‫موقف االسالم من النظام الرأسمالي‪:‬‬

‫فاإلسالم دين هللا تعالى وشريعته الباقية‪ ،‬وهو الحق المحض والصواب الخالص‪،‬‬
‫الذي ال يأتيه الباطل من بين يديه وال من خلفه‪ ،‬فهو األصل الذي يحكم به على‬
‫األفكار والمناهج والنظريات‪ ،‬والميزان الذي يقاس بها صوابها من خطئها‪ ،‬ولذلك‬
‫ينبغي أن يكون السؤال عن قرب أو ُبعد هذه األفكار ‪-‬كاالشتراكية والرأسمالية‪-‬‬
‫عن اإلسالم‪ ،‬وال يسأل عن ميل اإلسالم إلى أي منها‪ ،‬وللفائدة ننقل للسائلة كالمًا‬
‫جيدًا للدكتورة نعيمة شومان‪ ،‬في كتابها ‪-‬اإلسالم بين كينز وماركس وحقوق‬
‫اإلنسان في اإلسالم‪ -‬جاء فيه‪ :‬يتميز الهيكل العام لالقتصاد اإلسالمي بأركان‬
‫‪:‬رئيسية ثالثة تختلف عن سائر المذاهب االقتصادية األخرى وهي‬

‫مبدأ الملكية المزودجة‬

‫مبدأ الحرية االقتصادية في نطاق محدود‬

‫مبدأ العدالة االجتماعية‬

‫مبدأ الملكية المزدوجة‪ :‬يختلف اإلسالم عن الرأسمالية واالشتراكية في نوعية‬

‫الملكية التي يقررها اختالفًا جوهريًا‪ ،‬فالرأسمالية تؤمن بالملكية الخاصة كقاعدة‬
‫عامة‪ ،‬لمختلف أنواع الثروة في البالد‪ ،‬وال تعترف بالملكية العامة إال حين تفرضها‬
‫الضرورة االجتماعية القصوى‪ ،‬واالشتراكية على العكس من ذلك تعتبر فيها‬
‫الملكية االشتراكية أو ملكية الدولة بمثابة المبدأ العام الذي يطبق على كل أنواع‬
‫الثروة في البالد‪ ،‬أما اإلسالم فيقر األشكال المختلفة للملكية في وقت واحد‪ ،‬فيضع‬
‫مبدأ الملكية المزدوجة (الملكية ذات األشكال المتنوعة) بدًال من مبدأ الشكل الواحد‬
‫للملكية الذي أخذت به الرأسمالية واالشتراكية‪ ،‬فهو يؤمن بالملكية الخاصة‪،‬‬
‫والملكية العامة‪ ،‬وملكية الدولة‪ ،‬ويخصص لكل شكل من هذه األشكال حقًال خاصًا‬
‫تعمل فيه دون أن يعتبر شيئًا منها شذوذًا واستثناًء ‪ ،‬أو عالجًا مؤقتًا اقتضته‬
‫الظروف‪ ..‬ولهذا كان من الخطأ أن يسمى المجتمع اإلسالمي مجتمعًا رأسماليًا وإن‬
‫سمح بالملكية الخاصة‪ ،‬ألن الملكية الخاصة بالنسبة إليه ليست هي القاعدة العامة‪،‬‬
 ‫كما أن من الخطأ أن نطلق على المجتمع اإلسالمي اسم المجتمع االشتراكي وإن‬
‫أخذ بمبدأ الملكية العامة‪ ،‬ألن الشكل االشتراكي للملكية ليس هو القاعدة العامة في‬
‫‪.‬رأيه‬

‫وكذلك من الخطأ أن يعتبر مزجًا مركبًا من هذا وذاك‪ ،‬ألن تنوع األشكال الرئيسية‬
‫للملكية في المجتمع اإلسالمي‪ ،‬ال يعني أن اإلسالم مزج بين المذهبين وأخذ من كل‬
‫منهما جانبًا‪ ،‬وإنما يعبر ذلك التنوع في أشكال الملكية عن تصميم مذهبي أصيل‬
‫قائم على أسس وقواعد معينة‪ ،‬وموضوع ضمن إطار خاصة من القيم والمفاهيم‬
‫تناقض األسس والقواعد التي قامت عليها الرأسمالية الحرة واالشتراكية‬
‫الرأسمالية‪ .‬انتهى‬