Professional Documents
Culture Documents
ثقافة للمقاولة يابان مغرب
ثقافة للمقاولة يابان مغرب
ثقافة للمقاولة يابان مغرب
الفصل التمهيدي
توطئه :يعد علم االجتماع احد العلوم االنسانيه،وهو العلم الخاص بدراسه المجتمع البشري
بكل انواعه وطوائفه،بهدف معرفه طبيعه كل مجتمع وخصائصه والقوانين التي يسير عليها
كما يقوم علم االجتماع بدراسه سلوك الجماعات وانظمتها وحياة االفراد بداخلها والطرق
التي تكونت بها تلك الجماعات وكيف تطورت وما هي طبيعه العالقات بين افرادها فهو
يدرس الظواهر االجتماعيه في شموليتها بحثا عن قوانين وقواعد تتحكم فيها ...
وتعدس السيولوجيه تنظيمات احد اهم فروع علم االجتماع العام ارتبط ظهورها على وجه
التحديد بالمجتمعات الغربيه حيث شكلت هذه المجتمعات االرضيه الخصبه لميالد هذا الفرع
الجديد خصوصا بعد الحرب العالميه الثانيه وهذا الظهور لم ياتي هكذا عبثا بل كان نتيجه
عده عوامل ومراحل ...خصوصا مرحله االزدهار الكبير الذي عرفته الدراسات واالبحاث
التي اهتمت بالمصانع والشغل فكان ازدهار هذا العلم في امريكا بسبب االهتمام بحاجيات
العمل االناره ظروف العمل ...والعوامل التي تساعد العامل في عمله اما في اوروبا فظهور
هذا العلم ارتبط بالظروف السياسيه التي عرفتها اوروبا والمتمثله في ظهور االحزاب
السياسيه والنقابات كما ساهمت الحركات االجتماعيه العماليه في التنبيه الى المشاكل التي
تعانيها هذه مقاوله تنظيم اجتماعي تقوم باكثر من دور بالنسبه للحياه االجتماعيه فاذا تجاوزنا
مجال الشغل حيث اضحت تطالب بتحسين ظروف العمل
ولعل من اهم انواع التنظيمات نجد المقاوله التي تستدعي ابحاثا ودراسات تكشف من خاللها
على طبيعته هذا التنظيم...
المقاوله تنظيم اجتماعي تقوم باكثر من دور بالنسبه للحياه االجتماعيه فاذا تجاوزنا مجال
تشغيل سنجدها تلعب دورا في التعلم واالبتكار وانتاج القيم وتحقيق الذات بالنسبه للعاملين
فيها وكذا التاثير على نمط حياتهم...
فالمقاوله هي كيان اجتماعي تتحكم فيه روابط االجتماعيه كما ان الكيان الذي يكونها منتج
للثقافه التي تعبر عن قدرته على الفعل والعمل الجماعي الذي يهدف الى تحقيق الهدف
المشترك والتغلب على االشكاالت التي تواجهه
يشتمل الفصل التمهيدي على الجانب المنهجي وتحديد االطار العام لهذا البحث من حيث
تحديد الموضوع وطرح اشكاالته ووضع فرضياته وكذا اهميته ...
اسباب اختيار الموضوع :كان هذا الموضوع ضمن الئحه االختيارات التي سرتها من
اجل انجاز هذا العمل المتواضع ولما عرضته ذلك على استاذتي الفاضله ارتات ان
يكون هذا موضوع بحثي
ساهمت عده دوافع في اختياري لهذا الموضوع
االسباب الذاتيه: .1
.ثقافه المقاولة واثرها على الرفع من انتاجيه العمال
1أحمد زكي بدوي ،معجم العلوم االجتماعية ،قسم إدارة األنشطة االجتماعية ،اصدار سنة ،2009ص.92 :
2جبران مسعود ،الرائد المعجم اللغوي االحدث واالسهل ،الطبعة ،8دار العلم للماليين(2001 ،مقاولة)..
3احمد زكي بدوي ،مرجع سابق ،ص .329
4عبد الغني زیاني ،سوسیولوجیا المقاولة بالمغرب :مدخل إلى منجز لحبیب أمعمري ،ط (1.المغرب :منشورات دار ما بعد الحداثة ،)2015 ،ص
.67
5نفس المرجع السابق ،ص68
.ثقافه المقاولة واثرها على الرفع من انتاجيه العمال
فالثقافة تلعب دورا في حياة المجتمعات فهي تشكل في مفهومها العام البيئهطة العامة لألنماط
الفكرية والقيم والمعتقدات الشائعة بين مجموعة من االفراد ،وال يهم حجم المجموعة هذا
6
سواء كانت كبيرة أم صغيرة ،سواء كانت جزءا من المجتمع أم المجتمع بأكمله.
و ثقافة المقاولة تعرف بأنها انعكاس للثقافة العامة المحيطة و إنتاج جديد يتكون في كنف
المقاولة عبر عدة ردود أفعال توجد على كل المستويات بين أوالئك الذين ينتمون إلى التنظيم
نفسه.7
ثقافة المقاولة اجرائيا :
التفاعالت التي تحدث داخل المقاولة المتمثلة في تبادل االفكار والخبرات والقيم والمعارف ،
و العالقات التي تنشأ داخل المقاولة كالصداقات و غيرها ...
االنتاجية اجرائيا:
العمل اصطالحا :العمل مجهود إرادي عقلي أو بدني يتضمن التأثير على األشياء المادية
وغير المادية لتحقيق هدف اقتصادي مفيد كما انه وظيفة اجتماعية تتحقق فيها شخصية
الفرد.
وتقدير قيمة العمل من العناصر الهامة في األيديولوجية التي تسود أيه فترة ،ألن هذا التقدير
يعكس البناء االجتماعي كما يعكس درجة القيم االجتماعية.
يقصد من الناحية السياسية الهيئات او التنظيمات التي تكون أغلبية المكونين لها من العمال
الماجورين التي تخدم مصالح الطبقة العاملة.8
العمل اجرائيا:
العالقات االنسانية:
هي تلك الجهود المبذولة لتدعيم وتنمية عالقات التفاهم والثقة وااالحترام المتبادل بين
العاملين واإلدارة بما يمكن من خلق روح إنسانية ومعنوية تدفع إلى االنتماء إلى أهداف
العمل وأدائه على مستوى من الكفاءة والفاعلية ،وتحقيق لهم درجة من الرضا واالنتماء
واأللفة بين األفراد.9
العالقات االنسانية اجرائيا:
العامل:أي فرد يؤدي أعماال يدوية أو غير يدوية و يعمل لقاء أجر في خدمة صاحب عمل و
تحت سلطته و إشرافه.10
6دیفید انغلیز وجون هیوسون ،مدخل إلى سوسیولوجیا الثقافة ،ترجمة لما نصیر ،ط (1بیروت :المركز العربي لألبحاث و دراسة السیاسات
،)،2013ص.17 ،
7عبد الغني زياني ،مرجع سابق ،ص .70
8احمد زكي بدوي ،مرجع سابق ،ص.236
9شهيب محمد علي ،العالقات االنسانية وعولمة السلوك ،دار النهضة العربية للنشر و التوزيع،القاهرة،1334،ص.10
10أحمد زكي بدوي ،مرجع سابق ،ص .448
.ثقافه المقاولة واثرها على الرفع من انتاجيه العمال
العامل اجرائيا:
الصداقة اصطالحا :عباره عن عالقة تقوم على اختيار والتقارب كما انها اجتماعية ودائمة،
ويختلف سلوك األصدقاء باختالف الجماعات والمواقف ووفقا الختالفات الشخصية ،اما القيم
الخاصة بالصداقة فأقل اختالفا فهي تتضمن التقارب والتضامن والتنزه عن الغايات وتبادل
المعاملة واالختيار المشترك على اساس المميزات االجتماعية كالسن والنوع والطبقة ،وتقوم
الصداقة على األلفة ولكن بدرجة اقل من الحب ومن بعض الروابط العائلية.
وتدعو الصداقة إلى النمو الشخصي واألمن ولذلك يعتبر من األمور المخجلة أن يكون الفرد
بال اصدقاء.11
الصداقة اجرائيا:
إدارة و تنمية الموارد البشرية في اليابان دراسة ميدانية محافظة سايتاما اليابان إعداد
أحمد السيد كردى .
إدارة الوقت وتأثيرها على معدل اإلنتاج دراسة ميدانية على أحد المصانع :المؤلف
يهدف البحث إلى الکشف عن العالقة بين عوامل األمن الوظيفى وتنميةالموارد البشرية.
ويثير فرضًا ال يوجد فرق دال إحصائيًا بين تکرارات إستجابات عينة البحث وفقًا لمتغير
األمن الوظيفى فيما يتعلق بمنظومة األجور ،واالستمرارية فى العمل،وعادلة منظومة
الثواب والعقاب ،والمشارکة فى صنع القرار داخل المصنع کعوامل تقليدية ،و التدريب
وتحسين األداء و الجودة ،و اإلبداع کعوامل معاصرة لتحقيق األمن الوظيفى فى تنمية
الموارد البشرية (عمال المصنع ).وللتأکد من صالحية هذا الفرض يتبع البحث منهج
المسح االجتماعى بالعينة ومنهج دراسة الحالة ،وتم اختيار العينة بطريقة عشوائية غير
منتظمة (78مفردة) باستخدام أداة اإلستقصاء .وتطبيق منهج دراسة الحالة باستخدام دليل
مقابلة متعمقة (20حالة) .
وتوصل البحث إلى وجود فرق دال إحصائيًا بين تکرارات إستجابات عينة
البحث فيما يتعلق بالعوامل التي تؤثر على األمن الوظيفي عند مستوى 0.01لصالح
اإلستجابات األکثر تکرارًا .والتى کانت لصالح متغير موضوعية الترقى فى العمل بنسبة
.%90و أن %83من عينة البحث توافق على أهمية التأمين اإلجتماعى و الصحى
لتحقيق األمن الوظيفى ،ضد المخاطر اإلجتماعية و المرض ،و إصابات العمل ،و
العجز ،و الشيخوخة ،والبطالة .أما تشجيع المتميزين جاء فى المرتبة الثالثة بنسبة
%79.5بينما الحرص على الجودة وتحسين األداء جاء فى المرتبة الرابعة بنسبة %72
.
وتوصل البحث إلى :وجود عالقة دالة إحصائيًا بين تحقيق األمن الوظيفى ومتغير
النوع والمؤهل ومدة الخدمة عند مستوى 0.01حيث بلغت قيمة (ر) المحسوبة 0.432
وهي أکبر من قيمة " ر" الجدولية وهذا يدل على وجود عالقة دالة إحصائيا.لصالح
األکثر تعليمًا ،%74اإلناث ، %56زيادة مدة الخدمة ،%51األکبر سنًا .%36وکشفت
دراسة الحالة عن وجود فروق بين اإلناث والذکور فى اإلستجابات المرتبطة باألمن
الوظيفي لصالح اإلناث.
أثر تطبيق النموذج اليابانى إلدارة الموارد البشرية على القيمة المضافة ألداء قطاع الصناعات التحويلية فى
مصر -دراسة ميدانية بالتطبيق على شرکات صناعة األدوية والکيماويات والمستلزمات الطبية
المؤلف
يهدف هذا البحث إلى تحديد معنوية الفروق بين آراء فئات مجتمع البحث حول أبعاد
النموذج اليابانى إلدارة الموارد البشرية وحول أبعاد القيمة المضافة ألداء قطاع
الصناعات التحويلية فى مصر ،کما يهدف البحث بشکل أساسى إلى تحديد أثر تطبيق
أبعاد النموذج اليابانى إلدارة الموارد البشرية على القيمة المضافة ألداء قطاع الصناعات
التحويلية ،مع اختبار العالقة ميدانيًا بين المتغيرين فى شرکات صناعة األدوية
والکيماويات والمستلزمات الطبية فى مصر .
ويتمثل مجتمع البحث فى أعضاء اإلدارة العليا ،ومديرى اإلدارات ورؤساء األقسام ،
والعاملين بالشرکات التابعة للشرکة القابضة لألدوية والکيماويات والمستلزمات الطبية
فى مصر ،وقد اختار الباحث ( )8شرکات منها کمجال للبحث والتطبيق من أصل ()11
شرکة أى بنسبة ، %72,73وقد بلغ عدد أعضاء اإلدارة العليا بالشرکات موضع
الدراسة 31مفردة ،وبالنسبة لفئة مديرى اإلدارات ورؤساء األقسام بلغ عددهم 67
مفردة ،أما بالنسبة لفئة العاملين فبلغ عددهم 16528مفردة ،وقد اعتمد الباحث على
أسلوب الحصر الشامل بالنسبة لفئتى أعضاء اإلدارة العليا ،ومديرى اإلدارات ورؤساء
األقسام ،أما بالنسبة لفئة العاملين فقد اعتمد الباحث على عينة عشوائية طبقية حجمها
377مفردة .
وقد توصل الباحث إلى مجموعة من النتائج العامة للبحث ،من أهمها أن هناک تراجع
فى حجم اإلستثمارات بالشرکات موضع الدراسة ،وأن هذه الشرکات تواجه مشکالت
عديدة من أهمها ضعف التکنولوجيا المستخدمة فى اإلنتاج ،وعدم القدرة على تصنيع
المادة الفعالة للدواء ،وضعف جهود البحوث والتطوير ،باإلضافة إلى اإلنخفاض الحاد
فى نسبة صادراتها من منتجات األدوية إلى الواردات ،وقد توصل الباحث إلى أنه يوجد
أثر معنوى إيجابى لتطبيق أبعاد النموذج اليابانى إلدارة الموارد البشرية على القيمة
المضافة ألداء الشرکات موضع الدراسة .وقد قدم الباحث فى ختام بحثه مجموعة من
التوصيات من أهمها ضرورة إجراء تقييم فنى شامل للشرکات والمصانع العاملة فى
قطاع الصناعات التحويلية ،وإنشاء هيئة عليا مستقلة لصناعة الدواء فى مصر ،
وضرورة إصدار قانون التجارب السريرية ،مع تعديل نظم تحليل واختبار عينات
األدوية والتى تتم بالمعامل المرکزية لوزارة الصحة ،ووضع استراتيجية متوازنة
لتسعير الدواء المصرى ،باإلضافة إلى إعداد رؤية استراتيجية شاملة للبحث العلمى
والتطوير فى قطاع صناعة األدوية .
.ثقافه المقاولة واثرها على الرفع من انتاجيه العمال
تمثل جماعة هارفارد الرائد األول في اتجاه العالقات اإلنسانية فقد صنفها البعض من بين
الرعيل األول الذي ابتدع فكرة المسائل اإلنسانية في اإلدارة.
إن العديد من العلماء والباحثين أمثال " شارمان كروب" و " اشارثيون دور كبال"
وآخرون يؤكدون إن الدراسات التي أجريت في مصانع ها وثورن التي اشرف عليها
جماعة هارفارد بقيادة " التون مايو" الرئيس الموجه لهذه الجماعة هي التي وضعت
أساس القضايا الجوهرية في اتجاه العالقات اإلنسانية ،وتعتبر أفكارهم نقطة انطالق
ومصدر أساسي للدراسات االلحقة.
إن إسهامات جماعة هارفارد في حركة العالقات اإلنسانية كانت امتداد للتفسيرات التي
ظلت على مستوى االفتراض النظري ألفكار " التون مايو" - ،ابن بلدة اديالديا بأستراليا
والذي سافر إلى الواليات المتحدة ليعمل في جامعة بنسلفانيا ، -حيث درس مشاكل
صناعة الغزل التي تمثلت في انخفاض معدالت اإلنتاج وزيادة نسب تغيير العمال
والشكوى من التعب والهواجس المقلقة وسيادة الروح المعنوية المنخفضة بين العمال ،
ففي عام 1923اجرى مايو بحثا عن أسباب تغير العمال بمصنع " فيالدلفيا" .الحظ أن
نسبة تغيير العمال في قسم الغزالين وصل إلى 250بالمائة بينما كانت هذه النسبة في
األقسام األخرى تتراوح ما بين 6/1بالمائة رغما انه يفترض إن يتقاضى عمال هذا القسم
مكافأة شهرية عند زيادة اإلنتاج عن 75بالمائة بمقدار معين يحسب بدقة لكنها بقية هذه
المكافآت على المستوى النظري الن اإلنتاج لم يزد مطلقا عن ذلك الحد ،وكانت بيئة
العمل في قسم الغزالين روتينية تسودها الضوضاء نهيك عن عدم التواصل بين العمال
في ما بينهم ،بين ما كان إلتون مايو في هذه المرحلة المبكرة من حياته يهتم بنزعته
الميكانيكية في دراسة سيكولوجية الفرد وظروف العمل المادية بدأ بإدخال نظام فترات
الراحة في الصباح وبعد الظهر فأفاد هذا النظام ثلث عمال القسم وظهرت نتائج طيبة
وانخفض معدل تغير العمل وتحسنت الروح المعنوية واإلنتاجية .
فاخذ رئيس الشركة بنصائح " مايو" وأمر بتوقيف الماكينات إثناء فترة الراحة وطلب من
العمال إن يختاروا فترات راحتهم في الوقت الذي يرضونه .
فوصل اإلنتاج الى36بالمئة ولم تزد نسبة تغيير العمل عن نسبة 1او 6بمائة ،وعلى هذا
وضع إلتون مايو تفسيرا لهذه النتائج مفاده :إن سبب ردود الفعل التشاؤمية هي بسبب
التكرار الروتيني للعمل وكذلك عندما تكرر نفس الحركات لفترة طويلة ينشا عنها حاالت
من التعب العضوي مما يؤثر على الكفاية اإلنتاجية ،وكذاك نتيجة لظروف العمل غير
المؤمنة فيزيقيا.
فأعتقد إن فترات الراحة يمكن إن تزيل اثر هذه الحاالت باعتبارها عالجا يمكن للعمال إن
يصبو فيه هواجسهم ويروحون عن أنفسهم وينقصون من متاعبهم.
.ثقافه المقاولة واثرها على الرفع من انتاجيه العمال
وفي مؤلف مايو عن " المشكالت االجتماعية الصناعية " لوحظ انه اتخذ موقف أخر حيث
أشار إلى إن مجرد القيام بالبحث قد تبين للعمال أنهم مشكالتهم لم تكن مهملة وأن رئيس
الشركة كان محبوب عندهم خصوصا وان النظام الجديد مجرد تدليل للعمال باسم العلم
فتحول الحشد من العمال المنعزلين إلى جماعة ذات إحساس بالمسؤولية االجتماعية
عندما منحوا حق اختيار راحتهم بنفسهم وهكذا انتهى مايو إلى تبين دور جماعات العمل
وما تكونه من نضم وطقوس وقدرتها على ممارسة نفوذ كبير على سلوك أعضائه وعليه
ظلت التفسيرات المتوصل إليها على مستوى االفتراض النظري حتى جاءت جماعة "
هارفارد" للقيام ببرنامج بحوث في مصانع " هارفارد" بشيكاغو التابع لشركة " وسترن
إلكتريك" هذا المصنع الذي يضم حوالي 29000عامال من قوميات مختلفة و بداية
البحوث به كان عام 1927إلي غاية1932عالج بعض المشكالت الصناعية خاصة ما
تعلق منها بالجوانب االنسانية في محيط العمل.
الفصل النظري
.ثقافه المقاولة واثرها على الرفع من انتاجيه العمال
المقاولة اإلجتماعية ،التي تشكل مجموعة إنتماء بالنسبة إليهم ؛ فالمقاولة ،و على هذا
األساس ال يمكن النظر إليها بمنطق تقني إقتصادي فقط ،أو بنظرة أذاتية تبخيسية على
أساس أنها وحدة إقتصادية تنتج فقط السلع و الخدمات ،و تسعى بكل الوسائل للرفع من
مردودية اإلنتاج ؛ بقدر ما أنها مؤسسة إجتماعية ثقافية ،تنتج بدورها ثقافتها الخاصة نتيجة
التفاعل بين مختلف مكوناتها ؛ بدءا بقواعد و ضوابط ،و قوانين داخلية مسطرة من طرف
اإلدارة لتنظيم سلوك األفراد ؛ أي إنها بناء إجتماعي محكم ،يرتبط بمجموعة من القوانين و
الضوابط التي يخضع لها مختلف الفاعلين في نطاقها كمؤسسة
المقاولة في بعدها السوسيولوجي و حتى األنتروبولوجي ،و أيضا في جانبها السيكولوجي ،
هي تجميع و كوكبة بين جوانب إجتماعية متمثلة في النسيج اإلجتماعي للمقاولة ،من
عالقات إجتماعية تنبني تارة على منطق التضامن و التأزر ،و تارة أخرى على منطق
التباعد و التقاطب ؛ و جوانب ثقافية متعددة و متنوعة ،تتجلى في مختلف األفكار و
التصورات ،و في مجموع القيم و العادات المعتملة داخل جماجم األفراد أو الفاعلين في
أركان المقاولة ،و جوانب سيكولوجية أهم ،متمثلة في التحفيز و الرضا النفسي للعمال
داخل المحيط المقاوالتي .بتعبير أخر ،إن ثمة عالقة ترابطية تالزمية إذن ،بل وجودية
بتعبير فلسفي ،بين ذات الثقافة و المقاولة ،و أن أي توجه ينحوا منحى النفي ،لن يكون
سوى ضربا من ضروب الترف و اإلبتذال ؛ فالمقاولة في منظار العلوم اإلجتماعية
المعاصرة ،تمتلك ثقافة ،كما تنتج سلعا و خدمات و كافة المخرجات المادية ،تلك الثقافة
تتمثل في مجموع المعارف و القيم ،و المهارات و مختلف اإلتجاهات و السلوكيات التي
تكتسبها اإلدارة العليا ،و تمارسها داخل المؤسسة و خارجها ،و التي تقدم قواعد مستقرة
لتنظيم العمل ،و لتنظيم سلوك العمال ؛ إن المقاولة إذن هي مكان مستقل نسبيا عن المحيط و
المجتمع منتج لضوابط تتحكم في العالقات اإلجتماعية Bernoux Philippeو بالتالي فإن
هذه المؤسسة ليس مجرد نصوص و قواعد قانونية ،و ليست كذلك نماذج و هياكل رسمية ،
بل إنها تتشكل من روابط إجتماعية معقدة و أصيلة ، Renaud Sainsaulieuتلك الثقافة
تتجلى في مجموع التعبيرات و اإلشارات ،و في مختلف الطقوس و العادات و المراسيم ؛
فالمقاولة حسب هذا المنطق إذن ،هي وحدة إجتماعية منتجة لقواعد و عادات ،و معتقدات و
تمثالت ،مشتركة بين األفراد المكونة لهذه الوحدة ، Maurice Thévenetو تظهر تلك
الثقافة في مجموعة من الرموز كاللغة المتداولة بين مختلف الفاعلين ،و طريقة اللباس و
أسلوب تنظيم العمل ،و طبيعة القيادة ،و نظام اإلعالم و اإلتصال ،و أيضا التقويم و
المكافآت و الجوائز ،و كيفية إدارة الوقت ،و حل الصراع ،أضف إلى ذلك جل القيم و
المعايير المرتبطة بهذه الممارسات التنظيمية .إن ثقافة المقاولة إذن هي مجموعة من
المعتقدات و التمثالت الخفية ،العيانية و غير العيانية المتجلية في الطقوس و الشعائر اليومية
كطرق الكتابة و الكالم ،و كيفية تحضير و قيادة اإلجتماعت ؛ هي رموز و أفكار إذن ،
يعتنقها مختلف الفاعلين في نطاق المقاولة ،من أدنى عامل فيها إلى أهم رئيس و مرؤوس ،
و التي يكون لها الدور األساسي في التعبير عن هوية المقاولة و تقديم صورتها الخاصة ،و
.ثقافه المقاولة واثرها على الرفع من انتاجيه العمال
إحقاق التماهي و اإلنسجام بين أعضائها ،و ذلك حتى تصل المؤسسة ألهدافها الوجودية
المسطرة من قبل اإلدارة .بمعنى إستنتاجي ،لقد أضحى اآلن متفقا على أن المؤسسات
اإلقتصادية اإلنتاجية ،تمتلك ثقافة خاصة بها نتيجة التفاعل بين مختلف مكوناتها و
عناصرها ؛ تلك الثقافة تبدأ بمجموع المتغيرات اإلدارية و التنظيمية ،المهيكلة و المحددة
للنظام العام للمقاولة ،أي في كونها موجهة للسلوك ،و محددة للممارسات و مختلف
التوجهات ؛ إال أنها ال تقف عند هذه الحد ،بل تمتد إلى المتغيرات المشتركة من أحاسيس و
مشاعر اإلنتماء ،و مصطلحات و رموز ،تظهر من باب المثال ،على مستوى البذلة
الرسمية ،و لغة الخطاب الداخلية ،و طرق اإلتصال و التواصل ،بل حتى كيفية تنظيم و
تزين مرافق المقاولة تندرج ضمن ثقافتها ؛ زيادة على القواعد المسطرة لتوجهات األفراد ،
لتنفيذ مهامهم و إنجاز وظيفتهم ؛ و الحديث هنا عن النظام الداخلي و الهيكل التنظيمي ،
المتمثل في طرق و أساليب تقسيم النشاطات و أيضا المسؤوليات ،بغية ترشيد عقالني
بيروقراطي بالمعنى الفيبيري للكلمة للموارد البشرية ،تلك الموارد نفسها تطبعها عالقات
سلطوية تراتبية بين الرؤساء و المرؤوسين ؛ هذا من جهة أما من أخرى ،فإن مكونات ثقافة
المقاولة ال تنحصر في ما سبق ،و خاصة في الوثائق التنظيمة القانونية أو اإلستراتيجيات
اإلقتصادية ،بل تشمل أيضا األعياد و اإلحتفاالت المناسباتية ،زيادة على طقوس و عادات
التوظيف ؛ باإلضافة إلى بعض الطابوهات ،من قبيل أسرار المهنة و هفوات المدير ؛ كل
هذه المكونات باإلضافة إلى أخرى ،تعزز الطرح الداعي إلى تبني تصور سوسيولوجي
محض ،بل أنتروبولوجي أيضا ،و حتى سيكولوجي خالص حول المقاولة ،بذريعة أنه ال
يمكن النظر للمقاولة بمنظار جامد ،بكونها فضاء لتجميع كذا من األفراد و اآلالت ،و ال في
كونها ملتقى لتدفقات من المادة و مختلف الموارد األساسية ،من معلومات و أموال و تقانة
فحسب ؛ بل إنها كيان ثقافي ،و مؤسسة إجتماعية و سيكولوجيية ،تفرز نتيجة التفاعل
ثقافتها الخاصة ،كما تنتج سلعا و مختلف الخدمات ،و مجموع المخرجات المادية و
الالمادية .
فما هي إذن أهم خصائص ثقافة المقاولة ؟ و ما هي مختلف أنواعها ؟ هل ذات المقاولة
تتضمن داخل أحشائها و بين ثناياها ثقافة واحدة و وحيدة فقط ؟ أم أنها تشمل هي بدورها
على أنساق من الثقافات ،كما هو الحال في المجتمع ؟ و ما عالقة المؤسسة المقاوالتية و
ثقافتها الخاصة بمحيطها الخارجي ؟ و ما هي حدود التالقي و نقاط التنافر بين العالمين ؟
تعد المقاولة مؤسسة إجتماعية بكامل معناها الدوركايمي ،شأنها شأن باقي المؤسسات
اإلجتماعية األخرى ،كاألسرة مثال ؛ إذ هي ـ المؤسسة ـ مجموعة من المعايير و اإللتزامات
السلوكية ،و القواعد الواضحة التي تميز مجتمعا بعينه ،و التي يتم إستدماجها من قبل
األفراد ؛ أي إن المؤسسة اإلجتماعية هي مجموعة من المعايير اإلجتماعية ،التي توجه و
.ثقافه المقاولة واثرها على الرفع من انتاجيه العمال
تحدد في ذات الوقت ،دور األفراد داخل المجتمع ؛ هذه المعايير تتميز بدورها بثالث
خصائص كبري ،هي :إنها خارجية عن األفراد ،كما أنها ثابتة نسبيا و ال تتغير إال حسب
الظروف ،و أخيرا ،إنها تمارس نوعا من اإلكراه في حق األفراد الذين يخضعون
لمشيئتها ،و تحدد لهم في ذات الوقت مجموعة من السلوكات المقننة Etienne J Bloess؛
بمعنى مغاير ،إن المقاولة هي مؤسسة إجتماعية لعدة إعتبارات ؛ أولها ،أن األفراد
يخضعون لقواعد و توجهات معينة ،كالنظام الداخلي على سبيل المثال ،أو لباس معين أو
بزة موحدة تحمل عالمة المقاولة ،و أيضا منطق الخضوع للعمل الجماعي و إحترام أوقات
العمل ،هذه القواعد و التوجهات تعد ملزمة و قهرية ،أي أنها ضاغطة معنويا ،تمارس
سلطة رسمية ظاهرة ،أو غير رسمية غير عيانية ؛ سواء بوعي أو بال وعي ؛ زيادة على
كون المقاولة تنتج و تنشر معايير و قيم كالمراهنة على الجودة ،أي إنها تنشر نماذج من
الشعارات و القيم ،التي ترفعها المقاولة بغية جعل األفراد ينخرطون في ثقافتها ؛ و هنا
تتعدى المقاولة كونها مؤسسة لإلنتاج المادي آو اإلقتصادي ،إلى مؤسسة تنتج قيما تجعل
األفراد و الفاعلين في نطاقها يتشاركون في قيم جماعية ،يتبنونها نتيجة التعاقد و التوافق و
حتى اإلنسجام ؛ و بالتالي فالمقاولة هي فضاء للتنشئة اإلجتماعية و المهنية ،و محيط مفرو
و منتج لثقافات جماعية ،إذ أن محيط المقاولة ينتج روابط إجتماعية و عالقات تراتبية
سلطوية ،كما أن العمل الذي يتم كل يوم ينتج تضامنا جماعيا ،يخلق هويات مهنية ؛
باإلضافة لكون ذات الفضاء ،يشكل حيزا لإلندماج الثقافي بين مختلف الثقافات المعتملة في
أحشاء المقاولة ؛ و بالتالي فإن المقاولة ،تتوفر على كامل الخصائص الدوركايمية للمؤسسة
اإلجتماعية ،بدءا بكونها مؤسسة قادرة على إنتاج و إعادة إنتاج عالقات و قيم ،زيادة على
كونها مقاولة أسست لضمان نوع من اإلستمرارية ،إذ أن فعل التأسيس هو فعل تراكمي
نتوخى منه اإلستمرارية ،إذ تم تأسيسها لتضمن لنفسها البقاء و الديمومة ،كما أنها متجدرة
في التاريخ و خارجية عن األفراد ؛ و بالتالي فالمقاولة حسب هذا المنطق ،هي مؤسسة
إجتماعية تعكس أوال ،هيكلها التنظيمي من قوانين داخلية و نظم قانونية ؛ ثم تعكس ثانيا ،
صورة المؤسسة المتمثلة في قدرتها على إفراز تصورات و عادات ،و ضوابط تعطيها نوعا
من اإلستمرارية ؛ إن المقاولة و إنطالقا مما سبق ،ترتكز على مجموعة من التصورات و
الرموز و القيم و المعتقدات ،و القواعد التي يعيشها أفراد المجموعة الواحدة ،و تسمح بذلك
ببعض التقارب بين مصالح مختلف األطراف ،و تسهل اإلرتقاء نحو أهدافها اإلنتاجية
األساسية ،بمعنى أخر ،تعمل على تحقيق التكيف الداخلي و أيضا الخارجي ؛ إن المجموعة
القيمية السالفة الذكر ،ما هي إال ثقافة المؤسسة ،و التي ينظر إليها على أنها جزء من نسق
و نظام شامل ،الذي هو المؤسسة المقاوالتية ؛ فإلى جانب أنظمة تكنولوجية حديثة ،و
إدارية عقالنية ،فإن المقاولة هي مؤسسة إجتماعية ،تنتج ثقافة كما تنتج كل المخرجات
المادية من سلع و خدمات .إال أن المؤسسة نفسها ،تعد مجمعا للثقافات الفرعية ،أي أنها
تتضمن ثقافات متعددة ،و ليس ثقافة واحدة قائمة بذاتها ،فالمؤسسة المقاوالتية عبارة عن
مجموعة من الفئات و المستويات اإلجتماعية ،من عمال و مسيرين ،و من جماعات و
أشخاص مختلفين من حيث ،السن و التكوين ،البلد و األصل ،الجنس و التواجد المحلي ،
.ثقافه المقاولة واثرها على الرفع من انتاجيه العمال
كل هذه الخصائص إذن ،باإلضافة إلى أخرى ،تشكل ثقافات جد مختلفة ،و التي تتعايش
فيما بينها داخل رحاب المؤسسة ،أي إن هذه األخيرة ،عبارة عن نسيج من جماعات فرعية
متنوعة ،حيث تمتلك كل جماعة قيمها ،عاداتها ،و تصوراتها الخاصة ؛ إال أن وجود تلك
الثقافات الفرعية ،ال يمكن إعتباره مطلقا ،أمرا مبرمجا من طرف إدارة المؤسسة البتة ،أي
تم التقعيد له عنوة من طرف هيئات المقاولة ؛ بمعنى أخر ،إن ذات التنوع ليس نتيجة صرفة
لمشروعية المؤسسة و ال لنواياها ،كما أنه ليس نتيجة خالصة إلستراتيجيات المقاولة ،و ال
لسياساتها الداخلية ،بل إنه سيرورة طبيعية لوجود و تفاعل مجموع الفاعلين فيما بينهم .
إن المقاولة إذن و إستنادا على ما سبق ،تعد نسقا يضم مجموعة من األنساق الفرعية أو
الجزئية ،المتفاعلة في ما بينها مشكلة ثقافتها الخاصة ،المبنية أوال ،على المعطيات
اإلقتصادية و القانونية ،في جانبها الشكلي و الالشكلي ؛ المتمثلة في النظام الداخلي ،الذي
يحدد ممارسات األفراد ،و يؤطر توجهاتهم و سلوكاتهم ؛ زيادة على جوانب أخرى مغايرة
للمتغيرات التقنية و التكنولوجية ،و الحديث هنا عن الجوانب السوسيولوجية للمقاولة ،و
األنتروبولوجية كذلك ،بل و حتى السيكولوجية ؛ أي أن المقاولة ،تمتلك وجها أخر ال يقل
أهمية عن ذاك الوجه أو الصورة اإلنتاجية و اإلقتصادية ،إنه إذن الوجه اإلنساني الثقافي ،
المتجلي في مختلف الطقوس و العادات ،وفي مجموع الضوابط و القواعد المؤطرة
للسلوك ؛ و أيضا المتمثل في الروابط و العالقات اإلجتماعية ؛ و الجوانب النفسية التي
تتأسس عليها ذات المقاولة ،من تحفيز و إشباع نفسي متعلق بالترقية و التزكية ،و
اإلستجابة لمتطلبات العمال و األفراد ؛ إن المقاولة و إستنادا على هذا التصور ،تنتج
مجموعة من المعايير و القواعد الضابطة الملزمة ،و التي تتوكأ عليها ذات المقاولة لتنظيم
الشغل و تقسيم العمل ،و حل مشاكلها الداخلية المتعلقة باإلندماج ،و الخارجية المرتبطة
بالتكيف مع ثقافة المجتمع الكلي ؛ فالثقافة المقاوالتية إذن ،هي نتاج للمجتمع الصغير
للمقاولة ،هذه الثقافة ،ال يمكن حصرها فقط داخل البناء المعماري وحسب ،بل تمتد إلى
أحواز محيطها ،المتجلية في مجموع األسواق التي تتعامل معها ،زيادة على منافسيها ،و
أيضا الدولة التي تفرض معايير عليها من جهة ،أو تساعدها من جهة أخرى ،زيادة على
القوانين المنظمة للعمل و مختلف المعايير التشريعية كقانون الشغل و التجارة ،باإلضافة
لتفاعلها مع باقي المؤسسات التكوينية و السياسية و اإلدارية ،و حتى الثقافية ،بمعنى أخر ،
إن ثمة عالقة ترابطية أيضا بين المقاولة و محيطها الخارجي ـ المجتمع ـ و التي تستند عليها
المؤسسة المقاوالتية نفسها ،للترويج لمنتوجاتها و مخرجاتها المادية ،و إستحداث مواد
إستهالكية أخرى تستجيب لمتطلبات السوق ،المتماشية مع ثقافة المجتمع ؛ فإذا كان هذا
األخير ينبني على التعدد و التباين في مستويات عدة تؤطرها الثقافة ،فإن المقالة بإعتبارها
نسيجا و مجتمعا مصغرا ،فهي بدورها تتشكل من ثقافات فرعية إجتماعية متعددة ،و هذا
اإلختالف مرده لتعدد و تباين المجتمع نفسه أوال ،و للمقاولة ثانيا ،أي نتيجة لطبيعتها و
كذلك حجمها ،و أيضا عالقاتها بالمجتمع الخارجي ،أي إن ثقافة المقاولة المتباينة ،تعزى
.ثقافه المقاولة واثرها على الرفع من انتاجيه العمال
من ناحية ،لتعدد المجتمع الخارجي الكبير ،ثم لخدمات المؤسسة ذاتها ،و أيضا لسلعها ،
وحتى لمشروعها الوجودي ،و مختلف الفاعلين في نطاقها ؛ بمنطق إستنتاجي إذن ،نقول ،
إن تصور المقاولة لم يعد ينبني على ذلك الطرح الداعي إلى إعتبارها مؤسسة إقتصادية و
حسب ،ميكانيكة و آلية فقط ،أي ،يزج بها في سيرورات أداتية بإعتبارها مجرد آلية
ميكانيكية ،تسعى من خالل إستراتيجيتها المتعددة و المتنوعة إلى اإلزدهار المادي ،و ذلك
من خالل نسق عقالني يعني بتدبير رشيد للموارد األساسية ،من أجل الرفع من مردودية
اإلنتاج و إحقاق الربح ،و إكتساح األسواق ؛ بل على النقيض من ذلك ،إن المقاولة مؤسسة
إجتماعية ثقافية صرفة ،تتضمن رموزا و معايير تؤكد على وجودها ،تكتنز عالقات
إجتماعبة تعتمل بين أروقتها ،و جوانب سيكولوجية متعددة ،تتجلى في التأثير على األفراد
و مختلف الفاعلين في محيط المؤسسة ؛ إن المقاولة إذن ،و بدون أدنى نقاش أو سجال ،هي
كيان إجتماعي ثقافي ،بل وحتى سيكولوجي خالص ،قبل أن يكون وحدة إقتصادية إنتاجية ،
همها األساس الربح ،و إكتساح األسواق ،عن طريق التدبير الحكيم و العقالني .
المبحث االول :المقاوله مفهومها وانواعها وابعادها...
المطلب االول :مفهوم المقاولة:
مفهوم المقاولة من المفاهيم القديمة جدا ،رغم أنه لم يكن بالمعنى المقصود منه في العصر
الحالي نظرا لعدة تطورات خضع لها هذا المفهوم.
فلفظ المقاولة في بداية االمر اعتمدها المشرع الفرنسي سنة 1804في المادة 8من القانون
المدني الفرنسي حيث عبر عنها ب « عقد المقاولة « و كذلك سنة 1807في الفصل 632
من القانون التجاري ،حيث كانت لفظة المقاولة خالل هذه الفترة كبديل عن مصطلح النشاط.
لكن بفعل التحوالت االقتصادية و االجتماعية التي عرفها العالم اصبح اشتراك بين مصطاح
المقاولة والنشاط و بالضبط خالل القرنين 19و 20وذلك من اجل توظيف رؤوس االموال
و اليد العاملة والخدمات ،و بالتالي فانه في منتصف القرن 20اصبح للمقاولة مفهوما ومعنى
في نفس الوقت.
و منه فإن المقاولة باعتبارها تشكل نواة االقتصاد الوطني فهي تتطور و تتغير حسب تغير
الظروف االقتصادية أو االجتماعية ،مما يجعل امكانية تحديد مفهومها بشكل دقيق امرا في
12
غاية الصعوبة
المقاولة لغة: o
مصدر قاول اتفاق بين الطرفين يتعهد احدهما بان يقول لالخر بعمل معين باجر محدد في
13
مده معينه
https://www.lawmorocco.com/2019/09/blog-post_7.html?m=1 12
13د احمد مختار عبد الحميد ،مرجع سابق(ج 3ص .)1873
.ثقافه المقاولة واثرها على الرفع من انتاجيه العمال
المقاولة مصدرها قاول ،أي اتفاق بین طرفین على القیام معا بعمل مشترك كبناء أو تجارة.
وهي تعهد ببناء أو شق طریق أو بتقدیم ما یقتضیه العمل من آالت و عمال و مواد لقاء قیمة
معینة من المال.14
المقاولة في اصطالح علماء االجتماع: o
المقاولة من المفاهيم األكثر تداوال في الحقل االقتصادي وبشكل مميز ،إال أن علم االجتماع
حاول تقديم مقاربة لهذا المفهوم تتجاوز ذلك البعد االقتصادي التقني انطالقا من سوسيولوجيا
التنظيمات وصوال إلى سوسيولوجيا المقاوالت.
يقول Bernoux:المقاولة هي مكان مستقل(نسبيا عن المحيط والمجتمع) منتج
للضوابط التي تحكم العالقات االجتماعية ،هذه الضوابط هي التي تشكل نقطة ارتكاز
في التحليل االستراتيجي للفعل الجماعي.15
و حسب R.Sainsaulieu:المقاولة ليست مجرد نصوص وقواعد قانونية ،وليست
كذلك نماذج وهياكل رسمية ،بل إنها تتشكل من روابط اجتماعية معقدة وأصلية،
فالمقاولة تمتلك تاريخها الخاص الذي يكونه الفاعلون االجتماعيون كرد فعل على
اإلشكاالت الداخلية والخارجية المطروحة عليها.
إن المقاولة ليست مرآة عاكسة لمحيطها لدرجة أنها تصبح مجرد إطار لثقافة هذا
المحيط ،بل إن للمقاولة كيانها الخاص بما يحكم الممارسات الفردية والجماعية
وبتفاعل معها ويؤثر فيه.16
يعتبر تعريف E.H.Sheinلثقافة المقاولة أكثر التعاريف انتشارا وتداوال ويعرفها بـ:
"البنية التي تتشكل من المسلمات األساسية التي تبتكرها ،تكتشفها أو تصوغها
مجموعة معينة عندما تتعلم كيف تواجه مشاكل التكيف الخارجي واالندماج الداخلي،
وهي مسلمات أدت دورها بشكل جيد لدرجة اعتبرت معها كشيء صالح أو كشيء
يلقن لألعضاء بوضعه طريقة صحيحة في اإلدراك والتفكير واإلحساس في التعامل
مع تلك المشاكل"17
ويعرفها سامي فياض العزاوي بأنها" :مجموعة المعتقدات الخفية والظاهرة من
الطقوس والشعائر والرموز التي يعتنقها المشاركون ،التي يكون لها دور أساسي في
كيفية ممارسة تلك الشعائر والطقوس واللغة والروتين والمنافسة ودرجة قبولهم
لقادتهم ومديريهم ودرجة مشاركتهم مع قيم المنظمة وقيم العمل والجودة"18
كما نجد تعريف إل ليوجاك E.Jacquesلثقافة المقاولة حيث اعتبرها" :طريقة
التفكير والسلوك االعتيادي والتقليدي وتتميز بتقاسمها واشتراكها بين أعضاء التنظيم
وتعلم تدريجيا لألعضاء الجدد بهدف قبولهم في المقاولة".
وقد قارن عالم االجتماع R.Sainsaulieuمفهوم ثقافة المقاولة وذلك من خالل ثالث
مستويات:
-المستوى األول :ومن خالله تناول Sainsaulieuما سماه "طرق العيش"
الخاصة بالفاعلين داخل المقاولة سواء في عالقة مع باقي الفاعلين في المقاولة أو مع
العمل نفسه ،أي المهنة والتقنية ...وبالتالي فإن هناك ثقافة خاصة كموارد لحياة
جماعية وانسجام واندماج اجتماعي للمقاولة وتحقيق أهدافها.
-المستوى الثاني :وخالله أهتم Sainsaulieuبثقافة المقاولة ،وأكثر تحديدا "الثقافة
الخاصة" للمقاولة من خالل ذلك الدور الذي يجب أن تلعبه في تحقيق أهداف
المقاولة ،أي البحث عن مختلف معايير السلوكات والتصورات والقيم التي تنتج
سلوكات جماعية تمكننا من اتخاذ المخاطر والمسؤوليات في مختلف مستوياتها
التجارية ،التقنية ،التسييرية واالجتماعية المميزة للمقاولة العصرية ،أي مدى امتالك
كل فاعلي المقاولة للروحوالقدرات المادية والنموذجية لتوقيع ومواجهة المخاطر.
-المستوى الثالث :هذا المستوى ثم تناوله من خالل تقاطع الثقافة الخاصة للمقاولة مع
ثقافة المجتمع بشكل عام .وهنا تطرح مسألة مواجهة الثقافة الخاصة بالمقاولة مع
ثقافة المجتمع وبالتالي فإن المقاولة تكون بمثابة فضاء للتجاذب والبحث عن توافقات
19
مختلفة
المطلب الثاني :التقسيمات التي تقع على المقاوالت
تقسم المقاوالت من حيث عدد المساهمين
المقاوالت الفردية :تعتبر المقاوالت الفردية أو المشروعات الفردية من المقاوالت األكثر
تعددا وشيوعا في المغرب نظرا لبساطة تسيرها ورأس مالها الضعيف و كما أنها تلقي
تشجيعا من الدولة و المؤسسات الداعمة لتأهيل المقاولة بالمغرب و كذا بعض الجمعيات التي
تشجع على المشروعات الصغيرة ذات المر دودية المحدودة .وهذا القسم من المقاوالت
يملكها فرد طبيعي أو ذاتي واحد و وحيد .تندمج ذمته بذمتها ،وهي أكثر المقاوالت انتشارا و
.أقلها مردودية و تنظيما
19
دوني الكوش ،مفهوم الثقافة في العلوم االجتماعية ،ترجمة قاسم المقداد ،منشورات اتحاد كتاب العرب ،دمشق2002 ،ص 122
.ثقافه المقاولة واثرها على الرفع من انتاجيه العمال
المقاوالت أو المشروعات التي تأخذ طابع شركة :وفي المقاوالت التي تأخذ شكل شركة
مدنية أو شكال من أشكال الشركات التجارية كشركة مساهمة أو شركة التوصية باألسهم أو
شركة ذات المسؤولية المحدودة أو شركة تضامن أو شركة التوصية البسيطة أما شركة
المحاصة فهي نوع من المقاوالت الفردية أو الجماعية على الشياع لعدم تمتعها بالشخصية
المعنوية ، 21و يمكن القول بصيغة أخرى :إن شركة تملك المقاولة وليس العكس شريطة أن
يتم قيد الشركة في السجل التجاري
:تقسيم المقاوالت من حيث حجمها تنقسم المقاوالت الى
المقاوالت الصغرى :وهى المقاوالت التي يشتغل فيها عمال يصل إلى األربعة على األكثر
.وتحقق رقم معامالت صغير جدا
المقاوالت المتوسطة :هي مقاوالت تشغل عددا متوسطا من من العمال يتراوح بين 20و
100.عامل وتحقق رقم معامالت متوسط
المقاوالت الكبرى :وهي مقاولة تشغل أعداد كبيرة من العمال يتجاوز المائة وتحقق رقم
.معامالت مرتفع
الهولدينغ :وهي مجموعة شركات تشمل الشركة األم وشركات تابعة لها ،وهنا يكون دور
.الشركة األم هو تسيير الشركات ومراقبتها
:تقسيم المقاوالت حسب النشاط االقتصادي
.المقاولة التجارية :وهي الني يرتكز نشاطها االقتصادي على شراء وبيع البضائع
المقاولة الصناعية :وهي التي تقتني مواد أولية وتصنعها فتنتج من خاللها منتجات جاهزة
.لالستهالك مثل مقولة صناعة المالبس
المقاولة الفالحية :هي التي تزاول نشاطها االقتصادي بالميدان الفالحي حيث تنتج منتجات
.فالحيه كالخضر والفواكه وحبوب وغيرها
.ثقافه المقاولة واثرها على الرفع من انتاجيه العمال
المقاولة الخدماتية :وهي مقاولة تقوم بإنتاج وبيع سلع غير محسوسة أو ما سمی بالخدمات
.النقل و الفندقة والخدمات البنكية
مقاولة المهن الحرة :تقوم بنشاط مدنی مطابق لمهنة حرة مقننة ذات نفع عام مكاتب
الدراسات الحرة ومكاتب الموثقين و عيادة االطباء
التصنيف حسب الملكية :
يعتمد هذا التصنيف على نوعية الجهات التي تمتلك أصول المقاولة ،وعلى هذا األساس
تصنف المقاوالت إلى :
مقاوالت خاصة :وهي مقاوالت يملكها القطاع الخاص سواء كانت مقاولة فردية أو عائلية
أو شركة مساهمة.
مقاوالت عمومية :هي مقاوالت يملكها القطاع العام سواء كانت إدارة مركزية أو جماعة
ترابية.
مقاوالت شبه عمومية :هي مقاوالت يمتلك أسهمها القطاع العام والقطاع الخاص بنسب
متفاوتة.
التصنيف حسب الجنسية:
يعتمد هذا التصنيف أصول المقاولة على معيار جنسية مالكي أصول المقاوبة .
المقاوالت الوطنية :يملك أصولها مواطنون من البلد الذي تتواجد فيه المقاولة إذا كانت
المقاولة خاصة أو يملك أصولها القطاع العام إذا كانت المقاولة عمومية.
المقاوالت األجنبية :يملك أصولها أشخاص أجانب أو قطاع عام أجنبي خاصة فيما يسمى
االستثمارات األجنبية المباشرة أو الشركات المتعددة الجنسيات.
.ثقافه المقاولة واثرها على الرفع من انتاجيه العمال
المقاولة المختلطة :يملك أصولها أشخاص أجانب ومواطنون محليون بنسل اطنون محليون
بنسب مختلفة .
أما نشاط المقاولة فيهتم بثالث قطاعات :القطاع األولى :يهتم بالفالحة والصيد البحري
وتربية المواشي و تربية المواشي واستخراج المعادن قطاع الثاني :ويهتم بالصناعة
واألشغال العمومية والبناء القطاع الثالث :ويهتم بالنقل والتطبيب والتواصل والسياحة
والتجارة وما يرافقها من خدمات.20
المطلب الثالث :أبعاد المقاولة:
األبعاد االقتصادية للمقاولة:
المهمة األساسية للمقاولة هي إنتاج القيمة والتي تتمثل في الخدمات والمواد المطلوبة من
المجتمع وينتج عن هذه العملية ربح صافي لكل الذين ساهموا في العملية .والهدف األساسي
من تلبية حاجيات المجتمع هو الرفاه االجتماعي .فالمقاولة بهذا تحول عوامل اإلنتاج وما
شابهها إلى مواد استهالك.
كما تساهم المقاولة في تطوير النسيج االقتصادي وتحسين نوعية الحياة في المجتمعات التي
تمارس فيها أنشطتها سواء على الصعيد المحلي أو اإلقليمي أو الوطني أو الدولي والمقاولة
بهذا تسعى دائما لتحسين أدائها والقدرة على االبتكار وتحقيق الجدوى االقتصادية .فقيمة
المقاولة تساوي قيمة اإلنتاج الذي حققته للمجتمع والمستهلكين وهي إنتاج القيمة المضافة.
االبعاد االجتماعية للمقاولة:
فباإلضافة إلى إنتاج الثروة فالمقاولة تخلق مناصب الشغل وتوسع المداخيل وبهذا تكون
المقاولة قد لعبت دورا أساسيا ومركزيا في التوازن االجتماعي إلى جانب فرص خلق الشغل
وتوزيع الدخل حيث أن المقاولة توجد مجموعات غير متجانسة وذات دوافع من اجل تنمية
على الموارد المتاحة وهذا ما تضطلع به المقاوالت الحديثة وتضطلع بدورها هذه األخيرة
بتكوين مستخدميها قصد مسايرة التطور الذي يعرفه ميدان التكنولوجيا .فالمقاولة مطالبة
لوضع سياسة مستخدميها وذلك بضمان تطبيب المستخدمين الذين يتعرضون لحوادث الشغل
داخل المقاولة والتصريح بكل قضايا التقاعد والتامين ضد مخاطر وحوادث الشغل وخلق جو
اجتماعي عادي داخل المقاولة وذلك بفتح الحوار مع الفاعلين االجتماعيين.21
البعد القانوني للمقاولة:
إن أداء أي نظام اقتصادي مهما كانت أهميته هو نتاج عملية تقوم على استخدام اإلجراءات
الفردية والجماعية وتقييدها بالقواعد القانونية التي تسهر على تنظيمها وهيكلتها والمقاولة
عنصر اقتصادي فاعل في حاجة ماسة للقانون للدفاع عن مصالحها كما أن هذه القاعدة
https://www.elaasri.com/2021/09/blog-post_22.html?m=1 20
21سناء عبد الرحیم سعید ،عبد الرضا ناصر الباوي" ،الدور االستراتیجي للمسؤولیة االجتماعیة الشاملة في تحقیق المیزة التنافسیة
المستدامة" مجلة اإلدارة واالقتصاد ،العدد 83:العراق 2010،ص 213.
.ثقافه المقاولة واثرها على الرفع من انتاجيه العمال
القانونية لها اكراهاتها بالنسبة للمقاولة عندما يتعلق األمر بواجباتها اتجاه شركائها ،فكل هذا
من اجل حماية قانونية للمقاولة التي تشتعل في محيط اقتصادي واجتماعي متقلب ويحمل
مفاجآت كثيرة تقودها إلى تام طالبة بمزيد من الحقوق ويفرض عليها واجبات.
كل فعل في حياة المقاولة له بعده القانوني ،فهناك عقود العمل وعقود التجارة المختلفة
والعالقات مع الزبناء والممولين والعمال وبراءات االختراع والعالقات مع مؤسسات الدولة
كإدارة الضرائب واإلدارات ذات الصبغة الجماعية ( صنادق التقاعد ) والمقاولة تقوم بحماية
زبنائها إذا تعلق األمر بمنافسة غير عادلة إن تقدم اقتصاد السوق .والمقاولة احد ركائزه
األساسية هو أيضا جزء من نمو وتطور المعرفة القانونية داخل المقاوالت.والتدخل اإلداري
المصاحب له وكل هذا رفع من وثيرة التعاقد وبالتالي ضرورة اإللمام بالجانب القانوني .
إن معرفة وفهم القانون والمصادر األساسية له أصبح أمرا أساسيا في حياة المقاوالت حقوقا
والتزامات التي يجب أن تحترم والعمل على احترامها من طرف القضاء خصوصا إذا كانت
المقاوالت من الحجم الكبير ولها امتدادات خارج ترابها الوطني ولها استراتيجيات استثمارية
مهمة ومعرفة اإلطار القانوني لكل البلدان التي تتواجد فيها.22
المطلب الرابع:البنية التنظيمية داخل المقاولة
تعتبر المسألة التنظيمية داخل المقاولة المحرك األساسي والرئيسي لجميع مصالحها وذلك من
اجل تحقيق هدف واحد أال وهو استمراريتها و تحقيق أفضل النتائج تعود على كل مكوناتها
بالفائدة .فداخل أية مقاولة هناك هيكل تنظيمي أساسي تلتقي فيه الجوانب التقنية وجوانب
اإلنتاج والعالقات البشرية باإلضافة إلى المسالة التجارية ،وهكذا ينبغي إضفاء الطابع
الرسمي على تنظيم وتقسيم العمل في المهام والتنسيق بينها.
والهيكل التنظيمي للمقاولة هو في حقيقة األمر انعكاس الثقافة مهيمنة داخل المقاولة ومن هنا
يمكن للمقاولة التركيز على التسلسل الهرمي أو البنية الهرمية وتحديد المسؤوليات والمهمات
واألهداف والتي تتمثل فيما يلي - :توحيد المصالح – إضفاء الطابع الرسمي على التقسيم –
التخصص ( تقسيم العمل ).
.وتختلف الهياكل أو البنيات التنظيمية داخل المقاوالت حسب قوتها ومكانتها داخل قطاع
معين وعالقتها بالسوق سواء المحلية أو الدولية.
http://thaqaf-nafssak.blogspot.com/2015/11/blog-post.html?m=1 22
.ثقافه المقاولة واثرها على الرفع من انتاجيه العمال
البنية الهرمية الهيكل الهرمی) :وتتميز بوحدة القيادة ( كل عامل يعتمد -
بتوجيهاته على رئيس واحد ومباشر).
البنية الوظيفية :وتسمى أيضا البيروقراطية اآللية حسب تعبير ميتسبيرغ -
وتتسم هذه البنية التنظيمية بالتخصص في المهام حيث يوجد الوضوح في
التنظيم والمسؤوليات لكنها تواجه مشكل التنسيق بين مختلف العناصر المكونة
للمقاولة.
البنية حسب المشروع :هي بنية الوحدات وهي جد مؤقتة وتوجد بالخصوص -
في مقاوالت البناء والمقاوالت التي تهتم باإلحصاء أو الدراسات وكذلك
بالشركات المسؤولة عن العالقات بين مختلف الدول .
-البيروقراطية المهنية :حيث يتم تجميع الخبرات والتخصصات تحت إمرة -
مسؤول واحد ونجد هذا غالبا في المستشفيات حيث الخبرات متصلة
بالممارسة الطبية.
-البنيات الالمركزية :ويمكن أن تكون مقتصرة على بعض القرارات التي -
غالبا ما تكون قريبة من واقع المقاولة في منطقة جغرافية معينة.23
المبحث الثاني :ثقافة المقاولة من منظور مدرسة العالقات االنسانية :
يعتبر العنصر البشري حجر األساس في المنظمات ،فقد القى االهتمام الكبير من قبل علماء
اإلدارة ،وظهرت نظريات عديدة حول كيفية تحفيز المنظمات للعاملين فيها ،لزيادة فاعليتهم
اإلنتاجية وتحقيق أهدافها ،ولعل من أهم المدارس التي اهتمت بالعالقات اإلنسانية هي
مدرسة العالقات اإلنسانية.
المطلب األول :مدرسة العالقات االنسانية(:النشأة -المفهوم – الرواد)..
في عام 1930م دعت بعض النظريات إلى إهمال العالقات االجتماعية واإلنسانية في
العمال ،فتصدى لها مجموعة من علماء اإلدارة ،ودعوا إلى اإلدارة العلمية التي تهدف إلى
خلق العالقات اإلنسانية بين العاملين واإلدارة؛ لتحقيق الرضا الوظيفي لديهم وزيادة
إنتاجيتهم ،وُأطِلَق على هِذِه المجموعة اسم مدرسة العالقات اإلنسانية.
نشأة العالقات االنسانية:
ظهرت مدرسة العالقات اإلنسانية سنة 1930م" كرد فعل للنظريات الكالسيكية الثالث،
وهي البيروقراطية واإلدارة العلمية والتقسيم اإلداري ،والتي افترضت أن الحوافز المادية
هي ما يهم العاملين وبالتالي إهمالها العوامل االجتماعية واإلنسانية ،وهذا النوع من الفكر
اإلداري -التقليدي -ساد خالل مرحلة من مراحل تطور عالقات العمل ،كان يسيطر عليها
https://www.elaasri.com/2021/09/blog-post_3.html?m=1 23
.ثقافه المقاولة واثرها على الرفع من انتاجيه العمال
الفكر التنظيمي العلمي الذي يهتم بترشيد األساليب والطرق والهيكل التنظيمي أكثر مما يهتم
بالعنصرالبشري.
24صالح الشبكي ،العالقات االنسانية في االدارة ،مكتبة القاهرة الحديثة مصر ، 1969،ص .21
25على السلمی ،تطور الفكر التنظيمي (القاهرة :دار غريب للطباعة ،بدون) ص . 106 - 98
26فيصل فخري مرار ،التنظيم االداري ( ،عمان :المطلعة االردنية ، 1979 ،ص. )111
.ثقافه المقاولة واثرها على الرفع من انتاجيه العمال
وكان "اوين "يرى ان وظيفة المدير هي اعادة تشكيل هذه الظروف حيث بدأ في تحسين
ظروف العمل وبناء مساكن افصل للعاملين ومتجر لبيع السلع بأثمان رخيصة كما خفض
ساعات العمل الى 10-5ساعات يوميا مع رفض تشغيل الصبية دون العاشرة ومن ذلك
يتضح ان روبرت "اوين" كان يهتم بالجانب اإلنساني لألفراد العاملين.بينما زمالءه المديرين
كانوا يستثمرون أموالهم في إجراء التحسينات التكنولوجية.وقد ركز "اوين" على ان أفضل
استثمار للمدير هو في العاملين أنفسهم او ما أطلق عليه "" ""اآلالت الحية """" على أساس
ان توفير ظروف عمل مناسبة لألفراد واالهتمام بهم سوف يؤدي بالضرورة الى زيادة
اإلنتاج واألرباح.
وقد حاول "اوين" توضيح فكرته من خالل مقارنة اآلالت باألفراد،حيث ذكر ان المحافظة
على اآلالت وصيانتها تؤدي الى زيادة إنتاجيتها واالحتفاظ بها في حالة عمل لمدة أطول فإذا
كان هذا القول صحيحا بالنسبة لآلالت الصماء فإنه يكون أمرا طبيعيا بالنسبة لآلالت الحية
او اآلالت اآلدمية وقد طبق "اوين" هذه األفكار داخل مصانعه وكان نتيجة هذا تحقيق أكثر
من % 50عائدا على األموال التي كان ينفقها.
سيتم اإلشارة اليها الحقا.والى جانب اهتمامه باألفراد داخل التنظيم فقد قدم مجموعة من
إجراءات العمل التي تؤدي الى زيادة اإلنتاجية .فعلى سبيل المثال فقد تم ترتيب عمل الفرد
حسب انجازه على أساس يومي وبصورة معروفة لكل األفراد حيث اعتقد "اوين" ان هذا
اإلجراء ال يساعد المدير فقط على التعرف على مواطن الضعف بل يؤدي الى نوع من
المنافسة بين العاملين ومن ثم يزيد من رغبة األفراد على األداء المتميز.ويطبق هذا اإلجراء
في تنظيماتنا المعاصرة حيث ان اإلعالن عن أرقام المبيعات واإلنتاج في الملصقات داخل
27
الشركة يتبع نفس المبادئ السيكولوجية التي يعتمد عليها هذا اإلجراء"
التون مايو )1949-1880( :
أمريكي من أصل استرالي كان أستاذا لبحوث العالقات الصناعية بكلية إدارة األعمال في
جامعة ( هارفارد ) ،تزعم حركة العالقات اإلنسانية من خالل ما قدمه هو وزمالءه من
مساهمات رائدة أمكن التوصل إليها من سلسلة التجارب الشهيرة في مصانع ( الهاوثورن )
التابعة لشركة ( ويسترن إلكتريك) ( . )1التي كانت تعاني من انخفاض حاد في اإلنتاجية مما
أدى الى تدهور أوضاع الشركة وأخذت الدراسة بين 1932-1927وقد ابتدأ مايو بحثه
باختيار ست سيدات يعملن على تركيب أجزاء التليفون منطلقا بمعرفة إنتاجيتهن قبل الدراسة
وخالل الدراسة وبعد ان قام بتغيير الضوء والتهوية ومكان العمل من وقت ألخر .وقد
أجرى تعديالت ثورية آنذاك على نظام عملهن إذ خفض ساعات العمل من 48ساعة
أسبوعيا الى 40ساعة كما خفض أيام العمل من ست أيام في األسبوع الى خمس أيام وقدم
لهن وجبة غداء مجانية .ثم فجأة ألغى كل هذه الميزات عنهن مما أدى الى عودة إنتاجيتهن
الى ما كانت علية قبل بدء الدراسة .ما لم يتوقعه احد لم تشتك أي من السيدات الست ولم
تتغير مالمحهن لسحب الميزات عنهم بل ارتفع إنتاجهن من 2400تليفون الى 3000خالل
أسبوع .
ثم أجرى دراسة ثانية ألعمال التسليك الكهربائي من خالل 14عامال مع اثنين للفحص
النهائي ومشرف واحد .وقد أظهرت نتائج الدراسة الجديدة بان اإلنتاج كان يزداد ويعود الى
االنخفاض دون أي عالقة مع متغيرات البحث .واكتشف مايو انه الى جانب التنظيم الرسمي
يوجد تنظيم غير رسمي في المجموعة إذ عين العاملون رئيسا لهم يختلف عن المشرف الذي
عينته الشركة والذي لم يكن بيده أي قوة للتأثير عليهم فبينما تطلب اإلدارة العليا من المشرف
إنتاجا عاليا يقوم المشرف غير رسمي بطلب تخفيض اإلنتاج وعلى أثره يقع اللوم على
المشرف.
الحظ مايو أن النتائج الحسنة للمجموعة هي راجعة أساسا الى نوعية العالقات اإلنسانية
داخل المنظمة أكثر من الجانب المادي والحظ كذلك وجود حوار قبل كل قرار تسييري كما
27بلقاسم سالطنیة :العالقات االنسانیة في المؤسسة ،مجلة العلوم االنسانیة واالجتماعیة ،جامعة محمد خیضر بسكرة ،
العدد ، 05 ،فیفري ، 2004 ،ص .22
.ثقافه المقاولة واثرها على الرفع من انتاجيه العمال
الحظ وجود أسس ال اقتصادية إلشباع رغبات العمال حيث أنه يمكن تحفيزهم دون مقابل
مادي إذا وجدوا متعة في تحقيق أهداف المنظمة التي تصبح أهدافهم الخاصة.واعتبر أنه
يمكن أن يتخلى العامل عن أنانيته ومصالحه الشخصية و يستعمل ما يسمى بالغريزة
اإلنسانية االجتماعية وذلك بوجوده في وسط مجموعة يرتاح إليها.
حسب مايو « :العمال يتحاكمون الى منطق العواطف أما اإلدارة فتعترف بمنطق التكاليف
والفعالية في حالة غياب حل وسط أو نقطة تقاطع بين المنطقتين تقع المنظمات في نزاع ».
لكارت رنسيس:
عالم نفس اجتماعي كان عضوا في جمعية مهنية لشركات التامين .أشارت دراساته التي قام
بها حول مجموعة مدراء شركات التامين الفاشلة إلى وجود عالقة قوية بين األداء واألنماط
القيادية المتبعة.الحظ "ليكرت" أن شركات التامين ذات األداء الضعيف هي التي تكون تحت
إدارة مشرفين متمركزين حول الوظيفة((يهتمون بالمهام الضيقة للوظيفة)) كما يعتبرون
مهامهم هي رقابة فقط ويجب تحقيقها بصرامة على عكس المنظمات الناجحة التي يركز فيها
على الجانب اإلنساني أي الذين يمارسون إشرافا عاما بعيدا عن التفاصيل الدقيقة ويتركون
مجاال رحبا لالبتكار.
وقد حدد" ليكرت" أربعة أنماط إدارية وهي
-2-1- 1النمط المتسلط االستغاللي ،المتسلط العادل
أ/النمط المتسلط االستغاللي:
ال توجد عالقة أو اتصال قوي من أعلى إلى أسفل.
القرارات تتخذ على مستوى القمة.
التحفيز يؤسس على المخاوف من العقوبات.
ب/النمط المتسلط العادل:
تكون ثقة القائد بمرؤوسيه كثقة السيد بخادمه وعليه ال يشعرون بحرية في مناقشة شؤون
الوظيفة.
يأخذ الرئيس أحيانا وفي أضيق الحدود آراء مرؤوسيه لالستعانة بها في حل المشاكل.
ال يشعر العمال بمسؤولياتهم اتجاه تحقيق أهداف المنظمة.
التحفيز يؤسس على أساس المكافآت والعقوبات.
وجود تنظيم غير رسمي يعرقل التنظيم الرسمي.
.ثقافه المقاولة واثرها على الرفع من انتاجيه العمال
كل ما يعزز ثقة المرء بنفسه و االعتزاز بها و االعتداد بما يعمل و االقتناع و االفتخار
بسلوكه الذات .
ب) -حاجات التقدير االجتماعي
على خالف حاجات احترام الذات التي ينظر المرء إليها من خالل تقويمه لسلوكه الشخصي
فان حاجات التقدير الخارجي هي تقويم المرء لسلوك اآلخرين تجاهه و كيف ينظرون إلى
سلوكه و إنجازاته أي تقدير اآلخرين للفرد من خالل االعتراف بكفاءته و إعطائه المكانة
االجتماعية المناسبة له بين أعضاء المجتمع و هي ال شك تؤثر في حاجات احترام الذات
بشكل طردي.
-5حاجات تحقيق الذات:
و هي شعور الفرد بكفاءته و مهارته و رغبته في أن تتاح له الفرصة الستغاللها و استثمارها
من خالل انجازات يتعرف بها اآلخرون في مجتمعه فهي أشبه بالدور الذي يعتقد المرء أن
عليه أن يقوم به في المجتمع إلثبات حضوره و شخصيته و بالتالي قيمته في نظر المجتمع .
فهذه الحاجات و أن انطلقت من مشاعر و أحاسيس الفرد فإن تأكيدها يأتي من مشاعر و
أحاسيس اآلخرين تجاه ما يقدم الفرد من انجازات.29
أهداف مدرسة العالقات االنسانية:
الشك أن العالقات اإلنسانیة تسعى إلى تهیئة جو عمل مناسب للفرد العامل ،لیتمكن من
تحقیق النتائج اإلیجابیة في مجال عمله ،ذلك أن العالقات اإلنسانیة قد دعمت مفهوم الرجل
االجتماعي ،أي أنها تنظر إلى العنصر البشري باعتباره عنصرا أسمى وأهم من عناصر
اإلنتاج في مدرسة المادیة ،فاإلنسان یسعى للعمل في جو تسوده العالقات الطیبة والشعور
باالنتماء.30
العالقات اإلنسانیة تسعى لتحقیق عدة أهداف هي :
1-تحقیق قدر من التفاهم والوضوح بین اإلدارة والعاملین ،وخاصة فیما یتعلق باألهداف
وأسالیب العمل.
2-تنمیة المسؤولیة المتبادلة بین المنظمة والعاملین ،لتحقیق نتائج إیجابیة تمكن من التقلیل
من حجم المعارضة التي تنشأ بینهما "مستوى أقل من الصراع ".
كما أن كامل محمد المغربي رأى أن أهداف العالقات اإلنسانیة تتحدد في:
1-حفز األفراد على العمل بأعلى كفاءة ممكنة.
2-حفز األفراد على التعاون المثمر والبناء ،في تحقیق األهداف المشتركة.
3-إشباع رغبات العامین واحتیاجاتهم االقتصادیة واالجتماعیة والنفسیة.31
مبادئ مدرسة العالقات االنسانية:
بنت نظریة العالقات اإلنسانیة مدخلها النظري على أساس جملة من المبادئ هي:
• الكرامة اإلنسانیة حیث یتم احترام شخصیة كل فرد من العاملین بالمنشأة ،بصرف النظر
عن المركز الوظیفي الذي یشغله.
• وضع الفروق الفردیة التي تقع بین العاملین في االعتبار عند التعامل معهم ،وتوجیههم
وحل مشاكلهم .
• المصلحة المشتركة التي تجعل الفرد میاال للتجمع والتعاون مع الغیر .ومشاركتهم لتحقیق
هذه المصلحة.
• الحوافز فالفرد یسعى لمشاركة اآلخرین والتعاون معهم .لكي یحصل على الحافز من وراء
1المشاركة أو التعاون:
• تدعیم مفهوم الرجل المحقق لذاته أي أن الفرد یكون أكثر إنتاجیة عندما یشعر بأهمیته
وعندما یتمتع بالرقابة الذاتیة عل أعماله.
• تدعیم مفهوم الرجل االجتماعي أي أن الفرد یرغب في العمل في جو یسوده العالقات
الطیبة والشعور باالنتماء.32
المطلب الثاني :متطلبات فاعلية العالقات اإلنسانية:
احترام أراء العالمين والتحدث معهم فيما يحبونه دون إثارة كثير من الجدل العقيم. -
االهتمام بتجديد وإنعاش معلومات األفراد وإطالعهم على كل جديد بأسلوب متطور يختلف
عن أسلوب الحفظ والعليم النظري ومن األفضل أن يكون ذلك بطريقة المناقشة وتبادل
اآلراء.
وضع اللوائح وأساليب التنظيم التي يطبقها التنظيم بأن تكون ذات أثر طيب يساعد على رفع
الروح المعنوية للجماعة ويزيد من حماسهم مراعيًا االتي:
وضع أهداف التنظيم في لوائح وقرارات واختصاصات تناسب تخصص وكفاءة كل -
شخص في التنظيم
31كامل محمد المغربي :السلوك التنظیمي ،مفاهیم وأسس سلوك الفرد والجماعة في التنظیم
األردن ،ط ،2004، 3،ص.57-56
32فاروق عبد اهللا فلیه ،محمد عبد المجید :السلوك التنظیمي في إدارة المؤسسات التعلیمیة ،دار المسیرة للنشر والتوزیع ،ط ، 2005 ،1ص 105.
.ثقافه المقاولة واثرها على الرفع من انتاجيه العمال
هناك عوامل عدة تساهم في تحقیق عالقات إنسانیة جیدة داخل التنظیم نذكر أهمها :
لقد حظي موضوع الدافعیة للعمل باهتمام العدید من العلماء ،نظرا لدوره الكبیر في
تقدیم الدعم الكافي للمنظمات من أجل تحقیق الكفاءة والفعالیة المطلوبة .
وازدادت هذه األهمیة على الخصوص بعد التطور الهائل الذي شهدته الحیاة
اإلقتصادیة ،واإلجتماعیة وانتشار التصنیع واشتداد المنافسة ،مما فرض ضرورة
البحث للحصول على میكانیزمات جدیدة للتحكم في المورد البشري وخلق الوالء
الالزم لتواصل منظمات العمل نشاطها بنفس القوة والفعالیة ،فكان موضوع الدافعیة
أهم الموضوعات في مجال السلوك التنظیمي وعلم نفس التنظیم .وتعرف الدافعیة
بأنها "
الحاالت الداخلیة والخارجیة التي تحرك أداء الفرد وتوجهه نحو تحقیق هدف محدد ،
وتحافظ على استمراریته ودوامه حتى یتحقق ذلك الدافع ،إذا ترتبط الدافعیة ببیئة
العمل الداخلیة على استمراریته ودوامه حتى یتحقق ذلك الدافع.33
اذ ترتبط الدافعية ببيئه العمل الداخلية والخارجیة ،لذا تعتبر الدافعیة عامل رئیسي من
العوامل التي تدعو مدرسة العالقات اإلنسانیة إلى تحقیقها ،كما ترتبط الدافعیة أیضا
بحاجات األفراد ،والتي صنفها أبراهام ماسلو حاجات الفرد إلى خمسة مستویات هي:
*المستوى األول :وهي الحاجات الفیزیولوجیة مثل الغداء،الحمایة ضد الظروف
المناخیة ،بمعنى آخر ،هي الحاجات التي ال یستطیع الكائن الحي االستمرار دونها.
*المستوى الثاني :وهي حاجات األمن والحمایة ضد األخطار الفیزیقیة واالقتصادیة.
المستوى الثالث :و هي حاجات اإلنتماء بمعنى أن یكون مقبوال من طرف
جماعة إنسانیة ما ،سواء كانت أسرة ،محیط مهني أو أي جماعة أخرى.
المستوى الرابع :حاجات التقدیر ،بمعنى أن تكون له أهمیة
المستوى الخامس :وهي الحاجة لتحقیق الذات،وهي أسمى الحاجات على اإلطالق ،
لكن حسب ماسلو قلیلون من یصلون إلى المستویات العلیا ألنهم لم یتوصلوا إلى
إشباع حاجاتهم األولى بعد.34
33الهاشمي لوكیا :السلوك التنظیمي ،مخبر التطبیقات النفسیة و التربویة ،جامعة منثوري ،قسنطینة ،ج ،2ص .200
34سعد بشاينية:علم اجتماع العمل ،األسس و النظريات و التجارب ،منشورات جامعة منتري،قسطنطينة ،2003،ص.135
.ثقافه المقاولة واثرها على الرفع من انتاجيه العمال
وتطمح اليابان إلى االستثمار في مجاالت جديدة بالمغرب ،مثل الهيدروجين األخضر
واألمونياك األخضر ،إضافة إلى تحلية مياه البحر؛ وهي كلها قطاعات توليها المملكة أهمية
كبرى وتحظى باهتمام على المستوى الدولي.
من جهته ،استعرض محسن جزولي ،الوزير المكلف باالستثمار وااللتقائية وتقييم السياسات
العمومية ،ما قام به المغرب من إصالحات لتحسين مناخ األعمال وتوفير منصات صناعية
تنافسية ،إذ قال إن المملكة “تعتبر من أهم وجهات االستثمار في العالم ،بالنظر إلى عوامل
االستقرار والديمقراطية والرؤية اإلستراتيجية الواضحة وبعيدة المدى”.
المسؤول الحكومي ذاته ذكر أن “المغرب يتوفر على موقع إستراتيجي مهم ويرتبط بأكثر
من 50اتفاقية تبادل حر تتيح ربط إفريقيا وأوروبا والشرق األوسط والواليات المتحدة
األميركية ،إضافة إلى العنصر البشري الشاب والروابط االقتصادية القوية مع الدول
اإلفريقية”.
غيثة لحلو ،نائبة رئيس االتحاد العام لمقاوالت المغرب والقنصل العام الفخري لليابان في
المغرب ،أشارت إلى أن المبادالت التجارية بين المغرب واليابان سجلت حوالي 830مليون
دوالر في ،2022مضيفة أن هناك فرصًا لرفع هذا الرقم.
وأشارت لحلو إلى أن “هناك ضرورة لمضي البلدين نحو تطوير مشاريع استثمارية
مشتركة ،خصوصًا في قطاع السيارات الذي يشهد تحوًال نحو التنقل الكهربائي؛ ناهيك عن
القطاع الصحي الذي تتوفر فيه اليابان على تجربة مهمة ،إضافة إلى قطاعات البنيات التحتية
والبنوك”.35
المطلب الثاني :النظرية اليابانية في االدارة:
توالت االسهامات النظریة بغیة تطویر المنظمة ونظریة التنظیم ،فجاءت النظریة الیابانیة
الحدیثة والتي یطلق علیها نظریة Jوهي اختصار لكلمة ، Japaneseأي النظریة أو
األسلوب الیاباني في االدارة.
ووفقا لهذه النظریة فإن الرقابة على الموظفین تكون أساسها اجتماعي ،باالعتماد على التنشئة
االجتماعیة ،من خالل تلقین الدروس ،وغرس القیم التنظیمیة في نفوس العاملین ،أما
حركیة الموظفین فتتم بشكل أفقي من وحدة تنظیمیة إلى وحدة تنظیمیة أخرى ،وداخل
التنظیم نفسه ولیس خارج التنظيم.36
كما أشارت هذه النظریة إلى ضرورة إقامة عالقات تعاونیة غیر رسمیة ،اتخاذ القرارات
بطریقة تشاوریة ،اعتماد أسلوب الحوار بین المدیرین والموظفین.37
https://www.hespress.com/%D9%85%D9% »6%D8%AA%D8%AF%D9%89-%D9%85%D8%BA 35
%D8%B1%D8%A8%D9%8A-%D9%8A%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%8A
%D9%88%D8%B3%D8%B9-%D8%A3%D8%A8%D9%88%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%AA
%D8%B9%D8%A7%D9%88%D9%86-1130925.html
36محمد قاسم القريوتي ،نظرية المنظمة و التنظيم ،دار وائل للنشر ،عمان ،األردن ،ط،2010 ،4ص.291
37محمد قاسم القريوتي :مرجع سابق .291 ،
.ثقافه المقاولة واثرها على الرفع من انتاجيه العمال
كما شددت هذه النظریة على أسلوب التعاون بین العمال وتعزیز التعاون الجماعي ،
فالنظریة الیابانیة لم تنظر إلى العامل من زاویة واحدة ،بل كوحدة متكاملة تسهم في تحقیق
رفع االنتاج ،والذي بدوره عنصرا واحدا من بین عناصر عدیدة مكونة ومساهمة في نجاح
المنظمة .
لكن ما تجدر اإلشارة إلیه بهذا الصدد ،و من خالل جملة الخصائص الممیزة لهذا النموذج ،
نشیر أنه مدخل یاباني بامتیاز مستمد من البیئة والخصوصیة المجتمعیة والثقافیة للشعب
الیاباني وال یتم تطبیقه إال على المنظمات الیابانیة فقط نظرا للطابع الیاباني المتمیز ،إذا ال
یمكن تطبیق هذا المدخل اإلداري خارج نطاق البیئة الیابانیة إال بعد تعدیله لیتوافق ویتالءم
مع طبیعة وظروف المجتمع أو البیئة الجديدة.38
حققت التجربة الیابانیة نجاحات كبیرة ،إذ شهدت تطو را من حیث االنتاج كما ونوعا ،كما
شهدت ثورة تكنولوجیة على مستوى أسالیب اإلنتاج ،األمر الذي دفع بعض الدول وخاصة
الوالیات المتحدة األمریكیة إلى محاولة تبني التجربة ،من خالل تطبیق مبادئ هذا المدخل
على االدارة األمریكیة ،إال أن هذه المحاولة بعد فترة أثبتت أن هذا النموذج هو ولید البیئة
الیابانیة ،التي تختلف عن خصائص البیئة األمریكیة .
النظریة الیابانیة في االدارة مطوعة للبیئة األمریكیة (Z(.
تعتبر هذه النظریة كرد فعل للنموذج الیاباني Jو التي جاءت
لتتماشى وخصائص البیئة األمریكیة ،إذ یرجع هذا المدخل إلى المفكر الیاباني " ولیام أو جي
" ،حیث أجرى دراسة عام ، 1981قارن فیها بین أسالیب اإلدارة الیابانیة واألمریكیة .وقد
جاءت نتائج هذه الدراسة توضح الفرق على مستوى المنظمتین ،حیث الحظ ارتفاع
مستویات االنتاجیة في المنظمة الیابانیة على خالف األمریكیة .
لقد حاول أو جي تفسیر هذه النتائج على ضوء الخصائص التي یتسم بها كل نموذج ،
فالمنظمات الیابانیة حسب تقدیر أو جي ،تولي أهمیة كبیرة للمورد البشري على مستوى هذه
المنظمات ،بخالف اإلدارة األمریكیة التي أهملت هذا الجانب .فالفروق لم تكن مادیة ،أو
تكنولوجیة ،بل هي فروق حول رؤیة كل منظمة للمورد البشري .
وعلى ضوء ذلك اعتبر أو جي النظریة Aو التي تنتمي إلیها اإلدارة األمریكیة ،اعتبرها
نظریة غیر سلیمة ،تنظر إلى العنصر البشري على أساس آلة تلبي احتیاجات اإلنتاج ،وهذا
ما أثر سلبا على مستویات اإلنتاجیة بالمنظمات األمریكیة .عكس النظریة Jالتي توصف
حسب أو جي بالنظریة السلیمة نتيجة تقديرها للعنصر البشري إذ تعتبره أهم عناصر
38أحمد محمد غنيم ،مداخل ادارية معاصرة لتحديدث المنظمات ،المكتبة العصرية للنشر ،مصر ، 2004 ،ص.48
.ثقافه المقاولة واثرها على الرفع من انتاجيه العمال
اإلنتاج ،األمر الذي ترتب علیه زیادة مستویات الوالء واالنتماء للمؤسسة مجال العمل ،
وبالتالي ارتفاع مستویات اإلنتاجیة في النموذج الیاباني.39
39إسماعیل قیرة وآخرون :أسس المنهجیة في العلوم اإلجتماعیة،أهمیة المفاهیم في البحث العلمي بین األطر النظریة و المحددات الواقعیة ،لعلي
غربي ،سلسلة العلوم اإلجتماعیة ،مطبعة البعث ،جامعة منثوري ،قسنطینة ، 1999 ،ص .85
.ثقافه المقاولة واثرها على الرفع من انتاجيه العمال
وليس الفرد .وطالما أن السلطة والمسؤولية تحدد على أساس الجماعة وليس على أساس
الفرد فإن المساءلة البد أن تكون على أساس جماعي.
األدوات الكمية والتقنية :طورت اإلدارة اليابانية العديد من األدوات واالستراتيجيات لتحقيق
ذاتها ورؤيتها ونمو مؤسساتها ومن أهمها «الكايزن» و«الكايكاكو» و«هوشن كانري»،
وهي استراتيجيات يابانية للتحسين والتطوير المستمر في كافة جوانب العمل ،الهندسية
والتطبيقية واإلدارية والتعليمية والتربوية.
تركز أول استراتيجيتين على تحسين وتطوير العمليات اليومية لتقليل الهدر في الموارد
والعمليات والوقت بهدف رفع الكفاءة ونسب الفائدة والربح .فاستراتيجية «الكايكاكو» تعني
التحسين الجذري دفعة واحدة ،أما «الكايزن» فهي تركز على التحسين التدريجي المستمر.
بينما استراتيجية «هوشين كانري» فهي تهدف إلى التعبير وتشكيل األهداف االستراتيجية
باإلضافة إلى التعبير عن الرؤية المستقبلية وتطوير وسائل تحولها إلى واقع.40
و هناك العديد من الخصائص التي تعتمدها اليابان:وهي اتخاذ القرار بصورة جماعية،
والتوظيف مدى الحياة ،والتعليم والتدريب المستمر ،وسياسة تفضيل الموظف الشامل على
المتخصص المحدود...
المطلب الرابع :فلسفة العمل عند اليابان:
الرئيسية » فكر » مقاالت فلسفة العمل عند اليابانيين اإلمام محمد محمود تتميز الشعوب
اآلسيوية وخاصة اليابانيين بقوة اإلرادة والمهنية واإلخالص واالنضباط في العمل،
فألدبيات العمل عندهم ثقافة خاصة وفلسفة عميقة يتحلى بها العامل الياباني من جهة
والمؤسسات والشركات من جهة أخرى ،يبلغ عدد ساعات العمل اإلضافي في اليابان 80
ساعة للشهر ،وتشمل ربع العمال في اليابان وتتسبب الساعات اإلضافية في العمل إلى وفاة
أكثر من 2000شخص كل سنة .في سبعينيات القرن الماضي أقدم شاب كوري جنوبي
يدعى Jeon Tae-ilبإحراق نفسه أمام أحد مصانع النسيج احتجاجا على األوضاع المزرية
التى يعيشها العمال والظروف القاسية التى يعملون فيها ،الشاب الذي لم يتجاوز 22من
عمره هتف “نحن بشر ولسنا آالت” “ ،”we are human not machinesكانت تلك من
ضمن أولى الثورات العمالية التى شهدتها الدول اآلسيوية لم تكن تلك الثورة ضد الكسل
والخمول وضعف إنتاجية العامل بل كانت ضد الظروف الصعبة التي يعيشها العامل وغياب
العناية والرعاية الضرورية له .تقوم فلسفة العمل عند اليابانيين على قاعدة أن العمل جزء
من عقيدتهم الدينية وتعاليم معلمهم وملهمهم األول “بوذا” لذلك فالعامل الياباني يشعر براحة
شديدة وانجاذب نحو العمل بشكل هيستيري ،هذه الوضعية تسببت في خلق فجوة كبيرة بين
الحياة العملية والحياة الخاصة لليابانيين وأثرت على اإلنتاج ،األمر الذي دفع بالحكومة
اليابانية إلى تبني سياسة جديدة أطلق عليها “إصالح نهج العمل” وتهدف إلى مواجهة ظاهرة
https://alwatannews.net/Opinion/article/609584/%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%AF 40
%D8%A7%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%8A%D8%A7%D8%A8%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9-2
.ثقافه المقاولة واثرها على الرفع من انتاجيه العمال
“كاروتشي” أو الموت من كثرة العمل .العالقة بين الموظف والشركة العالقة بين الموظف
الياباني والشركة عالقة عميقة تمتد جذورها لتشمل االهتمام الكبير بالعامل وتوفير
مستلزمات الحياة الضرورية فالعامل هو الحجر األساس في نجاح الشركة وتطورها لذلك
تشبه هذه العالقة الروحية .الشركات اليابانية اخترعت وسائل متعددة للحفاظ على عمالها
أوقات األزمات ،حيث تخضع هذه الشركات عمالها للكثير من البرامج التدريبية وتقدم لهم
المكافآت كلها ،هذا مقابل إخالص ووفاء من العمال لمؤسستهم حيث يعتبر هؤالء نجاح
المؤسسة وسام شرف لهم وهدف من أهدافهم النبيلة التى يطمحون إلى تحقيقها .يخضع
العمال لبرامج تكوينية وتدربيية بشكل دوري لتنمية وتطوير مهاراتهم وزيادة إنتاجيتهم.
تتطور العالقة بين الشركة وعمالها لتشمل كافة مجاالت التكوين والتدريب والرعاية حيث
تحرص أغلب المؤسسات اليابانية على توفير خدمة خاصة بالصحة النفسية ،وتوفر هذه
الوحدة استشارات دورية في مجال التربية النفسية لموظفي المؤسسات حرصا على بقاء
الموظف قادرا على تحمل مسؤولياته تجاه المؤسسة التى هو جزء منها .في مقابل خدمات
الشركة ومسؤولياتها يتصف العامل في اليابان بمجموعة من المميزات والصفات التى
غرست فيه منذ الصغر والتى تقدس العمل وتجعله جزء من عقيدته ،أولى تلك المميزات حب
العامل لوظيفته فهذا من أسباب نجاح العامل والمؤسسة إضافة إلى اإلخالص والمهنية
وااللتزام واالنضباط في احترام قوانين المؤسسة والحرص الدائم على نجاح أهدافها فالعامل
الياباني يشعر بأن نجاح المؤسسة في تحقيق مكاسبها هو نجاح له .هذه الفلسفة في العمل
وهذه الثقافة التي يتحلى بها العامل الياباني هي التى ميزت المنتجات اليابانية وصنعت نجاح
منقطع النظير للشركات اليابانية التى ذاع صيتها في أنحاء المعمورة .النظام الوظيفي وفن
إدارة األزمات في نظام التوظيف الياباني حينما تواجه الشركات أزمات مالية فإنها ال تلجأ
إلي طرد العمال وتقليص الرواتب وغير ذلك من إجراءات التقشف التى تفرضها المرحلة،
بل تعمل على مواجهتها بخلق بدائل وظيفية جديدة داخل الشركات ،وهذا اإلجراء هو جزء
مما يعرف باإلحتياط التعبوي لمواجهة األزمة حيث يتم تحليل وضع الشركة وتحديد نقاط
الضعف ومكامن الخلل ،وتكون هناك حلول جاهزة لتنفيذها وقت حدوث األزمة .وألن
الشركات تراهن على قوة واجتهاد عمالها من أجل تحقيق السبق في السوق ،فغالبا ما تلجأ
هذه الشركات إلى اختراع وسائل متعددة لالحتفاظ بعمالها وقت األزمات .نظام الوظيفة في
اليابان يختلف اختالفا جذريا عن ماهو عليه في أوروبا وأمريكا .يوفر نظام التوظيف في
اليابان عمر وظيفي معين للعمال ويمنحهم امتيازات خاصة وقت األزمات حيث تتجنب
الشركات اليابانية ما يعرف بـ ،Dole Systemمثال في أوروبا والواليات المتحدة حينما
تواجه الشركات ضغوطات مالية فإنها تلجأ غالبا إلى تخفيض النفقات .وفي الوقت الحالي
تلجأ هذه المؤسسات إلى ما يعرف ،Downsizingحيث تقوم الشركات بتقليص عدد العمال
ويلجأ هؤالء إلى التسجيل كعاطلين عن العمل لالستفادة من اإلعانة الحكومية الموجهة
للعاطلين .اإلعانة الحكومية للعاطلين عن العمل عالية جدا حيث تصل في بعض األحيان إلي
% 90من آخر راتب كان يقتنيه العامل ،بالتالي مزيدا من تسريح العمال يفضي إلى مزيد
من النفقات الحكومية على العاطلين ،Dole Paymenوبالتالي قد يؤدي هذا الوضع إلى
.ثقافه المقاولة واثرها على الرفع من انتاجيه العمال
خلخلة نظام التوظيف وإضعافه حيث سيكون العامل مرتاح وهو يقبض %90من راتبه
السابق دون أي مقابل ،وبالتالي سيختار البقاء بدون عمل ،وبالتالي فإن نظام Dole
Paymentال يشجع العاطلين للبحث عن العمل كما أنه ال يشجع المستثمرين على فتح
مشاريع جديدة ،فهذه السياسة تشكل عقبة كبيرة في وجه التنمية االقتصادية ورفع اإلنتاجية.
تعتمد Dole Paymentعلى المدخالت الحكومية ،في حالة ما إذا كان االقتصاد يعمل بشكل
جيد ،تكون المدخالت مرتفعة وتكون اإلعانات المقدمة للعاطلين أقل بسبب توفر فرص
العمل .لكن بالمقابل حين يشهد االقتصاد تعثر فإن النتيجة تكون صادمة حيث تنخفض
مدخالت الحكومة ،وترتفع نسبة البطالة وترتفع معها اإلعانة الحكومية للعاطلين عن العمل.
ستكون الحكومة مضطرة لضخ المزيد من أجل استمرار االقتصاد ،وبالتالي فإن Dole
Systemليست بالسياسة الجيدة .استطاع اليابانيون تصميم سياسات العمل بشكل فعال و
متميز آخذين في االعتبار ثقافة المجتمع وتقاليده ،فقامت فلسفتهم على أن العمل مقدس وهو
جزء من ثقافتهم الروحية ،لذلك فالعمل عن اليابانيين و إنجاز العمل بجدية وإخالص وإتقان
أمر ضروري ال مناص منه ،بهذا الجد واالجتهاد استطاعوا تحقيق النمو والرفاه االقتصادي
وأصبحت اليابان من رواد االقتصاد العالمي.