لم يذوقوا في نفوسهم حالوة األعمال الروحانية ولم يصلوا في تدبيرهم إلى عمق
خيرة األسرار الروحانية .
+تأمل يا إنسان ماذا قرأت ألنك إن لم تجاهد ال تجد .وإن لم تدق الباب دائما بحرارة مواصال
السهر فلن ُي سمع منك .
+دون أن يموت اإلنسان الخارجى عن العالم وأعماله وليس عن الخطية فقط بل وعن كل عمل
جسدانى وأيضا اإلنسان الداخلى عن األفكار والذكريات الخبيثة ودون أن تضعف حركة
الجسد الطبيعية حتى ال تتحرك في القلب حالوة الخطية .فإن حالوة روح هللا ال تعمل في
حياته وال تظهر في أعضائه وال يعاين في نفسه المعانى اإللهية .
+العقل الطائش ال يقدر على النجاة من النسيان والحكمة ال تفتح بابها لمثل هذا .
+من أدرك بمعرفة ثاقبة أن كل الناس يتساوون في أخرتهم ( الموت ) فلن يحتاج إلى معلم
آخر ليعلمه االبتعاد عن العالميات وهجرها .
+الذى ال يبعد ذاته عن أسباب الشهوات طوعًا تجذبه الخطايا كرهًا وهذه هي علل الخطايا :
الخمر ،النساء ،الغنى ،الصحة الجسدية ،وهذه ليست خطية بالطبع بل أن استخدامها
بإفراط يجر بسهولة إلى خطايا كثيرة ،واألكثر من هذا فإن الطبع يتسخ بها لذلك ينبغى
لإلنسان أن يجتهد في التحفظ منها وأن تذكرت ضعفك دائما فلن تتجاوز حد التحفظ .
+وصايا هللا تفوق كل كنوز العالم والذى يقتنيها يجد الرب داخله والرب يقتنيه مسكنا له ،ومن
يهتم إلرادته فإن يحفظه والمالئكة السمائيون يرشدونه .
+الخائف من الهفوات يقطع الطرق المخيفة بغير عثرة ،ويجد أمامه نورًا وقت الظالم .إن الرب
جل اسمه يحفظ خطى الخائف من الذنوب .وفى أوان الزلق تدركه رحمة هللا .
+من يتصور إن زالته صغيرة يقع في أشر منها ويعاقب عنها سبعه أضعاف .
+ازرع صدقة بتواضع تحصد رحمة في الدينونة .
+ال تثق بنفسك أنك قوى إلى أن تدخل التجارب .وتجد نفسك لم تتغير فعال وهكذا خذ خبرة
لنفسك في كل أمر .
+اقتن في ذاتك إيمانًا مستقيمًا فتطًا أعداءك ،وتجد فكرك متضعًا .ال تعتمد على قوتك لئال
تترك لضعف طبيعتك وحينئذ تعرف ضعفك من سقطتك .
+ال تثق بمعرفتك لئال يصيدك العدو بمكره وحيله الخفية فتتخبط .
+اقتن لسانًا متضعًا فال يلحقك هوانًا أبدًا
+اقتن شفاهًا عذبة فيكون الكل لك أصدقاء .
+ال يفتخر لسانك بشىء من أمورك ألنه ليس في الخليقة شي ء ال يلحقه تغيير حتى ال
يتضاعف خزيك إذا ما ُو جدت بعكس ما افتخرت به .ألن كل أمر يفتخر به اإلنسان يسمح هللا
بتغييره ليتواضع اإلنسان .
+النفس تعجز عن مواجهة األمور المحزنة والتجارب العسرة بدون االتكال النابع من اإليمان
القلب ال يمكنه أن يتكل على هللا دون ان يجرب عنايته بالفعل ومن غير تذوق النفس آال ما
من أجل المسيح بمعرفة ال تقدر أن تنال الشركة معه .
+ذكر هللا دائمًا في كل وقت ليذكرك هو أيضًا إذا ما وقعت في الشرور .
+اذكر هللا لكى يذكرك هو ويخلصك ،فإذا ذكرك وخلصك تخطى بجميع هذه الخيرات .
+قبل المرض أطلب الطبيب وقبل الشروع في القتال التمس المعين وقبل أن تأتيك الضيقات
تضرع لتجده وقت حلولها ويسمع لك وقبل أن تنزلق توسل وابتهل .وقبل أن تلجأ إليه
مصليًا استعد بما يجب ،
+إن فم الظالم يكون ُم َلَج مًا في الصالة ألن توبيخ الضمير يزيل من اإلنسان الدالة ( التى يطلب
بها من هللا ) وقلب الطاهر يفيض بدموع السرور في وقت الصالة .
+الصبر االختيارى على الظلم يطهر القلب ويقتنى الصبر من رفض اإلنسان لهذا العالم .
+كمثل هروبك من الفسق كذلك اهرب من الفسقة ألنه إذا كان ذكر هذه األمور يزعج الفكر
فكم يكون النظر والتعامل مع أصحابها .
+من أوقف ذاته هلل فعليه من البداية أن يتصرف بعقل هادىء .
+النفس ال تقدر أن تتحرر من تخبط األفكار بدون التجرد ( عدم القنية ) وال تشعر بسالم الفكر
بغير هدوء الحواس .
+ال يقدر إنسان أن يقتنى حكمة الروح دون الدخول في التجارب ،وال أن يعلم سمو األفكار إال
بالمثابرة على القراءة ،العقل ال يدرك األسرار الخفية بغير سالم الفكر .
+إقترن باألبرار فإنك بواسطتهم تدنو من هللا .أكثر من االختالط بالمتواضعين فتتعلم سلوكهم
فإذا كان ما يقال (عن التواضع ) ينفع فكم باألكثر يكون تعليم أفواههم .
+كل نفس ناطقة تستطيع الدنو من هللا بثالثة أمور إما بحرارة اإليمان ،وإما بواسطة التأديب
الذى يوقعه هللا .وال يمكن الوصول إلى محبة هللا إال بأحد هذه األمور .
+اضطراب األفكار يتولد من نهم البطن ،وهكذا الجهل وحيرة العقل تتولدان من كثرة الكالم
واألحاديث التى بال ضابط .
+الجهاد الجسدى مثل ( الصوم والنسك ) الخالى من طهارة العقل كرحم عاقر وثدى يابسة
ألنه ال يقدر على الدنو من معرفة هللا وإنما هو يتعب بالجسد بال نفع .
+النفس المستنيرة بذكر هللا ليال ونهارًا بمواصلة السهر في ذلك فإن الرب ينشىء على
قاعدتها وحواليها سحابة تظللها في النهار وتزيل ظالمها في الليل ومن داخل ظالمها
يشرق النور .
+كما أن الغيم يحجب نور القمر كذلك البخار المرتفع من الجوف ( أى البطن ) يحجب حكمة هللا
عن النفس .
+إن جسدًا جوفه مآلن طعامًا يشبه لهيب النار في الحطب اليابس .
+كما أن آالم الوالدة تخرج ثمر تسر األم .هكذا من األعمال تتولد في النفس أسرار هللا .أما
الكسالى والساعين للذة ،ومحبى األحاديث الباطلة فيتولد فيهم ثمر الخزى .
+االتضاع الكامل هو احتمال التهم الكاذبة بفرح .
+التعب الجسدى والهذيذ في الكتب اإللهية يحفظان الطهارة والرجاء والخوف يثبتان ضرورة
التعب .والبعد عن الناس والصالة الدائمة يقرران في العقل الخوف والرجاء .
+األفكار العالمية تزعج القلب ألنه اقتنى أجنحة جسدية بممارسة الفضائل الجسمانية
الظاهرة .وأما ثاؤريا الفضائل فما شاهدها بعد .وال أهل لإلحساس بها التى هي أجنحة
العقل وبها يدنو من السمائيات ويبتعد عن األرضيات .
+إذا احترس المرء العاقل وحرص على ضبط أفكاره وتوافر على ذكر هللا ،ونظر إلى السماء
بعين قلبه حتى ال يلتفت إلى هذه الوساوس فأن المحتال يسلك طرقًا أخرى من طرق
تحايله .
+السكون الدائم مع قراءة الكتب والطعام بقدر مع السهر يحرك في العقل بسهولة التعجب
باألمور اإللهية .إال إذا حدثت أسباب تبطل دوام السكوت .
+إذا شاهدت نقائصك في آخرين حينئذ تعرف الخزى الحال بك .
+ابتعد عن الشر فتعرف نتانته .ألنك لو لم تهجرة ال تدرك أنه هكذا .بل أنك تقتنى نتنه ويكون
عندك كأنه ُع رف زكى تشغف به ،وعرى فضيحتك ( تعتبرة ) كأنه رداء مجد .
+ال يمكن لإلنسان ترك الخطايا التى تعودها ما لم يبغضها ويعادلها ،والينال صفحًا ما لم يعترف
بالخطايا ألن العداء سبب االتضاع الحقيقى وأما اإلقرار فبسبب الخشوع الذى يتولد في
القلب من الخزى .
+يقدر ما تكون حواسك حيه تجاه ما يالقيك بقدر ما تحب نفسك مائنة عن هللا .ألن لهيب
الخطية لم يترك أعضاءك في كل األحوال ولهذا لست بقادر على اقتناء سالم نفسك .
+إذ ما رأيت ذاتك مستريحًا من حروب الشهوات قبل ان تدخل مدينة االتضاع ،فال تطمئن إلى
العدو ،ألنه قد نصب لك كمينًا بل توقع اضطرابًا بعد هذه الراحة .وإذا اجتزت على كل منازل
الفضائل ،فلن تصادف رائحة من تعبك وال إنعتاقًا من حيل أعدائك إلى أن تصل إلى مرتبة
االتضاع .
+الصعود على الصليب على دورين األول :صلب الجسد ،الثانى :ارتفاع العقل إلى الثاؤريا ( .
المشاهدة العقلية ) األول يكون بإرادتك وأما الثانى فباألعمال .
+من لم يخضع له جسده ال يخضع له عقله .امتالك العقل إنما بصلب الجسد وال يقدر أن
يخضع هلل إن لم تخضع الحرية الذاتية للجزء الناطق ( الروح ) .
+التعبد للجسد جفاء وقساوة ومن أحسن الرجاء في هللا ولو قليال فهو ال يقبل أن يتعبد لهذا
المولى القاسى أعنى الجسد .
+الفضيلة ليست أعماال كثيرة تؤدى بالجسد ظاهريًا بل هي القلب الحكيم في أمله ورجائه
ألنه يواصل جهادة (الجسدى ) بقصد
مستقيم .
+ال تظن يا هذا إن االبتعاد عن مسببات اآلالم ( وهذا يكون بااللتزام بحياة السكوت ) أمر هين
أو شي ء يسير .
+هناك ثالث دوافع للصمت الدائم وحفظ السكون .
ـــ إما من أجل نيل كرامة من الناس .
ـــ أو بسبب غيرة حارة لممارسة الفضيلة .
ـــ أو أن في داخل اإلنسان مناجاة إلهية ينجذب فكره نحوها .
ومن ال يصدر عنه هذان األمران ( أى الصمت الدائم وحفظ السكوت ) بدافع من أحد السببين
األخيرين .فمن الضرورة أن يكون مستسلم للسبب األول .
+التجارب تتميز وتختلف فتلك التى تأتى إذ كادًا للسيرة والتربية لإلزدياد في الخير غير تلك
التى تنجم عن التخلى تأديبًا ألجل تعظم النفس .
+السكون يميت الحواس الخارجية وينهض لحركت لداخلية ويحدث عكس ذلك عند الحياة خارج
السكون أعنى أن تنهض الحواس الخارجية وتموت الحركات الداخلية .
+طهارة الجسد هي نقاوته من الدنس .وأما طهارة النفس فهو التحرر من الشهوات الخفية
الموجودة في الفكر .وأما طهارة العقل فتكون باستعالن األسرار .إذ بها يتطهر من كل
خلجات حسية .
+حياة العالم لذيذة ولكن كمثل الذى يبتعد عنها شهوة في هللا .
+الهواء ينضج األثمار واألهتمام بأمور هللا ينضج أثمار النفس .
+إذا أردت الدنو من هللا بقلبك اظهر له أوال شوقك بترك األمور الجسدانية فهو بداية السيرة
ألنها عظيمة .
+إن النفس تتمزق من كثرة الكالم حتى لو كان غرضها خوف هللا .
+ال تظن أن إنسانًا مرتبط بأمور جسدانية تكون له دالة قدام هللا .
+العمل البسيط الدائم العظيم القوة ،إذ أن قطرة الماء السئل الهينة الدائمة تثقب الصخرة
الصماء .
+كن ميتًا بالحياة لتتحرر من موتك ،كن ميتًا من الكل لتعتق من العادات التى يمارسونها ألن ال
أحد بلغ الكمال في هذه الحياة .
+ما دامت هناك أشياء ينجذب اإلنسان اليها فإنه يحرم تمامًا من المعونة اإللهية .
+اإلنسان الذى يطلق لسان على الناس بكل جيد وردىء ال يؤهل لنعمة هللا .وتوبة مع
أحاديث تشبه خابية مثقوبة .
+كما أن العين التى تفيض مياه غزيرة ال تسد بحفنة تراب هكذا ذنوب البريا ال تغلب رحمة
الخالق .
+إن الحسود يجنى من صالته ما يجنيه الزارع في البحر من وجد الحسد فقد وجد الشيطان
معه إذ هو الذى أوجده قديمًا .
+كما أن جريان الماء ال يتجه إال إلى المنحدر هكذا قوة الغضب إذا ما ألفت موضعا في فكرنا .
+كما أن شعاع النور ال يمكن تقيده عن الصعود إلى فوق هكذا صلوات الرحماء ال يمكن أال
ترتقى إلى السماء .
+ال تكن صديقًا لمحب الضحك الذى يحب أن ينال من الناس ويشهر بهم ألنه يقودك إلى تعود
االسترخاء .
+من َو اَضَع قلبه فقد مات عن العالم ومن مات عن العالم فقد مات عن اآلالم .من مات بقلبه
عن خواصه وأصحابه فقد مات المحتال ( أي الشيطان ) بالنسبة له .
+إن جمع المتواضعين محبوب لدى هللا كجماعة الساروفيم .الجسم العفيف كريم عند هللا أكثر من
الذبيحة الطاهرة .ان هذين أى اإلتضاع والعفة يضمنان للنفس حلول الثالوث األقدس فيها .
+صديق غير حكيم كسراج في شمس ومشير أحمق كمرشد ضرير .
+ناسك غير رحيم كشجرة ال ثمرة فيها .
+محادثة الفضالء ينبوع عذب ومجالسة غير الحكماء تفتت القلب .
+مشير حكيم كسور رجاء وصديق جاهل ذخيرة خسارة .
+األفضل لك السكنى مع الوحوش عن السكنى مع من كانت
تصرفاتهم رديئة وعن حكيم في عينى نفسه جالس المجذومين ال
المتعظمين .
+إن كنت ال تهدأ بقلبك فال أقل من أن تسكت بلسانك .
+إن لم تقدر على االنفراد بالفكر فال أقل من االنفراد بالجسد وإن لم تتمكن من العمل
بجسدك فاحزن بفكرك .
+إن كنت ال تقدر على ترتيب أفكارك وتعود خواطرك على ما ينبغى فال أقل من أن ترتب
حواسك ترتيبًا حكيما .
+التمس فهمًا ال ذهبًا .البس االتضاع ال األرجوان اقتن سالمًا ال ملكًا .
+المدافع عن المظلوم بجد هللا ناصرًا محاربًا عنه .
+اإلنسان الذى عرف ضعفه وعجزه قد وصل إلى أقصى االتضاع .
+ال توجد فكرة صالحة تخطر على القلب إال وتكون من النعمة اإللهية .وال توجد فكر خبيث يدنو
من النفس إن لم يكن على سبيل التجربة واالمتحان .
+الذى يذكر هللا يكرم كل إنسان ويجد معونة من كل إنسان بإشارة خفية من هللا .
+الذى قبل الزرع السمائى يتغير كالمه ويتغير ضميره ،وتتغير سيرته وإحساساته أى يتغير في
كل شي ء عن بقية الناس ويكون كنائم استيقظ وانتبه من نومه .
++++++++++++++++++
من ال يعرف ضعفه فهو قريب من سقطة الكبرياء .وبال اتضاع ال يتم عمل العابد .
ال تعتمد على قوتك لئال تترك لضعف طبيعتك فتعرف ضعفك من سقطتك .واعلم ان
كل أمر يفتخر به إلنسان ,يسمح هللا تعالى بتغيره ليتواضع .
من وضع قلبه فهو قد مات عن العالم ,ومن مات عن العالم مات عن اآلالم .
الذى يحب الكرامة ال يستطيع أن ينجو من علل الهوان .
المتواضع اليغضبه أحد وال يحزنه بكلمة وال يزدرى به ،ألن سيده جعله محبوبًا عند
الكل ,وكل أحد يحبه وكل موضع يوجد فيه ،كمالك نور ينظرون إليه ويفرزون له
الكرامة .
يتقدم اآلالم جميعها عزة النفس ومحبة الذات .
أحب االتضاع في كل تدبيرك لتخلص من القماح التى ال تدرك الموجودة في كل حين
السبل التى يسلك فيها المتضعين .
يسمح هللا بالتجارب والعوارض أن تأتى علينا " حتى القديسين " لكى نداوم
االتضاع .فاذا قسينا قلوبنا تجاه العوارض والتجارب ,يشدد هللا التجارب ويصعبها .أما
إذا قابلنا التجارب باتضاع وقلب منسحق فاهلل سوف يمزج التجربة بالرحمة .
إن سلكت في عمل الفضيلة حسنًا ولم تحس مذاقه معونتها ,فال تعجب من ذلك
ألنه إن لم يتضع اإلنسان لن يأخذ مكافأة عمله .المكافأة ليست ُتعطى للعمل بل باإلتضاع
والذى فقد اإلتضاع فقد ضيع تعبه وعمله .
الذى أحس بخطاياه خير له من أن ينفع الخليقة بمنظره والذى يتنهد على نفسه كل
يوم خير له من أن يقيم الموتى بصالته ..والذى استحق أن ينظر خطاياه خير من الذى
ينظر مالئكة ..والذى بالنوح يتبع المسيح كل يوم في الوحدة خير من الذى يمدحونه
في المجامع .
ًا
كل يوم ال تجلس فيه ساعة بينك وبين نفسك متفكر بأى األشياء أخطأت وبأى
أمر سقطت ،لتقوم ذاتك فيه ،ال تحسبه من عداد أيام حياتك .
ال تلتمس أن تكرم وأنت مملوء من داخل جراحات .ابغض الكرامة فتكرم ,وال
تحبها لئال تهان .من عدا وراء الكرامة هربت منه ,ومن هرب منها قصدته أنذرت كافة
الناس بأتضاعه .
" تواضع في علوك ,وال تتعظم في حقارتك " ضع ذاتك وصغر قدرك عند جميع الناس
فتعلو على الرؤساء في هذا العالم .
مما يزيد االتضاع مجدًا وفخرًا ،أن هللا يحب المتواضعين وينظر إليهم .
االتضاع هو اللباس المقدس الذى سلبسه القديسون ويتسربلون به .
باالتضاع ينال أوالد هللا مكانة عظيمة في ملكوت السموات .
إن كان االتضاع يعلى شأن األمى والذى ال يعلم له ،فالقوم اإلجالء األماثل كم تكون
الكرامة التى يسببها اإلتضاع لهم !.
إن حقرت ذاتك لكى تكرم الرب يفضحك .وإن أنت امتهنت ذاتم ألجل الحق فإن هللا
تعالى يتقدم إلى براياه فيمدحونك ويفتحون قدامك باب مجده الذى يتكلم به منذ األزل
,ويمجدونك كالبارى تعالى ألنك بالحقيقة تكون على صورته ومثاله .
أيها اإلنسان الشقى ,إن أردت أن تجد الحياة تمسك باإليمان والتواضع
لكى تجد بهما رحمة ومعونة وصوتًا من هللا في قلبك ..وأن أردت أن تقتنى هذين ..
تمسك من مبدأ أمرك بالبساطة .واسلك قدم هللا بسذاجة وليس بمعرفة .
الشجرة الكثيرة األثمار تنمى أغصانها فمن أثمارها وال تتحرك لكل ريح والشجرة
العادمة الثمر تتشامخ أغصانها ومع كل ريح تتحرك .
ما هو الكمال ؟ هو عمق االتضاع .وكيف يقتنى االتضاع ..بتذكار السقطات .
إن سلكت في عمل الفضيلة حسنًا ولم تحس مذاقه معونتها فال تعجب من
ذلك .ألنه إن لم يتضع اإلنسان لن يأخذ مكافأة عمله المكافأة ليست للعمل تعطى
بل باالتضاع .والذى فقد االتضاع فقد ضيع تعب عمله .
يدنو المتواضع من الوحوش الكاسرة .وحالما تنظره تهدأ وحشيتها وتدنو منه ..
تحرك أمامه أذنابها ورؤسها وتلحس يديه ورجليه ,ألنها تستنشق منه الرائحة التى
كانت تستنشقها من آدم في الفردوس قبل ان يتجاوز الوصية لما اجتمعت اليه ووضع
لها أسماء في الفردوس .
من األحزان يتولد االتضاع ,وباالتضاع تعطى المواهب .فالمواهب ال تعطى أذن
لألعمال .وال لألحزان ،بل تعطى بسبب االتضاع المتولد منها .
الذى يعرف خطاياه خير له من منفعه الخليقة كلها بمنظره والذى يتنهد كل يوم على
نفسه بسبب خطايا ه خير من أن يقيم الموتى ..والذى استحق أن يبصر خطاياه خير
له من أن يبصر مالئكة .
الشجرة الكثيرة األثمار تنحنى أغصانها من كثرة أثمارها وال تتحرك مع كل ريح .
والشجرة العادمة الثمر تتشامخ أغصانها ومع كل ريح تتحرك .
من سعى وراء الكرامة هربت منه ومن هرب منها بمعرفة سعت إليه .
المتواضع ال يبغضه أحد ,ال يحزنه بكلمة وال يزدرى به ألن سيده جعله محبوبًا عند الكل
.كل أحد يحبه وكل موضع يوجد فيه فمثل مالك هللا ينظرون إلليه ويفرزون له الكرامة .
اإلتضاع يتقدم النعمة .والعظمة تتقدم التأديب .
كما أن الملح يصلح لجميع المآكل هكذا هو اإلتضاع لكل الفضاضل ألن بدونه باطل هو
كل عمل وكل فضيلة .
حب االتضاع في كل تدابيرك لتخلص من الفخاخ التى ال ُتدرك الموجودة في كل حين
خارج السبل التى فيها المتضعون .
ال تلتمس أن ُت كرم وأنت مملوء من الداخل جراحات .ابغض الكرامة فتكرم .وال تحبها
لئال ُتهان .
من ذا الذى ال يستحى من رؤية المتواضع ؟!
وإن أنت امتهنت ذاتك ألجل الحق فإن الرب يتقدم إلى براياه فيمدحونك ويفتحون
قدامك باب مجده الذى يتكلم به منذ األزل ويمجدونك كالبارى ألنك بالحقيقة تكون
على صورته ومثاله .
قبل أن يظهر مجد التواضع كان منطره المملوء قدسًا محتقرًا من كل أحد أما وقد
ظهرت عظمة اإلتضاع في العالم كله فإن كل أحد يوقر ويكرم هذا الشــــبه .
إن عبرت على جميع منازل الفضيلة فإنك لن تصادف راحة من تعبك وال انعتاق
أن جمع المتواضعين لمحبوب عند هللا كجمع السارافيم .
إذا وثق قلبك بعملك وفهمك فأعلم ان مجىء التجارب قريب منك .
مقبول عند هللا سقوط باتضاع وندامة أكثر من القيام بافتخار .
التكره الشدائد فاحتمالها تنال الكرامة وبها تقترب إلى هللا ألن النياح اإللهى
كائن داخلها ومحب الصالح هو الذى يحتمل الباليا بفرح .
يا بنى إن أسلمت ذاتك هلل ،أسلمت ذاتك لجميع التجارب .فاصلب ضميرك
وأفكارك مقابل اآلالم بواسطة عمل الوصايا بتغصب ومر .
طريق هللا صليب يومى لم يصعد أحد السماء براحته إننا نعلم أين يؤدى
طريق الراحة وأين ينتهى ؟ أما من يكرس نفسه هلل من كل قلبه فلن يتركه
بدون اهتمام بل يجعله يهتم من أجله بالحقيقة وعندئذ
يدرس إن األحزان المرسلة إليه ليست سوى دليل عناية هللا به .
الذى ال يتأدب ههنا ويسحق بالتجارب يتعذب هناك بال رحمة .