المسؤولية المدينة -عبدالقادر العرعاري -1

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 76

‫‪-------‬‬ ‫تلخيص كتاب المسؤولية المدنية للدكتور عبد القادر العرعاري‬ ‫‪-------‬‬

‫حظيت المسؤولية المدنية باهتمام الفقه والقضاء منذ القدم وال زال هذا اإلهتمام في تصاعد‬
‫مستمر نتيجة تجدد وتفاقم المخاطر التي يتسبب فيها اإلنسان بفعله أو بفعل األشياء التي في‬
‫حراسته‪ ،‬ونتيجة لظهور مخاطر موازية للتطور التكنولوجي نتجت عن سوء استعمال‬
‫المنتجات الصناعية ‪،‬التي تسببت في حوادث السير وحوادث الشغل واألمراض المهنية‬
‫والتصادمات البحرية والجوية وتفاقم األضرار النووية‪.‬‬

‫وهذا ما يعرف بالمسؤولية التقصيرية بالمقابل للمسؤولية المدنية شق أخر يرتبط‬


‫باإلخالل بااللتزامات التعاقدية االمر الذي يتحمل بموجبه المخطئ تبعات المسؤولية الناجمة‬
‫عن عدم احترام بنود العقد ومضمونه وهذه هي المسؤولية العقدية ‪.‬‬

‫وقد دعت مجموعة من التشريعات إلخضاع األشكال المختلفة للمسؤولية ألحكام‬


‫وقواعد مشتركة هذا ما سنراه في هذا التلخيص في المحور المخصص لتحديد السمات المميزة‬
‫لكل من أنواع هذه المسؤولية‪.‬‬

‫ونظرا ألن الهدف من وضع قواعد هذه المسؤولية هو ضمان حصول المضرور على‬
‫التعويض عن الضرر الذي لحق به‪ ،‬ألجل ذلك نص المشرع على حاالت التأمين اإلجباري‬
‫في المسؤولية العقدية وتشدد مسؤولية الحرفيين عن أخطائهم المهنية بحيث ال يحق لهم دفعها‬
‫إال في حاالت السبب األجنبي أو القوة القاهرة أو خطا الغير أو المضرور‪ ،‬بل أكثر من ذلك‬
‫ما كان هذا الهدف ليتحقق إال باإلستعانة بخدمات المؤسسات المهنية بضمان حقوق‬
‫المضرورين في المجال المدني‪ ،‬كشركات التأمين صناديق االحتياط االجتماعي والتي يرجع‬
‫لها الفضل في تعويض الكثير من المخاطر التي يتسبب فيها اإلنسان بفعله أو بفعل األشياء‬
‫التي في حراسته أو األشخاص الذين هم في عهدته ‪.‬‬

‫ولفهم هذه المحاور فإننا سنحاول تلخيص مظاهر المسؤولية المدنية في شقيها العقدي‬
‫والتقصيري معا وذلك بتحديد موقع كل هاتين المسؤوليتين في إطار مبادئها وأحكامها الخاصة‬
‫على ضوء القانون المغربي‪ .‬وكذلك التركيز على بعض النماذج الحيوية للمسؤولية المدنية‬
‫‪،‬من قبيل المسؤولية التقصيرية عن حوادث السير ‪،‬على أن نختم هذا الملخص بالحديث عن‬

‫‪--------------------------- --------------------------‬‬ ‫‪- 1-‬‬ ‫‪----------------------------------------------------‬‬


‫‪-------‬‬ ‫تلخيص كتاب المسؤولية المدنية للدكتور عبد القادر العرعاري‬ ‫‪-------‬‬

‫المسؤولية المدنية عن مخاطر المنتجات المعيبة التي تناولها المشرع مؤخرا في القانون رقم‬
‫‪1‬‬
‫‪ 24.09‬المؤرخ في ‪17/08/2011‬‬

‫وعليه فإن تلخيصنا لهذا الكتاب سنقتصر على تصميمه األصلي المتمثل في أربعة‬
‫أبواب وباب تمهيدي على الشاكلة التالية ؛‬

‫الباب التمهيدي ‪ :‬مبادئ عامة في المسؤولية المدنية‬


‫الباب األول ‪ :‬نظام المسؤولية العقدية‬
‫الباب الثاني ‪ :‬نظام المسؤولية العقدية‬
‫الباب الثالث ‪ :‬المسؤولية التقصيرية عن حوادث السير‬
‫الباب الرابع ‪ :‬المسؤولية المدنية عن مخاطر المنتوجات المعيبة‬

‫‪ 1‬القانون منشور في الجريدة الرسمية عدد ‪ 5980‬الصادرة في ‪.2011 /9/22‬‬

‫‪--------------------------- --------------------------‬‬ ‫‪- 2-‬‬ ‫‪----------------------------------------------------‬‬


‫‪-------‬‬ ‫تلخيص كتاب المسؤولية المدنية للدكتور عبد القادر العرعاري‬ ‫‪-------‬‬

‫الباب التمهيدي ‪ :‬مبادئ عامة في المسؤولية المدنية‬

‫قبل الدخول في لب الحديث عن جوهر المسؤولية المدنية من حيث العناصر واألحكام‬


‫‪،‬البد أن نعرف بهذه المسؤولية ونميزها عن باقي المسؤوليات المشابهة لها وحتى نتمكن من‬
‫تحديد اإلطار القانوني لهذه المسؤولية في ظل التشريع المغربي فإننا سنحاول الوقوف على‬
‫أهم التطورات التي عرفتها هذه المسؤولية ماضيا وحاضرا على ان يتم التركيز على أبرز‬
‫اإلشكاليات التي حظيت باهتمام الفقه والقضاء المعاصرين ‪،‬كمسألة الجمع والخيار بين‬
‫المسؤوليتين العقدية والتقصيرية وكذا مسألة االزدواجية ووحدة هاتين المسؤوليتين ومدى‬
‫امكانية االستفادة منهما معا أو االقتصار على إحداهما دون األخرى وذلك في الحاالت التي‬
‫تتوافر فيها شروطهما جنب إلى جنب‪.‬‬

‫الفصل األول ‪ :‬مفهوم المسؤولية بوجه عام‬

‫يقصد بالمسؤولية ‪ LA RESPONSABILITÉ‬في إطار الميدان المدني ‪،‬المؤاخذة على‬


‫األخطاء التي تضر بالغير وذلك بإلزام المخطئ بأداء التعويض للطرف المضرور وفقا‬
‫للطريقة والحجم الذين يحددهما القانون‪.‬‬

‫إن أول من وضع وظائف مصطلح المسؤولية في المعنى الذي نحن بصدد البحث فيه‬
‫هو الفقيه البلجيكي سانكتيليت ‪ SANCTELETTE‬وذلك في بداية القرن الثامن عشر ‪،‬غير أن‬
‫المصطلح الذي كان شائعا قبل هذا التاريخ هو العمل غير المشروع والذي تأثر به القانون‬
‫المغربي على غرار التشريعات المدنية األخرى‪ ،‬بينما عبر الفقهاء المسلمون على المسؤولية‬
‫بمصطلح "الضمان " إذ أن العبرة لديهم كانت بالنتيجة المترتبة على ذلك أال وهو الضمان ‪.‬‬

‫الفصل الثاني ‪ :‬أنواع المسؤولية‬

‫لمصطلح المسؤولية عدة تقسيمات تختلف باختالف الميادين التي توظيفها فيها وتبعا‬
‫لذلك فهي تتخذ أكثر من داللة لغوية تتباين بحسب األوصاف التي تم الحاقها بها أنه يمكن‬
‫اختزال هذه االختالفات جميعها في النوعين األتيين ‪.‬‬

‫‪--------------------------- --------------------------‬‬ ‫‪- 3-‬‬ ‫‪----------------------------------------------------‬‬


‫‪-------‬‬ ‫تلخيص كتاب المسؤولية المدنية للدكتور عبد القادر العرعاري‬ ‫‪-------‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬المسؤولية األخالقية‬

‫وهي تلك المسؤولية التي تنبني في أصلها على مجرد اإلخالل بالواجبات ذات الطابع‬
‫المعنوي التي يرتبط الشخص بمقتضاها بمجموعة من القيم األخالقية في إطار حياته الخاصة‬
‫والعامة‪ ،‬والجزاء المترتب على إثره ا ال يعدو أن يكون مجرد تأنيب الضمير او استنكار‬
‫الفعل من قبل عامة الناس‪ ،‬والجذير بالذكر أن أغلب حاالت المسؤولية األدبية ليس لها مظهر‬
‫خارجي كما هو الشأن بالنسبة للمسؤوليات القانونية ‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬المسؤولية المدنية والمسؤولية الجنائية‬

‫على عكس المسؤولية ا ألخالقية فإن المسؤولية القانونية تترتب عنها جزاءات مدنية‬
‫أو جنائية ‪،‬والقانون هو الذي تولى ضبط حاالت هذه المسؤولية والجزاءات المترتبة عنها ‪،‬‬
‫ونظرا ألن المسؤولية القانونية ليست من نوع واحد سنحاول اإلشارة أهم الفوارق بين‬
‫المسؤولية الجنائية والمدنية وذلك بعد التعرف بنطاق هذين النوعين من المسؤولية ‪.‬‬

‫المطلب االول ‪ :‬التعريف بالمسؤوليتين المدنية والجنائية‬

‫ويقصد بالمسؤولية الجنائية تحمل الشخص لتبعات أفعاله الجنائية المجرمة بمقتضى‬
‫نص في القانون ‪،‬فهي ترتبط ارتباط بالعقاب ونظرا لخطورة األفعال الجنائية ومساسها بالنظام‬
‫العام ‪،‬فالمشرع غالبا ما يضع عقوبات صارمة تتراوح بين الغرامات الزجرية والعقوبات‬
‫والسالبة للحرية وقد تصل إلى حد اإلعدام ‪.‬‬

‫أما المسؤولية المدنية فهي تهدف حماية مصالح خاصة يملك فيها المضرور اختصار‬
‫التنازل عن حقه في التعويض كال او جزئا ‪،‬ويستوي في ذلك في الضرر الناتج في كلتا‬
‫المسؤوليتين العقدية والتقصيرية ‪،‬بعبارة أخرى التزام المسؤول بأداء التعويض للطرف‬
‫المضرور وفي الحاالت التي تتوفر فيها الشروط هذه المسؤولية فهي تفيد معنى الضرر ال‬
‫معنى الردع ‪.‬‬

‫‪--------------------------- --------------------------‬‬ ‫‪- 4-‬‬ ‫‪----------------------------------------------------‬‬


‫‪-------‬‬ ‫تلخيص كتاب المسؤولية المدنية للدكتور عبد القادر العرعاري‬ ‫‪-------‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬عناصر التفرقة بين المسؤوليتين المدنية والجنائية‬

‫رغم اشتباه المسؤولية المدنية بالجنائية في مجموعة من األحكام إال أن بينهما اختالفات‬
‫جوهرية نجملها في ما يلي ‪:‬‬

‫• تنشأ المسؤولية الجنائية في اقتراف المجرم ألفعال المحظورة بمقتضى فصول القانون‬
‫الجنائي تطبيقا لمبدأ ال جريمة وال عقوبة إال بنص في المقابل تترتب المسؤولية المدنية‬
‫عن اإلخالل بالتزامات وواجبات التي يفرضها مبدأ التعايش االجتماعي‪.‬‬
‫• ال يحق للطرف المضرور أن يتنازل في مقتضيات الدعوى العمومية بمخض اختياره‬
‫ألنها تقوم على انتهاك المجرم للحق العام ‪،‬بالمقابل في المسؤولية المدنية يحق‬
‫للمضرور التنازل عن مطالبه المدنية لتعلق ذلك بمصلحته الشخصية سواء كان‬
‫التنازل قبل أو بعد المحاكمة ‪.‬‬
‫• يختلف جزاء المسؤولية الجنائية في مجموعة من العقوبات كالسجن والمصادرة‬
‫والغرامات والذعائر التي تأخد أجرا بالمقابل ‪،‬يقتصر جزاء المسؤولية المدنية على‬
‫التعويض الذي تراه المحكمة مناسب لجبر الضرر الذي أحدثه الشخص المسؤول ‪.‬‬
‫• يمكن للدعوى المتعلقة بالطلب المدني أن تكون تابعة للدعوى العمومية وليس العكس‬
‫والحالة هذه تكون الدعوى المدنية مرفوعة أمام المحكمة الزجرية ‪،‬غير أنه يحق‬
‫رفعها إلى المحكمة المدنية وعلى هذه األخيرة في هذه الحالة أال تفصل في هذه الدعوى‬
‫حيث يتم الفصل في الدعوى العمومية وذلك إعماال لقاعدة الجنائي يعقل المدني ‪LE‬‬
‫‪. CRIMINEL TIENT LE CIVIL EN ETAT‬‬
‫• وأخيرا فإن لكل من المسؤوليتين تقادم مختلف في الجنائية تقادم وفقا المادة ‪ 5‬ق م ج‬
‫بمرور ‪ 15‬سنة من يوم اقتراف الجريمة بالنسبة للحسابات و ‪ 4‬سنوات بالنسبة للجنح‬
‫وسنة للمخالفات ‪،‬أما بالنسبة للدعوى المدنية ‪،‬فإنها تقادمها تختلف إن عقدية عن تقادم‬
‫نظيرتها التقصيرية وهذا ما سنراه الحقا بشئ من التفصيل (الفصول ‪ 106‬و ‪387‬‬
‫قلع ( ‪.‬‬

‫‪--------------------------- --------------------------‬‬ ‫‪- 5-‬‬ ‫‪----------------------------------------------------‬‬


‫‪-------‬‬ ‫تلخيص كتاب المسؤولية المدنية للدكتور عبد القادر العرعاري‬ ‫‪-------‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬المسؤولية العقدية والمسؤولية التقصيرية‬

‫إن فكرة ازدواجية للمسؤولية المدنية قد فرضت نفسها على مستوى التشريع والفقه‬
‫والقضاء ‪،‬وإال أن خالفا قد ثار حول مسألة الجمع والخيار بين المسؤولية العقدية والتقصيرية‬
‫‪.‬فهل يحق للطرف المضرور أن يستفيد من امتيازاتهما معا ‪،‬أم يستفيد من إحداهما دون‬
‫األخرى؟ وقبل اإلجابة عن هذه التساؤلين لنوضح المقصود بكل منهما ‪.‬‬

‫المطلب االول ‪ :‬مفهوم المسؤوليتين العقدية والتقصيرية‬

‫يقصد بالمسؤولية العقدية ذلك الجزاء المترتب عن اإلخالل بااللتزامات التعاقدية ‪،‬فلما‬
‫كان العقد شريعة فإن كان لزاما ‪،‬احترام مضمون هذه العالقة وأي إخالل بها إال ويستوجب‬
‫تحميل المسؤولية للطرف الذي تسبب في حصول هذا اإلخالل‪،‬وهذا ما عبر عنه المشرع في‬
‫الفصل ‪ 267‬من ق ل ع بأنه "يستحق التعويض إما بسبب عدم الوفاء بااللتزام وإما بسبب‬
‫التأخير في الوفاء به وذلك ولو لم يكن هناك أي سوء نية من جانب المدين "ولكي تقوم هذه‬
‫المسؤولية فإنه يتعين أن يتم اإلخالل بعقد صحيح من الناحية القانونية ‪،‬أما إذا كان باطال فإنه‬
‫ال مجال لتطبيق قواعد هذه المسؤولية ‪.‬‬

‫أما المسؤولية التقصيرية فإنها تترتب على مجرد اإلخالل بالواجبات القانونية سواء‬
‫كان منصوصا عليها في بنود تشريعية أو كانت نابعة من نظام التعايش االجتماعي كضرورة‬
‫احترام حقوق الجوار وعدم المساس بسالمة األفراد ‪،‬فالقاعدة الكلية تقضي بعدم اإلضرار‬
‫بالغير ‪،‬وكل من تسبب في وقوع هذه القاعدة العامة في الفصل ‪ 77‬من ق ل ع الذي ورد فيه‬
‫بأن " كل فعل ارتكبه اإلنسان عن بينة واختيار ‪ ،‬ومن غير أن يسمح به القانون فأحدث‬
‫ضررا ماديا أو معنويا للغير التزم مرتكبه بتعويض هذا الضرر"‬

‫بعد التعريف بكل من المسؤوليتين سنتطرق أسفله إلى إشكالية الوحدة واإلزدواحية‬
‫في نظام المسؤولية المدنية ‪.‬‬

‫‪--------------------------- --------------------------‬‬ ‫‪- 6-‬‬ ‫‪----------------------------------------------------‬‬


‫‪-------‬‬ ‫تلخيص كتاب المسؤولية المدنية للدكتور عبد القادر العرعاري‬ ‫‪-------‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬إشكالية الوحدة واالزدواجية في نظام المسؤولية المدنية‬

‫منذ أواخر القرن التاسع عشر أصبح الفقهاء يميزون بين الخطأ العقدي والخطأ‬
‫التقصيري‪ ،‬وبعد أن تم الفصل بين المسؤولية الجنائية والمدنية أصبح اهتمام الفقهاء منصب‬
‫على هذه األخيرة حيث نجد فريقا من الفقهاء يقول بجواز الفصل بين المسؤولية العقدية و‬
‫التقصيرية وفريق أخر من الفقهاء ينادي بضرورة عدم الفصل بينهما‪.‬‬

‫التيار األول ‪ :‬هم أنصار وحدة المسؤولية المدنية‪ ،‬فهم يرون بأن المسؤولية العقدية‬
‫والتقصيرية ينتجون أثار متشابهة وال يتحققان إال بتوفر العناصر الثالث (الخطأ والضرر‬
‫والعالقة السببية ) ‪ ،‬وأن الفوارق المزعومة بين المسؤوليتين ما هي إال فروع ثانوية هي‬
‫أقرب للميدان النظري منها للميدان التطبيقي ‪.‬‬

‫التيار الثاني ‪ :‬هم أنصار فكرة ازدواجية المسؤولية المدنية فهم يرون بأن المسؤولية‬
‫نوعان أولى ذات مصدر تقصيري والثانية ذات مصدر عقدي ولكل منهما نطاق خاص‬
‫وأحكام مستقلة وتميز بينهما ‪.‬‬

‫التيار الثالث ‪ :‬اتجاه وسط يقول بأن األمر ال يتعلق بوجود مسؤوليتين مدنيتين وإنما‬
‫مسؤولية واحدة لها مظهرين أو نظامين هما النظام العقدي والنظام التقصيري ‪.‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬الفوارق التي تميز المسؤولية العقدية عن المسؤولية التقصيرية‬

‫سنحاول استقراء هذه الفوارق كاألتي ؛‬

‫• من حيث األهلية ‪ :‬على الشخص أن يكون كامل األهلية على خالف المسؤولية‬
‫التقص يرية التي يتطلب فيها شرط التمييز لنتائج وعواقبه أفعاله الفصل‪ 96‬من قانون‬
‫اإللتزامات والعقود‪.‬‬
‫• من حيث اإلنذار أو اإلخطار ‪ :‬المطابة بالتعويض في إطار المسؤولية العقدية يشترط‬
‫وضع المدين في حالة مطل وذلك بإنذاره من طرف الدائن ‪،‬غير أنه في المسؤولية‬

‫‪--------------------------- --------------------------‬‬ ‫‪- 7-‬‬ ‫‪----------------------------------------------------‬‬


‫‪-------‬‬ ‫تلخيص كتاب المسؤولية المدنية للدكتور عبد القادر العرعاري‬ ‫‪-------‬‬

‫التقصيرية هذه المطالبة ال تستلزم إخطار أو إنذار الطرف الذي تسبب في وقوع‬
‫الضرر ‪.‬‬
‫• من حيث ارتباط المسؤوليتين بالنظام العام ‪ :‬القاعدة العامة في المسؤولية التقصيرية‬
‫أن لها عالقة بالنظام العام أي ال يجوز اإلنفاق على مخالفة قواعدها ‪،‬غير أن في‬
‫ميدان المسؤولية العقدية ليس لها عالقة بالنظام العام من حيث المبدأ ‪،‬بحيث يمكن‬
‫اإلتفاق على التحقيق من حدثها أو استبعاد الضمان المترتب عنها ‪،‬لكن هذه األخيرة‬
‫ترد عليها استثناءات حيث تكون المسؤولية العقدية والضمان العقدي من النظام العام‬
‫• من حيث عنصر التضامن ‪ :‬المسؤولية العقدية من حيث المبدأ ال تضامن فيها (الفصل‬
‫‪ 164‬من ق ل ع ) واألمر نفسه بالنسبة للمسؤولية التقصيرية مع استثناء بسيط في‬
‫حالة تعدد المسؤولين فإن أداء التعويض يكون بالتضامن خصوصا في الحاالت التي‬
‫يتعذر فيها نسبة الخطأ الى شخص بذاته وكان الضرر قد صدر عن مجموعة أشخاص‬
‫وتعذر تحديد المسؤول المباشر فيه‪.‬‬
‫• من حيث اإلثبات ‪ :‬إثبات االلتزام العقدي يقع على الدائن بحيث يثبت وجود العقد الذي‬
‫يربطه بالمدين وأنه قد حصل اخالل بااللتزامات المتضمنة فيه وعلى المدين أن يبرأ‬
‫ذمته بإثبات السبب األجنبي ‪.‬أما إثبات المسؤولية التقصيرية يقع على عاتق المضرور‬
‫حيث يقيم دليل على توافر العناصر الثالث التي تقوم عليها أي إثبات الخطأ والضرر‬
‫والعالقة السببية بينهما ‪.‬‬
‫• من حيث التقادم ‪ :‬تتقادم دعوى المسؤولية التقصيرية بمرور خمس سنوات من الوقت‬
‫الذي يعلم فيه المضرور والمسؤول عنه ‪،‬وإذا لم يحصل العلم تتقادم هذه الدعوى‬
‫بمرور ‪ 20‬سنة من وقت حدوث الضرر (الفصل ‪ 106‬ق ل ع )‪ .‬بينما تتقادم دعوى‬
‫المسؤولية العقدية بمرور ‪ 15‬سنة ابتداء من وقت ابرام العقد ‪،‬غير أنه ترد استثناءات‬
‫يكون فيها التقادم متوسط أو قصير ‪.‬‬

‫‪--------------------------- --------------------------‬‬ ‫‪- 8-‬‬ ‫‪----------------------------------------------------‬‬


‫‪-------‬‬ ‫تلخيص كتاب المسؤولية المدنية للدكتور عبد القادر العرعاري‬ ‫‪-------‬‬

‫المطلب الرابع ‪ :‬إشكالية الجمع والخيار بين المسؤوليتين العقدية والتقصيرية‬

‫تتمثل هذه اإلشكالية في الحاالت التي يتولد فيها الفعل الواحد دعويين احداهما عقدية‬
‫والثانية تقصيرية ‪،‬وهذه الوضعية التي دفعت الى التساؤل حول امكانية المضرور بالجمع‬
‫بين محاسن الدعويين او هل له أن يختار أحدهما ‪،‬وهل يحق له اإللتجاء إلى الدعوى‬
‫التقصيرية إذا سقط حقه في اإللتجاء إلى الدعوى العقدية ؟‬

‫أوال ‪ :‬مسألة الجمع بين المسؤوليتين العقدية والتقصيرية‬

‫يجمـع كـل مـن القـانون والفقـه والقضـاء علـى عـدم جـواز الجمـع بـين المسـؤوليتين بمختلـف‬
‫معـاني الجمـع‪ .‬فـال يجـوز‪ ،‬بدايـة‪ ،‬للمضـرور أن يطالـب بتعـويض الضـرر الواحــد‬
‫مــرتين‪ ،‬وإال ســوف يــؤدي ذلــك إلى إثــراء المضــرور علــى حســاب المســؤول دون‬
‫ســبب مشـروع‪ .‬ثم ال يجـوز للمضـرور‪ ،‬وهـو يطالـب بتعـويض واحـد‪ ،‬أن يجمـع في‬
‫دعـواه بـين خصـائص المسؤولية العقدية وخصائص المسؤولية التقصيرية‪ ،‬ألنه سنكون أمام‬
‫مسؤولية هجينة‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬مسألة الخيار بين المسؤولية العقدية و التقصيرية‬

‫يرى مؤيـدو الخيـار أن شــروط كــل مــن المســؤوليتين تختلــف‪ ،‬فــإذا تــوافرت شــروط‬
‫المســؤوليتين يحــق للمضــرور أن يختــار بينهمـــا‪ ،‬والتي يمكـــن أن تطبـــق المســـؤولية‬
‫التقصـــيرية حـــتى في حـــال قيـــام عقـــد بـــين المسؤول والمضرور‪ ،‬شــريطة أن تكــون‬
‫شــروط هــذه المســؤولية متــوافرة كمــا يــرى مؤيــدو الخيـــار أن المسؤولية التقصيرية‬
‫هي من النظام العام‪ ،‬وبالتالي ال تجبها المسؤولية العقدية أما خصوم الخيار فـيرون أنـه إذا‬
‫تـوافرت شـروط المسـؤولية العقديـة والمسـؤولية التقصـيرية فالعمـل الواحـد‪ ،‬فـإن‬
‫المضـرور ال يحـق لـه الخيـار بينهمـا‪ ،‬وإنمـا المسـؤولية العقديـة تجـب المسـؤولية‬
‫التقصيرية‪ .‬وبالتالي تطبق في مثل هذه الحالة قواعـد المسـؤولية العقديـة‪ .‬ويـبررون ذلـك‬
‫من العالقـة بـين المضـرور والمسـؤول مصـدرها العقـد‪ ،‬والـدائن (المضـرور) ال يعـرف‬
‫المـدين (المسـؤول) إال مـن خالل ذلك العقد‪ ،‬وبالتالي يجب أن يحكم العقد العالقة بينهما‪.‬‬

‫‪--------------------------- --------------------------‬‬ ‫‪- 9-‬‬ ‫‪----------------------------------------------------‬‬


‫‪-------‬‬ ‫تلخيص كتاب المسؤولية المدنية للدكتور عبد القادر العرعاري‬ ‫‪-------‬‬

‫الباب الثاني ‪ :‬نظام المسؤولية العقدية ‪la Responsabilité contractuelle‬‬

‫إن القوة الملزمة للعقد تقتضـي قيـام أطرافـه بتنفيـذ مـا يقـع علـى عـاتقهم مـن‬
‫التزامـات‪ ،‬فـإن عـدل أي منهمـا عـن الوفـاء بالتزاماته أو تأخر في هـذا الوفـاء‪ ،‬كـان مسـؤوال‬
‫عـن ذلـك مسـؤولية عقدية‪ .‬وحتى نكون فكرة عامة عن نظام المسؤولية العقدية فإننا سنحاول‬
‫تحديد هذه المسؤولية ببيان مظاهرها القانونية ‪،‬وكذا العناصر الالزمة لتحققها على أن نختم‬
‫الكالم في هذا الباب بمعالجة االتفاقات المعدلة للمسؤولية زيادة أو نقصانا ‪.‬‬

‫الفصل األول ‪ :‬مظاهر المسؤولية العقدية‬

‫المسؤولية العقدية ‪ La responsabilité contractuelle‬هي تلك التي تهدف إلى‬


‫تعويض الطرف المتضرر عن األضرار والخسائر التي لحقة به سواء كان ذلك نتاجا عن‬
‫اإلخالل ببنود العقد أو التأخير في تنفيذه ‪ ،‬وهي بذلك مجرد أثر من أثار اإلخالل بااللتزامات‬
‫التعاقدية أو بتعبير أخر مجرد جزاء لعدم تنفيذ االلتزام ‪.‬‬

‫ويحدد مفهوم المسؤولية العقدية في الحالة التي يخل فيها المتعاقد بالتزاماته تجاه‬
‫الطرف األخر ‪،‬ويشمل هذا اإلخالل حاالت عدم تنفيذ االلتزام كال أو بعضا وحاالت تأخير‬
‫تنفيذ العقد في وقته المحدد في بنوده ‪ ،‬وهذا ما أشار إليه المشرع في الفصل ‪ 263‬من ق ل‬
‫ع "يستحق التعويض ‪،‬إما بسبب عدم الوفاء بااللتزام وإما بسبب التأخر في الوقاء به‬
‫‪،‬وذلك ولو لم يكن هناك أي سوء نية من جانب المدين " واستحقاق التعويض قد يكون مع‬
‫فسخ العقد او بقاء العقد متى كان التنفيذ العيني الزال ممكن ولو جزء منه‪.‬‬

‫وللمسؤولية العقدية عدة مظاهر تحكمها قواعد مشتركة وخاضعة لنظام قانوني موحد‬
‫‪،‬إال ما استثناه المشرع بمقتضى نص خاص كما هو الحال بالنسبة للمسؤولية العقدية للحرفيين‬
‫والصناع ‪،‬فمجرد اإلخالل بااللتزام تقوم المسؤولية العقدية وال حاجة إلثبات أخطائهم من‬
‫طرف المضرور (مسؤولية مفترضة في حقهم )‪.‬‬

‫‪--------------------------- --------------------------‬‬ ‫‪- 10 -‬‬ ‫‪----------------------------------------------------‬‬


‫‪-------‬‬ ‫تلخيص كتاب المسؤولية المدنية للدكتور عبد القادر العرعاري‬ ‫‪-------‬‬

‫هذا باإلضافة إال أن بعض العالقات التعاقدية تفرض على الطرف الضعيف الخضوع‬
‫إلرادة الطرف القوي (‪,‬ترتقي الى مصاف عقود اإلذعان ) التي جعل لها المشرع أحكام‬
‫خاصة لحماية المستهلك فيها ‪،‬وذلك من خالل قانون ‪ 31.08‬المتعلق بتدابير حماية المستهلك‬
‫التي شدد الضمان والمسؤولية في حق المتعاقد المحترف والقضاء بدوره تشدد مع هؤالء‬
‫وسنرى ذلك الحقا في هذا التلخيص‪.‬‬

‫الفصل الثاني ‪ :‬العناصر الالزمة لتحقق المسؤولية العقدية‬

‫لقيام المسؤولية العقدية يتطلب شروطا ثالث وهي الخطأ والضرر والعالقة السببية‬
‫بينهما ‪،‬وسوف ندرس هذه الشروط ونعرف بها من جانب المسؤولية العقدية على أن نفصل‬
‫فيها بشيء من الدقة عند استقراء للمسؤولية التقصيرية العتبارها مصدرا لاللتزام ‪.‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬الخطأ العقدي‬

‫للخطأ العقدي أكثر من مظهر قانوني يختلف باختالف نوعية اإلخالل الذي ارتكبه‬
‫المدين ؛‬

‫فقد يتمثل في امتناع أحد المتعاقدين في الوفاء باإللتزامات التي تتعهد بها او في شكل‬
‫تأخير في التنفيذ وهما مظهرين مذكورين في الفصل ‪ 263‬من ق ل ع على سبيل المثال فقط‬
‫إذن نجد مظاهرا أخرى مثل حالة تسليم البائع شيئا معيبا للمشتري وهو يعلم مسبقا بوجود‬
‫العيب‪ ،‬وحالة بيع العقار مع علمه بأن العقار مهدد بالمصادرة ألجل المنفعة العامة‪،‬أو كتمان‬
‫الحقيقة ‪،‬او عدم إبداء النصيحة في العقود المهمة او التي يكون أحد طرفيها مستهلكا عاديا ال‬
‫دراية له بشؤون الحرفة محل التعاقد ‪.‬‬

‫إن الخطأ كيفما كان وإال يعد سبب للمسائلة العقدية وال يتحلل المدين من تحمل هذه‬
‫المسؤولية إال بإثباته وأن الفعل كان بسبب أجنبي ال يد له فيه كالقوة القاهرة والخطأ المنسوب‬
‫للدائن او للغير‪.‬‬

‫‪--------------------------- --------------------------‬‬ ‫‪- 11 -‬‬ ‫‪----------------------------------------------------‬‬


‫‪-------‬‬ ‫تلخيص كتاب المسؤولية المدنية للدكتور عبد القادر العرعاري‬ ‫‪-------‬‬

‫وبناء على ذلك سنستعرض مقياس تحقق هذا الخطأ العقدي وكيفية إثباته وإمكاني‬
‫مساءلة الشخص عقديا عن أخطاء غيره وعن فعل أشيائه ‪.‬‬

‫المطلب االول ‪ :‬مقياس تحقق الخطأ العقدي‬

‫وهو مقياس ومعيار موضوعي مجرد ومرن من حيث التطبيق يتمثل في وجود نوعين‬
‫من اإللتزامات العقدية يتحمل بها المدين والدائن وهي اإللتزام بنتيجة ‪obligation de‬‬
‫‪ résultat‬وإلتزام بعناية ‪ ، obligation de moyen‬والنسبة لإللتزام االول فالمدين ال‬
‫تبرأ ذمته إال بتحقيق النتيجة المتفق عليها ولو كانت تافهة‪ ،‬وبالنسبة لإللتزام الثاني فالمدين‬
‫يلتزم ببذل عناية الالزمة دون تحقيق نتيجة معينة وإنما أمل في حصول هذه النتيجة وإخاللهما‬
‫يتحقق بإثبات اإلهمال والتقصير من جانبه ‪.‬‬

‫إال أنه ما يجب اإلشارة إليه ان نوعية االحتياط والحرص الذي يتعين سلوكه في هذا‬
‫اإللتزام هو عناية الرجل العادي متوسط الفطنة والذكاء ومنظور إليه من زاوية رجل المهنة‬
‫او الحرفة الذي حصل التعامل فيها‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬مسألة إثبات الخطأ العقدي‬

‫إثبات الخطأ العقدي في اإللتزام بنتيجة يكون بمجرد عدم تحقق النتيجة التي تعاقد‬
‫الزبون من أجلها ‪.‬وال يتحلل من هذه المسؤولية إال إذا أثبت السبب األجنبي كالقوة القاهرة‬
‫والخطأ المضرور‪ ،‬وعبئ اإلثبات هنا يقع على الطرف المدين‪ ،‬أما الدائن فعليه أن يحدد نوع‬
‫الضرر الذي لحق به وأن يبرهن على وجود عقد صحيح يربك بينه وبين المدين بااللتزام‪.‬‬

‫أما إثبات الخطأ العقدي في اإللتزام بعناية يتحقق بإثبات الدائن التقصير واإلهمال من‬
‫جانب الملتزم المدين‪ ،‬وله في ذلك استعمال مختلف وسائل اإلثبات باعتبار أن اإلخالل بالعقد‬
‫من المسائل التي يختلط فيها الواقع بالقانون‪.‬‬

‫‪--------------------------- --------------------------‬‬ ‫‪- 12 -‬‬ ‫‪----------------------------------------------------‬‬


‫‪-------‬‬ ‫تلخيص كتاب المسؤولية المدنية للدكتور عبد القادر العرعاري‬ ‫‪-------‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬المسؤولية العقدية عن خطأ الغير‬

‫والمقصود بها تلك المسؤولية التي يتحملها المدين نتيجة اإلخالل بعقد من طرف‬
‫األشخاص الذين يرتبطون بمقتضى عالقات قانونية تستوجب حلول محلهم في تحمل أخطائهم‬
‫متى كانت متصلة بتنفيذ العقد‪.‬‬

‫وهذه المسؤولية هي مجرد مظهر قانوني للمسؤولية العقدية وأهم ما تتمثل فيه العقود‬
‫من الباطن ؛ حيث نكون أمام عقدين أول أصلي وثاني فرعي ومثاال على ذلك ما نص عليه‬
‫الفصل ‪ 670‬من ق ل ع الذي يحمل المكتري األصل مسؤولية تجاه المكري عن األخطاء‬
‫الصادرة عن المكترين الفرعيين‪.‬‬

‫المطلب الرابع ‪ :‬المسؤولية الناجمة عن الضرر الذي يتسبب فيه الشيء الذي يكون محل‬
‫للتعاقد‬

‫بل أثر من ذلك حتى ولو تعلق االمر بإلحاق بعض األضرار الجسدية بالزبناء أثناء‬
‫عملية الشراء أو بمناسبتها ولو عدل الزبون المتحول في المتجر عن الشراء ‪ .‬وأساس هذه‬
‫المسؤولية أن صاحب المحل التجاري يتحمل واجب ضمان سالمة الزبون منذ دخوله إلى‬
‫المتجر إلى غاية خروجه منه ‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬ركن الضرر‬

‫الضرر هو الصورة الملموسة التي تتمثل فيها نتائج الخطأ العقدي ‪،‬وبالتالي فإذا لم‬
‫يترتب عن الخطأ ضرر فال مجال إلعمال قواعد المسؤولية العقدية‪.‬‬

‫والضرر هو كل ما يلحق من خسارة مالية وتفويت لفرص الربح بشرط أن تكون‬


‫متصلة مباشرتا بالفعل الموجب لهذه المسؤولية‪ ،‬والتعويض عنه يقتصر على األضرار‬
‫المباشرة التي كانت متوقعة عند إبرام العقد ‪،‬ثم إن تقديره ال زال موكوال في معظم حاالته‬
‫للسلطة التقديرية لقاضي الموضوع ‪.‬‬

‫‪--------------------------- --------------------------‬‬ ‫‪- 13 -‬‬ ‫‪----------------------------------------------------‬‬


‫‪-------‬‬ ‫تلخيص كتاب المسؤولية المدنية للدكتور عبد القادر العرعاري‬ ‫‪-------‬‬

‫كما أن الضرر األدبي على غرار الضرر المادي موجب للتعويض في هذه المسؤولية‬
‫العقدية‪ ،‬وعلى العموم فإن الضرر سواء كان ماديا أو معنويا فيتعين فيه أن يكون شخصيا و‬
‫مباشرا و محققا و متوقعا عند إبرام العقد‪.‬‬

‫‪-1‬أن يكوم الضرر شخصيا ‪ :‬اي أن يكون الدائن هو الشخص المتضرر من الفعل‬
‫الذي ارتكبه المدين ونص على هذا الشرط الفصل ‪ 264‬من ق ل ع "الضرر هو ما لحق‬
‫الدائن من خسارة حقيقية وما فاته من كسب‪ "..‬والجدير بالذكر أن التعويض قد يطالب به‬
‫المضرور المباشر في العقد او ورثته عن طريق الحلول محله عند وفاته ‪.‬‬

‫‪-2‬أن يكون الضرر مباشرا ‪ : Direct‬وهذا ما يتحقق بالنسبة لألضرار التي ترتبط‬
‫ارتباط وثيق بالخطأ العقدي وأشار إلى ذلك المشرع في الفصل ‪ 264‬كذلك من ق ل ع بقوله‬
‫" ‪...‬متى كان ناتجين مباشرة عن عدم الوفاء بااللتزام"‬

‫‪-3‬أن يكون الضرر محققا ‪ : dommage certain‬وهو الذي وقع فعال او سيقع‬
‫في المستقبل‪.‬‬

‫‪-4‬أن يكون متوقع عند إبرام العقد ‪ : dommage prévisible‬هو الذي كلن منتظر‬
‫حدوثه عند ابرام العقد‪ ،‬غير أنه استثناء أشار إليه المشرع الفرنسي والمصري فإذا كان‬
‫الضرر العقدي غير متوقع نشأ بناء على ممارسة المدين للتدليس او وقوعه في خطأ جسيم‬
‫الذي ال يغتفر‪ ،‬فإنه يكون موجب للتعويض‪ ،‬بينما مشرعنا المغربي أغفل هذه النقطة ويؤخذ‬
‫بعين االعتبار في تحديد نوعية الضرر المتوقع أثناء إبرام العقد هو قيمة الضرر التي كانت‬
‫متوقعة قبل حصول الفعل الموجب للضمان والمسؤولية‪.‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬العالقة السببية بين الخطأ والضرر ‪:‬‬

‫لقيام المسؤولية العقدية يجب أن يكون الخطأ هو الذي تسبب في وقوع الضرر‪ ،‬ويقع‬
‫عبئ إثبات العالقة السببية على عاتق الدائن الذي يطالب المدين بالتعويض عن األضرار‬
‫المترتبة عن اإلخالل بالعقد و استثناء بالنسبة للمسؤولية المفترضة من جانب المسؤول‪،‬‬

‫‪--------------------------- --------------------------‬‬ ‫‪- 14 -‬‬ ‫‪----------------------------------------------------‬‬


‫‪-------‬‬ ‫تلخيص كتاب المسؤولية المدنية للدكتور عبد القادر العرعاري‬ ‫‪-------‬‬

‫كالمسؤولية الملقاة على عاتق المعماريين في إطار ما يسمى بالضمان العشري‪ ،‬بحيث ال‬
‫يلتزم إال بإثبات الضرر العقدي أما الخطأ فال يلتزم بإثباته ألن المسؤولية قائمة على افتراض‬
‫الخطأ من جانب الدائن‪ ،‬فللتحلل من الضمان المسؤولية ما عليه إال أن يثبت أن الضرر كان‬
‫نتيجة لفعل أجنبي ال يد له فيه كالقوة القاهرة والحدث الفجائي والخطأ المنسوب للمضرور‬
‫والغير ‪.‬‬

‫نشير في ختام الحديث عن العالقة السببية أن مسألة استخالص هذه األخيرة متروك‬
‫للسلطة التقديرية لقضاة الموضوع بحيث ال يخضعون فيها لرقابة محكمة النقض ‪.‬‬

‫الفصل الثالث ‪ :‬االتفاقات المعدلة للمسؤولية العقدية‬

‫نظرا لكون أحكام المسؤولية العقدية ليست من النظام العام كما هو الشأن بالنسبة‬
‫للمسؤولية التقصيرية فإنه ال مانع من االتفاق على تعديل أحكامها سواء بتشديد هذه المسؤولية‬
‫او التخفيف منها‪ ،‬وقد يصل ذلك إلى حد إعفاء المدين تبعاتها مطلقا‪ ،‬ويرد على هذا استثناءات‬
‫يمنع القانون تعديل أحكام المسؤولية العقدية فيها‪.‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬مبدأ جواز اإلتفاق على تعديل أحكام المسؤولية العقدية‬

‫يتخذ هذا المبدأ مظهرين قانونيين متعاكسيين وهما االتفاق على تشديد وتخفيف‬
‫المسؤولية والضمان العقدي‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬االتفاق على تشديد المسؤولية والضمان العقدي‬

‫يحق للدائن أن يشترط التشديد في مسؤولية المدين وضمانه ‪،‬كأن يدرج في عقد البيع‬
‫شرط يحمل البائع تبعة ضمان العيوب البسيطة والظاهرة ‪.‬‬

‫ومن بين أبرز األمثلة على ذلك في العقود المبنية على المساومة الحرة ‪-‬الشرط‬
‫الجزائي ‪ clause pénale‬حيث تشدد المسؤولية في حق المدين باالتفاق على تعويض‬
‫جزافي قبل حصول الفعل الموجب إلستحقاق التعويض ‪.‬‬

‫‪--------------------------- --------------------------‬‬ ‫‪- 15 -‬‬ ‫‪----------------------------------------------------‬‬


‫‪-------‬‬ ‫تلخيص كتاب المسؤولية المدنية للدكتور عبد القادر العرعاري‬ ‫‪-------‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬اإلتفاق على تخفيف المسؤولية والضمان العقدي‬

‫بمقابل اإلتفاق على تشديد المسؤولية والضمان العقدي ‪،‬يجوز اإلتفاق على التخفيف‬
‫من حجم المسؤولية الملقاة على عاتق المدين‪ ،‬سواء باإلعفاء الكلي منها أو مجرد التخفيف‬
‫من حدتها كالتعاقد من غير ضمان ‪. clause de non garantie‬‬

‫ونظرا لخطورة الشروط المعفية من المسؤولية والضمان فإن اإلتجاه الغالب في الفقه‬
‫يربطه هذه الشروط بتوفر شرطين أساسيين ؛‬

‫االول ‪ :‬أن يكون الدائن على علم تام بمضمون الشرط وأن يكون عالم بالمخاطر التي‬
‫جعلت الدائن يتعاقد على حسابه الخاص من غير ضمان‬

‫الثاني ‪ :‬أن ال يكون في الشروط المعفية من المسؤولية والضمان مساس بالصحة‬


‫العامة والمواطنين‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬اإلستثناءات الواردة على مبدأ التشديد والتخفيف من الضمان‬

‫حرية األطراف المتعاقدة في تعدد المسؤولية العقدية ليست مطلقة وإنما هي مقيدة‬
‫بمجموعة من الضوابط القانونية التي تشكل في مجملها ما يسمى بالنظام العام الذي يعتبر‬
‫بمثابة قيد يحد من حرية المتعاقدين في مجال الشروط المخففة والمعفية من الضمان‬
‫والمسؤولية ‪،‬وعليه نتطرق للحاالت الثالثاء المقيدة للمبدأ السابق او ما عبرنا هنه في مبحثنا‬
‫هذا باالستثناءات‬

‫أوال ‪ :‬حالة ارتباط الشرط بإعفاء المدين من التدليس والخطأ الجسيم ‪ :‬وهو ما نص عليه‬
‫الفصل ‪ 232‬من ق ل ع " ال يجوز أن يشترط مقدما عدم مسؤولية الشخص عن خطأه‬
‫الجسيم او تدليسه " هذا الخضر بسبب ان هذه الشروط لها مساس بالنظام العام ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬حالة مساس الشرط بسالمة وأمن األفراد ‪ :‬حيث يكون كل شرط معفي من المسؤولية‬
‫والضمان وفي نفس الوقت ماسة بالصحة والسالمة العامة للمواطن باطال‪ .‬وقد أشار المشرع‬

‫‪--------------------------- --------------------------‬‬ ‫‪- 16 -‬‬ ‫‪----------------------------------------------------‬‬


‫‪-------‬‬ ‫تلخيص كتاب المسؤولية المدنية للدكتور عبد القادر العرعاري‬ ‫‪-------‬‬

‫لهذا الفصل ‪ 772‬من ق ل ع "ط كل شرط موضوعه إنقاص او إسقاط ضمان أجير الصنع‬
‫لعيوب صنعه وعلى األخص إذا كان قد أخفى عن قصد هذه العيوب او كانت ناشئة عن‬
‫تفريطه الجسيم "‬

‫ثالثا ‪ :‬حالة ا لمساس للشرط بواجب المحافظة على األمانات والودائع ‪ :‬بادر المشرع‬
‫المغربي الى إقرار بطالن الشروط المعفية للضمان والمسؤولية ‪،‬المتعلقة بالمحافظة على‬
‫األمانات والودائع ‪ ،‬ومصال ذلك حالة الدائن المرتهن وحالة أصحاب الفنادق والحمامات‬
‫والمالهي العمومية فكل من تعهد بحراسة األشياء واألمتعة الخاصة للزبناء إال ويلتزم‬
‫بضمانها وتحمل المسؤولية عنها وأي اتفاق خالف ذلك يكون عديم األثر‬

‫وفي ختام هاذ المبحث نشير أن بطالن الشرط ال يقتضي بالضرورة بطالن العقد‬
‫الذي يتضمنه مالم يثبت أن الشرط الباطل كان هو السبب الدافع للتعاقد ‪،‬حيث يتعذر فصل‬
‫الشرط ‪،‬فيبطل الشرط والعقد معا ‪.‬‬

‫‪--------------------------- --------------------------‬‬ ‫‪- 17 -‬‬ ‫‪----------------------------------------------------‬‬


‫‪-------‬‬ ‫تلخيص كتاب المسؤولية المدنية للدكتور عبد القادر العرعاري‬ ‫‪-------‬‬

‫الباب الثاني ‪ :‬نظام المسؤولية التقصيرية ‪:‬‬

‫نظام المسؤولية التقصيرية له حيز منهم من الدراسة العتبارات اجتماعية واقتصادية‬


‫وقانونية‪ ،‬وذلك مع ظهور بعض المخاطر الجديدة لالستعمال المكثف لألالت الميكانيكية‬
‫وانتشار ظاهرة التأمين بمختلف أنواعه وانتشار ذيوع األفكار االجتماعية التي تهدف إلى‬
‫حماية المضرور‪ ،‬كما أن ق ل ع المغربي خصص لها حيز مهم من الدراسة من الفصل ‪77‬‬
‫إلى الفصل ‪ 106‬من ق ل ع ‪،‬حيث خصصت الفصول ‪77‬و ‪ 78‬من ق ل ع للمسؤولية‬
‫الشخصية التي تستوجب إثبات الخطأ سواء كان مقصود أو غير مقصود‪ ،‬وخصصت جملة‬
‫من فصوله أيضا للحديث عن المسؤولية الموضوعية ؛ الفصلين ‪ 85‬و ‪ 58‬مكرر لمسؤولية‬
‫الشخص عن فعل الغير و الفصل ‪ 88‬لمسؤولية حارس الشيء والفصل ‪ 86‬لمسؤولية حارس‬
‫الحيوانات عن األضرار التي تتسبب فيها والفصلين ‪ 89‬و ‪ 90‬لمسؤولية مالم البناء‪ ،‬وتطرق‬
‫كذلك المشرع لبعض الحاالت الخاصة للمسؤولية التقصيرية ‪،‬كمسؤولية الدولة والبلديات‬
‫والجماعات المحلية عن أخطاء موظفيها ( الفصلين ‪ 79‬و ‪ 80‬خصص لمسؤولية القضاة عن‬
‫األعمال التي يتجاوزون فيها اختصاصهم ويلحقون ضررا بالغير‪ ،‬والفصل ‪ ، 81‬إن أنه‬
‫رغم هذه الفصول الخاصة لهذه المسؤوليات االستثنائية ‪،‬إال أنها في مجملها تخضع ألحكام‬
‫العامة للمسؤولية ‪.‬‬

‫المالحظ أن المشرع تطرق ي باب المسؤولية التقصيرية كذلك للقواعد المنظمة لحيازة‬
‫األشياء عن حسن النية او سوئها في الفصول من ‪ 101‬الى ‪ 105‬من ق ل ع ‪ ،‬وهذا الموضوع‬
‫يعد غريبا نوعا ما عن اإللتزامات الناشئة عن الجرم او شبه الجرم ‪.‬‬

‫وعلى كل حال ومسايرة لمسلك المشرع المغربي فإننا سنتناول في هذا التلخيص‬
‫مسؤولية الشخص عن أفعاله التي يرتكبها عن قصد او غير قصد وابتي تستوجب إثبات‬
‫عنصر الخطأ على أن نتناول في المحاول األخرى أهم المظاهر التي تتجسد فيها المسؤولية‬
‫الموضوعية خصوصا مسؤولية الشخص عن أفعال غيره وكذا مسؤولية الشخص عن‬
‫األضرار التي تتسبب فيها األشياء والحيوانات التي توجد في حراسته ‪.‬‬

‫‪--------------------------- --------------------------‬‬ ‫‪- 18 -‬‬ ‫‪----------------------------------------------------‬‬


‫‪-------‬‬ ‫تلخيص كتاب المسؤولية المدنية للدكتور عبد القادر العرعاري‬ ‫‪-------‬‬

‫الفصل األول ‪ :‬المسؤولية التقصيرية عن الفعل الشخصي ‪:‬‬

‫من بين أهم مظاهر المسؤولة المدنية ‪،‬التقصيرية عن الفعل الشخصي‪ ،‬ولقيامها فإنه‬
‫يلزم بالضرورة توافر الخطأ والضرر والعالقة السببية بينهما وهذه العناصر تعد ضرورية‬
‫لتحقق هذه المسؤولية التقصيرية الشخصية كانت أم موضعية ‪ ،‬بل هي كذلك قاسم مشترك‬
‫بين مختلف مظاهر المسؤولية المدنية عموما ‪،‬غير أنه أساس هذه المسؤولية وطريقة إثباتها‬
‫هي التي تتباين ‪.‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬الخطأ ‪. LA FAUT‬‬

‫الخطأ هو الركن االول لقيام المسؤولية المدنية عامة والتقصيرية خاصة فما المقصود‬
‫بالخطأ في إطار هذه المسؤولية األخيرة وما هي عناصره وشروطه وأنواعه الكل سنتطرق‬
‫إليه أسفله بشيء من الدقة واالختصار ‪.‬‬

‫المطلب االول ‪ :‬تعريف الخطأ‬

‫عرف المشرع المغربي الخطأ في الفصل ‪78‬من ق ل ع على أنه " الخطأ هو ترك‬
‫ما كان يجب فعله أو فعل ما كان يجب اإلمساك عنه وذلك من غير قصد إلحداث الضرر "‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬عناصر الخطأ التقصيري‬

‫يتشكل الخطأ من عنصرين االول مادي يتمثل في حصول الفعل الموجب لتحمل‬
‫المسؤولية وبالثاني معنوي وهو إمكانية نسبة فعل التعدي إلى مسؤولية في نظر القانون ‪.‬‬

‫العنصر االول ‪ :‬اإلقبال على ارتكاب فعل التعدي‬

‫أشار المشرع إلى هذا الركن في الفصلين ‪ 77‬من ق ل ع حيث يعتبر " كل فعل‬
‫ارتكبه اإلنسان عن بينة واختيار من غير أن يسمح له به القانون فأحدث ضررا ماديا أو‬
‫معنويا للغير التزم مرتكبه بتعويض هذا الضرر‪ " ...‬والفصل ‪ " 78‬كل شخص مسؤول عن‬

‫‪--------------------------- --------------------------‬‬ ‫‪- 19 -‬‬ ‫‪----------------------------------------------------‬‬


‫‪-------‬‬ ‫تلخيص كتاب المسؤولية المدنية للدكتور عبد القادر العرعاري‬ ‫‪-------‬‬

‫الضرر المعنوي او المادي الذي أحدثه ال بفعله فقط ولكن بخطئه أيضا وذلك عندما يثبت‬
‫أن هذا الخطأ هو السبب المباشر في حدوث ذلك الضرر‪" ...‬‬

‫من خالل الفصلين أعاله يتضح ان اول مظهر للعنصر المادي هو اإلخالل باإللتزامات‬
‫القانونية‪ ،‬والذي قد يكون مقصودا غي ذاته ونسميه التعدي‪ ،‬او غير مقصود لذاته ولكن‬
‫حصل عن طريق اإلهمال التقصير ‪.‬‬

‫والمظهر الثاني للعنصر المادي هو اإلخالل باإللتزامات غير قانونية ‪،‬المستقاة من‬
‫ضوابط التعايش االجتماعي ‪،‬كالضرر بحقوق الجوار والتعسف في استعمال الحق بوجه عام‬
‫‪،‬وعدم احترام األعراف والتقاليد المهنية او الرياضية ‪،‬عموما القضاء هو الذي يتولى تحديد‬
‫حاالت اإلخالل باإللتزامات القانونية ‪ ،‬ويعتمد في ذلك على معيارين الشخصي والموضوعي‬
‫في معاملة المخطئ‬

‫العنصر الثاني ‪ :‬إمكانية نسبة الفعل الضار للشخص المخطئ‬

‫اي انه يلزم في الشخص المخطئ أن يكون مدركا ألفعاله المقصودة منها والغير‬
‫المقصودة‪.‬‬

‫وقد أكد المشرع هذا العنصر في عدة فضول حدد فيها حاالت انعدام التميز ؛ الفصل‬
‫‪ 96‬من ق ل ع " القاصر عديم التمييز ال يسأل مدنيا عن الضرر الحاصل بفعله و يطبق‬
‫نفس الحكم على فاقد العقل بالنسبة الى األفعال الحاصلة في حالة جنونه وبالعكس من ذلك‬
‫يسأل القاصر عن الضرر الحاصل بفعله إذا كان له من الدرجة الالزمة لتقدير نتائج أعماله"‬
‫والفصل ‪ 93‬من ق ل ع "السكر إذا كان اختياريا ال يحول دون المسؤولية المدنية في‬
‫اإللتزامات الناشئة عن الجرائم وأشباه الجرائم ‪،‬وال مسؤولية مدنية إذا كان السكر غير‬
‫اختياري ‪،‬وعلى المتتابع إثبات هذه الواقعة " والفصل ‪ 97‬من ق ل ع "الصم والبكم وغيرهم‬
‫من ذوي العاهات يسألون عن األضرار الناتجة من أفعالهم أو خطأهم وإذا كانت لهم من‬
‫التمييز الدرجة الالزمة لتقدير نتائج أعمالهم "‬

‫‪--------------------------- --------------------------‬‬ ‫‪- 20 -‬‬ ‫‪----------------------------------------------------‬‬


‫‪-------‬‬ ‫تلخيص كتاب المسؤولية المدنية للدكتور عبد القادر العرعاري‬ ‫‪-------‬‬

‫والجذير بالذكر أن الشخص المعنوي هو االخر يتحمل مسؤولية بناء على الحقيقة‬
‫الواقعية للشخص المعنوي ‪ la théorie de réalité du personne morale‬حيث‬
‫يجب مسائلة الشخص المعنوي بصورة مباشرة عن كل األضرار التي يتسبب فيها األفراد‬
‫الذين يشكلون الطاقم العام لألشخاص اإلعتبارية ‪،‬شرط أن يكون هذا الفعل تم ارتكابه أثناء‬
‫مزاولة الوظيفة او الخدمة المسندة إليهم ‪،‬او بمناسبتها ‪،‬مادام أن الخطأ ليس شخصيا ‪.‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬أنواع الخطأ التقصيري‬

‫ينقسم الخطأ من حيث طبيعته إلى خطأ إيجابي وسلبي ومن حيث تدخل اإلرادة في‬
‫إحداثه إلى خطأ عمدي وناتج عن اإلهمال وال مباالة ومن حيث خطورته إلى خطأ جسيم‬
‫ويسير‬

‫أوال ‪ :‬الخطأ السلبي واإليجابي ‪:‬‬

‫بالعودة الى الفصل ‪ 78‬من ق ل ع نستنتج أن الخطأ قد يكون إجابي او سلبي "‪ ..‬ترك‬
‫ما كان يجب فعله او فعل ما كان يجب اإلمساك عنه‪ " ...‬نشير إلى أن حلقة األخطاء السلبية‬
‫ضيقة بالمقارنة مع حلقة األخطاء اإليجابية ‪ .‬كما أن الخطأ اإليجابي ينحصر في مظهر واحد‬
‫ارتكاب فعل مادي مخالف للقانون‪ ،‬بينما الخطأ السلبي يتمظهر في عدة مظاهر فقد يكون في‬
‫شكل امتناع عن القيان بالواجب القانوني (إنكار العدالة ‪ déni de justice‬مثاال ) الفصل‬
‫‪ 81‬والفصل ‪ 391‬من ق ل ع ‪ ،‬وقد يكون في شكل كتمان بعض الوقائع الصحيحة وإخفائها‬
‫بقصد طمس الحقيقة وتضليل الغير الفصل ‪ 52‬من ق ل ع (مثاال المادة ‪ 30‬من مدونة‬
‫التأمينات القانون ‪(17.99‬‬

‫ثانيا ‪ :‬الخطأ العمدي وخطأ اإلهمال ‪FAUTE INTENTIONNELLE /FAUTE NON‬‬


‫‪INTENETIONNELLE‬‬

‫الخطأ العمدي ويرف أيضا بإسم الخطأ الخبيث ‪faut malicieuse‬وهو الذي يتعمد‬
‫فيه الشخص إلى ارتكاب الفعل الضار قصدا تحقيق النتيجة الضارة ‪ ،‬سواء كان الفعل إيجابيا‬

‫‪--------------------------- --------------------------‬‬ ‫‪- 21 -‬‬ ‫‪----------------------------------------------------‬‬


‫‪-------‬‬ ‫تلخيص كتاب المسؤولية المدنية للدكتور عبد القادر العرعاري‬ ‫‪-------‬‬

‫كالشخص الذي ينهال على غيره بالضرب والجرح في غير حاالت الدفاع الشرعي عن النفس‬
‫او المال ‪ ،‬او كان الفعل سلبيا متى كان القصد منه إحداث الضرر بالغير ‪.‬‬

‫الخطأ غير العمدي ويعرف ايضا بخطأ اإلهمال ‪faute d’imprudence ou de‬‬
‫‪ négligence‬وهو نوع من اإلخالل باإللتزامات القانونية سواء كان منصوص عليها او‬
‫غير منصوص عليها وذلك من غير قصد احداث الضرر بالغير ‪ ،‬كالصياد الذي يقتل صديقه‬
‫أثناء رجلة الصيد في الوقت الذي كلن يقصد إصابة هدف حيواني يعد مرتكب لجريمة القتل‬
‫الخطأ‬

‫ثالثا ‪ :‬الخطأ الجسيم والخطأ اليسير ‪:‬‬

‫يكون الخطأ جسيم ‪ faut lourde‬عندما يكون اإلخالل قد حصل بواجبات قانونية‬
‫على جانب من األهمية وقد أعطى المشرع أمثلة لمجموعة من األخطاء الجسيمة ؛ كالفصل‬
‫‪ 232‬من ق ل ع الذي ينص على أنه ال يجوز للمخطئ في هذه الحاالت أن يشترط مقدما‬
‫عدم مسؤولية عن األخطاء الجسيمة او الناتجة عن التدليس ‪ ،‬والفصل ‪ 75‬الذي ينص إن‬
‫الخطأ الجسيم يكون سببا لحرمان المضرور من استحقاق التعويض كليا عندما يكون هذا‬
‫الخطأ على جانب من الخطورة كالسكر االختياري لألجير ‪ ،‬والمادة ‪ 39‬من مدونة الشغل‬
‫التي تنص على أن الخطأ الجسيم قد يكون سبب من أسباب طرد العامل كإفشاء السر المهني‬
‫والسرقة وخيانة األمانة والسكر العلني وتعاطي للمخدرات ورفض إنجاز األشغال الذي هو‬
‫من اختصاصه او النسب في تدمير التجهيزات والمعدات الالزمة للعمل عمدا او نتيجة إهمال‬
‫فادح‬

‫ويكون الخطأ اليسير ‪ faut l'égérie‬هو كل خطأ اقل جسامة ‪ ،‬غير أنه ما يجب‬
‫اإلشارة إليه أنه ليس كل األخطاء اليسيرة قابلة للتعويض عنها ‪،‬حيث توجد زمرة من األخطاء‬
‫اليسيرة ال تستوجب التعويض ‪،‬كما هو الحال بالنسبة للمسؤولية التقصيرية للقضاة ال يسألون‬
‫عن األخطاء اليسيرة إال إذا كان هناك نص خاص ونفس األمر بالنسبة للمحامي واألطباء‬
‫والمهندسين المعماريين‬

‫‪--------------------------- --------------------------‬‬ ‫‪- 22 -‬‬ ‫‪----------------------------------------------------‬‬


‫‪-------‬‬ ‫تلخيص كتاب المسؤولية المدنية للدكتور عبد القادر العرعاري‬ ‫‪-------‬‬

‫المطلب الرابع ‪ :‬عالقة الخطأ التقصيري ونظرية التعسف في استعمال الحق‬

‫سنقوم بتعريف هذه النظرية ونعرض ألهم تطبيقاتها ونبين موقف المشرع المغربي منها؛‬

‫أوال ‪ :‬التعسف في استعمال الحق‬

‫هو استعمال الحق على نحو يتنافى مع الهدف االجتماعي الذي أنشئ من أجله هذا‬
‫الحق فما هو إال صورة من صور نظرية الخطأ التقصيري ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬مظاهر التعسف في استعمال الحق‬

‫للتعسف في استعمال الحق أكثر من مظهر قانوني وأبرز مظهر هو مضار الجوار‬
‫‪ troubles des voisinages‬وقد أثاره المشرع المغربي في الفصل ‪ 91‬من ق ل ع‬
‫" للجيران الحق في إقامة دعوى على أصحاب المحالت المضرة بالصحة أو المقلقة للراحة‬
‫بطلب‪ ،‬إما إزالة هذه المحالت‪ ،‬وإما إجراء ما يلزم فيها من التغيير لرفع األضرار التي‬
‫يتظلمون منها‪ .‬وال يحول الترخيص الصادر من السلطات المختصة دون مباشرة هذه‬
‫الدعوى"‬

‫ثالثا ‪ :‬موقف المشرع من نظرية التعسف في استعمال الحق‬

‫نظم المشرع هذه النظرية في الفصول ‪ 91‬و ‪ 62‬و ‪ 94‬من ق ل ع حيث قيدت المادة‬
‫‪ 92‬الحق بأنه يشمل فقط األضرار التي لها قدر من الجسامة واستثنت بذلك األضرار المألوفة‬
‫على اإللتزامات العادية للجوار بحيث جاء في هذه المادة "ومع ذلك‪ ،‬ال يحق للجيران أن‬
‫يطلبوا إزالة األضرار الناشئة عن االلتزامات العادية للجوار‪ ،‬كالدخان الذي يتسرب من‬
‫المداخن‪ ،‬وغيره من المضار التي ال يمكن تجنبها والتي ال تتجاوز الحد المألوف"‬

‫لم يقف المشرع عند هذا الحد بل وضع مبدأ عام ضابط لمعيار التعسف في استعمال‬
‫هذا الحق في الفصل ‪ 94‬من ق ل ع حيث جاء فيه "ال محل للمسؤولية المدنية‪ ،‬إذا فعل‬
‫شخص بغير قصد اإلضرار ما كان له الحق في فعله‪ .‬غير أنه إذا كان من شأن مباشرة هذا‬

‫‪--------------------------- --------------------------‬‬ ‫‪- 23 -‬‬ ‫‪----------------------------------------------------‬‬


‫‪-------‬‬ ‫تلخيص كتاب المسؤولية المدنية للدكتور عبد القادر العرعاري‬ ‫‪-------‬‬

‫الحق أن تؤدي إلى إلحاق ضرر فادح بالغير‪ ،‬وكان من الممكن تجنب هذا الضرر أو إزالته‬
‫من غير أذى جسيم لصاحب الحق‪ ،‬فإن المسؤولية المدنية تقوم إذا لم يجر الشخص ما كان‬
‫يلزم لمنعه أو إليقافه"‬

‫المطلب الخامس ‪ :‬انتفاء الخطأ التقصيري‬

‫إذا استجمع الخطأ عنصريه المادي والمعنوي إال ويستوجب المسؤولية لكن هناك‬
‫حاالت يعفى منها المخطئ من المسؤولية ولو استجمع الخطأ عنصريه ويتعلق األمر بأسباب‬
‫اإلباحة والتبرير وهي كاألتي ؛‬

‫أوال ‪ :‬حالة الدفاع الشرعي‬

‫عرفه المشرع في الفقرة الثانية من الفصل ‪ 95‬من ق ل ع "وحالة الدفاع الشرعي‪،‬‬


‫هي تلك التي يجبر فيها الشخص على العمل لدفع اعتداء حال غير مشروع موجه لنفسه‬
‫أو لماله أو لنفس الغير أو ماله"‬

‫غير أن الشخص ال يكون في حالة الدفاع الشرعي إال إذا توافرت مجموعة من‬
‫الشروط الموضوعية كلها معا وهي ؛‬

‫• أن يكون هناك خطر يهدد الشخص في نفسه او ماله أو نفس الغير أو ماله ‪.‬‬
‫• أن يكون الخطر ال يحتمل التأجيل ‪.‬‬
‫• أن ال تكون هناك فرص النجاة والتخلص من فعل التعدي إال بدفعه بالقوة ‪.‬‬
‫• أن يكون الدفع مناسبا على األقل مع خطورة اإلعتداء ‪.‬‬

‫وبمجرد توافر هذه الشروط يعفى مرتكب الخطأ من تحمل المسؤولية ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬حالة الضرورة ‪l'etat de nécessité‬‬

‫وهي أن يجد الشخص نفسه مضطرا لدفع خطر جسيم عن طريق التضحية بما هو أقل منه‬
‫او مساوي له وشروطه هي ؛‬

‫‪--------------------------- --------------------------‬‬ ‫‪- 24 -‬‬ ‫‪----------------------------------------------------‬‬


‫‪-------‬‬ ‫تلخيص كتاب المسؤولية المدنية للدكتور عبد القادر العرعاري‬ ‫‪-------‬‬

‫• أن يكون الخطر واضح ومحدق بالشخص المضطر أو ماله أو مال الغير‬


‫• أن ال يكون المضطر هو الذي تسبب في نشوء الخطر‬
‫• ان يكون الخطر المراد تفاديه أك بر من حجم الضرر الذي تسبب فيه المضطر او على‬
‫األقل مساوي له من حيث الخطورة‬

‫ثالثا ‪ :‬حالة القبول بالمخاطر‬

‫وهي الحالة التي يقبل فيها المضرور نتائج الفعل الضار؛‬

‫ولقدد استقر الرأي لدى اإلتجاه الغالب في الفقه على ضرورة التمييز بين نوعين من‬
‫المخاطر التي يقبل المضرور بهما وهما ؛ المخاطر التي تصيب المضرور في ماله هذه‬
‫األخيرة يجوز اإلتفاق على تحمل المضرور لعواقبها مادام ال تخالف النظام العام‪ .‬والثانية‬
‫هي المخاطر التي تلحق المضرور في سالمة جسمه أو عمله ‪،‬فإن هذا النوع من المخاطر‬
‫ال مجال إلنتفاء الخطأ في فيها وكل اتفاق على ذلك فهو باطل ويتحمل المضرور عواقبه‬
‫بإستثناء الميدان الرياضي والجراحة المرخص بها طبيا ‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬الضرر ‪LE DOMMAGE‬‬

‫وهو الركن الثاني في المسؤولية التقصيرية وهو األخر على غرار الخطأ لتوفره مجموعة‬
‫شروط وله عدة أنواع ‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬مفهوم الضرر التقصيري ‪:‬‬

‫عرفه المشرع في الفصل ‪ 98‬من ق ل ع هو " الضرر في الجرائم وأشباه الجرائم‪ ،‬هو‬
‫الخسارة التي لحقت المدعي فعال والمصروفات الضرورية التي اضطر أو سيضطر إلى‬
‫إنفاقها إلصالح نتائج الفعل الذي ارتكب إضرارا به‪ ،‬وكذلك ما حرم منه من نفع في‬
‫دائرة الحدود العادية لنتائج هذا الفعل‪ "...‬وأشار إليه المشرع في عدة فصول أهمها‬
‫الفصل ‪ 77‬من ق ل ع الذي نص على ان على الضرر المادي والمعنوي كموجبين‬

‫‪--------------------------- --------------------------‬‬ ‫‪- 25 -‬‬ ‫‪----------------------------------------------------‬‬


‫‪-------‬‬ ‫تلخيص كتاب المسؤولية المدنية للدكتور عبد القادر العرعاري‬ ‫‪-------‬‬

‫للتعويض‪ ،‬وكذلك القانون المنظم للحوادث التي تتسبب فيها العربات ذات المحرك الصادر‬
‫بتاريخ ‪ 2‬أكتوبر ‪.1984‬‬

‫ويترتب على ما سبق ان الخطأ إذا لم يتولد عنه ضرر مادي أو معنوي فال مجال للمطالبة‬
‫بالتعويض غير أنه هذا ال يحول دون انتفاء المسؤولية الجنائية متى توفرت شروطها ‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬أنواع الضرر التقصيري ‪:‬‬

‫الضرر شأنه شان الخطأ عدة أنواع ؛‬

‫أوال ‪ :‬الضرر المادي ‪Le dommage matériel‬‬

‫وهو الذي يصيب الناحية المالية لذمة الشخص المضرور‪ ،‬وله عدة صور ؛‬

‫• اإلخالل بمصلحة مالية للطرف المضرور وال يشترط في هذه المصلحة أن تكون‬
‫بمقتضى نص قانوني خاص‪ ،‬بل يعتد بها كيفما كانت بشرط أن تكون مشروعة‬
‫ولبس فيها ما يخالف النظام العام ‪.‬‬
‫• التعويض عن فوات الكسب وضياع الفرصة؛ وضياع الكسب هو الخسارة الفعلية‬
‫التي لحقت المضرور ما كان سيجنيه من ربح لو لم يحصل الفعل الضار‪ ،‬وتفويت‬
‫الفرص قد يكون مجرد ضرر حال وقد يكون مجرد امل في الحصول او اإلستفادة‬
‫من شيء معين‪ ،‬فإذا كان هناك ما يؤكد حصوله في المستقبل وثبت أن له ارتباط‬
‫وثيق ومباشر بالفعل الذي أدى الى ضياع الفرصة ‪،‬يوجب التعويض ‪.‬‬
‫• األضرار البدنية ؛ و هي التي تصيب الشخص في سالمته البدنية ‪،‬هذا النوع له‬
‫ارتباط بالجانبين المادي والمعنوي للطرف المضرور معا‪.‬‬

‫‪--------------------------- --------------------------‬‬ ‫‪- 26 -‬‬ ‫‪----------------------------------------------------‬‬


‫‪-------‬‬ ‫تلخيص كتاب المسؤولية المدنية للدكتور عبد القادر العرعاري‬ ‫‪-------‬‬

‫ثانيا ‪ :‬الضرر األدبي ‪Le dommage morale‬‬

‫يعرف كذلك بالضرر المعنوي وهو الذي يلحق الشخص في كرامته وشرفه او قيمته‬
‫األخالقية ؛ الضرر المعنوي من حيث طبيعته يطرح مشكلتين اولهما مدى قابليته للتعويض‬
‫والثانية كيفية تقديره ‪.‬‬

‫• مدى قابلية الضرر المعنوي للتعويض ‪ :‬أقر ق ل ع المغربي مبدأ ضرورة التعويض‬
‫عن الضرر المادي والمعنوي وذلك بموجب الفصلين ‪ 77‬و ‪، 78‬وأكد ذلك نصوص‬
‫خاصة كما هو الشأن بالنسبة للتعويض عن الضرر األدبي المترتب عن حوادث السير‬
‫(الفصل ‪ 4‬من ظهير ‪ ) 1984/10/2‬وأورد فيه ما يلي "لزوج المصاب المتوفى‬
‫وأصوله وفروعه من الدرجة األولى وحدهم الحق في التعويض عما أصابهم من‬
‫جراء وفاته ‪ "...‬مع انتقال الحق للورثة في حالة موت المطالب بالتعويض عن هذا‬
‫الضرر ‪.‬‬
‫• كيفية تقدير الضرر المعنوي ‪ :‬يتم تقدير التعويض عن الضرر المعنوي بنفس الكيفية‬
‫التي يصدر بها الضرر المادي‪ ،‬كما أنه في حاالت خاصة يجعل التقدير محدد بنص‬
‫القانون كظهير ‪. 1984/10/2‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬شروط الضرر التقصيري القابل للتعويض ‪:‬‬

‫لقيام الضرر التقصيري سواء كان ماديا او معنويا يجب أن يكون مباشرا محققا وشخصيا؛‬

‫الشرط األول ‪ :‬أن يكون الضرر مباشرا ‪ :‬اي أن يتولد الضرر مباشرة عن الفعل‬
‫الضار ‪ ،‬وأشار المشرع المغربي هذا الشرط في الفصل ‪ 77‬من ق ل ع حيث جاء فيه "‪...‬‬
‫إذا ثبت أن ذلك الفعل هو السبب المباشر في حصول الضرر‪"..‬‬

‫الشرط الثاني ‪ :‬ان يكون الضرر محققا وحاال ‪ :‬أي يجب ان يكوون الضرر قد وقع‬
‫فعال وهو ما يسمى بالضرر الحال ‪ dommage actuel‬أو سيقع في المستقبل‪ ،‬متى ثبت‬
‫لدى المحكمة ما يؤكد أن هذا الضرر كان له اتصال مباشر بفعل التعدي وهو ما يسمى‬

‫‪--------------------------- --------------------------‬‬ ‫‪- 27 -‬‬ ‫‪----------------------------------------------------‬‬


‫‪-------‬‬ ‫تلخيص كتاب المسؤولية المدنية للدكتور عبد القادر العرعاري‬ ‫‪-------‬‬

‫الضرر المستقبلي ‪ ، dommage futur‬ويخرج من هذا اإلطار الضرر االحتمالي‬


‫‪ dommage éventuel‬ألنه ال يوجد ما يقنع أنه سيتحقق فعال ‪.‬‬

‫الشرط الثالث ‪ :‬أن يكون الضرر شخصيا ‪ :‬أي أن المطالبة بالتعويض حق للمضرور‬
‫المباشر وحده‪ ،‬إلرتباط ذلك بمصلحته ويستوى ذلك بالنسبة للشخص الطبيعي والمعنوي معا‪.‬‬

‫غير أن المشرع المغربي يمدد نطاق التعويض في إطار األضرار المرتدة ‪les‬‬
‫‪ dommage par ricochet‬التي تنعكس أثارها السلبية على أشخاص أخرى غير‬
‫المضرور المباشر خصوصا في حالة الوفاة ومثاال على ذلك الظهير‪ 1984/10/2‬وفاة‬
‫المصاب استحق من كانت تجب نفقتهم وفقا لنظام أحواله الشخصية وكذا كل شخص أخر‬
‫يعول تعويضا عما فقده من مورد عيشهم بسبب وفاته‪ ،‬وكذلك أيضا ظهير ‪1963/2/6‬‬
‫المتعلق بحوادث الشغل واألمراض المهنية حسب الفصل ‪ 105‬منه الذي نص على شروط‬
‫استفادة الولد الطبيعي من التعويض وهي ؛ اوال االعتراف بالولد الطبيعي اعترافا قانونيا او‬
‫قضائيا قبل وقوع الحادثة ‪،‬وثانيا أن تكون األم أو الزوجة المتوفى عنها قد حملت بالولد قبل‬
‫وقوع الحادث ‪،‬ويكون اإلبن او البنت بهذا الشكل أقرب الر اإلستلحاق منه الى التبني ‪.‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬العالقة السببية بين الخطأ والضرر ‪le line de causalité entre la‬‬
‫‪. faut et le dommage‬‬

‫تعتبر العالقة السببية بين الخطأ والضرر هي الركن الثالث لقيام المسؤولية‪ ،‬حيث‬
‫يكون الضرر متولدا عن الخطأ المنسوب للشخص المسؤول مباشرة او تسببا ونجد أساسها‬
‫القانوني في الفصلين ‪ 77‬و ‪ 78‬من ق ل ع حيث أن المسؤول عن الفعل الضار ال تتحقق إال‬
‫إذا ثبت أن ذلك الفعل هو السبب المباشر في حصول الضرر ‪.‬‬

‫غير ان هذا الركن هو أصعب من الظاهر عليه حيث يثير مجموعة من المشاكل‬
‫القانونية المترتبة عن تحديده (المطلب األول) بينما إذا توافرت بعض الحاالت يصبح انتفاؤها‬
‫محقق قانونا (المطلب الثاني) ‪.‬‬

‫‪--------------------------- --------------------------‬‬ ‫‪- 28 -‬‬ ‫‪----------------------------------------------------‬‬


‫‪-------‬‬ ‫تلخيص كتاب المسؤولية المدنية للدكتور عبد القادر العرعاري‬ ‫‪-------‬‬

‫المطلب االول ‪ :‬المشاكل القانونية المترتبة عن العالقة السببية ‪.‬‬

‫وتتمثل هذه المشاكل في تزاح م األسباب المؤدية الى حصول ضرر واحد (أوال) أو‬
‫ترتيب عن سبب واحد عدة أضرار مباشرة او غير مباشرة األمر الذي يستدعي تحديد‬
‫األضرار القابلة للتعويض دون غيرها (ثانيا)‬

‫أوال ‪ :‬تعدد األسباب المنشأة للضرر الواحد ‪:‬‬

‫في خضم هذا الصراع القانوني لتحديد السبب المنتج للضرر الواحد في حالة تعدد‬
‫األسباب‪ ،‬ظهرت نظريتين االولى تعادل األسباب ‪la théorie de l'équivalence des‬‬
‫‪ ،conditions‬والثانية نظرية السبب المنتج ‪la théorie de la causalité adéquat‬‬

‫غير أن الرأي استقر على هذه األخيرة تشريعيا وقضائيا‪ ،‬إذ أن السببية المباشرة هي‬
‫التي يتعين أخذها بعين االعتبار عند تقرير التعويض المستحق عن الضرر وكل سبب عرضي‬
‫فليس له دور في هذا المجال مالم يتزامن مفعوله بشكل ماشر مع السبب الجوهري مما يجعل‬
‫مهمة الفصل بين الخطأ أمرا مستعصيا‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬تعدد األضرار المترتبة عن الخطأ الواحد ‪:‬‬

‫قد يترتب عن الفعل الواحد عدة أضرار مباشرة وغير مباشرة األمر الذي يضعنا أمام‬
‫حيرة في اختيار األضرار التي يجب التعويض عنها من غيرها والمحاكم هي من تقرر‬
‫التعويض على الضرر المباشر فقط والقضاة في إطار سلطتهم التقديرية لهم صالحية الفصل‬
‫بين الضرر المباشر وغير المباشر باعتبار ذلك من أمور الواقع وليس القانون ‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬مشكلة التضامن في حالة تعدد المسؤولين عن الضرر الواحد ‪:‬‬

‫عالج المشرع هذه المسألة في الفصل ‪ 99‬من ق ل ع بحيث "إذا وقع الضرر من‬
‫أشخاص متعددين عملوا متواطئين‪ ،‬كان كل منهم مسؤوال بالتضامن عن النتائج‪ ،‬دون‬

‫‪--------------------------- --------------------------‬‬ ‫‪- 29 -‬‬ ‫‪----------------------------------------------------‬‬


‫‪-------‬‬ ‫تلخيص كتاب المسؤولية المدنية للدكتور عبد القادر العرعاري‬ ‫‪-------‬‬

‫تمييز بين من كان منهم محرضا أو شريكا أو فاعال أصليا" واكمل المشرع قائال في الفصل‬
‫‪ 100‬من ق ل ع "يطبق الحكم المقرر في الفصل ‪ ،99‬إذا تعدد المسؤولون عن الضرر‬
‫وتعذر تحديد فاعله األصلي‪ ،‬من بينهم‪ ،‬أو تعذر تحديد النسبة التي ساهموا بها في الضرر"‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬أسباب انقطاع العالقة السببية بين الخطأ والضرر‪.‬‬

‫كما هو معلوم في المسؤولية المدنية ان الفعل الشخصي‪ ،‬للمضرور هو الذي يتحمل‬


‫عبئ إثبات عناصر المسؤولية أي الضرر والخطأ والعالقة السببية بينهما وإثبات هذه األخيرة‬
‫يقتضي إثبات وجودها وعدم انتفائها بأحد األسباب المؤدية إلى ذلك وهي ؛‬

‫أوال ؛ القوة القاهرة والحادث الفجائي ‪: cas fortuit et force majeure‬‬

‫ويقصد بالقوة القاهرة كل فعل أجنبي ال يد لإلنسان فيه كالحوادث الطبيعية والحروب‬
‫والى غير ذلك من الحوادث غير المتوقعة وقد عرفها المشرع المغربي في ميدان المسؤولية‬
‫العقدية في الفصل ‪ 269‬من ق ل ع " القوة القاهرة هي كل أمر ال يستطيع اإلنسان أن يتوقعه‪،‬‬
‫كالظواهر الطبيعية (الفيضانات والجفاف‪ ،‬والعواصف والحرائق والجراد) وغارات العدو‬
‫وفعل السلطة‪ ،‬ويكون من شأنه أن يجعل تنفيذ االلتزام مستحيال‪،‬‬

‫وال يعتبر من قبيل القوة القاهرة األمر الذي كان من الممكن دفعه‪ ،‬ما لم يقم المدين‬
‫الدليل على أنه بذل كل العناية لدرئه عن نفسه‪.‬‬

‫وكذلك ال يعتبر من قبيل القوة القاهرة السبب الذي ينتج عن خطأ سابق للمدين" وأشار‬
‫إليها في ميدان المسؤولية التقصيرية في الفصل ‪ 99‬من ق ل ع " ال للمسؤولية المدنية في‬
‫حالة الدفاع الشرعي‪ ،‬أو إذا كان الضرر قد نتج عن حادث فجائي أو قوة قاهرة لم يسبقها أو‬
‫يصطحبها فعل يؤاخذ به المدعى عليه " حيث اعتبرها المشرع واحدة من االسباب المؤدية‬
‫الى اإلعفاء من المسؤولية ‪ ،‬والمالحظ ان المشرع هنا ذكر القوة القاهرة والحادث الفجائي‬
‫كسببين أجنبيين الى جانب حالة الدفاع الشرعي التي تعد صورة من ضور انتفاء خطأ‬
‫التقصيري والتي يكون فيه إلرادة اإلنسان دور كبير في احداثها ‪.‬‬

‫‪--------------------------- --------------------------‬‬ ‫‪- 30 -‬‬ ‫‪----------------------------------------------------‬‬


‫‪-------‬‬ ‫تلخيص كتاب المسؤولية المدنية للدكتور عبد القادر العرعاري‬ ‫‪-------‬‬

‫شروط اإلعفاء من المسؤولية في حالة القوة القاهرة والحادث الفجائي ‪:‬‬

‫ان يكون الفعل المضر ناشئ عنهما مما يستحيل دفعه ‪insurmontabité‬‬

‫ان يكون هذا الفعل غير متوقع الحصول ‪imprévisiblité‬‬

‫ان يرتبط فعل القوة القاهرة او الحدث الفجائي بأحداث خارجية ال عالقة لها بإرادة الشخص‬
‫المسؤول ‪l'extériorité de la cause etragére‬‬

‫الشرط األول ‪ :‬استحالة دفع الضرر الناشئ عن القوة القاهرة ‪ :‬أي أن تتعذر مقاومة هذه‬
‫القوة ويشترط أن تكون هذه االستحالة عامة ال شخصية ويتحكم فيها المعيار الموضوعي ال‬
‫الشخصي العتبار الفعل قاهرا او غير قاهر وللمحكمة سلطة تقديرية في ذلك ‪.‬‬

‫الشرط الثاني‪ :‬أن يكون العذر القاهر غير متوقع الحصول ‪ :‬أي لم يكن في الحسبان حصول‬
‫مثله عند وقوع الفعل الضار بخصوص الحادث الفجائي المحكمة ال تعتد به إال إذا كانت على‬
‫درجة كبيرة من المفاجئة ‪.‬‬

‫ملحوظة ‪ :‬ما قيل في القوة القاهرة ينطبق على الحادث الفجائي مالم تكن هناك اختالفات‬
‫وقد ذكرناها في مواضيعها ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬خطأ المضرور ‪: faut de la victime‬‬

‫وهو من بين األسباب انتفاء المسؤولية وهذا اإلعفاء يكون كليا إذا أخد وصف القوة‬
‫القاهرة ويكون جزئيا إذا كان مجرد سبب من أسباب التي وقعت في حصول الضرر ‪.‬‬

‫أ – يكون خطأ المضرور كسبب من أسباب اإلعفاء من المسؤولية إذا توافرت فيه عناصر‬
‫القوة القاهرة بأن كان غير متوقع ومستحيل الدفع وسواء كانت المسؤولية شخصية أو‬
‫موضوعية فإن المطلوب في الدعوى هو الذي يتعين عليه إثبات العناصر السابقة ‪.‬‬

‫‪--------------------------- --------------------------‬‬ ‫‪- 31 -‬‬ ‫‪----------------------------------------------------‬‬


‫‪-------‬‬ ‫تلخيص كتاب المسؤولية المدنية للدكتور عبد القادر العرعاري‬ ‫‪-------‬‬

‫ب – ويكون خطأ المضرور كسبب جزئي من المسؤولية إذا كان مجرد سبب من األسباب‬
‫العديدة التي ساهمت في وقوع الضرر فإن إعفاء المطلوب من المسؤولية ال يكون إال في‬
‫حدود نسبة الخطأ الذي ساهم فيه المضرور في وقوع المضرور في وقوع الضرر ‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬خطأ المنسوب للغير ‪:‬‬

‫ويقصد بالغير هنا أي شخص غير المضرور وغير المسؤول عن الضرر‪ .‬كمـا يجب أال‬
‫يكون من األشخاص الذين يسأل عنهم ا لمسؤول‪ ،‬كالتابع أو الخاضع للرقابة‪ .‬فإذا كان فعل‬
‫الغير هو السبب الوحيد في وقوع الضـرر‪ ،‬وكـان يعـد خطـأ‪ ،‬يسـأل هـذا الغـير لوحده عن‬
‫تعويض ذلك الضرر‪ .‬أما إذا لم يكن خطـأ وتـوافرت فيـه شـروط القـوة القـاهرة المتمثلـة‬
‫بعدم إمكانية التوقع‪ ،‬وعدم إمكانية الدفع‪ ،‬فيعد من قبيل القوة القاهرة‪ ،‬وبالتالي تنتفـي مسـؤولية‬
‫المدين وذلك النتفاء عالقة السببية بين خطئه وبين الضرر‪.‬‬

‫الفصل الثاني ‪ :‬المسؤولية عن فعل الغير‬

‫األصل أن اإلنسان ال يسأل إال عن عمله الشخصي ولكن على وجه االستثناء ان يرتب‬
‫القانون على الشخص مسؤولية عمل قام به غيره ‪ ،‬وفي هذه الحالة ال تقوم المسؤولية إال‬
‫بالنسبة لألشخاص الذين عددهم القانون حصرا زمن خالل الفصلين ‪ 85‬و ‪ 85‬مكرر من ق‬
‫ل ع ‪ ،‬ويتعلق االمر بالمسؤوليات التالية ‪:‬‬

‫مسؤولية رجال التعليم وموظفي الشبيبة والرياضة عن األطفال والتالميذ ‪.‬‬


‫مسؤولية األباء واألمهات عن أبنائهما القاصرين ‪.‬‬
‫مسؤولية أرباب الحرف والصنائع عن تالمذتهم ‪.‬‬
‫مسؤولية المتبوع عن أفعال تابعيه ‪.‬‬
‫غير أن في هذا الملخص ارتئينا عرض مظاهر المسؤولية عن فعل الغير بحسب‬
‫تدرجها من حيث األساس القانوني الذي تقوم عليه ‪ ،‬وبناء على ذلك سنتناول في (المبحث‬
‫األول) المسؤولية عن فعل الغير الذي تستلزم إثبات الخطأ وفي (المبحث الثاني ) نخصصه‬

‫‪--------------------------- --------------------------‬‬ ‫‪- 32 -‬‬ ‫‪----------------------------------------------------‬‬


‫‪-------‬‬ ‫تلخيص كتاب المسؤولية المدنية للدكتور عبد القادر العرعاري‬ ‫‪-------‬‬

‫لمظاهر المسؤولية عن فعل الغير القائمة على افتراض الخطأ القابل إلثبات العكس ونترك‬
‫(المبحث الثالث ) للحديث عن مسؤولية عن فعل الغير القائمة على افتراض الخطأ غير قابل‬
‫لإلثبات العكس ‪.‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬المسؤولية التقصيرية عن فعل الغير القائمة على الخطأ الواجب اإلثبات‬

‫يتعلق االمر بحالة مسؤولية رجال التعليم وموظفي الشبيبة والرياضة عن األطفال‬
‫والتالميذ‪ ،‬وقد اسست هذه المسؤولية على الخطأ الواجب اإلثبات من طرف المدعي وهذا‬
‫ما ورد في الفصل ‪ 85‬مكرر من ق ل ع الذي ورد فيه "يسأل المعلمون وموظفو الشبيبة‬
‫والرياضة عن الضرر الحاصل من األطفال والشبان خالل الوقت الذي يوجدون فيه تحت‬
‫رقابتهم‪.‬‬

‫والخطأ أو عدم الحيطة أو اإلهمال الذي يحتج به عليهم‪ ،‬باعتباره السبب في حصول‬
‫الفعل الضار‪ ،‬يلزم المدعي إثباته وفقا للقواعد القانونية العامة‪".‬‬

‫المطلب االول ‪ :‬شروط تطبيق مقتضيات الفصل ‪ 58‬مكرر من ق ل ع‬

‫يتعلق االمر بشرطين إثنين‬

‫الشرط األول ‪ :‬أن يوجد طفل أو شاب تحت إشراف معلم او موظف تابع للشبيبة والرياضة‬

‫من أجل توضيح هذا الشرط يجب ان يتعلق االمر بالفترات التي يكون فيها هؤالء‬
‫األطفال والشبان تحت اشرافهم من جهة ويتعلق األمر بأوقات الدراسة او ممارسة التدريب‬
‫الرياضية بما في ذلك فترات االستراحة والرحالت المدرسية الجماعية‪ ،‬ومن جهة ثانية أن‬
‫يتعلق األمر بمعلم سواء كان في القطاع الخاص او العام وكذا أساتذة التعليم الثانوي دون‬
‫الجامعي ‪.‬‬

‫الشرط الثاني ‪ :‬أن يتسبب الطفل او التلميذ أثناء فترة الدراية أو تلقي التمارين الرياضية‬
‫في الحاق ضرر بالغير‬

‫‪--------------------------- --------------------------‬‬ ‫‪- 33 -‬‬ ‫‪----------------------------------------------------‬‬


‫‪-------‬‬ ‫تلخيص كتاب المسؤولية المدنية للدكتور عبد القادر العرعاري‬ ‫‪-------‬‬

‫ويتعين مصطلح الغير هنا بمفهومه العام‪ ،‬حيث يشمل األشخاص األجانب الذين ال‬
‫عالقة لهم بالمؤسسة التعليمية او الرياضية وكذلك باقي األشخاص األخرين الذين يوجدون‬
‫في نفس المؤسسة التي يوجد بما الكفل الذي تسبب في وقوع الفعل الضار بما في ذلك االطفال‬
‫الذين يشاركونه تلقي الدروس او التمارين الرياضية‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬األحكام الخاصة بمسؤولية رجال التعليم‬

‫هذه المسؤولية مبنية على الخطأ الواجب اإلثبات إذن فالمضرور يتعين عليه أن يقيم‬
‫دليل على نقص الحراسة او انعدام الرقابة في جانب المعلم واألستاذ الذين تولى تربية وتهذيب‬
‫الطفل الذي تسبب في وقوع الفعل الضار ‪.‬‬

‫الدولة تحل محل رجال التعليم في األداء بالنسبة لمسؤولية رجال التعليم في القطاع‬
‫العمومي ويحق للدولة بالمقابل الرجوع ‪action vécuroire‬على الموظف المسؤول عن‬
‫وقوع الفعل الضار وفق قواعد المسؤولية اإلدارية ‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬المسؤولية التقصيرية عن فعل الغير القائمة على افتراض الخطأ القابل‬
‫إلثبات العكس‬

‫ويتعلق االمر بمسؤولية األباء واألمهات عن األضرار الذين يتسببون فيهم أبنائهم‬
‫القاصرين ومسؤولية أرباب الحرف والصنائع عن أخطاء مستعمليهم وذلك باإلضافة‬
‫لمسؤولية من يتولى رقابة المجانين والمختلين عقليا ‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬مسؤولية األباء واألمهات عن أبنائهما القاصرين ‪:‬‬

‫وهي المنصوص عليها في الفصل ‪ 85‬من ق ل ع "‪...‬األب فاألم بعد موته‪ ،‬يسأالن‬
‫عن الضرر الذي يحدثه أبناؤهما القاصرون الساكنون معهما‪ "...‬ولقيام هذه المسؤولية يجب‬
‫ان تتوفر مجموعة من الشروط ‪ .‬كما أن أساسها القانوني هو األخر يحضا باألهمية ؛‬

‫‪--------------------------- --------------------------‬‬ ‫‪- 34 -‬‬ ‫‪----------------------------------------------------‬‬


‫‪-------‬‬ ‫تلخيص كتاب المسؤولية المدنية للدكتور عبد القادر العرعاري‬ ‫‪-------‬‬

‫أوال ‪ :‬شروط تحقق مسؤولية األبوين عن أبنائهم القاصرين ‪:‬‬

‫وهي ثالث‪ ،‬يتعلق األمر بوجود قاصر ساكن مع والديه وأحدث ضررا للغير ؛‬

‫الشرط األول ‪ :‬أن يتعلق األمر بوجود قاصر ‪ :‬والمقصود بالقاصر هنا كل من ال يتجاوز‬
‫سن الرشد ‪ 18‬سنة شمسية كاملة ذلك طبقا للمادة ‪ 209‬من مدونة األسرة ‪.‬‬

‫الشرط الثاني ‪ :‬أن يكون القاصر ساكن مع والديه ‪ :‬ويقصد بشرط المساكنة أن يكون القاصر‬
‫مقيم مع والديه إقامة رسمية ويكون هناك ميدان لمسائلة األباء إذا تثبت الضرر قد تسبب فيه‬
‫القاصر أثناء فترة العطل او االعياد الرسمية التي يلتحق فيها القاصر بمنزل والديه‬

‫الشرط الثالث ‪ :‬أن يحدث القاصر ضرر للغير ‪ :‬هنا ال فرق بين الضرر المادي او المعنوي‬
‫وعلى المضرور أن يقيم دليل على أن الضرر قد تسبب فيه هذا القاصر دون غيره ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬أساس مسؤولية األبوين عن أبنائهما القاصرين ‪:‬‬

‫هذه المسؤولية تقوم على فكرة الخطأ المفترض في جانب من يتولى رقابة شؤون‬
‫القاصرين ويتمثل هذا الخطأ المفترض في نقصان الرقابة وسوء التربية ‪-‬قرينة بسيطة قابلة‬
‫إلثبات العكس – حيث يحق لألبوين نفي عنهما المسؤولية بإثباتهما أن الضرر قد صدر من‬
‫القاصر في وقت لم يكن بإمكانهما السيطرة على تصرفاته ‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬مسؤولية أرباب الحرف والصنائع عن تالمذتهم ‪.‬‬

‫وهي المنصوص عليها في الفقرتين ‪ 4‬و ‪ 5‬من الفصل ‪ 85‬من ق ل ع " ‪...‬أرباب‬
‫الحرف يسألون عن الضرر الحاصل من متعلميهم خالل الوقت الذي يكونون فيه تحت‬
‫رقابتهم‪.‬‬

‫وتقوم المسؤولية المشار إليها أعاله‪ ،‬إال إذا أثبت األب أو األم وأرباب الحرف أنهم‬
‫لم يتمكنوا من منع وقوع الفعل الذي أدى إليها‪"...‬‬

‫‪.‬‬

‫‪--------------------------- --------------------------‬‬ ‫‪- 35 -‬‬ ‫‪----------------------------------------------------‬‬


‫‪-------‬‬ ‫تلخيص كتاب المسؤولية المدنية للدكتور عبد القادر العرعاري‬ ‫‪-------‬‬

‫اوال ‪ :‬شروط مسؤولية ارباب الحرف والصنائع عن تالمذتهم ‪:‬‬

‫الشرط األول ‪ :‬أن يتعلق األمر بوجود حرفي او صانع يعتبر واحدا من األشخاص الذين‬
‫يتولون رقابة التالميذ أثناء فترة الصنعة‬

‫الشرط الثاني ‪ :‬أن يتسبب التالميذ في وقوع الضرر وقت تلقيه حرفة لدى معلم الصنعة أو‬
‫الحرفة المكلفة بتكوينه‬

‫ثانيا ‪ :‬أساس مسؤولية ارباب الحرف والصنائع عن تالمذتهم ‪:‬‬

‫هذه المسؤولية قائمة على الخطأ المفترض قابل إلثبات العكس حيث يمكن الدفع إذا‬
‫أثبت األب أو األم او ارباب الحرف أنهم لم يتمكنوا من منع وقوع الفعل الذي أدى إليها ‪.‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬مسؤولية متولي الرقابة عن المجانين والمختلين عقليا ‪:‬‬

‫وهي األخرى نظمها الفصل ‪ 58‬في فقرتيه ‪ 6‬و ‪ 7‬من ق ل ع " ‪...‬األب واألم‬
‫وغيرهما من األقارب أو األزواج يسألون عن األضرار التي يحدثها المجانين وغيرهم من‬
‫مختلي العقل إذا كانوا يسكنون معهم‪ ،‬ولو كانوا بالغين سن الرشد " على قواعد الوالية‬
‫الشرعية على الشخص المريض وايضا يمكن استاد هذه المهمة الى جهات أخرى كنقل‬
‫المريض لمشفى او مستوصف طبي قصد العالج ‪ .‬ولقيام هذه المسؤولية يقتضي منها توفر‬
‫مجموعة من الشروط وهي ثالثة حيث تقوم المسؤولية مالم يتم دفعها بناء على انسجاما مع‬
‫االساس الذي تقوم عليه‬

‫اوال ‪ :‬شروط هذه مسؤولية متولي الرقابة عن المجانين والمختلين عقليا ‪ :‬وهي ثالث‬

‫الشرط األول ‪ :‬وجود شخص بالغ يعاني من خلل عقلي‬

‫الشرط الثاني‪ :‬سكنه او وجوده تحت رعاية األبوين أو األقارب او شخص أخر بموجب‬
‫التزام‬

‫الشرط الثالث ‪ :‬إحداث ضرر للغير‬

‫‪--------------------------- --------------------------‬‬ ‫‪- 36 -‬‬ ‫‪----------------------------------------------------‬‬


‫‪-------‬‬ ‫تلخيص كتاب المسؤولية المدنية للدكتور عبد القادر العرعاري‬ ‫‪-------‬‬

‫ثانيا ‪ :‬أساس هذه مسؤولية متولي الرقابة عن المجانين والمختلين عقليا‬

‫تقوم هذه المسؤولية على الخطأ المفترض القابل لإلثبات العكس لذلك نفي هذه الخطأ‬
‫تكون بإثبات المسؤول أنه باشر الرقابة على الشخص المختل ‪،‬أو أنه كان يجهل خطورة‬
‫مرضه او ان الحاد ث وقعت بخطأ المضرور ‪،‬هذا باإلضافة إلى امكانية دفع المسؤولية من‬
‫خالل نفي العالقة السببية ‪ .‬وهذا بالضبط ما جاء عليه نص الفقرة األخيرة من المادة ‪58‬‬
‫"‪ ..‬وتلزمهم هذه المسؤولية ما لم يثبتوا‪:‬‬

‫‪ – 1‬أنهم باشروا كل الرقابة الضرورية على هؤالء األشخاص؛‬

‫‪ – 2‬أو أنهم كانوا يجهلون خطورة مرض المجنون؛‬

‫‪ – 3‬أو أن الحادثة قد وقعت بخطأ المتضرر‪.‬‬

‫ويطبق نفس الحكم على من يتحمل بمقتضى عقد رعاية هؤالء األشخاص أو رقابتهم‪".‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬المسؤولية التقصيرية عن فعل الغير القائمة على الخطأ المفترض غير‬
‫القابل إلثبات العكس‬

‫نظم المشرع هذه المسؤولية في مظهر مسؤولية المتبوع عن أفعال تابعيه في الفصل‬
‫‪ 58‬من ق ل ع الفقرة الثالثة منه "‪...‬المخدومون ومن يكلفون غيرهم برعاية مصالحهم‬
‫يسألون عن الضرر الذي يحدثه خدامهم ومأموروهم في أداء الوظائف التي شغلوهم‬
‫فيها‪"...‬ولقيام هذه المسؤولية يستوجب مجموعة من الشروط‬

‫المطلب االول ‪ :‬شروط مسؤولية المتبوع عن أفعال تابعيه ‪:‬‬

‫وهما شرطين ؛‬

‫الشرط األول ‪ :‬ارتباط المتبوع بعالقة تبعية ‪ :‬سواء كانت هذه التبعية قانونية أو اتفاقية‬
‫واساسها رقابة المتبوع وتوجيهه‬

‫‪--------------------------- --------------------------‬‬ ‫‪- 37 -‬‬ ‫‪----------------------------------------------------‬‬


‫‪-------‬‬ ‫تلخيص كتاب المسؤولية المدنية للدكتور عبد القادر العرعاري‬ ‫‪-------‬‬

‫الشرط الثاني ‪ :‬إحداث التابع الضرر للغير أصناء أداء الخدمة او بمناسبتها ‪ :‬هذا في الحقيقة‬
‫شرطين يتعلق االول ب إحداث التابع الفعل الضار أثناء تأدية الوظيفة و يتعلق الثاني ب‬
‫ارتكاب التابع الفعل الضار بمناسبة الوظيفة ‪ .‬غير انه ال يشترط توفرهما معا‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬أساس مسؤولية المتبوع عن أفعال تابعيه ‪:‬‬

‫تقوم هذه المسؤولية على اساس الخطأ المفترض غير قابل إلثبات العكس كما ان هناك‬
‫من أسسها على نظرية المخاطر و نظرية الغرم بالغنم و نظرية الضمان ‪.‬‬

‫عموما تبرز أهمية هذا األساس على مستوى دفع هذه المسؤولية والتي تتبنى قاعدتين‬
‫وهما عدم إمكانية دفع لهذه المسؤولية من جانب الخطأ و إمكانية الدفع فقط من خالل نفي‬
‫العالقة السببية‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬أثار مسؤولية المتبوع عن أفعال تابعيه ‪:‬‬

‫تتمثل أثارها عموما في رجوع الضحية على المتبوع ورجوع الضحية على التابعة‬
‫ورجوع المتبوع على التابع ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬رجوع الضحية على المتبوع ‪ :‬بالرغم من أن المتبوع ما هو إال ضامن احتياطي‬
‫لتبعات األفعال التي يتسبب فيها أتباعه الذين يعملون لحسابه ‪،‬إال أن الضحية غالبا ما يفضل‬
‫الرجوع على المتبوع ليسره أوال وألن مسؤوليته قائمة بقوة القانون وثالثا ألن دفعها ال يتم‬
‫إال بإثبات السبب األجنبي وهو طريق محتمل الحصول على التعويض وهذا هو جوهر هذه‬
‫المسؤولية ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬رجوع الضحية على التابع ‪ :‬ليس هناك ما يمنع رجوع الضحية على التابع إال أن هذا‬
‫الطريق طويل ‪،‬اوال لصعوبة إبراز أن الصحية يتوجب عليه إثبات خطأ التابع وفقا للمسؤولية‬
‫التقصيرية وثانيا فإن إعسار التابع سيحول دون الحصول على التعويض‬

‫ثالثا ‪ :‬رجوع المتبوع على التابع ‪ :‬اي رجوع المتبوع على خادمه في حدود مقدار التعويض‬
‫الذي دفعه للمضرور ‪.‬‬

‫‪--------------------------- --------------------------‬‬ ‫‪- 38 -‬‬ ‫‪----------------------------------------------------‬‬


‫‪-------‬‬ ‫تلخيص كتاب المسؤولية المدنية للدكتور عبد القادر العرعاري‬ ‫‪-------‬‬

‫الفصل الثالث ‪ :‬المسؤولية عن األشياء الحية والجامدة‬

‫يتحمل الشخص مسؤولي عن فعل األشياء الحية التي في حراسته وهي المنصوص‬
‫عليها في الفصلين ‪ 86‬و ‪ 87‬من ق ل ع تحت مظهر مسؤولية عن فعل الحيوان (المبحث‬
‫األول )‪ ،‬ويتحمل كذلك مسؤولية عن األشياء الجامدة وهي المنصوص عليها الفصول من‬
‫‪ 88‬و ‪ 89‬و ‪ 90‬من ق ل ع ويتعلق االمر بمسؤولية حارس الشيء (المبحث الثاني )‬
‫ومسؤولية مالك البناء (المبحث الثالث )‪.‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬المسؤولية التقصيرية عن فعل الحيوان‬

‫نظم المشرع المغربي هذه المسؤولية في الفصلين ‪ 86‬ق ل ع "كل شخص يسأل عن‬
‫الضرر الذي تسبب فيه الحيوان الذي تحت حراسته ولو ضل هذا الحيوان أو تشرد ‪"...‬‬
‫والفصل ‪87‬من نفس القانون والمالحظ ان لمشرع تساهل نسبيا مع حارس الحيوان إذ أنه قد‬
‫أسس مسؤوليته هذا الحارس على الخطأ المفترض القابل إلثبات العكس وحدد شروط بنص‬
‫القانون لضبطها ‪.‬‬

‫المطلب االول ‪ :‬شروط تحقق مسؤولية حارس الحيوان ‪:‬‬

‫من خالل مفهوم الفصل ‪ 86‬من ق ل ع فإن شروط مسؤولية حارس الحيوان هي كاالتي؛‬

‫الشرط االول ‪ :‬ان يتعلق االمر بحراسة الحيوان ‪ :‬أي أن ارتباط مفهوم بالحارس ال المالك‬
‫فحارس الحيوان ولو لم يكن مالك له يعد المسؤول المباشر عن األضرار التي تسبب فيها‬
‫الحيوان الذي في حوزته ‪.‬‬

‫الشرط الثاني ‪ :‬ان يسبب الحيوان أذى للغير ‪ :‬واألذية هنا تؤخذ بمفهومها الواسع كل‬
‫األضرار التي يلحقها بالحيوان بالغير سواء كانت أضرار مادية أو معنوية وينسحب هذا‬
‫التحديد على األضرار المالية كإتالف الحيوان للمحصول الزراعي ‪ .‬وفي اطار هذا الشرط‬
‫نشير لمضمون المادة ‪ 87‬من ق ل ع الذي تنص على انه " ال يسأل مالك أرض أو مستأجرها‬

‫‪--------------------------- --------------------------‬‬ ‫‪- 39 -‬‬ ‫‪----------------------------------------------------‬‬


‫‪-------‬‬ ‫تلخيص كتاب المسؤولية المدنية للدكتور عبد القادر العرعاري‬ ‫‪-------‬‬

‫أو حائزها عن الضرر الحاصل من الحيوانات المتوحشة أو غير المتوحشة اآلتية منها‪ ،‬إذا‬
‫لم يكن قد فعل شيئا لجلبها أو لالحتفاظ بها فيها‬

‫ويكون هناك محل للمسؤولية‪:‬‬

‫‪ - 1‬إذا وجدت في األرض حظيرة أو غابة أو حديقة أو خاليا مخصصة لتربية أو لرعاية‬
‫بعض الحيوانات‪ ،‬إما بقصد التجارة أو للصيد أو لالستعمال المنزلي‪.‬‬

‫‪ - 2‬إذا كانت األرض مخصصة للصيد"‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬األساس القانوني لمسؤولية حارس الحيوان ‪:‬‬

‫أسست هذه المسؤولية على الخطأ المفترض غير قابل إلثبات العكس إال وفي حالة‬
‫واحدة وهي حصول الضرر نتيجة لتدخل عامل أجنبي إلى جانب الفعل الصادر عن الحيوان‬
‫كالقوة القاهرة والحادث الفجائي و في هذه الحالة أسس على الخطأ المفترض القابل لإلثبات‬
‫العكس وهو ما اتضح من خالل الفصل ‪ 86‬من ق ل ع "‪...‬ما لم يثبت‪:‬‬

‫‪ – 1‬أنه اتخذ االحتياطات الالزمة لمنعه من إحداث الضرر أو لمراقبته‪.‬‬

‫‪ – 2‬أو أن الحادثة نتجت من حادث فجائي أو قوة قاهرة أو من خطأ المتضرر"‬

‫ويمكن دفع هذه المسؤولية إذا أثبت الحارس أنه اتخذ االحتياطات الالزمة لمنع الحيوان‬
‫من احداث الضرر أو االحتياطات الالزمة لمراقبته أو اثبات ما ينفي العالقة السببية‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬المسؤولية عن تهدم البناء ‪:‬‬

‫المسؤولية التقصيرية عن تهدم البناء هي األخرى نظمها المشرع هذه المرة في الفصل‬
‫‪ 89‬من ق ل ع " يسأل مالك البناء عن الضرر الذي يحدثه انهياره أو تهدمه الجزئي‪ ،‬إذا‬
‫وقع هذا أو ذاك بسبب القدم أو عدم الصيانة أو عيب في البناء‪ .‬ويطبق نفس الحكم في حالة‬
‫السقوط أو التهدم الجزئي لما يعتبر جزءا من العقار‪ ،‬كاألشجار واآلالت المندمجة في البناء‬

‫‪--------------------------- --------------------------‬‬ ‫‪- 40 -‬‬ ‫‪----------------------------------------------------‬‬


‫‪-------‬‬ ‫تلخيص كتاب المسؤولية المدنية للدكتور عبد القادر العرعاري‬ ‫‪-------‬‬

‫والتوابع األخرى الم عتبرة عقارات بالتخصيص‪ .‬وتلزم المسؤولية صاحب حق السطحية‪ ،‬إذا‬
‫كانت ملكية هذا الحق منفصلة عن ملكية األرض‪.‬‬

‫وإذا التزم شخص غير المالك برعاية البناء‪ ،‬إما بمقتضى عقد‪ ،‬أو بمقتضى حق انتفاع‬
‫أو أي حق عيني آخر‪ ،‬تحمل هذا الشخص المسؤولية‪.‬‬

‫وإذا قام نزاع على الملكية‪ ،‬لزمت المسؤولية الحائز الحالي للعقار" حيث حدد شروطها‬
‫وأساسها القانوني وكيفية دفعها والتي سنتداولها في مطالب ثالث ‪.‬‬

‫المطلب االول ‪ :‬شروط مسؤولية لمالك البناء ‪:‬‬

‫وهي في مجمها شرطان استخرجناهما من مضمون الفصل ‪89‬اعاله ؛‬

‫الشرط االول ‪ :‬أن يحصل ضرر بفعل تهدم البناء ‪ :‬مفهوم البناء هنا يقصد به العقار والعقار‬
‫بالتخصيص متى تم انهياره او تهدمه قامت المسؤولية سواء كان االنهيار كلي او جزئي و‬
‫أن تتم هذه االنهيارات بطريقة طبيعية ال يد لإلنسان في احداثها ‪ ،‬والمسؤولية هنا تقوم لمالك‬
‫البناء ال حارسه‬

‫الشرط الثاني ‪ :‬ان يحدث التهدم بفعل األسباب المنصوص عليها في الفصل ‪ 98‬ق ل ع‬

‫اي حصول التهدم بسبب القدم ‪ vétuste du bâtiment‬او عدم الصيانة ‪défaut‬‬
‫‪ d'entretien‬او عيب في البناء ‪. vice de construction‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬االساس القانوني لمسؤولية مالك البناء ‪:‬‬

‫تقوم هذه المسؤولية على الخطأ المفترض غير القابل لإلثبات العكس كما انها تقوم‬
‫على فكرة تحمل التبعة وفكرة الغرم بالغنم وفكرة الضمان ‪.‬‬

‫ألجل ذلك يمكن دفع هذه المسؤولية كالتالي ؛في حالة ثبوت أحد اسباب الهدم الموجبة‬
‫للمسؤولية هنا ال مجال إلثبات ما نفي من خطأ كاتخاذ االحتياطات الالزمة لمنع وقوع الضرر‬
‫وبالتالي امكانية دفع المسؤولية هنا فقط من جانب ربط الهدم بأسباب أخرى من قبيل القوة‬

‫‪--------------------------- --------------------------‬‬ ‫‪- 41 -‬‬ ‫‪----------------------------------------------------‬‬


‫‪-------‬‬ ‫تلخيص كتاب المسؤولية المدنية للدكتور عبد القادر العرعاري‬ ‫‪-------‬‬

‫القاهرة والحادث الفجائي بحيث تعفي من المسؤولية او عن طريق خطأ الغير وخطأ‬
‫المضرو ر بحيث تتحول المسؤولية هنا إلى مسؤولية شخصية او مسؤولية عن حارس الشيء‪.‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬المسؤولية التقصيرية عن حارس األشياء ‪:‬‬

‫نظمها المشرع كغيرها من المسؤوليات في ق ل ع وخص هذه المسؤولية بأحكام‬


‫خاصة في الفصل ‪ 88‬منه يعتبر "كل شخص يسأل عن الضرر الحاصل من األشياء التي‬
‫في حراسته‪ ،‬إذا تبين أن هذه األشياء هي السبب المباشر للضرر‪ ،‬وذلك ما لم يثبت‪:‬‬

‫‪ – 1‬أنه فعل ما كان ضروريا لمنع الضرر؛‬

‫‪ – 2‬وأن الضرر يرجع إما لحادث فجائي‪ ،‬أو لقوة قاهرة‪ ،‬أو لخطأ المتضرر"‬
‫وانطالقا من هذا الفصل نستخرج اهم شروطه واساسه القانوني كيفيه دفعه عبر المطالب‬
‫اسفله ؛‬

‫المطلب األول ‪ :‬شروط مسؤولية حارس األشياء ‪:‬‬

‫من خالل الفصل ‪ 88‬من ق ل ع فشروط قيام مسؤولية حارس الشيء هي كاألتي ؛‬

‫الشرط األول ‪ :‬أن يتعلق األمر بوجود شيء ‪ :‬ومصطلح الشيء ‪ la chose‬يعني الجوامد‬
‫المنقولة والغير المنقولة شرط أال تكون عقارات بالتخصيص وال حيوانات وان ال تكون ضمن‬
‫األشياء المهملة ‪ les choses sans maitres‬التي ال مالك لها ‪.‬‬

‫الشرط الثاني ‪ :‬أن يتسبب الشيء ي الحاق ضرر بالغير ‪ :‬أي ان يكون الضرر قد نجم عن‬
‫فعل الشيء الذي كان في حرسة جهة معينة ‪ ،‬ويجب أن يكون هذا الشخص قد تدخل بفعله‬
‫في احداث الضرر للغير وأن يتم بمقتضى فعل إيجابي (شرط ضمني) مباشر في حصول‬
‫النتيجة الضارة مالم يتعلق األمر بالفعل السلبي للشيء ‪-‬فعل ثابت في محله ومع ذلك سبب‬
‫ضرر – ما دام في وضعية صحيحة بالنسبة للقانون ‪ ،‬مثل سيارة مركونة في مكان مخصص‬
‫لها وتم اإلصطدام بها والعكس صحيح ‪.‬‬

‫‪--------------------------- --------------------------‬‬ ‫‪- 42 -‬‬ ‫‪----------------------------------------------------‬‬


‫‪-------‬‬ ‫تلخيص كتاب المسؤولية المدنية للدكتور عبد القادر العرعاري‬ ‫‪-------‬‬

‫هنا وبالضبط نتساءل عن مدى قابلية تطبيق الفصل ‪ 88‬من ق ل ع على األضرار‬
‫الناشئة عن تجربه تصادم األشياء فيما بينها ؟‬

‫إذا تصادم شيئين وألحقا ضررا بالغير‪ ،‬للمضرور هنا أن يرجع على أي من الحارسين‬
‫ويسأالن تجاهه بالتضامن تطبيقا للفصل ‪ 88‬ق ل ع أمن بالنسبة للعالقة التي تربط بين‬
‫الحارسين معا يجب تحديد نسبة الخطأ لكل منهما حيث حسب قواعد اإلثبات في المسؤولية‬
‫الخطئية الواجبة اإلثبات ‪.‬‬

‫إذا تصادم شيئين وأصيب أحدهما دون األخر‪ ،‬يحق للمضرور هنا الرجوع على‬
‫األخر طبقا للفصل ‪ 88‬من ق ل ع ولو كان الشخص األخر الذي كان له دور إيجابي أو‬
‫سلبي في حصول اإلصطدام ‪.‬‬

‫حالة التصادم ويكون الضرر متبادال ‪ dommage recirques‬كل حارس سيتحمل‬


‫من المسؤولية بحسب نسبة الخطأ الذي ساهم به في وقوع الحادث‪ ،‬ويقوم هذا التعويض‪،‬‬
‫بإجراء المقاصة بين هما ‪componsation‬‬

‫الشرط الثالث ‪ :‬وجود حارس قانوني لشيء ‪ :‬أي ان يكون هذا الحارس في وضعية حراسة‬
‫قانونية ومادية للشيء ‪ ،‬إذ العبرة هنا عكس مسؤولية مالك البناء ‪ ،‬بالحارس ال المالك ‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬أساس مسؤولية حارس الشيء ووسائل دفعها ‪.‬‬

‫إن أساس هذه المسؤولية من نوع خاص يختلف عن سابقيها من المسؤوليات وبظهر ذلك جليا‬
‫من خالل وسائل دفعها وهو ما سنراه أسفله ؛‬

‫أوال ‪ :‬أساس مسؤولية حارس الشيء ‪.‬‬

‫ذهـب فريـق مـن الفقهـاء إلى أن هـذه المسـؤولية تقـوم علـى أسـاس تحمـل التبعـة‪،‬‬
‫فمـن ينتفـع مـن الشـيء عليـه أن يتحمـل مـا يحدثـه مـن ضرر للغير وفقا للقاعدة القائلة‬
‫الغرم بالغنم في حين استقر الرأي الغالب فقها واجتهادا على القول بأن أساس هـذه المسـؤولية‬

‫‪--------------------------- --------------------------‬‬ ‫‪- 43 -‬‬ ‫‪----------------------------------------------------‬‬


‫‪-------‬‬ ‫تلخيص كتاب المسؤولية المدنية للدكتور عبد القادر العرعاري‬ ‫‪-------‬‬

‫هو خطأ مفترض في جانب الحارس‪ .‬والخطأ المفترض هو خطأ في رعايـة الشـيء أو إهمـال‬
‫الشـيء‪ ،‬أمـا الخطـأ في الحراسـة فيقصـد بـه أن القـانون يـنص علـى التـزام قـانوني بحراسـة‬
‫الشـيء غـير الحـي‪ ،‬ويعـد اإلخـالل بهذا االلتـزام خطأ‪ .‬ويجب على المضـرور أن يثبـت‬
‫حدوث الضرر بفعل الشيء حتى يقوم الخطأ في جانب الحارس‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬دفع مسؤولية حارس الشيء‬

‫إذا تــوافرت شــروط تحقــق هــذه المســؤولية قامــت مســؤولية حــارس الشــيء‪.‬‬
‫ويجــب علــى المضـرور أن يثبـت أن الضـرر قـد وقـع بفعـل شـيء تتطلـب حراسـته‪.‬‬
‫عندئـذ تقـوم قرينـة علـى أن مالـك هـذا الشـيء هـو الحـارس‪ .‬وال يكلـف المضـرور بإثبات‬
‫الخطـأ في جانبـه ألن الخطـأ مفـترض‪ ،‬والفصل ‪ 88‬من ق ل ع صريح فيكون الحارس‬
‫مسؤول ال يمكنـه دفـع المسـؤولية عـن نفسـه إال بإثبـات أنـه فعـل مـا كـان ضروريا لمنـع‬
‫الضـرر؛ وأن الضـرر يرجـع إمـا لحـادث فجـائي‪ ،‬أو لقـوة قاهرة‪ ،‬أو لخطأ المتضرر‪.‬‬

‫‪--------------------------- --------------------------‬‬ ‫‪- 44 -‬‬ ‫‪----------------------------------------------------‬‬


‫‪-------‬‬ ‫تلخيص كتاب المسؤولية المدنية للدكتور عبد القادر العرعاري‬ ‫‪-------‬‬

‫الباب الثالث ‪ :‬المسؤولية التقصيرية عن حوادث السير ‪:‬‬

‫نظرا إلرتفاع نسبة حوادث السير التي تعاني منها بالدنا أصبحنا أمام حرب حقيقية‬
‫للطرق‪ ،‬رغم ذلك ال يمكننا االستغناء عن وسائل النقل لدورها المهم في الحياة في المجالين‬
‫القروي والحضري‪ ،‬المشرع المغربي ألجل ذلك تدخل بفرض قانون سير يجب على‬
‫مستعملي الطرق احترامه‪ ،‬ويعتبر عدم احترام قانون السير أهم اسباب تنامي ظاهرة حوادث‬
‫السير الى جانب ضعف البنية التحتية والشبكة الطرقية والحالة الميكانيكية للعربة ‪.‬‬

‫ومرة أخرى المشرع تدخل لكن هذه المرة من أجل جبر الضرر عبر ظهير‬
‫‪ 1984/10/2‬المتعلق بقواعد تعويض ضحايا حوادث السير وكذا القانون رقم ‪17.99‬‬
‫بالتأمين اإلجباري من مخاطر هذه الحوادث ومدونة جديدة لسير على الطرق القانون رقم‬
‫‪ 52.05‬اكتوبر ‪.2010‬‬

‫وبما أن هناك عالقة وثيقة تربط بين كل من المسؤولية المدنية ونظام التعويض‬
‫المستحق لضحايا حوادث السير فإن المحاكم عادة ما تأخذ هذين العنصرين بعين االعتبار‬
‫أثناء الفصل في الدعاوى الرامية الى استحقاق التعويضات المنصوص عليها في ظهير‬
‫‪ ،1984/10/2‬وعليه فما هي إذن طبيعة هذه المسؤولية التي يتحملها الشخص المتسبب في‬
‫وقوع الفعل الضار ؟ وما هي العناصر التي يجب مراعاتها عند تقدير التعويضات المحددة‬
‫في هذا الظهير؟ ‪.‬‬

‫وبالتالي سنتحدث في هذا الفصل عن طبيعة المسؤولية المدنية المترتبة عن حوادث‬


‫السير(الباب االول ) على ان نتحدث في (الباب الثاني ) عن تعويض ضحايا حوادث السير‬
‫وفق مقتضيات الظهير ‪.1984/10/2‬‬

‫الفصل األول ‪ :‬طبيعة المسؤولية المدنية المترتبة عن حوادث السير ‪:‬‬

‫من أجل تحديد األحكام والقواعد الواجبة التطبيق بخصوص حوادث السير‪ ،‬يجب‬
‫مبدئيا تحديد طبيعة المسؤولية المدنية ابتي يتحملها الشخص المتسبب في وقوع الفعل الضار‬

‫‪--------------------------- --------------------------‬‬ ‫‪- 45 -‬‬ ‫‪----------------------------------------------------‬‬


‫‪-------‬‬ ‫تلخيص كتاب المسؤولية المدنية للدكتور عبد القادر العرعاري‬ ‫‪-------‬‬

‫ما إذا كانت عقدية أم تقصيرية ‪ .‬إن األمور عند هذا الحد معقدة نتيجة لغموض العالقة العقدية‬
‫التي تربط الناقل بالمنقول عندما يكون نقل الضحية قد تم بغير عوض‪ ،‬فما هي مختلف‬
‫الفرضيات القانونية التي صادفتها المحاكم وهي بصدد الفصل في مثل هذه المنازعات ؟‬
‫ومتى يكون أساس المسائلة عقديا أو تقصيرا؟ وها هي الحاالت التي تتضاعف فيها فرص‬
‫استحقاق التعويض للمضرور وأكثر من غيرها ؟‬

‫الفرع األول ‪ :‬المسائلة وفقا لألساس العقدي ‪:‬‬

‫عقد نقل بالزبون من مكان الى أخر يتميز بكونه من اإللتزامات بتحقيق غاية حيث‬
‫يلزم الناقل بضمان سالمة الشخص المنقول وأي إخالل بهذا االلتزام إال ويكون سببا في إثارة‬
‫دعوى المسؤولية العقدية للناقل وهذا ما أكدته المادة ‪ 485‬من مدونة التجارة التي حملت‬
‫الناقل مسؤولية األضرار الالحقة بشخص المسافر خالل فترة النقل وال يمكن إعفاؤه من هذه‬
‫المسؤولية إال بإثبات حالة القوة القاهرة او خطأ المضرور ‪.‬‬

‫وبناء على ذلك فمسؤولية الناقل بعوض تندرج ضمن خانة المسؤوليات العقدية من‬
‫حيث الطبيعة إال أنها موضوعية من حيث األساس الذي تستند إليه وهو إخالل الناقل بضمان‬
‫سالمة المسافر أثناء فترة سفره وفقا لما هو متفق عليه في عقد النقل‪.‬‬

‫أما بخصوص النقل بالمجان نجد صع وبة هل مسؤولة الناقل عقدية أم تقصيرية ؟‬
‫المشرع والقضاء المغربين قد حصروا نطاق تطبيق مقتضيات هذه المسؤولية في الفصل‬
‫‪ 88‬من ق ل ع ‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬المسائلة وفقا لألساس التقصيري ‪:‬‬

‫إذا انعدم األساس العقدي فإن األساس التقصيري هو الذي يكون مالئما للطلبات‬
‫الرا مية الستحقاق التعويض عن األضرار الناجمة عنها والذي يختلف بدوره من حالة الى‬
‫أخرى حيث نجد حاالت تم تأسيسها بناء على مقتضيات الفصل ‪ 88‬من ق ل ع (أساس الخطأ‬
‫المفترض ) وحاالت أخرى مبنية على الفصول ‪ 78‬و ‪ 79‬و ‪ 85‬من ق ل ع ‪ .‬و على هذا‬

‫‪--------------------------- --------------------------‬‬ ‫‪- 46 -‬‬ ‫‪----------------------------------------------------‬‬


‫‪-------‬‬ ‫تلخيص كتاب المسؤولية المدنية للدكتور عبد القادر العرعاري‬ ‫‪-------‬‬

‫التنوع نتساءل عن أصل في تعدد هذه المسؤوليات ؟ وهل يحق للمضرور أن يؤسس دعواه‬
‫على الفصل الذي يراه مناسبا لخدمة مصلح او أكثر من غيره؟‬

‫المبحث األول ‪ :‬أصل التباين في تعدد األساس التقصيري ‪:‬‬

‫يعد الفصل ‪ 88‬من ق ل ع هو ذلك الوعاء القانوني المشترك الذي يتسع الستيعاب‬
‫معظم مظاهر ال دعوى الناشئة عن األضرار التي تتسبب فيها العربات ذات المحرك‪ ،‬عندما‬
‫تنطلق على سائقي هذه الناقالت الراسة المنصوص عليها في الفصل ‪ 88‬أعاله والقائمة على‬
‫الخطأ المفترض مالم يتعلق األمر بإحدى الحاالت التي تنتفي فيها مسؤولية هذا األخير ‪.‬‬

‫غير أنه قد تزاحمت األسس التقصيرية ‪،‬فيتوفر للمضرور أكثر من طريق لمتابعة‬
‫المسؤول عن وقوع حادثة السير يتعلق االمر بتزاحم الفصول ‪ 77‬و ‪ 78‬و ‪ 79‬و ‪ 85‬من ق‬
‫ل ع مع الفصل ‪ 88‬من نفس القانون وذلك عندما يكون المتسبب في وقوع الضرر تابعا‬
‫لشخص أخر او مرتبك به بمقتضى عالقة وظيفية او مهنة ‪،‬االمر الذي يفتح أمام المدعي‬
‫أبواب للمطالبة بالتعويض كطرق احتياطية عندما تتضاءل حظوظه في الخصول على‬
‫التعويض وفق الفصل ‪ 88‬من ق ل ع ‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬سلطة المحكمة في تكييف األساس التقصيري لحادثة السير ‪:‬‬

‫فما هي حدود السلكة التقديرية التي تملكها محاكم الموضوع للفصل في إشكاليات‬
‫هذا التزاحم ؟ وهل يحق لها أن تأخذ بعين االعتبار اختيارات المدعي االي يحصل فيها‬
‫التنقل من أساس ألخر بتوفير له أكثر من طريق للمتابعة المسؤول المدعي عن وقوع‬
‫حادثة السير ؟‬

‫الفصل الثاني ‪ :‬تعويض ضحايا حوادث السير في إطار مقتضيات ظهير ‪.1984/10/2‬‬

‫إن الظهير المنظم للتعويضات المستحقة لضحايا حوادث السير من اإلضافات بارزة‬
‫التي مست الترسانة القانونية المتعلقة بمنظومة حوادث السير ‪،‬ولفهم مقتضيات هذا ظهير فإن‬
‫يتعين الرجوع الى فترة ما قبل صدور هاذ النص التشريعي حيث إن تحديد التعويضات‬

‫‪--------------------------- --------------------------‬‬ ‫‪- 47 -‬‬ ‫‪----------------------------------------------------‬‬


‫‪-------‬‬ ‫تلخيص كتاب المسؤولية المدنية للدكتور عبد القادر العرعاري‬ ‫‪-------‬‬

‫المستحقة لضحايا حوادث السير كانت في أصلها للسلطة التقديرية لقضاة الموضوع وفقا لما‬
‫هو منصوص في ق ل ع وعليه نتساءل عن الخصائص المميزة لهذا الظهير ؟‬

‫الفرع األول ‪ :‬الخصائص المميزة لظهير ‪.1984/10/2‬‬

‫من خالل التمعن في المحاور العامة لهذا الظهير يتبين لنا أن هذا اإلصالح تميز‬
‫بالخصائص التالية ؛‬

‫• اقتصار هذا الظهير على نظام التعويضات المستحقة لضحايا حوادث السير دون باقي‬
‫الجوانب األخرى ‪.‬‬
‫• وضع جداول أمرة ملزمة لقضاة الموضوع وللخبراء الذين توكل إليهم مهمة تحديد‬
‫نسبة العجز البدني الالزمة لتقدير التعويض المستحق للمضرورين ولذوي حقوقهم‬
‫المدنية في حالة الوفاة ‪.‬‬
‫• التضييق في دائرة األشخاص المستفيدين للتعويضات المستحقة لضحايا الحوادث ‪.‬‬
‫• ضرورة استنفاذ مرحلة الصلح قبل اللجوء لمرحلة التقاضي ‪.‬‬
‫• تركيز اإلهتمام على األضرار البدنية كمصدر أساسي الستحقاق التعويض سواء‬
‫بالنسبة للمصاب أو ذوي حقوقه في حالة الوفاة ‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬مضمون ظهير ‪. 1948/10/2‬‬

‫عالج الشرع مضامين هذا الظهير في ‪ 28‬مادة موزعة على ‪ 9‬أبواب بإستثناء الباب‬
‫األول واألخير‪ ،‬المتعلقين باألحكام العامة‪ ،‬نجد هذا الظهير يضمن نوعين من القواعد القانونية‬
‫‪،‬االولى بأحكام الطابع الموضوعي ومتعلقة بتحديد األضرار القابلة للتعويض‪ ،‬واألشخاص‬
‫من المستحقون للتعويض‪ :‬وعناصر تقدير التعويض والثانية من القواعد والجزاءات المترتبة‬
‫عن اإلخالل بتقديم هذه الكلبات وتقادم الدعاوى الناشئة عنها ‪.‬‬

‫وعليه سنقتصر في هذا الفرع الى مبحثين االول يتعلق بالنطاق الموضوعي والثاني‬
‫يتعلق بالنطاق اإلجرائي للظهير ‪.‬‬

‫‪--------------------------- --------------------------‬‬ ‫‪- 48 -‬‬ ‫‪----------------------------------------------------‬‬


‫‪-------‬‬ ‫تلخيص كتاب المسؤولية المدنية للدكتور عبد القادر العرعاري‬ ‫‪-------‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬النطاق الموضوعي لظهير ‪.1984/10/2‬‬

‫حدد المشرع نطاق تطبيق هذا الظهير في المادة ‪ 1‬منه في األضرار البدنية التي‬
‫تلحقها العربات البرية ذات المحرك بالغير متى كان مؤمن عليها وفقا التأمين اإلجباري‬
‫للسيارات غبر الطرق‪ ،‬وحدد لذلك قائمة ألضار التي تستوجب التعويض (المطلب االول )‬
‫وكذا األ شخاص الذين يحق لهم التماس هذه التعويضات (المطلب الثاني ) وفق قواعد دقيقة‬
‫في تقدير التعويض لكل من المصاب في حالة العجز البدني والمؤقت او لذوي حقوقه المدنية‬
‫في حالة الوفاة (المطلب الثالث)‪.‬‬

‫المطلب االول ‪ :‬األضرار القابلة للتعويض وفق مقتضيات الظهير ‪.1984/10/2‬‬

‫يغطي التعويض المنصوص عليه في هذا الظهير كل من األضرار المادية (اوال)‬


‫والمعنوية (ثانيا) على حد السواء ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬االضرار المادية ‪. dommage matériels‬‬

‫ويحق للمضرور ان يطالب بالتعويض عنها عن وقوع الحادث وتشمل االضرار‬


‫المالية (أ) والبدنية (ب)‪.‬‬

‫أ – األضرار المالية ‪. dommage pécuniaires‬‬

‫يشمل الضرر المالي كل الخسارات والنفقات التي اضطر المصاب او ذوي حقوقه‬
‫إلى إنفاقها بسبب حادثة السير وقد أشار المشرع إلى نوع معين من هذه األضرار في المادتين‬
‫الثانية والرابعة ويتعلق األمر بأحقية المضرور أو ذوي حقوقه المدنية في استرجاع‬
‫المصاريف والنفقات التي تترتب عن وقوع الحادث في ذلك استرداد مصاريف الجنازة ‪،‬في‬
‫حالة وفاة الضحية ‪.‬‬

‫‪--------------------------- --------------------------‬‬ ‫‪- 49 -‬‬ ‫‪----------------------------------------------------‬‬


‫‪-------‬‬ ‫تلخيص كتاب المسؤولية المدنية للدكتور عبد القادر العرعاري‬ ‫‪-------‬‬

‫ب – األضرار البدنية ‪. dommage corporels‬‬

‫هي التي تلحق المصاب في جسمه او قدراته العقلية فتسبب له عجزا مؤقتا او دائما‬
‫لألمر الذي قد يصل في بعض الحاالت الى االستعانة بغيره في قضاء حاجاته الشخصية‪.‬‬

‫وتجذر اإلشارة إلى ان الضرر غالبا ما يرتبط بمجموعة من األضرار االخرى ذات‬
‫الطابع المادي او المعنوي كفقد المصاب لألجرة او الكسب وما لحقه من الم نفسي ‪.‬‬

‫وقد عرض المشرع لقائمة هذه لألضرار التي تلحق بالضحية نتيجة حادثة السير في‬
‫المواد ‪ 3‬و ‪ 5‬و ‪ 10‬من هذه الظهير وحدد طرق لتقدير التعويض المستحق عنها ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬األضرار المعنوية ‪. dommage morales‬‬

‫هذه الظهير لم يعر اهتمام كبير لألضرار المعنوية الموجبة إلستحقاق التعويض‬
‫بإستثناء ما ورد في الفقرة الثانية من الفصل الرابع التي عرضت للتعويض عن األلم النفسي‬
‫الذي لحق بعض األشخاص من جراء وفاة الضحية بالرغم من ان المشرع اقتصر على‬
‫مصطلح االلم فإنه يمكن أن يتصف الضرر المعنوي أكثر من مظهر غير لأللم ‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬األشخاص المستفيدين من تعويضات الظهير ‪.1984/10/2‬‬

‫سلك المشرع سياسة تضييق عدد األشخاص المستفيدين من تعويضات الظهير ال فرق‬
‫في ذلك بين التعويضات المستحقة عن االضرار المادية او تلك المترتبة عن االضرار‬
‫المعنوية‬

‫أوال ‪ :‬التحديد الدقيق لألشخاص المستحقين للتعويضات ‪:‬‬

‫حدد المشرع قائمة األشخاص الذين يحق لهم المطالبة باستحقاق التعويض عن‬
‫األضرار المادية في ما يلي؛‬

‫• المصاب في حاالت العجز البدني المؤقت أو الدائم ‪.‬‬

‫‪--------------------------- --------------------------‬‬ ‫‪- 50 -‬‬ ‫‪----------------------------------------------------‬‬


‫‪-------‬‬ ‫تلخيص كتاب المسؤولية المدنية للدكتور عبد القادر العرعاري‬ ‫‪-------‬‬

‫• من كانت تجب عليه نفقة المصاب المتوفى وفقا لنظام أحواله الشخصية ‪.‬‬
‫• من كانت تجب عليه نفقة المتوفى بمقتضى االلتزام‪.‬‬
‫• من كان يعوله المتوفى ولو لم يكن ملزما باالتفاق عليه ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬تراجع الطهير عن مكتسبات ق ل ع فيها يخص استحقاق التعويض ‪.‬‬

‫مقتضيات هذا الظهير جاءت لتحد من السلطة التقديرية عندما عرضت في الفقرة‬
‫الثانية من المادة ‪ 4‬لألشخاص الذين لهم الحق في كلب التعويضات عن األلم الذي لحق بكل‬
‫من الزوج المصاب والضحية وفروعه المباشرين من الدرجة االولى واصوله‪ ،‬ورد هذا‬
‫التحديد على سبيل الخصر ‪،‬وبالتالي لي لألجداد األحفاد استحقاق التعويض عن الضرر‬
‫المعنوي ‪،‬وحتى المصاب ليس هناك ما يؤكد أحقيته في التعويض عن الضرر المعنوي إذا‬
‫تعلق االمر بإصابته جزئيا مؤقت او دائم ‪.‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬عناصر تقدير التعويض عن األضرار المادية والمعنوية ‪:‬‬

‫خلق المشرع طريقة جديدة الحتساب التعويض وتقديره نظيرا لعدة اعتبارات قانونية‬
‫واقتصادية ونظرا ألن المشرع قد ميز بين تحديد التعويض المستحق للمصاب (أوال ) وتحديده‬
‫بالنسبة لذوي الحقوق المدنية (ثانيا ) فإننا سنتبع نفس النهج بخصوص التقدير ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬تحديد التعويض المستحق للمصاب ‪.‬‬

‫حسب المادة ‪ 3‬و ‪ 5‬و ‪ 10‬من الظهير فإن المصاب في حادثة السير يستحق التعويض‬
‫عن األضرار المادية التالية ؛‬

‫أ – التعويض عن للحجز المؤقت عن العمل ‪:‬‬

‫تنص المادة ‪ 3‬من الظهير على أن التعويضات المستحق للمصاب يشمل فقد األجرة‬
‫أو الميب المهني والناتج عن الناتج عن العجز المؤقت عن العمل أن يعتبر في ذلك قسك‬
‫المسؤولية الذي يتحمله المتسبب في الحادثة أو المسؤول المدني وبذلك قد أصبح امر التحديد‬

‫‪--------------------------- --------------------------‬‬ ‫‪- 51 -‬‬ ‫‪----------------------------------------------------‬‬


‫‪-------‬‬ ‫تلخيص كتاب المسؤولية المدنية للدكتور عبد القادر العرعاري‬ ‫‪-------‬‬

‫يستند على فكرة األجر او الكسب المهني الذي يتسبب فيه الحادثة المصاب وليس بطريقة‬
‫جزافي كما كان األمر عليه بالنسبة ل ظ ق ل ع ‪.‬‬

‫ب – التعويض األساسي عن العجز البدني الدائم ‪:‬‬

‫تنص عليه المشرع من المواد ‪ 5‬الى ‪ 9‬من الظهير وقد حدد العناصر التي يجب أخذها‬
‫بعين االعتبار عند تقدير هذا التعويض وهي الرأسمال المعتمد ‪ ،‬نسبة عجز المصاب وقسك‬
‫المسؤولية التي يتحمل المتسبب في وقوع الفعل الضار ‪.‬‬

‫ولحساب التعويض األساسي هذا ‪،‬يتعين ضرب الرأسمال المعتمد في نسبة العجز التي‬
‫تحددها الطبيب الخبير و يقيم ذلك على قسط المسؤولية التي يتحملها المتسبب في الحادث أو‬
‫المسؤول المدني وذلك ضمن النسبة المشار إليها في المادة ‪ 5‬من الظهير ؛‬

‫• ‪ – 1‬الرأسمال المعتمد كأساس لقياس التعويض‬


‫• ‪ – 2‬نسبة عجز المصاب‬
‫• ‪ – 3‬قسط المسؤولية المدنية‬

‫ج – التعويضات التكميلية عن العجز الدائم ‪:‬‬

‫حسب المادة ‪ 10‬من هذا الظهير يحق للمصاب المطالبة بتعويضات تكميلية في أحوال‬
‫خمسة ؛‬

‫• ‪ – 1‬حالة التعويض عن العجز البدني الدائم الذي يضطر المصاب إلى االستعانة‬
‫على وجه الدوام بشخص أخر للقيان بأعمال الحياة العادية ‪.‬‬
‫• ‪ – 2‬حالة األلم الجسماني ‪.‬‬
‫• ‪ – 3‬حالة التشويه في الخلقة ‪.‬‬
‫• ‪ – 4‬حالة العجز البدني الدائم الذي يضطر المصاب الى تغيير مهنة أو الذي تكون‬
‫له أثار على حياته المهنية ‪.‬‬

‫‪--------------------------- --------------------------‬‬ ‫‪- 52 -‬‬ ‫‪----------------------------------------------------‬‬


‫‪-------‬‬ ‫تلخيص كتاب المسؤولية المدنية للدكتور عبد القادر العرعاري‬ ‫‪-------‬‬

‫• ‪ – 5‬حالة العجز البدني الدائم الذي يؤدي الى االنقطاع عن الدراسة‬

‫هذا كله طبقا لنسب المرفق في الجدول المرفق بالظهير‬

‫ثانيا ‪ :‬تحديد التعويض المستحق لذوي الحقوق المدنية‬

‫قد يترتب عن حادثة سير وفاه المصاب فإن المطالبة بالتعويض تكون من ذوي حقوقه‬
‫للمدنية حسب ما هو منصوص عليه في المادتين ‪ 4‬و ‪ 1‬من ز ‪ ، 1984/10/2‬ال فرق في‬
‫ذلك بين المطالبة بالتعويض عن الضرر المادي أو الضرر المعنوي ‪ ،‬او هما معا ‪ ،‬إذن فما‬
‫هي طرق تحديد هذه التعويضات المستحقة لذوي حقوق المدنية وكيف يمكن الزيادة والنقصان‬
‫في هذا التعويض ‪.‬‬

‫أ – طرق تحديد التعويض المستحق لذوي الحقوق المدنية ‪:‬‬

‫يختلف هذا التحديد فيما إذا كان الضرر ماديا أو معنويا وللوقوف على هذا التحديد‬
‫فإنه يجب اتباع المادتين ‪ 4‬و ‪ 11‬من هذه الظهير ‪.‬‬

‫‪-1‬تعويض ذوي الحقوق المدنية عن الضرر المادية‪:‬‬

‫بناء على المادة ‪ 4‬و ‪ 11‬من الظهير فإن التعويض المستحق لذوي المصاب المتوفى‬
‫يتقرر في األصل بناء على فقدان هؤالء لموارد عيشهم سواء كان الهالك ملزم باإلنفاق عليهم‬
‫وفق نظام أحواله الشخصية او بمقتضى التزام مستقل بالنفقة غليهم ويدخل في هذا النطاق‬
‫أيضا األشخاص الذين كان المتوفى يقوم بإعالتهم ولو لم يكن ملزما باإلنفاق عليهن‬

‫وقد تكلفت المادة ‪ 11‬بتحديد نسب المستحقة للمتضررين ‪.‬‬

‫‪--------------------------- --------------------------‬‬ ‫‪- 53 -‬‬ ‫‪----------------------------------------------------‬‬


‫‪-------‬‬ ‫تلخيص كتاب المسؤولية المدنية للدكتور عبد القادر العرعاري‬ ‫‪-------‬‬

‫‪-2‬تعويض ذوي الحقوق المدنية عن األضرار المعنوية‪:‬‬

‫حسب الفقرة ‪ 2‬من المادة ‪ 4‬من الظهير فإن التعويض عن األضرار المعنوية الناشئة‬
‫عن الوفاة ينحصر في مل من الزوج أو الزوجة حسب األحوال وكذا األصول والفروع من‬
‫الدرجة األولى ‪.‬‬

‫ب – تعديل التعويضات المستحقة لذوي الحقوق المدنية ‪:‬‬

‫تخضع التعويضات المستحقة لذوي حقوق الضحية لتعديل زيادة ونقصان وذلك في‬
‫األحوال التي تكون فيها نسب التعويض المنصوص عليها في المادة ‪ 11‬من الظهير تقل أو‬
‫تزيد عن الرأسمال المنصوص عليها المتوفى ‪.‬‬

‫‪-1‬التخفيض من النسب للتعويضات المستحقة لذوي الحقوق المدنية ‪:‬‬

‫ان هذا الظهير ألزم المحاكم بإجراء تخفيض نسبي على الحصص األصلية المستحقة‬
‫لذوي الحقوق المدنية حيث جاء في المادة ‪ 12‬منه على انه "إذا تجاوز مجموع مبالغ‬
‫التعويضات الممنوحة لذوي المصاب المشار إليهم في البنود ‪ 1‬و ‪ 2‬و ‪ 3‬و ‪ 4‬من المادة‬
‫‪ 11‬أعاله رأسمال المعتمد أجري تخفيض نسبي على التعويض الذي ينوب كل واحد منهم"‬

‫‪-2‬الزيادة في نسبة التعويضات المستحقة لذوي الحقوق المدنية ‪:‬‬

‫متى كانت تعويضات ذوي الحقوق أقل من الرأسمال المعتمد للمتوفى األمر الذي‬
‫يستوفي مراجعة المبالغ المستحقة لهؤالء بالزيادة فيها بشكل يتناسب مع حصة كل واحد منهم‬
‫بشرط أال يجاوز مجموع الفرد ‪ ٪ 50‬مع إجمالي الرأسمال المعتمد وهذا بالضبط ما نص‬
‫عليه المادة ‪ 13‬من الظهير ‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬النطاق اإلجرائي ‪.‬‬

‫يتعلق بالجانب اإلجرائي للظهير المتمثل في تحديد طرق المطالبة بالتعويض حبيا‬
‫وقضائيا وكذا األجيال الذين يتعين فيها تقديم طلبات التعويض لشركات التأمين‪ ،‬وفي الحاالت‬

‫‪--------------------------- --------------------------‬‬ ‫‪- 54 -‬‬ ‫‪----------------------------------------------------‬‬


‫‪-------‬‬ ‫تلخيص كتاب المسؤولية المدنية للدكتور عبد القادر العرعاري‬ ‫‪-------‬‬

‫التي يضطر فيعا المصاب أو ذوي حقوقه المدنية إلى طرق باب القضاء فإنه يتعين التقيد‬
‫بمهلة التقادم المنصوص عليه في هذا الظهير وفي الجانب األخر فإنه يتوجب على المسؤول‬
‫المدني أن يبادر إلى دفع التعويضات المحكوم بها قضائيا أو المتصالح فيها حبيا بين المضرور‬
‫و شركة التأمين او المسؤول المدني وذلك تحت طائلة التحمل بالجزاءات المنصوص عليها‬
‫في هذا القانون‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬طرق المطالبة بالتعويض ‪:‬‬

‫يمكن اللجوء للمطالبة الحبية بالتعويض في إطار نوع من التصالح بين المضرور‬
‫وشركة التأمين او صندوق مال الضمان وذلك قبل اللجوء لمرحلة التقاضي لبلوغ نفس الغاية‬
‫‪ ،‬إذن ما هي شروط المطالبة بالتعويض بين المستويين الحبي والقضائي ؟ هل يحق للمضرور‬
‫المطالبة بالتعويض قضائيا منذ الوهلة االولى دون تقيده بمرحلة التصالح مع شركة التأمين‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬المطالبة الحبية بالتعويض ‪:‬‬

‫بعد وقوع حا دثة السير فإنه يتعين على ضباط وأعوان الشرطة القضائية الذين عاينوا‬
‫ظروف الحادث إنجاز محضر في الموضوع وارسال نسخة منه الى شركة التأمين المعنية‬
‫وترسل نسخ من نفس المحضر لكل من المسؤول المدني في المصاب او ذوي حقوقه المدنية‬
‫‪،‬وبعد استنفاذ مرحلة الخبرة الطبية اكي تثبت نسبة العجز أو تحقق الوفاة فإنه يحق للطرف‬
‫المعني باألمر أن يشرع في مسطرة المطالبة بالتعويضات للتي يمنحها هذا الظهير بمقتضى‬
‫المادة ‪ 18‬و ‪ 19‬منه حيث تخول المادة ‪ 18‬امكانية مطالبة شركة للتأمين بالتعويض قبل اقامة‬
‫دعوى قضائية في الموضوع ‪.‬‬

‫ولقبول طلب التعويض الحبية فإنه يتعين على الطرف المضرور أن يخطر شركة‬
‫التأمين بمطالبه المدنية برسالة مضمونة مع اشعار بالتوصل وله أن يبلغها لها عن طريق‬
‫كتابة ضبط المحكمة اإلبتدائية‪ ،‬مرفوق بمجموعة من المستندات‪ ،‬وحسب المادة ‪ 19‬على‬
‫مؤسسة التأمين أن تبادر الى اقتراح مبلغ التعويض الذي تراه مناسب لحالة المضرور خالل‬
‫‪ 60‬يوم الموالية لتسلم مستندات اإلثبات ‪.‬‬

‫‪--------------------------- --------------------------‬‬ ‫‪- 55 -‬‬ ‫‪----------------------------------------------------‬‬


‫‪-------‬‬ ‫تلخيص كتاب المسؤولية المدنية للدكتور عبد القادر العرعاري‬ ‫‪-------‬‬

‫‪-‬يعتبر بمثابة رفض عدم الجواب داخل أجل ‪ 60‬يوم أعاله‬

‫‪-‬بعد توصل الطالب بالعرض له ان يقبل او يرفض داخل أجل ‪ 30‬يوم من التوصل‬
‫بالعرض من شركة التأمين‬

‫‪-‬إذا قبل الطلب على المؤسسة تقديم المبلغ داخل أجل ‪ 30‬يوم من استالم الرسالة التي‬
‫تحمل القبول ‪.‬‬

‫‪ -‬إذا رفض وتمسكت شركة التأمين هنا وبالضبط سيدفع بالطرف المضرور الى طرق‬
‫باب القضاء مع فشل عملية الصلح هذه ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬المطالبة القضائية بالتعويض ‪.‬‬

‫يلجأ الطرف الى هذه المطالبة ‪،‬في حالتين ؛ فشل محاولة الصلح بين للمضرور‬
‫ومؤسسة التأمين وثانيا عندما تكون طلبات التعويض مسبوقة بدعوى عمومية تم تحريكها‬
‫من طرف النيابة العامة ‪،‬حيث يطالب المضرور بالتعويض هنا أمام القضاء للجنائي دون‬
‫احترام مقتضيات المادة ‪ 18‬من الظهير ‪.‬‬

‫أ – الدعوى المدنية المباشرة ضد مؤسسة التأمين ‪:‬‬

‫في هذه الحالة يطالب المضرور بالتعويض قضائيا أمام المح المختصة وذلك رفعه‬
‫للدعوى المباشرة ضد شركة التأمين بتوفر شروط هذه الدعوى االحتياطية وتتمثل ب ثبوت‬
‫مسؤولية المؤمن له وأن تكون هذه المسؤولية مؤمنا عليها لدى مؤسسة التأمين وأن يتم رفع‬
‫هذه الدعوى المباشرة في األجل المحدد لها قانونا ‪.‬‬

‫بعد اجتماع هذه الشروط تكون الدعوى مقبولة قانونا‪ ،‬وتفصل المحكمة في الموضوع‬
‫وللمضرور هنا له امتياز على المبالغ المحكوم له بيها دون مزاحمة أي دائن أخر المؤمن له‬
‫حسب الفصل ‪ 1250‬مم ق ل ع ‪.‬‬

‫‪--------------------------- --------------------------‬‬ ‫‪- 56 -‬‬ ‫‪----------------------------------------------------‬‬


‫‪-------‬‬ ‫تلخيص كتاب المسؤولية المدنية للدكتور عبد القادر العرعاري‬ ‫‪-------‬‬

‫ب – الدعوي المدنية التابعة للدعوى العمومية ‪:‬‬

‫وتتحقق هذه الدعوى كما قلنا عندما تكون هذه المطالبة مسبوقة بدعوى عمومية نتيجة‬
‫ألن الحادثة اكتست صبغة جنحة‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬تقادم طلبات دعاوى التعويض ‪.‬‬

‫قد ميز القانون بين من التقادم ‪ :‬تتقادم طلبات التعويض غير المقدمة في وقتعا المناسب‬
‫أمام مؤسسات التأمين أو صندوق ضمان حوادث السير‪ ،‬والثاني بتقادم دعاوى التعويض‬
‫الناشئة عن هذه الحوادث بسبب تراضي المضرور او ذوي حقوقه المدنية في اثارتها أمام‬
‫المحكمة المختصة ضمن األجال التي حددها القانون ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬تقادم طلبات التعويض غير القضائية ‪:‬‬

‫حسب المادة ‪ 23‬و ‪ 24‬من ظهير ‪ 1984/10/2‬والمادة ‪ 18‬من مدونة التأمينات‬


‫الجديدة ‪ 17.99‬فإن طلبات التعويض غير القضائية يتم في إطار المرحلة التصالحية يتم‬
‫تقديمها كاألتي ‪:‬‬

‫أ – تقادم طلبات التعويض المقدمة لمؤسسة التأمين ‪:‬‬

‫تتقادم بخمس سنوات كل طلبات التعويض اإلتفاقي للمضرور أو ذوي حقوقه المدنية‬
‫ويبدأ احتسابها من تاريخ الوفاة أو من تاريخ الخبرة المؤكدة لألضرار جروح المصاب‬
‫المترتبة في الحادثة ‪.‬‬

‫وتتقادم طلبات المراجعة للتعويض بسبب تفاقم األضرار بمضي سنة من تاريخ تقرير‬
‫الخبرة المؤكدة لنتيجة تفاقم األضرار الالحقة بالمصاب ‪.‬‬

‫‪--------------------------- --------------------------‬‬ ‫‪- 57 -‬‬ ‫‪----------------------------------------------------‬‬


‫‪-------‬‬ ‫تلخيص كتاب المسؤولية المدنية للدكتور عبد القادر العرعاري‬ ‫‪-------‬‬

‫ب – تقادم طلبات التعويض المقدمة لصندوق ضمان حوادث السير ‪:‬‬

‫إذا كانت العربة التي تسببت في الحادث غير مشمولة بالتأمين اإلجباري ‪ ،‬أو كلن‬
‫الشخص المسؤول عن الحادث مجهوال او غير قادر على تعويض الضحية بسبب عسره ‪.‬‬
‫فإن المضرور هنا يحق له الرجوع على صندوق ضمان حوادث السير ضمن أجال المضمنة‬
‫في المادة ‪ 148‬من ق ‪ 17.99‬و ذلك خالل ثالث سنوات من تاريخ وقوع الحادثة‪ ،‬وسنة‬
‫بالنسبة للحاالت الموجبة للرجوع من تاريخ إجراء الصلح او من تاريخ صدور قرار قضائي‬
‫الحائز لقوة الشيء المقضي به ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬تقادم دعاوى التعويض القضائية ‪:‬‬

‫نصت عليه المادة ‪ 23‬و ‪ 24‬من ظهير ‪ 1984/10/2‬وكذا مضمون المادة ‪ 184‬من ‪.17.99‬‬

‫أ – تقادم دعاوى التعويض اتجاه مؤسسة ‪:‬‬

‫تتقادم بثالث سنوات األضرار األساسية والتكميلية إذا لم ترفع إلى المحكمة المختصة‬
‫خالل هذا األجل من تاريخ توصل بالرسالة التي تمتنع فيها مؤسسة التأمين من منح التعويض‬
‫للمضرور او من تاريخ رفض فيه المصاب او ذوي حقوقه المدنية التعويض المقترح عليهم‬
‫من قبل مؤسسة التأمين ‪.‬‬

‫وتتقادم بسنة واحدة بالنسبة للدعاوى الرامية لمراجعة التعويض عن األضرار‬


‫المتفاقمة ابتداء من نهاية مهلة ثالث سنوات السابقة ‪.‬‬

‫ب – تقادم دعاوى التعويض اتجاه صندوق ضمان حوادث السير‪.‬‬

‫تتقادم هذه الدعوى بمرور خمس سنوات من تاريخ وقوع الحادثة باستنفاذ المراحل‬
‫التالية ؛‬

‫أن يكونوا قد ابرموا اتفاق مع صندوق ضمان حوادث السير أو أقاموا دعوى قضائية‬
‫كان المسؤول عن الحادث مجهوال ‪.‬‬

‫‪--------------------------- --------------------------‬‬ ‫‪- 58 -‬‬ ‫‪----------------------------------------------------‬‬


‫‪-------‬‬ ‫تلخيص كتاب المسؤولية المدنية للدكتور عبد القادر العرعاري‬ ‫‪-------‬‬

‫أن يكونوا قد ابرموا صلحا مع المسؤول عن الحادثة أو أقاموا دعوى قضائية ضده‬
‫إذا كان المسؤول معروفا ‪.‬‬

‫ج – حاالت استثنائية الزالت خاضعة لتقادم الفصل ‪ 106‬من ث ل ع ‪:‬‬

‫ويتعلق االمر بحالة رفع المضرور أو ذوي حقوقه المدنية دعاواهم مباشرة ضد‬
‫المسؤول المدني أو طالبوا بالتعويض عن األضرار غير مشمولة بمقتضيات الظهير فإن‬
‫أجال تقادمها هي المنصوص عليها في الفصل ‪ 106‬من ق ل ع "إن دعوى التعويض من‬
‫جراء جريمة أو شبه جريمة تتقادم بمضي خمس سنوات تبتدئ من الوقت الذي بلغ فيه إلى‬
‫علم الفريق المتضرر الضرر ومن هو المسؤول عنه‪ .‬وتتقادم في جميع األحوال بمضي‬
‫عشرين سنة تبتدئ من وقت حدوث الضرر"‬

‫الحالة الثانية إذا كانت الحادثة من النوع الذي تسببت فيه العربات المتصلة بالسكة‬
‫الحديدية فإنه يتعين الرجوع للمكتب الوطني للسكك الحديدية ومتابعته طبقا للفصل ‪ 79‬من‬
‫ق ب ع وبيلك تتقادم بمرور خمس سنوات حسب الفصل ‪.106‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬كيفية أداء التعويضات المستفيد منها ‪.‬‬

‫إذا كان المضرور أو ذوي حقوقه راشدا يقع التعويض في شكل رأسمال ‪.‬‬

‫وإذا كان قاصرا فإنه هنا نميز بين حالتين ؛‬

‫• الحالة ‪ : 1‬إذا كان القاصر المستفيد من ذوي حقوق المدنية فإنه يلزم دفع التعويض‬
‫لهم في شكل إيراد ‪.‬‬
‫• الحالة ‪ : 2‬القاصر المستفيد مصاب بعجز بدني دارم فإنه يدفع التعويض لهم في شكل‬
‫إيراد و رأسمال في نفس الوقت على الشكل التالي‪.‬‬
‫وإذا كان القاصر المصاب أقل من ‪ 10‬سنوات‪ ،‬حيث يكون التعويض هنا في اإليراد‬
‫و مبلغ يساوي نصف مبلغ اإليراد ‪.‬‬

‫‪--------------------------- --------------------------‬‬ ‫‪- 59 -‬‬ ‫‪----------------------------------------------------‬‬


‫‪-------‬‬ ‫تلخيص كتاب المسؤولية المدنية للدكتور عبد القادر العرعاري‬ ‫‪-------‬‬

‫وإذا كان القاصر المصاب أكثر من ‪ 10‬سنوات‪ ،‬يرسمل التعويض على أن يبلغ ‪21‬‬
‫سنة‪.‬‬

‫المطلب الرابع ‪ :‬بالجزاءات المترتبة عن عدم أداء التعويض ‪:‬‬

‫على مؤسسة التأمين إذا أخلت بالتزامها بالتعويض اتجاه األطراف نوعين من الجزاء‬
‫مدني وإداري ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬الجزاء المدني ‪:‬‬

‫نصت المادة ‪ 21‬من الظهير ‪ ،‬ويتمثل في تعويض ال يتجاوز ‪ %50‬من المبالغ‬


‫المحجوزة بغير موجب سواء المبالغ المبرم فيها الصلح أم المحددة قضائيا ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬الجزاء اإلداري ‪:‬‬

‫حسب المادة ‪ ،22‬فبعد استطالع رأي لجنة اإلستشارية للتأمينات الخاصة يعاقب‬
‫بغرامة إدارية تتراوح بين ‪ 1000‬و ‪ 10000‬درهم كل مؤسسة تأمين امتنعت عن اداء‬
‫التعويض المستحق او عدم ادائه داخل األجل المحدد‪،‬‬

‫ترتب اإلدارة هاذ الجزاء تلقائيا او بشكوى من المستفيد من التعويض ‪.‬‬

‫‪--------------------------- --------------------------‬‬ ‫‪- 60 -‬‬ ‫‪----------------------------------------------------‬‬


‫‪-------‬‬ ‫تلخيص كتاب المسؤولية المدنية للدكتور عبد القادر العرعاري‬ ‫‪-------‬‬

‫الباب الرابع ‪ :‬المسؤولية المدنية عن مخاطر المنتجات المعيبة‪.‬‬

‫من أحدث المسؤوليات ‪،‬المسؤولية المدنية عن مخاطر المنتجات المعيبة إلرتباطها‬


‫بالمنتج المعيب أو الذي ينطوي على صفة خطيرة واستحقاق التعويض ارتبطت بدورها‬
‫باألساس العقدي والتقصيري معا األمر الذي أدى إلي تداخل عناصر دعوى الضمان بدعوى‬
‫المسؤولية‪.‬‬

‫ولتكوين فكرة عامة ومعمقة عن هذه المسؤولية الخاصة فإننا سنحاول الحديث عن‬
‫اإلطار القانوني المنظم لها في ظل المستجدات التي عرفتها هذه المسؤولية في إطار القانون‬
‫المغربي ‪.‬الذي يتمثل في القانون ‪ 24.09‬المؤرخ في ‪ 2011/08/17‬حيث يمكن ان نعتبره‬
‫اإلطار العام المنظم لل مسؤولية المدنية عن مخاطر المنتجات المعيبة الذي خصص المشرع‬
‫لها بابا رابعا مستقال من مقتضيات القسم األول من ق ل ع ‪.‬وهذا ما يضعنا امام تساؤل حول‬
‫خصوصيات هذه المسؤولية (الفصل اول ) وما هي أساسها ووسائل دفعها (الفصل ثاني )‬

‫الفصل األول ‪ :‬خصوصيات العناصر المتطلبة لتحقيق المسؤولية المدنية عن مخاطر‬


‫المنتجات المعيبة ‪.‬‬

‫تناول المشرع هذه المسؤولية بحذر شديد ضمن حدود شخصية وموضوعية في غاية‬
‫الدقة والتعقيد‪ ،‬حيث وجود فرضية منتوح معيب في السوق امكانية واردة واألمر هنا خطير‬
‫على السالمة البدنية والمالية للمضرور وعليه سنتناول كل ما يهم عناصر هذه المسؤولية من‬
‫الناحيتين الشخصية والموضوعية كخطوة أولى في تلخيصنا لهذه الباب للوصول الى تحديد‬
‫طبيعتها القانوني على ضوء مستجدات الواردة في ‪. 24.09‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬النطاق الشخصي للمسؤولية عن المنتوج المعيب ‪.‬‬

‫ألخذ فكرة معمقة لمضمون هذا النطاق فإنه يتعين تحديد كال من الشخص المسؤول‬
‫عن مخاطر المنتوجات المعيبة (المطلب االول ) والمضرور الذي له الحق المطالبة‬
‫بالتعويض عن هذه المخاطر في إطار مقتضيات القانون ‪( 24.09‬المطلب الثاني )‪.‬‬

‫‪--------------------------- --------------------------‬‬ ‫‪- 61 -‬‬ ‫‪----------------------------------------------------‬‬


‫‪-------‬‬ ‫تلخيص كتاب المسؤولية المدنية للدكتور عبد القادر العرعاري‬ ‫‪-------‬‬

‫المط لب االول ‪ :‬الشخص المسؤول عن مخاطر المنتوج المعيب ‪.‬‬

‫فتحديد القانون ‪ 24.09‬قائمة األشخاص المسؤولين عن هذه المخاطر ونحدد نسبة‬


‫المساءلة التي يتحملها كل شخص على حدة على الشكل التالي ‪:‬‬

‫أ – المنتج أو الصانع الحقيقيين ‪ producteur :‬كطرف أساسي ملزم بتحمل المسؤولية‬


‫المنصوص عليها في ق ‪ 24.09‬وهذا ما ورد النص عليه في المادة ‪ 106.1‬التي اعتبر فيها‬
‫المنتج مسؤوال عن الضرر الناتج عن العيب في منتوجه ‪ .‬وحسب المادة ‪ 106.3‬اعتبر‬
‫الصانع ‪ fabricant‬لمنتوج كامل الصنع أو منتج لمادة اولية أو مصنع لجزء مكون للمنتوج‬
‫بمثابة منتج حقيقي وبلك يتأكد بأن الصانع كغيره من المنتجين األصليين يسألون في إطار‬
‫مقتضيات هذا القانون عن األضرار الناشئة عن عيوب المنتجات التي ساهموا في صنعها ‪.‬‬

‫ب – المنتج الظاهري ‪ producteur apparent :‬هم األشخاص الذين يضعون أسمائهم‬


‫أو عالماتهم التجارية على المنتوج األصلي بهدف اخفاء حقيقة شخص المنتج الحقيقي ؛‬
‫ويعتبر هذا األخير ضمن األشخاص الذين يتحملون المسؤولية امام الطرف المتضرر من‬
‫المنتوج المعيب وحسب المادة ‪ 106.5‬حملت المسؤولية للمنتح الظاهري بشرط أن يكون هذا‬
‫األخير قد تصرف بشكل معيب احترافي أما إذا تصرف خارج الحدود المهنية فال مجال‬
‫للمساءلة عن األضرار الناشئة عن المنتوج المعيب ‪.‬‬

‫ج – المستورد المهني للمنتوج ‪ :‬حسب الفقرة ‪ 4‬من القانون ‪ 24.09‬هو كل شخص ذاتي‬
‫أو معنوي مسؤول عن ادخال منتوح ما التراب الوطني وهو األخر يتحمل المسؤولية عن‬
‫األضرار في المنتوجات المعيبة وشرط المطالبة بهذه المنتوجات المعيبة حسب المادة ‪106.5‬‬
‫من هذا هاذ القانون هو أن يكون تصرف بشكل مهني على سبيل االحتراف لجلب هذه‬
‫المنتوجات لحظيرة السوق الوطنية وبذلك نستبعد حاالت اإلستيراد الفردية لتلبية بعض‬
‫الخصوصيات ‪.‬‬

‫‪--------------------------- --------------------------‬‬ ‫‪- 62 -‬‬ ‫‪----------------------------------------------------‬‬


‫‪-------‬‬ ‫تلخيص كتاب المسؤولية المدنية للدكتور عبد القادر العرعاري‬ ‫‪-------‬‬

‫د – الموزع كمسؤول احتياطي ‪ :‬المادة ‪106.6‬من ق ‪ 24.09‬فإنه يمكن الرجوع بالتعويض‬


‫على الشخص الموزع إذا تعذر تحديد هوية المنتج األصلي للمنتوج المعيب ‪ ،‬لذلك اعتبره‬
‫البعض بمثلية ضامن ومسؤول احتياطي ‪. responsabilité atitre subsidiaire‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬ضحايا مخاطر المنتجات المعيبة ‪.‬‬

‫والضحية ‪ la victime‬في هذا المفهوم يشمل كل شخص متعاقد أو غير متعاقد مع‬
‫المنتج المستهلك للمنتوج المعيب أو مستعمال له في اطار خصوصي الى مهني‪ ،‬بذلك تستفيد‬
‫الضحية من مزايا هذه المسؤولية عن االساسين العقدي والتقصيري معا‪ .‬وبالرجوع الى‬
‫المادتين ‪ 106.1‬و ‪ 106.2‬فإنه المالحظ أن المنتج يتحمل المسؤولية عن منتجاته المعروضة‬
‫في السوق في اطار أنشطته المهنية سواء كان ذلك بعوض او بدون عوض ال فرق بين أن‬
‫يكون جديدا أو مستعمال قابال لإلستهالك أو غير قابل له إال أن هناك حواجز تفصل بين‬
‫المضرور والمتعاقد وغير المتعاقد ‪.‬‬

‫الجدير بالذكر أن الفقه يؤكد استفادة ضحايا األضرار المادية دون غيرها من األضرار‬
‫في هذه المسؤولية ‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬النطاق الموضوعي لتحقق المسؤولية عن المنتوج المعيب ‪.‬‬

‫لتحقق المسؤولية المدنية عن المنتوجات المعيبة فإنه يجب أن يتعلق األمر بمنتوج‬
‫معيب تسبب أو ساهم في الحاق الضرر بضحيته في الوقت والمجال المخصصين لعرض‬
‫المنتوج رهن اشارة المستهلكين والمستعملين على حد السواء مع ما يستتبعه ذلك من ضرورة‬
‫اإلثبات العالقة السببية بين المنتوج المعيب والنتيجة الضارة ‪.‬‬

‫المطلب االول ‪ :‬أن يتعلق األمر بمنتوج معيب ‪.‬‬

‫والمنتوج المعيب بهذا المعنى حسب قانون ‪ 14.09‬للمادة ‪ 106.2‬هو كل شيء تم‬
‫عرضه في السوق في إطار نشاط مهني أو تجاري أو حرفي بعوض أو بدون عوض سواء‬
‫كان جديدا أو مستعمال قابال لالستهالك او غير قابل له أو تم تحويله أو توضيبه وإذا كان‬

‫‪--------------------------- --------------------------‬‬ ‫‪- 63 -‬‬ ‫‪----------------------------------------------------‬‬


‫‪-------‬‬ ‫تلخيص كتاب المسؤولية المدنية للدكتور عبد القادر العرعاري‬ ‫‪-------‬‬

‫مدمجا في عقار أو منقول‪ ،‬وتعد منتوجات األرض وتربية الماشية واألسماك و القنص والصيد‬
‫منتوجات وفق هذا المعنى الكهرباء كذلك يندرج تحت هذا السقف ‪.‬‬

‫أما بخصوص العيب المسبب للمسؤولية وفق هذا القانون كذلك بموجب المادة ‪106.3‬‬
‫هو كل عيب الذي بموجبه ال تتوفر سالمة في المنتوج المتوخى توفرها ويؤخذ بعين االعتبار‬
‫كل الظروف السيما ؛‬

‫• تقديم المنتوج‬
‫• االستعمال المترقب من المنتوج‬
‫• وقت غرض المنتوج في السوق‬

‫وال يمكن اعتبار المنتوج منطويا على العيب لكون أنوهناك منتوح أخر أكثر اتقانا‬
‫منه عرض الحقا في السوق‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬ارتباط العيب في بفترة وضع المنتوج في التداول ‪.‬‬

‫والمقصود بوضع المنتوج التداول أو الوضع في السوق ‪،mise sur marché‬‬


‫هو جعله رهن اشارة العموم وهو ما عبر عنه المشرع في المادة ‪ 106.4‬من القانون ‪24.09‬‬
‫الذي اعتبر فيها المنتوج المعروض إذا تم وضعه اراديا بعوض او بدون عوض من أجل‬
‫توزيعه أو تحويله أو توضيبه أو استعماله داخل التراب الوطني‪ ،‬أي متى تم اكتمال الصنع‬
‫ورخص له اداريا طرح في السوق وهذه النقدة الزمنية سيتحمل المنتح كل المسؤوليات عن‬
‫ذلك ‪.‬‬

‫أما بخصوص المنتجات غير المرخص لها اداريا بالتداول في السوق سواء كانت‬
‫مصنعة محليا او مستوردة من الخارج هنا المشرع في المادة ‪ 106.6‬قرر متابعة الموزعين‬
‫حيثما يتم المعرفة بالمنتوج المستورد او المستورد ‪.‬‬

‫‪--------------------------- --------------------------‬‬ ‫‪- 64 -‬‬ ‫‪----------------------------------------------------‬‬


‫‪-------‬‬ ‫تلخيص كتاب المسؤولية المدنية للدكتور عبد القادر العرعاري‬ ‫‪-------‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬أن يتسبب عيب في المنتوج الحاق ضرر بالغير ‪.‬‬

‫المشرع في المادة ‪ 106.10‬من قانون ‪ 24.09‬الزم الشخص المسؤول بإصالح كل‬


‫األضرار التي تعرض لها الشخص المضرور الذي يحق له المطالبة بالتعويض عنها سواء‬
‫كانت هذه األضرار بدنية (أوال ) أو مادية (ثانيا ) أو معنوية (ثالثا ) ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬األضرار البدنية ‪. dommage corporels‬‬

‫المادة ‪ 106.10‬من قانون ‪ ،24.09‬كافية الستيعاب كل مظاهر األضرار البدنية التي‬


‫تتسبب في تراجع الكفاءة العضوية الجسدية أو العقلية لشخص المصاب وفي حاالت الوفاة‬
‫الناتجة عن المنتوج المعيب فإن ذوو الحقوق المدنية يحلون محل الضحية لتلقى التعويضات‬
‫الالزمة لجبر الضرر الذي لحق بهم ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬األضرار المادية ‪. dommage matériels‬‬

‫يتعلق األمر باألضرار المادية الناتجة عن العيي في المنتوج أما بالنسبة للضرر‬
‫الحاصل للمنتوج نفسه فتخرج عن هذا األضرار وتدخل ضمن دعوى ضمان العيوب الخفية‪.‬‬

‫يتعلق األمر باألضرار المادية المرتبطة باالستهالك الشخصي للشخص األمر الذي‬
‫يعني استبعاد كل األضرار المترتبة عن اإلستعماالت المهنية او التجارية للمنتجات المعيبة‬
‫الي تظل بدورها خاضعة للقواعد العامة المنصوص عليها في بنود المسؤوليتين العقدية‬
‫والتقصيرية ‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬األضرار المعنوية ‪ /‬األدبية ‪. dommage moraux‬‬

‫هي التي يتعرض تقويمها بالمال إلرتباطها بالقيم السامة للكائن البشري أو بكرامته او‬
‫شرفه وقد تتمثل في األسى واألسف الناتج عن الوفاة احد األقارب او تعرضه لحادث تسبب‬
‫في فقدانه لعضو من أعضائه الوظيفية أو تشويه في خلقته نتيجة لحادث مأساوي الذي تعرض‬
‫له ‪.‬‬

‫‪--------------------------- --------------------------‬‬ ‫‪- 65 -‬‬ ‫‪----------------------------------------------------‬‬


‫‪-------‬‬ ‫تلخيص كتاب المسؤولية المدنية للدكتور عبد القادر العرعاري‬ ‫‪-------‬‬

‫والقانون المغربي من خالل المادة ‪ 106.10‬من قانون ‪ 24.09‬جاء ليشمل التعويض‬


‫ل مل من الضرر البدني والمادي والمعنوي ‪.‬‬

‫الفصل الثاني ‪ :‬أساس المسؤولية المدنية عن مخاطر المنتجات المعيبة ووسائل دفعاها ‪.‬‬

‫جعل المشرع مسؤولية الصانع ثابتة بقوة القانون ومبنية في أصلها على الضرر‬
‫الناشئ عن المنتوج المعيب ورغم قوة األساس الذي تنشأ عليه هذه المسؤولية إال أن هناك‬
‫حاالت يحق للمسؤول دفع المسؤولية عنه للتخلص تبعا وهذا كما سنرى اسلفه ‪.‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬أساس المسؤولية المدنية عن المنتوج المعيب ‪.‬‬

‫هذه المسؤولية كغيرها من المسؤوليات الموضوعية فإن أساسها بعض صراع عن‬
‫النظريات وترجع فعالية األسس التقليدية التي تستند على فكرة الخطأ سواء كان ثبتا أو‬
‫مفترضا فإن القضاء الفرنسي حول تصحيح هذا الوضع بخلقه لما يسمى بالمسؤولية المفترضة‬
‫‪ responsabilité de responsabilité‬كالخطوط االولى التي تحولت مع مرور الوقت‬
‫الى مسؤولية بقوة القانون ‪ responsabilité de plein droit‬ولم يجد القضاء أفضل من‬
‫نظرية تحمل المخاطر على أساس واقعي مقبول للتعبير عن المسؤولية الثابتة بقوة القانون‬
‫في كل ما له عالقة باألضرار الناشئة عن المنتجات المعيبة ‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬مضمون نظرية المخاطر ‪. la théorie de risques‬‬

‫ترتبط هذه النظرية باألنشطة التي يحددها اإلنسان والتي تتضمن في عنقها مجموعة‬
‫من األفات التي تهدد سالمة األفراد والممتلكات ونظرا ألن األنشطة التي يمارسها اإلنسان‬
‫ال تنطوي كلها على عنصر الخطر فإن أنصار هذه النظرية من تضييق من مصطلح األنشطة‬
‫االقتصادية المولدة للمخاطر فجعلوها تقتصر على تحمل تبعات األنشطة االقتصادية المربحة‬
‫دون غيرها من األنشطة األخرى ‪ ، théorie risque profite‬هذه النظرية حاليا ال تنطبق‬
‫إال على مسؤولية حوادث الشغل وحوادث المنشأة النووية والطيران الجوي والمسؤولية‬
‫الناشئة عن المخاطر المنتجات المعيبة ‪.‬‬

‫‪--------------------------- --------------------------‬‬ ‫‪- 66 -‬‬ ‫‪----------------------------------------------------‬‬


‫‪-------‬‬ ‫تلخيص كتاب المسؤولية المدنية للدكتور عبد القادر العرعاري‬ ‫‪-------‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬موقع نظرية المخاطر بالنسبة للمسؤولية المدنية عن المنتجات المعيبة‪.‬‬

‫المشرع المغربي من خالل قانون ‪ 24.09‬أبدي تعاطفا غير مشروط مع نظرية‬


‫المخاطر وجعل منها أساسا لتحمل المسؤولية الناشئة عن المنتجات المعيبة‪ ،‬وإلكتمال هذا‬
‫التصور فإنه الزم المنتجين والمهنيين بضمانات سالمة المستهلكين والمستعملين لمنتوجاتهم‬
‫لتحقق هذا الشرط فإنه يتعين في المنتوج المروض في السوق أن يكون سليما غير معيبا فأن‬
‫توفر عناصر األمن الالزمة لضنان هذه السالمة ‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬األسباب الموجبة لإلعفاء من تحمل المسؤولية ‪.‬‬

‫إن تأسيس المسؤولية المدينة للمنتجين والصناع عن منتجاتهم المعيبة على فكرة‬
‫المخاطر واعتبارها من المسؤوليات الموضوعية الثابتة بقوة القانون إال أن هناك العديد من‬
‫الحاالت التي تتقرر فيها إعفاء هؤالء المهنيين من تحمل عواقب هذه المسؤولية إذا ارتبك‬
‫الضرر الناشئ عن المنتوج المعيب بواحد من األ سباب القانونية او الواقعة الموجبة لإلعفاء‬
‫من تحمل تبعاتها ‪.‬‬

‫المطلب االول ‪ :‬األسباب التقليدية لإلعفاء من المسؤولية المدنية عن المنتجات المعيبة‪.‬‬

‫إن األسباب التقليدية لإلعفاء من المسؤولية تتمثل في القوة القاهرة والحادث الفجائي‬
‫واستبعدت في هذه المسؤولية الخطأ المنسوب للغير بينما بعتبر خطأ المنسوب للضحية من‬
‫أسباب اإلعفاء الكلي او الجزئي للمسؤولية حسب نسبة التي ساهمت فيها الضحية الى جانب‬
‫عيب المنتوج في وقوع النتيجة الضارة ‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬األسباب الخاصة لإلعفاء من المسؤولية المدنية عن المنتجات المعيبة‪.‬‬

‫أما بخصوص األساليب الخاصة إلعفاء المنتج من المسؤولية المدنية‪ ،‬جاء على‬
‫الترتيب المنصوص عليه في المادة ‪ 106.9‬من القانون ‪ 24.09‬فإن مسؤولية المنتح تنتفي‬
‫إذا تمكن هذا األخير من إثبات أحد األسباب التالية ‪:‬‬

‫‪--------------------------- --------------------------‬‬ ‫‪- 67 -‬‬ ‫‪----------------------------------------------------‬‬


‫‪-------‬‬ ‫تلخيص كتاب المسؤولية المدنية للدكتور عبد القادر العرعاري‬ ‫‪-------‬‬

‫• انه لم يتم بعرض المنتوج في السوق‬


‫• أن العيب الذي تسبب ف ي الضرر لم يكن موجودا أثناء عرضه للمنتوج في التداول أو‬
‫أن هذا العيب ظهر الحقا ‪.‬‬
‫• ان المنتوج لم يتم صنعه بهدف البيع أو اي شكل أخر من أشكال التوزيع ألغراض‬
‫تجارية او أنشطة مماثلة ‪.‬‬
‫• وأن العيب راجع لمطابقة المنتوج للقواعد اإللزامية الصادرة عن السلطة العمومية‪.‬‬
‫• انه لم يكن ممكنا اكتشاف العيب بالنزر لما وصلت إليه حالة المعرفة العلمية والتقنية‬
‫أثناء عرض المنتوج في السوق ‪.‬‬
‫• تنتفي مسؤولية المنتج الفرعي لجزء مداو قطعة من المنتوج األصلي إذا أثبت أنه‬
‫احترم تعليمات أو دفتر تحمالت منتج النهائي أو الخصائص المكون له ‪.‬‬

‫‪--------------------------- --------------------------‬‬ ‫‪- 68 -‬‬ ‫‪----------------------------------------------------‬‬


‫‪-------‬‬ ‫تلخيص كتاب المسؤولية المدنية للدكتور عبد القادر العرعاري‬ ‫‪-------‬‬

‫الفهرس ‪:‬‬
‫مقدمة ‪1...................................................................................................... ....‬‬
‫الباب التمهيدي ‪ :‬مبادئ عامة في المسؤولية المدنية‪2.......................................,........... ...‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬مفهوم المسؤولية بوجه عام ‪2.............................................................. .‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬أنواع المسؤولية ‪2........................................................................ ....‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬المسؤولية األخالقية ‪4..................................................................... ...‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬المسؤولية المدنية والمسؤولية الجنائية‪4..................................................‬‬
‫المطلب االول ‪ :‬التعريف بالمسؤوليتين المدنية والجنائية ‪4.................................................‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬عناصر التفرقة بين المسؤوليتين المدنية والجنائية‪5.....................................‬‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬المسؤولية العقدية والمسؤولية التقصيرية ‪6..............................................‬‬
‫المطلب االول ‪ :‬مفهوم المسؤوليتين العقدية والتقصيرية‪6..................................................‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬إشكالية الوحدة واالزدواجية في نظام المسؤولية المدنية ‪7..............................‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬الفوارق التي تميز المسؤولية العقدية عن المسؤولية التقصيرية ‪7.....................‬‬
‫المطلب الرابع ‪ :‬إشكالية الجمع والخيار بين المسؤوليتين العقدية والتقصيرية‪9..........................‬‬
‫الباب األول ‪ :‬نظام المسؤولية العقدية ‪10....................................................................‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬مظاهر المسؤولية العقدية‪10............................................................. .....‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬العناصر الالزمة لتحقق المسؤولية العقدية‪11..............................................‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬الخطأ العقدي‪11............................................................................. ..‬‬
‫المطلب االول ‪ :‬مقياس تحقق الخطأ العقدي ‪12..............................................................‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬مسألة إثبات الخطأ العقدي‪12...............................................................‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬المسؤولية العقدية عن خطأ الغير ‪13......................................................‬‬
‫المطلب الرابع ‪ :‬المسؤولية الناجمة عن الضرر الذي يتسبب فيه الشيء الذي يكون محل للتعاقد ‪13..‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬ركن الضرر‪13................................................................................‬‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬العالقة السببية بين الخطأ والضرر‪14......................................................‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬االتفاقات المعدلة للمسؤولية العقدية ‪15....................................................‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬مبدأ جواز اإلتفاق على تعديل أحكام المسؤولية العقدية‪15................................‬‬

‫‪--------------------------- --------------------------‬‬ ‫‪- 69 -‬‬ ‫‪----------------------------------------------------‬‬


‫‪-------‬‬ ‫تلخيص كتاب المسؤولية المدنية للدكتور عبد القادر العرعاري‬ ‫‪-------‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬االتفاق على تشديد المسؤولية والضمان العقدي‪15........................................‬‬


‫المطلب الثاني ‪ :‬اإلتفاق على تخفيف المسؤولية والضمان العقدي ‪16......................................‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬االستثناءات الواردة على مبدأ التشديد والتخفيف من الضمان ‪15.......................‬‬
‫الباب الثاني ‪ :‬نظام المسؤولية التقصيرية ‪18..................................... RESPONSABILITÉ‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬المسؤولية التقصيرية عن الفعل الشخصي ‪19..............................................‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬الخطأ ‪20....................................................................... .. LA FAUT‬‬
‫المطلب االول ‪ :‬تعريف الخطأ ‪20..............................................................................‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬عناصر الخطأ التقصيري‪20.................................................................‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬أنواع الخطأ التقصيري ‪21..................................................................‬‬
‫المطلب الرابع ‪ :‬عالقة الخطأ التقصيري ونظرية التعسف في استعمال الحق ‪23........................‬‬
‫المطلب الخامس ‪ :‬انتفاء الخطأ التقصيري ‪24...............................................................‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬الضرر ‪25...............................................................LE DOMMAGE‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬مفهوم الضرر التقصيري ‪25.............................................................. ...‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬أنواع الضرر التقصيري ‪26............................................................ .....‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬شروط الضرر التقصيري القابل للتعويض‪27..............................................‬‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬العالقة السببية بين الخطأ والضرر ‪28......................................................‬‬
‫المطلب االول ‪ :‬المشاكل القانونية المترتبة عن العالقة السببية ‪28........................................‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬أسباب انقطاع العالقة السببية بين الخطأ والضرر‪30................................... .‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬المسؤولية عن فعل الغير ‪32............................................................. ....‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬المسؤولية التقصيرية عن فعل الغير القائمة على الخطأ الواجب اإلثبات‪33.............‬‬
‫المطلب االول ‪ :‬شروط تطبيق مقتضيات الفصل ‪ 58‬مكرر من ق ل ع ‪33.................................‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬األحكام الخاصة بمسؤولية رجال التعليم ‪34...............................................‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬المسؤولية التقصيرية عن فعل الغير القائمة على افتراض الخطأ القابل إلثبات‬
‫العكس‪34 .......................................................................................................‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬مسؤولية األباء واألمهات عن أبنائهما القاصرين‪34.......................................‬‬
‫أوال ‪ :‬شروط تحقق مسؤولية األبوين عن أبنائهم القاصرين ‪34...........................................‬‬
‫ثانيا ‪ :‬أساس مسؤولية األبوين عن أبنائهما القاصرين ‪35.................................................‬‬

‫‪--------------------------- --------------------------‬‬ ‫‪- 70 -‬‬ ‫‪----------------------------------------------------‬‬


‫‪-------‬‬ ‫تلخيص كتاب المسؤولية المدنية للدكتور عبد القادر العرعاري‬ ‫‪-------‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬مسؤولية ارباب الحرف والصنائع عن تالمذتهم ‪35.......................................‬‬


‫اوال ‪ :‬شروط مسؤولية ارباب الحرف والصنائع عن تالمذتهم‪35...........................................‬‬
‫ثانيا ‪ :‬أساس مسؤولية ارباب الحرف والصنائع عن تالمذتهم ‪35..........................................‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬مسؤولية متولي الرقابة عن المجانين والمختلين عقليا ‪36..............................‬‬
‫اوال ‪ :‬شروط هذه مسؤولية متولي الرقابة عن المجانين والمختلين عقليا‪36.............................‬‬
‫ثانيا ‪ :‬أساس هذه مسؤولية متولي الرقابة عن المجانين والمختلين عقليا‪36.............................‬‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬المسؤولية التقصيرية عن فعل الغير القائمة على الخطأ المفترض غير القابل إلثبات‬
‫العكس ‪37.......................................................................................................‬‬
‫المطلب االول ‪ :‬شروط مسؤولية المتبوع عن أفعال تابعيه ‪37............................................‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬أثار مسؤولية المتبوع عن أفعال تابعيه‪38.................................................‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬المسؤولية عن األشياء الحية والجامدة‪39..................................................‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬المسؤولية التقصيرية عن فعل الحيوان ‪39................................................‬‬
‫المطلب االول ‪ :‬شروط تحقق مسؤولية حارس الحيوان‪39..................................................‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬األساس القانوني لمسؤولية حارس الحيوان‪40...........................................‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬المسؤولية عن تهدم البناء ‪40..............................................................‬‬
‫المطلب االول ‪ :‬شروط مسؤولية لمالك البناء‪41.............................................................‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬االساس القانوني لمسؤولية مالك البناء‪41.................................................‬‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬المسؤولية التقصيرية عن حارس األشياء‪42..............................................‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬شروط مسؤولية حارس األشياء‪42.........................................................‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬أساس مسؤولية حارس األشياء ووسائل دفعها‪43........................................‬‬
‫الباب الثالث ‪ :‬المسؤولية التقصيرية عن حوادث السير‪54.................................................‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬طبيعة المسؤولية المدنية المترتبة عن حوادث السير‪54...................................‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬المسائلة وفقا لألساس العقدي‪46.............................................................‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬المسائلة وفقا لألساس التقصيري‪46.........................................................‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬أصل التباين في تعدد األساس التقصيري‪47................................................‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬سلطة المحكمة في تكييف األساس التقصيري لحادثة السير‪47..........................‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬تعويض ضحايا حوادث السير في إطار مقتضيات ظهير ‪47................1984/10/2‬‬

‫‪--------------------------- --------------------------‬‬ ‫‪- 71 -‬‬ ‫‪----------------------------------------------------‬‬


‫‪-------‬‬ ‫تلخيص كتاب المسؤولية المدنية للدكتور عبد القادر العرعاري‬ ‫‪-------‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬الخصائص المميزة لظهير ‪48...................................................1984/10/2‬‬


‫الفرع الثاني ‪ :‬مضمون ظهير ‪48.............................................................. .1948/10/2‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬النطاق الموضوعي لظهير ‪49................................................ 1984/10/2‬‬
‫المطلب االول ‪ :‬األضرار القابلة للتعويض وفق مقتضيات الظهير ‪49.......................1984/10/2‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬األشخاص المستفيدين من تعويضات الظهير ‪50...........................1984/10/2‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬عناصر تقدير التعويض عن األضرار المادية والمعنوية‪51...............................‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬النطاق اإلجرائي ‪54..........................................................................‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬طرق المطالبة بالتعويض‪55..................................................................‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬تقادم طلبات دعاوى التعويض‪57.......................................................... .‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬كيفية أداء التعويضات المستفيد منها‪59...................................................‬‬
‫المطلب الرابع ‪ :‬بالجزاءات المترتبة عن عدم أداء التعويض‪60............................................‬‬
‫الباب الرابع ‪ :‬المسؤولية المدنية عن مخاطر المنتجات المعيبة‪61.........................................‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬خصوصيات العناصر المتطلبة لتحقيق المسؤولية المدنية عن مخاطر المنتجات‬
‫المعيبة‪61.......................................................................................... ..............‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬النطاق الشخصي للمسؤولية عن المنتوج المعيب‪61......................................‬‬
‫المطلب االول ‪ :‬الشخص المسؤول عن مخاطر المنتوج المعيب‪62.........................................‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬ضحايا مخاطر المنتجات المعيبة‪63.........................................................‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬النطاق الموضوعي لتحقق المسؤولية عن المنتوج المعيب‪63...........................‬‬
‫المطلب االول ‪ :‬أن يتعلق األمر بمنتوج معيب‪63............................................................ .‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬ارتباط العيب في بفترة وضع المنتوج في التداول‪64......................................‬‬
‫المطلب الثالث ‪ :‬أن يتسبب عيب في المنتوج الحاق ضرر بالغير‪65.......................................‬‬
‫الفصل الثاني ‪ :‬أساس المسؤولية المدنية عن مخاطر المنتجات المعيبة ووسائل دفعاها‪66..............‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬أساس المسؤولية المدنية عن المنتوج المعيب‪66.........................................‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬مضمون نظرية المخاطر ‪66...................................la théorie de risques‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬موقع نظرية المخاطر بالنسبة للمسؤولية المدنية عن المنتجات المعيبة‪67............‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬األسباب الموجبة لإلعفاء من تحمل المسؤولية …‪67......…………………………….‬‬
‫المطلب االول ‪ :‬األسباب التقليدية لإلعفاء من المسؤولية المدنية عن المنتجات المعيبة‪67..............‬‬

‫‪--------------------------- --------------------------‬‬ ‫‪- 72 -‬‬ ‫‪----------------------------------------------------‬‬


‫‪-------‬‬ ‫تلخيص كتاب المسؤولية المدنية للدكتور عبد القادر العرعاري‬ ‫‪-------‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬األسباب الخاصة لإلعفاء من المسؤولية المدنية عن المنتجات المعيبة‪67..............‬‬


‫الفهرس‪69...................................................................................................... .‬‬

‫‪--------------------------- --------------------------‬‬ ‫‪- 73 -‬‬ ‫‪----------------------------------------------------‬‬

You might also like