Professional Documents
Culture Documents
مواجهة التشظي تقرير يرصد آثار الأزمة السورية خلال العام 2015 1
مواجهة التشظي تقرير يرصد آثار الأزمة السورية خلال العام 2015 1
مواجهة التشظﻲ!
تقرير يرصد آثار األزمة السورية خالل العام 2015
شباط 2016
فهرس
بيان المسؤولية:
هذا التقرير عمل �أجنزه املركز ال�سوري لبحوث ال�سيا�سات بدعم من املكتب القطري لربنامج الأمم املتحدة الإمنائي
يف �سورية� .إن التحليل والتو�صيات ال�سيا�ساتية الواردة يف هذا التقرير ال تعك�س بال�ضرورة �آراء برنامج الأمم املتحدة
الإمنائي� ،أو �أع�ضاء املجل�س التنفيذي لربنامج الأمم املتحدة الإمنائي� ،أو الدول الأع�ضاء يف الأمم املتحدة.
صورة الغالفRyann Cooley – Cooleystudio.com :
حقوق النشر © 2016المركز السوري لبحوث السياسات ،دمشق -سورية
شباط 2016
.04كلمة شكر
.06الملخّص التنفيذي
املحتويات
.09المق ّدمة
الملحق
.58المنهجية
.60المراجع
03
مواجهة التشظي!
تقرير يرصد آثار األزمة السورية 2015
كلمة شكر
التقرير من �إجناز املركز ال�سوري لبحوث ال�سيا�سات ،بالتعاون مع برنامج الأمم املتحدة الإمنائي. هذا
وهو جزء من �سل�سلة تقارير ّ
تغطي فرتات ربعية وتبحث يف �أثر الأزمة على التنمية يف �سورية.
مت �إعداد التقرير من قبل فريق املركز ال�سوري لبحوث ال�سيا�سات :ربيع ن�صر وزكي حم�شي وجاد الكرمي
جباعي ونبيل مرزوق وخلود �سابا .ويث ّمن املركز عالي ًا املراجعة واملقرتحات العميقة لكل من �سمري العيطة
وعمر �ضاحي .وا�ستند التقرير �إىل ورقة خلفية عن ال�صناعة التي �أعدها ف�ؤاد حلّ ام ،كما ُيقدر املركز تعاون
وم�ساهمة منال فوعاين يف �إجناز هذا التقرير .وي�شكر املركز �صادق الأمني جلهوده اال�ستثنائية يف ت�صميم
التقرير ،كما ي�شكر �سرى اجلندي على ترجمة التقرير.
يو ّد املركز ال�سوري لبحوث ال�سيا�سات ب�أن يعرب عن امتنانه للدعم الكبري من قبل العديد من الباحثني
قدموا �إ�سهاماتهم �إىل هذا التقرير.
واخلرباء الذين ّ
04
SCPR-SYRIA.ORG
05
مواجهة التشظي!
تقرير يرصد آثار األزمة السورية 2015
06
SCPR-SYRIA.ORG
الرتاجع يف الطلب الفعال� ،إ�ضافة �إىل االنخفا�ض الأفراد وبالتايل قدرتهم على تغطية احتياجاتهم،
الكبري يف قيمة العملة املحلية ،ومع ذلك بقي العجز 2015 مع ارتفاع م�ؤ�شر �أ�سعار امل�ستهلك خالل عام
التجاري �ضخم ًا يف عام � 2015إذ بلغ %27.6من بنحو %19.8يف الربع الأول ،و %3.9يف الربع الثاين،
الناجت املحلي الإجمايل .الأمر الذي و�ضع االقت�صاد وا�ستمر هذا االجتاه يف الن�صف الثاين من العام 2015مع
ال�سوري يف حالة من االنك�شاف وا�ستهالك زيادة يف م�ؤ�شر �أ�سعار امل�ستهلك تبلغ %23.2مقارنة
لالحتياطيات الأجنبية ،وبالتايل تراكم عبء الديون بالن�صف املقابل من عام .2014
امللقاة على كاهل الأجيال القادمة.
شهد عام 2015تراجع ًا كبير ًا •�شهد عام 2015تراجع ًا كبري ًا يف اال�ستهالك العام
•تراجع عجز املوازنة من %41.2يف عام � 2014إىل في االستهالك العام بلغ بلغ %33.1مقارنة بعام ،2014كما تراجعت
%33.1
%28.1يف عام 2015مما يعك�س ا�سرتاتيجية ح�صته من الناجت املحلي الإجمايل من %46.5يف
احلكومة يف زيادة الإيرادات العامة من خالل تطبيق عام � 2013إىل %31.6يف عام ،2015الأمر الذي
�سيا�سة «تر�شيد الدعم» التي خَ فَّ�ضت الدعم يعك�س �سيا�سات احلكومة يف خف�ض الدعم ،الذي
مقارنة بعام 2014
تخفي�ض ًا كبري ًا� .إال �أن هذه اال�سرتاتيجية � َّ
أ�ضرت �ساهم يف زيادة �أ�سعار املواد الغذائية واخلدمات
باالقت�صاد و�أ�سهمت يف تعميق الركود ،لأنها رفعت الأ�سا�سية.
من تكلفة الإنتاج املحلي وزادت ال�ضغوط الت�ضخمية،
ف�أدت �إىل تراجع قيمة العملة املحلية. عرف اال�ستهالك «�شبه العام» ب�أنه فئة �إنفاق جديدة،
• ُي َّ
لي�ست عامة ولي�ست خا�صة ،تتم يف املناطق اخلارجة
•ارتفع معدل البطالة من %14.9يف عام � 2011إىل عن �سيطرة احلكومة والتي ت�سيطر عليها قوى �أمر
%52.9يف نهاية عام 2015،فبلغ عدد العاطلني عن واقع ا�ستحوذت على ال�سلطة يف هذه املناطق وتقوم
العمل 2.91مليون �شخ�ص ،منهم 2.7مليون فقدوا ب�إنفاق ا�ستهالكي على الأجور وال�سلع واخلدمات .وقد
عملهم خالل الأزمة ،مما يعني فقدان م�صدر رئي�سي ارتفع ن�صيب هذا اال�ستهالك من الناجت املحلي
للدخل والت�أثري يف معي�شة 13.8مليون �شخ�ص .ومن الإجمايل من %2.1يف عام � 2012إىل %13.2عام
التو�سع يف
امل�ؤ�سف �أن بع�ض فر�ص العمل نتجت من ّ 2015مما يعك�س ت�صاعد النزاع وا�شرتاك �أعداد �أكرب
اقت�صاديات العنف ،التي ُيقدر �أنها وظفت حواىل من الفاعلني يف املعارك الدائرة.
%17من ال�سكان الن�شيطني اقت�صادي ًا.
•ت�ضرر اال�ستثمار العام ب�شكل حاد خالل الأزمة� ،إذ
�أعطت احلكومة الأولوية لتغطية الإنفاق الع�سكري
ودفع الأجور العامة .وخالل العام ،2015انخف�ضت
اآلثار االجتماعية اال�ستثمارات العامة بن�سبة %15يف الربع الأول،
و %23يف الربع الثاين ،ونحو %36يف الربع الثالث،
•ا�ستمرت تداعيات الأزمة بتمزيق الدميغرافية و %35.7يف الربع الرابع مقارنة بالأرباع املقابلة لها
ال�سورية من خالل النزوح ،والهجرة ،واللجوء، يف عام .2014وبلغ اال�ستثمار «�شبه العام» ن�سبة
وتزايد عدد الوفيات والإ�صابات الناجمة عن النزاع. �ضئيلة %0.05من الناجت املحلي الإجمايل يف عام
وقد �أدى ذلك �إىل تفريغ البلد من ال�سكان ،حيث ،2012ثم ارتفعت هذه الن�سبة �إىل %0.24عام
تراجع عددهم من 21.80مليون �شخ�ص يف داخل 2013وبلغت %0.42عام ،2014ونحو %0.41
البالد يف عام � 2010إىل 20.44مليون �شخ�ص فقط يف عام .2015
بحلول نهاية العام .2015مع العلم �أنه يف حال عدم
حدوث الأزمة لو�صل �إجمايل عدد ال�سكان �إىل %5 •تراجع اال�ستثمار اخلا�ص يف عام 2015بن�سبة
25.59مليون ن�سمة ،وبالتايل ،تراجع عدد ال�سكان مقارنة بعام ،2014لي�شكل مع اال�ستثمار العام ما
بن�سبة %21مقارنة بعددهم املقدر يف حال عدم ن�سبته %9.2فقط من الناجت املحلي الإجمايل ،وهذا
حدوث الأزمة. �أقل من املعدل الطبيعي لالهتالك ال�سنوي يف
انخفضت الصادرات خمزون ر�أ�س املال ،الأمر الذي �أدى �إىل �صايف
•ا�ضطر نحو %45من ال�سكان �إىل مغادرة �أماكن في عام 2015 ا�ستثمار �سلبي يف عام .2015
�سكنهم بحث ًا عن الأمان �أو الظروف املعي�شية الأف�ضل
يف �أماكن �أخرى ،مع نهاية العام � .2015إذ بلغ عدد
الأ�شخا�ص النازحني داخلي ًا حوايل 6.36مليون ن�سمة
علم ًا �أن العديد منهم ا�ضطر �إىل النزوح مرات عديدة.
%20
مقارنة بعام 2014
• انخف�ضت ال�صادرات يف عام 2015بن�سبة ،%20.9
و ،%27.3و ،%33.0و %35.7يف الربع الأول والثاين
والثالث والرابع على التوايل مقارنة بالأرباع املقابلة
ويقدر عدد الالجئني الذين غادروا البالد بحواىل 3.11 من العام .2014كما انكم�شت الواردات بن�سبة %29
مليون �شخ�ص كما هاجر منها نحو 1.17مليون. مقارنة مبا كانت عليه العام 2014وذلك ب�سبب
07
مواجهة التشظي!
تقرير يرصد آثار األزمة السورية 2015
التمدر�س ،يف جميع امل�ستويات التعليمية ،بحلول •يف خالل العام 2015ازداد عدد الالجئني ال�سوريني
نهاية العام 2015تراجع ًا حاد ًا يف ر�أ�س املال الذين متكنوا من الو�صول �إىل �أوروبا بطرق �شرعية
الب�شري ،وق ُّدرت اخل�سارة يف �سنوات التمدر�س �أو غري �شرعية ،وقد ارتبط ذلك بتزايد �أعداد
بحواىل 24.5مليون �سنة ،والذي تقدر تكلفتها الأ�شخا�ص الذين غرقوا يف البحر �أو تعر�ضوا
بحوايل 16.5مليار دوالر �أمريكي التي ت�شكل خ�سارة للإ�ساءة من قبل الع�صابات و�شبكات اجلرمية
يف ر�أ�س املال الب�شري املرتبط بالتعليم. املنظمة .لقد قاد حتدي اللجوء �إىل �أوروبا �إىل
ازدياد االهتمام الدويل وتكثيف اجلهود ال�سيا�سية
•تعترب اخل�سائر يف الأرواح نتيجة النزاع امل�سلح من يقدر معدل الفقر العام بنحو بغية ت�سريع حل الأزمة ال�سورية .لكن هذا االهتمام
الآثار الوا�ضحة واملبا�شرة والأكرث كارثية للأزمة ال يزال مقت�صر ًا على تخفيف �أزمة اللجوء على
امل�ستمرة يف �سورية .فمع نهاية عام ،2015من
املتوقع �أن ي�صل معدل الوفيات �إىل حواىل 10
بالألف ،وعدد اجلرحى �إىل نحو 1.88مليون ن�سمة،
%85.2
عام 2015مقارنة بنحو
الدول «الغربية» ،ويتجاهل جذور الأزمة والأو�ضاع
الإن�سانية التي �أدت �إىل مغادرة ال�سكان.
%83.5عام 2014
�أي �إن ما يقارب %11.5من ال�سكان يف �سورية �إما •مع ا�ستمرار النزاع امل�سلح والركود االقت�صادي
قتلى �أو جرحى نتيجة للنزاع امل�سلح .ومع الأخذ بعني والدمار ،يقدر معدل الفقر العام بنحو %85.2عام
االعتبار تدهور النظام ال�صحي واخلدمات 2015مقارنة بنحو % 83.5عام .2014وبلغت ن�سبة
ال�صحية ،تواجه �سورية كارثة �إن�سانية تتجلى يف من يعي�شون يف فقر �شديد %69.3من ال�سكان ،وهم
الرتاجع الكبري يف متو�سط العمر املتوقع عند الوالدة غري قادرين على ت�أمني احلد الأدنى من احتياجاتهم
من � 70.5سنة يف عام � 2010إىل ما يقدر بـ 55.4 الأ�سا�سية الغذائية وغري الغذائية .كما بات نحو
�سنة يف .2015 %35من ال�سكان يعي�شون يف فقر مدقع ،غري
قادرين على ت�أمني احلد الأدنى من احتياجاتهم
•جتذر الت�شظي ،الذي يعترب حالة من التمزق احلاد الغذائية الأ�سا�سية .ويتفاوت م�ستوى الفقر بني
يف البنى ال�سيا�سية واالقت�صادية واالجتماعية املحافظات ويزداد الو�ضع �سوء ًا يف مناطق النزاع
والثقافية ،والذي تت�سبب به خمتلف قوى الت�سلط واملناطق املحا�صرة.
الداخلية واخلارجية التي تعمل على �إخ�ضاع النا�س
مما يدفع غالبيتهم �إىل التحرك �ضد م�صاحلهم •وكان �أثر النزاع امل�سلح يف املكونات الثالثة لدليل
وخالف ًا لتطلعات جمتمعهم .ولذلك ،برزت احلاجة التنمية الب�شرية يف عام 2015م�شابه ًا لعام ،2014
�إىل منوذج تنموي جديد يقوم على حق جميع �إذ ا�ستمر تدهور الدليل �إىل م�ستويات منخف�ضة
ال�سوريني يف العي�ش الكرمي ،وهذا ي�ستلزم م�شاركة جد ًا .ت�شري الإ�سقاطات �أن دليل التنمية الب�شرية
حقيقية وفعالة جلميع قوى املجتمع من �أجل حتقيق ل�سورية كان �سريتفع من 0.631يف عام � 2010إىل
التحول التنموي املطلوب والقائم على ر�ؤية م�شرتكة 0.653بحلول نهاية العام ،2015بافرتا�ض عدم
ومتفق عليها. حدوث الأزمة ،وتكون �سورية يف جمموعة الدول ذات
«التنمية الب�شرية املتو�سطة»� .إال �أن الأزمة ت�سببت يف
•ويتطلب النموذج التنموي اجلديد عقد ًا اجتماعي ًا تدهور دليل التنمية الب�شرية من 0.631يف عام
جديد ًا مبني ًا على العدالة واحرتام وكرامة الإن�سان � 2010إىل 0.443مع نهاية ،2015ما و�ضعها بني
و�شخ�صيته القانونية ،وبناء منظومة تفكك مقومات جمموعة الدول ذات «التنمية الب�شرية املنخف�ضة»
العنف ،وتعزز الت�ضامن االجتماعي� .إ�ضافة �إىل و�أدى �إىل تراجع ترتيب �سورية العاملي على الدليل
احلاجة مل�ؤ�س�سات م�ساءلة ،و�شفافة ،وم�ستقلة، من املركز � 121إىل املركز 173من بني 187بلد ًا.
وت�ضمينية تعمل على حتقيق الأولويات التنموية
لل�سوريني بناء على ر�ؤيتهم. •يواجه التعليم �صعوبات هائلة مع و�صول ن�سبة
الأطفال غري امللتحقني بالتعليم الأ�سا�سي من
�إجمايل عدد الأطفال يف هذه الفئة العمرية �إىل
%45.2خالل العام الدرا�سي .2015-2016الأمر
الذي �سيرتك �أثر ًا �سلبي ًا على م�ستقبل البالد .وقد
�ساهمت عدة عنا�صر ذات �صلة مبا�شرة بالنزاع �إىل
%45.2
نسبة األطفال غير الملتحقين
فقدان فر�ص التعليم والتمدر�س للأطفال ،على نحو
متفاوت بني املناطق املختلفة من البالد .وت�شمل هذه
العنا�صر خوف الأهل على �أبنائهم ،والظروف
بالتعليم األساسي خالل الأمنية ال�صعبة ،وعمالة الأطفال ،وتدمري البنية
العام الدراسي 2015-2016 التحتية التعليمية وتعطيلها .ومتثل خ�سارة فر�ص
08
SCPR-SYRIA.ORG
املق ّدمة
شهدت األزمة السورية ،يف عام ،2015مزيدا ً من التعقيد مع زيادة التدخالت
الخارجية والتوسع الكبري يف العمليات العسكرية األجنبية املبارشة ،التي أُعلن
أنها ضد داعش (تنظيم الدولة اإلسالمية يف العراق والشام) والجامعات اإلرهابية
األخرى .وترافق ذلك مع توسع املؤسسات املرتبطة بالعنف والتي تُستخدم
كأدوات لتعزيز نفوذ قوى التسلط الداخلية والخارجية.
املتعلقة بناجت القطاعات االقت�صادية قبل الأزمة تم تدويل تداعيات األزمة ال�سورية مع تزايد القلق من
بالأ�سعار احلقيقية ،وخا�صة قطاع ال�صناعة تدفق الالجئني ،بو�صفه خطر ًا على ا�ستقرار الدول
التحويلية وقطاع التمويل والعقارات .ت�ؤكد نتائج هذه امل�ستقبلة ،ال بو�صفه كارثة �إن�سانية ،وارتفاع وترية
التعديالت �أن ما اعتُرب �إ�صالح ًا يف العقد املا�ضي التهديدات الإرهابية يف جميع �أنحاء العامل ،وزيادة
كان �شكلي ًا ،و�أن االقت�صاد ال�سوري كان قائم ًا على العبء االجتماعي واالقت�صادي وال�سيا�سي على
الريع بد ًال من الإنتاجية. البلدان املعنية ب�صورة مبا�شرة �أو غري مبا�شرة بهذه
الأزمة .الأمر الذي دفع املجتمع الدويل �إىل تكثيف
وكما هو احلال يف التقارير ال�سابقة من هذه ال�سل�سلة، جهوده لإيجاد حل للنزاع من خالل التفاو�ض ،ولكن
ال يتبنى مفهوم يطبق هذا التقرير �إطار ًا حتليلي ًا �شام ً بثقل خارجي غالب ًا ما يهمل �أولويات ال�سوريني ،ويركز
التنمية ال�شاملة ،التي حمورها الإن�سان .وي�ستخدم على حتقيق التوازن يف مكا�سب قوى الت�سلط امل�شاركة
هذا الإطار الطرق الكم ّية والكيفية احلديثة بغية تقييم يف النزاع.
�آثار الأزمة .يط ّبق التقرير منهجية تقوم على مقارنة
«�سيناريو الأزمة»� ،أو امل�ؤ�شرات الفعلية التي ظهرت قام املركز ال�سوري لبحوث ال�سيا�سات ب�إعداد هذا
خالل الأزمة ،بـــ «ال�سيناريو اال�ستمراري»� ،أو امل�ؤ�شرات التقرير بدعم من برنامج الأمم املتحدة الإمنائي.
.2تشمل المصادر األساسية للبيانات
التي كانت �ستتحقق لو مل حتدث الأزمة .وي�شتمل ويهدف التقرير �إىل تقدير وتوثيق وحتليل الآثار في هذا التقرير المؤسسات
التقرير على عدد من م�ؤ�شرات الأداء االقت�صادي االجتماعية واالقت�صادية الكارثية للنزاع امل�سلح الرسمية ،ووكاالت األمم المتحدة،
الكلي واالجتماعي ،التي مت جمعها وتقديرها ا�ستناد ًا الدائر يف �سورية .وي�ستخدم التقرير نتائج م�سح حالة ومخرجات تقرير الحالة التنموية في
�إىل امل�صادر املتاحة وبالت�شاور مع عدد من اخلرباء؛ ال�سكان الذي نُفذ عام ،2014من �أجل ح�ساب �أكرث سورية الذي سينشر الحقاً .وفض ًال
عن ذلك ،فقد أجريت مقابالت مع
كما ي�ستخدم التقرير العديد من النماذج ،مثل دقة للم�ؤ�شرات الدميوغرافية ،واالجتماعية، مجموعة من الخبراء والمختصين
الربجمة املالية �ضمن �إطار تنموي �شامل. عدل التقرير بع�ض امل�ؤ�شرات واالقت�صادية .وقد ّ
2
المستقلين.
09
مواجهة التشظي!
تقرير يرصد آثار األزمة السورية 2015
خالل درا�سة احلركة ال�سريعة وامل�ستمرة لل�سكان كما يت�ضمن التقرير حتليل التطورات االقت�صادية
والتي تعيد ر�سم اخلارطة الدميغرافية لل�سكان يف واالجتماعية يف كل من املناطق اخلا�ضعة ل�سيطرة
�سورية .ويدر�س هذا الق�سم حالة الفقر يف العام احلكومة واملناطق اخلارجة عن �سيطرتها .وميكن
� ،2015إ�ضافة �إىل ر�صده لتدهور م�ؤ�شر التنمية ا�ستخدام نتائج التحليل الواردة يف هذا التقرير ك�أداة
الب�شرية ،كما يركّز على �أثر الأزمة يف ر�أ�س املال دعم وم�ساعدة يف بناء البدائل التي تك�سر دائرة
الب�شري من خالل زيادة احلرمان من التعليم املنا�سب العنف والت�شظي باجتاه عملية تنموية قائمة على
والتدهور امل�ستمر يف النظام ال�صحي واخلدمات احرتام كرامة الإن�سان وحقوقه.
ال�صحية .ويربز الق�سم الثالث ق�ضية الت�شظي والذي
يعرفه التقرير كعملية �شرذمة ومتزيق للبنى ال�سيا�سية يركّز الق�سم الأول من التقرير على �أثر النزاع امل�سلح
واالقت�صادية واالجتماعية والثقافية �ضمن املجتمع يف املقومات الأ�سا�سية لالقت�صاد با�ستخدام البيانات
وبني املجتمعات من دول املختلفة .وميثل الت�شظي االقت�صادية املُقدرة للن�صف الأول من عام 2015
نتيجة للعنف امل�سلح وما رافقه من حتوالت اقت�صادية والتي كانت متوقعة للن�صف الثاين من العام ذاته.
واجتماعية خطرية .متثل حالة متزق االقت�صاد ويركز هذا التقرير على الرتكيب الهيكلي للناجت
وتدمري الن�سيج االجتماعي ،وتفاقم حالة اال�ستقطاب املحلي امل�ستمر يف التدهور� ،إ�ضافة �إىل حجم اخل�سائر
خ�صائ�ص �أ�سا�سية للت�شظي احلاد يف البالد .فقد االقت�صادية وارتفاع عجز املوازنة العامة ،و�أداء �سعر
ا�ستغلّت قوى الت�سلط حالة العنف واالغرتاب لفر�ض ال�صرف ،وارتفاع الأ�سعار ،وت�ش ّوه �سوق العمل ،وحجم
ثقافة اخلوف ،واال�ستقطاب ،واالنق�سام؛ وخلقت كل البطالة .كما ي�سلّط التقرير ال�ضوء على احلاجة �إىل
من هذه القوى كيانها اخلا�ص امل�ستقل الذي ي�ستغل و�ضع �إطار جديد للبدائل التنموية با�ستخدام مقاربة
موارد املجتمعات املحلية ويهدر وعيها ،مما ي�سهل قائمة على املعرفة النقدية لتجاوز حالة االقت�صاد
توجيهها ملحاربة «الآخر» وت�أكيد هيمنتها وت�سويغها. املت�شظي ،الذي تهيمن عليه القوى امل�سلحة املعنية
وبالتايل ،ف�إن مواجهة الت�شظي وجذوره و�آثاره ،هو بت�أجيج النزاع امل�سلح يف �سورية.
�ضرورة لوقف النزيف احلا�صل ولتحقيق عملية
التنمية ال�شاملة التي حمورها الإن�سان. ويركّز الق�سم الثاين على الأثر االجتماعي للأزمة من
10
أوالً :اآلثار
االقتصادية
لألزمة
مواجهة التشظي!
أوالً :اآلثار االقتصادية لألزمة تقرير يرصد آثار األزمة السورية 2015
يحلّل التقرير الوضع االقتصادي الحايل يف سورية ،ويش ّخص دينامياته خالل
األزمة ،مستخدماً أحدث الرباهني ومسلطاً الضوء عىل حالة االقتصاد املتشظي
واملقسم ،والذي تهيمن عليه قوى التسلّط املتقاتلة ،إذ تقوم كل واحدة من
ّ
هذه القوى بإعادة بناء الكيانات واملقومات االقتصادية املستقلة الخاصة
بها والتي يتم فيها تحويل املوارد لخدمة أهدافها وقمع احتياجات الناس
وتطلعاتهم.
للربجمة املالية .ولتقدير اخل�سائر االقت�صادية ،اعتمد تبقى هناك دائم ًا روابط بني هذه االقت�صاديات املت�شظية
التقرير منهجية املقاربة بني «�سيناريو الأزمة» ،وهو من خالل الو�سطاء و�شبكات اجلرمية املنظمة
تقدير الناجت املحلي الإجمايل الفعلي ،وبني «ال�سيناريو املرتبطة بالعنف ،والتي تعمل على تلبية م�صالح
اال�ستمراري» الذي ميثل تقدير ًا للناجت املحلي النخب من جميع الأطراف .وي�أتي هذا التقرير
الإجمايل خالل الفرتة ذاتها لو مل حتدث الأزمة. ا�ستمرار ًا للجهود ال�سابقة التي انطلقت يف عام 2012
بهدف توثيق التبعات االقت�صادية للنزاع وفهمها،
التدمير المتواصل لالقتصاد الهدامة يف جميع جوانب التنمية الب�شرية
وحتليل �آثاره ّ
واالقت�صادية يف �سورية.
تابع االقت�صاد ال�سوري انكما�شه خالل الربعني الأولني
من عام .2015و�أ�شارت الإ�سقاطات �إىل مزيد من قُدرت اخل�سائر االقت�صادية يف هذا الق�سم خالل
الرتاجع يف الن�صف الثاين من العام ذاته .وجتدر الن�صف الأول من ،2015واعتُمدت الإ�سقاطات
الإ�شارة �إىل �أنه يف عام � 2014سجل االنكما�ش %15.2 لتقدير اخل�سائر خالل الن�صف الثاين من العام ذاته،
مقارنة بعام 2013الذي �شهد �أي�ض ًا ن�سبة قيا�سية �إ�ضافة �إىل حتديث التقديرات عن �سنوات الأزمة
لالنكما�ش االقت�صادي ال�سنوي خالل الأزمة و�صلت ال�سابقة .وي�شخّ �ص هذا الق�سم كذلك النمو/الرتاجع
�إىل %36.5مقارنة بعام .2012لقد ا�ستمر االنكما�ش االقت�صادي يف خمتلف القطاعات ،والرتكيب الهيكلي
يف الناجت املحلي الإجمايل يف عام ،2015ولكن بدرجة لالقت�صاد ،وم�صادر النمو االقت�صادي ،وال�سيا�سة
�أقل من تلك لل�سنوات ال�سابقة من الأزمة� ،إذ كان املالية وبنية املوازنة العامة ،وتقلبات الأ�سعار و�سعر
ُيتوقع �أن ينخف�ض الناجت املحلي الإجمايل يف العام ال�صرف ،والتجارة ،وحالة �سوق العمل ،و�آثار
2015بنحو %4.7مقارنة بعام � .2014أ�شارت ال�سيا�سات العامة يف االقت�صاد .ويتّبع التقرير
التقديرات ربع ال�سنوية �إىل �أن االنكما�ش بلغ %7.9يف حدثاملنهجيات املطبقة يف التقارير ال�سابقة و ُي ّ
الربع الأول ،و %1.8يف الربع الثاين مقارنة بالأرباع التقديرات الربعية بحيث تعك�س الديناميكية احلقيقية
.3معدالت النمو السنوي مذكورة
ذاتها من العام 2014؛ كما �أ�شارت الإ�سقاطات �إىل للقطاعات يف جميع املناطق ال�سورية خالل الأعوام
لألعوام ،2011و ،2012و2013 انكما�ش بن�سبة %6.2يف الربع الثالث و %4.4يف � ،2014 ،2013 ،2012 ،2011إ�ضافة �إىل تقدير الو�ضع
و 2014ومع ّدالت نمو 2015تم الربع الرابع مقارنة بالأرباع املقابلة لها من العام االقت�صادي خالل الربعني الأولني من عام 2015مع
حسابها على أساس ربعي للربع .2014وت�شري تقديرات «ال�سيناريو اال�ستمراري»� ،أي �إ�سقاطات للربعني الثالث والرابع من العام ذاته .وقد
3
األول والثاني ،وإسقاطات للربع
الثالث والرابع مقارنة مع الربع ذاته يف حال مل تندلع الأزمة� ،أن �سورية كانت �ستحقق مت ذلك من خالل ا�ستخدام امل�ؤ�شرات الكمية البديلة،
من عام .2014 معدل منو �سنوي ًا يف الناجت املحلي الإجمايل ال�سنوي وحتليل املو�سمية ،والإ�سقاطات االقت�صادية ،ومنوذج
12
SCPR-SYRIA.ORG
الربع الأول و 363مليار لرية �سورية يف الربع الثاين. يبلغ %6.1يف عام ،2011و %5.4يف عام ،2012
313 وق ُِّدر �أن ت�صل خ�سارة الناجت املحلي الإجمايل �إىل و %5.5يف عام ،2013و %4.9يف عام .2014وكان
مليار لرية �سورية و 320مليار لرية �سورية يف الربع ميكن �أن تُظهر زيادة قدرها %5.8يف الربع الأول من
الثالث والرابع من العام ،2015على التوايل. عام ،2015و %5.6يف الربع الثاين ،وما يقارب %5.7
يف كل من الربع الثالث والرابع مقارنة بالأرباع ذاتها
تبلغ هذه اخل�سارة نحو ثالثة �أ�ضعاف الناجت املحلي من العام .2014
الإجمايل ل�سورية يف العام ،2010و�سبعة �أ�ضعاف الناجت
املحلي الإجمايل املُ ّ
قدر للعام 2015على �أ�سا�س �سيناريو ويبني «ال�سيناريو اال�ستمراري» �أن الناجت املحلي
الأزمة ( ال�شكل رقم .)1ويعادل جمموع اخل�سائر يف الإجمايل ل�سورية يف العام 2015كان �سينمو مبعدل
الناجت املحلي الإجمايل حتى نهاية عام 2015بالأ�سعار %30.8مقارنة بعام 2010يف حال مل حتدث الأزمة.
اجلارية 163.3مليار دوالر �أمريكي ،وبلغت هذه اخل�سائر وبالتايل ،ف�إن خ�سارة الناجت املحلي الإجمايل املرتاكمة
12.5مليار دوالر �أمريكي يف الربع الأول من العام ،2015 يف االقت�صاد ال�سوري ب�سبب الأزمة ،مبا يف ذلك
و 13.8مليار دوالر �أمريكي يف الربع الثاين ،وقدرت بنحو الفر�صة االقت�صادية ال�ضائعةُ ،يقدر حتى نهاية عام
11.6مليار دوالر �أمريكي يف الربع الثالث و�إىل 11.7مليار 2015بـ 4159مليار لرية �سورية بالأ�سعار الثابتة لعام
دوالر �أمريكي يف الربع الرابع من العام .2015 � ،2000إذ بلغت اخل�سارة 304مليار لرية �سورية يف
4500
4000
3500
2500
2000
1500
1000
500
0
13
مواجهة التشظي!
أوالً :اآلثار االقتصادية لألزمة تقرير يرصد آثار األزمة السورية 2015
النقل واالتصاالت
%14
املرافق
%3 الزراعة
%11
املال والتأمني
والعقارات
%6 االستخراجية
%15
التجارة
%23
14
SCPR-SYRIA.ORG
اخل�سارة� ،أما قطاع النقل واالت�صاالت فقد خ�سر 585 �إن القطاعات الرئي�سية التي ت�ساهم يف خ�سائر الناجت
مليار لرية �سورية �أي ما ن�سبته %14.1من اخل�سارة ،وفقد املحلي الإجمايل املرتاكمة حتى نهاية عام 2015هي:
قطاع الزراعة 483لرية �سورية م�شك ًال %11.6من التجارة الداخلية ،التي فقدت 967مليار لرية �سورية ومتثل
اخل�سارة .وبلغت خ�سائر القطاع املايل والعقاري 236مليار %23.2من �إجمايل اخل�سائر املرتاكمة للناجت املحلي
لرية �سورية �أو ما يعادل %5.7من اخل�سارة الإجمالية الإجمايل ،وقطاع اخلدمات احلكومية الذي بلغت خ�سائره
للناجت املحلي الإجمايل ( ال�شكل � .)2إن الهيكلية القطاعية 660مليار لرية �سورية �أي ما ن�سبته %15.9من �إجمايل
خل�سائر الناجت املحلي الإجمايل خالل العام 2015مل تتغري خ�سائر الناجت .كما فقد قطاع ال�صناعات اال�ستخراجية
كثري ًا عن النمط امل�سجل يف ال�سنوات ال�سابقة. 630مليار لرية �سورية ت�شكل %15.2من �إجمايل
البناء والتشييد
%4
الخدمات التحويلية
االجتامعية
%4 %4
الخدمات الحكومية
%16
15
مواجهة التشظي!
أوالً :اآلثار االقتصادية لألزمة تقرير يرصد آثار األزمة السورية 2015
ال�صناعة التحويلية 3.51مرة ،وخ�سائر قطاع املال يو�ضح ال�شكل ( )3حجم اخل�سائر الفادحة يف الناجت
والت�أمني والعقارات 3.40مرة ،وخ�سائر ال�صناعة املحلي الإجمايل ح�سب القطاعات مقارنة بالناجت املحلي
اال�ستخراجية 3.39مرة (ال�شكل .)3وكان قطاع املنظمات الإجمايل احلقيقي لكل قطاع يف العام .2010تظهر
غري احلكومية هو القطاع الوحيد الذي ازدادت ح�صته النتائج حتى نهاية عام � ،2015أن اخل�سائر يف قطاع
�أثناء الأزمة �إال �أن م�ساهمته الإجمالية يف الناجت املحلي املرافق العامة بلغت 3.65مرة حجم الناجت املحلي
الإجمايل طفيفة جد ًا. الإجمايل للقطاع يف العام ،2010بينما بلغت خ�سائر
الشكل :3الخسارة املرتاكمة يف الناتج املحيل اإلجاميل حسب القطاع حتى
نهاية العام ،2015والناتج املحيل اإلجاميل الحقيقي للقطاع يف العام 2010
(باألسعار الثابتة لعام 2000مبليارات اللريات السورية).
967
630 660
585
483
154
240 186 297
136
236
160 191 207 167
52
44
69 59
37
الزراعة
االستخراجية
التحويلية
البناء والتشييد
التجارة
املرافق
النقل
واالتصاالت
والعقارات
الخدمات
الحكومية
املال والتأمني
الخدمات
االجتامعية
�إيجابية خالل الن�صف الأول من العام ،2015وا�ستمر ا�ستمر تدهور الناجت املحلي الإجمايل لعدد من القطاعات
النمو الإيجابي حتى نهاية العام � .2015أما قطاع اخلدمات خالل الربع الأول والثاين من العام 2015مقارنة بالأرباع
االجتماعية فقد �أظهر تراجع ًا طفيف ًا يف الربع الأول من نف�سها من العام ،2014وظل مفتوح ًا على مزيد من
عام � ،2015إال �أن التقديرات ت�شري �إىل حتقيقه زيادة التدهور يف الربعني الثالث والرابع .وت�شمل هذه القطاعات
طفيفة خالل الربع الثاين و�إمكانية زيادة �أخرى يف الربعني املرافق العامة والنقل واالت�صاالت وال�صناعة اال�ستخراجية
الثالث والربع الرابع مقارنة بالأرباع املقابلة لعام 2014 واخلدمات احلكومية وال�صناعة التحويلية .ولكن قطاعي
(اجلدول .)1 الزراعة واملنظمات غري احلكومية �شهدا معدالت منو
16
SCPR-SYRIA.ORG
النقل و االتصاالت
التجارة الداخلية
البناء والتشييد
املال و التأمني
املرافق العامة
املنظامت غري
اإلجاميل لغري
الناتج املحيل
الناتج املحيل
االستخراجية
االستخراجية
االجتامعية
والعقارات
الصناعات
الحكومية
الحكومية
التحويلية
الخدمات
الخدمات
اإلجاميل
الصناعة
الزراعة
1385 1385 1 59 207 69 191 297 52 37 44 186 240 الفعيل 2010
1284 1470 1 66 224 76 201 310 55 42 47 185 263 2011
1365 1549 1 73 243 82 212 323 57 47 49 185 276 2012
1451 1635 1 81 263 89 223 337 60 53 52 184 290 2013
2015
363 408 0 25 77 26 62 92 17 17 15 46 32
الربع 1
2015
488 534 0 25 77 26 62 92 17 17 15 46 158
الربع 2
2015
379 425 0 25 77 26 62 92 17 17 15 46 49
الربع 3
2015
399 445 0 25 77 26 62 92 17 17 15 46 69
الربع 4
1172 1339 1 60 215 75 158 263 60 39 38 167 263 2011
912 998 3 52 179 54 126 179 33 34 21 86 231 2012
616 634 5 45 107 32 91 107 18 24 17 18 170 2013
2015
102 104 3 10 19 6 19 19 3 4 4 3 15
الربع 1
2015
169 171 3 11 17 7 20 24 4 4 4 2 75
الربع 2
2015
110 112 3 11 16 6 19 20 3 4 4 2 23
الربع 3
2015
123 125 3 11 15 7 19 22 3 5 4 3 33
الربع 4
112 131 0 5 9 0 44 47 -5 3 8 19 0 2011
452 551 -2 21 64 28 86 144 24 13 29 99 46 2012
835 1001 -4 36 157 57 132 230 42 29 35 166 121 2013
1003 1177 -6 48 189 71 154 266 46 41 39 174 156 2014
أثر األزمة
2015
261 304 -2 15 58 21 43 73 14 13 11 43 17
الربع 1
2015
320 363 -2 14 60 19 42 67 13 13 11 44 83
الربع 2
2015
270 313 -2 15 61 20 43 71 13 13 11 44 26
الربع 3
2015
276 320 -2 14 62 20 42 69 13 12 11 43 36
الربع 4
3529 4159 -21 167 660 236 585 967 160 136 154 630 483 املجموع
امل�ص��در :تقدي��رات املرك��ز ال�س��وري لبح��وث ال�سيا�س��ات.2015 ،
* الإ�س��قاطات
17
مواجهة التشظي!
أوالً :اآلثار االقتصادية لألزمة تقرير يرصد آثار األزمة السورية 2015
املح�صول ال يزال يعاين من �صعوبات عديدة منها يعترب قطاع الزراعة �أحد املقومات الأ�سا�سية
انعدام الأمن لطرق النقل والتنقل بني �أ�سواق لالقت�صاد يف �سورية ،وقد زادت �أهميته خالل
الإنتاج واال�ستهالك التي تهيمن عليها الأطراف الأزمة نظر ًا لدوره يف توفري الأمن الغذائي
املتقاتلة املختلفة ،مما انعك�س �سلب ًا على املزارعني واحلفاظ على احلد الأدنى من ال�شروط املعي�شية
الذين ا�ضطروا �إىل اخل�ضوع ل�شروط الو�سطاء لآالف الأ�سر ال�سورية ،التي ت�شارك ب�شكل مبا�شر
والقوى املتحاربة من حيث الت�سعري و�أ�سواق البيع. �أو غري مبا�شر يف الأن�شطة الزراعية� .إال �أن هذا
كما �شهد الربع الثاين زيادة ملحوظة يف �إنتاج ال مع ا�ستمرار النزاع القطاع �شهد تدهور ًا هائ ً
حقق الناتج المحلي اإلجمالي البطاطا بلغت %180مقارنة بعام ،2014 امل�سلح الذي �أثّر �سلب ًا يف الإنتاج الزراعي من
للقطاع الزراعي نمو ًا سنوي ًا وتراجع ًا يف �إنتاج ال�شوندر ال�سكري ،الذي عانى خالل تدمري نظم الري ونهب �أدواته ،و�صعوبة
إيجابي ًا بنسبة
ال من تدهور كبري يف م�ستوى الإنتاج يف العام �أ�ص ً الو�صول �إىل الأرا�ضي يف العديد من املناطق،
%7.5
مقارنة بناتج القطاع في
.2014وقدر �أن ي�شهد الربعان الثالث والرابع
ارتفاع ًا يف �إنتاج املحا�صيل الزراعية الرئي�سية،
من ذلك ،على �سبيل املثال ،ارتفاع �إنتاج الزيتون
وعدم تو ّفر م�ستلزمات الإنتاج ،وال �سيما الأ�سمدة
والبذور والوقود ،والنقل الآمن للمنتجات الزراعية
�إىل الأ�سواق ،وعدم توفر القوى العاملة .ونتيجة
عام 2014 بن�سبة %35مقارنة بالعام ال�سابق� .إال �أن قطاع 4
لذلك ،انكم�ش الناجت املحلي الإجمايل الزراعي
الرثوة احليوانية ا�ستمر يف الرتاجع خالل عام بن�سبة %19.4يف عام 2014مقارنة بعام ،2013
،2015عك�س الإنتاج النباتي ،ولكن بوترية �أبط�أ و ُيعزى %69.5من هذا االنكما�ش �إىل الرتاجع يف
مقارنة بعام � ،2014إذ قدر االنخفا�ض يف القيمة الإنتاج النباتي� ،أما الن�سبة الباقية املقدرة بـ
امل�ضافة للأغنام بن�سبة %5والأبقار%12.4 %30.5فتعود �إىل تراجع الإنتاج احليواين.
مقارنة بالعام ال�سابق .ومن اجلدير بالذكر �أن
�أغلب الإنتاج احليواين يتم على م�ستوى الأ�سرة �شهدت �سورية يف عام 2015ظروف ًا مناخية جيدة
حيث نهبت �أو خربت معظم م�شاريع املا�شية لعبت دور ًا هام ًا يف زيادة �إنتاجية الأرا�ضي
املتو�سطة والكبرية. الزراعية ،وبلغت ح�صة قطاع الزراعة من الناجت
املحلي الإجمايل %14.7يف الربع الأول من عام
مل يرتافق النمو الإيجابي للإنتاج النباتي يف عام ،2015ثم %44يف الربع الثاين الذي يعترب فرتة
2015مع القدرة على جتاوز العقبات املفرو�ضة الذروة ال�سنوية للإنتاج الزراعي ،وقُدرت بن�سبة
�أمام املزارعني من حيث نقل منتوجاتهم %21و %26.2يف الربعني الثالث والرابع على
وت�سويقها .وت�شمل هذه العقبات انعدام الأمن التوايل؛ وبالتايل ،ف�إن ح�صة القطاع الزراعي من
وغياب الأمان مع ا�ستمرار النزاع امل�سلح وهيمنة الناجت املحلي الإجمايل بلغت %28.7يف عام
القوى املختلفة .وما زال ا�ستمرار العمليات 2015مقارنة بـــ %25.4يف العام ال�سابق .وعلى
الع�سكرية وعمليات النهب وال�سلب من العقبات الرغم من ا�ستمرار النزاع امل�سلح� ،أ�شارت
الرئي�سية التي ت�ؤثر �سلب ًا يف موجودات القطاع التقديرات والإ�سقاطات �إىل �أن الناجت املحلي
الزراعي ،مبا يف ذلك املوا�شي التي �شهدت منواً الإجمايل للقطاع الزراعي عام 2015حقق منو ًا
�سالب ًا يف عام ُ .2015ي�ضاف �إىل ذلك العقبات �سنوي ًا �إيجابي ًا للمرة الأوىل منذ عام ،2011بن�سبة
املتعلقة بال�صعوبات املالية وزيادة تكلفة %7.5مقارنة بناجت القطاع يف عام .2014ويعزى
م�ستلزمات الإنتاج وعدم وجود �سيا�سات منا�سبة، حت�سن الإنتاج النباتي،هذا النمو ب�شكل كامل �إىل ّ
الأمر الذي منع العديد من املزارعني من �إعادة �إذ تراجعت املنتجات احليوانية خالل عام .2015
تفعيل عملية الإنتاج الزراعي .وب�شكل عام ،ف�إن
التح�سن يف القطاع الزراعي عام ،2015مقارنة ّ نتيجة للظروف املناخية اجليدة ارتفع �إنتاج
بالعام ال�سابق ،يعود ب�شكل رئي�سي �إىل الظروف املحا�صيل الرئي�سية؛ فقد �شهد الربع الأول من
املناخية اجليدة ال �إىل تطور عملية الإنتاج والبيئة عام 2015ارتفاع ًا يف �إنتاج احلم�ضيات ،وهو
امل�ؤ�س�ساتية. املح�صول الرئي�سي خالل هذا الربع ،بلغ حواىل
%3مقارنة بعام .2014وجتدر الإ�شارة �إىل �أن
تختلف �آليات عمل القطاع الزراعي بني املناطق هذا املح�صول ا�ستفاد من �أن الغالبية العظمى من
املختلفة من البالد وذلك وفق ًا للظروف الأمنية زراعته تقع يف �أماكن م�ستقرة ن�سبي ًا يف
.4تم تحديث الناتج المحلي اإلجمالي والقواعد التي ت�ضعها القوى امل�سيطرة على هذه حمافظتي الالذقية وطرطو�س� ،إ�ضافة �إىل
للقطاع الزراعي وخاصة في شقه املناطق .وقد �أعاق هذا الت�شظي املزارعني من ال�شروط املناخية الأف�ضل .و�شهد الربع الثاين من
الحيواني باالستفادة من مسح الو�صول �إىل الأ�سواق بحرية و�أجربهم على قبول العام زيادة يف �إنتاج القمح بن�سبة %19مقارنة
حالة السكان المنفذ عام 2014
والمستخدم في تقرير سينشر الحق ًا ال�شروط املجحفة للجماعات املهيمنة ،مما �أدى بعام ،2014ويعزى ذلك ب�شكل رئي�سي للهطوالت
حول حالة اإلنسان في سورية. �إىل �إفقار متزايد للعاملني يف الزراعة ،كما �أدت املطرية اجليدة خالل هذا الربع .لكن هذا
18
SCPR-SYRIA.ORG
�إىل �إغالق عدد هائل من امل�ؤ�س�سات و�إفال�س املق�سمة وامل�ش ّوهة �إىل انعدام
ّ ال�سوق الزراعية
بع�ضها وهذا ما �أجرب رجال الأعمال والعمال الأمن الغذائي يف العديد من مناطق البالد،
امل�ؤهلني على الهجرة ونقل �أعمالهم واالنتقال مع وخا�صة مناطق النزاع واملناطق املحا�صرة .وقد
خرباتهم �إىل بلدان �أخرى؛ ومن املتوقع �أن ي�ؤثر �س ّهل ذلك ح�صول االنتهازيني املحليني والأجانب،
هذا الأمر �سلب ًا على ر�أ�س املال الب�شري يف �سورية، واملدعومني من �أطراف القتال املختلفة ،على
وعلى �أي خطة للتنمية امل�ستقبلية .و�شهد هذا ثروات �ضخمة من خالل ال�سيطرة على عملية
القطاع ،منذ بداية الأزمة ،انكما�ش ًا م�ستمر ًا ا�سترياد املواد الغذائية �أو تهريبها ،وهذا �أحد
وتراجع ًا �سنوي ًا يف ناجته املحلي الإجمايل بن�سبة اجلوانب املظلمة القت�صاديات العنف .من جهة
%12.6يف عام ،2011و %46.4يف عام ،2012 �أخرى �سعت بع�ض املنظمات الدولية �إىل تقدمي
و %17.8يف عام ،2013و %0.5يف عام .2014 م�ساعدات غذائية للمحتاجني ،لكن هذه املحاوالت
وجتدر الإ�شارة �أن املركز ال�سوري لبحوث عانت من النفوذ ال�سلبي لقوى الت�سلط يف توزيع
ال�سيا�سات قام بتعديل الناجت املحلي الإجمايل امل�ساعدات� ،إ�ضافة �إىل غياب نظام ر�صد وتقييم
لقطاع ال�صناعة التحويلية بالأ�سعار الثابتة لعام كفء يف هذه املنظمات.
2000للفرتة بني 2001و ،2010مما �أدى �إىل
تغيري جوهري يف ناجت ال�صناعة التحويلية لعام تدهور قطاع الصناعة التحويلية خالل الأزمة التي
،2010والذي ي�ستخدم ك�أ�سا�س لتقدير خ�سائر ت�سببت يف دمار وا�سع النطاق للمن�ش�آت واملعدات
القطاع يف الأزمة (الإطار .)1 ال�صناعية والبنية التحتية نتيجة املواجهات
امل�سلحة وعمليات ال�سلب والنهب ،الأمر الذي �أدى
19
مواجهة التشظي!
أوالً :اآلثار االقتصادية لألزمة تقرير يرصد آثار األزمة السورية 2015
للقطاع اخلا�ص با�سترياد املازوت مبا�شرة ،لكن وخالل عام ،2015طر�أ انخفا�ض على خمرجات
عدم وجود م�ؤ�س�سات تت�سم بال�شفافية والكفاءة قطاع ال�صناعة التحويلية بعد ت�سجيل حت�سن طفيف
فر�ض �سعر ًا احتكاري ًا له تتحكم به ر�أ�سمالية يف الن�صف الثاين من عام � .2014إذ انكم�ش الناجت
املحا�سيب. املحلي الإجمايل لهذا القطاع بن�سبة %5.1يف الربع
الأول وبنحو %10.1يف الربع الثاين مقارنة مع
غالبية رجال الأعمال غري را�ضني عن العديد من الأرباع املقابلة لها من عام .2014وتُظهر
املرا�سيم التي �أ�صدرتها احلكومة لتن�شيط القطاع مع نهاية عام 2015يقدر الإ�سقاطات مزيد ًا من االنكما�ش بن�سبة %7.6يف
ال�صناعي .مثل �إعالن احلكومة عن ا�ستعدادها الناتج المحلي اإلجمالي لقطاع الن�صف الثاين من العام مقارنة بالن�صف املقابل
لتعوي�ض ال�صناعيني عن �أ�ضرار البناء فقط دون الصناعة التحويلية بما نسبته من عام 2014؛ وت�شري التوقعات �أن ي�شهد قطاع
التعوي�ض عن �أ�ضرار املعدات ال�صناعية والآالت؛ وال
يتجاوز هذا التعوي�ض ن�سبة %10من قيمة املباين يف
امل�صانع الكبرية .كما �أن مر�سوم �إعادة جدولة
القرو�ض يطالب ال�صناعيني بدفع ن�سبة مئوية من
%35.4
مما كان عليه في عام 2010
ال�صناعة التحويلية انكما�ش ًا �سنوي ًا بن�سبة %7.6يف
عام .2015كما تراجعت ح�صة هذا القطاع يف
الناجت املحلي الإجمايل ب�شكل طفيف من %3.1يف
عام � 2014إىل نحو %3.0يف عام ،2015يف حني
مبلغ القر�ض الكامل ،الأمر الذي ال ين�سجم مع كانت هذه الن�سبة %3.2يف عام ،2010و�سجلت
قدرة الكثريين منهم؛ وبالتايل ، ،متت �إعادة جدولة �أقل قيمة لها يف عام 2012حني بلغت .%2.1ومع
الديون ،حتى منت�صف عام ،2015لأقل من %7من نهاية عام 2015يقدر الناجت املحلي الإجمايل لقطاع
�إجمايل القرو�ض املمنوحة من امل�صرف ال�صناعي ال�صناعة التحويلية مبا ن�سبته %35.4مما كان
والبالغة 20.7مليار لرية �سورية� .إ�ضافة �إىل معاناة عليه يف عام .2010
القطاع ال�صناعي من عدم اليقني و�ضعف
التناف�سية ،نتيجة التقلبات املفاجئة لأ�سعار �صرف و ُيعزى الرتاجع امل�ستمر يف الناجت املحلي الإجمايل
اللرية ال�سورية مقابل العمالت الأجنبية ،و�ضعف لقطاع ال�صناعة التحويلية لعدة �أ�سباب تتعلق
البنية التحتية التي ت�ضررت �إىل حد كبري ب�سبب بالأزمة وتعر�ضه لعمليات التدمري والنهب� .إال �أن
النزاع امل�سلح� ،إ�ضافة �إىل الفو�ضى يف �سوق التجارة الأو�ضاع الأمنية مل ت�شهد تدهور ًا �إ�ضافي ًا حتى الربع
اخلارجية وتدفق الب�ضائع املهربة. الثالث من عام 2015باملقارنة مع ال�سنوات ال�سابقة
من النزاع امل�سلح ،كما �شهدت العديد من املناطق
�أ�شارت الإ�سقاطات �إىل تراجع القطاع العام ال�صناعية ،مبا يف ذلك عدرا ،وح�سيا ،وال�شيخ جنار
ال�صناعي بن�سبة %14.9يف عام 2015مقارنة حت�سن ًا يف �أو�ضاعها الأمنية .كما لوحظت قدرةّ
بالعام ال�سابق؛ و�إىل انكما�ش قطاع تكرير النفط العديد من �أ�صحاب الأعمال على التك ّيف مع ظروف
العام بن�سبة .%13.8وب�شكل عام ،تدهور قطاع الأزمة من خالل �إعادة فتح م�ؤ�س�ساتهم وا�ستئناف
ال�صناعة التحويلية ،وبات م�شرذم ًا على �شكل ور�ش �أعمالهم ،كما هي حال الور�ش ال�صغرية التي
�صغرية جمز�أة ومعزولة تعاين �ضعف ًا يف الإنتاجية انت�شرت يف املحافظات الأكرث �أمن ًا ،مثل طرطو�س
والتناف�سية� ،أو على �شكل من�ش�آت �صناعية مبعرثة ومدينة دم�شق .يف املقابل لعبت ال�سيا�سات
لديها م�صالح م�شرتكة مع قوى الت�سلط ،وبالتايل احلكومية واالنت�شار الوا�سع للف�ساد� ،إ�ضافة �إىل
تتلقّى الدعم واحلماية منها. غياب الت�أكد وغياب �سلطة القانون ،خا�صة يف
املناطق اخلارجة عن �سيطرة احلكومة ،دور ًا رئي�سي ًا
�أدت الأزمة �إىل تدمري كبري يف قطاع الصناعة يف �إعاقة �أي انتعا�ش يف خمرجات قطاع ال�صناعة
االستخراجية �إال �أن هذا القطاع ما زال يعترب واحد ًا التحويلية.
من املحددات الرئي�سية لديناميات الأزمة كونه
م�صدر ًا للتمويل والطاقة جلميع �أطراف ال�صراع، ا�ستمرت احلكومة يف تطبيق ال�سيا�سات
مبا يف ذلك تنظيم «الدولة الإ�سالمية» ،الذي يتحكم النيوليربالية ،من خالل زيادة �أ�سعار ال�سلع
مبعظم �آبار النفط يف املناطق ال�شرقية .وعلى الأ�سا�سية ،مبا يف ذلك الوقود والكهرباء التي تعترب
الرغم من القيود الدولية ،قامت �أطراف خمتلفة �ضرورية لل�صناعة ،ففي الربع الثاين من عام
با�ستخراج النفط م�ستخدمة تقنيات بدائية لبيعه يف ،2015ارتفع �سعر الوقود ال�صناعي (الفيول) من
الأ�سواق املحلية واخلارجية ،وقد �أوجد ذلك �أ�سواق ًا تراجع قطاع الصناعة � 85ألف لرية �سورية للطن �إىل � 112ألف لرية �سورية
مبعرثة لإنتاج النفط اخلام وامل�شتقات النفطية، االستخراجية بنسبة للطن .كما �أجرب النق�ص يف توفر مادة املازوت
ولكل منها قوانينه اخلا�صة املفرو�ضة من قبل القوى
امل�سيطرة التي ميكن �أن تتعاون حتى مع حماربني يف
الطرف الآخر� ،إ�ضافة �إىل التن�سيق مع الأطراف
%4.8
مقارنةمع عام 2014
و�صعوبة نقله �أ�صحاب امل�شاريع �إىل �شرائه من
ال�سوق ال�سوداء مبتو�سط �سعر 170لرية �سورية للرت
الواحد ،يف حني �أن �سعره الر�سمي يبلغ 150لرية
اخلارجية لت�سويق �إنتاجها من النفط وم�شتقاته� .إن �سورية للرت الواحد .وكانت احلكومة قد �سمحت
20
SCPR-SYRIA.ORG
يف الربع الثاين مقارنة بالربعني املقابلني من عام اال�ستمرار يف هذه الأن�شطة غري امل�شروعة يوفر
،2014وقدر تراجع هذا القطاع ،خالل الن�صف مورد ًا مالي ًا هام ًا للجماعات امل�سلحة لتعزيز قدراتها
الثاين من عام ،2015بن�سبة %4.5مقارنة الع�سكرية ،وبالتايل زيادة القمع الذي متار�سه على
بالن�صف الثاين من عام 2014؛ وترتافق هذه املجتمعات املحلية.
اخل�سارة يف الإنتاج مع تدمري وا�سع للبنية التحتية
واملعدات من خالل النهب والعمليات الع�سكرية تراجع �إنتاج النفط احلكومي تراجع ًا حاد ًا يف خالل
والغارات اجلوية التي تكثّفت خالل الن�صف الثاين الأزمة لي�صل يف عام � 2014إىل حواىل %2.4من
من عام .2015ي�ضاف �إىل ذلك �أن �أن�شطة م�ستواه يف عام .2010ويف عام ،2015بلغ �إنتاج
ال�صناعة اال�ستخراجية يف املناطق اخلارجة عن النفط 9500برميل يومي ًا يف الربع الأول مقارنة بــ
�سيطرة احلكومة ت�ستنزف الرثوة الوطنية ،وتت�سبب 10800برميل يف الربع ذاته من عام ،2014و�شهد
ب�أ�ضرار كبرية يف البيئة وخمزون �آبار النفط والغاز. الربع الثاين زيادة طفيفة يف الإنتاج لي�صل �إىل
10400برميل يومي ًا مقارنة بــ 10100برميل يف
ت�أثّر قطاع التجارة �إىل حد كبري با�ستمرار النزاع الربع املقابل له من العام ال�سابق؛ ثم تراجع �إىل
أ�ضر ب�آالف املنافذ التجارية ،كما
امل�سلح ،الذي � ّ نحو 7800برميل يومي ًا يف الن�صف الثاين من عام
حدت الأزمة من توفر ال�سلع واخلدمات يف الأ�سواق ّ 2015مقارنة بــ 8200برميل يف الن�صف الثاين من
املحلية مع اختالف كبري لهذا التوفر بني املناطق، عام .2014وب�شكل عام ،ترتبط هذه التغريات يف
فكانت املناطق املحا�صرة ومناطق ال�صراع هي �إنتاج النفط بالظروف الأمنية يف املناطق التي
الأكرث معانا ًة من نق�ص العديد من ال�سلع الأ�سا�سية تتواجد فيها �آبار النفط وخطوط نقله.
وندرتها .ويف عام ،2015وعلى الرغم من الت�أثري
الإيجابي لتح�سن الإنتاج الزراعي على قطاع التجارة وجتدر الإ�شارة �أن هذا الإنتاج ال يت�ضمن املُ�ستخرج
الداخلية ،ف�إن هذا القطاع ما زال يواجه حتديات من �آبار النفط يف املناطق اخلارجة عن �سيطرة
خطرية مبا يف ذلك الظروف الأمنية غري امل�ستقرة احلكومة ،والذي ي�ستخدم جزء كبري منه يف ت�أجيج
والبنية التحتية املدمرة ،وال�صعوبات يف نقل النزاع امل�سلح .ويقدر �إجمايل �إنتاج �آبار النفط يف
الب�ضائع ،والزيادة امل�ستمرة يف �أ�سعار ال�سلع هذه املناطق ،منذ بداية الأزمة وحتى منت�صف عام
واخلدمات. ،2015بنحو 55.4مليون برميل ،وبنحو 68.2مليون
برميل بحلول نهاية العام ،2015مع الأخذ بعني
وقد �شهد قطاع التجارة الداخلية يف الربع الأول من االعتبار االنخفا�ض املحتمل لإنتاج النفط يف هذه
عام 2015انكما�ش ًا بن�سبة %5.3مقارنة بالفرتة املناطق خالل الربع الرابع نتيجة تكثيف ال�ضربات
نف�سها من عام ،2014ويف الربع الثاين ،انعك�س اجلوية ،وت�شري البيانات �أن نحو %75من هذا
الأداء الن�سبي الأف�ضل لقطاع الزراعة ب�شكل �إيجابي الإنتاج للنفط ت�سيطر عليه «الدولة الإ�سالمية»،
على القطاع التجاري وارتفع ناجته بن�سبة %4.4 وهذه لي�ست خ�سارة للرثوة الوطنية فح�سب ،بل هي
مقارنة بالربع املقابل من عام ،2014مقدرت �أي�ض ًا عامل مهم لتمويل الإرهاب والعنف يف �سورية
الزيادة يف الن�صف الثاين من عام 2015بن�سبة ويف جميع �أنحاء العامل.
%1.3مقارنة بالفرتة نف�سها من عام .2014ونتيجة
لذلك ،حقق قطاع التجارة الداخلية منو ًا �سنوي ًا تراجع �إنتاج الغاز بن�سبة %4.1يف الربع الأول من
�إيجابي ًا بن�سبة %0.6يف عام 2015؛ يف حني ،كان العام 2015و %4.5يف الربع الثاين مقارنة بالربعني
هذا املعدل �سالب ًا بن�سبة %19.6يف عام .2014وال املقابلني لهما من العام ،2014ويقدر انخفا�ض
التح�سن الطفيف يف هذا القطاع بتح�سن يف ّ يرتبط الإنتاج خالل الن�صف الثاين بن�سبة %4.3مقارنة
البيئة االقت�صادية �أو امل�ؤ�س�ساتية ،و�إمنا ُيعزى ب�شكل بالفرتة املقابلة من عام .2014ومثل النفط ،يرتبط
رئي�سي �إىل الظروف املناخية اجليدة التي انع�شت �إنتاج الغاز بدرجة كبرية بالأو�ضاع الأمنية
التح�سن الن�سبي
ّ القطاع الزراعي ،وبدرجة �أقل� ،إىل والعمليات الع�سكرية يف مناطق حقول الغاز وخطوط ُق ّدر إنتاج حقول الغاز في
يف الأو�ضاع الأمنية لبع�ض املناطق. الأنابيب .وخالل الأزمة ،ق ُّدر �إنتاج حقول الغاز يف المناطق الخارجة عن سيطرة
املناطق اخلارجة عن �سيطرة احلكومة بنحو 1.2
الحكومة بنحو
لقد �أدت العمليات الع�سكرية واحل�صار والدمار
الذي حلق بالبنية التحتية وطرق النقل �إىل تبعرث
مليار مرت مكعب ،منذ كانون الثاين حتى منت�صف
عام ،2015وبنحو 1.53مليار مرت مكعب بحلول 1.53
�أ�سواق التجارة الداخلية وانعزالها بع�ضها عن
بع�ض ،وتر�سخ هذا الواقع مع احتكار العديد من
جتار احلرب للأ�سواق الداخلية بحماية قوى الت�سلط
نهاية عام .2015
21
مواجهة التشظي!
أوالً :اآلثار االقتصادية لألزمة تقرير يرصد آثار األزمة السورية 2015
وبالتايل ف�إن الأداء االقت�صادي ال�سلبي ككل خالل �سيادة القانون وامل�ؤ�س�سات ال�شفافة �إىل انت�شار
2015انعك�س �سلب ًا على هذا القطاع .كما �أن االقت�صاد غري املنظم وازدهار اقت�صاديات العنف،
التخريب الذي طال البنية التحتية للنقل ونهب مبا يف ذلك التهريب وال�سرقة ،وا�ستفاد �صغار
املعدات قد �أثر �سلب ًا يف قدرة هذا قطاع على �أداء التجار وجتار التجزئة من فو�ضى ال�سوق ليبيعوا
دوره يف ربط املناطق ال�سورية ودجمها .لقد احتكر ال�سلع ب�أ�سعار مرتفعة وجودة متدنية .وجتدر الإ�شارة
من المتوقع أن يصل
االنتهازيون املتحالفون مع قوى الت�سلط املختلفة الناتج المحلي اإلجمالي لقطاع �إىل �أن العديد من ال�سلع ت�أتي من م�صادر غري
قطاع النقل م�ستغلني تفكك هذا القطاع ح�سب النقل إلى م�شروعة كال�سرقة والتهريب .كما لوحظ �أن جزء ًا
%26.8
اختالف مناطق النفوذ وبالتايل �صعوبة التنقل كبري ًا من ال�سلع الأ�سا�سية التي ُيفرت�ض �أن توزعها
وال�شحن عرب جميع هذه املناطق ،الأمر الذي �أ ّدى املنظمات الدولية جمان ًا تباع يف الأ�سواق الداخلية
�إىل زيادة كبرية يف تكلفة التنقل ونقل ال�سلع بني مع هام�ش ربح مرتفع.
خمتلف �أرجاء البالد. من قيمته في عام 2010
لقد �أدى ا�ستمرار النزاع امل�سلح �إىل انهيار كامل
�شهد قطاع االتصاالت تراجع ًا �سنوي ًا بلغ %6.2يف لقطاع السياحة الذي ال يزدهر �إال يف بيئة من
عام 2014مقارنة بعام 2013؛ وا�ستمر االنكما�ش اال�ستقرار والظروف الأمنية املنا�سبة .وقد �شهد
خالل ،2015ولكن بوترية �أبط�أ� ،إذ انخف�ض الناجت �سجل ناجتهالقطاع تدهور ًا حاد ًا خالل الأزمة� ،إذ ّ
املحلي الإجمايل لهذا القطاع يف الن�صف الأول املحلي الإجمايل تراجع ًا �سنوي ًا بن�سبة %76يف عام
بن�سبة %4.7ويف الن�صف الثاين بن�سبة %3.5 2013و %51يف عام ،2014تاله انخفا�ض �إ�ضايف
مقارنة بالفرتة املقابلة من عام ،2014وبالتايل تبلغ بن�سبة %9.1يف عام .2015ومازال العديد من
الن�سبة ال�سنوية النكما�ش القطاع %4.1مما يجعل الفنادق ،يف املناطق الآمنة ن�سبي ًا ،قيد الت�شغيل
قيمته تنخف�ض عام � 2015إىل %55.8مما كانت معتمدة ب�شكل كبري على النازحني املقتدرين مالي ًا
عليه يف عام .2010ومن اجلدير بالذكر �أن �أ�سعار والهاربني من مناطق ال�صراع� ،إال �أن ذلك ال يعد
مكاملات الهواتف النقالة قد ارتفعت بحواىل %20 م�صدر ًا لدخل م�ستدام مع احلالة االقت�صادية
يف ني�سان من عام ،2015الأمر الذي حد من الطلب املرتدية التي ا�ستنزفت مدخرات النازحني �إ�ضافة
الفعال وبالتايل �أثّر �سلب ًا على القطاع. �إىل الزيادة امل�ستمرة يف �أ�سعار ال�سلع واخلدمات مبا
يف ذلك ر�سوم الإقامة.
�أدى ا�ستمرار الأزمة �إىل خلق بيئة من عدم
�سجل الناجت
اال�ستقرار املايل والتجاري؛ وبالتايلّ ، ت�أثر قطاع النقل �إىل حد كبري بالأو�ضاع الأمنية،
املحلي الإجمايل لقطاع المال والتأمين والعقارات وتدمري و�سائل النقل ،والبنية التحتية ،ونق�ص
انخفا�ض ًا �سنوي ًا بن�سبة %19.6يف عام .2014ومن الوقود ،وانعك�س ذلك على الناجت املحلي الإجمايل
اجلدير بالذكر �أن الناجت املحلي الإجمايل للقطاع للنقل الذي �شهد تراجع ًا �سنوي ًا قدره %11.1يف عام
قد ح�سب بالأ�سعار الثابتة لعام 2000للفرتة بني 2014مقارنة بعام .2013ويف عام ،2015ا�ستمر
2001و ،2010على غرار قطاع ال�صناعة الرتاجع ولكن بوترية �أبط�أ ،حيث انكم�ش الناجت
التحويلية ،با�ستخدام ُمكم�ش القطاع املايل العام. املحلي الإجمايل لقطاع النقل بن�سبة %3.3يف
وبالتايل ،قام املركز ال�سوري لبحوث ال�سيا�سات الن�صف الأول و %11.3يف الن�صف الثاين مقارنة
ب�إعادة ح�ساب الناجت املحلي الإجمايل احلقيقي بالفرتة نف�سها من عام 2014؛ وبالتايل ،من املتوقع
اخلا�ص لقطاع املال والت�أمني والعقارات با�ستخدام �أن ي�صل الناجت املحلي الإجمايل لهذا القطاع �إىل
ُكم�ش
كم�ش معدل للقطاع اخلا�ص ،وهو متو�سط امل ّ ُم ّ %26.8من قيمته يف عام .2010ويعد النقل الربي
لكل القطاع اخلا�ص االقت�صادي با�ستثناء قطاعي امل�ساهم الرئي�سي يف قطاع النقل ،وما زال التنقل
ال�صناعة التحويلية واملال والت�أمني والعقارات .وبناء بر ًا يواجه �صعوبات كبرية نتيجة الأو�ضاع الأمنية وال
على ذلك ،مت تعديل الناجت املحلي الإجمايل �سيما داخل مناطق ال�شمال وال�شمال ال�شرقي من
شهد قطاع االتصاالت تراجع ًا
احلقيقي للقطاع فبلغ يف عام 2010حواىل 69.5 البالد وفيما بينها؛ �أما النقل اجلوي فيواجه
خالل 2015بلغ
مليار لرية �سورية بد ًال من الرقم ال�سابق والبالغ حتديات خطرية مبا يف ذلك التدمري الوا�سع للبنية
80.3مليار لرية �سورية.
22
SCPR-SYRIA.ORG
املبذولة لإ�صالح البنية التحتية املت�ضررة للمياه كما الإنتاج املحلي خالل هذه الفرتة ،وال �س ّيما الإنتاج
�أثر نق�ص الوقود �سلب ًا على عملية �ضخ املياه من الزراعي ،الأمر الذي �أعطى دفعة للأن�شطة
خالل ال�شبكات العامة؛ ونتيجة لذلك ،ت�ضطر الأ�سر التجارية ذات ال�صلة ،وهذا ما �أثّر بدوره �إيجاب ًا على
يف العديد من املناطق �إىل �شراء املياه من التجار اخلدمات امل�صرفية واملالية .وا�ستمر االجتاه
الذين يتمتع غالبيتهم باحلماية من قبل اجلماعات الإيجابي ،ولكن بوترية �أبط�أ ،خالل الن�صف الثاين
الع�سكرية ،ال �سيما يف مناطق النزاع� .إ�ضافة �إىل من عام ،2015فبلغت ن�سبة النمو %1.3مقارنة
ذلك ،ي�ستخدم العديد من الأطراف املتحاربة املياه التح�سن يف
ّ بالن�صف الثاين من عام � .2014إال �أن شهد إنتاج الكهرباء
وقطع �إمداداتها و�سيلة �ضغط لتحقيق مكا�سب �أمنية بتح�سن ناجت هذا القطاع خالل عام 2015ال يرتبط انخفاض ًا بلغ
ّ
%10.3
وع�سكرية غري �آبهني بالنتائج الكارثية على معي�شة الأداء االقت�صادي وامل�ؤ�س�ساتي ،وبالتايل ال يتوقع
الأ�سر وحياة �أفرادها. ا�ستدامته خا�صة مع زيادة نفوذ وتو�سع ال�شبكات
املالية غري الر�سمية وغري امل�شروعة واملحمية من
يتطلب اال�ستثمار يف �إعادة ت�أهيل �أو بناء م�ساكن جديدة قوى الت�سلّط املختلفة. مقارنة مع عام 2014
اال�ستقرار من الناحية الأمنية �إ�ضافة �إىل التح�سن يف
الظروف االجتماعية واالقت�صادية ،الأمر الذي مل لقد ت�سبب ا�ستمرار النزاع امل�سلح يف تدمري جزء
ي�شهده عام 2015وبالتايل ا�ستمر الت�أثري ال�سلبي على كبري من املمتلكات العقارية ،مبا يف ذلك املنازل
قطاع البناء والتشييد .ففي الن�صف الأول من العام، واملمتلكات التجارية ،كما ت�سببت الأزمة ب�إتالف
�سجل الناجت املحلي الإجمايل للقطاع انخفا�ض ًا بلغ
ّ الوثائق العقارية يف العديد من املناطق مما يهدد
%26.8مقارنة الفرتة املقابلة من عام ،2014و�شهد حقوق النا�س يف ملكياتهم ،وخا�صة مع وجود
هذا الناجت تراجع ًا �سنوي ًا قدره %23.3يف عام 2015 م�ؤ�س�سات �ضعيفة وفا�سدة .وجتدر الإ�شارة �أن
مقارنة بالعام ال�سابق. احلكومة �أطلقت عدد ًا من امل�شاريع العقارية يف
مناطق �سيطرتها� ،إال �أن بيئة الأزمة ال ت�سمح بتنفيذ
حاولت احلكومة ،خالل الأزمة ،حتقيق نوع من م�شاريع كهذه يف امل�ستقبل القريب ،مع العلم �أن
اال�ستقرار االقت�صادي من خالل اال�ستمرار يف دفع ر�أ�سمالية املحا�سيب املتحالفة مع قوى الت�سلط
�أجور القطاع العام والنفقات اجلارية ،ما �أدى �إىل ت�سيطر على معظم هذه امل�شاريع.
زيادة الأهمية الن�سبية لقطاع الخدمات الحكومية.
�إال �أن هذا القطاع يواجه ،يف ظل ا�ستمرار الأزمة، يواجه قطاع المرافق العامة م�صاعب كبرية نتيجة
حتديات خطرية ،تتمثل يف ندرة الإيرادات العامة، النزاع امل�سلح الذي �أدى �إىل تدمري هائل يف البنية
و�إعادة تخ�صي�ص جزء كبري من املوارد املالية التحتية للكهرباء واملياه �إ�ضافة �إىل ما �سببته الأزمة
للإنفاق الع�سكري� ،إ�ضافة �إىل االرتفاع الكبري يف من نق�ص حاد يف الوقود؛ فقد �شهد �إنتاج الكهرباء
الأ�سعار الذي ي�ؤدي �إىل تراجع الأجور احلقيقية تراجع ًا �سنوي ًا قدره %21.6يف عام 2014مقارنة
للقطاع العام .ويف عام ،2015تراجع الناجت املحلي بعام .2013و�شهد الن�صف الأول من عام 2015
الإجمايل للخدمات احلكومية بن�سبة %25.4يف انخفا�ض ًا يف �إنتاج الكهرباء بلغ %10.7مقارنة
الربع الأول ،و %32.5يف الربع الثاين مقارنة بالفرتة املقابلة من عام ،2014فبلغ االنكما�ش
بالربعني املقابلني من عام ،2014و�شهد هذا ال�سنوي %10.3يف عام .2015وجتدر الإ�شارة �إىل
القطاع يف الن�صف الثاين من العام تراجع ًا بن�سبة �أن جهود �صيانة قطاع الكهرباء املت�ضرر نتيجة
،%32.5الأمر الذي يعني انخفا�ض ًا �سنوي ًا لقطاع الأزمة واجهت حتديات كبرية نظر ًا للأو�ضاع
اخلدمات احلكومية بن�سبة %30.6يف عام 2015 الأمنية املرتدية يف العديد من املناطق �إ�ضافة �إىل
مقارنة بعام .2014 العقوبات التي يحظر مبوجبها على احلكومة
ا�سترياد قطع الغيار واملعدات الالزمة لأعمال
انكم�ش قطاع الخدمات الشخصية واالجتماعية يف الربع الأول ال�صيانة والإ�صالح والتجديد ،وترافق ذلك مع
من عام 2015ب�شكل طفيف بن�سبة %0.7مقارنة بالفرتة نق�ص حاد يف الوقود ،الأمر الذي �أدى �إىل تسبب استمرار النزاع
ذاتها من عام � .2014إال �أنه �سجل ارتفاع ًا قدره %4.1يف انقطاعات طويلة يف التيار الكهربائي ولكن الفرتات املسلح يف تدمري جزء
الربع الثاين ،وا�ستمر النمو الإيجابي للقطاع يف الن�صف املتفاوتة لهذه االنقطاعات بني املناطق خلقت حالة كبري من املمتلكات
الثاين من العام ليبلغ %2.4مقارنة بالفرتة ذاتها من عام من عدم امل�ساواة. العقارية ،مبا يف ذلك
.2014لقد �ساهم التح�سن الن�سبي يف �أداء قطاع الزراعة املنازل واملمتلكات
التجارية ،كام تسببت األزمة
خالل عام 2015ب�شكل �إيجابي يف منو اخلدمات ال�شخ�صية، �أما قطاع املياه وال�صرف ال�صحي ،فكان ناجته بإتالف الوثائق العقارية يف
كما انعك�ست الزيادة يف اخلدمات ال�صحية والتعليمية التي 2014 املحلي يف عام 2015قريب ًا من م�ستواه يف عام العديد من املناطق مام
تقدمها احلكومة �إ�ضافة �إىل املنظمات الوطنية والدولية الذي �شهد تراجع ًا �سنوي ًا بن�سبة %29.2مقارنة يهدد حقوق الناس يف
حت�سن ًا طفيف ًا يف اخلدمات االجتماعية. بعام .2013وقد �أعاقت الظروف الأمنية اجلهود ملكياتهم
23
مواجهة التشظي!
أوالً :اآلثار االقتصادية لألزمة تقرير يرصد آثار األزمة السورية 2015
وفيما يخ�ص هيكلية الناجت املحلي الإجمايل يوا�صل قطاع خدمات المنظمات غير الحكومية يف
القطاعية ،ارتفعت ح�صة قطاع الزراعة لت�صل �إىل عام 2015ت�سجيل ارتفاع ن�سبي يف معدل منوه
%28.7يف عام 2015مقارنة بــ %17.4يف عام ال�سنوي الذي قدر بنحو %50مقارنة بعام .2014
،2010تليها ح�صة قطاع النقل واالت�صاالت وقطاع و ُيعزى ذلك �إىل االنت�شار الوا�سع لعمل منظمات
التجارة الداخلية بن�سب بلغت %16.9و %14.9على املجتمع املدين ،واجلمعيات اخلريية ،وامل�ؤ�س�سات
التوايل ،كما �شهدت ح�صة قطاع اخلدمات الدولية ،التي تقدم الدعم االجتماعي والإن�ساين.
احلكومية تراجع ًا ملحوظ ًا من %17.9يف � 2014إىل وعلى الرغم من منوه الكبري ،فح�صته من الناجت
%13.1يف العام ( 2015ال�شكل .)4 املحلي الإجمايل ال تزال هام�شية.
الزراعة
2015 الصناعة االستخراجية
2014
الصناعات التحويلية
2013
املرافق العامة
2012
البناء والتشييد
2011
2010 التجارة الداخلية
النقل و االتصاالت
املال و التأمني والعقارات
الخدمات الحكومية
الخدمات االجتامعية
خدمات الجمعيات
24
SCPR-SYRIA.ORG
�شهد حتو ًال جذري ًا مع تطبيق �سيا�سة «عقلنة الدعم» �شهدت طبيعة االقت�صاد وهيكليته حت ّو ًال �سلبي ًا خالل
الذي خفّ�ض فاتورة الدعم من خالل زيادة �أ�سعار عام 2015مقارنة بفرتة ما قبل الأزمة ،فقد
امل�شتقات النفطية وال�سلع الأ�سا�سية؛ وت�سبب هذا يف تراجعت ح�صة اخلدمات احلكومية من الناجت
تدهور الطلب احلقيقي وتعميق الركود االقت�صادي املحلي الإجمايل ،ما يعك�س حت ّو ًال يف ال�سيا�سات
وارتفاع حاد يف الأ�سعار �إ�ضافة �إىل الدفع باجتاه احلكومية من حماولة لتحفيز الطلب يف ال�سوق
املزيد من الرتاجع يف قيمة اللرية ال�سورية .كما املحلية �إىل عملية تقلي�ص للإنفاق العام غري
فاقمت هذه ال�سيا�سات من تكلفة الإنتاج املحلي الذي الع�سكري ،مثل دعم ال�سلع الأ�سا�سية ،كما بات
ال من تبعات الأزمة ،و�ساهمت يف زيادة يعاين �أ�ص ً االقت�صاد معتمد ًا �إىل حد كبري على قطاع الزراعة
الأعباء على الفقراء الذين �أ�صبحوا ي�شكلون غالبية املرتبط بالتغريات املناخية� ،إال �أن ح�صة قطاعات
ال�سوريني ما دفعهم التخاذ قرارات �صعبة مثل املنظمات غري احلكومية واخلدمات االجتماعية
الهجرة ،واالن�ضمام �إىل �أن�شطة العنف ،و�/أو تقلي�ص ا�ستمرت يف النمو ا�ستجابة لالحتياجات الإن�سانية
نفقاتهم املنخف�ضة �أ�صالً. املتنامية .ومن اجلدير بالذكر �أنه بعد تعديل ناجت
قطاع ال�صناعة التحويلية قبل الأزمة ،تغريت ح�صته
وقد ا�ضطرت الأ�سر �إىل االعتماد على م�صادر بديلة من الناجت املحلي الإجمايل ب�شكل طفيف يف عام
للدخل كاملدخرات وبيع العقارات والأ�صول لتعوي�ض 2015مقارنة بعام ،2010على الرغم من التدهور
االنهيار يف قدرتها على اال�ستهالك ،وقد �ساهمت الكبري يف م�ستواه.
التحويالت املالية والدعم املايل اخلارجي يف ت�ضييق
الفجوة بني االحتياجات والدخل املتاح ،وي�صل هذا
الدعم عرب قنوات خمتلفة مبا فيها التحويالت من
الأقارب املغرتبني ،والدعم الإن�ساين املقدم من سياسات تقليص الطلب
وكاالت الأمم املتحدة و�/أو املجتمع املدين.
�أدى ت�صاعد النزاع وخروجه عن ال�سيطرة �إىل تدمري
وللأ�سف ،بقيت قدرة هذه امل�صادر البديلة على الآليات التقليدية للعملية االقت�صادية وت�شظيها �إىل
تفعيل الطلب االقت�صادي متوا�ضعة مقارنة با�ستمرار حد كبري يف جميع �أنحاء البالد ،وترافق تدمري
اخل�سائر االقت�صادية اال�ستثنائية .وجتدر الإ�شارة املقومات االقت�صادية خالل عام 2015مع �سيا�سات
�إىل �أن دور قوى العنف ميثل اجلانب املظلم يف عملية اقت�صادية جمتز�أة و�إجراءات غري خمططة �أثرت
الطلب؛ �إذ حولت هذه القوى املوارد لتخدم الأن�شطة �سلب ًا على الطلب االقت�صادي .وقد �أ�سفر انهيار
املرتبطة بالعنف من خالل تقدمي احلوافز عملية الإنتاج �إىل انكما�ش م�صادر الدخل التقليدية
االقت�صادية واالجتماعية للأفراد للم�شاركة يف هذه للأ�سر ،وبالتايل تراجع اال�ستهالك اخلا�ص احلقيقي
الأن�شطة التي تت�ضمن �إعادة توزيع الرثوة بالإكراه تراجع ًا كبري ًا .كما �أدى االرتفاع احلاد يف معدل
عن طريق ال�سلب ،والنهب ،واالبتزاز ،وال�سرقة، الت�ضخم ،الذي تباين ب�شكل وا�ضح بني املناطق� ،إىل
والتهريب� ،إ�ضافة �إىل االنخراط يف النزاع امل�سلح. زيادة االنخفا�ض يف م�ستوى الطلب احلقيقي.
كما جريت هذه القوى معظم الدعم اخلارجي
خلدمتها ،فتحول الدعم �إىل مورد للنزاع امل�سلح بد ًال حاولت �سيا�سات احلكومة ،حتى منت�صف عام ،2014
من م�ساعدة النا�س والتخفيف من ت�أثريات ال�صراع، تطبيق �سيا�سات حتفيز جزئية من خالل اال�ستمرار
وبات االقت�صاد ال�سوري ثقب ًا �أ�سو َد ميت�ص املوارد يف دفع الأجور وفاتورة الدعم ،مع تراجع الإنفاق
املحلية واخلارجية للحفاظ على ا�ستدامة ال�صراع. اال�ستثماري العام �إىل احلد الأدنى� .إال �أن عام 2015
25
مواجهة التشظي!
أوالً :اآلثار االقتصادية لألزمة تقرير يرصد آثار األزمة السورية 2015
الربع الرابع مقارنة بالربعني املقابلني من عام .2014 ُي�سلط التقرير ال�ضوء على ثالثة �أنواع من الطلب� ،أولها
وتراجعت الأجور احلقيقية يف القطاع العام ب�سبب الإنفاق اخلا�ص من قبل الأ�سر ،والثاين الإنفاق العام
ارتفاع الأ�سعار املت�أثرة بتطبيق �سيا�سات «عقلنة الدعم»، للحكومة ،والثالث ميثل �إنفاق قوى الأمر الواقع يف
فقد ُعك�ست هذه ال�سيا�سات االقت�صادية منذ منت�صف املناطق اخلارجة عن �سيطرة احلكومة والذي يختلف
عام 2014يف حماولة لزيادة املوارد املالية عن طريق عن الإنفاق اخلا�ص والعام� ،إذ ُيخ�ص�ص جزء من هذا
شهد العام 2015تراجع ًا كبير ًا
في االستهالك العام بنسبة زيادة الأ�سعار؛ �إال �أنها خلقت �ضغوط ًا ت�ضخمية ،وبالتايل الإنفاق للمجال الع�سكري وينفق اجلزء الآخر على
�ساهمت يف تدهور �أ�سعار �صرف اللرية ال�سورية مقابل اخلدمات؛ وي�سمي التقرير هذه ال�شريحة من الطلب
%33.1
مقارنة بعام 2014
العمالت الأجنبية .ونتيجة لذلك ،تراجعت ح�صة
اال�ستهالك العام من الناجت املحلي الإجمايل �إىل %31.6
يف عام 2015بعد �أن كانت قد بلغت %46.5يف عام
�إنفاق «�شبه عام» ،كما ُيعترب �إجمايل الإنفاق على
اجلوانب الع�سكرية �إنفاق ًا ا�ستهالكي ًا يعك�س �إعادة
تخ�صي�ص املوارد للحفاظ على ا�ستدامة ال�صراع حتى
،2013يف حني �سجلت ن�سبة قدرها %26.3يف عام «الن�صر».
.2010و�إ�ضافة �إىل ال�سيا�سات االقت�صادية� ،أدى الركود
احلاد وا�شتداد ال�صراع �إىل خ�سائر فادحة يف املوارد مع 2014 لقد تراجع اال�ستهالك اخلا�ص بن�سبة %17.4يف
ارتفاع حاد يف الأ�سعار وبالتايل تراجع القيمة احلقيقية مقارنة بعام ،2013و�سجل انخفا�ض ًا بن�سبة %0.7يف
لال�ستهالك العام. الربع الأول من عام 2015و %0.9يف الربع الثاين ،ثم
تراجع بن�سبة %3.3يف الربع الثالث و %5.9يف الربع
يع ّرف التقرير االستهالك «شبه العام» ب�أنه فئة �إنفاق الرابع مقارنة بالأرباع ذاتها لعام .2014وب�شكل عام،
جديدة لي�ست عامة ولي�ست خا�صة تتم يف املناطق تراجع متو�سط م�ستوى �إنفاق الأ�سرة �إىل عتبة ا�ستثنائية
اخلارجة عن �سيطرة احلكومة ،وتتحكم بها قوى �أمر تعك�س املعاناة ال�شديدة التي يعي�شها النا�س يف جميع
واقع خمتلفة ا�ستحوذت على ال�سلطة يف هذه املناطق؛ �أنحاء �سورية .وقد قاد االقت�صاد املت�شظي والقواعد
وقد لعبت هذه اجلهات دور ال�سلطة العامة يف فر�ض املتفاوتة احلاكمة له باختالف املناطق� ،إىل فوارق كبرية
الأتاوات وال�ضرائب ،بالإ�ضافة �إىل �إعادة تخ�صي�ص يف امل�ستوى املعي�شي للأ�سر بني املناطق وداخل املنطقة
املوارد والدعم اخلارجي وفق ًا الحتياجاتها .ومن الأهمية نف�سها .ومن جانب �آخر ،غنم �أمراء احلرب والنخبة
مبكان متييز هذا الإنفاق عن الإنفاق العام الذي يرتكز النافذة ريوع ًا و�أرباح ًا هائلة من خالل االحتكار والنهب
�أغلبه يف املناطق التي ت�سيطر عليها احلكومة. والأتاوى �إ�ضافة �إىل ا�ستخدامهم امل�ساعدات الإن�سانية
والدعم اخلارجي امل�س ّي�س.
بلغت تقديرات اال�ستهالك �شبه العام مبا يف ذلك
الإنفاق الع�سكري ،يف عام 2011معد ًال منخف�ض ًا جداً و�إىل جانب الت�أثري امل�أ�ساوي لت�صعيد ال�صراع ،ح ّملت
و�صل �إىل %0.09من الناجت املحلي الإجمايل ،وارتفع ال�سيا�سات االقت�صادية يف عام 2015الأ�سر �ضغوط ًا
�إىل ،%2.1ثم ،%5.9و�إىل ،%10.1و %13.2يف الأعوام حدت من قدرتها على �شراء و�/أو احل�صول على ج ّمة ّ
،2014 ،2013 ،2012و 2015على التوايل (ال�شكل .)5 ال�سلع واخلدمات الالزمة ،فقد �أ�ص ّرت هذه ال�سيا�سات
ويعك�س ذلك ت�صاعد ال�صراع و�إ�شرتاك عدد �أكرب من على حترير �أ�سعار املواد الغذائية الأ�سا�سية وامل�شتقات
الفاعلني يف النزاع امل�سلح وازدياد نفوذهم ،الأمر الذي النفطية وتخفي�ض فاتورة الدعم الذي كان ُيعترب من
�ساهم يف ظهور اقت�صادات مت�شظية ومبعرثة يف �سورية الركائز الأ�سا�سية ل�ضمان احلد الأدنى من احتياجات
مرتافقة مع �سيا�سات و�إجراءات خمتلفة تغذي العنف الأ�سر .و�أجربت هذه الظروف الأ�سر على تغيري �أمناط
ب�شكل �أ�سا�سي .ومت م�أ�س�سة التوزيع اجلديد للموارد ا�ستهالكها ملعظم ال�سلع احليوية واخلدمات ،مبا يف ذلك
ونظام احلوافز لدعم قوى الأمر الواقع �ضد مناف�سيها، املواد الغذائية الأ�سا�سية ،وال�سكن ،واخلدمات ال�صحية.
�إ�ضافة �إىل ا�ستخدام النفقات من قبل هذه القوى
ك�أدوات رئي�سية للمحافظة على �سلطاتها خالل الأزمة. عدل التقرير منهجية تقدير الدعم من خارج املوازنة، ّ
وخا�صة دعم امل�شتقات النفطية والكهرباء ،وذلك
ب�إ�ضافته �إىل اال�ستهالك العام (ومت تطبيق املنهجية
«قاد االقتصاد املتشظي والقواعد على �سل�سلة البيانات ،)1992-2015كما �أ�ضيفت
الزيادة يف الإنفاق الع�سكري العام خالل الأزمة �إىل هذا
املتفاوتة الحاكمة له باختالف املناطق، اال�ستهالك العام.
إىل فوارق كبرية يف املستوى وقد �شهد العام 2015تراجع ًا كبري ًا يف اال�ستهالك العام
املعييش لألرس بني املناطق وداخل بن�سبة %33.1مقارنة بعام 2014؛ �إذ انخف�ض %32.2
يف الربع الأول من العام ،و %31.5يف الربع الثاين ،وقدر
املنطقة نفسها» االنخفا�ض بنحو %35.6يف الربع الثالث و %33.3يف
26
SCPR-SYRIA.ORG
(5ب)
2010 364 776 القطاعات
2015Q4 473 -182 2341
عام �شبه عام خا�ص
و�أ�سعار ال�صرف ،و�أدى �إىل تقل�ص حاد يف الإنفاق ُيعترب االستثمار حمرك االقت�صاد يف الأو�ضاع الطبيعية،
اال�ستثماري احلقيقي .وجتدر الإ�شارة �إىل �أن الأفراد ،يف لكنه من �أوائل املت�ضررين يف �أي �صراع ،فاال�ستثمار
بع�ض املناطق ،يعملون على التك ّيف مع غياب مقومات يحتاج �إىل بيئة من اال�ستقرار واالجتماعي واالقت�صادي
اال�ستثمار من خالل �إقامة م�شاريع �صغرية تلبية للطلب وال�سيا�سي والقانوين .وقد ت�سبب النزاع امل�سلح يف �سورية
املبا�شر وق�صري الأجل. بت�صدع الركائز الأ�سا�سية لبيئة اال�ستثمار� ،إذ �شهدت
امل�ؤ�س�سات االقت�صادية ا�ستفحا ًال للتق�صري واخللل يف
ري مع حتول �أولوياتت�ضرر االستثمار العام ت�ضرر ًا كب ً الأمور املتعلقة بحقوق امللكية و�سيادة القانون وامل�ساءلة؛
احلكومة �إىل الإنفاق الع�سكري والأجور العامة .وخالل فال�صراع خلق م�ؤ�س�سات مرتبطة بالعنف ،يحكمها
عام ،2015انخف�ض اال�ستثمار العام بن�سبة %15.0يف اخلوف والإكراه� ،أعادت توزيع املوارد خلدمة قوى الأمر
الربع الأول ،و %23.0يف الربع الثاين ،و�أ�شارت الواقع املتحاربة .وتختلف هذه امل�ؤ�س�سات املت�شظية
الإ�سقاطات �إىل زيادة االنكما�ش بن�سبة %36.0يف الربع واملبعرثة ،من حيث وظائفها و�أ�شكالها ،اختالف ًا كبري ًا
الثالث ،و %35.7يف الربع الرابع مقارنة بالربعني املقابلني باختالف املناطق داخل البالد ،ولكنها تت�شارك يف
من عام 2014؛ ومن املقدر �أن يبلغ اال�ستثمار العام معاداة التنمية والتمحور حول العنف والعمل �ضمن بيئة
بالأ�سعار الثابتة ما ن�سبته %7مما كان عليه عام .2010 غري م�ستقرة وغري �آمنة.
وقد قامت قوى الأمر الواقع يف املناطق اخلارجة عن لقد �أدى الدمار الهائل الذي �أ�صاب ر�أ�س املال املادي �إىل
�سيطرة احلكومة بتنفيذ م�شاريع ا�ستثمارية حمدودة تال�شي ثروة البالد املرتاكمة عرب الأجيال ،مبا يف ذلك
للمحافظة على بع�ض اخلدمات الأ�سا�سية .و ُق ّدر هذا امل�صانع والبنية التحتية واملعدات واملباين .و�أ�سفر
االستثمار شبه العام بن�سبة %0.05من الناجت املحلي ا�ستمرار ال�صراع عن ت�شظي الأ�سواق وفقدان التوا�صل
الإجمايل يف عام 2012وارتفع �إىل %0.24يف عام فيما بينها� ،إ�ضافة �إىل الأثر ال�سلبي الكبري على البيئة
،2013و�إىل %0.42يف عام ،2014وقدرت هذه الن�سبة اال�ستثمارية ج ّراء فقدان جزء �ضخم من ر�أ�س املال
من المقدر أن يبلغ االستثمار
بنحو 0.41%فقط من الناجت املحلي الإجمايل يف عام الب�شري نتيجة االرتفاع الهائل لأعداد النازحني العام باألسعار الثابتة ما نسبته
.2015وتعترب هذه الن�سبة منخف�ضة مقارنة باحلاجات والالجئني والزيادة امل�أ�ساوية يف �أعداد القتلى
اال�ستثمارية لهذه املناطق ،لأن ال�سيا�سات والقواعد التي
تفر�ضها القوى امل�سيطرة تتمحور ب�شكل رئي�سي حول
احلفاظ على �أولوية الإنفاق الع�سكري.
واجلرحى .كما ت�ضرر اال�ستثمار كثري ُا مع انهيار
م�ؤ�شرات االقت�صاد الكلي ،مبا يف ذلك معدل البطالة،
والدين العام ،والعجز التجاري ،ومعدالت الت�ضخم،
%7
مما كان عليه عام 2010
27
مواجهة التشظي!
أوالً :اآلثار االقتصادية لألزمة تقرير يرصد آثار األزمة السورية 2015
امل�سلح ،مبا يف ذلك �إغالق معظم املعابر احلدودية مع تراجع االستثمار الخاص يف عام 2015بن�سبة %5
الأردن والعراق ،وارتفاع حدة املعارك يف مناطق مقارنة بعام � ،2014إذ انخف�ض يف الربع الأول من العام
متعددة؛ كما يعترب تطبيق ال�سيا�سات احلكومية الرامية بن�سبة ،%19.3ويف الربع الثاين بن�سبة � ،%5.3إال �أن
حدت من�إىل حترير الأ�سعار من �أهم العقبات التي ّ الإ�س�سقاطات �أ�شارت �إىل ارتفاع بن�سبة %4.4يف الربع
اال�ستثمار اخلا�ص� ،إذ زادت التكلفة االقت�صادية للإنتاج الثالث ،و %0.7يف الربع الرابع (ال�شكل .)6مل ي�شهد
املحلي ،وبالتايل �ساهمت يف تدهور اال�ستهالك الفعال واقع اال�ستثمار اخلا�ص حت�سن ًا يف معظم القطاعات
وانخفا�ض �أ�سعار �صرف اللرية ال�سورية وتذبذبها مقابل االقت�صادية ،حتى يف املناطق الآمنة ن�سبي ًا ،وذلك
العمالت الأجنبية. ال�ستمرار وجود العقبات املرتبطة بالأزمة والنزاع
الشكل ( :6أ) االستثامر ومكوناته بأسعار عام 2000الثابتة (مبليارات اللريات السورية) (ب) استثامر عام
2010والخسائر املرتاكمة حتى عام 2015بأسعار عام 2000الثابتة (مبليارات اللريات السورية)
( 6أ)
330
325
ﻋﺎم ﺧﺎص
2010 144 2010 193
2011 115 2011 184
183
2014 16 2014 38
2015 11 2015 36
114
95
2010 0 2010 -8
77
( 6ب) 2011 0 2011 26
2012 0 2012 54
2 46
ﻋﺎم
2013 2013
2014 2 2014 39
144
2010
2011
2012
2013
2014
2015
2010 2015 2 2015 28
2015Q4
يعتمد االقت�صاد ال�سوري �إىل حد كبري على امل�ستوردات ب�سبب يف عام ،2015بلغت قيمة �إجمايل اال�ستثمار العام واخلا�ص
ﺷﺑﮫ ﻋﺎم تدهور الإنتاج املحلي يف العديد من القطاعات مبا يف ذلك %9.2فقط من الناجت املحلي الإجمايل� ،أي �أقل من معدل
2015 -6 املواد الغذائية والطبية وامل�شتقات النفطية .وقد واجهت االهتالك ال�سنوي الطبيعي ملخزون ر�أ�س املال ،مما ي�ؤدي �إىل
امل�ستوردات �صعوبات كثرية ،منها فر�ض العقوبات الدولية �صايف ا�ستثمار �سلبي ي�صل �إىل معدالت غري م�سبوقة �إذا �أخذ
ﺧﺎص على امل�ؤ�س�سات واملن�ش�آت وعلى املعامالت املالية والت�أمني، باالعتبار تدهور خمزون ر�أ�س املال وتدمريه نتيجة الأزمة.
مما �أعاق القدرة على ا�سترياد ال�سلع الأ�سا�سية .وقد �أدت
2010 193 هذه ال�صعوبات �إىل ظهور �سوق �سوداء �ضخمة للتبادل انخف�ضت ال�صادرات يف عام 2015بن�سبة %20.9يف الربع
2015Q4 689
التجاري مع �سورية الأمر الذي انعك�س ارتفاع ًا كبري ًا يف تكلفة الأول ،و %27.3يف الثاين ،و %33.0يف الثالث ،و %35.7يف
امل�ستوردات ،و�سمح لقوى الت�سلط باحتكار جتارة ال�سلع الربع الرابع مقارنة بالأرباع املقابلة لها من عام .2014
واخلدمات الأ�سا�سية .وت�أثر التبادل التجاري باملواقف واعتمد الت�صدير ب�شكل رئي�سي على بع�ض املواد اخلام،
اﻟﺗﻐﯾر ﻓﻲ اﻟﻣﺧزون ال�سيا�سية املختلفة لل�شركاء التجاريني� ،إذ اعتمد كل طرف والأغنام والفاكهة ،واخل�ضار؛ وجتدر الإ�شارة �إىل �أن حركة
-8 2010
من الأطراف املتحاربة على حتالفاته لت�سهيل م�صاحله ال�صادرات ت�أثرت �سلب ًا نتيجة �إغالق العديد من املعابر
التجارية امل�شروعة وغري امل�شروعة .وعالوة على ما �سبق� ،أدى احلدودية �إ�ضافة �إىل ا�ستمرار املعارك واحتدامها يف بع�ض
-287 2015Q4
تعقيد ال�صراع �إىل ظهور بع�ض احلاالت املتناق�ضة ط ّورت املناطق .وكان ل�سيا�سات التحرير االقت�صادي الأخرية �آثار
فيها الأطراف املتحاربة عالقات تعاون اقت�صادي فيما بينها! ج ّمة على الت�صدير ب�سبب االرتفاع الكبري يف تكلفة الإنتاج
إﺟﻣﺎﻟﻲ ﺗﻛوﯾن رأس اﻟﻣﺎل املحلي ،الذي يعاين �أ�ص ًال من عقبات كثرية ،مما �ساهم يف
2010 330 %29 و�سجلت امل�ستوردات خالل عام 2015انكما�ش ًا بن�سبة
ّ زيادة ال�ضغوط الت�ضخمية وبالتايل انهيار يف �أ�سعار �صرف
مقارنة بعام 2014وذلك ب�سبب الرتاجع يف الطلب الف ّعال، اللرية ال�سورية ،الأمر الذي رفع بدوره تكلفة الواردات من
2015Q4 992
�إ�ضافة �إىل تدهور �سعر �صرف اللرية ال�سورية مقابل العمالت املدخالت الو�سيطة.
28
SCPR-SYRIA.ORG
والتحديات امل�شرتكة ،الراهنة واملحتملة ،التي تواجه التنمية. الأجنبية .وال يزال العجز التجاري كبري ًا ،على الرغم من
تراجعه الن�سبي عام � ،2015إذ بلغ %27.6من الناجت املحلي
ويف هذا ال�سياق ،ت�شري الإ�سقاطات �إىل �أن خ�سائر الناجت الإجمايل مقارنة بن�سبة %38.9يف عام .2014
املحلي الإجمايل حتى نهاية عام 2015بلغت 163.3مليار
دوالر �أمريكي ،منها 49.7مليار دوالر �أمريكي خ�سائر عام لقد ازداد انك�شاف االقت�صاد ال�سوري على العامل اخلارجي
2015وذلك باملقارنة بني �سيناريو الأزمة وال�سيناريو من خالل االعتماد ،على امل�ستوردات املم ّولة بالقرو�ض
اال�ستمراري .ويعترب التقرير الزيادة يف الإنفاق الع�سكري والت�سهيالت املالية اخلارجية .كما �أن طبيعة ال�صراع املمتدة
احلكومي والإنفاق الع�سكري للجماعات امل�سلحة خ�سارة وامل�ستمرة �أدت �إىل تدمري القدرة التناف�سية لالقت�صاد
اقت�صادية و�إعادة تخ�صي�ص املوارد من �أن�شطة �إنتاجية �إىل ال�سوري ،وق ّو�ضت �أ�س�س الرثوة والإنتاجية التي تراكمت على
عمليات تدمريية ،خا�صة �أن الإنفاق الع�سكري ملختلف مدى عقود .و�سبب هذا االنك�شاف االقت�صادي تفاقم ًا يف عجز
الأطراف هو جزء من الناجت املحلي الإجمايل الفعلي .وت�شري ميزان املدفوعات ،الذي ا�ستهلك االحتياطيات الأجنبية
الإ�سقاطات حتى نهاية عام � 2015إىل �أن الزيادة يف الإنفاق وغريها من الوفورات واملدّخرات ،وراكم ديون ًا �ضخمة �ستقع
الع�سكري للحكومة بلغت 14.5مليار دوالر �أمريكي� ،أما على كاهل الأجيال القادمة.
الإنفاق الع�سكري للجماعات امل�سلحة فيقدر بنحو 6مليار
دوالر �أمريكي خالل الأزمة .
6
يف عام � ،2015ش ّكل �إجمايل اال�ستهالك %112.6من الناجت
املحلي الإجمايل ،مما يدل على تراجع كبري يف الإدخار
ت�سبب ال�صراع ب�أ�ضرار ج ّمة �أ�صابت الأن�شطة االقت�صادية املحلي الذي ُيقدّر بناق�ص %12.6من �إجمايل الناجت املحلي؛
والرثوة املرتاكمة يف البالد ،وقد ا�ستفاد هذا التقرير يف كما �ش ّكلت امل�ستوردات %39من الناجت املحلي الإجمايل ،يف
ح�ساب خمزون ر�أ�س املال من م�سح حالة ال�سكان الذي �أجري حني �ش ّكلت ال�صادرات %11.4منه� .إن االعتماد على الدعم
يف عام ،2014وت�ض ّمن �س�ؤا ًال مف�ص ًال عن الأ�ضرار التي اخلارجي لتمويل التجارة والعجز يف ميزان املدفوعات يزيدان
وقعت على البنية التحتية ،واملباين ،واملن�ش�آت ،وامل�صانع؛ االقت�صاد ه�شا�شة ،ويهددان �إمكانية التعايف والتنمية
وبالتايل ،متكن التقرير من �إعادة تقومي خمزون ر�أ�س املال امل�ستقبلية.
املت�ضرر على م�ستوى املنا�إىلطق .وتُقدّر اخل�سائر يف خمزون
ر�أ�س املال بنحو 137.8مليار دوالر �أمريكي بالأ�سعار اجلارية
حتى نهاية عام ،2015كما ُيقدّر حجم خمزون ر�أ�س املال
الفعلي يف عام 2015مبا ن�سبته %32.8مما كان ميكن �أن الخسائر االقتصادية اإلجمالية:
يكون عليه يف «ال�سيناريو اال�ستمراري» (ال�شكل .)7وتت�ألف 254.7مليار دوالر أميركي
اخل�سارة يف خمزون ر�أ�س املال من ثالثة مكونات ،الأول هو
تراجع اال�ستثمارات ال�صافية والذي يعادل 47مليار دوالر �ش ّكل ت�صميم الإطار التحليلي لتقدير اخل�سائر االقت�صادية
�أمريكي ،و�سبق ح�سابها يف تقدير خ�سائر الناجت املحلي خالل الأزمة حتدي ًا دفع فريق البحث ،العامل على هذه
الإجمايل .واملكون الثاين هو خمزون ر�أ�س املال املعطل الناجت ال�سل�سلة من التقارير لر�صد �آثار الأزمة ال�سورية� ،إىل مراجعة
عن توقف �إ�سهام ر�أ�س املال املادي يف �إنتاج ال�سلع واخلدمات م�ستمرة للمعطيات وتطوير م�ستمر للمنهجية بغية الو�صول
والقيمة امل�ضافة ،ويبلغ 23.5مليار دوالر �أمريكي وهو كذلك �إىل الطرق الأكرث دقة ،وينطبق ذلك على ح�ساب اخل�سائر يف
مت�ضمن يف ح�ساب خ�سارة الناجت املحلي الإجمايل .واملكون الق�ضايا االجتماعية وم�ؤ�شرات التنمية الب�شرية� ،إن تطوير
الثالث هو خمزون ر�أ�س املال املدمر كلي ًا �أو جزئي ًا نتيجة منهجيات البحث عامل حا�سم يف فهم ديناميات الأزمة
النزاع امل�سلح ،وي�شمل ذلك امل�ؤ�س�سات العامة واخلا�صة املتغرية.
واملعدات والأبنية ال�سكنية وغري ال�سكنية املدمرة .ومل ي�ؤخذ
هذا املك ّون بعني االعتبار يف تقدير خ�سائر الناجت املحلي يقدم التقرير التقديرات والإ�سقاطات للقيمة امل�ضافة الفعلية
الإجمايل ،وبالتايل ينبغي �إ�ضافته �إىل اخل�سائر االقت�صادية (�أي �سيناريو الأزمة) والقيمة امل�ضافة التي كان ميكن �أن
الإجمالية .ويقدر خمزون ر�أ�س املال املدمر بـنحو 67.3مليار تتحقق يف حال عدم حدوث الأزمة (�أي ال�سيناريو
دوالر �أمريكي. اال�ستمراري) وذلك لكافة الأن�شطة االقت�صادية ويف جميع
املناطق ال�سورية التي تقع حتت ال�سيطرة احلكومية �أو
و�أخري ًا اعتُرب اال�ستخدام غري الر�سمي للنفط والغاز خ�سارة خارجها ،على �أ�سا�س ربع �سنوي .كما يقدر التقرير اخل�سائر .5سينشر المركز السوري لبحوث
السياسات في الفترة القادمة
لرثوات البالد� ،إذ �أ�صبح جزء ًا من �آلة العنف .وتُظهر اعتماد ًا على امل�ؤ�شرات الكمية لتجنب التقلبات ال�شديدة يف سلسلة من التقارير التي تتطرق
التقديرات �أن �إ�سقاطات الإنتاج غري الر�سمي للنفط والغاز الأ�سعار و�أ�سعار �صرف العمالت الأجنبية .ومن الوا�ضح �أن بشكل أساسي إلى االختالف
ت�صل �إىل 5.2مليار دوالر حتى نهاية عام � ،2015إال �أن جزء ًا االقت�صاد ال�سوري �أ�صبح يف حالة �شديدة من عدم التجان�س، وعدم المساواة بين المناطق في
من هذه اخل�سارة الذي ُيثل �سعر بيع النفط يف ال�سوق وذلك من حيث الظروف ،وامل�ؤ�س�سات ،واجلهات الفاعلة جميع أرجاء سورية.
.6تم الحساب باستخدام نتائج كوليير
ال�سوداء قد مت �إدراجه يف �إنفاق اجلماعات امل�سلحة ،وبالتايل وال�سيا�سات املطبقة يف خمتلف املناطق ؛ ومع ذلك ،كان من
5
وهوفلر باإلضافة إلى حسابات المركز
يف خ�سائر الناجت املحلي الإجمايل ،ما يجعل �صايف اخل�سارة الأهمية مبكان ر�سم ال�صورة العامة لالقت�صاد الإجمايل السوري لبحوث السياسات.
29
مواجهة التشظي!
أوالً :اآلثار االقتصادية لألزمة تقرير يرصد آثار األزمة السورية 2015
1.00
0.98
0.70
)ب( )أ(
0.64
0.58
الفاقد من
صافي االستثمار معطل متضرر 0.53
0.50 0.51
%34 %17 %49 0.46
0.48
0.45
0.44 0.44
0.43
2015Q3
2015Q2
2015Q1
2014Q4
2014Q3
2014Q2
2014Q1
2013Q4
2013Q3
2013Q2
2013Q1
2012
2011
2010
امل�ص��در :ح�س��ابات املرك��ز ال�س��وري لبح��وث ال�سيا�س��ات بن��اء عل��ى (ن�ص��ر ،وحم�ش��ي :2012bتقدي��رات خمزون ر�أ���س املال ال�س��وري .)2010-1965
اخل�سائر االقت�صادية الإجمالية 254.7مليار دوالر �أمريكي نتيجة الإنتاج غري الر�سمي للنفط والغاز يبلغ 3.6مليار دوالر
مع نهاية عام ( 2015اجلدول .)2وت�شكل خ�سارة الناجت �أمريكي ت�ضاف �إىل جمموع اخل�سائر االقت�صادية.
املحلي الإجمايل %64.1من �إجمايل اخل�سائر ،بينما ي�سهم
خمزون ر�أ�س املال املت�ضرر بـ %26.4منها ،يف حني ت�ش ّكل وبالتايل� ،أ�سفر النزاع امل�سلح يف �سورية عن خ�سائر اقت�صادية
الزيادة يف الإنفاق الع�سكري للحكومة ،%5.7والإنفاق �إجمالية تقدر مببلغ 6483مليار لرية �سورية بالأ�سعار الثابتة
الع�سكري للجماعات امل�سلحة ،%2.3والإنتاج غري الر�سمي لعام � ،2000أي ما يعادل %468من الناجت املحلي الإجمايل
للنفط والغاز %1.5من �إجمايل اخل�سائر االقت�صادية. لعام 2010بالأ�سعار الثابتة� .أما بالأ�سعار اجلارية ،فقد بلغت
2015 2015 2015 2015 2014 2014 2014 2014 2013 2013 2013 2013
املجموع 2012 2011
الربع 4 الربع 3 الربع 2 الربع 1 الربع 4 الربع 3 الربع 2 الربع 1 الربع 4 الربع 3 الربع 2 الربع 1
الخسارة اإلقتصادية
254.7 14.0 13.9 16.9 14.8 15.4 15.3 16.9 14.7 19.2 15.3 17.8 18.5 49.9 12.1
اإلجاملية (مليار دوالر)
خسارة الناتج املحيل
163.3 11.7 11.6 13.8 12.5 11.9 11.8 13.4 11.7 10.8 8.4 9.8 9.2 21.4 5.4
اإلجاميل (مليار دوالر)
أرضار مخزون رأس
67.3 1.0 1.0 1.2 0.9 1.8 1.8 1.8 1.8 6.5 5.6 6.4 8.1 23.7 5.7
املال (مليار دوالر)
زيادة اإلنفاق العسكري
14.5 0.6 0.5 0.9 0.6 0.7 0.7 0.9 0.6 1.1 0.8 1.1 0.8 4.3 0.9
الحكومي (مليار دوالر)
اإلنفاق العسكري
6.0 0.53 0.48 0.77 0.48 0.54 0.45 0.56 0.34 0.50 0.26 0.29 0.15 0.58 0.02 للجامعات املسلحة
(مليار دوالر)
خسارة الرثوات
5.2 0.27 0.41 0.45 0.37 0.63 0.84 0.47 0.39 0.35 0.38 0.34 0.34 0.00 0.00 (احتياطيات النفط
والغاز) (مليار دوالر)
عائدات النفط
1.7 0.09 0.14 0.14 0.14 0.16 0.21 0.16 0.14 0.13 0.13 0.13 0.13 0.00 0.00
للجامعات املسلحة
30
SCPR-SYRIA.ORG
عام � ،2015إذ تبنت احلكومة ا�سرتاتيجية لزيادة الإيرادات تخفيض العجز وتفاقم الركود
العامة من خالل �سيا�سة «عقلنة الدعم» التي خف�ضت الدعم
ب�شكل كبري من خالل حترير �أ�سعار ال�سلع الأ�سا�سية ،مثل ال�سيا�سة املالية هي الأداة الرئي�سية لل�سيا�سة االقت�صادية يف
اخلبز و�أ�سعار امل�شتقات النفطية ،وترافق ذلك مع انخفا�ض �سورية وتعك�س� ،إىل حد كبري ،الأولويات االجتماعية
حاد يف �أ�سعار النفط العاملية .ويف الوقت ذاته ،زادت احلكومة واالقت�صادية للبلد .ا�ستخدمت احلكومة املوازنة العامة خالل
�إيراداتها ب�شكل ملحوظ من خالل زيادة ال�ضرائب غري الأزمة للحفاظ �أو ًال على الإنفاق الع�سكري الذي نقل املوارد
املبا�شرة مثل �ضريبة اال�ستهالك ،والتح�صيل اجلمركي ،كما من الأن�شطة الإنتاجية �إىل عمليات تدمري ،وثاني ًا ملواجهة
رفعت قيمة عدد من الر�سوم ،كر�سوم ال�سيارات ،والر�سوم الركود العميق والرتاجع احلاد يف الطلب االقت�صادي من
العقارية .ونتيجة لذلك ،تراجع العجز احلكومي ب�شكل كبري، خالل زيادة الإنفاق العام على الرواتب والأجور واال�ستمرار يف
وقد بد�أت احلكومة يف بع�ض احلاالت ،مثل رفع �أ�سعار دعم امل�شتقات النفطية ،والكهرباء ،واملواد الغذائية الأ�سا�سية.
امل�شتقات النفطية ،بجني «الأرباح» ،وقد ا�ستطاعت هذه وترافق ذلك مع تراجع كبري يف اال�ستثمارات العامة نظر ًا
ال�سيا�سة تخفي�ض الإنفاق العام ب�شكل ملحوظ. لتحويل املوارد وتغري �أولويات الإنفاق �إ�ضافة �إىل ال�صعوبات
التي تعرت�ض تنفيذ اال�ستثمارات �ضمن بيئة تفتقد الأمان.
ويف عام ،2015بلغ الإنفاق العام ن�سبة %16.9من الناجت
املحلي الإجمايل اجلاري ،يف حني بلغت هذه الن�سبة %23.4يف �أدّى ت�صاعد الأزمة �إىل �إ�ضعاف الدور التقليدي لل�سيا�سة
عام .2014وتراجع الإنفاق العام املت�ضمن الدعم من خارج املالية يف العديد من املناطق داخل البالد ،خا�صة �أن مناطق
املوازنة والزيادة املتوقعة يف الإنفاق الع�سكري احلكومي خمتلفة �أ�صبحت خارج �سيطرة احلكومة وتعمل وفق قواعد
من %47.5من الناجت املحلي الإجمايل اجلاري يف عام 2014 اقت�صاد �سيا�سي جديدة؛ وبالتايل ،ف�إن هذه املناطق مل تت�أثر
�إىل 33.5%يف عام .2015ويعك�س هذا الرتاجع الكبري مبا�شرة بال�سيا�سة املالية للحكومة ،مما �أدّى �إىل تخفيف
�سيا�سات احلكومة اجلديدة حيث انخف�ضت فاتورة الدعم على العبء على املوازنة العامة ،وباملقابل تدهور دور ال�سيا�سة
ال�سلع من %14من الناجت املحلي الإجمايل اجلاري يف عام املالية يف االقت�صاد.
� 2014إىل %5.6يف عام ،2015كما تراجعت ن�سبة الأجور
والرواتب من %16يف عام � 2014إىل %11.4يف عام ،2015 تخ�ضع املناطق اخلارجة عن �سيطرة احلكومة لقوى �أمر واقع
و�سجلت الزيادة يف الإنفاق الع�سكري ما ن�سبته %13.2من غري متجان�سة ،عملت على ع�سكرة االقت�صاد وتخ�صي�ص
الناجت املحلي الإجمايل اجلاري يف كل من عامي 2014و.2015 معظم املوارد املتاحة للحفاظ على قدرتها يف ا�ستمرار
ال�صراع ،كما ا�ستخدمت �سلطتها لإعادة توزيع املوارد وفر�ض
وقد �أدت �سيا�سة «عقلنة الدعم» �إىل تراجع الإنفاق العام على �أ�شكال جديدة من ال�ضرائب والأتاوى والر�سوم .وعالوة على
الدعم وتخفي�ص عجز املوازنة العامة �إال �أن ذلك �س ّبب زيادة ما �سبق ،مت توجيه الإيرادات املحلية واخلارجية ب�شكل رئي�سي
يف تكلفة الإنتاج املحلي وال�ضغوط الت�ضخمية ،وبالتايل، خلدمة الإنفاق الع�سكري مع حد �أدنى من الإنفاق للحفاظ على
تدهورت قيمة العملة الوطنية .لقد �أ�ض ّرت هذه ال�سيا�سة اخلدمات الأ�سا�سية يف هذه املناطق؛ وقد �سمى التقرير هذا
باالقت�صاد ف�أ�سفرت عن انخفا�ض الطلب املحلي وزيادة تكلفة النوع من الإنفاق «�شبه عام» وقام بتحليله يف الق�سم ال�سابق.
الإنتاج والواردات الأمر الذي �ساهم يف تعميق االنكما�ش
(ال�شكل .)8 �شهدت ال�سيا�سة املالية حتو ًال منذ عام 2014وا�ستمر خالل
انكامش
انخفاض عجز ارتفاع إضايف يف
ارتفاع الفقر
امل�ص��در :املرك��ز ال�س��وري لبحوث املوازنة الفقر والبطالة
ال�سيا�س��ات.2016 ،
31
مواجهة التشظي!
أوالً :اآلثار االقتصادية لألزمة تقرير يرصد آثار األزمة السورية 2015
العامة احلقيقية .وقد �سجلت ن�سبة الإيرادات من ومن جانب الإيرادات ،عملت احلكومة على حت�صيل
الناجت املحلي الإجمايل اجلاري تراجع ًا من %6.2يف املزيد من الإيرادات اال�سمية من خالل زيادة الر�سوم
عام � 2014إىل %5.4يف عام .2015 وال�ضرائب وخا�صة ال�ضرائب غري املبا�شرة ،و�شكل
ال �إ�ضافي ًا لزيادة تكلفة الإنتاج املحلي
ذلك عام ً
وباملح�صلة ،تراجع عجز املوازنة ،كن�سبة من الناجت والواردات� .إال �أن احلكومة مل تطبق �ضريبة مبا�شرة
املحلي الإجمايل اجلاري ،من %17.2يف عام � 2014إىل فعالة على الأعمال يف القطاع اخلا�ص ،التي من
%11.5يف عام 2015؛ يف حني تراجع العجز مع الدعم املفرت�ض �أن تكون �أكرث عد ًال ،وذلك نظر ًا لغياب
من خارج املوازنة من � %28.0إىل %14.9خالل الفرتة امل�ؤ�س�سات القادرة على حماربة الف�ساد ومواجهة
نف�سها .وتراجع العجز الإجمايل املت�ضمن الدعم من ف�ضلت احلكومة ر�أ�سمالية املحا�سيب؛ وعلى العك�سّ ،
خارج املوازنة والزيادة الإنفاق الع�سكري من %41.2 اتباع الطريقة الأ�سهل لزيادة الإيرادات من خالل
من الناجت املحلي الإجمايل اجلاري يف عام � 2014إىل خف�ض الدعم وزيادة ال�ضرائب غري املبا�شرة والر�سوم،
%28.1يف عام .2015 الأمر الذي �أدى �إىل تراجع يف الإنفاق والإيرادات
5.4 4.9 6.0 4.2 7.7 6.2 7.4 11.7 19.3 24.1 اإليرادات
0.6 0.5 0.7 0.5 0.9 0.6 1.1 3.3 5.3 7.5 اإليرادات النفطية
اإليرادات الرضيبية
3.1 2.7 3.4 2.4 4.3 3.2 3.9 5.1 8.8 9.9
غري النفطية
16.9 16.5 19.3 12.8 21.9 23.4 23.3 27.3 28.7 27.2 النفقات
15.0 13.8 16.6 11.6 21.1 20.8 20.5 23.1 21.4 17.9 اإلنفاق الجاري
11.4 10.2 12.7 8.9 16.1 16.0 14.6 16.0 14.2 11.3 األجور والرواتب
1.2 1.4 1.2 0.8 1.5 1.5 1.5 1.5 1.4 1.3 السلع والخدمات
0.2 0.2 0.3 0.2 0.3 0.3 0.5 0.6 0.9 0.8 مدفوعات الفوائد
2.2 2.0 2.5 1.7 3.1 3.1 4.0 5.0 4.8 4.4 اإلعانات والتحويالت
1.9 2.7 2.6 1.2 0.8 2.6 2.8 4.2 7.3 9.2 اإلنفاق التنموي
-11.5 -11.6 -13.2 -8.6 -14.3 -17.2 -15.9 -15.6 -9.4 -3.0 رصيد املوازنة
32
SCPR-SYRIA.ORG
املحلية وتدهور الطلب املحلي �سي�ؤثران �سلب ًا يف القدرة يف عام ،2015زاد العجز الكبري يف املوازنة العامة من
على االحتفاظ بالدين عند هذا امل�ستوى. الدين العام اال�سمي؛ �إال �أن االرتفاع احلاد يف الأ�سعار
املحلية خفّ�ض القيمة احلقيقية للدين املحلي من %115
بوجه عام ،متكنت ال�سيا�سة املالية العامة خالل عام من الناجت املحلي الإجمايل اجلاري يف عام � 2014إىل
2015من خف�ض الدعم على ال�سلع وبالتايل العجز يف %93يف عام .2015يف املقابل ،زاد عبء الدين العام
املوازنة العامة؛ ولكنها ،يف الوقت نف�سه� ،أ�ض ّرت بالطلب اخلارجي مع تراجع قيمة العملة ،ويبني ال�شكل � 9أن
االقت�صادي وزادت تكلفة الإنتاج ورفعت الأ�سعار، الدين اخلارجي ارتفع من %47من الناجت املحلي
وبالتايل ،زادت من الفقر وعدم امل�ساواة .ومن اجلدير الإجمايل اجلاري يف عام � 2014إىل %63يف عام
بالذكر �أن الأداء يف �إدارة املوازنة العامة ،ومع ا�ستمرار .2015وبالتايل �ساهم التمويل بالعجز املرتافق مع
الأزمة� ،أ�صبح �أ�ضعف من حيث ال�شفافية والكفاءة حترير �أ�سعار ال�سلع يف تغيري الرتكيب الهيكلي للدين
وامل�ساءلة. العام؛ �إال �أن اخل�سارة الناجتة عن زيادة التكاليف
الشكل :9الدين اإلجاميل بحسب املك ّونني املحيل والخارجي (كنسبة مئوية من
الناتج املحيل اإلجاميل)2015-2010 ،
162
156
33
مواجهة التشظي!
أوالً :اآلثار االقتصادية لألزمة تقرير يرصد آثار األزمة السورية 2015
الشكل ( :10أ) سعر الرصف الرسمي وغري الرسمي من كانون الثاين 2013حتى كانون
األول 2015باللرية سورية لكل دوالر أمرييك( ،ب) سعر الرصف االسمي والحقيقي يف
الفرتة من آذار 2011وحتى كانون األول 2015باللرية السورية لكل دوالر أمرييك
300
200 350
300
150
250
100 200
150
50
100
0 50
12_15
11_15
10_15
9_15
8_15
7_15
6_15
5_15
4_15
3_15
2_15
1_15
12_14
11_14
10_14
9_14
8_14
7_14
6_14
5_14
4_14
3_14
2_14
1_14
12_13
11_13
10_13
9_13
8_13
7_13
6_13
5_13
4_13
3_13
2_13
1_13
12_12
11_12
10_12
9_12
8_12
7_12
6_12
5_12
4_12
3_12
2_12
1_12
12_11
11_11
10_11
9_11
8_11
7_11
6_11
5_11
4_11
3_11
2_11
1_11
12_15
11_15
10_15
9_15
8_15
7_15
6_15
5_15
4_15
3_15
2_15
1_15
12_14
11_14
10_14
9_14
8_14
7_14
6_14
5_14
4_14
3_14
2_14
1_14
12_13
11_13
10_13
9_13
8_13
7_13
6_13
5_13
4_13
3_13
2_13
1_13
�سعر ال�صرف احلقيقي �سعر ال�صرف الإ�سمي ال�سعر غري الر�سمي ال�سعر الر�سمي
الر�سمي وغري الر�سمي خالل عام � 2015شهدت ارتفاع ًا ويف خالل الربع الثالث من عام ،2015ا�ستمر الرتاجع
ملحوظ ًا ،مما حفز �أكرث للتعامل بالقطع الأجنبي يف ال�سوق احلا ّد يف �سعر ال�صرف ب�سبب العديد من العوامل مبا يف
ال�سوداء ،ويعك�س هذا الأمر عدم فعالية ال�سيا�سات النقدية. ذلك حماوالت ا�ستبدال اللرية ال�سورية باللرية الرتكية و/
�أو الدوالر الأمريكي يف بع�ض املناطق اخلارجة عن
ال�سيطرة احلكومية؛ الأمر الذي ميثل �أحد �أوجه ت�شظي
االقت�صاد .ويف �أيلول تراجع املعدل الو�سطي ال�شهري ل�سعر
كلفة المعيشة :ارتفاع غير قابل لالحتمال �صرف اللرية مقابل الدوالر الأمريكي مقارنة مب�ستواه يف
�شهر حزيران بن�سبة %10.7يف ال�سوق غري الر�سمية حيث
�أ�صدر املكتب املركزي للإح�صاء بيانات م�ؤ�شر �أ�سعار و�صل �سعر �صرف اللرية ال�سورية 332مقابل الدوالر
امل�ستهلك حتى �أيار من عام � ،2015إال �أن هذه البيانات مل الأمريكي الواحد ،وبن�سبة %5.9يف ال�سوق الر�سمية حيث
تعك�س ب�شكل كامل �أثر زيادة �أ�سعار ال�سلع الأ�سا�سية التي بلغ �سعر �صرف اللرية ال�سورية 250مقابل الدوالر
حدثت يف كانون الثاين .وبالتايل ،قام املركز ال�سوري الأمريكي الواحد .وتوا�صل الرتاجع يف قيمة العملة خالل
لبحوث ال�سيا�سات ب�إعادة ح�ساب البيانات الر�سمية مل�ؤ�شر الربع الرابع من عام 2015مع ا�ستمرار الأزمة و�سيا�سة
�أ�سعار امل�ستهلك حتى �أيار 2015وتقديره للأ�شهر ال�سبعة احلكومة يف زيادة �أ�سعار ال�سلع واخلدمات الأ�سا�سية.
�سجل م�ؤ�شر �أ�سعار امل�ستهلك
املتبقية من العام .وقد ّ و�أ�شارت التقديرات �إىل �إمكانية تراجع املعدل الو�سطي
ارتفاع ُا حاد ًا خالل الربع الأول من عام 2015بلغ %19.8 ال�شهري ل�سعر �صرف اللرية مقابل الدوالر الأمريكي يف
يف �آذار مقارنة ب�شهر كانون الأول من عام .2014وقد ت�أثر ال�سوق غري الر�سمية بن�سبة %13.1مقارنة مب�ستواه يف
هذا االرتفاع بالزيادة يف �أ�سعار الوقود بن�سبة ،%56 �شهر �أيلول ،وبن�سبة %10.5يف ال�سوق الر�سمية.
واخلبز بن�سبة ،%40والغاز املنزيل بن�سبة .%45وا�ستمر
هذا االرتفاع خالل الربع الثاين ولكن بوترية �أبط�أ� ،إذ زاد ومع نهاية عام ،2015ت�شري الإ�سقاطات �إىل انخفا�ض �سنوي
م�ؤ�شر �أ�سعار امل�ستهلك بن�سبة %3.9يف حزيران مقارنة يف قيمة اللرية ال�سورية قدره %45.5يف ال�سوق غري
مب�ستواه يف �آذار .2015وبينت الإ�سقاطات �أن م�ؤ�شر �أ�سعار الر�سمية ليبلغ �سعر �صرف اللرية ال�سورية 382مقابل
امل�ستهلك �شهد زيادة �أخرى بن�سبة %23.2يف الن�صف الدوالر الأمريكي الواحد ،وبن�سبة %36.2يف ال�سوق
الثاين من عام 2015حتى كانون الأول مقارنة مب�ستواه الر�سمية لي�صل �سعر �صرف اللرية ال�سورية �إىل 279للدوالر
�سجله يف حزيران ( ال�شكل .)11وعالوة على ما الذي ّ الأمريكي الواحد ( ال�شكل �( 10أ)) .يف حني ،ترافق تراجع
�سبق ،من املالحظ �أن الأ�سعار يف مناطق النزاع واملناطق قيمة �سعر �صرف اللرية ال�سورية مع ا�ستقرار ن�سبي يف �سعر
املحا�صرة تكون �أعلى بكثري ،مما يحقق هوام�ش ربح كبرية ال�صرف احلقيقي ب�سبب ارتفاع الأ�سعار املحلية ( ال�شكل 10
لتجار احلرب الذين يحتكرون الأ�سواق يف هذه املناطق. (ب)) .ومن اجلدير بالذكر� ،أن الفجوة بني �سعري ال�صرف
34
SCPR-SYRIA.ORG
900
800
700
600
500
400
300
200
100
0
12_15
11_15
10_15
12_14
11_14
10_14
12_13
11_13
10_13
9_15
8_15
7_15
6_15
5_15
4_15
3_15
2_15
1_15
9_14
8_14
7_14
6_14
5_14
4_14
3_14
2_14
1_14
9_13
8_13
7_13
6_13
5_13
4_13
3_13
2_13
1_13
رفع �أ�سعار اخلبز رفع �أ�سعار امل�شتقات النفطية
امل�ص��در :املكت��ب املرك��زي للإح�ص��اء وح�س��ابات امل�ؤلف�ين حت��ى �أي��ار � ،2015إ�س��قاطات امل�ؤلف�ين م��ن حزي��ران وحت��ى كانون الأول 2015
35
مواجهة التشظي!
أوالً :اآلثار االقتصادية لألزمة تقرير يرصد آثار األزمة السورية 2015
املنظم .ومن اجلدير بالذكر �أن م�شاركة الإناث يف قوة ويف بيئة الأزمة ،بات «القطاع» الوحيد الذي �شهد منو ًا
العمل تراجعت ب�شكل حاد كونهن من ال�ضحايا املبا�شرين كبري ُا هو العنف ،الأمر الذي �أعاد هيكلة االقت�صاد على
للنزاع امل�سلح. �أ�سا�س الأن�شطة املرتبطة به .وعملت قوى الت�سلط على
جتنيد النا�س ب�شكل مبا�شر لينخرطوا يف الأعمال
قام التقرير مبراجعة م�ؤ�شرات �سوق العمل خالل �سنوات الع�سكرية� ،أو ب�شكل غري مبا�شر من خالل «تنظيم» عمل
الأزمة باالعتماد على نتائج م�سح حالة ال�سكان الذي �أجري الأن�شطة غري القانونية مثل التهريب ،واالحتكار ،وال�سرقة،
يف عام ( 2014املركز ال�سوري لبحوث ال�سيا�سات،)2016 ، والنهب ،وجتارة الأ�سلحة ،واالجتار بالب�شر؛ وقد بلغت
وقد تغري تقدير عدد ال�سكان يف �سورية وفق ًا للم�سح ،الأمر ن�سبة العاملني يف هذه الأن�شطة غري امل�شروعة عام 2014
الذي �ساعد على �إعطاء �صورة �أكرث دقة وتف�صي ًال عن نحو %17من ال�سكان النا�شطني اقت�صادي ًا داخل �سورية
م�ؤ�شرات وبيئة العمل يف خمتلف املناطق يف �سورية. (املركز ال�سوري لبحوث ال�سيا�سات.)2016 ،
فكان من املتوقع �أن ينخف�ض معدل الت�شغيل ب�شكل طفيف ر ّكزت الإ�صدارات ال�سابقة من هذا التقرير على االنت�شار
من %23.5يف � 2014إىل %22.2مع نهاية عام 2015؛ الهائل لل�شبكات املرتبطة بالعنف املنظم والعابرة للحدود،
كما ارتفعت ن�سبة البطالة من %48.9يف الربع الأول من التي خلقت �شبكة من امل�صالح اجلديدة داخل �سورية
عام � 2014إىل %52.2مع نهاية ذلك العام لت�صل �إىل وخارجها ،ومع احتدام النزاع �أ�صبحت هذه ال�شبكات �أكرث
%52.7يف عام .2015وميكن تف�سري انخفا�ض وترية نفوذ ًا فا�ستحوذت على مزيد من التمويل وال�سطوة .ويتم
تدهور ن�سبة البطالة يف عام ،2015على الرغم من م�أ�س�سة عمل هذه ال�شبكات وتقدمي احلوافز لها وللعاملني
ا�ستمرار الركود االقت�صادي ،من خالل احلفاظ على جزء بها من خالل و�ضع قواعد وت�شريعات �سيا�سية،
كبري من الت�شغيل يف القطاع العام بغ�ض النظر عن واجتماعية ،واقت�صادية جديدة ،الأمر الذي يدمي
الإنتاجية �إ�ضافة �إىل ازدهار الأعمال املرتبطة بالعنف. ال�صراع ،وي�سيء للنا�س ،و ُيع ّمق �إح�سا�سهم باالغرتاب.
وباملقارنة بني «ال�سيناريو اال�ستمراري» و«�سيناريو الأزمة»، وفر�ضت قوى الت�سلط الداخلية واخلارجية املختلفة ،داخل
ت�شري النتائج �إىل �أن �سوق العمل يخ�سر 3.52مليون املناطق اخلا�ضعة ل�سيطرتها� ،شروط ًا وظروف عمل غري
فر�صة عمل مع نهاية عام ( 2015ال�شكل )12؛ وباملقارنة متجان�سة وخمتلفة لكنها متتلك �سمات م�شرتكة من حيث
بني «�سيناريو الأزمة» وم�ؤ�شرات عام ،2010تبلغ خ�سارة انعدام فر�ص العمل ،وغياب ظروف العمل الالئقة،
�سوق العمل 2.69مليون فر�صة عمل. وتراجع الأجور احلقيقية ،وانت�شار قطاع اخلدمات غري
2012 33.6%
2013Q1 36.0%
2013Q2 39.4%
2013Q3 43.2%
2013Q4 47.1%
2014Q1 48.9%
2014Q2 50.1%
2014Q3 51.2%
2014Q4 52.2%
2015Q1 52.7%
2015Q4
2015Q3
2015Q2
2015Q1
2014Q4
2014Q3
2014Q2
2014Q1
2013Q4
2013Q3
2013Q2
2013Q1
2012
2011
2015Q2 52.6%
36
SCPR-SYRIA.ORG
الت�شظي عام 2015من خالل ال�سعي ال�ستخدام مل ينعك�س فقدان فر�ص العمل على العمال فقط بل على
عمالت خمتلفة داخل �سورية �إ�ضافة �إىل اختالف �أ�سرهم �أي�ض ًا؛ وبافرتا�ض تطبيق ن�سبة الإعالة نف�سها
العالقات االقت�صادية مع دول اجلوار ح�سب املناطق لعام � ،2010أي � 4.13أ�شخا�ص لكل فرد عامل ،ف�إن 13.8
وتطبيق �أنظمة حوافز غري متجان�سة فيما بينها. مليون �سوري فقدوا م�صدر رزقهم وعملهم ،منهم 9.5
وتتمثل اخل�صائ�ص امل�شرتكة الوحيدة بني جميع مليون �شخ�ص ما زالوا داخل البالد.
املناطق يف االفتقار �إىل الأمن ،وتخ�صي�ص كل
املوارد ل�صالح ال�صراع ،وخلق فر�ص عمل مرتبطة
بالعنف ،وفر�ض ال�سلطة بالقوة .ب�شكل عام ،عانت
الر�شد
جميع املناطق يف �سورية من غياب ُ اقتصاد متشظ
االقت�صادي الهادف �إىل احلفاظ على مقومات
االقت�صاد مع احرتام حقوق الإن�سان وكرامته. لقد �أ�سفر النزاع عن تدمري هائل يف البنية واملقومات
وامل�ؤ�س�سات االقت�صادية ل�سورية ،كما �أ ّدت �إىل ن�ضوب
فقد االقت�صاد �سيادته ون�سج اقت�صاد العنف القائم ر�أ�س املال املادي والب�شري واالجتماعي �إ�ضافة �إىل
عالقاته يف جميع �أنحاء العامل من خالل البلدان و�/أو الأثر ال�سلبي الكبري على حوكمة االقت�صاد و�إدارته؛
ال�شبكات املنظمة املرتبطة بالعنف ،مما ك�شف �إال �أنه ميكن �إيجاز ت�أثريات �أخرى للأزمة على
االقت�صاد ب�شكل كامل لت�ستفيد منه جميع القوى االقت�صاد ال�سوري بالنقاط التالية:
با�ستثناء ال�شعب ال�سوري؛ ويف �سياق االنك�شاف
االقت�صادي الكامل ،ركّز الدعم اخلارجي املقدم �إىل •مت تغيري البنية االقت�صادية وحتويلها خلدمة
خمتلف اجلهات الفاعلة على الأن�شطة املرتبطة بالعنف. �أهداف و�أولويات خمتلف قوى الت�سلط التي تقوم
ب�إعادة تخ�صي�ص املوارد يف العنف والأن�شطة
وعالوة على ذلك ،ت�شظت القطاعات االقت�صادية املتعلقة به ،وترافق ذلك مع غياب �سيادة القانون،
الرئي�سية و�أخذت تواجه �صعوبات كبرية من حيث وحقوق امللكية ،وامل�ساءلة� ،إ�ضافة �إىل تفاقم
�إعادة تفعيلها وا�ستدامة عملها .فالقطاع الزراعي الف�ساد .وخلقت هذه البيئة االقت�صادية اجلديدة
يعتمد �إىل حد كبري على مياه الأمطار مما يزيد من غيت من �سلوك الفاعلني فاعلني جدد ًا و�/أو ّ
حالة عدم اليقني لكثري من العاملني يف هذا القطاع ً
ال�سابقني لي�صبحوا جزءا من قواعد اللعبة
والذين باتوا يعي�شون بالفعل يف حالة من الفقر املدقع، اجلديدة التي تفر�ض الهيمنة بالقوة ،وتقوم ببناء
�أما قطاع التجارة ،فيغلب عليه الطابع غري النظامي اقت�صاد �سيا�سي جديد يحافظ على ا�ستدامة
وعانى الكثري من الت�شوهات االقت�صادية نتيجة هيمنة النزاع .وعالوة على ذلك ،غابت الفعالية
الأن�شطة املرتبطة بالعنف .وترافق ذلك مع تراجع والإن�صاف ك�أهداف لل�سيا�سة االقت�صادية ،كما
كبري يف دور قطاع اخلدمات احلكومية التحفيزي يف قامت ال�سلطات بالت�ضحية بالأهداف التنموية
مواجهة انهيار الطلب وتدهور الإنتاج ،نتيجة �سيا�سة الرئي�سية و� /أو بالإجنازات التنموية ال�سابقة
احلكومة بالتخلي عن دعم امل�شتقات النفطية وال�سلع خلدمة ديناميكيات التنمية العك�سية.
الغذائية الأ�سا�سية مما �أ�سفر عن زيادة تكلفة الإنتاج
وبالتايل ارتفاع الأ�سعار وتدهور �سعر �صرف العملة •�أفرز النزاع امل�سلح العديد من قوى الأمر الواقع
الوطنية .وقد �أ�ض ّرت هذه ال�سيا�سة الواقع االقت�صادي التي ت�ستخدم الإكراه ،واخلوف ،والع�صبية لب�سط
ال ودفعت �إىل مزيد من الركود ،كما زادت املرتدي �أ�ص ً ال�سيطرة يف مناطق تواجدها ،وبالتايل بات
عبء الأزمة على الفقراء الذين يعانون للحفاظ على االقت�صاد ال�سوري مت�شظي ًا من حيث املوارد والقوى
معي�شتهم يف مثل هذه الظروف. احلاكمة والقواعد الناظمة للعمل .وتعزز هذا
37
ثانياً :اآلثار
االجتامعية
لألزمة
SCPR-SYRIA.ORG
39
مواجهة التشظي!
ثانياً :اآلثار االجتماعية لألزمة تقرير يرصد آثار األزمة السورية 2015
ارتفعت �أعداد املهاجرين غري الالجئني ،خالل عام ومع نهاية الربع الأول من عام ،2015وا�ستناد ًا �إىل م�سح
،2015ولكن بوترية �أبط�أ مقارنة بال�سنوات الأوىل من حالة ال�سكان لعام ،2014بلغ العدد الإجمايل لالجئني
النزاع ،ف�أغلبية القادرين على ال�سفر والراغبني فيه ال�سوريني حواىل 2.58مليون �شخ�ص ،وخالل الربع الثاين
غادروا بالفعل .ومن الأ�سباب الرئي�سية للزيادة ازداد عدد الالجئني ال�سوريني بنحو � 164.000شخ�ص.
الكبرية يف الهجرة خالل �سنوات الأزمة كان تدهور وكان من املتوقع �أن يزداد عددهم خالل الن�صف الثاين
أدى استمرار األزمة إلى الو�ضع االجتماعي واالقت�صادي ،واالنت�شار الوا�سع من العام ب�سبب احتدام العمليات الع�سكرية ال �سيما يف
مغادرة حوالى للعنف ،وانعدام الأمن ،والأهم من ذلك ،تال�شي املناطق ال�شمالية من البالد ،لتبلغ هذه الزيادة 177.000
الأمل يف التو�صل �إىل حل عادل ومن�صف للنزاع .ومع �شخ�ص خالل الربع الثالث ،و� 187.000شخ�ص خالل
%45
من السكان أماكن إقامتهم
قدر العدد الإجمايلحلول نهاية عام ُ ،2015ي ّ
للمهاجرين بحواىل 1.17مليون �شخ�ص ،منهم
7
2015
%100 %90 %80 %70 %60 %50 % 40 % 30 % 20 % 10 %0
امل�ص��در :تقدي��رات املرك��ز ال�س��وري لبح��وث ال�سيا�س��ات بن��اء عل��ى نتائ��ج م�س��ح حالة ال�س��كان2014 ،
40
SCPR-SYRIA.ORG
الب�شرية (برنامج الأمم املتحدة الإمنائي )2013 ،مع الأخذ %45 �أدى ا�ستمرار الأزمة والنزاع امل�سلح �إىل مغادرة حواىل
بعني االعتبار املدخالت املعدّلة. من ال�سكان يف �سورية �أماكن �إقامتهم الأ�صلية بحث ًا عن
ال�سالمة والأمان ،وذلك حتى نهاية 2015؛ نحو %60من
ي�ستخدم التقرير دليل التنمية الب�شرية لقيا�س م�ستوى التنمية ه�ؤالء املغادرين ا�ستمروا يف البقاء داخل �سورية كنازحني ،يف
الب�شرية ومقارنتها عرب الزمن والبلدان ،على الرغم من �أن حني %29باتوا الجئني يف اخلارج ،و %11هاجروا �إىل بلدان
هذا الدليل ال يعك�س جميع جوانب التنمية ،مثل تو�سيع �أو �أخرى (ال�شكل � 13أعاله)� .أدت حركة ال�سكان الناجمة عن
ت�ضييق اخليارات الإن�سانية ،وال �سيما يف جمال التنمية النزاع امل�سلح �إىل ت�شتيت الأ�سر و�إىل �إنتاج جمتمعات تزداد
الثقافية وامل�ؤ�س�ساتية ،الأمر الذي حاول التقرير تغطيته يف ت�شظي ًا مع ا�ستمرار النزاع� .إال �أن هذه املعاناة والكارثة
�أق�سام �أخرى .وقد مت تطبيق مقاربة املقارنة بني قيمة الدليل الإن�سانية التي يعي�شها ال�شعب ال�سوري يتم ا�ستغاللها من قبل
يف «ال�سيناريو اال�ستمراري» وقيمته يف «�سيناريو الأزمة» قوى الت�سلط املحلية والدولية امل�شاركة يف النزاع امل�سلح،
بغر�ض قيا�س ت�أثري الأزمة يف حالة التنمية الب�شرية يف البالد. وا�ستخدامها �أداة لتحقيق مكا�سب مالية ،و�سيا�سية ،وع�سكرية.
الشكل ( : :14أ) مك ّون الصحة ضمن دليل التنمية البرشية لسورية( ،2016-2005 ،ب) ترتيب سورية
يف دليل الصحة (باستخدام نتائج دليل التنمية البرشية لعام ،2010من أصل 195دولة)
)ب( )أ( 0.85
174 0.8
0.75
0.7
0.65
106
0.6
0.55
0.5
0.45
ال�س��يناريو اال�س��تمراري
0.4
�س��يناريو الأزمة 0.35
2016q4
2016q3
2016q2
2016q1
2015q4
2015q3
2015q2
2015q1
2014q4
2013
2012
2011
2010
2009
2008
2007
2006
2005
2016 2011
امل�ص��ادر :تقري��ر التنمي��ة الب�ش��رية حت��ى ع��ام 2011وتقدي��رات املرك��ز ال�س��وري لبح��وث ال�سيا�س��ات (لدلي��ل التنمي��ة الب�ش��رية ب�ين )2016-2012
م�ستويات التعليم الأعلى �إىل انخفا�ض يعادل %24.6يف ويف نهاية عام ،2015انخف�ض دليل التعليم بن�سبة
متو�سط �سنوات التمدر�س مقارنة ب ـ «ال�سيناريو %34.3مقارنة بعام 2010نتيجة تدهور معدالت
اال�ستمراري» .وبالنتيجة ،انخف�ض ترتيب �سورية عام االلتحاق باملدار�س واالنخفا�ض يف �سنوات التمدر�س� .إن
،2015يف دليل التعليم من � 124إىل 173من �أ�صل 187 ما يقرب من ن�صف الأطفال يف �سن التعليم الأ�سا�سي
دولة( .ال�شكل .)15 خارج املدر�سة منذ عام ،2014كما �أدى الت�س ّرب يف
41
مواجهة التشظي!
ثانياً :اآلثار االجتماعية لألزمة تقرير يرصد آثار األزمة السورية 2015
الشكل رقم ( :15أ) مك ّون التعليم ضمن دليل التنمية البرشية لسورية( ،2016-2005 ،ب) ترتيب
سورية يف دليل التعليم (باستخدام ترتيب دليل التنمية البرشية لعام ،2010من أصل 187دولة)
)أ(
0.60
)ب(
0.55
173
0.50
124
0.45
0.40
0.35
ال�س��يناريو اال�س��تمراري
امل�ص��ادر :تقري��ر التنمي��ة الب�ش��رية حت��ى ع��ام 2011وتقدي��رات املرك��ز ال�س��وري لبح��وث ال�سيا�س��ات (لدلي��ل التنمي��ة الب�ش��رية ب�ين )2016-2012
129 ويف عام ،2015تراجع دليل الدخل بن�سبة %24.3مقارنة بالعام ،2010وبالتايل تراجع ترتيب �سورية يف دليل الدخل من املرتبة
�إىل املرتبة 164من �أ�صل 190دولة (ال�شكل .)16ويعك�س هذا االنخفا�ض يف دخل الفرد ،الركود وتبدد الرثوة خالل النزاع.
الشكل رقم ( :16أ) مؤرش الدخل يف دليل التنمية البرشية لسورية( ،2016-2005 ،ب) مرتبة سورية
عىل دليل الدخل (باستخدام تراتبية ، 2010من مجموع 190دولة)
0.65
164
)ب( )أ(
0.60
129 0.55
0.50
0.45
0.40
�س��يناريو الأزمة
0.30
2016q4
2016q3
2016q2
2016q1
2015q4
2015q3
2015q2
2015q1
2014q4
2013
2012
2011
2010
2009
2008
2007
2006
2005
2016 2011
امل�ص��ادر :تقري��ر التنمي��ة الب�ش��رية حت��ى ع��ام 2011وتقدي��رات املرك��ز ال�س��وري لبح��وث ال�سيا�س��ات (لدلي��ل التنمي��ة الب�ش��رية ب�ين )2016-2012
42
SCPR-SYRIA.ORG
� 2010إىل 0.443يف الربع الرابع من عام ،2015الأمر لقد كان �أثر النزاع امل�سلح على املكونات الثالثة لدليل
الذي يجعل �سورية بني جمموعة الدول ذات «التنمية التنمية الب�شرية عام 2015مماث ًال لأثره عام 2014حيث
الب�شرية املنخف�ضة» .ونتيجة لذلك ،خ�سر دليل التنمية ا�ستمرت هذه ااملكونات يف م�ستواها املنخف�ض جد ًا .وقد
الب�شرية ل�سورية %29.8من قيمته مقارنة بالعام ،2010 �أظهرت نتائج «ال�سيناريو اال�ستمراري» �أن دليل التنمية
ونحو %32من قيمة دليل التنمية الب�شرية الذي كان من الب�شرية ل�سورية كان لريتفع من ( 0.631بعد ت�صحيح
املمكن حتقيقها حتى نهاية عام .2015تراجع ترتيب �سورية تقديرات ما قبل الأزمة) يف � 2010إىل 0.653بحلول نهاية
يف دليل التنمية الب�شرية الإجمايل ،وبا�ستخدام نتائج دليل عام 2015ما ي�ضع �سورية �ضمن جمموعة الدول ذات
التنمية الب�شرية لعام ،2010من املرتبة � 121إىل املرتبة 173 «التنمية الب�شرية املتو�سطة»� ،إال �أن «�سيناريو الأزمة» ُيبني
من جمموع 187دولة (ال�شكل .)17 الرتاجع يف دليل التنمية الب�شرية ل�سورية من 0.631يف
الشكل رقم ( :17أ) دليل التنمية البرشية لسورية( ،2016-2005 ،ب) ترتيب سورية يف دليل التنمية
البرشية (باستخدام تراتبية العام ،2010من أصل 187دولة)
)ب( )أ(
0.70
173
0.65
0.60
121
0.55
0.50
0.45
�س��يناريو الأزمة
0.35
2016q4
2016q3
2016q2
2016q1
2015q4
2015q3
2015q2
2015q1
2014q4
2013
2012
2011
2010
2009
2008
2007
2006
2005
2016 2011
امل�ص��ادر :تقري��ر التنمي��ة الب�ش��رية حت��ى الع��ام 2011وتقدي��رات املرك��ز ال�س��وري لبح��وث ال�سيا�س��ات (لدلي��ل التنمي��ة الب�ش��رية ب�ين )2016-2012
سياسات اإلفقار تقاربت امل�ساهمة الن�سبية ملكونات دليل التنمية الب�شرية يف
تراجع امل�ؤ�شر العام خالل الأزمة حتى العام ،2015حيث
وكما هو احلال يف الإ�صدارات ال�سابقة من هذا �ساهم الرتاجع يف دليل التعليم بن�سبة %39من الرتاجع
التقرير ،مت ا�ستخدام خطوط الفقر الوطنية لتقدير الذي �سجله دليل التنمية الب�شرية الإجمايل ،علم ًا �أن معدل
وقيا�س �شدة الفقر وانت�شاره على امل�ستوى الوطني الت�س ّرب عام 2015بلغ نحو %45يف التعليم الأ�سا�سي.
وح�سب املحافظات .وت�ستند الإ�سقاطات امل�ستخدمة يف و�أ�سهم �ضعف �أداء دليل ال�صحة بتدهور كبري يف دليل
التقرير �إىل م�سوح دخل ونفقات الأ�سرة ،كما تطبق التنمية الب�شرية ،ويعود ذلك �إىل الزيادة الدراماتيكية يف
منهجية املقارنة بني ال�سيناريو اال�ستمراري و�سيناريو عدد الوفيات املبا�شرة وغري املبا�شرة املرتبطة بالنزاع
الأزمة للنمو احلقيقي يف اال�ستهالك اخلا�ص للفرد يف امل�سلح ،حيث بلغت هذه امل�ساهمة حواىل %33من الفرق بني
الفرتة الواقعة بني 2010-2015من خالل تقنية قيمة دليل التنمية الب�شرية يف «ال�سيناريو اال�ستمراري» وقيمته
املحاكاة على م�ستوى الأ�سر. وفق «�سيناريو الأزمة» يف الربع الرابع من عام 2015؛ بينما
�أ�سهم الرتاجع الكبري يف الدخل خالل الأزمة بن�سبة %28من
�إجمايل التدهور يف دليل التنمية الب�شرية.
43
مواجهة التشظي!
ثانياً :اآلثار االجتماعية لألزمة تقرير يرصد آثار األزمة السورية 2015
وانهيار يف �سعر �صرف اللرية ال�سورية ،الأمر الذي �أدى �إىل ا�ستمر الركود االقت�صادي عام ،2015كما احتدم النزاع
زيادة تكاليف املعي�شة بالن�سبة ملعظم ال�سوريني انعك�ست امل�سلح ود ّمر اجلزء الأكرب من ثروة البالد ،والبنية
�سلب ًا على معي�شتهم ،وال�سيما الفقراء منهم .ومع نهاية عام التحتية ،واملن�ش�آت ،وامل�صادر الطبيعية؛ كما �أعاق النزاع
،2015بات معظم ال�سوريني يعي�شون يف حالة فقر ،ويعانون ديناميكيات االقت�صاد التقليدية وذلك بتجفيف الأن�شطة
من حرمان متعدد الأبعاد ال يقت�صر فقط على البعد املرتبط الإنتاجية وفر�ص العمل ،و�إفراغ البالد من ر�أ�س املال
بالفقر املادي .
9
الب�شري� .إ�ضافة �إىل ذلك ،ف�إن اقت�صاد العنف قد �أعاد
توزيع الدخل والرثوة الوطنية مل�صلحة قوى الت�سلط
على افرتا�ض عدم وجود تغيري يف توزع الإنفاق �ضمن كل واجلهات التي ت�سعى للح�صول على الريع من خالل و�سائل
.9استخدمت ثالثة مؤشرات لقياس
انتشار وشدة وعمق الفقر من التغي يف هيكل الأ�سعار بني املحافظات حمافظة ،ومع �أخذ ّ مبا�شرة وغري مبا�شرة منها ال�ضرائب ،واالحتكار ،والنهب،
االنفاق االستهالكي ،وتتض ّمن هذه مقارنة بالعام ،2009ت�شري التقديرات �إىل �أن معدل الفقر واالجتار بالب�شر ،والتهريب .دفعت هذه العوامل� ،إ�ضافة
المؤشرات“ :الفقر المدقع” بناء الإجمايل يبلغ %85.2مع نهاية 2015مقابل %83.5يف عام �إىل فقدان الأ�سر م�صادر الدخل ،وزيادة الأ�سعار ،ونق�ص
على خط الفقر الغذائي الذي يشير
إلى عدم قدرة األسر على تأمين
،2014و %73.3يف عام .2013وعلى م�ستوى املناطق ،كانت ال�سلع واخلدمات الأ�سا�سية ،معظم ال�شعب ال�سوري �إىل
الحد األدنى من الغذاء األساسي؛ املحافظات ،التي �شهدت نزاع ًا مكثف ًا ولها معدالت فقر العي�ش يف حالة من الفقر والكفاح للح�صول على ما ي�سد
و”الفقر الشديد” بناء على خط و�سجلت حمافظةمرتفعة تاريخي ًا ،الأكرث معاناة من الفقر؛ ّ رمق العي�ش.
الفقر األدنى الذي يشير إلى عدم الرقة �أعلى معدل فقر و�صل �إىل %91.6من ال�سكان تليها
قدرة األسر على تأمين الحد األدنى
من السلع الغذائية وغير الغذائية حمافظات �إدلب ،ودير الزور ،وحم�ص ،وريف دم�شق التي �شهد عام 2015حتو ًال يف ال�سيا�سات االقت�صادية نحو املزيد
األساسية؛ و”الفقر اإلجمالي” بناء تعاين �أي�ض ًا من معدالت مرتفعة من الفقر العام .وب�شكل عام، من النيوليربالية من خالل الزيادة الكبرية يف �أ�سعار اخلبز،
على خط الفقر األعلى الذي يشير �سجل �أقل
ارتفع الفقر ب�شكل حاد يف جميع املحافظات ،لكنه ّ واملواد الغذائية الأ�سا�سية ،وامل�شتقات النفطية �إ�ضافة �إىل
إلى عدم قدرة األسر على تأمين
الحد األدنى من السلع والخدمات معدالته يف ال�سويداء بن�سبة بلغت %77.2وتلتها الالذقية زيادة الر�سوم وال�ضرائب غري املبا�شرة� .أدت هذه
الالزمة لحياة كريمة. (اخلارطة .)1 ال�سيا�سات ،التي بد�أت منذ عام � ،2014إىل رفع الأ�سعار
الخارطة رقم :1نسبة انتشار الفقر اإلجاميل يف سورية حسب املحافظات ()2015 – 2014
2015 2014
0.772 0.747
0.798 0.769
0.820 0.804
0.824 0.805
0.824 0.806
0.831 0.807
0.843 0.814
0.855 0.837
0.862 0.846
0.869 0.853
0.869 0.856
0.901 0.884
0.905 0.895
0.916 0.896
امل�ص��در :تقدي��رات املرك��ز ال�س��وري لبح��وث ال�سيا�س��ات بن��اء عل��ى م�س��وح دخ��ل ونفق��ات الأ�س��رة لع��ام ،2009املكتب املرك��زي للإح�صاء
ال�شديد يف حمافظات دير الزور ( ،)%80.9والرقة ومن �ضمن ال�سكان الفقراء من يعانون من الفقر
( ،)%80.3و�إدلب ( ،)%79.5واحل�سكة (.)%75.8 ال�شديد� ،أي غري القادرين على ت�أمني احتياجاتهم
وكانت �أدنى معدالت الفقر ال�شديد يف املناطق من البالد الأ�سا�سية للبقاء ،ومت حتديدهم با�ستخدام خط الفقر
التي كانت الأقل ت�أ ّثر ًا مبا�شرة بالعمليات الع�سكرية. الوطني عند احلد الأدنى .و ُق ّدرت ن�سبة من يعانون من
وهكذا� ،شهدت كل من الالذقية وال�سويداء �أدنى ن�سبة الفقر ال�شديد بحواىل %69.3من �إجمايل ال�سكان يف
من الفقر ال�شديد ،والذي �أ ّثر على %53.1و %54.1من نهاية عام 2015مقارنة مع %66.5يف عام ،2014
ال�سكان على التوايل( .اخلارطة )2 و�سجلت �أعلى ن�سب من الفقر و %51.6يف عام 2013؛ ُ
44
SCPR-SYRIA.ORG
الخارطة رقم :2نسبة انتشار الفقر الشديد يف سورية بحسب املحافظة ()2015 – 2014
2015 2014
0.53 0.50
0.54 0.51
0.57 0.52
0.64 0.61
0.65 0.62
0.67 0.63
0.69 0.66
0.70 0.67
0.70 0.67
0.74 0.72
0.76 0.73
0.80 0.78
0.80 0.78
0.81 0.79
امل�ص��در :تقدي��رات املرك��ز ال�س��وري لبح��وث ال�سيا�س��ات بن��اء عل��ى م�س��وح دخ��ل ونفق��ات الأ�س��رة لع��ام ،2009املكتب املرك��زي للإح�صاء
ت�ؤثر هذه الظروف يف قدرة جميع فئات ال�شعب ال�سوري على �شهدت �سورية قبل الأزمة معدالت فقر منخف�ضة ن�سبي ًا
العي�ش الآن ويف امل�ستقبل ،و�إال �أن الأكرث معاناة هم الأطفال وم�ستوى متو�سط ًا من عدم امل�ساواة� ،إال �أن �إ�سقاطات خطوط
الذين ُحرموا من كفاية الغذاء املنا�سب والظروف ال�صحية الفقر الوطنية ب ّينت �أن النزاع جعلها واحدة من �أكرث البلدان
املالئمة .لقد �أدت الأزمة �إىل �إ�ضعاف قدرات النا�س ،الأمر حرمان ًا يف العامل .لقد حرم النزاع ال�سكان يف �سورية من
الذي له نتائج حالية وم�ستقبلية خطرية على نوعية حياة الأمن الغذائي وجعلهم عر�ضة للمعاناة من الفقر املدقع الذي
ال�سكان يف جميع مناطق البالد .ويف عام � ،2015سجلت كانت ن�سبته %0.07يف عام 2010لتُقدّر بـ %35.1يف عام
حمافظات دير الزور ،و�إدلب ،واحل�سكة �أعلى معدالت الفقر .2015منذ عام � ،2013أي بعد �سنتني من بدء الأزمة� ،شهدت
املدقع ،حيث ي�صعب على الأ�سر احل�صول على االحتياجات ن�سبة الفقر املدقع ارتفاع ًا هائ ًال وتفاقم �أثره مع الزيادة يف
الغذائية الأ�سا�سية املطلوبة للحفاظ على احلياة؛ ويف نف�س �أ�سعار املواد الغذائية يف 2014و 2015والتي �أ�ضعفت قدرة
�سجلت الأ�سر يف املناطق الأكرث �أمن ًا مثل دم�شق،
الوقت ّ النا�س على ا�ستهالك غذاء ي�ؤمن لهم م�صادر كافية من
والالذقية ،وال�سويداء �أدنى معدالت الفقر املدقع. ال�سعرات احلرارية ،علم ًا �أن الفقر الغذائي ُي�ص ّعب على
(اخلارطة )3 الأ�سرة تلبية حاجاتها غري الغذائية.
الخارطة رقم :3نسبة انتشار الفقر املدقع يف سورية حسب املحافظات ()2015 – 2014
2015 2014
0.194 0.167
0.195 0.170
0.204 0.192
0.242 0.218
0.268 0.253
0.289 0.259
0.320 0.291
0.362 0.316
0.366 0.337
0.373 0.340
0.385 0.359
0.421 0.374
0.534 0.512
0.554 0.502
امل�ص��در :تقدي��رات املرك��ز ال�س��وري لبح��وث ال�سيا�س��ات بن��اء عل��ى م�س��وح دخ��ل ونفق��ات الأ�س��رة لع��ام ،2009املكتب املرك��زي للإح�صاء
45
مواجهة التشظي!
ثانياً :اآلثار االجتماعية لألزمة تقرير يرصد آثار األزمة السورية 2015
بالتعليم نحو %45.2من الأطفال يف �سن الدرا�سة ،ومن �إن دعم ال�شعب ال�سوري ،الذي يعاين م�شقة العي�ش ،يغدو
املتوقع �أن ت�شهد ال�سنة الدرا�سية 2015-2016نف�س عملية معقدة نتيجة حلالة اال�ستقطاب ال�شديدة للنزاع .وال
معدالت االلتحاق باملدار�س للعام احلايل .وبالتايل ،ف�إن ميكن الق�ضاء على الفقر من خالل امل�ساعدات الإن�سانية
ما يقرب من ن�صف الأطفال تقريب ًا الذين هم يف �سن وحدها ،بل يعترب ت�صميم ودعم ا�سرتاتيجية تنموية �شاملة
الدرا�سة غري ملتحقني باملدر�سة ،ولهذا الأمر ت�أثري عام ًال �أ�سا�سي ًا مل�ساعدة ال�سكان يف التغلب على حالة الفقر
كارثي على ر�أ�س املال الب�شري احلايل وامل�ستقبلي للبلد. بطريقة م�ستدامة� .إ�ضافة �إىل ذلك ،ف�إن حتدي ًا تواجهه
شهدت فرص التعليم امل�ساعدات الإن�سانية احلالية يكمن يف �أن �أولوية جميع
لقد �ساهمت عوامل عدة مرتبطة بالنزاع يف فقدان انخفاضاً دراماتيكياً مع �أطراف النزاع هي دعم العنف واملعارك على ح�ساب
عدم التحاق ماليني
فر�ص التعليم والتع ّلم وااللتحاق للأطفال؛ وتختلف �شدة األطفال مبدارسهم
االحتياجات الإن�سانية .حيث ت�ستخدم �أطراف النزاع
هذه العوامل باختالف املناطق .وقد �أظهرت نتائج م�سح أو عدم متكنهم من و�صول ال�سكان للغذاء واملاء ك�أحد �أدوات احلرب مما
حالة ال�سكان �أن الأ�سباب التي دفعت �إىل عدم االلتحاق الوصول إليها �ضاعف معاناة وفقر ال�سكان.
تتوزع كما يلي :نحو %35من الأطفال غري امللتحقني
وهم يف �سن الدرا�سة ال يلتحقون باملدار�س ب�سبب خوف تعاين م�ؤ�س�سات املجتمع املدين العاملة يف املجال الإن�ساين
الأهل والظروف الأمنية ال�صعبة ،ونحو %21منهم من �ضعف كبري يف حوكمتها؛ كما تواجه منظمات الأمم
تُعزى �أ�سباب عدم التحاقهم �إىل �صعوبات مالية �إ�ضافة املتحدة �صعوبات ناجتة عن النزاع يف جمال تقدمي
�إىل الزيادة يف معدالت ت�شغيل الأطفال كو�سيلة للت�أقلم امل�ساعدات �إىل م�ستحقيها� ،إال �أن هذه املنظمات تعاين
مع ظروف الأزمة وخا�صة بالن�سبة للأ�سر التي فقدت �أي�ض ًا من �ضعف نظام الر�صد والتقييم ،والتكاليف الإدارية
معيليها ،ونحو %19لأ�سباب مرتبطة بدمار وتعطل ال�ضخمة� ،إ�ضافة �إىل هيمنة رغبات و�أهداف املانحني على
البنية التحتية للتعليم وفقدان نظام التعليم الكثري من خطتها و�أن�شطتها .وبالتايل ،بات من ال�ضروي بناء
كوادره التعليمية والطالب نتيجة موجات اللجوء والنزوح ا�سرتاتيجية تنموية وب�شكل ت�شاركي تعزز �صمود ال�سوريني
والهجرة� ،إ�ضافة �إىل تعر�ضهم للقتل واالختطاف وتبني م�ؤ�س�سات فعالة تعمل على التخفيف من ح ّدة الفقر
(املركز ال�سوري لبحوث ال�سيا�سات.)2016 ، واحلرمان.
46
SCPR-SYRIA.ORG
100%
80%
60%
40%
20%
0%
القنيط��رة ال�سويداء درعا الرقة طرطو�س دير الزور احل�سكة ادلب الالذقية حماة حم�ص ريف دم�ش��ق حلب دم�شق
2015 2014 2013 2012 2011
امل�ص��در :تقدي��رات املرك��ز ال�س��وري لبح��وث ال�سيا�س��ات و�إ�س��قاطاته بن��ا ًء عل��ى بيان��ات وزارة الرتبي��ة والتعلي��م.
من �سنوات التمدر�س من الناجت املحلي الإجمايل ،ف�إن قيمة ترافق التفاوت بني املناطق مع عدم امل�ساواة يف الفر�ص،
كل �سنة من �سنوات التمدر�س تُقدر بنحو 680دوالر �أمريكي فقد ُحرم الأطفال النازحون والالجئ�ؤن يف �أحيان كثرية من
للطالب الواحد .ويف الربع الرابع من عام ،2015كان من 10
امل�صادر والفر�ص التعليمية املالئمة �سواء داخل البلد �أو
املقدر �أن يبلغ الفاقد من «�سنوات التمدر�س» مقارنة ب ـ خارجها .فحتى يف املناطق امل�ستقرة ن�سبي ًا ،كثري ًا ما ُيجرب
«ال�سيناريو اال�ستمراري» نحو 10.7مليون �سنة بالن�سبة الأطفال على العمل للم�ساعدة يف �إعالة �أ�سرهم التي تعاين
للتعليم الأ�سا�سي خالل الأزمة ،وتقدر تكلفة هذه اخل�سارة يف من احلرمان والتدهور االقت�صادي ،ويف هذا ال�سياق
.10المنهجية التي اتبعها المركز
ر�أ�س املال الب�شري بحواىل 7.2مليار دوالر �أمريكي2.1 ، انخرط بع�ضهم يف �أن�شطة غري م�شروعة مرتبطة بالعنف. السوري لبحوث السياسات في
مليار دوالر �أمريكي منها خالل عام 2015وحده .وتقدر وفاقمت الظروف الأمنية وقوى التطرف يف بع�ض املناطق احتساب قيمة كل عام مدرسي
اخل�سارة يف م�ستويات التعليم كافة مقارنة بال�سيناريو من تعميق عدم امل�ساواة بني اجلن�سني ،حيث امتنعت العديد تقوم على تقدير مع ّدل وسطي
بين العامين 2006و2010
اال�ستمراري بنحو 24.5مليون �سنة ،وتقدر تكلفة هذه من الأ�سر عن �إر�سال بناتها �إىل املدار�س نتيجة انعدام من خالل تقسيم الناتج المحلي
اخل�سارة بنحو 16.5مليار دوالر �أمريكي 4.6 ،مليار دوالر الأمن واخلوف ،كما ُمنع يف بع�ض مناطق البالد على اإلجمالي باألسعار الجارية على
�أمريكي منها يف عام 2015وحده .وت�شري الإ�سقاطات �أن الفتيات االلتحاق باملدار�س. العدد اإلجمالي لسنوات التمدرس.
و�سطي �سنوات التمدر�س يف الربع الرابع من عام 2015
وقد كانت القيمة الناتجة هي 680
دوالر ًا أميركي ًا لكل سنة تمدرس،
تراجع �إىل 5.3وفق �سيناريو الأزمة بينما كان لي�صل �إىل 6.8 يقي�س التقرير �أي�ض ًا الفاقد يف ر�أ�س املال الب�شري من خالل ومن ث ّم ط ّبق هذا الرقم على
ح�سب ال�سيناريو اال�ستمراري (ال�شكل .)19 خ�سارة �سنوات التمدر�س .وبنا ًء على احت�ساب ح�صة كل عام مع ّدل التسرّب.
الشكل رقم ( :19أ) متوسط سنوات التمدرس( ،ب) التكلفة املرتاكمة املقدرة لسنوات
التمدرس املفقودة
ملي��ارات الدوالرات
18
16,491
)ب( )أ(
16 7.00
6.80
14
11,877 6.60
12
6.40
10 6.20
7,617 6.00
7,195 8
5.80
5,069 6 5.60
3,897
3,119 4 5.40
5.20
1,440 1,155 2 5.00
287
2015Q4
2015Q3
2015Q2
2015Q1
2014-Q4
2014-Q3
2014-Q2
2014-Q1
2013-Q4
2013-Q3
2013-Q2
2013-Q1
2012
2011
0
2015 2014 2013 2012 2011
47
مواجهة التشظي!
ثانياً :اآلثار االجتماعية لألزمة تقرير يرصد آثار األزمة السورية 2015
للرعاية ال�صحية ،ورافق ذلك انهيار ال�صناعة الدوائية، �أ ّثر ا�ستمرار النزاع امل�سلح �سلب ًا على البنية التحتية
�إ�ضافة �إىل انتقال ووفاة الكثريين من الكادر ال�صحي. التعليمية مبا يف ذلك املباين واملعدات ،فقد بلغت الأ�ضرار
وخالل عام ،2015قامت �سلطات الأمر الواقع املبعرثة يف على �إجمايل املباين التعليمية نحو %28يف منت�صف العام
كافة �أنحاء البالد ب�إن�شاء م�ؤ�س�ساتها ذات احلوكمة 2014وذلك بناء على نتائج م�سح حالة ال�سكان ،وكان من
ال�ضعيفة واالرتباط الوثيق بالعنف .لقد �أثرت هذه املتوقع �أن ت�صل �إىل حواىل %35بحلول نهاية العام 2015
امل�ؤ�س�سات الهزيلة �سلب ًا على جممل النظام واخلدمات مع الأخذ باالعتبار تكثيف العمليات الع�سكرية يف بع�ض
ال�صحية� ،إذ �أن احلوكمة ال�ضعيفة ت�ؤدي �إىل ن�ضوب موارد �سجل
املناطق .وتتفاوت هذه الن�سبة بني املحافظات حيث ّ
اخلدمات ال�صحية ،وبالتايل ،انهيار القطاع ال�صحي �أعلى قيمة لها يف حلب تليها حم�ص ،يف حني ُ�سجلت �أدنى
(�سو�سا.)2013 ، قيمة لها يف ال�سويداء وطرطو�س امل�ستقرتان ن�سبي ًا .كما
�أظهرت نتائج امل�سح �أن الأ�ضرار التي حلقت بالتجهيزات
يعترب فقدان احلياة الناجم عن النزاع الأثر املبا�شر التعليمية بلغت نحو %35من �إجمايل التجهيزات يف
والوا�ضح والأكرث م�أ�ساوية ال�ستمرار الأزمة يف �سورية. منت�صف عام ،2014و %43مع نهاية العام � .2015أما من
وتُبني نتائج م�سح حالة ال�سكان ،الذي �أجري يف منت�صف حيث الكادر التعليمي فقد عانى هذا الكادر من النزوح
� ،2014أن %1.4من ال�سكان فقدوا حياتهم %11.4 ،منهم الق�سري كما تعر�ض بع�ضهم للقتل �أو الإ�صابة �أو االختطاف
�أطفال؛ ما رفع معدالت الوفيات من 4.4بالألف العام �أو االعتقال (املركز ال�سوري لبحوث ال�سيا�سات.)2015 ،
،2010لت�صل �إىل 10.9بالألف عام ( 2014املركز
ال�سوري لبحوث ال�سيا�سات .)2016 ،وبحلول نهاية العام �أ�سفر ت�شظي النظام التعليمي وتفككه بني املناطق املختلفة
،2015ي�صل عدد اجلرحى �إىل 1.88مليون �شخ�ص ،كما
11
للبالد عن غياب الإ�شراف الفعال ،الأمر الذي �أدى �إىل و�ضع
ُيقدر �أن حواىل %11.5من ال�سكان تقريب ًا داخل �سورية مناهج جديدة تُ�ستخدم لتعزيز القيم والعادات التي تخدم
تعر�ضوا للقتل� ،أو الإ�صابة� ،أو الت�ش ّوه نتيجة النزاع امل�سلح. وجهة نظر القوى املختلفة .ومت خالل الأزمة �إقحام الأطفال
يف العنف وحرمانهم من تطوير مهاراتهم احلياتية والتعليمية
وتو�ضح ال�صورة الوبائية ل�سكان �سورية قبل الأزمة �أن الأ�سا�سية ،وراوح هذا احلرمان بني حظر االلتحاق باملدار�س
الأمرا�ض غري املنقولة كانت ال�سبب الرئي�سي ملرا�ضة وتعزيز �أفكار الكراهية �ضد «الآخر» .وجتدر الإ�شارة �إىل �أن
ووفيات البالغني (املكتب املركزي للإح�صاء)2009 ،؛ عدد ًا حمدود ًا من منظمات املجتمع املدين تقوم مببادرات
وخالل الأزمةُ ،يتوقع �أن ُي�سهم انهيار املحددات تهدف �إىل توفري التعليم املالئم من خالل تقدمي �أن�شطة
االجتماعية لل�صحة ،وفقدان الأمان ،واالغرتاب التع ّلم الأ�سا�سية والدعم النف�سي للأطفال وال�شباب يف
االجتماعي ،وتزايد التوتر وعدم اليقني يف زيادة الإ�صابة مناطق النزاع وبني ال�سكان النازحني داخلي ًا.
بالأمرا�ض غري املنقولة وخا�صة تلك املتعلقة بحاالت القلب
والأوعية الدموية ،وال�سكري ،والأمرا�ض العقلية .و�أدى توفرت مناهج التعليم البديلة حلواىل %13من �إجمايل
تدهور البنية التحتية للقطاع ال�صحي وخا�صة مراكز عدد ال�سكان يف منت�صف العام ،2014وترتكز يف حلب،
الرعاية ال�صحية الأولية� ،إىل تعطل �آليات الر�صد الدقيق وريف دم�شق ،وحم�ص التي �شهدت تكثيف ًا للعمليات
واملتابعة ،الأمر الذي �ساهم ب�شكل كبري يف تراجع الو�ضع الع�سكرية (املركز ال�سوري لبحوث ال�سيا�سات،)2016 ،
ال�صحي بني الذين يعانون من الأمرا�ض املزمنة .ومن وكان من املتوقع �أن ال تتغري هذه الن�سبة ب�شكل ملحوظ
املتوقع �أن تزداد معاناة القطاع ال�صحي مع تقييد احلركة خالل عام 2015مع الأخذ بعني االعتبار حظر جميع
للمر�ضى ،والطواقم الطبية ،و�صعوبة احل�صول على �أ�شكال التعلم والتدري�س ،با�ستثناء املتطرفة منها ،يف
الأدوية وخا�صة يف مناطق النزاع واملناطق املحا�صرة. العديد من املناطق وال �سيما تلك التي تهيمن عليها الدولة
الإ�سالمية يف العراق وال�شام «داع�ش» .وب�شكل عام ،يتم
ت�شري بيانات وزارة ال�صحة ومنظمة ال�صحة العاملية، ا�ستغالل النظام التعليمي من قبل جميع قوى الت�سلط
كمزودين للخدمات ال�صحية� ،إىل ا�ستخدام متزايد املتورطة يف النزاع خللق ثقافة اخلوف ،واال�ستقطاب،
للمراكز ال�صحية العامة لتقدمي خدمات العيادات والكراهية �ضد الآخر� .إن �ضياع ر�أ�س املال الب�شري احلايل
اخلارجية واحل�صول على الأدوية للأمرا�ض املزمنة وغري واملحتمل وال�صراع على الهوية يف جميع �أنحاء البالد يجعل
املنقولة .وقد �أظهرت نتائج م�سح حالة ال�سكان� ،أن حواىل م�ستقبل �سورية ،ككيان وطني ،حمبط ًا و�سوداوي ًا.
ن�صف ال�سكان �أ�شار �إىل �أن ن�سبة الإ�صابة بالأمرا�ض
املزمنة تراوح بني %10-20من ال�سكان مقارنة باملعدل
الوطني ال�سابق قبل الأزمة والذي بلغ .%10وتعترب هذه
النتائج ذات �أهمية كبرية ل�سببني رئي�سيني ،الأول �أنها تدهور النظام الصحي
تعك�س احلالة ال�صحية من وجهة نظر امل�ستفيدين من
.11يفترض هذا التقرير معد ًال لجرحى اخلدمة ،ال من وجهة نظر مقدميها ،وبالتايل متثل �أثر النزاع امل�سلح على النظام ال�صحي ب�شكل كارثي ،فقد
مقابل كل قتيل يبلغ 4:1 االحتياجات ال�صحية الفعلية .وال�سبب الثاين كونها حلقت �أ�ضرار كبرية باملرافق الطبية والبنية التحتية
48
SCPR-SYRIA.ORG
هذه امل�ساعدات .يتمظهر قهر واغرتاب املجتمعات املحلية �أ�سا�سية يف �إبراز �ضرورة التدخل يف حاالت الأمرا�ض غري
با�ستئثار ال�سيطرة على اخلدمات العامة من قبل قوى املنقولة واملزمنة� ،إذ عادة ما تهمل هذه احلاالت عند
الت�سلط ،وبالتايل تغيري �شكل وهيكلية هذه اخلدمات. حتديد �أولويات التدخل الإن�ساين.
وجتلى ذلك يف عدد من املناطق منها الرقة ودير الزور
وحلب وادلب وذلك من خالل التدين الكبري يف توفر بوجه عام ،تتزايد معدالت الإعاقة اجل�سدية مع ارتفاع
اخلدمات ال�صحية و�إمكانية الو�صول �إليها منذ �أوخر عام معدالت الوفيات واملرا�ضة ,فقد �أظهرت نتائج م�سح حالة
،2014وخالل الربع الأول من عام ( 2015منظمة ال�سكان �أن معدالت الإعاقة تراوح بني %2-5حلواىل
ال�صحة العاملية ،وزارة ال�صحة ،و وزارة التعليم العايل، %34من ال�سكان �أي بزيادة هائلة قدرها %130مقارنة
� 2015أ وب) .وجتدر الإ�شارة �إىل وجود العديد من مبعدالت ما قبل اندالع النزاع .وقد �سجلت �أعلى هذه
العوائق والقيود على الو�صول وا�ستخدام اخلدمات املعدالت يف مناطق النزاع امل�سلح والتي ت�شهد احتدام ًا
ال�صحية من قبل ال�سكان حتى يف املناطق التي تتواجد للعنف ،حيث �أن هذه املناطق هي الأكرث حرمان ًا من
فيها اخلدمات الفنية ،ويت�ضمن ذلك العوائق املالية الرعاية ال�صحية وتعاين من عوائق كبرية حتول دون
والأمنية ،والعقبات املرتبطة بافتقاد العدالة و�صول املر�ضى ،والطواقم الطبية ،وامل�ساعدات الإن�سانية
والتمييز(املركز ال�سوري لبحوث ال�سيا�سات.)2016 ، �إىل حمتاجيها.
�شهد الن�صف الأول من عام 2015انهيار القطاع ال�صحي و ُيعزى ارتفاع حاالت مرا�ضة الأطفال خالل الأزمة �إىل
يف �إدلب واحل�سكة نتيجة احتدام ال�صراع بني الأطراف عدد من العوامل �أهمها فقدان البنية التحتية ل�شبكات
املتحاربة (منظمة ال�صحة العاملية ،ووزارة ال�صحة، ال�صرف ال�صحي ،وتدهور ظروف ال�سكن والنزوح،
ووزارة التعليم العايل .)a2015 ،وقد بلغ �إجمايل وفقدان الرعاية ال�صحية الأولية ،و�صعوبة التنقل .وجتري
امل�ست�شفيات خارج اخلدمة 31م�ست�شفى يف متوز من العديد من املحاوالت لتح�سني معدالت تغطية اللقاحات
العام ،2015مقارنة ب 19م�ست�شفى بحلول كانون الثاين يف البلد .ومن املفرت�ض �أن تكون ه�شا�شة الأطفال
( 2015منظمة ال�صحة العاملية ،ووزارة ال�صحة ،ووزارة املتزايدة حيال الأمرا�ض املنقولة من �أولويات التدخل
التعليم العايل .)a2015 ،و�شهدت �أ�شهر ني�سان ،و�أيار، لقطاع ال�صحة العامة ،خا�صة �أن املياه امللوثة و�شروط
وحزيران من عام 2015عنفا هائ ًال ا�ستهدف ال�سكن ال�سيئة تنت�شر على نحو متزايد يف البالد،
امل�ست�شفيات والعيادات ال�صحية ،فمع منت�صف عام خ�صو�ص ًا مع نزوع الأطراف املتحاربة �إىل ا�ستهداف املياه
ُ ،2015قتل نحو 645من العاملني ال�صحيني� ،أكرثهم والبنية التحتية وا�ستخدامها ك�أداة للحرب .و�أثرت الأزمة
�أطباء �صحة تعر�ضوا لهجوم مبا�شر عليهم �أو على ب�شكل كبري على الأمن الغذائي يف البالد ،حيث ت�شري
م�ؤ�س�سات اخلدمات ال�صحية ( تقارير ال�صحة الأولية، البيانات �إىل تدهور حاد يف توافر الغذاء ،وجودته،
.)2015ويف هذا ال�سياق ،تزايد هروب العاملني يف و�سهولة الو�صول �إليه يف معظم �أنحاء البالد (املركز
القطاع ال�صحي من البالد ،وتبني �أحدث البيانات �أن هذا ال�سوري لبحوث ال�سيا�سات .)2016 ،وترافق الفقر
الت�أثري كان ب ّين ًا على �أطباء الطوارئ الذين من املتوقع �أن املدقع ،املقدر بـ ،%35.1مع فقدان الأ�سر �إمكانية
يكونوا الأكرث ا�ستهداف ًا من قبل الأطراف املتحاربة . اال�ستفادة من �شبكات الأمان االجتماعي ونزوح ال�سكان
ويرت ّكز وجود الأطباء الأخ�صائيني يف املحافظات الأكرث بفعل ت�صاعد العنف ،الأمر الذي من �ش�أنه زيادة حاالت
�أمن ًا ،بينما ُ�س ّجل غياب كبري للموارد الب�شرية يف املناطق �سوء التغذية بني الأطفال ،خا�صة �أولئك الذين تقل
ال�شمالية وال�شمالية ال�شرقية من البالد .وجتدر الإ�شارة �أعمارهم عن خم�س �سنوات ،وبالتايل تعري�ضهم ملخاطر
�إىل �أن امل�ست�شفيات واملراكز ال�صحية العاملة كانت �صحية طويلة الأمد وت�أثري ذلك ال�سلبي على التنمية
عر�ضة للتعطل واالنقطاع عن العمل ب�سبب تعر�ض البنية امل�ستقبلية .
التحتية للخطر يف جميع �أنحاء البالد ،خا�صة �أن غالبية
امل�ست�شفيات تعتمد على مواردها اخلا�صة يف ت�أمني �إن ت�شظي حوكمة امل�ؤ�س�سات وتبعرث تواجدها وقدراتها
الطاقة واملياه مثل م�شايف دير الزور ،واحل�سكة ،وحلب. ي�ؤثر ب�شكل كبري على القطاع ال�صحي يف خمتلف �أرجاء
البالد ،وينعك�س ذلك بفقدان اخلدمات وامل�ؤ�س�سات
�أدى ت�شظي النظام ال�صحي ك�شبكة للخدمة العامة �إىل العامة القدرة نتيجة ا�ستغاللها وا�ستخدامها من قبل
غياب كبري للخدمات ال�صحية التي يحتاجها ال�سكان �أطراف النزاع ك�أدوات حرب يف مناطق النزاع� ،أو
ب�شدة .كما �أن غياب املعلومات عن الو�ضع ال�صحي وعن �إ�ضعاف قدراتها وتدهور خدماتها يف املناطق الآمنة
البدائل التي يتم ا�ستخدامها� ،إ�ضافة �إىل هيمنة ن�سبي ًا .وي�شمل �أثر الت�شظي القطاع اخلا�ص الذي كان
م�ؤ�س�سات �ضعيفة فا�سدة� ،أ�سفر عن تراجع الدعم ُيعترب مزود ًا للخدمات ال�صحية وخا�صة للعمليات
االجتماعي لل�سكان املعر�ضني للمخاطر على نحو متزايد، اجلراحية االختيارية وخدمات رعاية الأمومة قبل الأزمة
وا�ستبداله بالدعم الأقل كفاءة املقدم من املنظمات ( املكتب املركزي للإح�صاء .)2010 ،وتزداد حالة
املحلية والدولية. الت�شظي مع تعدد مقدمي امل�ساعدات الإن�سانية وت�سيي�س
49
ثالثاً:
يف مواجهة
التشظي!
SCPR-SYRIA.ORG
يُع ّرف التقرير مفهوم التشظي بأنه عملية متزق حاد يف البنى االجتامعية
واالقتصادية والسياسية والثقافية ضمن املجتمع الواحد أو بني املجتمع
وبقية املجتمعات عىل الصعيد العاملي ،وتتبلور هذه العملية يف رشذمة
املؤسسات القامئة الرسمية وغري الرسمية مبا يف ذلك انحالل السيادة وتعدد
القوى القابضة عىل السلطة وتبديد رأس املال االجتامعي والثقايف ،وتشتت
االقتصاد الوطني؛ ويشكل العنف الخارج عن السيطرة القاسم املشرتك
للمجتمعات التي تعاين من هذه الظاهرة.
مما �سهل عمليات �إخ�ضاع الأفراد واملجتمعات املحلية من �ساهمت الكثري من العوامل الداخلية واخلارجية يف
خالل الهجرة �إىل اخلارج �أو جلوئهم �إىل الالمباالة �أو الو�صول �إىل حالة الت�شظي� ،أدت مبجملها �إىل فو�ضى يف
التماهي باملت�سلط. القيم والعالقات وامل�صالح.
لقد �أدى الت�صميم على ا�ستمرار قوى الت�سلط املحلية بالن�سبة للعوامل الداخلية� ،شكلت الأنظمة اال�ستبدادية
ب�شكلها ووظيفتها احلالية �إىل تفاقم حالة الإحباط خا�صة املعتمدة على اجلي�ش واال�ستخبارات والإيديولوجية
مع تو�سع نفاذ الأفراد �إىل املعلومات من خالل ثورة والإعالم (النقيب )1996 ،وعلى توزيع الريع االقت�صادي
االت�صاالت ،وما ارتبط بها من قدرات على التن�سيق وبناء يف نظام قائم على احلوافز يخدم ا�ستمرار ال�سلطة،
�أمناط جديدة من العالقات االجتماعية .ترافق ذلك مع عائق ًا �أمام تعبري املجتمعات عن طموحاتها وم�صاحلها
م�شاريع �إ�صالح جمتز�أة بعيدة عن الإ�صالح امل�ؤ�س�سي، وت�سخري الإمكانيات املجتمعية لتحقيق تنمية �إن�سانية .وقد
مما زاد من التفاوت وقلل من القدرة على �أخذ املبادرة �أدى اال�ستبداد ال�سيا�سي دور ًا حموري ًا يف هدر القدرات
حملي ًا وحتديد الأولويات املنا�سبة. التنموية من خالل الإق�صاء ال�سيا�سي واحتكار ال�سلطة
وا�ستخدام العنف املمنهج وال�سيطرة على املوارد املادية
لكن قوى الت�سلط املحلية لي�ست معزولة عن نظريتها وغري املادية وت�سخري عملية التن�شئة االجتماعية والتلقني
الدولية ،بل هي تابعة لقوى الت�سلط الدولية �أو لبع�ض عرب امل�ؤ�س�سات املجتمعية الر�سمية وغري الر�سمية مبا
منها ،ويف هذا الإطار نورد عدد ًا من التناق�ضات على فيها الدينية والتعليمية والأهلية والأ�سرية مبا ي�ضمن
ال�صعيد الدويل الذي يدفع باجتاه حالة الت�شظي: القبول املجتمعي حلالة الظلم والتفاوت القائمة (دويت�ش،
.)2005كما �أدى التحالف بني اال�ستبداد ال�سيا�سي
-التناق�ض الأول هو بني القيم املعيارية التي تطرحها والقوى التقليدية املحافظة �إىل تعمق االغرتاب واخل�ضوع
�شرعة حقوق الإن�سان والتي تتبناها ظاهري ًا كل دول على نطاق وا�سع وتغييب �إمكانية التغيري التجاوزي
العامل ،والقيم الو�ضعية التي يتم تنفيذها والقائمة على (بركات.)2006 ،
اقت�صاد ال�سوق واعتبار امل�صلحة الذاتية الفردية
كم�صلحة وحيدة عقالنية .فعلى �سبيل املثال مت و�ضع �إن ا�ستمرار االختناق امل�ؤ�س�ساتي الذي �أعاق التطور
�أهداف الألفية امل�ستدامة للعام 2030والتي تركز على املجتمعي ،و�سع الفجوة بني املجتمع وامل�ؤ�س�سات ،مبا فيها
ق�ضية العدالة ،بينما تت�ضمن �أهداف احلوكمة والتنمية م�ؤ�س�سات املجتمع املدين والأهلي ،وغدت قوى الت�سلط
االقت�صادية لنف�س الأهداف �سيا�سات ومفاهيم تزيد امللحلية (اال�ستبداد والع�صبية والتطرف) متخارجة مع
من التفاوت� ،أي �أن طبيعة اقت�صاد ال�سوق املبنية على املجتمع ،مما قاد �إىل ظاهرة اغرتاب عميقة عن الدولة
التفاوت ال ميكن �أن تخفف التفاوت يف نف�س الوقت. وعن امل�ؤ�س�سات املجتمعية غري الر�سمية (وقد تو�سعنا يف
وعلى الرغم من االنتقادات الوا�سعة لل�سيا�سات ظاهرة االغرتاب يف التقرير ال�سابق) .لقد ارتبط
االقت�صادية العاملية بعد الأزمة املالية العاملية الأخرية االختناق امل�ؤ�س�ساتي ب�ضعف الإنتاجية وامل�شاركة وانت�شار
مل يحدث تغيري يذكر يف العالقات االقت�صادية الدولية. الف�ساد ور�أ�سمالية املحا�سيب وتدهور ا�ستقاللية الق�ضاء
51
مواجهة التشظي!
ثالثاً :في مواجهة التشظي! تقرير يرصد آثار األزمة السورية 2015
املناطق .كما حلل التقرير ق�ضية الت�شظي االقت�صادي -التناق�ض الثاين هو بني تبني �شرعة حقوق الإن�سان
وخ�سارته للعديد من مقوماته الرئي�سية مبا يف ذلك ر�أ�س و�سيادة ثقافة القوى املهيمنة دولي ًا ،مثل الرتويج ملفهوم
املال وفر�ص الت�شغيل واملوارد والأمن واال�ستقرار و�شبكات الفو�ضى اخلالقة ،التي تقوم على تفكيك بع�ض القيم
العالقات االقت�صادية املنتجة وب�شكل متفاوت .مما �أدى �إىل واملعايري املجتمعية املت�سقة مع حقوق الإن�سان .لقد �أدى
ظهور عدة اقت�صاديات يف البالد مع ظروف وم�ؤ�س�سات غياب القيم الإن�سانية يف كثري من مناذج التناحر
وقيود خمتلفة ،بني بع�ضهم البع�ض ومع العامل اخلارجي. الدويل �إىل غياب البعد الأخالقي وا�ستخدام التنوع
الثقايف و�سيلة ل�شرذمة املجتمعات وتفتيتها.
لقد انحرفت البنى املت�شظية عن م�سار حقوق الإن�سان
والتنمية امل�ستدامة وزرعت القهر والتدمري والعنف -التناق�ض الثالث يكمن يف �سلوك قوى الت�سلط الدولية التي
وجذبت دو ًال مت�سلطة و�أفراد وجمتمعات مغرتبة ،كما تتحالف مع قوى ت�سلط حملية م�ضرة مب�صالح املجتمعات
عززت الع�صبيات التي يتم تطويعها لإثارة الغرائز وال�شعوب ،كما تقوم بتغيري املعايري املتبعة يف العالقات
وتدمري ر�أ�س املال االجتماعي والثقايف� .إن الت�شظي يف الدولية ح�سب ما تراه منا�سب ًا .ومتثل «ا�سرائيل» مثا ًال
�سورية �أ�صبح ثقب ًا �أ�سود ًا يح ّول املوارد املحلية والدولية �صارخ ًا على االحتالل والقهر ون�شر الفكر املتطرف
املادية والب�شرية �إىل حمركات تخريب وفو�ضى ميكن �أن واال�ستهتار بحقوق الإن�سان بدعم دويل .كما �أن االحتالل
تدوم ملراحل قادمة �إذا مل تتم مواجهته قبل �أن يرت�سخ املبا�شر للعراق ،يف القرن احلادي والع�شرين! ،ون�شر
كم�ؤ�س�سات قابلة لال�ستمرار. الفو�ضى فيه هو منوذج �آخر على الت�سلط العاملي.
52
SCPR-SYRIA.ORG
•م�شاركة فعالة يف �سوق العمل لل�شباب والإناث �إىل �أن هذه القيم واملبادىء مت حتديدها بناء على
والنازحني واملهاجرين واملعوقني وبقية الفئات املهم�شة. ت�صور ر�ؤية �سورية امل�ستقبل التي �أُعدت ب�شكل ت�شاركي
مع عدد كبري من اخلرباء ال�سوريني يف داخل البالد
•تفكيك بنى االقت�صاد العنفي والريعي باجتاه اقت�صاد وخارجها .وت�شتمل الر�ؤية على جمموعة من الغايات
ت�شاركي ي�ضمن رفاهية ال�سكان .وحتويل الفاعلني يف مثل العدالة وامل�ساواة واحرتام الإن�سان وقيم احلرية
العنف والف�ساد �إىل القطاعات املنتجة بتكاتف املجتمع والأخالق والتكامل احل�ضاري وتعزيز الإبداع واالبتكار
وامل�ؤ�س�سات احلديثة املتكونة. والثقافة واملعرفة باالعتماد على م�ؤ�س�سات ت�ضمينية
وفعالة( .املركز ال�سوري لبحوث ال�سيا�سات.)2013 ،
•ت�شاركية اقت�صادية على امل�ستوى املحلي والقطاعي
باجتاه تعاون �أكرب يف بناء امل�ؤ�س�سات االقت�صادية وبالتايل ف�إن اخلروج من الأزمة هو ا�ستعادة لدور املجتمع
وخا�صة املرتبطة ب�إعادة التكوين ومبا ي�ضمن عودة وو�ضع ت�صورات ت�شاركية لبنى اقت�صادية واجتماعية
ال�سكان �إىل بالدهم ومناطقهم وتوفري فر�ص وثقافية و�سيا�سية جديدة تتجاوز �آثار الت�شظي وتعيد بناء
عادلة لهم. امل�ؤ�س�سات على �أ�س�س الت�شاركية وامل�ساءلة .ومن املحاور
التي ميكن الرتكيز عليها يف التح�ضري للبنى اجلديدة:
•النمو الت�ضميني مبا يت�ضمن من ا�ستثمار للموارد مع
ت�شغيل القوى الب�شرية وتخفيف الفقر واحلرمان مقاربة اقتصادية:
والتفاوت مبختلف �أبعاده املكانية واالقت�صادية
واالجتماعية. يف املدى الق�صري
•م�أ�س�سة وتفعيل اقت�صاد املجتمع املدين الذي يدعم
•الإنتاجية العالية ودور املعرفة والتكنولوجيا املبني على فر�ص مت�ساوية يف امللكية ويف اال�ستثمار ويفر�ض وجود
اال�ستثمار يف ر�أ�س املال الدميغرايف (التعليم والتعلم رقابة جماعية ناجتة عن �شراكة اجلميع يف
وال�صحة) �إ�ضافة �إىل تطوير بيئة متكينية وا�ستثمارية اال�ستثمارات .ي�ساهم هذا االقت�صاد ب�شكل فعال يف
ت�سمح للجميع بامل�شاركة يف الإنتاج االقت�صادي. الإ�سراع برتميم البنية التحتية واخلدمات الأ�سا�سية
و�إ�شراك �أبناء املجتمع.
•تطوير بنية حتتية متطورة مب�شاركة املجتمعات املحلية
املحيطة بها لتكوين �أقطاب تنموية ت�أخذ بعني االعتبار •�سيا�سات فعالة وم�ساءلة لتخفيف الفقر وفق �أولويات
�آثار الأزمة وحاجات ال�سكان والبعد البيئي. املناطق الأكرث حرمان ًا ،وتخفي�ض التفاوت يف امل�شاركة
واحلوافز االقت�صادية بني �أفراد املجتمع واملناطق،
مقاربة اجتامعية �إ�ضافة �إىل �ضرورة جلم وتفكيك م�ؤ�س�سات العنف
و�شبكات جتار احلرب.
يف املدى الق�صري
•ترميم الن�سيج االجتماعي ووقف �أدوات ن�شر التفرقة •خلق فر�ص عمل من خالل برامج عمل عامة تخدم
والكراهية والتع�صب. جذب القوة الب�شرية للعمل املنتج وت�ساعد يف �إدماج
الفئات املهم�شة واملت�ضررة من الأزمة يف �أن�شطة
•�إعادة االعتبار لقيم التعاون والت�آزر وامل�شاركة الطوعية اقت�صادية تخدم ا�سرتاتيجية اخلروج من الأزمة.
واال�ستثمار يف الظواهر الإيجابية يف الت�ضامن وح�سن
الوفادة. •حت�سني م�ستويات املعي�شة من خالل تنويع م�صادر الدخل
و�إدارة تنموية �شفافة للم�ساعدات وتطوير �إمكانيات
•برامج ال�سكن امل�ؤقت ومواجهة النزوح والتهجري وتقدمي التعاون املجتمعي وبناء الثقة لتجاوز الآثار ال�سلبية
البيئة املنا�سبة والآمنة للعمل والتوا�صل اجلماعي للأزمة وتر�شيد �سيا�سات توفري خدمات الطاقة
وامل�شاركة االقت�صادية لتقليل حوافز النزوح واللجوء واالت�صال وال�سكن يف حدود �إمكانيات املجتمعات املحلية.
والهجرة.
•تعزيز الإنتاج املحلي يف كافة القطاعات وتوفري م�صادر
•تن�شيط اجلمعيات ومنظمات املجتمع املدين و�إقامة متويل متنوعة لت�أمني ا�ستيعاب الطاقات الب�شرية
�شبكات فعالة فيما بينها ملواجهة الظواهر االجتماعية لل�سكان يف العملية الإنتاجية� ،إ�ضافة �إىل تفعيل
ال�سلبية التي جنمت عن الأزمة. �سيا�سات ا�ستقرار الأ�سعار واحلد من الغالء.
•ال�سعي �إىل بناء ج�سور الثقة بني الفئات امل�ستقطبة يف املدى اال�سرتاتيجي
بناء على احلقوق. •ا�ستقاللية وفعالية وعدالة ال�سيا�سة االقت�صادية.
53
مواجهة التشظي!
ثالثاً :في مواجهة التشظي! تقرير يرصد آثار األزمة السورية 2015
ويتت�ضمن ذلك احلد من التلوث. •تعزيز القيم الثقافية امل�شرتكة باالنطالق من اعتبار
املرجعيات الثقافية مت�ساوية.
• مقاربة م�ؤ�س�سية
•توفري احلماية االجتماعية من خالل ت�أمني اخلدمات
يف املدى الق�صري ال�صحية والتعليمية للجميع دون حتيز �أو متييز.
•تفعيل دور امل�ؤ�س�سات القائمة مبا يخدم اخلروج من
الأزمة. •احرتام حق احلياة ووقف القتل ومعاجلة امل�صابني
واجلرحى دون متييز.
•تو�سيع امل�شاركة للجميع ن�ساء ورجا ًال بع�ض النظر عن
خلفياتهم ال�سيا�سية واالجتماعية والثقافية •توفري ال�شروط التي تعيد للأفراد والأ�سر ال�شعور
واالقت�صادية. بالأمان وتفكيك العوامل والقوى التي تر�سخ ثقافة
اخلوف والقهر.
•رفع م�ستوى امل�ساءلة والنزاهة يف الق�ضايا العامة.
•توفري مرن لفر�ص التعليم جلميع ال�سوريني ودون متييز
•تطوير �أدوات احلل ال�سيا�سي الداخلي من خالل وال�سعي لتوفري الفر�ص التعليمية املنا�سبة لل�سوريني يف
تطوير ر�ؤية م�شرتكة على م�ستوى البالد للخروج من اخلارج ،مع تطوير جودة التعليم مبا يتفق مع متطلبات
الأزمة. التنمية والع�صر.
•تفكيك البنى امل�ؤ�س�سية والقوى الفاعلة املرتبطة بالعنف. يف املدى اال�سرتاتيجي
•بناء عقد اجتماعي قائم على ثقافة املواطنة والعدالة
يف املدى اال�سرتاتيجي والهوية الوطنية اجلامعة.
•بناء الدولة التنموية التي تلعب دورها كام ً
ال يف حماية •العدالة والإن�صاف حق للجميع من خالل اال�ستثمار يف
وتطوير امل�ؤ�س�سات وتعمل على اطالق القطاعات امكانيات جميع ال�سوريني.
احليوية كاملعرفة والبحث واالنتاج الثقايف والتقانة
وتقوم باال�ستثمار يف �أي قطاع ميثل �أولوية للمجتمع. •تعزيز الت�ضامن والإن�سجام االجتماعي وتر�سيخ القيم
الإيجابية كالثقة واحرتام الآخر والعمل اجلماعي والتطوعي.
•بناء امل�ؤ�س�سات الكفء من خالل تعزيز قيم العمل
وامل�ساءلة وتعزيز دور املجتمع املدين واملجال�س املنتخبة •املعرفة �صلب التناف�سية والنمو َّ
املطرد وت�ستند اىل
الرقابية والق�ضاء. ر�أ�س مال ب�شري مم ّكن يف مناخ من احلرية الفكرية
وتوفري الفر�ص وتطوير قدرات االنتاج املحلي يف �سورية
•اال�ستقاللية ال�سيا�سية والتنموية هي حجر الزاوية من خالل اال�ستفادة من اال�سهامات املعرفية.
للبداية فالأولويالت التنموية التي تو�ضع بناء على ر�ؤية
�سورية ،تختلف جذري ًا عن �أولويات الدول املت�سلطة •اال�ستثمار يف العافية ال�صحية للجميع.
دولي ًا ،ويف اال�ستقاللية حفاظ حلرية املجتمع والأفراد
يف �إدارة خياراتهم ومواردهم. •احلفاظ على املوارد ك�أ�سا�س للحفاظ على املجتمع،
54
SCPR-SYRIA.ORG
خالصة موجزة
لقد أسفر استمرار النزاع املسلح عن تدمري النسيج االجتامعي واالقتصادي للبلد
مع توسع التدخالت الدولية التي عمقت االستقطاب بني السوريني .وأخذت
حالة التشظي تتعمق مع قيام كل واحدة من قوى التسلط املتقاتلة بإعادة
بناء مؤسساتها وكياناتها املستقلة والتي يتم فيها تخصيص املوارد الثقافية،
واالجتامعية ،واالقتصادية لخدمة أهدافها دون اعتبار لحاجات الناس وتطلعاتهم.
توجيه هذه املبالغ من اخلدمات العامة �إىل خدمة ونتيجة لذلك ،مت تدمري مقومات التنمية الب�شرية
احلرب .و ُيقدر الإنتاج غري الر�سمي لل�صناعات وامتهان حقوق الإن�سان وكرامته ،مما �شكّل بيئة
اال�ستخراجية من النفط والغاز بحواىل 5.2مليار تهيمن فيها م�ؤ�س�سات العنف املعادية للتنمية وتدفع
دوالر �أمريكي حتى نهاية العام � ،2015إال �أن جزء ًا الأجيال احلالية وامل�ستقبلية �إىل مزيد من
من هذه اخل�سارة �أُدرجت فعلي ًا يف نفقات ال�صراعات ،وبالتايل مزيد من الفقر والب�ؤ�س.
اجلماعات امل�سلحة �ضمن خ�سارة الناجت املحلي
الإجمايل ،مما يجعل �صايف خ�سائر هذا الإنتاج نحو يبني هذا التقرير ا�ستمرار االقت�صاد ال�سوري
3.6مليار دوالر �أمريكي تُ�ضاف �إىل �إجمايل بالرتاجع لت�صل اخل�سائر االقت�صادية الإجمالية
اخل�سائر وت�شكل %1.5من �إجمايل اخل�سائر حتى نهاية عام � 2015إىل 254.7مليار دوالر
االقت�صادية. �أمريكي ،وتُعادل هذه اخل�سارة %468من الناجت
املحلي الإجمايل لعام 2010بالأ�سعار الثابتة لعام
وخالل عام ،2015ازداد اعتماد االقت�صاد �إىل حد .2000وتبلغ اخل�سارة يف الناجت املحلي الإجمايل
كبري على خمرجات الزراعة املتقلبة مع الظروف 163.3مليار دوالر �أمريكي لت�شكل %64.1من
املناخية .لقد تغريت هيكلية الناجت املحلي �سجل الناجت تراجع ًا بـ
�إجمايل اخل�سارة ،حيث ّ
الإجمايل ،فا�ستحوذ القطاع الزراعي على ح�صة %36.5يف عام ،2013و %15.2يف عام ،2014
متزايدة من الناجت بلغت %28.7يف عام 2015 و %4.7يف عام .2015بينما بلغت اخل�سارة يف
مقارنة بــ %17.4يف عام .2010وانخف�ضت ح�صة خمزون ر�أ�س املال نتيجة للأ�ضرار والدمار 67.3
اخلدمات احلكومية من الناجت املحلي الإجمايل عام مليار دوالر �أمريكي� ،أي ما يعادل %26.4من
،2015على عك�س االجتاه الإيجابي الذي �سجلته اخل�سائر االقت�صادية الإجمالية؛ يف حني بلغت ن�سبة
خالل العام ال�سابق ،الأمر الذي يعك�س حتو ًال يف النفقات الع�سكرية الإ�ضافية نتيجة الأزمة %8من
ال�سيا�سات احلكومية من حماولة حتفيز الطلب يف هذه اخل�سارة تت�ضمن 14.5مليار دوالر زيادة يف
ال�سوق املحلية �إىل تخفي�ض الإنفاق العام غري الإنفاق الع�سكري للحكومة و 6مليار دوالر �أمريكي
الع�سكري مثل الدعم على ال�سلع الأ�سا�سية. �إنفاق ع�سكري للجماعات امل�سلحة ،ويجري �إعادة
55
مواجهة التشظي!
ثالثاً :في مواجهة التشظي! تقرير يرصد آثار األزمة السورية 2015
تبني املقارنة مع ال�سيناريو اال�ستمراري� ،أن �سورية ويف هذا ال�سياق ،تبنت احلكومة �سيا�سة تقلي�ص
خ�سرت حواىل 3.5مليون فر�صة عمل مع نهاية عام الإنفاق العام على الدعم مما انعك�س زيادة كبرية
2015؛ وخ�سرت 2.69فر�صة عمل باملقارنة مع عام يف �أ�سعار املواد الغذائية الأ�سا�سية وامل�شتقات
.2010و�أ�سفر النزاع امل�سلح عن �أ�ضرار �شديدة النفطية ،وانخفا�ض يف عجز املوازنة العامة من
على التنمية الب�شرية ،فبلغ معدل الوفيات يف عام %17.2عام � 2014إىل %11.5عام 2015كن�سبة
2015حواىل 10بالألف ،وانخف�ض متو�سط العمر من الناجت املحلي الإجمايل احلايل� .إال �أن هذه
املتوقع عند الوالدة �إىل � 55.4سنة� ،أما معدل عدم ال�سيا�سة االقت�صادية زادت من تكلفة الإنتاج املحلي
الإلتحاق بالتعليم ملن هم يف �سن املدر�سة فقد و�صل ورفعت ال�ضغوط الت�ضخّ مية ،وبالتايل ،انخف�ضت
�إىل %45.2؛ وبالتايل ،ومع نهاية عام ،2015 أ�ضرت هذه ال�سيا�سة باالقت�صاد
قيمة العملة .لقد � ّ
خ�سرت �سورية %29.8من قيمة دليل التنمية ومبعي�شة النا�س ،و�ساهمت يف زيادة عدد الأفراد
الب�شرية مقارنة مع عام .2010 الذين يعي�شون يف حالة الفقر ،حيث و�صلت ن�سبة
الفقر العام �إىل %85.2مع نهاية عام 2015
ويف خ�ضم هذا الدمار االقت�صادي واالجتماعي، باملقارنة مع %73.3يف العام � ،2013أما ن�سبة
ت�ستمر خمتلف قوى الت�سلط الداخلية واخلارجية يف ال�سكان الذين يعي�شون يف حالة من الفقر املدقع
تر�سيخ حالة االغرتاب والت�شظي مما يدفع غالبية فقد بلغت %35.1حيث تكافح الأ�سر لتلبية احلد
الأفراد �إىل التحرك �ضد م�صاحلهم وخالف ًا الأدنى من احتياجاتها الغذائية الأ�سا�سية للبقاء
لتطلعات جمتمعهم .ومن هنا تربز احلاجة �إىل و�ضع على قيد احلياة .
منوذج تنموي جديد يقوم على اعتماد حق جميع
ال�سوريني يف العي�ش الكرمي ،الأمر الذي يتطلب �أدى ا�ستمرار النزاع �إىل انخفا�ض عدد �سكان
م�شاركة حقيقية وفعالة جلميع قوى املجتمع من �أجل �سورية من 21.8مليون يف عام � 2010إىل 20.21
حتقيق التحول التنموي املطلوب بناء على ر�ؤية مليون ن�سمة مع نهاية عام .2015وي�شري ال�سيناريو
م�شرتكة ومتفق عليها .يتطلب ذلك �سيا�سة اقت�صادية اال�ستمراري �إىل �أن جمموع ال�سكان كان �سي�صل �إىل
م�ستقلة تفكك مقومات العنف واالقت�صاد الريعي 25.59ن�سمة يف عام 2015لو مل ين�ش�أ النزاع،
باجتاه بناء اقت�صاد منتج ومنو ت�ضميني .كما يحتاج وبالتايل ،ف�إن عدد ال�سكان انخف�ض بن�سبة %21
النموذج اجلديد �إىل العمل على عقد اجتماعي جديد باملقارنة بني �سيناريو الأزمة وال�سيناريو
يقوم على العدل ويعترب املعرفة حمرك ًا للتنمية ،كما اال�ستمراري .وكان من املتوقع ،يف نهاية عام ،2015
يركز على متكني ر�أ�س املال الب�شري يف بيئة ت�سمح �أن يبلغ عدد الالجئني 3.11مليون �شخ�ص بالإ�ضافة
بالتفكري احلر والتوزيع العادل للفر�ص؛ �إ�ضافة �إىل �إىل 1.17مليون من الذين هاجروا بحث ًا عن العمل
احلاجة �إىل م�ؤ�س�سات م�ساءلة ،و�شفافة ،وم�ستقلة، واحلياة الآمنة .وا�ضطر حواىل 6.36مليون ن�سمة
وت�ضمينية تعمل على حتقيق الأولويات التنموية ممن بقي يف �سورية �إىل النزوح داخلي ًا بعيد ًا عن
لل�سوريني بناء على ر�ؤيتهم ،مع الأخذ بعني االعتبار ديارهم ب�سبب العنف ،واخلوف ،والرتهيب،
�أن هذه الأولويات تختلف عن تلك املوجودة يف الدول والت�شرد .ترافق ذلك مع خ�سارة نحو 13.8مليون ّ
املهيمنة واملتقدمة. �شخ�ص من �سورية امل�صدر الأ�سا�سي للدخل ،حيث
56
امللحق
مواجهة التشظي!
الملحق تقرير يرصد آثار األزمة السورية 2015
58
SCPR-SYRIA.ORG
الأ�سرة) ،ا�ستطاع التقرير تقدير معدالت الفقر يف �سورية معدل ر�أ�س املال �إىل الناجت .وتت�ألف هذه اخل�سارة من
حتى كانون الأول � 2015ضمن خمتلف املحافظات. ثالثة مك ّونات رئي�سية هي :االنخفا�ض يف �صايف
اال�ستثمارات نتيجة للأزمة؛ ور�أ�س املال املعطل الذي
يجدر بالذكر �أن تقدير اخل�سائر يف الناجت املحلي يعك�س التوقف يف عملية االنتاج؛ والأ�ضرار اجلزئية
الإجمايل ،وخمزون ر�أ�س املال ،والت�شغيل، والإجمالية التي حلقت مبخزون ر�أ�س املال .املك ّون
وم�ؤ�شرات الفقر هي الفرق بني «�سيناريو الأزمة» الأخري غري مت�ض ّمن يف خ�سارة الناجت املحلي
(امل�ؤ�شرات احلقيقية) و«ال�سيناريو اال�ستمراري» الإجمايل ،وبالتايل فقد �أ�ضيف �إىل اخل�سارة
الذي ي�شمل امل�ؤ�شرات كما لو �أن الأزمة مل حت�صل. االقت�صادية الإجمالية.
وهذا ي�ساعد يف تقدير اخل�سائر املبا�شرة والفر�ص
املفقودة نتيجة النزاع. ومت ح�ساب الناجت املحلي الإجمايل بالأ�سعار اجلارية
با�ستعمال تقديرات ُمفّ�ض الناجت املحلي الإجمايل
ي�ستخدم التقرير نتائج ومنهجية تقرير قيد االنتهاء والتي تعتمد ب�صورة رئي�سية على م�ؤ�شر �أ�سعار
للمركز ال�سوري لبحوث ال�سيا�سات عن حالة امل�ستهلك .وخالل عام � ،2015أ�صدر املكتب املركزي
ال�سكان يف �سورية املبني على �أ�سا�س م�سح �شامل لالح�صاء م�ؤ�شر �أ�سعار امل�ستهلك حتى �شهر �أيار� ،إال
�أجري يف منت�صف عام 2014و�شمل جميع مناطق �أن هذا امل�ؤ�شر مل يعك�س ارتفاع الأ�سعار ال�سلع
البالد .وق�سم امل�سح �سورية �إىل 698منطقة درا�سة الأ�سا�سية وخا�صة االرتفاع الذي ح�صل يف �شهر كانون
وجمع من كل منطقة ثالثة ا�ستبيانات من خالل الثاين من العام ،لذلك قام املركز ال�سوري لبحوث
مقابلة ثالثة �أ�شخا�ص مفتاحيني �ضمن معايري ال�سيا�سات ب�إعادة ح�ساب م�ؤ�شر �أ�سعار امل�ستهلك حتى
حمددة تلتزم ال�شمولية وال�شفافية ،كما ا�ستخدم �أيار � 2015إ�ضافة �إىل ح�ساب �إ�سقاطات هذا امل�ؤ�شر
امل�سح منهجية ر�صد وتقييم للعمل امليداين ت�ضمن للأ�شهر ال�سبعة الباقية مع الأخذ بعني االعتبار
الت�أكد من �صحة الإجابات ،و�شارك يف امل�سح نحو االرتفاع الكبري لأ�سعار ال�سلع واخلدمات الأ�سا�سية.
� 300شخ�ص من باحثني وخرباء ومربجمني. و�ضمن �إطار منوذج الربجمة املالية الذي يربط بني
القطاع احلقيقي ،واملوازنة العامة والقطاع اخلارجي،
وبناء عليه ،قام املركز ال�سوري بتعديل امل�ؤ�شرات يقدر
والقطاع النقدي ،والتوظيف والفقر ،ف�إن التقرير ّ
الدميوغرافية خالل الأزمة ،وت�شمل هذه امل�ؤ�شرات ومعدالت البطالة حتى الربع عدد الوظائف املفقودةّ ،
العدد الإجمايل لل�سكان والالجئني واملهاجرين الرابع من العام ،2015با�ستعمال مرونة الت�شغيل
�إ�ضافة �إىل ح�ساب العمر املتوقع عند الوالدة، بالن�سبة �إىل الناجت املحلي الإجمايل.
ومعدالت الوالدات والوفيات واخل�صوبة ومعدل
النمو ال�سكاين .ومن اجلدير بالذكر �أن التقرير قدر التقرير بنود املوازنة العامة باالعتماد على
ي�ستخدم العدد الإجمايل املعدل لل�سكان قبل القرارات احلكومية املرتبطة بالإنفاق العام من حيث
الأزمة حيث قام املركز ب�إعادة ح�ساب عدد الأجور ،والدعم ،واال�ستثمارات العامة ،يف حني �أن
ال�سكان با�ستخدام ال�سجالت احليوية وتعدادات تقديرات الإيرادات اعتمدت على انتاج النفط،
ال�سكان الوطنية .كما ا�ستفاد املركز من نتائج هذا والتح�صيل ال�ضريبي ،و�أداء امل�ؤ�س�سات اململوكة من
امل�سح يف ح�ساب ت�أثري الأزمة على ر�أ�س املال الدولة .وبناء عليه ،فقد احت�سب التقرير العجز املايل
والعديد من القطاعات االقت�صادية ،بالإ�ضافة �إىل الذي عك�س زيادة يف الدين العام.
تقدير عدد من امل�ؤ�شرات املتعلقة بال�صحة
والتعليم والت�شغيل (وقد التنويه للم�سح عند بالن�سبة للفقر ،وبا�ستعمال خطوط الفقر الوطنية
ا�ستخدامه يف الن�ص). (ا�ستناد ًا �إىل �أبحاث الفقر من م�سوح دخل ونفقات
59
!مواجهة التشظي
الملحق تقرير يرصد آثار األزمة السورية 2015
املراجع
المراجع باإلنكليزية
Alnaqeeb. K, (1996): “Authoritarian State in the Contemporary Arab Levant”, Center for Arab Unity Studies, Beirut.
Acemoglu. D, Johnson. S, Robinson. J, (2005): “Institutions as the Fundamental Cause of Long-run Growth” In
Handbook of Economic Growth, ed. Philippe Aghion and Stephen N. Durlauf. Amsterdam: Elsevier.
Ballantine, J. H., & Hammack, F. M. (2012). “The sociology of education: A systematic analysis” (7th edition). Upper
Saddle River, NJ: Prentice Hall. cited by: A Primer on Social Problems (v. 1.0)
Bush, K. and Salterelli, D. (2000): ”The Two Faces of Education in Ethnic Conflict: Towards a Peacebuilding
Education for Children”, UNICEF INNOCENTI RESEARCH CENTRE, August.
Canuto. O, Giugale. M, (2010): “The Day After Tomorrow: A Handbook on the Future of Economic Policy in the
Developing World”, World Bank.
Central Bureau of Statistics in Syria (1963-2011): Statistical Abstracts, Household Income and Expenditure
Surveys, Labour Force Surveys, Household Health Surveys.
Collier. P, Hoeffler. A, (2004) “Greed and Grievance in Civil War”, Oxford Economic Papers, 56, pp. 563-95.
DASP 2.2 (2012): Distributive Analysis State Package, by Abdelkrim Araar, Jean-Yves Duclos, Université Laval.
PEP, CIRPÉE and World Bank.
Deutsch. Morton, (2005): “Maintaining Oppression” Beyond Intractability. Eds. Guy Burgess and Heidi
Burgess. Conflict Information Consortium, University of Colorado, Boulder. Posted: March <http://www.
beyondintractability.org/essay/maintaining-oppression>.
Groot. O, Brück. T, Bozzoli. C, (2009): “Estimation of the Economic Costs of Conflict”, DIW Berlin, Department of
International Economics, Discussion Papers: 948, Berlin, (November).
Hoeffler. A, Reynal-Querol. M, (2003): “Measuring the Costs of Conflict”, Centre for the Study of African
Economies, (March).
Ismail, R. (2013): “Institutions in Syria”, unpublished working paper, Syrian Center for Policy Research.
Justino. P, (2009): “The Impact of Armed Civil Conflict on Household Welfare and Policy Responses”. MICROCON
Research Working Paper 12, Brighton: MICROCON.
Mehchy. Z, Nasser. R, Schiffbauer. M, (2013): “Trade Determinants and Potentials of Syria: Using Gravity Model:
With an Estimation of Syrian Crisis Impact on Exports”, Submitted to the 19th Annual Economic Research Forum
(ERF) Conference.
Nasser. R, (2008): “Could New Growth Cross-country Empirics Explain the Single Country Growth of Syria during
1965-2004?” Arab Planning Institute, working paper 0802.
Nasser. R, Mehchy. Z, (2012): “Determinants of Labour Force Participation In Syria (2001 – 2010)”, Submitted
to the Labour and Human Development Theme of the 18th Annual Economic Research Forum (ERF) Conference
2012.
Nasser. R, Mehchy. Z, (2012): “Role of Economic Factors in Political Movement: The Syrian Case”, Arab Planning
institute. Kuwait.
North. D, (1990): “Institutions, Institutional Change and Economic Performance”, Cambridge: Cambridge
60
SCPR-SYRIA.ORG
University Press.
Physicians for Hum Rights (2015): “Anatomy of a Crisis a Map of Attacks on Health Care in Syria”. Accessed on
Line: www.s3.amazonaws.com/PHR_syria_map/methodology.pdf
Rodrik. D, (2007):”One Economics, Many Recipes. Globalization, Institutions and Economic Growth”, Princeton
University Press.
Sousa. C, (2013): “Political Violence, Collective Functioning and Health: a Review of the Literature”. Medicine,
Conflict, and Survival. 29:3, 169-197. Published August, 22, 2013.
StataCorp. (2013): Stata Statistical Software: Release 12.1. College Station, TX: StataCorp LP.
Syrian Center for Policy Research, (2013a): “The Socioeconomic Roots and Impacts of the Syrian Crisis”. SCPR,
Damascus.
Syrian Center for Policy Research, (2013b): “The Syrian Catastrophe “. UNRWA, SCPR, June.
Syrian Center for Policy Research, (2013c): “Alternative Solutions for Syrian Crisis”, a research paper presented in
the Conference “Towards a Strategic Solution to the Syrian Crisis, Beirut June 2013.
Syrian Center for Policy Research, (2013d): “War on Development “. UNRWA, UNDP, SCPR, October.
Syrian Center for Policy Research, (2014): “Squandering Humanity “. UNRWA, UNDP, SCPR, May.
Syrian Center for Policy Research, (2015): “Alienation and Violence “. UNRWA, UNDP, SCPR, March.
Syrian Center for Policy Research, (2016): “Human Development in Syria”, forthcoming report.
UN (2015): “Fight against Sexual Violence in Conflicts Reaches ‘New Juncture’, Security Council Told”. Security
Council Meeting Coverage. 7428 Meeting. Accessed on Line:
http://www.un.org/press/en/2015/sc11862.doc.htm
UNHCR (2014): “Women Alone: the Fight for Survival by Syrian Refugees Women”. Accessed on Line: http://www.
refworld.org/pdfid/53be84aa4.pdf
WHO, MoH, and MoHE (2015a): “HeRAMS Report January-June, 2015: Public Hospitals in Syria”. WHO in
collaboration with MoH and MoHE.
WHO, MoH, and MoHE (2015b): “HeRAMS Report January-June, 2015: Public Health Centers in Syria”. WHO in
collaboration with MoH and MoHE.
المراجع بالعربية
. بريوت، مركز درا�سات الوحدة العربية،» «املجتمع العربي املعا�صر:)2006( حليم،بركات
. دم�شق، املركز ال�سوري لبحوث ال�سيا�سات، ورقة عمل قيد الن�شر،» «الت�شظي:)2015( جاد الكرمي،جباعي
الطبعة، املركز الثقايف العربي،» درا�سة حتليلية نف�سية اجتماعية، «الإن�سان املهدور:)2005( م�صطفى،حجازي
. بريوت،الأوىل
، «تقرير تقييم منت�صف املدة للخطة اخلم�سية العا�شرة:)2009( هيئة التخطيط والتعاون الدويل
. دم�شق، غري من�شور،»2006-2010
61
info@scpr-syria.org
scpr-syria.org