Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 25

02 :‫ العدد‬/ 07 ‫املجلد‬ ‫مجلـة القانون الدستوري واملؤسسات السياسية‬

.)214-190(.‫ص ص‬ ISSN :2600-6286 / E-ISSN :2661-7706

‫السياسة العامة الثقافية في الجزائربين املرجعية التاريخية والتحوالت الراهنة‬


.)2000-2023(
Cultural public policy in Algeria between historical reference and
current transformations)2000-2023( .
‫ جامعة حسيبة بن بوعلي‬،‫ مخبر إصالح السياسات العربية في ظل تحديات العوملة‬،1‫مصطفى جزار‬
)‫بالشلف (الجزائر‬
m.djezzar@univ-chlef.dz

2024/02/27 :‫تاريخ النشر‬ 2024/02/13 :‫تاريخ القبول‬ 2023/09/01 :‫تاريخ االستالم‬

:‫امللخص‬
‫ وتحليل‬،‫ وأهم منطلقاتها‬،‫ من خالل التطرق ملرجعيتها التاريخية‬،‫تعالج هذه الدراسة واقع السياسة الثقافية في الجزائر‬
‫ كعمل حضاري شمولي‬،‫ وتبيان دورها في تنمية املجتمع‬.‫ والتطرق ملختلف التحديات التي تواجهها‬،‫واقعها الحالي بقياس أدائها‬
.‫يمس مختلف جوانب حياة األفراد والجماعات في أبعادها االقتصادية والسياسية واالجتماعية‬
‫تأسيسا على ذلك تحاول الدراسة اإلجابة على اإلشكالية املتعلقة بمدى قدرة السياسة الثقافية في الجزائر الحفاظ على‬
‫ وقد توصلت الدراسة إلى أن السياسة الثقافية في الجزائر لم تأخذ الحيز الكافي‬.‫مرجعيتها التاريخية والتأقلم ومتغيرات العصر‬
‫ واملساهمة في تحقيق التنمية الثقافية كجزء من‬،‫ رغم إمكانية املراهنة عليها في الحفاظ على الهوية الوطنية‬،‫من االهتمام‬
.‫التنمية الشاملة‬
.‫ السياسة الثقافية؛ الهوية الوطنية؛ األزمة الثقافية؛ املرجعية التاريخية‬:‫الكلمات املفتاحية‬
Abstract :
This study addresses the reality of cultural policy in Algeria, by addressing its historical
reference, it’s most important starting points, analyzing its current reality by measuring its
performance, and addressing the various challenges it faces. And to display the role of
culture in the development of society, as a comprehensive civilized work that affects the
various aspects of the lives of individuals and groups in their economic, political and social
dimensions.
Based on this, the study attempts to answer the problem of the ability of cultural policy
in Algeria to maintain its historical reference while adapting to the changes of the times.
So it concluded that cultural policy in Algeria did not receive enough attention, despite the
possibility of betting on it in preserving national identity and contributing to achieving
Cultural development as part of comprehensive development.
Key words: cultural policy; National Identity; cultural crisis; Historical reference.
‫مصطفى جزار‬ ‫السياسة العامة الثقافية في الجزائربين املرجعية التاريخية‬
‫والتحوالت الراهنة‪.‬‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫في كل املراحل التاريخية التي شهدتها الجزائر كانت هناك مجموعة من التفاعالت والحركات‬
‫التغييرية والنماذج االجتماعية‪ ،‬والتي ساهمت في تكوين الصورة النهائية للمجتمع الجزائري‪،‬‬
‫كما كانت هناك سياسات عامة ثقافية تحاول التأسيس لعملية الوعي الثقافي املجتمعي‪ ،‬ضمن‬
‫استراتيجية هامة في التنمية املستدامة‪ ،‬تأخذ في أولوياتها الحفاظ على املرجعية التاريخية‬
‫والهوية الوطنية الجزائرية‪ ،‬واإلرث الحضاري والفكري‪ ،‬واملكتسبات التاريخية‪.‬‬
‫تسعى هذه الدراسة للتشخيص الدقيق واملوضوعي للسياسة الثقافية في الجزائر‪ ،‬كنوع‬
‫من أنواع السياسات العامة‪ ،‬من خالل دراسة تحليلية للسياق التاريخي لهذه السياسة‪،‬‬
‫وتسليط الضوء على وضعها الحالي‪ ،‬مع إبراز وتوضيح أهمية قطاع الثقافة على مختلف‬
‫األصعدة‪ ،‬وإظهار اإلمكانيات الثقافية املادية وغير املادية التي تتمتع بها الجزائر‪ ،‬وحصر‬
‫املعوقات التي حالت وال تزال تحول دون االهتمام بهذا القطاع الحساس‪ ،‬ومختلف التحديات‬
‫التي تواجهه‪.‬‬
‫تأسيسا على ما سبق تسعى هذه الدراسة لإلجابة على اإلشكالية املركزية التالية‪ :‬ما مدى‬
‫مساهمة السياسة الثقافية في الجزائر في الحفاظ على موروثها الثقافي‪ ،‬وفي مواكبة‬
‫التغيرات الراهنة داخليا وخارجيا؟‬
‫وتندرج تحت هذه اإلشكالية املركزية مجموعة من التساؤالت الفرعية يمكن صياغتها على‬
‫الشكل التالي‪:‬‬
‫‪-‬ما هي محددات املرجعية التاريخية للسياسة الثقافية في الجزائر؟‬
‫‪-‬ما هو واقع السياسات الثقافية في الجزائر؟‬
‫‪-‬ما هي النقائص واملعوقات التي حالت دون تحقيق النجاح النسبي للسياسات الثقافية في‬
‫الجزائر؟‬
‫‪191‬‬
‫مصطفى جزار‬ ‫السياسة العامة الثقافية في الجزائربين املرجعية التاريخية‬
‫والتحوالت الراهنة (‪)2023-2000‬‬

‫‪-‬ما هي مختلف التحديات التي تواجه السياسة الثقافية في الجزائر؟‬


‫وقدم تم تحديد حدود الدراسة في الفترة ما بين ‪2000‬و‪ 2023‬من الناحية الزمانية‪،‬‬
‫وبالنسبة للجزائر من الناحية املكانية‪ ،‬أما من الناحية املوضوعية فقد تم التطرق ملجموعة‬
‫من السياسات الثقافية املعتمدة في الجزائر في السياق الثقافي‪.‬‬
‫تنطلق الدراسة من الفرضيات التالية‪:‬‬
‫‪-‬كلما عبرت السياسة الثقافية عن التوجهات الفكرية وااليديولوجية واملرجعية التاريخية‪،‬‬
‫كلما تمكنت من تحقيق األهداف العامة التي وضعت من أجلها‪.‬‬
‫‪-‬تمثل السياسة الثقافية استجابة للطلب الثقافي الوطني من جهة‪ ،‬واملساهمة في مواكبة‬
‫التحديات الثقافية الدولية من جهة ثانية‪.‬‬
‫‪-‬كلما كانت السياسة الثقافية نتاج بحث ودراسة معمقين‪ ،‬كلما كانت أكثر فعالية‪.‬‬
‫إن طبيعة املوضوع محل الدراسة يتطلب منا االعتماد على مجموعة من املناهج‬
‫واالقترابات‪ ،‬حيث تم االعتماد على منهج تحليل املضمون من أجل تحليل مضمون السياسات‬
‫الثقافية املتبعة في الجزائر‪ ،‬والتطرق ملختلف أبعادها‪ ،‬و معرفة استراتيجيتها والفاعلين‬
‫األساسيين فيها‪ ،‬ومختلف األهداف التي تسعى لتحقيقها‪ ،‬واملنهج التاريخي من أجل معرفة‬
‫السوابق التاريخية ملختلف السياسات الثقافية املعتمدة في الجزائر‪ ،‬وكذا مختلف‬
‫التشريعات املعتمدة في هذا املجال‪ ،‬والتطرق ألبعادها التاريخية‪ ،‬فالسياسة الثقافية في‬
‫الجزائر ليست وليدة اللحظة‪ ،‬وإنما لها امتدادها في التاريخ الجزائري‪ ،‬أما بالنسبة لالقترابات‬
‫فقد تم االستعانة باالقتراب النسقي لدافيد استن‪ ،‬والذي يساعدنا في دراسة وتحليل السياسة‬
‫الثقافية كجملة من املطالب الواردة من البيئة الداخلية وكيفية استجابة النظام السياس ي لها‬
‫في شكل مخرجات وتغذية استرجاعية‪ ،‬كما تم االستعانة باالقتراب القيمي الذي يساعد في‬

‫‪192‬‬
‫مصطفى جزار‬ ‫السياسة العامة الثقافية في الجزائربين املرجعية التاريخية‬
‫والتحوالت الراهنة‪.‬‬

‫تفسير مضمون السياسة الثقافية باعتبارها تمثل مجموعة من القيم واملعتقدات السائدة في‬
‫املجتمع الجزائري‪ ،‬واملميزة له عن بقية الشعوب‪.‬‬
‫ومن أجل اإلملام بكل جوانب املوضوع‪ ،‬والتعمق فيه‪ ،‬تم اعتماد خطة الدراسة التالية‪:‬‬
‫‪-‬املحور األول‪ :‬السياق التاريخي للسياسة الثقافية في الجزائر‪.‬‬
‫‪-‬املحور الثاني‪ :‬واقع السياسة الثقافية في الجزائر‪.‬‬
‫‪-‬املحور الثالث‪ :‬معوقات السياسة الثقافية في الجزائر وسبل التغلب عليها‪.‬‬
‫املحوراألول‪ :‬السياق التاريخي للسياسة الثقافية في الجزائر‪.‬‬
‫السياسة الثقافية في الجزائر ليست وليدة اليوم‪ ،‬بل هي ضاربة بجذورها في التاريخ‪ ،‬ولها‬
‫سياقاتها ومبادئها وأهدافها‪ ،‬وقد بذلت الجزائر منذ االستقالل جهودها لتدعيم الثقافة‬
‫الوطنية‪ ،‬والتأسيس النطالقة ثقافية أصيلة وحقيقية‪ ،‬تستند للواقع التاريخي للشعب‬
‫الجزائري‪ ،‬وتأخذ بأسباب الحضارة والرقي‪ ،‬دون االنغالق على منجزات الحضارة االنسانية‬
‫وفهم األخر‪ ،‬لالستفادة من ذلك‪.‬‬
‫ً‬
‫أوال‪ :‬املبادئ األساسية للسياسة الثقافية في الجزائر‪.‬‬
‫تقوم السياسة الثقافية على التفكير املنظم الذي يوجه األنشطة واملشروعات في ميادين‬
‫العمل الثقافي‪ ،‬من أجل بلوغ األهداف التي يتطلع لها املجتمع في ظل الظروف واالمكانيات‬
‫املتوفرة)‪ ، (ben hamou, 1998‬وقد سعت مختلف السياسات الثقافية املعتمدة في الجزائر إلى‬
‫تحقيق مجموعة من املبادئ وتجسيد جملة من األهداف‪ ،‬والتي نجد من أهمها نشر التعليم‪،‬‬
‫واعتماد اللغة العربية كلغة وطنية ورسمية‪ ،‬وتجسيد الطابع الوطني والثوري للثقافة‬
‫الجزائرية (فياللي‪ ،1999 ،‬صفحة ‪ .)541‬وعلى مستوى املمارسة تم إتاحة فرصة التعليم لكل‬
‫األطفال الجزائريين بصفة ديمقراطية ومجانية‪ ،‬وهو مبدأ ال زال راسخا إلى يومنا هذا‪.‬‬

‫‪193‬‬
‫مصطفى جزار‬ ‫السياسة العامة الثقافية في الجزائربين املرجعية التاريخية‬
‫والتحوالت الراهنة (‪)2023-2000‬‬

‫إن املطلع على السياسة الثقافية املتبعة في عهدي الرئيسين أحمد بن بلة وهواري بومدين‪،‬‬
‫يالحظ وجود تشابه كبير في توجهاتهما‪ ،‬إال أن النتائج كانت أكثر وضوحا في عهد الرئيس هواري‬
‫بومدين‪ ،‬نظرا لطول فترة حكمه مقارنة بسابقه‪ ،‬حيث تم اعتماد سياسة طموحة جدا في‬
‫مجال التربية والتعليم‪ ،‬لم تقتصر على الجيل الحاضر بل امتدت للجيل القديم عن طريق‬
‫وضع استراتيجية وطنية ملحاربة األمية إضافة إلى العمل على استعادة الثقافة الوطنية وتعزيز‬
‫مقوماتها‪ .‬كما تم تحديد مفهوم الثورة الثقافية‪ ،‬والتي تعني االسترجاع الكامل للشخصية‬
‫الجزائرية‪ ،‬التي حاول االستعمار الفرنس ي محوها (بلحسن‪ ،1990 ،‬صفحة ‪.)54‬‬
‫كما عمل الرئيس هواري بومدين على تطبيق سياسة التعريب‪ ،‬بهدف التخلص من التبعية‬
‫اللغوية والثقافية لفرنسا‪ ،‬والتخلص من رواسب املاض ي الثقافي االستعماري‪ ،‬مع التركيز على‬
‫إصالح برامج التعليم‪ ،‬من خالل إعادة النظر في املواد املدرسة‪ ،‬خصوصا في مجاالت السياسة‬
‫والتاريخ واالقتصاد واللغة والدين‪ ،‬حتى تتسق وايديولوجيا النظام السياس ي حينذاك‪ .‬ولعل‬
‫من الضروري التأكيد على أنه خالل تلك الفترة ارتبط مفهوم السياسة الثقافية بتدخل الدولة‬
‫املباشر في النشاط الثقافي‪ ،‬باعتباره أحد مجاالت السياسة العامة (أبو غازي‪ ،1973 ،‬صفحة ‪.)8‬‬
‫وعموما تم التركيز خالل هذه الفترة على ثالثة ثوابت أساسية في الخطاب السياس ي الرسمي‬
‫حول السياسة الثقافية املعتمدة في الجزائر وهي‪:‬‬
‫‪-1‬ارتباط الثقافة الجزائرية باللغة واألصالة‪ ،‬ففي ذهن النخبة الوطنية حينذاك تتكون‬
‫الثقافة الوطنية في مرحلة أولى عندما تصبح اللغة العربية أداة معبرة عن مختلف القيم‬
‫الوطنية‪ ،‬وعن كرامتها وسلطتها وقوتها كلغة علم وحضارة‪ ،‬من أجل ذلك تم اعتماد مخطط‬
‫تعريب التعليم كخطوة أولى‪ ،‬ثم تعريب اإلدارة والجهاز البيروقراطي ومختلف القطاعات‬
‫كخطوة ثانية‪ ،‬في سبيل دعم اللغة العربية‪ ،‬ووضعها في الصدارة‪( .‬األمر رقم‪.)1967 ،191-67‬‬

‫‪194‬‬
‫مصطفى جزار‬ ‫السياسة العامة الثقافية في الجزائربين املرجعية التاريخية‬
‫والتحوالت الراهنة‪.‬‬

‫‪-2‬إرتباط الثقافة بالتغيير والثورة‪ ،‬والعمل على جعل عناصر الهوية الثقافية معاصرة وحيوية‬
‫وذات طاقة مغيرة‪ ،‬تساهم في النهوض بالفعل الثقافي‪ ،‬ذلك أن حركة الدولة لتغيير مضمون‬
‫الثقافة وتحديثها‪ ،‬يهدف إلى إدماج قيم الحرية والوطنية والثورية في محصلة جديدة‪ ،‬تمثل‬
‫القاطرة األمامية للسياسة الثقافية‪.‬‬
‫‪-3‬تبني االختيار العلمي والتقني في توجهات التعليم والتكوين والوعي الثقافي‪ ،‬حتى تكون الثقافة‬
‫الجزائرية عقالنية في وسائلها وأبعادها‪ ،‬ومنهجية ونقدية بروح البحث التي تغذيها‪ ،‬وبكثافة‬
‫الوسائل والقنوات التي تستعملها لالنتشار في كل املستويات االجتماعية‪ ،‬ولتلبية حاجات‬
‫املواطنين من خبرات اإلعالم والكتاب ومختلف الصناعات الثقافية‪ ،‬بما يعود باإليجاب على‬
‫املنظومة الثقافية ككل‪.‬‬
‫وبرغم كل الجهود املبذولة خالل هاته الفترة لترسيخ الثقافة الوطنية‪ ،‬إال أنها لم تنجح في‬
‫تحقيق هذا الهدف‪ ،‬رغم تمكنها من تحقيق بعض األهداف املسطرة‪ ،‬حيث يمكن إيعاز هذا‬
‫االخفاق إلى استمرار الصراع الثقافي وااليديولوجي بين أنصار الثقافة العربية من ناحية‬
‫وأنصار الثقافة الفرنسية‪ ،‬واستمرار املخططات الفرنسية على حساب إحياء رموز الهوية‬
‫العربية الوطنية واالسالمية ‪ ،‬ما أحدث انعكاسات سلبية على السياسة الثقافية املعتمدة‪.‬‬
‫(عزيزي و بوفجلين‪ ،2023 ،‬صفحة ‪)984‬‬
‫ثانيا‪ :‬املحاوراألساسية للسياسة الثقافية في الجزائر‪.‬‬
‫لقد برز العمل الثقافي في الجزائر من خالل املحاور األساسية الكبرى للسياسة الثقافية‬
‫التي انتهجت وصيغت بعد االستقالل مباشرة‪ ،‬رغم ما ميز السنوات األولى لالستقالل من‬
‫مشاكل وصعوبات لم تسمح بتنظيم العمل الثقافي تنظيما حقيقيا‪ ،‬يسمح بالنهوض الحقيقي‬
‫بهذا القطاع‪ ،‬فالحياة الثقافية كانت تبعيتها واضحة للنفوذ الفرنس ي‪ ،‬لذلك وبدءا من سنة‬
‫‪ 1965‬تركز التوجه العام للسياسة الثقافية في الجزائر على املهام الرئيسية التالية‪:‬‬

‫‪195‬‬
‫مصطفى جزار‬ ‫السياسة العامة الثقافية في الجزائربين املرجعية التاريخية‬
‫والتحوالت الراهنة (‪)2023-2000‬‬

‫‪-1‬تعزيز قيمة التراث الثقافي الوطني‪ ،‬عن طريق إحياء مختلف أثاره وأعماله الفنية‪ ،‬ومتاحفه‪،‬‬
‫وانتاجه الفكري‪ ،‬وإعادة تنظيم البنى اإلدارية الثقافية‪ ،‬وإعداد تشريع وطني من أجل موائمة‬
‫الرسالة الثقافية مع توجهات الجزائريين الثقافية‪ ،‬وهويتهم الوطنية‪( .‬بغلي‪ ،1980 ،‬صفحة ‪)15‬‬
‫‪-2‬النهوض بنشر الثقافة الوطنية‪ ،‬وذلك بإعطاء األولوية للوسائل السمعية والبصرية‪،‬‬
‫واستغاللها لصالح التوعية الشعبية‪ ،‬وتسخيرها لخدمة التربية والتعليم والثقافة واالعالم‪.‬‬
‫والعمل على تشجيع مختلف أشكال االبداع‪ ،‬واالسهام في تطوير الثقافة الوطنية على‬
‫الصعيدين الوطني والدولي‪( .‬بغلي‪ ،1980 ،‬صفحة ‪)16‬‬
‫‪-3‬إنشاء وزارة اإلعالم والثقافة بموجب املرسوم ‪ 53-70‬الصادر في ‪ 21‬جويلية ‪ ،1970‬لتجميع‬
‫االختصاصات الرئيسية في املجال الثقافي تحت مسؤولية مؤسسة واحدة‪ ،‬لتعزيز البنى‬
‫الثقافية‪ ،‬واالرتقاء بالعمل الثقافي (األمر رقم ‪ ،)1970 ،53-70‬حيث عرفت الساحة الثقافية‬
‫خالل السبعينيات إشراقات وحالة ارتقاء‪ ،‬جعلت الساحة الثقافية تعيش فترة جوهرية‪ ،‬غير‬
‫أن االختالالت الكبيرة في فترة التسعينات أدت إلى حالة تراجع شديد للعمل الثقافي في الجزائر‪،‬‬
‫بسبب العشرية السوداء‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬السياسة الثقافية من خالل املواثيق‪.‬‬
‫من أجل توفير أرضية لنهضة ثقافية حقيقية‪ ،‬قامت القيادة السياسية بإعداد ملف‬
‫الثقافة‪ ،‬حيث عقد أول ملتقى في الجزائر بعد االستقالل سنة ‪ ،1968‬والذي عالج اشكالية‬
‫أسباب الركود الثقافي في الجزائر‪ ،‬وبدال من توجه تدخالت الحاضرين في امللتقى صوب‬
‫الجوانب املادية والبشرية‪ ،‬والطرق املنهجية لتنشيط قطاع الثقافة‪ ،‬انصبت التدخالت على‬
‫تقديم مطالب نقابية (شريط‪ ،1981 ،‬صفحة ‪ ،)89‬هذا وقد تضمنت مختلف املواثيق التي عرفتها‬
‫الجزائر املالمح األساسية للثقافة الجزائرية‪ ،‬والتي يمكن تفصيلها فيما يلي‪:‬‬
‫‪-1‬أثناء الثورة الجزائرية‪:‬‬
‫‪196‬‬
‫مصطفى جزار‬ ‫السياسة العامة الثقافية في الجزائربين املرجعية التاريخية‬
‫والتحوالت الراهنة‪.‬‬

‫رغم عدم تعرض املواثيق الصادرة خالل هذه الفترة بصورة واضحة للقضية الثقافية‪ ،‬فإنه‬
‫يمكن أن نستشف بعض اإلشارات في هذا املجال‪.‬‬
‫أ‪-‬من خالل بيان أول نوفمبر ‪ 1954‬والذي بالرغم من عدم تعرضه بشكل واسع ومباشر‬
‫للجوانب الثقافية‪ ،‬ألن الظرفية لم تكن تقتض ي ذلك‪ ،‬إال أنه تضمن اشارات واضحة للهدف‬
‫الثقافي ووسائل تحقيقه‪ ،‬من خالل الدعوة لالتحاد حول قضية االستقالل‪ ،‬انطالقا من ثقافة‬
‫ودين التوحيد الذي يعتنقه الشعب الجزائري‪ ،‬حيث كان الهدف املنشود هو إقامة الدولة‬
‫الجزائرية الديمقراطية االجتماعية ذات السيادة‪ ،‬ضمن إطار املبادئ االسالمية واملرجعية‬
‫الثقافية والفكرية (جبهة التحرير الوطني‪ ،‬بيان أول نوفمبر‪.)1954 ،‬‬
‫ب‪-‬من خالل وثيقة مؤتمر الصومام ‪ 20‬أوت ‪1955‬حيث أن املتصفح لوثيقة مؤتمر الصومام‬
‫ال يجد محورا خاصا ومنفردا باملسألة الثقافية‪ ،‬وإنما يجد إشارات دالة على التوجه الثقافي‬
‫املستهدف‪ ،‬من خالل التعبير عن تمسك الشعب الجزائري بمقومات شخصيته الوطنية‬
‫ورفضه االندماج مع الجاليات األوروبية في الجزائر‪ ،‬وفي هذا اإلطار جاء في الوثيقة "إن‬
‫الجزائريين لم يقبلوا أبدا الفرنسية‪ ،‬ال سيما وأن ذلك لم يمنعهم أبدا أن يظلوا أقل حرية‬
‫واعتبارا من األجانب"‪( .‬جبهة التحرير الوطني‪ ،‬مؤتمر الصومام‪)1956 ،‬‬
‫ج‪-‬من خالل برنامج طرابلس ‪1962‬والذي دعا لضبط األطر األساسية للثقافة الجزائرية‪،‬‬
‫وحرص على إعطاء مفهوم متطور وجديد للثقافة‪ ،‬من خالل وجوب قيام الثقافة على ثالثة‬
‫عناصر أساسية وهي الثورية والوطنية والعلمية‪ ،‬حيث تشير الوثيقة إلى أن الثقافة الجزائرية‬
‫وهي ثقافة علمية في وسائلها وأبعادها‪ ،‬يجب أن تحدد حسب طابعها العقالني وتجهيزها التقني‪،‬‬
‫وروح البحث التي تنشطها‪ ،‬وانتشارها املنهجي املعمم على كل مستويات املجتمع‪( .‬جبهة التحرير‬
‫الوطني‪ ،‬برنامج طرابلس‪)1662 ،‬‬
‫‪-2‬بعد االستقالل‪:‬‬

‫‪197‬‬
‫مصطفى جزار‬ ‫السياسة العامة الثقافية في الجزائربين املرجعية التاريخية‬
‫والتحوالت الراهنة (‪)2023-2000‬‬

‫عرفت الجزائر بعد تحقيقها لالستقالل الوطني جملة من املواثيق عالجت بدورها البعد‬
‫الثقافي للمجتمع الجزائري‪ ،‬وركزت على تحقيق جملة من األهداف‪.‬‬
‫أ‪-‬الثقافة من خالل ميثاق الجزائر ‪1964‬والذي أعطى مفهوما شامال للثقافة الوطنية‪،‬‬
‫وحددها على غرار برنامج طرابلس في ثالثة عناصر أساسية‪ ،‬العنصر األول أن تكون الثقافة‬
‫الجزائرية "قومية"‪ ،‬وهذه العبارة أتت مكان "الوطنية"‪ ،‬من خالل إعادة االعتبار للغة العربية‬
‫بوصفها اللسان املعبر عن القيم الثقافية لألمة واملجتمع الجزائري‪ .‬العنصر الثاني هو أن تكون‬
‫الثقافة "ثورية" تساهم في ترقية الشعب الجزائري من خالل تصفية رواسب االقطاع‬
‫والخرافات وعادات التفكير املتأخر‪ .‬العنصر الثالث هو رفض امليثاق أن تكون الثقافة‬
‫الجزائرية "طائفية" أو "نخبوية"‪ ،‬وهذا تأكيد على صفة "الشعبية"‪ ،‬حتى تكون في خدمة‬
‫املجتمع بكل فئاته وشرائحه االجتماعية‪( .‬جبهة التحرير الوطني‪ ،‬ميثاق الجزائر ‪)1964 ،1964‬‬
‫ب‪-‬الثقافة من خالل ميثاق ‪ 1976‬والذي لم يختلف عن املواثيق السابقة‪ ،‬فقد حدد أهداف‬
‫الثقافة في ثالثة عناصر أساسية‪( :‬جبهة التحرير الوطني‪ ،‬ميثاق ‪)1976 ،1976‬‬
‫‪-‬التأكيد على الهوية الوطنية الجزائرية وتقويتها‪ ،‬وتحقيق التنمية الثقافية بجميع أنواعها‬
‫وأشكالها‪.‬‬
‫‪-‬الرفع الدائم ملستوى التعليم املدرس ي والكفاءة املهنية‪.‬‬
‫‪-‬اعتماد منهج في الحياة ينسجم مع مبادئ الثورة االشتراكية‪.‬‬
‫ج‪-‬الثقافة من خالل ميثاق ‪ 1986‬والذي لم يهمل املكانة الهامة التي أعطيت للثقافة في املجتمع‬
‫الجزائري‪ ،‬فقد أشار امليثاق إلى الصمود الثقافي أمام القيم الخارجية الدخيلة على املجتمع‬
‫الجزائري‪ ،‬وهو ذلك الصمود الروحي الرافض لقيم املحتل‪ ،‬املستمدة من قيم املجتمع‬
‫الجزائري‪ ،‬ورفضه املطلق للعبودية‪ .‬وقد حدد ميثاق ‪ 1986‬املجال الثقافي في ميادين التربية‬
‫والتعليم‪ ،‬والتكوين السياس ي واألخالقي واالجتماعي‪ ،‬والعمل على بعث ثورة حقيقية في قطاع‬
‫‪198‬‬
‫مصطفى جزار‬ ‫السياسة العامة الثقافية في الجزائربين املرجعية التاريخية‬
‫والتحوالت الراهنة‪.‬‬

‫الثقافة‪ ،‬انطالقا من مفهوم التغيير الجذري في العالقات والسلوكيات السلبية‪ ،‬قصد إعادة‬
‫التوازن للشخصية الوطنية‪ ،‬التي ظلت متأرجحة بين مبادئ االشتراكية العلمية‪ ،‬والقيم‬
‫اإلسالمية كعقيدة دينية‪( .‬جبهة التحرير الوطني‪ ،‬ميثاق ‪)1986 ،1986‬‬
‫من خالل استقصاء السياق التاريخي للسياسة الثقافية في الجزائر‪ ،‬يظهر اهتمام صانع‬
‫القرار الجزائري بالوضع الثقافي في الجزائر‪ ،‬وذلك من خالل تخصيص نصوص وتشريعات‬
‫لتحديد التوجهات الكبرى للثقافة الجزائرية‪ ،‬لكن رغم تلك الجهود لم تأخذ السياسة الثقافية‬
‫مكانتها الحقيقية في حقل السياسات العامة في الجزائر‪.‬‬
‫املحورالثاني‪ :‬و اقع السياسة الثقافية في الجزائر‪.‬‬
‫عرف قطاع الثقافة في الجزائر مع بداية األلفية الجديدة نفسا جديدا‪ ،‬أعطى لهذا القطاع‬
‫حركية جديدة تجسدت من خالل مجموعة من املحاور الكبرى التي تضمنتها السياسة‬
‫الثقافية‪ ،‬ومختلف جهود الدولة املبذولة في هذا املجال في إطار السياسة الجديدة املتبعة‪.‬‬
‫أوال‪ :‬جهود الدولة في النهوض بالقطاع الثقافي‪.‬‬
‫بذلت الجزائر خالل السنوات األخيرة وفي إطار تعزيز السياسة الثقافية جهودا كبيرة‪،‬‬
‫وسخرت وسائل معتبرة من أجل تدعيم اإلبداع‪ ،‬وحماية الثقافة الجزائرية وترقيتها ونشرها‬
‫داخليا وخارجيا‪ ،‬ومن أجل تدارك العجز املسجل في مجال الفضاءات الثقافية الجزائرية‬
‫بالخارج‪ ،‬تم تخصيص برنامج هام للنشاط الثقافي الخارجي‪ ،‬حيث رصدت له حوالي ‪ %30‬من‬
‫امليزانية العامة املخصصة للعمل الثقافي‪ ،‬وتم العمل على تنمية الفضاءات الثقافية بالخارج‬
‫بالتنسيق مع وزارة الشؤون الخارجية‪ ،‬مع إنشاء وكالة لإلشعاع الثقافي لهذا الغرض‪ .‬إن ارتقاء‬
‫املجتمع في سلم التنمية ال يتحقق إال بالتخلص من لغة التقليد والترديد‪ ،‬والسعي لتعلم لغة‬
‫االبداع والرقي‪ ،‬من خالل التخلص من الثقافة الهجينة (بودانس‪.)2021 ،‬‬

‫‪199‬‬
‫مصطفى جزار‬ ‫السياسة العامة الثقافية في الجزائربين املرجعية التاريخية‬
‫والتحوالت الراهنة (‪)2023-2000‬‬

‫املالحظ أنه بداية من دخول األلفية الجديدة عرف القطاع الثقافي بالجزائر نوعا من‬
‫النهوض والتطور‪ ،‬حيث أعطت الدولة للقطاع الثقافي بعدا جديدا‪ ،‬ففي حوار مع وزيرة‬
‫الثقافة السابقة "خليدة تومي" مع جريدة الفجر‪ ،‬تطرقت لواقع القطاع بالجزائر (جريدة‬
‫الفجر‪ ،)2008 ،‬حيث أكدت على التطور الحاصل في القطاع‪ ،‬من خالل إنجاز مشاريع ثقافية‬
‫مهمة‪ ،‬بفضل الرفع من ميزانية القطاع‪ ،‬ما أسهم في تأسيس بنك معطيات للتراث الثقافي‬
‫الالمادي‪ ،‬وفي مجال الحماية القانونية تم تصنيف املواقع األثرية والتاريخية‪ ،‬كذلك تم إصدار‬
‫قانون خاص ملوظفي قطاع الثقافة‪ ،‬والتكفل بوضعية املستخدمين واملتخرجين من معاهد‬
‫التكوين التابع للقطاع‪( .‬لجنة الثقافة واالتصال والسياحة‪ .)2009 ،‬كما انتقلت امليزانية التي‬
‫رصدت لقطاع الثقافة من ‪ 4‬مليار دينار سنة ‪ ،1999‬إلى قرابة ‪ 25‬مليار دج سنة ‪،2009‬‬
‫لتصل إلى ‪ 26‬مليار دج سنة ‪.2023‬‬
‫كما تم املبادرة بعدة مشاريع في إطار املحافظة على التراث وترميمه‪ ،‬مع توطيد الحماية‬
‫القانونية للممتلكات الثقافية‪ ،‬مع إنشاء هيئات متخصصة في ميدان البحث والحفظ والترميم‬
‫والتكوين‪ .‬واحتضان الجزائر للعديد من التظاهرات الثقافية‪ ،‬حيث احتضنت سنة ‪2007‬‬
‫تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية‪ ،‬وسنة ‪ 2009‬املهرجان الثقافي االفريقي‪ ،‬وسنة ‪2011‬‬
‫تلمسان عاصمة الثقافة اإلسالمية‪ ،‬وسنة ‪ 2015‬قسنطينة عاصمة الثقافة العربية‪( .‬عزيزي و‬
‫بوفجلين‪ ،2023 ،‬صفحة ‪)985‬‬
‫ثانيا‪ :‬عناصرومحددات السياسة الثقافية في الجزائر‪.‬‬
‫إن املتفحص ملختلف الوثائق الرسمية املتعلقة بالسياسة الثقافية في الجزائر‪ ،‬يلحظ‬
‫مجموعة من العناصر واملحددات األساسية في هذا املجال‪ ،‬والتي يمكن تحديدها على الشكل‬
‫التالي‪:‬‬
‫‪-1‬عناصرالسياسة الثقافية‪:‬‬

‫‪200‬‬
‫مصطفى جزار‬ ‫السياسة العامة الثقافية في الجزائربين املرجعية التاريخية‬
‫والتحوالت الراهنة‪.‬‬

‫تحوي السياسات الثقافية املعتمدة في الجزائر خالل السنوات األخيرة على مجموعة من‬
‫العناصر على الشكل التالي‪:‬‬
‫أ‪-‬في مجال حماية التراث الثقافي وتنميته تم توجيه الجهود في هذا املجال لتحقيق األهداف‬
‫التالية‪( :‬مرسوم تنفيذي رقم ‪)2005 ،79-05‬‬
‫‪-‬الحفاظ على الهوية الوطنية وتوطيدها‪ ،‬وحفظ الذاكرة الجماعية لألمة من خالل جمع‬
‫الوثائق والوسائل املتعلقة بالتراث الثقافي الوطني ومركزتها واستغاللها‪.‬‬
‫‪-‬إدماج البعد الثقافي وصياغته في املشاريع الكبرى للتهيئة والعمران‪ ،‬وفي اإلنجازات العمومية‬
‫الكبرى لحماية التراث الثقافي الوطني ورموزه الثمينة‪.‬‬
‫‪-‬حماية التراث الثقافي املادي وغير املادي‪ ،‬وحفظ التراث املعماري الحضري الريفي‪ ،‬وحفظ‬
‫الفضاءات الجغرافية ذات املعاني الثقافية وتثمينها‪.‬‬
‫‪-‬ترقية ودعم نشر املعارف التاريخية والفنية والعلمية والتقنية‪.‬‬
‫ب‪-‬في مجال ترقية الفنون الحية والعرض تم توجيه الجهود في املجاالت التالية‪( :‬مرسوم تنفيذي‬
‫رقم ‪)2005 ،79-05‬‬
‫‪-‬تشجيع اإلنتاج في مجال الفنون الدرامية والغنائية وااليقاعية والفنون التشكيلية‪.‬‬
‫‪-‬إثارة روح املنافسة في مجال انتاج الفنون الحية بغرض الدفع نحو اهتمام أكبر بالفنون الحية‪.‬‬
‫‪-‬ترقية مهنة العرض‪ ،‬وتهيئة الظروف لتمكين املواطن من الفنون الحية والعروض‪.‬‬
‫‪-‬ترقية إنتاج الفنون السينماتوغرافية والسمعية والبصرية ونشرها‪.‬‬
‫ج‪-‬في مجال حفظ التعابير الثقافية التقليدية تم العمل على تحقيق ما يلي‪( :‬مرسوم تنفيذي رقم‬
‫‪)2005 ،79-05‬‬
‫‪-‬وضع اإلطار الضروري الزدهار االبداع األدبي والفني‪ ،‬وتشجيع كل مبادرة ترمي إلى تحفيز‬
‫اإلنتاج األدبي ونشره بوضع وسائل تفاعلية عصرية‪.‬‬

‫‪201‬‬
‫مصطفى جزار‬ ‫السياسة العامة الثقافية في الجزائربين املرجعية التاريخية‬
‫والتحوالت الراهنة (‪)2023-2000‬‬

‫‪-‬رعاية الفنون واألدب ووضع جوائز تشجيعية‪ ،‬وحماية حقوق املبدعين‪ ،‬وتهيئة فضاءات‬
‫التعابير األدبية والفنية‪.‬‬
‫‪-‬تحديد شروط الحصول على الدعم العمومي في مجاالت الفنون واألدب‪ ،‬وتشجيع ترقية‬
‫التعابير الثقافية التقليدية‪.‬‬
‫د‪-‬في مجال البحث والتكوين تم العمل على تحقيق ما يلي‪( :‬مرسوم تنفيذي رقم ‪)2005 ،79-05‬‬
‫‪-‬ترقية البحث في ميادين التراث الثقافي والفنون‪.‬‬
‫‪-‬كتابة التاريخ الوطني في إطار البرامج الوطنية للبحث العلمي والتكنولوجي‪.‬‬
‫‪-‬تطوير سياسة للتكوين في ميادين التراث الثقافي والفنون واألدب‪ ،‬بوضع البرامج واملنشئات‬
‫األساسية الالزمة‪.‬‬
‫‪-2‬محددات السياسة الثقافية في الجزائر‪:‬‬
‫تتحدد السياسة الثقافية في الجزائر من خالل مجموعة من املحددات الداخلية‬
‫والخارجية‪ ،‬ولكل نوع دوره في تحديد معالم السياسة الثقافية في الجزائر‪.‬‬
‫بخصوص املحددات الداخلية فإن الواقع الثقافي في الجزائر يعرف العديد من االتجاهات‬
‫الثقافية‪ ،‬ومنها الحركة األمازيغية التي عبرت عن نفسها من خالل املطالب ذات الطابع الثقافي‬
‫الجهوي‪ ،‬وفي مرحلة متقدمة تم املزج بين املطالب الثقافية والعمل السياس ي‪ ،‬مما جعل‬
‫الخطاب الثقافي األمازيغي يتقلص إلى بعض الجيوب النخبوية التي فرضت عليها الهجرة‪ ،‬ورغم‬
‫ذلك فقد استطاع هذا التيار تعبئة فئة كبيرة من أبناء املنطقة‪.‬‬
‫إضافة إلى ذلك فقد تمكنت بعض التيارات في فترة الثمانينات من بث أفكار االختالف‬
‫والشقاق‪ ،‬بسبب الفراغ الذي تركته الدولة داخليا من خالل نقص التوعية‪ ،‬وخارجيا من‬
‫خالل فتح املجال لبعض القوى األجنبية لتصدير أفكارها‪ .‬كما أخذت الثقافة عدة أبعاد‬
‫كالرؤية الواحدة والبارزة في القوالب الجاهزة‪ ،‬الرافضة لكل تعددية‪ ،‬مع انعدام القراءة‬
‫‪202‬‬
‫مصطفى جزار‬ ‫السياسة العامة الثقافية في الجزائربين املرجعية التاريخية‬
‫والتحوالت الراهنة‪.‬‬

‫وبالتالي تحكم سلطة الرمز في مستوى العالقات‪ ،‬والتي تشهد العزلة وأحادية اللغة‪ ،‬ما خلق‬
‫صراعا مع الفرنسية‪ ،‬األمر الذي أدى إلى خلق ثالثة ثقافات مختلفة وهي‪( :‬الكنز‪)1994 ،‬‬
‫‪-‬الثقافة العربية املهمشة واملنفصلة عن املجتمع‪.‬‬
‫‪-‬الثقافة الفرنسية املتحكمة في البالد بحكم االستعمار وبيئاته الجديدة‪.‬‬
‫‪-‬الثقافة الشفوية القريبة نوعا ما من الثقافة الفرنسية بحكم التعايش اليومي‪.‬‬
‫أما على الصعيد الخارجي فقد أولت جامعة الدول العربية منذ نشأتها اهتماما بالسياسات‬
‫الثقافية في الدول العربية في إطار التعاون الثقافي‪ ،‬والسعي إلى تكوين ثقافة عربية موحدة‪،‬‬
‫تستمد قوتها من تاريخ األمة العربية‪ ،‬وتعنى بجميع مكتسبات العلم والحضارة اإلنسانية‪ ،‬وقد‬
‫توج هذا االهتمام من خالل العقد العربي للتنمية الثقافية‪ ،‬والخطة الثقافية الشاملة للثقافة‬
‫العربية‪ ،‬واالستفادة من تجارب العواصم الثقافية العربية‪ ،‬وتوظيف نتائجها لإلسهام في بعث‬
‫مشاريع نموذجية ومؤسسات ثقافية تجسد تكامل املشهد الثقافي العربي‪( .‬املنظمة العربية‬
‫للثقافة والعلوم‪ ،1994 ،‬صفحة ‪)5‬‬
‫في هذا اإلطار نظمت الجزائر سنة ‪ 2007‬تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية‪ ،‬في سعيها‬
‫إلى إيجاد مكانة متميزة للجزائر في الساحة الثقافية العربية‪ ،‬كقطب ثقافي فاعل‪ ،‬حيث سخرت‬
‫الدولة وسائل وإمكانيات معتبرة‪ ،‬من خالل غالف مالي تجاوز ‪ 7‬مليار دج‪ ،‬وقد تميزت هذه‬
‫التظاهرة بحضور كل الدول العربية‪ ،‬وتنظيم ‪ 18‬دولة عربية ألسابيع ثقافية باستثناء‬
‫الصومال وجيبوتي وجزر القمر‪( .‬املنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم‪ ،2007 ،‬صفحة ‪)47‬‬
‫ثالثا‪ :‬الفاعلين األساسين في السياسة الثقافية في الجزائر‪.‬‬
‫يقصد بالفاعلين األساسين األفراد والجماعات والجهات الرسمية وغير الرسمية التي‬
‫تشارك في رسم وتنفيذ السياسة الثقافية بصورة مباشرة وغير مباشرة‪ ،‬والتي يمكن تقسيمها‬
‫إلى نوعين أساسيين‪:‬‬

‫‪203‬‬
‫مصطفى جزار‬ ‫السياسة العامة الثقافية في الجزائربين املرجعية التاريخية‬
‫والتحوالت الراهنة (‪)2023-2000‬‬

‫‪-1‬الجهات الرسمية‪:‬‬
‫وهم األفراد الذين يخولون الصالحيات التي تسمح لهم باملشاركة في صناعة وتنفيذ‬
‫السياسات العامة‪ ،‬مثل السلطة التشريعية والتنفيذية‪ ،‬والجهاز البيروقراطي‪ ،‬ويمكن تحديد‬
‫الجهات الرسمية املساهمة في السياسة الثقافية على النحو التالي‪:‬‬
‫أ‪-‬بالنسبة للسلطة التشريعية املالحظ هو الدور الهامش ي الذي تلعبه السلطة التشريعية في‬
‫صنع السياسة الثقافية‪ ،‬حيث اقتصر دورها خالل عشرية كاملة (‪ )2009-1999‬على ثالث‬
‫مشاريع قوانين فقط متعلقة بقطاع الثقافة‪ ،‬ما يعتبر عجزا كبيرا وواضحا‪ ،‬واستمر نفس األمر‬
‫خالل السنوات الالحقة‪ ،‬وبهذا فهي تترك املبادرة للسلطة التنفيذية ألداء هذه املهمة‪ ،‬وقد‬
‫انتقد نواب الكتلة السياسية لحركة النهضة في املجلس الشعبي الوطني الواقع الثقافي في‬
‫الجزائر‪ ،‬وطلب النائب "مسعودي خليفة" في سؤال شفوي توضيحات حول ما وصفه‬
‫باإلفالس الثقافي وتدمير أخالق املجتمع‪ ،‬رغم االعتمادات املخصصة لهذا القطاع من طرف‬
‫الدولة‪ ،‬وتساءل عن السياسة الثقافية الهادفة التي تربي األجيال‪ ،‬وعن الدور الرقابي للوزارة‬
‫بخصوص مدى مطابقة البرامج لقيم املجتمع‪( .‬جريدة الخبر‪)2008 ،‬‬
‫وقد أكد التعديل الدستوري ‪ 2020‬على أبعاد الثقافة الجزائرية‪ ،‬خاصة ثنائية اللغة‬
‫والدين‪ ،‬دون اغفال دور التاريخ واالنتماء الثقافي في صياغة توجهات السياسة الثقافية في‬
‫الجزائر‪.‬‬
‫ب‪-‬بالنسبة السلطة التنفيذية تعتبر وزارة الثقافة الجهاز البيروقراطي األول املنوط له صنع‬
‫السياسات العامة في الجزائر‪ ،‬فبعد االستقالل مباشرة تم انشاء وزارة االعالم والتي كان من‬
‫بين مهامها صنع السياسة الثقافية‪ ،‬وفي سنة ‪ 1970‬تم إنشاء وزارة االعالم والثقافة‪ ،‬ليرد‬
‫مصطلح "الثقافة" ألول مرة في مسمى وزارة‪ ،‬وفي سنة ‪ 1982‬انفرد قطاع الثقافة بوزارة خاصة‬
‫به تحت مسمى وزارة الثقافة‪ ،‬ومنذ سنة ‪ 2005‬إلى يومنا هذا بقيت تسمية الوزارة بهذا االسم‪،‬‬
‫‪204‬‬
‫مصطفى جزار‬ ‫السياسة العامة الثقافية في الجزائربين املرجعية التاريخية‬
‫والتحوالت الراهنة‪.‬‬

‫وحسب املرسوم التنفيذي رقم‪ 79-05‬املؤرخ في ‪ 17‬محرم ‪ 1426‬املوافق ‪ 26‬فبراير ‪،2005‬‬


‫فتتحدد صالحيات وزارة الثقافة فيما يلي‪( :‬مرسوم تنفيذي رقم ‪)2005 ،79-05‬‬
‫‪-‬حماية التراث الثقافي وتثمينه‪ ،‬وترقية الفنون الحية والعرض‪ ،‬وحفظ التعابير الثقافية‬
‫التقليدية وتثمينها‪ ،‬والتعريف بالثقافة خارج الوطن‪.‬‬
‫‪-‬دراسة النصوص التشريعية والتنظيمية املتعلقة بأنشطة القطاع‪ ،‬وإعداد القوانين‬
‫األساسية التي تطبق على موظفي قطاع الثقافة‪.‬‬
‫‪ -‬املشاركة في املفاوضات الدولية والثنائية واملتعددة األطراف‪ ،‬املتعلقة باألنشطة ذات الصلة‬
‫بصالحياته‪.‬‬
‫‪-‬اقتراح سياسة تطوير الوسائل واملنشئات األساسية الثقافية‪ ،‬والقيام بدراسات استشرافية‪،‬‬
‫وتولي تنفيذ املخططات والبرامج الثقافية املقررة‪ ،‬ومتابعتها وتقييمها‪.‬‬
‫ج‪-‬بالنسبة للسلطة القضائية فإنها تضطلع بصياغة وتفسير النصوص القانونية‪ ،‬ومدى‬
‫مطابقة األنظمة واللوائح مع دستور الدولة النافذ‪ ،‬أما في مجال السياسة الثقافية فرغم عدم‬
‫وجود دور محدد لها في وضع السياسات‪ ،‬فإنها تسهر على حماية الهوية الثقافية للبالد من‬
‫النهب واالعتداء‪ ،‬سواء على املستوى الداخلي او الخارج‪ ،‬وذلك بالتعاون مع وزارة الثقافة من‬
‫ناحية‪ ،‬ومختلف األسالك األمنية من ناحية ثانية‪.‬‬
‫في هذا الصدد تم اعتماد مجموعة من املراسيم التنفيذية والقرارات الوزارية‪ ،‬بهدف حماية‬
‫التراث الثقافي والحفاظ عليه وتثمينه وتسييره وتهيئته‪ ،‬من خالل مراجعة القانون ‪04-98‬‬
‫لتعزيز التدابير الرامية إلى حماية وتسيير التراث الثقافي‪ ،‬ومكافحة املتاجرة غير املشروعة‬
‫باألمالك الثقافية‪.‬‬
‫د‪-‬لبنية النظام السياس ي كذلك دور في صياغة السياسة الثقافية‪ ،‬فقد تولت الدولة الجزائرية‬
‫بعد االستقالل ادارة شؤون املجتمع ككل‪ ،‬وظهرت كمحرك مركزي لعمليات االندماج الوطني‪،‬‬
‫‪205‬‬
‫مصطفى جزار‬ ‫السياسة العامة الثقافية في الجزائربين املرجعية التاريخية‬
‫والتحوالت الراهنة (‪)2023-2000‬‬

‫مما أدى إلى الحاق املجتمع باملؤسسة السياسية‪ ،‬من دون أي نظرة تحليلية لالختالفات‬
‫والتناقضات‪ ،‬وقد كان الرهان على عنصري الدين واللغة كعاملين أساسيين في تكوين الثقافة‬
‫الوطنية (فاضل‪.)2002 ،‬‬
‫وقد انتهجت الجزائر سياسة التعريب‪ ،‬والتي كانت تحركها دوافع ذاتية‪ ،‬تمحورت حول‬
‫التغذي باملاض ي أكثر من السعي للتوعية الفكرية‪ ،‬ما أحدث تعارض جلي بين مؤيدي اللغة‬
‫العربية‪ ،‬وأنصار التوجه الفرنكفوني‪ ،‬ولكن الحقا تغيرت املعطيات‪ ،‬وأصبحت الثقافة‬
‫السائدة هي الثقافة الفرنكوفونية بعد تولي نخبة جديدة شؤون البالد‪ .‬ما يظهر تأثير طبيعة‬
‫النظام السياس ي في الجزائر على توليد نماذج محددة من الثقافات‪ ،‬ترتبط ارتباطا وثيقا‬
‫بتوجهات هذه النخبة وخلفيتها الثقافية والحضارية‪.‬‬
‫‪-2‬الجهات غيرالرسمية‪:‬‬
‫ال تنحصر عملية صنع السياسة الثقافية في يد الجهات الرسمية فقط‪ ،‬وانما يمتد ذلك‬
‫للجهات غير الرسمية‪ ،‬ولو أن دورها في الجزائر يعتبر هامش ي‪ ،‬نظرا لعدم إيالئها االهتمام الكافي‬
‫من طرف السلطات‪.‬‬
‫أ‪-‬األحزاب السياسية تلعب دور هامش ي في صنع السياسة الثقافية في الجزائر‪ ،‬فمطالب هذه‬
‫األحزاب ال تتعدى مصالحها وتوجهاتها وايديولوجيتها‪ ،‬فاألحزاب اإلسالمية تطالب بالحفاظ‬
‫على الهوية اإلسالمية‪ ،‬واألحزاب املحسوبة على جهة معينة تطالب بالحقوق الثقافية لهذه‬
‫الجهة‪ ،‬مثلما هو عليه الحال باملطالب األمازيغية‪ ،‬في حين نجد األحزاب املكونة للحكومة تؤيد‬
‫في توجهات السياسة الثقافية القائمة‪ ،‬وبذلك يبقى دور األحزاب في هذا املجال هامش ي وبعيد‬
‫عن املأمول‪.‬‬

‫‪206‬‬
‫مصطفى جزار‬ ‫السياسة العامة الثقافية في الجزائربين املرجعية التاريخية‬
‫والتحوالت الراهنة‪.‬‬

‫ب‪-‬الرأي العام كذلك دوره يبقى هامش ي‪ ،‬فأخر اهتمامات الرأي العام الجزائري هو قضايا‬
‫الثقافة‪ ،‬فاملشاكل التي يعاني منها املواطنين كمشكل البطالة والسكن وضعف القدرة‬
‫الشرائية‪ ،‬تغنيه على تقديم مطالب ثقافية‪.‬‬
‫ج‪-‬اإلعالم واملجتمع املدني والجمعيات الثقافية لها أدوار هامة في الحفاظ على الهوية الثقافية‬
‫الجزائرية والترويج لها داخليا وخارجيا‪ ،‬بل حتى في تقويم بعض السياسات الثقافية‪ ،‬رغم‬
‫الوضعية الصعبة التي يعيشها اإلعالم في الجزائر‪ ،‬فالجانب االعالمي له دور كبير في حماية‬
‫التراث والتسويق له‪ ،‬فغياب التسويق اإلعالمي يؤدي إلى غياب الوعي املجتمعي في الحفاظ على‬
‫التراث (بكري‪ ،2022 ،‬صفحة ‪ .)133‬كما تلعب الجمعيات الثقافية وفعاليات املجتمع املدني دورا‬
‫كبيرا في هذا املجال‪ ،‬رغم نقص االمكانيات‪ ،‬ولو أن هناك تحسن ملحوظ في هذا املجال‪ ،‬من‬
‫خالل إيالء الحكومة اهتماما كبيرا للمجتمع املدني‪ ،‬واعتماده كشريك لتحقيق مختلف أهداف‬
‫الدولة‪.‬‬
‫املحورالثالث‪ :‬معوقات السياسة الثقافية في الجزائروسبل التغلب عليها‪.‬‬
‫يسجل على السياسة الثقافية في الجزائر العديد من املآخذ‪ ،‬وبالرغم من كونها تعكس‬
‫توجها جديدا تتبعه القيادة املسؤولة عن القطاع‪ ،‬إال أنها لم ترتقي بعد إلى ما هو مأمول منها‪،‬‬
‫بسبب مجموعة من األزمات واملعوقات التي تحول دون تحقيق األهداف املرجوة‪.‬‬
‫أوال‪ :‬تقويم السياسة الثقافية في الجزائر‪.‬‬
‫تخضع السياسات الثقافية في الجزائر ملجموعة من املعايير األساسية في تقويم الفعالية‬
‫والكفاءة بما يحقق التنمية الثقافية كجزء من التنمية الشاملة‪ ،‬حيث يتوقف نجاح السياسة‬
‫الثقافية في تحقيق التنمية على توافر هذه املعايير‪ .‬مع وجوب إدراك أن كافة املعايير املادية‬
‫للشرائح االجتماعية‪ ،‬يجب أن تؤخذ بعين االعتبار حتى يتم احتواء كل وجوه التنوع والتعددية‬
‫بين الثقافات التابعة للتنمية‪( .‬البيروني‪)2020 ،‬‬

‫‪207‬‬
‫مصطفى جزار‬ ‫السياسة العامة الثقافية في الجزائربين املرجعية التاريخية‬
‫والتحوالت الراهنة (‪)2023-2000‬‬

‫‪-1‬معيارمدى وضوح و انتظام وتناسب أهداف السياسة الثقافية‪:‬‬


‫تم تسجيل مؤشرات إيجابية في قطاع الثقافة‪ ،‬ظهرت من خالل مؤشرات عامة كمؤشر‬
‫التنمية الثقافية‪ ،‬والذي أصبح جزء ال يتجزأ من التنمية املستدامة‪ ،‬فقد أشارت عدة تقارير‬
‫بدءا من تقرير مشروع هيئة األمم املتحدة للتنمية املستدامة وكذا املسح االستكشافي ملؤسسة‬
‫املورد الثقافي‪ ،‬إلى مضاعفة التمويل املالي املخصص لقطاع الثقافة بشكل ملحوظ (كساب و‬
‫بوكروح‪ ،2014 ،‬صفحة ‪.)46‬‬
‫‪-2‬معيار تو افر املوارد الكافية واملخصصات الالزمة لتنفيذ السياسة الثقافية بالكفاءة‬
‫املطلوبة‪:‬‬
‫بنظرة فاحصة لإلحصائيات العامة يبرز لنا بشكل ظاهر بأن السياسة الثقافية قد شابها‬
‫العديد من مظاهر عدم االنتظام واالتساق في االنفاق العام للدولة‪ .‬لكن مع بداية األلفية‬
‫الجديدة عرف القطاع قفزة نوعية في نسبة االنفاق العام‪ ،‬فقد انتقلت ميزانية القطاع من ‪4‬‬
‫مليار دج سنة ‪ ،1999‬إلى ‪ 25‬مليار دج سنة ‪ ،2009‬لتصل إلى ‪ 26‬مليار دج سنة ‪ ،2023‬وقد‬
‫تزامن النهوض بالقطاع الثقافي مع مخطط اإلنعاش االقتصادي‪ ،‬األمر الذي أعطى دفعا قويا‬
‫للقطاع‪( .‬عزيزي و بوفجلين‪ ،2023 ،‬صفحة ‪)985‬‬
‫ثانيا‪ :‬األزمة الثقافية في الجزائر‪.‬‬
‫تعاني الجزائر قحطا فكريا وثقافيا رهيبا‪ ،‬لدرجة أن أصبح الفكر والثقافة يأتي في ذيل‬
‫اهتمام الفرد الجزائري‪ ،‬وحتى املسؤولين على قطاع الثقافة‪ ،‬فحجم االنفاق الثقافي لدى‬
‫العائالت الجزائرية ال يتجاوز ‪ ،%3‬حيث كشفت أرقام الديوان الوطني لإلحصائيات أن نفقات‬
‫الجزائريين على الثقافة والتربية والرياضة ال تتجاوز ‪ ،%3.2‬وهي أرقام مخيفة تشير لعدم‬
‫اهتمام الجزائريين بالثقافة‪( .‬كساب‪)2017 ،‬‬
‫‪-1‬أزمة الفكرواالبداع‪:‬‬
‫‪208‬‬
‫مصطفى جزار‬ ‫السياسة العامة الثقافية في الجزائربين املرجعية التاريخية‬
‫والتحوالت الراهنة‪.‬‬

‫تعرف الساحة الثقافية الجزائرية أزمة كبيرة في مجالي الفكر واالبداع‪ ،‬وال شك أن املثقف‬
‫الجزائري يحمل بدوره جزءا من املسؤولية في التراجع الثقافي‪ ،‬فهناك الكثير من الوجوه تتصدر‬
‫املشهد الثقافي‪ ،‬دون أن تقدم شيئا جديدا للثقافة الجزائرية‪ ،‬نفس األمر ينطبق على اتحاد‬
‫الكتاب الجزائريين‪ ،‬فالكتاب يعانون من العوز والفقر‪ ،‬نتيجة إغالق األبواب في أوجههم‪ ،‬فقد‬
‫وصل األمر بالصحفي والشاعر "أبو بكر زمال" بعرض كليته للبيع عبر بعض الجرائد واملواقع‬
‫لحماية عائلته من التشرد (نيوف‪.)2005 ،‬‬
‫‪-2‬أزمة الكتاب والنشرواملقروئية‪:‬‬
‫تعتبر من أهم اإلشكاالت املطروحة في املجال الثقافي في الجزائر‪ ،‬حيث يرى الدكتور "عبد‬
‫هللا حمادي" أن نصيب الثقافة في الجزائر جد هزيل‪ ،‬وأن الجزائر تعاني من أزمة مقروئية‪،‬‬
‫لغياب سياسة واضحة في مجال الكتاب‪ ،‬ولهروب طلبة العلم من القراءة بسبب إصابتهم‬
‫باإلحباط‪ ،‬وحسب إحصائيات أعدها الخبير في علم املكتبات "كمال بطوش" أن معدل القراءة‬
‫في الجزائر ال يتجاوز نسبة ‪ ،%0.3‬كما أن نصيب الفرد الجزائري من الكتاب في السنة هو‬
‫نصف كتاب حسب أرقام قدمتها وزارة الثقافة (جريدة الرياض االلكترونية‪.)2007 ،‬‬
‫‪-3‬نهب املوروث الثقافي الجزائري‪:‬‬
‫تعاني الجزائر من أزمة كبيرة في مجال نهب املوروث الثقافي الجزائري‪ ،‬خاصة من بعض‬
‫الدول والتي تأتي في مقدمتها املغرب‪ ،‬حيث تعمل هذه األخيرة مؤخرا على االستيالء على املوروث‬
‫الثقافي الجزائري‪ ،‬ونسبته لها‪ ،‬وفي هذا املجال يجب على السلطات الجزائرية العمل على‬
‫تسجيل كل التراث الثقافي الجزائري باسمها‪ ،‬من أجل تفادي مثل هذه األعمال‪.‬‬
‫‪-4‬التيارالغربي ومكونات الهوية الوطنية‪:‬‬
‫هناك تأثير كبير للتيار ذو الخلفية الغربية على مكونات الهوية الوطنية الجزائرية‪ ،‬ويتجسد‬
‫ذلك جليا من خالل بعض املظاهر الثقافية السائدة والتي ال تمت بصلة لثقافتنا ولهويتنا‬
‫‪209‬‬
‫مصطفى جزار‬ ‫السياسة العامة الثقافية في الجزائربين املرجعية التاريخية‬
‫والتحوالت الراهنة (‪)2023-2000‬‬

‫وانتمائنا العربي واإلسالمي‪ .‬فالثقافة الوطنية في جزء منها تقع تحت وطأة الطبقات االجتماعية‬
‫املسيطرة‪ ،‬ال سيما في الدول التي ال تعير اهتماما كبيرا للسياسة الثقافية والثقافة الجماهيرية‬
‫السائدة في هذا املجال‪(pontoizeau, 1992).‬‬
‫ثالثا‪ :‬الثقافة الوطنية وتحديات املستقبل‪.‬‬
‫إن من بين أهم شروط تطور األمم والحضارات هو الوعي بالشخصية الثقافية لألمة‪،‬‬
‫والعمل على التمييز بين ما هو كائن‪ ،‬وبين ما يجب أن يكون‪ ،‬حتى نتمكن من تحقيق ما نريده‪،‬‬
‫فالثقافة التي نريدها أن تتبلور في أذهان الناس‪ ،‬وتتفاعل معها أرواحهم وعقولهم‪ ،‬وتتجلى في‬
‫أفعالهم وسلوكهم‪ ،‬هي ثقافة البناء والتعمير ال ثقافة الهدم والتدمير‪ ،‬ثقافة تعلي من شأن‬
‫املبادرات االنسانية االيجابية‪ ،‬وتعمل على مسايرة الوضع الراهن‪ ،‬لذلك للحديث عن ثقافة‬
‫وطنية يجب التأكيد على النقاط التالية‪:‬‬
‫‪-‬حماية التراث الثقافي املادي وغير املادي‪.‬‬
‫‪-‬وضع سياسة ملكافحة سياسة النهب والسطو على املوروث الثقافي الجزائري من دول الجوار‬
‫ومن طرف التيار الغربي وبعض األطراف الداخلية املوالية للثقافة الغربية‪.‬‬
‫‪-‬املوازنة الدقيقة والواعية بين متطلبات السوق‪ ،‬وبين استراتيجية املؤسسات االعالمية‪.‬‬
‫‪-‬تكييف رغبات الشعب مع متطلبات التنمية الشاملة‪.‬‬
‫‪-‬العناية الجادة بتطوير أنشطة املؤسسات الثقافية الوطنية‪ ،‬على املستوى النوعي والكمي‪،‬‬
‫حتى يتسنى لهذه املؤسسات تحقيق قفزات نوعية في مسيرة العمل الثقافي‪.‬‬
‫‪-‬تنظيم العالقة بين االعالم بأدواته املختلفة‪ ،‬والثقافة بمجاالتها املتنوعة‪.‬‬
‫فالثقافة الوطنية مهددة باملسخ والتشويه‪ ،‬في ظل العوملة الثقافية وما رافقها من‬
‫تكنولوجيات وتقنيات عالية‪ ،‬لذا من الضروري العناية بالهوية الحضارية الوطنية وتأكيد‬
‫مبادئها‪ ،‬حتى نتمكن من التعامل االيجابي مع متغيرات العصر‪ ،‬لذا فالبحث في مسألة تأثير‬
‫‪210‬‬
‫مصطفى جزار‬ ‫السياسة العامة الثقافية في الجزائربين املرجعية التاريخية‬
‫والتحوالت الراهنة‪.‬‬

‫التطورات التكنولوجية على مسار الثقافة الوطنية‪ ،‬هو صميم األنشطة الوطنية التي ينبغي‬
‫إيالئها كل العناية واالهتمام (شريط‪ ،1981 ،‬صفحة ‪ ،)89‬فالخروج من التحديات املعاصرة التي‬
‫تواجه القطاع الثقافي‪ ،‬ال يتأتى إال بتنشيط كل الدوائر ذات الصلة‪ ،‬وتمكينها من ممارسة‬
‫دورها الطبيعي في مجابهة هذه التحديات‪ ،‬من خالل تفعيل عنصري الهوية بما تشكل من‬
‫إمكانيات‪ ،‬والثقافة الوطنية بما تؤطر من قوى وحشد شعبي‪ ،‬في سبيل النهوض بالقطاع‬
‫الثقافي في الجزائر‪.‬‬
‫الخاتمة‪.‬‬
‫تعتبر السياسة الثقافية في الجزائر من القطاعات املكملة لهيكل النظام السياس ي‪ ،‬فهي‬
‫تمثل برنامج عمل مصحوب بنية تحقيق أهداف النظام السياس ي في الجانب الثقافي إزاء‬
‫مشكالت محددة وموصوفة‪ ،‬وهي عملية سياسية في املقام األول‪ ،‬على غرار بقية السياسات‬
‫العامة األخرى‪ ،‬ما يتطلب تطبيق برنامج عمل واضح ومحدد‪ ،‬يستهدف تحقيق جملة من‬
‫األهداف‪ ،‬من خالل نظام إداري متخصص في تنفيذ السياسة العامة الثقافية‪ ،‬ومن خالل‬
‫وحدات العمل الحكومية ذات الصلة‪ ،‬للعمل على تنفيذ القوانين والقرارات واللوائح الصادرة‬
‫عن البناء التشريعي للدولة‪ ،‬وتحقيق األهداف العامة‪ .‬املسطرة في املجال الثقافي‪.‬‬
‫من خالل دراسة موضوع السياسة الثقافية في الجزائر تم التوصل إلى مجموعة من النتائج‬
‫يمكن تلخيصها فيما يلي‪:‬‬
‫‪-‬سعت الجزائر منذ االستقالل لتجعل التحرر السياس ي واالقتصادي واقعا ملموسا‪ ،‬يثبت‬
‫دعائم الشخصية الوطنية‪ ،‬ويساهم في انطالقة ثقافية أصيلة‪ ،‬تستند على الواقع التاريخي‬
‫للشعب الجزائري‪ ،‬وتأخذ بأسباب الحضارة العربية واالسالمية‪ ،‬دون االنغالق على منجزات‬
‫الحضارة االنسانية عموما‪ .‬وتواكب تحديات العصر‪.‬‬

‫‪211‬‬
‫مصطفى جزار‬ ‫السياسة العامة الثقافية في الجزائربين املرجعية التاريخية‬
‫والتحوالت الراهنة (‪)2023-2000‬‬

‫‪-‬وجهت جهود السياسة الثقافية نحو تحقيق التنمية الثقافية واالجتماعية الشاملة‪ ،‬من‬
‫خالل االهتمام بالتراث التاريخي‪ ،‬وتخليصه من الشوائب التي لحقت به‪ ،‬وتشجيع مختلف‬
‫مظاهر اإلبداع‪ ،‬سواء ما تعلق منها باإلسهامات الفكرية والعلمية‪ ،‬أو تلك املتعلقة بمجال‬
‫العمران والصناعات التقليدية والتنظيم االجتماعي‪ ،‬ومختلف أشكال التراث الشعبي‬
‫التقليدي الجزائري‪ ،‬املعبر عن الهوية الوطنية واألصالة الجزائرية‪.‬‬
‫من خالل النتائج املتواصل اليها يمكن صياغة مجموعة من التوصيات في مجال مستقبل‬
‫السياسة الثقافية في الجزائر على النحو التالي‪:‬‬
‫‪-‬وضع استراتيجية وطنية لحماية التراث املادي وغير املادي‪.‬‬
‫‪-‬وضع سياسة ملكافحة سياسة النهب والسطو على املوروث الثقافي الجزائري من طرف دول‬
‫الجوار‪ ،‬ومن قبل التيار الغربي وبعض األطراف الداخلية املوالية للثقافة الغربية‪.‬‬
‫‪-‬وضع خطة وطنية مركزية للسياسة الثقافية في الجزائر‪ ،‬مبنية على أولوية التخطيط الثقافي‪،‬‬
‫تتميز بالثبات واالنتظام والتناسب‪ ،‬وفقا لرؤية استراتيجية واضحة وسليمة‪.‬‬
‫‪-‬التأسيس لسياسات تحافظ على الهوية الوطنية والذاكرة الجماعية لألمة‪.‬‬
‫‪-‬ترقية ودعم نشر املعارف التاريخية والفنية والعلمية والتقنية بما يساهم في تفعيل‬
‫السياسات الثقافية للدولة‪.‬‬
‫قائمة املراجع املعتمدة‪.‬‬
‫أوال‪ :‬باللغة العربية‪:‬‬
‫‪-1‬األمر رقم ‪ .)1970 ,7 21( .53-70‬األمر رقم ‪ 70-53‬املؤرخ في ‪ 21‬جويلية ‪ 1970‬املتضمن تأسيس الحكومة‪.‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد‪ ،6‬ص ‪ .906‬الجزائر‪.‬‬
‫‪-2‬األمر رقم‪ .)1967 ,9 27( .191-67‬األمر رقم ‪ 191-97‬املؤرخ في ‪ 27‬سبتمبر ‪ 1967‬املتعلق باعفاء من‬
‫الرسم الفريد االجمالي عن استيراد الكتب باللغة العربية‪ .‬الجزائر‪.‬‬

‫‪212‬‬
‫مصطفى جزار‬ ‫السياسة العامة الثقافية في الجزائربين املرجعية التاريخية‬
‫والتحوالت الراهنة‪.‬‬

‫‪-3‬السيد عبد املطلب غانم‪ .)1989( .‬تقويم السياسات العامة‪ .‬القاهرة‪ :‬مركز البحوث والدراسات‬
‫السياسية‪.‬‬
‫‪-4‬العيد بكري‪ .)2022 ,09 06( .‬دور االعالم الثقافي في الجزائر في التعريف بالتراث املادي والالمادي والحفاظ‬
‫عليه‪ .‬مجلة الحكمة للدراسات االعالمية واالتصالية‪.)3(10 ،‬‬
‫‪-5‬املنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم‪ .)2007( .‬العواصم الثقافية العربية‪ :‬الجزائر نموذجا‪ .‬الجزائر‪:‬‬
‫دار القصبة للنشر‪.‬‬
‫‪-6‬املنظمة العربية للثقافة والعلوم‪ .)1994( .‬الثقافة ووسائل نشرها في الوطن العربي‪ .‬تونس‪.‬‬
‫‪-7‬أمال فاضل‪ .)2002( .‬ألية ادارة األزمات في الجزائر بأسلوب الحوار‪ .‬رسالة ماجيستير في العلوم السياسية‪.‬‬
‫الجزائر‪ ،‬كلية العلوم السياسية واإلعالم‪.‬‬
‫‪-8‬بدر الدين أبو غازي‪ .)1973( .‬التنظيم الثقافي‪ .‬القاهرة‪ :‬املنظمة العربية للعلوم االدارية‪.‬‬
‫‪-9‬جبهة التحرير الوطني‪ .)1662( .‬برنامج طرابلس‪ .‬الجزائر‪.‬‬
‫‪-10‬جبهة التحرير الوطني‪ .)1954 ,11 1( .‬بيان أول نوفمبر‪ .‬الجزائر‪.‬‬
‫‪-11‬جبهة التحرير الوطني‪ .)1956 ,8 20( .‬مؤتمر الصومام‪ .‬الجزائر‪.‬‬
‫‪-12‬جبهة التحرير الوطني ‪. (1964).‬ميثاق الجزائر ‪1964.‬الجزائر‪.‬‬
‫‪-13‬جبهة التحرير الوطني‪ .)1976( .‬ميثاق ‪ .1976‬الجزائر‪.‬‬
‫‪-14‬جبهة التحرير الوطني‪ .)1986( .‬ميثاق ‪ .1986‬الجزائر‪.‬‬
‫‪-15‬جريدة الخبر‪ .)2008( .‬سؤال شفوي حول قطاع الثقافة‪ .‬جريدة الخبر‪.‬‬
‫‪-16‬جريدة الرياض االلكترونية‪ .)2007( .‬استطالع للرأي على هامش الطبعة ‪ 21‬للصالون الدولي للكتاب‪.‬‬
‫‪-17‬جريدة الفجر‪ .)2008( .‬حوار مع وزيرة الثقافة‪ .‬جريدة الفجر‪.‬‬
‫‪-18‬حيان نيوف‪ .)2005 ,8 15( .‬العربية‪ .‬تم االسترداد من‪:‬‬
‫‪https://www.alarabiya.net/articles/2005%2F08%2F15%2F15899‬‬
‫‪-19‬سماح بودانس‪ .)2021 ,1 18( .‬مركز ابن النفيس للدراسات واألبحاث‪ .‬تم االسترداد من‬
‫‪/https://centre-iner.com‬‬
‫‪-20‬عزيزي‪ ،‬و زهرة بوفجلين‪ .)2023 ,6 7( .‬املرجعية التاريخية واملؤسساتية للسياسة الثقافية في الجزائر‪.‬‬
‫مجلة الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬الصفحات ‪.990-975‬‬
‫‪-21‬سيد أحمد بغلي‪ .)1980( .‬جوانب من سياسة الجزائر الثقافية‪ .‬باريس‪ :‬منظمة األمم املتحدة للتربية‬
‫والثقافة والعلوم‪.‬‬

‫‪213‬‬
‫مصطفى جزار‬ ‫السياسة العامة الثقافية في الجزائربين املرجعية التاريخية‬
‫والتحوالت الراهنة (‪)2023-2000‬‬

‫‪-22‬صالح فياللي‪ .)1999( .‬األزمة الجزائرية‪ :‬الخلفيات السياسية واالجتماعية واالقتصادية والثقافية‪.‬‬
‫بيروت‪ :‬مركز دراسات الوحدة العربية‪.‬‬
‫‪-23‬عبد هللا شريط‪ .)1981( .‬من واقع الثقافة الجزائرية‪ .‬الجزائر‪ :‬الشركة الوطنية للنشر والتوزيع‪.‬‬
‫‪-24‬عرين البيروني‪ .)2020 ,10 29( .‬إي عربي‪ .‬تم االسترداد من ‪/https://e3arabi.com‬‬
‫‪-25‬علي الكنز‪ .)1994( .‬حول األزمة‪ :‬خمسة دراسات حول الجزائر والعالم العربي‪ .‬الجزائر‪ :‬دار بوشنان‬
‫للنشر‪.‬‬
‫‪-26‬عمار بلحسن‪ .)1990( .‬املشروعية والتوترات الثقافية‪ :‬حول الدولة والثقافة في الجزائر‪ .‬املستقبل‬
‫العربي‪ ،‬صفحة ‪.54‬‬
‫‪-27‬عمار كساب‪ ،‬و مخلوف بوكروح‪ .)2014( .‬املسح االستكشافي للسياسات الثقافية في الجزائر‪ .‬بروكسل‪:‬‬
‫مؤسسة املورد الثقافي‪.‬‬
‫‪-28‬كساب ‪,‬ع ‪. (2017).‬الثقافة في ذيل أولويات الجزائريين وال يجاوز حجم االنفاق فيها ‪3‬باملائة ‪.‬الشروق‪.‬‬
‫‪-29‬لجنة الثقافة واالتصال والسياحة‪ .)2009 ,1 28( .‬بيان صحفي‪ .‬بيان صحفي للجنة الثقاف واالتصال‬
‫والسياحة باملجلس الشعبي الوطني‪.‬‬
‫‪-30‬محمود محفوظ‪( .‬بال تاريخ)‪ .‬املؤسسات الثقافية والثقافة الوطنية‪ :‬رؤية ومهام‪ .‬مجلة التجديد العربي‪،‬‬
‫صفحة ‪.17‬‬
‫‪-31‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ .)2005 ,2 26( .79-05‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ .79-05‬الجزائر‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬باللغة األجنبية‪:‬‬
‫‪32-ben hamou, f. (1998). L’économie de la culture. Alger: casbah éditions.‬‬
‫‪33-pontoizeau, p. (1992). La communication culturelle. Paris: Armand colin‬‬
‫‪éditeur.‬‬

‫‪214‬‬

You might also like