Professional Documents
Culture Documents
التغير الاجتماعى
التغير الاجتماعى
االجتماعية واإلنسانية
أعمال اإلنسان هو الرتاث االجتماعي الذي ال يفسره نتيجة ألعمال اإلنسان خالل فرتة حمددة بل إنه النتاج اإلنساين املتبقي منذ زمن بعيد نظره لتفسري
ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ.
""3
واستطاع أن يدوم لينتقل من جيل إىل جيل
3 األكادميية للدراسات االجتماعية واإلنسانية .ج /قسم العلوم االجتماعية العدد - 11جانفي . 2014ص 9 - 3
األكادميية للدراسات
االجتماعية واإلنسانية
أعمال اإلنسان هو الرتاث االجتماعي الذي ال يفسره نتيجة ألعمال اإلنسان خالل فرتة حمددة بل إنه النتاج اإلنساين املتبقي منذ زمن بعيد نظره لتفسري
ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ.
""3
واستطاع أن يدوم لينتقل من جيل إىل جيل
3 األكادميية للدراسات االجتماعية واإلنسانية .ج /قسم العلوم االجتماعية العدد - 11جانفي . 2014ص 9 - 3
األكادميية للدراسات
االجتماعية واإلنسانية
وقد ميّز أوجربن عند مناقشته مفاهيم التطور االجتماعي والدراسة املفصلة لدور العوامل البيولوجية والثقافية يف التغري االجتماعي بني الثقافة املادية
""4
والالمادية" .ولعل من أهم إضافاته هي استبدال مصطلح التطور االجتماعي الذي كان سائد مبصطلح التغري االجتماعي"
حيث أ ن اصطالح التطور يشري إىل حالة إجيابية يف حني أن التغري يضمن كال االحتمالني السليب واإلجيايب .وتقوم فكرة التغري االجتماعي عند أوجربن على
تناول اجلوانب الثقافية يف اجملتمع ،فاللثقافة وجهان مادي وغري مادي .ففي العائلة مثالً يكون السكن واألاثث عبارة عن اجلانب املادي ويكون الزواج
والسلطة األبوية وعالقات السلطة داخل العائلة واجلانب العاطفي ،عبارة عن اجلانب الالمادي والفصل بني هاتني الناحيتني كان أساس نظريته ،ويصطلح
على ختلف اجلانب الالمادي عن اجلانب املادي ابهلوة الثقافية أو التخلف الثقايف "."Cultural lag" "5
فالثقافة الالمادية تعين "الرتاث االجتماعي ،أي ما خلفه شعب معني أو حفظه ويشمل هذا وسائلهم وعاداهتم وتقدمهم التكنولوجي ونظمهم
االجتماعية"."6
إن التطورات السريعة نسبيًا يف اجلانب الالمادي مقارنة ابلثبات النسيب يف الثقافة الالمادية تطرح مشكلة التخلف الثقايف " "Cultural lagوالذي يشري
إىل وضعية تغري عندما يتصارع نوع جديد من السلوك مع القيم التقليدية ،حيث تتصف التغريات يف اجلانب الالمادي أبهنا حترك ضغط ابلنسبة للثقافة
""7
الالمادية كوهنا تعتمد على منوذج ثقايف من بناء اجملتمع القدمي والذي ال يستقل فكرة اجلديد ببساطة
حيث يؤكد فيها أن التغيري يف اجلانب املادي للثقافة يسبق دائما وأبدا التغيري يف اجلانب الالمادي .مما ينتج عنه اهلوة الثقافية ،وهي الفرتة الزمنية اليت تقع
بني املرحلة األوىل .اليت يتم فيها التقدم التكنولوجي واىل أن ينتقل إىل املرحلة الثانية اليت يتم فيها التغري االجتماعي .هذه الفرتة تتسم ببعض املظاهر اليت من
بينها االضطراب والصراع فاستعمال األدوات اجلديدة ال يقتصر على طريقة استخدامها وصيانتها .ولكنه يستتبع جمموعة من املمارسات والتعديالت متس
العادات والتقاليد والقيم ويرتتب على نظرية التخلف الثقايف " "Cultural lagمالحظتني مها:
إن التغريات املادية أسرع يف تراكمها املتغريات الالمادية. •
""8
إن التغريات املادية تصبح علة يف تغيري الثقافة الالمادية. •
إن هناك بعض احلقائق املرتبطة ابملتغريات املادية واملعرفة النفسية حسب رأي جورج غورفيتش :إذ يقول "فقد وصلنا إىل عصر تتجاوز فيه التقنيات البىن
االجتماعية وابألخص أمناط اجملتمعات اليت نشأت فيها .فتاريخ التقنيات يظهر أنه مل يسبق للمعرفة التقنية أن أجنبت حىت اآلن أطراً اجتماعية ،وإمنا
ابلعكس متاماً ،كانت األطر االجتماعية هي اليت تستثري التقنيات اجلديدة .إال أننا سنشهد اليوم تفاوات ملحوظا بني البىن االجتماعية وبني التقنيات.
""9
فاملعارف التقنية أصبحت ال ختضع ألية سيطرة وأية رقابة .والتقنيات يف مستواها األعلى تظهر يف سباق بينها وبني اجملتمعات.
لقد حاول غورنفتش أن يعطي وصفا لواقع اجملتمعات املعاصرة ،وعالقة اجلوانب املادية متمثال فيما امساه التقنيات وعالقتها ابلبناء االجتماعي فاحلاجة
اترخييا هي اليت تستثري االخرتاع أو كما يقال يف تراثنا احلاجة أم االخرتاع إذ أن احلاجة هي اليت تدفع إىل االبتكار واالخرتاع ومن مث فان تل احلاجة قادرة
على التكيف مع االخرتاع حبكم عالقة احلاجة املسبقة وان كانت هنال أتثريات سلبية هلذا االخرتاع فنهنا ستكون حمدودة ،إال إن احلالة األعقد اليت
انقشها غورنوفتش تتمثل حبالة عكسية للحالة السابقة .وهي إن االخرتاع هو الذي يولد حاجات اجتماعية ،وهي احلالة اجلديدة واليت يرتتب عليها إرابك
يف النظام االجتماعي ،إذ أن وجود االخرتاع سيتطلب إحداث منط جديد من احلاجات اليت قد ال يكون اجملتمع قد تالءم معها .أو أن تصبح حاجة شبه
إلزامية ألفراد اجملتمع مل تكن يف السابق ضمن متطلباهتم العادية .ولتوضيح تل الفكرة نطرح منوذج اهلاتف النقال فاخرتاعه كان نتيجة لرتاكمات علمية وهو
يف هذا السياق مل يكن من ضمن حاجات اجملتمع االجتماعية أال إن منو تداوله يف اجملتمع جعل الفرد العادي يف حاجة إليه كونه وبفعل هذا االخرتاع
أصبح عنواان متنقال ،إال أنه يف نفس الوقت كان له أتثري سليب على البناء االجتماعي بشكله العام سواء من خالل رؤوس األموال األجنبية املوظفة لصاحل
الشركات متعددة اجلنسيات ،أو من خالل إفرازاته السلبية على منط العالقات االجتماعي يف اجملتمع.
كبريا من الرتاث االجتماعي لإلنسان يدخل يف نطاق ما يسمى ابلثقافة الالمادية ،وأن التكيف مع هذه إن فرض التخلف الثقايف يبدأ من فكرة "أن جانبا ً
مرا ضرورًًي ،ذل ألن التغريات اليت حتدث يف الثقافة املادية تسبق التغريات اليت حتدث يف الثقافة الالمادية .ومعىن ذل أن التكيف ال الثقافة املادية يعد أ ً
""10
ميكن إن يبدأ قبل أن حيدث التغري يف الثقافة املادية.
أي أن عملية التكيف بني الثقافة املادية والالمادية ال ميكن أن تكون عملية استباقية أي أهنا تتم بعد حدوث عملية التغري املادي ،وهنا تكمن املشكلة.
""11
فالثقافة الالمادية بعناصرها األساسية "من العادات واألعراف قد ال تتمكن من مالحقة التغري وهنا جيب قياس سوء عدم التكيف أو عدم القدرة عليه.
وقد ميّز أوجربن بني ثالثة أشكال عامة للتأثريات االجتماعية لالخرتاع "التطور املادي" األول يتصل ابالخرتاع البسيط وأتثريه العام والثاين هو التأثريات
القادمة أو املشتقة الخرتاع واحد .وهذا يعين أن االخرتاع ينتج عنه تغريات حتدث بدورها تغريات أخرى وهكذا .ويسمى الشكل الثالث للتأثريات
االجتماعية لالخرتاع أو اجتماع عدة أتثريات لعدة اخرتاعات "."12
جديدا من منظومات القيم اليت حتكم العالقات بني األفراد وعدم أتقلم األفراد مع تل املتطلبات ً نوعا
"إذ أن التطورات التكنولوجية السريعة تتطلب ً
""13
اجلديدة حيدث نوع من االضطراب.
األكادميية للدراسات االجتماعية واإلنسانية .ج /قسم العلوم االجتماعية العدد - 11جانفي . 2014ص 9 - 3 4
إشكالية التغيري االجتماعي املعاصر من خالل -مقاربة لنظرية التخلف الثقايف عند وليم اوكربن w.ogburn -
فاالخرتاعات يف العادة ترتبط إبفرازات سلبية على منظومة اجملتمع خاصة إن كانت تل االخرتاعات ترتبط بشكل أو أبخر مبنظومة القيم والعادات
واألعراف االجتماعية جملتمع ما .فاالخرتاعات مهما نظر إليها من زاوية اجيابية حىت وان كانت ترتبط بعناصر وقيم أخالقية إال أهنا يف الغالب يكون هلا
أتثريات سلبية على البناء االجتماعي للمجتمع.
فعلى سبيل املثال ميكن النظر إىل التطور العلمي يف جمال الصحة على أنه عامل اجيايب إىل أبعد احلدود .إال أن هذا التطور وخاصة يف جمال رعاية األمومة
والطفولة ،والذي ابتداء منذ النصف الثاين من القرن العشرين أدى إىل زًيدات سكانية يف أغلب دول العامل الثالث والدول العربية .ففي الوطن العريب تسعى
احلكومات إىل ضبط النمو السكاين خصوصا يف األقطار اليت أدى االنفجار السكاين اجلاري فيها إىل تفاقم الفقر واملرض بني نسبة كبرية من سكاهنا ،ومما
يلفت النظر إن مدى احلياة life Expectancyيف األقطار املتطورة يتجاوز كثريا مدى احلياة يف البالد الفقرية أو األقل تقدما ،فبينما يكون يف
النرويج 81عاما ويف فلندا 80وأملانيا 79فننه ال يتعدى 56يف مصر .هذا ابإلضافة إىل املشكالت االقتصادية والصحية واالجتماعية اليت تزداد
تعقيدا عاما بعد عام وتتضح من خالل الفقر والبطالة بسبب التضخم السكاين وقلة املوارد .وهذه الزًيدة اليت بلغت يف مصر حوايل مليون ونصف سنوًي
واليت شكلت عبأ على مشاريعها التنموية بسبب القفزات االنفجارية يف سكاهنا .وما يقال عن مصر ينطبق بدرجات متفاوتة على بعض األقطار العربية
""14
اليت مل حتقق ما يكفي من التوازن بني منوها السكاين وتنمية مواردها البشرية واالقتصادية.
إن تل اإلشكالية ترتبط بتطور جانب واحد وهو واجلانب الصحي "عنصر مادي" يف حني أن ثقافة اجملتمع جتاه اإلجناب "عنصر ال مادي" مل تتطور
بشكل يتناسب مع اجلاين املادي .حيث إن القيم االجتماعية املرتبطة ابإلجناب بقت على حاهلا .إذ مازالت الغوائل تفضل إجناب الذكور على اإلانث.
ومازال هنال تفضيل لعدد أطفال كبري وخاصة يف الطبقات الفقرية ،ابإلضافة إىل تفضيل الزواج املبكر ،كل هذه العناصر وغريها سامهت يف إحداث هذا
االنفجار السكاين .وهو ما يفسر أتثري اجلوانب املادية يف اجلوانب الالمادية.
وقد فسر أوجربن تغري الثقافة ألربعة عوامل هي االخرتاع والرتاكم واالنتشار والتوافق .ويعترب االخرتاع العنصر الفعال واألكثر أمهية يف عملية التغري ،وهو يعين
عنصرا ومسة ثقافية جديدة ويظهر االخرتاع من تركيب جديد للعناصر الثقافية املوجودة فعالً .وحيدث التغري االجتماعي عند إدخال أو "خلق أو اكتشاف ً
تبين اجملتمع هلذا العنصر اجلديد.
إن احلاجة والقاعدة الثقافية والقدرة العقلية والرتاث عناصر أربعة ضرورية البد من وجودها ليتمكن لالخرتاع أن يظهر .إال أن أتثري االخرتاعات خيتلف
""15
تبعا لطبيعة االخرتاع وحجمه حسب طبيعتها ،فاألمناط املختلفة لالخرتاعات تؤدي إىل أتثريات اجتماعية متمايزة ً
أم ا ابلنسبة للعناصر األخرى فهي الرتاكم والذي حيدث عندما تكون نسبة العناصر املضافة أكثر من نسبة العناصر اليت تفقد .واالنتشار وهو انتقال
""16
أمرا جيب الوصول إليه عندما يتفاعل اخرتاع مع عناصر الثقافة الالمادية . املخرتعات يف اجتاهات خمتلفة ويكون التوافق ً
إن طبيعة تغري الثقافة الالمادية وعدم توافقها مع العناصر الثقافية للمجتمع يرجع إىل عدة أسباب أمهها:
• السرعة غري املتكافئة بني العناصر املادية واملعنوية.
• مقاومة إفراد اجملتمع للجديد وحرصهم على القدمي.
• صعوبة تغيري التصورات العقلية اجلمعية ألفراد اجملتمع يف ما درجوا عليه ،وخباصة حني ظهور اخرتاع أو كشف جديد.
""17
• وجود تناقضات اجتماعية بني اجلماعات واهليئات داخل اجملتمع نتيجة عدم التجانس يف الرتكيب االجتماعي.
وميكن بشكل عام حصر جوانب نظرية التخلف الثقايف ابلعناصر األساسية التالية واليت جتمع عليها أغلب املؤلفات يف هذا اجملال وهي:
-1الثقافة تنطوي على جوانب مادية وأخرى معنوية.
-2تتغري الثقافة املادية غالبا مبعدل أسرع من ذل الذي يتغري به ما يرتبط هبا من الثقافة غري املادية
-3ترتبط مجيع مكوانت الثقافة بعضها مع بعض ولذل فأن أي تغيري يف إحدى هذه املكوانت يتبعه تغيري أتقلمي مصاحب يف املكوانت األخرى.
-4تستغرق التغيريات السابقة زمنا معينا.
-5تستتبع التغريات الزمنية الناجتة عن تباين معدل سرعة جانيب الثقافة توترا واختالال تنظيميا اجتماعيا مما يؤثر على القيم اليت يعتنقها الناس وإجياد
املشكالت االجتماعية.
-6تتناىف احلقائق السابقة مع مبدءا اجلربية امليكانيكية _أي العقيدة يف أن مصدر أي تغيري معني ينحصر يف عامل معني فقط _ إذ أن االبتكار والتطور
""18
التكنولوجي ينطوًين على املعارف العلمية ويعتمدان عليهما ،كما وأن االبتكار واالنتشار الثقايف حيداثن من خالل السلوك العقلي .
إن العرض السابق يطرح تساؤال مهما يتعلق ببنية وطبيعة التخلف بني جمتمع وآخر ،فنذا كان أوجربن طرح فكرة التخلف الثقايف ،يف اجملتمعات الغربية
واجملتمع األمريكي بشكل خاص ،مفرتضا أن اجملتمع الغريب يطور جوانبه املادية أكثر من الثقافية .فلنا أن نتصور درجة التخلف اليت ستحدث يف جمتمعاتنا
5 األكادميية للدراسات االجتماعية واإلنسانية .ج /قسم العلوم االجتماعية العدد - 11جانفي . 2014ص 9 - 3
أ .ضامر وليد عبد الرمحن
اليت كانت بعيدة أساسا عن املرحلة التارخيية اليت مرت هبا اجملتمعات الغربية ،إذ أهنا مل تقم إال بنقل تل املخرتعات والتطورات التقنية .ولنا هنا أن نتصور
درجة اهلوة الثقافية اليت ستحدث يف جمتمعنا نتيجة تل املخرتعات.
مقاربة لنظرية التخلف الثقايف بواقع اجملتمعات العربية املعاصرة.
االتصال الثقايف والعوملة التقنية منوذجا
سنحاول يف هذا اجملال اختصار أتثريات االتصال الثقايف يف إطار ما يعرف حاليا بعوملة الثقافة .واليت عادة ما تعرف أبهنا عملية تعميم ثقافة معينة على بقية
العامل .من خالل اإلحياء أن هنال عوامل سلبية يف الثقافات األخرى " ."19واليت أتخذ آلية التأكيد على خصوصيات اجتماعية على إهنا عناصر سلبية "
""20
لذل فأن ثقافة املركز "االقتصادي ،السياسي" هي اليت جيب أن تسود بديال عن عدة ثقافات أخرى.
وقد يكون هذا اجلانب هو الغاية األساسية اليت تستطيع هبا ثقافة املركز من حتول البناء الثقايف يف أي جمتمع ميتاز خبصوصية إىل شكل ثقايف اتبع .من
خالل نشر قيم وعادات اجتماعية وأنظمة ثقافية مستخدمة وسائل االتصال احلديثة وهي عملية تندرج ضمن إطار عمليات التنشئة غري الرمسية متخذة من
احلاجة السيكولوجية للفرد لالتصال ابلعامل الغريب وسيلة لنشر ثقافتها .تل العملية اليت أشار إليها ابن خلدون بقوله" فاملغلوب مولع أبدا ابالقتداء ابلغالب
يف شعاره وزينته وحنلته وسائر أحواله وعوائده"
فالبعد الثقايف لالتصال يتضح من خالل جمموعة عناصر أمهها حركة اهلجرة بني اجملتمعات .وإعادة إنتاج الثقافة احمللية واليت حياول تطويعا حبيث تنتج منط
ثقايف استهالكي يالءم متطلبات اإلنتاج للمجتمعات الصناعية ،من خالل وسائل االتصال واألعالم واليت سامهت يف ترويج منط معني من الثقافة
العاملية "21".إن عوملة الثقافة اليوم هي نتاج تطور ليربايل لالقتصاد يقدس احلرية ،وهذه احلرية أنتجت منوذجا منمطا ومقولنا فرض األحادية والراتبة "22" .أي
""23
أن هذا النموذج الذي يقدس احلرية كان متناقضا فالتعددية الثقافية اليت سعى إىل إلغائها هي أكثر ضرورية لتحقيق االتصال يف بعده اإلنساين.
ميثل التحالف بني الثقافة والتقنية ذروة القدرات اليت تقدمها العوملة يف احلقل الثقايف ،فهي متكنت فعليا من اخرتاق احلدود الثقافة انطالقا من مركز صناعة
وترويج النماذج الثقافية ذات الطابع الغريب واهلوية املؤمركة ،وألغت ابلتايل إمكانيات التثاقف كخيار يعين االنفتاح الطوعي على املنظمات الثقافية املختلفة
عرب آليات التأثري والتأثر والتفاعل املتبادل لصاحل االستباحة الكاملة للفضاء الثقايف الذي يعزز قيم الغالب ويؤدي إىل استتباع املغلوب واكتساح دفاعاته
التقليدية ،وابلتايل ال ترتك أمامه من خيارات خارج حدود االنعزال أو الذوابن سوى هوامش حمدودة يف مواجهة تكنولوجيا اإلخضاع وصناعة العقول
وهندسة اإلدراك لغرض الغلبة احلضارية وكسر املمانعة الثقافية ،ودفعها إىل االنكماش والتحول إىل طقوس فلكلورية وتدفعها إىل الغربة احلضارية واخلروج
""24
من التاريخ .
إن احلديث عن صدام احلضارات الذي دشنه هانتغتون مصنفا فيه اإلسالم من احلضارات املتحدية إال دليل على املكانة اليت أخذ بتبوئها هذا الرأمسال
الرمزي املمثل ابلثقافة واحلضارة ،بوصفها فعل ممانعة ينتج خصوصيته وإتباعه وأدواته ،خصوصا يف املناطق اليت مل ينجح فيها االستعمار التقليدي يف
احلصول على تسليم ثقايف وحضاري كاملني كما يف الوطن العريب والعديد من الدول اإلسالمية وذل خبالف ما جرى يف معظم إفريقيا وأمريكا اجلنوبية
" "25إن هذا الرتكيز على العناصر الثقافية يف جمتمعات العامل الثالث ،وخاصة العربية منها ،يؤكد أمهية التغيري الثقايف يف إحداث نوع من اخللل االجتماعي يف
بنية تل اجملتمعات خاصة عند ما تكون العناصر احملدثة للتغيري قادمة من خارج البناء االجتماعي هلذه اجملتمعات على العكس عندما تكون عملية التغيري
من داخل اجملتمع نفسه ،مستفيدة من وسائل االتصال والتقنية متمثلة بوسائل االتصال املرئية واملسموعة وااللكرتونية من جانب ،ومن جانب آخر مستغلة
ضعف األنظمة الثقافية يف تل اجملتمعات يف مواجه هذا االنتشار الثقايف اجلديد .فوسائل االتصال احلديثة مل تعمل على حتطيم البناء الثقايف التقليدي يف
تل اجملتمعات فقط ولكنها عملت على إظهار صورة ساحرة .إن صح التعبري للمجتمعات الغربية ،كمحاولة إلدخال إفراد هذه اجملتمعات يف دوامة
التغريب حسب املفهوم املاركسي من خالل إظهار الفروق االقتصادية والسياسية واالجتماعية .لقد كان أبرز مظاهر هذا اجلانب تصاعد وترية اهلجرة غري
الشرعية من اجملتمعات النامية ومنها العربية إىل الغرب .فعلى سبيل املثال تصاعدت وترية اهلجرة من دول املغرب العربية ومصر بشكل كبري مل يشهده
املاضي القريب.
إن خطورة العوملة الثقافية ال تقف عند هذا احلد ،فوسائل االتصال تعمل كمنظومات للتنشئة االجتماعية غري الرمسية .إن برامج التلفزيون جتذب االنتباه
وتسيطر على التفكري وتشغل الطفل املراهق أو حىت البالغ ملدة طويلة ،إذ حياول هؤالء تقليد بعض ما يشاهدونه يف األفالم وقد تتضمن بعض الربامج
التلفزيونية بعض األفكار األخالقية واالجتماعية اليت تعترب خرقا للقيم والتقاليد السائدة يف اجملتمع .وإن عملية تقليد الصغار ملا يشاهدونه يف الربامج
التلفزيونية والسينمائية عملية خطرية ومؤثرة وقد أشارت دراسة أجرهتا األكادميية األمريكية لطب األطفال أن الطفل يقضي سنوًي 900ساعة يف املدرسة
وحوايل 1023ساعة يف مشاهدة التلفزيون .وإن الطفل الذي يشاهد التلفزيون مبعدل 3ساعات يوميا سيكون قد شاهد قبل بلوغه سن 16عاما ماال
يقل عن 800جرمية قتل و 1000مشهد عنف "."26
إن الواقع العريب قد يتضمن إشكاليات أكرب من ذل ،فبعد سيطرة اخلطاب اإلعالمي الرمسي املرئي واملسموع لفرتة طويلة .أصبحت هذه السيطرة معدومة
وبدون أي مقدمات لصاحل أجهزة إعالمية غربية حتاول نشر ايديولوجيتها عرب كل الوسائل.
األكادميية للدراسات االجتماعية واإلنسانية .ج /قسم العلوم االجتماعية العدد - 11جانفي . 2014ص 9 - 3 6
إشكالية التغيري االجتماعي املعاصر من خالل -مقاربة لنظرية التخلف الثقايف عند وليم اوكربن w.ogburn -
إن ثقافة العوملة هي ثقافة ما بعد املكتوب ،حيث ظهرت وأخذت توطد حضورها بعد ضمور الثقافة املكتوبة أمام ثقافة الصورة اليت استطاعت أن حتطم
احلواج ز اللغوية بني اجملتمعات اإلنسانية نتيجة لتطور التقنية اليت ساعدت على انتشار منظومة االتصال احلديثة خارج البلدان اليت أنتجتها وتشكلت يف
""27
ضوئها إمرباطورًيت إعالمية مهمتها تصدير ثقافة الصورة ابلنظام السمعي البصري.
إن هذا الواقع يوضح عالقة وطيدة بني التقنية كعنصر مادي والثقافة كعنصر معنوي والعالقة بينهما ودرجة التخلف الثقايف اليت حتصل يف جمتمعاتنا نتيجة
عدم التالؤم بني هذين العنصرين ،وأحداث ع ملية تغيري اجتماعي .النتظمن العناصر االجيابية ولكن تنظمن عناصر سلبية كنتيجة طبيعية لعدم التالؤم بني
العنصريني املذكورين وأدوارمها.
إذ أن فعالية هده الثقافة املعوملة أن التبادل الثقايف احلايل هو تبادل غري متكافئ بني ثقافات متقدمة متتل إمكانيات واسعة ،وثقافات تقليدية ال تزال
املوروثة التارخيية هي ذاهتا .وبذل يكون احلاصل توسعا ثقافيا بل هيمنة احتوائية أكثر منها عملية تثاقف أو تبادل ثقايف هبذا تصبح ثقافة العوملة فعل
""28
اغتصاب ثقايف ،وعدواين ورمزي على سائر الثقافات ،أهنا رديف االخرتاق الذي جيري ابلعنف املسلح فيهدد سيادة الثقافة يف سائر اجملتمعات.
فالثقافة تتمثل يف رؤية اإلنسان العامة للكون واجملتمع ،وتتجسد يف مواقفه الفكرية املعنوية والسلوكية عامة .وبرغم وحدة األساس العقالين واملعريف لإلنسان،
فنن اختالف املالبسات واملواقع واملواقف التارخيية واالجتماعية واالقتصادية تفضي إىل اختالف املواقف الفكرية ،فضال عن اختالف املستوًيت املعرفية
""29
والعلمية واختالف الرؤى واخلربات الرتاثية والروحية والوجدانية
إن واحدا من أهداف مؤسسات العوملة الثقافية هو حماولة هدم هذا البناء الثقايف بكل ما يتضمنه من عناصر اهلوية الوطنية جملتمع معني من خالل طرح
مناذجها االجيابية البديلة هلذه الثقافة ،وحماولة تكوين نشاء يتفاعل مع ما حتاول إيصاله من رسالة إعالمية سواء من خالل الصورة وما تظهره ،ومن خالل
نشر مفاهيم هي اجيابية يف داللتها العامة لكن يراد بتا معىن مغاير من خالل حماولة نشرها يف اجملتمعات األقل تقدما .ويقف يف مقدمة هذه املفاهيم،
مفهوم الدميقراطية ومفهوم املساواة ،وغريها من املفاهيم اليت حتاول نشرها أو إظهار جمتمعاتنا على أهنا بناءات متخلفة .يقول عامل االجتماع العراقي على
الوردي" أن الفرق بني بني مفهوم الدميقراطية يف جمتمعاتنا والغرب ،أن الدميقراطية لدى الغرب سلوك تطور عرب مراحل اترخيية ،يتجسد من خالل قبول
األخر .فهو سلوك اجتماعي يبدءا من العائلة وينتهي يف قمة اهلرم السياسي ،أما يف جمتمعاتنا فهي ال تتعدى كوهنا شعار سياسي"
وقد حاول األستاذ هشام شرايب جتسيد تل احلالة من خالل تناول البناء االجتماعي يف الدول العربية وعالقته ببنية الدولة آذ يقول" .على الرغم من كافة
املظاهر العقائدية ،فان والء الفرد األساسي يف اجملتمع األبوي يتجه إىل العائلة والعشرية أو املذهب أو الطائفة .وابلنسبة إىل الفرد العادي فان فكرة اجملتمع
""30
أو الوطن جمردة وال تتخذ معىن أال يف ارتباطها ابلنماذج األولية للقرابة "
إن استمرار الروابط التقليدية يف اجملتمع األبوي يدل على مدى االرتباط الوثيق بني األبوية احلديثة واألشكال البدائية ،فلم تفلح املدينة أو اجملتمع أو الدولة
يف تطوير أشكال اجتماعية قادرة على ولد بىن أصيلة بديلة ،ولذا تبقى القرىب والتجاذب الديين اخللفية األساسية للوالء والتحالف ،اجذل من أي عقدة
""31
جمردة.
إن هذا الواقع قد يفسر عجز أغلب الدول العربية عن بناء مؤسسات الدولة احلديثة ،إذ بقت الصفة الشخصية طاغية يف الدولة العربية احلديثة وارتبطت
بشكل جذري بشخص الرئيس .وحىت على نطاق املؤسسات احلزبية واملنظمات املدنية أخذت الصفة الشخصية حيزا كبريا من جمال بناء هذه املؤسسات.
وأصبحت األحزاب يف الدول العربية وخاصة الدينية منها ،مرتبطة بشكل كبري بشخوص مؤسسيها.
إن هذا الواقع املتناقض بني منظومتنا الثقافية ،واملنظومة الثقافية الغربية ،خلق نوعا من االزدواج لدى الذات العربية املعاصرة ،أهنا اقرب إىل معاظلة غاية يف
التعقيد بني ترويج النموذج الغريب املدعوم بكل الوسائل املادية واملعنوية من أجل ترسخه .وبني منظومتنا الثقافية اليت ما زالت حتتفظ جبانب كبري من بنائها
التقليدي .لقد خلقت وسائل االتصال احلديثة إبمكانياهتا املادية اهلائلة هذا التناقض .من خالل حماولة جتسيد النظام الثقايف الغريب وتعميمه على بقية دول
العامل وخاصة الدول العربية .لقد كانت مدرسة فرانكفورت هي البادئة يف إدراج قضاًي األعالم الغريب الواسع النطاق ،ضمن التنظري الثقايف احلديث ،هبدف
الوصول إىل نظرية اجتماعية غربية تبلور اجلوانب االقتصادية والسياسية والثقافية خصوصا ،لنظم اإلعالم هذه .ويرى مؤسسو هذه املدرسة وعلى رأسهم
تيودور أدورنو وماكس هوكهامير ،أن املؤسسة اإلعالمية احلديثة تلعب دورا حتكميا خطريا وما هي إال أداة للسيطرة االجتماعية وفرض اهليمنة الفكرية على
""32
قطاعات بين البشر .
صحيح أن هذا النظام الغريب كان قائما بشكل اترخيي ،وكان يف صدام مع األنظمة الثقافية احملاذية هلا وخاصة العربية منها .إال أن هذا الصدام مل يكن
ثقافيا ابلدرجة األساسية ولكنه كان على شكل هيمنة عسكرية أو اقتصادية .إال أننا يف العصر الراهن نشهد حتوال يف األدوات اليت جتسد هلذا الصدام
احلضاري ،إذ مكنت التقنية احلديثة متمثلة بوسائل االتصال السمعية والبصرية وااللكرتونية ،من بناء منوذج احتواء ال يقوم على السيطرة االقتصادية أو
السياسية .ولكنه بىن منوذج احتواء خ طري يقوم على الدخول إىل كل منزل وأسرة ونشر األفكار اليت متجد الثقافة الغربية ،وهو ما مل تستطع القيام به أقصى
احلمالت العسكرية التارخيية .إذ بقت فكرة قهر األخر مرتبطة ابلفعل العسكري احملض .أال إننا أالن نرى إن فعل اهليمنة الثقافية الذي متارسه وسائل
7 األكادميية للدراسات االجتماعية واإلنسانية .ج /قسم العلوم االجتماعية العدد - 11جانفي . 2014ص 9 - 3
أ .ضامر وليد عبد الرمحن
االتصال املعوملة ،ال يتضمن يف شكله اخلارجي أي عملية قهر .لكنه يف بنيته الداخلية حيتوي على أقصى درجات القهر االجتماعي ،لقد مارس اإلعالم
املعومل مستخدما سلطة املعرفة يف مستواه األرقى ،وخماطبة احلاجات السيكولوجية لألفراد يف مستواها األدىن ،نوع جديد من احتواء األخر يتمثل يف دفع
األخر .إما إىل نبذ بنيته الثقافية اليت ينتمي أليها .واملشكلة ال تكمن هنا لكن املشكلة األعقد تتمثل يف عدم وجود نظام ثقايف بديل .أو حماولة االنكفاء
على الذات وهي تعين أببسط أشكاهلا اخلروج من احليز احلضاري املعاصر بصيغته املتطورة.
إن احلالة الراهنة اليت نعيشها اليوم بفعل هذه العوملة الثقافية وأثرها يف بنائنا االجتماعي أنتجت نوعا من االزدواج يف الشخصية العربية املعاصرة نتيجة التأثر
بوسائل االتصال هذه واليت خلقت نوع من التناقض داخل الذات العربية .فاملبادئ احلديثة والقيم اليت تنشرها وسائل االتصال مل تنبعث من طبيعة ثقافته
االجتماعية األصيلة ،فهي اختذت شكل شعارات أو ما شابه "33" .فمن البساطة مبكان أن نطالب ابلدميقراطية السياسية .متجسدة بنقد النظام السياسي،
لكن من الصعب جدا أن نتقبل نقد اآلخرين لنا ،أو إن ننادي ابملساواة بني املرأة والرجل وخاصة من النخب ،لكن هذه النخب نفسها لن تقبل ابملساواة
""34
يف حقوق اإلرث بني الرجل واملرأة وسرتتد للخلفية الدينية حمتمية هبا وبقدسيتها
اخلامتة
إن ظاهرة التغيري االجتماعي بشكل عام مل تكون وليدة الفرتة الراهنة ،ولكنها قدمية قدم اإلنسان نفسه .وأول من أشار إليها الفيلسوف هريقليطس مبقولته
الشهرية إن لن تعرب النهر مرتني يف إشارة إىل حتمية التغيري االجتماعي .ومنذ ذل الوقت أخذت فكرة التغيري الثقايف جانبا كبريا من اهتمامات املفكرين
وخاصة االجتماعيني منهم .إذ حاول الكثري منهم تفسري ظاهرة التغري االجتماعي اليت حتدث يف اجملتمع وأسباهبا ،على اختالف منابعهم الفكرية .وبشكل
عام ارجع االجتماعيون املعاصرون أسباب التغيري االجتماعي إىل عدة عوامل أمهها .العوامل اإليكولوجية والطبيعية ،العوامل السكانية ،العوامل
األيديولوجية ،العوامل التكنولوجية ،العوامل االقتصادية.
تل العوامل كانت العناصر الرئيسية اليت ينظر للتغيري من خالهلا ،إال إننا نشهد اليوم وبفعل التطورات التقنية عامال إضافيا يف عملية التغيري االجتماعي
يتمثل يف وسائل االتصال احلديثة وآليتها من الوسائل السمعية والبصرية واإللكرتونية .تل الوسائل املادية أشار إليها يف منتصف القرن العشرين العامل
األمريكي وليم اوكربن يف وصفه لظاهرة التغيري االجتماعي ،وعالقة اجلوانب املادية وارتباطها ابجلوانب املعنوية ،والفرق بني التطور يف اجلانب املادي ومجود
أو بطء اجلانب املعنوي ،امساها ابلتخلف الثقايف ،حيث افرتض أن اجملتمع الغريب واألمريكي يطور عناصره املادية أسرع من املعنوية املتمثلة مبنظومة القيم
والعادات واألعراف .رغم أن هذا التطور حيصل يف اجملتمع نفسه .فلنا أن نتصور إىل أي حد ستكون اهلوة الثقافية يف جمتمعاتنا نتيجة حماكاة ونقل هذه
النماذج التقنية .أن األمر مل يقف عمد هذا املستوى ،بل تعداه لنوع أخطر من التغيري يتجاوز حالة اإلرابك بني اجلوانب املادية واملعنوية يف وضعها الطبيعي،
هذا النوع من التغيري يتمثل يف اهليمنة الغربية على وسائل االتصال احلديثة ،وحتريكها من أجل إحداث تغري ثقايف يف اجملتمعات املستهدفة بواسطة خطاب
إعالمي .هدفه إظهار النموذج الغريب الثقايف والسياسي واالجتماعي على أنه النموذج العاملي الذي ميثل اإلنسان املتحضر املعاصر ،ويف نفس الوقت
تتجاوز هذه اهليمنة الثقافات العاملية األخرى ،ابعتبارها تضم يف بنيتها عناصر سلبية ال تتوافق مع متطلبات العصر احلديث .وقد يكون هذا اخلطاب قائم
اترخييا لدى الغرب وإحساسهم ابلتفوق على الثقافات األخرى ،أال أن ما مييز اخلطاب املعاصر ،انه أصبح يدخل كل أسرة وكل بيت دون رقابة ودون أية
مقدمات يف حماولته لزعزعة القيم الثقافية فيها من خالل استخدام سلطة املعرفة اترة متبنية طرح مفاهيم قد تكون اجيابية يف ظاهرها مثل الدميقراطية
واملساواة والتسامح والعدل اخل ومستخدمة آليات حماكاة غرائز اإلنسان اترة أخرى سواء اجلنسية والنفسية واالقتصادية.
إن كل تل العناصر واملفاهيم املتداولة يف هذا اخلطاب اإلعالمي املعول ،وبغض النظر عن مدى جناعتها ،تتضمن عنصر أساسي يتعارض مع مفهوم التغيري
االجتماعي الطبيعي ،وهو أهنا عناصر غري منبثقة من بنية اجملتمع ذاته ،هلذا فمن الطبيعي أن تكون عملية التغيري الثقايف املصاحبة هلذا مشوهة يف معاملها
األساسية.
األكادميية للدراسات االجتماعية واإلنسانية .ج /قسم العلوم االجتماعية العدد - 11جانفي . 2014ص 9 - 3 8
إشكالية التغيري االجتماعي املعاصر من خالل -مقاربة لنظرية التخلف الثقايف عند وليم اوكربن w.ogburn -
املراجع
حممد علي حممد وآخرون ،دراسات يف التغري االجتماعي ،اإلسكندرية ،دار املعرفة اجلامعية ،بدون اتريخ ،ص .152 -1
عبد الغين عماد ،سسيولوجيا الثقافة ،بريوت ،مركز دراسات الوحدة العربية ،2006 ،ص29 -2
حممد عاطف غيث ،علم االجتماع ،دار املعرفة اجلامعية ،اإلسكندرية ،1983 ،ص.71 -3
صالح مصطفى الفوال ،علم االجتماع يف عامل متغري ،دار الفكر العريب ،القاهرة ،1996 ،ص .357 -4
حممد عاطف غيث ،التغري االجتماعي والتخطيط ،دار املعرفة اجلامعية ،اإلسكندرية ،1985،ص .112 -5
حممد أمحد بيومي ،علم االجتماع ،دار املعرفة اجلامعية ،القاهرة ،1983 ،ص .319 -6
7- Henry L. Tischler, Introduction To Sociology, Library of Congress,3ed edition, Chicago,
1990, Pp.78I79.
عبد الغين عماد ،سسيولوجيا الثقافة .مرجع سابق .ص205 -8
حممد الدقس ،التغريات االجتماعية بني النظرية والتطبيق ،دار جمالوي ،عمان ،1987،ص .120 -9
-11جورج غورفيتش ،األطر االجتماعية للمعرفة ،ترمجة خليل أمحد خليل ،ديوان املطبوعات اجلامعية ،اجلزائر ،بدون اتريخ ،ص .38
-11نيقوال تيماشيف ،نظرية علم االجتماع ،طبيعتها وتطورها ،ترمجة حممد اجلوهري وآخرون ،الطبعة السادسة ،دار املعارف ،القاهرة ،1985،ص
.306
-12نفس املرجع ،ص .307
13-William Ogburn, The Influence Of Invention And Discovery, McGraw, New York, 1933,
Pp. 124I128.
14-Henry L. Tischler, Introduction To Sociology, ibid., P. 620.
-15قيس النوري ،التغيري االجتماعي ،الشركة العربية املتحدة ،القاهرة ،2009 ،ص64_63
-16حممد أمحد بيومي ،علم االجتماع ،مصدر سابق ،ص .316-315
-11حممد عاطف غيث ،التغري االجتماعي والتخطيط ،مصدر سابق ،ص.296
-18علي حممد رحومة ،االنرتنيت واملنظومة التكنو _ اجتماعية ،مركز دراسات الوحدة العربية ،بريوت ،2005 ،ص79
-19حممد نبيل جامع ،علم االجتماع املعاصر ،دار اجلامعة اجلديدة ،اإلسكندرية ،2009 ،ص545
-21حممد األطرش ،حول حتدًيت االجتاه حنو العوملة االقتصادية ،جملة املستقبل العريب ،العدد ،206مركز دراسات الوحدة العربية ،بريوت ،200،
ص .18
-21نفس املصدر ،ص.19
22-Dictionary Of Sociology, ibid. pp.152I154 Nicholas.
-23رضوان بو مجعة .،التكنولوجيا اجلديدة لالتصال وعوملة الثقافة ،جملة فكر وجمتمع ،العدد األول .اجلزائر ،ص18
-24رضوان بو مجعة ،نفس املرجع ،ص 19
-25عبد الغين عماد ،سوسيولوجيا الثقافة ،مرجع سابق ،ص 290
-26نفس املرجع ،ص 288
-21كاظم الشبيب ،العنف األسري قراءة يف الظاهرة من اجل جمتمع سليم ،املركز الثقايف العريب ،املغرب ،2007 ،ص80-79
-28عبد الغين عماد ،سوسيولوجيا الثقافة ،مرجع سابق ،ص 289
-29نفس املصدر ،ص 289
-31حممود امني العامل ،ثقافة التنمية وتنمية الثقافة ،جملة الفكر الدميقراطي ،العدد ، 6قربص 1898 ،ص 97
-31هشام شرايب ،النظام االبوي واشكليه ختلف اجملتمع العريب ،مركز دراسات الوحدة العربية ،بريوت طبعة ،1992 ،2ص64
-32نفس املصدر ،ص48-47
-33علي حممد رحومة ،مرجع سابق ،ص 340
9 األكادميية للدراسات االجتماعية واإلنسانية .ج /قسم العلوم االجتماعية العدد - 11جانفي . 2014ص 9 - 3