Download as pdf or txt
Download as pdf or txt
You are on page 1of 18

ٔٗ‫ ًع٘ؤ سعذ‬.‫ د‬- ٔ‫ هْذٕ هطت‬.

‫اإلضاسّٗات الضّهكاًّ٘ٔ ٍهشجعّ٘تْا الخغاتّ٘ٔ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ‬

‫اإلضاسّٗات الضّهكاًّ٘ٔ ٍهشجعّ٘تْا الخغاتّ٘ٔ فٖ دَٗاى"الكثشٗت‬


- ّٔ٘‫فٖ ٗذّٕ ٍدٍٗالتكن هي ٍسق" لٌضاس لثّاًٖ – هماستٔ تذاٍل‬

ٔٗ‫ ًع٘ؤ سعذ‬.‫ د‬- ٔ‫ هْذٕ هطت‬.‫أ‬


‫ الجضائش‬- ٓ‫جاهعٔ هحوذ خ٘ضش تسكش‬

: ‫الملخص‬

.‫ترتكز الت ّداولية كأساس على دراسة اللغة أثناء استعمالها واستخدامها في سياق التخاطب‬
‫وتقوم على مفاهيم عديدة من بينها الإشار يّات التي تُع ّد أولى درجات الت ّحليل الت ّداولي وهي عبارة‬
.‫عن علامات لغو ي ّة لا يتحدّد مرجعها إلّا في سياق الخطاب الذي وردت فيه‬

،‫ الإشار يّات المكاني ّة‬،‫ الإشار يّات الشخصي ّة‬:‫تتمثل في‬،‫و للإشار يّات أنواع رئيسية‬
‫ وهذا ما تسعى إليه هذه المقالة بمحاولة إبراز إمكاني ّة مقاربة هذا المبحث‬،‫الإشار يّات الز ّمانية‬
‫ بالت ّركيز على الإشار يّات الز ّماني ّة والمكاني ّة ليحتضن ديوان" ال كبريت‬،‫التداولي في الخطاب الشعري‬
. ‫في يدي ودو يلاتكم من ورق " لنزار قب ّاني مجال هذه الد ّراسة‬

.‫ نزار قب ّاني‬،‫ الإشار يّات‬،‫ الت ّداولية‬: ‫الكلمات المفتاحي ّة‬

Résumé:
La délibération est basée sur l’étude de la langue et son utilisation dans le cadre de la
communication. Elle est basé sur plusieurs concepts, dont « El echariat », qui est le premier degré
d’analyse délibérative, qui est représentée par des signes linguistiques n’est pas déterminée par sa
référence sauf dans le discours qui a reçu. Les principaux types d’Echariat, sont : El echariat
personnelle, El echariat spatiale et El echariat temporelle. Ce dernier type est ce que cet article
cherche à mettre en évidence la possibilité d'essayer d'aborder ce sujet dans le discours délibératif
poétique en se concentrant sur El echariat spatiale et temporelle pour mettre en oeuvre le Diwan "
j'ai une allumette dans la main,et vos piètres nations sont en papier" de Nizar Qabbani, qui est la
portée de cette étude.
mots-clés: Pragmatique, Deixis, Nizar Qabbani

11 ‫ظ‬ 01‫ ا���د‬08 �����‫ ا‬/ ‫ﻣﺠﻠﮥ اﻟﺒﺎﺣﺚ‬


‫اإلضاسّٗات الضّهكاًّ٘ٔ ٍهشجعّ٘تْا الخغاتّ٘ٔ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ‪ .‬هْذٕ هطتٔ ‪ -‬د‪ً .‬ع٘ؤ سعذٗٔ‬

‫توطئة‪:‬‬

‫الإشار يّات (الر ّموز الإشار ية ) أولى درجات الت ّحليل الت ّداولي على ح ّد تقسيم الهولوندي‬
‫هان سون*(‪ ،1)hanson‬و هي ع بارة عن علا مات لغو ي ّة لا يت حدّد مرجع ها إل ّا في سياق الخ طاب‬
‫ا لذي وردت ف يه ذلك؛لأ ّن ها خال ية من أيّ مع نى في ذا ته ف « هذه ال تي ع ندما ت كون خارج‬
‫أو قرائن‬ ‫الاستعمال اللغوي لم يكن لها معنى محدّد في ذاتها‪ ،‬و يتحدّد معناها عند تضامها مع ضمائم‬
‫نص معيّن‪ ،‬و تتحدّد إشار ي ّتها بمعرفة المرجع الذي تحيل إليه »‪.2‬‬
‫في سياق تركيب‪ ،‬أو ّ‬

‫ن الل ّغة بوصفها نظاما مجر ّد لا تتحو ّل إلى كلام‬


‫وإذا كان بنفنست (‪ )Benveniste‬يرى « أ ّ‬
‫نص أو خطاب إلا بواسطة عملي ّة القول ذاتها‪،‬وهي ليست جوهر ي ّة في صيغة الن ّص‬
‫حقيقيّ أو إلى ّ‬
‫ودلالتها؛ بل إ ّن ها أيضا وراء بنية وحدات لغو ية تعب ّر عن مفاهيم إنساني ّة أساسي ّة كمفهوم الش ّخص‬
‫والز ّمان والم كان»‪3‬؛ فإ ّ‬
‫ن أرميني كو (‪ )F. ARMINIKO‬تؤك ّد على أهمي ّة هذه العلا مات الإ شار ي ّة‬
‫حيث أن ّه« لا يمكن للاستعمال الت ّواصلي لل ّغة العادية أن يتخل ّى عن الت ّعابير الإشار ي ّة ولضرورتها من‬
‫الأ جدى معالجت ها أي إ براز كيفي ّة د خول الس ّياق ا لذ ّي تو جد ف يه مرجعي ّت ها ضمن تحد يد مر جع‬
‫الجملة »‪.4‬‬

‫فالسّياق (‪ )Contexte‬كأحد أهم المرتكزات التي تستند عليها الت ّداولية أداة إجرائي ّة تؤدّي«‬
‫دورا هام ّا في كشف مقاصد ال متلفّظ بالخ طاب‪ ،‬وتوضيح نوا ياه الظ ّاهرة والخفي ّة من أجل إ فادة‬
‫السّامع معنى يتوخ ّاه من خطابه»‪،5‬ولا يقف دور الإشار يّات في السّياق عند الإشار يّات الظّاهرة‬
‫فقط ؛بل يتجاوزه إلى الإشار يّات المستقرة في البنية العميقة للخطاب‪،‬وتكون ذات حضور أ قوى‬
‫أث ناء ا لتّلفظ ا لذ ّي ي صدر من ذات ب سمات معي ّنة ؛وعل يه ت كون«الإ شار يّات هي ت لك الأ شكال‬
‫الإحالي ّة ال تي ترتبط ب سياق ال متكلّم مع الت ّفر يق الأ ساس بين الت ّعب يرات الإ شار ي ّة القري بة من‬
‫المتكلّم‪،‬مقابل الت ّعبيرات الإشار ي ّة البعيدة عنه»‪،6‬ونُلفت الانتباه إلى أ ّ‬
‫ن المرجع الذ ّي يرتبط بتأو يل‬
‫هذه المبهمات كما اصطلح عليها النحاة العرب تتغي ّر ُّ‬
‫بتغي ّير السّياق الذي ترد فيه‪،‬والإشار يّات أنواع‬
‫ن تعيينها خصيصة لغو ي ّة جاءت من أمرين‪ :‬أحدهما معناها‬
‫ل نوع دوره في الخطاب‪،‬و«إ ّ‬
‫رئيسة‪،‬ولك ّ‬
‫المعجمي ا لذي استقر ّ في الاستعمال ؛ف صارت تعرف بم عان خاصّة وا لآخر قصد ال متكلّم والمعر فة‬
‫والخ برة المشتركة بين ال متكلّم والمخاطب »‪ ،7‬وعملي ّة ا لتّلفظ لا تتم ّ دون حضور ا لأدوات الإ شار ي ّة‬

‫ظ ‪12‬‬ ‫ﻣﺠﻠﮥ اﻟﺒﺎﺣﺚ ‪ /‬ا����� ‪ 08‬ا���د‪01‬‬


‫اإلضاسّٗات الضّهكاًّ٘ٔ ٍهشجعّ٘تْا الخغاتّ٘ٔ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ‪ .‬هْذٕ هطتٔ ‪ -‬د‪ً .‬ع٘ؤ سعذٗٔ‬

‫ل صنف نو عا من الإ شار يّات و هي‪:‬الإ شار يّات‬


‫الث ّ لاث و هي‪(:‬الأنا‪،‬اله نا‪ ،‬ا لآن)‪،‬ويمث ّل ك ّ‬
‫الشخصي ّة‪،‬المكاني ّة‪،‬الز ّمانية‪،‬وهي موجودة أصلا في كفاءة المرسل اللغو ية باعتبارها«أولى الصّ يغ التي‬
‫‪person‬‬ ‫ينطق بها الأطفال‪،‬وتستعمل للإشارة إلى الأ شخاص من خلال الت ّأشير الشخصي‬
‫‪(dixis‬أنا‪،‬أنت)أو إلى المكان من خلال الت ّأشير المكاني ‪( spasutal dixis‬هنا‪ ،‬هناك )أو إلى الز ّمان‬
‫من خلال التأشير الز ّماني ‪( temporal dixis‬الآن‪ ،‬أنذاك) وتعتمد جميع هذه الت ّعابير في تفسيرها‬
‫على المتكلّم ومستمع يتشاركان في السياق ذاته»‪،8‬وهذا ما يُكسبها صبغتها الت ّداولية؛أي إلى العلاقة‬
‫التي تربط الإشار يّات بالسياق حيث أنها«تنتسب‪ -‬الإشار يّات ‪ -‬إلى حقل التداوليات لأنها ت هتم‬
‫مباشرة بالعلاقة بين تركيب الل ّغات والس ّياق الذي تستخدم فيه»‪ .9‬تنقسم الإشار يّات إلى ثلاث‬
‫أنواع رئيسة يعتمد في فهمها على مجموعة معلومات ترتبط بالس ّياق الذي تستخدم فيه ولا يستطاع‬
‫ن الف كر الإ شاريّ ف كر إدرا كي وإحال ته مرتب طة‬
‫إنتاج ها أو تف سيرها بم عزل ع نه؛لأ ّ‬
‫بالس ّياق»‪،10‬والإ شار يّات بأنواع ها الث ّلاث تعب يرات تُح يل إ لى مكو ّ نات الس ّياق الات ّصالي‪،‬وهي‬
‫المتكلّم والمتلقّي‪،‬وزمن المنطوق ومكانه فإذا«أردنا أن نفهم مدلول هذه الوحدات‪،‬إذا ما وردت في‬
‫مق طع خ طابي ا ســتوجب من ّا ذ لك معر فة هو ية ال متكلم والمتل قي والإ طار الز ّماني والم كاني لل حدث‬
‫الل ّغوي»‪،11‬و« يعت مد اخت يار نوع م عيّن من ت عابير الإشارة دون غير ها ب شكل كب ير ع لى م قدار ما‬
‫ن السّامع يعرف ذلك الش ّيء المشار إليه في إطار بصري مشترك »‪،12‬وهذا ما‬
‫يفترضه المتكلّم من أ ّ‬
‫سيسفر عنه البعد الإشاري الزمكاني لديوان " ال كبر يت في يدي ودو يلاتكم من ورق"*في استجلاء‬
‫العلاقة الت ّواصلي ّة بين المرسل‪،‬وهو الش ّاعر في ح ّد ذاته من خلال قصائد ديوانه التي غالبا ما تُعب ّر‬
‫عن مناسبة طارئة‪ ،‬أو حالة نفسي ّة تَنب ُع من أعماقه حين يتأث ّر ب حدث معين‪،‬أوقد تكون أيضا محطّة‬
‫يُعب ّر في ها" نزار ق باني"*عن مجمو عة ر ُؤى أوموا قف ت جاه ق ضي ّة ما م ُبديا رأ يه الص ّريح؛وذلك باعت بار‬
‫الش ّاعر فردا يتفاعل مع أ شخاص آخرين ضمن مجموعة من المعطيات الس ّياقية بنقل خطابه المت عدّد‬
‫الأبعاد إلى المرسل إليه‪.‬‬

‫أوّلا‪ :‬الإشار يّات المكاني ّة ‪:‬‬

‫ل ع لى أ ماكن يعت مد استعمالها‪،‬وتف سيرها ع لى م كان ال متكلّم و قت‬


‫هي عنا صر إ شار ي ّة تد ّ‬
‫التكلّم‪،‬و بذلك« يتأس ّ س الم كان في ت لك الن ّق طة من الف ضاء ال تي يتوا جد في ها – ال متكلم – أث ناء‬

‫ظ ‪11‬‬ ‫ﻣﺠﻠﮥ اﻟﺒﺎﺣﺚ ‪ /‬ا����� ‪ 08‬ا���د‪01‬‬


‫اإلضاسّٗات الضّهكاًّ٘ٔ ٍهشجعّ٘تْا الخغاتّ٘ٔ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ‪ .‬هْذٕ هطتٔ ‪ -‬د‪ً .‬ع٘ؤ سعذٗٔ‬

‫ال حديث(لح ظة ا لتلفظ) »‪،13‬أوع لى م كان آ خر م عروف للس ّامع والمخاطب‪،‬و لا يم كن لل متكلّم أن‬
‫« ين فكّ عن الم كان ع ند تلفظ ّه بالخطاب‪،‬و هذا يع طي الإ شار يّات المكاني ّة مشروعي ّتها‪،‬وإ سهامها في‬
‫ن هناك طر يقتان‬
‫الخطاب ‪ ...‬وتقاس أهمي ّة الت ّحديد المكانيّ بشكل عام انطلاقا من الحقيقة القائلة أ ّ‬
‫رئيسيتان للإشارة إلى المكان إما بالت ّسمية ‪...‬و إم ّا بتحديد أماكنها من جهة أخرى »‪ 14‬وقد استخدم‬
‫نزار ق باني في ديوا نه ا سم الإ شارة ا لدال ع لى الم كان في موا ضع مت عدّدة ليعب ّر به عن مقا صده‬
‫المختل فة‪ ،‬و يف صح عن ها في صورة قيم فكر ي ّة‪،‬واجتماعي ّة تُعب ّر عن أز مة نف سي ّة يُحس ّها الش ّاعر‪،‬وهو‬
‫ن أ سماء الإ شارة في عموم ها مرتب طة جلي ّا «بأ هداف‬
‫ي حاول الت ّكي ّف مع مجتمعه‪،‬وظرو فه عل ما أ ّ‬
‫المتكلم(مثلا تعر يف شيء ما)وبمعت قدات ال متكل ّم ( أي فعل يتوقع من المستمع عر فة ذ لك الشيء‬
‫بالتحديد) في استعمال الل غة »‪ 15‬؛لذلك نجد نزار يشير بها في الديوان إلى وصف الحالة الم تدهورة‬
‫للبلاد العربي ّة يقول الشاعر‪:16‬‬
‫هذي بلاد أقفلت أبوابها‬
‫وألغت الت ّفكير عند شعبها‬
‫هذي بلاد تطلق النّار على الحمام‬
‫هذي بلاد‬
‫ما بها مسيرة تمشي‬
‫ولا أعراس ‪.‬‬

‫ل مكاني ّا ع لى شدّة‬
‫فا ستعمال الش ّاعر لا سم الإ شارة " هذي" الم شار به إ لى "الب لاد" يد ّ‬
‫ارتبا طه بب لاده‪ ،‬وقضاياها‪،‬وحر صه الش ّديد ع لى ا لالتزام والت ّعب ير عن معاناتها‪،‬وك ما يح يل إ لى قي مة‬
‫تداول ية و هي‪:‬و عي الش ّاعر بحا لة الب لاد العربي ّة‪،‬وما ُّ‬
‫تئن ّ ُّه من شت ّى أ نواع الظ لم والا ضطهاد من‬
‫جهل‪،‬وخيانة ومصادرة للحر يات وغيرها من ألوان البؤس والشقاء التي تفنّن الحاكم في حبكها بكل‬
‫دق ّة وإتقان‪.‬‬

‫ومع اسم الإشارة الد ّال على المكان وقصيدة عنوانها " هناك بلاد" يعطينا نزار صورة فوتوغرافي ّة‬
‫لوضع البلاد العربية فمن خلال عنوانها‪،‬الذي استخدم فيه اسم الإشارة "هناك" الد ّال على المكان‬
‫ن ال متكلّم يم يل إ لى معام لة الأ شياء‬
‫ن الب ُعد الم كاني له ي صاحبه ب عد نف سي؛ذلك«أ ّ‬
‫البع يد ت ُوحي بأ ّ‬

‫ظ ‪11‬‬ ‫ﻣﺠﻠﮥ اﻟﺒﺎﺣﺚ ‪ /‬ا����� ‪ 08‬ا���د‪01‬‬


‫اإلضاسّٗات الضّهكاًّ٘ٔ ٍهشجعّ٘تْا الخغاتّ٘ٔ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ‪ .‬هْذٕ هطتٔ ‪ -‬د‪ً .‬ع٘ؤ سعذٗٔ‬

‫البع يدة ماد يا ع لى أن ها بع يدة نف سي ّا»‪ ،17‬والش ّاعر ي ُشير ب هذا الا سم إ لى ب لاد هر مت من حزن ها‬
‫وألمها‪،‬بلاد أسّ سها حاكم قاس عديم الر ّحمة مي ّت الضّ مير حر يص على اضطهاد شعبه وجعله يعيش‬
‫حالة عدم الأمان‪ ،‬والشّعور بالاستقرار يقول في أحد مقاطعها معب ّرا‪:‬‬
‫هناك بلاد تخاف على نفسها‬
‫من هديل الحمام‬
‫وتستنفر الجيش‬
‫ل كي تستع ّد لقتل القمر‬

‫ن الكتابة الشعر ي ّة وخزة سامّة لنظام الحاكم الجائر فلن تسلم منه أيضا يقول‪: 18‬‬
‫و بما أ ّ‬
‫هناك بلاد‬
‫ترفض أن تمنح الشعر‬
‫تأشيرة السفر ‪.‬‬

‫فس ُلطة الحاكم تسعى في ك ّد لطمس الكتابة الشعر ية ؛لأنها تحمل فكرة نبيلة‪ ،‬ونزيهة توج ّه‬
‫لتطلق سهاما على قتلة الشعوب‪ ،‬والخونة خانقي الحر ية الفكر ية‪ ،‬ولأنّها تصدح بنفس المقهورين لت ُعب ّر‬
‫عن وضع بلادهم يقول نزار‪: 19‬‬
‫هناك بلاد ‪...‬يشي ّد السلاطين فيها‬
‫ألوف الجوامع‬
‫ولا يقطعون فروض الصلاة‬
‫ول كنّهم يقطعون الرقاب ‪.‬‬

‫ل اسم الإشارة "هناك" في هذا المقطع على طبيعة هذه البلاد والتي فيها حك ّام لا‬
‫فقد د ّ‬
‫ير يدون ل شعبهم أن يف كر بأمور وأ شياء ل ها علا قة بالوطن ؛ لذلك سل ّطوا سيف الحج ّاج ع لى الر ّقاب‬
‫ل من تُخو ّل له نفسه الت ّفكير في ذلك ‪.‬‬
‫لك ّ‬

‫وتظهر القيمة الت ّداولي ّة للإشار يّات المكاني ّة في الديوان حين تتفاعل الشّخصية(الشاعر) مع‬
‫ن نزار قب ّاني كان‬
‫صب ف يه تجارب ها الشّخ صية‪،‬ومن المع لوم أ ّ‬
‫الأ ماكن الم شار إلي ها فت صبح ف ضاء ت ّ‬

‫ظ ‪11‬‬ ‫ﻣﺠﻠﮥ اﻟﺒﺎﺣﺚ ‪ /‬ا����� ‪ 08‬ا���د‪01‬‬


‫اإلضاسّٗات الضّهكاًّ٘ٔ ٍهشجعّ٘تْا الخغاتّ٘ٔ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ‪ .‬هْذٕ هطتٔ ‪ -‬د‪ً .‬ع٘ؤ سعذٗٔ‬

‫دبلوماسي ّا‪،‬وعمله في هذا المجال سمح له بالت ّجو ّل في بلدان العالم فذكر أماكنها في قصائد الديوان ومن‬
‫شواهد متفر ّقة في المدوّنة قوله‪: 20‬‬
‫هل اختفت من لندن‬
‫باصاتها الجميلة‬
‫ها هم بنو تغلب‬
‫في سوهو‬
‫وفي فكتور يا‬

‫و كذا قوله‪: 21‬‬


‫تقول لي سائحة شقراء من فرنسا‬
‫بلادكم أجمل ما شاهدت من البلدان‬

‫وغير ها من الب لدان الأجنبي ّة ال تي ا صطدم ب ها الش ّاعر أث ناء رحل ته الدبلوما سية‪ ،‬إذ كان‬
‫سفيرا لبلاده مم ّا جعل ذاكرته كذاكرة آلة التصوير لا تنسى شيئا‪،‬ومن هذا المخزون الهائل تش َّكّل‬
‫قاموسه الشعري‪،‬وأك ّد العديد من الباحثين عن أهمي ّة المكان أ ّن ها تكمن في« تكوين حالات نفسي ّة‬
‫خاصّة وذلك من خلال جعله ساحة للأحداث »‪ ،22‬وأماكن الغر بة التي ذكرها نزار قب ّاني في‬
‫الد ّيوان تظهر قيمتها الت ّداولية في إعطائها صورة للحالة الن ّفسي ّة لدى نزار توضّ ح أن ّه كان يعيش تمز ّقا‬
‫بين الوطن والغربة يقول‪:23‬‬
‫فلا نوافير فرساي‬
‫عو ّضتني عن مقهى النوفرة‬
‫ولا سوق الهال‬
‫عو ّضتني عن سوق الجمعة‬
‫ولا قصر باكنغاهم في لندن‬
‫عو ّضني عن قصر العظم‬
‫ولا حمائم سان ماركو في فينيسا‬
‫أكثر بركة من حمائم الجامع الأموي ‪.‬‬

‫ظ ‪11‬‬ ‫ﻣﺠﻠﮥ اﻟﺒﺎﺣﺚ ‪ /‬ا����� ‪ 08‬ا���د‪01‬‬


‫اإلضاسّٗات الضّهكاًّ٘ٔ ٍهشجعّ٘تْا الخغاتّ٘ٔ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ‪ .‬هْذٕ هطتٔ ‪ -‬د‪ً .‬ع٘ؤ سعذٗٔ‬

‫ن أ ماكن د يار الغر بة لم تعو ّضه عن ال فراغ النف سي‬


‫فالش ّاعر في هذا المق طع يؤك ّد ع لى أ ّ‬
‫الن ّاجم عن فراقه لوطنه الأمّ‪،‬وهو ما جسّدته طبيعة الانتماء للمكان في هذا المقطع فمن خلال تصريح‬
‫نزار بطبي عة العلا قة ال تي ترب طه بالأ ماكن الم شار إلي ها من ناح ية الأل فة والغر بة فالم كان ا لأمّ أو‬
‫موطنه الأصلي هو المكان المحوري بالنسبة للشخصي ّة ؛لأن ّه« المكان الأوّل الذي يجد فيه الإنسان‬
‫نفسه‪،‬وهو عالم الش ّخص ا لذ ّاتي يكشف خبا يا نفسه‪،‬وهو مكان انجلاء فردي ّة الش ّخص وهومكان‬
‫الأل فة والحما ية وال سكينة »‪ ، 24‬أم ّا د يار الغر بة ف هي الم كان الم عادي بالن ّسبة للش ّاعر ع لى ح ّد تعب ير‬
‫باختين‪،‬و« هو الم كان الش ّبيه با لد ّاخلي أوالضّ يق ينكس ع لى حا لة ال فرد نف سي ّا ؛ هو الم كان ا لذي‬
‫ض يق ف يه‪،‬وإن كان وا سعا كتوا جد شخص ما في بلاد الغر بة؛فهما يح مل ذ لك الب لد من‬
‫حس بال ّ‬
‫ي ّ‬‫ُ‬
‫رحابة وامتياز يُع ُّ ّد مكانا ضي ّقا على نفسي ّة المقيم فيه »‪. 25‬‬

‫لذا فالشّام بلاد الشّاعر قد كانت حاضرة في الد ّيوان بل لها دور بارز في تحر يك مشاعر‬
‫"نزار"‪،‬وح ضورها ي ُبرز مدى الت صاق الش ّاعر بها‪،‬وخ ضوعه ل ها‪،‬يقول في موا ضع متفر ّ قة من‬
‫‪26‬‬
‫‪:‬‬ ‫الديوان‬
‫ينطلق صوتي هذه المرة من دمشق‬
‫ينطلق من بيت أم ّي وأبي‬
‫في الشّام تتغي ّر جغرافي ّة جسدي ‪.‬‬

‫ف قد صر ّح ال شاعر في هذا المق طع عن ا لأثر ا لذي تُحد ثه الش ّام في تف سية نزار لت صبح‬
‫‪27‬‬
‫‪:‬‬ ‫مصدرا لإلهامه الشّعري‪ ،‬الممزوج بكل مشاعر الاشتياق والمحب ّة‪،‬و يقول "نزار" أيضا‬
‫أتجو ّل في حارات دمشق الضّ يقة‬
‫تستيقظ العيون العسلي ّة خلف الشبابيك‬
‫وتسل ّم علي ّ‬
‫‪28‬‬
‫‪:‬‬ ‫ودائما في حديثه عن دمشق وما تحمله من دلالة معنو ية لديه يقول‬
‫هذي دمشق‪ ،‬وهذي الكأس والراح‬
‫حب ذبّاح‬
‫أحب وبعض ال ّ‬
‫ّ‬ ‫إنّي‬
‫أنا الد ّمشقي لو شر ّحتم جسدي ‪.‬‬

‫ظ ‪11‬‬ ‫ﻣﺠﻠﮥ اﻟﺒﺎﺣﺚ ‪ /‬ا����� ‪ 08‬ا���د‪01‬‬


‫اإلضاسّٗات الضّهكاًّ٘ٔ ٍهشجعّ٘تْا الخغاتّ٘ٔ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ‪ .‬هْذٕ هطتٔ ‪ -‬د‪ً .‬ع٘ؤ سعذٗٔ‬

‫ن الب ُعد الت ّداولي لدم شق لم يتضّ ح إل ّا بالعودة إ لى‬


‫ف من خ لال المقط عين الس ّابقين ن جد أ ّ‬
‫الس ّياق ا لذي وردت ف يه‪،‬والمتمث ّل في ح ياة ال شاعر‪،‬وما اعترا ها من ظروف فر ضت أهم ّيت ها في‬
‫استعمال الد ّلالة السّياقية للمكان لتوضيح مقصود المتكلّم فبلاد الشّام هي موطنه الأول الذي ترب ّى‬
‫وترعرع فيه‪،‬وهوما ي ُعرف عند مول(‪ )MOL‬ورومير(‪ )ROMIR‬في تقسيمهم للمكان بـــ«المكان‬
‫حس‬
‫عندي ويربطانه بالمكان الذي يمارس فيه الفرد سلطته‪،‬و يكون ذا علاقة أليفة‪،‬وحميمي ّة معه‪،‬ي ّ‬
‫بامتلاكه‪،‬وحر ية الت ّنق ّ ل ف يه كالب يت ا لذي ترب ّى‪،‬وك بر ف يه‪،‬أوالأماكن الخار جة عن البيت‪،‬ول كنّ ها‬
‫قري بة من نف سه»‪ 29‬؛ مم ّا ج عل ب لاد الش ّام ع ند ق ِرا ِ‬
‫ن ع قدها مع نف سي ّة الش ّاعر تأ خذ ب ُعدا طللي ّا‬
‫ل في عين الش ّاعر منظرًا جديدا‪،‬وفي نفسه إحساسا متمي ّزا فيتحو ّل المكان من دلالة جغرافي ّة‬
‫فتظ ّ‬
‫إ لى أط لال شخ صية‪،‬وهذا ليس غر يب ؛ لأ ّ‬
‫ن« تأثير الم كان ع لى ح ياة الم بدعين مو غل في الت ّاريخ‬
‫ط لل في الش ّعر ال جاهلي من أ برز الت ّجارب‬
‫ا لأدبي ال قديم الغر بي والعر بي ظاهرة الو قوف ع لى ال ّ‬
‫الإنسانية التي كشفت وجود صلة قو ي ّة بين المبدع والمكان‪ ،‬ومنذ ذلك الوقت بقي الم ُبدع متعل ّقا‬
‫‪31‬‬
‫‪:‬‬ ‫بالمكان الذي يكتب فيه وعنه »‪ ،30‬لذا يقول نزار‬
‫أعود إلى دمشق‬
‫لأبحث عن حبل مشيمتي‬
‫وعن الحلّاق الذي ختنني‬
‫‪32‬‬
‫‪:‬‬ ‫و يُكمل الشاعر في استحضار ذكر يات الماضي قائلا ‪:‬‬
‫أعود إلى الر ّحم الذي تشكّلت فيه‬
‫وإلى الكتّاب الأوّل الذي قرأت فيه‬
‫وإلى المرأة الأولى التي علّمتني‬
‫حب‬
‫جغرافي ّة ال ّ‬

‫ل ما يرب طه بالما ضي فعود ته إ لى ب لاده ألهمته‪،‬وألهب ته ق صائدا ع صماء‬


‫وي شتاق الش ّاعر ل ك ّ‬
‫‪33‬‬
‫‪:‬‬ ‫ممزوجة بأبجدية دمشقي ّة يقول‬
‫أعود‪...‬‬
‫ل القارّات‬
‫بعدما تناثرت أجزائي في ك ّ‬

‫ظ ‪11‬‬ ‫ﻣﺠﻠﮥ اﻟﺒﺎﺣﺚ ‪ /‬ا����� ‪ 08‬ا���د‪01‬‬


‫اإلضاسّٗات الضّهكاًّ٘ٔ ٍهشجعّ٘تْا الخغاتّ٘ٔ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ‪ .‬هْذٕ هطتٔ ‪ -‬د‪ً .‬ع٘ؤ سعذٗٔ‬

‫فبعد عروسة الز ّيت والز ّعتر‬


‫لم تعد تعجبني أي عروس في الدنيا‬
‫وبعد مربّى السّفرجل الذي كانت تصنعه بيدها‬
‫لم أعد متحمسّا لإفطار الصّ باح ‪.‬‬

‫والجانب الطّللي للش ّام يظهر في المقاطع الس ّابقة من خلال ر بط الش ّاعر عودته بذكر يات جميلة لا‬
‫يمكن له نسيانها‪،‬هي ذكرى الأحب ّة التي تعب ّر عن موطن الصّ با‪،‬والطّفولة‪،‬والش ّباب‪،‬وما إبراز ذلك‬
‫إل ّا ليك شف شدّة الش ّوق‪،‬والغربة عن بي نه للشّام‪،‬وخاص ّة إذا كا نت حاف لة بأ حداث‬
‫شكّلت‪،‬وكو ّنت شخ صي ّته فــ« ما ندركه عن الم كان هو جزء لا يت جز ّأ مم ّا نُدركه عن الشّخ صية ال ّتي‬
‫ترتكز في مكان وقوع الحدث‪،‬والت ّحرك في مكان ما فالمكان إذن ج ُزء من تكوين الشّخصية‪،‬بل قد‬
‫يُصبح جزءا من الت ّجربة الذ ّاتية بعد أن يفقد صفاته الواقعي ّة ارتباطا بال ّلحظة الن ّفسية »‪.34‬‬

‫كما ذكر الشاعر بعض الأماكن المحاذية للشام كذكره للأماكن المقدسة مثل قوله‪: 35‬‬
‫أدخل صحن الجامع الأموي‬
‫أسلم على كل من فيه‬
‫زاو ية ‪...‬زاو ية‬

‫أو بعض الأماكن العمومية التي يسافر معها الشاعر‪:36‬‬


‫أتغلغل في سوق البزور ية‬
‫مبحرا في سحب البهار‬
‫وغمائم القرنفل ‪.‬‬

‫ض ح تداولي ّا أن ّه مه ما انتق لت الشّخ صي ّة عن موطن ها الأ صلي‬


‫ف من خ لال هذا يت بيّن لنا‪،‬ويت ّ‬
‫ل مرتب طا ببيئ ته‬
‫ل مرتب طة به بالر ّغم ما يوف ّره الم حيط الم ُجاور من حاج يات إل ّا أن ّه ي ظ ّ‬
‫فإ ّن ها ت ظ ّ‬
‫ض ت عنه أفكاره‪،‬وعادا ته ال تي تنعكس على سلوكاته‪،‬وتعب ّر‬
‫الاجتماعية وبمكا نه الطّبيعي ا لذي تمخ ّ‬
‫عن هو يّته وانتمائه ‪.‬‬

‫ظ ‪11‬‬ ‫ﻣﺠﻠﮥ اﻟﺒﺎﺣﺚ ‪ /‬ا����� ‪ 08‬ا���د‪01‬‬


‫اإلضاسّٗات الضّهكاًّ٘ٔ ٍهشجعّ٘تْا الخغاتّ٘ٔ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ‪ .‬هْذٕ هطتٔ ‪ -‬د‪ً .‬ع٘ؤ سعذٗٔ‬

‫ن الأ ماكن التي ت شير‬


‫وأهمية الا شار يّات المكاني ّة ع لى الع موم تت ّضح قيمت ها الت ّداول ية في أ ّ‬
‫إلي ها لي ست في ذاتها‪،‬وإن ّما ب ما تؤدّ يه من و ظائف ي ُسخّرها الش ّاعر لمبتغاه‪،‬وبالت ّالي فللم كان وظي فة‬
‫ن وظيف ته الديكور ية‪ ،‬أوالتأطير ي ّة تت لو ّن با لد ّوافع الن ّف سي ّة فت صبح قال با‬
‫أسا سي ّة في ذ لك بمع نى أ ّ‬
‫للحدث وللشّخصية‪.‬‬

‫ثانيا‪:‬الإشار يّات الز ّماني ّة ‪:‬‬

‫ل على زمان يحدّده السّياق بالقياس إلى زمان التكلم‪« ،‬فزمان الت ّكلم هو مركز‬
‫هي كلمات تد ّ‬
‫الإشارة الز ّماني ّة في الكلام‪ ،‬فإذا لم يعرف زمان الت ّكلّم أو مركز الإشارة الز ّماني ّة التبس الأمر على‬
‫السّامع أو القارئ»‪،37‬فمثلا"‪:‬يتجاوز مدلول كلمة اليوم في عبارة " بنات اليوم" دلالة هذا العنصر‬
‫الإشاري إلى الزمن ال كوني الذي يتحدّد بأربع وعشرين ساعة إلى أن يشمل العصر الذي نعيش‬
‫فيه‪،‬فهذه الد ّلالة الإضافي ّة موكولة إلى السّياق الذي ترد فيه هذه العناصر الإشار ي ّة‪،‬هذا وتجدر‬
‫ن هذه العناصر الإشار ي ّة قد «تكون دالة على الز ّمن ال كوني الذي يفترض سلفا‪...‬‬
‫الإشارة إلى أ ّ‬
‫وقد تكون دالّة على الز ّمن الن ّحوي‪،‬وقد يتطابقان في سياق الكلام‪،‬وقد يختلف الز ّمن الن ّحوي عن‬
‫‪38‬‬
‫فتعت مد الإ شار يّات‬ ‫ا لز ّمن ال كوني‪،‬فين شأ بينه ما صراع لا تحل ّه إل ّا المعر فة ب سياق الك لام»‬
‫الزماني ّة في تفسيرها على معرفة وقت الكلام فمن أجل تحديدها وتأو يل الخطاب الذي وردت فيه‬
‫تأو يلا صحيحا«يلزم المرسل إليه أن يدرك لحظة التّلفظ فيتخذها مرجعا تحيل عليه و يؤوّل مكونات‬
‫التّلفظ الل ّغو ية ب ناء على معرفتها»‪ ،39‬ولتداولية المرجع ا لذي يصاحب هذه ا لأدوات فإ ّ‬
‫ن المرسل‬
‫يلجأ في خطابه استعمال الألفاظ الد ّالة على الز ّمن‪ ،‬وهذا الاستعمال خاضع لما يقصده الشّاعر لأن ّه‬
‫زمن مبهم ولا يمكن للقارئ أن يدرك دلالته إلا بمعرفة السّياق الذي ورد فيه‪ ،‬ونمثل لذلك من‬
‫الديوان بقول الشاعر‪:40‬‬
‫ما جاء حاكم لهذه المدينة‬
‫إلا دعا النّاس إلى المسجد‬
‫يوم الجمعة‬
‫وقال في خطبته العصماء‬
‫بأن ّه من أولياء الل ّه ‪.‬‬

‫ظ ‪11‬‬ ‫ﻣﺠﻠﮥ اﻟﺒﺎﺣﺚ ‪ /‬ا����� ‪ 08‬ا���د‪01‬‬


‫اإلضاسّٗات الضّهكاًّ٘ٔ ٍهشجعّ٘تْا الخغاتّ٘ٔ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ‪ .‬هْذٕ هطتٔ ‪ -‬د‪ً .‬ع٘ؤ سعذٗٔ‬

‫ل على زمن معيّن‪ ،‬ول كن ّه أهو في أوّل اليوم‪ ،‬أو في نصفه‪ ،‬أو آخره‪،‬و ل كنّ‬
‫ف "يوم الجمعة"دا ّ‬
‫دلالته ات ّضحت من خلال السياق الذي ورد فيه‪ ،‬وهو ما دل ّت عليه مفردتي" المسجد" و" خطبته"‬
‫وأساسا عليهما تحدّد وقت يوم الجمعة‪ ،‬وهو وقت صلاة الظّهر أين يجتمع فيه المصل ّون بشكل جماعي‬
‫لأداء هذه الفر ي ضة الدين ية ( صلاة الجمعة)‪،‬و هذا ال يوم الم قدّس بالن ّسبة للم سلمين طع ّ مه الش ّاعر‬
‫ن أداء صلاة الجمعة يأتي بعد الاستماع للخطبة يلقي ها إمام‪،‬ول كنّها بالن ّسبة‬
‫بدلالة سياسية‪ ،‬فالمعلوم أ ّ‬
‫خاص يُلقي ها حاكم ظالم يع كف في ها لت قديم دروس تُثب ّت خ ضوع‬
‫ّ‬ ‫للش ّاعر خط بة من نوع‬
‫شعبه‪،‬وتزيدهم إيمانا لسياسته الجائرة ال ّتي جعلها الحاكم تشر يفاو ليس تكليفا‪،‬لذلك يقول نزار‪:41‬‬
‫يعمر الحاكم في بلادنا‬
‫ألف سنة ‪.‬‬

‫فالد ّلالة الزمنية " ألف سنة" تعبير مجازيّ عم ّا تحمله من هموم‪ ،‬وأتراح أثناء فترة رئاسة‬
‫الحاكم الطّاغي على شعبه الذي جعله يعيش يوما في مدة حكمه كأنه سنة‪ ،‬ونفس ّر ذلك تداولي ّا في‬
‫ن الحاكم عمد في سنوات رئاسته إلى العبث بثروات‪،‬وقيم رعي ّته دون رقيب‪،‬ولا حسيب ودون‬
‫أ ّ‬
‫ا لاكتراث بالن تائج ف قد أ بدت أي ّام حك مه للش ّعب ما كانوا يجهلو نه من أق صى در جات‬
‫الجور‪،‬وأ سوء أ نواع الإذ لال من أ جل تحق يق أهدا فه الشّخ صية ع لى ح ساب ح قوق شعبه هذا‬
‫الأخير أصبح يعيش جرّاء ذلك أملا مستحيلا‪ ،‬وحلما وهمي ّا لن يتحقق‪ ،‬و هو ما عب ّر عنه الشّاعر في‬
‫قصيدة" مقابلة تلفز يونية مع غودو" يقول في أحد مقاطعها‪: 42‬‬
‫مازال غودو منذ مليون سنة‬
‫مرتديا معطفه‬
‫ن هناك في المدى محطة ‪.‬‬
‫وحاملا أكياسه وقانعا أ ّ‬

‫ل تداولي ّا على‬
‫فلفظة "مليون سنة"‪،‬وهي مسبوقة بالفعل "مازال" الذي يفيد الاستمرار ية تد ّ‬
‫انت ظار دون جدوى و سط يأس كا مل للشعب‪،‬انتظار ي قود الش ّعوب المقهورة شيئا فشيئا إ لى أن‬
‫ت شرب من كأس ال موت دون تحق يق المبتغى‪،‬و هذا الانت ظار ال يائس تج سد في المق طع من خ لال‬
‫شخصية "غودو"ذلك المسافر الخفي والمنقذ المعو ّل عليه‪،‬والذي طال انتظاره مدّة طو يلة من الزمن‬
‫وهو في أصله شخصي ّة رجل منتظر يُعتقد أن ّه سيأتي في وقت ما‪،‬وهو شبح لشخص غامض وهذه‬

‫ظ ‪11‬‬ ‫ﻣﺠﻠﮥ اﻟﺒﺎﺣﺚ ‪ /‬ا����� ‪ 08‬ا���د‪01‬‬


‫اإلضاسّٗات الضّهكاًّ٘ٔ ٍهشجعّ٘تْا الخغاتّ٘ٔ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ‪ .‬هْذٕ هطتٔ ‪ -‬د‪ً .‬ع٘ؤ سعذٗٔ‬

‫الشخصية خرافية‪ ،‬ف "غودو" لن يأتي أبد‪ ،‬وفيه دلالة على حالة الشعب البائسة التي ما هي إل ّا نتيجة‬
‫ل م ناحي الح ياة لتخ لق‬
‫للا ستبداد السّيا سي و ما شهده من تح طيم للبنى‪،‬والمقو ّمات الإن ساني ّة في ك ّ‬
‫حا لة ت صاب في ها الش ّعوب بالخمول‪،‬والت ّراجع والانكماش‪،‬وأ شدّها ب لوة ال يأس من الم قدرة ع لى‬
‫التغي ير‪،‬وليس ه ناك للش ّعب من خيار سوى الق بول والتعايش‪،‬والانت ظارحتى يتغي ّر قدره‪ .‬ارتب طت‬
‫الإشار يّات الزماني ّة في الد ّيوان ببعض الأحداث الت ّار يخية‪،‬والتي عملت على استكانة الوضع الرّاهن‬
‫يقول نزار‪:43‬‬
‫ونحن من يوم تخاصمنا‬
‫على البلدان‬
‫و النسوان‬
‫في غرناطة‬
‫موتى ول كن ما لهم جنازة‬

‫ففي تلفظ الش ّاعر بكلمة (يوم) هي مبهمة‪ ،‬و غير معروفة‪ ،‬ول كنّها إشارة زماني ّة تسير في‬
‫ض ح في ذكر الشّاعر لغرناطة فيستحضر الحادثة التار يخية "سقوط غرناطة"‬
‫منحى تار يخي‪،‬والذي ات ّ‬
‫وما نتج عنها‪،‬وبهذا تتضّ ح الد ّلالة الزمني ّة للفظة "يوم" الواردة في المقطع‪ ،‬وهي ‪ 02‬ربيع الأول من‬
‫دب‬
‫عام‪ 897‬ه الموا فق لــ‪ 02‬ي ناير‪1492‬م‪،‬و هو تاريخ سقوط غرنا طة*على يد الق شتاليين حين ها ّ‬
‫الضّ عف في أوصال دولة الإسلام‪،‬وسرى الوهن في أطرافها وتبدأ مأساة الأمة الإسلامية هناك «‬
‫مأساة تمث ّل فيها الث ّبات والتصارع ض ّد الفناء الذي كان ير يده الس ّلطان الاسباني‪،‬لا فناء الأفراد‬
‫بل قبله فناء وإفناء العقيدة‪ ،‬وإلغاء كل ما يتصل بذلك»‪،44‬ومااستحضار "نزار" لذلك إلا تأييد على‬
‫أن ّه ب سقوط ب لاد الأ ندلس قد طُو يت آ خر صفحة من دو لة الم سلمين؛ومنذ ذ لك الو قت ع لى ح ّد‬
‫تعبيره موتى من دون جنازة‪ ،‬وذلك في أننا نحن–المسلمين‪ -‬لا نستفيد من التاريخ‪،‬ولا ندرسه لأخذ‬
‫ن‬
‫العبرة وتجنب السبب المؤدي للهزيمة حتى لا نقع مرة ثانية‪،‬ول كن للأسف فعندنا العرب حقا أ ّ‬
‫التاريخ يعيد نفسه ‪.‬‬

‫ظ ‪12‬‬ ‫ﻣﺠﻠﮥ اﻟﺒﺎﺣﺚ ‪ /‬ا����� ‪ 08‬ا���د‪01‬‬


‫اإلضاسّٗات الضّهكاًّ٘ٔ ٍهشجعّ٘تْا الخغاتّ٘ٔ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ‪ .‬هْذٕ هطتٔ ‪ -‬د‪ً .‬ع٘ؤ سعذٗٔ‬

‫ك ما ا صطبغت ب عض الإ شار يّات الز ّمان ية في ا لديوان بالتعبير عن الحا لة الن ّف سية لل شاعر‬
‫ن« الإن سان هو ال كائن الوح يد ا لذي ي حس بالزمن في حرك ته الذاه بة والآي بة‪،‬ويتأثر ب هذه‬
‫اعتبار أ ّ‬
‫يقول نزار‪:46‬‬ ‫‪45‬‬
‫الحركة»‬
‫أنا قمركم المشر ّد ‪..‬يا أهل الشّام‬
‫فمن رآني منكم‬
‫فليتبرع لي بفراش ‪..‬و بطانية صوف‬
‫لأن ّني لم أنم منذ قرون‬

‫لفظة "قرون"‪،‬جمع كثرة مفرده "قرن"‪،‬وهي توحي بأن الشاعر قضى مدة طو يلة جدا بعيدا‬
‫عن وطنه الأم‪،‬ودلالتها الت ّداولية تجل ّت من خلال ربطها بتعبير الش ّاعر عن حاله الن ّفسية إزاء‬
‫نأ يه عن أر ضه‪(،‬أنا ق مركم الم شر ّد‪،‬فليتبر ّع لي ب فراش‪،‬لم أ نم )و هذه الل ّف ظة‪ " -‬قرون"‪ -‬توحي ب شدّة‬
‫معاناة نزار قباني‪ ،‬والأثر الن ّفسي الذي أحدثه الز ّمن أثناء ب ُعدِ الشّاعر عن أرضه بتواجده في ديار‬
‫ص ادق له‪،‬والمتمث ّل في‬
‫الحس الإنساني ال ّ‬
‫ّ‬ ‫ن تجر بة الر ّحيل عن الوطن بالنسبة إليه تعكس‬
‫الغر بة‪،‬وأ ّ‬
‫ن وطنه الش ّام موجود بداخله وفي كيانه إلى الأبد‪.‬‬
‫وطني ّته الن ّزار ية التي رسمتها مرارة الرحيل‪ ،‬وأ ّ‬
‫ن درا سة "بنفن ست" (‪ )Benveniste‬أف ضت إ لى تق سيم هذا‬
‫وانطلا قا من علا قة ال متكلّم بالز ّمن؛ فإ ّ‬
‫العامل اللامرئي إلى ثلاثة أقسام*‪ ،‬وثانيها « الز ّمن الت ّار يخي ال ّذي يمث ّل الإنسان جزءا لا يتجز ّأ من‬
‫الب يئة التي ينتمي إليها‪،‬وما دام كائنا حي ّا يعايش مجموعة من الأحداث يمكنه أن يؤرّخ لحياته من‬
‫بدايتها إلى نهايتها أو العكس‪،‬وذلك عن طر يق الذ ّاكرة لتأليف ما ي ُدعى بالسيرة الذاتية»‪،47‬ومن‬
‫أمثلة ذلك قوله‪:48‬‬
‫أعود إلى دمشق‬
‫لأبحث عن حبل مشيمتي‬
‫و عن القابلة التي رمتني في طست تحت السرير‬
‫وخرجت من بيتنا‬
‫في ذلك اليوم من شهر آذار عام ‪.1923‬‬

‫ظ ‪11‬‬ ‫ﻣﺠﻠﮥ اﻟﺒﺎﺣﺚ ‪ /‬ا����� ‪ 08‬ا���د‪01‬‬


‫اإلضاسّٗات الضّهكاًّ٘ٔ ٍهشجعّ٘تْا الخغاتّ٘ٔ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ‪ .‬هْذٕ هطتٔ ‪ -‬د‪ً .‬ع٘ؤ سعذٗٔ‬

‫ن هذا المق طع يستح ضر ف يه الش ّاعر يوم ولاد ته‪،‬و يعتبر لح ظة ميلاده ممي ّزة‪،‬ودلا لة ال يوم‬
‫إ ّ‬
‫الموجودة في المقطع هي‪ 21 :‬من شهر مارس من عام ‪1923‬م تاريخ خروج الشاعر للحياة‪ ،‬و قيمتها‬
‫ن ولادة شاعرنا كانت في الفصل الذي تثور فيه الأرض على نفسها‪،‬وترمي‬
‫الت ّداولية تتضّ ح في أ ّ‬
‫ل ما يعرفه شاعرنا هوأنه يوم ولد«كانت الطبيعة تنفذ انقلابا على‬ ‫فيه الأشجار ك ّ‬
‫ل أثوابها القديمة وك ّ‬
‫الشتاء وتطلب من الحقول والحشائش والأزهار والعصافير أن تؤيدها في انقلابها على روتين‬
‫الأرض»‪ 49‬؛و بذلك ورث عن هذه الطبيعة الث ّائرة ال كثير من الجينات التي أث ّرت فيه أيّما تأثير‬
‫فكان شاعر الخطوط الحمراء‪...‬العنيد الث ّائر‪ ،‬والصّ امد كالصخر‪.‬‬

‫خاتمة‪:‬‬

‫لقد كشفت لنا المقاربة الت ّداولية للإشار يات المكانية والزمانية في ديوان"ال كبريت في يدي‬
‫ودو ي لاتكم من ورق"ب عض م ل امح الم سيرة الش ّعر ية ل نزار ق باني الحاف لة بالأ حداث الاجتماعي ّة‬
‫والسّياسي ّة والفكر ي ّة‪،‬إذ عب ّرت الإشار يّات المكاني ّة عن حال البلاد العربية المتدهور بالإضافة إلى‬
‫أماكن عاش فيها نزار فترة م ُعي ّنة من حياته‪ ،‬والتي كان لها تأثير على نفسي ّته‪ ،‬وعلى شعره خاصّة‬
‫بلاد الشّام مسقط رأسه‪،‬في حين تمي ّز استعمال الشّاعر للإشار يّات الزماني ّة عموما بالت ّعبير عن شدّة‬
‫معاناة الشّعب في وطنه نتيجة استبداد الحكّام ‪.‬‬

‫الهوامش‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫«هانسون أول من جرب التوحيد بطر يقة نظامية‪ ،‬و تجزئة مختلف الم كونات التي تطورت إلى الآن بطر يقة مستقلة‬
‫و يتمثل هذا التوحيد‪ ،‬وهذه التجزئة في تقسيم التداولية إلى ثلاث درجات متتابعة ‪ :‬تداولية من الدرجة الأولى تتمثل‬
‫في الر موز الإشار ية ‪ ،‬تداولية من الدرجة الثانية هي دراسته لتقنية تعبير القضايا في الجملة المتلفظ بها ‪،‬تداولية الدرجة‬
‫الثالثة تتمثل في نظر ية أفعال الكلام » للتوسع‪،‬ينظر‪،‬فرنسواز أرمينيكو‪،‬المقار بة التداولية ‪،‬ترجمة سعيد علوش‪ ،‬الر باط‪،‬‬
‫المغرب‪1986 ،‬م‪،‬ص‪38‬‬

‫ظ ‪11‬‬ ‫ﻣﺠﻠﮥ اﻟﺒﺎﺣﺚ ‪ /‬ا����� ‪ 08‬ا���د‪01‬‬


‫اإلضاسّٗات الضّهكاًّ٘ٔ ٍهشجعّ٘تْا الخغاتّ٘ٔ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ‪ .‬هْذٕ هطتٔ ‪ -‬د‪ً .‬ع٘ؤ سعذٗٔ‬

‫‪2‬‬
‫لطيف عبد الصاحب الزاملي ‪،‬إشار ية البنى المطلقة ‪،‬مجلة القادسية في الأدب و العلوم التربو ية ‪،‬العدد‪ 1‬المجلد‪،8‬‬
‫‪2009‬م ‪،‬ص‪.21/22‬‬
‫‪3‬‬
‫مريم فرنسيس‪،‬في بناء النص دلالته"محاور الإحالة الكلامية"منشورات وزارة الثقافة‪،‬دمشق‪1998،‬م‪ ،‬ص‪18/19‬‬
‫‪4‬‬
‫فرنسواز أرمينكو‪ ،‬المقاربة التداولية ‪،‬ص ‪. 44‬‬
‫‪5‬‬
‫باديس لهويمل ‪،‬السياق ومقتضى الحال في مفتاح العلوم ‪-‬متابعة تداولية ‪، -‬مجلة المخبر‪،‬أبحاث في اللغة و الأدب‬
‫الجزائري ‪،‬جامعة بسكرة‪ ،‬العدد ‪2013 ،9‬م‪،‬ص‪165‬‬
‫‪6‬‬
‫ع بد ال هادي بن ظافر الشهري‪،‬ا ستراتيجات الخ طاب مقار بة تداول ية‪،‬دار الك تاب الجد يدة المت حدة‪ ،‬ب يروت‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪2004‬م‪ ،‬ص ‪81‬‬
‫‪7‬‬
‫لطيف حاتم عبد الصاحب‪ ،‬إشار ية البنى المطلقة ‪،‬ص‪22‬‬
‫‪ 8‬جورج يول‪ ،‬التداولية‪ ،‬ترجمة قصي العتابي‪ ،‬دار العربية للعلوم ‪،‬الرباط‪ ،‬ط‪2010 ،1‬م‪ ،‬ص‪.27‬‬
‫‪9‬‬
‫عبد الهادي بن ظافر الشهري‪ ،‬استراتجيات الخطاب مقاربة لغو ية تداولية‪ ،‬ص‪.82‬‬
‫‪10‬‬
‫حافظ اسماعيل علوي‪،‬التداوليات"علم استعمال اللغة"‪،‬عالم ال كتب الحديث ‪،‬الأردن‪2011،‬م‪،‬ص‪242‬‬
‫‪11‬‬
‫المرجع السابق ‪،‬ص ن‬
‫‪12‬‬
‫*التعر يف‬ ‫جورج يول‪،‬التداولية‪ ،‬ترجمة قصي العتابي‪،‬دار العربية للعلوم ‪،‬الر باط‪ ،‬ط‪ 2010 ،1‬م ‪،‬ص ‪. 39‬‬
‫با لديوان‪ :‬ي عد د يوان "ال كبر يت في يدي ودو ي لاتكم من ورق" ال صادر عام‪1989‬م؛ٔا حد ائ لدواوين ال شعر ية ذات‬
‫الطابع الس ياسي التي نظمها نزار قباني‪ ،‬وهو يقع في ال جزء السادس من سلسلة الأعمال الس ياس ية الكاملة‪ٔ ،‬‬
‫يتالف‬
‫ئالديوان من ثلاث و عشرين عنوانا موزعة على مائة و ثلاث و س تين صفحة‪ ،‬و الفترة التي كتبت فيها هذه القصائد‬
‫و الموضوعات هي فترة الثمائنينيات‪.‬‬
‫*التعر يف بالشاعر‪ :‬نزار قباني شاعر عربي‪ .‬وئ في دمشق (سور) يوم ‪21‬مارس عام ‪ 1923‬من عائلة دمشقية حصل‬
‫لجامعة السور ية وت خرج فيها عام‬ ‫على البكالور يا من مدرسة الكلية العلمية الوطنية بدمشق‪ ،‬ثم التحق بكلية الحقوق‬
‫‪.‬وكانت ثمرة مسيرته الشعر ية‬ ‫‪ 1945‬عمل بعد تخرجه في السلك الدبلوماسي‪،‬وتركه في ربيع ‪ ،1966‬وتفرغ للشعر‬
‫إحدى وأربعين مجموعة شعر ية ونثر ية‪ ،،‬وافته المنية في لندن يوم ‪1998/04/30‬م عن عمر يناهز ‪ 75‬عاما ‪،‬قضى منها‬
‫أكثر من خمسين عاما في الحب و الس ياسة و الثورة‪.‬ينظر‪:‬حبيب بوهرور ‪،‬تشكل الموقف النقدي عند أدونيس ونزار‬
‫قباني‪ ،‬عالم ال كتب الحديث‪ ،‬الأردن‪ ،‬ط‪ ،1‬ص‪219-214‬‬
‫‪ 13‬ذهبية حمو الحاج‪،‬لسانيات التلفظ و تداولية الخطاب‪،‬دار الأمل‪،‬تيزي وزو‪،‬ط‪2،2012‬م‪ ،‬ص ‪124‬‬
‫‪14‬‬
‫عبد الهادي بن ظافر الشهري‪ ،‬استراتيجية الخطاب‪ ،‬ص‪84‬‬
‫‪ 15‬جورج يول‪ ،‬التداولية‪ ،‬ص ‪40‬‬
‫‪16‬‬
‫نزار قباني‪،‬ديوان ال كبريت في يدي ودو يلاتكم من ورق‪ ،‬منشورات نزار قباني بيروت ‪.‬لبنان‪ ،‬ط‪1998، 4‬م‬
‫ص‪78/76‬‬

‫ظ ‪11‬‬ ‫ﻣﺠﻠﮥ اﻟﺒﺎﺣﺚ ‪ /‬ا����� ‪ 08‬ا���د‪01‬‬


‫اإلضاسّٗات الضّهكاًّ٘ٔ ٍهشجعّ٘تْا الخغاتّ٘ٔ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ‪ .‬هْذٕ هطتٔ ‪ -‬د‪ً .‬ع٘ؤ سعذٗٔ‬

‫‪ 17‬جورج يول‪ ،‬التداولية‪ ،‬ص ‪33‬‬


‫‪ 18‬الديوان‪ ،‬ص ن‬
‫‪19‬‬
‫الديوان‪،‬ص‪14‬‬
‫‪ 20‬الديوان‪ ،‬ص‪82/81‬‬
‫‪ 21‬الديوان‪ ،‬ص ‪111‬‬
‫‪ 22‬غيداء أحمد سحنون شلاش ‪،‬المكان و المصطلحات المقاربة له – دراسة مفهوماتية‪ -‬مجلة أفاق‪ ،‬كلية الأساسية‬
‫العدد‪ ،2‬المجلد ‪ ،2011 ،11‬ص‪249‬‬
‫‪ 23‬الديوان‪ ،‬ص‪111‬‬
‫‪24‬‬
‫يوسف سليمان الطحان‪ ،‬الفضاء في القصة القرانية‪ ،‬كلية التربية الأساسية‪ ،‬جامعة الموص‪ ،‬المجلد ‪ ،10‬العدد‪،1‬‬
‫‪ ،2010‬ص ‪260‬‬
‫‪25‬‬
‫كلثوم مدقن ‪،‬دلالة المكان فبي رواية موسم الهجرة إلى الشمال " الطيب صالح"‪ ،‬الأثر مجلة الآداب و اللغات‪،‬‬
‫جامعة ورقلة‪ ،‬الجزائر‪،‬العدد‪ ،4‬ماي ‪2005‬م‪ ،‬ص ‪141‬‬
‫‪26‬‬
‫الديوان‪ ،‬ص‪103‬‬
‫‪ 27‬الديوان‪ ،‬ص ‪113‬‬
‫‪ 28‬الديوان‪ ،‬ص ‪135‬‬
‫‪ 29‬كلثوم مدقن‪ ،‬دلالة المكان في رواية موسم الهجرة‪ ،‬ص ‪142‬‬
‫‪30‬‬
‫ينظر المرجع السابق‪ ،‬ص‪144‬‬
‫‪ 31‬الديوان‪ ،‬ص ‪105‬‬
‫‪ 32‬الديوان‪ ،‬ص ‪108‬‬
‫‪ 33‬الديوان‪ ،‬ص ‪108‬‬
‫‪34‬‬
‫يوسف سليمان الطحان‪ ،‬الفضاء في القصة القرآنية‪ ،‬ص‪258‬‬
‫‪ 35‬الديوان‪ ،‬ص ‪109‬‬
‫‪ 36‬الديوان‪ ،‬ص‪111‬‬
‫‪ 37‬محمود أحمد نحلة‪ ،‬أفاق جديدة في البحث اللغوي المعاصر ‪،‬دار المعرفة المصر ية ‪ 2006‬م‪ ،‬ص ‪19‬‬
‫‪ 38‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪21‬‬
‫‪39‬‬
‫عبد الهادي بن ظافر الشهري‪ ،‬استراتيجيات الخطاب‪ ،‬ص ‪83‬‬
‫‪ 40‬الديوان‪ ،‬ص ‪53‬‬
‫‪41‬‬
‫‪ -‬الديوان‪ ،‬ص‪36‬‬
‫‪42‬‬
‫الديوان‪ ،‬ص ‪80‬‬

‫ظ ‪11‬‬ ‫ﻣﺠﻠﮥ اﻟﺒﺎﺣﺚ ‪ /‬ا����� ‪ 08‬ا���د‪01‬‬


‫اإلضاسّٗات الضّهكاًّ٘ٔ ٍهشجعّ٘تْا الخغاتّ٘ٔ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ‪ .‬هْذٕ هطتٔ ‪ -‬د‪ً .‬ع٘ؤ سعذٗٔ‬

‫‪ 43‬الديوان‪ ،‬ص ‪83‬‬


‫* للوقوف على حيثيات الحادثة التار يخية يمكن الرجوع لبعض المراجع التار يخية مثل‪ :‬عبد الرحمن علي الحجي التاريخ‬
‫الأندلسي من الفتح الإسلامي حتى سقوط غرناطة‪ ،‬دار القيم بيروت‪ ،‬ط‪1981 ،2‬م ‪.‬‬
‫‪ 44‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪568‬‬
‫‪ 45‬رابح لطرش‪ ،‬مفهمو الزمن في الفكر و الأدب‪ ،‬مجلة العلوم الإنسانية‪ ،‬جامعة فرحات عباس‪ ،‬سطيف العدد‪،2‬‬
‫مارس ‪2006‬م‪ ،‬ص‪56‬‬
‫‪ 46‬الديوان‪ ،‬ص ‪.134‬‬
‫* «قسم بنفنست ‪ Benveniste‬الزمن في علاقته بالمتكلم إلى ثلاثة أقسام هي ‪ :‬الزمن الطبيعي‪ ،‬الزمن التار يخي وزمن‬
‫الحدث»للتوسع ينظر‪:‬ذهبية الحاج حمو‪،‬لسانيات التلفظ وتداولية الخطاب‪،‬ص‪ 116‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ 47‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪116‬‬
‫‪ 48‬الديوان‪ ،‬ص‪103‬‬
‫‪ 49‬نزار قباني ‪،‬قصتي مع الشعر‪ ،‬منشورات نزار قباني‪ ،‬بيروت ‪،‬لبنان‪ ،‬ط‪ ،1‬ص ‪26‬‬

‫ظ ‪11‬‬ ‫ﻣﺠﻠﮥ اﻟﺒﺎﺣﺚ ‪ /‬ا����� ‪ 08‬ا���د‪01‬‬

You might also like