مشاري محمد العمري

You might also like

Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 5

‫كلية األنظمة والدراسات القضائية‬

‫مقرر علم قضاء‬

‫الطالب ‪ :‬مشاري محمد خليف العمري‬


‫المبدأ القضائي ‪:‬‬

‫العبرة بالمقاصد والمعاني ال لأللفاظ والمباني ( ه ق ع )‪:‬‬


‫(‪)١٣٩٣/١١/٧( ،)٣١٣‬‬

‫‪ -‬المراد من هذا المبدا ‪:‬‬

‫هو الذهاب خلف قصد االنسان سوا في العقود او باي تصرف‬


‫اخرى ‪ .‬السيما حينما تكون االلفاظ ال تكفي لتعبير عن المقاصد‬
‫بشكل قطعي او تحتمل اكثر من معنى وتجمل االحكام ‪.‬‬
‫وان االعتداد في العقود من بيع وشراء ونكاح وإجارة وهبة‬
‫وغيرها بمقاصد المتعاقدين ال باأللفاظ التي يستعملونها ‪ ،‬اال اذا‬
‫تعذر اعمال النيات والمقاصد فال تهمل االلفاظ‬
‫الوقائع‪:‬‬
‫تتلخص وقائع هذه الدعوى بالقدر الالزم لنظرها والفصل فيها بحسب ما يتبين من االطالع‬
‫على أوراقها في أن المدعي (‪ )...‬يحمل السجل المدني (‪ )...‬تقدم إلى المحكمة اإلدارية‬
‫بالرياض بالئحة دعوى مؤرخة في ‪٢٦/٤/١٤٣٥‬هـ جاء فيها بأنه سبق أن تقدم إلى لجنة‬
‫تسوية المنازعات المصرفية بدعوى ضد بنك (‪ )...‬لقيام البنك بالخصم من راتبه التقاعدي‬
‫ت من ثالث بطاقات ائتمانية صرفت له من‬ ‫لتسديد مبالغ مالية مترتبة على سحوبات ت َ َّم ْ‬
‫البنك‪ ،‬وقد صدر قرار اللجنة رقم ( ‪ )٣١٤/١٤٣‬وتاريخ ‪ ١٦/٩/١٤٣٤‬هـ في الدعوى رقم‬
‫ض ِّمن رد دعواه في مواجهة بنك (‪ )...‬وقد طلب المدعي في الئحة‬ ‫(‪١٤/١٤٣١‬هـ ) ال ُمت َ َ‬
‫دعواه الموضحة بياناتها أعاله بإلزام مؤسسة النقد العربي السعودي بإحضار المستندات‬
‫التي استند عليها بنك (‪ )...‬بالسحب من حسابه لديه كمستحقات للبطاقات االئتمانية وطلبه‬
‫قرضا لتسديد هذه المستحقات ألنه لم يتقدم بأي طلب الستخراج تلك البطاقات ولم‬
‫يستخدمها ولم يتقدم بطلب قرض‪ ،‬وألن البنك أحضر بعض األوراق والنماذج على أنها‬
‫موقعة من المدعي بينما هو في الحقيقة رجل أمي ال يقرأ وال يكتب‪ ،‬وتوقيعه المعتمد هو‬
‫بصمة إبهامه فقط‪ .‬وبعد قيد الئحة الدعوى برقم القضية الموضح بياناتها أعاله باشرت‬
‫الدائرة نظرها ودراستها وحددت لها جلسة يوم اإلثنين ‪٢٨/٦/١٤٣٥‬هـ وفيها تبين عدم‬
‫حضور ممثل الجهة المدعى عليها رغم الكتابة لها بالخطاب رقم ‪ ٣۰٦٥٩‬وتاريخ‬
‫‪٣/٦/١٤٣٥‬هـ وقد حضر وكيل المدعي (‪ )...‬بموجب الوكالة رقم (‪ )...‬في‬
‫‪٢٩/٥/١٤٣٥‬هـ وبسؤاله عن دعوى موكله ذكر بأن موكله يطلب إلزام مؤسسة النقد‬
‫العربي السعودي بإحضار المستندات التي استند عليها بنك (‪ )...‬في البطاقات التي صرفت‬
‫لموكله والمبالغ المترتبة عليها وأن موكله ليس له توقيع معتمد إال بصمة إبهامه فقط‪ .‬وبعد‬
‫ذلك قرر وكيل المدعي اكتفاءه بما قدم‪ ،‬وأنه ليس لديه ما يضيفه‪.‬‬
‫األسباب‪:‬‬
‫لما كان المستقر عليه في قواعد المرافعات اإلدارية وأصول اإلجراءات القضائية أنه إذا‬
‫كان تصوير طلبات المدعي من توجيهه‪ ،‬فإن الهيمنة على سالمة هذا التكييف من تصريف‬
‫الدائرة‪ ،‬إذ عليها أن تستجلي طبيعة هذه الطلبات‪ ،‬وأن تتقصى مراميها في ضوء النية‬
‫الحقيقية التي قصدها المدعي من وراء إبدائها‪ ،‬فتعطي الدعوى وضعها الحق وتكييفها‬
‫النظامي السليم‪ ،‬في ضوء ما تستبينه من واقع الحال ومالبسات المنازعة‪ ،‬دون الوقوف‬
‫عند ظاهر مدلول العبارات الواردة بعريضة الدعوى‪ ،‬إذ «العبرة بالمقاصد والمعاني ال‬
‫باأللفاظ والمباني» وبما أن المدعي يهدف من إقامة دعواه إلزام المدعى عليها مؤسسة النقد‬
‫العربي السعودي إحضار المستندات التي استند عليها بنك (‪ )...‬وسحب من حسابه بدون‬
‫إذنه ألنه أمي ال يقرأ وال يكتب وقد أورد بنك (‪ )...‬بمذكرته الجوابية المؤرخة في‬
‫‪٧/٤/١٤٣٢‬هـ المعروضة على لجنة تسوية المنازعات المصرفية في الفقرة رقم (‪ )١۰‬ما‬
‫نصه‪( :‬تم مراجعة جميع العمليات المصرفية من خالل كشف حساب المدعي عن الفترة‬
‫من ‪١/١/٢۰۰٦‬م حتى ‪٨/٧/٢۰۰٩‬م وجدناها ‪ :‬بشكل آلي ولم نجد أيا منها ت َ َّم بقيد مستندي‬
‫موقع من المدعي‪ ،‬لذلك يتعذر علينا تقديم مستندات معاصرة) ‪ .‬فإن هذه الدعوى في‬
‫ظاهرها طلب الزام مؤسسة النقد العربي السعودي إحضار المستندات التي استند عليها بنك‬
‫(‪ )...‬في صرف البطاقات االئتمانية له وما يخول البنك بالخصم من حسابه‪ ،‬ولكن بالتدقيق‬
‫في حقيقتها يتضح بأن مؤداها االعتراض على قرار لجنة تسوية المنازعات المصرفية‬
‫المشار إليه رقم ‪ ١٤٣٤ / ٣١٤‬وتاريخ ‪٦/٩/١٤٣٤‬هـ والذي ورد فيه اطالع اللجنة على‬
‫إفادة بنك (‪ )...‬كاملة والتي من ضمن فقراتها الفقرة رقم (‪ )١۰‬التي يتمسك بها المدعي‪،‬‬
‫وبالرغم من ذلك صدر قرار اللجنة برفض دعوى المدعي في مواجهة البنك لألسباب التي‬
‫تضمنها القرار‪ ،‬و َحي ُ‬
‫ْث ِّإ َّن غاية ما تضمنته الئحة دعوى المدعي اإللزام بإحضار‬
‫المستندات التي اعتمد عليها البنك‪ ،‬وقد أحضر البنك للجنة نماذج لمستندات نسبها للمدعي‪،‬‬
‫مما يجعل الدائرة نتجه إلى تكييف الدعوى بأنها اعتراض على قرار اللجنة أنف الذكر‪،‬‬
‫وبنا ًء عليه فإنه ليس من اختصاص المحاكم اإلدارية النظر في االعتراض على قرارات‬
‫ْث صدر األمر الملكي رقم ( ‪ )٣٧٤٤١‬وتاريخ‬ ‫لجنة تسوية المنازعات المصرفية َحي ُ‬
‫‪١١/٨/١٤٣٢‬هـ بإنشاء لجنة استئنافية تختص بنظر قرارات لجنة المنازعات المصرفية‪،‬‬
‫األمر الذي تنتهي معه الدائرة إلى أن المحاكم اإلدارية غير مختصة والئيا بنظر دعاوى‬
‫االعتراض على قرارات لجنة المنازعات المصرفية‪.‬‬
‫لذلك حكمت الدائرة بعدم اختصاص الدائرة والئيا بنظر الدعوى رقم (‪ ٤٥٦١/١‬ق لعام‬
‫(‪١٤٣٥‬هـ المقامة من (‪ )...‬ضد مؤسسة النقد العربي السعودي وذلك لما هو مبين‬
‫باألسباب‪ .‬وهللا الموفق وصلى هللا وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين‪.‬‬
‫محكمة االستئناف‪:‬‬

‫حكمت المحكمة بتأييد الحكم فيما انتهى إليه من قضاء في الدعوى مع تعديل منطوقة إلى‬
‫عدم اختصاص المحاكم اإلدارية بنظر الدعوى‪.‬‬

‫المستند الشرعي لهذا المبدأ القضائي ‪:‬‬

‫أن النبي صلى هللا عليه وسلم قال‪" :‬إنَّما األعمال‬


‫عن عمر بن الخطاب رضي هللا عنه َّ‬
‫بالنِّيَّات‪ ،‬وإنَّما لكل امرئ ما نوى"]‪.[2‬‬

‫قال ابن تيمية‪:‬‬


‫والنِّيَّات معتبرة في العقود؛ لقوله صلى هللا عليه وسلم‪" :‬إنَّما األعمال بالنِّيَّات"‪ ،‬فهذا الحديث‬
‫أص ٌل في إبطال الحيل‪ ،‬وبه احتج البخاري على ذلك؛ ا‪.‬هـ‪[3].‬‬

‫ثمرة هذا المبدأ القضائي‪:‬‬

‫استخراج مقاصد المتعاقدين وترجيح مقاصدهم على اي مقاصد اخرى‪ ،‬وعدم االضرار‬
‫بهم او االضرار بمصالحهم من خالل تفسير االلفاظ بما ال يتفق مع ارادتهم ويحقق‬
‫مقاصدهم ‪.‬‬

You might also like