Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 9

‫األكادميية للدراسات‬

‫االجتماعية واإلنسانية‬

‫إشكالية التغيري االجتماعي املعاصر من خالل ‪ -‬مقاربة لنظرية‬


‫التخلف الثقايف عند وليم اوكربن ‪W .Ogburn -‬‬
‫‪Modern‬ﺍﻟﺘﺨﻠﻒ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻋﻨﺪ‬
‫ﻣﻘﺎﺭﺑﺔ ﻟﻨﻈﺮﻳﺔ‬ ‫ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ‪-‬‬
‫‪Social‬‬ ‫ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮ‬
‫‪Change‬‬ ‫ﺍﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻐﻴﺮ‬
‫‪Problematic‬‬ ‫‪through‬‬ ‫ﺍﻟﻌﻨﻮﺍﻥ‪:‬‬
‫ﻭﻟﻴﻢ ﺃﻭﻛﺒﺮﻥ ‪Ogburn.W -‬‬
‫‪Ogburn’s Cultural Backwardness Theory‬‬
‫ﻣﺠﻠﺔ ﺍﻷﻛﺎﺩﻳﻤﻴﺔ ﻟﻠﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ‬ ‫ﺍﻟﻤﺼﺪﺭ‪:‬‬

‫أستاذ حماضرا‬ ‫ﺑﻮﻋﻠﻲ الرمحن‬


‫ﺑﺎﻟﺸﻠﻒ‬ ‫ضامرﺑﻦوليد عبد‬
‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺣﺴﻴﺒﺔ‬ ‫ﺍﻟﻨﺎﺷﺮ‪:‬‬
‫واالجتماعية‪ .‬جامعة حسيبة بن بوعلي‪ .‬الشلف‬ ‫اإلنسانية‬
‫ﻋﺒﺪﺍﻟﺮﺣﻤﻦ‬ ‫العلوم‬
‫ﻭﻟﻴﺪ‬ ‫ﺿﺎﻣﺮ‪،‬‬‫كلية‬ ‫ﺍﻟﻤؤﻟﻒ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ‪:‬‬
‫‪dhamerus@yahoo.com‬‬ ‫ﻉ ‪11‬‬ ‫ﺍﻟﻤﺠﻠﺪ‪/‬ﺍﻟﻌﺪﺩ‪:‬‬
‫ﻧﻌﻢ‬ ‫ملخص‬
‫ﻣﺤﻜﻤﺔ‪:‬‬
‫‪2014‬خالل تبين نظرية العامل األمريكي وليم أوجربن املعروفة بنظرية التخلف الثقايف‪ ،‬ومن مث بناء مقاربة لواقع‬ ‫ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ‪:‬التغيري االجتماعي من‬
‫البحث ظاهرة‬ ‫يتناول هذا‬
‫ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ‬
‫متمثلة بوسائل االتصال أو العوملة الثقافية‪ ،‬وأتثرياهتا يف البناء الثقايف العريب‪.‬‬
‫ﺟﺎﻧﻔﻲ‬ ‫بية املعاصرة وأثرة اجلوانب املادية‬ ‫اجملتمعات العر‬
‫ﺍﻟﺸﻬﺮ‪:‬‬
‫املعاصر ‪ -‬نظرية التخلف االجتماعي ‪ -‬وليم أوكربن ‪.‬‬ ‫‪3-9‬‬
‫الكلمات الدالة‪:‬‬
‫ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ‪:‬إشكالية التغري االجتماعي‬
‫‪Abstract‬‬
‫‪10.12816/0026383‬‬
‫‪This paper deals with the phenomenon of social‬‬ ‫‪change through the adoption:DOI‬‬ ‫‪of the‬‬
‫‪American scientist William Ogburn’s theory known as ‘the theory‬‬ ‫‪488837 of cultural backwardness’.‬‬ ‫ﺭﻗﻢ ‪:MD‬‬
‫‪We seek also to approach to the reality of contemporary‬‬ ‫‪Arab‬‬
‫ﺑﺤﻮﺙ ﻭﻣﻘﺎﻻﺕ‬
‫‪societies‬‬ ‫‪and‬‬ ‫‪its‬‬ ‫‪impact on‬‬
‫ﻧﻮﻉ ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻯ‪:‬‬
‫‪materialistic aspects represented by means of communication or cultural globalization, and the‬‬
‫‪effects of the latter on the Arab cultural‬‬ ‫‪EduSearch,‬‬ ‫‪HumanIndex, IslamicInfo‬‬
‫‪construction.‬‬ ‫ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ‪:‬‬
‫‪Keywords‬‬
‫ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ‪ ،‬ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ‬ ‫‪: Modern‬‬
‫ﻭﻟﻴﻢ ‪ ،‬ﻋﻠﻤﺎﺀ‬ ‫‪Social‬‬
‫ﺃﻭﺟﺒﺮﻥ ‪،‬‬‫‪Change‬‬ ‫‪Problematic‬‬
‫ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ‪،‬‬ ‫‪Ogburn’s‬‬
‫ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ‪ ، -‬ﺍﻟﺘﻐﻴﺮﺍﺕ‬ ‫‪Cultural - Backwardness‬ﺍﻟﻌﻮﻟﻤﺔ‬ ‫ﻣﻮﺍﺿﻴﻊ‪:‬‬
‫ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ‪ ،‬ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ﺍﻻﺗﺼﺎﻻﺕ ‪ ،‬ﺍﻟﻨﻈﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ‪ ،‬ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ‪ ،‬ﺗﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ ‪Theory‬‬
‫ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ‬ ‫مقدمة‬
‫حتصل يف اجملتمع جزءا كبريا من املقارابت العلمية اليت‬ ‫ﺭﺍﺑﻂ‪:‬ية التغري االجتماعي واليت بدء تداوهلا منذ مطلع القرن العشرين أخذت فكرة التغيري‪ ،‬اليت‬
‫‪http://search.mandumah.com/Record/488837‬‬ ‫يف إطار نظر‬
‫حاولت تفسريها‪ ،‬وخاصة يف علم االجتماع‪ .‬فقد حاول بعض العلماء دراسة ظاهرة التغري االجتماعي‪ ،‬اليت حتدث يف اجملتمع من خالل عملية الربط بني‬
‫اجلوانب املادية واجلوانب الالمادية‪ .‬أبرز َم ْن ميثل هذا التيار العامل ألفريد فيرب عندما حاول دراسة ظاهرة التغري من خالل التفرقة بني الثقافة واحلضارة يف‬
‫اجملتمع‪ .‬هذا ابإلضافة إىل التفسري املاركسي التقليدي‪ ،‬والذي اعتمد على أسس التمييز بني ما أمساه البناء التحيت والبناء الفوقي وأشار فيه إىل اجلوانب‬
‫املادية "نظم اإلنتاج" واجلوانب الالمادية "النظام االجتماعي" يف احلضارة اإلنسانية وأتثريات كل منهما يف عملية التغبري االجتماعي"‪."1‬‬
‫إذ أنه أكد على أن نظم اجملتمع وأيديولوجيته ما هي إال انعكاس طبيعي لنظم اإلنتاج اليت تسود فيه مبا يف ذل طبيعة معتقده الديين‪ ،‬واليت ستتغري بشكل‬
‫طبيعي يف حالة تغيري البناء املادي‪ .‬تل األفكار وان كانت تتداول بشكل أقرب إىل القراءة الفلسفية لفرتة معينة‪.‬‬
‫إال أهنا بعد ذل أخذت جانب كبري من الطرح العلمي وخاصة عند علماء االجتماع األمريكان الذين حاولوا أن يتناولوا موضوع التغيري االجتماعي‬
‫بشكل دقيق من خالل تفكي العناصر االجتماعية املرتبطة به ‪ ،‬وخاصة مفهوم الثقافة الذي وظف بشكل علمي من قبل بعض العلماء أمثال مسول "‬
‫‪ "Smal‬وابرك" ‪" Park‬وبرغس "‪ "Burgrss‬واوكربن "‪"Ogburn" "1‬‬
‫وسيتم التأكيد على املقاربة النظرية للعامل وليم أوكربن "‪ "ogburn‬إذ أهنا تعترب ذات بعد علمي كبري فتفرقته بني اجلوانب املادية واملعنوية يف اجملتمع‪ ،‬وأتثري‬
‫أحدمها يف األخر يوضح جانب كبريا من اإلشكاليات االجتماعية‪ ،‬وخاصة يف جمتمعات العامل الثالث بفضل تقدم اجلوانب املادية على اجلوانب املعنوية‪،‬‬
‫وما أدى إىل عمليات تغيري اجتماعي وثقايف غري متزنة‪ ،‬كان من نتائجها تصدع بناء اجملتمع التقليدي بتأثريات خارجية عن بنية اجملتمع نفسه‪.‬‬
‫نظرية التخلف الثقايف‬
‫© ‪ 2024‬ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪ .‬ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪.‬‬
‫شيء يف‬ ‫ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ فأهم‬
‫ﻟﻼﺳﺘﺨﺪﺍﻡ‬ ‫االجتماعية‬ ‫األحداث‬
‫ﻃﺒﺎﻋﺔ ﻫﺬﻩ‬ ‫تفسري‬
‫ﺗﺤﻤﻴﻞ ﺃﻭ‬ ‫ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪ .‬يف‬
‫ﻳﻤﻜﻨﻚ‬ ‫ﺍﻟﻨﺸﺮالبيولوجي‬
‫أكثر من‬
‫االجتماعيﺣﻘﻮﻕ‬
‫ﻋﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ‬ ‫ﺍﻟﻨﺸﺮ‪،‬ثري‬
‫أتكيد التأ‬
‫ﺣﻘﻮﻕ‬‫ﺃﺻﺤﺎﺏيف‬
‫ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ" ﻣﻊأمنوذجه‬
‫ﺍﻹﺗﻔﺎﻕ ‪W.‬‬
‫‪Ogburn‬‬‫أجربنﺑﻨﺎﺀ" ﻋﻠﻰ‬
‫ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﻘﻂ‪ ،‬ﻭﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﻨﺴﺦ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻋﺒﺮ ﺃﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ )ﻣﺜﻞ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ( ﺩﻭﻥ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺧﻄﻲ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺃﻭ‬
‫ليم ﻣﺘﺎﺣﺔ‬ ‫العامل و‬
‫ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ‬ ‫لقد قدم ﻫﺬﻩ‬

‫أعمال اإلنسان هو الرتاث االجتماعي الذي ال يفسره نتيجة ألعمال اإلنسان خالل فرتة حمددة بل إنه النتاج اإلنساين املتبقي منذ زمن بعيد‬ ‫نظره لتفسري‬
‫ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪.‬‬

‫"‪"3‬‬
‫واستطاع أن يدوم لينتقل من جيل إىل جيل‬
‫‪3‬‬ ‫األكادميية للدراسات االجتماعية واإلنسانية‪ .‬ج‪ /‬قسم العلوم االجتماعية العدد ‪ - 11‬جانفي ‪ . 2014‬ص ‪9 - 3‬‬
‫األكادميية للدراسات‬
‫االجتماعية واإلنسانية‬

‫إشكالية التغيري االجتماعي املعاصر من خالل ‪ -‬مقاربة لنظرية‬


‫التخلف الثقايف عند وليم اوكربن ‪W .Ogburn -‬‬
‫ﻟﻺﺳﺘﺸﻬﺎﺩ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻗﻢ ﺑﻨﺴﺦ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﺣﺴﺐ ﺇﺳﻠﻮﺏ ﺍﻹﺳﺘﺸﻬﺎﺩ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ‪:‬‬
‫‪Modern Social Change Problematic through‬‬
‫‪Ogburn’s Cultural Backwardness Theory‬‬ ‫ﺇﺳﻠﻮﺏ ‪APA‬‬
‫ﺿﺎﻣﺮ‪ ،‬ﻭﻟﻴﺪ ﻋﺒﺪﺍﻟﺮﺣﻤﻦ‪ .(2014) .‬ﺍﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻐﻴﺮ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ‪ -‬ﻣﻘﺎﺭﺑﺔ ﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﺨﻠﻒ‬
‫ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻋﻨﺪ ﻭﻟﻴﻢ ﺃﻭﻛﺒﺮﻥ ‪.Ogburn.W -‬ﻣﺠﻠﺔ ﺍﻷﻛﺎﺩﻳﻤﻴﺔ ﻟﻠﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ‪ ،‬ﻉ ‪، 3 - 9. 11‬‬
‫ضامر وليد عبد الرمحن أستاذ حماضرا‬
‫ﻣﺴﺘﺮﺟﻊ ﻣﻦ ‪488837/Record/com.mandumah.search//:http‬‬
‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪ .‬جامعة حسيبة بن بوعلي‪ .‬الشلف‬ ‫ﺇﺳﻠﻮﺏ ‪MLA‬‬
‫‪ dhamerus@yahoo.com‬ﺧﻼﻝ ‪ -‬ﻣﻘﺎﺭﺑﺔ ﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﺨﻠﻒ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ‬
‫ﺿﺎﻣﺮ‪ ،‬ﻭﻟﻴﺪ ﻋﺒﺪﺍﻟﺮﺣﻤﻦ‪" .‬ﺍﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﺘﻐﻴﺮ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮ ﻣﻦ‬
‫ﻋﻨﺪ ﻭﻟﻴﻢ ﺃﻭﻛﺒﺮﻥ ‪".Ogburn.W -‬ﻣﺠﻠﺔ ﺍﻷﻛﺎﺩﻳﻤﻴﺔ ﻟﻠﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻭﺍﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔﻉ ‪.9 - 3 :(2014) 11‬‬
‫ﻣﺴﺘﺮﺟﻊ ﻣﻦ ‪488837/Record/com.mandumah.search//:http‬‬
‫ملخص‬
‫يتناول هذا البحث ظاهرة التغيري االجتماعي من خالل تبين نظرية العامل األمريكي وليم أوجربن املعروفة بنظرية التخلف الثقايف‪ ،‬ومن مث بناء مقاربة لواقع‬
‫اجملتمعات العربية املعاصرة وأثرة اجلوانب املادية متمثلة بوسائل االتصال أو العوملة الثقافية‪ ،‬وأتثرياهتا يف البناء الثقايف العريب‪.‬‬
‫الكلمات الدالة‪ :‬إشكالية التغري االجتماعي املعاصر ‪ -‬نظرية التخلف االجتماعي ‪ -‬وليم أوكربن ‪.‬‬
‫‪Abstract‬‬
‫‪This paper deals with the phenomenon of social change through the adoption of the‬‬
‫‪American scientist William Ogburn’s theory known as ‘the theory of cultural backwardness’.‬‬
‫‪We seek also to approach to the reality of contemporary Arab societies and its impact on‬‬
‫‪materialistic aspects represented by means of communication or cultural globalization, and the‬‬
‫‪effects of the latter on the Arab cultural construction.‬‬
‫‪Keywords : Modern Social Change Problematic - Ogburn’s Cultural - Backwardness‬‬
‫‪Theory‬‬
‫مقدمة‬
‫يف إطار نظرية التغري االجتماعي واليت بدء تداوهلا منذ مطلع القرن العشرين أخذت فكرة التغيري‪ ،‬اليت حتصل يف اجملتمع جزءا كبريا من املقارابت العلمية اليت‬
‫حاولت تفسريها‪ ،‬وخاصة يف علم االجتماع‪ .‬فقد حاول بعض العلماء دراسة ظاهرة التغري االجتماعي‪ ،‬اليت حتدث يف اجملتمع من خالل عملية الربط بني‬
‫اجلوانب املادية واجلوانب الالمادية‪ .‬أبرز َم ْن ميثل هذا التيار العامل ألفريد فيرب عندما حاول دراسة ظاهرة التغري من خالل التفرقة بني الثقافة واحلضارة يف‬
‫اجملتمع‪ .‬هذا ابإلضافة إىل التفسري املاركسي التقليدي‪ ،‬والذي اعتمد على أسس التمييز بني ما أمساه البناء التحيت والبناء الفوقي وأشار فيه إىل اجلوانب‬
‫املادية "نظم اإلنتاج" واجلوانب الالمادية "النظام االجتماعي" يف احلضارة اإلنسانية وأتثريات كل منهما يف عملية التغبري االجتماعي"‪."1‬‬
‫إذ أنه أكد على أن نظم اجملتمع وأيديولوجيته ما هي إال انعكاس طبيعي لنظم اإلنتاج اليت تسود فيه مبا يف ذل طبيعة معتقده الديين‪ ،‬واليت ستتغري بشكل‬
‫طبيعي يف حالة تغيري البناء املادي‪ .‬تل األفكار وان كانت تتداول بشكل أقرب إىل القراءة الفلسفية لفرتة معينة‪.‬‬
‫إال أهنا بعد ذل أخذت جانب كبري من الطرح العلمي وخاصة عند علماء االجتماع األمريكان الذين حاولوا أن يتناولوا موضوع التغيري االجتماعي‬
‫بشكل دقيق من خالل تفكي العناصر االجتماعية املرتبطة به ‪ ،‬وخاصة مفهوم الثقافة الذي وظف بشكل علمي من قبل بعض العلماء أمثال مسول "‬
‫‪ "Smal‬وابرك" ‪" Park‬وبرغس "‪ "Burgrss‬واوكربن "‪"Ogburn" "1‬‬
‫وسيتم التأكيد على املقاربة النظرية للعامل وليم أوكربن "‪ "ogburn‬إذ أهنا تعترب ذات بعد علمي كبري فتفرقته بني اجلوانب املادية واملعنوية يف اجملتمع‪ ،‬وأتثري‬
‫أحدمها يف األخر يوضح جانب كبريا من اإلشكاليات االجتماعية‪ ،‬وخاصة يف جمتمعات العامل الثالث بفضل تقدم اجلوانب املادية على اجلوانب املعنوية‪،‬‬
‫وما أدى إىل عمليات تغيري اجتماعي وثقايف غري متزنة‪ ،‬كان من نتائجها تصدع بناء اجملتمع التقليدي بتأثريات خارجية عن بنية اجملتمع نفسه‪.‬‬
‫نظرية التخلف الثقايف‬
‫© ‪ 2024‬ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪ .‬ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪.‬‬
‫شيء يف‬ ‫ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ فأهم‬
‫ﻟﻼﺳﺘﺨﺪﺍﻡ‬ ‫االجتماعية‬ ‫األحداث‬
‫ﻃﺒﺎﻋﺔ ﻫﺬﻩ‬ ‫تفسري‬
‫ﺗﺤﻤﻴﻞ ﺃﻭ‬ ‫ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ‪ .‬يف‬
‫ﻳﻤﻜﻨﻚ‬ ‫ﺍﻟﻨﺸﺮالبيولوجي‬
‫أكثر من‬
‫االجتماعيﺣﻘﻮﻕ‬
‫ﻋﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ‬ ‫ﺍﻟﻨﺸﺮ‪،‬ثري‬
‫أتكيد التأ‬
‫ﺣﻘﻮﻕ‬‫ﺃﺻﺤﺎﺏيف‬
‫ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ" ﻣﻊأمنوذجه‬
‫ﺍﻹﺗﻔﺎﻕ ‪W.‬‬ ‫أجربنﺑﻨﺎﺀ" ﻋﻠﻰ‬
‫‪Ogburn‬‬
‫ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﻘﻂ‪ ،‬ﻭﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﻨﺴﺦ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻋﺒﺮ ﺃﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ )ﻣﺜﻞ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ( ﺩﻭﻥ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺧﻄﻲ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺃﻭ‬
‫ليم ﻣﺘﺎﺣﺔ‬‫العامل و‬
‫ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ‬ ‫لقد قدم ﻫﺬﻩ‬

‫أعمال اإلنسان هو الرتاث االجتماعي الذي ال يفسره نتيجة ألعمال اإلنسان خالل فرتة حمددة بل إنه النتاج اإلنساين املتبقي منذ زمن بعيد‬ ‫نظره لتفسري‬
‫ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ‪.‬‬

‫"‪"3‬‬
‫واستطاع أن يدوم لينتقل من جيل إىل جيل‬
‫‪3‬‬ ‫األكادميية للدراسات االجتماعية واإلنسانية‪ .‬ج‪ /‬قسم العلوم االجتماعية العدد ‪ - 11‬جانفي ‪ . 2014‬ص ‪9 - 3‬‬
‫األكادميية للدراسات‬
‫االجتماعية واإلنسانية‬

‫إشكالية التغيري االجتماعي املعاصر من خالل ‪ -‬مقاربة لنظرية‬


‫التخلف الثقايف عند وليم اوكربن ‪W .Ogburn -‬‬
‫‪Modern Social Change Problematic through‬‬
‫‪Ogburn’s Cultural Backwardness Theory‬‬

‫ضامر وليد عبد الرمحن أستاذ حماضرا‬


‫كلية العلوم اإلنسانية واالجتماعية‪ .‬جامعة حسيبة بن بوعلي‪ .‬الشلف‬
‫‪dhamerus@yahoo.com‬‬
‫ملخص‬
‫يتناول هذا البحث ظاهرة التغيري االجتماعي من خالل تبين نظرية العامل األمريكي وليم أوجربن املعروفة بنظرية التخلف الثقايف‪ ،‬ومن مث بناء مقاربة لواقع‬
‫اجملتمعات العربية املعاصرة وأثرة اجلوانب املادية متمثلة بوسائل االتصال أو العوملة الثقافية‪ ،‬وأتثرياهتا يف البناء الثقايف العريب‪.‬‬
‫الكلمات الدالة‪ :‬إشكالية التغري االجتماعي املعاصر ‪ -‬نظرية التخلف االجتماعي ‪ -‬وليم أوكربن ‪.‬‬
‫‪Abstract‬‬
‫‪This paper deals with the phenomenon of social change through the adoption of the‬‬
‫‪American scientist William Ogburn’s theory known as ‘the theory of cultural backwardness’.‬‬
‫‪We seek also to approach to the reality of contemporary Arab societies and its impact on‬‬
‫‪materialistic aspects represented by means of communication or cultural globalization, and the‬‬
‫‪effects of the latter on the Arab cultural construction.‬‬
‫‪Keywords : Modern Social Change Problematic - Ogburn’s Cultural - Backwardness‬‬
‫‪Theory‬‬
‫مقدمة‬
‫يف إطار نظرية التغري االجتماعي واليت بدء تداوهلا منذ مطلع القرن العشرين أخذت فكرة التغيري‪ ،‬اليت حتصل يف اجملتمع جزءا كبريا من املقارابت العلمية اليت‬
‫حاولت تفسريها‪ ،‬وخاصة يف علم االجتماع‪ .‬فقد حاول بعض العلماء دراسة ظاهرة التغري االجتماعي‪ ،‬اليت حتدث يف اجملتمع من خالل عملية الربط بني‬
‫اجلوانب املادية واجلوانب الالمادية‪ .‬أبرز َم ْن ميثل هذا التيار العامل ألفريد فيرب عندما حاول دراسة ظاهرة التغري من خالل التفرقة بني الثقافة واحلضارة يف‬
‫اجملتمع‪ .‬هذا ابإلضافة إىل التفسري املاركسي التقليدي‪ ،‬والذي اعتمد على أسس التمييز بني ما أمساه البناء التحيت والبناء الفوقي وأشار فيه إىل اجلوانب‬
‫املادية "نظم اإلنتاج" واجلوانب الالمادية "النظام االجتماعي" يف احلضارة اإلنسانية وأتثريات كل منهما يف عملية التغبري االجتماعي"‪."1‬‬
‫إذ أنه أكد على أن نظم اجملتمع وأيديولوجيته ما هي إال انعكاس طبيعي لنظم اإلنتاج اليت تسود فيه مبا يف ذل طبيعة معتقده الديين‪ ،‬واليت ستتغري بشكل‬
‫طبيعي يف حالة تغيري البناء املادي‪ .‬تل األفكار وان كانت تتداول بشكل أقرب إىل القراءة الفلسفية لفرتة معينة‪.‬‬
‫إال أهنا بعد ذل أخذت جانب كبري من الطرح العلمي وخاصة عند علماء االجتماع األمريكان الذين حاولوا أن يتناولوا موضوع التغيري االجتماعي‬
‫بشكل دقيق من خالل تفكي العناصر االجتماعية املرتبطة به ‪ ،‬وخاصة مفهوم الثقافة الذي وظف بشكل علمي من قبل بعض العلماء أمثال مسول "‬
‫‪ "Smal‬وابرك" ‪" Park‬وبرغس "‪ "Burgrss‬واوكربن "‪"Ogburn" "1‬‬
‫وسيتم التأكيد على املقاربة النظرية للعامل وليم أوكربن "‪ "ogburn‬إذ أهنا تعترب ذات بعد علمي كبري فتفرقته بني اجلوانب املادية واملعنوية يف اجملتمع‪ ،‬وأتثري‬
‫أحدمها يف األخر يوضح جانب كبريا من اإلشكاليات االجتماعية‪ ،‬وخاصة يف جمتمعات العامل الثالث بفضل تقدم اجلوانب املادية على اجلوانب املعنوية‪،‬‬
‫وما أدى إىل عمليات تغيري اجتماعي وثقايف غري متزنة‪ ،‬كان من نتائجها تصدع بناء اجملتمع التقليدي بتأثريات خارجية عن بنية اجملتمع نفسه‪.‬‬
‫نظرية التخلف الثقايف‬
‫لقد قدم العامل وليم أجربن "‪ "W. Ogburn‬أمنوذجه يف أتكيد التأثري االجتماعي أكثر من البيولوجي يف تفسري األحداث االجتماعية فأهم شيء يف‬
‫نظره لتفسري أعمال اإلنسان هو الرتاث االجتماعي الذي ال يفسره نتيجة ألعمال اإلنسان خالل فرتة حمددة بل إنه النتاج اإلنساين املتبقي منذ زمن بعيد‬
‫"‪"3‬‬
‫واستطاع أن يدوم لينتقل من جيل إىل جيل‬
‫‪3‬‬ ‫األكادميية للدراسات االجتماعية واإلنسانية‪ .‬ج‪ /‬قسم العلوم االجتماعية العدد ‪ - 11‬جانفي ‪ . 2014‬ص ‪9 - 3‬‬
‫أ‪ .‬ضامر وليد عبد الرمحن‬

‫وقد ميّز أوجربن عند مناقشته مفاهيم التطور االجتماعي والدراسة املفصلة لدور العوامل البيولوجية والثقافية يف التغري االجتماعي بني الثقافة املادية‬
‫"‪"4‬‬
‫والالمادية‪" .‬ولعل من أهم إضافاته هي استبدال مصطلح التطور االجتماعي الذي كان سائد مبصطلح التغري االجتماعي"‬
‫حيث أ ن اصطالح التطور يشري إىل حالة إجيابية يف حني أن التغري يضمن كال االحتمالني السليب واإلجيايب‪ .‬وتقوم فكرة التغري االجتماعي عند أوجربن على‬
‫تناول اجلوانب الثقافية يف اجملتمع‪ ،‬فاللثقافة وجهان مادي وغري مادي‪ .‬ففي العائلة مثالً يكون السكن واألاثث عبارة عن اجلانب املادي ويكون الزواج‬
‫والسلطة األبوية وعالقات السلطة داخل العائلة واجلانب العاطفي‪ ،‬عبارة عن اجلانب الالمادي والفصل بني هاتني الناحيتني كان أساس نظريته‪ ،‬ويصطلح‬
‫على ختلف اجلانب الالمادي عن اجلانب املادي ابهلوة الثقافية أو التخلف الثقايف "‪."Cultural lag" "5‬‬
‫فالثقافة الالمادية تعين "الرتاث االجتماعي‪ ،‬أي ما خلفه شعب معني أو حفظه ويشمل هذا وسائلهم وعاداهتم وتقدمهم التكنولوجي ونظمهم‬
‫االجتماعية"‪."6‬‬
‫إن التطورات السريعة نسبيًا يف اجلانب الالمادي مقارنة ابلثبات النسيب يف الثقافة الالمادية تطرح مشكلة التخلف الثقايف "‪ "Cultural lag‬والذي يشري‬
‫إىل وضعية تغري عندما يتصارع نوع جديد من السلوك مع القيم التقليدية‪ ،‬حيث تتصف التغريات يف اجلانب الالمادي أبهنا حترك ضغط ابلنسبة للثقافة‬
‫"‪"7‬‬
‫الالمادية كوهنا تعتمد على منوذج ثقايف من بناء اجملتمع القدمي والذي ال يستقل فكرة اجلديد ببساطة‬
‫حيث يؤكد فيها أن التغيري يف اجلانب املادي للثقافة يسبق دائما وأبدا التغيري يف اجلانب الالمادي‪ .‬مما ينتج عنه اهلوة الثقافية‪ ،‬وهي الفرتة الزمنية اليت تقع‬
‫بني املرحلة األوىل‪ .‬اليت يتم فيها التقدم التكنولوجي واىل أن ينتقل إىل املرحلة الثانية اليت يتم فيها التغري االجتماعي‪ .‬هذه الفرتة تتسم ببعض املظاهر اليت من‬
‫بينها االضطراب والصراع فاستعمال األدوات اجلديدة ال يقتصر على طريقة استخدامها وصيانتها‪ .‬ولكنه يستتبع جمموعة من املمارسات والتعديالت متس‬
‫العادات والتقاليد والقيم ويرتتب على نظرية التخلف الثقايف "‪ "Cultural lag‬مالحظتني مها‪:‬‬
‫إن التغريات املادية أسرع يف تراكمها املتغريات الالمادية‪.‬‬ ‫•‬
‫"‪"8‬‬
‫إن التغريات املادية تصبح علة يف تغيري الثقافة الالمادية‪.‬‬ ‫•‬
‫إن هناك بعض احلقائق املرتبطة ابملتغريات املادية واملعرفة النفسية حسب رأي جورج غورفيتش‪ :‬إذ يقول "فقد وصلنا إىل عصر تتجاوز فيه التقنيات البىن‬
‫االجتماعية وابألخص أمناط اجملتمعات اليت نشأت فيها‪ .‬فتاريخ التقنيات يظهر أنه مل يسبق للمعرفة التقنية أن أجنبت حىت اآلن أطراً اجتماعية‪ ،‬وإمنا‬
‫ابلعكس متاماً‪ ،‬كانت األطر االجتماعية هي اليت تستثري التقنيات اجلديدة‪ .‬إال أننا سنشهد اليوم تفاوات ملحوظا بني البىن االجتماعية وبني التقنيات‪.‬‬
‫"‪"9‬‬
‫فاملعارف التقنية أصبحت ال ختضع ألية سيطرة وأية رقابة‪ .‬والتقنيات يف مستواها األعلى تظهر يف سباق بينها وبني اجملتمعات‪.‬‬
‫لقد حاول غورنفتش أن يعطي وصفا لواقع اجملتمعات املعاصرة‪ ،‬وعالقة اجلوانب املادية متمثال فيما امساه التقنيات وعالقتها ابلبناء االجتماعي فاحلاجة‬
‫اترخييا هي اليت تستثري االخرتاع أو كما يقال يف تراثنا احلاجة أم االخرتاع إذ أن احلاجة هي اليت تدفع إىل االبتكار واالخرتاع ومن مث فان تل احلاجة قادرة‬
‫على التكيف مع االخرتاع حبكم عالقة احلاجة املسبقة وان كانت هنال أتثريات سلبية هلذا االخرتاع فنهنا ستكون حمدودة‪ ،‬إال إن احلالة األعقد اليت‬
‫انقشها غورنوفتش تتمثل حبالة عكسية للحالة السابقة‪ .‬وهي إن االخرتاع هو الذي يولد حاجات اجتماعية‪ ،‬وهي احلالة اجلديدة واليت يرتتب عليها إرابك‬
‫يف النظام االجتماعي‪ ،‬إذ أن وجود االخرتاع سيتطلب إحداث منط جديد من احلاجات اليت قد ال يكون اجملتمع قد تالءم معها‪ .‬أو أن تصبح حاجة شبه‬
‫إلزامية ألفراد اجملتمع مل تكن يف السابق ضمن متطلباهتم العادية ‪ .‬ولتوضيح تل الفكرة نطرح منوذج اهلاتف النقال فاخرتاعه كان نتيجة لرتاكمات علمية وهو‬
‫يف هذا السياق مل يكن من ضمن حاجات اجملتمع االجتماعية أال إن منو تداوله يف اجملتمع جعل الفرد العادي يف حاجة إليه كونه وبفعل هذا االخرتاع‬
‫أصبح عنواان متنقال‪ ،‬إال أنه يف نفس الوقت كان له أتثري سليب على البناء االجتماعي بشكله العام سواء من خالل رؤوس األموال األجنبية املوظفة لصاحل‬
‫الشركات متعددة اجلنسيات‪ ،‬أو من خالل إفرازاته السلبية على منط العالقات االجتماعي يف اجملتمع‪.‬‬
‫كبريا من الرتاث االجتماعي لإلنسان يدخل يف نطاق ما يسمى ابلثقافة الالمادية‪ ،‬وأن التكيف مع هذه‬ ‫إن فرض التخلف الثقايف يبدأ من فكرة "أن جانبا ً‬
‫مرا ضرورًًي‪ ،‬ذل ألن التغريات اليت حتدث يف الثقافة املادية تسبق التغريات اليت حتدث يف الثقافة الالمادية‪ .‬ومعىن ذل أن التكيف ال‬ ‫الثقافة املادية يعد أ ً‬
‫"‪"10‬‬
‫ميكن إن يبدأ قبل أن حيدث التغري يف الثقافة املادية‪.‬‬
‫أي أن عملية التكيف بني الثقافة املادية والالمادية ال ميكن أن تكون عملية استباقية أي أهنا تتم بعد حدوث عملية التغري املادي‪ ،‬وهنا تكمن املشكلة‪.‬‬
‫"‪"11‬‬
‫فالثقافة الالمادية بعناصرها األساسية "من العادات واألعراف قد ال تتمكن من مالحقة التغري وهنا جيب قياس سوء عدم التكيف أو عدم القدرة عليه‪.‬‬
‫وقد ميّز أوجربن بني ثالثة أشكال عامة للتأثريات االجتماعية لالخرتاع "التطور املادي" األول يتصل ابالخرتاع البسيط وأتثريه العام والثاين هو التأثريات‬
‫القادمة أو املشتقة الخرتاع واحد‪ .‬وهذا يعين أن االخرتاع ينتج عنه تغريات حتدث بدورها تغريات أخرى وهكذا‪ .‬ويسمى الشكل الثالث للتأثريات‬
‫االجتماعية لالخرتاع أو اجتماع عدة أتثريات لعدة اخرتاعات "‪."12‬‬
‫جديدا من منظومات القيم اليت حتكم العالقات بني األفراد وعدم أتقلم األفراد مع تل املتطلبات‬ ‫ً‬ ‫نوعا‬
‫"إذ أن التطورات التكنولوجية السريعة تتطلب ً‬
‫"‪"13‬‬
‫اجلديدة حيدث نوع من االضطراب‪.‬‬
‫األكادميية للدراسات االجتماعية واإلنسانية‪ .‬ج‪ /‬قسم العلوم االجتماعية العدد ‪ - 11‬جانفي ‪ . 2014‬ص ‪9 - 3‬‬ ‫‪4‬‬
‫إشكالية التغيري االجتماعي املعاصر من خالل ‪ -‬مقاربة لنظرية التخلف الثقايف عند وليم اوكربن ‪w.ogburn -‬‬
‫فاالخرتاعات يف العادة ترتبط إبفرازات سلبية على منظومة اجملتمع خاصة إن كانت تل االخرتاعات ترتبط بشكل أو أبخر مبنظومة القيم والعادات‬
‫واألعراف االجتماعية جملتمع ما‪ .‬فاالخرتاعات مهما نظر إليها من زاوية اجيابية حىت وان كانت ترتبط بعناصر وقيم أخالقية إال أهنا يف الغالب يكون هلا‬
‫أتثريات سلبية على البناء االجتماعي للمجتمع‪.‬‬
‫فعلى سبيل املثال ميكن النظر إىل التطور العلمي يف جمال الصحة على أنه عامل اجيايب إىل أبعد احلدود‪ .‬إال أن هذا التطور وخاصة يف جمال رعاية األمومة‬
‫والطفولة ‪ ،‬والذي ابتداء منذ النصف الثاين من القرن العشرين أدى إىل زًيدات سكانية يف أغلب دول العامل الثالث والدول العربية‪ .‬ففي الوطن العريب تسعى‬
‫احلكومات إىل ضبط النمو السكاين خصوصا يف األقطار اليت أدى االنفجار السكاين اجلاري فيها إىل تفاقم الفقر واملرض بني نسبة كبرية من سكاهنا ‪ ،‬ومما‬
‫يلفت النظر إن مدى احلياة ‪ life Expectancy‬يف األقطار املتطورة يتجاوز كثريا مدى احلياة يف البالد الفقرية أو األقل تقدما‪ ،‬فبينما يكون يف‬
‫النرويج ‪ 81‬عاما ويف فلندا ‪ 80‬وأملانيا ‪ 79‬فننه ال يتعدى ‪ 56‬يف مصر‪ .‬هذا ابإلضافة إىل املشكالت االقتصادية والصحية واالجتماعية اليت تزداد‬
‫تعقيدا عاما بعد عام وتتضح من خالل الفقر والبطالة بسبب التضخم السكاين وقلة املوارد‪ .‬وهذه الزًيدة اليت بلغت يف مصر حوايل مليون ونصف سنوًي‬
‫واليت شكلت عبأ على مشاريعها التنموية بسبب القفزات االنفجارية يف سكاهنا ‪ .‬وما يقال عن مصر ينطبق بدرجات متفاوتة على بعض األقطار العربية‬
‫"‪"14‬‬
‫اليت مل حتقق ما يكفي من التوازن بني منوها السكاين وتنمية مواردها البشرية واالقتصادية‪.‬‬
‫إن تل اإلشكالية ترتبط بتطور جانب واحد وهو واجلانب الصحي "عنصر مادي" يف حني أن ثقافة اجملتمع جتاه اإلجناب "عنصر ال مادي" مل تتطور‬
‫بشكل يتناسب مع اجلاين املادي‪ .‬حيث إن القيم االجتماعية املرتبطة ابإلجناب بقت على حاهلا‪ .‬إذ مازالت الغوائل تفضل إجناب الذكور على اإلانث‪.‬‬
‫ومازال هنال تفضيل لعدد أطفال كبري وخاصة يف الطبقات الفقرية‪ ،‬ابإلضافة إىل تفضيل الزواج املبكر‪ ،‬كل هذه العناصر وغريها سامهت يف إحداث هذا‬
‫االنفجار السكاين‪ .‬وهو ما يفسر أتثري اجلوانب املادية يف اجلوانب الالمادية‪.‬‬
‫وقد فسر أوجربن تغري الثقافة ألربعة عوامل هي االخرتاع والرتاكم واالنتشار والتوافق‪ .‬ويعترب االخرتاع العنصر الفعال واألكثر أمهية يف عملية التغري‪ ،‬وهو يعين‬
‫عنصرا ومسة ثقافية جديدة ويظهر االخرتاع من تركيب جديد للعناصر الثقافية املوجودة فعالً‪ .‬وحيدث التغري االجتماعي عند إدخال أو‬ ‫"خلق أو اكتشاف ً‬
‫تبين اجملتمع هلذا العنصر اجلديد‪.‬‬
‫إن احلاجة والقاعدة الثقافية والقدرة العقلية والرتاث عناصر أربعة ضرورية البد من وجودها ليتمكن لالخرتاع أن يظهر‪ .‬إال أن أتثري االخرتاعات خيتلف‬
‫"‪"15‬‬
‫تبعا لطبيعة االخرتاع وحجمه‬ ‫حسب طبيعتها‪ ،‬فاألمناط املختلفة لالخرتاعات تؤدي إىل أتثريات اجتماعية متمايزة ً‬
‫أم ا ابلنسبة للعناصر األخرى فهي الرتاكم والذي حيدث عندما تكون نسبة العناصر املضافة أكثر من نسبة العناصر اليت تفقد‪ .‬واالنتشار وهو انتقال‬
‫"‪"16‬‬
‫أمرا جيب الوصول إليه عندما يتفاعل اخرتاع مع عناصر الثقافة الالمادية ‪.‬‬ ‫املخرتعات يف اجتاهات خمتلفة ويكون التوافق ً‬
‫إن طبيعة تغري الثقافة الالمادية وعدم توافقها مع العناصر الثقافية للمجتمع يرجع إىل عدة أسباب أمهها‪:‬‬
‫• السرعة غري املتكافئة بني العناصر املادية واملعنوية‪.‬‬
‫• مقاومة إفراد اجملتمع للجديد وحرصهم على القدمي‪.‬‬
‫• صعوبة تغيري التصورات العقلية اجلمعية ألفراد اجملتمع يف ما درجوا عليه‪ ،‬وخباصة حني ظهور اخرتاع أو كشف جديد‪.‬‬
‫"‪"17‬‬
‫• وجود تناقضات اجتماعية بني اجلماعات واهليئات داخل اجملتمع نتيجة عدم التجانس يف الرتكيب االجتماعي‪.‬‬
‫وميكن بشكل عام حصر جوانب نظرية التخلف الثقايف ابلعناصر األساسية التالية واليت جتمع عليها أغلب املؤلفات يف هذا اجملال وهي‪:‬‬
‫‪ -1‬الثقافة تنطوي على جوانب مادية وأخرى معنوية‪.‬‬
‫‪ -2‬تتغري الثقافة املادية غالبا مبعدل أسرع من ذل الذي يتغري به ما يرتبط هبا من الثقافة غري املادية‬
‫‪ -3‬ترتبط مجيع مكوانت الثقافة بعضها مع بعض ولذل فأن أي تغيري يف إحدى هذه املكوانت يتبعه تغيري أتقلمي مصاحب يف املكوانت األخرى‪.‬‬
‫‪ -4‬تستغرق التغيريات السابقة زمنا معينا‪.‬‬
‫‪ -5‬تستتبع التغريات الزمنية الناجتة عن تباين معدل سرعة جانيب الثقافة توترا واختالال تنظيميا اجتماعيا مما يؤثر على القيم اليت يعتنقها الناس وإجياد‬
‫املشكالت االجتماعية‪.‬‬
‫‪ -6‬تتناىف احلقائق السابقة مع مبدءا اجلربية امليكانيكية _أي العقيدة يف أن مصدر أي تغيري معني ينحصر يف عامل معني فقط _ إذ أن االبتكار والتطور‬
‫"‪"18‬‬
‫التكنولوجي ينطوًين على املعارف العلمية ويعتمدان عليهما‪ ،‬كما وأن االبتكار واالنتشار الثقايف حيداثن من خالل السلوك العقلي ‪.‬‬
‫إن العرض السابق يطرح تساؤال مهما يتعلق ببنية وطبيعة التخلف بني جمتمع وآخر‪ ،‬فنذا كان أوجربن طرح فكرة التخلف الثقايف‪ ،‬يف اجملتمعات الغربية‬
‫واجملتمع األمريكي بشكل خاص‪ ،‬مفرتضا أن اجملتمع الغريب يطور جوانبه املادية أكثر من الثقافية‪ .‬فلنا أن نتصور درجة التخلف اليت ستحدث يف جمتمعاتنا‬

‫‪5‬‬ ‫األكادميية للدراسات االجتماعية واإلنسانية‪ .‬ج‪ /‬قسم العلوم االجتماعية العدد ‪ - 11‬جانفي ‪ . 2014‬ص ‪9 - 3‬‬
‫أ‪ .‬ضامر وليد عبد الرمحن‬

‫اليت كانت بعيدة أساسا عن املرحلة التارخيية اليت مرت هبا اجملتمعات الغربية‪ ،‬إذ أهنا مل تقم إال بنقل تل املخرتعات والتطورات التقنية‪ .‬ولنا هنا أن نتصور‬
‫درجة اهلوة الثقافية اليت ستحدث يف جمتمعنا نتيجة تل املخرتعات‪.‬‬
‫مقاربة لنظرية التخلف الثقايف بواقع اجملتمعات العربية املعاصرة‪.‬‬
‫االتصال الثقايف والعوملة التقنية منوذجا‬
‫سنحاول يف هذا اجملال اختصار أتثريات االتصال الثقايف يف إطار ما يعرف حاليا بعوملة الثقافة‪ .‬واليت عادة ما تعرف أبهنا عملية تعميم ثقافة معينة على بقية‬
‫العامل‪ .‬من خالل اإلحياء أن هنال عوامل سلبية يف الثقافات األخرى "‪ ."19‬واليت أتخذ آلية التأكيد على خصوصيات اجتماعية على إهنا عناصر سلبية "‬
‫"‪"20‬‬
‫لذل فأن ثقافة املركز "االقتصادي‪ ،‬السياسي" هي اليت جيب أن تسود بديال عن عدة ثقافات أخرى‪.‬‬
‫وقد يكون هذا اجلانب هو الغاية األساسية اليت تستطيع هبا ثقافة املركز من حتول البناء الثقايف يف أي جمتمع ميتاز خبصوصية إىل شكل ثقايف اتبع‪ .‬من‬
‫خالل نشر قيم وعادات اجتماعية وأنظمة ثقافية مستخدمة وسائل االتصال احلديثة وهي عملية تندرج ضمن إطار عمليات التنشئة غري الرمسية متخذة من‬
‫احلاجة السيكولوجية للفرد لالتصال ابلعامل الغريب وسيلة لنشر ثقافتها‪ .‬تل العملية اليت أشار إليها ابن خلدون بقوله" فاملغلوب مولع أبدا ابالقتداء ابلغالب‬
‫يف شعاره وزينته وحنلته وسائر أحواله وعوائده"‬
‫فالبعد الثقايف لالتصال يتضح من خالل جمموعة عناصر أمهها حركة اهلجرة بني اجملتمعات‪ .‬وإعادة إنتاج الثقافة احمللية واليت حياول تطويعا حبيث تنتج منط‬
‫ثقايف استهالكي يالءم متطلبات اإلنتاج للمجتمعات الصناعية‪ ،‬من خالل وسائل االتصال واألعالم واليت سامهت يف ترويج منط معني من الثقافة‬
‫العاملية‪ "21".‬إن عوملة الثقافة اليوم هي نتاج تطور ليربايل لالقتصاد يقدس احلرية‪ ،‬وهذه احلرية أنتجت منوذجا منمطا ومقولنا فرض األحادية والراتبة‪ "22" .‬أي‬
‫"‪"23‬‬
‫أن هذا النموذج الذي يقدس احلرية كان متناقضا فالتعددية الثقافية اليت سعى إىل إلغائها هي أكثر ضرورية لتحقيق االتصال يف بعده اإلنساين‪.‬‬
‫ميثل التحالف بني الثقافة والتقنية ذروة القدرات اليت تقدمها العوملة يف احلقل الثقايف‪ ،‬فهي متكنت فعليا من اخرتاق احلدود الثقافة انطالقا من مركز صناعة‬
‫وترويج النماذج الثقافية ذات الطابع الغريب واهلوية املؤمركة‪ ،‬وألغت ابلتايل إمكانيات التثاقف كخيار يعين االنفتاح الطوعي على املنظمات الثقافية املختلفة‬
‫عرب آليات التأثري والتأثر والتفاعل املتبادل لصاحل االستباحة الكاملة للفضاء الثقايف الذي يعزز قيم الغالب ويؤدي إىل استتباع املغلوب واكتساح دفاعاته‬
‫التقليدية ‪ ،‬وابلتايل ال ترتك أمامه من خيارات خارج حدود االنعزال أو الذوابن سوى هوامش حمدودة يف مواجهة تكنولوجيا اإلخضاع وصناعة العقول‬
‫وهندسة اإلدراك لغرض الغلبة احلضارية وكسر املمانعة الثقافية ‪ ،‬ودفعها إىل االنكماش والتحول إىل طقوس فلكلورية وتدفعها إىل الغربة احلضارية واخلروج‬
‫"‪"24‬‬
‫من التاريخ ‪.‬‬
‫إن احلديث عن صدام احلضارات الذي دشنه هانتغتون مصنفا فيه اإلسالم من احلضارات املتحدية إال دليل على املكانة اليت أخذ بتبوئها هذا الرأمسال‬
‫الرمزي املمثل ابلثقافة واحلضارة‪ ،‬بوصفها فعل ممانعة ينتج خصوصيته وإتباعه وأدواته‪ ،‬خصوصا يف املناطق اليت مل ينجح فيها االستعمار التقليدي يف‬
‫احلصول على تسليم ثقايف وحضاري كاملني كما يف الوطن العريب والعديد من الدول اإلسالمية وذل خبالف ما جرى يف معظم إفريقيا وأمريكا اجلنوبية‬
‫"‪ "25‬إن هذا الرتكيز على العناصر الثقافية يف جمتمعات العامل الثالث‪ ،‬وخاصة العربية منها‪ ،‬يؤكد أمهية التغيري الثقايف يف إحداث نوع من اخللل االجتماعي يف‬
‫بنية تل اجملتمعات خاصة عند ما تكون العناصر احملدثة للتغيري قادمة من خارج البناء االجتماعي هلذه اجملتمعات على العكس عندما تكون عملية التغيري‬
‫من داخل اجملتمع نفسه‪ ،‬مستفيدة من وسائل االتصال والتقنية متمثلة بوسائل االتصال املرئية واملسموعة وااللكرتونية من جانب‪ ،‬ومن جانب آخر مستغلة‬
‫ضعف األنظمة الثقافية يف تل اجملتمعات يف مواجه هذا االنتشار الثقايف اجلديد‪ .‬فوسائل االتصال احلديثة مل تعمل على حتطيم البناء الثقايف التقليدي يف‬
‫تل اجملتمعات فقط ولكنها عملت على إظهار صورة ساحرة‪ .‬إن صح التعبري للمجتمعات الغربية‪ ،‬كمحاولة إلدخال إفراد هذه اجملتمعات يف دوامة‬
‫التغريب حسب املفهوم املاركسي من خالل إظهار الفروق االقتصادية والسياسية واالجتماعية‪ .‬لقد كان أبرز مظاهر هذا اجلانب تصاعد وترية اهلجرة غري‬
‫الشرعية من اجملتمعات النامية ومنها العربية إىل الغرب‪ .‬فعلى سبيل املثال تصاعدت وترية اهلجرة من دول املغرب العربية ومصر بشكل كبري مل يشهده‬
‫املاضي القريب‪.‬‬
‫إن خطورة العوملة الثقافية ال تقف عند هذا احلد‪ ،‬فوسائل االتصال تعمل كمنظومات للتنشئة االجتماعية غري الرمسية‪ .‬إن برامج التلفزيون جتذب االنتباه‬
‫وتسيطر على التفكري وتشغل الطفل املراهق أو حىت البالغ ملدة طويلة‪ ،‬إذ حياول هؤالء تقليد بعض ما يشاهدونه يف األفالم وقد تتضمن بعض الربامج‬
‫التلفزيونية بعض األفكار األخالقية واالجتماعية اليت تعترب خرقا للقيم والتقاليد السائدة يف اجملتمع‪ .‬وإن عملية تقليد الصغار ملا يشاهدونه يف الربامج‬
‫التلفزيونية والسينمائية عملية خطرية ومؤثرة وقد أشارت دراسة أجرهتا األكادميية األمريكية لطب األطفال أن الطفل يقضي سنوًي ‪ 900‬ساعة يف املدرسة‬
‫وحوايل ‪ 1023‬ساعة يف مشاهدة التلفزيون‪ .‬وإن الطفل الذي يشاهد التلفزيون مبعدل ‪ 3‬ساعات يوميا سيكون قد شاهد قبل بلوغه سن ‪ 16‬عاما ماال‬
‫يقل عن ‪ 800‬جرمية قتل و ‪ 1000‬مشهد عنف "‪."26‬‬
‫إن الواقع العريب قد يتضمن إشكاليات أكرب من ذل ‪ ،‬فبعد سيطرة اخلطاب اإلعالمي الرمسي املرئي واملسموع لفرتة طويلة‪ .‬أصبحت هذه السيطرة معدومة‬
‫وبدون أي مقدمات لصاحل أجهزة إعالمية غربية حتاول نشر ايديولوجيتها عرب كل الوسائل‪.‬‬
‫األكادميية للدراسات االجتماعية واإلنسانية‪ .‬ج‪ /‬قسم العلوم االجتماعية العدد ‪ - 11‬جانفي ‪ . 2014‬ص ‪9 - 3‬‬ ‫‪6‬‬
‫إشكالية التغيري االجتماعي املعاصر من خالل ‪ -‬مقاربة لنظرية التخلف الثقايف عند وليم اوكربن ‪w.ogburn -‬‬
‫إن ثقافة العوملة هي ثقافة ما بعد املكتوب‪ ،‬حيث ظهرت وأخذت توطد حضورها بعد ضمور الثقافة املكتوبة أمام ثقافة الصورة اليت استطاعت أن حتطم‬
‫احلواج ز اللغوية بني اجملتمعات اإلنسانية نتيجة لتطور التقنية اليت ساعدت على انتشار منظومة االتصال احلديثة خارج البلدان اليت أنتجتها وتشكلت يف‬
‫"‪"27‬‬
‫ضوئها إمرباطورًيت إعالمية مهمتها تصدير ثقافة الصورة ابلنظام السمعي البصري‪.‬‬
‫إن هذا الواقع يوضح عالقة وطيدة بني التقنية كعنصر مادي والثقافة كعنصر معنوي والعالقة بينهما ودرجة التخلف الثقايف اليت حتصل يف جمتمعاتنا نتيجة‬
‫عدم التالؤم بني هذين العنصرين‪ ،‬وأحداث ع ملية تغيري اجتماعي‪ .‬النتظمن العناصر االجيابية ولكن تنظمن عناصر سلبية كنتيجة طبيعية لعدم التالؤم بني‬
‫العنصريني املذكورين وأدوارمها‪.‬‬
‫إذ أن فعالية هده الثقافة املعوملة أن التبادل الثقايف احلايل هو تبادل غري متكافئ بني ثقافات متقدمة متتل إمكانيات واسعة‪ ،‬وثقافات تقليدية ال تزال‬
‫املوروثة التارخيية هي ذاهتا‪ .‬وبذل يكون احلاصل توسعا ثقافيا بل هيمنة احتوائية أكثر منها عملية تثاقف أو تبادل ثقايف هبذا تصبح ثقافة العوملة فعل‬
‫"‪"28‬‬
‫اغتصاب ثقايف‪ ،‬وعدواين ورمزي على سائر الثقافات‪ ،‬أهنا رديف االخرتاق الذي جيري ابلعنف املسلح فيهدد سيادة الثقافة يف سائر اجملتمعات‪.‬‬
‫فالثقافة تتمثل يف رؤية اإلنسان العامة للكون واجملتمع‪ ،‬وتتجسد يف مواقفه الفكرية املعنوية والسلوكية عامة‪ .‬وبرغم وحدة األساس العقالين واملعريف لإلنسان‪،‬‬
‫فنن اختالف املالبسات واملواقع واملواقف التارخيية واالجتماعية واالقتصادية تفضي إىل اختالف املواقف الفكرية‪ ،‬فضال عن اختالف املستوًيت املعرفية‬
‫"‪"29‬‬
‫والعلمية واختالف الرؤى واخلربات الرتاثية والروحية والوجدانية‬
‫إن واحدا من أهداف مؤسسات العوملة الثقافية هو حماولة هدم هذا البناء الثقايف بكل ما يتضمنه من عناصر اهلوية الوطنية جملتمع معني من خالل طرح‬
‫مناذجها االجيابية البديلة هلذه الثقافة‪ ،‬وحماولة تكوين نشاء يتفاعل مع ما حتاول إيصاله من رسالة إعالمية سواء من خالل الصورة وما تظهره‪ ،‬ومن خالل‬
‫نشر مفاهيم هي اجيابية يف داللتها العامة لكن يراد بتا معىن مغاير من خالل حماولة نشرها يف اجملتمعات األقل تقدما‪ .‬ويقف يف مقدمة هذه املفاهيم‪،‬‬
‫مفهوم الدميقراطية ومفهوم املساواة‪ ،‬وغريها من املفاهيم اليت حتاول نشرها أو إظهار جمتمعاتنا على أهنا بناءات متخلفة‪ .‬يقول عامل االجتماع العراقي على‬
‫الوردي" أن الفرق بني بني مفهوم الدميقراطية يف جمتمعاتنا والغرب‪ ،‬أن الدميقراطية لدى الغرب سلوك تطور عرب مراحل اترخيية‪ ،‬يتجسد من خالل قبول‬
‫األخر‪ .‬فهو سلوك اجتماعي يبدءا من العائلة وينتهي يف قمة اهلرم السياسي‪ ،‬أما يف جمتمعاتنا فهي ال تتعدى كوهنا شعار سياسي"‬
‫وقد حاول األستاذ هشام شرايب جتسيد تل احلالة من خالل تناول البناء االجتماعي يف الدول العربية وعالقته ببنية الدولة آذ يقول‪" .‬على الرغم من كافة‬
‫املظاهر العقائدية‪ ،‬فان والء الفرد األساسي يف اجملتمع األبوي يتجه إىل العائلة والعشرية أو املذهب أو الطائفة‪ .‬وابلنسبة إىل الفرد العادي فان فكرة اجملتمع‬
‫"‪"30‬‬
‫أو الوطن جمردة وال تتخذ معىن أال يف ارتباطها ابلنماذج األولية للقرابة "‬
‫إن استمرار الروابط التقليدية يف اجملتمع األبوي يدل على مدى االرتباط الوثيق بني األبوية احلديثة واألشكال البدائية‪ ،‬فلم تفلح املدينة أو اجملتمع أو الدولة‬
‫يف تطوير أشكال اجتماعية قادرة على ولد بىن أصيلة بديلة‪ ،‬ولذا تبقى القرىب والتجاذب الديين اخللفية األساسية للوالء والتحالف‪ ،‬اجذل من أي عقدة‬
‫"‪"31‬‬
‫جمردة‪.‬‬
‫إن هذا الواقع قد يفسر عجز أغلب الدول العربية عن بناء مؤسسات الدولة احلديثة‪ ،‬إذ بقت الصفة الشخصية طاغية يف الدولة العربية احلديثة وارتبطت‬
‫بشكل جذري بشخص الرئيس‪ .‬وحىت على نطاق املؤسسات احلزبية واملنظمات املدنية أخذت الصفة الشخصية حيزا كبريا من جمال بناء هذه املؤسسات‪.‬‬
‫وأصبحت األحزاب يف الدول العربية وخاصة الدينية منها‪ ،‬مرتبطة بشكل كبري بشخوص مؤسسيها‪.‬‬
‫إن هذا الواقع املتناقض بني منظومتنا الثقافية‪ ،‬واملنظومة الثقافية الغربية‪ ،‬خلق نوعا من االزدواج لدى الذات العربية املعاصرة‪ ،‬أهنا اقرب إىل معاظلة غاية يف‬
‫التعقيد بني ترويج النموذج الغريب املدعوم بكل الوسائل املادية واملعنوية من أجل ترسخه‪ .‬وبني منظومتنا الثقافية اليت ما زالت حتتفظ جبانب كبري من بنائها‬
‫التقليدي‪ .‬لقد خلقت وسائل االتصال احلديثة إبمكانياهتا املادية اهلائلة هذا التناقض‪ .‬من خالل حماولة جتسيد النظام الثقايف الغريب وتعميمه على بقية دول‬
‫العامل وخاصة الدول العربية‪ .‬لقد كانت مدرسة فرانكفورت هي البادئة يف إدراج قضاًي األعالم الغريب الواسع النطاق‪ ،‬ضمن التنظري الثقايف احلديث‪ ،‬هبدف‬
‫الوصول إىل نظرية اجتماعية غربية تبلور اجلوانب االقتصادية والسياسية والثقافية خصوصا‪ ،‬لنظم اإلعالم هذه‪ .‬ويرى مؤسسو هذه املدرسة وعلى رأسهم‬
‫تيودور أدورنو وماكس هوكهامير‪ ،‬أن املؤسسة اإلعالمية احلديثة تلعب دورا حتكميا خطريا وما هي إال أداة للسيطرة االجتماعية وفرض اهليمنة الفكرية على‬
‫"‪"32‬‬
‫قطاعات بين البشر ‪.‬‬
‫صحيح أن هذا النظام الغريب كان قائما بشكل اترخيي‪ ،‬وكان يف صدام مع األنظمة الثقافية احملاذية هلا وخاصة العربية منها‪ .‬إال أن هذا الصدام مل يكن‬
‫ثقافيا ابلدرجة األساسية ولكنه كان على شكل هيمنة عسكرية أو اقتصادية‪ .‬إال أننا يف العصر الراهن نشهد حتوال يف األدوات اليت جتسد هلذا الصدام‬
‫احلضاري‪ ،‬إذ مكنت التقنية احلديثة متمثلة بوسائل االتصال السمعية والبصرية وااللكرتونية‪ ،‬من بناء منوذج احتواء ال يقوم على السيطرة االقتصادية أو‬
‫السياسية‪ .‬ولكنه بىن منوذج احتواء خ طري يقوم على الدخول إىل كل منزل وأسرة ونشر األفكار اليت متجد الثقافة الغربية‪ ،‬وهو ما مل تستطع القيام به أقصى‬
‫احلمالت العسكرية التارخيية‪ .‬إذ بقت فكرة قهر األخر مرتبطة ابلفعل العسكري احملض‪ .‬أال إننا أالن نرى إن فعل اهليمنة الثقافية الذي متارسه وسائل‬

‫‪7‬‬ ‫األكادميية للدراسات االجتماعية واإلنسانية‪ .‬ج‪ /‬قسم العلوم االجتماعية العدد ‪ - 11‬جانفي ‪ . 2014‬ص ‪9 - 3‬‬
‫أ‪ .‬ضامر وليد عبد الرمحن‬

‫االتصال املعوملة‪ ،‬ال يتضمن يف شكله اخلارجي أي عملية قهر‪ .‬لكنه يف بنيته الداخلية حيتوي على أقصى درجات القهر االجتماعي‪ ،‬لقد مارس اإلعالم‬
‫املعومل مستخدما سلطة املعرفة يف مستواه األرقى‪ ،‬وخماطبة احلاجات السيكولوجية لألفراد يف مستواها األدىن‪ ،‬نوع جديد من احتواء األخر يتمثل يف دفع‬
‫األخر ‪ .‬إما إىل نبذ بنيته الثقافية اليت ينتمي أليها‪ .‬واملشكلة ال تكمن هنا لكن املشكلة األعقد تتمثل يف عدم وجود نظام ثقايف بديل‪ .‬أو حماولة االنكفاء‬
‫على الذات وهي تعين أببسط أشكاهلا اخلروج من احليز احلضاري املعاصر بصيغته املتطورة‪.‬‬
‫إن احلالة الراهنة اليت نعيشها اليوم بفعل هذه العوملة الثقافية وأثرها يف بنائنا االجتماعي أنتجت نوعا من االزدواج يف الشخصية العربية املعاصرة نتيجة التأثر‬
‫بوسائل االتصال هذه واليت خلقت نوع من التناقض داخل الذات العربية‪ .‬فاملبادئ احلديثة والقيم اليت تنشرها وسائل االتصال مل تنبعث من طبيعة ثقافته‬
‫االجتماعية األصيلة‪ ،‬فهي اختذت شكل شعارات أو ما شابه‪ "33" .‬فمن البساطة مبكان أن نطالب ابلدميقراطية السياسية‪ .‬متجسدة بنقد النظام السياسي‪،‬‬
‫لكن من الصعب جدا أن نتقبل نقد اآلخرين لنا‪ ،‬أو إن ننادي ابملساواة بني املرأة والرجل وخاصة من النخب‪ ،‬لكن هذه النخب نفسها لن تقبل ابملساواة‬
‫"‪"34‬‬
‫يف حقوق اإلرث بني الرجل واملرأة وسرتتد للخلفية الدينية حمتمية هبا وبقدسيتها‬
‫اخلامتة‬
‫إن ظاهرة التغيري االجتماعي بشكل عام مل تكون وليدة الفرتة الراهنة‪ ،‬ولكنها قدمية قدم اإلنسان نفسه‪ .‬وأول من أشار إليها الفيلسوف هريقليطس مبقولته‬
‫الشهرية إن لن تعرب النهر مرتني يف إشارة إىل حتمية التغيري االجتماعي ‪ .‬ومنذ ذل الوقت أخذت فكرة التغيري الثقايف جانبا كبريا من اهتمامات املفكرين‬
‫وخاصة االجتماعيني منهم‪ .‬إذ حاول الكثري منهم تفسري ظاهرة التغري االجتماعي اليت حتدث يف اجملتمع وأسباهبا‪ ،‬على اختالف منابعهم الفكرية‪ .‬وبشكل‬
‫عام ارجع االجتماعيون املعاصرون أسباب التغيري االجتماعي إىل عدة عوامل أمهها‪ .‬العوامل اإليكولوجية والطبيعية‪ ،‬العوامل السكانية‪ ،‬العوامل‬
‫األيديولوجية‪ ،‬العوامل التكنولوجية‪ ،‬العوامل االقتصادية‪.‬‬
‫تل العوامل كانت العناصر الرئيسية اليت ينظر للتغيري من خالهلا‪ ،‬إال إننا نشهد اليوم وبفعل التطورات التقنية عامال إضافيا يف عملية التغيري االجتماعي‬
‫يتمثل يف وسائل االتصال احلديثة وآليتها من الوسائل السمعية والبصرية واإللكرتونية‪ .‬تل الوسائل املادية أشار إليها يف منتصف القرن العشرين العامل‬
‫األمريكي وليم اوكربن يف وصفه لظاهرة التغيري االجتماعي‪ ،‬وعالقة اجلوانب املادية وارتباطها ابجلوانب املعنوية‪ ،‬والفرق بني التطور يف اجلانب املادي ومجود‬
‫أو بطء اجلانب املعنوي‪ ،‬امساها ابلتخلف الثقايف‪ ،‬حيث افرتض أن اجملتمع الغريب واألمريكي يطور عناصره املادية أسرع من املعنوية املتمثلة مبنظومة القيم‬
‫والعادات واألعراف‪ .‬رغم أن هذا التطور حيصل يف اجملتمع نفسه‪ .‬فلنا أن نتصور إىل أي حد ستكون اهلوة الثقافية يف جمتمعاتنا نتيجة حماكاة ونقل هذه‬
‫النماذج التقنية‪ .‬أن األمر مل يقف عمد هذا املستوى‪ ،‬بل تعداه لنوع أخطر من التغيري يتجاوز حالة اإلرابك بني اجلوانب املادية واملعنوية يف وضعها الطبيعي‪،‬‬
‫هذا النوع من التغيري يتمثل يف اهليمنة الغربية على وسائل االتصال احلديثة‪ ،‬وحتريكها من أجل إحداث تغري ثقايف يف اجملتمعات املستهدفة بواسطة خطاب‬
‫إعالمي‪ .‬هدفه إظهار النموذج الغريب الثقايف والسياسي واالجتماعي على أنه النموذج العاملي الذي ميثل اإلنسان املتحضر املعاصر‪ ،‬ويف نفس الوقت‬
‫تتجاوز هذه اهليمنة الثقافات العاملية األخرى‪ ،‬ابعتبارها تضم يف بنيتها عناصر سلبية ال تتوافق مع متطلبات العصر احلديث‪ .‬وقد يكون هذا اخلطاب قائم‬
‫اترخييا لدى الغرب وإحساسهم ابلتفوق على الثقافات األخرى‪ ،‬أال أن ما مييز اخلطاب املعاصر‪ ،‬انه أصبح يدخل كل أسرة وكل بيت دون رقابة ودون أية‬
‫مقدمات يف حماولته لزعزعة القيم الثقافية فيها من خالل استخدام سلطة املعرفة اترة متبنية طرح مفاهيم قد تكون اجيابية يف ظاهرها مثل الدميقراطية‬
‫واملساواة والتسامح والعدل اخل ومستخدمة آليات حماكاة غرائز اإلنسان اترة أخرى سواء اجلنسية والنفسية واالقتصادية‪.‬‬
‫إن كل تل العناصر واملفاهيم املتداولة يف هذا اخلطاب اإلعالمي املعول‪ ،‬وبغض النظر عن مدى جناعتها‪ ،‬تتضمن عنصر أساسي يتعارض مع مفهوم التغيري‬
‫االجتماعي الطبيعي‪ ،‬وهو أهنا عناصر غري منبثقة من بنية اجملتمع ذاته‪ ،‬هلذا فمن الطبيعي أن تكون عملية التغيري الثقايف املصاحبة هلذا مشوهة يف معاملها‬
‫األساسية‪.‬‬

‫األكادميية للدراسات االجتماعية واإلنسانية‪ .‬ج‪ /‬قسم العلوم االجتماعية العدد ‪ - 11‬جانفي ‪ . 2014‬ص ‪9 - 3‬‬ ‫‪8‬‬
‫إشكالية التغيري االجتماعي املعاصر من خالل ‪ -‬مقاربة لنظرية التخلف الثقايف عند وليم اوكربن ‪w.ogburn -‬‬

‫املراجع‬
‫حممد علي حممد وآخرون‪ ،‬دراسات يف التغري االجتماعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬دار املعرفة اجلامعية‪ ،‬بدون اتريخ‪ ،‬ص ‪.152‬‬ ‫‪-1‬‬
‫عبد الغين عماد‪ ،‬سسيولوجيا الثقافة‪ ،‬بريوت‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،2006 ،‬ص‪29‬‬ ‫‪-2‬‬
‫حممد عاطف غيث‪ ،‬علم االجتماع‪ ،‬دار املعرفة اجلامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،1983 ،‬ص‪.71‬‬ ‫‪-3‬‬
‫صالح مصطفى الفوال‪ ،‬علم االجتماع يف عامل متغري‪ ،‬دار الفكر العريب‪ ،‬القاهرة‪ ،1996 ،‬ص ‪.357‬‬ ‫‪-4‬‬
‫حممد عاطف غيث‪ ،‬التغري االجتماعي والتخطيط‪ ،‬دار املعرفة اجلامعية‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ،1985،‬ص ‪.112‬‬ ‫‪-5‬‬
‫حممد أمحد بيومي‪ ،‬علم االجتماع‪ ،‬دار املعرفة اجلامعية‪ ،‬القاهرة‪ ،1983 ،‬ص ‪.319‬‬ ‫‪-6‬‬
‫‪7- Henry L. Tischler, Introduction To Sociology, Library of Congress,3ed edition, Chicago,‬‬
‫‪1990, Pp.78I79.‬‬
‫عبد الغين عماد‪ ،‬سسيولوجيا الثقافة‪ .‬مرجع سابق‪ .‬ص‪205‬‬ ‫‪-8‬‬
‫حممد الدقس‪ ،‬التغريات االجتماعية بني النظرية والتطبيق‪ ،‬دار جمالوي‪ ،‬عمان ‪ ،1987،‬ص ‪.120‬‬ ‫‪-9‬‬
‫‪ -11‬جورج غورفيتش‪ ،‬األطر االجتماعية للمعرفة‪ ،‬ترمجة خليل أمحد خليل‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية‪ ،‬اجلزائر‪ ،‬بدون اتريخ‪ ،‬ص ‪.38‬‬
‫‪ -11‬نيقوال تيماشيف‪ ،‬نظرية علم االجتماع‪ ،‬طبيعتها وتطورها‪ ،‬ترمجة حممد اجلوهري وآخرون‪ ،‬الطبعة السادسة‪ ،‬دار املعارف‪ ،‬القاهرة‪ ،1985،‬ص‬
‫‪.306‬‬
‫‪ -12‬نفس املرجع‪ ،‬ص ‪.307‬‬
‫‪13-William Ogburn, The Influence Of Invention And Discovery, McGraw, New York, 1933,‬‬
‫‪Pp. 124I128.‬‬
‫‪14-Henry L. Tischler, Introduction To Sociology, ibid., P. 620.‬‬
‫‪ -15‬قيس النوري‪ ،‬التغيري االجتماعي‪ ،‬الشركة العربية املتحدة‪ ،‬القاهرة‪ ،2009 ،‬ص‪64_63‬‬
‫‪ -16‬حممد أمحد بيومي‪ ،‬علم االجتماع‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص ‪.316-315‬‬
‫‪ -11‬حممد عاطف غيث‪ ،‬التغري االجتماعي والتخطيط‪ ،‬مصدر سابق‪ ،‬ص‪.296‬‬
‫‪ -18‬علي حممد رحومة‪ ،‬االنرتنيت واملنظومة التكنو _ اجتماعية‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬بريوت‪ ،2005 ،‬ص‪79‬‬
‫‪ -19‬حممد نبيل جامع‪ ،‬علم االجتماع املعاصر‪ ،‬دار اجلامعة اجلديدة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2009 ،‬ص‪545‬‬
‫‪ -21‬حممد األطرش‪ ،‬حول حتدًيت االجتاه حنو العوملة االقتصادية‪ ،‬جملة املستقبل العريب‪ ،‬العدد ‪ ،206‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬بريوت ‪،200،‬‬
‫ص ‪.18‬‬
‫‪ -21‬نفس املصدر‪ ،‬ص‪.19‬‬
‫‪22-Dictionary Of Sociology, ibid. pp.152I154 Nicholas.‬‬
‫‪ -23‬رضوان بو مجعة‪ .،‬التكنولوجيا اجلديدة لالتصال وعوملة الثقافة‪ ،‬جملة فكر وجمتمع‪ ،‬العدد األول‪ .‬اجلزائر‪ ،‬ص‪18‬‬
‫‪ -24‬رضوان بو مجعة‪ ،‬نفس املرجع‪ ،‬ص ‪19‬‬
‫‪ -25‬عبد الغين عماد‪ ،‬سوسيولوجيا الثقافة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪290‬‬
‫‪ -26‬نفس املرجع‪ ،‬ص ‪288‬‬
‫‪ -21‬كاظم الشبيب‪ ،‬العنف األسري قراءة يف الظاهرة من اجل جمتمع سليم‪ ،‬املركز الثقايف العريب‪ ،‬املغرب‪ ،2007 ،‬ص‪80-79‬‬
‫‪ -28‬عبد الغين عماد‪ ،‬سوسيولوجيا الثقافة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪289‬‬
‫‪ -29‬نفس املصدر‪ ،‬ص ‪289‬‬
‫‪ -31‬حممود امني العامل‪ ،‬ثقافة التنمية وتنمية الثقافة‪ ،‬جملة الفكر الدميقراطي‪ ،‬العدد ‪ ، 6‬قربص‪ 1898 ،‬ص ‪97‬‬
‫‪ -31‬هشام شرايب‪ ،‬النظام االبوي واشكليه ختلف اجملتمع العريب‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬بريوت طبعة ‪ ،1992 ،2‬ص‪64‬‬
‫‪ -32‬نفس املصدر‪ ،‬ص‪48-47‬‬
‫‪ -33‬علي حممد رحومة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪340‬‬

‫‪9‬‬ ‫األكادميية للدراسات االجتماعية واإلنسانية‪ .‬ج‪ /‬قسم العلوم االجتماعية العدد ‪ - 11‬جانفي ‪ . 2014‬ص ‪9 - 3‬‬

‫)‪Powered by TCPDF (www.tcpdf.org‬‬

You might also like