Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 25

‫المملكة المغربية‬

‫لكمة الس يدة‬


‫وزيرة الاقتصاد واملالية‬
‫أمام جمليس الربملان مبناس بة تقدمي مرشوع قانون املالية‬
‫للس نة املالية ‪2024‬‬

‫‪ 20‬أكتوبر ‪2023‬‬

‫‪1‬‬
‫بسم هللا الرحامن الرحمي‬
‫والصالة والسالم عىل أرشف املرسلني؛‬
‫الس يد رئيس جملس النواب؛‬
‫الس يد رئيس جملس املستشارين؛‬
‫الس يد رئيس احلكومة؛‬
‫الس يدات والسادة الوزراء؛‬
‫الس يدات والسادة الربملانيني؛‬

‫يسعدين أن أتقدم أمام جملس يمك املوقرين لبسط اخلطوط العريضة ملرشوع‬
‫قانون املالية لس نة ‪ .2024‬هذه املناس بة الس نوية‪ ،‬فضال عن طابعها‬
‫ادلس توري‪ ،‬تعترب فرصة لتأكيد احلرص املشرتك دلى املؤسس تني التنفيذية‬
‫والترشيعية‪ ،‬عىل التعاون وتعبيد الطرق املثىل خلدمة املصاحل العليا لبالدان‪،‬‬
‫عرب الوقوف عىل ما حتقق من منجزات تمنوية‪ ،‬واسترشاف املس تقبل وفق‬
‫رؤية تُو ِاز ُن بني التدبري ا ألمثل ملقدراتنا الوطنية يف ظل الزمات املتتالية‪،‬‬
‫وبني رضورة الانكباب عىل تزنيل الوراش الاسرتاتيجية الكربى هبدف‬
‫حتصني وتطوير مؤهالتنا الوطنية عىل اكفة الصعد‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫وكام جاء يف اخلطا فالفتتاي لدلورة الترشيعية احلالية‪ ،‬اذلي ألقاه جالةل‬
‫املكل نرصه هللا‪ ،‬فان أأوىل ا ألوراش اليت تنتظران هتم العنرص البرشي‪ ،‬من‬
‫خالل املرشوع التاريخ للمامية الاتعاميية اذلي أطلق جاللته‪ ،‬وأيطى‬
‫تعلاميت السامية أمام جملس يمك املوقرين‪ ،‬بتفعيل برانمج ادلمع الاتعامي‬
‫املبارش اذلي س ميكن من حتسني الوضع املعييش ملاليني الرس والطفال‪ .‬وهو‬
‫ما سيشلك انعطافة كربى يف مسار بناء منوذتنا التمنوي والاتعامي لصون‬
‫كرامة املواطنني يف لك أبعادها‪.‬‬
‫الس يدات والسادة؛‬
‫كام تعلمون‪ ،‬يأيت مرشوع قانون املالية لس نة ‪ ،2024‬يف س ياق وطين‬
‫اس تثنايئ عىل اثر الزلزال العنيف اذلي يرفت بالدان ليةل الثامن من ش تنرب‬
‫‪ ،2023‬وما خلف من شهداء وجرىح‪ ،‬ومن خسائر يف املمتلاكت والبىن‬
‫التمتية‪.‬‬
‫وكعادته يف مثل هذه احملن‪ ،‬أأعطى املغر درسا للعامل يف فاللتحام‪ ،‬يدا‬
‫واحدة‪ ،‬بقيادة ملكية حكمية‪ ،‬ابلتعامل الرسيع والفعال مع خملفات الاكرثة‬
‫الطبيعية منذ الساعات الوىل حلدوهثا‪ ،‬يف ظل محةل تضامنية رمسية وشعبية‬
‫أأدهشت القريب والبعيد عىل السواء‪ ،‬مرورا بتقدمي خمتلف أشاكل ادلمع‬
‫واملساعدة املالية املبارشة للمترضرين‪ ،‬فضال عن تاكليف ترممي أأو اعادة بناء‬
‫املساكن املترضرة أأو املهنارة لكيا‪ ،‬وذكل من خالل احلساب اخلاص اذلي مت‬
‫‪3‬‬
‫احداث لهذه الغاية‪ ،‬موازاة مع اطالق برانمج مندمج وطموح لعادة البناء‬
‫والتأهيل العام للمناطق املترضرة خصص هل غالف مايل يقدر ب ‪ 120‬مليار‬
‫درمه‪ ،‬عىل مدى مخس س نوات‪ ،‬وسيمت اجنازه ين طريق "واكةل تمنية‬
‫الطلس الكبري" اليت صادقمت ابلتامع عىل املرسوم بقانون احملدث لها‪.‬‬
‫الس يدات والسادة؛‬
‫يأيت مرشوع قانون املالية لس نة ‪ 2024‬أيضا يف س ياق دويل صعب يطبع‬
‫الاليقني يف ظل اس مترار الضغوط التضخمية والتوترات اجليوس ياس ية‪ ،‬ما أثر‬
‫بشلك ابلغ عىل أفاق فالقتصاد العامل حيث يتوقع أل يتجاوز معدل المنو‬
‫العامل ‪ %3‬خالل سنيت ‪ 2023‬و‪ 2024‬توالي ًا‪ ،‬يف حني سيسجل اقتصاد‬
‫منطقة اليورو‪ ،‬الرشيك الاقتصادي الرئييس لبالدان‪ ،‬منوا يف حدود ‪%0,7‬‬
‫خالل س نة ‪ ،2023‬ويتوقع أل يتعدى ‪ %1,2‬خالل س نة ‪.2024‬‬
‫ورمغ هذا الس ياق ادلويل الصعب‪ ،‬متكنت بالدان‪ ،‬حتت القيادة املتبرصة‬
‫واحلكمية لصاحب اجلالةل نرصه هللا‪ ،‬من مواهجة هذه الضغوط والزمات‬
‫واحلد من تأأثرياهتا الاقتصادية والاتعاميية؛ حيث حقق اقتصادان الوطين‬
‫معدل منو يقدر حبوايل ‪ %1,3‬هناية س نة ‪ ،2022‬فامي يتوقع أن يبلغ هذا‬
‫املعدل ‪ %3,4‬يند ممت س نة ‪ ،2023‬مع جعز يف املزيانية ال يتجاوز ‪%4,5‬‬
‫برمس س نة ‪ 2023‬مقابل ‪ %5,2‬س نة ‪.2022‬‬

‫‪4‬‬
‫وتشري املؤرشات القطايية خالل س نة ‪ 2023‬اىل حتسن دينامية الاقتصاد‬
‫الوطين‪ ،‬حيث من املتوقع ارتفاع القمية املضافة الفالحية ب ‪ ،%6‬بعد‬
‫اخنفاض يقدر حبوايل ‪ %12,9‬خالل س نة ‪ ،2022‬يف حني س تعرف القمية‬
‫املضافة للقطاعات غري الفالحية ارتفاعا يقدر ب‪ %3,1‬خالل س نة ‪،2023‬‬
‫مقابل ‪ %3‬املسجةل خالل س نة ‪.2022‬‬
‫ومن جانهبا حققت القطاعات التصديرية نتاجئ اجيابية‪ ،‬لس امي صادرات السلع‬
‫واخلدمات اليت ارتفعت ب‪ %8,4‬يند ممت شهر غشت من س نة ‪2023‬‬
‫مقارنة بنفس الفرتة من س نة ‪ ،2022‬كام ارتفعت صادرات صناعة الس يارات‬
‫ب‪ ،%36‬وصادرات الصناعات الالكرتونية والكهرابئية ب‪ ،%33‬وصادرات‬
‫صناعات النس يج والصناعة اجلدلية ب‪ %9‬خالل نفس الفرتة‪.‬‬
‫كام تساريت ادلينامية الجيابية للقطاع الس يايح منذ مطلع س نة ‪،2023‬‬
‫حيث حقق عائدات تتجاوز ‪ 71‬مليار درمه هناية شهر غشت‪ ،‬مسجال‬
‫بذكل ارتفاعا يقدر ب‪ %33‬مقارنة مع نفس الفرتة من س نة ‪ .2022‬ويتوقع أن‬
‫تتعزز هذه ادلينامية الجيابية بفضل التدابري اليت جاءت هبا خارطة الطريق‬
‫‪ 2026-2023‬للقطاع الس يايح‪.‬‬
‫من جانب أخر‪ ،‬ارتفعت حتويالت املغاربة املقميني ابخلارج لتناهز ‪ 78‬مليار‬
‫درمه هناية شهر غشت لس نة ‪ ،2023‬مقابل ‪ 73‬مليار درمه احملققة خالل‬
‫نفس الفرتة من س نة ‪ ،2022‬أي بزايدة تقدر بـــ ‪.%7‬‬
‫‪5‬‬
‫الس يدات والسادة؛‬
‫ما من شك أأنه رمغ هذه االجنازات املهمة اليت أأابنت عن مصود اقتصادان أأمام‬
‫توايل الصدمات‪ ،‬فقد بقي الهاجس الرئيس ممتثال يف املواهجة الفعاةل‬
‫النعاكسات الظرفية علىى املس توى فالجامتعي‪ .‬ويف هذا الصدد‪ ،‬وتنفيذا‬
‫للتوتهيات امللكية السامية‪ ،‬اختذت احلكومة مجموعة من القرارات الاستباقية‬
‫هبدف التخفيف من تأثريات التضخم واحلفاظ عىل القدرة الرشائية للمواطنني‪،‬‬
‫لكفت مزيانية ادلوةل غالفا مزيانياتيا اضافيا بقمية ‪ 40‬مليار درمه برمس س نة‬
‫‪ ،2022‬وأكرث من ‪ 10‬مليار درمه برمس الس نة املالية اجلارية‪.‬‬
‫وقد مكنت هذه التدابري من تقليص معدل التضخم من ‪ %10,1‬املسجل‬
‫خالل شهر فرباير من س نة ‪ ،2023‬اىل ‪ %5‬هناية شهر غشت املايض‪ ،‬كام‬
‫يتوقع التممك يف املعدل الس نوي للتضخم يف حدود ‪ %6‬برمس س نة ‪.2023‬‬
‫الس يدات والسادة؛‬
‫من الطبيع أن توايل الصدمات مقابل الطموح الرادي لالخنراط يف مسار‬
‫تمنوي مس تدام ومتوازن‪ ،‬يفرض علينا اس تمضار التحدايت اليت تواهجها‬
‫بالدان عىل عدة مس توايت‪.‬‬
‫ويف هذا الصدد‪ ،‬فان مرشوع قانون املالية ‪ 2024‬يس تجيب للتحدايت اليت‬
‫تنتصب أأمامنا واليت ينبغ أن نعمل مجيعا عىل التصدي لها‪ ،‬عرب التنفيذ احلازم‬

‫‪6‬‬
‫والفوري للتوتهيات امللكية السامية‪ ،‬سواء فامي يتعلق ابعادة بناء وتأهيل‬
‫املناطق املترضرة من زلزال احلوز‪ ،‬أو ما يخص مواهجة اشاكلية ندرة املياه أأو‬
‫توطيد أسس ادلوةل الاتعاميية‪ ،‬أأو غريها من التحدايت اليت س يأأيت التفصيل‬
‫فهيا مضن هذا العرض‪.‬‬
‫كام أأنه ل ميكن اغفال املس توى اجليوس يايس‪ ،‬اذ لزالت وحدتنا الرتابية حتتل‬
‫مركز انشغالنا الوطين االجامعي ابيتبارها القضية الوطنية الوىل‪ .‬فاذا اكنت‬
‫بالدان قد حققت تقدما حاسام وهنائيا يف هذا اجملال‪ ،‬ان عىل الصعيد‬
‫ادليبلومايس أو التمنوي‪ ،‬بفضل الس ياسة الرش يدة لصاحب اجلالةل نرصه هللا‪،‬‬
‫فان ارصار بعض الطراف عىل مناهضة وحدتنا الرتابية يُضيع عىل ادلول‬
‫املكونة للفضاء املغاريب فرص الاندماج الاقتصادي والتمنوي‪ ،‬حوَي ِر ُمها من‬
‫موقع تفاويض أكرب وأقوى يف وقت َيتدم فيه الرصاع العامل يف اجتاه ترتيب‬
‫خارطة دولية جديدة يعاد فهيا توزيع مناطق النفوذ وتداخل املصاحل‪.‬‬
‫كام ل يفوتين أن أنوه ابجملهودات اجلبارة والتضميات اجلسام اليت تبذلها لك‬
‫مكوانت القوات املسلحة امللكية‪ ،‬والمن الوطين‪ ،‬وادلرك املليك‪ ،‬والقوات‬
‫املساعدة‪ ،‬والوقاية املدنية‪ ،‬عىل جتندها ادلامئ‪ ،‬حتت قيادة جالةل املكل حفظ‬
‫هللا‪ ،‬لدلفاع ين وحدة الوطن وأمن واس تقراره‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫الس يدات والسادة؛‬
‫بناء عىل ما س بق‪ ،‬فان احلكومة عازمة عىل أن جتعل من مرشوع قانون‬
‫املالية لس نة ‪ ،2024‬جتس يدا للتوفيق المثل بني طموحاتنا واماكنياتنا اذلاتية‪،‬‬
‫وبشلك يسمح بتعزيز مناعة منظومتنا الاتعاميية والاقتصادية‪ ،‬وذكل من‬
‫خالل ايعامد مقاربة واقعية وشامةل‪ ،‬تقوم عىل أربعة حماور أساس ية ومتاكمةل‬
‫عىل النحو التايل‪:‬‬
‫أول‪ :‬مبارشة التنفيذ الفوري والفعال لربانمج اعادة البناء والتأهيل العام‬
‫للمناطق املترضرة من الزلزال‪ ،‬موازاة مع توطيد تدابري مواهجة التأثريات‬
‫الظرفية؛‬
‫اثنيا‪ :‬امليض قدما يف مسار تكريس أسس ادلوةل الاتعاميية والارتقاء ابملسار‬
‫التمنوي لبالدان‪ ،‬وذكل جتس يدا للتوتهيات السامية لصاحب اجلالةل نرصه‬
‫هللا‪ ،‬وانسجاما مع مرتكزات الربانمج احلكويم؛‬
‫اثلثا‪ :‬مواصةل الصالحات الهيلكية‬
‫رابعا‪ :‬تعزيز اس تدامة ماليتنا العمومية‪ ،‬مع احلرص عىل تعبئة الهوامش املالية‬
‫الالزمة لتزنيل خمتلف الوراش والصالحات‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫ابلنس بة للممور الول املتعلق بتزنيل برانمج اعادة البناء والتأهيل العام‬
‫للمناطق املترضرة من الزلزال‪ ،‬موازاة مع توطيد تدابري مواهجة التأثريات‬
‫الظرفية؛‬
‫جتدر االشارة اىل أأنه مت اعداد هذا الربانمج وفق مقاربة التقائية وتشخيص‬
‫دقيق للحاتيات واملؤهالت الرتابية للمناطق املترضرة‪ ،‬اليشء اذلي‬
‫يس تدعي‪ ،‬ابلرضورة‪ ،‬العمل يف اطار تعاقدي َيدد مسؤوليات اكفة‬
‫املتدخلني يف هذا الربانمج‪.‬‬
‫ويف هذا الطار فقد مت البدء‪ ،‬انطالقا من شهر أكتوبر اجلاري‪ ،‬يف رصف‬
‫املساعدات الاس تعجالية احملددة يف ‪ 2500‬درمه شهراي ملدة س نة‪ ،‬لفائدة ‪60‬‬
‫ألف أرسة من الرس اليت اهنارت منازلها تزئيا أو لكيا‪.‬‬
‫كام مت اطالق معلية تأهيل الطرق وتوسعهتا‪ ،‬اضافة اىل اعادة تأهيل املراكز‬
‫الصمية واملؤسسات التعلميية اليت يرفت أرضارا أو اهنيارا لكيا‪ ،‬وكذا مبارشة‬
‫تقدمي ادلمع للفالحني من أجل اعادة تشكيل القطيع الوطين‪ ،‬ودمع الشعري‬
‫والعالف املركبة ابملناطق املترضرة‪.‬‬
‫ولتتبع ومتويل هذه املشاريع‪ ،‬اليت س هتم قطاعات التعلمي والصحة والتجهزي‬
‫والسكن والثقافة والس ياحة والفالحة والوقاف‪ ،‬فقد قررت احلكومة فتح‬
‫ايعامدات بقمية ‪ 2,5‬مليار درمه من خمصصات الصندوق اخلاص بتدبري الاثر‬
‫املرتتبة ين الزلزال‪ ،‬وذكل من أجل املبارشة الفورية لتزنيلها‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫وستنكب الواكةل اخملصصة لهذا الغرض عىل برجمة تدخالت خمتلف القطاعات‬
‫احلكومية والتنس يق فامي بيهنا مع مراعاة العامل الزمين قصد اس تكامل اجناز‬
‫الربانمج يف احلزي الزمين اخملصص هل‪.‬‬
‫الس يدات والسادة؛‬
‫موازاة مع تفعيل برانمج اعادة البناء والتأهيل العام‪ ،‬س تعمل احلكومة عىل‬
‫توطيد تدابري مواهجة التأثريات الظرفية اليت زادت حدهتا خالل الس نوات‬
‫الخرية‪ ،‬لس امي تزايد الضغوطات التضخمية‪ ،‬وأزمة اجلفاف وندرة املياه‪،‬‬
‫وتصاعد خماطر التغريات املناخية‪ .‬وذكل وفق منظور يقوم عىل بعدين‬
‫متاكملني‪ ،‬أوهلام استبايق للتعامل مع الكراهات املس تعجةل وقصرية المد‪،‬‬
‫واثنهيام اصاليح بنيوي يروم معاجلة االشاكالت ذات التأأثريات البنيوية عىل‬
‫املديني املتوسط والبعيد‪.‬‬
‫يف هذا الصدد‪ ،‬فان التدابري اليت اختذهتا بالدان من أجل التممك يف مس توى‬
‫التضخم واعادت اىل مس توايت ما قبل الزمة‪ ،‬قد بدأت تؤيت مثارها من‬
‫خالل ما مت تسجيهل من اخنفاض خالل الشهر الخرية‪ .‬غري أأن ذكل ال يعفينا‬
‫من ضامن اجلاهزية ادلامئة للتدخل ابلآليات املناس بة نظرا حلساس ية الظرفية‬
‫ادلولية‪ ،‬مع تكثيف اجلهود لتمقيق التوازن الرضوري بني الس ياسة املزيانياتية‬
‫والس ياسة النقدية‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫يف نفس الس ياق‪ ،‬سيمت العمل عىل توطيد التدابري الرامية اىل دمع املواد‬
‫الولية الفالحية والعالف‪ ،‬موازاة مع تطوير سالسل النتاج والتوزيع يف‬
‫اطار اسرتاتيجية اجليل الخرض اليت س تواصل احلكومة تزنيلها خالل س نة‬
‫‪ ،2024‬ول س امي من خالل احلرص عىل تفعيل الالزتامات اليت تضمهنا ‪19‬‬
‫يقد‪-‬برانمج اليت مت التوقيع علهيا بداية الس نة احلالية‪ ،‬ابيعامدات تفوق ‪110‬‬
‫مليار درمه‪ ،‬مهنا ‪ 42‬مليار درمه مكسامهة من ادلوةل‪.‬‬
‫من جانب أخر‪ ،‬ووفقا للرؤية امللكية الرش يدة خبصوص الس ياسة املائية‬
‫ببالدان‪ ،‬تضع احلكومة جناعة تدبري املوارد املائية مضن أولوايهتا‪ ،‬حيث‬
‫س تمرص عىل ترسيع تزنيل خمتلف مكوانت الربانمج الوطين للزتويد ابملاء‬
‫الرشوب ومياه السق ‪ ،‬لس امي عرب مواصةل تعبئة غالف مايل اتاميل يبلغ‬
‫‪ 143‬مليار درمه خالل الفرتة ‪.2027 -2020‬‬
‫ويف هذا الصدد‪ ،‬فقد مت الرفع من الايعامدات املالية اخملصصة لقطاع املاء ب‪5‬‬
‫ماليري درمه‪ ،‬برمس قانون املالية لس نة ‪ ،2023‬وفتح ايعامدات اضافية ب‪1,5‬‬
‫مليار درمه خالل نفس الس نة‪ .‬هذا‪ ،‬فامي مت حتديد الايعامدات املالية الضافية‬
‫اخملصصة لهذا الربانمج ب‪ 5‬ماليري درمه برمس مرشوع قانون املالية لس نة‬
‫‪ ،2024‬لتبلغ بذكل الايعامدات االجاملية املتوقعة ما يفوق ‪ 18‬مليار درمه‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫وتمتثل أمه مشاريع هذا الربانمج يف‪:‬‬
‫‪ -‬اس تكامل مرشوع الربط بني الحواض املائية لس بو وأيب رقراق؛‬
‫‪ -‬مواصةل اجناز السدود للرفع من قدرة التخزين من املياه العذبة؛‬
‫‪ -‬ترسيع مشاريع تعبئة املياه غري التقليدية‪ ،‬من خالل برجمة حمطات حتلية‬
‫مياه البمر‪ ،‬والرفع من جحم اعادة اس تعامل املياه العادمة املعاجلة؛‬
‫‪ -‬تعزيز الزتود ابملاء الصاحل للرشب يف العامل القروي‪.‬‬
‫ومن املؤكد أأن خمتلف عنارص هذه الس ياسة املائية تمت ابنسجام مع س ياسة‬
‫بيئية تسعى لتعزيز مناعة بالدان يف مواهجة التغريات املناخية واحلد من‬
‫تأثرياهتا‪ ،‬عرب مقاربة مندجمة ومتاكمةل‪ ،‬تقوم عىل‪:‬‬
‫‪ -‬تعزيز الطار املؤسسايت اذلي س ميكن من تكثيف التنس يق بني خمتلف‬
‫القطاعات احلكومية لتكريس البعد املنايخ يف خمتلف الس ياسات‬
‫العمومية؛‬
‫‪ -‬تعزيز التدابري التمفزيية ذات الطابع البييئ؛‬
‫‪ -‬واختاذ التدابري الرامية لتشجيع الدوات املالية اخلرضاء ابلتشاور مع بنك‬
‫املغرب واملؤسسات املالية اخملتصة‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫الس يدات والسادة؛‬
‫يقوم احملور الثاين ملرشوع قانون املالية لس نة ‪ 2024‬عىل امليض قدما يف‬
‫مسار تكريس أسس ادلوةل الاتعاميية‪ ،‬جتس يدا للتوتهيات السامية‬
‫لصاحب اجلالةل نرصه هللا‪ ،‬حيث قطعت احلكومة أشواطا كبرية يف تزنيل‬
‫الزتاماهتا واليت يأيت عىل رأسها ورش تعممي امحلاية الاتعاميية‪ ،‬واصالح‬
‫قطاي الصحة والتعلمي‪ ،‬والوفاء ابلزتامات احلوار الاتعامي ‪ ،‬وانعاش‬
‫التشغيل (خصوصا برانجم أوراش وفرصة)‪ ،‬ودمع السكن‪ ،‬والارتقاء‬
‫بوضعية املرأة وتوطيد الدماج الاتعامي للرس وغريها من الصالحات‬
‫اجملمتعية اليت تدخل يف اطار ارساء أسس ادلوةل الاتعاميية‪.‬‬
‫فبالنس بة لورش تعممي امحلاية الاتعاميية‪ ،‬جنمت احلكومة يف تعممي التأمني‬
‫التباري السايس ين املرض وفق الهداف والطار الزمين احملدد هل‪ ،‬من‬
‫خالل انتقال املس تفيدين سابقا من نظام "راميد" اىل نظام التأمني التباري‬
‫السايس ين املرض‪ ،‬وذكل ابتداء من فاحت دتنرب ‪ .2022‬وهو ما فتح‬
‫الباب أمام حوايل ‪ 4‬ماليني أرسة فقرية للولوج اىل العالج ابملستشفيات‬
‫العمومية واخلاصة‪ ،‬مع حتمل ادلوةل لشرتااكهتم يف الصندوق الوطين للضامن‬
‫الاتعامي ‪ ،‬بغالف مايل س نوي يقدر ب ‪ 9,5‬ماليري درمه‪.‬‬
‫كام متكنت احلكومة‪ ،‬وبفضل تعاون املؤسسة الترشيعية‪ ،‬من وضع الرتسانة‬
‫القانونية والتنظميية الالزمة لتعممي التأمني التباري السايس ين املرض عىل‬
‫‪13‬‬
‫اكفة الفئات من خالل املصادقة عىل مجمل النصوص ذات الصةل بأنظمة‬
‫التأمني التباري السايس ين املرض‪.‬‬
‫وجتس يدا للتوتهيات امللكية السامية‪ ،‬اليت أأكدها جاللته يف خطا افتتاح‬
‫الس نة الترشيعية‪ ،‬تعمل احلكومة عىل التفعيل التدرجي لربانمج ادلمع‬
‫الاتعامي املبارش قبل هناية هذه الس نة‪ ،‬وذكل وفق تصور شامل ويف‬
‫اطار مبادئ القانون الطار املتعلق ابمحلاية الاتعاميية اذلي صادق علي‬
‫الربملان‪ .‬وس تمرص احلكومة وفقا للتوتهيات امللكية السامية عىل احرتام‬
‫مبادئ التضامن والشفافية والنصاف ملنح ادلمع‪ ،‬وذكل ابلستناد اىل نظام‬
‫الاس هتداف اخلاص ابلـسجل الاتعامي املوحد‪ .‬وتبلغ تلكفة هذا الربانمج‬
‫برمس س نة ‪ 2024‬ما يناهز ‪ 25‬مليار درمه سيمت متويلها عرب املسامهة‬
‫التضامنية عىل الرابح وادلخول اخلاصة ابملقاولت اىل جانب العمل عىل‬
‫يقلنة وجناعة برامج ادلمع الاتعامي املوتودة حاليا وخاصة اصالح نظام‬
‫املقاصة من خالل حتديد الايعامدات املفتوحة يف اطار مرشوع قانون املالية‬
‫لس نة ‪ 2024‬يف ‪ 16,4‬مليار درمه‪.‬‬
‫وملواكبة ورش تعممي امحلاية الاتعاميية‪ ،‬س تواصل احلكومة امليض قدما يف‬
‫تأهيل املنظومة الصمية الوطنية‪ ،‬ل س امي عرب توس يع العرض الصم من‬
‫خالل مواصةل بناء وجتهزي املراكز الاستشفائية اجلامعية اجلديدة واعادة‬
‫تأهيل ‪ 1.400‬مؤسسة للرعاية الصمية الولية ومواصةل تطوير النظام‬

‫‪14‬‬
‫املعلومايت املندمج وتعزيز حاكمة املنظومة الصمية الوطنية‪ .‬ولهذه الغاية‬
‫س تواصل احلكومة تعبئة املوارد املالية الالزمة لتأهيل املنظومة الصمية‪،‬‬
‫حيث سيس تفيد قطاع الصحة وامحلاية الاتعاميية من غالف مايل اضايف‬
‫يبلغ ‪ 2,6‬مليار درمه‪ ،‬لتبلغ املزيانية التاملية اخملصصة لهذا القطاع يف اطار‬
‫مرشوع قانون املالية لس نة ‪ ،2024‬ما يناهز ‪ 31‬مليار درمه‪.‬‬
‫الس يدات والسادة؛‬
‫نظرا للمهية اليت َيظى هبا اصالح منظومة الرتبية والتكوين اكحدى راكئز‬
‫ادلوةل الاتعاميية‪ ،‬س تعمل احلكومة من خالل مرشوع قانون املالية لس نة‬
‫‪ ،2024‬عىل مواصةل تزنيل الالزتامات اليت جاءت هبا خارطة الطريق‬
‫لصالح املنظومة التعلميية ‪ ،2026-2022‬حيث خصصت ايعامدات مالية‬
‫اضافية تقدر ب‪ 5‬ماليري درمه يف اطار هذا املرشوع‪.‬‬
‫كام س تعمل عىل مواصةل تزنيل خارطة الطريق لتعممي التعلمي الويل يف أفق‬
‫س نة ‪ 2028‬عرب احداث حوايل ‪ 4000‬وحدة تعلميية س نواي‪ ،‬ومتكني املربيات‬
‫واملربيني من التكوين اجليد مع الرتكزي عىل الطفال اذلين ترتاوح أيامرمه بني‬
‫‪ 4‬و‪ 6‬س نوات يف العامل القروي عىل وج اخلصوص‪.‬‬
‫اضافة اىل ذكل‪ ،‬س تعمل احلكومة من خالل املرشوع املعروض بني أيديمك‪،‬‬
‫عىل تفعيل مضامني اخملطط الوطين لترسيع حتول منظومة التعلمي العايل‬
‫والبمث العلم والابتاكر (‪ ،(PACTE ESRI‬اذلي هيدف اىل ارساء‬
‫‪15‬‬
‫منوذج جديد للجامعة املغربية‪ ،‬يكرس المتزي الاكدمي والعلم ويدمع الدماج‬
‫الاقتصادي والاتعامي ‪.‬‬
‫وفامي يخص جمال التشغيل‪ ،‬س تواصل احلكومة تزنيل النسخة الثانية من‬
‫برانمج "أوراش" من أجل بلوغ هدف احداث ‪ 250‬ألف منصب شغل‪.‬‬
‫وقد رصدت احلكومة غالفا ماليا س نواي يقدر ب ‪ 2,25‬مليار درمه خالل‬
‫سنيت ‪ 2022‬و‪ ،2023‬لهذا الربانمج اذلي س تعمل عىل اس تكامل تزنيهل‬
‫خالل س نة ‪ .2024‬أما ابلنس بة لربانمج "فرصة" اذلي هيدف اىل مواكبة‬
‫ومتويل ‪ 10.000‬من حاميل املشاريع خالل س نة ‪ ،2023‬فقد خصصت هل‬
‫احلكومة غالفا ماليا س نواي يقدر ب ‪ 1,25‬مليار درمه برمس سنيت ‪2022‬‬
‫و‪ .2023‬كام س تعرف س نة ‪ 2024‬اجناز تقيمي شامل لهذا الربانمج قصد‬
‫اس تصدار دليل مرتع للمامرسات اجليدة يف جمال مواكبة وتأطري حاميل‬
‫املشاريع‪ ،‬من أجل انطالقة واعدة يف هذا اجملال‪.‬‬
‫هذا فامي سيمت احداث ‪ 50.034‬منصبا ماليا برمس مرشوع قانون املالية لس نة‬
‫‪ ،2024‬مقابل ‪ 48.212‬خالل س نة ‪.2023‬‬
‫وعىل صعيد أخر‪ ،‬يشلك الولوج اىل السكن الالئق وضامن ظروف عيش‬
‫كرمية أحد أولوايت معل احلكومة اليت تلزتم‪ ،‬وفقا للرؤية امللكية السامية‪،‬‬
‫بتنفيذ الربانمج اجلديد للمساعدة يف جمال السكن‪ ،‬برمس الفرتة ما بني ‪2024‬‬

‫‪16‬‬
‫و‪ ،2028‬واذلي يروم جتديد املقاربة املتعلقة ابملساعدة عىل متكل السكن‬
‫ودمع القدرة الرشائية للرس‪ ،‬من خالل مساعدة مالية مبارشة للمقتين‪.‬‬
‫كام س تعمل احلكومة عىل مواصةل برانمج مدن بدون صفيح‪ ،‬واملشاريع‬
‫الرامية اىل تأهيل املباين اليةل للسقوط‪ ،‬وكذا حتسني الولوج اىل مرافق‬
‫وجتهزيات القرب يف اطار برامج س ياسة املدينة‪ .‬وس تعتين احلكومة كذكل‬
‫ابجلانب املتعلق ابحملافظة عىل املباين التقليدية والرتاث املعامري بصفة عامة‪،‬‬
‫وابعادة تمثني املدن العتيقة بصفة خاصة‪ ،‬ملا ذلكل من أبعاد اتعاميية وثقافية‬
‫واقتصادية من شأهنا حتفزي وحتسني تنافس ية وجاذبية الفضاءات العمرانية‪.‬‬
‫كام س تعمل احلكومة عىل الارتقاء بوضعية املرأة وتوطيد الدماج الاتعامي‬
‫للرس‪ ،‬عرب تزنيل اسرتاتيجية "ترس" اليت هتدف عىل اخلصوص اىل رفع‬
‫نس بة اندماج النساء يف النشاط الاقتصادي‪ ،‬وحماربة العنف ضد النساء‪،‬‬
‫وحتسني وضعية الشخاص يف وضعية اعاقة‪ ،‬والتكفل ابلشخاص املس نني‪.‬‬
‫وابملوازاة مع ذكل‪ ،‬س تعمل احلكومة يف اطار مرشوع قانون املالية لس نة‬
‫‪ ،2024‬عىل مواصةل الوفاء ابلزتامات احلوار الاتعامي ‪ ،‬لس امي تزنيل‬
‫التفاقات املوقعة هبدف حتسني أتور موظف مجموعة من القطاعات وهو ما‬
‫س يلكف املزيانية العامة لدلوةل نفقات اضافية تقدر بـ ‪ 4,2‬مليار درمه س نة‬
‫‪ ،2024‬حيث سيبلغ مجموع الايعامدات اخملصصة لتزنيل الزتامات احلوار‬
‫الاتعامي حوايل ‪ 10‬مليار درمه‪.‬‬
‫‪17‬‬
‫الس يدات والسادة؛‬
‫يتعلق احملور الثالث ملرشوع قانون املالية لس نة ‪ ،2024‬مبواصةل الصالحات‬
‫الهيلكية‪ ،‬حيث س تعمل احلكومة من خالل مرشوع قانون املالية لس نة‬
‫‪ ،2024‬عىل مواصةل الصالحات الهيلكية الكربى من قبيل اصالح العداةل‪،‬‬
‫ومواصةل ورش الالمتركز الداري وامليض يف تزنيل اجلهوية املتقدمة‪ ،‬والهنوض‬
‫ابلستامثر‪ ،‬مع الرتكزي عىل الاسرتاتيجيات الرامية اىل تعزيز الس يادة الصنايية‬
‫والطاقية لبالدان‪ ،‬موازاة مع مواصةل حتسني مناخ اليامل وتعزيز منسوب الثقة‬
‫اذلي صارت حتظى ب بالدان من ِق حبل املستمثرين واملؤسسات ادلولية الكربى‪.‬‬
‫يف هذا الطار‪ ،‬فان احلكومة عازمة‪ ،‬من خالل مرشوع قانون املالية لس نة‬
‫‪ ،2024‬عىل امليض قدما يف اصالح العداةل من أجل تعزيز دوةل احلق‬
‫والقانون وضامن المن القانوين والقضايئ الالزم لتمقيق التمنية الشامةل‪ .‬وسيمت‬
‫ذكل من خالل حتديث وتطوير املنظومة القانونية املدرجة يف اخملطط‬
‫الترشيع ‪ ،‬والتزنيل التدرجي ملرشوع التمول الرمق لالدارة القضائية‬
‫وحتديهثا‪ ،‬مع تنفيذ خمتلف الوراش املتعلقة بتأهيل البنية التمتية للمحامك‬
‫وتعممي حمامك ا ألرسة‪ ،‬اىل جانب الرفع من مؤهالت وكفاءات املوارد البرشية‪.‬‬
‫وعىل صعيد أخر‪ ،‬ولجناح ورش الالمتركز الداري وتزنيل اجلهوية املتقدمة‬
‫ولتعزيز حاكمة التدبري العمويم والرفع من جناعة الس ياسات العمومية والتقائيهتا‬
‫عىل املس توى الرتايب‪ ،‬س تعمل احلكومة عىل ايعامد س ياسة جديدة ترتكز عىل‬
‫‪18‬‬
‫ايطاء بعد ترايب لعمليات التمنية الاقتصادية والاتعاميية‪ ،‬واحداث المتثيليات‬
‫املشرتكة وحتقيق وحدة معل لك مصاحل ادلوةل عىل املس توى اجلهوي لضامن‬
‫فعالية أداهئا‪ ،‬ومواصةل حتويل الاختصاصات اىل املصاحل الالممركزة ومتكيهنا‬
‫من املوارد الالزمة لداء هماهما‪ ،‬مع مواصةل تزنيل خمتلف الوراش املتعلقة‬
‫ابصالح الدارة‪ ،‬خصوصا مهنا ما يتعلق ابحلاكمة اجليدة وتبس يط املساطر‪،‬‬
‫موازاة مع تفعيل الاسرتاتيجية الرمقية اجلديدة وتقوية التكوين وتعزيز الكفاءات‬
‫يف هذا اجملال‪.‬‬

‫الس يدات والسادة؛‬


‫وييا ِمنا ابلرهان القامئ عىل الاستامثر املنتج ابيتباره رافعة أساس ية لنعاش‬
‫الاقتصاد الوطين وحتقيق اخنراط بالدان يف القطاعات الواعدة واملنتجة لفرص‬
‫الشغل‪ ،‬س تعمل احلكومة عىل مواصةل اجملهود الاستامثري لدلوةل وحتفزي‬
‫الاستامثر اخلاص والرفع من مسامهت يف الاستامثر التاميل‪.‬‬
‫ويف هذا الطار‪ ،‬س يصل جمهود الاستامثر العمويم اىل ‪ 335‬مليار درمه‬
‫برمس مرشوع قانون املالية لس نة ‪ ،2024‬وهو ما ميثل زايدة تقدر ب ‪35‬‬
‫مليار درمه‪ ،‬مقارنة بس نة ‪.2023‬‬

‫‪19‬‬
‫وموازاة مع ذكل‪ ،‬س تعمل احلكومة عىل تفعيل امليثاق اجلديد لالستامثر من‬
‫خالل ايطاء الولوية للمشاريع املنتجة لفرص الشغل‪ ،‬وتشجيع الاستامثر يف‬
‫القطاعات الواعدة‪ ،‬مع الخذ بعني الايتبار العداةل اجملالية يف توزيع‬
‫الاستامثرات‪.‬‬
‫كام س تواصل احلكومة العمل عىل تفعيل "صندوق محمد السادس لالستامثر"‬
‫ابيتباره رافعة لالستامثرات اخلاصة فامي يتعلق بمتويل املشاريع الكربى املهيلكة‬
‫يف القطاعات ذات الولوية اكلصناعة والفالحة والس ياحة‪ ،‬أو املسامهة يف‬
‫رأسامل املقاولت الصغرى واملتوسطة‪ ،‬وكذا املقاولت الكربى العمومية‬
‫واخلاصة‪.‬‬
‫ونظرا لدلور اذلي يلعب مناخ اليامل يف جناح الرهان القامئ عىل الاستامثر‪،‬‬
‫س تعمل احلكومة عىل تفعيل خارطة الطريق اليت ايمتدهتا لتمسني مناخ‬
‫اليامل واليت تشمل تيال جديدا من الصالحات اليت هتم تبس يط ورمقنة‬
‫التراءات الدارية‪ ،‬وحتسني الولوج اىل العقار واملناطق الصنايية‪ ،‬وتطوير‬
‫أدوات جديدة للمصول عىل المتويل‪ ،‬وحتسني الولوج اىل الطلبيات العمومية‪،‬‬
‫وتقليص أجال الداء‪.‬‬
‫كام تويل احلكومة من خالل مرشوع قانون املالية لس نة ‪ ،2024‬يناية خاصة‬
‫لتزنيل اخملططات الاسرتاتيجية القطايية‪ .‬وهكذا‪ ،‬س تواصل احلكومة تزنيل‬
‫الاسرتاتيجية الطاقية اليت تروم انتاج ‪ %52‬من الطاقة الكهرابئية انطالقا من‬
‫‪20‬‬
‫املصادر املتجددة حبلول س نة ‪ ،2030‬كام س تعمل عىل تفعيل التوتهيات‬
‫السامية لصاحب اجلالةل نرصه هللا‪ ،‬بتزنيل مرشوع "يرض املغرب"‪ ،‬يف‬
‫جمال الهيدروجني الخرض‪ ،‬وذكل هبدف تمثني املؤهالت اليت تزخر هبا‬
‫بالدان‪ ،‬والاس تجابة ملشاريع املستمثرين العامليني‪ ،‬يف هذا اجملال الواعد‪.‬‬
‫وعىل صعيد أخر‪ ،‬س تعمل احلكومة عىل مواصةل تزنيل خارطة الطريق‬
‫الاسرتاتيجية للقطاع الس يايح هبدف اس تقطاب ‪ 17,5‬مليون ساحئ يف أفق‬
‫س نة ‪ 2026‬مع حتقيق ‪ 120‬مليار درمه من املداخيل ابلعمةل الصعبة‪،‬‬
‫واحداث ‪ 80‬ألف فرصة شغل مبارش‪ ،‬و‪ 120‬ألف فرصة شغل غري مبارش‪.‬‬

‫الس يدات والسادة؛‬


‫احملور الرابع مضن مرتكزات مرشوع قانون املالية هيم تعزيز اس تدامة ماليتنا‬
‫العمومية‪ ،‬مع احلرص عىل تعبئة الهوامش املالية الالزمة لتزنيل خمتلف الوراش‬
‫والصالحات‪.‬‬
‫ان احلكومة وايية بأن النجاح يف تزنيل احملاور الساس ية ملرشوع قانون املالية‬
‫لس نة ‪ 2024‬وحتقيق أهداف ‪ ،‬ل ميكن أن يتمقق دون تعزيز اس تدامة املالية‬
‫العمومية‪ .‬وهو ما يفرض احلفاظ عىل التوازانت املالية وضامن اس مترارها عرب‬
‫ابداع تدابري تكرس التعبئة المكية للموارد املالية الرضورية الجناز الس ياسات‬
‫العمومية‪.‬‬
‫‪21‬‬
‫وما من شك يف أأن بالدان حققت جناحا مشهودا يف امجلع بني مصود نس يجنا‬
‫فالقتصادي أأمام ا ألزمات املتتالية وبني صيانة التوازانت املالية‪ ،‬ابلتدبري املمتزي‬
‫ملاليتنا العمومية يف ظل توايل الزمات اليت أهنكت اقتصادات كربى وصارت‬
‫تواج صعوابت كبرية لتدبري ماليهتا العمومية يف ظل ترامك ادليون وتقلص‬
‫الهوامش املالية‪ .‬ولعل خري دليل عىل ذكل خروج بالدان من الالحئة الرمادية‬
‫جملموعة العمل املايل (‪ )GAFI‬ولالحتاد الورويب‪ ،‬وحفاظ بالدان عىل‬
‫تصنيفها الئعامين واس تفادهتا من خط الئعامن املرن لصندوق النقد ادلويل بقمية‬
‫‪ 5‬مليارات دولر أمرييك‪ .‬هذا‪ ،‬اىل جانب موافقة الصندوق عىل قرض بقمية‬
‫‪ 1,3‬مليار دولر من صندوق املرونة والاس تدامة اجلديد‪ ،‬وذكل لتعزيز قدرة‬
‫بالدان عىل الصمود يف مواهجة التغريات املناخية‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬وس تعكف احلكومة عىل مواصةل اصالحات ماليتنا العمومية عرب اصالح‬
‫القانون التنظمي لقانون املالية‪ ،‬خصوصا من خالل ايعامد قاعدة مزيانياتية‬
‫جديدة تروم التممك يف املديونية يف مس توايت مقبوةل‪ ،‬اضافة اىل توس يع‬
‫نطاق القانون التنظمي لقانون املالية ليشمل املؤسسات العمومية املس تفيدة‬
‫من موارد مرصدة أو اعاانت من ادلوةل‪.‬‬
‫كام س تواصل احلكومة خالل س نة ‪ ،2024‬التزنيل الفعيل للقانون الطار‬
‫املتعلق ابلصالح اجلبايئ‪ ،‬عرب ايعامد تدابري ملموسة من أجل حتقيق العداةل‬
‫الرضيبية‪ ،‬ووضع نظام رضييب مس تقر‪ ،‬مبسط وشفاف يوفر الوضوح‬

‫‪22‬‬
‫للمستمثرين وللك الفاعلني‪ .‬ويف هذا الطار‪ ،‬س تعطى الولوية خالل س نة‬
‫‪ ،2024‬لصالح الرضيبة عىل القمية املضافة‪ ،‬وادماج القطاع غري املهيلك‪.‬‬
‫كام س تعمل احلكومة من جانب أخر‪ ،‬عىل تطوير المتويالت املبتكرة‪ ،‬وعىل‬
‫مواصةل جمهوداهتا الرامية اىل يقلنة تدبري احملفظة العمومية والرفع من جنايهتا‪.‬‬
‫وبشلك عام‪ ،‬س تمرص احلكومة‪ ،‬خالل س نة ‪ 2024‬والس نوات الالحقة‪،‬‬
‫عىل التقليص التدرجي من جعز املزيانية‪ ،‬مبا ميكن من وضع ماليتنا العمومية يف‬
‫مسار تقليص جحم املديونية‪ ،‬وتعزيز التوازن املايل‪ ،‬واس تعادة الهوامش املالية‬
‫الرضورية ملواصةل خمتلف الوراش التمنوية‪.‬‬
‫الس يدات والسادة؛‬
‫انطالقا من الرؤية الشامةل اليت حمكت اعداد هذا املرشوع‪ ،‬وعىل ضوء‬
‫املتطلبات المتويلية لتزنيل خمتلف الوراش والربامج املذكورة‪ ،‬وأخذا بعني‬
‫الايتبار الظرفية ادلولية اليت يكتنفها عدم اليقني بشأن أفاق منو الاقتصاد‬
‫العامل ‪ ،‬فان مرشوع قانون املالية ‪ ،2024‬هيدف اىل حتقيق منو اقتصادي‬
‫يقدر ب ‪ %3,7‬مع حرص معدل التضخم يف ‪ %2,5‬وجعز املزيانية يف ‪.%4‬‬

‫‪23‬‬
‫وتنبين هذه التوقعات عىل الفرضيات التالية‪:‬‬
‫ارتفاع الطلب اخلاريج‪ ،‬مع اس تثناء الفوسفاط ومش تقات ب‪ %2,9‬؛‬ ‫‪-‬‬
‫حمصول زراي يف حدود ‪ 75‬مليون قنطار؛‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬متوسط سعر غاز البواتن ‪ 500‬دولر للطن‪.‬‬
‫واذ نعترب هذه الفرضيات واقعية وقابةل للتحقق‪ ،‬نؤكد أأن هذا املرشوع هو يف‬
‫العمق جتس يد لشعار ‪" :‬الثقة‪ ،‬الاس مترارية‪ ،‬الطموح"‪.‬‬
‫الثقة يف قدرتنا عىل مواهجة الزمات والكراهات الظرفية؛‬
‫والاس مترارية يف تزنيل الوراش اجملمتعية والصالحات الهيلكية؛‬
‫مث الطموح اذلي جيسده الرهان عىل الاستامثر يف اجملالت الاسرتاتيجية‬
‫لتعزيز س يادة بالدان الصنايية والطاقية واملالية ومتوقعها عىل الصعيدين القاري‬
‫وادلويل‪.‬‬

‫الس يدات والسادة‪،‬‬


‫بتقدميي لهذه اخلطوط العريضة ملرشوع قانون املالية لس نة ‪ ،2024‬أأؤكد‬
‫جمددا فالنفتاح الاكمل للحكومة عىل العمل املتنامغ واملنسجم مع املؤسسة‬
‫الترشيعية‪ ،‬ومع اكفة الفاعلني والرشاكء‪ ،‬من أأجل حتقيق الفعالية الرضورية‬
‫الجناح خمتلف ا ألوراش اليت تطرقت لها‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫ذلكل‪ ،‬فان احلكومة تتطلع اىل اخراج قانون مالية يرتمج ارادتنا امجلاعية‬
‫لتجس يد الس ياسة احلكمية لصاحب اجلالةل نرصه هللا‪ ،‬املنسجمة مع انتظارات‬
‫املواطنات واملواطنني يف اكفة اجملاالت‪ .‬قانون مالية يواكب العمل املس متر‬
‫جلاللته عىل ترس يخ موقع بالدان كفاعل رئييس يف املنطقة ويف القارة االفريقية‬
‫عىل حد سواء‪ ،‬من خالل مبدا التعاون جنو ‪-‬جنو وعىل أأرضية املصاحل‬
‫املشرتكة‪.‬‬
‫وال يفوتنا هنا أأن نؤكد اس تعدادان ادلامئ للسري وراء القيادة احلكمية جلاللته‬
‫لرتس يخ وحدتنا الرتابية‪ ،‬وحتقيق االصالحات اجملمتعية الكربى‪ ،‬من قبيل‬
‫مراجعة مدونة ا ألرسة‪ ،‬اليت من شأأهنا املزيد من استهناض طاقات جممتعنا حنو‬
‫مزيد من العداةل والتقدم‪.‬‬

‫والسالم عليمك ورمحة هللا تعاىل وبراكت‬

‫‪25‬‬

You might also like