Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 99

1

‫اسم الكتاب‪ /‬رفع الهمة لبلوغ القمة‬

‫اسم املؤلف‪ /‬سيد أحمد امين‬


‫رفع اهلمة لبلوغ القمة‬ ‫سنة النشر‪٢٠٢٢ /‬‬

‫مصممة الغالف‪ /‬هدى محمد‬

‫تنسيق‪ /‬أميرة محمود‬


‫ُ‬
‫الجهة الناشرة‪ /‬دار تراث للنشر اإللكتروني‬

‫مدير عام الدار‪ /‬املهندسة أميرة محمود فتحي‬

‫رئيس مجلس إدارة الدار‪ /‬عبد الرحمن محمد‬


‫ُتراث للنشر اإللكتروني‬ ‫ُ‬
‫دار تراث للنشراإللكتروني‬

‫‪Website/https://torathbookstore.blogsp‬‬
‫‪ ot.com/‬رقم الهاتف‪01099607320 :‬‬
‫فيسبوك‪/https://www.facebook.com :‬دار‪-‬تُراث‪-‬للنشر‪-‬اإللكتروني‪-‬‬
‫‪/1670094789971466‬‬
‫الموقع ‪/https://torathbookstore.blogspot.com‬‬

‫للكاتب وغير مصرح بتداوله بدون إذن خطي ©‬

‫‪2‬‬
‫إهداء ‪:‬‬

‫أهدي هذا العمل ألبوي ولكل أحبابي‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫مقدمة‬

‫هذه بعض مقاالت تنهص بالهمة وتقوي العزيمة لنرتقي بأخالقنا‬


‫ً‬
‫سويا ولنزرع الحب والرجولة في كيان من حولنا‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪-‬منذ أن خلق هللا الكون ويحدث فيه الثبات والنظام املحكم‬
‫والذي ال يدع أي مجال للخطأ ‪ ،‬واملتمعن في خلق الكون يلحظ أن‬
‫ً‬
‫هذا الكون يسير وينتظم بمقاييس دقيقة جدا‪ ،‬وال يوجد في الكون‬
‫ثمة تهاون أو إفراط أو خلل‪ ،‬ألن خلف هذا الكون رب العاملين ورب‬
‫السماوات واألرض‪ ،‬وهو ال تأخذه سنة وال نوم‪ ،‬وإال النهارت‬
‫السماوات وهلكت األرض ودمر الكون وصار كما كان أصله من‬
‫دخان‪.‬‬

‫وهذا الكون العجيب املنظم واملعقد في فلكه وفضاءه وأجرامه‬


‫رب كبير واسع عظيم ‪،‬وأنه‬
‫ونجومه ومجراته العمالقة يدل على ٍ‬
‫خلق الكون كله بنظام فيزيائي معقد‪،‬‬

‫(فال ينبغي للشمس أن تدرك القمر وال الليل سابق النهار وكل في‬
‫فلك يسبحون)‬

‫كما ذكر هللا في كتابه‪ ،‬فال الشمس تتحرك عن مدارها وال القمر‬
‫عن ذلك ‪،‬وكذلك كل الفلك ال يتعدى حدوده‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫ّْ‬
‫فهب أن الشمس دنت عن مدارها ونزلت ولو بعض األميال‬
‫لتحولت األرض إلى جمرة من نار‪ ،‬ولو ابتعدت عن مدارها‬
‫وصعدت عدة أميال ‪ ،‬لتحولت األرض إلى كتلة من ثلج‪ ،‬ولو هبط‬
‫القمر عن مداره كذلك بعض األميال لفاضت كل مياه األرض على‬
‫سطح األرض ولغرق الرطب واليابس ولهلك كل من على األرض‪.‬‬

‫ولو صعد القمر عن مداره ولو بعض األميال لغارت كل مياه‬


‫األرض وما وجد الخلق ماء في بحر أو محيط أو نهر‪.‬‬

‫فانظر إلى قدرة هللا في خلقه وكيف وضع لكل الكون النظم‬
‫والقوانين حتى ال يختل أي نظام وال يهلك اإلنسان والحيوان وكل‬
‫من على األرض‪.‬‬

‫فهذا الكون سخر لإلنسان بكل ش يء فيه‪ ،‬وجعل هللا الحياة‬


‫الوحيدة على األرض وحدها ‪،‬فال توجد حياة على أي كوكب سوى‬
‫األرض وهذا نهجنا وما يمليه علينا ديننا ‪،‬ألن كل الكواكب ال تصلح‬
‫لحياة سوى كوكب االرض ‪،‬فالكواكب األخرى مليئة بالغاز أو‬
‫الحمم البركانية أو القوة الكبيرة املغناطيسية أو غير ذلك من عدم‬
‫توفر األكسجين للتنفس أو النيتروجين للزرع أو غير ذلك من‬

‫‪6‬‬
‫معادن وتربة و تضاريس ومناخ معتدل يساعد على الحياة‪ ،‬فكل‬
‫الكواكب ال تصلح لعيش سوى األرض مهما زعم أي جهول أو فاقد‬
‫املعرفة بكتب هللا‪.‬‬

‫والكون نجومه وكواكبه ومجراته وأقماره وشموسه متباعدة‬


‫ومترامية األطراف‪ ،‬فحتى إلى اآلن لم نتعدى نجم الثريا وهو يقع‬
‫بعد مجرتنا وبعد املرأة املسلسلة بباليين السنين الضوئية ‪ ،‬وإلى‬
‫اآلن لم نصل بكل مراكبنا الفضائية وبكل مكروسكوباتنا إلى أبعد‬
‫ً‬
‫من ذلك‪ ،‬فاملسافة بين األرض والسماء بعيدة جدا‪ ،‬فما بالنا‬
‫باملسافة بين السماء األولى والثانية والثالثة إلى السابعة‪.‬‬

‫فيا لعظمة ربنا وقدرته وعظيم إبداعه‪.‬‬

‫فاملتفكر في املسافات بين األرض والقمر أو الشمس أو بين األرض‬


‫ومجرة التبانة أو حتى إلى ما وصل إليه العلم لوجد العجب‬
‫‪،‬فالسنة الضوئية هي املسافة التي يقطعها الضوء في الفراغ في‬
‫سنة واحدة‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫وبما أن سرعة الضوء تبلغ حوالي ‪ 3٠٠،٠٠٠‬كيلومتر في الثانية‬
‫(حوالي ‪ 186،٠٠٠‬ميل في الثانية)*‬

‫فإن مسافة السنة الضوئية تبلغ حوالي ‪ 1٠‬تريليون كيلومتر‬


‫(حوالي ‪ 6‬تريليون ميل) واملسافة بين األرض وأقرب كوكب أال وهو‬
‫كوكب عطارد كما ثبت أنه هو أقرب كوكب وليس الزهرة‪،‬‬
‫واملسافة هي ‪ 77‬مليون كم ‪،‬وهذا هو أقرب كوكب‪ ،‬فما بالك‬
‫باملسافة بين األرض والشمس التي نراها كأنها قريبة منا ‪،‬فاملسافة‬
‫بين األرض والشمس هي‪:‬‬

‫‪ 149.6٠٠.٠٠٠‬مليون كم وكلما ابتعدنا فاملسافة تقاس بالسنة‬


‫الضوئية‪ ،‬والسنة ضوئية هي سرعة الضوء وهي‪:‬‬

‫يقطع الضوء خالل سنة واحدة حوالي‬


‫ً‬
‫‪ 1٠1٢×1٠1٢9.46٠5٢84×9.46٠5٢84‬كيلومترا (أي ما‬
‫ً‬
‫يقارب ‪ 1٠1٢×1٠1٢5.87849981×5.87849981‬ميال)‬

‫والحسابات في هذا املجال معقدة وكبيرة وهذا هو الكون وهذا‬


‫خلق هللا سبحانه وتعالى‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫‪-‬لقد كانت املرأة قبل تحريرها وقبل خروجها للتمثيل والدعارة‬
‫والعمل هنا وهناك والرقص وممارسة الرياضة املختلفة مطيعة‬
‫لزوجها وال تجرأ أن تناطحه أو تكسر له أي أمر‪ ،‬وكانت املرأة‬
‫تحترم زوجها وشقيقها ومن قبل أبويها ‪،‬فال ترفع صوتها على أحد‬
‫منهم أو تسب زوجها أو تناطحه في كل ش يء ‪،‬وكانت املرأة تعتبر‬
‫زوجها سيدها وتاج رأسها وحاميها وراعيها‪ ،‬حتى أتى من َّزج بها في‬
‫آبار الوحل والخيبة والتمرد والخروج على األب واألخ والزوج‬
‫والوقوف أمامهم دون حياء أو أنوثة منهن‪ ،‬فغاصت املرأة في خضم‬
‫األزمات ما بين طالق وسجن وفراق ومكابدة األهوال وحدها دون‬
‫سند لها أو معين يعينها ألنها شاهدت على الشاشات دون وعي أو‬
‫فهم كل بطالت املسلسالت واألفالم يرفعن أصواتهن على آبائهن‬
‫وأزواجهن وأشقائهن‪ ،‬فانطلقت تقلد كل ذلك كالعمياء أو البلهاء‬
‫حتى غرقن في مستنقع عفن أال وهو التمرد على الرجل وعدم‬
‫السمع والطاعة له دون جدال أو عصيان‪.‬‬

‫لقد تغير فكر املرأة في عالقتها مع زوجها في أوروبا والشرق‬


‫األوسط‪ ،‬أما في شرق آسيا فهناك املرأة تكاد تعبد الرجل‪ ،‬ففي‬
‫اليابان وكوريا وغيرها من هذه الدول ما زالت املرأة تحترم وتبجل‬

‫‪9‬‬
‫الرجل رغم تقدمهم التكنولوجي ‪ ،‬فهم لم يتقدموا في العري والخنا‬
‫والخالعة واإلباحية‪ ،‬والرقص والتمثيل‪ ،‬ولكنهم تقدموا في العلم‬
‫والعمل والصناعة والزراعة وكل ش يء‪.‬‬

‫واحترام الزوج أو األب أو األخ وتبجيلهم والسمع والطاعة لهم ملن‬


‫سمات الدول املتقدمة والعريقة‪ ،‬ألن زوال اإلحترام والتقدير‬
‫للرجل القائم على األسرة يمثل الخطر األكبر والباعث على سقوط‬
‫تلك األمة‪.‬‬

‫فاملرأة الناشزة واملترجلة ال تنجب إال الشواذ وأشباه الرجال وبنات‬


‫الليل والساقطات‪ ،‬ألنها لم تزرع فيهم بأفعالها وتصرفاتها ما‬
‫يجعلهم يوقرون الرجل ويعرفون قدر رب املنزل ‪،‬فمثل هؤالء من‬
‫يطلقون ومن يخرجون وينجبون أطفال الشوارع واملالجئ وتجار‬
‫املخدرات وأصحاب األفعال القبيحة‪.‬‬

‫فلقد وصلنا في هذا العصر وهذه األيام إلى حافة الهاوية والتي ما‬
‫زال يسقط فيها آالف الفتيات واألوالد ‪،‬حتى وصلنا إلى مستو ًى من‬
‫تدني الحياء ألدنى مستوياته ‪،‬فقد ترى على كل الشاشات فتيات‬

‫‪10‬‬
‫يرقصن وهن عاريات وأوالد في سن املراهقة ال تجرأ أن تصفهم‬
‫بالرجال‪.‬‬

‫فلقد أنجب لنا تمرد النساء الكثير من العاهات والعاهرات ‪،‬وهذا‬


‫ألن البيوت تبنى على أكتاف النساء‪ ،‬فهن من يجلسن في املنازل‬
‫طوال الوقت والرجل في العمل‪ ،‬حتى إذا رجع من عمله وحاول أن‬
‫يصحح أو يعدل أو يعترض صاحت فيه زوجته املتمردة معترضة‬
‫وال تدعه يتكلم بحجة أن األوالد ما زالوا في صغرهم ‪،‬والزوج قد‬
‫أنهكه العمل أو السفر فال طاقة له بجدالها أو الرد عليها فيدع لها‬
‫املنزل لتتصرف فيه كما تشاء‪ ،‬فينتج عن ذلك ما نراه على التيك‬
‫توك والشات املتعدد واليوتيوب وغير ذلك من عر ٍي وفجور ال يرقى‬
‫ألخالق مجتمعنا وديننا ومكاننا‪.‬‬

‫فهل ما زالت املرأة في بالدنا ومجتمعاتنا تحت تأثير املخدر الذي‬


‫وضعوه لها؟‬

‫هل ما زالت مغيبة وفاقدة وعيها؟‬

‫متى تعودين لرشدك أيتها الشرقية ويا أيتها املسلمة ‪ ،‬ويا أيتها‬
‫املسيحية؟‬

‫‪11‬‬
‫متى نرجع ونحترم رب املنزل؟‬

‫هل ما يحدث في بالدنا يرضيكن يا نساء العرب وغير العرب؟‬

‫ال يوحد أي حل لصالح املجتمع وما صار إليه من تسيب وعري‬


‫وفجور إال بعودة احترام وتبجيل املرأة للرجل ‪ ،‬وإال فال لوم إال‬
‫َّ‬
‫عليكن‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫الحسد يدمر ويقتل‬

‫‪-‬كم أدخلت عين الحاسد الكثير من الناس إلى القبور‬


‫واملستشفيات واملصحات النفسية‪ ،‬وكم طلقت من نساء‪ ،‬وكم‬
‫خربت من بيوت كانت مليئة بالسعادة ‪،‬وكم أثكلت عين الحاسد‬
‫أمهات وكم أحرقت وأحزنت‪ ،‬وكم أدخلت في السجون الكثير‪.‬‬

‫فال يعرف الحاسد أنه قد يقتل بعينيه السقيمتين الكثير من‬


‫الرجال والنساء واألطفال دون ذنب إال أنه يرى أنهم أفضل منه‪.‬‬

‫فيا لك من قاتل وخائن ومخرب للبيوت‪.‬‬

‫فكم خربت الديار أيها الحاسد اللئيم‪ ،‬وكم جعلت من األطفال‬


‫من يعيشون مرارة اليتم بعينيك التي ستفقدهما في نار جهنم‬
‫وبئس املصير‪.‬‬

‫فكم من نساء فقدن أزواجهن بسبب عينيك التي تشبه عين‬


‫إبليس اللعين‪.‬‬

‫وكم من رجل فقد زوجته بسبب نظرتك اللعينة وحسدك إياها‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫ففي القبور؛ وفي السجون؛ وفي األحزان والهموم واملستشفيات كل‬
‫من جنيت عليهم أيها الحاسد املريض‪.‬‬

‫فالعين تبكي على ضحاياك ومن قتلت وأسقمت ‪،‬والقلب يعتصر‬


‫ً‬
‫حزنا من هذا العدو الخفي ‪ ،‬فما أجبنك وما أصغرك وأحقرك أيها‬
‫الحاسد اللعين‪.‬‬

‫فوهللا ال حسنة لك وال جنة لك كما ورد في ديننا أيها القاتل العنيد‪،‬‬
‫فحسناتك ال وزن لها‪ ،‬ألن الحسد يحول الحسنات لرماد وتراب‪.‬‬
‫َّ‬
‫فهال غضضت نظرك عن نعم الناس ‪،‬فأنت كما عند الناس فهو‬
‫عندك ‪،‬فلو كان لديهم املال ‪،‬فلديك العيال ‪،‬وإن كان لديه‬
‫الصحة‪ ،‬فلديك املرأة الحسناء والعمل املستقر‪ ،‬وهكذا ‪،‬فكل‬
‫واحد منا قد أخذ حظه من الدنيا فإما يكون قد أخذه من األوالد‬
‫والصحة أو من األموال والعمل أو غير ذلك‪ ،‬فال تنظر لنعم غيرك‬
‫‪،‬فقد يكون من تنظر إليه ال يستطيع أن يأكل كما تأكل ‪،‬أو قد ال‬
‫يمتلك صحة جنسية كما تملك‪ ،‬أو قد ال يكون عنده مثل أوالدك‬
‫‪،‬أو قد تكون زوجته كثيرة الطلبات والسخط عليه ‪،‬وأنت زوجتك‬
‫ً‬
‫تفعل لك ما تشاء وال تطلب منك شيئا‪ ،‬وهكذا‪ ،‬فقس على الناس‬

‫‪14‬‬
‫حياتك‪ ،‬فستجد ما أنت فيه من النعم أفضل من غيرك‪ ،‬فصاحب‬
‫املال الكثير والعقارات والعمل املثمر قد تجده في الصحة‬
‫الجنسية أقل منك بكثير‪ ،‬أو قد تجده ال يأكل كل ش يء كما تأكل‬
‫‪،‬أو قد تجده في حرب نفسية مع زوجته وأوالده ومن حوله ممن‬
‫يتعامل معهم ‪،‬فما أكثر منغصات املال‪.‬‬

‫فهناك كما تعلمنا أنه يوجد الرزق السلبي كما يوجد الرزق‬
‫اإليجابي‪ ،‬فالرزق اإليجابي هو الطعام والشراب واللباس‬
‫والعقارات واألموال‪ ،‬أما الرزق السلبي فهو أن يمنع عنك هللا بنزين‬
‫السيارة وتكاليف املنازل الباهظة‪ ،‬ويمنع عنك املدارس‬
‫والجامعات الخاصة بنبوغ ولدك وفهمه في املدارس والجامعات‬
‫الحكومية ‪،‬وأن يمنع عنك طلبات زوجتك الكثيرة واملصايف‬
‫والرحالت واملالبس الكثيرة واملطاعم والسفر املكلف‪ ،‬والذهاب‬
‫إلى األطباء وجلب الدواء لشتى األمراض‪ ،‬ويمنع عنك مصاريف‬
‫الكهرباء والغاز الكثير بسبب كثرة األجهزة الكهربائية من تكييف‬
‫وغيره‪ ،‬ويمنع عنك الطعام والشراب الزائد لهذا وذاك وكثرة‬
‫الحفالت وأعياد امليالد‪ ،‬وهكذا‪.‬‬

‫فهل أنت أيها الحاسد بعيشك البسيط تحسد من ال يعرف النوم؟‬

‫‪15‬‬
‫هل أيها الحاسد البغيض تنظر ملن حياته ال تعلم عنها سوى‬
‫الطعام والشراب والسيارات؟‬

‫لو اطلعت على عيش غيرك وما فيه من كدر وعنت ومرض‬
‫لحمدت ربك على ما أنت فيه‪.‬‬
‫ً‬
‫ولكن داخلك يفعمه املرض ‪،‬فأنت أسوأ من إبليس‪ ،‬فهو أيضا أول‬
‫من حسد ‪ ،‬فلقد نظر آلدم وقال‪:‬‬
‫َ ّْ ُ ّْ َ ّْ َ َ َ ّْ ُ ُ َ َ َ َ َ ُ َّ ّْ َ َ َ َ َ‬
‫ال أأ ّْس ُج ُد‬ ‫( و ِإذ قلنا ِللمال ِئك ِة اسجدوا ِآلدم فسجدوا ِإال ِإب ِليس ق‬
‫َ ََ‬
‫ِمل ّْن خل ّْق َت ِط ًينا(‬

‫فقد حسد آدم على تكريمه من ربه ومن سجود املالئكة له‪ ،‬فمنعه‬
‫ذلك من تنفيذ أمر هللا له ‪،‬فكان جزاءه الخلد في الدنيا ‪،‬والخلد في‬
‫النار فقد لعنه هللا وطرده من الجنة والسماء ‪ ،‬وأنزله إلى األرض‬
‫ومسخه على هيئة قذرة‪ ،‬وكذلك أنت أيها الحاسد اللعين ستخلد‬
‫في النار وستذوق الوبال ‪،‬وستندم ولكن بعد فوات االوان‬
‫‪،‬وستبكي على ضحاياك ومن قتلت ‪،‬ولكن بكائك لن ينفعك ولن‬
‫يشفع لك‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫الخوف من املجهول‬

‫ينتاب املرء من حين آلخر بعض الخوف من املجهول ‪،‬وال سيما لو‬
‫كان هذا الشخص ضعيف اإليمان ومن العصاة لربهم ‪،‬فتراه‬
‫ينتفض ألتفه األسباب ويرتعد لصوت حفيف األشجار‪ ،‬ويموت‬
‫ً‬
‫قلقا من خرير املاء‪.‬‬

‫فهذا الشخص قد يقتل نفسه من أثر ذلك ‪،‬وقد يخفق قلبه من‬
‫شدة الرعب ‪،‬فهو شديد البعد عن موضع الخطر ونقطة الخوف‬
‫إال أنه يتوجس ويتوقع بنفسه كل فاجعة ‪،‬ويسمع صوت املوت‬
‫على أنه هو صاحب ذلك النداء‪.‬‬

‫فأصحاب النفوس املريضة يحسبون كل صيحة عليهم ‪ ،‬ويخافون‬


‫آت ال محالة‪ ،‬فقلوبهم خاوية من ذرة إيمان‬
‫من املوت مع أنه ٍ‬
‫‪،‬وأجسادهم كحصان طروادة من الداخل ‪،‬يحوي النفاق والخبث‬
‫و الشقاق‪.‬‬

‫فالتعرض ألنواع الفتن واللهو واللعب وترك سبل الطريق‬


‫املستقيم يجعل من املرء ألعوبة بيد الشياطين يهزونه ويضجرونه‬
‫ويخلقون من نفسه ذلك اإلنسان املريض النفس ي ‪ ،‬واملدمن‬

‫‪17‬‬
‫العفن ‪ ،‬والضائع في كل مجاالت الحياة ‪ ،‬فهو قد أنهى طموحاته‬
‫وأمنياته بجهله وبعده عن الجادة والصواب‪.‬‬

‫فما أجمل من ترك الخطأ حتى لو أتى هذا الخطأ بآالف املنافع‪،‬‬
‫ولكن هذا الخطأ ظاهره وباطنه سم العقارب وفحيح األفاعي‬
‫وميدان الجنون والدمار‪.‬‬

‫وما أفضل ممن ارتض ى عيش األسوياء ‪،‬وحظيرة السعداء ‪ ،‬ومالذ‬


‫األذكياء‪ ،‬فهم قلة بين الكثير من األشقياء والبلهاء والتعساء‬
‫الذين ظنوا طريق الخيبة واملخدرات والشذوذ والعري والرقص‬
‫والتخلي عن طريق األنبياء طريق الصواب‪.‬‬
‫ً‬
‫سترى دوما أن صاحب الطريق الشيطاني يعاني من البغض‬
‫املجتمعي والنفور األسري واالبتعاد الواضح ممن حوله من‬
‫األطهار ومن ملكوا تلك النفوس السوية السليمة ‪،‬ويجتمع على‬
‫هذا الشخص كل عربيد وصديق سوء وأصحاب املبادئ الوضيعة‬
‫والقيم الساقطة والصوت املقزز ومن فقد كل املثل وشرد نحو‬
‫طريق الشيطان باختياره وبمحض إرادته‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫ً‬
‫ولكنك تلحظ الفرق جليا بين هذا الوضيع وبين من حكم عقله‬
‫والتزم بمنهج قد رسمه لنفسه وأخذ على نفسه العهود على أن‬
‫يظل عمره ال ينحني وال ينكسر مهما صدمته رياح الشياطين‪ ،‬أو‬
‫عاصفة املفسدين‪ ،‬أو بركان الحاقدين‪ ،‬فهو ال يتزعزع وال يلين ألي‬
‫تافه ‪،‬وال يحركه أي غيور أو ناقم‪.‬‬
‫ً‬
‫فمثل هذا يعيش سعيدا وال يخاف إذا خاف الناس‪ ،‬وال يهمه ما‬
‫أهم الناس ‪،‬فهو يمتلك إيمان املالئكة ‪،‬وطريق الرسل‪ ،‬وقلب‬
‫األقوياء الذين رحبوا باملوت أينما َّ‬
‫حل ‪ ،‬وصافحوا البالء أينما نزل‬
‫‪ ،‬ألنهم يوقنون أن قدر هللا ال يغيره حزن حزين أو بكاء عليل‪ ،‬أو‬
‫صرخة صارخ‪ ،‬أو نقمة ناقم‪.‬‬

‫فقد كتب هللا القدر قبل خلق السماوات واألرض وقبل خلق‬
‫اإلنسان ‪ ،‬فال ر َّاد ملا كتب ‪ ،‬وال مغير ملا قدر ولطف‪.‬‬

‫ففي ظل ما نحن فيه من مخاوف وأمراض تخلع قلب كل ضعيف‬


‫يجب علينا تقوية اإليمان بالقدر في القلب ‪ ،‬وبث روح اليقين في‬
‫النفس‪.‬‬

‫وقتها فال خوف وال ذعر وال قلق‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫السعادة بين السراب‬

‫قد يبحث البعض عن السعادة في املال ‪،‬وقد ينبش عنها آخر في‬
‫الشهرة أو السلطان ‪،‬وقد ينقب عليها أحدهم في الثروة والجاه‪.‬‬

‫جاه؛ أو سلطان؛ أو مال؛ أو أوالد ؛ أو شهرة؛ أو‬


‫ولكنها ال تكمن في ٍ‬
‫غير ذلك مما يتغير ويتحول ويفنى‪.‬‬

‫فلقد رأينا وسمعنا عن ملوك وأمراء و سالطين ورؤساء قد أزيلوا‬


‫من على عروشهم وألقي بهم في األجداث أو ظلمة القبور من بعد‬
‫النعيم والطعام الطيب والسمين‪ ،‬ومن بعد نوم الحرير واللباس‬
‫الناعم النظيف إلى تراب وحشرات وظلمة وحساب‪.‬‬

‫فكل نعمة في الدنيا زائلة وفانية وال مستقر لها‪.‬‬

‫فأين نجد السعادة وأين مكانها؟‬

‫لقد بحث عن السعادة الكثير من الناس‪ ،‬فمنهم من أخذت تعيش‬


‫عيش البسطاء مع أنها من أغنى األغنياء‪ ،‬ألنها ما وجدت السعادة‬
‫في املال وال العقارات ؛وال السيارات ‪،‬وال الرحالت‪ ،‬فذهبت تلك‬
‫املرأة وتزوجت من رجل شيوعي‪ ،‬فأخذت تطهي وتغسل وتنظف له‬

‫‪20‬‬
‫حتى تشعر بالسعادة ‪،‬فما شعرت ‪،‬فتركته وتزوجت من رجل‬
‫رأسمالي ‪،‬فعاشت معه حياة املال واألعمال والقيادة وغير ذلك‪،‬‬
‫فما وجدت معه السعادة‪ ،‬ثم تزوجت من ثالث ورابع وبعد ذلك‬
‫وجدوها منتحرة وقد تركت كل ذلك وكل ما تملك ألنها ما شعرت‬
‫بالسعادة‪.‬‬

‫وهناك أخرى بعدما بلغت من املجد والشهرة والثراء مبلغ حلم‬


‫الكثير من الناس الفقراء‪ ،‬فلم تشعر بالسعادة وانتحرت بين‬
‫مجدها وشهرتها ومالها ‪،‬فما أغنى عنها ذلك ‪،‬وما أسعدها ما‬
‫وصلت إليه رغم ذلك‪.‬‬

‫ولكن هؤالء لو أمعنوا النظر وفكروا وبحثوا لوجدوا السعادة في‬


‫جنب هللا العظيم‪.‬‬
‫ً‬
‫فلن تشعر بسعادة أبدا مهما حصلت من أسباب حتى تركن إلى‬
‫ربك وتأنس به وحده‪ ،‬فبجواره األنس والنعيم‪ ،‬ومعه اللذة‬
‫والرض ى‪ ،‬وتحت طاعته السعادة األبدية في األولى واآلخرة‪.‬‬

‫فمن عاش في كنف هللا وعبادته وجد سعادة لو علمها أثرياء‬


‫األرض لتقاتلوا عليها‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫فما أحلى من معرفة هللا وفعل ما أمر والوقوف عند ما نهى وزجر‪.‬‬

‫مال‪ ،‬وال قلة عيال ‪ ،‬وال ثناء‬


‫فقلوب من عرفوا هللا ال يعكرها نفص ٍ‬
‫الناس ‪،‬أو رفعة أو شهرة أو ما يسعد من جهلوا عن هللا‪.‬‬

‫فهيا ابحث عن السعادة في املساجد‪ ،‬وفي محاريب الصالة ‪،‬وفي‬


‫الصيام والزكاة والصدقات وفعل الخيرات‪.‬‬

‫هيا ابحث عنها في بطون الجياع‪ ،‬وفي منازل أصحاب الديون‬


‫والحاجات‪.‬‬

‫هيا ابحث عنها بين الغارمين والثكالى واألرامل واملستشفيات‪.‬‬

‫هيا ابحث عنها في األخالق الحميدة‪ ،‬وفي البر واملعاملة الحسنة‬


‫الفريدة‪.‬‬

‫وقتها ستشعر بالسعادة والبشر والتفاؤل وعدم الحزن أو الكآبة‬


‫أو تفكير في انتحار‪.‬‬

‫وقتها ستشعر أنك قد ملكت الدنيا كلها ولكن بدون ملك أو زعامة‬
‫أو مال أو ثروات‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫السالم العقيم‬

‫‪-‬السالم كلمة تعني الحب والوئام واملسامحة واالحترام‪ ،‬أما أن‬


‫تستخدم هذه الكلمة‪ ،‬وتلك األيقونة في غير موضعها ‪،‬فهذا يسمى‬
‫بالسالم املبتور أو املعتوه‪ ،‬فكيف ترفع راية السالم أيها العدو‬
‫املتغطرس واألعمى وتقتل وتضرب وتعذب وتعتدي على مقدساتي‬
‫ومصانعي ومنازلي؟‬

‫أنت ال تريد السالم‪ ،‬ألنك ال تعرف معنى السالم‪ ،‬ألنك أطلقت على‬
‫وزارة الجيش (وزارة الحرب) وناديت بشعارات صارخة وخالية من‬
‫الحياء أو االحترام ‪ ،‬ورفعت سالحك بكل تبجح وازدراء لكل األديان‬
‫والقيم واملبادئ وحق الجيرة التي ال تعرفها وال تراعيها‪ ،‬فأنت‬
‫اعتدت على قتل األنبياء واألبرياء واغتصاب كل حق للغير‪،‬‬
‫واغتيال الضمير وكل عظيم ‪،‬أنت ال تعرف سوى الدماء وتمزيق‬
‫األشالء ‪،‬فأنت أشبه بدراكوال‪ ،‬بل أنت أيها املعتوه دراكوال‪ ،‬فكم‬
‫من دماء سكبت وكم من بيوت خربت‪ ،‬وكم أحرفت وأثكلت‬
‫وأحزنت أمهات وأبناء وأطفال ومنازل ‪،‬أنت ال تعرف الرحمة وال‬
‫اإلنسانية وال تعرف معنى السالم‪ ،‬فلماذا تتغنى بتلك الكلمة؟‬

‫‪23‬‬
‫أيها املغتال؛ أيها الجبار ؛أيها املحتال؛ أيها اللص يا ذئب النهار‬
‫‪،‬أنتم اعتدتم منذ قرون على سفك الدماء في خلسة ودهاء ومكر‬
‫كالثعلب املكار ‪،‬أيها الجبان يا من أخذت أرض غيرك وأكلت‬
‫وشربت من خير غيرك ‪،‬هل أنت من الشرفاء؟‬

‫هل لديك كرامة وعزة ونخوة وشهامة؟‬

‫ال وألف ال ‪،‬أنت ال تعرف سوى النذالة والخيانة ومكر الظالم‪،‬‬


‫فما أشبهك بالذئاب وبالكالب‪ ،‬أنت أحقر من أن تذكر في التاريخ‬
‫‪،‬ولكنك دخلت تاريخ الصغار واألقزام ‪،‬أنت لعنة حلت على كل‬
‫من جاورك واقترب منك ‪،‬ألنك قد لعنت من قبل على لسان‬
‫أنبياءك‪ ،‬فكم من نبي قتلت ‪،‬وكم من رسول كذبت ‪،‬وكم من‬
‫ً‬
‫مقدسات أحرقت ‪،‬أنت ال تستحق الحياة وال العيش كبشر أبدا‬
‫‪،‬أنت تستحق التنكيل والقتل والعذاب كما فعل بك أتباع النازية‪،‬‬
‫أنت تستحق ما فعله بك فرعون‪ ،‬أنت ال أرض لك‪ ،‬وال جلد لك‪،‬‬
‫وال دين لك‪ ،‬أنت الثعبان الذي يستحق ذلك النعل على رأسه كي‬
‫تموت بسمك بين أحقادك ومخططاتك السقيمة‪ ،‬هل تخطط‬
‫ملحو من حولك؟‬

‫‪24‬‬
‫هل تخطط لتحرم جارك من جرعة ماء؟‬

‫ال لن نذل ولن تقدر علينا أيها الثعبان الذي بات سمك يضرك وال‬
‫ينفعك ‪،‬أنت أضعف من تواجه األسود أو الوحوش ‪،‬أنت‬
‫كالدعسوقة بين القذى والبراز تلتحف باألوساخ من برد شرك‬
‫وغرورك أيها الجبان العربيد‪ ،‬أال تذكر كم شردت وعذبت ونفيت‬
‫في أوروبا وفي كل البالد؟‬

‫أم أنك تنتقم ملاضيك األسود ولنسلك الذي يشبه نسل الغربان‬

‫ال تدعي السالم وكلتا يديك ملطخة بدماء األنبياء واألطفال‬


‫والنساء ‪،‬ال تدعي السالم ودم زكريا ويحى وعيس ى لم يجف من بين‬
‫أصابعك املبتورة‪.‬‬

‫سيأتي اليوم الذي تركع فيه وتنحني أمام ضحاياك ولكن لن‬
‫ترحمك عبرات الثكالى‪ ،‬وال صرخات اليتامى‪ ،‬وال آهات القتلى أيها‬
‫السفاح الوضيع‪.‬‬
‫ً‬
‫ستفقد مجدك العفن‪ ،‬وتترنح خوفا من دماء األبرياء الذين قتلتهم‬
‫بدم بارد‪ ،‬فيالك من شيطان رجيم‪ ،‬وذئب لئيم‪ ،‬فكم نشرت‬
‫الرذيلة والفواحش حتى ينحني العالم كله بين يديك املتسختين‬

‫‪25‬‬
‫بأموال الربا والزنا واملخدرات والشذوذ والعري وامليول الغريزية‬
‫العفنة‪ ،‬فكم نشرت قذارتك واستخدمت نساءك في ذلك ‪،‬فأنت‬
‫أقذر ما سمعت به البشرية‪ ،‬وأنت كما أنت منذ نعومة أظافرك‬
‫تقتل وتخرب وتعص ي وال تعمر‪ ،‬ولكني أبشرك أيها النذل بخسارة‬
‫في الدنيا واآلخرة وبنار تحرق نسلك ألنك قرين إبليس وقارون‬
‫وفرعون وهتلر وماسوليني وراسبوتين و مالعين األرض‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫السالم النفس ي وراحة القلب‬

‫‪-‬ال شك أن السالم النفس ي يجعل املرء بين الناس من السعداء‬


‫‪،‬حتى تكاد تراه وكأنه من ملوك األرض حتى لو كان يعاني من فقر‬
‫أو مرض أو نقص في حياته‪ ،‬فهذا الذي صالح نفسه وجعلها ترض ى‬
‫وتبتسم للحياة وال تنظر إلى ما عند الناس ملن أسعد الناس‪ ،‬فقد‬
‫يغبطه الناس على ما يشعر به ‪،‬وما يظهر عليه من حمد لربه‬
‫وعدم التدخل في حياة اآلخرين‪.‬‬

‫وقد تجد هذا املرء وقد أنهكته الحياة وجعلته ينزف الكثير من‬
‫األلم والعبرات ولكنه يظهر بين الناس من السعداء‪ ،‬فيفرح لفرج‬
‫الناس ويحزن لحزنهم‪ ،‬وال يعنيه من يستقل سيارة ‪ ،‬أو من يشيد‬
‫املنازل والقصور ‪ ،‬أو من ينجب أو يزرع أو يصنع ‪،‬فال يعنيه سوى‬
‫نفسه وبيته وفقط‪.‬‬
‫ً‬
‫‪-‬فمن عاش بمثل هذا القلب السليم فقد ملك الدنيا واآلخرة معا‪.‬‬

‫فالسالم النفس ي يجعلك بين الناس من املقربين وعند هللا من‬


‫الصالحين‪ ،‬ألنك وصلت لحسن إسالمك ‪،‬ألنك لم تتدخل فيما ال‬
‫يعنيك ‪،‬ولم تكثر من السؤال عن هذا وذاك‪ ،‬وهذا لن يأتي إال‬

‫‪27‬‬
‫بعدم مجالسة أصحاب الغيبة والنميمة والهمز واللمز ‪،‬ألن تلك‬
‫الفئة البغيضة تشعل نار الحقد والحسد في قلبك‪.‬‬
‫ً‬
‫‪-‬وأيضا عدم النظر ملن هو أعلى منك ‪،‬فالنظر ملن هو أعلى منك‬
‫يجعلك تتمنى مثل ما هو فيه ‪،‬فتنقم عليه ‪ ،‬فتثور نفسك وال‬
‫ترض ى بما هي فيه ‪ ،‬فتطفو على النفس بقع السواد ‪ ،‬وتصرفات‬
‫تهلك النفس وقد تزج بها في غياهب السجون أو القبور لدخوله‬
‫لعالم افتراض ي خيل له وما كان إال محض سراب‪.‬‬

‫‪-‬فالسالم النفس ي سمات األنبياء و األتقياء وسمة كل طيب‬


‫وعظيم‪.‬‬

‫‪-‬فالحرب املشتعلة في نفسك قد تحرقك ألنك تنفخ فيها ما بين‬


‫الحين واآلخر حتى تشب وترتفع وال تتحكم فيها ألنك لم تتعافى من‬
‫بغضك وحقدك وما أنت فيه من حياة بئيسة رغم أنك تنعم بحياة‬
‫لو قورنت بحياة من تحقد عليه لرأيت أنك أفضل منه‪.‬‬

‫‪-‬فكم من سعيد في نظر الناس وهو يحوي التعاسة بين حناياه ‪،‬‬
‫وكم من مظاهر خداعة ‪،‬وهيئات غشاشة‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫‪-‬فال نظر ملن هو أعلى منك ‪ ،‬بل عليك بالذهاب للمستشفيات‬
‫واملقابر وأماكن الغسيل الكلوي ‪ ،‬وأصحاب العاهات ‪ ،‬ومن‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫يقطنون السجون‪ ،‬ومن هو أسفل منك صحيا وعقليا واجتماعيا‬
‫ً‬
‫وجسديا ‪ ،‬ومن ال يملك ما تملكه‪.‬‬

‫‪-‬فاملالبس والشكليات واملنازل تخبئ الكثير مما ال تعرفه أو تراه‪،‬‬


‫فلو اطلعت على سرائر الناس لحسدت نفسك على ما أنت فيه‬
‫وعلى كل نعمة أنت تنعم بها‪.‬‬

‫‪-‬فقد أعطاك هللا العين لترى واألذن واللسان والشم والتذوق‬


‫واألمعاء السليمة والعظام واألعصاب املتينة وكل جسدك ال‬
‫ً‬
‫تشكو منه أبدا ‪ ،‬فغيرك قد يعاني من أمراض في بطنه أو ظهره أو‬
‫مفاصله أو ال يتمتع بطعام أو شراب أو دخول الخالء ملرض ما‪،‬‬
‫أما أنت فتأكل ما تشاء وتدخل الخالء دون تعب أو ألم‪ ،‬وتبصر‬
‫ً‬
‫وتعقل وتتكلم وتسمع وال تتألم من ش يء أبدا ‪ ،‬فهل هذا كله غير‬
‫كاف لتشكر ربك وتعيش في سالم مع نفسك‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫‪-‬من تنظر إليه وتحقد عليه قد يستيقظ وبنام على الدواء‪ ،‬وال‬
‫يأكل إال بالدواء ‪،‬وال يقدر أن يأكل كما تأكل من طعام ييشتهي هو‬
‫أن يأكل مثله ولكن يخش ى على نفسه الهلكة‪.‬‬

‫‪-‬إن الدول الوحيدة لألسف التي تنظر لبعضها وتحسد وتحقد هي‬
‫دول العرب ‪،‬أما غيرنا فال وقت لديهم للترهات أو الكالم الذي ال‬
‫يسمن وال يغني من جوع ‪،‬فقد تفرغوا للعمل واإلنتاج واالبتكار‬
‫دون حرب نفسية تقعدهم وتهدم كل ش يء‪.‬‬

‫‪-‬فهيا نعش في سالم مع أنفسنا ومع جيراننا وإخواننا ومع كل الناس‬


‫ً‬
‫حتى تعش أنت أوال في سعادة بما أنت فيه ‪،‬وفكر واعمل وابتكر‬
‫وانتج حتى تحقق بما تحلم به ‪،‬فليس من العيب أن تعيش بطموح‬
‫وتنظر للعظماء ومن صنعوا التاريخ والحضارات ومن ابتكروا لنا‬
‫ما نعيش فيه من كهرباء وأجهزة مختلفة وحياة مدنية لم يحلم بها‬
‫ّْ ّْ‬
‫أجدادنا‪ ،‬فأعمل عقلك وستحقق لنفسك أفضل مما تجده عند‬
‫الناس‪ ،‬ولو لم تحقق الجانب املادي ‪،‬فستحقق مكاسب أخرى‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫الصداقة الزائفة‬

‫‪-‬ال تكاد تطلع على صفحات التواصل االجتماعي إال وترى السخط‬
‫والغضب من هذا وذاك‪ ،‬فترى هذا يقول‪:‬‬

‫ال خير في الناس‪ ،‬وهذا يقول‪:‬‬

‫ال عشم ؛ وال صداقة ؛ وال وفاء ؛ وال يوجد من يستحق أن تصادقه‬
‫أو تضحي من أجله ‪،‬أو تظن أنه يتذكر جميلك وإحسانك له‪.‬‬

‫فهؤالء ال يصاحبون إال أصحاب األهواء والدخان واملخدرات‪،‬‬


‫فمثل هؤالء ال يحبون أنفسهم حتى‪ ،‬ألنهم يقتلون أنفسهم‪،‬‬
‫فكيف بغيرهم ‪،‬فكل ما يشغلهم هو الدخان وأنواعه من سجائر‬
‫وحشيش وبانجو وغير ذلك ‪،‬فهؤالء أصحاب منفعة فقط‪.‬‬

‫وهناك من يتقرب منك من أجل املال أو قطعة أرض أو مصلحة‬


‫ما‪ ،‬فإذا انقضت ٰ‬
‫ولى وتركك وكأنه ال يعرفك‪.‬‬

‫وهناك أصحاب الشهوات واملنافع الذين يجتمعون على‬


‫مصالحهم كالذباب حول الجيفة‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫فأنت يا من تثرثر وتهذي وتغضب وتشجو وتستنكر أنت لم تحسن‬
‫اختيار من تصادقه ‪،‬ولم تفرق بين صاحب املنفعة وصديق الخير‬
‫واملسجد ومن أحبك هلل وفقط‪.‬‬
‫لقد ماتت الصداقة في هذا الزمان َّ‬
‫وكبرنا عليها أربع تكبيرات ووارينا‬
‫عليها الثرى من بعد أن ذبحت وتبعثر دمها بين الحمقى واألنذال‬
‫ومدمني املخدرات وأصحاب العاهات‪.‬‬

‫فال تلومن إال نفسك ألنك أطعمت طعامك لصاحب هوى وطالب‬
‫منفعة وال يتذكر جميلك له‪.‬‬

‫فال تصرح بأي ش يء‪ ،‬وال تصرخ على صفحات التواصل االجتماعي‬
‫ً‬
‫وأنت املخطئ في حق نفسك أوال‪.‬‬

‫ويتق ربه؟‬
‫ملاذا أدخلت بيتك من ال يصلي وال يراقب ِ‬
‫لقد قال نبي اإلسالم صلى هللا عليه وسلم‪:‬‬
‫ً‬
‫(ال تصاحب إال مؤمنا ‪ ،‬وال يأكل طعامك إال تقي)‬

‫فهذه الخطوط العريضة وضعها اإلسالم للحفاظ على النفس من‬


‫الكسر أو الصدمة من العالقات الزائفة‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫والنبي صلى هللا عليه وسلم قال‪:‬‬

‫(املرء على دين خليله ‪ ،‬فلينظر أحدكم من يخالل )‬

‫فاختيار الصديق والجار والزوج على أساس ديني يجعلك ال تندم‬


‫وال تصدم في يوم من األيام ‪ ،‬ألن صاحب الدين الحق لن يخذلك‬
‫‪ ،‬ولن يحقرك ‪ ،‬ولن يفضحك ‪ ،‬ولن يخرج سرك أو يهتك سترك ‪،‬‬
‫ولن ينظر إلى أهلك‪ ،‬ألنه تربى على القرآن‪ ،‬وأفعم قلبه اإليمان‪،‬‬
‫وأمس ى وأصبح على وضوء وصالة وذكر وصدقات‪.‬‬

‫ولكننا ال نأمن ألي أحد في هذا الزمن العجيب ‪،‬فاألحرى أن ال‬


‫تجالس في منزلك أي أحد في سمر أو لهو ‪ ،‬إال في ش يء طارئ لبضع‬
‫دقائق ثم يذهب كل واحد ألهله‪.‬‬

‫وكذلك ال تفض ي بسرك ألي مخلوق مهما كان ‪،‬ألن األمانة ضاعت‬
‫‪ ،‬والذمم خربت‪ ،‬واملروءة كادت تنعدم‪.‬‬

‫فعليك بنفسك وبيتك ‪ ،‬والزم دارك‪ ،‬وفي عملك ال تنتظر من‬


‫معرفة جاءت عن طريق العمل أن تدوم أو تسود‪ ،‬وفي شتى‬
‫املجاالت والحياة اآلن ‪ ،‬ال تأمن من تقترب منه وال تترك قلبك‬
‫ً‬
‫وروحك ألي أحد كائنا من كان‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫فالعالقات اآلن صارت ممزقة ال يجمعها سوى الدوالر واليورو‬
‫والذهب والفضة‪ ،‬فإذا انفض املال والفضة والذهب‪ ،‬فلن تجد‬
‫حولك سوى خياالت وسراب لرجال كانوا يلهثون من حولك‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ويتمنون رضاك ‪ ،‬وينحنون لك إعظاما وتقديرا‪.‬‬

‫فإذا أردت أن تعرف معادن الناس فانظر إلى معاملة الناس للفقير‬
‫واملسكين ومن ال عائلة له‪ ،‬فترى الناس هاجرة له‪ ،‬وال صاحب له‬
‫‪ ،‬وال يوجد من يجتمع حوله ‪،‬حتى الكالب إذا رأته كشرت عن‬
‫أنيابها‪ ،‬وإذا مات فلن تجد إال عشرات الناس خلفه وفي مأتمه ‪،‬‬
‫وخالف ذلك تجده مع الغني ومن يملك السلطان والجاه والعائلة‪.‬‬

‫كأن الناس يمتلكون أكثر من مكيال مع أننا نعتنق اإلسالم ‪،‬ولكننا‬


‫صرنا كما الجهال قبل اإلسالم‪.‬‬

‫فال لتلك البوستات التي تشجو وتستنكر ألنك أنت املخطئ‪ ،‬وال‬
‫لوم إال على نفسك‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫املعاناة والحياة‬

‫‪-‬لقد أتى اإلنسان على هذه األرض ليعاني ويكابد ويسعى ويعمل‬
‫ويمرض ويصح ‪،‬ويفقد الغالي والنفيس ‪ ،‬ويجد ما يفرحه وما‬
‫ً‬
‫يحزنه ‪،‬فهو دوما في عناء وكبد‪.‬‬
‫َ ّْ‬
‫بالح َزن‪ ،‬وما بين‬ ‫فالفرح على األرض ال يكتمل ‪،‬والبهجة مكللة‬
‫مظلم تجد‬
‫وتالق تجد اللذة‪ ،‬وبعد كل طريق ٍ‬
‫أفراح وأتراح ‪ ،‬وفقد ٍ‬
‫النور‪ ،‬ولكن لذة التحصيل بعد املعاناة ال يضاهيها لذة‪.‬‬

‫فبعد الكد والتعب والعرق والشقاء تجد ثمرة تعبك ‪،‬فتفرح‬


‫وتطرب ويستهل وجهك‪.‬‬

‫وبعد الحمل واملخاض تجد املرأة ثمرة حملها وأملها في ضحكة‬


‫وليدها ‪ ،‬فهذه هي الحياة‪.‬‬

‫هذه الحياة البشرية ال دوام لنهارها‪ ،‬وال استمرار لشمسها وال ظلها‬
‫وال هواءها‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫فقد تنغص عيش كل فرحان ‪ ،‬وتسمم صحة األبطال ‪ ،‬وتنزع لذة‬
‫الطمأنينة ‪ ،‬وتعكر صفو قوم قد ناموا في أمان ‪ ،‬ففيها األمراض‬
‫واألسقام واألحزان ونسل الشيطان‪.‬‬

‫فقد تتعرض للجوع بعد الشبع ‪ ،‬وللظمأ بعد الري ‪ ،‬وللمرض بعد‬
‫الصحة والفتوة ‪ ،‬فنعم الحياة متقلبة ‪ ،‬وال مستقر لحياة إنسان‬
‫كائن من كان ‪ ،‬فالليل يأتي بغير وجه النهار‪ ،‬والنهار يفاجئنا بتغيير‬
‫في الجسم واملكان‪.‬‬

‫ولكن هذه الحياة قد اعتدنا عليها ‪ ،‬حتى صرنا ال نأمن مكرها ‪،‬‬
‫ونخش ى من ظلمها ‪ ،‬فما أظلم من ليل العليل!‬

‫وما بعد الصحة من نعيم!‬

‫فال تساوي الدنيا كلها أمام سلب العافية‪ ،‬وال طعم لها بجانب‬
‫املرض‪.‬‬

‫فيا يا كل مغرور بصحته ‪ ،‬ويا كل سعيد بثروته ‪ ،‬وهللا لن تتمتع‬


‫ً‬
‫بذلك كثيرا ‪ ،‬فال تتعالى بمالك وال سلطانك ‪ ،‬وال خلو جسدك من‬
‫َ‬
‫در ‪ ،‬وسرورك لحزن ‪ ،‬وما أنت‬ ‫األسقام‪ ،‬فسوف يتبدل نعيمك لك ٍ‬
‫به من نعمة لسلب وافتقار‪ ،‬فاعمل لذلك اليوم‪ ،‬وال تتكبر وال‬

‫‪36‬‬
‫تتعالى ‪ ،‬فكم من متمتع بنعم هللا عليه وال يدري أنها كتبت لغيره‬
‫وستذهب عنه‪.‬‬

‫أيها املسكين الذي قض ى الليل والنهار في ما ال يرض ي ربه ورازقه‬


‫‪،‬هل تعلم أن ما أنت فيه من نعم هللا عليك‪ ،‬ولو لم ترعى حقها‬
‫فستنقلب نعمك لنقم‪ ،‬وستصرخ من األلم ‪ ،‬وستفقد من تحب‪،‬‬
‫وال تهنأ بعيش السعداء ‪ ،‬ألنك ظلمت نفسك ونسيت ‪ ،‬فال رحمة‬
‫تسعك ‪ ،‬وال عطف ربك يشملك‪ ،‬حتى تذوق الوبال‪ ،‬وتعاني‬
‫كالهوام ‪ ،‬فأنت قد نسيت ربك فنسيك‪.‬‬

‫(نسوا هللا فأنساهم أنفسهم‪ ......‬اآلية)‬

‫(نسوا هللا فنسيهم‪ ......‬اآلية)‬

‫فكما تمتعت ولهوت ولعبت وعصيت وفعلت ما يغضب هللا‪ ،‬فال‬


‫رحمة ملثلك‪ ،‬فمع أن هللا الرحمن الرحيم يمتلك الرحمة واملغفرة‬
‫إال إنه يغضب وينتقم ‪ ،‬فقد قطع يد السارق في بيضة‪ ،‬فهو ملن‬
‫عصاه ال يبالي في أي جحيم سقط‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫فالحياة ال تحتاج إلى تضييع لنعمها ‪ ،‬بل الستثمار خيرها وما بها‬
‫من نعيم وصحة وبنين لخدمة الدين ‪ ،‬ولوهب ذلك لرب العاملين‬
‫راغب غير ساخط أو كاره‬

‫فتضييع نعم هللا فيما يبغضه لهي اللعنة القريبة ‪ ،‬والحرب‬


‫األكيدة من رب األرباب ومنزل السحاب‪ ،‬فياله من رب رحيم بمن‬
‫وااله وأطاعه وعاش يومه كله يناجيه ويذكره ويعبده في كل حال ‪،‬‬
‫فال يمنعه مانع عن ذكره وال نعيم عن شكره ‪ ،‬وال عمل عن حبه‪.‬‬

‫فمن اقترب منه أحبه ‪ ،‬ومن أحبه أعطاه واجتباه ودافع عنه في‬
‫سماه‪ ،‬ورحمه إذا ابتاله‪ ،‬فال يفضحه وال يزجه في النار‪.‬‬

‫أما من أعرض عنه فهو من الهالكين في دنيا األشقياء وفي نار‬


‫الظاملين‪.‬‬

‫فما أحوجنا في تلك الحياة ووسط األسقام واالبتالءات لرحمة‬


‫الرحمن ولجنة العدنان التي من لم يدخلها في الدنيا ‪،‬فلن يدخلها‬
‫في اآلخرة ‪،‬أال وهي عبادة هللا وحبه وذكره‪ ،‬وأن تتمنى رضاه حتى‬
‫يرض ى عنك‪ ،‬فتتحول الحياة الدنيوية لحياة طيبة يكسوها‬
‫اإليمان وحب الرحمن‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫إنها الحرب البيولوجية‬

‫لم ننتهي من كوفيد ‪( 19‬كورونا) ويهجم علينا الفطر األسود‬


‫األخطر من كورونا في أعراضه القاتلة مع أنه ليس من األمراض‬
‫املعدية‪ ،‬فهو يأتي عن طريق السباخ املتراكمة والتربة املتعفنة‬
‫ونشارة الخشب املتعفنة وغير ذلك مما ذكرته التقارير العاملية‪.‬‬

‫ولكن أعراضه األولية تنذر باإلسراع نحو الطبيب ومعرفة السبب‬


‫‪،‬ومن بين هذه األعراض‪:‬‬

‫حمى ؛ صداع ؛ ألم في العين؛ احتقان في األنف‪.‬‬

‫فهذه األعراض توحي بالخطر وال سيما ألم العين ‪،‬حتى ال تتطور‬
‫األعراض لسد في فتحتي األنف ومن ثم يصل املرض للرأس ثم‬
‫يمتد الفطر إلى جميع الرأس فيسقط الفك العلوي أو يصاب‬
‫املريض بالعمى أو يصل إلى جلطات دماغية قاتلة‪ ،‬ألن هذا الفطر‬
‫يصيب تلك الحواس أو تلك األماكن بسواد فطري يتلف ما‬
‫أصابه‪ ،‬أعادنا هللا من ذلك‪.‬‬

‫ويصيب هذا الفطر األسود من ال يمتلك مناعة كافية ملكافحة‬


‫املرض ‪،‬وال عالقة له بكوفيد ‪ 19‬من قريب وال بعيد‪ ،‬ونؤكد على‬

‫‪39‬‬
‫أن هذا الفطر األسود ليس من األمراض املعدية وأنه لم ينخرط‬
‫في بالدنا بكثرة ‪ ،‬وأنه ما زال في الهند‪ ،‬ولكننا نحتاط لذلك‪،‬‬
‫ً‬
‫ونتجنب أيضا تلك الدولة‪ ،‬فال سفر إليها‪ ،‬وال أي أحد يأتي منها‬
‫‪،‬ونطبق كل الوسائل الوقائية تجاه ذلك قدر املستطاع‪.‬‬

‫وقد يصيب هذا املرض املخ أو الجلد أو الرئتين‪ ،‬وإذا أصاب الرئة‬
‫فإنه يصيب بصعوبة في التنفس وضيق في الصدر وسعال ‪ ،‬وإذا‬
‫أصاب الجلد‪ ،‬فإنه يظهر على هيئة فقاقيع وتقرحات أعاذنا هللا‪.‬‬
‫ً‬
‫أيضا يجب علينا تقوية وتعزيز جهاز املناعة بكل السبل واألدوات‬
‫من تناول الطعام السليم وعصير الليمون‪ ،‬وعقاقير تعزيز جهاز‬
‫املناعة‪ ،‬وعدم القلق أو الخوف ‪،‬والثقة في قدر هللا ‪ ،‬وأن كل ش يء‬
‫بقدر هللا‪.‬‬

‫ويجب الحذر من املسببات نفسها‪ ،‬فمن يتعامل مع تلك املواد‬


‫يرتدي ماسك وقلفز (كمامة وجونتي) وال ينام مع السباخ في بيت‬
‫واحد كما يفعل الهنود الهندوس ‪ ،‬فهم يحبون ذلك ويرون ذلك‬
‫من العبادة أن ينام مع البقر والسباخ وال سيما الهندوس‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫فيجب علينا البعد عن أي قمامة أو سباخ أو نشارة عفنة أو بيئة‬
‫تصيبنا بذلك‪.‬‬

‫والنظافة في كل ش يء ‪،‬وعدم اإلهمال والنظام‪.‬‬

‫وقد أكد األطباء على وجود عالج لهذا املرض إذا اكتشف في بدايته‬
‫دون أن يتوغل في أي مكان في الجسم‪.‬‬

‫فال مخاوف منه ولكننا البد أن نعرف األعراض األولية حتى‬


‫نتحاشاه‪ ،‬وهللا يعصمنا من تلك األمراض التي ال نعلم هل الحرب‬
‫البيولوجية ؟‬

‫أم هو بالء هللا بنا؟‬

‫أم أننا أصبحنا في مهب الفطريات و الفيروسات وامليكروبات وقد‬


‫فقدنا القدرة على التحصن من ذلك‪.‬‬

‫ولكني في النهاية أسأل هللا العظيم أن يتوالنا ويعصمنا من شر ما‬


‫خلق وذرأ وبرأ ومن شر النفاثات في العقد ومن شر حاسد إذا‬
‫حسد‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫أين ذهبت األخالق‬

‫‪-‬لقد ذهبت األخالق عندما ذهب الدين ‪ ،‬إذ أنه ال أخالق بدون‬
‫دين ‪ ،‬فلقد حورب الدبن في كل العالم بشتى الطرق ومن أتباعه‬
‫خاصة ومن أعداءه عامة ‪ ،‬حتى أصبحنا بال دين يحكمنا‬
‫ويتقدمنا‪ ،‬فها أنت ترى على الساحات املختلفة مهاجمة شرسة‬
‫على الدين املتمثل في األخالق الحميدة والقيم النبيلة من مروءة‬
‫وشجاعة وشهامة ونبل وتضحية وحب ‪ ،‬واحترام ورحمة بالكبير‬
‫والصغير واملرأة والحيوان‪.‬‬

‫فيا من تبحث عن االخالق وتندد بكل فعل قبيح واغتصاب وقتل‬


‫للفتيات وعري وفجور وبلطجة ‪ ،‬ال تغضب ‪ ،‬فأنت قد حاربت‬
‫وعاديت الدين‪ ،‬وناديت بالعري ونبذ العفة والطهارة وستر‬
‫الجسد‪.‬‬

‫ال تغضب ألنك خرجت بمسلسالت وأفالم ساقطة وماجنة على‬


‫الناس فتعلموا منكم‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫ال تغضب ألنك هدمت دينك بيدك‪ ،‬وهدمت أخالقك ‪ ،‬وافتخرت‬
‫بعريك وإظهار مفاتنك لهذا وذاك حتى تحصل على املال والشهرة‬
‫واملجد‪.‬‬

‫أنت ستجني ثمرة بغضك للدين في أوالدك وبناتك واألجيال‬


‫القادمة‪.‬‬

‫ستنتشر الفواحش أكثر من ذلك ‪ ،‬وسيكثر الهرج واملرج ‪،‬‬


‫وسيتالش ى التقدير واالحترام وستموت األخالق بال رجعة ‪ ،‬فوقتها‬
‫ال تبكي وال تصرخ ألنك أنت من حاربت شرع هللا وكتابه وسنة نبيه‪.‬‬

‫نبي‬
‫فها أنت ال قدوة لك ‪ ،‬وال مرجعية لك في كتاب مقدس ‪ ،‬أو ٍ‬
‫مرسل ‪ ،‬وقد مزقت في قلبك وحياتك ما ورد عن هللا ورسله ‪،‬‬
‫وضربت بذلك عرض الحائط ‪ ،‬وهرولت تلهث خلف الشواذ‬
‫والعراة وأتباع "ماركس ولينين" وخلف كل عربيد وساقطة‪.‬‬

‫فهل كان من السهل عليك نبذ وتهميش ما ورد عن هللا ورسوله‬


‫صلى هللا عليه وسلم وعصيانه واإلطاحة بأوامره ونواهيه بحجة‬
‫إعمال العقل وأن ما أنزل هللا ال يتناسب مع هذا العصر‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫لقد أخطأت وهللا حينما ظننت أن هللا ال يعلم ما سيحدث في‬
‫املستقبل إلى قيام الساعة ‪ ،‬فاهلل أعلم بخلقه وبما ينفعهم وما‬
‫يضرهم حين نزول القرآن وبعده بأالف األعوام‪.‬‬

‫فهل عدم العفة من التحضر؟‬

‫هل تعرية الفخذ وإظهار الثدي والبطن والظهر للمرأة من التقدم‬


‫واالزدهار؟‬

‫هل ممارسة املرأة للزنا والشذوذ والرقص من التقدم والتحضر؟‬

‫هل أنهينا مشكلة البطالة واملرض واإلدمان واملخدرات والشذوذ‬


‫والزواج والطالق والقتل والفقر حتى نبحث عن غطاء الرأس‬
‫والحجاب وعفة املرأة حتى نحارب الطهر والعفاف والحشمة‬
‫والوكار؟‬

‫إن بالدنا مفعمة باألمراض واملنغصات والهموم واألحزان والقلق‬


‫والخوف واملوت واملعاناة ومشاكل ال حصر لها ‪ ،‬فهل أنهينا وانتهينا‬
‫من كل مشاكلنا حتى نبحث هل الحجاب ضروري للمرأة أم ال؟‬

‫‪44‬‬
‫يا سادة من الذي يقول أن الحجاب قد فرضه هللا ورسوله صلى‬
‫هللا عليه وسلم أم ال من الناس ؟‬

‫هل يفتي في ذلك العراة والراقصات ومن يخرجون على الشاشات‬


‫ويقبلون بعضهم بال أدنى حياء يذكر؟‬

‫هل يفتي في الدين من ال تحفظ حتى ربع القرآن وال يفرق بين النحو‬
‫والصرف وال الناسخ واملنسوخ ‪ ،‬وال يفرق بين املحكم واملتشابه‪،‬‬
‫ومن ال يفقه في حديث وال أصول فقه وال ما هو املناط العام أو‬
‫الخاص وال أسباب التنزيل وال أي ش يء في الدين ‪ ،‬بل ال يكاد يعرف‬
‫معنى بعض الكلمات العربية‪ ،‬ولو سألته ما هي شروط الصالة ما‬
‫استطاع أن يجيبك ‪ ،‬ثم تراه يتكلم عن هللا ورسوله بلسان بذئ‬
‫وبعدم فهم ويتهكم ويستهزئ بما أنزله هللا من آيات ومن أحاديث‬
‫رسول هللا صلي هللا عليه وسلم ‪ ،‬وال يعلم هؤالء أنهم باعوا دينهم‬
‫من أجل غيرهم ‪،‬ألنهم ينفذون مخططات أعداء هللا ‪ ،‬فأعداء‬
‫الدين والفضيلة واألخالق يريدون املرأة املسلمة والعربية‬
‫والشرقية عارية وتفعل ما يريدون منها بأي مقابل ‪ ،‬ألنهم يعلمون‬
‫أن املرأة لو سقطت في الوحل والرجس والقذارة كما نرى اآلن‪،‬‬
‫فسيسقط كل من تربيهم‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫وها نحن نرى تلك النماذج من جيل التيك توك واإلنترنت‬
‫والفضائيات‪ .‬فلقد خرج علينا هذا الجيل الذي جاء من رحم‬
‫العري وتنحية الدين ليخرج علينا بتلك املالبس التي تشبه لباس‬
‫الشياطين وبقصات شعرهم اللعين ‪ ،‬وخرجت الفتيات لتبرز‬
‫مفاتنهن دون حياء أو خجل يذكر مع تردد األغاني الخليعة‬
‫واملاجنة ليل نهار ‪ ،‬حتى أصبحنا نرى هؤالء بال صالة وال دين وال‬
‫أخالق‪.‬‬
‫فأنا ُّ‬
‫أقر وأعترف أن أعداء األديان واألخالق قد نجحوا في إخراج‬
‫جيل بال هوية أو دين أو أخالق‪.‬‬

‫فيا أتباع "لينين وماركس" ‪ ،‬يا أتباع اإللحاد وبغض األديان هال‬
‫بحثتم عن حل ملشاكلنا األصلية التي ال نجد لها من حل؟‬

‫هال تركتم نسائنا ولباسهم وأصلحتم أنفسكم ؟‬

‫يا أتباع إبليس اللعين كفى كفى لقد خربتم عقول وقلوب وحياة‬
‫أوالدنا وبناتنا حتى نسائنا‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫وهللا سنظل نبكي ونشجو ونستنكر مما يحدث في بيوتنا وشوارعنا‬
‫من شجار وقتل وسرقة واغتصاب وغير ذلك ما دام أصحاب‬
‫وإخوان الشيطان يتحكمون في اإلعالم والقنوات والبالد‪.‬‬

‫وهللا لن ننعم بحرية وال مساواة وال سعادة وال أخالق ما دمنا في‬
‫بعد وحرب مع الدين ‪ ،‬ألن الدين هو منبع األخالق والعفاف‬
‫والحشمة والوكار والشهامة والشجاعة واملروءة والصدق والعدل‬
‫والحب واإلخاء‪.‬‬

‫أما ما يريده إخوان الشيطان وكالب العري واإلباحية و خنازير‬


‫املادية ودعاة الزنا والخنا ومشجعي الرقص والطبل والخمر وكل‬
‫ً‬
‫ما يبغضه هللا فلن يدوم ألن الناس يوما سيستيقظون من سباتهم‬
‫العميق ‪ ،‬ويعرفون أن هؤالء الشرذمة الذين كانوا يخرجون على‬
‫الشاشات ما هم إال كالب اإلباحية والشذوذ ومن أنصار الذين‬
‫يريدون أن تشيع الفاحشة في الذين ءامنوا وفي كل العالم‪ ،‬وما‬
‫هذا عن كل عاقل وفقيه ببعيد‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫تحرير املرأة ظلمها‬

‫‪-‬لقد ظلمت املرأة عندما نادى محرريها بتحريرها‪ ،‬فلقد كانت‬


‫جوهرة مكنونة في بيت زوجها‪ ،‬وكانت سيدة متوجة ال تخرج‬
‫للمواصالت‪ ،‬وال للعمل في الحانات أو املحالت؛ أو املصانع‬
‫والشركات؛ ولم تكن تخرج لتتزاحم بين الرجال هنا وهناك‪ ،‬لقد‬
‫كانت املرأة تمتلك الكرامة والعفاف ‪،‬وكانت كقطعة أملاس أو‬
‫جوهرة ال تمسها وال تراها أي أيد أو عين سوى يد وعين زوجها‪.‬‬

‫أما اآلن فقد خرجت للعمل في شتى املجاالت بعدما خدعها‬


‫ً‬
‫أصحاب العمل ليستغلوها كسلعة رخيصة ألنها ستأخذ أجرا أقل‬
‫ً‬
‫من الرجل ‪،‬وأيضا هي أداة لجلب املال بشتى الطرق‪ ،‬فناد هؤالء‬
‫بحرية املرأة حتى أخرجوها من مملكتها ثم زجوا بها في براثن العري‬
‫والخنا والخالعة واإلباحية‪ ،‬فدخلت معارض األزياء كاشفة عن‬
‫جسدها وفي املسارح والسينمائات لتعرض مفاتنها ‪،‬وفي الشوارع‬
‫والطرقات لتمارس الرذيلة ‪،‬وفي محالت الخمر لترقص وتالعب‬
‫جسدها ونهادها وأردافها‪ ،‬وفي العمل هنا وهناك بأبخس األجور‬
‫مما جعلها تهمل زوجها وأوالدها وبيتها وشؤونها‪ ،‬فبعدما كانت‬
‫العفة والطهارة تسود العالم بين كل أعراقهم وفصائلهم ومللهم‬

‫‪48‬‬
‫ونحلهم صارت الرذيلة والفواحش تعج كل العالم ‪،‬فكانت شوارع‬
‫بأكملها تمارس الفاحشة حتى إن فرنسا بلد الحريات كما يزعمون‬
‫قال متحدثهم العسكري‪:‬‬

‫لقد أنفقنا على الحرب العاملية من أثداء النساء‪.‬‬

‫وفي نفس البلد إلى اآلن ال تعتد للمرأة شهادة‪ ،‬وال ترث‪ ،‬مع أنهم‬
‫أول من صاحوا ونادوا بحرية املرأة‪ ،‬ولكنهم نادوا بذلك‬
‫ليستخدمونها في الدعارة والرقص والتمثيل وجلب املال عن طريق‬
‫جسدها ومفاتنها التي باتت رخيصة في كل العالم‪.‬‬

‫فهؤالء هم صناع اإلعالنات إذا أرادوا صناعة إعالن أتوا بامرأة‬


‫شبه عارية وجعلوها تظهر مفاتنها لترويج ذلك اإلعالن‪ ،‬وصناع‬
‫السينما واملسرح إذا أرادوا أن ينجحوا بعملهم جاءوا بنساء شبه‬
‫ً‬
‫عاريات يرقصن ويغنين ويقبلهن الرجال حتى يحقق الفيلم نجاحا‬
‫ً‬
‫باهرا‪.‬‬

‫وكذلك في كل أشكال العمل‪ ،‬فإذا أردت عمالة رخيصة فابحث‬


‫ً‬
‫عن املرأة ‪،‬وإذا أردت أفالما إباحية فابحث عن املرأة ‪ ،‬وإذا أردت‬

‫‪49‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫إعالنا ناجحا أو فيلما مشوقا أو مسلسال مبهرا فعليك بنساء‬
‫عاريات‪.‬‬

‫فمن هذا يتضح لكل عاقل أن حرية املرأة وخروجها وتصدرها‬


‫الساحة إنما يخدم أصحاب األعمال والشهرة والفن الهابط ومن‬
‫يريدون اإلباحية وتنحية وتهميش الدين والقيم واملبادئ واملثل‬
‫العليا‪.‬‬

‫وألن املرأة في كل العصور كانت محتشمة وتردي الثياب الطويلة‬


‫والفضفاضة والعفيفة ‪،‬فأرادوا أن يغرسوا في لب كل امرأة أن‬
‫ثياب الستر والعفة والوقار وستر الشعر من التخلف ‪،‬ولو أمعنت‬
‫النظر كل امرأة لرأت أن التخلف كان في العري ألن اإلنسان في‬
‫بداية الخلق كان يرتدي ما يستر سوءته وعورته فقط ‪،‬ثم ارتقى‬
‫وتمدن وتحضر حتى صار يستر جسده كله ‪،‬فارتدى الحلي‬
‫واللباس الطويل واملشغول والتاج وما يغطي الرأس حتى إن‬
‫الحجاب كان عند اليهود والنصارى ودعمه اإلسالم‪ ،‬فأين التخلف‬
‫أيها السادة؟‬

‫هل في التعري الذي كان في أول الخلق ؟‬

‫‪50‬‬
‫أم في اللباس الذي يستر ويزين املرأة ويجعلها عفيفة ومصونة‬
‫ويحترمها كل إنسان‪.‬‬

‫واملرأة ما كان لها أي وزن أو قيمة أو يعترف العالم بحقها إال بعد‬
‫اإلسالم ‪ ،‬فقد كانت تباع وتشترى قبل اإلسالم‪ ،‬وكانت تورث كأي‬
‫متاع في الهند والصين والعرب قبل اإلسالم‪ ،‬وكان يجتمع العشر‬
‫رجال على امرأة في العرب فينكحونها ثم ينسب الولد ألحدهم قبل‬
‫اإلسالم وكانت تدفن حية وهي في مهدها‪.‬‬

‫وفي اليهود كما يقول التاريخ أنهم كانوا إذا حاضت املرأة أو جاءها‬
‫النفاث ابتعدوا عنها وقالوا‪:‬‬

‫إن املرأة إذا حاضت أو نفثت فهي نجسة وكل من يقربها فهو نجس‬
‫وأنها السبب في إخراج آدم من الجنة من خالل إغوائها له؛ لذلك‬
‫ً ً‬ ‫ً‬
‫اعتبرت سببا في خطيئة كل البشر‪ ،‬وأيضا شرا ال بد منه؛ فهي‬
‫ً‬
‫سبب في انتشار الفواحش واملنكرات في املجتمع‪ .‬كما كان محظورا‬
‫ُّ‬
‫على املرأة في عصر املسيحية واليهودية التعلم أو حتى قراءة الكتب‬
‫املقدسة‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫وفي الهند كانت املرأة تورث ‪،‬وكان يحق لزوجها أو عائلها أن يقتلها‬
‫كيفما يشاء ومتى شاء‪.‬‬

‫وقد قال الفيلسوف سقراط عن املرأة ‪:‬‬

‫بأنها "ال تصلح إال لإلنجاب" فحسب‪ ،‬بل تعدى ذلك إلى حد‬
‫اعتبارها "مجرد مخلوق مشوه أنتجته الطبيعة وال يمكنه ممارسة‬
‫الفضائل األخالقية مثل الرجل‪".‬‬

‫حتى الفيلسوف أفالطون يرى أن املرأة أدنى من الرجل في العقل‬


‫ُ‬
‫والفضيلة‪ ،‬لدرجة أنه كان يأسف على كونه ابن امرأة‪ ،‬ويزدري أمه‬
‫ألنها أنثى‪.‬‬

‫أما الفيلسوف أرسطو فقد اعتبرها أنها مجرد "مادة" بمعنى وعاء‪،‬‬
‫يحتضن الجنين ويقدم له الغذاء فقط‪ ،‬بينما يخصص للرجل‬
‫صفة أنبل هي الجوهر والكمال‪.‬‬

‫أما الفيلسوف األملاني فريدريك نيتشه‪ ،‬الذي يرى أن املرأة "ال‬


‫ً‬
‫تزال في أفضل األحوال حيوانا كالقطط والكالب واألبقار‪ ،‬وأنها‬
‫تتآمر مع كل أشكال االنحالل ضد الرجال ‪".‬حتى إن له مقولة‬
‫شهيرة وهي‪:‬‬

‫‪52‬‬
‫"إذا زرت امرأة ال تنس ى أخذ السوط معك‪".‬‬

‫فهذا هو رأي فالسفة وعقالء اليونان واإلغريق والرومان واليهود‬


‫‪،‬فال قيمة للمرأة عندهم وال وزن لها‪ ،‬حتى إن اإلغريق في العصور‬
‫الوسطى اجتمعوا وقرروا أن املرأة مخلوق ولكن غير آدمي وكانوا‬
‫يضعون القفل على فم املرأة فال تتكلم إال بإذن زوجها أو أبيها‪.‬‬

‫أما اإلسالم فقد أنصف املرأة وهي في صغرها وفي أمومتها وكبرها‬
‫‪،‬فقد أعطاها حق اإلرث من أبيها وزوجها وأخيها وبنيها‪ ،‬وقد جعل‬
‫لها نصف شهادة الرجل وشاركت في العهود والحروب في ظل‬
‫اإلسالم ‪،‬وقد أعطاها اإلسالم الحرية في اختيار زوجها وفي الخلع‬
‫منه لو كان ال يرضيها ‪،‬واإلسالم أوص ى بها زوجها وابنها وجعل‬
‫ً‬
‫الجنة تحت قدميها وذكر فيهن قرآنا‪ ،‬وسمى بعض السور بأسماء‬
‫نساء مثل ( مريم والنساء) وعظم اإلسالم شأن املرأة وجعلها سيدة‬
‫متوجة وجوهرة مصونة وسترها وعاقب من سبها أو أراد خدش‬
‫حياءها أو اقترب من شرفها‪ ،‬فأوجب على املرأة الحجاب وفرضه‬
‫ً‬
‫عليهن حفاظا عليهن وعلى سمعتهن وشرفهن‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫وهذا الحجاب قد فرضه هللا ورسوله فال خيار في ارتدائه وال تردد‬
‫في ذلك قيد أنملة ‪،‬فهو شرع هللا وقد ذكر تشريعه في سورة النور‬
‫وفي أكثر من حديث والذي ينكر الحجاب فقد أنكر املعلوم من‬
‫َ َّ‬
‫الدين بالضرورة‪ ،‬وبإنكاره يكون قد كذ َّب رسول هللا وكتاب هللا‬
‫وعلماء الدين وصحابة الرسول صلى هللا عليه وسلم والتابعين‬
‫والفقهاء وكل عالم بالدين‪.‬‬

‫فاملرأة املسلمة الحق البد لها من لباس يرض ي ربها من جلباب‬


‫فضفاض وطويل وال يصف وال يشف وال يجسد وتستر شعرها‬
‫ونهادها وال يكون الثوب باللون األحمر أو اللون الذي يلفت النظر‬
‫ويفتن الرجال‪.‬‬

‫أما التي تكشف شعرها وتجسد أردافها ونهادها وبطنها وتكشف‬


‫عن ساقيها وذراعيها وصدرها فهي ال تعرف الدين وال العرف وال‬
‫القيم وال األخالق ‪ ،‬فهي بجسدها املثير هذا وبعدم سترها‬
‫لجسدها تفتن كل رجل ً‬
‫وفتى وكل خطوة تخطوها تجني مئات‬
‫السيئات وآالف األوزار ولعنة هللا ورسوله تطاردها إلى يوم الدين‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫فيا كل امرأة تريد الجنة وتخش ى النار عليك بالحجاب وطاعة‬
‫زوجك ومن قبله ربك‪ ،‬فقد خدعوك ملا عروك وسلبوك مالبسك‬
‫وسترك‪ ،‬لقد خدعوك ملا أخرجوك لساحة العمل والشهرة‬
‫والعراء‪.‬‬

‫ألم تسمعين أو تقرأين ما قالته "مارلين منرو" أشهر ممثلة‬


‫أمريكية وملكة اإلغراء الهوليوودي لقد ماتت منتحرة رغم شهرتها‬
‫و مجدها ومالها ‪،‬ولكنها تركت رسالة لكل امرأة فضلت العمل على‬
‫بيتها ‪،‬فقالت فيها‪:‬‬

‫(ياليتنى كنت طاهية في بيت زوجي؛ يا ليتني كنت غسالة لثياب‬


‫زوجي وأبنائي؛ يا ليتني ما خرجت للعمل‪)......‬‬

‫فمنزل املرأة خير عملها وحجابها ولباسها املتدين أساس دينها ومرآة‬
‫تربيتها‪.‬‬

‫فال يخدعنك رواد اإلباحية وال قوادي العالم ‪،‬وال صناع اإلعالنات‬
‫واملسلسالت واألفالم ‪،‬وال يخرجك من سترك وعقافك ودينك وما‬
‫يأمرنا به ديننا أصحاب األهواء وال كل مادي أو كاره للدين ومبغض‬
‫لكالم رب العاملين‪ ،‬أو من تربى على الشذوذ والخنا والزنا واملقامرة‬

‫‪55‬‬
‫ً‬
‫على النساء‪ ،‬أو من كان ديوثا في طبعه وال يغار على أهله‪ ،‬فنحن‬
‫شرقيون وأصحاب عقيدة وال نرض ى بمثل ما وصلنا إليه من‬
‫العري واإلنحطاط األخالقي وترك املرأة على الشاشات كأنها إبليس‬
‫لتفتن املاليين من البشر‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫تهذيب الذات‬

‫الذات البشرية ال تستقر على منوال واحد مدى الحياة إال ملن‬
‫دعم هدفه وسعى في تثبيته وبناءه وشد وثاقه ‪ ،‬فيجد هدفه يكبر‬
‫ويتفحل وال ينهار ‪ ،‬ألنه ال يتكاسل عن ترميمه وتدعيم عمدانه‬
‫وأساسه‪.‬‬

‫ولكن هناك من يسقط وال يكمل ما بدأ في بناءه ‪ ،‬ألنه ال عزيمة‬


‫لديه وال همة له ‪ ،‬فقل من ينجح في هدفه ‪ ،‬ألن كل هدف يحتاج‬
‫لطاقة عالية وإرادة قوية ال تخور وال تنثني مهما صدمتها أعاصير‬
‫الحياة أو زالزل الفتن‪.‬‬

‫فكل فنون الحياة تحاج لصبر ومثابرة وجهد وعزيمة وقوة داخلية‬
‫حتى تتقن هذا الفن وتصبح فيه من رواده ومعلميه وخبرائه ‪،‬‬
‫ولكن هذا يتطلب سنوات وتخطي العثرات وترك ملا يغضب رب‬
‫العاملين ‪ ،‬ألن العلم والنجاح والقوة والزعامة ال تأتي ألصحاب‬
‫الكؤوس وال ألصحاب الفواحش والنفوس الضعيفة ‪ ،‬ألن من‬
‫ً‬
‫يمتلك تلك النفس الضعيفة ال يقوى على نفسه حتى فضال عن‬

‫‪57‬‬
‫أن يجابه أو يصبح بين الناس من السعداء أو الناجحين أو من‬
‫يشار إليهم بالبنان‪.‬‬

‫فكل عظيم ونبي وقائد ومن له تجلس وتسمع وتطيع ما وصل لهذا‬
‫ً‬
‫تحد لنفسه وبنائها وجهادها وتطويرها ذاتيا و‬
‫من فراغ ‪ ،‬بل من ٍ‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫سيكولوجيا ‪ ،‬فأي بشر حتى لو كان رسوال مرسال أو نبيا مبعوثا‬
‫من قبل هللا فلن يتعدى درجة البشرية التي ينتابها املرض واملحن‬
‫واإلبتالءات والفقد واملوت والحزن والقلق والخوف واملعاناة‬
‫واإلحباط والغضب والفقر والتعب وقلة املحبين وعداوة األعداء‬
‫ً‬
‫‪ ،‬وهذا كله ظهر جليا في حياة األنبياء وفي قصصهم ‪ ،‬فهذا هو نبي‬
‫ً‬
‫هللا نوح يصيبه اإلحباط بعد ألف سنة إال خمسين عاما فيدعوا‬
‫على قومه ولم يستجب منهم إال القليل وموس ى بن عمران يلقي‬
‫األلواح ويمسك برأس أخيه ويجره وهو مثله من األنبياء ‪ ،‬ويخطئ‬
‫كما يخطئ البشر ‪ ،‬فيقتل ويضرب ويغضب ولكنه لم ييأس من‬
‫عناد قومه ومن عنت فرعون ‪ ،‬فما زال إلى أن مات يعلم قومه‬
‫ويناضل معهم ويحارب نزواتهم وضعف نفوسهم ولكنه لم يدخل‬
‫األرض املقدسة حتى مات ولم يحقق هدفه الكبير مع إصراره وقوة‬
‫نفسه‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫وهذا هو نبي هللا يونس عليه السالم لم بصبر على قومه ولم‬
‫يتحمل مشاق الدعوة وثقل املسؤولية امللقاة على عاتقه ‪ ،‬فهرب‬
‫منهم وركب البحر واختير في سقوطه في املاء حتى أكله الحوت ثم‬
‫ً‬
‫لفظه ليبعثه هللا لقوم ءامنوا كلهم جميعا‪.‬‬

‫واألمثلة كثيرة من العظماء واألنبياء وامللوك على ذلك إال أن‬


‫النجاح له مقومات وثبات علىه واستقامة ال تتزعزع وال تنفك بأي‬
‫حال من األحوال‪.‬‬

‫فقد سقط هتلر زعيم النازية وسقط ماسوليني وجورباتشوف و‬


‫نابليون وراسبوتين ‪ ،‬وكلهم قد حققوا انتصارات لشعوبهم ولكنهم‬
‫قادوهم للهالك وللحروب وإلشباع الذات وليس لتعزيز الذات‬
‫وخير الشعوب‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫فنبي هللا محمد صلى هللا عليه وسلم مات منتصرا وعزيزا في قومه‬
‫ومات وقد حقق لقومه وللناس كلهم العدل واملساواة والرفعة‬
‫والعزة ومات بين قومه ومات ميتة طبيعية بين أنصاره وأهله‬
‫ومحبيه وأتباعه ‪ ،‬وقد زرع في أصحابه قوة البأس وصالبة النفس‬
‫ومتانة القلب حتى إنهم لبثوا ثالث سنوات في شعب أبي طالب بال‬

‫‪59‬‬
‫طعام أو كساء أو ماء إال القليل حتى أكلوا ورق الشجر وجلد‬
‫األنعام ‪ ،‬ووضعوا تحت التعذيب والقهر ألكثر من عشر سنوات‬
‫ولكنهم بعد هذا الصبر وهذا الثبات ذهبوا للمدينة فكانوا أشد من‬
‫الجبال وأقوى من األسود ‪ ،‬فانتصروا على فارس والروم ودمروا‬
‫أقوى إمبراطورية وقتها حتى صار العرب هم أقوى الناس وقتها وما‬
‫هذا من فراغ ولكن بصبر وجلد ومثابرة وعزيمة ال تلين‪.‬‬

‫فيامن تريد لنفسك املجد والسمو والرفعة والعلم ال تنغمس فيما‬


‫يضع النفس في الحضيض وتعالى وابعتد عن سبل األشقياء‬
‫وطريق الضعفاء ‪ ،‬وال تهن وال تخور وال تعجز ‪ ،‬وقاوم كل أسقام‬
‫النفس ‪ ،‬وتعب الجسد ‪ ،‬فحياة االنسان مفعمة باألمراض‬
‫واملنغصات والهموم واألحزان والقلق والخوف واملوت واملعاناة‬
‫والحر والبرد والحشرات والشوك والحيوانات اآلدمية التي ال ترعى‬
‫ًّ‬
‫فيك إال وال ذمة ‪ ،‬فكل هذا سيقعدك ويذهب عزمك ‪ ،‬ولكن ال‬
‫تخور وال تنثني مهما حدث‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫دايت الغالبة‬

‫‪-‬إذا أراد الرجل الفقير‪ ،‬أو بمعنى أشمل الشخص الفقير أن يقوم‬
‫بعمل تخسيس (دايت) ماذا يفعل؟‬

‫وماذا يأكل ويشرب وهو يأكل ما يتوفر له‪ ،‬ألنه ال يملك اختيار‬
‫الطعام املختلف ‪،‬فهو ال يأكل سوى الفول بأنواعه الثالثة (فول‬
‫مدمس ؛طعمية؛ مطهي) والبطاطس بأنواعها األربعة (مسلوقة ؛‬
‫مقلية ؛مطهية ؛ بانيه ) والنشويات بأنواعها املختلفة ( األرز؛‬
‫ً‬
‫املكرونة) وأيضا املكرونة بأنواعها ( مطهية ؛ كشري ؛ وبال طماطم)‬
‫ً‬
‫وال يمتلك هذا الفقير أيضا سوى الخبز الذي يكثر منه حتى تمتأل‬
‫بطنه به هو وأوالده ‪ ،‬فكيف يمش ي هذا الفقير على نظام غذائي‬
‫سليم؟‬

‫هذا الطعام في حد ذاته ملن األشياء التي تأتي بالبدانة ‪،‬ولكنه مع‬
‫هذا الطعام البسيط يستطيع أن ينظم غذائه دون أن يتناول‬
‫الغذاء املتفق عليه في نظام التخسيس‪ ،‬فال داعي للحوم وال دجاج‬
‫وال بيض طيور‪ ،‬وال فاكهة معينة أو زبادي وجبن ‪،‬فهذا كله ال يقدر‬
‫عليه من ال يتعدى دخله األلفين من الجنيهات‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫ولكن كيف يمش ي على نظام غذائي سليم للتخسيس بهذا الطعام‬
‫القليل والذي ال تتعدى أصنافه العشر أنواع؟‬

‫أوال‪ :‬ال للخبز الكثير وعليك بتناول رغيف في األول فقط ‪،‬ثم بعد‬
‫ذلك نصف رغيف وستعتاد على ذلك فيما بعد‪.‬‬
‫ً‬
‫ثانيا‪ :‬ال للطعمية أو البطاطس املقلية أو الباذنجان املقلي أو‬
‫الشاي الكثير أو السكر الكثير‪.‬‬
‫ً‬
‫ثالثا‪ :‬تناول البطاطس املطهية أو املسلوقة أو البانيه أو البيض أو‬
‫الجبنة األريش وهي رخيصة ‪ ،‬الباذنجان املسلوق ‪،‬واألرز املسلوق‬
‫‪،‬والسلطات ‪،‬وال داعي للمخلالت أو اإلكثار من املكرونة أو األرز‪.‬‬
‫ً‬
‫رابعا ‪ :‬تناول سلطات بكثرة مع خمس معالق من األرز املسلوق‬
‫‪،‬وتناول بيضة أو أكثر لو وجد في اإلفطار دون قليها‪ ،‬وتناول الفول‬
‫املدمس ومعه نصف رغيف أو رغيف في األول ‪ ،‬وتناول السمك أو‬
‫الدجاج أو اللحمة إن وجد مرة في األسبوع على األقل دون إكثار‬
‫من الخبز‪.‬‬
‫ً‬
‫خامسا‪ :‬ال للسكر الكثير ‪،‬تناول كوب الشاي بمعلقة سكر فقط‬
‫وستعتاد على ذلك ‪ ،‬ال تكثر من السكر في العصائر وال في أي‬

‫‪62‬‬
‫شراب أو طعام ‪،‬فالسكر والخبز واملكرونة واألرز أهم ش يء في‬
‫التخسيس‪ ،‬لو قللت من ذلك ستحصل على الوزن الذي تريده‬
‫أيها الفقير الذي كبرت بطنك وأرادفك وجسدك من ال ش يء سوى‬
‫عدم وجود نظام في الطعام والشراب‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫سادسا‪ :‬ال تشرب كثيرا بعد الطعام مباشرة ‪،‬ولكن تناول جرعة‬
‫ماء قليلة وبعدها بساعة وأكثر من تناول املاء بكميات كبيرة‪.‬‬
‫ً‬
‫سابعا‪ :‬ال للنوم بعد الطعام مباشرة وال للمش ي بعده وال للوقوف‬
‫وبذل مجهود بعده‪ ،‬فهذا يضعف عضالت البطن‪.‬‬
‫ً‬
‫ثامنا‪ :‬عليك بالحركة واملش ي أو الرياضة إن أمكن وتوفر لك‬
‫الوقت والجهد‪.‬‬
‫ً‬
‫تاسعا‪ :‬ال تتنازل عن هذا النظام مهما كان‪ ،‬وال تضعف أمام أي‬
‫طعام ‪،‬ألن ثمرة التخسيس لن تحسها إال بعد أن ينزل وزنك‬
‫وتمش ي بين الناس وبطنك ال تعوقك وال تتعب نفسك وال تؤثر على‬
‫حركتك‪.‬‬

‫بهذا ال حجة لك وال سبيل لك سوى التخسيس بأقل تكاليف‪،‬‬


‫وبأقل طعام وبما هو قد توفر عندك أيها الفقير‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫ال تصدق كل ما يقال‬

‫‪-‬لقد أمس ى الكذب والتضليل شعار العصر‪ ،‬وباتت الشائعات رمز‬


‫امليديا املنتشرة بكل صورها ‪،‬حتى ال تكاد تصدق أي خبر حتى‬
‫تتأكد منه ومن صحته ألن أغلب الناس صارت تمارس الكذب‬
‫عالنية دون حياء أو خجل يذكر‪ ،‬فترى أحدهم ينشر خبره‬
‫املكذوب على أي جروب أو موقع أو صفحة من الصفحات‬
‫ً‬
‫ويتمادى في كذبه ويخدع كل عاطل يترقب عمال يعمله بكل شوق‪،‬‬
‫ويأتي هذا األرعن الفاسق وينشر خبره املكذوب دون مباالة أو‬
‫ضمير يزجر‪.‬‬

‫وآخر يمتلك بعض األعمال الخاصة به ‪ ،‬فيرو ُج ألعماله ببعض‬


‫األكاذيب الهدامة التي تقتل النفوس الضعيفة الخاوية من العلم‬
‫والثقافة العامة‪.‬‬
‫ً‬
‫فكل أكذوبة تعصف باملجتمع عصفا حتى تتركه يتململ من‬
‫الذعر والخوف والقيل والقال والتربح ملن ال علم له سوى ترويج‬
‫بعض الفيديوهات أو املقاالت التي ال تستند ألي أدلة أو سند‬
‫معلوم ومؤكد‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫فكل أفاق يبغض من حوله ال يراعي خوف خائف وال محب للخير‪،‬‬
‫وال ضمور مجتمعه الذي صار يهتز من نبرة صوت يرتجف‪.‬‬

‫فالعالم كله صار يهرف بما ال يعرف حتى يحقق من وراء ذلك‬
‫منشوده ومبتغاه الذي ال يليق إال بمثل هذا املنافق‪.‬‬

‫وما زال الناس يروجون ما لم يحدث وتتناقله الصفحات واملواقع‬


‫من مكان آلخر وال يوجد من يتأكد من كذب الخبر أو صدقه‪ ،‬وال‬
‫يوجد من يحاسب تلك املواقع على كذبها وال أصحاب الصفحات‬
‫على إفكهم‪.‬‬

‫فهل هناك من يدعم الشائعات وينفق عليها؟‬

‫هل هناك من يسمح بمرور األكاذيب حتى يغطي حقيقة أخرى؟‬

‫نعم هناك من ينفق على الشائعات ويدعمها في كل العالم ويريد‬


‫لكل املجتمعات الخراب واملرض والخوف وأن تقف عجلة اإلنتاج‬
‫ويستمر هذا الذي ينشر األكاذيب في إنتاجه وتقدمه وحربه لكل‬
‫الناس بكل أدواته القذرة حتى يغزو جميع العالم بحربهم‬
‫املسمومة‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫فيا ليت كل قارئ يتأنى قبل أن ينشر أي خبر ويتأكد من مصداقية‬
‫ما يراه أو يسمعه‪ ،‬ولكننا أصبحنا في فراغ كبير ونهتم باملشاهدة‬
‫دون القراءة واملعرفة وقد ساعدنا على ذلك اإلنترنت وما نشر‬
‫عليه من مواقع تبتهج للشائعات واألكاذيب وما أكثرها من مواقع‬
‫تفضح املستور وتهتك ستر املجتمع وتكشف خفاياه على مرأى‬
‫ومسمع من كل الناس‪.‬‬

‫فالحذر الحذر من رؤية وسماع كل األخبار ونشرها دون التريث من‬


‫صحتها‪ ،‬فقد أمرنا أن نتثبت من كل خبر قبل أن نسرع في الترويج‬
‫ألي خبر أو شائعة من اإلشاعات‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫نحن لسنا في جنة اآلن‬

‫نحن نعيش حياتنا الدنيا وما أحقرها من حياة ‪،‬فالبصير الفطن‬


‫يرى أن الدنيا زائلة وفانية ‪،‬وأنها مثل قنطرة نعبر عليها لحياة باقية‬
‫وأبدية وخالية من التعب واملرض والهم والحزن كما في حياتنا‬
‫الدنيوية‪.‬‬

‫فالدنيا مفعمة باألمراض واملنغصات والهموم واألحزان والقلق‬


‫والخوف واملوت واملعاناة والحر والبرد والحشرات والشوك‬
‫ًّ‬
‫والحيوانات اآلدمية التي ال ترعى فيك إال وال ذمة‪.‬‬
‫فالدنيا ال راحة فيها وال سعادة في أيامها ‪،‬فقد ُّ‬
‫تسرك بعض‬
‫الساعات وتسوئك عشرات األيام ‪،‬فهي مثل امرأة عفنة ال دين لها‬
‫تتالعب بك يمنة ويسرة حتى تخلع عنك صبرك و استقرارك‪.‬‬

‫وهي دار األغبياء والسفهاء ومن ال عقل له ‪،‬ألنه لو عقل لعلم أن‬
‫هذه الحياة املتقلبة التي ال تتعدى مائة عام لكل من عاش عليها ال‬
‫خير فيها وال سعادة في أيامها وال لياليها القاتمة التي يعيش فيها‬
‫الكثير من املرض ى يئنون ويتوجعون‪ ،‬وبين فقد وفراق ولوعة‬
‫واشتياق وغربة يحي فيها الناس‪ ،‬فالليل يأتي بحال والنهار بحال‬

‫‪67‬‬
‫ومن شهر لشهر تتبدل األحوال وتتبدل السعادة باألحزان واألفراح‬
‫باألتراح ‪،‬والسكينة بالقلق واالضطراب والضجر‪ ،‬فيالها من عدو‬
‫قاس وعنيد ‪،‬ويا لها من حياة هوجاء فرحها هباء وحزنها بالء ‪،‬فال‬
‫ٍ‬
‫عيش فيها وال سكن فيها‪.‬‬

‫هل رأيت أحدهم يشيد على قنطرة مصنعه ومنزله؟‬

‫لقد رأينا من شيد وأقام وقاتل على تلك القنطرة ولم يعي أنها‬
‫للعيور وليست لإلقامة والخلود‪ ،‬فأقام وشيد وأفنى حياته من‬
‫أجل ذلك ‪،‬ثم هو يفاجئ بأحدهم يقول له‪:‬‬

‫لقد حان ميعاد رحيلك وتركك لهذا كله ‪،‬فكم لبثت في هذا املكان‬
‫رغم معاناتك وقلقك وحيرتك والدفاع عن ملكك هذا الزائل؟‬

‫فانتبه املسكين ولكن بعد عمر قضاه من العنت والسهر واملرض‬


‫‪،‬فقال وهو ينعي حظه ويندم على ما عاشه‪:‬‬
‫ً‬
‫لقد لبثت يوما أو بعض يوم ‪ ،‬تلك هي الدنيا ال تساوي عند رب‬
‫العاملين جناح بعوضة لحقارتها وقلة خيرها‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫ولكن هل توقن أن جنتها قطعة من الجحيم ومتاعها متاع‬
‫الحزين؟‬

‫لو كنت توقن ذلك فهيا غير حياتك واستشعر يوم مماتك ‪،‬ومر‬
‫فراقك‪.‬‬

‫فهيا أخرجها من قلبك وضعها تحت أقدامك ‪ ،‬وال تبالي بزخرفها‬


‫وال زينتها‪ ،‬فكل ذلك أكذوبة وبعض السراب ولو أقبلت عليه ملا‬
‫وجدته وستعلم أنك خدعت‪.‬‬

‫هيا ابحث عن حياتك األبدية وانفض عن نفسك حياة التعساء ‪،‬‬


‫وقم واعمل في أرض البقاء ‪ ،‬هل زرعت أرضك الجديدة؟‬

‫هل شيدت فيها ديارك وقصورك؟‬


‫ً‬
‫هل فكرت فيها أصال؟‬

‫أم أنك تلهو وتلعب وتعمل دون أن تمهد لحياتك األخرى التي ال‬
‫تنتهي وال يجف زرعها وال يتبدل خيرها وال ينقطع ماءها أو طعامها‪،‬‬
‫فهي سكن األنبياء وحلم األتقياء ‪ ،‬و أمل العلماء ‪ ،‬ومقر الشهداء‬
‫‪ ،‬وهي الحياة الكريمة ‪ ،‬والعيشة السعيدة ‪ ،‬واأليام املديدة ‪ ،‬ال‬

‫‪69‬‬
‫ييأس ساكنها ‪،‬وال يحزن قاطنها‪ ،‬وال يغتم داخلها‪ ،‬فيها ما لم تره أو‬
‫تسمعه أو تتخيله ‪ ،‬أرضها الزعفران‪ ،‬وترابها املسك ‪ ،‬وبناءها‬
‫الذهب ‪ ،‬فيها األنهار الكثيرة‪ ،‬ففيها أنهار العسل وأنهار الخمر‬
‫وأنهار اللبن وأنهار املاء ‪ ،‬أرض السعداء ومن يدخلها ال يشقى وال‬
‫ً‬
‫يموت وال يسقم وال يعتريه الهم وال الحزن أبدا‪.‬‬

‫لن ترى في تلك الحياة األخرة تلك الشمس القاسية وال الزمهرير‬
‫املضنى وال تعب تحصيل الطعام وال الشراب ‪ ،‬لن تجد فيها تلك‬
‫الشخصيات السقيمة ‪ ،‬وال تلك النفوس الضعيفة ‪،‬وال تلك‬
‫ً‬
‫الكائنات التي تكدر عليك عيشك‪ ،‬ولكنك ستجد نفوسا طاهرة‬
‫بقلوب نقية ال يحملون سوى قلب سليم من كل حقد وحسد وغل‬
‫وبغض وأسود‪ ،‬ألن صاحب هذا القلب الحقود الحسود ال مكان‬
‫له في تلك الحياة وال على هذه األرض الجديدة النقية‪ ،‬ولكن مكانه‬
‫ً‬
‫دار األشقياء والجبناء ومكذبي األنبياء ‪ ،‬فالبد أن يتطهر قلبه أوال‬
‫بالنار حتى يصلح أن يدخل أرض األتقياء واألنبياء‪.‬‬

‫فهل بعدما شاهدت الفرق بين الدارين تصر على املكوث في دنيا‬
‫التعاسة والشقاء؟‬

‫‪70‬‬
‫هل ستتقاتل وتعادي من أجل لعاعة ودنيا اإلغواء؟‬

‫‪71‬‬
‫هيا قم من عثرتك‬

‫‪-‬هيا قم أيها الليث من كبوتك وعثرتك‪ ،‬هيا قاوم ضعفك ومرضك‬


‫‪،‬هيا ال تتوانى وال تستسلم ‪،‬هل سترض ى للكالب أن تنهش لحمك‬
‫‪،‬ال فأنت الليث وأنت الغضنفر‪.‬‬

‫هل كبرت على الصيد؟‬

‫هل أقدامك وهنت وضعفت على الهرولة والقتال؟‬

‫أم أن برد الشتاء صار يتعبك؟‬

‫ال أنت أقوى من ذلك ‪،‬هيا قم من بين الثرى والعباب‪ ،‬وانظر إلى‬
‫ً‬
‫ذاك الغراب‪ ،‬هيا انظر إليه جيدا ‪،‬إنه ينتظر موتك ليأكل جيفتك‬
‫التي كانت باألمس القريب تخافها الفهود والنمور والضباع‪.‬‬

‫هيا قم وانظر حولك وال تتلكأ وتنام كالقط املريض ‪،‬ال أنت لست‬
‫كذلك بل أنت في ظلمة الليالي وحر النهار ال تخش ى املوت وال ألف‬
‫عفريت‪.‬‬

‫هل وهنت عظامك؟‬

‫أم شاب شعرك وانحنى ظهرك؟‬

‫‪72‬‬
‫ال أنت تظن ذلك ‪،‬بل ما زلت بين الوحوش سيد القطيع ‪،‬هيهات‬
‫هيهات لعبراتك الساقطة على وجنتيك أن تعيد صباك‪ ،‬بل عزمك‬
‫الذي يشد أوتارك املمزقة ويقوي ساعدك الذي أصبح كساعد‬
‫شاة ضعيفة ‪،‬فيا لك من واهن وضعيف‪.‬‬

‫هل ستبقى هكذا بين القطيع تئن كالرضيع وتنام كالحمل الوديع؟‬

‫ال ليس هذا سمتك أيها السبع املهيب ‪،‬ال تترك مكانك للذئاب‬
‫وللثعالب والكالب‪.‬‬

‫ال تدع ثمة مرض ضعيف يسلبك مجد السنين ويغزو عرينك‬
‫كالذباب‪.‬‬

‫أنت أقوى من مرض هزيل ال يقارن بمكاسبك طوال السنين‪.‬‬

‫هل تذكر أيام الصبا يوم كنت في ساحات الوغى ال تخش ى الدماء‬
‫وال مخالب تلك الضباع ‪،‬هل تنس ى ماضيك األسيل وإقدامك‬
‫وسط النمور وبين أسد الغاب كلها بال غطاء؟‬

‫هيا انفض عن جبينك هذا العناء‪ ،‬وقم ونادي أشبالك وسط‬


‫الفضاء ‪،‬فلن يبكيك أحدهم وال تلك اللبؤة التي نامت في أحضانك‬

‫‪73‬‬
‫وأكلت من خيرك طوال األيام ‪،‬الكل سينس ى أنك كنت الوحيد‬
‫الذي كان ال ينام الليل حتى يطمئن على كل القطيع‪ ،‬ال لن يضيع‬
‫ذلك األمل الكبير في نهوضك من سباتك وسط أكوام العباب‪ ،‬فهيا‬
‫قم ومارس حياتك دون ضعف أو بكاء‪ ،‬أنت ال تصلح للعويل أو‬
‫النحيب أو الصياح‪ ،‬أنت البطل املفدى الذي لم ينهار أو يخور‬
‫ً‬
‫أبدا للصغار أو مكر قناديل النهار‪.‬‬

‫قم ؛ نعم ؛ هكذا وانفض عنك هذا الوهن وهذا الضنى وهذا‬
‫العباب‪ ،‬فال يصلح لك هذا الركاد بين الجياد‪ ،‬فأنت لست مثل‬
‫الوعل الصغير‪ ،‬أنت قسورة الغاب وصاحب الناب العظيم‪.‬‬
‫ً‬
‫فهيا هرول وأسرع بين الفيافي والتالل‪ ،‬وارقض طويال فوق الجبال‪.‬‬

‫وال تخش ى املرض الهزيل فأنت أسامة والهضوم ‪،‬وأنت الباسل‬


‫والهمام ‪،‬فال تستسلم وال تنام‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫النساء شقائق الرجال‬

‫‪-‬النساء مهما بلغن َّمن العمر ‪،‬ومهما كان تعليمهن ‪،‬فهن يتمتعن‬
‫بعقل طفل دون العاشرة من عمره ‪،‬فاملرأة متقلبة املزاج ‪،‬متغيرة‬
‫الطباع‪ ،‬حائرة العقل‪ ،‬مشتتة الفكر‪ ،‬وهذا ليس بنقصان فيها‬
‫‪،‬فهي منشغلة بأكثر من ش يء وهذا طبعها وجبلت عليه ‪،‬فهي قد‬
‫تطهوا وعقلها مع وليدها ومع زوجها ومع أهلها ومع ش يء آخر‬
‫تقضيه في منزلها‪ ،‬وقد تتحدث بهاتفها ‪،‬وتفعل أكثر من ش يء في‬
‫ساعة واحدة‪.‬‬

‫أما الرجل إذا اشتغل في ش يء‪ ،‬فال يتدخل في ش يء آخر‪ ،‬ولو‬


‫أخرجه أحدهم عما في يده لصاح وطاح فيمن حوله‪ ،‬ألنه أعمل‬
‫كل عقله وتفكيره وحواسه في هذا الش يء‪ ،‬وهذا طبع الرجل وال‬
‫خالف على ذلك‪.‬‬

‫واملرأة تنس ى املعروف وال تحمل ألحد جميله وصنيعه الحسن بل‬
‫ً‬
‫تلقيه خلف ظهرها وال سيما زوجها‪ ،‬وهذا أيضا ال يعيبها ‪،‬ألنها‬
‫تتقلب بغريزتها على من يعدو عليها أو على أوالدها حتى ولو كان‬
‫يطعمها ويسقيها‪ ،‬فهي كالنمرة الغيورة على أوالدها ‪،‬تهب وتصيح‬

‫‪75‬‬
‫بل قد تقتل من اقترب من بنيها وعشها‪ ،‬فهي ال تتحمل وال تحلم‬
‫على من اعتدى على كيانها أو بيتها وأبناءها‪.‬‬

‫واملرأة ترد بأقس ى أو أفضل مما يدفع لها‪ ،‬فهي إن أعطتها بعض‬
‫الدقيق أو الخضار أعطتك حلو الطعام‪ ،‬وإن أعطتها نطفة‬
‫أعطتك أحلى األطفال ‪،‬وإن ضربتها بحصاة ألقتك بحجر يقسم‬
‫رأسك‪.‬‬
‫ً‬
‫واملرأة مخلوقة عصبية ولن تتفق معها أبدا‪ ،‬ألن عقلك ليس‬
‫كعقلها ‪،‬فقلما من كمل عقلهن منهن‪ ،‬فالذي يريد مناقشة امرأة‬
‫أو حتى زوجته‪ ،‬فالحذر الحذر‪ ،‬ال تفرط في الحديث معهن‪ ،‬ألن‬
‫آخر ذلك إما مشاجرة تأتي على أثرها الشرطة‪ ،‬أو ستتخاصمان‬
‫أو تختلفان وهذا البد منه‪.‬‬

‫واملرأة خلقن كما قال نبي اإلسالم (صلى هللا عليه وسلم) ( النساء‬
‫شقائق الرجال)‬

‫‪76‬‬
‫وقال‪( :‬أال واستوصوا بالنساء خيرا‪ ،‬فإنما هن عوان عندكم ليس‬
‫تملكون منهن شيئا غير ذلك إال أن يأتين بفاحشة مبينة فإن فعلن‬
‫فاهجروهن في املضاجع‪ ،‬واضربوهن ضربا غير مبرح‪ ،‬فإن أطعنكم‬
‫فال تبغوا عليهن سبيال‪ ،‬أال وإن لكم على نسائكم حقا‪ ،‬ولنسائكم‬
‫عليكم حقا‪ ،‬فأما حقكم على نسائكم‪ ،‬فال يوطئن فرشكم من‬
‫تكرهون‪ ،‬وال يأذن في بيوتكم ملن تكرهون‪ ،‬أال وإن حقهن عليكم‬
‫أن تحسنوا إليهن في كسوتهن وطعامهن» أخرجه الترمذي»‪.‬‬

‫وعند مسلم‪« :‬فاتقوا هللا في النساء‪ ،‬فإنكم أخذتموهن بأمان هللا‪،‬‬


‫واستحللتم فروجهن بكلمة هللا»‪.‬‬

‫فهذه هي املرأة مخلوقة ضعيفة وودودة ملن ودها ورحيمة ملن رحم‬
‫بها؛ ومعطاءة ملن أعطاها؛ وهي تحب بغزارة ملن رأت فيه الرجولة‬
‫واملروءة والشهامة والشجاعة والزود عنها ‪،‬وتعيش من أجله‬
‫وتموت وهي تدافع عنه وعن شرفه‪ ،‬وال تحب مغاضبته وال فراقه‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫أبدا ‪،‬ولو مات قد تموت كمدا عليه‪.‬‬

‫ونحن هنا ال نتكلم عن الناشزات وال الشواذ وال النساء املومسات‬


‫‪،‬فتلك األنواع موجودة كما في الرجال ‪،‬فهذه األصناف مهما وجدن‬

‫‪77‬‬
‫ً‬
‫فلن يشكرن ولن يحملن ألحد جميال‪ ،‬وهؤالء النساء الشواذ أكثر‬
‫ش يء أفسد املجتمع وكن أفسد من إبليس اللعين ‪،‬ألنهن أداته‬
‫القذرة التي خرب بها على العابد حياته ‪،‬وعلى الناسك نسكه‪،‬‬
‫وعلى كل متق تقاته‪.‬‬

‫واملرأة قد تكدر صفو بيتها وزوجها وأوالدها لو حكمت عقلها ‪،‬أما‬


‫لو حكمت قلبها في كل أمورها ‪،‬فهي الفائزة بهدوء عشها وبحلمها‬
‫على زوجها وبصمتها وعدم النطاح وال الشجار وال الرفس أو‬
‫الجعير الذي يخرجها عن نعومتها وأنوثتها وكونها أنثى وأنها ليست‬
‫من الذكور حتى يرتفع صوتها أو تسرع في مشيتها أو تتعامل كما‬
‫يتعامل الرجال‪.‬‬

‫واملرأة لها تغيراتها الفسيولوجية على مدار العام ‪،‬فالبد من‬


‫التماس العذر لها والرحمة بها والحنو عليها وال سيما لو كانت فتاة‬
‫عند أبيها‪ ،‬فهي أولى بالتدليل من الولد والقرب منها و مداعبتها‬
‫وتقبيل رأسها كما كان يفعل نبينا (صلى هللا عليه وسلم)‪.‬‬

‫ولكن على املرأة من الحقوق ما تحصيه هذه املقالة ‪،‬فمن بين هذه‬
‫الحقوق‪:‬‬

‫‪78‬‬
‫‪-‬عدم الثرثرة مع هذه وهذه وعدم التدخل في شئوون الغير‪.‬‬

‫‪-‬التأدب مع الزوج وعدم جرحه بأي كلمة أو فعل‪.‬‬

‫عدم توجيه اللوم للزوج أو معاتبته أو الخروج عن أمره‪ ،‬أو علو‬


‫الصوت عليه‪.‬‬

‫‪-‬النظافة الشخصية ونظافة املنزل وعدم رؤية الزوج ما يكره‪.‬‬

‫‪-‬ترك الزوج بمفرده لو كان عقله قد انشغل بأي أمر‪.‬‬

‫‪-‬النظام في الطعام والشراب وعدم تأخر ميعاد ذلك‪.‬‬

‫‪-‬ال تكثري من الخروج حتى لو كان ذلك إلى أهلك ‪،‬ألن ذلك يغضبه‬
‫وال يتحمله إال إذا يأس منك ومن ذلك‪.‬‬

‫‪-‬انتقي الكالم وال تتكلمي بكل ما في صدرك ألن معظم الكالم الذي‬
‫تريدين إخراجه قد يجرحه‪.‬‬

‫‪-‬لسانك أمر من السيف‪ ،‬فال تجرحي قلبه بمر الكلمات‪.‬‬


‫ً‬
‫وأخيرا املرأة هي التي تملك مفتاح زوجها ومفتاح قلبه ولسانه‪ ،‬وهي‬
‫تمتاز بسعة النظر والبصيرة الغريزية التي تجعلها ال تسأل زوجها‬

‫‪79‬‬
‫أي سؤال إال وهي موقنة بإجابتها ولكنها تحب إقراره بذلك ‪،‬فال‬
‫تستعملي عقلك طوال الوقت‪ ،‬ولكن عليك بأن يكون قلبك هو‬
‫القائد واملسيطر على مشاعرك ومخاوفك وابتعدي عن‬
‫املسلسالت التي جعلت من النساء ثعابين وأسود وأقذر من ذلك‬
‫‪،‬حتى تحولت البيوت لجحيم ونار تلظى ‪،‬ومعارك وطالق تعدى كل‬
‫ستة دقائق حالة طالق على مستوى العالم‪ ،‬وهذا بسبب تمرد‬
‫املرأة ومناطحتها لزوجها ‪،‬فهي لو تربت على الدين الصحيح لعلمت‬
‫أن زوجها مكان أبيها وطاعته من الفرائض عليها ‪،‬وأنه قد يكون من‬
‫أسباب دخولها الجنة‪.‬‬

‫ولكني في النهاية ألوم اإلعالم املضلل والدراما الساقطة واألفالم‬


‫التي نادت بحرية املرأة حتى خرجت املرأة بكل جسدها حتى‬
‫استخدموها في اإلعالنات واملغريات والتفاهات وفي كل املصانع‬
‫واملحالت ‪،‬فجعلوا منها ألعوبة في يد الشيطان وأعوانه من البشر‬
‫‪،‬فأنى لنسائنا العودة لحظيرة ديننا حتى ينصلح حالهن وال يخرجن‬
‫عن طاعة أزواجهن‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫اإلشاعات وأثرها على املجتمعات‬

‫‪-‬اإلشاعة هي تضخيم الحدث الصغير أو تأليف حدث لم يحدث‬


‫‪،‬فاإلشاعة في كل حالتها مذمومة ومكروهة وينبذها الدين والعرف‬
‫والقانون ويحرمها هللا في كل دين وكتاب ‪،‬ألنها تخرب الدين‬
‫والدول واملجتمعات‪ ،‬ألنها تحتوي على الكذب البائن والخداع‬
‫املقنن‪ ،‬وال سيما في زمن اإلنترنت والسوشالوالسوشيال مديا تلك‬
‫الوسائل السريعة و املؤثرة التي تطير بالخبر الكاذب فتجعل منه‬
‫خبر املوسم‪ ،‬فيصدقه العاقل واألحمق‪ ،‬ولكنه ال يخرج من عقل‬
‫ً‬
‫األحمق أبدا وهذا لألسف ألن األحمق ال يزن األمور وال يعقل‬
‫فيصدق األمر التافه فيمكث في باطن عقله وال يتزعزع‪.‬‬

‫واإلشاعة ال جذور لها وال أصل لها ألنها كالريح الهوجاء التي تمر‬
‫ولكن قد تصيب من تمر عليه فيتسخ بها‪ ،‬أما من حجب نفسه‬
‫ً‬
‫عنها وتنحى جانبا فقلما تصيبه أو تعكر صفوه‪ ،‬ولكنها تخرج من‬
‫خبيث وشرير يعرف متى وكيف يخرج سمه في جسد املجتمع حتى‬
‫يعكر صفوه ودفء الناس ‪،‬ولكننا هل لغينا عقولنا ونحيناها‬
‫ً‬
‫جانبا؟‬

‫‪81‬‬
‫ملاذا ال نتصدى لكل إشاعة ولكل كذاب أشر يبث سمه فينا ونحن‬
‫نصمت وال ندافع وال نعاقب من يفعل ذلك‪ ،‬لقد امتألت شاشات‬
‫السوشيال ميديا بهؤالء الشياطين الذين ينشرون ويروجون‬
‫اإلشاعات وصار الكذب هو الحقيقة والحقيقة هي الكذب وباع‬
‫الناس دينهم ومبادئهم من أجل لعاعة الدنيا ‪،‬وخرجت علينا تلك‬
‫الوجوه املشئومة لتكذب الصادق وتصدق الكاذب ُّ‬
‫وتخون األمين‬
‫و ِتستأمن الكاذب‪ ،‬وترفع الوضيع وتضع أصحاب الفكر والعلم‬
‫والقلم في القبور ليرفعوا أصحاب األصوات املزعجة واألقالم‬
‫الفاسدة واألثداء الرخيصة فوق الغمام‪ ،‬فضاع الشرف واندثر‬
‫العلم وماتت الفضيلة في ظل إشاعات األفاقين وبائعي الكلمات‬
‫وأمي وال يجيد وزن الكلمات ومعرفة الثقافات‪.‬‬
‫الهشة لكل جاهل ٍ‬
‫ً‬
‫فترى إشاعات عن كرونا مثال وعن ضررها‪ ،‬ثم تسمع عن مخاطرها‬
‫فتصدق ‪،‬ثم تتضارب األخبار عن الحماية منها ‪،‬ثم تأتي أخبار من‬
‫هنا ومن هناك عن أسبابها وما أعراضها وكيفية عالجها‪ ،‬فترى هذا‬
‫الطبيب يتحدث وهذا الصيدلي يتحدث وهذا اليتيوبر يثرثر‪ ،‬وهذا‬
‫الجاهل هنا وهناك يتفيقه ويهرف بما ال يعرف ‪،‬فتسمع بعض‬
‫الكالم املتضارب‪ ،‬فال تعرف من تصدق ‪،‬هل أصدق الطبيب؟‬

‫‪82‬‬
‫أم الصيدلي؛ أم اليتيوبر أم الثرثارين أم من؟‬

‫وكل هذا يصب في صاحب املصنع الذي يصنع الكمامات‬


‫واملحاليل وأدوية الزنك واملناعة وغير ذلك ‪،‬حتى بعدما أتينا‬
‫باللقاح ترى اإلشاعات قد وقفت وصرخت وقالت‪:‬‬

‫اللقاح يقتل؛ اللقاح له آثاره الجانبية؛ اللقاح ال يفيد ‪،‬وبعد ذلك‪،‬‬


‫هل سألت نفسك ملاذا تلك اإلشاعات ؟‬

‫أنا أقول لك‪ ،‬أصحاب املصالح التي تستفيد من كورونا ال تريد أن‬
‫تنتهي مصالحها‪ ،‬فهي ترقص رقصة املوت بقوة‪ ،‬حتى ال تتعطل‬
‫مصالحها التي مألت خزائنها من جراء الوباء ‪،‬فمنهم من يمتلك‬
‫املستشفيات الخاصة ‪،‬ومنهم من يمتلك مصانع للكمامات‬
‫والقفزات وأدوية كورونا وأسطوانات األوكسجين وغير ذلك من‬
‫أدوات تحد من انتشار كوفيد ‪19‬‬

‫فهؤالء الذين ينتفعون من الوباء يسخرون من يكتب لهم مقاالت‬


‫تشيع تلك األخبار الكاذبة بمقابل زهيد وما أكثر تلك األقالم‬
‫الرخيصة والضمائر الخربة ‪،‬فهل بعدما يقول األطباء كلمتهم‬

‫‪83‬‬
‫وتقول الدولة كلمتها ويأتون باللقاح إلى هنا وقد كلف الدولة‬
‫ماليين الدوالرات تخرج تلك األلسنة املسمومة وال قاطع لها وال‬
‫تجد من يدخلها جحرها حتى تدخل في تلك األجواف النتنة وال‬
‫تخرج ثانية ‪،‬وحتى اإلشاعات تدخلت في صاروخ الصين وقالت ما‬
‫ال يعقل ‪،‬فقالوا هو في الفضاء وسينزل في أي وقت على أي دولة‪،‬‬
‫فتأثر عامة الناس بهذا املقال وأرادوا بث الرعب في قلوب الناس‬
‫الضعيفة والناس التي ال تعرف ما هو الفلك وال الفضاء وال‬
‫خامات وأنواع الصواريخ‪ ،‬فظن الناس أن الصاروخ سيسقط‬
‫عليهم من أعلى دون دفاع جوي لنا وكأننا نعيش في القرون‬
‫الوسطى ال علم لنا وال معرفة نلم بها ‪،‬فيلعب بنا أصحاب‬
‫َّ‬
‫اإلشاعات كيفما شاءوا وبما أرادوا ‪،‬فهال تريثنا من كل شائعة‪،‬‬
‫وعرفنا هل اإلشاعة فيها من الحق أم هي أكاذيب ‪،‬فرب الكون قال‬
‫لنا‪:‬‬

‫تثبتوا ال نمش ي خلف من قال وما قيل‪ ،‬فرب هذا القائل من‬
‫الفساق يحدثنا ‪،‬فتثبتوا مما تسمعوا وال تصدقوا من قال وما‬
‫قيل‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫للطباعة حسب الطلب وال دور النشر‬

‫‪-‬كل صاحب قلم أو فكر أو قضية يود أن يخرج عمله للنور وأن‬
‫يعرف بين الكتاب واألدباء ‪،‬ويصبح من املشاهير‪ ،‬ولكنه ينبش‬
‫ويبحث عن أي دار للنشر تنشر له عمله‪ ،‬فيرى كل حين على‬
‫الفيس بوك من يتحدث عن الطباعة حسب الطلب فتراهم‬
‫يقسمون باقة النشر لثالث باقات أو أربع (ذهبية؛ فضية؛‬
‫برونزية؛ بالتينية)‬

‫وأقل باقة ال تقل عن ‪ ٢5٠٠‬جنيه ‪،‬فيطبعون لك هديتك املكونة‬


‫من عشرة نسخ أو أكثر‪ ،‬ويعدونك بالتوزيع والنشر والترويج‬
‫‪،‬وألنك لست من املشهورين فعملك لن يشتريه أكثر من خمسة‬
‫ً‬
‫عشر شخصا أو أزيد بقليل‪ ،‬وستجد أرباحك ال تزيد طوال العام‬
‫ً‬
‫عن أربعمائة جنيها‪ ،‬وستجد الوجه اآلخر لهم واللسان البغيض‬
‫ً‬
‫منهم ‪،‬وستضيع أموالك هدرا وستندم على ذلك ألنك لم تشهر ولم‬
‫تعرف‪ ،‬ألن عملك لم يخرج للنور بعد ولم يتعدى املائة شخص‪،‬‬
‫ولو حسبت تكلفة الطباعة والنشر لفعلت ذلك بنفسك ‪،‬ألن‬
‫تكلفة الرواية أو املجموعة القصصية أو ديوان الشعر ال تزيد‬

‫‪85‬‬
‫ً‬
‫تكلفتها عن ثالثين جنيها أي لو طبعت وسجلت عملك ستطبع على‬
‫األقل ‪ 5٠‬نسخة ‪ ،‬وستوزعها بنفسك وتتحكم في هداياك‬
‫وبضاعتك ‪،‬ومن ثم قم بنشر روايتك على مواقع إليكترونية بال‬
‫أدنى تكلفة وستحصل على أرباحك حسب جهدك وعملك‪ ،‬فمن‬
‫بين هذه املواقع موقع (لولو ؛أمازون؛ جود درز؛ سماش وردس؛‬
‫مكتبة نور؛ الصفوة بوكس ؛ جوجل بالي ) وغيرها من املواقع‬
‫الكثيرة ولكن عليك بترجمة عملك إلى اإلنجليزية لو أردت مبيعات‬
‫كثيرة في وقت قليل ‪،‬أما دور النشر فهي تريد مصلحتها هي ‪،‬فهم‬
‫يريدون الحضور في معارض الكتاب هنا وهناك‪ ،‬واملال الذي‬
‫يأخذونه منك و يطبعون لك منه العشرة نسخ الهدية والباقي لهم‬
‫ً‬
‫‪،‬وال تسمع لترويج وال توزيع وال بيع أبدا ‪،‬ألن هؤالء يأخذون مبالغ‬
‫طائلة دون نفع‪ ،‬ولكن إن أردت أن تبحث ‪،‬فابحث عن دار تنشر‬
‫في جوجل بالي‪ ،‬ألن هناك على هذا املوقع ستجد الرواج والشهرة‬
‫واملال‪ ،‬أما دور النشر الكثيرة والتي انتشرت كما تنتشر النار في‬
‫الهشيم والتي أصبحت رخصة كل دار ال تتعدى رخصة أكشاك‬
‫السجائر ‪،‬فنشرت ألصحاب األقالم الهابطة واللغة املتدنية‪،‬‬
‫والنحو واإلمالء الساقطة عندهم في الكتابة ‪،‬والشعر التافه‬

‫‪86‬‬
‫والذي خال من معنى الشعر ووزنه وبحره‪ ،‬فرأيت على الساحة ما‬
‫يزيد عن عشرة آالف شاعر ومؤلف وأضعافهم ومثلهم في كل بلد‬
‫‪،‬ولو ترك األمر ألصحاب الكتابة والنقد ملا تفش ى هذا الهراء وملا‬
‫رأينا املسلسالت الساقطة أو األفالم الهابطة وال األغاني الخليعة‬
‫املاجنة ‪ ،‬فيا من أردت الشهرة والكتابة وإخراج مشاعرك وما‬
‫بداخلك ‪،‬هيا أخرج ذلك ولكن بفن ومهارة وإتقان ولو في صورة‬
‫مقال أو قصة قصيرة أو رواية أو أقصوصة أو قصيدة شعرية‪،‬‬
‫ولكن دون أخطاء إمالئية وال نحوية ودون تقليد أو صفصفة في‬
‫ً‬
‫الكالم ‪،‬واصنع لك موقعا لنفسك لتكتب فيه ما تشاء وكيفما‬
‫تشاء من مقاالت وكتب وروايات وقصص وقصائد شعرية وكتب‬
‫متنوعة وفيديوهات بأنواعها‪ ،‬وال تدع ألي أحد أن يستغلك‪،‬‬
‫فبموقع ال تزيد تكاليفه عن ‪ ٢٠٠‬جنيه ستفتح (ويب سايت)‬
‫وستجني منه املال الكثير لو كنت أتقنت عملك ومن مؤلفاتك‬
‫ويخلو من األخطاء ‪ ،‬فهيا قم واكتب وأبدع وال تستعجل واكتب‬
‫عملك الفريد والقوي والذي يحوي قصة عظيمة وكلمات رنانة‬
‫ومؤثرة لتدخل بها مسابقات سنوية ودولية مثل ( مسابقة كثارا؛‬
‫الطيب صالح؛ الشيخ زايد ؛الشيخ حمد؛ نجيب ساويرس؛ نجيب‬

‫‪87‬‬
‫محفوظ) وغيرها من املسابقات التي توزع جوائز كبيرة لكل فائز‪،‬‬
‫فاحفظ روايتك لحين ميعاد املسابقة‪ ،‬فلو لم تفز فانشرها على‬
‫موقعك أو على تلك املواقع التي أشرت لك عليها‪ ،‬ولكن ال تتعجل‬
‫ألن العمل املنشور ولو على أي صفحة ال يدخل مسابقة إال‬
‫ً‬
‫كمنشور ‪،‬وهنيئا ملن فاز بجائزة فقد فاز‪ ،‬ألنه سيعرف وينتشر‬
‫أكثر ممن سبقوه في الكتابة‪.‬‬

‫وفي النهاية أنت من ترسم طريق شهرتك وحياتك وسيكون لك‬


‫املستقبل الكبير فيما بعد وهذا يترتب على إمكاناتك وطريقتك‪.‬‬

‫‪88‬‬
‫البد من محاكمة الصين‬

‫الصين في الفترة األخيرة تعدت حدودها‪ ،‬ففي أقل من عام بعد وباء‬
‫كوفيد ‪ 19‬يخرج منها في الفضاء أكثر من صاروخ عن سيطرتهم‬
‫‪،‬مما هدد العالم كله ‪،‬وأثار الرعب في قلوب العامة و األطفال‬
‫والنساء‪ ،‬فقد تبجحت الصين وتمادت في أذى الناس دون خوف‬
‫أو رادع لها‪ ،‬فما حققته الصين من وباء تلو الوباء لم يحرك لها‬
‫ً‬
‫ساكنا‪ ،‬ولم يهددها طرفة عين ‪،‬فوباء كوفيد ‪ 19‬قتل املاليين في‬
‫كل العالم ‪،‬وأمرض املاليين ‪،‬وتسبب في انهيار اقتصاد العالم كله‬
‫‪،‬وأثر على نفسية كل البشر في كل مكان‪ ،‬وأغلق مصانع وتسبب‬
‫في فقر دول ومنازل شتى ‪،‬ومع هذا فال حراك من أمم متحدة ‪،‬أو‬
‫مجلس أمن ‪،‬أو اليونيسكو أو أي منظمة عاملية تعنى بهذا الشأن‪،‬‬
‫ولو كانت الصين في منطقتنا العربية لقامت الدنيا ولم تقعد‬
‫‪،‬ولفرضت العقوبات علينا تترا‪ ،‬ولتكلم العالم كله عنا ‪،‬أم التنين‬
‫الصيني فال اعتراض عليه وال عقوبات عليه ‪،‬ألن الصين‬
‫ً‬
‫استطاعت أن تقف بنفوذها أمام دول العالم العظمى ‪،‬ماديا‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫واقتصاديا وحربيا‪ ،‬حتى استطاعت غزو الفضاء‪ ،‬ولم تكترث بأي‬
‫خطأ يقع منها ‪،‬فلو أن الصين حوسبت وعوقبت على ما تسببته‬

‫‪89‬‬
‫من خسائر في األرواح واملال والوقت والجهد والصحة من جراء‬
‫كوفيد ‪ 19‬ملا تجرأت وألقت بصواريخها في مهب الفضاء دون‬
‫تجربة واعية وإدارة فريدة ‪،‬فهي كما تفلت منها كوفيد ‪ 19‬في‬
‫معاملها البيولوجية وأصابت شعبها وكل العالم‪ ،‬عندما خرج‬
‫كوفيد ‪ 19‬كالكلب املسعور يعض قلوب الناس في كل العالم‬
‫وأجهزتهم التنفسية حتى قتل املاليين من بينهم األطفال والكبار‬
‫واألباء واألمهات دون رحمة كأن الصين أرادت االنتقام من أجهزتهم‬
‫التنفسية حتى قتل كوفيد ‪ 19‬املاليين من بينهم األطفال والكبار‬
‫واألباء واألمهات دون رحمة كأن الصين أرادت االنتقام من العالم‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫‪،‬فما أشبههم بيأجوج ومأجوج قديما وحديثا‪ ،‬فهم الذين أبادوا‬
‫آالف املسلمين في حروبهم التترية املغولية دون رحمة من قبل‬
‫‪،‬وهم اليوم ال يراعون أي دولة وال منظمة وال هيئة دولية ‪،‬كأنهم‬
‫قد سيطروا على العالم من جديد‪ ،‬فيا ويل البشرية من شرهم إن‬
‫لم يقف الناس أمامهم وأمام بطشهم الغشيم‪ ،‬وإال فسيخرج منهم‬
‫صواريخ نووية أو مغناطيسية أو نيتروجينية‪ ،‬فيدمرون العالم‬
‫دون اهتمام أو زاجر لهم‪.‬‬

‫‪90‬‬
‫فالغوث الغوث يا مجلس األمن‪ ،‬والنجاة النجاة يا أيتها األمم‬
‫املتحدة من شر يأجوج ومأجوج (الصين)‪.‬‬

‫أيها العالم املستنير ‪،‬يا دعاة السالم ‪،‬أين دوركم مع مثل هذه‬
‫الدول التي طغت ولم تبالي بسالم أحد؟‬

‫أين أنتم يا من أوجعتم رؤوسنا بالسالم من كوريا والصين وغيرها‬


‫من الدول املتغطرسة التي لم تقدروا عليها ‪،‬أو تجاهلتموها ألنها‬
‫ليست مسلمة‬

‫فهل أنتم تتسلطون على الضعفاء أم األقوياء ؟‬

‫أم ال تستطيعون االقتراب من مثل هؤالء؟‬

‫فإن كنتم كذلك‪ ،‬فلنا هللا‪ ،‬ولكن بطش هؤالء وغطرستهم‬


‫ً‬
‫وألعابهم البهلوانية ستعم على عاملكم أوال‪ ،‬سيحرقون هؤالء‬
‫األقزام العالم وهم يضحكون ويمرحون ألنهم ال يبالون‪.‬‬

‫‪91‬‬
‫فإني أدعوا ملحاكمة عادلة سريعة لهؤالء على مثل هذه الصور‬
‫التي تدمر وتقتل املاليين دون اعتذار أو رجوع منهم‪ ،‬ومعي في ذلك‬
‫جل العالم ‪،‬ألنه طفح الكيل وزاد البطش‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫أورشليم وصراع السنين‬

‫‪-‬أورشليم قاتلة األطفال والنساء‪ ،‬أورشليم جالبة املحتل لبالد‬


‫العرب ‪،‬أورشليم حاضنة من ال بلد لهم ومن ال أرض لهم‪.‬‬

‫يستمر الصراع منذ قرون على أرض القدس بحجة أنها أرض‬
‫القيامة وأن بها قبر املسيح ‪،‬وأن بها حائط املبكى أو أن بها املسجد‬
‫األقص ى‪.‬‬

‫فمن له حق العيش على تلك األرض؟‬

‫هل اليهود (الصهاينة)؟‬

‫أم الحق للصليبيين؟‬

‫أم الحق للمسلمين؟‬


‫ً‬
‫أم كل هؤالء يعيشون جنبا إلى جنب ولكل مقدساته و طقوسه‬
‫وشعائره؟‬

‫أماذا يحدث هناك؟‬

‫‪93‬‬
‫‪-‬أورشليم (فلسطين) قطن فيها اليهود من قبل لسنوات عديدة‬
‫ً‬
‫‪،‬وأقام فيها املسيح وأتباعه أيضا ألعوام ‪،‬وقطنها املسلمين لقرون‬
‫منذ فتحها عمر بن الخطاب إلى أن احتلها أتباع الصليب‬
‫بحمالتهم الغاشمة فقتلوا واغتصبوا في املسجد األقص ى أكثر من‬
‫مائة ألف وسبوهم ودنسوا وخربوا كل مقدسات املسلمين‬
‫وأعملوا القتل في األطفال والكبار حتى خاضت الخيل في دماء من‬
‫استجاروا باملسجد‪ ،‬حتى جاء صالح الدين وهزم حمالتهم‬
‫املتعددة الوضيعة والتي خلت من الرحمة ومن تعاليم املسيح ومن‬
‫كل إنسانية‪.‬‬

‫وظل القدس مع املسلمين لقرون حتى دخل أرض فلسطين‬


‫الصهاينة وقد جاءوا من كل مكان في العالم‪ ،‬من هنا ومن هناك‬
‫ليقتلوا ويحرقوا ويدنسوا املقدسات ويغتالوا ويحتلوا فلسطين‬
‫كلها ولم يكتفوا بذلك ‪،‬فقد استغلوا ضعف القيادة املصرية‬
‫والسورية فأخذوا سيناء والجوالن كأنهم يتنزهون‪.‬‬

‫فهل هذه األرض اآلن ستظل هكذا؟‬

‫‪94‬‬
‫هل سيظل أهل فلسطين يذبحون ويعذبون ويعتقلون وهم بال‬
‫جيش أو سالح أو مدافع عنهم؟‬

‫إسرائيل لديها جيشها وقوتها ومن يحميها ويدافع عنها ويساندها في‬
‫الداخل والخارج‪ ،‬في الغرب وفي الشرق حتى في أرض العرب‪ ،‬أما‬
‫أهل فلسطين فهم تحت وطأة اإلحتالل ‪،‬وتحت قهر السالح وال‬
‫ناصر لهم سوى هللا سبحانه وتعالى‪.‬‬

‫ولكن ما الحل وإلى متى يظل الوضع هكذا؟‬

‫البد من قوة محايدة بين أهل فلسطين وهؤالء الصهاينة‪ ،‬والبد‬


‫من جيش يحمي أهل فلسطين وأن يكون لهم أمنهم وبلدهم‬
‫ً‬
‫املستقل‪ ،‬أما أن يعيش األعداء معا فال‪ ،‬وال سيما وأن هناك‬
‫أحدهم معه الجيش والقوة وكل العدة والعتاد ‪،‬واآلخر خاوي‬
‫األيدي وأحدهما َيضرب واآلخر ُيضرب ‪،‬فال مقارنة بينهما تذكر‪.‬‬

‫فهل تتدخل األمم املتحدة ومجلس األمن الذي يكيل بمكيالين‬


‫ً‬
‫ويضع حدا لتلك املهزلة؟‬

‫‪95‬‬
‫لو كانت دولة غير فلسطين وإسرائيل لتدخل العالم كله وقاموا‬
‫وما قعدوا ‪،‬ولو كانت العراق أو السودان أو أي دولة يريدون‬
‫القضاء عليها لتدخلوا ‪،‬ولكن إسرائيل الفتاة املدللة ألمريكا‬
‫وراعية مصالحها ويدها اليمنى في الشرق‪ ،‬فال يجرأ أي أحد أن‬
‫يغضبها أو يمسها ‪،‬بل رغم ظلمها وبطشها فهي تقف بجانبها‬
‫وتساندها بكل قوة‬

‫ولكن رغم ذلك فهل يشاهد العالم تلك املجازر في صمت وما‬
‫يحدث على أرض األنبياء ومهبط الرساالت ؟‬

‫هل ستظل أورشليم تجرح وتقتل وتسبي وتغتصب ألنها أرض هللا؟‬

‫أم أن الصهاينة ال يريدون معهم أي شريك ويريدونها وحدهم ؟‬

‫نعم هم يريدون من النيل للفرات كما يزعمون ‪،‬فهم ال يهنأون‬


‫بعيش حتى يحققون ما أرادوا من مخططات وهمية وعبثية‪.‬‬

‫ولكنهم رغم ما هم فيه من التعنت والبغي والظلم والقتل إال أنهم‬


‫في أقل من ثالثة قرون استطاعوا بناء صرح شامخ ودولة تحترم‬
‫وتهاب من كل جيرانها ‪،‬وعمروا مساحات شاسعة من أرض‬

‫‪96‬‬
‫فلسطين ‪،‬فزرعوا أرضها وجعلوا وديانها جنة فيحاء ‪،‬وشيدوا‬
‫مصانع وشركات لكل الصناعات ‪،‬فاستحقوا النصر رغم كفرهم‬
‫وقلة عددهم ‪،‬ألن هللا يحترم سننه الكونية ‪،‬ومن سننه أنه ينصر‬
‫األمة املجاهدة ولو كانت كافرة ويهزم األمة املتخاذلة ولو كانت‬
‫مؤمنة‪.‬‬

‫فهل تستطيع دولة ضعيفة مثل فلسطين أن تنتصر على‬


‫إسرائيل؟‬

‫هل العرب بلهوهم ولعبهم وانشغالهم بالرقص والغناء واملوضة‬


‫وتربية الشعر والحفالت والسمر يستطيعون النصر على‬
‫إسرائيل؟‬

‫إن إسرائيل توقد مصانعها من وقود العرب‪ ،‬وتمأل خزانات‬


‫دباباتها ومضرعاتها وطيرانها بوقود العرب ‪،‬وتجري بسفنها التي‬
‫تحمل ما تقتل به أبناء فلسطين في مياه العرب ‪،‬وتصدر لنا ما‬
‫يقتلنا وما يزيد اقتصادها ونحن ال نبالي وال تحركنا نخوة أو غيرة‬
‫على بني جلدتنا وعلى مقدساتنا‪،‬‬

‫‪97‬‬
‫فحق لهم النصر وحق لنا العار والقتل‪ .‬والهزيمة والخزي‪.‬‬

‫وفي الختام ال يسعني إال أن أشكر كل من قرأ مقاالتي هذه وعمل‬


‫بها‪.‬‬

‫كتبها وراجعها راجي عفو املبين ‪:‬‬

‫سيد أحمد أمين‬

‫‪98‬‬
‫الناشر‪:‬‬
‫ُ‬
‫دار تراث للنشر اإللكتروني‬
‫رقم الهاتف‪:‬‬
‫‪01099607320‬‬
‫فيسبوك‪:‬‬
‫ُ‬
‫‪https://www.facebook.com/‬دار‪-‬تراث‪-‬للنشر‪-‬اإللكتروني‪-‬‬
‫‪/167٠٠94789971466‬‬
‫مدير الدار‪:‬‬
‫املهندسة أميرة محمود فتحي‬
‫رئيس مجلس اإلدارة‪:‬‬
‫عبد الرحمن محمد‬

‫‪99‬‬

You might also like