Professional Documents
Culture Documents
المسؤولية المدينة -عبدالقادر العرعاري -1
المسؤولية المدينة -عبدالقادر العرعاري -1
المسؤولية المدينة -عبدالقادر العرعاري -1
حظيت المسؤولية المدنية باهتمام الفقه والقضاء منذ القدم وال زال هذا اإلهتمام في تصاعد
مستمر نتيجة تجدد وتفاقم المخاطر التي يتسبب فيها اإلنسان بفعله أو بفعل األشياء التي في
حراسته ،ونتيجة لظهور مخاطر موازية للتطور التكنولوجي نتجت عن سوء استعمال
المنتجات الصناعية ،التي تسببت في حوادث السير وحوادث الشغل واألمراض المهنية
والتصادمات البحرية والجوية وتفاقم األضرار النووية.
ونظرا ألن الهدف من وضع قواعد هذه المسؤولية هو ضمان حصول المضرور على
التعويض عن الضرر الذي لحق به ،ألجل ذلك نص المشرع على حاالت التأمين اإلجباري
في المسؤولية العقدية وتشدد مسؤولية الحرفيين عن أخطائهم المهنية بحيث ال يحق لهم دفعها
إال في حاالت السبب األجنبي أو القوة القاهرة أو خطا الغير أو المضرور ،بل أكثر من ذلك
ما كان هذا الهدف ليتحقق إال باإلستعانة بخدمات المؤسسات المهنية بضمان حقوق
المضرورين في المجال المدني ،كشركات التأمين صناديق االحتياط االجتماعي والتي يرجع
لها الفضل في تعويض الكثير من المخاطر التي يتسبب فيها اإلنسان بفعله أو بفعل األشياء
التي في حراسته أو األشخاص الذين هم في عهدته .
ولفهم هذه المحاور فإننا سنحاول تلخيص مظاهر المسؤولية المدنية في شقيها العقدي
والتقصيري معا وذلك بتحديد موقع كل هاتين المسؤوليتين في إطار مبادئها وأحكامها الخاصة
على ضوء القانون المغربي .وكذلك التركيز على بعض النماذج الحيوية للمسؤولية المدنية
،من قبيل المسؤولية التقصيرية عن حوادث السير ،على أن نختم هذا الملخص بالحديث عن
المسؤولية المدنية عن مخاطر المنتجات المعيبة التي تناولها المشرع مؤخرا في القانون رقم
1
24.09المؤرخ في 17/08/2011
وعليه فإن تلخيصنا لهذا الكتاب سنقتصر على تصميمه األصلي المتمثل في أربعة
أبواب وباب تمهيدي على الشاكلة التالية ؛
إن أول من وضع وظائف مصطلح المسؤولية في المعنى الذي نحن بصدد البحث فيه
هو الفقيه البلجيكي سانكتيليت SANCTELETTEوذلك في بداية القرن الثامن عشر ،غير أن
المصطلح الذي كان شائعا قبل هذا التاريخ هو العمل غير المشروع والذي تأثر به القانون
المغربي على غرار التشريعات المدنية األخرى ،بينما عبر الفقهاء المسلمون على المسؤولية
بمصطلح "الضمان " إذ أن العبرة لديهم كانت بالنتيجة المترتبة على ذلك أال وهو الضمان .
لمصطلح المسؤولية عدة تقسيمات تختلف باختالف الميادين التي توظيفها فيها وتبعا
لذلك فهي تتخذ أكثر من داللة لغوية تتباين بحسب األوصاف التي تم الحاقها بها أنه يمكن
اختزال هذه االختالفات جميعها في النوعين األتيين .
وهي تلك المسؤولية التي تنبني في أصلها على مجرد اإلخالل بالواجبات ذات الطابع
المعنوي التي يرتبط الشخص بمقتضاها بمجموعة من القيم األخالقية في إطار حياته الخاصة
والعامة ،والجزاء المترتب على إثره ا ال يعدو أن يكون مجرد تأنيب الضمير او استنكار
الفعل من قبل عامة الناس ،والجذير بالذكر أن أغلب حاالت المسؤولية األدبية ليس لها مظهر
خارجي كما هو الشأن بالنسبة للمسؤوليات القانونية .
على عكس المسؤولية ا ألخالقية فإن المسؤولية القانونية تترتب عنها جزاءات مدنية
أو جنائية ،والقانون هو الذي تولى ضبط حاالت هذه المسؤولية والجزاءات المترتبة عنها ،
ونظرا ألن المسؤولية القانونية ليست من نوع واحد سنحاول اإلشارة أهم الفوارق بين
المسؤولية الجنائية والمدنية وذلك بعد التعرف بنطاق هذين النوعين من المسؤولية .
ويقصد بالمسؤولية الجنائية تحمل الشخص لتبعات أفعاله الجنائية المجرمة بمقتضى
نص في القانون ،فهي ترتبط ارتباط بالعقاب ونظرا لخطورة األفعال الجنائية ومساسها بالنظام
العام ،فالمشرع غالبا ما يضع عقوبات صارمة تتراوح بين الغرامات الزجرية والعقوبات
والسالبة للحرية وقد تصل إلى حد اإلعدام .
أما المسؤولية المدنية فهي تهدف حماية مصالح خاصة يملك فيها المضرور اختصار
التنازل عن حقه في التعويض كال او جزئا ،ويستوي في ذلك في الضرر الناتج في كلتا
المسؤوليتين العقدية والتقصيرية ،بعبارة أخرى التزام المسؤول بأداء التعويض للطرف
المضرور وفي الحاالت التي تتوفر فيها الشروط هذه المسؤولية فهي تفيد معنى الضرر ال
معنى الردع .
رغم اشتباه المسؤولية المدنية بالجنائية في مجموعة من األحكام إال أن بينهما اختالفات
جوهرية نجملها في ما يلي :
• تنشأ المسؤولية الجنائية في اقتراف المجرم ألفعال المحظورة بمقتضى فصول القانون
الجنائي تطبيقا لمبدأ ال جريمة وال عقوبة إال بنص في المقابل تترتب المسؤولية المدنية
عن اإلخالل بالتزامات وواجبات التي يفرضها مبدأ التعايش االجتماعي.
• ال يحق للطرف المضرور أن يتنازل في مقتضيات الدعوى العمومية بمخض اختياره
ألنها تقوم على انتهاك المجرم للحق العام ،بالمقابل في المسؤولية المدنية يحق
للمضرور التنازل عن مطالبه المدنية لتعلق ذلك بمصلحته الشخصية سواء كان
التنازل قبل أو بعد المحاكمة .
• يختلف جزاء المسؤولية الجنائية في مجموعة من العقوبات كالسجن والمصادرة
والغرامات والذعائر التي تأخد أجرا بالمقابل ،يقتصر جزاء المسؤولية المدنية على
التعويض الذي تراه المحكمة مناسب لجبر الضرر الذي أحدثه الشخص المسؤول .
• يمكن للدعوى المتعلقة بالطلب المدني أن تكون تابعة للدعوى العمومية وليس العكس
والحالة هذه تكون الدعوى المدنية مرفوعة أمام المحكمة الزجرية ،غير أنه يحق
رفعها إلى المحكمة المدنية وعلى هذه األخيرة في هذه الحالة أال تفصل في هذه الدعوى
حيث يتم الفصل في الدعوى العمومية وذلك إعماال لقاعدة الجنائي يعقل المدني LE
. CRIMINEL TIENT LE CIVIL EN ETAT
• وأخيرا فإن لكل من المسؤوليتين تقادم مختلف في الجنائية تقادم وفقا المادة 5ق م ج
بمرور 15سنة من يوم اقتراف الجريمة بالنسبة للحسابات و 4سنوات بالنسبة للجنح
وسنة للمخالفات ،أما بالنسبة للدعوى المدنية ،فإنها تقادمها تختلف إن عقدية عن تقادم
نظيرتها التقصيرية وهذا ما سنراه الحقا بشئ من التفصيل (الفصول 106و 387
قلع ( .
إن فكرة ازدواجية للمسؤولية المدنية قد فرضت نفسها على مستوى التشريع والفقه
والقضاء ،وإال أن خالفا قد ثار حول مسألة الجمع والخيار بين المسؤولية العقدية والتقصيرية
.فهل يحق للطرف المضرور أن يستفيد من امتيازاتهما معا ،أم يستفيد من إحداهما دون
األخرى؟ وقبل اإلجابة عن هذه التساؤلين لنوضح المقصود بكل منهما .
يقصد بالمسؤولية العقدية ذلك الجزاء المترتب عن اإلخالل بااللتزامات التعاقدية ،فلما
كان العقد شريعة فإن كان لزاما ،احترام مضمون هذه العالقة وأي إخالل بها إال ويستوجب
تحميل المسؤولية للطرف الذي تسبب في حصول هذا اإلخالل،وهذا ما عبر عنه المشرع في
الفصل 267من ق ل ع بأنه "يستحق التعويض إما بسبب عدم الوفاء بااللتزام وإما بسبب
التأخير في الوفاء به وذلك ولو لم يكن هناك أي سوء نية من جانب المدين "ولكي تقوم هذه
المسؤولية فإنه يتعين أن يتم اإلخالل بعقد صحيح من الناحية القانونية ،أما إذا كان باطال فإنه
ال مجال لتطبيق قواعد هذه المسؤولية .
أما المسؤولية التقصيرية فإنها تترتب على مجرد اإلخالل بالواجبات القانونية سواء
كان منصوصا عليها في بنود تشريعية أو كانت نابعة من نظام التعايش االجتماعي كضرورة
احترام حقوق الجوار وعدم المساس بسالمة األفراد ،فالقاعدة الكلية تقضي بعدم اإلضرار
بالغير ،وكل من تسبب في وقوع هذه القاعدة العامة في الفصل 77من ق ل ع الذي ورد فيه
بأن " كل فعل ارتكبه اإلنسان عن بينة واختيار ،ومن غير أن يسمح به القانون فأحدث
ضررا ماديا أو معنويا للغير التزم مرتكبه بتعويض هذا الضرر"
بعد التعريف بكل من المسؤوليتين سنتطرق أسفله إلى إشكالية الوحدة واإلزدواحية
في نظام المسؤولية المدنية .
منذ أواخر القرن التاسع عشر أصبح الفقهاء يميزون بين الخطأ العقدي والخطأ
التقصيري ،وبعد أن تم الفصل بين المسؤولية الجنائية والمدنية أصبح اهتمام الفقهاء منصب
على هذه األخيرة حيث نجد فريقا من الفقهاء يقول بجواز الفصل بين المسؤولية العقدية و
التقصيرية وفريق أخر من الفقهاء ينادي بضرورة عدم الفصل بينهما.
التيار األول :هم أنصار وحدة المسؤولية المدنية ،فهم يرون بأن المسؤولية العقدية
والتقصيرية ينتجون أثار متشابهة وال يتحققان إال بتوفر العناصر الثالث (الخطأ والضرر
والعالقة السببية ) ،وأن الفوارق المزعومة بين المسؤوليتين ما هي إال فروع ثانوية هي
أقرب للميدان النظري منها للميدان التطبيقي .
التيار الثاني :هم أنصار فكرة ازدواجية المسؤولية المدنية فهم يرون بأن المسؤولية
نوعان أولى ذات مصدر تقصيري والثانية ذات مصدر عقدي ولكل منهما نطاق خاص
وأحكام مستقلة وتميز بينهما .
التيار الثالث :اتجاه وسط يقول بأن األمر ال يتعلق بوجود مسؤوليتين مدنيتين وإنما
مسؤولية واحدة لها مظهرين أو نظامين هما النظام العقدي والنظام التقصيري .
• من حيث األهلية :على الشخص أن يكون كامل األهلية على خالف المسؤولية
التقص يرية التي يتطلب فيها شرط التمييز لنتائج وعواقبه أفعاله الفصل 96من قانون
اإللتزامات والعقود.
• من حيث اإلنذار أو اإلخطار :المطابة بالتعويض في إطار المسؤولية العقدية يشترط
وضع المدين في حالة مطل وذلك بإنذاره من طرف الدائن ،غير أنه في المسؤولية
التقصيرية هذه المطالبة ال تستلزم إخطار أو إنذار الطرف الذي تسبب في وقوع
الضرر .
• من حيث ارتباط المسؤوليتين بالنظام العام :القاعدة العامة في المسؤولية التقصيرية
أن لها عالقة بالنظام العام أي ال يجوز اإلنفاق على مخالفة قواعدها ،غير أن في
ميدان المسؤولية العقدية ليس لها عالقة بالنظام العام من حيث المبدأ ،بحيث يمكن
اإلتفاق على التحقيق من حدثها أو استبعاد الضمان المترتب عنها ،لكن هذه األخيرة
ترد عليها استثناءات حيث تكون المسؤولية العقدية والضمان العقدي من النظام العام
• من حيث عنصر التضامن :المسؤولية العقدية من حيث المبدأ ال تضامن فيها (الفصل
164من ق ل ع ) واألمر نفسه بالنسبة للمسؤولية التقصيرية مع استثناء بسيط في
حالة تعدد المسؤولين فإن أداء التعويض يكون بالتضامن خصوصا في الحاالت التي
يتعذر فيها نسبة الخطأ الى شخص بذاته وكان الضرر قد صدر عن مجموعة أشخاص
وتعذر تحديد المسؤول المباشر فيه.
• من حيث اإلثبات :إثبات االلتزام العقدي يقع على الدائن بحيث يثبت وجود العقد الذي
يربطه بالمدين وأنه قد حصل اخالل بااللتزامات المتضمنة فيه وعلى المدين أن يبرأ
ذمته بإثبات السبب األجنبي .أما إثبات المسؤولية التقصيرية يقع على عاتق المضرور
حيث يقيم دليل على توافر العناصر الثالث التي تقوم عليها أي إثبات الخطأ والضرر
والعالقة السببية بينهما .
• من حيث التقادم :تتقادم دعوى المسؤولية التقصيرية بمرور خمس سنوات من الوقت
الذي يعلم فيه المضرور والمسؤول عنه ،وإذا لم يحصل العلم تتقادم هذه الدعوى
بمرور 20سنة من وقت حدوث الضرر (الفصل 106ق ل ع ) .بينما تتقادم دعوى
المسؤولية العقدية بمرور 15سنة ابتداء من وقت ابرام العقد ،غير أنه ترد استثناءات
يكون فيها التقادم متوسط أو قصير .
تتمثل هذه اإلشكالية في الحاالت التي يتولد فيها الفعل الواحد دعويين احداهما عقدية
والثانية تقصيرية ،وهذه الوضعية التي دفعت الى التساؤل حول امكانية المضرور بالجمع
بين محاسن الدعويين او هل له أن يختار أحدهما ،وهل يحق له اإللتجاء إلى الدعوى
التقصيرية إذا سقط حقه في اإللتجاء إلى الدعوى العقدية ؟
يجمـع كـل مـن القـانون والفقـه والقضـاء علـى عـدم جـواز الجمـع بـين المسـؤوليتين بمختلـف
معـاني الجمـع .فـال يجـوز ،بدايـة ،للمضـرور أن يطالـب بتعـويض الضـرر الواحــد
مــرتين ،وإال ســوف يــؤدي ذلــك إلى إثــراء المضــرور علــى حســاب المســؤول دون
ســبب مشـروع .ثم ال يجـوز للمضـرور ،وهـو يطالـب بتعـويض واحـد ،أن يجمـع في
دعـواه بـين خصـائص المسؤولية العقدية وخصائص المسؤولية التقصيرية ،ألنه سنكون أمام
مسؤولية هجينة.
يرى مؤيـدو الخيـار أن شــروط كــل مــن المســؤوليتين تختلــف ،فــإذا تــوافرت شــروط
المســؤوليتين يحــق للمضــرور أن يختــار بينهمـــا ،والتي يمكـــن أن تطبـــق المســـؤولية
التقصـــيرية حـــتى في حـــال قيـــام عقـــد بـــين المسؤول والمضرور ،شــريطة أن تكــون
شــروط هــذه المســؤولية متــوافرة كمــا يــرى مؤيــدو الخيـــار أن المسؤولية التقصيرية
هي من النظام العام ،وبالتالي ال تجبها المسؤولية العقدية أما خصوم الخيار فـيرون أنـه إذا
تـوافرت شـروط المسـؤولية العقديـة والمسـؤولية التقصـيرية فالعمـل الواحـد ،فـإن
المضـرور ال يحـق لـه الخيـار بينهمـا ،وإنمـا المسـؤولية العقديـة تجـب المسـؤولية
التقصيرية .وبالتالي تطبق في مثل هذه الحالة قواعـد المسـؤولية العقديـة .ويـبررون ذلـك
من العالقـة بـين المضـرور والمسـؤول مصـدرها العقـد ،والـدائن (المضـرور) ال يعـرف
المـدين (المسـؤول) إال مـن خالل ذلك العقد ،وبالتالي يجب أن يحكم العقد العالقة بينهما.
إن القوة الملزمة للعقد تقتضـي قيـام أطرافـه بتنفيـذ مـا يقـع علـى عـاتقهم مـن
التزامـات ،فـإن عـدل أي منهمـا عـن الوفـاء بالتزاماته أو تأخر في هـذا الوفـاء ،كـان مسـؤوال
عـن ذلـك مسـؤولية عقدية .وحتى نكون فكرة عامة عن نظام المسؤولية العقدية فإننا سنحاول
تحديد هذه المسؤولية ببيان مظاهرها القانونية ،وكذا العناصر الالزمة لتحققها على أن نختم
الكالم في هذا الباب بمعالجة االتفاقات المعدلة للمسؤولية زيادة أو نقصانا .
ويحدد مفهوم المسؤولية العقدية في الحالة التي يخل فيها المتعاقد بالتزاماته تجاه
الطرف األخر ،ويشمل هذا اإلخالل حاالت عدم تنفيذ االلتزام كال أو بعضا وحاالت تأخير
تنفيذ العقد في وقته المحدد في بنوده ،وهذا ما أشار إليه المشرع في الفصل 263من ق ل
ع "يستحق التعويض ،إما بسبب عدم الوفاء بااللتزام وإما بسبب التأخر في الوقاء به
،وذلك ولو لم يكن هناك أي سوء نية من جانب المدين " واستحقاق التعويض قد يكون مع
فسخ العقد او بقاء العقد متى كان التنفيذ العيني الزال ممكن ولو جزء منه.
وللمسؤولية العقدية عدة مظاهر تحكمها قواعد مشتركة وخاضعة لنظام قانوني موحد
،إال ما استثناه المشرع بمقتضى نص خاص كما هو الحال بالنسبة للمسؤولية العقدية للحرفيين
والصناع ،فمجرد اإلخالل بااللتزام تقوم المسؤولية العقدية وال حاجة إلثبات أخطائهم من
طرف المضرور (مسؤولية مفترضة في حقهم ).
هذا باإلضافة إال أن بعض العالقات التعاقدية تفرض على الطرف الضعيف الخضوع
إلرادة الطرف القوي (,ترتقي الى مصاف عقود اإلذعان ) التي جعل لها المشرع أحكام
خاصة لحماية المستهلك فيها ،وذلك من خالل قانون 31.08المتعلق بتدابير حماية المستهلك
التي شدد الضمان والمسؤولية في حق المتعاقد المحترف والقضاء بدوره تشدد مع هؤالء
وسنرى ذلك الحقا في هذا التلخيص.
لقيام المسؤولية العقدية يتطلب شروطا ثالث وهي الخطأ والضرر والعالقة السببية
بينهما ،وسوف ندرس هذه الشروط ونعرف بها من جانب المسؤولية العقدية على أن نفصل
فيها بشيء من الدقة عند استقراء للمسؤولية التقصيرية العتبارها مصدرا لاللتزام .
للخطأ العقدي أكثر من مظهر قانوني يختلف باختالف نوعية اإلخالل الذي ارتكبه
المدين ؛
فقد يتمثل في امتناع أحد المتعاقدين في الوفاء باإللتزامات التي تتعهد بها او في شكل
تأخير في التنفيذ وهما مظهرين مذكورين في الفصل 263من ق ل ع على سبيل المثال فقط
إذن نجد مظاهرا أخرى مثل حالة تسليم البائع شيئا معيبا للمشتري وهو يعلم مسبقا بوجود
العيب ،وحالة بيع العقار مع علمه بأن العقار مهدد بالمصادرة ألجل المنفعة العامة،أو كتمان
الحقيقة ،او عدم إبداء النصيحة في العقود المهمة او التي يكون أحد طرفيها مستهلكا عاديا ال
دراية له بشؤون الحرفة محل التعاقد .
إن الخطأ كيفما كان وإال يعد سبب للمسائلة العقدية وال يتحلل المدين من تحمل هذه
المسؤولية إال بإثباته وأن الفعل كان بسبب أجنبي ال يد له فيه كالقوة القاهرة والخطأ المنسوب
للدائن او للغير.
وبناء على ذلك سنستعرض مقياس تحقق هذا الخطأ العقدي وكيفية إثباته وإمكاني
مساءلة الشخص عقديا عن أخطاء غيره وعن فعل أشيائه .
وهو مقياس ومعيار موضوعي مجرد ومرن من حيث التطبيق يتمثل في وجود نوعين
من اإللتزامات العقدية يتحمل بها المدين والدائن وهي اإللتزام بنتيجة obligation de
résultatوإلتزام بعناية ، obligation de moyenوالنسبة لإللتزام االول فالمدين ال
تبرأ ذمته إال بتحقيق النتيجة المتفق عليها ولو كانت تافهة ،وبالنسبة لإللتزام الثاني فالمدين
يلتزم ببذل عناية الالزمة دون تحقيق نتيجة معينة وإنما أمل في حصول هذه النتيجة وإخاللهما
يتحقق بإثبات اإلهمال والتقصير من جانبه .
إال أنه ما يجب اإلشارة إليه ان نوعية االحتياط والحرص الذي يتعين سلوكه في هذا
اإللتزام هو عناية الرجل العادي متوسط الفطنة والذكاء ومنظور إليه من زاوية رجل المهنة
او الحرفة الذي حصل التعامل فيها
إثبات الخطأ العقدي في اإللتزام بنتيجة يكون بمجرد عدم تحقق النتيجة التي تعاقد
الزبون من أجلها .وال يتحلل من هذه المسؤولية إال إذا أثبت السبب األجنبي كالقوة القاهرة
والخطأ المضرور ،وعبئ اإلثبات هنا يقع على الطرف المدين ،أما الدائن فعليه أن يحدد نوع
الضرر الذي لحق به وأن يبرهن على وجود عقد صحيح يربك بينه وبين المدين بااللتزام.
أما إثبات الخطأ العقدي في اإللتزام بعناية يتحقق بإثبات الدائن التقصير واإلهمال من
جانب الملتزم المدين ،وله في ذلك استعمال مختلف وسائل اإلثبات باعتبار أن اإلخالل بالعقد
من المسائل التي يختلط فيها الواقع بالقانون.
والمقصود بها تلك المسؤولية التي يتحملها المدين نتيجة اإلخالل بعقد من طرف
األشخاص الذين يرتبطون بمقتضى عالقات قانونية تستوجب حلول محلهم في تحمل أخطائهم
متى كانت متصلة بتنفيذ العقد.
وهذه المسؤولية هي مجرد مظهر قانوني للمسؤولية العقدية وأهم ما تتمثل فيه العقود
من الباطن ؛ حيث نكون أمام عقدين أول أصلي وثاني فرعي ومثاال على ذلك ما نص عليه
الفصل 670من ق ل ع الذي يحمل المكتري األصل مسؤولية تجاه المكري عن األخطاء
الصادرة عن المكترين الفرعيين.
المطلب الرابع :المسؤولية الناجمة عن الضرر الذي يتسبب فيه الشيء الذي يكون محل
للتعاقد
بل أثر من ذلك حتى ولو تعلق االمر بإلحاق بعض األضرار الجسدية بالزبناء أثناء
عملية الشراء أو بمناسبتها ولو عدل الزبون المتحول في المتجر عن الشراء .وأساس هذه
المسؤولية أن صاحب المحل التجاري يتحمل واجب ضمان سالمة الزبون منذ دخوله إلى
المتجر إلى غاية خروجه منه .
الضرر هو الصورة الملموسة التي تتمثل فيها نتائج الخطأ العقدي ،وبالتالي فإذا لم
يترتب عن الخطأ ضرر فال مجال إلعمال قواعد المسؤولية العقدية.
كما أن الضرر األدبي على غرار الضرر المادي موجب للتعويض في هذه المسؤولية
العقدية ،وعلى العموم فإن الضرر سواء كان ماديا أو معنويا فيتعين فيه أن يكون شخصيا و
مباشرا و محققا و متوقعا عند إبرام العقد.
-1أن يكوم الضرر شخصيا :اي أن يكون الدائن هو الشخص المتضرر من الفعل
الذي ارتكبه المدين ونص على هذا الشرط الفصل 264من ق ل ع "الضرر هو ما لحق
الدائن من خسارة حقيقية وما فاته من كسب "..والجدير بالذكر أن التعويض قد يطالب به
المضرور المباشر في العقد او ورثته عن طريق الحلول محله عند وفاته .
-2أن يكون الضرر مباشرا : Directوهذا ما يتحقق بالنسبة لألضرار التي ترتبط
ارتباط وثيق بالخطأ العقدي وأشار إلى ذلك المشرع في الفصل 264كذلك من ق ل ع بقوله
" ...متى كان ناتجين مباشرة عن عدم الوفاء بااللتزام"
-3أن يكون الضرر محققا : dommage certainوهو الذي وقع فعال او سيقع
في المستقبل.
-4أن يكون متوقع عند إبرام العقد : dommage prévisibleهو الذي كلن منتظر
حدوثه عند ابرام العقد ،غير أنه استثناء أشار إليه المشرع الفرنسي والمصري فإذا كان
الضرر العقدي غير متوقع نشأ بناء على ممارسة المدين للتدليس او وقوعه في خطأ جسيم
الذي ال يغتفر ،فإنه يكون موجب للتعويض ،بينما مشرعنا المغربي أغفل هذه النقطة ويؤخذ
بعين االعتبار في تحديد نوعية الضرر المتوقع أثناء إبرام العقد هو قيمة الضرر التي كانت
متوقعة قبل حصول الفعل الموجب للضمان والمسؤولية.
لقيام المسؤولية العقدية يجب أن يكون الخطأ هو الذي تسبب في وقوع الضرر ،ويقع
عبئ إثبات العالقة السببية على عاتق الدائن الذي يطالب المدين بالتعويض عن األضرار
المترتبة عن اإلخالل بالعقد و استثناء بالنسبة للمسؤولية المفترضة من جانب المسؤول،
كالمسؤولية الملقاة على عاتق المعماريين في إطار ما يسمى بالضمان العشري ،بحيث ال
يلتزم إال بإثبات الضرر العقدي أما الخطأ فال يلتزم بإثباته ألن المسؤولية قائمة على افتراض
الخطأ من جانب الدائن ،فللتحلل من الضمان المسؤولية ما عليه إال أن يثبت أن الضرر كان
نتيجة لفعل أجنبي ال يد له فيه كالقوة القاهرة والحدث الفجائي والخطأ المنسوب للمضرور
والغير .
نشير في ختام الحديث عن العالقة السببية أن مسألة استخالص هذه األخيرة متروك
للسلطة التقديرية لقضاة الموضوع بحيث ال يخضعون فيها لرقابة محكمة النقض .
نظرا لكون أحكام المسؤولية العقدية ليست من النظام العام كما هو الشأن بالنسبة
للمسؤولية التقصيرية فإنه ال مانع من االتفاق على تعديل أحكامها سواء بتشديد هذه المسؤولية
او التخفيف منها ،وقد يصل ذلك إلى حد إعفاء المدين تبعاتها مطلقا ،ويرد على هذا استثناءات
يمنع القانون تعديل أحكام المسؤولية العقدية فيها.
المبحث األول :مبدأ جواز اإلتفاق على تعديل أحكام المسؤولية العقدية
يتخذ هذا المبدأ مظهرين قانونيين متعاكسيين وهما االتفاق على تشديد وتخفيف
المسؤولية والضمان العقدي.
يحق للدائن أن يشترط التشديد في مسؤولية المدين وضمانه ،كأن يدرج في عقد البيع
شرط يحمل البائع تبعة ضمان العيوب البسيطة والظاهرة .
ومن بين أبرز األمثلة على ذلك في العقود المبنية على المساومة الحرة -الشرط
الجزائي clause pénaleحيث تشدد المسؤولية في حق المدين باالتفاق على تعويض
جزافي قبل حصول الفعل الموجب إلستحقاق التعويض .
بمقابل اإلتفاق على تشديد المسؤولية والضمان العقدي ،يجوز اإلتفاق على التخفيف
من حجم المسؤولية الملقاة على عاتق المدين ،سواء باإلعفاء الكلي منها أو مجرد التخفيف
من حدتها كالتعاقد من غير ضمان . clause de non garantie
ونظرا لخطورة الشروط المعفية من المسؤولية والضمان فإن اإلتجاه الغالب في الفقه
يربطه هذه الشروط بتوفر شرطين أساسيين ؛
االول :أن يكون الدائن على علم تام بمضمون الشرط وأن يكون عالم بالمخاطر التي
جعلت الدائن يتعاقد على حسابه الخاص من غير ضمان
حرية األطراف المتعاقدة في تعدد المسؤولية العقدية ليست مطلقة وإنما هي مقيدة
بمجموعة من الضوابط القانونية التي تشكل في مجملها ما يسمى بالنظام العام الذي يعتبر
بمثابة قيد يحد من حرية المتعاقدين في مجال الشروط المخففة والمعفية من الضمان
والمسؤولية ،وعليه نتطرق للحاالت الثالثاء المقيدة للمبدأ السابق او ما عبرنا هنه في مبحثنا
هذا باالستثناءات
أوال :حالة ارتباط الشرط بإعفاء المدين من التدليس والخطأ الجسيم :وهو ما نص عليه
الفصل 232من ق ل ع " ال يجوز أن يشترط مقدما عدم مسؤولية الشخص عن خطأه
الجسيم او تدليسه " هذا الخضر بسبب ان هذه الشروط لها مساس بالنظام العام .
ثانيا :حالة مساس الشرط بسالمة وأمن األفراد :حيث يكون كل شرط معفي من المسؤولية
والضمان وفي نفس الوقت ماسة بالصحة والسالمة العامة للمواطن باطال .وقد أشار المشرع
لهذا الفصل 772من ق ل ع "ط كل شرط موضوعه إنقاص او إسقاط ضمان أجير الصنع
لعيوب صنعه وعلى األخص إذا كان قد أخفى عن قصد هذه العيوب او كانت ناشئة عن
تفريطه الجسيم "
ثالثا :حالة ا لمساس للشرط بواجب المحافظة على األمانات والودائع :بادر المشرع
المغربي الى إقرار بطالن الشروط المعفية للضمان والمسؤولية ،المتعلقة بالمحافظة على
األمانات والودائع ،ومصال ذلك حالة الدائن المرتهن وحالة أصحاب الفنادق والحمامات
والمالهي العمومية فكل من تعهد بحراسة األشياء واألمتعة الخاصة للزبناء إال ويلتزم
بضمانها وتحمل المسؤولية عنها وأي اتفاق خالف ذلك يكون عديم األثر
وفي ختام هاذ المبحث نشير أن بطالن الشرط ال يقتضي بالضرورة بطالن العقد
الذي يتضمنه مالم يثبت أن الشرط الباطل كان هو السبب الدافع للتعاقد ،حيث يتعذر فصل
الشرط ،فيبطل الشرط والعقد معا .
المالحظ أن المشرع تطرق ي باب المسؤولية التقصيرية كذلك للقواعد المنظمة لحيازة
األشياء عن حسن النية او سوئها في الفصول من 101الى 105من ق ل ع ،وهذا الموضوع
يعد غريبا نوعا ما عن اإللتزامات الناشئة عن الجرم او شبه الجرم .
وعلى كل حال ومسايرة لمسلك المشرع المغربي فإننا سنتناول في هذا التلخيص
مسؤولية الشخص عن أفعاله التي يرتكبها عن قصد او غير قصد وابتي تستوجب إثبات
عنصر الخطأ على أن نتناول في المحاول األخرى أهم المظاهر التي تتجسد فيها المسؤولية
الموضوعية خصوصا مسؤولية الشخص عن أفعال غيره وكذا مسؤولية الشخص عن
األضرار التي تتسبب فيها األشياء والحيوانات التي توجد في حراسته .
من بين أهم مظاهر المسؤولة المدنية ،التقصيرية عن الفعل الشخصي ،ولقيامها فإنه
يلزم بالضرورة توافر الخطأ والضرر والعالقة السببية بينهما وهذه العناصر تعد ضرورية
لتحقق هذه المسؤولية التقصيرية الشخصية كانت أم موضعية ،بل هي كذلك قاسم مشترك
بين مختلف مظاهر المسؤولية المدنية عموما ،غير أنه أساس هذه المسؤولية وطريقة إثباتها
هي التي تتباين .
الخطأ هو الركن االول لقيام المسؤولية المدنية عامة والتقصيرية خاصة فما المقصود
بالخطأ في إطار هذه المسؤولية األخيرة وما هي عناصره وشروطه وأنواعه الكل سنتطرق
إليه أسفله بشيء من الدقة واالختصار .
عرف المشرع المغربي الخطأ في الفصل 78من ق ل ع على أنه " الخطأ هو ترك
ما كان يجب فعله أو فعل ما كان يجب اإلمساك عنه وذلك من غير قصد إلحداث الضرر "
يتشكل الخطأ من عنصرين االول مادي يتمثل في حصول الفعل الموجب لتحمل
المسؤولية وبالثاني معنوي وهو إمكانية نسبة فعل التعدي إلى مسؤولية في نظر القانون .
أشار المشرع إلى هذا الركن في الفصلين 77من ق ل ع حيث يعتبر " كل فعل
ارتكبه اإلنسان عن بينة واختيار من غير أن يسمح له به القانون فأحدث ضررا ماديا أو
معنويا للغير التزم مرتكبه بتعويض هذا الضرر " ...والفصل " 78كل شخص مسؤول عن
الضرر المعنوي او المادي الذي أحدثه ال بفعله فقط ولكن بخطئه أيضا وذلك عندما يثبت
أن هذا الخطأ هو السبب المباشر في حدوث ذلك الضرر" ...
من خالل الفصلين أعاله يتضح ان اول مظهر للعنصر المادي هو اإلخالل باإللتزامات
القانونية ،والذي قد يكون مقصودا غي ذاته ونسميه التعدي ،او غير مقصود لذاته ولكن
حصل عن طريق اإلهمال التقصير .
والمظهر الثاني للعنصر المادي هو اإلخالل باإللتزامات غير قانونية ،المستقاة من
ضوابط التعايش االجتماعي ،كالضرر بحقوق الجوار والتعسف في استعمال الحق بوجه عام
،وعدم احترام األعراف والتقاليد المهنية او الرياضية ،عموما القضاء هو الذي يتولى تحديد
حاالت اإلخالل باإللتزامات القانونية ،ويعتمد في ذلك على معيارين الشخصي والموضوعي
في معاملة المخطئ
اي انه يلزم في الشخص المخطئ أن يكون مدركا ألفعاله المقصودة منها والغير
المقصودة.
وقد أكد المشرع هذا العنصر في عدة فضول حدد فيها حاالت انعدام التميز ؛ الفصل
96من ق ل ع " القاصر عديم التمييز ال يسأل مدنيا عن الضرر الحاصل بفعله و يطبق
نفس الحكم على فاقد العقل بالنسبة الى األفعال الحاصلة في حالة جنونه وبالعكس من ذلك
يسأل القاصر عن الضرر الحاصل بفعله إذا كان له من الدرجة الالزمة لتقدير نتائج أعماله"
والفصل 93من ق ل ع "السكر إذا كان اختياريا ال يحول دون المسؤولية المدنية في
اإللتزامات الناشئة عن الجرائم وأشباه الجرائم ،وال مسؤولية مدنية إذا كان السكر غير
اختياري ،وعلى المتتابع إثبات هذه الواقعة " والفصل 97من ق ل ع "الصم والبكم وغيرهم
من ذوي العاهات يسألون عن األضرار الناتجة من أفعالهم أو خطأهم وإذا كانت لهم من
التمييز الدرجة الالزمة لتقدير نتائج أعمالهم "
والجذير بالذكر أن الشخص المعنوي هو االخر يتحمل مسؤولية بناء على الحقيقة
الواقعية للشخص المعنوي la théorie de réalité du personne moraleحيث
يجب مسائلة الشخص المعنوي بصورة مباشرة عن كل األضرار التي يتسبب فيها األفراد
الذين يشكلون الطاقم العام لألشخاص اإلعتبارية ،شرط أن يكون هذا الفعل تم ارتكابه أثناء
مزاولة الوظيفة او الخدمة المسندة إليهم ،او بمناسبتها ،مادام أن الخطأ ليس شخصيا .
ينقسم الخطأ من حيث طبيعته إلى خطأ إيجابي وسلبي ومن حيث تدخل اإلرادة في
إحداثه إلى خطأ عمدي وناتج عن اإلهمال وال مباالة ومن حيث خطورته إلى خطأ جسيم
ويسير
بالعودة الى الفصل 78من ق ل ع نستنتج أن الخطأ قد يكون إجابي او سلبي " ..ترك
ما كان يجب فعله او فعل ما كان يجب اإلمساك عنه " ...نشير إلى أن حلقة األخطاء السلبية
ضيقة بالمقارنة مع حلقة األخطاء اإليجابية .كما أن الخطأ اإليجابي ينحصر في مظهر واحد
ارتكاب فعل مادي مخالف للقانون ،بينما الخطأ السلبي يتمظهر في عدة مظاهر فقد يكون في
شكل امتناع عن القيان بالواجب القانوني (إنكار العدالة déni de justiceمثاال ) الفصل
81والفصل 391من ق ل ع ،وقد يكون في شكل كتمان بعض الوقائع الصحيحة وإخفائها
بقصد طمس الحقيقة وتضليل الغير الفصل 52من ق ل ع (مثاال المادة 30من مدونة
التأمينات القانون (17.99
الخطأ العمدي ويرف أيضا بإسم الخطأ الخبيث faut malicieuseوهو الذي يتعمد
فيه الشخص إلى ارتكاب الفعل الضار قصدا تحقيق النتيجة الضارة ،سواء كان الفعل إيجابيا
كالشخص الذي ينهال على غيره بالضرب والجرح في غير حاالت الدفاع الشرعي عن النفس
او المال ،او كان الفعل سلبيا متى كان القصد منه إحداث الضرر بالغير .
الخطأ غير العمدي ويعرف ايضا بخطأ اإلهمال faute d’imprudence ou de
négligenceوهو نوع من اإلخالل باإللتزامات القانونية سواء كان منصوص عليها او
غير منصوص عليها وذلك من غير قصد احداث الضرر بالغير ،كالصياد الذي يقتل صديقه
أثناء رجلة الصيد في الوقت الذي كلن يقصد إصابة هدف حيواني يعد مرتكب لجريمة القتل
الخطأ
يكون الخطأ جسيم faut lourdeعندما يكون اإلخالل قد حصل بواجبات قانونية
على جانب من األهمية وقد أعطى المشرع أمثلة لمجموعة من األخطاء الجسيمة ؛ كالفصل
232من ق ل ع الذي ينص على أنه ال يجوز للمخطئ في هذه الحاالت أن يشترط مقدما
عدم مسؤولية عن األخطاء الجسيمة او الناتجة عن التدليس ،والفصل 75الذي ينص إن
الخطأ الجسيم يكون سببا لحرمان المضرور من استحقاق التعويض كليا عندما يكون هذا
الخطأ على جانب من الخطورة كالسكر االختياري لألجير ،والمادة 39من مدونة الشغل
التي تنص على أن الخطأ الجسيم قد يكون سبب من أسباب طرد العامل كإفشاء السر المهني
والسرقة وخيانة األمانة والسكر العلني وتعاطي للمخدرات ورفض إنجاز األشغال الذي هو
من اختصاصه او النسب في تدمير التجهيزات والمعدات الالزمة للعمل عمدا او نتيجة إهمال
فادح
ويكون الخطأ اليسير faut l'égérieهو كل خطأ اقل جسامة ،غير أنه ما يجب
اإلشارة إليه أنه ليس كل األخطاء اليسيرة قابلة للتعويض عنها ،حيث توجد زمرة من األخطاء
اليسيرة ال تستوجب التعويض ،كما هو الحال بالنسبة للمسؤولية التقصيرية للقضاة ال يسألون
عن األخطاء اليسيرة إال إذا كان هناك نص خاص ونفس األمر بالنسبة للمحامي واألطباء
والمهندسين المعماريين
سنقوم بتعريف هذه النظرية ونعرض ألهم تطبيقاتها ونبين موقف المشرع المغربي منها؛
هو استعمال الحق على نحو يتنافى مع الهدف االجتماعي الذي أنشئ من أجله هذا
الحق فما هو إال صورة من صور نظرية الخطأ التقصيري .
للتعسف في استعمال الحق أكثر من مظهر قانوني وأبرز مظهر هو مضار الجوار
troubles des voisinagesوقد أثاره المشرع المغربي في الفصل 91من ق ل ع
" للجيران الحق في إقامة دعوى على أصحاب المحالت المضرة بالصحة أو المقلقة للراحة
بطلب ،إما إزالة هذه المحالت ،وإما إجراء ما يلزم فيها من التغيير لرفع األضرار التي
يتظلمون منها .وال يحول الترخيص الصادر من السلطات المختصة دون مباشرة هذه
الدعوى"
نظم المشرع هذه النظرية في الفصول 91و 62و 94من ق ل ع حيث قيدت المادة
92الحق بأنه يشمل فقط األضرار التي لها قدر من الجسامة واستثنت بذلك األضرار المألوفة
على اإللتزامات العادية للجوار بحيث جاء في هذه المادة "ومع ذلك ،ال يحق للجيران أن
يطلبوا إزالة األضرار الناشئة عن االلتزامات العادية للجوار ،كالدخان الذي يتسرب من
المداخن ،وغيره من المضار التي ال يمكن تجنبها والتي ال تتجاوز الحد المألوف"
لم يقف المشرع عند هذا الحد بل وضع مبدأ عام ضابط لمعيار التعسف في استعمال
هذا الحق في الفصل 94من ق ل ع حيث جاء فيه "ال محل للمسؤولية المدنية ،إذا فعل
شخص بغير قصد اإلضرار ما كان له الحق في فعله .غير أنه إذا كان من شأن مباشرة هذا
الحق أن تؤدي إلى إلحاق ضرر فادح بالغير ،وكان من الممكن تجنب هذا الضرر أو إزالته
من غير أذى جسيم لصاحب الحق ،فإن المسؤولية المدنية تقوم إذا لم يجر الشخص ما كان
يلزم لمنعه أو إليقافه"
إذا استجمع الخطأ عنصريه المادي والمعنوي إال ويستوجب المسؤولية لكن هناك
حاالت يعفى منها المخطئ من المسؤولية ولو استجمع الخطأ عنصريه ويتعلق األمر بأسباب
اإلباحة والتبرير وهي كاألتي ؛
غير أن الشخص ال يكون في حالة الدفاع الشرعي إال إذا توافرت مجموعة من
الشروط الموضوعية كلها معا وهي ؛
• أن يكون هناك خطر يهدد الشخص في نفسه او ماله أو نفس الغير أو ماله .
• أن يكون الخطر ال يحتمل التأجيل .
• أن ال تكون هناك فرص النجاة والتخلص من فعل التعدي إال بدفعه بالقوة .
• أن يكون الدفع مناسبا على األقل مع خطورة اإلعتداء .
وبمجرد توافر هذه الشروط يعفى مرتكب الخطأ من تحمل المسؤولية .
وهي أن يجد الشخص نفسه مضطرا لدفع خطر جسيم عن طريق التضحية بما هو أقل منه
او مساوي له وشروطه هي ؛
ولقدد استقر الرأي لدى اإلتجاه الغالب في الفقه على ضرورة التمييز بين نوعين من
المخاطر التي يقبل المضرور بهما وهما ؛ المخاطر التي تصيب المضرور في ماله هذه
األخيرة يجوز اإلتفاق على تحمل المضرور لعواقبها مادام ال تخالف النظام العام .والثانية
هي المخاطر التي تلحق المضرور في سالمة جسمه أو عمله ،فإن هذا النوع من المخاطر
ال مجال إلنتفاء الخطأ في فيها وكل اتفاق على ذلك فهو باطل ويتحمل المضرور عواقبه
بإستثناء الميدان الرياضي والجراحة المرخص بها طبيا .
وهو الركن الثاني في المسؤولية التقصيرية وهو األخر على غرار الخطأ لتوفره مجموعة
شروط وله عدة أنواع .
عرفه المشرع في الفصل 98من ق ل ع هو " الضرر في الجرائم وأشباه الجرائم ،هو
الخسارة التي لحقت المدعي فعال والمصروفات الضرورية التي اضطر أو سيضطر إلى
إنفاقها إلصالح نتائج الفعل الذي ارتكب إضرارا به ،وكذلك ما حرم منه من نفع في
دائرة الحدود العادية لنتائج هذا الفعل "...وأشار إليه المشرع في عدة فصول أهمها
الفصل 77من ق ل ع الذي نص على ان على الضرر المادي والمعنوي كموجبين
للتعويض ،وكذلك القانون المنظم للحوادث التي تتسبب فيها العربات ذات المحرك الصادر
بتاريخ 2أكتوبر .1984
ويترتب على ما سبق ان الخطأ إذا لم يتولد عنه ضرر مادي أو معنوي فال مجال للمطالبة
بالتعويض غير أنه هذا ال يحول دون انتفاء المسؤولية الجنائية متى توفرت شروطها .
وهو الذي يصيب الناحية المالية لذمة الشخص المضرور ،وله عدة صور ؛
• اإلخالل بمصلحة مالية للطرف المضرور وال يشترط في هذه المصلحة أن تكون
بمقتضى نص قانوني خاص ،بل يعتد بها كيفما كانت بشرط أن تكون مشروعة
ولبس فيها ما يخالف النظام العام .
• التعويض عن فوات الكسب وضياع الفرصة؛ وضياع الكسب هو الخسارة الفعلية
التي لحقت المضرور ما كان سيجنيه من ربح لو لم يحصل الفعل الضار ،وتفويت
الفرص قد يكون مجرد ضرر حال وقد يكون مجرد امل في الحصول او اإلستفادة
من شيء معين ،فإذا كان هناك ما يؤكد حصوله في المستقبل وثبت أن له ارتباط
وثيق ومباشر بالفعل الذي أدى الى ضياع الفرصة ،يوجب التعويض .
• األضرار البدنية ؛ و هي التي تصيب الشخص في سالمته البدنية ،هذا النوع له
ارتباط بالجانبين المادي والمعنوي للطرف المضرور معا.
يعرف كذلك بالضرر المعنوي وهو الذي يلحق الشخص في كرامته وشرفه او قيمته
األخالقية ؛ الضرر المعنوي من حيث طبيعته يطرح مشكلتين اولهما مدى قابليته للتعويض
والثانية كيفية تقديره .
• مدى قابلية الضرر المعنوي للتعويض :أقر ق ل ع المغربي مبدأ ضرورة التعويض
عن الضرر المادي والمعنوي وذلك بموجب الفصلين 77و ، 78وأكد ذلك نصوص
خاصة كما هو الشأن بالنسبة للتعويض عن الضرر األدبي المترتب عن حوادث السير
(الفصل 4من ظهير ) 1984/10/2وأورد فيه ما يلي "لزوج المصاب المتوفى
وأصوله وفروعه من الدرجة األولى وحدهم الحق في التعويض عما أصابهم من
جراء وفاته "...مع انتقال الحق للورثة في حالة موت المطالب بالتعويض عن هذا
الضرر .
• كيفية تقدير الضرر المعنوي :يتم تقدير التعويض عن الضرر المعنوي بنفس الكيفية
التي يصدر بها الضرر المادي ،كما أنه في حاالت خاصة يجعل التقدير محدد بنص
القانون كظهير . 1984/10/2
لقيام الضرر التقصيري سواء كان ماديا او معنويا يجب أن يكون مباشرا محققا وشخصيا؛
الشرط األول :أن يكون الضرر مباشرا :اي أن يتولد الضرر مباشرة عن الفعل
الضار ،وأشار المشرع المغربي هذا الشرط في الفصل 77من ق ل ع حيث جاء فيه "...
إذا ثبت أن ذلك الفعل هو السبب المباشر في حصول الضرر"..
الشرط الثاني :ان يكون الضرر محققا وحاال :أي يجب ان يكوون الضرر قد وقع
فعال وهو ما يسمى بالضرر الحال dommage actuelأو سيقع في المستقبل ،متى ثبت
لدى المحكمة ما يؤكد أن هذا الضرر كان له اتصال مباشر بفعل التعدي وهو ما يسمى
الشرط الثالث :أن يكون الضرر شخصيا :أي أن المطالبة بالتعويض حق للمضرور
المباشر وحده ،إلرتباط ذلك بمصلحته ويستوى ذلك بالنسبة للشخص الطبيعي والمعنوي معا.
غير أن المشرع المغربي يمدد نطاق التعويض في إطار األضرار المرتدة les
dommage par ricochetالتي تنعكس أثارها السلبية على أشخاص أخرى غير
المضرور المباشر خصوصا في حالة الوفاة ومثاال على ذلك الظهير 1984/10/2وفاة
المصاب استحق من كانت تجب نفقتهم وفقا لنظام أحواله الشخصية وكذا كل شخص أخر
يعول تعويضا عما فقده من مورد عيشهم بسبب وفاته ،وكذلك أيضا ظهير 1963/2/6
المتعلق بحوادث الشغل واألمراض المهنية حسب الفصل 105منه الذي نص على شروط
استفادة الولد الطبيعي من التعويض وهي ؛ اوال االعتراف بالولد الطبيعي اعترافا قانونيا او
قضائيا قبل وقوع الحادثة ،وثانيا أن تكون األم أو الزوجة المتوفى عنها قد حملت بالولد قبل
وقوع الحادث ،ويكون اإلبن او البنت بهذا الشكل أقرب الر اإلستلحاق منه الى التبني .
المبحث الثالث :العالقة السببية بين الخطأ والضرر le line de causalité entre la
. faut et le dommage
تعتبر العالقة السببية بين الخطأ والضرر هي الركن الثالث لقيام المسؤولية ،حيث
يكون الضرر متولدا عن الخطأ المنسوب للشخص المسؤول مباشرة او تسببا ونجد أساسها
القانوني في الفصلين 77و 78من ق ل ع حيث أن المسؤول عن الفعل الضار ال تتحقق إال
إذا ثبت أن ذلك الفعل هو السبب المباشر في حصول الضرر .
غير ان هذا الركن هو أصعب من الظاهر عليه حيث يثير مجموعة من المشاكل
القانونية المترتبة عن تحديده (المطلب األول) بينما إذا توافرت بعض الحاالت يصبح انتفاؤها
محقق قانونا (المطلب الثاني) .
وتتمثل هذه المشاكل في تزاح م األسباب المؤدية الى حصول ضرر واحد (أوال) أو
ترتيب عن سبب واحد عدة أضرار مباشرة او غير مباشرة األمر الذي يستدعي تحديد
األضرار القابلة للتعويض دون غيرها (ثانيا)
في خضم هذا الصراع القانوني لتحديد السبب المنتج للضرر الواحد في حالة تعدد
األسباب ،ظهرت نظريتين االولى تعادل األسباب la théorie de l'équivalence des
،conditionsوالثانية نظرية السبب المنتج la théorie de la causalité adéquat
غير أن الرأي استقر على هذه األخيرة تشريعيا وقضائيا ،إذ أن السببية المباشرة هي
التي يتعين أخذها بعين االعتبار عند تقرير التعويض المستحق عن الضرر وكل سبب عرضي
فليس له دور في هذا المجال مالم يتزامن مفعوله بشكل ماشر مع السبب الجوهري مما يجعل
مهمة الفصل بين الخطأ أمرا مستعصيا.
قد يترتب عن الفعل الواحد عدة أضرار مباشرة وغير مباشرة األمر الذي يضعنا أمام
حيرة في اختيار األضرار التي يجب التعويض عنها من غيرها والمحاكم هي من تقرر
التعويض على الضرر المباشر فقط والقضاة في إطار سلطتهم التقديرية لهم صالحية الفصل
بين الضرر المباشر وغير المباشر باعتبار ذلك من أمور الواقع وليس القانون .
عالج المشرع هذه المسألة في الفصل 99من ق ل ع بحيث "إذا وقع الضرر من
أشخاص متعددين عملوا متواطئين ،كان كل منهم مسؤوال بالتضامن عن النتائج ،دون
تمييز بين من كان منهم محرضا أو شريكا أو فاعال أصليا" واكمل المشرع قائال في الفصل
100من ق ل ع "يطبق الحكم المقرر في الفصل ،99إذا تعدد المسؤولون عن الضرر
وتعذر تحديد فاعله األصلي ،من بينهم ،أو تعذر تحديد النسبة التي ساهموا بها في الضرر"
ويقصد بالقوة القاهرة كل فعل أجنبي ال يد لإلنسان فيه كالحوادث الطبيعية والحروب
والى غير ذلك من الحوادث غير المتوقعة وقد عرفها المشرع المغربي في ميدان المسؤولية
العقدية في الفصل 269من ق ل ع " القوة القاهرة هي كل أمر ال يستطيع اإلنسان أن يتوقعه،
كالظواهر الطبيعية (الفيضانات والجفاف ،والعواصف والحرائق والجراد) وغارات العدو
وفعل السلطة ،ويكون من شأنه أن يجعل تنفيذ االلتزام مستحيال،
وال يعتبر من قبيل القوة القاهرة األمر الذي كان من الممكن دفعه ،ما لم يقم المدين
الدليل على أنه بذل كل العناية لدرئه عن نفسه.
وكذلك ال يعتبر من قبيل القوة القاهرة السبب الذي ينتج عن خطأ سابق للمدين" وأشار
إليها في ميدان المسؤولية التقصيرية في الفصل 99من ق ل ع " ال للمسؤولية المدنية في
حالة الدفاع الشرعي ،أو إذا كان الضرر قد نتج عن حادث فجائي أو قوة قاهرة لم يسبقها أو
يصطحبها فعل يؤاخذ به المدعى عليه " حيث اعتبرها المشرع واحدة من االسباب المؤدية
الى اإلعفاء من المسؤولية ،والمالحظ ان المشرع هنا ذكر القوة القاهرة والحادث الفجائي
كسببين أجنبيين الى جانب حالة الدفاع الشرعي التي تعد صورة من ضور انتفاء خطأ
التقصيري والتي يكون فيه إلرادة اإلنسان دور كبير في احداثها .
ان يكون الفعل المضر ناشئ عنهما مما يستحيل دفعه insurmontabité
ان يرتبط فعل القوة القاهرة او الحدث الفجائي بأحداث خارجية ال عالقة لها بإرادة الشخص
المسؤول l'extériorité de la cause etragére
الشرط األول :استحالة دفع الضرر الناشئ عن القوة القاهرة :أي أن تتعذر مقاومة هذه
القوة ويشترط أن تكون هذه االستحالة عامة ال شخصية ويتحكم فيها المعيار الموضوعي ال
الشخصي العتبار الفعل قاهرا او غير قاهر وللمحكمة سلطة تقديرية في ذلك .
الشرط الثاني :أن يكون العذر القاهر غير متوقع الحصول :أي لم يكن في الحسبان حصول
مثله عند وقوع الفعل الضار بخصوص الحادث الفجائي المحكمة ال تعتد به إال إذا كانت على
درجة كبيرة من المفاجئة .
ملحوظة :ما قيل في القوة القاهرة ينطبق على الحادث الفجائي مالم تكن هناك اختالفات
وقد ذكرناها في مواضيعها .
وهو من بين األسباب انتفاء المسؤولية وهذا اإلعفاء يكون كليا إذا أخد وصف القوة
القاهرة ويكون جزئيا إذا كان مجرد سبب من أسباب التي وقعت في حصول الضرر .
أ – يكون خطأ المضرور كسبب من أسباب اإلعفاء من المسؤولية إذا توافرت فيه عناصر
القوة القاهرة بأن كان غير متوقع ومستحيل الدفع وسواء كانت المسؤولية شخصية أو
موضوعية فإن المطلوب في الدعوى هو الذي يتعين عليه إثبات العناصر السابقة .
ب – ويكون خطأ المضرور كسبب جزئي من المسؤولية إذا كان مجرد سبب من األسباب
العديدة التي ساهمت في وقوع الضرر فإن إعفاء المطلوب من المسؤولية ال يكون إال في
حدود نسبة الخطأ الذي ساهم فيه المضرور في وقوع المضرور في وقوع الضرر .
ويقصد بالغير هنا أي شخص غير المضرور وغير المسؤول عن الضرر .كمـا يجب أال
يكون من األشخاص الذين يسأل عنهم ا لمسؤول ،كالتابع أو الخاضع للرقابة .فإذا كان فعل
الغير هو السبب الوحيد في وقوع الضـرر ،وكـان يعـد خطـأ ،يسـأل هـذا الغـير لوحده عن
تعويض ذلك الضرر .أما إذا لم يكن خطـأ وتـوافرت فيـه شـروط القـوة القـاهرة المتمثلـة
بعدم إمكانية التوقع ،وعدم إمكانية الدفع ،فيعد من قبيل القوة القاهرة ،وبالتالي تنتفـي مسـؤولية
المدين وذلك النتفاء عالقة السببية بين خطئه وبين الضرر.
األصل أن اإلنسان ال يسأل إال عن عمله الشخصي ولكن على وجه االستثناء ان يرتب
القانون على الشخص مسؤولية عمل قام به غيره ،وفي هذه الحالة ال تقوم المسؤولية إال
بالنسبة لألشخاص الذين عددهم القانون حصرا زمن خالل الفصلين 85و 85مكرر من ق
ل ع ،ويتعلق االمر بالمسؤوليات التالية :
لمظاهر المسؤولية عن فعل الغير القائمة على افتراض الخطأ القابل إلثبات العكس ونترك
(المبحث الثالث ) للحديث عن مسؤولية عن فعل الغير القائمة على افتراض الخطأ غير قابل
لإلثبات العكس .
المبحث األول :المسؤولية التقصيرية عن فعل الغير القائمة على الخطأ الواجب اإلثبات
يتعلق االمر بحالة مسؤولية رجال التعليم وموظفي الشبيبة والرياضة عن األطفال
والتالميذ ،وقد اسست هذه المسؤولية على الخطأ الواجب اإلثبات من طرف المدعي وهذا
ما ورد في الفصل 85مكرر من ق ل ع الذي ورد فيه "يسأل المعلمون وموظفو الشبيبة
والرياضة عن الضرر الحاصل من األطفال والشبان خالل الوقت الذي يوجدون فيه تحت
رقابتهم.
والخطأ أو عدم الحيطة أو اإلهمال الذي يحتج به عليهم ،باعتباره السبب في حصول
الفعل الضار ،يلزم المدعي إثباته وفقا للقواعد القانونية العامة".
الشرط األول :أن يوجد طفل أو شاب تحت إشراف معلم او موظف تابع للشبيبة والرياضة
من أجل توضيح هذا الشرط يجب ان يتعلق االمر بالفترات التي يكون فيها هؤالء
األطفال والشبان تحت اشرافهم من جهة ويتعلق األمر بأوقات الدراسة او ممارسة التدريب
الرياضية بما في ذلك فترات االستراحة والرحالت المدرسية الجماعية ،ومن جهة ثانية أن
يتعلق األمر بمعلم سواء كان في القطاع الخاص او العام وكذا أساتذة التعليم الثانوي دون
الجامعي .
الشرط الثاني :أن يتسبب الطفل او التلميذ أثناء فترة الدراية أو تلقي التمارين الرياضية
في الحاق ضرر بالغير
ويتعين مصطلح الغير هنا بمفهومه العام ،حيث يشمل األشخاص األجانب الذين ال
عالقة لهم بالمؤسسة التعليمية او الرياضية وكذلك باقي األشخاص األخرين الذين يوجدون
في نفس المؤسسة التي يوجد بما الكفل الذي تسبب في وقوع الفعل الضار بما في ذلك االطفال
الذين يشاركونه تلقي الدروس او التمارين الرياضية.
هذه المسؤولية مبنية على الخطأ الواجب اإلثبات إذن فالمضرور يتعين عليه أن يقيم
دليل على نقص الحراسة او انعدام الرقابة في جانب المعلم واألستاذ الذين تولى تربية وتهذيب
الطفل الذي تسبب في وقوع الفعل الضار .
الدولة تحل محل رجال التعليم في األداء بالنسبة لمسؤولية رجال التعليم في القطاع
العمومي ويحق للدولة بالمقابل الرجوع action vécuroireعلى الموظف المسؤول عن
وقوع الفعل الضار وفق قواعد المسؤولية اإلدارية .
المبحث الثاني :المسؤولية التقصيرية عن فعل الغير القائمة على افتراض الخطأ القابل
إلثبات العكس
ويتعلق االمر بمسؤولية األباء واألمهات عن األضرار الذين يتسببون فيهم أبنائهم
القاصرين ومسؤولية أرباب الحرف والصنائع عن أخطاء مستعمليهم وذلك باإلضافة
لمسؤولية من يتولى رقابة المجانين والمختلين عقليا .
وهي المنصوص عليها في الفصل 85من ق ل ع "...األب فاألم بعد موته ،يسأالن
عن الضرر الذي يحدثه أبناؤهما القاصرون الساكنون معهما "...ولقيام هذه المسؤولية يجب
ان تتوفر مجموعة من الشروط .كما أن أساسها القانوني هو األخر يحضا باألهمية ؛
وهي ثالث ،يتعلق األمر بوجود قاصر ساكن مع والديه وأحدث ضررا للغير ؛
الشرط األول :أن يتعلق األمر بوجود قاصر :والمقصود بالقاصر هنا كل من ال يتجاوز
سن الرشد 18سنة شمسية كاملة ذلك طبقا للمادة 209من مدونة األسرة .
الشرط الثاني :أن يكون القاصر ساكن مع والديه :ويقصد بشرط المساكنة أن يكون القاصر
مقيم مع والديه إقامة رسمية ويكون هناك ميدان لمسائلة األباء إذا تثبت الضرر قد تسبب فيه
القاصر أثناء فترة العطل او االعياد الرسمية التي يلتحق فيها القاصر بمنزل والديه
الشرط الثالث :أن يحدث القاصر ضرر للغير :هنا ال فرق بين الضرر المادي او المعنوي
وعلى المضرور أن يقيم دليل على أن الضرر قد تسبب فيه هذا القاصر دون غيره .
هذه المسؤولية تقوم على فكرة الخطأ المفترض في جانب من يتولى رقابة شؤون
القاصرين ويتمثل هذا الخطأ المفترض في نقصان الرقابة وسوء التربية -قرينة بسيطة قابلة
إلثبات العكس – حيث يحق لألبوين نفي عنهما المسؤولية بإثباتهما أن الضرر قد صدر من
القاصر في وقت لم يكن بإمكانهما السيطرة على تصرفاته .
وهي المنصوص عليها في الفقرتين 4و 5من الفصل 85من ق ل ع " ...أرباب
الحرف يسألون عن الضرر الحاصل من متعلميهم خالل الوقت الذي يكونون فيه تحت
رقابتهم.
وتقوم المسؤولية المشار إليها أعاله ،إال إذا أثبت األب أو األم وأرباب الحرف أنهم
لم يتمكنوا من منع وقوع الفعل الذي أدى إليها"...
.
الشرط األول :أن يتعلق األمر بوجود حرفي او صانع يعتبر واحدا من األشخاص الذين
يتولون رقابة التالميذ أثناء فترة الصنعة
الشرط الثاني :أن يتسبب التالميذ في وقوع الضرر وقت تلقيه حرفة لدى معلم الصنعة أو
الحرفة المكلفة بتكوينه
هذه المسؤولية قائمة على الخطأ المفترض قابل إلثبات العكس حيث يمكن الدفع إذا
أثبت األب أو األم او ارباب الحرف أنهم لم يتمكنوا من منع وقوع الفعل الذي أدى إليها .
وهي األخرى نظمها الفصل 58في فقرتيه 6و 7من ق ل ع " ...األب واألم
وغيرهما من األقارب أو األزواج يسألون عن األضرار التي يحدثها المجانين وغيرهم من
مختلي العقل إذا كانوا يسكنون معهم ،ولو كانوا بالغين سن الرشد " على قواعد الوالية
الشرعية على الشخص المريض وايضا يمكن استاد هذه المهمة الى جهات أخرى كنقل
المريض لمشفى او مستوصف طبي قصد العالج .ولقيام هذه المسؤولية يقتضي منها توفر
مجموعة من الشروط وهي ثالثة حيث تقوم المسؤولية مالم يتم دفعها بناء على انسجاما مع
االساس الذي تقوم عليه
اوال :شروط هذه مسؤولية متولي الرقابة عن المجانين والمختلين عقليا :وهي ثالث
الشرط الثاني :سكنه او وجوده تحت رعاية األبوين أو األقارب او شخص أخر بموجب
التزام
تقوم هذه المسؤولية على الخطأ المفترض القابل لإلثبات العكس لذلك نفي هذه الخطأ
تكون بإثبات المسؤول أنه باشر الرقابة على الشخص المختل ،أو أنه كان يجهل خطورة
مرضه او ان الحاد ث وقعت بخطأ المضرور ،هذا باإلضافة إلى امكانية دفع المسؤولية من
خالل نفي العالقة السببية .وهذا بالضبط ما جاء عليه نص الفقرة األخيرة من المادة 58
" ..وتلزمهم هذه المسؤولية ما لم يثبتوا:
ويطبق نفس الحكم على من يتحمل بمقتضى عقد رعاية هؤالء األشخاص أو رقابتهم".
المبحث الثالث :المسؤولية التقصيرية عن فعل الغير القائمة على الخطأ المفترض غير
القابل إلثبات العكس
نظم المشرع هذه المسؤولية في مظهر مسؤولية المتبوع عن أفعال تابعيه في الفصل
58من ق ل ع الفقرة الثالثة منه "...المخدومون ومن يكلفون غيرهم برعاية مصالحهم
يسألون عن الضرر الذي يحدثه خدامهم ومأموروهم في أداء الوظائف التي شغلوهم
فيها"...ولقيام هذه المسؤولية يستوجب مجموعة من الشروط
وهما شرطين ؛
الشرط األول :ارتباط المتبوع بعالقة تبعية :سواء كانت هذه التبعية قانونية أو اتفاقية
واساسها رقابة المتبوع وتوجيهه
الشرط الثاني :إحداث التابع الضرر للغير أصناء أداء الخدمة او بمناسبتها :هذا في الحقيقة
شرطين يتعلق االول ب إحداث التابع الفعل الضار أثناء تأدية الوظيفة و يتعلق الثاني ب
ارتكاب التابع الفعل الضار بمناسبة الوظيفة .غير انه ال يشترط توفرهما معا
تقوم هذه المسؤولية على اساس الخطأ المفترض غير قابل إلثبات العكس كما ان هناك
من أسسها على نظرية المخاطر و نظرية الغرم بالغنم و نظرية الضمان .
عموما تبرز أهمية هذا األساس على مستوى دفع هذه المسؤولية والتي تتبنى قاعدتين
وهما عدم إمكانية دفع لهذه المسؤولية من جانب الخطأ و إمكانية الدفع فقط من خالل نفي
العالقة السببية
تتمثل أثارها عموما في رجوع الضحية على المتبوع ورجوع الضحية على التابعة
ورجوع المتبوع على التابع .
أوال :رجوع الضحية على المتبوع :بالرغم من أن المتبوع ما هو إال ضامن احتياطي
لتبعات األفعال التي يتسبب فيها أتباعه الذين يعملون لحسابه ،إال أن الضحية غالبا ما يفضل
الرجوع على المتبوع ليسره أوال وألن مسؤوليته قائمة بقوة القانون وثالثا ألن دفعها ال يتم
إال بإثبات السبب األجنبي وهو طريق محتمل الحصول على التعويض وهذا هو جوهر هذه
المسؤولية .
ثانيا :رجوع الضحية على التابع :ليس هناك ما يمنع رجوع الضحية على التابع إال أن هذا
الطريق طويل ،اوال لصعوبة إبراز أن الصحية يتوجب عليه إثبات خطأ التابع وفقا للمسؤولية
التقصيرية وثانيا فإن إعسار التابع سيحول دون الحصول على التعويض
ثالثا :رجوع المتبوع على التابع :اي رجوع المتبوع على خادمه في حدود مقدار التعويض
الذي دفعه للمضرور .
يتحمل الشخص مسؤولي عن فعل األشياء الحية التي في حراسته وهي المنصوص
عليها في الفصلين 86و 87من ق ل ع تحت مظهر مسؤولية عن فعل الحيوان (المبحث
األول ) ،ويتحمل كذلك مسؤولية عن األشياء الجامدة وهي المنصوص عليها الفصول من
88و 89و 90من ق ل ع ويتعلق االمر بمسؤولية حارس الشيء (المبحث الثاني )
ومسؤولية مالك البناء (المبحث الثالث ).
نظم المشرع المغربي هذه المسؤولية في الفصلين 86ق ل ع "كل شخص يسأل عن
الضرر الذي تسبب فيه الحيوان الذي تحت حراسته ولو ضل هذا الحيوان أو تشرد "...
والفصل 87من نفس القانون والمالحظ ان لمشرع تساهل نسبيا مع حارس الحيوان إذ أنه قد
أسس مسؤوليته هذا الحارس على الخطأ المفترض القابل إلثبات العكس وحدد شروط بنص
القانون لضبطها .
من خالل مفهوم الفصل 86من ق ل ع فإن شروط مسؤولية حارس الحيوان هي كاالتي؛
الشرط االول :ان يتعلق االمر بحراسة الحيوان :أي أن ارتباط مفهوم بالحارس ال المالك
فحارس الحيوان ولو لم يكن مالك له يعد المسؤول المباشر عن األضرار التي تسبب فيها
الحيوان الذي في حوزته .
الشرط الثاني :ان يسبب الحيوان أذى للغير :واألذية هنا تؤخذ بمفهومها الواسع كل
األضرار التي يلحقها بالحيوان بالغير سواء كانت أضرار مادية أو معنوية وينسحب هذا
التحديد على األضرار المالية كإتالف الحيوان للمحصول الزراعي .وفي اطار هذا الشرط
نشير لمضمون المادة 87من ق ل ع الذي تنص على انه " ال يسأل مالك أرض أو مستأجرها
أو حائزها عن الضرر الحاصل من الحيوانات المتوحشة أو غير المتوحشة اآلتية منها ،إذا
لم يكن قد فعل شيئا لجلبها أو لالحتفاظ بها فيها
- 1إذا وجدت في األرض حظيرة أو غابة أو حديقة أو خاليا مخصصة لتربية أو لرعاية
بعض الحيوانات ،إما بقصد التجارة أو للصيد أو لالستعمال المنزلي.
أسست هذه المسؤولية على الخطأ المفترض غير قابل إلثبات العكس إال وفي حالة
واحدة وهي حصول الضرر نتيجة لتدخل عامل أجنبي إلى جانب الفعل الصادر عن الحيوان
كالقوة القاهرة والحادث الفجائي و في هذه الحالة أسس على الخطأ المفترض القابل لإلثبات
العكس وهو ما اتضح من خالل الفصل 86من ق ل ع "...ما لم يثبت:
ويمكن دفع هذه المسؤولية إذا أثبت الحارس أنه اتخذ االحتياطات الالزمة لمنع الحيوان
من احداث الضرر أو االحتياطات الالزمة لمراقبته أو اثبات ما ينفي العالقة السببية.
المسؤولية التقصيرية عن تهدم البناء هي األخرى نظمها المشرع هذه المرة في الفصل
89من ق ل ع " يسأل مالك البناء عن الضرر الذي يحدثه انهياره أو تهدمه الجزئي ،إذا
وقع هذا أو ذاك بسبب القدم أو عدم الصيانة أو عيب في البناء .ويطبق نفس الحكم في حالة
السقوط أو التهدم الجزئي لما يعتبر جزءا من العقار ،كاألشجار واآلالت المندمجة في البناء
والتوابع األخرى الم عتبرة عقارات بالتخصيص .وتلزم المسؤولية صاحب حق السطحية ،إذا
كانت ملكية هذا الحق منفصلة عن ملكية األرض.
وإذا التزم شخص غير المالك برعاية البناء ،إما بمقتضى عقد ،أو بمقتضى حق انتفاع
أو أي حق عيني آخر ،تحمل هذا الشخص المسؤولية.
وإذا قام نزاع على الملكية ،لزمت المسؤولية الحائز الحالي للعقار" حيث حدد شروطها
وأساسها القانوني وكيفية دفعها والتي سنتداولها في مطالب ثالث .
الشرط االول :أن يحصل ضرر بفعل تهدم البناء :مفهوم البناء هنا يقصد به العقار والعقار
بالتخصيص متى تم انهياره او تهدمه قامت المسؤولية سواء كان االنهيار كلي او جزئي و
أن تتم هذه االنهيارات بطريقة طبيعية ال يد لإلنسان في احداثها ،والمسؤولية هنا تقوم لمالك
البناء ال حارسه
الشرط الثاني :ان يحدث التهدم بفعل األسباب المنصوص عليها في الفصل 98ق ل ع
اي حصول التهدم بسبب القدم vétuste du bâtimentاو عدم الصيانة défaut
d'entretienاو عيب في البناء . vice de construction
تقوم هذه المسؤولية على الخطأ المفترض غير القابل لإلثبات العكس كما انها تقوم
على فكرة تحمل التبعة وفكرة الغرم بالغنم وفكرة الضمان .
ألجل ذلك يمكن دفع هذه المسؤولية كالتالي ؛في حالة ثبوت أحد اسباب الهدم الموجبة
للمسؤولية هنا ال مجال إلثبات ما نفي من خطأ كاتخاذ االحتياطات الالزمة لمنع وقوع الضرر
وبالتالي امكانية دفع المسؤولية هنا فقط من جانب ربط الهدم بأسباب أخرى من قبيل القوة
القاهرة والحادث الفجائي بحيث تعفي من المسؤولية او عن طريق خطأ الغير وخطأ
المضرو ر بحيث تتحول المسؤولية هنا إلى مسؤولية شخصية او مسؤولية عن حارس الشيء.
– 2وأن الضرر يرجع إما لحادث فجائي ،أو لقوة قاهرة ،أو لخطأ المتضرر"
وانطالقا من هذا الفصل نستخرج اهم شروطه واساسه القانوني كيفيه دفعه عبر المطالب
اسفله ؛
من خالل الفصل 88من ق ل ع فشروط قيام مسؤولية حارس الشيء هي كاألتي ؛
الشرط األول :أن يتعلق األمر بوجود شيء :ومصطلح الشيء la choseيعني الجوامد
المنقولة والغير المنقولة شرط أال تكون عقارات بالتخصيص وال حيوانات وان ال تكون ضمن
األشياء المهملة les choses sans maitresالتي ال مالك لها .
الشرط الثاني :أن يتسبب الشيء ي الحاق ضرر بالغير :أي ان يكون الضرر قد نجم عن
فعل الشيء الذي كان في حرسة جهة معينة ،ويجب أن يكون هذا الشخص قد تدخل بفعله
في احداث الضرر للغير وأن يتم بمقتضى فعل إيجابي (شرط ضمني) مباشر في حصول
النتيجة الضارة مالم يتعلق األمر بالفعل السلبي للشيء -فعل ثابت في محله ومع ذلك سبب
ضرر – ما دام في وضعية صحيحة بالنسبة للقانون ،مثل سيارة مركونة في مكان مخصص
لها وتم اإلصطدام بها والعكس صحيح .
هنا وبالضبط نتساءل عن مدى قابلية تطبيق الفصل 88من ق ل ع على األضرار
الناشئة عن تجربه تصادم األشياء فيما بينها ؟
إذا تصادم شيئين وألحقا ضررا بالغير ،للمضرور هنا أن يرجع على أي من الحارسين
ويسأالن تجاهه بالتضامن تطبيقا للفصل 88ق ل ع أمن بالنسبة للعالقة التي تربط بين
الحارسين معا يجب تحديد نسبة الخطأ لكل منهما حيث حسب قواعد اإلثبات في المسؤولية
الخطئية الواجبة اإلثبات .
إذا تصادم شيئين وأصيب أحدهما دون األخر ،يحق للمضرور هنا الرجوع على
األخر طبقا للفصل 88من ق ل ع ولو كان الشخص األخر الذي كان له دور إيجابي أو
سلبي في حصول اإلصطدام .
الشرط الثالث :وجود حارس قانوني لشيء :أي ان يكون هذا الحارس في وضعية حراسة
قانونية ومادية للشيء ،إذ العبرة هنا عكس مسؤولية مالك البناء ،بالحارس ال المالك .
إن أساس هذه المسؤولية من نوع خاص يختلف عن سابقيها من المسؤوليات وبظهر ذلك جليا
من خالل وسائل دفعها وهو ما سنراه أسفله ؛
ذهـب فريـق مـن الفقهـاء إلى أن هـذه المسـؤولية تقـوم علـى أسـاس تحمـل التبعـة،
فمـن ينتفـع مـن الشـيء عليـه أن يتحمـل مـا يحدثـه مـن ضرر للغير وفقا للقاعدة القائلة
الغرم بالغنم في حين استقر الرأي الغالب فقها واجتهادا على القول بأن أساس هـذه المسـؤولية
هو خطأ مفترض في جانب الحارس .والخطأ المفترض هو خطأ في رعايـة الشـيء أو إهمـال
الشـيء ،أمـا الخطـأ في الحراسـة فيقصـد بـه أن القـانون يـنص علـى التـزام قـانوني بحراسـة
الشـيء غـير الحـي ،ويعـد اإلخـالل بهذا االلتـزام خطأ .ويجب على المضـرور أن يثبـت
حدوث الضرر بفعل الشيء حتى يقوم الخطأ في جانب الحارس.
إذا تــوافرت شــروط تحقــق هــذه المســؤولية قامــت مســؤولية حــارس الشــيء.
ويجــب علــى المضـرور أن يثبـت أن الضـرر قـد وقـع بفعـل شـيء تتطلـب حراسـته.
عندئـذ تقـوم قرينـة علـى أن مالـك هـذا الشـيء هـو الحـارس .وال يكلـف المضـرور بإثبات
الخطـأ في جانبـه ألن الخطـأ مفـترض ،والفصل 88من ق ل ع صريح فيكون الحارس
مسؤول ال يمكنـه دفـع المسـؤولية عـن نفسـه إال بإثبـات أنـه فعـل مـا كـان ضروريا لمنـع
الضـرر؛ وأن الضـرر يرجـع إمـا لحـادث فجـائي ،أو لقـوة قاهرة ،أو لخطأ المتضرر.
نظرا إلرتفاع نسبة حوادث السير التي تعاني منها بالدنا أصبحنا أمام حرب حقيقية
للطرق ،رغم ذلك ال يمكننا االستغناء عن وسائل النقل لدورها المهم في الحياة في المجالين
القروي والحضري ،المشرع المغربي ألجل ذلك تدخل بفرض قانون سير يجب على
مستعملي الطرق احترامه ،ويعتبر عدم احترام قانون السير أهم اسباب تنامي ظاهرة حوادث
السير الى جانب ضعف البنية التحتية والشبكة الطرقية والحالة الميكانيكية للعربة .
ومرة أخرى المشرع تدخل لكن هذه المرة من أجل جبر الضرر عبر ظهير
1984/10/2المتعلق بقواعد تعويض ضحايا حوادث السير وكذا القانون رقم 17.99
بالتأمين اإلجباري من مخاطر هذه الحوادث ومدونة جديدة لسير على الطرق القانون رقم
52.05اكتوبر .2010
وبما أن هناك عالقة وثيقة تربط بين كل من المسؤولية المدنية ونظام التعويض
المستحق لضحايا حوادث السير فإن المحاكم عادة ما تأخذ هذين العنصرين بعين االعتبار
أثناء الفصل في الدعاوى الرامية الى استحقاق التعويضات المنصوص عليها في ظهير
،1984/10/2وعليه فما هي إذن طبيعة هذه المسؤولية التي يتحملها الشخص المتسبب في
وقوع الفعل الضار ؟ وما هي العناصر التي يجب مراعاتها عند تقدير التعويضات المحددة
في هذا الظهير؟ .
من أجل تحديد األحكام والقواعد الواجبة التطبيق بخصوص حوادث السير ،يجب
مبدئيا تحديد طبيعة المسؤولية المدنية ابتي يتحملها الشخص المتسبب في وقوع الفعل الضار
ما إذا كانت عقدية أم تقصيرية .إن األمور عند هذا الحد معقدة نتيجة لغموض العالقة العقدية
التي تربط الناقل بالمنقول عندما يكون نقل الضحية قد تم بغير عوض ،فما هي مختلف
الفرضيات القانونية التي صادفتها المحاكم وهي بصدد الفصل في مثل هذه المنازعات ؟
ومتى يكون أساس المسائلة عقديا أو تقصيرا؟ وها هي الحاالت التي تتضاعف فيها فرص
استحقاق التعويض للمضرور وأكثر من غيرها ؟
عقد نقل بالزبون من مكان الى أخر يتميز بكونه من اإللتزامات بتحقيق غاية حيث
يلزم الناقل بضمان سالمة الشخص المنقول وأي إخالل بهذا االلتزام إال ويكون سببا في إثارة
دعوى المسؤولية العقدية للناقل وهذا ما أكدته المادة 485من مدونة التجارة التي حملت
الناقل مسؤولية األضرار الالحقة بشخص المسافر خالل فترة النقل وال يمكن إعفاؤه من هذه
المسؤولية إال بإثبات حالة القوة القاهرة او خطأ المضرور .
وبناء على ذلك فمسؤولية الناقل بعوض تندرج ضمن خانة المسؤوليات العقدية من
حيث الطبيعة إال أنها موضوعية من حيث األساس الذي تستند إليه وهو إخالل الناقل بضمان
سالمة المسافر أثناء فترة سفره وفقا لما هو متفق عليه في عقد النقل.
أما بخصوص النقل بالمجان نجد صع وبة هل مسؤولة الناقل عقدية أم تقصيرية ؟
المشرع والقضاء المغربين قد حصروا نطاق تطبيق مقتضيات هذه المسؤولية في الفصل
88من ق ل ع .
إذا انعدم األساس العقدي فإن األساس التقصيري هو الذي يكون مالئما للطلبات
الرا مية الستحقاق التعويض عن األضرار الناجمة عنها والذي يختلف بدوره من حالة الى
أخرى حيث نجد حاالت تم تأسيسها بناء على مقتضيات الفصل 88من ق ل ع (أساس الخطأ
المفترض ) وحاالت أخرى مبنية على الفصول 78و 79و 85من ق ل ع .و على هذا
التنوع نتساءل عن أصل في تعدد هذه المسؤوليات ؟ وهل يحق للمضرور أن يؤسس دعواه
على الفصل الذي يراه مناسبا لخدمة مصلح او أكثر من غيره؟
يعد الفصل 88من ق ل ع هو ذلك الوعاء القانوني المشترك الذي يتسع الستيعاب
معظم مظاهر ال دعوى الناشئة عن األضرار التي تتسبب فيها العربات ذات المحرك ،عندما
تنطلق على سائقي هذه الناقالت الراسة المنصوص عليها في الفصل 88أعاله والقائمة على
الخطأ المفترض مالم يتعلق األمر بإحدى الحاالت التي تنتفي فيها مسؤولية هذا األخير .
غير أنه قد تزاحمت األسس التقصيرية ،فيتوفر للمضرور أكثر من طريق لمتابعة
المسؤول عن وقوع حادثة السير يتعلق االمر بتزاحم الفصول 77و 78و 79و 85من ق
ل ع مع الفصل 88من نفس القانون وذلك عندما يكون المتسبب في وقوع الضرر تابعا
لشخص أخر او مرتبك به بمقتضى عالقة وظيفية او مهنة ،االمر الذي يفتح أمام المدعي
أبواب للمطالبة بالتعويض كطرق احتياطية عندما تتضاءل حظوظه في الخصول على
التعويض وفق الفصل 88من ق ل ع .
المبحث الثاني :سلطة المحكمة في تكييف األساس التقصيري لحادثة السير :
فما هي حدود السلكة التقديرية التي تملكها محاكم الموضوع للفصل في إشكاليات
هذا التزاحم ؟ وهل يحق لها أن تأخذ بعين االعتبار اختيارات المدعي االي يحصل فيها
التنقل من أساس ألخر بتوفير له أكثر من طريق للمتابعة المسؤول المدعي عن وقوع
حادثة السير ؟
الفصل الثاني :تعويض ضحايا حوادث السير في إطار مقتضيات ظهير .1984/10/2
إن الظهير المنظم للتعويضات المستحقة لضحايا حوادث السير من اإلضافات بارزة
التي مست الترسانة القانونية المتعلقة بمنظومة حوادث السير ،ولفهم مقتضيات هذا ظهير فإن
يتعين الرجوع الى فترة ما قبل صدور هاذ النص التشريعي حيث إن تحديد التعويضات
المستحقة لضحايا حوادث السير كانت في أصلها للسلطة التقديرية لقضاة الموضوع وفقا لما
هو منصوص في ق ل ع وعليه نتساءل عن الخصائص المميزة لهذا الظهير ؟
من خالل التمعن في المحاور العامة لهذا الظهير يتبين لنا أن هذا اإلصالح تميز
بالخصائص التالية ؛
• اقتصار هذا الظهير على نظام التعويضات المستحقة لضحايا حوادث السير دون باقي
الجوانب األخرى .
• وضع جداول أمرة ملزمة لقضاة الموضوع وللخبراء الذين توكل إليهم مهمة تحديد
نسبة العجز البدني الالزمة لتقدير التعويض المستحق للمضرورين ولذوي حقوقهم
المدنية في حالة الوفاة .
• التضييق في دائرة األشخاص المستفيدين للتعويضات المستحقة لضحايا الحوادث .
• ضرورة استنفاذ مرحلة الصلح قبل اللجوء لمرحلة التقاضي .
• تركيز اإلهتمام على األضرار البدنية كمصدر أساسي الستحقاق التعويض سواء
بالنسبة للمصاب أو ذوي حقوقه في حالة الوفاة .
عالج الشرع مضامين هذا الظهير في 28مادة موزعة على 9أبواب بإستثناء الباب
األول واألخير ،المتعلقين باألحكام العامة ،نجد هذا الظهير يضمن نوعين من القواعد القانونية
،االولى بأحكام الطابع الموضوعي ومتعلقة بتحديد األضرار القابلة للتعويض ،واألشخاص
من المستحقون للتعويض :وعناصر تقدير التعويض والثانية من القواعد والجزاءات المترتبة
عن اإلخالل بتقديم هذه الكلبات وتقادم الدعاوى الناشئة عنها .
وعليه سنقتصر في هذا الفرع الى مبحثين االول يتعلق بالنطاق الموضوعي والثاني
يتعلق بالنطاق اإلجرائي للظهير .
حدد المشرع نطاق تطبيق هذا الظهير في المادة 1منه في األضرار البدنية التي
تلحقها العربات البرية ذات المحرك بالغير متى كان مؤمن عليها وفقا التأمين اإلجباري
للسيارات غبر الطرق ،وحدد لذلك قائمة ألضار التي تستوجب التعويض (المطلب االول )
وكذا األ شخاص الذين يحق لهم التماس هذه التعويضات (المطلب الثاني ) وفق قواعد دقيقة
في تقدير التعويض لكل من المصاب في حالة العجز البدني والمؤقت او لذوي حقوقه المدنية
في حالة الوفاة (المطلب الثالث).
يشمل الضرر المالي كل الخسارات والنفقات التي اضطر المصاب او ذوي حقوقه
إلى إنفاقها بسبب حادثة السير وقد أشار المشرع إلى نوع معين من هذه األضرار في المادتين
الثانية والرابعة ويتعلق األمر بأحقية المضرور أو ذوي حقوقه المدنية في استرجاع
المصاريف والنفقات التي تترتب عن وقوع الحادث في ذلك استرداد مصاريف الجنازة ،في
حالة وفاة الضحية .
هي التي تلحق المصاب في جسمه او قدراته العقلية فتسبب له عجزا مؤقتا او دائما
لألمر الذي قد يصل في بعض الحاالت الى االستعانة بغيره في قضاء حاجاته الشخصية.
وتجذر اإلشارة إلى ان الضرر غالبا ما يرتبط بمجموعة من األضرار االخرى ذات
الطابع المادي او المعنوي كفقد المصاب لألجرة او الكسب وما لحقه من الم نفسي .
وقد عرض المشرع لقائمة هذه لألضرار التي تلحق بالضحية نتيجة حادثة السير في
المواد 3و 5و 10من هذه الظهير وحدد طرق لتقدير التعويض المستحق عنها .
هذه الظهير لم يعر اهتمام كبير لألضرار المعنوية الموجبة إلستحقاق التعويض
بإستثناء ما ورد في الفقرة الثانية من الفصل الرابع التي عرضت للتعويض عن األلم النفسي
الذي لحق بعض األشخاص من جراء وفاة الضحية بالرغم من ان المشرع اقتصر على
مصطلح االلم فإنه يمكن أن يتصف الضرر المعنوي أكثر من مظهر غير لأللم .
سلك المشرع سياسة تضييق عدد األشخاص المستفيدين من تعويضات الظهير ال فرق
في ذلك بين التعويضات المستحقة عن االضرار المادية او تلك المترتبة عن االضرار
المعنوية
حدد المشرع قائمة األشخاص الذين يحق لهم المطالبة باستحقاق التعويض عن
األضرار المادية في ما يلي؛
• من كانت تجب عليه نفقة المصاب المتوفى وفقا لنظام أحواله الشخصية .
• من كانت تجب عليه نفقة المتوفى بمقتضى االلتزام.
• من كان يعوله المتوفى ولو لم يكن ملزما باالتفاق عليه .
مقتضيات هذا الظهير جاءت لتحد من السلطة التقديرية عندما عرضت في الفقرة
الثانية من المادة 4لألشخاص الذين لهم الحق في كلب التعويضات عن األلم الذي لحق بكل
من الزوج المصاب والضحية وفروعه المباشرين من الدرجة االولى واصوله ،ورد هذا
التحديد على سبيل الخصر ،وبالتالي لي لألجداد األحفاد استحقاق التعويض عن الضرر
المعنوي ،وحتى المصاب ليس هناك ما يؤكد أحقيته في التعويض عن الضرر المعنوي إذا
تعلق االمر بإصابته جزئيا مؤقت او دائم .
خلق المشرع طريقة جديدة الحتساب التعويض وتقديره نظيرا لعدة اعتبارات قانونية
واقتصادية ونظرا ألن المشرع قد ميز بين تحديد التعويض المستحق للمصاب (أوال ) وتحديده
بالنسبة لذوي الحقوق المدنية (ثانيا ) فإننا سنتبع نفس النهج بخصوص التقدير .
حسب المادة 3و 5و 10من الظهير فإن المصاب في حادثة السير يستحق التعويض
عن األضرار المادية التالية ؛
تنص المادة 3من الظهير على أن التعويضات المستحق للمصاب يشمل فقد األجرة
أو الميب المهني والناتج عن الناتج عن العجز المؤقت عن العمل أن يعتبر في ذلك قسك
المسؤولية الذي يتحمله المتسبب في الحادثة أو المسؤول المدني وبذلك قد أصبح امر التحديد
يستند على فكرة األجر او الكسب المهني الذي يتسبب فيه الحادثة المصاب وليس بطريقة
جزافي كما كان األمر عليه بالنسبة ل ظ ق ل ع .
تنص عليه المشرع من المواد 5الى 9من الظهير وقد حدد العناصر التي يجب أخذها
بعين االعتبار عند تقدير هذا التعويض وهي الرأسمال المعتمد ،نسبة عجز المصاب وقسك
المسؤولية التي يتحمل المتسبب في وقوع الفعل الضار .
ولحساب التعويض األساسي هذا ،يتعين ضرب الرأسمال المعتمد في نسبة العجز التي
تحددها الطبيب الخبير و يقيم ذلك على قسط المسؤولية التي يتحملها المتسبب في الحادث أو
المسؤول المدني وذلك ضمن النسبة المشار إليها في المادة 5من الظهير ؛
حسب المادة 10من هذا الظهير يحق للمصاب المطالبة بتعويضات تكميلية في أحوال
خمسة ؛
• – 1حالة التعويض عن العجز البدني الدائم الذي يضطر المصاب إلى االستعانة
على وجه الدوام بشخص أخر للقيان بأعمال الحياة العادية .
• – 2حالة األلم الجسماني .
• – 3حالة التشويه في الخلقة .
• – 4حالة العجز البدني الدائم الذي يضطر المصاب الى تغيير مهنة أو الذي تكون
له أثار على حياته المهنية .
قد يترتب عن حادثة سير وفاه المصاب فإن المطالبة بالتعويض تكون من ذوي حقوقه
للمدنية حسب ما هو منصوص عليه في المادتين 4و 1من ز ، 1984/10/2ال فرق في
ذلك بين المطالبة بالتعويض عن الضرر المادي أو الضرر المعنوي ،او هما معا ،إذن فما
هي طرق تحديد هذه التعويضات المستحقة لذوي حقوق المدنية وكيف يمكن الزيادة والنقصان
في هذا التعويض .
يختلف هذا التحديد فيما إذا كان الضرر ماديا أو معنويا وللوقوف على هذا التحديد
فإنه يجب اتباع المادتين 4و 11من هذه الظهير .
بناء على المادة 4و 11من الظهير فإن التعويض المستحق لذوي المصاب المتوفى
يتقرر في األصل بناء على فقدان هؤالء لموارد عيشهم سواء كان الهالك ملزم باإلنفاق عليهم
وفق نظام أحواله الشخصية او بمقتضى التزام مستقل بالنفقة غليهم ويدخل في هذا النطاق
أيضا األشخاص الذين كان المتوفى يقوم بإعالتهم ولو لم يكن ملزما باإلنفاق عليهن
حسب الفقرة 2من المادة 4من الظهير فإن التعويض عن األضرار المعنوية الناشئة
عن الوفاة ينحصر في مل من الزوج أو الزوجة حسب األحوال وكذا األصول والفروع من
الدرجة األولى .
تخضع التعويضات المستحقة لذوي حقوق الضحية لتعديل زيادة ونقصان وذلك في
األحوال التي تكون فيها نسب التعويض المنصوص عليها في المادة 11من الظهير تقل أو
تزيد عن الرأسمال المنصوص عليها المتوفى .
ان هذا الظهير ألزم المحاكم بإجراء تخفيض نسبي على الحصص األصلية المستحقة
لذوي الحقوق المدنية حيث جاء في المادة 12منه على انه "إذا تجاوز مجموع مبالغ
التعويضات الممنوحة لذوي المصاب المشار إليهم في البنود 1و 2و 3و 4من المادة
11أعاله رأسمال المعتمد أجري تخفيض نسبي على التعويض الذي ينوب كل واحد منهم"
متى كانت تعويضات ذوي الحقوق أقل من الرأسمال المعتمد للمتوفى األمر الذي
يستوفي مراجعة المبالغ المستحقة لهؤالء بالزيادة فيها بشكل يتناسب مع حصة كل واحد منهم
بشرط أال يجاوز مجموع الفرد ٪ 50مع إجمالي الرأسمال المعتمد وهذا بالضبط ما نص
عليه المادة 13من الظهير .
يتعلق بالجانب اإلجرائي للظهير المتمثل في تحديد طرق المطالبة بالتعويض حبيا
وقضائيا وكذا األجيال الذين يتعين فيها تقديم طلبات التعويض لشركات التأمين ،وفي الحاالت
التي يضطر فيعا المصاب أو ذوي حقوقه المدنية إلى طرق باب القضاء فإنه يتعين التقيد
بمهلة التقادم المنصوص عليه في هذا الظهير وفي الجانب األخر فإنه يتوجب على المسؤول
المدني أن يبادر إلى دفع التعويضات المحكوم بها قضائيا أو المتصالح فيها حبيا بين المضرور
و شركة التأمين او المسؤول المدني وذلك تحت طائلة التحمل بالجزاءات المنصوص عليها
في هذا القانون.
يمكن اللجوء للمطالبة الحبية بالتعويض في إطار نوع من التصالح بين المضرور
وشركة التأمين او صندوق مال الضمان وذلك قبل اللجوء لمرحلة التقاضي لبلوغ نفس الغاية
،إذن ما هي شروط المطالبة بالتعويض بين المستويين الحبي والقضائي ؟ هل يحق للمضرور
المطالبة بالتعويض قضائيا منذ الوهلة االولى دون تقيده بمرحلة التصالح مع شركة التأمين.
بعد وقوع حا دثة السير فإنه يتعين على ضباط وأعوان الشرطة القضائية الذين عاينوا
ظروف الحادث إنجاز محضر في الموضوع وارسال نسخة منه الى شركة التأمين المعنية
وترسل نسخ من نفس المحضر لكل من المسؤول المدني في المصاب او ذوي حقوقه المدنية
،وبعد استنفاذ مرحلة الخبرة الطبية اكي تثبت نسبة العجز أو تحقق الوفاة فإنه يحق للطرف
المعني باألمر أن يشرع في مسطرة المطالبة بالتعويضات للتي يمنحها هذا الظهير بمقتضى
المادة 18و 19منه حيث تخول المادة 18امكانية مطالبة شركة للتأمين بالتعويض قبل اقامة
دعوى قضائية في الموضوع .
ولقبول طلب التعويض الحبية فإنه يتعين على الطرف المضرور أن يخطر شركة
التأمين بمطالبه المدنية برسالة مضمونة مع اشعار بالتوصل وله أن يبلغها لها عن طريق
كتابة ضبط المحكمة اإلبتدائية ،مرفوق بمجموعة من المستندات ،وحسب المادة 19على
مؤسسة التأمين أن تبادر الى اقتراح مبلغ التعويض الذي تراه مناسب لحالة المضرور خالل
60يوم الموالية لتسلم مستندات اإلثبات .
-بعد توصل الطالب بالعرض له ان يقبل او يرفض داخل أجل 30يوم من التوصل
بالعرض من شركة التأمين
-إذا قبل الطلب على المؤسسة تقديم المبلغ داخل أجل 30يوم من استالم الرسالة التي
تحمل القبول .
-إذا رفض وتمسكت شركة التأمين هنا وبالضبط سيدفع بالطرف المضرور الى طرق
باب القضاء مع فشل عملية الصلح هذه .
يلجأ الطرف الى هذه المطالبة ،في حالتين ؛ فشل محاولة الصلح بين للمضرور
ومؤسسة التأمين وثانيا عندما تكون طلبات التعويض مسبوقة بدعوى عمومية تم تحريكها
من طرف النيابة العامة ،حيث يطالب المضرور بالتعويض هنا أمام القضاء للجنائي دون
احترام مقتضيات المادة 18من الظهير .
في هذه الحالة يطالب المضرور بالتعويض قضائيا أمام المح المختصة وذلك رفعه
للدعوى المباشرة ضد شركة التأمين بتوفر شروط هذه الدعوى االحتياطية وتتمثل ب ثبوت
مسؤولية المؤمن له وأن تكون هذه المسؤولية مؤمنا عليها لدى مؤسسة التأمين وأن يتم رفع
هذه الدعوى المباشرة في األجل المحدد لها قانونا .
بعد اجتماع هذه الشروط تكون الدعوى مقبولة قانونا ،وتفصل المحكمة في الموضوع
وللمضرور هنا له امتياز على المبالغ المحكوم له بيها دون مزاحمة أي دائن أخر المؤمن له
حسب الفصل 1250مم ق ل ع .
وتتحقق هذه الدعوى كما قلنا عندما تكون هذه المطالبة مسبوقة بدعوى عمومية نتيجة
ألن الحادثة اكتست صبغة جنحة.
قد ميز القانون بين من التقادم :تتقادم طلبات التعويض غير المقدمة في وقتعا المناسب
أمام مؤسسات التأمين أو صندوق ضمان حوادث السير ،والثاني بتقادم دعاوى التعويض
الناشئة عن هذه الحوادث بسبب تراضي المضرور او ذوي حقوقه المدنية في اثارتها أمام
المحكمة المختصة ضمن األجال التي حددها القانون .
تتقادم بخمس سنوات كل طلبات التعويض اإلتفاقي للمضرور أو ذوي حقوقه المدنية
ويبدأ احتسابها من تاريخ الوفاة أو من تاريخ الخبرة المؤكدة لألضرار جروح المصاب
المترتبة في الحادثة .
وتتقادم طلبات المراجعة للتعويض بسبب تفاقم األضرار بمضي سنة من تاريخ تقرير
الخبرة المؤكدة لنتيجة تفاقم األضرار الالحقة بالمصاب .
إذا كانت العربة التي تسببت في الحادث غير مشمولة بالتأمين اإلجباري ،أو كلن
الشخص المسؤول عن الحادث مجهوال او غير قادر على تعويض الضحية بسبب عسره .
فإن المضرور هنا يحق له الرجوع على صندوق ضمان حوادث السير ضمن أجال المضمنة
في المادة 148من ق 17.99و ذلك خالل ثالث سنوات من تاريخ وقوع الحادثة ،وسنة
بالنسبة للحاالت الموجبة للرجوع من تاريخ إجراء الصلح او من تاريخ صدور قرار قضائي
الحائز لقوة الشيء المقضي به .
نصت عليه المادة 23و 24من ظهير 1984/10/2وكذا مضمون المادة 184من .17.99
تتقادم بثالث سنوات األضرار األساسية والتكميلية إذا لم ترفع إلى المحكمة المختصة
خالل هذا األجل من تاريخ توصل بالرسالة التي تمتنع فيها مؤسسة التأمين من منح التعويض
للمضرور او من تاريخ رفض فيه المصاب او ذوي حقوقه المدنية التعويض المقترح عليهم
من قبل مؤسسة التأمين .
تتقادم هذه الدعوى بمرور خمس سنوات من تاريخ وقوع الحادثة باستنفاذ المراحل
التالية ؛
أن يكونوا قد ابرموا اتفاق مع صندوق ضمان حوادث السير أو أقاموا دعوى قضائية
كان المسؤول عن الحادث مجهوال .
أن يكونوا قد ابرموا صلحا مع المسؤول عن الحادثة أو أقاموا دعوى قضائية ضده
إذا كان المسؤول معروفا .
ويتعلق االمر بحالة رفع المضرور أو ذوي حقوقه المدنية دعاواهم مباشرة ضد
المسؤول المدني أو طالبوا بالتعويض عن األضرار غير مشمولة بمقتضيات الظهير فإن
أجال تقادمها هي المنصوص عليها في الفصل 106من ق ل ع "إن دعوى التعويض من
جراء جريمة أو شبه جريمة تتقادم بمضي خمس سنوات تبتدئ من الوقت الذي بلغ فيه إلى
علم الفريق المتضرر الضرر ومن هو المسؤول عنه .وتتقادم في جميع األحوال بمضي
عشرين سنة تبتدئ من وقت حدوث الضرر"
الحالة الثانية إذا كانت الحادثة من النوع الذي تسببت فيه العربات المتصلة بالسكة
الحديدية فإنه يتعين الرجوع للمكتب الوطني للسكك الحديدية ومتابعته طبقا للفصل 79من
ق ب ع وبيلك تتقادم بمرور خمس سنوات حسب الفصل .106
إذا كان المضرور أو ذوي حقوقه راشدا يقع التعويض في شكل رأسمال .
• الحالة : 1إذا كان القاصر المستفيد من ذوي حقوق المدنية فإنه يلزم دفع التعويض
لهم في شكل إيراد .
• الحالة : 2القاصر المستفيد مصاب بعجز بدني دارم فإنه يدفع التعويض لهم في شكل
إيراد و رأسمال في نفس الوقت على الشكل التالي.
وإذا كان القاصر المصاب أقل من 10سنوات ،حيث يكون التعويض هنا في اإليراد
و مبلغ يساوي نصف مبلغ اإليراد .
وإذا كان القاصر المصاب أكثر من 10سنوات ،يرسمل التعويض على أن يبلغ 21
سنة.
على مؤسسة التأمين إذا أخلت بالتزامها بالتعويض اتجاه األطراف نوعين من الجزاء
مدني وإداري .
حسب المادة ،22فبعد استطالع رأي لجنة اإلستشارية للتأمينات الخاصة يعاقب
بغرامة إدارية تتراوح بين 1000و 10000درهم كل مؤسسة تأمين امتنعت عن اداء
التعويض المستحق او عدم ادائه داخل األجل المحدد،
ولتكوين فكرة عامة ومعمقة عن هذه المسؤولية الخاصة فإننا سنحاول الحديث عن
اإلطار القانوني المنظم لها في ظل المستجدات التي عرفتها هذه المسؤولية في إطار القانون
المغربي .الذي يتمثل في القانون 24.09المؤرخ في 2011/08/17حيث يمكن ان نعتبره
اإلطار العام المنظم لل مسؤولية المدنية عن مخاطر المنتجات المعيبة الذي خصص المشرع
لها بابا رابعا مستقال من مقتضيات القسم األول من ق ل ع .وهذا ما يضعنا امام تساؤل حول
خصوصيات هذه المسؤولية (الفصل اول ) وما هي أساسها ووسائل دفعها (الفصل ثاني )
تناول المشرع هذه المسؤولية بحذر شديد ضمن حدود شخصية وموضوعية في غاية
الدقة والتعقيد ،حيث وجود فرضية منتوح معيب في السوق امكانية واردة واألمر هنا خطير
على السالمة البدنية والمالية للمضرور وعليه سنتناول كل ما يهم عناصر هذه المسؤولية من
الناحيتين الشخصية والموضوعية كخطوة أولى في تلخيصنا لهذه الباب للوصول الى تحديد
طبيعتها القانوني على ضوء مستجدات الواردة في . 24.09
ألخذ فكرة معمقة لمضمون هذا النطاق فإنه يتعين تحديد كال من الشخص المسؤول
عن مخاطر المنتوجات المعيبة (المطلب االول ) والمضرور الذي له الحق المطالبة
بالتعويض عن هذه المخاطر في إطار مقتضيات القانون ( 24.09المطلب الثاني ).
ج – المستورد المهني للمنتوج :حسب الفقرة 4من القانون 24.09هو كل شخص ذاتي
أو معنوي مسؤول عن ادخال منتوح ما التراب الوطني وهو األخر يتحمل المسؤولية عن
األضرار في المنتوجات المعيبة وشرط المطالبة بهذه المنتوجات المعيبة حسب المادة 106.5
من هذا هاذ القانون هو أن يكون تصرف بشكل مهني على سبيل االحتراف لجلب هذه
المنتوجات لحظيرة السوق الوطنية وبذلك نستبعد حاالت اإلستيراد الفردية لتلبية بعض
الخصوصيات .
والضحية la victimeفي هذا المفهوم يشمل كل شخص متعاقد أو غير متعاقد مع
المنتج المستهلك للمنتوج المعيب أو مستعمال له في اطار خصوصي الى مهني ،بذلك تستفيد
الضحية من مزايا هذه المسؤولية عن االساسين العقدي والتقصيري معا .وبالرجوع الى
المادتين 106.1و 106.2فإنه المالحظ أن المنتج يتحمل المسؤولية عن منتجاته المعروضة
في السوق في اطار أنشطته المهنية سواء كان ذلك بعوض او بدون عوض ال فرق بين أن
يكون جديدا أو مستعمال قابال لإلستهالك أو غير قابل له إال أن هناك حواجز تفصل بين
المضرور والمتعاقد وغير المتعاقد .
الجدير بالذكر أن الفقه يؤكد استفادة ضحايا األضرار المادية دون غيرها من األضرار
في هذه المسؤولية .
لتحقق المسؤولية المدنية عن المنتوجات المعيبة فإنه يجب أن يتعلق األمر بمنتوج
معيب تسبب أو ساهم في الحاق الضرر بضحيته في الوقت والمجال المخصصين لعرض
المنتوج رهن اشارة المستهلكين والمستعملين على حد السواء مع ما يستتبعه ذلك من ضرورة
اإلثبات العالقة السببية بين المنتوج المعيب والنتيجة الضارة .
والمنتوج المعيب بهذا المعنى حسب قانون 14.09للمادة 106.2هو كل شيء تم
عرضه في السوق في إطار نشاط مهني أو تجاري أو حرفي بعوض أو بدون عوض سواء
كان جديدا أو مستعمال قابال لالستهالك او غير قابل له أو تم تحويله أو توضيبه وإذا كان
مدمجا في عقار أو منقول ،وتعد منتوجات األرض وتربية الماشية واألسماك و القنص والصيد
منتوجات وفق هذا المعنى الكهرباء كذلك يندرج تحت هذا السقف .
أما بخصوص العيب المسبب للمسؤولية وفق هذا القانون كذلك بموجب المادة 106.3
هو كل عيب الذي بموجبه ال تتوفر سالمة في المنتوج المتوخى توفرها ويؤخذ بعين االعتبار
كل الظروف السيما ؛
• تقديم المنتوج
• االستعمال المترقب من المنتوج
• وقت غرض المنتوج في السوق
وال يمكن اعتبار المنتوج منطويا على العيب لكون أنوهناك منتوح أخر أكثر اتقانا
منه عرض الحقا في السوق.
أما بخصوص المنتجات غير المرخص لها اداريا بالتداول في السوق سواء كانت
مصنعة محليا او مستوردة من الخارج هنا المشرع في المادة 106.6قرر متابعة الموزعين
حيثما يتم المعرفة بالمنتوج المستورد او المستورد .
المطلب الثالث :أن يتسبب عيب في المنتوج الحاق ضرر بالغير .
يتعلق األمر باألضرار المادية الناتجة عن العيي في المنتوج أما بالنسبة للضرر
الحاصل للمنتوج نفسه فتخرج عن هذا األضرار وتدخل ضمن دعوى ضمان العيوب الخفية.
يتعلق األمر باألضرار المادية المرتبطة باالستهالك الشخصي للشخص األمر الذي
يعني استبعاد كل األضرار المترتبة عن اإلستعماالت المهنية او التجارية للمنتجات المعيبة
الي تظل بدورها خاضعة للقواعد العامة المنصوص عليها في بنود المسؤوليتين العقدية
والتقصيرية .
هي التي يتعرض تقويمها بالمال إلرتباطها بالقيم السامة للكائن البشري أو بكرامته او
شرفه وقد تتمثل في األسى واألسف الناتج عن الوفاة احد األقارب او تعرضه لحادث تسبب
في فقدانه لعضو من أعضائه الوظيفية أو تشويه في خلقته نتيجة لحادث مأساوي الذي تعرض
له .
الفصل الثاني :أساس المسؤولية المدنية عن مخاطر المنتجات المعيبة ووسائل دفعاها .
جعل المشرع مسؤولية الصانع ثابتة بقوة القانون ومبنية في أصلها على الضرر
الناشئ عن المنتوج المعيب ورغم قوة األساس الذي تنشأ عليه هذه المسؤولية إال أن هناك
حاالت يحق للمسؤول دفع المسؤولية عنه للتخلص تبعا وهذا كما سنرى اسلفه .
هذه المسؤولية كغيرها من المسؤوليات الموضوعية فإن أساسها بعض صراع عن
النظريات وترجع فعالية األسس التقليدية التي تستند على فكرة الخطأ سواء كان ثبتا أو
مفترضا فإن القضاء الفرنسي حول تصحيح هذا الوضع بخلقه لما يسمى بالمسؤولية المفترضة
responsabilité de responsabilitéكالخطوط االولى التي تحولت مع مرور الوقت
الى مسؤولية بقوة القانون responsabilité de plein droitولم يجد القضاء أفضل من
نظرية تحمل المخاطر على أساس واقعي مقبول للتعبير عن المسؤولية الثابتة بقوة القانون
في كل ما له عالقة باألضرار الناشئة عن المنتجات المعيبة .
ترتبط هذه النظرية باألنشطة التي يحددها اإلنسان والتي تتضمن في عنقها مجموعة
من األفات التي تهدد سالمة األفراد والممتلكات ونظرا ألن األنشطة التي يمارسها اإلنسان
ال تنطوي كلها على عنصر الخطر فإن أنصار هذه النظرية من تضييق من مصطلح األنشطة
االقتصادية المولدة للمخاطر فجعلوها تقتصر على تحمل تبعات األنشطة االقتصادية المربحة
دون غيرها من األنشطة األخرى ، théorie risque profiteهذه النظرية حاليا ال تنطبق
إال على مسؤولية حوادث الشغل وحوادث المنشأة النووية والطيران الجوي والمسؤولية
الناشئة عن المخاطر المنتجات المعيبة .
المطلب الثاني :موقع نظرية المخاطر بالنسبة للمسؤولية المدنية عن المنتجات المعيبة.
إن تأسيس المسؤولية المدينة للمنتجين والصناع عن منتجاتهم المعيبة على فكرة
المخاطر واعتبارها من المسؤوليات الموضوعية الثابتة بقوة القانون إال أن هناك العديد من
الحاالت التي تتقرر فيها إعفاء هؤالء المهنيين من تحمل عواقب هذه المسؤولية إذا ارتبك
الضرر الناشئ عن المنتوج المعيب بواحد من األ سباب القانونية او الواقعة الموجبة لإلعفاء
من تحمل تبعاتها .
إن األسباب التقليدية لإلعفاء من المسؤولية تتمثل في القوة القاهرة والحادث الفجائي
واستبعدت في هذه المسؤولية الخطأ المنسوب للغير بينما بعتبر خطأ المنسوب للضحية من
أسباب اإلعفاء الكلي او الجزئي للمسؤولية حسب نسبة التي ساهمت فيها الضحية الى جانب
عيب المنتوج في وقوع النتيجة الضارة .
أما بخصوص األساليب الخاصة إلعفاء المنتج من المسؤولية المدنية ،جاء على
الترتيب المنصوص عليه في المادة 106.9من القانون 24.09فإن مسؤولية المنتح تنتفي
إذا تمكن هذا األخير من إثبات أحد األسباب التالية :
الفهرس :
مقدمة 1...................................................................................................... ....
الباب التمهيدي :مبادئ عامة في المسؤولية المدنية2.......................................,........... ...
الفصل األول :مفهوم المسؤولية بوجه عام 2.............................................................. .
الفصل الثاني :أنواع المسؤولية 2........................................................................ ....
المبحث األول :المسؤولية األخالقية 4..................................................................... ...
المبحث الثاني :المسؤولية المدنية والمسؤولية الجنائية4..................................................
المطلب االول :التعريف بالمسؤوليتين المدنية والجنائية 4.................................................
المطلب الثاني :عناصر التفرقة بين المسؤوليتين المدنية والجنائية5.....................................
المبحث الثالث :المسؤولية العقدية والمسؤولية التقصيرية 6..............................................
المطلب االول :مفهوم المسؤوليتين العقدية والتقصيرية6..................................................
المطلب الثاني :إشكالية الوحدة واالزدواجية في نظام المسؤولية المدنية 7..............................
المطلب الثالث :الفوارق التي تميز المسؤولية العقدية عن المسؤولية التقصيرية 7.....................
المطلب الرابع :إشكالية الجمع والخيار بين المسؤوليتين العقدية والتقصيرية9..........................
الباب األول :نظام المسؤولية العقدية 10....................................................................
الفصل األول :مظاهر المسؤولية العقدية10............................................................. .....
الفصل الثاني :العناصر الالزمة لتحقق المسؤولية العقدية11..............................................
المبحث األول :الخطأ العقدي11............................................................................. ..
المطلب االول :مقياس تحقق الخطأ العقدي 12..............................................................
المطلب الثاني :مسألة إثبات الخطأ العقدي12...............................................................
المطلب الثالث :المسؤولية العقدية عن خطأ الغير 13......................................................
المطلب الرابع :المسؤولية الناجمة عن الضرر الذي يتسبب فيه الشيء الذي يكون محل للتعاقد 13..
المبحث الثاني :ركن الضرر13................................................................................
المبحث الثالث :العالقة السببية بين الخطأ والضرر14......................................................
الفصل الثالث :االتفاقات المعدلة للمسؤولية العقدية 15....................................................
المبحث األول :مبدأ جواز اإلتفاق على تعديل أحكام المسؤولية العقدية15................................