Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 167

‫كُنْ عَبْقَرِيَّا‬

‫تجربة شخصية‬
‫للتخلص من كل الحاالت النفسية‬
‫الضارة وضبط النفس واالبداع في‬
‫تلقي العلوم والمهارات بجدارة‬

‫إسماعيل القريشي‬
‫الطبعة األولى‬
‫‪2023‬‬
‫اسم الكتاب ‪ :‬كن عبقريا‬
‫اسم المؤلف ‪ :‬إسماعيل القريشي‬
‫الجنس األدبي ‪ :‬الجغرافية البشرية‬
‫سنة الطبع ‪ 2023‬الطبعة االولى‬
‫التنضيد واإلخراج الداخلي‪ /‬إسماعيل القريشي‪ /‬مطبعة الشاعر‬
‫تصميم الغالف ‪ /‬إسماعيل القريشي‬
‫التنقيح اللغوي ‪ /‬عزيز داخل‬
‫رقم اإليداع في دار الكتب والوثائق ببغداد ( ‪ ) 82‬لسنة ‪2023‬‬
‫‪ISBN: 9789922990828‬‬
‫جميع اللوحات الداخلية تم شراءها من موقع ‪google‬‬
‫ال يجوز نشر أي جزء من هذا الديوان أو تخزين مادته‬
‫بطريقة اإلسترجاع أو نقله على أي نحو أو بأي طريقة‬
‫كانت سواء الكترونية أو ميكانيكية أو بتصوير أو بتسجيل‬
‫أو بخالف ذلك إال بموافقة كتابية من الكاتب أو الناشر‪.‬‬
‫مالحظة ‪ :‬اآلراء الواردة في هذا الكتاب تعبر عن وجهة‬
‫نظر الكاتب وال تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الناشر‬

‫العراق‪ /‬البصرة القديمة – شارع ‪ 14‬تموز – قرب جامع الكواز‬


‫‪Tel:07742135971-07708792464‬‬
‫‪Mail:ismaelquraishi@gmail.com‬‬

‫‪2‬‬
‫‪304/2‬‬
‫ت ‪ 495‬القريشي إسماعيل احمد علي‬
‫كن عبقريا‪/‬إسماعيل احمد علي القريشي ط‪1‬‬
‫البصرة ‪/‬مطبعة الشاعر ‪2023‬‬
‫‪ 168‬ص‪ 21:‬سم‬
‫‪ .1‬الجغرافية البشرية م العنوان‬

‫م‪,‬و‪,‬‬
‫‪2023/82‬‬

‫المكتبة الوطنية‪ /‬الفهرسة اثناء النشر‬

‫رقم اإليداع في دار الكتب والوثائق في بغداد( ‪ )82‬لسنة ‪2023‬‬

‫‪3‬‬
‫لديب خلف المناصير‬
‫مقدمة ال شاعر وا ا‬

‫من خالل قراءتي لمجمل ما جاء من تجربة‬


‫الكاتب اسماعيل القريشي الشخصية ادركت‬
‫تماما االيمان المطلق بما جاء في كتاب هللا‬
‫المطلق للحكم والجامع للمفاهيم وتقريبه‬
‫للمتلقي بطريقه سلسه وتلقائيه ال يقترن بها‬
‫بنظريات الخيال المجرد واالوهام ونظريات‬
‫الديالكتيك والجدل‪.‬‬
‫انه مدلول منطقي لما يستوحيه العقل بالمدارك‬
‫الفسيولوجية كالوعي والسمع وااليحاء الفكري‬
‫والرؤيا والبصيرة والتدبر بما يراه ويعقله ويؤمن‬
‫به بدالئل ثبوتيه (أفاليتدبرون)معز از بما جاء‬
‫به كتاب هللا ونظريات الحكمة والفلسفة وقد‬
‫‪4‬‬
‫استعرض بالغه ونبوغ القرآن ذلك الدستور‬
‫الكامل لمجمل الحياة العامة ‪ ...‬لقد استوحى‬
‫هذا البرنامج الحكم لكي يكون دليل علمي‬
‫لإلدراك والتدبر وفق منهج البلوغ الفكري‬
‫لالرتقاء بواقع الحكمة في الوصول لالشياء‬
‫الدقيقه في الكون والسيطرة عليها بالتحكم‬
‫العلمي ان االبواب التي وضعها من خالل‬
‫التمهيد والمدخل والتي اضاف لها قصائد‬
‫واحاسيس تشير الن االنسان ان يصل الى‬
‫مجد الذروة او ذروة المجد في التحليل‬
‫المنطقي لالحكام بالعلم والحكمه لبلوغ حاله‬
‫االدراك في الوعي الفكري وهذا ما نسميه‬
‫بالعبقريه ‪....‬‬

‫‪5‬‬
‫وأختياره لاليات القرآنيه مدخل لليقين وابعاد‬
‫الريب عن الفاهيم التي توصل اليها والتي ال‬
‫تقبل الشك او كسر قاعده الشك باليقين ‪..‬‬
‫ان االنسان وهو العنصر االعظم في خلق هللا‬
‫النه العنصر المبتلى بالعقل والشهوه فالعقل‬
‫صفه مالزمه للمالئكه والشهوة للحيوان فإن‬
‫سيطر بعقله على الجانب االخر صار اعلى‬
‫مرتبه من المالئكه والعكس صحيح وقال‬
‫أسجدوا الدم اال ابليس * وقال في بيان اخر‬
‫وضرب لنا مثال ونسي خلقه وقوله في الحديث‬
‫القرآني *عبدي طعني تكن مثلي وكلها تشير‬
‫الى بلوغ العبقرية الممكنة لكن في الكتاب‬
‫الحكيم او محكم التنزيل في مواضع عدة‬
‫عيون وأعين وناظرة وباصرة وفي مجال آخر‬

‫‪6‬‬
‫أفال يعلمون أو أفال يتدبرون وقوله أفال‬
‫يعقلون هو محاكاة لعقل ال نسان بمقاييس‬
‫مختلفة هو حسب استيعاب الوعي الفكري‬
‫لمفاهيم الدالئل القرآنية ‪..‬ولبيان مراحل الوعي‬
‫الفكري البد من االشارة إلى ان العقل البشري‬
‫له مدارك فهميه مختلفة (فكر ‪ ..‬استوحى‪.‬‬
‫استنبط‪.‬أدرك‪.‬فسر‪.‬حلل أستنتج)‬
‫وهذه درجات مرحليه للفكر االنساني وحتى‬
‫بمراحل‬ ‫جاء‬ ‫القرآني‬ ‫النص‬
‫(بشر‪..‬دعى‪..‬آمن‪..‬آوعد ثم عاقب وأثاب) ولم‬
‫يترك شاردة او واردة إال ووضع لها مدلول‬
‫(وكل شئ أحصيناه في كتاب)‪..‬إذن اليوجد‬
‫مجهول في هذا الكون إال وأحصته الكتب‬

‫‪7‬‬
‫السماويه ووظفت له الدليل القاطع والحكم‬
‫الناجع ‪.‬فهذا البرنامج التحليلي الذي اعتمد‬
‫السهل الممتنع في أيصال المعلومة لك‬
‫تصل الى مدرك الوعي وتحت سيطرة العقل‬
‫‪..‬وال مناص في بلوغ القمه في االدراك تلك‬
‫التي سماها المحلل او الجامع او الكاتب‬
‫اسماعيل القريشي تحت هذا المسمى (كن‬
‫عبقريا) وفي رأيي القاصر إن لكل حكم مدركان‬
‫ولكل وارد مفهومان‬
‫‪)١‬المفهوم اللفضي للواردة وهو ما تشير له‬
‫اللغه‬
‫‪)٢‬المفهوم العقلي وهو المعنى االعمق واالدق‬
‫للواردة او المعلومه بعد االستدالل بالمنطق‬
‫واليقين وقبل أن وبعد ان يكتمل االدراك وهو‬

‫‪8‬‬
‫كسر الشك بقاعدة اليقين‪..‬تصل الى الحد‬
‫المطلق للمفهوميه وهو بلوغ العبقريه‪..‬‬
‫تمناتي ان يصل الكاتب الى مبتغاه والقارئ‬
‫لألدراك معنا له مني التحيه ومن هللا القبول‬
‫خلف المناصير‬

‫‪9‬‬
‫م‬ ‫م‬ ‫ل‬
‫مقدمة ا حقوقي حمد قاسم حمد‬
‫ان مطالعه هذا الكتاب للمؤلف اسماعيل‬
‫القريشي مفيدة جدا للعموم خاصه لجيل‬
‫الشباب والمبلغين ومعلمي الدين والمربين النه‬
‫لم يغفل عن الجانب العلمي والبحثي مما يجعل‬
‫الفائدة تعم اهل الفضل والعلم ايضا وقد‬
‫الحظت في هذا الكتاب قضايا حياتيه تعد من‬
‫صميم واقع االنسان االجتماعي والفردي‬
‫معرضا عن الخوض في غير الضروري وكذلك‬
‫تطرق المؤلف بما يتناسب والعناوين الموجودة‬
‫في اآليات الى ابحاث مختصرة ومستقله تغني‬
‫القارئ من خالل مطالعة اجمالية عن الرجوع‬
‫الى الكتب االخرى‬

‫‪10‬‬
‫ومن المميزات المهمة ايضا لهذا الكتاب تناوله‬
‫للمسائل االخالقية والثقافية والعلمية والفصاحة‬
‫واالدب حيث انه تجنب االصطالحات العلمية‬
‫المعقدة ويسعدنا ان نرى شاع ار مجدا كالشاعر‬
‫اسماعيل القريشي يصب جهوده في جمع‬
‫مواضيع من القران الكريم والحديث تشتمل‬
‫بطريقة رائعة على علوم وثقافة واخالق وذلك‬
‫في مجهود يمكن اعتباره خطوة على طريق‬
‫الرقي بالمستوى العلمي واالدبي والخلقي العام‬
‫‪.‬وبصفتي كحقوقي ابارك له هذا النجاح أملين‬
‫ان يكون بعناية الباري عز وجل منهال عذبا‬
‫لجميع طبقات المجتمع وال سيما جيل الشباب‬
‫الواعي لكي نصل الى مجتمع نموذجي تحترم‬

‫‪11‬‬
‫فيه الحقوق وتصان ويعرف كل فرد فيه حقوقه‬
‫وواجباته على حد سواء لعل هللا سبحانه يهدي‬
‫بسببه من يشاء الى سلوك طريق العدالة‬
‫محمد قاسم محمد‬

‫‪12‬‬
‫التمهيد‬

‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬


‫والصالة والسالم على خاتم االنبياء والمرسلين‬
‫نبينا محمد واله الطيبين الطاهرين وصحبه‬
‫الغر الميامين‬
‫السالم عليكم ورحمة هللا وبركاته‬
‫كتاب كن عبقريا هو نتاج لما كسبته من‬
‫خالل تجاربي الشخصية والدروس التي مررت‬
‫بها في حياتي وما كسبته من خالل مطالعتي ‪.‬‬
‫كن عبقريا هو تجسيد لما تفضل به هللا‬

‫‪13‬‬
‫علي من نعم كثيرة في ضبط النفس والخروج‬
‫من كل المعضالت الفكرية التي يمر بها العقل‬
‫والتي تسبب الكآبة والنسيان وسوء التصرف‬
‫في حل الكثير من القضايا والمشاكل في‬
‫اسلوب جميل وراقي مصحوبا بالصبر والحلم‬
‫واألناة‬
‫يعتمد هذا الكتاب بالدرجة األولى على‬
‫القرآن الكريم والتدبر في بعض آياته التي‬
‫تخص الموضوع ويساعد الفرد على تحسين‬
‫وضعه العام من جميع النواحي والتغلب على‬
‫المصاعب التي قد تواجهه في حياته اليومية‬
‫وتطوير إمكانياته بالعلم والثقافة لالرتقاء‬
‫بالفكر السليم والبداع في ما يختص به من‬
‫مهنة أو هواية‪ ،‬والسيطرة كذلك والوقاية من‬

‫‪14‬‬
‫معظم الحاالت النفسية الضارة والنجاة منها‪،‬‬
‫وبلوغ حسن التصرف في كل االمور اليومية‬
‫والتغلب على الكآبة والنسيان وغيرهما من‬
‫المساوئ‪.‬‬
‫وبما إن هذا الكتاب يعتمد بالدرجة األولى‬
‫على القرآن الكريم وما به من قيم إنسانية‬
‫وأخالقية قد كانت جامعة لكل تعاليم االديان‬
‫السماوية ‪ ،‬يجب بداية أن نتحدث عن عظمة‬
‫القرآن وزيادة الثقة به ككتاب سماوي أنزل من‬
‫هللا عز وجل على خاتم االنبياء والمرسلين‬
‫نبينا محمد صلى هللا عليه وآله وصحبه وسلم‬
‫وإن هذا القران ال ريب فيه وهو حق من إله‬
‫خالق عظيم‪ .‬وهذا ال يعني ان الموضوع خاص‬

‫‪15‬‬
‫بالمسلمين فقط ال بل كل األديان التي تعترف‬
‫بوجود هللا وتمتثل لطاعته كما ورد في كتاب‬
‫هللا الكريم‪:‬‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى‬
‫والصابئين من آمن باَّلل واليوم اآلخر وعمل‬
‫صالحا فلهم أجرهم عند ربهم وال خوف عليهم‬
‫وال هم يحزنون‬
‫]الجزء‪ | ١ :‬البقرة ‪ | ٢‬اآلية‪[ .٦٢ :‬‬
‫وقبل التحدث عن القرآن هناك موضوع‬
‫شائق جدا ومهم نحاول أن نذكر منه الشيء‬
‫اليسير والموجز وهو إثبات وجود هللا‪.‬‬
‫ولربما يسأل بعضكم لم اختيار هذا‬
‫الموضوع ونحن بالتأكيد نعترف بوجود هللا‬

‫‪16‬‬
‫وبكل ثقة ‘ولكن يبقى احتمال أن يخفى عن‬
‫البعض مثل هكذا معلومات فزيادة للمعلومات‪،‬‬
‫واثبات وجود هللا وعظمته في الخلق لكي‬
‫يتمكن كل من ال يعترف بوجود هللا من‬
‫االعتراف به واالستفادة من الكتاب حيث تعاليم‬
‫هذا الكتاب تعتمد اعتمادا أساسيا على القران‬
‫الكريم وهو من هللا سبحانه وتعالى‪.‬‬
‫ونرجع الى كتاب هللا العزيز في ذكر طاعته‬
‫وما يستوجب فعله لتمام هذه الطاعة بذكر‬
‫عدة آيات تخص الموضوع وما تنطوي عليه‬
‫من الصبر والقناعة بكل ما كتبه هللا وأداء‬
‫العبادات على أتم وجه ‪ .‬ومعرفة تأثير هذه‬
‫الطاعة على الحالة النفسية من الناحية‬

‫‪17‬‬
‫اليجابية‪ ،‬واالقتداء بسير األنبياء والمرسلين‬
‫وعباد هللا الصالحين بما مذكور بالقران من‬
‫قصص وأخبار وبيانات ‘ ومعرفة الكثير من‬
‫األدعية القرآنية وغيرها من فوائد يكتسبها‬
‫قارئ القرآن من علوم وثقافة وفصاحة وأدب‬
‫وأخالق راقية جدا‪.‬‬
‫بعد ذلك لدينا دراسة موسعة عن العلم‬
‫والتدريب المستمر على طلبه وما أهميته عند‬
‫هللا ورسوله وطرق اكتسابه باألسلوب الصحيح‬
‫للمنفعة الشخصية ونفع الناس به كذلك‪.‬‬
‫وقد كتبت ملخصا لما ذكر في قصيدة‬
‫شملت كل ما ذكرته ولكل التفاصيل التي‬
‫سنتحدث بها في المواضيع القادمة بإذن هللا‬

‫أرجو أن تنال رضاكم‪:‬‬

‫‪18‬‬
‫قصيدة كن عبقريا‬

‫كن عبقريا من سماع مقالتي‬


‫هذا لعمري في المقال سديد‬
‫بدءا إلى الرحمن كونك طائعا‬
‫ولقد براك هللا حيث يريد‬
‫هل كنت تعلم غير ربك عالما‬
‫أو في الكتاب كغير ذاك محيد‬
‫في بضع آيات تنال مفاخ ار‬
‫علما يجاري حكمة ويزيد‬
‫فالصبر أولى الحتمال بلية‬
‫إن البالء مقدر ومفيد‬
‫في غاية هلل كونك مؤمنا‬
‫صدقا وليس لكذبة تأكيد‬

‫‪19‬‬
‫أو كون ذلك من ذنوبك عافيا‬
‫من حيث ربع ذنوبكم تسديد‬
‫ودع الفؤاد إلى الله مطمئنا‬
‫ما غير حكم هللا كنت تريد‬
‫إن شاء يرضى مرحبا بقبوله‬
‫أو شاء ما قد شاء نحن عبيد‬
‫حاشا إله الكون أي ظالمة‬
‫إذ أن رحمته لنا تسديد‬
‫هذا فبدء خطاك في طلب العال‬
‫هل كنت تعلم نفعه وتجيد‬
‫إن الهموم ستنجلي وغشاوة‬
‫فوق الفؤاد مصيرها ستبيد‬
‫والنفس تهنأ إذ تزول كآبة‬
‫والفكر ينعش والمدارك عيد‬

‫‪20‬‬
‫هذا وبعده إذ أريدك مصغيا‬
‫متفقها في ما نويت أريد‬
‫هل كنت تعلم كم يعي عقل لنا‬
‫في كبر أرض إنه تحديد‬
‫لكنه يحوي صغي ار مدخال‬
‫إذ إن كسب العلم فيه وئيد‬
‫ال تغد في طلب العلوم كجملة‬
‫وافرد بها فلحفظه ترديد‬
‫ودع الفؤاد بحمد ربك شاك ار‬
‫هلل دوما والفؤاد شديد‬
‫واختر لنشر العلم من هو أهله‬
‫والجود في علم إليك حميد‬
‫والفكر فاجعل ما حواه بدفتر‬
‫للمعضالت مفرق ومبيد‬

‫‪21‬‬
‫بتسلسل بدءا بحل عظيمها‬
‫ومثبتا زمن الحلول أكيد‬
‫واعلم بأن الذنب منه تشتت‬
‫بالنفس بل والعقل منه عميد‬
‫والذنب في علم النفوس كآبة‬
‫فاغسله في توب فذاك جليد‬
‫ودع الفؤاد مسالما وبنية‬
‫بيضاء والمعروف منك يزيد‬
‫واصدق بقول للعباد وربهم‬
‫والخير ال تهجر وأنت بليد‬
‫‪23‬‬
‫ك‪2019 1‬‬

‫‪22‬‬
‫اينات الوخود‬
‫هذا الموضوع هو زيادة المعلومات في‬
‫اثبات وجود هللا وقد كسبت اليسير من مباحث‬
‫هذا الموضوع من خالل مطالعاتي الخارجية‬
‫ولست فيلسوفا او عالما‪.‬‬
‫أجمع أكابر العلماء والفالسفة بأن العالم‬
‫مركب بمجموع أجزائه‪ .‬وكل مركب حادث بداهة‬
‫والعالم بما فيه متغير تغي ار مستم ار من صورة‬
‫الى صورة وكل متغير من صورة إلى صورة ال‬
‫يمكن أن تكون له صورة أصلية أولية قديمة‬
‫ألنها لو كانت كذلك لما جاز أن يط أر عليها‬
‫التغيير‬

‫‪23‬‬
‫والقول بتسلسل الصور الى غير نهاية غير‬
‫صحيح ألن التسلسل مستحيل عقال ‪.‬فالبد إذا‬
‫ان نقف عند حد ونقول ان هذا المتغير لم‬
‫يكن له في اول امره صورة وإذا لم تكن له‬
‫صورة ال يمكن له وجود الن الصورة تشمل‬
‫الشكل والحجم والوزن والطعم والرائحة ومتى‬
‫فقد الشيء هذه الصور كلها فقد فقد وجوده‬
‫في العالم المتغير‪ .‬إذا لم يكن موجودا ثم وجد‬
‫في العالم فهو حادث ‪.‬والعقل بقوة قانون‬
‫العلية البديهي يحكم بداهة بان كل حادث ال بد‬
‫له من سبب يحدثه وهذا السبب المحدث ال‬
‫يجوز ان يكون حديثا وال يفتقر الى سبب‬
‫محدث ‪.‬وال يجوز القول بتسلسل االسباب الى‬

‫‪24‬‬
‫غير نهاية ألن التسلسل ممتنع عقال فالبد ان‬
‫يكون المحدث الصانع للعالم قديما وهو هللا‬
‫سبحانه وتعالى الذي خلق العالم و احدثه بعد‬
‫العدم المطلق‬
‫( كتاب قصة االيمان(‬

‫وساضرب مثاال على هذا القول‬


‫لو فرضا إني قد منحت مكافأة مالية واردت‬
‫ان احصل عليها من موظف المالية ولكن‬
‫موظف المالية قال لي يجب أن تأتيني‬
‫بتصريح من السيد المعاون وعند جلب‬
‫التصريح بموافقته بالصرف قام مسؤول المالية‬
‫بتسليم المكافأة‬

‫‪25‬‬
‫هنا اصبح لدينا اثر ومؤثر‪ ،‬فالسيد المعاون‬
‫عندما منحني التصريح باالستالم يكون مؤثرا‪.‬‬
‫وعمليه استالمي للمكافاة تسمى أثر‪.‬‬
‫هذان المصطلحان هما أصل ثابت عند‬
‫العلماء باخراج قانون االثبات ‪ ،‬ولكن عندما‬
‫يكون المعاون مرتبطا بشخص أعلى منه وهو‬
‫المدير فان المكافأة ال تصرف اال من بعد‬
‫موافقة المدير ومن ثم المعاون‪ ،‬ولو ان المدير‬
‫يخضع لموافقة من المدير العام اصبح لدينا‬
‫عدة مؤثرين والمؤثر االخير وهو المدير العام‬
‫يعتبر المؤثر االول‪.‬‬
‫ولكن اذا استمر طلب الموافقات من عدة‬
‫مسؤولين ما فوق المدير العام وبتسلسل‬
‫مستمر الى ماال نهاية ال يكون هناك اث ار‬
‫ويكون هذا االمر مستحيال عقليا‪.‬‬
‫‪26‬‬
‫من هذا نتجت قاعدة اثبتها العلماء‬
‫وهي (تكرار المؤثر على االثر باستمرار والى‬
‫ما ال نهايه يستحيل عقال‪(.‬‬
‫وقد قسم العلماء الموجودات في الكون الى‬
‫قسمين‪:‬‬
‫الى واجب الوجود وممكن الوجود‬
‫)فأما واجب الوجود يتحتم وجوده بذاته وال‬
‫يفتقد الى موجود آخر يوجده وال يمكن ان‬
‫نتصور عدم وجوده وهو هللا سبحانه وتعالى‪.‬‬
‫اما ممكن الوجود فهو جميع المخلوقات وذلك‬
‫النها ليست موجودة ازلية النه يط ار عليها‬
‫التغيير والفناء وتعتمد بوجودها على موجد‬
‫أوجدها ومن الممكن تصورها في حالة الزوال‬
‫والفناء او امكان حدوث التغيير عليها(‬
‫)كتاب قصة االيمان(‬
‫‪27‬‬
‫وهناك من يعترف بالمصادفة ويزعمون القول‬
‫بأن هذا الكون مخلوق من المصادفة وعن‬
‫طريق المصادفة ‪ .‬ونقول لهم‪:‬‬

‫المصادقة‬
‫نتحدث عن موضوع المصادفة وكيف نثبت بأن‬
‫هذا الكون و المخلوقات جميعا ليست نتيجة‬
‫من المصادفة‬
‫في البداية نضرب مثال‬
‫لو فرضنا أن مطبعة ما فيها طابعة وفيها‬
‫حروف وفيها ورق وفيها أحبار وقد جاءت‬
‫هزة ارضية خلطت هذه المكونات وتكون منها‬
‫كتاب مؤلف من ‪ 500‬صفحة بموضوع مترابط‬
‫ومنسق ومنسجم‬

‫‪28‬‬
‫فهل من الممكن تصديق هذا القول وما مدى‬
‫نسبة تصديقه لدى العقل السليم‪.‬‬
‫ان المصادفة تقع تحت قانون ثابت حسب‬
‫العناصر المتزاحمة وإذا وضعنا هذه العناصر‬
‫بهذا المثل خرجنا بنتيجة تكاد تكون مستحيلة‬
‫بل هي مستحيلة فعال‬
‫والنظر الى المخلوقات وما بها من حكمة‬
‫ونظام ال يمكن أن يكون خلقها عن طريق‬
‫المصادفة‬

‫ومثال ذلك ‪١‬‬


‫االوكسجين نرى نسبته في الجو هي ‪%21‬‬
‫وهذه النسبة ثابتة منذ ماليين السنين وستبقى‬
‫الى ماليين السنين باذن هللا تعالى ال تتغير‬

‫‪29‬‬
‫أبدا بالرغم من وجود الكائنات الحية التي‬
‫تتنفس االوكسجين و تطرح غاز ثاني اكسيد‬
‫الكربون فمن الذي جعل هذه النسبة ثابتة وال‬
‫ينقص اال وكسجين برغم تنفس الكائنات الحية‬
‫واالحتراق الموجود في العالم من عمل المكائن‬
‫والمعدات التي تعمل بالوقود واحتراقه وتسبب‬
‫غازات ايضا منها ثاني اكسيد الكربون واول‬
‫اكسيد الكربون ولكن نسبة االوكسجين ال‬
‫تتغير ‪.‬‬
‫إن هللا سبحانه وتعالى وضع في النباتات‬
‫مصنعا لألوكسجين فالنبات يستلم غاز ثاني‬
‫اوكسيد الكربون من الجو ويستخلص منه‬
‫الكربون ويرجع االوكسجين الى الجو صافيا‬
‫فهل هذه العملية يعقل أن تكون من مصادفة‬
‫سبحان هللا !!‬
‫‪30‬‬
‫مثال آخر نأتي الى األرض الزراعية ونختار‬
‫قطعة بقياس متر مربع ونزرع فيها أربعة‬
‫أصناف أو أكثر من المزروعات المختلفة‬
‫ونسقيها بماء واحد فهل ستختلط ما بينها أم‬
‫ال‪ .‬كال‪ .‬فسوف ينبت كل نوع على شكله‬
‫وطعمه ولونه بدون اختالط اي منها باآلخر‬

‫ومثال ‪ 2‬للماء‬
‫إن الماء مكون من غازين هما األوكسجين‬
‫والهيدروجين واألول يساعد على الشتعال‬
‫والثاني غاز شديد الشتعال لم يكن لهما‬
‫التحاد في جميع الكواكب السياره واي مكان‬
‫إال على األرض‬

‫‪31‬‬
‫إذ إن األرض فيها من طقس وحرارة ومناخ‬
‫وضغط يالئم اندماجهما‬
‫ان هذا الماء الذي خلقت منه كل الكائنات‬
‫الحيه كقوله تعالى‬
‫(أو لم ير ٱلذين كفروا أن ٱلسموت وٱألرض‬
‫كانتا رتقا ففتقنهما وجعلنا من ٱلماء كل شيء‬
‫حي أفال يؤمنون‪[)٣٠‬األنبياء‪]30 :‬‬
‫سوف يشتعل وتحترق البحار والمحيطات اذ‬
‫سوف يفصل هللا بين ذراته{وإذا ٱلبحار سجرت}‬
‫[التكوير‪ ]6 :‬ودورة هذا الماء تبدأ من البحار‬
‫في تبخر مياهها والذي ساعده على التبخر‬
‫هو إتساع سطح المحيطات والبحار ألن قانون‬
‫التبخر ينص على إنه كلما زاد سطح الماء‬
‫إزدادت كمية تبخره‬

‫‪32‬‬
‫وقد جعل هللا هذه البحار والمحيطات تكون‬
‫ثالثة أرباع سطح الكرة االرضية‪ .‬واليابسة هي‬
‫ربع ذلك‪.‬‬
‫وان هذا البخار يصعد إلى السماء و يكون‬
‫السحاب والغيوم المحملة بمليارات االطنان من‬
‫الماء على شكل بخار و توزع على جميع‬
‫انحاء الكره األرضية ويسقط المطر و الثلوج‬
‫على الجبال وكل بقاع االرض ‪.‬ومن خالل‬
‫ذوبان الثلوج بشكل كبير تنشأ األنهار‬
‫والبحيرات التي من شأنها سقي معظم األراضي‬
‫الزراعية وغيرها‪.‬‬
‫والغريب في ذلك ان كمية البخار الصاعدة الى‬
‫السماء تعادل كمية األمطار النازلة بالضبط‬

‫‪33‬‬
‫فسبحان هللا وبحمده وسبحان هللا العظيم‬
‫(كتاب قصة االيمان)‬
‫مثال ‪3‬‬
‫وهو الكرة االرضية وبسرعة دورانها حول‬
‫نفسها البالغة الف ميل بالساعة حيث تتكون‬
‫من جراء هذا الدوران قوة الطرد المركزي التي‬
‫تطرد جميع الكائنات العالقة على سطح الكرة‬
‫االرضية بصورة عمودية‪.‬‬
‫ولكن هناك قوة اخرى جاذبة وهي المغناطيسية‬
‫وضعها هللا في مركز االرض لكي تكون معادلة‬
‫لقوة الطرد المركزي بحيث تثبت الموجودات‬
‫على سطح االرض والعجيب ان سرعتها حول‬
‫نفسها هي ‪ 1000‬ميل بالساعة وحول‬
‫الشمس تبلغ ‪ 60‬الف ميل بالساعة‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫وبدورانها حول الشمس تكون مائلة على‬
‫محور دورانها هذا بزاوية ‪ 23‬درجة وان هذا‬
‫المدار الذي تدور به هو ليس دائريا بالضبط‬
‫وانما اهليلجي ويشكل هذا المدار وعملية الميل‬
‫بزاوية ‪ 23‬درجة تعدد الفصول االربعة ‪.‬ولوال‬
‫هذا الميل لما كانت هناك فصول اربعة وانما‬
‫فصل واحد على طول السنة‬

‫مثال ‪ 4‬الشمس‬

‫ان الشمس مستمرة في اشتعالها منذ ماليين‬


‫السنين وما شاء هللا ان تبقى لماليين السنين‬
‫مستقبال فما سبب عدم نفاذ الوقود لهذا‬

‫‪35‬‬
‫االحتراق المنتظم بدون اي نقصان في درجات‬
‫الح اررة‪.‬‬
‫فقد اثبت العلماء ان عمليه اشتعال الشمس‬
‫تتم عن طريق تفاعل الغازات الدوري بداخلها‬
‫وهذه العملية تنطبق على باقي النجوم ‪ ،‬فان‬
‫النجوم جميعها شموس اكبر من شمسنا‬
‫‪..‬وانما هذه الشمس هي اصغر نجم في الكون‬
‫والعجيب ايضا ان هذه النجوم لها احجام هائلة‬
‫جدا وعظيمة ال يمكن ان يتصورها العقل‬
‫وكذلك لها دوران حول نفسها وحول محور‬
‫معين‪.‬‬
‫الشمس كالنجوم واالجرام السماوية الموجودة‬
‫في المجرة تدور ساحبة معها كل الكواكب‬

‫‪36‬‬
‫السيارة واقمارها وال تتصادم بعضها مع بعض‬
‫وبسرعه عجيبة ومتباينة ‪{ .‬وٱلقمر قدرنه‬
‫منازل حتى عاد كٱلعرجون ٱلقديم} [يس‪:‬‬
‫‪{]39‬ال ٱلشمس ينبغي لها أن تدرك ٱلقمر وال‬
‫ٱليل سابق ٱلنهار وكل في فلك يسبحون}‬
‫[يس‪]40 :‬‬

‫مثال ‪ ٥‬القمر‬

‫فالقمر يمر على طول الشهر بمنازل عديدة‬


‫ابتداء من الهالل ولغاية ان يكتمل بد ار ويرجع‬
‫بعدها ليكون محاقا ويبدأ دورته الثانية ‪،‬وهذا‬
‫يساعدنا على حساب السنين في قوله تعالى‬

‫‪37‬‬
‫ور‬
‫{هو ٱلذي جعل ٱلشمس ضياء وٱلقمر ن ا‬
‫وقدره ۥ منازل لتعلموا عدد ٱلسنين وٱلحساب ما‬
‫خلق ٱَّلل ذلك إال بٱلحق يفصل ٱأليت لقوم‬
‫يعلمون} [يونس‪]5 :‬‬
‫وكذلك له تأثير ايضا على عملية المد والجزر‬
‫التي اضفت الى الكرة االرضية فائدة مهمة‬
‫وعظيمة جدا‬

‫مثال ‪٦‬‬
‫نتحدث عن البحار واالنهار فقد كشف العلماء‬
‫ان هناك حاج از بين النهر والبحر يفصل هذا‬
‫الحاجز بين ماء النهر العذب وماء البحر‬
‫المالح وكائنات البحر ال تستطيع العيش في‬
‫النهر وكذلك كائنات النهر ال تستطيع العيش‬

‫‪38‬‬
‫في البحر واالعجب من هذا ان هذه الكائنات‬
‫جميعها تتنفس بطريقة عجيبة االوكسجين‬
‫المذاب بالماء وبنفس الوقت هي غذاء لذيذ‬
‫جدا‪ .‬وقد ذكر هللا ذلك في كتابه ۞وهو ٱلذي‬
‫مرج ٱلبحرين هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج‬
‫ور‪٥٣‬‬
‫محج ا‬ ‫وحج ار‬ ‫برزخا‬ ‫بينهما‬ ‫وجعل‬
‫[الفرقان‪ ]53 :‬وقوله وما يستوي ٱلبحران هذا‬
‫عذب فرات سائغ شرابه ۥ وهذا ملح أجاج ومن‬
‫كل تأكلون لحما طريا وتستخرجون حلية‬
‫تلبسونها وترى ٱلفلك فيه مواخر لتبتغوا من‬
‫فضله ۦ ولعلكم تشكرون‪( ١٢‬فاطر‪)12 :‬‬

‫‪39‬‬
‫مثال ‪٧‬‬
‫نأتي الى جسم االنسان وما به من اعضاء و‬
‫حواس واجهزة وقلب وشرايين ودم ولحم وعظام‬
‫وسمع وبصر واسنان ولسان وشفتين وعينين‬
‫وشعر واطراف حسية كلها تعمل بدقة واتقان‬
‫شديد لكل منهم واجبه في جسم االنسان‪.‬‬
‫وهذا القلب الذي يعمل بدون اي قوة وبدون‬
‫اي بطارية تسنده للعمل يعمل كمضخة جيدة‬
‫للدم الى جميع انحاء الجسم وارجاعها الى‬
‫القلب لدورة اخرى لنقل االوكسجين والمواد‬
‫الغذائية الى جميع انحاء الجسم والجلد‬
‫و تبلغ كمية الدم التي يضخها القلب في اليوم‬
‫نحو ‪ 7600‬لتر (من ‪ 5‬الى ‪ 30‬لت ار في‬

‫‪40‬‬
‫الدقيقة) خالل االوعية الدموية التي يصل‬
‫طولها الى ‪ 100‬ألف كيلومتر‪ .‬اذا حسبنا ان‬
‫عدد نبضات القلب في الدقيقة هو ‪ ، 70‬فانه‬
‫خالل سبعين سنة ينبض قلب االنسان بحوالي‬

‫‪ 2.5‬مليار مرة ويضخ ‪ 250‬مليون لتر من‬


‫الدم‪.‬فلو فرضنا ان هذا القلب قد صنع عن‬
‫طريق المصادفة فما هذه القوه التي يعمل بها‬
‫طول العمر والبالغة بين شخص و اخر من‬
‫‪ 60‬سنة او ‪ 70‬سنة او ‪ 100‬سنة او اكثر‬
‫او اقل ‪.‬من اين له هذه القوة وكيف للمصادفة‬
‫ان تمنح هذه القوة‬
‫وليس هذا فقط فهناك االف بل ماليين من‬
‫المخلوقات المتنوعة في خلقها واوصافها‬

‫‪41‬‬
‫وطباعها وقوانينها وطريقة تكاثرها وطريقة‬
‫اكلها وانواع االكل الذي تاكله وطريقة تناسلها‬
‫‪..‬تكون االف المجلدات التي ليس لها نهاية‬
‫(كتاب قصة االيمان)‬

‫‪42‬‬
‫لعة القران‬
‫يا‬
‫ننتقل بكتاب كن عبقريا الى القران واهميته‬
‫ومكانته وبالغته وعلمه وكل خصائصه‪.‬‬
‫ومن ناحية البالغة التي ينكر وجودها بالقرآن‬
‫من يدعي نفسه مفك ار وعليما بهذه االمثلة‬
‫البليغة والدقيقة التي يقدرها كل انسان عاقل‬
‫ونبدا ببالغة القران واعجازه اللغوي‬
‫روائع اإلعجاز البالغي ‪1‬‬
‫لغة القرآن أعجزت بلغاء العرب وفصحاءهم‬
‫… وها هي اليوم تتجلى من خالل العجاز‬
‫البالغي لتشهد على أن منزل القرآن هو هللا‪،‬‬
‫وال يمكن لبشر أن يأتي بمثل هذه اللغة‬
‫الرائعة‪….‬‬
‫في عصرنا الحاضر اعتقد البعض أن عصر‬
‫العجاز البالغي قد انتهى‪ ،‬وال يمكن أن تظهر‬
‫‪43‬‬
‫معجزات بالغية جديدة‪ ،‬ألن العصر الحديث‬
‫هو عصر العلم والتكنولوجيا‪ .‬فالبد أن تكون‬
‫معجزة القرآن علمية لتتحدى علماء العصر بما‬
‫برعوا فيه من فلك وطب ونفس وهندسة…‬
‫ولكن الذي يتأمل كتاب هللا تعالى يرى فيه بح ار‬
‫زاخ ار بالعجائب البالغية التي تشهد على‬
‫إعجازه وعدم قدرة البشر على أن يأتوا بمثله‪.‬‬
‫ولذلك دعونا نعيش من خالل هذه السلسلة‬
‫مع بعض الحقائق اللغوية وكيف تتجلى في‬
‫القرآن الكريم‪ ،‬مما كشفه علماؤنا قديما‬
‫وحديثا‪..‬‬

‫‪44‬‬
‫زوجة وامرأة‬

‫في قصة سيدنا زكريا عندما خاطبه ربه مبش ار‬


‫إياه بالولد استخدم كلمة (امرأة) قال تعالى‬
‫على لسان زكريا عليه السالم‪ ( :‬قال رب أنى‬
‫يكون لي غالم وكانت ام أرتي عاقرا) [مريم‪:‬‬
‫‪ .]8‬فالمرأة هنا ال تنجب‪ ،‬ولكن وبعدما رزق‬
‫بسيدنا يحيى… هل استخدم كلمة (امرأة) أم‬
‫كلمة أخرى؟‬
‫قال تعالى‪( :‬فاستجبنا له ووهبنا له يحيى‬
‫وأصلحنا له زوجه) [األنبياء‪ ،]90:‬في هذه‬
‫الحالة وبعدما رزق بالولد وحقق مفهوم الزواج‬
‫وغايته‪ .‬استعمل القرآن كلمة (زوجه) ألن‬
‫الزوجة تعني األسرة والتكاثر واألوالد… هذه‬

‫‪45‬‬
‫الدقة ال يمكن أن تأتي بالمصادفة أو من‬
‫تأليف محمد صلى هللا عليه وآله وسلم‪ ..‬بل‬
‫هي تشهد على صدق هذا الكتاب العظيم‪.‬‬
‫هللا هو الذي يحيي ويميت‬
‫قال تعالى على لسان سيدنا إبراهيم‪( :‬الذي‬
‫خلقني فهو يهدين * والذي هو يطعمني‬
‫ويسقين * وإذا مرضت فهو يشفين * والذي‬
‫يميتني ثم يحيين) [الشعراء‪.]81-78 :‬‬
‫استعمل كلمة (هو) مع الهداية (فهو يهدين)‬
‫والطعام والشراب (هو يطعمني) وكذلك استخدم‬
‫كلمة (هو) مع الشفاء (فهو يشفين)‪ ،‬للتأكيد‬
‫على أن هللا هو من يطعم ويسقي ويشفي‬
‫ويهدي‪ ..‬ألن البعض قد ينكر ذلك ويعتقد أن‬
‫الطبيب هو الذي يشفي فاستعمل كلمة (هو)‬
‫للتأكيد على أن هللا هو الذي يشفي‪.‬‬
‫‪46‬‬
‫ولكن عندما جاء الحديث عن الحياة والموت‬
‫لم يستعمل كلمة (هو) وقال (والذي يميتني ثم‬
‫يحيين) تأملوا اآلية ليس فيها (هو)‪ ،‬لماذا؟‬
‫ألنه ال حاجة للتأكيد بأن هللا هو الذي يحيي‬
‫أو يميت‪ ..‬فال أحد يستطيع أن يدعي القدرة‬
‫على الحياء أو الماتة‪ ..‬بل الكل يعلم أن‬
‫الحياة والموت بيد هللا سبحانه وتعالى‪.‬‬
‫ولذلك لو كان هذا القرآن من تأليف بشر لتابع‬
‫السياق إلى آخره باستخدام كلمة (هو) وبشكل‬
‫مستمر‪ ..‬ولكنه عند الموت والحياة اختفت‬
‫كلمة (هو) ألن الجميع يعترف أن هللا هو‬
‫الخالق وهو المحيي‪.‬‬
‫يعقلون ويعلمون‬
‫قال تعالى‪( :‬وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل ّللا‬

‫‪47‬‬
‫قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا أولو كان‬
‫آباؤهم ال يعقلون شيئا وال يهتدون) [البقرة‪:‬‬
‫‪ .]170‬في هذه الحالة فإن االتباع يحتاج‬
‫لعقل فقط لذلك قال يعقلون‪.‬‬
‫ولكن في آية مشابهة قال‪( :‬وإذا قيل لهم‬
‫تعالوا إلى ما أنزل ّللا وإلى الرسول قالوا‬
‫حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا أولو كان آباؤهم‬
‫ال يعلمون شيئا وال يهتدون) [المائدة‪.]104 :‬‬
‫هنا اآلية تتحدث عن الرسول صلى هللا عليه‬
‫وسلم وتعاليمه‪ ،‬فهو يدعوهم لما أنزل هللا على‬
‫الرسول من أحكام وشرائع وسنن وحالل‬
‫وحرام… ولذلك القضية هنا تحتاج لعلم وتدبر‬
‫ولذلك قال (يعلمون)… سبحان هللا!‬

‫‪48‬‬
‫واو الزمر‬
‫آيتان في سورة الزمر متشابهتان ولكن بفارق‬
‫واو الحال‪ .‬فاَّلل تعالى يصور لنا حال الكفار‬
‫عندما يدخلون النار زم ار أي مجموعات‪،‬‬
‫فيقول‪( :‬وسيق الذين كفروا إلى جهنم زم ار‬
‫حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها) [الزمر‪.]71 :‬‬
‫هنا استخدم القرآن كلمة (فتحت) بشكل‬
‫مفاجئ‪.‬‬
‫ولكن عندما أنبأ القرآن عن حال أهل الجنة إذا‬
‫دخلوها مجموعات ‪ ..‬قال تعالى‪( :‬وسيق الذين‬
‫اتقوا ربهم إلى الجنة زم ار حتى إذا جاءوها و‬
‫فتحت أبوابها) [الزمر‪ .]73 :‬وهنا يستخدم‬
‫القرآن كلمة (و فتحت) مع واو الحال لتوحي‬
‫للقارئ وكأن حال أبواب الجنة أنها مفتوحة‬
‫بشكل دائم‪ ..‬فما السر؟‬
‫‪49‬‬
‫إن أبواب النار مؤصدة عليهم أي مغلقة يقول‬
‫تعالى‪( :‬عليهم نار مؤصدة) فهي تفتح بشكل‬
‫مفاجئ لدخول الكفار ثم تغلق‪ ،‬لذلك ال داعي‬
‫لذكر الواو!‬
‫بينما أبواب الجنة فهي مفتوحة بشكل دائم قال‬
‫تعالى‪( :‬مفتحة لهم األبواب) ولذلك تطلبت واو‬
‫الحال لتصف لنا حال الجنة وأبوابها المفتحة‪،‬‬
‫تأملوا هذه الدقة على مستوى الحرف‪..‬‬
‫فسبحان هللا!‬

‫ولم يجعل له عوجا‬

‫عندما وصف هللا حال الجبال يوم القيامة قال‪:‬‬


‫(ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا‬
‫(‪ )105‬فيذرها قاعا صفصفا (‪ )106‬ال ترى‬
‫‪50‬‬
‫فيها عوجا وال أمتا) [طه‪.]107-105 :‬‬
‫(ال ترى فيها عوجا) وهذا أمر‬ ‫استخدم هنا‬
‫منطقي‪ ،‬فبعد أن يدمر هللا تعالى الجبال‬
‫ويجعلها مستوية ال يمكن أن نرى فيها أي‬
‫عوج أو ارتفاعات أو وديان…‬
‫ولكن عندما وصف هللا كتابه الكريم تغيرت‬
‫الصيغة ليقول‪( :‬الحمد َّلل الذي أنزل على‬
‫عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا) [الكهف‪:‬‬
‫‪ ،]1‬وهنا نالحظ أن هللا تعالى لم يقل (فيه‬
‫عوجا) بل قال‪( :‬له عوجا) ليدلنا على أن هذا‬
‫القرآن ال يمكن أن يكون فيه عوج بذاته‪،‬‬
‫وكذلك ال يتطرق إليه العوج من خارجه (من‬
‫خالل التحريف)‪ .‬فهو سليم من العوج في‬
‫الماضي وفي المستقبل وال يمكن أن يحدث له‬

‫‪51‬‬
‫هذا العوج بتحريف أو تبديل أو تغيير‪..‬‬
‫فاستخدم كلمة (له) وهي أقوى بكثير من كلمة‬
‫(فيه)‪ ..‬فسبحان هللا!‬

‫ال يشعرون ‪ ..‬ال يعلمون‬

‫عندما تحدث هللا عن المنافقين أخبر بأنهم‬


‫مفسدون في األرض ولكن ال يشعرون‪ ،‬ألن‬
‫النسان قد يسرق ويقتل ويزني ويظلم…‬
‫ويفعل الكثير من األشياء السيئة ولكنه ال‬
‫يشعر بأنه على خطأ‪ ،‬ولذلك استخدم القرآن‬
‫كلمة (ال يشعرون)‪ ..‬قال تعالى‪( :‬أال إنهم هم‬
‫المفسدون ولكن ال يشعرون) [البقرة‪.]12 :‬‬

‫‪52‬‬
‫فكثير من المفسدين في األرض يعتقد أنه على‬
‫صواب وال يشعر بأنه على خطأ فادح‪.‬‬
‫ولكن عندما أنبأ القرآن عن المنافقين وأنهم‬
‫سفهاء جهال‪ ..‬استخدم كلمة (ال يعلمون) ألن‬
‫السفاهة هي نوع من أنواع الجهل‪ ،‬ولذلك هذا‬

‫يناسبه كلمة (ال يعلمون)‪ ..‬ولذلك قال تعالى‪:‬‬


‫(أال إنهم هم السفهاء ولكن ال يعلمون)[البقرة‪:‬‬
‫‪ ،]13‬فالنسان السفيه يكون عادة محدود‬
‫التفكير ومعلوماته قليلة في مختلف المجاالت‪،‬‬
‫ومثل هذا النسان ال يعترف بأنه سفيه أو‬
‫جاهل‪ ،‬بل يدعي أنه على علم‪ ،‬وبالتالي‬
‫جاءت كلمة (يعلمون) لتناسب هذه الحال‪..‬‬
‫فسبحان هللا!‬

‫‪53‬‬
‫ساحر وسحار‬
‫في قصة فرعون وموسى تتجلى معجزة بالغية‬
‫رائعة في تعدد األلفاظ‪ .‬فعندما ألقى موسى‬
‫عصاه فتحولت إلى ثعبان‪ ،‬وأخرج يده فإذا هي‬
‫تشع نو ار‪ ،‬كيف صور القرآن رد فعل حاشية‬
‫فرعون؟ قال تعالى‪( :‬قال المأل من قوم فرعون‬
‫إن هذا لساحر عليم (‪ )109‬يريد أن يخرجكم‬
‫من أرضكم فماذا تأمرون (‪ )110‬قالوا أرجه‬
‫وأخاه وأرسل في المدائن حاشرين (‪)111‬‬
‫يأتوك بكل ساحر عليم) [األعراف‪-109 :‬‬
‫‪ .]112‬الحظوا معي أن المتحدث هنا هو‬
‫المأل أي حاشية فرعون‪( ،‬قال المأل من قوم‬
‫فرعون إن هذا لساحر عليم)‪.‬‬
‫ولكن في موضع آخر كان رد الفعل مختلفا‪،‬‬
‫يقول تعالى‪( :‬قال للمإل حوله إن هذا لساحر‬
‫‪54‬‬
‫عليم (‪ )34‬يريد أن يخرجكم من أرضكم بسحره‬
‫فماذا تأمرون (‪ )35‬قالوا أرجه وأخاه وابعث‬
‫في المدائن حاشرين (‪ )36‬يأتوك بكل‬
‫سحارعليم) [الشعراء‪ .]37-34 :‬هنا المتحدث‬
‫هو فرعون (قال للمإل حوله إن هذا لساحر‬
‫عليم)‪ ،‬فهو يؤكد أن موسى عليه السالم هو‬
‫ساحر‪ ..‬فأخبروه بأنهم سيحضرون له كل‬
‫سحار‪ ،‬وكلمة (سحار) ضيغة مبالغة أي‬
‫متمرس وخبير في السحر‪.‬‬
‫أي إن حاشية فرعون (المأل) عندما أخبروا‬
‫من حولهم أن موسى هو ساحر عليم‪ ،‬قال‬
‫المحيطون بهم سوف نحضر لكم كل ساحر‬
‫عليم‪.‬‬
‫ولكن عندما طلب فرعون من حاشيته (المأل)‬

‫‪55‬‬
‫المشورة قال هؤالء المنافقون إنهم سوف‬
‫يأتونه بكل (سحار عليم)‪ ،‬كنوع من إرضاء‬
‫فرعون وزيادة في النفاق والفسق‪ .‬فإذا كان‬
‫موسى ساح ار فسوف نحضر له كل سحار‬
‫عليم‪ ،‬أي سنحضر من يفوقه في السحر‪.‬‬
‫في النص األول استخدم كلمة (وأرسل) وهي‬
‫كلمة تعني إرسال خبر لهؤالء السحرة‬
‫ليحضروا‪ ،‬ولكن في النص الثاني استخدم‬
‫كلمة (وابعث)‪ ،‬وهذه كلمة أقوى من (أرسل)‬
‫أي المطلوب هنا مزيد من الثارة والتأكيد على‬
‫ضرورة وجود كل سحار عليم‪ ،‬ولذلك جاءت‬
‫كلمة (سحار) لتناسب كلمة (ابعث)‪.‬‬
‫فتأملوا معي هذه الدقة اللغوية الفائقة… ففي‬
‫كل حرف وفي كل كلمة هناك معجزة تتجلى‬
‫بشكل رائع تأتي اليوم لتقول إن هذا الكتاب‬
‫‪56‬‬
‫يمكن أن يكون من عند بشر‪ ,‬وهو كالم القائل‪:‬‬
‫(قل أنزله الذي يعلم السر في السماوات‬
‫ور رحيما) [الفرقان‪.]6 :‬‬
‫واألرض إنه كان غف ا‬
‫(بقلم عبد الدائم الكحيل)‬

‫‪57‬‬
‫لا ترادف قي القران‬
‫ح‬‫م‬
‫ا‪.‬د‪.‬قواد ود سيدي‬
‫م‬

‫في اللغة العربية كلمات كثيرة تشترك في‬


‫المعنى العام‪ ،‬وهذه تعرف عند اللغويين‪:‬‬
‫بالمترادفات‪.‬‬
‫ومن ذلك‪( :‬األسد‪ ،‬الليث‪ ،‬الغضنفر‪ ،‬أسامة)‪.‬‬
‫ومن ذلك‪( :‬السيف‪ ،‬المهند‪ ،‬الحسام‪ ،‬الصارم)‪.‬‬
‫ومن ذلك‪( :‬البخل والشح) و(الجلوس والقعود)‬
‫و (وعمل وفعل) و(الخوة وإخوان)‪.‬‬
‫والتعبير القرآني هو أدق التعابير وأصحها في‬
‫التفريق الدقيق بين ما نراه من المترادفات‪،‬‬
‫ففي القرآن الكريم لكل معنى خاص لفظ خاص‬
‫‪58‬‬
‫به‪ ..‬يدور اللفظ مع معناه حيثما وقع في‬
‫كتاب هللا العزيز‪ .‬وهذه عجيبة من عجائب‬
‫القرآن‪ ،‬وصورة من صور إعجازه اللغوي‪..‬‬
‫وإليكم بعض األمثلة على ذلك‪:‬‬

‫المثال األول ‪( :‬عيون وأعين)‬


‫هاتان الكلمتان جمع لكلمة (عين)‬
‫وفي اللغة عين لها معان كثيرة أشهرها اثنان‪:‬‬
‫األول ‪( :‬العين الباصرة الناظرة) ‪.‬‬
‫الثاني ‪( :‬عين الماء الجارية)‪.‬‬
‫وعامة الناس ال يفرقون في االستعمال بين‬
‫(الجمعين)‪ ..‬فيستعملون كل كلمة منهما في‬
‫المعنيين‪ ،‬وخاصة كلمة عيون‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫أما القرآن الكريم‪ ..‬فال يستعمل كلمة (عيون)‬
‫إال في (عيون الماء الجارية)‪.‬‬
‫وال يستعمل كلمة (أعين) إال في (الباصرة‬
‫الناظرة(‬
‫هذا وقد جاءت فيه كلمة (أعين) ثماني عشرة‬
‫مرة‪ ،‬وكلها في األعين الباصرة الناظرة‪ ،‬من‬
‫ذلك قوله تعالى‪( :‬فلما ألقوا سحروا أعين‬
‫االعراف ‪.116‬‬ ‫الناس واسترهبوهم)‬
‫وقوله‪( :‬يعلم خائنة األعين وما تخفي‬
‫غافر ‪.19‬‬ ‫الصدور)‬
‫وقوله‪( :‬وإذ يريكموهم إذ التقيتم في أعينكم‬
‫األنفال ‪44‬‬ ‫قليال ويقللكم في أعينهم)‬
‫وجاءت فيه كلمة (عيون) عشر مرات‪ ،‬وكلها‬
‫بمعنى‪ :‬عيون الماء الجارية‪ ،‬ست منها في‬

‫‪60‬‬
‫(عيون الدنيا)‪ ،‬واألربع الباقيات عن (عيون‬
‫اآلخرة)‪ ..‬من ذلك‪:‬‬
‫القمر ‪.12‬‬ ‫قوله تعالى‪( :‬وفجرنا األرض عيونا)‬
‫الدخان ‪.25‬‬ ‫وقوله‪( :‬كم تركوا من جنات وعيون)‬
‫وقوله‪( :‬إن المتقين في ظال ل وعيون)‬
‫المرسالت ‪.41‬‬

‫وقوله‪( :‬إن المتقين في جنات وعيون)‬


‫الحجر ‪.45‬‬

‫المثال الثاني‪( :‬سنة وعام)‪..‬‬

‫لكل كلمة منهما داللة في الفلك‪ ،‬وداللة في‬


‫اللغة‪ ..‬ففي الفلك (السنة) تطلق على السنة‬
‫الشمسية‪ ،‬التي تعد باأليام‪ .‬ومنها (السنة‬

‫‪61‬‬
‫الميالدية) و(العام) يطلق على العام القمري‪،‬‬
‫والذي يعد بالليالي‪ .‬ومنه (العام الهجري)‪.‬‬
‫وكل مائة سنة شمسية تساوي مائة و ثالثة‬
‫أعوام قمرية‪ ،‬يدل على ذلك قوله تعالى‪:‬‬
‫(ولبثوا في كهفهم ثالث مائة سنين وازدادوا‬
‫الكهف ‪.25‬‬ ‫تسعا)‬
‫أما في اللغة‪ ..‬فالسنة معناها‪ :‬الجدب والقحط‬
‫والمشقة‪.‬‬
‫والعام معناه‪ :‬الرخاء والخصب والراحة‪.‬‬
‫والقرآن الكريم يستعمل (السنة) دوما مع‬
‫الشدة‪ ،‬ويستعمل (العام) دائما مع الراحة‪ .‬وقد‬
‫جاءت كل كلمة منهما في كتاب هللا العزيز‬
‫سبع مرات‪ ..‬من ذلك‪:‬‬

‫‪62‬‬
‫قوله تعالى‪( :‬فإنها محرمة عليهم أربعين سنة‬
‫وقوله تعالى‬ ‫المائدة ‪.26‬‬ ‫يتيهون في األرض)‬
‫(حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة)‬
‫األحقاف ‪.15‬‬

‫وقوله تعالى‪( :‬قال تزرعون سبع سنين دأبا)‬


‫و(ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس)‬
‫يوسف ‪ 47‬و‪.49‬‬

‫وقوله‪( :‬ووصينا ال نسان بوالديه حملته أمه‬


‫لقمان ‪.14‬‬ ‫وهنا على وهن وفصاله في عامين)‬
‫وقوله‪( :‬ولقد أرسلنا نوحا إلى قومه فلبث فيهم‬
‫العنكبوت ‪.14‬‬ ‫ألف سنة إال خمسين عاما)‬

‫‪63‬‬
‫المثال الثالث‪( :‬امرأة وزوج)‪ ..‬المرأة أنثى‬
‫الرجل‪ ،‬والرجل زوج المرأة‪ ،‬والمرأة زوج الرجل‪،‬‬
‫والعامة يقولون‪( :‬زوجة)‬
‫وعامة الناس ال يفرقون بين امرأة وزوج‬
‫فيقولون‪ :‬هذه امرأة فالن أو زوج فالن!!‬
‫والتعبير القرآني البليغ البديع يأبى ذلك‪ ،‬وذلك‬
‫لوجود فرق دقيق بين الكلمتين‪ ..‬فكلمة‬
‫(امرأة) تدل على مجرد األنوثة‪ ،‬وأما كلمة‬
‫(زوج) فتدل على المزاوجة والمشاكلة‪..‬‬
‫والقرآن الكريم ال يطلق كلمة (زوج) إال على‬
‫امرأة توافرت فيها مواصفات المزاوجة مع‬
‫رجلها‪ ،‬وأعالها أن تتفق معه في الدين‬
‫الصحيح‪ ،‬وأدناها أن تقبل الحمل والوالدة‪..‬‬

‫‪64‬‬
‫فإن فقدت هاتان الصفتان أو إحداهما‪..‬‬
‫فاألنثى (امرأة) وليست زوجا‪ ..‬والرجل (بعل)‬
‫وليس زوجا‪.‬‬
‫فهذه (حواء) قرينة (آدم) عليهما السالم‪ ..‬هي‬
‫على دينه الصحيح دين التوحيد‪ ،‬وهي أم‬
‫بنيه‪..‬‬
‫لهذا فهي زوجه ال امرأته‪ ،‬قال تعالى‪( :‬وقلنا يا‬
‫البقرة ‪.35‬‬ ‫آدم اسكن أنت وزوجك الجنة)‬
‫أما (واعلة) قرينة (نوح) عليه السالم‪ ،‬وأما‬
‫(واهلة) قرينة (لوط) عليه السالم‪ ..‬فقد‬
‫خانتاهما في الدين‪ ،‬لذا فكل واحدة منهما‬
‫(مرأة) وليست زوجا‪ ،‬قال تعالى‪( :‬وضرب هللا‬
‫مثال للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا‬

‫‪65‬‬
‫صالحين‬ ‫عبادنا‬ ‫من‬ ‫عبدين‬ ‫تحت‬
‫التحريم ‪.10‬‬ ‫فخانتاهما‪)...‬‬
‫وهذه (السيدة آسية) قرينة (فرعون) كانت‬
‫مؤمنة‪ ،‬وهو الكافر‪ ..‬إذا فهي امرأته وليست‬
‫زوجه‪ ،‬قال تعالى‪( :‬وضرب ّللا مثال للذين‬
‫التحريم ‪.11‬‬ ‫آمنوا ام أرت فرعون)‬
‫وأما (أم جميل) قرينة (أبي لهب) هي أم‬
‫أوالده‪ ،‬ولكن كالهما كان كافرا‪ ،‬لهذا فهي‬
‫امرأته وليست زوجه‪ ،‬قال تعالى‪( :‬وام أرته‬
‫المسد ‪.4‬‬ ‫حمالة الحطب)‬
‫وهذه (السيدة سارة) قرينة (سيدنا إبراهيم)‬
‫عليهما السالم‪ ..‬هما مؤمنان ولكنها هي كانت‬
‫عاقر لم تحمل بعد‪ ،‬فالصفة العليا في الزوجية‬
‫ا‬
‫موجودة‪ ،‬والصفة الدنيا مفقودة‪ ،‬لهذا فهي‬

‫‪66‬‬
‫امرأته‪ ،‬وليست زوجه‪ ،‬قال تعالى‪( :‬وام أرته‬
‫هود ‪.71‬‬ ‫قائمة)‬
‫صحيح أنها حملت (باسحاق) عليه السالم‪،‬‬
‫لكن القرآن عندما اطلق عليها (امرأة) كانت‬
‫في حالة العقم‪ ،‬وبعد الحمل لم يرد ذكرها في‬
‫اآلية‪( :‬وام أرته قائمة فضحكت فبشرناها‬
‫بإسحاق)‪.‬‬
‫بينما قرينة (زكريا) عليه السالم‪ ..‬فقد ذكرها‬
‫القرآن الكريم في الحالتين‪:‬‬
‫ففي حال العقم أطلق عليها (امرأة) وفي حال‬
‫الحمل أطلق عليها (زوجا) قال تعالى في‬
‫الحالة األولى على لسان زكريا‪ ...( :‬وقد‬
‫وقال‬ ‫آل عمران ‪.40‬‬ ‫بلغني الكبر وام أرتي عاقر)‬

‫‪67‬‬
‫تعالى‪( :‬وكانت ام أرتي عاق ار فهب لي من لدنك‬
‫مريم ‪.5‬‬ ‫وليا)‬
‫فلما استجاب هللا دعاءه ووهب له ابنه (يحيى)‬
‫أطلق القرآن على امرأته كلمة (زوجة)‪:‬‬
‫(فاستجبنا له ووهبنا له يحيى وأصلحنا له‬
‫األنبياء ‪.90‬‬ ‫زوجه)‬
‫هذا وقوله تعالى في (حنة) قرينة عمران‪( :‬إذ‬
‫قالت ام أرت عمران رب إني نذرت لك ما في‬
‫آل عمران ‪.35‬‬ ‫بطني محررا‪)..‬‬
‫فهذه اآلية تتحدث عنها وهي أرملة قد مات‬
‫زوجها بعد أن حملت منه (بمريم) فعند قولها‬
‫هذا ليس لها زوج فهي امرأة عمران وليست‬
‫زوجه‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫وأما (زليخا) قرينة عزيز مصر‪ ..‬فهي لم تحمل‬
‫منه‪ ،‬ثم هي خانته بمراودة (فتاها يوسف)‬
‫عليه السالم‪ ،‬لهذا فهي امرأة وليست زوجا قال‬
‫تعالى‪( :‬وقال نسوة في المدينة ام أرت العزيز‬
‫تراود فتاها عن نفسه‪)..‬‬
‫يوسف ‪.30‬‬

‫واذا لم تتزوج األنثى فهي في التعبير القرآني‬


‫(امرأة) من باب أولى‪ ..‬من هؤالء‪( :‬بلقيس)‬
‫ملكة سبأ‪ ،‬قال تعالى على لسان الهدهد‪( :‬إني‬
‫النمل ‪.23‬‬ ‫وجدت ام أرة تملكهم‪)...‬‬
‫و(ابنتا صاحب مدين) قال تعالى في قصة‬
‫(موسى) عليه السالم‪( :‬ووجد من دونهم‬
‫القصص ‪.23‬‬ ‫ام أرتين‪)..‬‬

‫‪69‬‬
‫و(أم شريك) التي وهبت نفسها لرسول هللا‬
‫صلى هللا عليه وآله وسلم قال تعالى‪( :‬وام أرة‬
‫للنبي‪)...‬األحزاب ‪.50‬‬ ‫مؤمنة إن وهبت نفسها‬
‫وإن كانت األنثى متزوجة وبعلها يترفع عنها‬
‫ويعرض عنها فهي امرأة كما قال تعالى في‬
‫(خولة بنت محمد بن مسلمة)‪( :‬وإن ام أرة‬
‫وز أو إعراضا‪)...‬‬
‫خافت من بعلها نش ا‬
‫النساء ‪.128‬‬

‫فسبحان هللا العظيم منزل هذا القرآن الحكيم‬


‫بلسان عربي معجز مبين‪.‬‬
‫وقد كتبت قصيدة في هذا الموضوع ارجو ان‬
‫تروق لكم‬

‫‪70‬‬
‫قصيدة الدكر‬
‫ذكر من الرحمن جاء منو ار‬
‫بلسان عرب للبيان محكم‬
‫يهدي به هللا العظيم عباده‬
‫من كان ذا لب تقي يفهم‬
‫فالعقل فيه أساس كل مدارك‬
‫للفرد كان لعله يتعلم‬
‫جعل الله كتابه دستورنا‬
‫لنكون من بين الخالئق أكرم‬
‫أنباء أقوام مضت أحوالهم‬
‫ولعبرة نحظى بها ونسلم‬
‫منه الحديث على الخالئق رائع‬
‫ولهولها فيه النظام األعظم‬
‫ودع الحجا للكون فيه مفك ار‬
‫وبأرض طيب للمعاني تنعم‬
‫‪71‬‬
‫وسماؤنا رفعت بدون عماده‬
‫والنجم زينها وال يتظلم‬
‫فإذا تفكر ساعة كل امرئ‬
‫تمحى الذنوب وما عليه مآثم‬
‫والحفظ للقرآن كان مؤكدا‬
‫من خالق متجبر يتعظم‬
‫قسم من الرحمن فيه موثق‬
‫وشهادة من حاكم يتكرم‬
‫أ لخالق حفظ الوجود بأسره‬
‫أال يصون كتابه ويكرم‬
‫ولذا فدين هللا كان موجها‬
‫للعالمين وشاخصا يتعمم‬
‫ومكمال لجميع ما هو قبله‬
‫ولكل أديان الخليقة يختم‬

‫‪72‬‬
73
‫لعجاز العلمي‬
‫اا‬

‫لعجاز العلمي قي القران الكريم‬


‫كنات ا ا‬

‫م ل‬ ‫ل‬
‫امولف‪ :‬حميد عيد خواد حمد ا نجدي‬

‫تحديد جنس الجنين‬


‫كان السائد في أذهان الناس على عهد قريب‪،‬‬
‫أن المرأة بتركيبها البيولوجي وبما ترثه من‬
‫خصائص وراثية عن طريق الكروموسومات‪،‬‬
‫لـه دخل في تحديد نوع الجنين ذك ار أم أنثى‪،‬‬
‫وكثي ار ما طلق بعض الرجال أزواجهم‪ ،‬ألنهن‬
‫ينجبن إناثا وال ينجبن الذكور‪ ،‬إال أن المرأة‬
‫وما تحمله من الجينات في البويضة ليس لها‬
‫أي دخل في تحديد نوع الجنين‪ ،‬ألن البيضة‬

‫‪74‬‬
‫الملقحة التي تكون منها الجنين‪ ،‬تحتوي ‪22‬‬
‫زوجا من الصبغيات الجسمية مع زوج من‬
‫هذه‬ ‫تكون‬ ‫وكان‬ ‫الجنسية‪،‬‬ ‫الصبغيات‬
‫الصبغيات من اجتماع بويضة األنثى التي‬
‫تحوي دائما «‪ 22‬صبغيا جسميا ‪ +‬الصبغي‬
‫الجنسي » ‪ X‬ومن نطفة الرجل التي تحوي‬
‫«‪ 22‬صبغيا جسميا ‪ +‬الصبغي الجنسي إما‬
‫‪X‬أو »‪ Y‬والمجموع بعد التلقيح ‪ 46‬صبغيا‬
‫ألن نصف نطاف الرجل تحوي الصبغي ‪X‬‬
‫ونصفها يحوي الصبغي ‪Y‬في حين أن بويضة‬
‫المرأة تحمل الصبغي الجنسي ‪ X‬فقط‪ ،‬فإذا‬
‫اتحدت البيضة من نطفة الرجل الحاوية على‬
‫الصبغي الجنسي ‪ X‬كان الجنين أنثى‪ ،‬واذا‬

‫‪75‬‬
‫اتحدت مع نطفة الرجل الحاوية على الصبغي‬
‫‪Y‬كان الجنين ذك ار‪ ،‬حسب المعادلة التالية‪:‬‬
‫نطفة ‪ «Y» +‬بويضة »‪ «X» = «YX‬ذكر‪.‬‬
‫نطفة ‪ «X» +‬بويضة »‪ «X» = «XX‬أنثى‪.‬‬
‫وهذا يعني أن نطاف الرجل هي التي يتم عن‬
‫طريقها تحديد نوعية الجنس ألنها تحمل‬
‫الصبغيات المتفاوتة في حين أن بويضة المرأة‬
‫غير مسؤولة عن تحديد الجنس‪ ،‬وقد أشار‬
‫القرآن الكريم إلى هذه الحقيقة قبل أكثر من‬
‫أربعة عشر قرنا وفي عدة آيات كريمة منها‬
‫قولـه تعالى‪:‬‬
‫}وأنه خلق الزوجين الذكر واأل نثى* من نطفة‬
‫إذا تمنى}( سورة النجم‪. )46-45 :‬‬

‫‪76‬‬
‫وقال تعالى‪:‬‬
‫}أيحسب األ نسان أن يترك سدى * ألم يك‬
‫نطفة من مني يمنى * ثم كان علقة فخلق‬
‫فسوى * فجعل منه الزوجين الذكر واأل نثى}‬
‫( القيامة‪. )39-36 :‬‬
‫فضمير الغائب في قولـه تعالى {منه} يعود إما‬
‫إلى مني النسان أو إلى النسان‪ ،‬وفي كال‬
‫الحالتين فجعل الزوجين الذكر واألنثى من‬
‫الذكر ال من األنثى‪ ،‬ولم تذكر األنثى إطالقا‪،‬‬
‫كما أن قولـه‪{ :‬ألم يك نطفة من مني يمنى}‬
‫هو النسان سواء كان ذك ار أم أنثى‪ ،‬فهو‬
‫نطفة من مني‪ ،‬أي أنه بعض المني وليس كله‬
‫وهذا البعض محدد بالنطفة وإن هذه النطفة‬
‫من المني الذي هو ماء الرجل وليس األنثى‪،‬‬
‫فجنس الجنين من نطفة الرجل‪.‬‬
‫‪77‬‬
‫ويصرح القرآن الكريم بهذه الحقيقة في آية‬
‫أخرى وبأسلوب جديد فيقول هللا تعالى‪:‬‬
‫}نساؤكم حرث لكم‪ (}...‬سورة البقرة‪)223 :‬‬
‫وهنا شبه القرآن الكريم المرأة باألرض‬
‫من‬ ‫تعطيك‬ ‫فاألرض‬ ‫للزراعة‪،‬‬ ‫الصالحة‬
‫المحاصيل الزراعية محصوال يتناسب مع‬
‫البذور التي تبذرها فيها‪ ،‬ومع الشروط المتوفرة‬
‫لإلنبات‪.‬‬
‫فالذي يبذر قمحا يحصد قمحا والذي يبذر‬
‫شعي ار يحصد شعي ار‪ ،‬وليس لألرض دخل في‬
‫تحديد أي نوع من أنواع النبات‪.‬‬
‫فكذلك المرأة ليس لها دخل في تحديد جنس‬
‫الجنين بل هي كما وصفها القرآن {حرث} فهي‬
‫وعاء حامل للنطفة‪.‬‬

‫‪78‬‬
‫القرآن الكريم وعالم البحار‬

‫قال تعالى يصف حال الكفار وأعمالهم‬


‫والظلمات التي تكتنفهم‪:‬‬

‫}والذين كفروا أعمالهم كسراب بقيعة يحسبه‬


‫الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا‬
‫ووجد ّللا عنده فوفاه حسابه وّللا سريع‬
‫الحساب * أو كظلمات في بحر لجي يغشاه‬
‫موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات‬
‫بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها‬
‫ومن لم يجعل ّللا له نو ار فما له من نور}‬
‫( سورة النور‪. )40-39 :‬‬
‫يقسم علماء البحار األعمال في البحار إلى‬

‫‪79‬‬
‫قسمين حسب العمق للمنطقة البحرية‪ ،‬ابتداء‬
‫من شاطئ البحر يبدأ العمق بتدرج بميل بسيط‬
‫حتى يصل إلى عمق ‪200‬م وهذه المنطقة‬
‫يكون الضوء فيها واضحا وقاعها غير مظلم‪.‬‬
‫والحيوانات البحرية في هذه المنطقة تستعمل‬
‫عيونها‪ ،‬وتمتد هذه المنطقة إلى مسافة‬
‫‪ 1000‬متر عن الشاطي وتسمى منطقة‬
‫الرصيف القاري‪ ،‬وبعد هذه المنطقة ينحدر قاع‬
‫البحر انحدا ار شديدا فجأة يصل إلى قرابة ‪11‬‬
‫كم تحت سطح البحر‪.‬‬
‫وأعمق نقطة في المحيط الهادي قرب جزيرة‬
‫«مندناو» من جزر الفليبين يبلغ عمقها‬
‫«‪ 36201‬قدم»‪ ،‬وعند جزيرة غوام في المحيط‬
‫الهادئ أيضا تصل إلى عمق ‪ 6‚8‬ميل تقريبا‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫وفي تلك األعماق السحيقة تنعدم الرؤية تماما‬
‫النعدام الضوء حيث الظالم الدامس‪ ،‬لقد‬
‫اكتشف علماء البحار أن الضوء يتناقص‬
‫تدريجا في أعماق البحار كلما ابتعدنا عن‬
‫سطح البحر حتى ينعدم بعد «‪1‬كم» وهناك‬
‫تنعدم الرؤية وهذه الحالة ال تكون في البحر‬
‫القاري الذي عمقه ‪200‬م وإنما تكون في‬
‫القسم الثاني من البحر الذي تطلق عليه اآلية‬
‫الكريمة صفة {لجي‪{.‬‬
‫فاآلية الكريمة تتحدث عن ظلم البحر الذي‬
‫صفته {لجي} ومن معاني اللجي‪ :‬الذي يحوي‬
‫معظم الماء‪ ،‬وال شك أن الذي يحوي معظم‬
‫الماء هو القسم الثاني العميق وليس القسم‬
‫األول القاري‪ ،‬واآلية تتحدث هناك عن أشد‬
‫الظلمة لتشبه بها حالة الكافرين‪.‬‬
‫‪81‬‬
‫}أو كظلمات في بحر لجي { ‪.‬‬
‫ووصول النسان إلى أعماق البحار السحيقة‬
‫بوسائله الحديثة لم يكن قديما بل ذلك في‬
‫قرننا الحالي بشكل أكثر عمقا‪.‬‬
‫والناس لم يعرفوا صفة البحر وانقسامه إلى‬
‫بحر قاري ولجي إال حديثا فلم يكونوا يعرفون‬
‫ذلك في عصر نزول القرآن الكريم وال في‬
‫القرون التي تلته وإنما عرف ذلك حديثا‪،‬‬
‫وكذلك الظلمة التي في البحر اللجي لم تعرف‬
‫إال حديثا‪ .‬والسر العجيب الذي تكشفه اآلية‬
‫الكريمة عن عالم البحار أنها تتحدث عن‬
‫نوعين من األمواج فتقول‪:‬‬
‫}أو كظلمات في بحر لجي يغشاه موج من‬
‫فوقه موج{‬
‫‪82‬‬
‫فالهاء تعود إلى البحر اللجي‪ ،‬والموج األول‬
‫يغشى البحر اللجي الذي هو في عمقه تحت‬
‫‪ 200‬م ومن ذلك الموج موج آخر‪ ،‬وهو الموج‬
‫الذي على سطح البحر‪ ،‬وكل من هذين‬
‫الموجين يشكل تحته ظلمه فتزيد ما تحته‬
‫ظالما ومن فوق هذا الموج األخير سحاب‬
‫يحجب أشعة الشمس ويشكل ظال تحته‪.‬‬
‫والسر في اآلية الكريمة حديثها عن الموج‬
‫األول الذي يغشى البحر اللجي فهذا النوع من‬
‫الموج الذي يتكون بسبب التيارات البحرية أو‬
‫الهزات األرضية المستمرة لم يكتشف إال حديثا‪،‬‬
‫والتيارات البحرية على قسمين‪:‬‬
‫‪ .1‬تيارات دافئة مثل (تيار الخليج‪(.‬‬
‫‪ .2‬تيارات باردة مثل (تيارات البرادور)‪.‬‬
‫‪83‬‬
‫وبسبب هذه التيارات العظيمة تتحرك المياه‬
‫داخل البحار فتسخن الماء عند خط االستواء‪،‬‬
‫وتبرده عند القطبين‪ ،‬ونتيجة للتفاوت الحراري‬
‫بين الماءين يجري الماء البارد نحو الدافئ‬
‫فيحصل التيار المائي الجاري بشكل سريع‪،‬‬
‫وتيار الخليج القادم من خط االستواء يجري‬
‫بسرعة ‪ 15‬كم في الساعة مستغرقا حجما‬
‫بحريا سعته ‪ 145‬كم و‪800‬م عمقا‪.‬‬
‫أما تيار البرادور البارد فيأتي من القطب‪،‬‬
‫وتعمل هذه التيارات المتعددة على تنقية مياه‬
‫البحار والمحيطات وتنظيفها‪ ،‬وبذلك تحميها‬
‫من التفسخ والتأسن‪ ،‬وإال ألصبحت تلك المياه‬
‫آسنة وتجمعت فيها المواد السامة ولم تعد‬
‫صالحة لمعيشة الحيوانات البحرية فيها‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫ولدى التدبر في هذه اآلية الكريمة نجد أنها‬
‫تشير إلى حقائق علمية لم تكن مكتشفة من‬
‫قبل البشرية في تلك القرون وال إلى قرون‬
‫قريبة إلينا‪.‬‬
‫ومما ينقل أن عالم البحار المعروف «كوستو»‬
‫صاحب الملحمة المصورة المعروفة باسمه‬
‫والتي عرضت في مختلف قنوات التلفزيون في‬
‫العالم وفي مختلف اللغات أن هذا العالم ألم‬
‫بالكثير من أسرار البحار وأسلم حينما تليت‬
‫عليه هذه اآلية الكريمة وعرف معانيها‪ ،‬وأدرك‬
‫أن هذا الكالم ال يمكن أن يصدر من أي‬
‫مخلوق عاش في شبه جزيرة العرب في ذلك‬
‫القرن وال من الناس في القرون السابقة‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫الن الحقائق العلمية التي تتحدث عنها اآلية‬
‫الكريمة لم تكتشف إال في قرننا الحالي‪ ،‬فأدرك‬
‫أن المتكلم هو المطلع على الحقائق وأنه‬
‫المرسل لصاحب هذه الرسالة «القرآن الكريم»‬
‫وإنه هو خالق البحار والعالم بأسرارها‪.‬‬

‫أدنى األرض‬
‫لم يجد العالم الفرنسي موريس بوكاي في‬
‫القرآن الكريم حتى معلومة واحدة تناقض‬
‫النظرية العلمية الحديثة في مختلف جوانب‬
‫العلوم‪.‬‬
‫ولم يكتف هذا الباحث في اثباته أنه ال يوجد‬
‫معلومة في القرآن تناقض العلوم الحديثة‬

‫‪86‬‬
‫بل ذهب إلى أبعد من ذلك فشرع يبحث هل‬
‫توجد في القرآن الكريم نظريات علمية لم‬
‫تكتشف إال بعد نزول القرآن الكريم‪.‬‬
‫إن قضية االعجاز العلمي في القرآن الكريم‬
‫حقيقة علمية ثبتت بالدليل والبرهان‪ ،‬ولم‬
‫يقتصر تناول هذه المسألة على الباحثين‬
‫المعاصرين من المسلمين بل إن بعضا من‬
‫الذين بحثوا في هذا المجال من علماء الغرب‬
‫قد تناول هذه القضية‪.‬‬
‫خذ مثال على ذلك العالم الفرنسي موريس‬
‫بوكاي صاحب كتاب «دارسة الكتب المقدسة‬
‫في ضوء المعارف الحديثة» وقد استغرق في‬
‫بحثه هذا عشر سنوات‪ ،‬بحث أثناء تلك الفترة‬
‫عن معلومة واحدة ذكرت في القرآن وتتناقض‬

‫‪87‬‬
‫مع المعارف العلمية الحديثة فلم يجد وال‬
‫مسألة واحدة من المسائل العلمية في مختلف‬
‫جوانب العلوم تناقض النظريات العلمية‬
‫الحديثة‪ ،‬فوجد كثي ار من الحقائق العلمية‬
‫تعرض لذكرها القرآن الكريم ولم تكتشف إال‬
‫مؤخ ار‪.‬‬
‫ثم عقد هذا الكاتب في بحثه مقارنة بين‬
‫التوراة والنجيل والقرآن في هذا المجال‬
‫فاستعرض بعض ما ورد من القضايا العلمية‬
‫التي تعرضت لهذه الكتب الثالثة‪ ،‬فوجد أن في‬
‫التوراة والنجيل «طبعا المعاصرين» بعض‬
‫القضايا العلمية غير متفقة مع الحقائق‬
‫العلمية المعاصرة‪.‬‬

‫‪88‬‬
‫إن القرآن الكريم يحمل شهادة صدقه وأنه من‬
‫هللا سبحانه وتعالى في ثنايا آياته الكريمة‪،‬‬
‫وقد ذكر هللا تعالى هذه الحقيقة في قولـه‬
‫تعالى‪:‬‬
‫}قل أي شيء أكبر شهادة قل ّللا شهيد بيني‬
‫وبينكم وأوحي إلي هذا القرآن أل نذركم به ومن‬
‫بلغ‪ (}...‬سورة األنعام‪. ( 19 :‬‬
‫ثم يتبع ذلك بآية اخرى وهي قولـه تعالى‪:‬‬
‫}الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون‬
‫أبناءهم‪ (}...‬سورة األنعام‪. )20 :‬‬
‫ثم يشدد النكير على الذين يفترون على هللا‪،‬‬
‫أو يكذبون بآياته فيقول تعالى‪:‬‬
‫}ومن أظلم ممن افترى على ّللا كذبا أو كذب‬
‫الظالمون}( سورة األنعام‪)21 :‬‬ ‫بآياته إنه ال يفلح‬

‫‪89‬‬
‫إذن فشهادة هللا الكبرى مذكورة في هذا القرآن‪،‬‬
‫فأين هذه الشهادة؟ وكيف يشهد هللا تعالى‬
‫على صدق القرآن وأنه منه تعالى؟ هذه‬
‫الحقيقة وهذه الشهادة تبرز في القرآن بعدة‬
‫أمور منها اعجازه البالغي ونظمه وبيانه‬
‫والتي تحدى بها فطاحل البلغاء والفصحاء‬
‫وقت نزوله وال زال يتحدى‪ ،‬ومنها إخباره‬
‫بالمغيبات التي تحققت مثل قولـه تعالى‪:‬‬

‫}غلبت الروم * في أدنى األرض وهم من بعد‬


‫غلبهم سيغلبون * في بضع سنين َّلل األمر‬
‫من قبل ومن بعد ويومئذ يفرح المؤمنون *‬
‫بنصر ّللا ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم‬

‫‪90‬‬
‫* وعد ّللا ال يخلف ّللا وعده ولكن أكثر‬
‫الناس ال يعلمون}( سورة الروم‪. )6-2 :‬‬
‫هذه اآليات الكريمة تتحدث عن حدث سوف‬
‫يقع في أقل من تسع سنوات‪ ،‬ووقتها خروج‬
‫الروم من الحرب مع الفرس منهزمين هزيمة‬
‫عسكرية ساحقة‪ ،‬فكيف يتوقع لمثل هؤالء‬
‫االنتصار ويرافق يوم انتصارهم انتصار‬
‫المؤمنين وفرحهم بنصر هللا‪ ،‬وإن هذا األمر‬
‫وعد من هللا تعالى‪ ،‬ال بد أن يتحقق‪ ،‬ويتوقف‬
‫على هذا األمر تصديق الرسول والرسالة أو‬
‫تكذيبها‪.‬‬
‫حين غلبت فارس الروم فرح المشركون وحزن‬
‫المسلمون ألن النصارى أقرب إلى المسلمين‬
‫من المجوس‪ ،‬وقد أخبر هللا رسوله (صلى هللا‬

‫‪91‬‬
‫عليه وآله وسلم) بهذا الخبار المغيب وهذا‬
‫المغيب يخبر عن حدوث أمرين كل منهما‬
‫مستبعد الحصول وفقا للمقاييس العسكرية‬
‫والسياسية فالروم دولة ضعيفة جدا بلغت من‬
‫الضعف أنها غزيت في عقر دارها وهزمت‪،‬‬
‫وغلب سابور ملك الفرس على بالد الشام وما‬
‫جاورها من بالد الجزيرة‪ ،‬وحاصر هرقل بعد أن‬
‫ألجأه إلى القسطنطينية‪.‬‬
‫ففي مثل هذه األحوال النصر لمثل هذه الدولة‬
‫مستبعد‪ ،‬ثم إن القرآن الكريم لم يكتف بهذا‬
‫الوعد بل عززه بوعد آخر وهو أنه يوم انتصار‬
‫الروم على الفرس يتم انتصار المؤمنين على‬
‫المشركين‪ ،‬وكان المسلمون وقت نزول هذه‬

‫‪92‬‬
‫اآليات في مكة المكرمة قوما مضطهدين‬
‫وانتصارهم على جبروت قريش وطواغيتها أمر‬
‫مستبعد في الفكر العسكري والسياسي‪ ،‬ومع‬
‫كل ذلك تحقق وعد هللا‪ ،‬وانتصر الروم على‬
‫الفرس في نفس اليوم الذي انتصر فيه‬
‫المسلمون على المشركين في غزوة بدر‬
‫الكبرى فقد أخرج أصحاب الصحاح عن أبي‬
‫سعيد قال‪ :‬لما كان يوم بدر ظهرت الروم على‬
‫الفرس‪.‬‬
‫وفي هذا الصدد يقول المؤرخ إداورد جيبون‬
‫في كتابه تاريخ سقوط واندحار االمبراطورية‬
‫الرومانية‬

‫‪93‬‬
‫في ذلك الوقت حين تنبأ القرآن بهذه النبوءة‬
‫لم تكن آية نبوءة يظن أنها أبعد وقوعا منها‬
‫ألن السنين االثنتي عشرة االولى من حكومة‬
‫االمبراطورية‬ ‫بانتهاء‬ ‫تؤذن‬ ‫كانت‬ ‫هرقل‬
‫الرومانية‬
‫نعود لآلية الكريمة فإن فيها اعجا از علميا غير‬
‫االعجاز بالخبار بالمغيبات الذي ذكرناه وهذا‬
‫االعجاز العلمي يكمن في كلمة‪{ ،‬أدنى} واآلية‬
‫الكريمة تحدد وقوع غلبة الروم في مكان تعبر‬
‫عنه {أدنى األرض} والهزيمة حصلت قرب‬
‫منطقة البحر الميت‪ ،‬وأدنى األرض‪ ،‬األدنى‪:‬‬
‫األقرب وأقرب األرض عكس أعالها‪ ،‬فأدنى‬
‫األرض أخفض األرض‪ ،‬وأخفض نقطة في‬

‫‪94‬‬
‫األرض اكتشفت حديثا هي البحر الميت الذي‬
‫ينخفض ‪ 1300‬قدم عن مستوى سطح البحر‬
‫وال توجد بقعة من األرض أدنى منه مستوى‬
‫عن سطح البحر فهو أدنى األرض‪.‬‬
‫وهذا اعجاز علمي للقرآن تضمنته اآلية‬
‫الكريمة وشعت أنوار اعجازه مع بريق تحقق‬
‫النبوءات الذي يخطف األبصار لشدة وضوحه‬
‫ولمعانه‪.‬‬
‫قال تعالى‪:‬‬

‫}الذي جعل لكم األرض مهدا}( سورة طه‪:‬‬


‫‪. )53‬‬

‫‪95‬‬
‫فقد استعار لألرض لفظ المهد الذي يعمل‬
‫للرضيع ويهز بهدوء لينام فيه مستريحا هادئا‪،‬‬
‫وكذلك األرض‪ ،‬مهد للبشر‪ ،‬ومالئمة لهم من‬
‫جهة حركتها الوضعية واالنتقالية‪.‬‬
‫فإن الغاية من حركتها اليومية والسنوية‪ ،‬تربية‬
‫النسان‪ ،‬بل وجميع ما عليها من الحيوان‬
‫والنبات والجماد‪ ،‬وإنما أشار إلى الحركة ولم‬
‫يصرح بها‪ ،‬ألنها نزلت في زمان أجمعت عقول‬
‫البشر فيه على سكونها‬
‫وهناك آية تدل بوضوح على حركة األرض‬
‫وهي قولـه تعالى‪:‬‬
‫وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر‬
‫السحاب صنع ّللا الذي أتقن كل شيء إنه‬
‫خبير بما تفعلون}( سورة النمل‪(88 :‬‬

‫‪96‬‬
‫ومن الطبيعي أن الجبال ال تتحرك لوحدها بل‬
‫إن حركتها تبعا لحركة األرض‪ ،‬وقد شبهت‬
‫حركة الجبال في هذه اآلية بحركة السحاب‬
‫الشتراكهما في وجه الشبه الهدوء والطمأنينة‬
‫فاألرض تتحرك بهدوء وطمأنينة بكل ما عليها‬
‫من جبال وبحار وكذلك السحاب يتحرك بهدوء‬
‫وبدون ضجيج‪.‬‬
‫تدور األرض حول نفسها فتقطع دورتها في‬
‫مدة قدرها ثالث وعشرون ساعة وست‬
‫وخمسون دقيقة و‪ 4/09‬ثانية وهذه المدة هي‬
‫الفترة بين ظهور نجم محدد مرتين متتاليتين‬
‫على نقطة محددة على األرض وتسمى باليوم‬
‫النجمي وفيه تقطع األرض دورة كاملة حول‬
‫محورها‪.‬‬

‫‪97‬‬
‫أما اليوم الشمسي ومدته ‪ 24‬ساعة وهو‬
‫اليوم العالمي للتوقيت فهو ظهور الشمس‬
‫مرتين متتاليتين على خط زوال معين على‬
‫سطح األرض‪ ،‬وسرعة دوران األرض حول‬
‫نفسها عند خط االستواء تعادل «‪ »1040‬ميال‬
‫في الساعة وكلما اتجهنا نحو القطبين تقل‬
‫السرعة حتى تصل عند القطبين إلى الصفر‪،‬‬
‫ولألرض دورة ثانية وهي حول الشمس تتمها‬
‫في ‪ 365‬يوما وربع اليوم تقريبا تقطع في‬
‫دورتها فلكا طوله نحو ‪ 580‬مليون ميل‬
‫بسرعة معدلها ‪ 66‬ألف ميل في الساعة‪،‬‬
‫ولألرض حركة ثالثة تتحرك مع الشمس‬
‫بسرعة ‪ 30‬كيلو مت ار في الثانية ضمن المجرة‬
‫باتجاه نجم يسمى بـ«الجاثي على ركبتيه» تمر‬
‫خاللها ببروج قسمت إلى اثني عشر برجا‪.‬‬
‫‪98‬‬
‫عمد السماء‬

‫لم يقتصر القرآن الكريم على لون واحد من‬


‫ألوان االعجاز والتحدي‪ ،‬بل تعددت أوجه‬
‫االعجاز فيه وتنوعت‪.‬‬
‫ورغم أن القرآن الكريم جاء دستو ار للبشرية‪،‬‬
‫ووظيفته تزكية النسان وارساء االسس‬
‫العقلية‪ ،‬بحيث عمل بنجاح ألن يتربع العقل‬
‫على عرش التفكير النساني‪ ،‬ويبعده عن‬
‫المحور‬ ‫أن‬ ‫ورغم‬ ‫واألساطير‪،‬‬ ‫الخرافات‬
‫الحقيقي الذي يهدف إليه القرآن هو السعادة‬
‫االخروية‪ ،‬ورغم أنه نزل في عصر يجهل فيه‬
‫النسان كثي ار عن الطبيعة وعلومها‪ ،‬رغم ذلك‬
‫فإنه تكلم بلغة العلم في أوج تطورها وفي قمة‬

‫‪99‬‬
‫مراحلها‪ ،‬قبل الكشف عن كثير من العلوم‬
‫والفنون‪.‬‬
‫ومن اعجاز القرآن في تحدثه بلغة العلم أنه‬
‫يستعمل كلمات وأساليب لم تعد غريبة ألذواق‬
‫معاصريه عند نزوله وال مستنكرة نسبة‬
‫لمعارفهم‪ ،‬وفي نفس الوقت فهمها جيل عصر‬
‫الكشوفات العلمية‪ ،‬كل جيل بما يتالءم والشوط‬
‫العلمي الذي ارتقى إليه‪.‬‬
‫هذا اللون من االعجاز القرآني يواكب اآليات‬
‫العلمية التي تتحدث عن الطبيعة وأسرارها‪ ،‬وقد‬
‫تأتي أحيانا وكأنها من اآليات المتشابهة‪،‬‬
‫كالذي يريد أن يعبر عن الطائرة الحديثة‬
‫لنسان عاش في عصر التنزيل فإنه سوف‬
‫يقول لـه مثال‪ :‬قربة كبيرة منفوخة يركب بها‬
‫الناس ولها جناحان‪.‬‬
‫‪100‬‬
‫وحينما يعبر عن التلفزيون فإنه يقول صندوق‬
‫مقفل تظهر فيه صور الناس والمناظر القريبة‬
‫والبعيدة‪ ،‬إال أن هذا التعبير عن الطائرة‬
‫والتلفزيون رغم أنه مقبول لجيل عصر النزول‬
‫ورغم أنه من عندنا نحن الذين نعرف حقيقة‬
‫الطائرة والتلفزيون إال أن هذا التعبير ال ينطبق‬
‫على حقيقة هذين المخترعين ألن األجهزة التي‬
‫في الطائرات والدوائر الكهربية التي في‬
‫التلفزيون لم يشر إليها التعبير من قريب وال‬
‫من بعيد‪.‬‬
‫هذا المثال البسيط يقرب لنا معنى المتشابه‬
‫والمحكم من جهة‪ ،‬كما أنه يقرب لنا كيف أن‬
‫القرآن الكريم استعمل كلمات وتعابير علمية‬
‫ألفها الناس في ذلك الوقت وانطبقت تمام‬

‫‪101‬‬
‫االنطباق على ما اكتشفته البشرية من نظريات‬
‫وقوانين الطبيعة في هذا العصر‪ ،‬ونفس هذا‬
‫االستعمال لتلك الكلمات هو لون من ألوان‬
‫االعجاز‪ ،‬ولنأخذ مثال على ذلك قاله هللا‬
‫تعالى‪:‬‬

‫عمد‬ ‫بغير‬ ‫السماوات‬ ‫رفع‬ ‫الذي‬ ‫}ّللا‬


‫ترونها}سورة الرعد‪2 :‬‬

‫وفي آية أخرى يقول الباري تعالى‪:‬‬

‫}خلق السماوات بغير عمد ترونها وألقى في‬


‫( سورة لقمان‪.(10 :‬‬ ‫األرض رواسي‪}...‬‬

‫‪102‬‬
‫فذهن النسان في ذلك العصر يدرك أن الشيء‬
‫المرتفع عن األرض ال بد أنه يستند على قوائم‬
‫«أعمدة» يرتفع عليها‪.‬‬
‫فالسموات بنجومها وشمسها وقمرها مرتفعة‪،‬‬
‫ولكن بأي شيء ترتفع وأين األعمدة التي‬
‫تثبتها في هذا الفضاء‪ ،‬هناك أعمدة إال أنها‬
‫غير مرئية‪ ،‬وكأن اآلية تريد أن تقول أن‬
‫السموات مرتفعة بعمد غير مرئية‪.‬‬
‫فاآلية الكريمة تشير إلى الجاذبية التي‬
‫اكتشفها نيوتن «‪1727-1642‬م» وتشير‬
‫أيضا إلى القوة الطاردة التي تحفظ للنجوم‬
‫والكواكب واألجرام السماوية مواقعها وأبعادها‬
‫عن بعضها‪ ،‬ألن الجاذبية لو عملت لوحدها‬
‫النجذب كل جسم نحو اآلخر وأصبح الكون‬

‫‪103‬‬
‫كله كتلة واحدة‪ ،‬إال أن الكون ليس كذلك فكل‬
‫جسم فيه لـه موقعه وكل نجم لـه بعده وفلكه‪.‬‬

‫}فال أقسم بمواقع النجوم * وإنه لقسم لو‬


‫تعلمون عظيم}( سورة الواقعة‪. ) 76-75 :‬‬

‫لذلك فإن القوة الطاردة عن المركز بتعادلها مع‬


‫القوة الجاذبية تحفظ لألجسام توازنها وأبعادها‬
‫ومواقعها‪ ،‬وهاتان القوتان تحكمان كل األجسام‬
‫من الذرة إلى المجرة‪ ،‬فاللكترون مثال يدور‬
‫حول نواة الذرة تجذبه النواة إليها وفي نفس‬
‫الوقت فهو يبتعد عن النواة نتيجة للقوة‬
‫الطاردة التي تطرده عن مركز النواة‪.‬‬
‫فلو انفردت القوة الجاذبية في التأثير عليه‬
‫اللتصق بالنواة وأصبح كتلة واحدة‪ ،‬ولو‬
‫‪104‬‬
‫انفردت القوة الطاردة في التأثير عليه النفلت‬
‫منطلقا بعيدا عن النواة‪ ،‬إال أنه بتعادل هاتين‬
‫القوتين بقي محافظا على بعده عن النواة‬
‫فسبحان من حفظ الكون كله بهاتين القوتين‬
‫غير المرئيتين‪.‬‬
‫فالقوة الجاذبة عمود غير مرئي يشد الجسم‪،‬‬
‫والقوة الطاردة عمود غير مرئي آخر يبعد‬
‫الجسم‪ ،‬وهذا في كل النجوم والكواكب واألجرام‬
‫واألجسام صغيرها وكبيرها فالسماء مرفوعة‬
‫بعمد ال ترى‪.‬‬
‫ولعل المام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب‬
‫(عليه السالم) يشير إلى هاتين القوتين في‬
‫حديثه الشريف عن النجوم حيث يقول‪« :‬هذه‬
‫النجوم التي في السماء مدائن‪ ،‬مثل المدائن‬

‫‪105‬‬
‫التي في األرض مربوطة كل مدينة إلى‬
‫عمودين من نور»‪ ،‬وفي رواية «إلى عمود من‬
‫نور»( سفينة البحار‪ :‬ج‪ ،2‬ص‪ ،547‬مجمع‬
‫البحرين مادة كوكب )‪.‬‬
‫وما أروع هذا التعبير الذي ال يستوحشه إنسان‬
‫ذلك العصر وينطبق تماما مع مكتشفات‬
‫العصر الحديث فالجاذبية نوع من أنواع الطاقة‬
‫والنور أيضا نوع من أنواع الطاقة‪ ،‬ثم إن‬
‫االمام الرضا (عليه السالم) يكشف حقيقة هذه‬
‫األعمدة غير المرئية لما ال يدع مجاال للشك‬
‫أنها هي المقصودة في قولـه تعالى‪:‬‬
‫}بغير عمد ترونها{‬
‫فقد أخرج الصدوق في البرهان‪ :‬ج‪ ،2‬ص‪278‬‬
‫عن أبيه عن الحسين بن خالد عن أبي‬
‫الحسن الرضا (عليه السالم) قال‪ :‬قلت لـه‪:‬‬
‫‪106‬‬
‫«أخبرني عن قول هللا تعالى‪ ...{ :‬رفع‬
‫السموات بغير عمد ترونها} فقال‪« :‬سبحان‬
‫هللا‪ ،‬أليس يقول‪{ :‬بغير عمد ترونها}؟ فقلت‪:‬‬
‫بلى‪ ،‬فقال‪ :‬ثم عمد‪ ،‬ولكن ال ترى» و«ثم»‬
‫معناها‪ :‬هناك‪.‬‬

‫قصيدة اعجاز القران‬


‫زعم الطغاة بريب ذكر صادق‬
‫ومبشر إذ يدعيه سقيم‬
‫فالحق أعلى من مجال عقولهم‬
‫هو مس جن والجنون نديم‬
‫فالذكر شمس ال يكف ضياؤها‬
‫تجلو العيون إذ الفؤاد سقيم‬
‫ولفاقد للشيء ليس بواهب‬
‫‪107‬‬
‫ما زل يوما بالصواب فهيم‬
‫واعلم بأني ال أود حديثكم‬
‫إذ ليس يجدي فيكم التعليم‬
‫وكقول ربي فالهدى بمشيئة‬
‫تختص باأللباب وهو عليم‬
‫إذ إن ضيق الصدر في أفق الفضا‬
‫مهما علوت مثبت ويدوم‬
‫وظالم أعماق البحار بلجة‬
‫يعلوه موج كاألطوم عظيم‬
‫من فوقه موج وبعد سحابة‬
‫هل أدرك الغربي ذا التقسيم‬
‫أنى لغواص بلوغ قرارها‬
‫مهما تفنن في العلوم حكيم‬
‫عمق الثرى هذي الجبال ثوابت‬
‫في عمقها يتضارب المعلوم‬
‫‪108‬‬
‫إن الجبال بثلثها فوق الثرى‬
‫وجذورها امتدت لها تقويم‬
‫وإذ الرياح لواقح لو اقبلت‬
‫للنبت واالمطار فهي قسيم‬
‫والعنكبوت لبيتها في وهنه‬
‫قد كان يوصف بالطباع ذميم‬
‫فالبعض يأكل بعضه بشراهة‬
‫والبيت آخره هو التهديم‬
‫أنثاه بعد لقاحها من زوجها‬
‫يغدو طعاما أو يفر يهيم‬
‫والنمل في قول الله آلية‬
‫خلق يغلفه الزجاج حطيم‬
‫والماء لألحياء أغلى مصدر‬
‫وبجسمها قد ساده التعميم‬

‫‪109‬‬
‫أما انشقاق البدر فيه عجائب‬
‫قد بان للرواد ذا التقسيم‬
‫والبحر مسجور ونجم طارق‬
‫كل تكشف أمره مفهوم‬
‫ومراحل التكوين بان سياقها‬
‫طبقا لـما في الذكر فهي علوم‬
‫وسأكتفي كي ال أطيل مقالتي‬
‫إذ إن أضعافا لها تعظيم‬
‫إذ إنه وحي بقدرة قادر‬
‫في خلقه متجبر وحليم‬
‫إني أسائل كل لب سالم‬
‫أيبان ريب في الكتاب وخيم‬
‫هذا الذي دستورنا وإمامنا‬
‫وشفيعنا يوم الحساب قويم‬
‫السبت ‪ 4‬ك‪2020 2‬‬
‫‪110‬‬
‫من خالل المواضيع التي سلفت والتي تعزز‬
‫ثقتنا بالقران بكل آياته وسوره يجب علينا‬
‫االمتثال الوامره واالعتماد على ما جاء به من‬
‫منافع للمؤمنين به ولربما لغيرهم كذلك‪.‬‬
‫ولنبدا بالشروع في موضوع كن عبقريا بكل ما‬
‫جاء بالقران الذي يخص موضوعنا هذا‪.‬‬

‫‪111‬‬
‫قصنلة القران‬

‫القران يا إخوان علم وثقافة ودستور وشفاء‬


‫وإحكام وقصص وعبر وأدعية وسالح ليس له‬
‫نظير في محاربة األعداء ومحاربة الجهل‬
‫والظالل ومدد من البالغة والفصاحة والبيان‬
‫واالحكام والطاعات واللباقة في معظم النقاشات‬
‫الخاصة بكافة المواضيع‪.‬‬
‫يكتسب منه قارئ القران بتدبر كل هذه الفوائد‪.‬‬
‫وأعجب اشد العجب لمن اتهم القران بأنه غير‬
‫مفهوم ولم يكلف نفسه يوما بقراءته والتدبر‬
‫بمعانيه والفاظه وبصورة مستمرة بدون‬
‫انقطاع‪ .‬ولو يق أر في اليوم صفحتين‬
‫‪112‬‬
‫بعد كل فرض ويفضل أن يستعين بكتاب‬
‫ملخص لتفسير القران الذي يفي بالغرض‪.‬‬
‫ال يريدك هللا إن تكون عالما بكل ما في القران‬
‫وخبي ار ومرجعا‪-‬لنكتسب منه ما يفيدنا في‬
‫وال ندع القران‬ ‫حياتنا ولو الجزء البسيط ‪.‬‬
‫مركونا بمكان مرتفع أو منخفض دون فتحه‬
‫لسنين طوال قد تصل ببعض الناس طول‬
‫العمر _ وفي حديث للنبي صلى هللا عليه واله‬
‫وسلم عندما يترك المسلم القران ثالثة أيام‬
‫دون قراءته يشتكي القران لرب العزة ويقول‬
‫ياربي إن فالنا قد هجرني _ استغفر هللا العظيم‬
‫الذي ال اله أال هو الحي القيوم وأتوب إليه‪.‬‬
‫فلو عملت شيئا قليال ال يذكر وال يأخذ من‬
‫وقتك غير خمس دقائق فقط وهو قراءة‬

‫‪113‬‬
‫صفحتين من القران مع تفسيرهما المبسط‬
‫يوميا باقتناء كتاب مختصر لتفسير القران‬
‫واليوم به أربعة وعشرون ساعة في إي وقت‬
‫من يومك ال على التعيين فستجد نفسك في‬
‫خالل عشرة أشهر قد أكملت قراءة القران مع‬
‫تفسيره المبسط ‪ .‬ولو قمت بزيادة دقائق قليلة‬
‫لحفظ معاني الكلمات فقد أصبحت حاويا لكل‬
‫معانيه وإحكامه وعبره وقصصه‬ ‫أو معظم‬
‫وادعيته وقوانينه وكل معانيه من علوم وثقافة‬
‫ولباقة في الكالم وصد كل كافر وعدو ومنافق‬
‫بكل رحابة صدر وبثقة عالية بالنفس‬
‫وستحصل على هداية من الباري عز وجل‬
‫بتكرار هذا العمل وكأنما صائم وقد وضعت له‬

‫‪114‬‬
‫في فطوره كل ملذات الدنيا مجانا وبدون نفاد‬
‫_وأكثر من هذا فانك ستحصل بكل حرف تقراه‬
‫حسنة والحسنه بعشرة أمثالها _ وان كنت ال‬
‫تفهم منه شيئا ولن يحصل ذلك أبدا ولو‬
‫فرضنا انه حصل فقد فزت بالحسنات أو بكنز‬
‫ال مثيل له ال والذي خلق السماوات واألرض‬
‫وكلما تكثر من الصفحات التي تقرأها من‬
‫القران تتقلص مدة االنتهاء فكم أضعنا يا‬
‫إخوان من عمرنا سنوات طوال وكم سنضيع‬
‫والسؤال للجميع‬
‫وهناك روايات كثيرة ألهل البيت عليهم السالم‬
‫في فضل القران‬

‫‪115‬‬
‫( القران قي ا لجديب)‬

‫قال رسول هللا صل هللا عليه وآله‪" :‬فضل‬


‫القرآن على سائر الكالم كفضل هللا على خلقه"‬
‫قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‬
‫السالم‪" :‬أفضل الذكر القرآن به تشرح‬
‫الصدور‪ ،‬وتستنير السرائر"‬
‫قال رسول هللا صلى هللا عليه وآله‪" :‬ال يعذب‬
‫هللا قلبا وعى القرآن"‬
‫قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‬
‫السالم‪" :‬هللا هللا في القرآن‪ ،‬ال يسبقكم بالعمل‬
‫به غيركم"‬
‫قال رسول هللا صلى هللا عليه وآله‪" :‬من أراد‬
‫علم األولين واآلخرين فليق أر القرآن"‬
‫‪116‬‬
‫قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه‬
‫السالم)‪ " :‬وتعلموا القرآن فإنه أحسن الحديث‪،‬‬
‫وتفقهوا فيه فإنه ربيع القلوب واستشفوا بنوره‬
‫فإنه شفاء الصدور‪ ،‬وأحسنوا تالوته فإنه أنفع‬
‫القصص"‬
‫قال رسول هللا صلى هللا عليه وآله‪" :‬خياركم‬
‫من تعلم القرآن وعلمه‪".‬‬
‫قال المام الصادق عليه السالم‪ " :‬ينبغي‬
‫للمؤمن أال يموت حتى يتعلم القرآن أو أن‬
‫يكون في تعلمه"‬
‫قال المام الحسن بن علي عليه السالم‪" :‬من‬
‫ق أر القرآن كانت له دعوة مجابة إما معجلة وإما‬
‫مؤجلة"‬
‫قال المام الصادق عليه السالم‪" :‬ثالثة‬
‫يشكون إلى هللا عز وجل مسجد خراب ال‬
‫‪117‬‬
‫يصلي فيه أهله‪ ،‬وعالم بين جهال‪ ،‬ومصحف‬
‫معلق قد وقع عليه الغبار ال يق أر فيه"‬
‫قال رسول هللا صلى هللا عليه وآله‪" :‬إن أردتم‬
‫عيش السعداء وموت الشهداء‪ ،‬والنجاة يوم‬
‫الحسرة‪ ،‬والظل يوم الحرور‪ ،‬والهدى يوم‬
‫الضاللة‪ ،‬فادرسوا القرآن‪ ،‬فإنه كالم الرحمان‪،‬‬
‫وحرز من الشيطان ورجحان في الميزان"‬
‫قال رسول هللا صلى هللا عليه وآله‪" :‬أال من‬
‫تعلم القرآن وعلمه وعمل بما فيه فأنا له سائق‬
‫إلى الجنة‪ ،‬ودليل إلى الجنة"‬
‫قال رسول هللا صلى هللا عليه وآله‪" :‬ما من‬
‫رجل علم ولده القرآن إال توج هللا أبويه يوم‬
‫القيامة بتاج الملك‪ ،‬وكسيا حلتين لم ير الناس‬
‫مثلهما" وقد كتبت قصيدة في فضل القران‬
‫ارجو ان تروق لكم‬
‫‪118‬‬
‫قصيدة فضل القران‬

‫ربــاه مــا هــذي الكنــوز بحــق مــن‬


‫هـــو للعبـــاد قـــد اصـــطفيت كســـيد‬
‫نلهـــو ونغفـــل بالبعـــاد عـــن الـــذي‬
‫فــي الحشـــر يجعلنـــا جـــوار محمـــد‬
‫هـــــذا كتـــــاب الـــــرب جـــــل جاللـــــه‬
‫مهـــال توقـــف مـــن علـــوم فاحصـــد‬
‫ولقـــد حـــوى للخلــــق كـــل صــــفاته‬
‫بحـــــــ ار وكـــــــان ككـــــــوثر متجـــــــدد‬
‫فاغســـل ذنوبـــا طالمـــا قـــد أنهكـــت‬
‫لقـــواك واألذهـــان فـــي ســـعد نـــدي‬
‫واكســــــب ثوابــــــا دائمــــــا بقــــــراءة‬

‫‪119‬‬
‫واحــذر مجــيء المــوت دومــا فــي غــد‬

‫ان كنــــت تفهــــم منــــه قــــد نلــــت العــــال‬

‫أو كنــــــت ال فــــــاق أر كثيــــــ ار وازدد‬


‫واعمــد الــى التفســير فيــه مواضــبا‬
‫يـــا أنـــت لـــن تشـــقى أمـــام معانـــد‬
‫تحــــوي علومــــا تســــتعز بعظمهــــا‬
‫وبـــــذكر رب الكـــــون ال لـــــم تكمـــــد‬
‫وتصــــد فيــــه الكفــــر قــــوال حجــــة‬
‫وعلــى النفــاق يكــون خيــر مســاعد‬
‫ولكم حـوى قصصـا بهـا مـن عبـرة‬
‫ولكــم حــوى خبــ ار بــه كــي نقتــدي‬
‫ذكــــر يطمــــئن كــــل قلــــب خــــائف‬
‫منـــــــه ويمســـــــي خوفـــــــه بتبـــــــدد‬
‫‪120‬‬
121
‫ل‬
‫العلاج ا بق سي من الايات القراينة‬
‫معظم الناس تستهين بمتاع االخرة وتبحث عن‬
‫أمور ترتقي بهم في حياتهم الدنيا وقد غاب‬
‫عنهم وبالشكل الكبير والمهم أن كل توفيق في‬
‫الدنيا وبكل المجاالت يعتمد إعتمادا أساسيا‬
‫وظروريا على متاع االخرة‬
‫وقال تعالى (له ۥ معقبت من بين يديه ومن‬
‫خلفه ۦ يحفظونه ۥ من أمر ٱَّلل إن ٱَّلل ال يغير‬
‫ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وإذا أراد ٱَّلل‬
‫بقوم سوءا فال مرد له ۥ وما لهم من دونه ۦ من‬
‫وال‪ ١١‬الرعد‬
‫ليكن يقينا لدينا بأن هللا سبحانه وتعالى مطلع‬
‫على كل أمورنا وميسرها وانه قد انعم علينا‬
‫بنعم الحصر لها بدون علمنا في‬

‫‪122‬‬
‫كل مجاالت حياتنا وان كل شيء مهما كان ال‬
‫يحصل اال بإرادته وعلمه وتدبيره من الرزق‬
‫والصحة والمرض والبالء والعلم والقوة والهداية‬
‫والتوفيق والسحر والحسد وغيرها‬
‫فالرزق بداية مقدر ومكتوب من هللا حسب‬
‫ارادته فتراه متباينا من شخص آلخر مع‬
‫اختالف األعمار والخبرات والديانات والصفات‬
‫ولكن اليريد هللا غير السعي واالجتهاد بطلب‬
‫الرزق وبالدعاء مهما طال الزمن {إن ربك‬
‫يبسط ٱلرزق لمن يشاء ويقدر} [السراء‪:‬‬
‫‪]30‬يعني يبسط أي يكثر ويقدر يقلل حسب‬
‫إرادته وعلمه بالعباد فيكثر الرزق لمن يشاء‬
‫ويقلل الرزق لمن يشاء وله في هذا قصد‬
‫بالخير وليس بالضرر حاشاه {وما خلقنا‬

‫‪123‬‬
‫ٱلسموت وٱألرض وما بينهما لعبين} [الدخان‪:‬‬
‫‪{]38‬لو أردنا أن نتخذ لهوا َّلتخذنه من لدنا}‬
‫[األنبياء‪{ ]17 :‬ولو بسط ٱَّلل ٱلرزق لعباده ۦ‬
‫لبغوا في ٱألرض} [الشورى‪ ]27 :‬وهذا شيء‬
‫ملموس ومشهود بكثرة (ما يفتح ٱَّلل للناس‬
‫من رحمة فال ممسك لها وما يمسك فال مرسل‬
‫له ۥ من بعده ۦ وهو ٱلعزيز ٱلحكيم)‬
‫(فاطر‪)2 :‬‬
‫يعني هللا سبحانه وتعالى عليه الرزق وال يمكن‬
‫الحد ما بالكون بأكمله ولو اجتمعت الجن‬
‫واالنس أن يرد رزقا كتبه هللا أو إن يرزق مالم‬
‫يرزقه هللا‪.‬‬
‫فليكن لدينا يقين بهذا وعدم التخبط بامور ما‬
‫أنزل هللا بها من سلطان من خرافات المخرفين‬
‫أجلكم هللا كأن يقول المرء انني محسود أو‬
‫‪124‬‬
‫مسحور أو قابلت شخصا مشؤوما وغيرها من‬
‫الخرافات واللجوء الى الدجالين والعرافين‬
‫والسحرة واالستعانة بأحجار صماء لكي تجلب‬
‫الرزق وكل ذلك قمة الزلل ومصدر لنزال‬
‫البالء وحجب الدعاء_ نعم الحسد والسحر‬
‫مذكور بالقران ولكن هللا سبحانه وتعالى‬
‫أعطانا سالحا عظيما له وبسيطا في االداء‬
‫وهو قراءة سورة الخالص والفلق والناس‬
‫والكرسي ثالث مرات لكل واحدة منهن بعد‬
‫صالة الصبح تكفي الى الليل وبعد صالة‬
‫المغرب تكفي للصباح من كل سحر وحسد‬
‫وضرر بإذن هللا وبيقين تام وكذلك اذا دخل‬
‫احدنا بيته او محله او مكتبته او شركته او‬
‫رأى نعمة عليه وعلى اوالده وما يملك وما‬
‫رزق هللا به الناس فليقل‬
‫‪125‬‬
‫( ماشاء هللا القوة اال باَّلل سبحان الذي سخر‬
‫لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا الى ربنا‬
‫لمنقلبون) ولو صادفت حاسدا قل ( أعوذ‬
‫بكلمات هللا التامة من كل عين المة وكل‬
‫شيطان وهامة) او قراءة سورة الفلق والصالة‬
‫على محمد وآل محمد‪.‬‬
‫‪-‬وال تفكر بعدها بكل شيء من الممكن أن‬
‫يشوه التفكير والذهن مما يؤدي الى تعطيل‬
‫الذاكرة والنسيان والعصبية وسوء التصرف‬
‫يعود اثرها على الحالة النفسية التي هي أخطر‬
‫شيء على االنسان النها تجر وراءها العديد‬
‫من االمراض الجسدية واالعضاء الداخلية‬
‫كالقلب والكبد والقولون والضغط والسكر‬
‫وغيرها_ وكل هذا يؤثر على عمل الدماغ في‬

‫‪126‬‬
‫الوصول الى االبداع والعبقرية فيجب تخليص‬
‫الذهن من كل الشوائب التي تؤثر على ذلك‬
‫ولتالفي التفكير السيئ االلتزام بالتسبيح او‬
‫الذكر واالستغفار والصالة على محمد وال‬
‫محمد اثناء الفراغ وفي كل وقت أو مكان أو‬
‫وضع (إن في خلق ٱلسموت وٱألرض وٱختلف‬
‫ٱليل وٱلنهار أليت ألولي ٱأل لبب‪ ١٩٠‬ٱلذين‬
‫يذكرون ٱَّلل قيما وقعودا وعلى جنوبهم‬
‫ويتفكرون في خلق ٱلسموت وٱألرض ربنا ما‬
‫خلقت هذا بطال سبحنك فقنا عذاب ٱلنار)‬
‫]آل عمران‪ ]191 :‬وما التفكر في مخلوقات‬
‫هللا اال وله منزلة وثواب عظيم قال االمام علي‬
‫عليه السالم (التفكر ساعة في مخلوقات هللا‬
‫يعادل عبادة سبعين سنة) أي في صالتها‬

‫‪127‬‬
‫وقيامها وصومها وزكاتها وحجها وال تحتاج‬
‫فيها للوضوء او حتى التوجه للقبلة قياما‬
‫وقعودا وعلى جنوبهم‪.‬‬
‫ودراسة علوم القران فيها منافع كثير تعود‬
‫للمؤمن واهمها الحكمة‬
‫ولنستعرض بعض اآليات التي فيها فائدة كبيرة‬
‫تساهم في العالج النفسي‬

‫( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم‬


‫ويعفو عن كثير)‬
‫]الشورى ‪ | ٤٢‬اآلية‪[٣٠ :‬‬
‫هنا لو تاملنا في هذه اآلية نجد أن هللا‬
‫سبحانه وتعالى يقول لنا بأن كل ما أصابنا من‬
‫مصائب هو من عمل أيدينا وهذه المصائب‬
‫ليست مكافئة لكل ذنوبنا بل لشيء قليل منها‬
‫‪128‬‬
‫بداللة قوله تعالى ويعفو عن كثير(ما أصاب‬
‫من مصيبة إال بإذن ٱَّلل ومن يؤمن بٱَّلل يهد‬
‫قلبه ۥ وٱَّلل بكل شيء عليم)‬
‫]التغابن‪[11 :‬‬

‫(ما أصاب من مصيبة في ٱألرض وال في‬


‫أنفسكم إال في كتب من قبل أن نب أرها إن ذلك‬
‫على ٱَّلل يسير‪ ٢٢‬لكيال تأسوا على ما فاتكم‬
‫وال تفرحوا بما ءاتىكم وٱَّلل ال يحب كل مختال‬
‫فخور) (‪ 23‬الحديد(‬
‫وهاتان اآليتان تطمئننا بان المصائب التي‬
‫تحدث لنا ولجميع من باألرض هي مكتوبة‬
‫عند هللا ومثبتة قبل حدوثها فهي إرادة من هللا‬
‫عز وجل يبتغي فيها تيسير أمورنا في الدنيا‬
‫واالخرة بالتحلي بالصبر والطاعة‬
‫‪129‬‬
‫وال نفع من حزننا على الذي فات وفقدناه وال‬
‫نفع لفرحنا لكل خير وهبنا هللا اياه فقط لتطمئن‬
‫قلوبنا لتدبير العزيز الجليل في خلقه وب ارعته‬
‫بذلك التي يجب ان نثق بها وهذا يؤثر كذلك‬
‫على سير الفكر والعقل باالتجاه السليم نحو‬
‫االبداع والعبقرية‬
‫ورب سائل يسال لماذا إذن إن هللا ثبت عنده‬
‫كل شيء في الكتاب وخلقنا على هذا‬
‫االسلوب‪ .‬لكن هللا له غاية كبرى وان الذي‬
‫هو مثبت بالكتاب باالمكان تثبيته او تغييره‬
‫ومحوه كما قال تعالى‬
‫(يمحوا ٱَّلل ما يشاء ويثبت وعنده ۥ أم ٱلكتب)‬
‫[الرعد‪[39 :‬‬

‫‪130‬‬
‫)**أحسب ٱلناس أن يتركوا أن يقولوا ءامنا‬
‫وهم ال يفتنون‪ ٢‬ولقد فتنا ٱلذين من قبلهم‬
‫فليعلمن ٱَّلل ٱلذين صدقوا وليعلمن ٱلكذبين)‬
‫]العنكبوت‪[2 :‬‬
‫هتان اآليتان تعطيان تبري ار ثانيا لحصول‬
‫المصائب فبعد أن كان سببها من الذنوب‬
‫يخبرنا هللا بانه يمتحن ايماننا فهل نحن في‬
‫ثبات من امرنا في اليقين من ارادة هللا في‬
‫خلقه وتدبيره او ال والفائز بعد ذلك الذي صبر‬
‫عند الشدائد ونال صفة المؤمن التي يريدها‬
‫هللا وبذلك نكون قد رفعنا قد ار كبي ار من‬
‫الوساوس واالوهام التي تؤثر على عمل الدماغ‬
‫وبذلك يستقيم الفكر‬
‫ونذكر قسما من االحاديث النبوية الشريفة في‬
‫موضوع البالء‬
‫‪131‬‬
‫أقبل رجل أصم أخرس حتى وقف على رسول‬
‫ّللا (صلى هللا عليه وآله) فأشار بيده‪ ،‬فقال‬
‫رسول ّللا (صلى هللا عليه وآله)‪( :‬اكتبوا له‬
‫كتابا تبشرونه بالجنة فإنه ليس من مسلم‬
‫يفجع بكريمته أو بلسانه أو بسمعه أو برجله‬
‫أو بيده فيحمد ّللا على ما أصابه‬
‫ويحتسب عند ّللا ذلك إال نجاه هللا من النار‬
‫وأدخله الجنة )‬
‫ثم قال رسول ّللا (صلى هللا عليه وآله)‪( :‬إن‬
‫ألهل الباليا في الدنيا درجات وفي اآلخرة ما ال‬
‫تنال باألعمال‪ ،‬حتى أن الرجل ليتمنى أن‬
‫جسده في الدنيا كان يقرض بالمقاريض مما‬
‫يرى من حسن ثواب ّللا ألهل البالء من‬
‫الموحدين فإن ّللا ال يقبل العمل في غير‬
‫السالم(‬
‫‪132‬‬
‫وعن ابن فضال قال سمعت الرضا (عليه‬
‫السالم) قال‪( :‬ما سلب أحد كريمته إال عوضه‬
‫ّللا منه الجنة )‬
‫وقال (صلى هللا عليه وآله) حاكيا عن هللا‬
‫تعالى‪( :‬إذا وجهت إلى عبد من عبيدي في‬
‫بدنه أو ماله أو ولده ثم استقبل ذلك بصبر‬
‫جميل استحييت منه يوم القيامة أن أنصب له‬
‫ميزانا أو أنشر له ديوانا )‬
‫وقال (صلى هللا عليه وآله)‪( :‬إن الرجل ليكون‬
‫له الدرجة عند ّللا ال يبلغها بعمله يبتلى ببالء‬
‫في جسمه فيبلغها بذلك‬
‫وكقوله تعالى‪:‬‬
‫(والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنكفرن عنهم‬
‫سيئاتهم ولنجزينهم أحسن الذي كانوا يعملون)‬
‫]العنكبوت اآلية‪[٧ :‬‬
‫‪133‬‬
‫هذه االية هي بمثابة جائزة قيمة وكبيرة‬
‫يمنحها هللا لكل من امن وعمل صالحا فتخيل‬
‫انك في ايمانك القويم وادائك لالعمال الصالحة‬
‫انك ستفوز بمغفرة من كل الذوب وجزاء يفوق‬
‫اعمالك الصالحة ‪ .‬اال تشعر بها في قلبك‬
‫وتنتعش بها نفسك ويشرح بها صدرك‬
‫فلنتاملها جيدا ونركز بها‬
‫وقوله تعالى‬
‫(ولقد خلقنا ال نسان ونعلم ما توسوس به‬
‫نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد)‬
‫]ق اآلية‪[١٦ :‬‬
‫(قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم ال‬
‫تقنطوا من رحمة ّللا إن ّللا يغفر الذنوب‬
‫جميعا إنه هو الغفور الرحيم)‬
‫]الزمر اآلية‪[٥٣ :‬‬
‫‪134‬‬
‫(إن ّللا ال يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون‬
‫ذلك لمن يشاء ومن يشرك باَّلل فقد افترى‬
‫إثما عظيما)‬
‫]النساء اآلية‪[٤٨ :‬‬
‫(إن ّللا ال يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون‬
‫ذلك لمن يشاء ومن يشرك باَّلل فقد ضل‬
‫ضالال بعيدا) }النساء اآلية‪{١١٦ :‬‬
‫في هذه اآليات الكريمة نجد أن هللا يخبرنا بأنه‬
‫أقرب الينا من حبل الوريد أي إنه في قلوبنا‬
‫ومطلع على كل جوارحنا واحاسيسنا ومدبر‬
‫لكل احوالنا وبدون علمنا‬
‫فلو كان رئيس الدولة التي انت فيها او ملك‬

‫‪135‬‬
‫المملكة التي تعيش فيها هو مصاحبك‬
‫ومالزمك ويعينك على كل الشدائد ويمنحك كل‬
‫ما هو مفيد ‪ ،‬فهل ستفرح بذلك طبعا نعم‬
‫اذن كيف بمن خلق الملوك والرؤساء والناس‬
‫جميعا والمخلوقات بهذا الكون ‪ ،‬هو مصاحبك‬
‫فعال ومطلع على جميع امورك ومنفذ لكل ما‬
‫يفيدك بدون علمك او احيانا بعلمك وهو اقرب‬
‫اليك من حبل الوريد فما شعورك بذلك‬
‫وهللا يا اخوان هذا الكالم يشرح الصدور فعال‬
‫وتيقن اليمان في رب العال‬
‫فإلى خشوع خالص ستقيم‬

‫وتفكر في ساعة في خلقه‬


‫سبعون عاما أجركم تتميم‬

‫‪136‬‬
‫بصالتها وزكاتها وبصومها‬
‫وبحجها كل لكم تسليم‬

‫واعلم فربك قائد ومصاحب‬


‫ال تجزعن اذا الحياة تضيم‬

‫طوبى لمن صحب الملوك بعزهم‬


‫وابشر فديان الملوك نديم‬

‫فافرح به بالعز فخ ار واحتسب‬


‫واع لصحبته وأنت فهيم‬

‫إياك تغفل لحظة لجواره‬


‫فخسارة كبرى وأنت يتيم‬

‫‪137‬‬
‫فاطلبه في ما يعتريك مكدر‬
‫تلقاه في حسن الجواب يخيم‬

‫من قصيدتي التقدير‬

‫وأما اآليات التي تختص بالمغفرة وانه يغفر‬


‫الذنوب جميعا ما عدأ االشراك ‪ ،‬فذلك حقا‬
‫يبعث االمل لقلوب كل من غرق بالسيئات‬
‫والذنوب في ان يتوب وباسرع وقت توبة‬
‫نصوحا وال يعاود الذنوب بعدها وان ال يقنط‬
‫من رحمة هللا العلي العظيم‬
‫هذا كله لو تاملنا فيه ووعيناه بقلوبنا وعقولنا‬
‫سوف نحظى باطمئنان كبير للنفس والقضاء‬
‫على كل ما يكدرنا من الحاالت النفسية الضارة‬
‫‪138‬‬
‫ومن كتب علم النفس لخصت بعض المواضيع‬
‫المهمة في ابيات شعرية لشدة اعجابي بتلك‬
‫المواضيع ارجو ان تروق لكم‬

‫وحسب الفتى إقدامه لفضيلة‬


‫برغم صعاب في منال المغانم‬
‫وما كانت الخيبات إال مدارسا‬
‫وكانت الى القدام محض ساللم‬
‫وما حسب من ظن التخاذل دأبه‬
‫سوى في ظنون العقل عز منادم‬
‫وإن كنت دوما في صوابك واثقا‬
‫يكون سديد الفعل عين مالئم‬
‫فال تحتوي ضعفا عليك بقوة‬
‫وبدد محاال بالفؤاد المسالم‬

‫‪139‬‬
‫وإن خلت حينا بالتخاذل واقعا‬
‫فما كنت حقا في نجاح متاخم‬
‫وهل كان مولود من المهد فارسا‬
‫سوى فوزه بالحادثات الصوارم‬
‫وكل له بالطبع علم وحكمة‬
‫وما من يزكي غير رب األوادم‬
‫إذا كان من يسمو اليسير بحظه‬
‫فال تبتئس من معسرات عوارم‬
‫ولست الذي قد تحتويك نقيصة‬
‫فال تك محزونا ولست بكاظم‬
‫على ما مضى ال تستفق لملمة‬
‫وال تنظرن للحادثات القوادم‬
‫وكن في أوان طيبا بسعادة‬
‫الى حاضر األيام حق مالزم‬

‫‪140‬‬
‫ولو رمت مجدا فابتديه بخطوة‬
‫فما كانت االمجاد دون صوارم‬
‫وما الناطحات غير أصل خريطة‬
‫وما نطف إال أصول الضراغم‬
‫وعلما فإن السعد صنعة عاقل‬
‫وليس بملك أو كثير الدراهم‬
‫وفي أمر معروف ونهية منكر‬
‫ترى السعد في قلب بكل القوائم‬
‫وما من ظلوم أن يحابي سعادة‬
‫أكيد وإن يحوي كنوز غنائم‬
‫من قصيدتي( الحال)‬

‫‪141‬‬
‫العلم‬
‫يحث هللا سبحانه وتعالى على طلب العلم‬
‫والتعلم وقد اعتبره أعظم من فريضة الصالة‬
‫والعبادة والجهاد فعندما تكون متعلما ســـــوف‬
‫تؤدي صالتك بما يرضي هللا وأنت عالم اشد‬
‫العلم بحقه وعظمـته ورحمته وعدله وقدرته‬
‫وقوته وتدبيره وفي الجهاد كـــــــذلك ألن الجهاد‬
‫بغير علم يفشل وال نفع له‪.‬‬
‫ومن اآليات القرآنية التي جاءت في فضل‬
‫العلم هي ﴿ شهد ّللا أنه ال إله إال هو‬
‫والمال ئكة وأولو العلم قائما بالقسط ال إله إال‬
‫هو العزيز الحكيم ﴾ }آل عمران‪{18 :‬‬
‫وبين هللا العليم الحكيم أن العلم سبب في رفع‬
‫الدرجات؛ فقال هللا سبحانه‪ ﴿ :‬يا أيها الذين‬

‫‪142‬‬
‫آمنوا إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس‬
‫فافسحوا يفسح ّللا لكم وإذا قيل انشزوا‬
‫فانشزوا يرفع ّللا الذين آمنوا منكم والذين أوتوا‬
‫العلم درجات وّللا بما تعملون خبير ﴾‬
‫[المجادلة‪[.11 :‬‬
‫ومن أحاديث النبي صلى هللا عليه واله وسلم‬
‫في العلم هي‬
‫(طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة )‬
‫وقال (صلى هللا عليه واله وسلم )‬
‫(اطلب العلم ولو كان في الصين )‬
‫وقال (صلى هللا عليه واله وسم)‬
‫(ان المالئكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا‬
‫بما يطلب ولمداد جرت به أقالم العلماء خير‬

‫‪143‬‬
‫من دماء الشهداء في سبيل هللا) وقال (صلى‬
‫هللا عليه واله وسم)‬
‫(ال يزال المرء عالما ما طلب العلم وان ظن انه‬
‫علم فقد جهل )‬
‫يعني كلما يداوم النسان في طلب العلم يعتبر‬
‫في نظر النبي عالما ولكن إذا يوما ما ظن‬
‫بينه وبين نفسه انه عالم فقد أصبح جاهال‬
‫وما أكثر هذه النماذج في مجتمعنا والمصيبة‬
‫انه ال يظن بينه وبين نفسه انه عالم_ ال وإنما‬
‫يجاهر بها ويتحدى احدهم األخر بعلمه دون‬
‫التواضع الذي حث عليه هللا سبحانه ورسوله‬
‫وأئمتنا المعصومون عليهم وعلى نبينا أفضل‬
‫الصالة والسالم‪ ،‬الن اشد الناس عذابا يوم‬
‫القيامة هو الذي ال يتواضع بكل األمور‬
‫وخصوصا بعلمـــــــــــــــه‪.‬‬
‫‪144‬‬
‫بعد ان تحدثنا عن فضيلة العلم واهميته نذكر‬
‫بعون هللا الطرق الصحيحة الكتساب العلم‬
‫وترسيخه في الدماغ بشكل دائم‬
‫اوال ‪ :‬يجب ان يتحقق لدينا االصرار والرغبة‬
‫في دراسة أي علم او القيام باي عمل نتأمل‬
‫منه النجاح الباهر ‪ ،‬ويجب ان تكون لدينا ثقة‬
‫عالية بالنفس لتحقيق ذلك وعدم االكتراث لكل‬
‫ما يصادفنا من اراء الغير التي ال تتطابق مع‬
‫ما في اذهاننا طالما كان العقل يقر ما نصبو‬
‫ودراساتنا‬ ‫الملموسة‬ ‫اليه نتيجة تجاربنا‬
‫المستفيضة‪.‬‬
‫ثانيا ‪:‬علينا ان نعرف شيئا بسيطا عن العقل ‪.‬‬
‫فالعقل يا اخوان مستودع كبير جدا للمعلومات‬
‫ويقدر العلماء استيعاب العقل للعلوم بكبر الكرة‬
‫االرضية‬
‫‪145‬‬
‫لكنه كالخزان الكبير الذي يحتوي على فتحة‬
‫صغيرة لدخول المعلومات ولذا توجب علينا اخذ‬
‫العلوم تدريجيا وبتأن دون اللجوء الى اساليب‬
‫اخرى او خلط عدة علوم في آن واحد‬
‫وترديد العلوم المكتسبة بعد حفظها عدة مرات‬
‫لحين الترسيخ التام في العقل بطريقة التدريس‬
‫الذاتي يعني قيام الفرد بشرح كل ماتعلمه‬
‫لنفسه وبنفس اسلوب االستاذ او العالم الذي‬
‫تلقى العلم منه وبعدة مرات وذلك لترسيخ العلم‬
‫بالدماغ واكتساب طريقة التدريس الصحيحة‬
‫والمواظبة عليها‪.‬‬
‫وهناك مالحظة مهمة جدا لصفاء الذهن‬
‫وتهيئة العقل الستالم العلوم وهي‪:‬‬
‫ان كل واحد منا له في ذهنه امنيات وطموحات‬
‫واهداف ومشاكل تؤثر تأثي ار سلبيا على عمل‬
‫‪146‬‬
‫العقل وتعرقل استيعابه للعلوم او حتى معالجة‬
‫المشاكل’ ولكي نعالج هذه الحالة علينا بما‬
‫يلي‪:‬‬

‫أ*االستعانة بالذاكرة الورقية ولها عدة نقاط‬


‫‪ -1‬يحتاج الدماغ الى تصفية دائميه وتنظيم‬
‫كامل ‪،‬وذلك بدرج وكتابة كل ما به من امنيات‬
‫وطموحات واهداف ونيات وخطط ومشاكل وما‬
‫غيرها ‪ ،‬بدفتر خاص وبترتيب سليم بدءا‬
‫بالمهم الذي يكون تأثيره كبي ار على الذهن‬
‫نزوال الى االصغر‪.‬‬
‫‪ -2‬وضع الحلول المناسبة والمقترحة وان‬
‫تعددت لهذا االمر واالعتماد على اهم الحلول‬
‫بعد دراستها او طرحها لمن تثق به‬

‫‪147‬‬
‫لمناقشته اياك وارشادك الى ما هو يالئمك‬
‫‪،‬ووضع وقت مناسب ومعلوم لتطبيق معالجة‬
‫هذا االمر نهائيا ورفع تأثيره عن الذهن‪.‬‬

‫ب*تحسين الحالة النفسية ولها عدة نقاط‬


‫‪ -1‬االبتعاد عن الذنوب واالكثار من‬
‫االستغفار والتسبيح والصالة على النبي محمد‬
‫صلى هللا عليه واله وسلم واالستعانة بالصالة‬
‫المفروضة وكل العبادات بشكل صحيح‪ .‬وذلك‬
‫سبب مهم للراحه النفسية وشرح الصدور‪.‬‬
‫‪ -2‬االعتماد على تصفية القلب والنية‬
‫والعمل‬ ‫والعداوات‬ ‫االحقاد‬ ‫لنبذ‬ ‫السليمة‬
‫بالمعروف واالحسان والمسارعة بالخيرات ‪.‬‬
‫‪ -3‬التعامل بالصدق والصراحة مع الجميع‬
‫النها من خلق القران ‪.‬‬
‫‪148‬‬
‫‪ -4‬االكثار بالمواظبة في الدعاء في كل امور‬
‫الدنيا واالخرة ‪.‬‬
‫ومن اهم الفضائل التي يؤكد عليها هللا‬
‫ورسوله هو الجود بالعلم والتواضع به ونشره‬
‫لمن هو اهله واالبتعاد عن كل من يحمل في‬
‫صدره كب ار تجاه العلم واهل العلم ويلجأ الى‬
‫النقاشات العقيمة من غير دليل علمي وعقلي‬
‫واليسمح ألحد أن يساعده باالسلوب الصحيح‬
‫ويعتبر نفسه أعلم الناس وهو اجهل الجاهلين‬
‫وهناك أحاديث كثيرة في فضيلة العلم‬
‫أحببت إن اكتبها في قصيدة متواضعة أرجو ان‬
‫تروقكم‪:‬‬

‫‪149‬‬
‫قصيدة العلم‬
‫بالقلب ود كي أذاكر قوله‬
‫بخصوص علم هللا في آياته‬
‫فالعلم نور في شهادة أحمد‬
‫فاقصد ولو للصين في غاياته‬
‫ال بارك هللا بيوم قد مضى‬
‫ال تنتفع حتما بمعلوماته‬
‫فالعلم قد زادت لنا أفضاله‬
‫فوق الصالة فتلك جل سماته‬
‫وعلى الجهاد مقدر ومفضل‬
‫يعلو جهادك في خطى خبراته‬
‫فإذا تعلم مسلم من عالم‬
‫شيئا من القرآن في آياته‬
‫بعداد الف من ركوع خالص‬
‫هلل من عبد وفي صلواته‬
‫‪150‬‬
‫ال للجهالة أن تكون بعزة‬
‫ولعالم ال ينثني بصفاته‬
‫ولعالم فضل لمن هو عابد‬
‫كالبدر يبزغ في رؤى نجماته‬
‫فاعلم من الشيطان يأبى عالما‬
‫من الف عبد في تمام صفاته‬
‫تأبى الملوك بحكمهم من عالم‬
‫دوما عليهم كان في سطواته‬
‫ومداد علم العالمين بوزنه‬
‫كدم الشهيد بحقه وبذاته‬
‫لو كنت في طلب العلوم مواضبا‬
‫تحظى بوصف العلم في مثالته‬
‫فإذا ظننت بأن غدوت كعالم‬
‫فابشر بجهل انت في عاداته‬

‫‪151‬‬
‫فاطلب علومك في تمام اصولها‬
‫بدءا بذكر هللا في كلماته‬
‫توج بأعمال علومك كلها‬
‫ومن الرحيم تحل في جناته‬

‫‪152‬‬
‫ا لجايمة‬
‫نعود بعون هللا الى بداية كتاب كن عبقريا‬
‫ونستذكر القصيدة ونشرح بالتدريج لكل ما‬
‫يفيدنا من هذا الموضوع على ضوء ما ذكرناه‬
‫قصيدة كن عبقريا‬

‫كن عبقريا من سماع مقالتي‬


‫هذا لعمري في المقال سديد‬
‫بدءا الى الرحمن كونك طائعا‬
‫ولقد براك هللا حيث يريد‬
‫هل كنت تعلم غير ربك عالما‬
‫أو في الكتاب كغير ذاك محيد‬
‫في بضع أيات تنال مفاخ ار‬
‫‪153‬‬
‫علم يجاري حكمة و مريد‬
‫هنا ذكرنا وفي الحلقة االولى باعتماد البرنامج‬
‫على القران وكونه من هللا العظيم وقمنا في‬
‫الحلقة الثانية في اثبات وجود هللا بالدالئل‬
‫العقلية واالعتراف به وبوجوده وانه هو الذي‬
‫انزل القران وبعد ذلك ذكرنا ولتعزيز الثقة‬
‫بالقران وبالغته واعجازه البالغي والعلمي حيث‬
‫اثبتنا بان العلم الحديث اكتشف العديد من‬
‫العلوم قد كانت مذكورة نصا وبالتفصيل البليغ‬
‫والكامل‪ ،‬االمر الذي كان العرب في عصر‬
‫النبي محمد صلى هللا عليه واله وسلم لم‬
‫تتوفر لديهم كل هذ االجهزة العلمية واالبحاث‬
‫في كل المخلوقات وبذلك نتاكد من صحة‬
‫القران ونعترف به وعندما نعترف به يجب ان‬

‫‪154‬‬
‫تكون لنا طاعة لالمتثال الى اوامره ونواهيه‬
‫وتطبيق كل الطاعات التي فرضها هللا علينا‬

‫فالصبر أولى الحتمال بلية‬


‫ان البالء مقدر ومفيد‬
‫في غاية هلل كونك مؤمنا‬
‫صدقا وليس لكذبة تأكيد‬
‫أو كون ذلك من ذنوبك عافيا‬
‫من حيث ربع ذنوبكم تسديد‬
‫ودع الفؤاد الى االله مطمئنا‬
‫ما غير حكم هللا كنت تريد‬
‫ان شاء يرضى مرحبا بقبوله‬
‫أو شاء ما قد شاء نحن عبيد‬

‫‪155‬‬
‫حاشا اله الكون اي ظالمة‬
‫اذ ان رحمته لنا تسديد‬
‫هذا فبدء خطاك في طلب العال‬
‫هل كنت تعلم نفعه وتجيد‬
‫وهنا وبعد ان تعززت الثقة باَّلل ورسوله‬
‫والقران ذكرنا اآليات التي نقتدي بها في تحمل‬
‫الصبر على المصائب وكونها إما أن تكون من‬
‫ذنوبنا أو امتحانا ليماننا من الواحد االحد وما‬
‫فائدة ذلك الصبر والطاعة‬
‫ان الهموم ستنجلي وغشاوة‬
‫فوق الفؤاد مصيرها ستبيد‬
‫والنفس تهنأ اذ تزول كأبة‬
‫والفكر ينعش والمدارك عيد‬

‫‪156‬‬
‫وهنا وفي طاعة هللا وعبادته تزول كل الهموم‬
‫والغم وينشرح الصدر ويطمئن القلب ويتصفى‬
‫الذهن من كل المساوئ وتتحسن الحاله‬
‫النفسية والقضاء على الكابة‬

‫هذا وبعد اذ اريدك مصغيا‬


‫متفقها في ما نويت اريد‬
‫هل كنت تعلم كم يعي عقل لنا‬
‫في كبر أرض انه تحديد‬
‫لكنه يحوي صغي ار مدخال‬
‫إذ ان كسب العلم فيه وئيد‬
‫ال تغد في طلب العلوم كجملة‬
‫وافرد بها فلحفظه ترديد‬

‫‪157‬‬
‫ودع الفؤاد بحمد ربك شاك ار‬
‫هلل دوما والفؤاد شديد‬
‫وبعد ذلك ذكرنا اسوب وقانون التعلم بالشكل‬
‫الصحيح والمفصل واالعتماد على هللا بالدعاء‬
‫والتسبيح وجميع االذكار التي من شانها رفع‬
‫مستوى الحسنات بالميزان‬
‫واختر لنشر العلم من هو أهله‬
‫والجود في علم اليك حميد‬
‫والفكر فاجعل ما حواه بدفتر‬
‫للمعضالت مفرق ومبيد‬
‫بتسلسل بدءا بحل عظيمها‬
‫ومثبتا زمن الحلول اكيد‬
‫‪.‬واعلم بان الذنب منه تشتت‬
‫بالنفس بل والعقل منه عميد‬

‫‪158‬‬
‫والذنب في علم النفوس كابة‬
‫فاغسله في توب فذاك جليد‬
‫ودع الفؤاد مسالما وبنية‬
‫بيضاء والمعروف منك يزيد‬
‫واصدق بقول للعباد وربهم‬
‫والخير ال تهجر وانت بليد‬

‫وهنا ذكرنا بضرورة نشر العلم والجود به‬


‫للناس وبتواضع راجين مرضاة هللا وطاعته‬
‫وعدم نشره للذي ال يستحقه من الحاقدين‬
‫والمنافقين وتجنبهم نهائيا النه ال ينفع بهم‬
‫العلم‪.‬‬
‫وذكرنا طريقة اكتساب العلم بالطرق الصحيحة‬
‫وما يساعد على ذلك واالبتعاد عن الذنوب‬

‫‪159‬‬
‫كونها تربك العقل والضمير ومبادرة االستغفار‬
‫بكل وقت الن الذنب يدهور الحالة النفسية‬
‫ويولد الكابة‪.‬‬
‫ومواظبة التسبيح وذكر جميع االذكار وقت‬
‫الفراغ لطرد وسواس الشيطان الرجيم والعياذ‬
‫باَّلل منه‬
‫واكدنا كذلك على عمل المعروف وصفاء النية‬
‫والعمل بنية بيضاء وقلب سليم مع الناس‬
‫وتجاه الباري عز وجل والمسارعة في عمل‬
‫الخيرات وعدم التكاسل لها‬
‫كل ذلك لو راعينا مضمونه وقمنا بتطبيقه‬
‫وااليمان به من قلوبنا دون ان نضع ادنى شك‬
‫بذلك سوف نرتقي الى حسن التصرف وصفاء‬
‫الذهن واالكتساب بسهولة لكل علم نريد ان‬
‫نتعلمه بل واالبداع به والوصول الى العبقرية‬
‫‪160‬‬
‫والشخصية الفذة والمكانة الرفيعة والعالية بين‬
‫المجتمع وامام هللا ورسوله والمؤمنين‪.‬‬
‫واعلم عزيزي القارئ الكريم ان االبداع والمهارة‬
‫والخبرة والعبقرية تأتي من العقل السليم‬
‫والمعافى من كل المشاكل واالمراض النفسية‬
‫وسوء تقبل العلوم بالشكل الصحيح وحل‬
‫المشاكل بالشكل السليم ايضا وكما ذكرنا سابقا‬
‫بان العقل كالخزان الكبير ذو الفتحة الصغيرة‬
‫ويجب ادخال المعلومات فيه بالتدريج وكذلك‬
‫حل المشاكل ايضا بالتدريج وليس حلها جميعا‬
‫في آن واحد‬

‫بهذا نكون قد انهينا بعون هللا كتاب كن‬


‫عبقريا‪....‬‬
‫***************‬
‫‪161‬‬
‫(اللهم نسألك باسمك العظيم الذي اختصصت به في‬
‫علم الغيب عندك وبكل أسمائك الحسنى التي ليس‬
‫احسن منها اسماء وبحق نبيك وحبيبك محمد وآل‬
‫بيته الطيبين الطاهرين صلواتك عليهم أجمعين‬
‫ونسألك بالقران وبكل حرف بالقران وبكل قسم قسمته‬
‫بالقران ونسالك بكل أنبيائك المرسلين وأوليائك‬
‫المقربين وعبادك الصالحين ‪ ،‬أن تجعل القران‬
‫العظيم ربيع قلوبنا وجالء همومنا واحزاننا وان تعلمنا‬
‫منه ما ينفعنا وتنفعنا به وان تذكرنا منه ما نسينا‬
‫وتجعله شفاء لنا من كل مرض وان ترزقنا شفاعته‬
‫وشفاعة نبينا محمد صلى هللا عليه واله وسلم في‬
‫الدينا واآلخرة إنك حميد مجيد وسالم على المرسلين‬
‫والحمد هلل رب العالمين) ‪.‬‬
‫والسالم عليكم ورحمة هللا وبركاته‬
‫اسماعيل القريشي‬
‫تم االكمال االربعاء ‪27/5/2020‬‬

‫‪162‬‬
‫المصادز‬

‫كتاب قصة االيمان بين الفلسفة والعلم والقران‬


‫\ نديم الجسر‬
‫موسوعة النابلسي \الدكتور محمد راتب‬
‫النابلسي‬
‫محاضرات الدكتور زغلول النجار‬
‫محاضرات الدكتور الكحيل‬
‫كتاب االعجاز العلمي لالستاذ الدكتور فؤاد‬
‫محمود سندي‬
‫ذاكرة المؤلف‬

‫‪163‬‬
‫لم‬
‫جدول ا جنويات‬
‫مقدمة الشاعر واالديب خلف المناصير ‪4.............‬‬
‫مقدمة الحقوقي محمد قاسم محمد ‪10 .................‬‬
‫التمهيد ‪13 ...............................................‬‬
‫قصيدة كن عبقريا ‪19 ...................................‬‬
‫اثبات الوجود ‪23 ........................................‬‬
‫المصادفة ‪28 ............................................‬‬
‫ومثال ذلك ‪29 ......................................١‬‬
‫ومثال ‪ 2‬للماء ‪31 ....................................‬‬
‫مثال ‪34 .............................................3‬‬
‫مثال ‪ 4‬الشمس ‪35 ...................................‬‬
‫مثال ‪ ٥‬القمر‪37 ......................................‬‬
‫مثال ‪38 ............................................ ٦‬‬
‫مثال ‪40 ............................................ ٧‬‬
‫بالغة القران ‪43 ........................................‬‬
‫روائع اإلعجاز البالغي ‪43 ........................1‬‬

‫‪164‬‬
‫زوجة وامرأة ‪45.....................................‬‬
‫هللا هو الذي يحيي ويميت ‪46..........................‬‬
‫يعقلون ويعلمون ‪47..................................‬‬
‫واو الزمر ‪49.........................................‬‬
‫ولم يجعل له عوجا ‪50...............................‬‬
‫ال يشعرون ‪ ..‬ال يعلمون ‪52.........................‬‬
‫ساحر وسحار ‪54.....................................‬‬
‫ال ترادف في القران‪58.................................‬‬
‫أ‪.‬د‪.‬فؤاد محمود سندي ‪58..............................‬‬
‫المثال األول ‪( :‬عيون وأعين) ‪59...................‬‬
‫المثال الثاني‪( :‬سنة وعام)‪61.................... ..‬‬
‫قصيدة الذكر ‪71.........................................‬‬
‫االعجاز العلمي ‪74......................................‬‬
‫كتاب اإلعجاز العلمي في القرآن الكريم ‪74...........‬‬
‫المؤلف‪ :‬حميد عبد جواد محمد النجدي ‪74...........‬‬
‫تحديد جنس الجنين‪74...............................‬‬
‫‪165‬‬
‫القرآن الكريم وعالم البحار ‪79 ........................‬‬
‫}أو كظلمات في بحر لجي { ‪82 .....................‬‬
‫أدنى األرض ‪86 ......................................‬‬
‫عمد السماء ‪99 .......................................‬‬
‫قصيدة اعجاز القران ‪107 .............................‬‬
‫فضيلة القران‪112 ......................................‬‬
‫( القرآن في الحديث) ‪116 .............................‬‬
‫قصيدة فضل القران ‪119 ............................‬‬
‫‪121 .....................................................‬‬
‫العالج النفسي من االيات القرانية ‪122 ...............‬‬
‫العلم‪142 ................................................‬‬
‫أ*االستعانة بالذاكرة الورقية ولها عدة نقاط ‪147 .‬‬
‫ب*تحسين الحالة النفسية ولها عدة نقاط ‪148 ....‬‬
‫قصيدة العلم ‪150 .....................................‬‬
‫الخاتمة‪153 .............................................‬‬
‫المصادر ‪163 ...........................................‬‬

‫‪166‬‬
167

You might also like