Professional Documents
Culture Documents
مجزوؤة تقنيات البحث الأثري 2020
مجزوؤة تقنيات البحث الأثري 2020
مجزوؤة تقنيات البحث الأثري 2020
ﻣﻛﻧﺎس
ﺷﻌﺑﺔ اﻟﺗﺎرﯾﺦ
1
ﺗﻘﻧﯾﺎت اﻟﺑﺣث اﻷﺛري
- Iﻋِﻠم اﻵﺛﺎر
اﻵﺛﺎر ﺟﻣﻊ أﺛر وھو اﻟﻌﻼﻣﺔ ،وﯾﺄﺗﻲ ﺑﻣﻌﻧﻰ ﻣﺎ ﺧﻠّﻔﮫ اﻟﺳﺎﺑﻘون ،وﻋﻠم اﻵﺛﺎر
ﺑﺎﻹﻧﺟﻠﯾزﯾﺔ ): (Archaeologyھو اﻟﻌﻠم اﻟذي ﯾﺧﺗصّ ﺑدراﺳﺔ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺣﺿﺎرات
ﻌرﻓﺔ ﺑﻘﺎﯾﺎ اﻷﻗوام اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ﻣن ﺣﺿﺎرة ﺗﺷﺗﻣِل ﻋﻠﻰ اﻷﺑﻧﯾﺔ،
اﻹﻧﺳﺎﻧﯾّﺔ اﻟﻘدﯾﻣﺔ ،وﯾﮭﺗ ّم ﺑ َﻣ ِ
واﻟﺗﻣﺎﺛﯾل ،واﻟﻧﻘود واﻟﻔﻧون،
-1ﺗﻌرﯾف ﻣﺻطﻠﺢ ﻋِ ْﻠم اﻵﺛﺎر ھو ﺗرﺟﻣﺔ ﻟﻛﻠﻣﺔ أرﻛﯾوﻟوﺟﯾﺎ وھﻲ ﻛﻠﻣﺔ ﯾوﻧﺎﻧﯾّﺔ اﻷﺻل
اﻟﻣﺻطﻠﺢ :اﻟ ِﻌ ْﻠم اﻟذي ﯾﮭﺗ ّم ﺑدراﺳﺔ اﻷﻣور اﻟﺣﺿﺎر ّﯾﺔ واﻟﻣﺎد ّﯾﺔ اﻟﻘدﯾﻣﺔ.
* وﻗد ظﮭرت ﻛﻠﻣﺔ أرﻛﯾوﻟوغ ﻟ ُﺗطﻠَق ﻋﻠﻰ ﺟﻣﯾﻊ اﻷﻣور اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﻟﻣﺎﺿﻲ واﻟﻣﺳﺎﺋل
اﻟﻣﯾﻼدي ،وﻛﺎﻧت ﺗدل
ّ اﻷول
اﻟﻘرن ّ اﻟﻘدﯾﻣﺔ ،ﺛ ّم ﻛﺎن أوّ ل ظﮭور ﻟﻛﻠﻣﺔ أرﻛﯾوﻟوغ ﻓﻲ
ﻋﻠﻰ ﺻﻧف ﻣن ﻣﻣﺛﻠﻲ اﻟدراﻣﺎ ﺑطرﯾﻘﺔ اﻹﯾﻣﺎء اﻟذﯾن ﻛﺎﻧوا ﯾﻣﺛﻠون اﻷﺳﺎطﯾر اﻟﻘدﯾﻣﺔ
ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳرح ،وﻗد ﺷﺎع ذﻟك ﻓﻲ اﻟﺑﻠدان اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗﺗﻛﻠّم اﻟﻠﻐﺔ اﻹﻏرﯾﻘﯾّﺔ ،ﺛ ّم أﻧدﺛر ھذا
اﻟﻣﯾﻼدي ﻋﻠﻰ ﯾد اﻟطﺑﯾب ﺟﺎك ﺳﺑون
ّ اﻟﻣﺻطﻠﺢ ﺣﺗﻰ ﻋودﺗﮫ ﻓﻲ اﻟﻘرن اﻟﺳﺎﺑﻊ ﻋﺷر
اﻟذي ﻧﺷر ﻛﺗﺎﺑﺎ ً ﯾﺗﺣ ّدث ﻓﯾﮫ ﻋن رﺣﻠﺗﮫ إﻟﻰ اﻟﺷﺎم وﺑﻼد اﻹﻏرﯾق ،وﻗد اﺳﺗﺧدم ﻛﻠﻣﺗﻲ
أرﻛﯾوﻟوﺟﯾﺎ ،وأرﻛﯾوﻏراﻓﯾﺎ ،وﻗد ﺷﺎﻋت اﻷوﻟﻰ ﺑﯾﻧﻣﺎ ُﻧﺳ َﯾت اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ،
أﻣّﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﺻر اﻟﺣدﯾث ﻓﻠم ﯾ ّﺗﻔق ﻋﻠﻣﺎء اﻵﺛﺎر ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻧﻰ ﻣﺣ ّدد وواﺿﺢ ﻟﻶﺛﺎرّ ،إﻻ أﻧﮫ
وﺑﺷﻛل ﻋﺎ ّم ﯾﻣﻛن اﻟﻘول أﻧﮫ اﻟﻌﻠم اﻟذي ﯾدرس ﻣﺧﻠﻔﺎت اﻹﻧﺳﺎن اﻷﺛرﯾّﺔ واﻟﺣﺿﺎرﯾّﺔ،
2
ﺗﻘﻧﯾﺎت اﻟﺑﺣث اﻷﺛري
وﯾﺗﻌ ّداھﺎإﻟﻰ دراﺳﺔ ﻣﺎﺿﻲ اﻹﻧﺳﺎن ﻓﻲ اﻟﻣراﺣل اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾّﺔ ﻣﻊ اﻷﺧذ ﺑﻌﯾن اﻻﻋﺗﺑﺎر
اﻷدوات اﻟﺗﻲ ﻛﺎن ﯾﺳﺗﻌﻣﻠﮭﺎ ﻓﻲ ﺣﯾﺎﺗﮫ.
-2أﻣّﺎ ﻧﺷﺄة ﻋﻠم اﻵﺛﺎر ﻓﻘد ﻛﺎﻧت ﻗﺑل اﻟﻣﯾﻼد ،ﺣﯾث ﻛﺎن ھوﻣﯾروس اﻟذي ﻋﺎش ﺧﻼل
اﻟﻘرن اﻟﺧﺎﻣس ﻗﺑل اﻟﻣﯾﻼد ھو اﻷب ﻟﻌﻠم اﻵﺛﺎر وأوّ ل ﻣن ذﻛره ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﺎﺗﮫ ،ﻛﻣﺎ أن ﻣﻠك
ﺑﺎﺑل ﻧﺎﺑوﻧﯾد اھﺗ ّم ﺑﺟﻣﻊ اﻟﺗﺣف اﻷﺛرﯾّﺔ ،وﻣن ﺑﻌدِھم ﺑدأ اﻻھﺗﻣﺎم ﺑﻌﻠم اﻵﺛﺎر ﯾزداد ﺷﯾﺋﺎ ً
ﻓﺷﯾﺋﺎ ً وﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﻘرن اﻷوّ ل اﻟﻣﯾﻼديّ وﻣﺎ ﺑﻌدَه،
ﯾﺗﺎﺟروا ﺑﮭﺎ ،ﺛ ّم ﺗطوّ ر ﻣﻔﮭوم اﻟﺗﻧﻘﯾب ﻟﯾﺳﻠك اﻟطرق اﻟﻌﻠﻣﯾّﺔ اﻟﺻﺣﯾﺣﺔ اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻌﻠم
اﻵﺛﺎر ،وأﺻﺑﺢ ﯾﮭﺗ ّم ﺑﺎﻟﺑﺣث ﻋن ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻣﺧﻠﻔﺎت اﻟﻣﺎ ّدﯾّﺔ ﻟﻣﺧﺗﻠف اﻟﺣﺿﺎرات اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ،
دون اﻟﺗﻔرﯾق ﺑﯾن اﻷﺛر اﻟذي ﻣن اﻟطﯾن أو ﻣن اﻟذھب ،ﺑل ﺗﻌ ّداھﺎ إﻟﻰ ﺟﻣﻊ اﻟﻣﺧﻠﻔﺎت
اﻟﻌظﻣﯾّﺔ أﯾﺿﺎً ،وﻗد ﺗﻐﯾّرت ﻗﯾﻣﺔ اﻵﺛﺎر أﯾﺿﺎً ،وﻟم ﺗﻘﺗﺻر ﻓﻘط ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻣﺎ ّدﯾّﺔ،
وإ ّﻧﻣﺎ أﺻﺑﺣت اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﯾﺗ ّم اﻟﺣﺻول ﻋﻠﯾﮭﺎ ﺳواء ﻛﺎﻧت ﺗﺎرﯾﺧﯾّﺔ ،أو ﺛﻘﺎﻓﯾّﺔ ،أو
ﺳﯾﺎﺳﯾّﺔ ،أو أﯾﺎ ً ﻛﺎن ﻧوﻋﮭﺎ ذات أھﻣﯾّﺔ وﻗﯾﻣﺔ ﻛﺑﯾرة.
ُﻌرف ﺑﺎﻟﻣﺳﺢ اﻷﺛريّ ،وھو اﻟﺟﮭد اﻟﻣﺑذول ﻣن
*أنّ اﻟﻛﺷف ﻋن اﻵﺛﺎر ﯾﺑدأ ﻋﺎدة ﺑﻣﺎ ﯾ َ
ﻌرﻓﺔ ﻣدى اﻣﺗدادھﺎ ﻣن
ِﻗ َﺑل ﻋﻠﻣﺎء اﻵﺛﺎر ،واﻟذي ﯾﮭدف إﻟﻰ ﺗﺣدﯾد اﻟﻣواﻗﻊ اﻷﺛرﯾّﺔ و َﻣ ِ
ﺧﻼل اﺳﺗﺧدام اﻟﺧراﺋط اﻟطﺑوﻏراﻓﯾّﺔ واﻟﺻور اﻟﺟوﯾّﺔ وﻣﺧﺗﻠف اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﻌﻠﻣﯾّﺔ اﻟﺗﻲ
ﺗﺳﺗﺧدم ﻻﺳﺗﻛﺷﺎف اﻟﻣواﻗﻊ اﻷﺛرﯾّﺔ ،ﻟﻛن دون اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺄيﱢ ﺣﻔرﯾﺎت ،ﺛ ّم َوﺻْ ف اﻟﻣﺧﻠّﻔﺎت
اﻷﺛرﯾّﺔ اﻟﻣوﺟودة ﻓﯾﮭﺎ أﯾﺎ ً ﻛﺎن ﻧوﻋﮭﺎ ،ﺳواء ﻛﺎﻧت ﻣﺑﺎﻧﻲ أو ﺟدران ،أو ﻣﻣﺗﻠﻛﺎت
ﻣﻌدﻧﯾّﺔ ،أو زﺟﺎﺟﯾّﺎت ،أو ّ
ﻓﺧﺎرﯾّﺎت.
اﻷﺛري ،ﻓﮭﻧﺎك اﻟﻣﺳﺢ اﻟﺷﺎﻣل ،وھو ﻣﺳﺢ ﺟﻣﯾﻊ أﺟزاء اﻟﻣﻧطﻘﺔ
ّ * وﺗﺗﻌدّد أﻧواع اﻟﻣﺳﺢ
ﺑﻣﻧﺧﻔﺿﺎﺗﮭﺎ وﻣرﺗﻔﻌﺎﺗﮭﺎ ،وھو أﺣدث أﻧواع اﻟﻣﺳﺢ اﻷﺛريّ ،وھو ﯾﻛﺷف ﻋن ﺟﻣﯾﻊ
أﻧواع اﻵﺛﺎر وأﺷﻛﺎﻟﮭﺎ ﺑﺎﺳﺗﺧدام اﻟطرق اﻟﻌﻠﻣﯾّﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ ﻟﻠﻛﺷف ﻋن اﻵﺛﺎر،
ُوﺟد اﻟﻣﺳﺢ اﻻﺧﺗﯾﺎريّ أو اﻟﺟزﺋﻲّ ،وﯾﺗ ّم ﻓﯾﮫ اﺧﺗﯾﺎر ﻣﻧطﻘﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﯾﺗ ّم َﻣﺳﺣُﮭﺎ أﺛر ّﯾﺎ ً
ﻛﻣﺎ ﯾ َ
وﻓﻘﺎ ً ﻟﻸھداف اﻟﻣرﺟوّ ة ﻣن اﻟﻣﺳﺢ ﻛﺎﻟﮭدف اﻟﻣُراد ﻣن َﻣ ِ
ﻌرﻓﺔ ﺗﺎرﯾﺦ ﻣﻧطﻘﺔ ﻣﺣددة،
وھﻧﺎك اﻟﻣﺳﺢ اﻹﻧﻘﺎذيّ ،وھو ﻣﺎ ﯾﺗ ّم ﻓﯾﮫ َﻣﺳْ ﺢ اﻟﻣﻧﺎطق اﻟﺗﻲ ُﺗﻘﺎم ﻓﯾﮭﺎ ﻣﺷﺎرﯾ ٌﻊ ﻛﺑﯾرةٌ،
ﻛﺎﻟﺳدود واﻟطرﻗﺎت اﻟرﺋﯾﺳﺔ،
ﻣﺎ ﯾﺄﺗﻲ :اﻟﻛﺷف ﻋن اﻵﺛﺎر ﻓﻲ ] [6وﻣن اﻷﺳﺎﻟﯾب اﻟﺗﻲ ُﺗ ّﺗﺑﻊ ﻟﻠﻛﺷف ﻋن اﻵﺛﺎر
اﻟﯾﺎﺑﺳﺔ وﻣن طرق اﻟﻛﺷف ﻋن اﻵﺛﺎر ﻓﻲ اﻟﯾﺎﺑﺳﺔ:
= اﻟ ﱡطرق اﻟﻛﯾﻣﯾﺎﺋ ّﯾﺔ وﻣن أھم اﻟطرق اﻟﻛﯾﻣﯾﺎﺋ ّﯾﺔ:
4
ﺗﻘﻧﯾﺎت اﻟﺑﺣث اﻷﺛري
اﻟﻛﯾﻣﯾﺎﺋﻲ ﻟﻠﺗرﺑﺔ :وﻓﻲ ھذه اﻟطرﯾﻘﺔ ُﺗؤﺧذ ﻋﯾّﻧﺎت ﻣن اﻟﺗرﺑﺔ و ُﺗﺣﻠﱠل ﺗﺣﻠﯾﻼً
ّ * اﻟﺗﺣﻠﯾل
ﺷﺎﻣﻼً ،وﺑذﻟك ُﺗ َ
ﻌرف اﻟﻣﻧﺎطق اﻟﺗﻲ َﺗ ِ
ﺣﺗوي ﻋﻠﻰ ﺗرﺑﺔ ﻏﻧﯾّﺔ وﺧﺎﺻّﺔ ﺑﺎﻟﻔوﺳﻔﺎت،
واﻟﻛﺎﻟﺳﯾوم ،واﻟﻛرﺑون واﻟﻧﯾﺗروﺟﯾن ،ﺣﯾث ﺗﺗﻛوّ ن ھذه اﻟﻣﻌﺎدن ﻣن اﻟﻔﺿﻼت واﻟﻧﻔﺎﯾﺎت
اﻟﺗﻲ ﯾرﻣﯾﮭﺎ اﻹﻧﺳﺎن ،وﻣن ﺧﻼل ھذه اﻟﻣﻌﺎدن ﯾﻣﻛن ﺗﺣدﯾد اﻟﻣواﻗﻊ اﻟﺗﻲ َﺗ ِ
ﺣﺗوي ﻋﻠﻰ
ﻋﯾّﻧﺎت أﺛرﯾّﺔ ﺑﺷﻛل أﻓﺿل َ .ﻓﺣْ ص ﺣﺑوب اﻟﻠﻘﺎح:أن ﺣﺑوب اﻟﻠﻘﺎح ھﻲ ﻣﺎ ﺗﻧﺗﺟﮫ اﻷزھﺎر
اﻟذﻛرﯾّﺔ ﻟﺗﻠﻘﯾﺢ اﻷزھﺎر اﻷﻧﺛوﯾّﺔ ،ﻓﺈذا ﺳﻘطت ﺣﺑوب اﻟﻠﻘﺎح أﺛﻧﺎء ﻧﻘﻠﮭﺎ ﻣن زھرة ﻷﺧرى
ﻋﻠﻰ ﺗرﺑﺔ ﺻﺎﻟﺣﺔ ﻟﺑﻘﺎﺋﮭﺎ ،ﻣﺛل اﻟﺗرﺑﺔ اﻟطﯾﻧﯾّﺔ أو اﻟﺣﻣﺿﯾّﺔ أو اﻟﻔﺣﻣﯾّﺔ ،ﻋﻧدھﺎ ﺳوف
ﺗﺗﺻﻠّب وﺗﺗﺣﺟّ ر ،وإذا ﻣﺎ ﺗ ّم اﻟﺗﻌرﱡ ف ﻋﻠﯾﮭﺎ ﺑﺎﺳﺗﺧدام اﻟﻣﯾﻛروﺳﻛوب وﺗﺣدﯾد ﻧوﻋﮭﺎ،
ﻌرﻓﺔ أﻧواع اﻟﻧﺑﺎﺗﺎت اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ُﺗزرع ﻓﻲ ذﻟك اﻟوﻗت ،وﺗﺣدﯾ ُد إذا ﻣﺎ
ﯾُﻣﻛِن أن ﺗﺗ ّم َﻣ ِ
ﻌرﻓﺔ اﻷﺣوال اﻟﺟوﯾّﺔ اﻟﺗﻲ
ﻛﺎﻧت اﻟﻣﻧطﻘﺔ ﻣﺄھوﻟﺔ ﺑﺎﻟﺳﻛﺎن أم ﻻ ،ﻛﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﻣن ﺧﻼﻟﮭﺎ َﻣ ِ
ﻛﺎﻧت ﺗﺳود ﻓﻲ ذﻟك اﻟوﻗت أﯾﺿﺎً ،ﻓﻣﺛﻼً ﯾﻌﯾش ﻧﺑﺎت اﻟﺻﻧوﺑر ﻓﻲ اﻷﻣﺎﻛن اﻟﺑﺎردة ﺑﯾﻧﻣﺎ
اﻟطرق اﻟﺟﯾوﻓﯾزﯾﺎﺋﯾّﺔ وﻣن ﱡ
اﻟطرق .ﱡ ﯾﻌﯾش اﻟﻧﺧﯾل ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺎطق اﻟﺣﺎرّ ة وھﻛذا
اﻟﺟﯾوﻓﯾزﯾﺎﺋﯾّﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﺧدم ﻟﻠﻛﺷف ﻋن اﻵﺛﺎر:
اﻟﻣﻐﻧﺎطﯾﺳﻲ :وھﻲ طرﯾﻘﺔ ﺳﮭﻠﺔ وﺳرﯾﻌﺔ وﺑﺳﯾطﺔ ﻟﻠﺗﻌرّ ف ﻋﻠﻰ
ّ ﻗوة اﻟﻣﺟﺎل
* ﺗﺣدﯾد ّ
6م ﻣن ﻣﺳﺗوى ﺳطﺢ اﻷرض ،وﺗﻘوم ھذه اﻟﻣﺧﻠﻔﺎت اﻷﺛرﯾّﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻘل ﻋﻣﻘﮭﺎ ﻋن
اﻟطرﯾﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻛﺗﺷﺎف اﻟﻣوا ّد اﻷﺛرﯾّﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺗﻠك ﺧواص ﻣﻐﻧﺎطﯾﺳﯾّﺔ ،ﻣﺛل اﻟﺻﺧور ،أو
اﻟﻔﺧﺎر اﻟذي ﯾﺗر ّﻛب ﻓﻲ أﺻﻠﮫ ﻣن
ﺣﺗوي ﻓﻲ ﻣﻛوﱢ ﻧﺎﺗﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺣدﯾد ،أو ّ
اﻟﺗرﺑﺔ اﻟﺗﻲ َﺗ ِ
أﻛﺎﺳﯾد اﻟﺣدﯾد ،وﻏﯾرھﺎ ﻣن اﻟﻣوا ّد اﻟﺗﻲ ﺗﻛون ﻣدﻓوﻧﺔ ﻓﻲ ﺑﺎطن اﻷرض ،وﺗﺟﻌل ﻗوّ ة
ُﻌرف ﺑﺎﺳم
اﻟﻣﺟﺎل اﻟﻣﻐﻧﺎطﯾﺳﻲّ ﻋﺎﻟﯾﺔ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﯾﺳﮭل اﻟﻛﺷف ﻋﻧﮭﺎ ﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎل ﺟﮭﺎز ﯾ َ
اﻟﻣﺎﺟﻧﺗوﻣﺗر ،وﯾوﺟد ﻣن ھذه اﻟﺟﮭﺎز ﻋِ ّدة أﻧواع أﻓﺿﻠﮭﺎ ھو اﻟﻣﺎﺟﻧﺗوﻣﺗر اﻟﺑروﺗوﻧﻲّ
.اﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ اﻟﺳﻣﻌﯾّﺔ: اﻟذي َﯾﻘدِر ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺢ ﻓ ّدان ﻣن اﻷرض ﺧﻼل أرﺑﻊ ﺳﺎﻋﺎت ﺗﻘرﯾﺑﺎ ً
و َﺗﻌﺗﻣِد ھذه اﻟطرﯾﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﻣﺎع ﺻدى اﻷﺻوات اﻟﻣرﺗطﻣﺔ ﺑﺎﻷرض ﺑﺎﺳﺗﺧدام ﺟﮭﺎز
5
ﺗﻘﻧﯾﺎت اﻟﺑﺣث اﻷﺛري
اﻟرﻧﯾن ،ﺣﯾث ﯾﺧﺗﻠف اﻟﺻدى ﺑﺎﺧﺗﻼف ﻣﻛوﱢ ﻧﺎت اﻟﺗرﺑﺔ ،وﯾﺗ ّم ﺗﺳﺟﯾل ﻣدى اﻟﺻدى
ورﺳﻣﮫ ﻓﻲ ﺧطوط ﺑﯾﺎﻧﯾّﺔ ،ﺛ ّم دراﺳﺗﮭﺎ وﺗﺣﻠﯾﻠﮭﺎ ُ .
طرق اﻟﻛﺷف ﻋن اﻵﺛﺎر ﺑﺎﻷﺷﻌﺔ وﻣن
ُ
طرق اﻟﻛﺷف ﻋن اﻵﺛﺎر ﺑﺎﻷﺷﻌﺔ:
* اﻷﺷﻌﺔ اﻟﺳﯾﻧ ّﯾﺔ :ﻟﻸﺷﻌﺔ اﻟﺳﯾﻧﯾّﺔ اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻔﺎذ ﻣن ﺧﻼل اﻷﺟﺳﺎم ،و َﺗﻌﺗﻣِد ﻗوّ ة
ﻣرورھﺎ ﺧﻼل اﻷﺟﺳﺎم ﻋﻠﻰ ﻛﺛﺎﻓﺗﮭﺎ ،وﻗد اﺳ ُﺗﺧدﻣت ھذه اﻷﺷﻌﺔ ﻣﻧذ ﻋﺎم 1985م ﻓﻲ
اﻟﻛﺷف ﻋن اﻵﺛﺎر اﻟﺗﻲ ﺗﻘﻊ أﺳﻔل طﺑﻘﺔ اﻷرض اﻟﺳطﺣﯾّﺔ ،وﺗﺧﺗﻠف ﻓﻲ طﺑﯾﻌﺗﮭﺎ ﻋن
اﻟطﺑﻘﺔ اﻟﺗراﺑﯾّﺔ .اﻷﺷﻌﺔ اﻟﻛوﻧﯾّﺔ :وﻗد ﺗ ّم اﻛﺗﺷﺎف ھذه اﻷﺷﻌﺔ ﻋﺎم 1912م ،وﻓﻲ ﻋﺎم
1923م أطﻠق اﻟﻌﻠﻣﺎء ﻋﻠﯾﮭﺎ ھذا اﻻﺳم ،وھﻲ ﻋِ َﺑﺎرة ﻋن ﺟﺳﯾﻣﺎت ﻟﮭﺎ طﺎﻗﺔ ﻋﺎﻟﯾﺔ ﺟداً
ﻣﻘدرة ﺑﻣﻼﯾﯾن اﻟﻣﻼﯾﯾن ﻣن اﻟﻔوﻟت اﻹﻟﻛﺗروﻧﻲّ ،وﻟﮭﺎ ﻗدرة ﺧﺎرﻗﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣرور ﻣن
ﺧﻼل اﻟﺟﺳﻣﯾﺎت ،وﺗﻘ ّل ﻗدرﺗﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﺧﺗراق اﻷﺟﺳﺎم ﻣﻊ ازدﯾﺎد ﺻﻼﺑﺔ اﻟﺟﺳﯾﻣﺎت،
ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن أﻧﮭﺎ ﺗﺳﻘط ﺑﺎﻧﺗظﺎم ﻋﻠﻰ ﺳطﺢ اﻷرض ﻣن اﻟﻔﺿﺎء اﻟﺧﺎرﺟﻲّ وﺑﺎﻟﻘوّ ة ﻧﻔﺳﮭﺎ
ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻻﺗﺟﺎھﺎت ،وﯾﻣﻛن ﺗﻘدﯾر ﻣﻘدار ﻧﻔﺎذﯾّﺗﮭﺎ ﻣن ﺧﻼل ﺟﮭﺎز ﻣﻌروف ﺑﺎﺳم ﻏرﻓﺔ
اﻟﺷرار ،وﻗد ﺗ ّم اﺳﺗﺧدام ھذه اﻷﺷﻌﺔ ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد ﻣوﻗﻊ ﻏرﻓﺔ اﻟدﻓن ﻓﻲ ھرم ﺧﻔرع ،ﺣﯾث
ﻟم ﯾﻛن ﻣوﻗﻌﮭﺎ ﻣﻌروﻓﺎ ً ﻣن َﻗﺑل ،ﺣﯾث أن اﻷﺷﻌﺔ اﻟﺗﻲ ﻧﻔذت ﺧﻼل اﻟﻐرﻓﺔ ﻛﺎﻧت أﻛﺑر
ﻣن أيﱢ ﻣﻛﺎن آﺧر ،ﻛون اﻟﻐرﻓﺔ أﻗ ّل ﺳﻣﺎﻛﺔ ﻣن ﻏﯾرھﺎ .طرﯾﻘﺔ اﻟﻣﺟﺳّﺎت اﻟوﺗدﯾّﺔ وھﻲ
ﻋﺑﺎرة ﻋن أوﺗﺎد ﻧﺣﺎﺳﯾّﺔ طول ﻛ ﱢل واﺣد ﻣﻧﮭﺎ 1م ،وﻗطره 1.25ﺳم ،وﯾﺗ ّم ﻏَرْ س ھذه
اﻷوﺗﺎد ﻓﻲ اﻷرض ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺎﻓﺎت ﻣﺗﺳﺎوﯾﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﮭﺎ ،ﺛ ّم ﯾﺗ ّم ﺣﺳﺎب اﻟﻌﻣق اﻟذي وﺻل
إﻟﯾﮫ ﻛ ﱡل وﺗد ،ﺣﯾث ﯾﺻﻌب ﻋﻠﯾﮫ اﻟوﺻول إﻟﻰ ﻋﻣق أﻛﺑر ،وﺗرﺳم ﺑﺧطوط ﺑﯾﺎﻧﯾّﺔ وﯾﺗ ّم
ﺗﺣﻠﯾﮭﺎّ ،إﻻ أن ھذه اﻟطرﯾﻘﺔ َﯾﺻﻌُب اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﮭﺎ ﻓﻲ ﺣﺎل ﻛﺎن اﻟﺻﺧر ﻋﻠﻰ ﻋُﻣق ﻛﺑﯾر
ﺟداً ،وﻓﻲ ﺣﺎل ﻛﺎﻧت اﻟﺗرﺑﺔ طﯾﻧﯾّﺔ ،ﻛﻣﺎ أﻧﮭﺎ ﻗد ُﺗؤ ﱢدي إﻟﻰ ﺣدوث أﺿرار ﺑﺎﻵﺛﺎر
اﻟﻣطﻣورة.
6
ﺗﻘﻧﯾﺎت اﻟﺑﺣث اﻷﺛري
-5 * طرﯾﻘﺔ اﻷﺳﺑﺎر اﻟﻣﯾﻛﺎﻧﯾﻛ ّﯾﺔ وھﻲ ﻋﺑﺎرة ﻋن أﻧﺎﺑﯾب ﻣﻌدﻧﯾّﺔ ﻣﺟوّ ﻓﺔ ﻗطرھﺎ ﺑﯾن
* اﻟﻛﺷف ﻋن اﻵﺛﺎر ﺗﺣت اﻟﻣﺎء أﻣّﺎ اﻟﻛﺷف ﻋن اﻵﺛﺎر ﺗﺣت اﻟﻣﺎء ﻓﻠﮫ ﻋِ ّدة ُ
طرق،
ﻣﻧﮭﺎ:
-اﺳﺗﺧدام آﻻت اﻟﻐوص -اﻟﺑرج اﻟﻌﺎﻟﻲ ﻟﻠﺗﺻوﯾر -اﻟﻐرﻓﺔ اﻟ ُﻛروﯾّﺔ ﻟﻠﺿﻐط اﻟﺧﻔﯾف -
-ﺟﮭﺎز َﻛ ْﺷف اﻟﻣﻌﺎدن. -ﺟﮭﺎز اﻟﺗﻠﻔزﯾون -.ﺟﮭﺎز آﻟﺔ ﻗﯾﺎس اﻟﻣﺟﺎل اﻟﻣﻐﻧﺎطﯾﺳﻲّ .
ﻗﯾﺎس اﻟﻌُﻣْق ﺑواﺳطﺔ اﻟﺻدى -.أﺟﮭزة اﻟﺗﺻوﯾر اﻟﻔوﺗوﻏراﻓﻲّ -.ﺟﮭﺎز ﺳوﻧﺎر .ﻛﺎﺑﯾن
اﻟﺗﻠﯾﻔون
-IIاﻟﻌﻠوم اﻟﻣﺳﺎﻋدة
ﻛﺛﯾر ھﻲ اﻟﻌﻠوم اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﻏﯾرھﺎ ﻣن اﻟﺗﺧﺻﺻﺎت ،وﻋﻠم اﻵﺛﺎر ھو اﻷﺧر
ﯾﺣﺗﺎج ﻣﺳﺎﻋدة ﻋﻠوم أﺧرى ﻟﺗﺣﻘﯾق أھداﻓﮫ ،وﻣن ﺗﻠك اﻟﻌﻠوم ﻧذﻛر ﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
ب -ﻋﻠم اﻷرﻛﯾوزوﻟوﺟﯾﺎ:
8
ﺗﻘﻧﯾﺎت اﻟﺑﺣث اﻷﺛري
ﯾطﻠق ھذا اﻟﻌﻠم أﺣﯾﺎﻧﺎ اﺳم اﻷزورﻛوﻟوﺟﯾﺎ ،وھو ﻋﻠم ﯾﮭﺗم ﺑﺗﺣدﯾد ودراﺳﺔ اﻟﺣﯾواﻧﺎت
ﻣن ﺧﻠل ﺑﻘﺎﯾﺎھﺎ اﻟﻌظﻣﯾﺔ اﻟﻣﻛﺗﺷﻔﺔ أﺛﻧﺎء اﻟﺗﻧﻘﯾﺑﺎت اﻷﺛرﯾﺔ ،وھو ﯾﻘدم ﻣﺳﺎھﻣﺔ ﻛﺑﯾرة
ﻟﻌﻠم اﻵﺛﺎر ،إذ ﻣن ﺧﻼل ﺗﺣﺎﻟﯾﻠﮫ وﻧﺗﺎﺋﺟﮫ ﯾﻣﻛن اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ اﻟﻧظﺎم اﻟﻐذاﺋﻲ ﻟﻺﻧﺳﺎن
وﺑﯾﺋﺗﮫ اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ،وﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﮭﺎ ﻣن ﻣﻧﺎخ وﻏطﺎء ﻧﺑﺎﺗﻲ ،وﺟواﻧب ﻣن ﻣﻌﺗﻘداﺗﮫ اﻟدﯾﻧﯾﺔ،
ﻓﮭﻧﺎك ﻣﻧﺎخ ﻣﻼﺋم ﻟﺣﯾواﻧﺎت دون أﺧرى ،وﻟﻧﺑﺎﺗﺎت دون أﺧرى ،ﻛﻣﺎ أن ﺑﻌض
اﻟﻣﻌﺗﻘدات ﺗﻣﻧﻊ أﻛل ﻟﺣوم ﺣﯾواﻧﺎت دون
أﺧرى ،ﻛﻠﺣم اﻷﺑﻘﺎر ﻓﻲ اﻟﮭﻧد واﻟﺧﻧﺎزﯾر ﻋﻧد اﻟﻣﺳﻠﻣﯾن.
ت -ﻋﻠم اﻟﻣﺳﺎﺣﺔ:
ﯾﻔﯾد ﻋﻠم اﻟﻣﺳﺎﺣﺔ ﻛﺛﯾرا ﻓﻲ ﺗﺳﺟﯾل اﻵﺛﺎر ،ودون ﺗﺳﺟﯾل اﻟﻣﻛﺗﺷﻔﺎت ﺗﻛون ﺣﻔراﺗﻧﺎ
ﺗﺧرﯾﺑﺎ ،ول ﺗﺧﺗﻠف ﻋن أﻋﻣﺎل اﻟﺣﻔر اﻟﺗﻲ ﻛﺎن أﺻﺣﺎﺑﮭﺎ ﯾﺑﺣﺛون ﻋن اﻟﻛﻧوز اﻟﺛﻣﯾﻧﺔ،
وﻟﻠﺗﺳﺟﯾل طرق ﻋدة ،أھﻣﮭﺎ وﺿﻊ ﻣﺧططﺎت ﻟﻠﻣﻛﺗﺷﻔﺎت اﻟﻣﻌﻣﺎرﯾﺔ ،وأﻣﺎﻛن ﺗواﺟد
اﻟﻠﻘﻰ اﻷﺛرﯾﺔ واﻟﻌﺛور ﻋﻠﯾﮭﺎ ،ورﺳم ﺧرﯾطﺔ ﯾﺣدد ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻣﻛﺎن اﻟﻣوﻗﻊ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻣﺣﯾطﮫ
اﻟﺟﻐراﻓﻲ ،وﻣﺎ ﻓﯾﮫ ﻣن ﻣدن او ﻣظﺎھر طﺑﯾﻌﯾﺔ أﺧرى.
ث -ﻋﻠم اﻟﻠﻐﺔ:
ﯾﺳﺗﻌﯾن اﻷﺛري ﺑﮭذا اﻟﻌﻠم ﻓﻲ ﺗﺣﻠﯾل ﻣﺿﻣون اﻟﻧﻘوش اﻟﻛﺗﺎﺑﯾﺔ ،وﻓﮭم ﻣﻌﺎﻧﻲ ﻛﻠﻣﺎﺗﮭﺎ
وﻣﻔرداﺗﮭﺎ ،ﺑل وأﺣﯾﺎﻧﺎ ﺑﺈﻣﻛﺎﻧﮫ أن ﯾؤرﺧﮭﺎ ،ﻓﺎﻟﻣﻔردات اﻟﺗﻲ اﺳﺗﻌﻣﻠت ﻓﻲ ﻓﺗرة ﻣﺎ ﻗد
ﺗﺧﺗﻔﻲ ﻓﻲ ﻓﺗرة أﺧرى وﺗﺣل ﻣﺣﻠﮭﺎ ﻣﻔردات ﺟدﯾدة ،ﻛﻣﺎ اﻧﮫ ﯾﻣﻛن اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ ﻧوع
اﻟﺧط ﻓﻲ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻧﻘﯾﺷﺔ أو اﻟوﺛﯾﻘﺔ اﻟﻣﺧطوطﺔ ،ﻓﺄﻧواع اﻟﺧطوط ﻓﻲ ﻟﻐﺔ ﻣن اﻟﻠﻐﺎت ﻟم
ﺗظﮭر دﻓﻌﺔ واﺣدة ﺑل ﻋﺑر ﻣراﺣل ،وﻗد وﺿﻌت ﻓﻲ ھذا اﻟﺷﺄن ﻣﻌﺎﺟم ﻋدة وﻓﻲ
ﻟﻐﺎت ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺗﺣدد ﻧوع اﻟﺧط وﺗﺎرﯾﺦ ظﮭوره وﺷرح اﻟﻣﻔردات وﺗﺎرﯾﺦ ﺗداوﻟﮭﺎ
واﺧﺗﻔﺎﺋﮭﺎ.
9
ﺗﻘﻧﯾﺎت اﻟﺑﺣث اﻷﺛري
ح -ﻋﻠم اﻻﺗﻧوﻟوﺟﯾﺎ:
ﯾﻌد ھذا اﻟﻌﻠم اﺣد ﻓروع ﻋﻠم اﻻﻧﺗروﺑوﻟوﺟﯾﺎ ،وھو ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ اﻟدراﺳﺔ اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ
ﻟﻠﺛﻘﺎﻓﺎت اﻟﻣﻌﺎﺻرة ،ﻻﺳﺗﺧﻼص ﻣﻔﺎھﯾم ﻋﺎﻣﺔ ﯾﻣﻛن ﺗطﺑﯾﻘﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟﺑﺷرﯾﺔ،
وﺗﻛﻣن اﺳﺗﻔﺎدة ﻋﻠم اﻵﺛﺎر ﻣن ھذا اﻟﻌﻠم ﻓﻲ أن اﻟﻌﺎدات واﻟﺗﻘﺎﻟﯾد وأﺳﺎﻟﯾب اﻟﻌﯾش ﻗد
ﺗﺑﻘﻰ ﺣﯾﺔ ﻋﺑر اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﻋﻧد ﺷﻌب ﻣن اﻟﺷﻌوب.
وﻣﺎ دام ﻋﻠم اﻻﺗﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﯾﮭﺗم ﺑﮭذا اﻟﺟﺎﻧب ﻋﻧد اﻟﺷﻌوب اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ ،ﻓﺎن اﻷﺛري ﻗد ﯾﻠﺟﺄ
إﻟﻰ إﺟراء ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﺑﯾن اﻟﺷﻌوب اﻟﻘدﯾﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺑﺣث ﻋﻧﮭﺎ واﻟﺷﻌوب اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ ،وﻗد ﯾﻌﺛر
اﻷﺛري أﺣﯾﺎﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﻟﻘﻲ أﺛرﯾﺔ أو ﻣﻧﺷﺂت ل ﯾدرك وظﯾﻔﺗﮭﺎ أو ﻛﯾﻔﯾﺔ ﺻﻧﻌﮭﺎ،
وﺑﻣﻘﺎرﻧﺗﮫ ﻟﻣﺛﯾﻠﺗﮭﺎ اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ ﻓﺎﻧﮫ ﺳﯾﺟد ﻓﯾﮭﺎ ﺗﻔﺳﯾرا ﻟﺗﺳﺎؤﻻﺗﮫ ،ﻛﻣﺎ ﺣدث ھذا أﯾﺿﺎ
ﻟﻠﺑﻌﺛﺔ اﻷﺛرﯾﺔ اﻹﺳﺑﺎﻧﯾﺔ أﺛﻧﺎء ﺣﻔرﯾﺎت ﻓﻲ ﻣوﻗﻊ ﺗل ﺑﯾدر ﺑﺳورﯾﺎ ،ﻟﻣﺎ اﻛﺗﺷﻔت ﺑﻘﺎﯾﺎ
اﻓران ھﻠﻧﺳﺗﯾﺔ ﺷﺑﯾﮭﺔ ﺑﺎﻟﻔران اﻟﺗﻲ
ﺗﺳﺗﻌﻣﻠﮭﺎ ﺣﺎﻟﯾﺎ ﻗرﯾﺔ ﻗرﯾﺑﺔ ﻣن اﻟﻣوﻗﻊ ،واﻧطﻠﻘﺎ ﻣن ھذه اﻟﺧﯾرة ﺗم اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ ﻛﯾﻔﯾﺔ
ﺑﻧﺎء اﻟﻔران اﻟﮭﻠﻧﺳﺗﯾﺔ وطرﯾﻘﺔ اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﮭﺎ.
10
ﺗﻘﻧﯾﺎت اﻟﺑﺣث اﻷﺛري
خ -ﻋﻠم اﻟﺑﺎﻟﯾواﯾداﻓوﻟوﺟﯾﺎ:
ﯾﮭﺗم ھذا اﻟﻌﻠم ﺑﻣﺣﺎوﻟﺔ إﻋﺎدة اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﻋﻠﯾﮭﺎ اﻷرض ﻓﻲ اﻟﻌﺻور اﻟﻘدﯾﻣﺔ،
اﺳﺗﻧﺎدا ﻟدراﺳﺔ اﻟﺳوﯾﺎت اﻷﺛرﯾﺔ اﻟﻌﺎﺋدة ﻟﻛل ﻋﺻر ﻣن اﻟﻌﺻور ،وﺗﺣﻠﯾل ﻋﯾﻧﺎت ﻣن
ﺗرﺑﺗﮭﺎ وﻣﺎ ﺗﺣﺗوﯾﮫ ﻣن أﺛﺎر ﻧﺑﺎﺗﯾﺔ ﻣﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ ﺑﻘﺎﯾﺎ ﻏﺑﺎر اﻟطﻠﻊ ،وﻟﮭذا اﻟﻧوع ﻣن
اﻟدراﺳﺎت دور ﻛﺑﯾر ﻓﻲ اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ اﻟﺣﺎﻟﺔ واﻟﻛﯾﻔﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎن ﻋﻠﯾﮭﺎ ﺳطﺢ اﻷرض
واﻟﺗﻐﯾﯾرات اﻟﺗﻲ ﺷﮭدھﺎ ﻋﺑر اﻟﺗﺎرﯾﺦ ،ﻓﺳطﺢ اﻷرض ﻣﻌرض ﻟﺗﻐﯾﯾرات ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،ﻓﻘد
ﯾﺣدث أن ﺗﺗﺣول اﻟﻣﻧطﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﻓﻲ زﻣن ﻣﺎ ﺧﺿراء إﻟﻰ ﺻﺣراء ،وﻗد ﺗﺗﺣول
اﻟﻣﻧطﻘﺔ اﻟﺟﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺑﺣﯾرة ،وﻗد ﯾﺗﻐﯾر ﺧط اﻟﺳﺎﺣل ﻓﺗﻐﻣر ﻣﯾﺎه اﻟﺑﺣر ﻣﻧﺎطق ﻛﺎﻧت
ﺳﺎﺣﻠﯾﺔ ﯾﺎﺑﺳﺔ.
د -ﻋﻠم اﻟﺑﺎﻟﯾوﻛﻠﯾﻣﺎﺗوﻟوﺟﯾﺎ:
ﯾدرس ھذا اﻟﻌﻠم اﻟﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎن ﻋﻠﯾﮭﺎ اﻟﻣﻧﺎخ ﻓﻲ اﻟﻌﺻور اﻟﻘدﯾﻣﺔ،اﻧطﻼﻗﺎ ﻣن دراﺳﺔ
اﻟﺳوﯾﺎت اﻷﺛرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗرﺟﻊ ﻟﻛل ﻋﺻر ﻣن اﻟﻌﺻور ،وﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻣﻧﺎخ أھﻣﯾﺔ ﻛﺑﯾرة
ﻓﻲ اﻷﺑﺣﺎث اﻷﺛرﯾﺔ ،ﻓﮭو ﯾﻔﯾد ﻓﻲ اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ اﻟﺛروة اﻟﻧﺑﺎﺗﯾﺔ واﻟﺣﯾواﻧﯾﺔ ،وﻣﻧﮫ
اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ اﻟﻧظﺎم اﻟﻐذاﺋﻲ ﻟﻺﻧﺳﺎن.
ذ -ﻋﻠم اﻟﺑﺗروﻟوﺟﯾﺎ:
ﯾﻘوم ھذا اﻟﻌﻠم ﺑﺗﺣﺎﻟﯾل ﻓﯾزﯾﺎﺋﯾﺔ وﻛﯾﻣﯾﺎﺋﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﻧﯾﺔ اﻟﺻﺧور ﻟﻠﺗﻌرف ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﺎدن
واﻟﻣﻧﺎﺟم وﺗﺣدﯾد ﻣراﻛزھﺎ ،وھذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟدراﺳﺎت ﻟﮫ دور ﺑﺎﻟﻎ ﻓﻲ اﻟدراﺳﺎت
اﻷﺛرﯾﺔ ،ﻓﺎن ﺣدث وان وﺟدت ﻣواﻗﻊ أﺛرﯾﺔ ﺑﺎﻟﻘرب ﻣن ﻣﻌدن أو ﻣﻧﺟم ﻣﺎ ،ﻓﺎﻧﮫ ﯾﻣﻛن
أن ﯾﻛون أھل اﻟﻣﻧطﻘﺔ ﻗد اﺳﺗﻐﻠوه وﻟرﺑﻣﺎ ﻛﺎن ﻣن اﻟﻌواﻣل اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺟﻌﻠﺗﮭم
ﯾﺳﺗﻘرون ﺑﺎﻟﻘرب ﻣﻧﮫ.
11
ﺗﻘﻧﯾﺎت اﻟﺑﺣث اﻷﺛري
ر -ﻋﻠم اﻟﺟﯾوﻟوﺟﯾﺎ:
او ﻋﻠم اﻷرض ،وھو ﯾدرس ﻛوﻛب اﻷرض واﻟﻣواد اﻟﻣﺻﻧوﻋﺔ ﻣﻧﮭﺎ ،واﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗﻲ
ﺗؤﺛر ﻋﻠﻰ ھذه اﻟﻣواد
وﻧواﺗﺟﮭﺎ وﺗﺎرﯾﺦ اﻷرض ،وأﺷﻛﺎل اﻟﺣﯾﺎة ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻣﻧذ ﻧﺷﺄﺗﮭﺎ ،وﺑﯾوﻟوﺟﯾﺔ ﺳﻛﺎﻧﮭﺎ
اﻟﻘدﻣﺎء ﻛﻣﺎ ﺗدل ﻋﻠﯾﮭم اﻟﺣﻔرﯾﺎت ،وﯾﻘدم ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﺣول اﻟﻣﻌﺎدن واﻟﻣواﻗﻊ اﻷﻛﺛر ﺛﺑﺎﺗﺎ
ﺣﺗﻰ ﯾﻘﯾم ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻣﻧﺷﺂﺗﮫ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ ﯾﻌطﻲ ﺑﻌض اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻣﺳﺑﻘﺔ ﻋن اﻟﻣﺧﺎطر
اﻟﻣﺣﺗﻣﻠﺔ اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﻟﻘوى اﻟﻧﺎﺷﺋﺔ ﻋن ﺣرﻛﯾﺔ اﻷرض.
ز -ﻋﻠم اﻟﺟﯾوﻣورﻓوﻟوﺟﯾﺎ:
وھو ﻋﻠم ﺷﻛل اﻷرض ،ﯾﺗﻧﺎول اﻟﺷﻛل اﻟﻌﺎم ﻟﻸرض ،ﺑدراﺳﺔ طﺑﯾﻌﯾﺔ وﺗﻘﺳﯾم
ووﺻف وﻧﺷﺄة وﺗطور اﻟﻣﻠﻣﺢ اﻟﺗﺿﺎرﯾﺳﯾﺔ اﻟﻣوﺟودة ﺣﺎﻟﯾﺎ ﻋﻠﻰ ﺳطﺢ اﻷرض،
وﻋﻠﻘﺗﮭﺎ ﺑﻣﺎ ﺗﺣﺗﮭﺎ ﻣن ﺻﺧور وﺗراﻛﯾب ،وﻣﺎ ﻣر ﺑﮭﺎ ﻣن أﺣداث ﺧﻼل اﻟزﻣن
اﻟﺟﯾوﻟوﺟﻲ ،وﺗﺗرﻛز ﻣﻌظم ﺟﮭوده ﻓﻲ ﻣﻔﮭوﻣﮫ اﻟﺣﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻠﻣﺢ اﻟﻧﺎﺗﺟﺔ ﻣن
ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗﻌرﯾﺔ واﻟﺗرﺳﯾب.
ط -ﻋﻠم اﻟﺟﻐراﻓﯾﺎ:
ﯾدرس ھذا اﻟﻌﻠم ﺟﻣﯾﻊ ﺟواﻧب ﺳطﺢ اﻷرض ،وﻣﺎ ﯾﺷﻣل ﻣن ﺗﻘﺳﯾﻣﺎت طﺑﯾﻌﯾﺔ
وﺳﯾﺎﺳﯾﺔ وﺗوزﯾﻊ وﺗﻔرﯾق اﻟﻣﻧﺎطق واﻹﻧﺳﺎن ﻋﺎدة ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠظروف اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ.
ظ -ﻋﻠم اﻟﺧراﺋط:
ھو ﻓن رﺳم اﻟﻠوﺣﺎت واﻟﺧراﺋط واﻟﻣﺻورات اﻟﺟﻐراﻓﯾﺔ ،واﻟﻌﻠم اﻟذي ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ
أﺳﺎﺳﮫ ھذا اﻟﻔن ،وﯾﮭﺗم ﻋﻠم اﻟﺧراﺋط ﺑﺎﻟﻣﺳﺎﻗط وﻣﺷﺎﻛﻠﮭﺎ وﺟﻣﯾﻊ او اﻏﻠب ﻋﻣﻠﯾﺎت
اﻟﻣﺳﺎﺣﺔ ،ﺧﺻوﺻﺎ ﺟﻣﻊ اﻟﻘﯾﺎﺳﺎت اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ وﺗﻣﺛﯾﻠﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺧراﺋط .وﻟﻌﻠوم اﻷرض
اﻟﺳﺎﺑق ذﻛرھﺎ ،ﻛﻌﻠم اﻟﺟﯾوﻣورﻓوﻟوﺟﯾﺎ واﻟﺟﻐراﻓﯾﺎ واﻟﺧراﺋط أھﻣﯾﺔ ﻛﺑﯾرة ﻓﻲ
12
ﺗﻘﻧﯾﺎت اﻟﺑﺣث اﻷﺛري
اﻟدراﺳﺎت اﻷﺛرﯾﺔ ،ﻓﺎﻷﺛري ﻓﻲ ﺣﺎﺟﺔ ﻣﺎﺳﺔ إﻟﻰ ﻣﻌرﻓﺔ ﺗﺿﺎرﯾس اﻟﻣﻧطﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺑﺣث
ﻓﯾﮭﺎ واﻟﻣوارد اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ اﻟﻣﺗوﻓرة ﻓﯾﮭﺎ ،ﻣن ﻣﯾﺎه وﻏﺎﺑﺎت وﻣﻌﺎدن وﺻﺧور واﻟطرق
واﻟﻣﺳﺎﻟك اﻟﻘدﯾﻣﺔ ،اﻟﺗﻲ ﺗﻔﯾد ﻓﻲ إﻋﺎدة ﺗﺻور اﻟﺷﺑﻛﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ واﻟﻣواﺻﻼت اﻟﺗﻲ
ﻛﺎﻧت ﺗرﺑط اﻟﻣدن ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﮭﺎ ،واﻟطرق اﻟﺣدﯾﺛﺔ اﻟﺗﻲ ﺗوﺻﻠﻧﺎ إﻟﻰ اﻟﻣواﻗﻊ اﻷﺛرﯾﺔ.
ك -ﻋﻠم اﻟﺑﺎﻟﯾوﻧﺗوﻟوﺟﯾﺎ:
ﯾﺗﺷﺎﺑﮫ ھذا اﻟﻌﻠم ﻣﻊ ﻋﻠم اﻹﺗﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻓﻲ ﻧﻘﺎط ﻛﺛﯾرة ،وھو ﯾﮭﺗم ﺑﺈﻋﺎدة ﺗﺻور اﻟﺣﺎﻟﺔ
اﻹﺗﻧوﻟوﺟﯾﺔ اﻟﻘدﯾﻣﺔ ﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻣن اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت ،وﻛﺎﻣل ﻣظﺎھرھﺎ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ واﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ
واﻟدﯾﻧﯾﺔ أﻧطﻼﻗﺎ ﻣن اﻟﻣﻛﺗﺷﻔﺎت اﻷﺛرﯾﺔ.
ل -ﻋﻠم اﻷﻧﺗروﺑوﻟوﺟﯾﺎ:
وھو اﻟﻌﻠم اﻟذي ﯾﮭﺗم ﺑدراﺳﺔ اﻟﻧﺳﺎن ﺳواء ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ او اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ ،ﻓﻣن
اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻷوﻟﻰ ﯾدرس ﻣظﺎھر اﻟﺳﻠوك اﻟﺑﺷري ﻟﻠﻧﺳﺎن ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت ﺧﺻوﺻﺎ
اﻟﺑداﺋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟﺣﺎﺿر او ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺿﯾﺄن ﺗوﻓرت اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻛﺎﻓﯾﺔ ،وﯾﮭدف ﻣن
ﺧﻠل ھذه اﻟدراﺳﺔ إﻟﻰ ﻣﻌرﻓﺔ اﻟﺑﻧﺎء اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻋن طرﯾق ﺷرح وﺗﺣﻠﯾل اﻟﻧظم
اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ووظﺎﺋﻔﮭﺎ.
اﻣﺎ ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻓﮭو ﯾدرس ﺑﯾوﻟوﺟﯾﺎ او ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻧﺳﺎن ﻣن ﺣﯾث ﻧﺷﺄﺗﮫ وﻣﻛﺎﻧﺗﮫ
ﺑﯾن اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﺣﯾواﻧﯾﺔ وﺗطوره وﺗوزﯾﻊ ﺧﺻﺎﺋﺻﮫ اﻟﺑﺷرﯾﺔ ،وﯾﮭﺗم ھذا اﻟﻌﻠم ﺣﺎﻟﯾﺎ
ﺑﺎﻟﻣﺟﻣوﻋﺎت اﻟدﻣوﯾﺔ او اﻟزﻣر اﻟدﻣوﯾﺔ ،واﻟﺗﺷرﯾﺢ اﻟﻣﻘﺎرن واﻟوراﺛﺔ.
م -ﻋﻠم اﻟﻛﯾﻣﯾﺎء:
ﻛﺛﯾرا ﻣﺎ ﯾﻠﺟﺄ اﻷﺛري إﻟﻰ اﻟﻛﯾﻣﯾﺎء ﻟﯾﺳﺗﻌﯾن ﺑﺗﺣﺎﻟﯾﻠﮭﺎ ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﮭﯾﺎﻛل
اﻟﻌظﻣﯾﺔ ،او ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﻠﻘﻰ اﻷﺛرﯾﺔ ،وﺗﺣدﯾد اﺳﺑﺎب وﻋواﻣل ﺗﻠف اﻵﺛﺎر ،وﻛﯾﻔﯾﺔ او
ﺗراﻛﯾب اﻟﻣواد اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺗرﻣﯾم ﻛل ﻧوع ﻣن اﻵﺛﺎر.
13
ﺗﻘﻧﯾﺎت اﻟﺑﺣث اﻷﺛري
ن -ﻋﻠم اﻟﻔﯾزﯾﺎء:
ﯾﻔﯾد ﻋﻠم اﻟﻔﯾزﯾﺎء ﻓﻲ اﻟدراﺳﺎت اﻷﺛرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻛﺷف ﻋن اﻟﻣواﻗﻊ اﻷﺛرﯾﺔ ،وذﻟك أﻧطﻠﻘﺎ
ﻣن اﺳﺗﺧدام اﻟطرق اﻟﺟﯾوﻓﯾزﯾﺎﺋﯾﺔ ،ﻛطرﯾﻘﺔ ﺗﻘدﯾر ﻣﻘﺎوﻣﺔ اﻟﺗرﺑﺔ ﻟﻠﺗﯾﺎر اﻟﻛﮭرﺑﺎﺋﻲ،
وطرﯾﻘﺔ ﻗﯾﺎس اﻟﻣﺟﺎل اﻟﻣﻐﻧﺎطﯾﺳﻲ.
ص -ﻋﻠم اﻟﻣﺳﻛوﻛﺎت:
وھو ﻋﻠم ﯾدرس اﻟﻧﻘود واﻟﻌﻣﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺎﻣل ﺑﮭﺎ اﻟﻧﺎس ﻋﻠﻰ ﻣر اﻟﻌﺻور ،وﺗظﮭر
أھﻣﯾﺔ ھذا اﻟﻌﻠم أﻛﺛر ﻓﻲ اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﻋﺎدة ﻣﺎ ﺗﻧﻘش ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻘود ،وھﻲ ﺗﻛﺷف
اﻟﻧﻘﺎب ﻋن ﺟواﻧب ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻣن ﺣﯾﺎة اﻟﻣم واﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت ،ﺣﯾث ﻣﻧﮭﺎ ﯾﻣﻛن اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ
اﻻﺣوال اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وطرق اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ واﻟﺳﻌﺎر ،اﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﺟﺎﻧب
اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ،ﻛﺎﻟﺗﺳﻠﺳل اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ ﻟﻠﺣﻛﺎم واﻟﻣراء اﻟذﯾن ﻗﺎدوا اﻟدول ،واﺳﻣﺎﺋﮭم واﻟﻘﺎﺑﮭم
وﺷﻌﺎراﺗﮭم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻟدﯾﻧﯾﺔ.
وﺗزداد ﻗﯾﻣﺔ ھذا اﻟﻌﻠم ﻓﻲ أن اﻟﻧﻘود ﻋﺑر اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﺗﻌد وﺛﯾﻘﺔ رﺳﻣﯾﺔ ﻏﯾر ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗزﯾﯾف
او اﻟﺗﺣرﯾف ،وﻗد ﻛﺎن اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻧﻣﺎذج ﻣﻧﮭﺎ وراء اﻟﻔﺻل ﻓﻲ ﻗﺿﺎﯾﺎ ﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ
اﺧﺗﻠف ﺑﺷﺄﻧﮭﺎ اﻟﻣؤرﺧون وﻗﺿﺎﯾﺎ ﻏﻔﻠوا ﻋن ذﻛرھﺎ.
ض -ﻋﻠم اﻟﺗﺎرﯾﺦ:
ﯾﻌد ﻋﻠم اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ اﻟﻌﻣود اﻟﻔﻘري ﻟﻌﻠم اﻵﺛﺎر ،ﻓﮭو ﯾﻣده ﺑﻣﻌﻠوﻣﺎت ﺟد ھﺎﻣﺔ ﺣول
اﻟﻣدن واﻟﻣﻌﺎﻟم اﻷﺛرﯾﺔ اﻟﻣﻧدﺛرة وﻏﯾر اﻟﻣﻧدﺛرة ،ﻓﻛم ﻣن ﻣدﯾﻧﺔ او ﻣﻌﻠﻣﺄﻧدﺛر واﻧﻣﺣﻰ
اﺛرھﺈﻟﻰ اﻷﺑد وﻟم ﻧﻛن ﻟﻧﺳﻣﻊ ﺑﮫ او ﻧﻌرف ﻋﻧﮫ ﺷﯾﺋﺎ ﻟو ﻟﻣﺎ ﺣﻔظﺗﮫ ﻛﺗب اﻟﺗﺎرﯾﺦ
واﻟرﺣﺎﻟﺔ واﻟﺟﻐراﻓﯾﯾن اﻟﻘدﻣﺎء.
14
ﺗﻘﻧﯾﺎت اﻟﺑﺣث اﻷﺛري
15
ﺗﻘﻧﯾﺎت اﻟﺑﺣث اﻷﺛري
-أ-إﻧﻘﺎذ اﻵﺛﺎر:
ﺗﮭدف ﺑﻌض اﻷﻋﻣﺎل اﻟﺗﻧﻘﯾﺑﯾﺔ إﻟﻰ إﻧﻘﺎذ اﻵﺛﺎر اﻟﺗﻲ ﺗﻛون ﻣﻌرﺿﺔ ﻟﻸﺧطﺎر ﻣن ﺟراء
ﺑﻌض اﻟﻣﺷﺎرﯾﻊ اﻟﺗﻲ ﺗﺑرﻣﺞ ﻓﻲ ﻣﺣﯾطﮭﺎ ،ﻛﺄن ﺗﺷق اﻟطرق او ﺗﺣﻔر اﻟﻘﻧوات او ﺗﺑﻧﻰ
اﻟدور واﻟﻣﺳﺎﻛن او ﺗﺷﯾد اﻟﺳدود وﻏﯾرھﺎ.
16
ﺗﻘﻧﯾﺎت اﻟﺑﺣث اﻷﺛري
وﻣن ﺟﮭﺔ اﺧرى ﻟﺗدرﯾﺑﮭم وﺗﻛوﯾﻧﮭم ﻋﻠﻰ أﻋﻣﺎل اﻟﺣﻔر وطرق ﺗﻧﻔﯾذه ﻻﻛﺗﺳﺎﺑﮭم
اﻟﺧﺑرة اﻟﻛﺎﻓﯾﺔ وﺗﺄھﯾﻠﮭم ﻟﻘﯾﺎدة أﻋﻣﺎل ﺗﻧﻘﯾب ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻓﻲ ﻣواﻗﻊ أﺛرﯾﺔ ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ.
أن ﺗﺣدﯾد اﻟﻣوﻗﻊ ھو اﻟﺧطوة اﻟﺗﻲ ﯾﺟب أن ﯾﺑدأ ﺑﮭﺎ ﻋﺎﻟم اﻵﺛﺎر؛ ﻷنّ اﻵﺛﺎر ﯾُﻣﻛن أن
ﺗوﺟد ﺗﺣت ﺳطﺢ اﻷرض أو ﻓوق اﻷرض أو ﺗﺣت ﺳطﺢ اﻟﻣﺎء ﻣﺛل :ﺑﻘﺎﯾﺎ اﻟﺳﻔن
اﻟﻐﺎرﻗﺔ أو اﻟﻣدن اﻟﺗﻲ ﻏﻣرت ﺑﺎﻟﻣﯾﺎه ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺗﻐﯾﯾرات اﻟﺗﻲ ﺣدﺛت ﻋﻠﻰ ﺳطﺢ اﻷرض
أو ﺗﻐﯾﯾر ﻣﺳﺗوى اﻟﻣﯾﺎه ،وﯾﺗ ّم ﺗﺣدﯾد اﻟﻣوﻗﻊ ﺑﻧﺎ ًء ﻋﻠﻰ أﺳس ﻋﻠﻣﯾّﺔ ﻣن ﺧﻼل ﻣﺳﺢ
اﻟﻣوﻗﻊ واﻟﺳﯾر ﻓﻲ وﺟﮭﺔ ﻣﺣ ّددة ،وﯾُﺳﺗﺧدم اﻟﺗﺻوﯾر اﻟﺟوّ ي ﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻻﺧﺗﻼﻓﺎت ﻓﻲ ﻧﻣو
اﻟﻧﺑﺎﺗﺎت واﻟﺗﻲ ﺗد ّل ﻋﻠﻰ وﺟود دﻟﯾل أﺛري ،واﻟﻛواﺷف اﻟﻣﻌدﻧﯾﺔ ﻟﻠﺑﺣث ﻋن اﻷدوات
اﻟﻣﻌدﻧﯾﺔ .
- 1ﺗﺣدﯾد اﻟﻣوﻗﻊ اﻷﺛري ،وھﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﺣدﯾد اﻟﻣوﻗﻊ ﻣن ﺧﻼل دراﺳﺔ اﻟﺧراﺋط
واﻟﺳﺟﻼت اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ ،واﻟﺗطورات اﻟﺗﻲ ﻣرت ﻋﻠﻰ اﻟﻣوﻗﻊ واﻟﺗﻲ ﻣن اﻟﻣﻣﻛن أن ﺗﻛون
أزاﻟت أﺣد اﻷدﻟﺔ اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ .اﻟﻣﺳﺢ اﻟﻣﯾداﻧﻲ وﺗﻘﯾﯾم اﻟﻣﻣﺗﻠﻛﺎت ﺗﻛون ﻣن ﺧﻼل اﻟﺣﻔر
ﻓﻲ اﻷﻣﺎﻛن اﻟﻌﺷﺑﯾﺔ أو اﻟﺣرﺷﯾﺔ ،أو اﻷﻣﺎﻛن اﻟﻣﺗوﻗﻊ إﯾﺟﺎد ﻗطﻊ أﺛرﯾﺔ ﻓﯾﮭﺎ ،أو اﻟﻣﺷﻲ
ﻓﻲ ﻗطﻌﺔ أرض زراﻋﯾﺔ ﻣﺣروﺛﺔ ﻋﻠﻰ أﻣل اﻟﻌﺛور ﻋﻠﻰ اﻟﻘطﻊ اﻷﺛرﯾﺔ ،وھﻧﺎ ﺗﺳﺗﺧدم
ﺗﻘﻧﯾﺎت ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗﻘﯾﯾم اﻟﻣﻧﺎطق اﻟﺣﺿرﯾﺔ .
17
ﺗﻘﻧﯾﺎت اﻟﺑﺣث اﻷﺛري
ﺗﻘﯾﯾم اﻟﻣوﻗﻊ ﯾﺗم ﺗﻘﯾﯾم ﺣﺟم اﻟﻣوﻗﻊ اﻷﺛري واﻟﻔﺗرة اﻟزﻣﻧﯾﺔ وأھﻣﯾﺔ اﻟﻣوﻗﻊ واﻻﻧﺗﻣﺎء
اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ ﻟﮫ ﻣﺎأن ﯾﺗم اﻟﻌﺛور ﻋﻠﯾﮫ ،إذ ﯾﺗم ﻗﯾﺎس اﻟﻣوﻗﻊ وﺗﻘﺳﯾﻣﮫ إﻟﻰ وﺣدات ﻣﺳﺎﺣﺗﮭﺎ ﻣﺗر
واﺣد ﻣن أﺟل اﺧﺗﺑﺎرھﺎ ،ﺑﻌد ذﻟك ﯾﺗم ﻓﺣص اﻟﺗرﺑﺔ ﻣن أﺟل اﻟﻛﺷف ﻋن اﻟﻘطﻊ اﻷﺛرﯾﺔ،
وإذا أﺛﺑت ھذا اﻟﺗﻘﯾﯾم ﺑﺄن اﻟﻣوﻗﻊ ﻟﮫ ﻗﯾﻣﺔ ﺗراث ﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ﻓﺈ ّﻧﮫ ﯾﻧﺗﻘل إﻟﻰ اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ ﻣن
ﻣراﺣل اﻟﺑﺣث .
اﻟﺗﺧﻔﯾف ﯾﺗم ﺗﺧﻔﯾف آﺛﺎر اﻟﺗطوﯾر ﻣن ﺧﻼل ﺗﺟﻧب اﻟﺑﻧﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﻣوﻗﻊ وﺣﻣﺎﯾﺗﮫ ﻋﻠﻰ
اﻟﻣدى اﻟطوﯾل ،أﻣّﺎ إذا ﻛﺎن اﻟﻣوﻗﻊ ﻻ ﯾﻣﻛن ﺣﻣﺎﯾﺗﮫ ﻓﯾﺗم ﺣﻔره ﺑﺎﻟﻛﺎﻣل ﻟﻠﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ
اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻷﺛرﯾﺔ .ﻷن ﻋﻠم اﻵﺛﺎر ھو ﻋﻠم ﯾدرس ﺑﻘﺎﯾﺎ اﻟﻣواد ﻣﺛل اﻷدوات واﻟﻔﺧﺎر
واﻟﻣﺟوھرات واﻟﻣﻌﺎﻟم اﻷﺛرﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﺗدل ﻋﻠﻰ اﻟﺣﯾﺎة اﻟﺑﺷرﯾﺔ وﻧﺷﺎطﺎﺗﮭﺎ.
- 2أﻣّﺎ اﻟﻣوﻗﻊ اﻷﺛري ﻓﮭو اﻟﻣﻛﺎن اﻟذي ﯾﺗم ﻓﯾﮫ ﺣﻔظ اﻟﻘطﻊ اﻷﺛرﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗدل ﻋﻠﻰ
وﺟود ﻧﺷﺎط ﺳﺎﺑق ﻓﻲ اﻟﻣﻛﺎن ،وﯾﺗم اﻟﺗﺣﻘق ﻣﻧﮫ ﺑﺎﺳﺗﺧدام ﻋﻠم اﻵﺛﺎر ،وﻗﻠﯾﻼً ﻣﺎ ﺗﻛون
ھذه اﻵﺛﺎر ﻣرﺋﯾﺔ ﻓوق اﻷرض ﻣﺛل اﻟﻣﺑﺎﻧﻲ واﻟﮭﯾﺎﻛل اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗزال ﻗﺎﺋﻣﺔ وظﺎھرة.
- 3أﻧواع اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻷﺛرﯾﺔ :ﯾﻘوم ﻋﺎﻟم اﻵﺛﺎر ﺑدراﺳﺔ اﻟﺳﺟل اﻷﺛري ﻟﻣوﻗﻊ ﻣﻌﯾن ﻣن
أﺟل ﻓﮭم اﻟﺗﻔﺎﻋﻼت اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﻣﻊ ھذا اﻟﻣوﻗﻊ ﻋﺑر اﻟﺗﺎرﯾﺦ ،إذ ﯾﺗم اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﺑﻘﺎﯾﺎ
اﻟﻣﺎدﯾﺔ ﺑﺷﻛل ﻛﺑﯾر ،وﯾﺗم ﺗﻠﺧﯾص أﻧواع اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﻣﺳﺗﺧدﻣﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
* * اﻵﺛﺎر ﻣن ﺻﻧﻊ اﻹﻧﺳﺎن ﻣﺛل اﻷدوات اﻟﺣﺟرﯾﺔ واﻟﻔﺧﺎر واﻷدوات اﻟﻣﻌدﻧﯾﺔ .
اﻟﻣﻌﺎﻟم اﻷﺛرﯾﺔ وھﻲ ﻗطﻊ أﺛرﯾﺔ ﻏﯾر ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﻧﻘل واﻟﺣﻣل ﻣﺛل اﻟﮭﯾﺎﻛل واﻟﺧﻧﺎدق اﻟﺗﻲ ﻻ
* ﯾﻣﻛن ﺗﺣرﯾﻛﮭﺎ .
اﻵﺛﺎر اﻟﺑﯾﺋﯾﺔ وھﻲ اﻟﺑﻘﺎﯾﺎ اﻟﺗﻲ ﯾﺗم اﻟﺣﺻول ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻣن اﻟﺣﻔرﯾﺎت ﻣﺛل ﻋظﺎم اﻟﺣﯾواﻧﺎت
* اﻟﻣواﻗﻊ وﺑﻘﺎﯾﺎ اﻟﻧﺑﺎﺗﺎت وﻏﯾرھﺎ .
18
ﺗﻘﻧﯾﺎت اﻟﺑﺣث اﻷﺛري
وھﻲ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻘطﻊ اﻷﺛرﯾﺔ أو اﻟﻣﻌﺎﻟم اﻟﺗﻲ ﺗﺗرﻛز ﻓﻲ ﻣوﻗﻊ ﻣﻌﯾن ﺗدل ﻋﻠﻰ وﺟود
ﻧﺷﺎط ﺑﺷري ﺳﺎﺑق ﻣﺛل ﻣواﻗﻊ اﻻﺳﺗﯾطﺎن .
ﯾﻘوم اﻟﻌﻠﻣﺎء ﻣن ﺧﻼل اﻟﺑﺣث ﻋن ﻣوﻗﻊ ﻣُﻌﯾّن ﺑوﺻف اﻟﻣوﻗﻊ وﺗﺳﺟﯾل ﻣﻼﺣظﺎت
ﻣﻔﺻﻠﺔ ﺣوﻟﮫ ،ووﺻف اﻟدﻟﯾل اﻷﺛري واﻟﺗﻘﺎط ﺻور ﻟﻠﻣوﻗﻊ ورﺳم ﺧراﺋط ﻣﺑﺳطﺔ ﺑﻌد
ﻗﯾﺎس اﻷﺑﻌﺎد ﺑﺎﻟﺧطوات أو ﺷرط اﻟﻘﯾﺎس.
ھﻧﺎك اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻷدوات اﻟﺧﺎﺻّﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﺧدم ﻟﻣﺳﺢ اﻟﻣﻛﺎن ورﺳم ﺧراﺋط ﻣﻔﺻّﻠﺔ
ﻟﻠﻣوﻗﻊ ،وﺑﻌد رﺳم اﻟﺧراﺋط ﯾﺟﻣﻊ اﻟﺑﺎﺣﺛون ﺑﻌض اﻟدﻻﺋل اﻷﺛرﯾﺔ اﻟﻣوﺟودة ﻓﻲ اﻟﻣوﻗﻊ،
وﯾﺗم ﺗﻘﺳﯾﻣﮫ إﻟﻰ ﻣﺳﺎﺣﺎت ﺻﻐﯾرة ،وﺗدرس ﻛ ّل ﻣﺳﺎﺣﺔ ﻋﻠﻰ ﺣدة ﺛ ّم ﯾُﺳﺟّ ل ﻋﻠﻰ
اﻟﺧرﯾطﺔ ﻣﻛﺎن وﺟود اﻟﻘطﻊ اﻷﺛرﯾّﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺎﻋد ﻓﻲ اﻟﺑﺣث ﺑﺷﻛل ﻣﻧﮭﺟﻲ .
ﯾﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﺎء ﻋن اﻵﺛﺎر اﻟﻣدﻓوﻧﺔ ﺑﻌﻣﻠﯾّﺔ ُﺗﺳﻣّﻰ اﻟﺗﻧﻘﯾب اﻷﺛري؛ وھﻲ طرﯾﻘﺔ ﺗﻌﺗﻣد
ﻋﻠﻰ اﻟﻣوﻗﻊ واﻟﻣﻧﺎخ وطﺑﯾﻌﺔ اﻟﺗرﺑﺔ ،وﺗﺳﺗﺧدم ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗﻧﻘﯾب اﻟﺟرارات واﻵﻻت
اﻟﺛﻘﯾﻠﺔ واﻷدوات اﻟﺻﻐﯾرة واﻟﻔراﺷﻲ ،وﯾﻣﻛن ﻏرﺑﻠﺔ اﻟﺗرﺑﺔ ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻘطﻊ
اﻟﺻﻐﯾرة ،وﯾﻣﻛن ﺗﺣﻠﯾل اﻟﺗرﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺧﺗﺑر ﻟﻠﻛﺷف ﻋن اﻟدﻻﺋل واﻟﻣﺧﻠﻔﺎت اﻟﺑﺷرﯾﺔ .
ﯾﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﺎء ﻋن اﻵﺛﺎر ﺗﺣت اﻟﻣﺎء ﺑﺎﺳﺗﺧدام اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟطرق ﻣﺛل :اﻟﺗﺻوﯾر اﻟﺟوي
اﻟذي ﻗد ﯾﻛﺷف ﻋن ﻣﻌﺎﻟم ﻣدﯾﻧﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻣﻐﻣورة ﺑﺎﻟﻣﺎء ،وﯾﺳﺗﺧدم اﻟﻣﺳﺢ ﺑﺎﻟﺳوﻧﺎر
اﻟﻣُﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ اﻷﻣواج اﻟﺻوﺗﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﺷف اﻵﺛﺎر اﻟﻣﻐﻣورة ﻓﻲ اﻟﻣﺎء ،وﯾُﻣﻛن اﺳﺗﺧدام
أﺟﮭزة اﻟﻛﺷف ﻋن اﻟﻣﻌﺎدن ﻟﻠﻛﺷف ﻋن وﺟود اﻟﻣواد اﻟﻣﻌدﻧﯾﺔ ،وﯾﺳﺗطﯾﻊ اﻟﻐواﺻون
19
ﺗﻘﻧﯾﺎت اﻟﺑﺣث اﻷﺛري
رﺳم ﺧراﺋط ﻣﻔﺻﻠﺔ ﻟﻠﻣوﻗﻊ ﺑواﺳطﺔ آﻻت اﻟﺗﺻوﯾر ﺗﺣت اﻟﻣﺎء ،و ُﺗﺳﺗﺧدم اﻟﺑﺎﻟوﻧﺎت
ﺑﻐرض رﻓﻊ اﻟﻣواد اﻟﺛﻘﯾﻠﺔ ﺑﮭدف دراﺳﺗﮭﺎ ﺑﺷﻛل دﻗﯾق .
ﻋﻠﻣﺎء اﻵﺛﺎر إﻟﻰ اﻟﺑﺣث ﻋﻧﮭﺎ ،وﻣﺣﺎوﻟﺔ اﺳﺗﺧراﺟﮭﺎ ﻣن ﺑﺎطن اﻷرض .ﻛﯾﻔﯾﺔ
اﺳﺗﺧراج اﻵﺛﺎر ﺗﺣدﯾد اﻟﻣوﻗﻊ وﻣﺳﺢ اﻟﻣﻧطﻘﺔ ﺗﻌد ﻣرﺣﻠﺔ ﺗﺣدﯾد اﻟﻣوﻗﻊ أوﻟﻰ اﻟﺧطوات
ﻻﺳﺗﺧراج اﻵﺛﺎر ﻣن ﺑﺎطن اﻷرض ،ﻋﻠﻣﺎ ً أﻧﮫ ﯾﺗم ﺗﺣدﯾد اﻟﻣوﻗﻊ ﻋن طرﯾق اﻟﺳﺟﻼت
اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ اﻟﻘدﯾﻣﺔ ،أﻣﺎ ﻣﺳﺢ اﻟﻣﻧطﻘﺔ ﻓﯾﻌﺗﻣد اﻟﻌﻠﻣﺎء ﻋﻠﻰ ﻣﻧﮭﺞ ﻋﻠﻣﻲ ﻟﻠﻌﺛور ﻋﻠﻰ
اﻟﻣواﻗﻊ اﻵﺛرﯾﺔ ،وذﻟك ﺑﺎﻟﺗﻘﺎط اﻟﺻور اﻟﺟوﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗوﺿّﺢ اﻻﺧﺗﻼﻓﺎت ﻓﻲ ﻧﻣو اﻟﻧﺑﺎﺗﺎت،
ﻟﻣﺎ ﻟذﻟك ﻣن دور ﻓﻲ اﻟدﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ وﺟود اﻵﺛﺎر ﺣﯾث أن اﻟﻧﺑﺎﺗﺎت اﻟطوﯾﻠﺔ ﺗﻧﻣو ﻓﻲ
اﻷراﺿﻲ اﻟﻌﻣﯾﻘﺔ ،ﻣﻣﺎ ﯾدل ﻋﻠﻰ وﺟود ﻗﻧوات ﻟﻠري أو ﻗﺑور ﻗدﯾﻣﺔ ،أﻣﺎ اﻟﻧﺑﺎﺗﺎت
اﻟﻘﺻﯾرة ﻓﺈﻧﮭﺎ ﺗﻧﻣو ﻓﻲ اﻷراﺿﻲ اﻟﻣﺳﺗوﯾﺔ ،ﻣﻣﺎ ﯾدل ﻋﻠﻰ وﺟود ﻣﻧﺎطق أو طرق ﻗدﯾﻣﺔ
ﻣدﻓوﻧﺔ ﺗﺣﺗﮭﺎ ،ﻓﯾﻠﺟﺄ اﻟﻌﻠﻣﺎء ﻻﻛﺗﺷﺎف اﻟﻣواد اﻟﻣﻌدﻧﯾﺔ ﻋن طرﯾق اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﺎﻟﻛواﺷف
اﻟﻣﻌدﻧﯾﺔ .ﻣﺳﺢ اﻟﻣوﻗﻊ ﯾﺟﻣﻊ اﻟﻌﻠﻣﺎء ﻓﻲ ھذه اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﻛﺎﻓﺔ اﻟدﻻﺋل اﻷﺛرﯾﺔ ،واﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت
اﻟﺗﻔﺻﯾﻠﯾﺔ اﻟﻣوﺟودة ﻋﻠﻰ ﺳطﺢ اﻟﻣوﻗﻊ ،ﺛ ّم ﯾﺗم رﺳم ﺧرﯾطﺔ ﻣﺑﺳطﺔ وﺷﺎﻣﻠﺔ ﻟﻠﻣوﻗﻊ،
وذﻟك ﺑﻌد ﻗﯾﺎس أﺑﻌﺎد اﻟﻣوﻗﻊ ،ﺛ ّم ﺗﺗم ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﻣﺳﺢ ،وﻻ ﺑد ﻣن اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ أن ھذه
اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﺗﺗم ﻣن ﺧﻼل طرﯾﻘﺗﯾن ،ھﻣﺎ :
• طرﯾﻘﺔ اﻟﻣﺳﺢ اﻟﻛﮭرﺑﺎﺋﻲ :وھﻲ طرﯾﻘﺔ ﺗﺗم ﺑﺗﻣرﯾر ﺗﯾﺎر ﻛﮭرﺑﺎﺋﻲ ﻓﻲ ﺑﺎطن
اﻷرض ،ﺛ ّم ﻣﻼﺣظﺔ اﻟﺗﻐﯾﯾر ﻓﻲ ﻣﻘﺎوﻣﺔ اﻟﺗﯾﺎر اﻟﻛﮭرﺑﺎﺋﻲ ،ﻋﻠﻣﺎًأن اﻟﻣﻘﺎوﻣﺔ ﺗﺗﻐﯾر
ﺑﺗﻐﯾر اﻟوﺳط اﻟذي ﯾﻣر ﻓﯾﮫ .
20
ﺗﻘﻧﯾﺎت اﻟﺑﺣث اﻷﺛري
• طرﯾﻘﺔ اﻟﻣﺳﺢ اﻟﺳﯾزﻣﻲ :وھﻲ طرﯾﻘﺔ ﺗﺗم ﺑﺗوﻟﯾد اﻟﻣوﺟﺎت اﻟزﻟزاﻟﯾﺔ ،ﺛ ّم ﻣﺗﺎﺑﻌﺔ
ﺳرﻋﺔأﻧﺗﻘﺎﻟﮭﺎ ،ﺣﯾﺛﺄن ھذه اﻟﺳرﻋﺔ ﺗﺧﺗﻠف ﻓﻲ ﺣﺎﻷﻧﺗﻘﻠت ﻣن وﺳط ﻵﺧر .اﻟﺗﻧﻘﯾب
ً
ﺧﺎﺻﺔ ﻋﻧد اﻟﺑﺣث ﻋن اﻟﻔﻌﻠﻲ ﻓﻲ اﻟﻣوﻗﻊ ﯾﻔﺗرض ﻓﻲ ھذه اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﺗوﺧﻲ اﻟﺣذر
اﻷﺷﯾﺎء اﻟﻣدﻓوﻧﺔ ﺗﺣت اﻷرض ،وﻻ ﺑد ﻣن اﻹﺷﺎرةإﻟﯩﺄن طرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻧﻘﯾب ﺗﺧﺗﻠف
ﺑﺎﺧﺗﻼف ﻧوع اﻟﻣوﻗﻊ ،ﻓﺈذا ﺗم اﻟﻌﺛور ﻋﻠﻰ أي ﺷﻲ ﻣن اﻷﺷﯾﺎء اﻟﻣدﻓوﻧﺔ ﺗﺣت
اﻷرض ،ﯾﺗم اﺳﺗﺧراﺟﮭﺎ ﻋن طرﯾق اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﺄدوات ﻣﺧﺻﺻﺔ ﻟذﻟك ،ﺣﯾث
ﺗﻧﻘﺳم ھذا اﻷدواﺗﺈﻟﻰ آﻻت ﺛﻘﯾﻠﺔ ،وﺟرارات ،وﻣﺣﺎﻓﯾر ﺻﻐﯾرة ،وﻓرش ،ﺛ ّم ﯾﺗم
ﺗﺣﻠﯾل اﻟﺗرﺑﺔ ﻣن أﺟل اﻛﺗﺷﺎف اﻟﻣواد اﻟﺻﻐﯾرة واﻟﺑذور ،أو ﻻﻛﺗﺷﺎف اﻟﺗﻐﯾرات
اﻟﻛﯾﻣﯾﺎﺋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺣدﺛت داﺧل اﻟﺗرﺑﺔ .
اﻟﺗوﺛﯾق :ﺗﻌد ھذه اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻷﺧﯾرة ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻻﺳﺗﺧراج ،ﺣﯾث ﯾﻘدم اﻟﻌﻠﻣﺎء
واﻟﻣﺳﺗﻛﺷﻔون وﺻﻔﺎ ً وﺷرﺣﺎ ً ﻣﻔﺻﻼً ﺣول اﻵﺛﺎر اﻟﻣﺳﺗﺧرﺟﺔ ﻣن اﻷرض ،ﻣن ﺧﻼل
ﺗوﺿﯾﺢ ﺗﺷﻛﯾﻠﮭﺎ ،ﺛ ّم ﺗﻘﺳﯾﻣﮭﺎإﻟﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺎت ﻋن طرﯾق اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ اﻟﻧوع ،ﺛ ّم ﻧﻘﻠﮭﺎإﻟﻰ
اﻟﻣﺧﺗﺑر ﻣن أﺟل ﺗﻧظﯾﻔﮭﺎ ،وﺗوﺛﯾق اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ ﺣوﻟﮭﺎ .
طرق اﻟﺣﻔﺎظ ﻋﻠﻰ اﻵﺛﺎر :إﺻدار ﻗواﻧﯾن ﺻﺎرﻣﺔ ﻟﻠﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﯾﮭﺎ .ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ ﻣﺷﻛﻠﺔ
ﺗﺟﺎرة اﻵﺛﺎر ،واﻟﻘﺿﺎء ﻋﻠﻰ اﻷﺳواق اﻟﻣﺧﺻﺻﺔ ﻟذﻟك ،ووﺿﻊ ﺣد ﻟﻠﺳرﻗﺎت .ﺻﯾﺎﻧﺔ
ﺑﺷﻛل داﺋم ،وﺣﻣﺎﯾﺗﮭﺎ ﻣن اﻟﻌواﻣل اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗؤﺛر ﻋﻠﻰ ﺟودﺗﮭﺎ،
ٍ اﻟﻘطﻊ اﻷﺛرﯾﺔ
وﺗزﯾد اﺣﺗﻣﺎﻟﯾﺔ ﺗﻠﻔﮭﺎ .
إرﺷﺎد اﻟﻣواطﻧﯾن ،وﺗوﻋﯾﺗﮭم :ﻣن أﺟل اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻣﺗﻠﻛﺎت ﺑﻠدھم ،وﺗراﺛﮭﺎ .
-1اﻟﻣﻠف اﻷﺛري:
21
ﺗﻘﻧﯾﺎت اﻟﺑﺣث اﻷﺛري
ﻗﺑل اﻟﺷروع ﻓﻲ أي ﺣﻔرﯾﺔ ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻋﻠﻰ ﺻﺎﺣب اﻟﻣﺷروع أن ﯾﺣﺿر ﻣﻠﻔﺎ ﯾﺳﻣﻰ
ﺑﺎﻟﻣﻠف اﻷﺛري ،وﯾﻘدﻣﮫ إﻟﻰ اﻟﺟﮭﺔ اﻟوﺻﯾﺔ واﻟﻣﺧول ﻟﮭﺎ ﻗﺎﻧوﻧﺎ اﻟﺗﺻرﯾﺢ واﻟﻣواﻓﻘﺔ
ﻋﻠﻰ اﻟﺣﻔرﯾﺔ وﺗﺗﻣﺛل اﻟﺟﮭﺔ اﻟوﺻﯾﺔ ﻓﻲ وزارة اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ،وﯾﺗﻛون اﻟﻣﻠف اﻷﺛري ﻣن
ﺟﺎﻧﺑﯾن أﺳﺎﺳﯾﯾن ،اﻷول ﻋﻠﻣﻲ واﻟﺛﺎﻧﻲ إداري:
أ -اﻟﺟﺎﻧب اﻟﻌﻠﻣﻲ:
-1اﻟﻘﺳم اﻟﻧظري:
ﻗﺑل أن ﯾﻧﺗﻘل اﻟﺑﺎﺣث إﻟﻰ اﻟﺟﺎﻧب اﻟﺗطﺑﯾﻘﻲ ﻋﻠﯾﮫ أن ﯾﻘوم ﺑﺟﻣﻊ اﻟﻣﺎدة اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ﺣول
اﻟﻣوﻗﻊ ،وذﻟك ﺑﺎﻟﻠﺟوء إﻟﻰ اﻟﻣﺻﺎدر واﻟﻣراﺟﻊ واﻟﻣﻘﺎﻻت واﻟﺟراﺋد ،ﻟﺟﻣﻊ اﻛﺑر ﻋدد
ﻣن اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻟﻠﻣﻧطﻘﺔ اﻟﺗﻲ ھو ﺑﺻدد اﻟﺣﻔر ﻓﯾﮭﺎ.
أﻣﺎ اﻟﻣﺻﺎدر وھﻲ ﺗﺷﺗﻣل ﻋﻠﻰ أﻗدم ﻣﺎ وﺻﻠﻧﺎ ﻣن ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﻋن اﻟﻣوﻗﻊ ،وھﻲ
اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت
اﻟﻣدوﻧﺔ ﻣن ﺛﻘﺎة أﺳﮭﻣوا ﻓﻲ ﺗطوﯾر اﻟﻌﻠم ،او ﺻﻧﻌوا اﻷﺣداث واﻟوﻗﺎﺋﻊ اﻟﻣذﻛورة ،او
ﻛﺎﻧوا طرﻓﺎ ﻓﯾﮭﺎ ،او ﺷﺎھدوھﺎ ،او روﯾت ﻟﮭم ﻋن ﻗرب ،او ﻧﻘﻠوھﺎ ﻣن ﻣﺻﺎدرھﺎ
اﻟﻣﻔﻘودة ،وﺑذﻟك ﺻﺎروا ا ﻟواﺳطﺔ اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ ﻓﻲ ﻧﻘل اﻟﻣﻌﺎرف -اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ إﻟﻰ اﻷﺟﯾﺎل
اﻟﻼﺣﻘﺔ ،وھذه اﻟﻣﺻﺎدر ﻣﺗﻧوﻋﺔ وﻣﺗﻌددة ،وھﻲ ﺗﺷﻣل اﻟﻣﺻﺎدر اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ وﯾﻘﺻد ﺑﮭﺎ
ﺗﻠك اﻟﻣؤﻟﻔﺎت اﻟﺗﻲ دون ﻓﯾﮭﺎ
أﺻﺣﺎﺑﮭﺎ ا ﻻﺣداث اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ ﻟﻣﻧطﻘﺔ ﻣﺎ او دوﻟﺔ ﻣﺎ ،و ﯾﻣﻛن اﻟﺑﺎﺣث
اﻷﺛري أن ﯾﺳﺗﻔﯾد ﻣﻧﮭﺎ ﻓﻲ ﺟﻣﻊ اﻟﻣﻌطﯾﺎت اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ واﻟﺗطورات اﻟﺗﻲ ﺷﮭدھﺎ اﻟﻣوﻗﻊ
اﻷﺛري.
اﻟﻣﺻﺎدر اﻟﺟﻐراﻓﯾﺔ ھﻲ ﻣؤﻟﻔﺎت ﻣن أﻧﺗﺎج رﺣﺎﻟﺔ وﺟﻐراﻓﯾﯾن ﺟﺎﺑوا أﻗطﺎر اﻟﻌﺎﻟم
اﻟﺳﻠﻣﻲ واﻟﻐرﺑﻲ ،وﺗرﻛوا ﻟﻧﺎ ك ﺗﺑﺎ وﻣؤﻟﻔﺎت وﺻﻔوا ف ﯾﮭﺎ اﻟﻣدن واﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت
22
ﺗﻘﻧﯾﺎت اﻟﺑﺣث اﻷﺛري
23
ﺗﻘﻧﯾﺎت اﻟﺑﺣث اﻷﺛري
وﺑﺗﻌﺑﯾر اﺧر ﺣدود اﻟﻣوﻗﻊ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻓﺎن اﻟﺻورة اﻟﺟوﯾﺔ ﺳﺗﻐﻧﯾﮫ ﻋن إھدار اﻟطﺎﻗﺔ
ﻓﻲ اﻟﺑﺣث ﻓﻲ ﻣﻛﺎن ﻏﯾر اﺛري
وﺗﺟﻌل اﻟﻣوﻗﻊ واﺿﺢ اﻟﻣﻌﺎﻟم.
-2اﻟﻘﺳم اﻟﻣﯾداﻧﻲ:
ﺑﻌد ج ﻣﻊ اﻟﻣﺎدة ا ﻟﻌﻠﻣﻲ ة اﻟﻧظرﯾﺔ ﺣول اﻟﻣوﻗﻊ ودراﺳﺔ ﻣﻌطﯾﺎﺗﮫ ا ﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ
واﻟﺟﻐرا ﻓﯾﺔ ،ﯾﻧﺗق ل اﻟﺑﺎﺣث او اﻟﻣﺷرف ﻋﻠﻰ اﻟﺣﻔرﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﻣوﻗﻊ ،وﯾﻘوم ﺑﻌﻣﻠﯾﺔ
اﺳﺗﻛﺷﺎﻓﯾﺔ ،وﯾﺟﻣﻊ ﻧﻣﺎذج ﻣن ﺷﻘف اﻟﻔﺧﺎر واﻟﺧزف واﻟﺗﺣف اﻷﺛرﯾﺔ اﻟﻣﺗواﺟدة ﻓوق
ﺳطﺢ اﻷرض ،واذا ﻛﺎن ﺑﺎﻟﻣوﻗﻊ اﺟزاء ظﺎھرة ﻣن اﻟﺑﻧﺎﯾﺎت ﯾﻘوم ﺑوﺿﻊ ﻣﺧططﺎت
ﻟﮭﺎ ووﺻﻔﮭﺎ واﺧذ ﺻور ﺣوﻟﮭﺎ وﺣول اﻟﻣوﻗﻊ ،واذا ﻛﺎن م ن اﻟﻣﻣﻛن اﺟراء ﻋﻣﻠﻲ ة
ﺳﺑر ﻟﻼﻏوار ﻟﯾﺳﺗطﯾﻊ ﻣن ﺧﻼﻟﮭﺎ اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ اﻟطﺑﻘﺎت اﻻﺳﺗراﺗﯾﻐراﻓﯾﺔ وﻣﺎ ﺗﺣوﯾﮫ
ﻣن ﺑﻘﺎﯾﺎ ،وﻣن ﺛم ﻣﻌرﻓﺔ اﻟﺗﺳﻠﺳل اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ اﻟذي ﻋرﻓﮫ اﻟﻣوﻗﻊ.
ب -اﻟﺟﺎﻧب اﻟداري:
ﯾﺗﻣﺛل اﻟﺟﺎﻧب اﻟداري أول ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد أﻋﺿﺎء ﻓرﯾق اﻟﺣﻔرﯾﺔ واﻹﻣﻛﺎﻧﯾﺎت واﻟوﺳﺎﺋل
اﻟﻣﺗوﻓرة واﻟﺟﮭﺎت اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ﺑﺎﻟﺗﻛﻔل واﻟﺗﻣوﯾل اﻟﻣﺎدي ،ﺛم ﺗﻘدﯾم اﻟﻣﻠف إﻟﻰ اﻟوزارة
اﻟوﺻﯾﺔ وﻣﺎ ﯾﺗﺑﻊ ذﻟك ﻣن اﺟراءات ادارﯾﺔ ﻟﻠﻣواﻓﻘﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻠف ،ورﺑﻣﺎ ﯾطﻠب ﻣن
اﻟﻔرﯾق ﺑﻌض اﻟﺗوﺿﯾﺣﺎت او ﺗﻌدﯾﻠت وﻣﺎ ﺷﺎﺑﮫ ذﻟك.
ﻓﺎﻣﺎ اﻟﻔرﯾق ﻓﮭو ﯾﺗﻛون ﻋﺎدة ﻣن رﺋﯾس اﻟﺣﻔرﯾﺔ ،وھو اﻟﻣﺳؤول ﻋن ﻛل ﺻﻐﯾرة
وﻛﺑﯾرة ﻓﻲ ﻣﺎﻗﺑل اﻟﺣﻔرﯾﺔ وأﺛﻧﺎﺋﮭﺎ وﺑﻌدھﺎ ،و ﻋﺎدة ﻣﺎ ﯾﻛون ﺑﺎﺣﺛﺎ ﻟﮫ ﻣؤھﻼت ﻋﻠﻣﯾﺔ
و ﺧﺑرة ﻓﻲ اﻟﺣﻔرﯾﺎت واﻻﺷراف ﻋﻠﻰ ﺗﺳﯾﯾرھﺎ ،وﻧﺎﺋب رﺋﯾس اﻟﺑﻌﺛﺔ وھو اﻟذي ﯾﻧوب
ﻋن اﻟرﺋﯾس اذا ﻛﺎن ﻏﺎﺋﺑﺎ ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﺎﻋﻣﺎل اﺧرى ،وھو اﻻﺧر ﯾﺷﺗرط ﻓﯾﮫ أن ﯾﻛون
ﺑﺎﺣﺛﺎ ﻣﺗﺧﺻﺻﺎ ،ﺑﺎﻻﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﺳﺎﺗذة وﺑﺎﺣﺛﯾن ﻣﺗﺧﺻﺻﯾن ﻓﻲ ﻣﺧﺗﻠف ﻣﯾﺎدﯾن ﻋﻠم
اﻟﺛﺎر وﻋﻠوم اﺧرى ﻛﺎﻟﮭﻧدﺳﺔ واﻟﻛﯾﻣﯾﺎء واﻟﺟﯾوﻟوﺟﯾﺎ...
24
ﺗﻘﻧﯾﺎت اﻟﺑﺣث اﻷﺛري
ﻛﻣﺎ ﯾﺳﺗﺣﺳن أن ﺗﻛون اﻟﯾد ا ﻟﻌﺎﻣﻠﺔ اﺳﺎﺳﺎ ﻣﻛوﻧﺔ ﻣن طﻠﺑﺔ اﻵﺛﺎر ،ﻓﮭم ﻣن ﺟﮭﺔ ﻟﮭم
ﺣس اﺛري اﻛﺛر ﻣن ﻏﯾرھم ،و ﻣن ﺟﮭﺔ اﺧرى ﺣﺗﻰ ﺗﻛون ﻟﮭم ﻓرص ﻟﻠﺗدرب
ﻣﯾداﻧﯾﺎ ،وإذا ﺗطﻠب اﻷﻣر اﻻﺳﺗﻌﺎﻧﺔ ﺑﯾد ﻋﺎﻣﻠﺔ ﻏﯾر ﻣﺗﺧﺻﺻﺔ ﻓﯾﻣﻛن ذ ﻟك ،إﺿﺎﻓﺔ
إﻟﻰ ﺗوﻓﯾر ﺣراس ﻟﻠﻣوﻗﻊ .دون أن ﻧﻧﺳﻰ ﺗوﻓﯾر اﻷﺟﮭزة واﻟوﺳﺎﺋل وﻣﻌدات اﻟﺣﻔر
-2اﻟﺣﻔرﯾﺔ:
أ -ﺗﻌرﯾف اﻟﺣﻔرﯾﺔ:
ﯾطﻠق ﻣﺻطﻠﺢ ا ﻟﺣﻔرﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻋﻣﺎل ا ﻟﺣﻔر ا ﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ب ھﺎ ﻋﻠﻣﺎء اﻟﺛﺎر ﻓﻲ اﻟﺣﻘل
اﻷﺛري ﻻﺳﺗﺧراج اﻟﺗﺣف واﻟﻠﻘﻰ واﻟﺑﻘﺎﯾﺎ ا ﻻﺛرﯾﺔ اﻟﻣدﻓوﻧﺔ ﺗﺣت ا ﻻرض ،وﺗﺗم ھذه
اﻟﻌﻣﺎل ﺑطرﯾﻘﺔ ﻣﻧﺗظﻣﺔ وﻣﻣﻧﮭﺟﺔ ﺗﺧﺗﻠف ﻋن أي أﻋﻣﺎل ﺣﻔر اﺧرى ،وھﻲ اﻷﺳﻠوب
و اﻟﻣﻧﮭﺞ ا ﻟﻌﻠﻣﻲ ﻟﻠﺑﺣث ﻋن اﻵﺛﺎر ،ﺑﮭدف اﺳﺗﺧراج و اﺳﺗﺧﻠص اﻟﺛﺎر م ن ﺑﺎطن
اﻷرض ،و ﺗﺳﺟﯾل أوﺻﺎﻓﮭﺎ و اﺷﻛﺎﻟﮭﺎ واﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﯾﮭﺎ وﺗرﻣﯾﻣﮭﺎ ﻻﺳﺗﻧﺑﺎط اﻟﺗﺎرﯾﺦ
ﻣﻧﮭﺎ ،واﻟﻘﺎء أﺿواء ﺟدﯾدة ﻋﻠﻰ
اﻟﺣﺿﺎرة اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ اﻟﻣﺎﺿﯾﺔ وﺗطورھﺎ ،ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرھﺎ ﺷﺎھدا ﻣﺎدﯾﺎ ﻟﮭﺎ.
واﻧطﻠﻘﺎ ﻣن ه ذا اﻟﺗﻌرﯾف ي ﺗﺿﺢ اﻟﻔرق اﻟﺷﺎﺳﻊ ب ﯾن اﻋﻣﺎل ا ﻟﺣﻔر اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﺑﮭﺎ
اﻟﺣﻔﺎر اﻟذي ﯾﺑﺣث ﻋن اﻟﻛﻧوز ﻓﻲ ﺑﺎطن اﻷرض ،وﺑﯾن اﻟﻌﺎﻟم اﻷﺛري اﻟذي ﯾﻌﺗﻣد
ﻋﻠﻰ أﺳﻠوب ﻋﻠﻣﻲ ﻓﻲ ﺣﻔره ،ف ھو ﻓﺿل ع ن اﺳﺗﻣﺗﺎﻋﮫ ﺑﺎﻟﻌﺛور ﻋﻠﻰ اﻷﺷﯾﺎء
اﻟﻧﺎدرة اﻟﺟﻣﯾﻠﺔ ،ﻓﺎﻧﮫ ﯾرﯾد أن ﯾﻌرف ﻛل ﺷﯾﺊ ﻋﻣﺎ ﯾﻌﺛر ﻋﻠﯾﮫ ،ﺛم أﻧﮫ ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ
اﻟﺣﺎﻻت ﯾﻔﺿل اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌرﻓﺔ أھم ﻣن ﺣﺻوﻟﮫ ﻋﻠﻰ اﻷﺷﯾﺎء اﻟﺛﻣﯾﻧﺔ اﻟﺗﻲ
ﯾﻌﺛر ﻋﻠﯾﮭﺎ.
25
ﺗﻘﻧﯾﺎت اﻟﺑﺣث اﻷﺛري
ب-أﻧواع اﻟﺣﻔرﯾﺔ:
-1اﻟﺣﻔرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﯾﺎﺑس:
ﻣﻌﺎﻟم او ﺑﻘﺎﯾﺎ اﺛري ة ،ﻋﻧدھﺎ ﯾﻛون م ﻟﻔﺎ ﺣول ھذا اﻟﻣوﻗﻊ وﯾﻘدﻣﮫ إﻟﻰ اﻟوزارة
اﻟوﺻﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﺑدورھﺎ ﺗﺑرﻣﺞ ﺣﻔرﯾﺔ وﻗﺎﺋﯾﺔ ،واﻟﻔرق ﺑﯾن ھذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﺣﻔرﯾﺔ
واﻟﻧوع اﻟﺳﺎﺑق ،ھوأﻧﮫ ﻓﻲ اﻷول اﻟﻣوﻗﻊ اﻷﺛري ﻗد ﻣﺳت اﺟزاء ﻣﻧﮫ ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻧوع
اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻟم ﺗﻧطﻠق ﺑﻌد اﻟﺷﻐﺎل ،وﻟذﻟك ﺗﺳﻣﯩﺎﻟﺣﻔرﯾﺔ ﻓﯾﮫ وﻗﺎﺋﯾﺔ.
(programee
ﺗﺗم ھذه اﻟﺣﻔرﯾﺔ ﻋﺑر ﺧطوات ﯾﺟب ﻋﻠﻰ اﻟﺑﺎﺣث اﻷﺛري اﻟﻣﻛﻠف ﺑﮭﺎ وﻓرﯾﻘﮫ اﻟﻣراﻓق
ﻟﮫ أن ﯾﺗﺑﻌوھﺎ ،وھﯾﺄن ﯾﺣﺿر ﻣﻠﻔﺎ اﺛرﯾﺎ ﺣول اﻟﻣوﻗﻊ ﻣن ﺧﻠل اﻟﻣﺻﺎدر واﻟﻣراﺟﻊ
اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ ،واﻟﺧراﺋط واﻟﺻور اﻟﺟوﯾﺔ ،وﺟﻣﻊ ﻛل اﻟدﻻﺋل واﻟﻘراﺋن اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ واﻷﺛرﯾﺔ
اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﺎﻟﻣوﻗﻊ ،وﯾﺣدد اﻷﻋﺿﺎء اﻟﻣراﻓﻘﯾن ﻟﮫ ،وﯾﻘدم ھذا اﻟﻣﻠف إﻟﻰ وزارة اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ
اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﺑدراﺳﺗﮫ واﻟﻔﺻل ﻓﯾﮫ ،وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣواﻓﻘﺔ ﯾﺗم ﺗﺣدﯾد اﻟﺟﮭﺔ اﻟﻣﺳؤوﻟﺔ ﻋﻠﻰ
ﺗﻣوﯾن اﻟﺣﻔرﯾﺔ ﺑﻣﯾزاﻧﯾﺔ ﻣﺣددة ،ﺛم ﯾﻘوم ﺻﺎﺣب اﻟﻣﺷروع ﺑﺗوﻓﯾر اﻹﻣﻛﺎﻧﯾﺎت اﻟﻣﺎدﯾﺔ
اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟﺣﻔرﯾﺔ ﻣن وﺳﺎﺋل اﻟﺣﻔر واﻟرﺳم واﻟﻣﺄوى ووﺳﯾﻠﺔ اﻟﻧﻘل وﻏﯾر ذﻟك.
27
ﺗﻘﻧﯾﺎت اﻟﺑﺣث اﻷﺛري
-2طرﯾﻘﺔ وﯾﻠﻠر:
ﻟﻣﺎ ﻛﺎن ﻣن اﻟﺻﻌب ﺗطﺑﯾق اﻟطرﯾﻘﺔ اﻟوﻟﻰ ﻓﻲ اﻟﻣواﻗﻊ اﻟﻛﺑﯾرة ،وﻧﻔس اﻟﺣﺎل ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ
ﻟﻠطرق اﻷﺧرى اﻟﻘدم ﻣﻧﮭﺎ اﻟﺗﻲ اﺳﺗﻌﻣﻠت ﻓﻲ ﺣﻔرﯾﺎت ﻋدﯾدة ﻓﻲ اﻟﺷرق ،واﻟﺗﻲ ﻛﺄن
اﻟﺗﺳﺟﯾل ﻓﯾﮭﺎ ﻧﺎﻗﺻﺎ ،ﻗﺎم ا ﻟﺑﺎﺣث اﻷﺛري اﻻﻧﻛﻠﯾزي اﻟﺳﯾد ﻣورﺗﯾﻣر وﯾﻠر ﺑﺎﻧﺗﻘﺎد
اﻟطرق اﻟﺳﺎﺑﻘﺔ ،ووﺿﻊ طرﯾﻘﺔ وﻣﻧﮭﺟﺎ ﺟدﯾدا طﺑﻘﮫ ﻓﻲ ﺳﻧﺔ ، 1954وھو ﯾﻘوم
ﻟﺣﻔرﯾﺔإﻟﻰ ﺷﺑﻛﺎت ﻣن اﻟﻣرﺑﻌﺎت ا ﻟﻣﺗﺳﺎوﯾﺔ ﺗﺗراوح ﺑﯾن 1و5م ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾﻘدر ﻋرض
ﻟﺛرﯾﯾن ھﻲ 5ﻟﻠﻣوﻗﻊ وﻓﻲ ﻛل ﻣرﺑﻊ ﻣن ﻣرﺑﻌﺎﺗﮫ ،وﺗﺳﮭﯾل ﺣرﻛﺔ اﻟﺗﻧﻘل ﺑﯾن اﺟزاء
اﻟﺣﻔرﯾﺔ.
وﻣن ﻣزاﯾﺎ ھذه اﻟطرﯾﻘﺔ ھو اﻟﺗﺳﺟﯾل اﻟدﻗﯾق ﻟﻠﺗوﺿﻊ اﻟطﺑﻘﻲ اﻟذي ﯾﺻﺎﺣب ﻋﻣﻠﯾﺔ
اﻟﺣﻔر ،ﻏﯾرأن ھذا ﻟم ﯾﻣﻧﻊ ﻣن ﺗوﺟﯾﮫ أﻧﺗﻘﺎدات ﻟﮭﺎ وﺑﯾﺎن ﻋﯾوﺑﮭﺎ ،و اﻟﺗﻲ ﻣن اﺑرزھﺎ
ﺑﻘﺎء اﻟﻣﻣرات ﺑدون ﺣﻔر ﻗد ﯾﺧﻔﻲ ﺑﻘﺎﯾﺎ ا ﺛرﯾﺔ واﻣﺗدادات ﻣﻌﻣﺎرﯾﺔ ھﺎﻣﺔ ﺗﺣدد ﻣن
ﺧﻠﻠﮭﺎ ھوﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﻟم واﻟﻣﺑﺎﻧﻲ اﻟﻣﻛﺗﺷﻔﺔ.
28
ﺗﻘﻧﯾﺎت اﻟﺑﺣث اﻷﺛري
ﺗﻧﺳب ھذه اﻟطرﯾﻘﺔ إﻟﻰ ﺻﺎﺣﺑﮭﺎ ادوارد ھﺎرﯾس اﻟذي وﺿﻌﮭﺎ ﻓﻲ ﻋﺎم ، 1973
وﻗد ﺷرح طرﯾﻘﺗﮫ اﻟﺟدﯾدة ھذه
ﻓﻲ ﻛﺗﺎب اﻟﻔﮫ ﺑﻌﻧوان" ﻣﺑﺎدئ اﻟﺗواﺿﻊ اﻟطﺑﻘﻲ اﻷﺛري" ،وھﻲ ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ ﻣﻧﮭﺞ
اﻟﺣﻔر اﻟﻣﻔﺗوح دون أن ﯾﺗرك أي ﺟزء ﻣن اﻟﻣوﻗﻊ ﻋﻛس طرﯾﻘﺔ وﯾﻠﻠر اﻟﺗﻲ ﺗﺗرك ف
ﯾﮭﺎ ﻣﺳﺎﺣﺔ ﻟﻠﻣﻣرات ،وﺗﺳﻣﺢ ھذه ا ﻟطرﯾق ة ﺑﺗﺣﻘﯾق ر ؤﯾﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ وﺷﺎﻣﻠﺔ
ﻟﻠﻣﻛﺗﺷﻔﺎت ،وﻣن ﺛم اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ ھوﯾﺗﮭﺎ وطﺑﯾﻌﺗﮭﺎ وﻣﺧططﺎﺗﮭﺎ.
وﯾﺗم اﻟﺣﻔر ﻓﻲ ھذه اﻟطرﯾﻘﺔ ﺑﻧزع طﺑﻘﺔ ﺑﻌد طﺑﻘﺔ ،ﻣﻊ ﺗﺳﺟﯾل ﻛل ﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﺑﻛل طﺑﻘﺔ
ﻣن ﻣﺳﺎﺣﺔ وارﺗﻔﺎع ووﺿﻊ ﻣﺧططﺎت ﻟﮭﺎ ﺗوﺿﺢ ﻛل ﻣﻛﺗﺷف ﻓﻲ ﻣﻛﺎﻧﮫ وﺿﻣن
ﻣﺣﯾطﮫ ،وﻓﻲ اﻟﺧﯾر ﺗﺳﻣﺢ ھذه اﻟطرﯾﻘﺔ ﺑﺎﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺗﺳﺟﯾل ﻋﻣودي طﺑﻘﻲ ﻟﻛﺎﻣل
اﻟﻣوﻗﻊ.
وﻓﻲ ھذه اﻟﺣﺎﻟﺔ ﺗطﺑق طرﯾﻘﺔ × ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣرﺑﻌﺎت ا ﻟﻣﺣﻔورة ﻓﺎﻧﮫ ﯾﻣﻛن أن ﺗﻛون ذ
29
ﺗﻘﻧﯾﺎت اﻟﺑﺣث اﻷﺛري
وﻣن ھﻧﺎ ﯾظﮭر ﺑﺎن ھذا اﻟﻣﻧﮭﺞ ﯾﺟﻣﻊ وﯾﻣزج ﺑﯾن طرﯾﻘﺗﻲ وﯾﻠر وھﺎرﯾس ،وﺑﺎﻟرﻏم
ﻣن أن ھذه اﻟطرﯾﻘﺔ ﻻﺗﻣﻛﻧﻧﺎ ﻣن اﻟرؤﯾﺔ اﻟﺷﺎﻣﻠﺔ ﻟﻠﻣوﻗﻊ ﻣن ﺧﻼل ﺑﻘﺎء ﻣرﺑﻌﺎت ﺑدون
ﺣﻔر ،إﻻ أﻧﮭﺎ ﺗﻣﻛﻧﻧﺎ ﻣن رؤﯾﺔ ﻣﺟﺎل اﻛﺑر ﻣن اﻟذي ﻧراه ﺣﺳب طرﯾﻘﺔ وﯾﻠر ﻛﻣﺎ أن
ھذه اﻟﻣرﺑﻌﺎت ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﻧﻘﯾب ﻛﻠﻣﺎ دﻋت اﻟﺣﺎﺟﺔ إﻟﻰ ذﻟك.
ث -ﺧطوات اﻟﺣﻔرﯾﺔ:
اﻟطﺑﻘﺔ اﻟﺳطﺣﯾﺔ ﺑواﺳطﺔ اﻟﺟراﻓﺔ دون اﻟﻣﺳﺎس ﺑﺎﻟﺑﻘﺎﯾﺎ اﻷﺛرﯾﺔ ورﺑﺢ اﻟوﻗت واﻟﺟﮭد.
-3ﺗﺧطﯾط اﻟﺣﻔرﯾﺔ:
ﯾﺧﺗﻠف ﺗﺧطﯾط اﻟﺣﻔرﯾﺔ ﺣﺳب ﻣﻧﮭﺞ اﻟﺣﻔر واﺳﻠوﺑﮫ وطﺑﯾﻌﺔ ﻛل ﻣوﻗﻊ ،ﻓﺎﻟﺣﻔرﯾﺔ ﻣﺛل
ﻋﻠﻰ ﺣﺳب ﻣﻧﮭﺞ وﯾﻠر 4م (ﺗﺗﺧﻠﻠﮭﺎ ﻣﻣرات) 1م ( ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﯾﻧﻌدم وﺟود ھذه ا ﻟﻣﻣرات
(ﻋﻠﻰ اﻟﻣوﻗﻊ oﺛم ﯾﺣدد اﺗﺟﺎه اﻟﺷﻣﺎل واﻟﺟﻧوب ﺑواﺳطﺔ ﺑوﺻﻠﺔ او ﻏﯾرھﺎ ﻣن
ﯾﮭﺎ ،ﻓﺎذا ك ﻧﺎ ﻧرغ ب ﻓﻲ ا ﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻣرﺑﻌﺎت ذات ﻣﻘﺎﺳﺎت 5اﻟﻣﺗﻌﺎﻣدﯾن إﻟﻰ
32
ﺗﻘﻧﯾﺎت اﻟﺑﺣث اﻷﺛري
وﺣدات ﺑﯾﻧﮭﺎ ﻣﺳﺎﻓﺔ 5م ،وﻧﺛﺑت ﻋﻧدھﺎ اوﺗﺎدا ﻣﻌﻠوﻣﺔ ﺗﺣﻣل رﻣوزا ﻓﻲ ﺷﻛل ارﻗﺎم او
ﺣروف.
وﻟﺗﺷﻛﯾل اﻟﻣرﺑﻌﺎت ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ اﺳﺗﺧدام ﺟﮭﺎز اﻟﺗﯾودوﻟﯾت او ﺷرﯾطﯾن ﻣﺗرﯾﯾن ﻓﻘط ،ﺣﯾث
ﻧﺿﻊ ﻧﻘطﺔ ﺻﻔر اﻟﺷرﯾط اﻷول ﻋﻧد اﻟﻧﻘطﺔ اﻷوﻟﻰ اﻟﺗﻲ ﺗﻠﻲ ﻣرﻛز اﻟﻣﺣورﯾن ﻓﻲ
اﻟﺟﮭﺔ اﻟﺷﻣﺎﻟﯾﺔ) س( ،وﻧﻔس اﻟﺷﯾﺊ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ إﻟﻰ اﻟﺷرﯾط اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻟذي ﻧﺿﻌﮫ ﻋﻧد اﻟﻧﻘطﺔ
اﻟوﻟﻰ ﻓﻲ اﻟﺟﮭﺔ اﻟﺷرﻗﯾﺔ)ع (ﻣن ﻣﺣور اﻟﻌﯾﻧﺎت ،ﺛم ﻧﻣدد اﻟﺷرﯾطﯾن ﻟﻣﺳﺎﻓﺔ 5م ﻟﻛل
ﻣﻧﮭﻣﺎ،
5م × .وﻣن ﺛم ﻧﺣﺻل ﻋﻠﻰ ﺷﺑﻛﺔ ﻣن اﻟﺧطوط اﻟﻣﺗﻌﺎﻣدة ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺿﮭﺎ اﻟﺑﻌض،
وﻣﺷﻛﻠﺔ ﻣرﺑﻌﺎت ﺑﻣﻘﺎﺳﺎت 5ﺗﺻﻠﺢ ھذه اﻟطرﯾﻘﺔ ﻟﺗﺧطﯾط اﻟﺣﻔرﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ
اﻟﻣرﺑﻌﺎت ،اﻣﺎ اذا اﺗﺑﻌت اﻟﺣﻔرﯾﺔ طرﯾﻘﺔ ﻓﺎن ﻏﯾﻔن ﻓﺎﻧﮫ ﯾﻛﺗﻔﻰ ﺑرﺳم ﺧطﯾن ﻣﺗﻌﺎﻣدﯾن
اﺣدھﻣﺎ ﻓﻲ اﺗﺟﺎه ﺷﻣﺎل-ﺟﻧوب واﻵﺧر ﺷرق-ﻏرب دون ﺗﻘﺳﯾﻣﮭﻣﺎ إﻟﻰ ﻣرﺑﻌﺎت.
وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺧطﯾط ﻣوﻗﻊ اﺛري ﻣﻧﺣدر ﺑطرﯾﻘﺔ اﻟﻣرﺑﻌﺎت ،ﻓﺎن ﻣﻘﺎﺳﺎت ھذه اﻟﺧﯾرة
ﯾﺟب أن ﺗﺣدد ﺑﺷﻛل أﻓﻘﻲ ﺣﺗﻰ ﺗﻠﺗﺋم ﻣﻊ اﻟﻣﺧطط اﻟذي ﯾرﺳم ﻋﻠﻰ اﻟورق ،وﯾﺗم ھذا
أﻧطﻼﻗﺎ ﻣن ﻧﻘطﺔ ﺗﻘﺎطﻊ ﻣﺣوري ﺷﻣﺎل-ﺟﻧوب وﺷرق-ﻏرب ،ﺛم ﯾوﺟﮫ رأس
اﻟﺗﯾودوﻟﯾت ﻧﺣو اﺣد اﻻﺗﺟﺎھﺎت وﻟﯾﻛن اﻟﺷرق)ع( ،وﺗوﺿﻊ اﻟﺷﺎﺧﺻﺔ ﻓﻲ ﻧﻘﺎط ﻋدة
ﻣن ﻧﻔس اﻟﻣﺣور ،وﺗﻘﺎس اﻟﻣﺳﺎﻓﺔ اﻟﻔﺎﺻﻠﺔ ﺑﯾن اﻟﺟﮭﺎز و اﻟﺷﺎﺧﺻﺔ ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ
اﻟﻘﯾﺎس اﻟﻣرﻏوب ﻓﯾﮫ ،وﻋﻧد ﻛل ﻧﻘطﺔ ﯾوﺿﻊ وﺗدا.
ﻟﻣﺎ ﯾﻛون اﻻﻧﺣدار ﺷدﯾدا وﻟﯾﻣﻛن ﻗﯾﺎس ﺑﺎﻗﻲ اﻟﻣرﺑﻌﺎت أﻧطﻠﻘﺎ ﻣن اﻟﻧﻘطﺔ ا ﻟﻣرﺟﻌﯾﺔ
اﻟﻣرﻛزﯾﺔ ،ﯾﻐﯾراﻟﺗﯾودوﻟﯾت إﻟﻰ اﻟﻧﻘطﺔ" ، " 1ﺛم ﺗﻘﺎس اﻟﻣﺳﺎﻓﺔ اﻟﻣطﻠوﺑﺔ ،ﺛم ﯾﻐﯾر
اﻟﺟﮭﺎز ﺛﺎﻧﯾﺔ ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﻣرﺑﻊ آﺧر ،وھﻛذا ﻣﻊ ﺑﺎﻗﻲ اﻟﻣرﺑﻌﺎت ،دون ﻧﺳﻲ أن
ا رﺗﻔﺎع ﻛل ﻧﻘطﺔ ﻋن اﻟﻧﻘطﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻠﯾﮭﺎ ،وﻣن ا ﻟﺑدﯾﮭﻲ أن ﯾﻛون ﺗﺳﺟﯾل ﻣﻘدار
33
ﺗﻘﻧﯾﺎت اﻟﺑﺣث اﻷﺛري
اﻟﺣﺑل اﻟرﺿﻲ اﻟذي ﯾوﺻل ﺑﯾن ﻛل ﻧﻘطﺔ وﻧﻘطﺔ أطول ﻣن اﻟﻣﺳﺎﻓﺔ اﻟﻣﺄﺧوذة أﻓﻘﯾﺎ
ﻻﻧﺣدار اﻷرض.
وﺑﻌد اﻻﻧﺗﮭﺎء ﻣن ﺗﺣدﯾد اﻟﻧﻘﺎط ﻋﻠﻰ اﻟﺟﮭﺎت اﻟرﺑﻌﺔ ﻟﻠﻣﺣورﯾن ،ﯾﻣﻛن ادارة راس
اﻟﺗﯾودوﻟﯾت ﺑزاوﯾﺔ ﻗﺎﺋﻣﺔ ﻋﻧد أي ﻧﻘطﺔ وﺗرﺳم ﻣن ﺧﻠﻠﮭﺎ ﺷﺑﻛﺔ اﻟﻣرﺑﻌﺎت.
-4اﻟﺷروع ﻓﻲ اﻟﺣﻔر:
ﺑﻌد ﺗﺧطﯾط اﻟﺣﻔرﯾﺔ ﯾﻣﻛن اﻟﺑدء ﻓﻲ اﻟﺣﻔر ،وﺗﺗم ھذه اﻟﻌﻣﻠﯾﺔ ﺑﺗوزﯾﻊ أﻓراد اﻟﺑﻌﺛﺔ ﻋﻠﻰ
ﻣﺟﻣوﻋﺎت ﺗﺗﻧﺎﺳب ﻣﻊ ﻣﻘﺎﺳﺎت اﻟﻣرﺑﻌﺎت ،ﺑﺣﯾث ل ﯾﻛون ھﻧﺎك اﻛﺗﺿﺎض او ﻧﻘص
ﻓﻲ ﻋدد اﻻﻓراد ،و ﯾﻌﯾن ﻋﻠﻰ ﻛل ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣﺳؤول ،اﻟذي ﯾوزع اﻟﻣﮭﺎم ﻋﻠﻰ أﻋﺿﺎء
اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ وﯾﻔرض اﻟﻧظﺎم واﻻﻟﺗزام ﺑﯾﻧﮭم ،وﯾراﻗب ﺳﯾر اﻟﻌﻣل ﻣن اوﻟﮫ إﻟﻰ آﺧره.
×وﯾﻛون اﻟﺣﻔر ﺑﺈزاﻟﺔ طﺑﻘﺔ ﺑﻌد طﺑﻘﺔ إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ اﻟوﺻول إﻟﻰ اﻷرض اﻟﺑﻛر ،واذا
ﻛﺎﻧت اﻟﻣرﺑﻌﺎت ﻛﺑﯾرة"H" ،) 10او "┴" او "L" 10م ( ﯾﻣﻛن ت ﻗﺳﯾﻣﮭﺎ إﻟﻰ
ﻣرﺑﻌﺎت أﺻﻐر ا و ﺣﻔر ق طﺎﻋﺎت ﻣن ا ﻟﻣرﺑﻊ ﺑﺄﺷﻛﺎل ﻣﺧﺗﻠف ة ﻣﺛل ﺣرف وﻓﻲ
ﺟﻣﯾﻊ اﻷﺣوال ﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﯾﺣﺎط اﻟﺣﻔر ﺑﺎﻟﺣﯾطﺔ واﻟﺣذر ﺣﺗﻰ ﻻ ﯾﻠﺣق ﺿرر ﺑﺎﻟﻠﻘﻰ
اﻷﺛرﯾﺔ ،وﺗزداد اﻟﺣﯾطﺔ اﻛﺛر
ﻛﻠﻣﺎ زاد اﻻﻗﺗراب ﻣن اﻟﻠﻘﻰ ،وﻗد ﯾﻠﺟﺄ اﻷﺛري إﻟﻰ ﺗﻐﯾﯾر أدوات اﻟﺣﻔر ﻓﯾﺗﺧﻠﻰ ﻋن
اﻟﻔﺄس وﯾﺳﺗﻌﻣل أدوات ﺑﺳﯾطﺔ ﻣﺛل اﻟﻣﺳطرﯾن او اﻟﻔرﺷﺎة ،وﯾﺗوﻗف ھذا ﻋﻠﻰ ﺣﺳب
ﻧوﻋﯾﺔ اﻟﻠﻘﻰ.
وﯾﺟب أن ل ﯾﺗوﻗف اﻟﺣﻔر اﻻ ﺑﻌد اﻟوﺻول إﻟﻰ اﻟطﺑﻘﺔ اﻟﺟﯾوﻟوﺟﯾﺔ ،وﻻ ﯾﻧﺗﻘل اﻷﻓراد
ﻣن ﻣرﺑﻊ إﻟﻰ آﺧر إﻻ ﺑﻌد ﻧﮭﺎﯾﺔ ﺣﻔر اﻟﻣرﺑﻊ اﻷول ،وﯾﺟب ﻣراﻗﺑﺔ اﻟﺗرﺑﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗم
اﺧراﺟﮭﺎ اﺛﻧﺎء اﻟﺣﻔر ،ﻓﻘد ﺗﻛون ﻟﻘﻰ أﺛرﯾﺔ ﺻﻐﯾرة ﻛﻘطﻊ اﻟﻧﻘود او ﺣﻠﻲ او ﺷﻘوف
اﻟﻔﺧﺎر او ادوات ﺣﺟرﯾﺔ دﻗﯾﻘﺔ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻣواﻗﻊ ﻣﺎ ﻗﺑل اﻟﺗﺎرﯾﺦ __.
34